Professional Documents
Culture Documents
اإليمان
-4عمل اللسان (العمل الذي ال يؤدي إال به
كتالوة القرآن)
-5عمل الجوارح
ُول القلب (تصديقه وإيقانه)
َّق ِب ِه أولَئِ َك هم ا ْلمتَّق َ
ون ( )33لَه ْم َما صد َ قال تعالىَ ( :والَّذِي َجا َء ِب ِ
الص ْد ِ
ق َو َ
ين ( ))34الزمر ون ِع ْن َد َر ِب ِه ْم َذ ِل َك َج َزاء ا ْلم ْح ِ
س ِن َ يَشَاء َ
ِين آ َ َمنوا ِب َّ ِ
اَّلل َو َرسو ِل ِه ث َّم لَ ْم يَ ْرتَابوا َو َجا َهدوا وقالِ ( :إنَّ َما ا ْلم ْؤ ِمن َ
ون الَّذ َ
ون ( )15الحجرات. َّللا أولَئِ َك هم ال َّ
صادُِ َ س ِبي ِل َّ ِ ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأ َ ْنف ِ
س ِه ْم فِي َ
في حديث الشفاعة( :يخرج من النار من ُال :ال إله إال هللا وفي ُلبه من الخير
ما يزن شعيرة) خ م
ُول اللسان (النطق بالشهادتين)
قال تعالىُ :ولوا آ َ َمنَّا ِب َّ ِ
اَّلل َو َما أ ْن ِز َل ِإلَ ْينَا َو َما أ ْن ِز َل ِإلَى ِإ ْب َرا ِهي َم
سىسى َو ِعي َ ي مو َ اط َو َما أوتِ َ سبَ ِ وب َو ْال َ ْ اق َويَ ْعق َ س َح َ س َما ِعي َل َو ِإ َْو ِإ ْ
ون ِم ْن َر ِب ِه ْم َال نفَ ِرق بَ ْي َن أ َ َح ٍد ِم ْنه ْم َونَ ْحن لَه ي النَّ ِبيُّ ََو َما أو ِت َ
ون ( )136البقرة. س ِلم َم ْ
ب) الشورى َّللا ِم ْن ِكتَا ٍ وُالَ ( :وُ ْل آ َ َم ْنت ِب َما أ َ ْن َز َل َّ
علَ ْي ِه ْم َو َال
ف َ ستَقَاموا فَ َال َخ ْو ٌ َّللا ث َّم ا ْ ين َُالوا َربُّنَا َّ وُالِ ( :إ َّن الَّ ِذ َ
ون ( )13الحقاف ه ْم يَ ْح َزن َ
في الحديث” :أمرت أن أُاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال هللا
وأني رسول هللا .)...خ م
عمل القلب (النية واإلخالص )...
ون َربَّه ْم ِبا ْلغَدَا ِة
ين يَ ْدع َ قال تعالىَ ( :و َال ت َ ْطر ِد الَّ ِذ َ
ش ْي ٍء سا ِب ِه ْم ِم ْن َعلَ ْي َك ِم ْن ِح َ ون َو ْج َهه َما َ شي ِ ي ِريد َ َوا ْلعَ ِ
ش ْي ٍء فَت َ ْطردَه ْم فَتَك َ
ون ِم َن علَ ْي ِه ْم ِم ْن َسا ِب َك َ َو َما ِم ْن ِح َ
ين (.))52 ال َّظا ِل ِم َ
َّللا َو ِجلَ ْت ُلوبه ْم ين ِإذَا ذ ِك َر َّ وقالِ ( :إنَّ َما ا ْلم ْؤ ِمن َ
ون الَّ ِذ َ
علَى َر ِب ِه ْم علَ ْي ِه ْم آَيَاته َزا َدتْه ْم ِإي َمانا َو َ َو ِإذَا ت ِليَ ْت َ
ون ( )2النفال. يَت َ َوكَّل َ
وغيرها من النصوص.
عمل اللسان (التالوة ،التسبيح ،التحميد)...
حديث وفد عبد القيس وفيه قوله صلى هللا عليه وسلم(( :آمركم باإليمان باهلل وحده))
وقال(( :هل تدرون ما اإليمان باهلل وحده))؟ قالوا :هللا ورسوله أعلم قال(( :شهادة
أن ال إله إال هللا ،وإقام الصالة ،وإيتاء الزكاة ،وأن تعطوا من الغنائم الخمس))
الحديث .ففي هذا الحديث فسر الرسول صلى هللا عليه وسلم للوفد اإليمان هنا
بقول اللسان ،وأعمال الجوارح
(ومعلوم أنه لم يرد أن هذه األعمال تكون إيمانا ً باهلل بدون إيمان القلب ،لما قد
أخبر في مواضع أنه البد من إيمان القلب ،فعلم أن هذه مع إيمان القلب هو
اإليمان ،وأي دليل على أن األعمال داخلة في مسمى اإليمان فوق هذا الدليل؟ فإنه
فسر اإليمان باألعمال ولم يذكر التصديق مع العلم بأن هذه األعمال ال تفيد مع
الجحود)
ومن األدلة أيضا ً قوله صلى هللا عليه وسلم(( :ال يزني الزاني حين يزني
وهو مؤمن)) الحديث ،وما في معناه من األحاديث في نفي اإليمان عمن
ارتكب الكبائر وترك الواجبات كقوله صلى هللا عليه وسلم(( :ال إيمان لمن ال
أمانة له))
يقول ابن رجب تعليقا ً على ذلك :فلوال أن ترك هذه الكبائر من مسمى
اإليمان لما انتفى اسم اإليمان عن مرتكب شيء منها ألن االسم ال ينتفي إال
بانتفاء بعض أركان المسمى أو واجباته.
ويقول ابن تيمية :ثم إن نفي اإليمان عند عدمها دال على أنها واجبة فاهلل
ورسوله ال ينفيان اسم مسمى أمر هللا به ورسوله إال إذا ترك بعض واجباته
كقوله صلى هللا عليه وسلم(( :ال صالة إال بأم القرآن))
وقوله صلى هللا عليه وسلم(( :ال إيمان لمن ال أمانة له،
وال دين لمن ال عهد له)).
ومنها قوله صلى هللا عليه وسلم(( :من أعطى هلل ومنع
هلل ،وأحب هلل وأبغض هلل ،وأنكح هلل فقد استكمل
إيمانه)).
اللقاء الثالث ()3
وجهة نظر من ُال بعدم دخول العمال في مسمى
اإليمان
أوال :اإليمان في اللغة بمعنى التصديق ،وهو كذلك في
الشرع.
والجواب عنه ما تقدم من بيان عدم ترادف اإليمان
والتصديق لغة.
هذا من أوضح الدالئل على زيادة اإليمان ونقصانه وتفاضل أهله فيه.
ُال الشيخ العالمة ابن سعدي بعد ذكره لحديث أبي هريرة":وهذا
صريح في أن اإليمان يزيد وينقص بحسب زيادة هذه الشرائع
والشعب ،واتصاف العبد بها أو عدمه ،ومن المعلوم أن الناس
يتفاوتون فيها تفاوتا كثيرا ،فمن زعم أن اإليمان ال يزيد وال ينقص
فقد خالف الحس ،مع مخالفته لنصوص الشرع كما ترى“
التوضيح والبيان ص 27
-3حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه ُالُ :ال رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم":ال إيمان لمن ال أمانة له” أحمد.
هذا الحديث دليل على أن من ال أمانة له ،فقد نقص فيه شيء من
واجبات هذا الدين ،فيذهب عنه كمال اإليمان الواجب وتمامه ،ويكون
بذلك مؤمنا ً ناقص اإليمان
-4حديث أنس بن مالك رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم
أنه ُال "يخرج من النار من ُال ال إله إال هللا وفي ُلبه وزن شعيرة
من خير ،ويخرج من النار من ُال ال إله إال هللا وفي ُلبه وزن برة من
خير وبخرج من النار من ُال ال إله إال هللا وفي ُلبه وزن ذرة من
خير” .خ م
-5حديث أبي هريرة رضي هللا عنه ُالُ :ال رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم":أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا” أحمد
أوجه زيادة اإليمان
ا -أن اإليمان يزيد وينقص من جهة اإلجمال والتفصيل فيما أمروا به.
-2أنه يزيد وينقص من جهة اإلجمال والتفصيل فيما وُع منهم.
-3أنه يزيد وينقص من جهة علم القلب وتصديقه.
-4أنه يزيد وينقص من جهة المعرفة القلبية وهي دون التصديق.
-5إنه يزيد وينقص من جهة عمل القلب كالمحبة والخوف والرجاء وغيرها.
تابع ” أوجه زيادة اإليمان“
-6أنه يزيد وينقص من جهة أعمال الجوارح الظاهرة.
-7أنه يزيد وينقص من جهة استحضار اإلنسان لوامر الدين
الحنيف وعدم الغفلة عنها والثبات والدوام عليها.
-8أنه يزيد وينقص من جهة أن اإلنسان ُد يكون منكرا ومكذبا
بأمور ،ال يعلم أنها من اإليمان ،ثم يتبين له بعد أنها منه ،فيزداد
بذلك إيمانه.
-9أنه يزيد وينقص في هذه المور من جهة السباب المقتضية
لها.
فهذه أوجه زيادة اإليمان ونقصانه على وجه اإلجمال.
مراتب المؤمنين
مما يدل على زيادة اإليمان ونقصانه تفاضل المؤمنين وتفاوتهم في مرتبة
اإليمان ،وهم ثالث مراتب :
-1سابقون مقربون :هم الذين ُاموا بالواجبات والمستحبات ،وتركوا
المحرمات والمكروهات ،وفضول المباحات.
-2مقتصدون .وهم :الذين ُاموا بالواجبات ،وتركوا المحرمات
-3ظالمون لنفسهم وهم :الذين تركوا بعض واجبات اإليمان ،وفعلوا
بعض المحرمات
ص َطفَ ْينَا ِم ْن ِعبَا ِدنَا فَ ِم ْنه ْم َظا ِل ٌم ين ا ْ ُال هللا { :ث َّم أ َ ْو َرثْنَا ا ْل ِكت َ َ
اب الَّ ِذ َ
ضل ت ِب ِإ ْذ ِن َّ ِ
َّللا َذ ِل َك ه َو ا ْلفَ ْ ق ِبا ْل َخ ْي َرا ِ س ِه َو ِم ْنه ْم م ْقت َ ِص ٌد َو ِم ْنه ْم َ
سا ِب ٌ ِلنَ ْف ِ
ا ْل َك ِبير} [سورة فاطر. ]32 :
شعب اإليمان إجماال
وكذلك إذا كان غير مضاف وال معرف ال تطلق إال على هللا.
ومن الثاني :قوله تعالى عن قول يوسف عليه السالم ألحد صاحبيه في
السجن( :اذكرني عند ربك).
أُسام الربوبية
الربوبية الخاصة:
وهي تتعلق ببعض المكلفين ،أي أن هللا رباهم باإليمان ووفقهم للعمل الصالح،
وهي بمعنى الهداية الخاصة.
قال تعالى( :فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضاللة) األعراف 30
وقال( :والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) محمد 17
التصريح بأن الفطرة مقتضية لإلقرار بالرب وتوحيده وحبه في األدلة السمعية.
منهج أهل السنة والجماعة ومنهج األشاعرة في توحيد هللا 287 -280 / 1
لجوء اإلنسان وفزعه إلى خالقه سواء كان هذا اإلنسان موحدا أو
مشركا عند الشدة والحاجة
ض ُّر َدعَانَا ِل َج ْن ِب ِه أ َ ْو َُا ِعدا أ َ ْو َُا ِئما فَلَ َّما س َ
ان ال ُّ اإل ْن َ
س ِْقال تعالىَ ( :و ِإ َذا َم َّ
ين َما سه َك َذ ِل َك ز ِي َن ِل ْلم ْ
س ِرفِ َ ع ْنه ض َّره َم َّر كَأ َ ْن لَ ْم يَ ْدعنَا ِإلَى ض ٍر َم َّ ش ْفنَا ََك َ
ون ( )12يونس كَانوا يَ ْع َمل َ
ون ِإ َّال ِإيَّاه فَلَ َّما نَ َّجاك ْم ِإلَى ض ُّر ِفي ا ْلبَحْ ِر َ
ض َّل َم ْن ت َ ْدع َ سكم ال ُّ وُالَ ( :و ِإ َذا َم َّ
سان كَفورا ( )67اإلسراء اإل ْن َ
َان ْ ِ
ضت ْم َوك َ ا ْلبَ ِر أَع َْر ْ
ان ضر َدعَا َربَّه منِيبا ِإلَ ْي ِه ث َّم ِإ َذا َخ َّولَه نِ ْع َمة س َاإل ْن َ
س ِْ وُال تعالىَ ( :و ِإ َذا َم َّ
َّلل أ َ ْندَادا ِلي ِض َّل َ
ع ْن َ
س ِبي ِل ِه ُ ْل َان يَ ْدعو ِإلَ ْي ِه ِم ْن َُ ْبل َو َجعَ َل ِ َّ ِي َما ك َ س َ ِم ْنه نَ ِ
ب النَّ ِار ( )8الزمر ص َحا ِت َ َمت َّ ْع ِبك ْف ِر َك َُ ِليال ِإنَّ َك ِم ْن أ َ ْ
ورود التكليف بتوحيد العبادة أوال
وحي ِإلَ ْي ِه أَنَّه َال ِإلَهَ قال تعالىَ ( :و َما أ َ ْر َ
س ْلنَا ِم ْن َُ ْب ِل َك ِم ْن َرسو ٍل ِإ َّال ن ِ
ون ( )25األنبياء إِ َّال أَنَا فَاعْبد ِ
الثاني :لو لم يكن اإلقرار باهلل تعالى وربوبيته فطريا لساغ لمعارضي
الرسل عند دعوتهم لهم بقول هللا تعالى( :فاعبدون) أن يقولوا :نحن لم
نعرفه أصال فكيف يأمرنا.
إلزام المشركين بتوحيد الربوبية ليقروا بتوحيد اللوهية
ين ِم ْن قال تعالى( :يَا أَيُّ َها النَّاس ا ْعبدوا َربَّكم الَّ ِذي َخلَقَك ْم َوالَّ ِذ َ
س َما َء
ض ِف َراشا َوال َّ ون ( )21الَّ ِذي َج َع َل لَكم ْال َ ْر َ َُ ْب ِلك ْم لَعَلَّك ْم تَتَّق َ
ت ِر ْزُا لَك ْم فَ َال اء َماء فَأ َ ْخ َر َج ِب ِه ِم َن الث َّ َم َرا ِ س َم ِ ِبنَاء َوأ َ ْن َز َل ِم َن ال َّ
ون ( ) )22البقرة 22-21 َّلل أ َ ْندَادا َوأ َ ْنت ْم ت َ ْعلَم َ
ت َ ْجعَلوا ِ َّ ِ
ض َوه َو ي ْط ِعم ت َو ْال َ ْر ِ اوا ِس َم َ َّللا أَت َّ ِخذ َو ِليًّا فَ ِ
اط ِر ال َّ وقالْ ُ( :ل أ َ َ
غ ْي َر َّ ِ
سلَ َم َو َال تَكونَ َّن ِم َن ون أ َ َّو َل َم ْن أ َ ْ
َو َال ي ْطعَم ُ ْل ِإ ِني أ ِم ْرت أ َ ْن أَك َ
اب يَ ْو ٍم ع َِظي ٍم عذَ َ ص ْيت َر ِبي َ ع َ ين (ْ ُ )14ل ِإ ِني أ َ َخاف ِإ ْن َ ا ْلم ْ
ش ِر ِك َ
ع ْنه يَ ْو َمئِ ٍذ فَقَ ْد َر ِح َمه َوذَ ِل َك ا ْلفَ ْوز ا ْلم ِبين ()16 ف َ (َ )15م ْن يص َْر ْ
س َك ِب َخ ْي ٍر فَه َوس ْف لَه ِإ َّال ه َو َو ِإ ْن يَ ْم َ ش ََّللا ِبض ٍر فَ َال َكا ِ س َك َّ س ْ َو ِإ ْن يَ ْم َ
ق ِعبَا ِد ِه َوه َو ا ْل َح ِكيم ير (َ )17وه َو ا ْلقَا ِهر فَ ْو َ ش ْي ٍء َُ ِد ٌعلَى ك ِل َ َ
ا ْل َخ ِبير ( ))18األنعام
ض أَنَّى يَكون لَه َولَ ٌد َولَ ْم تَك ْن لَه َو ْال َ ْر ِ ت
اوا ِس َم َ
وقال( :بَ ِديع ال َّ
ع ِلي ٌم ( )101ذَ ِلكم َّ
َّللا َربُّك ْم ش ْي ٍء َ
َوه َو ِبك ِل َ ش ْي ٍء
ق ك َّل َ احبَةٌ َو َخلَ َ
ص َِ
علَى ك ِل َ
ش ْي ٍء َو ِكي ٌل ش ْي ٍء فَا ْعبدوه َوه َو َ َ َال ِإلَهَ ِإ َّال ه َو َخا ِلق ك ِل
())102
التصريح بأن الفطرة مقتضية لإلُرار بالرب وتوحيده وحبه في الدلة السمعية.
قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم( :ما من مولود إال يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو
يمجسانه أو ينصرانه) متفق عليه (خ )1359 :و(م.)2658:
الفطرة هنا هي فطرة اإلسالم ،وهي السالمة من االعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة،
وليس المراد أن اإلنسان حين يخرج من بطن أمه يعلم هذا الدين موحدا هلل ،فإن هللا يقول( :وهللا
أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا) [النحل ]78 :وإنما المراد أن فطرته مقتضية
وموجبة لدين اإلسالم ولمعرفة الخالق واإلقرار به ومحبته ،ومقتضيات هذه الفطرة وموجباتها
تحصل شيئا بعد شيء وذلك بحسب كمال الفطرة وسالمتها من الموانع.
ويدل على هذا أمور:
أوال :رواية (على هذه الملة) صحيح مسلم.
ثانيا :أن الصحابة فهموا أن المراد بالفطرة :اإلسالم ،لذلك سألوا الرسول صلى هللا عليه وسلم
عقب ذلك عن أطفال المشركين لوجود ما يغير تلك الفطرة السليمة.
ثالثا :إن هذا الحديث يؤئده ظاهر القرآن( ،فأقم وجهك للدين
حنيفا فطرة هللا التي فطر الناس عليها) الروم .30
رابعا :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيما يرويه عن
ربه( :خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين)...
والحنفية :اإلسالم
قال اإلمام ابن القيم رحمه هللا( :وهذه الطريق من أُوى الطرق وأصحها
وأدلها على الصانع وصفاته وأفعاله ،وارتباط أدلة هذه الطريق بمدلوالتها
أُوى من ارتباط الدلة العقلية الصريحة بمدلوالتها ،فإنها جمعت بين داللة
الحس والعقل ،وداللتها ضرورية بنفسها ،ولهذا يسميها هللا سبحانه آيات
بينات).
الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (.)1197 /3
بيان هذه الطريق من وجهين:
ين ( )16أ َ ْن ب ا ْلعَالَ ِم َ وال ِإنَّا َرسول َر ِ ُال تعالى آمرا موسى وهارون ( :فَأْتِيَا فِ ْرع َْو َن فَق َ
ين ()18 سنِ َ س َرائِي َل (َُ )17ا َل أَلَ ْم ن َر ِب َك فِينَا َو ِليدا َولَ ِبثْتَ فِينَا ِم ْن عم ِر َك ِ س ْل َمعَنَا بَنِي ِإ ْ أ َ ْر ِ
ين ()20 ض ِال َ ين (َُ )19ا َل فَعَ ْلت َها ِإذا َوأَنَا ِم َن ال َّ َوفَعَ ْلتَ فَ ْعلَت َ َك الَّتِي فَعَ ْلتَ َوأ َ ْنتَ ِم َن ا ْلكَافِ ِر َ
ين (َ )21وتِ ْل َك نِ ْع َمةٌ ب ِلي َر ِبي ح ْكما َو َجعَلَنِي ِم َن ا ْلم ْر َ
س ِل َ فَفَ َر ْرت ِم ْنك ْم لَ َّما ِخ ْفتك ْم فَ َو َه َ
بين (َُ )23ا َل َر ُّ ب ا ْلعَالَ ِم َ س َرائِي َل (َُ )22ا َل فِ ْرع َْون َو َما َر ُّ عبَّ ْدتَ بَنِي إِ ْ ي أ َ ْن َ علَ َّتَمنُّ َها َ
ون ()25 ست َ ِمع َ ين (َُ )24ا َل ِل َم ْن َح ْولَه أ َ َال ت َ ْ ض َو َما بَ ْينَه َما إِ ْن ك ْنت ْم موُِنِ َ ت َو ْال َ ْر ِ اوا ِس َم َال َّ
ون (َُ )27ا َل س َل ِإلَ ْيك ْم لَ َمجْ ن ٌ ين (َُ )26ا َل ِإ َّن َرسولَكم الَّذِي أ ْر ِ ب آ َبا ِئكم ْال َ َّو ِل َ َُا َل َربُّك ْم َو َر ُّ
غ ْي ِري ون (َُ )28ا َل لَ ِئ ِن ات َّ َخ ْذتَ ِإلَها َ ب َو َما َب ْينَه َما ِإ ْن ك ْنت ْم ت َ ْع ِقل َ ق َوا ْل َم ْغ ِر ِ ب ا ْل َمش ِْر ِ َر ُّ
ت ِب ِه ِإ ْن ك ْنتَ ِم َن ين (َُ )30ا َل فَأ ْ ِ ش ْي ٍء م ِب ٍين (َُ )29ا َل أ َ َولَ ْو ِجئْت َك ِب َ سجو ِن َ َلَجْ َعلَنَّ َك ِم َن ا ْل َم ْ
ضاء ي بَ ْي َ ع يَدَه فَ ِإ َذا ِه َ ين (َ )32ونَ َز َ ان م ِب ٌ ي ث ْعبَ ٌ صاه فَ ِإ َذا ِه َ ع َين ( )31فَأ َ ْلقَى َ صا ِدُِ َال َّ
ين ( )33الشعراء اظ ِر َِللنَّ ِ
حال فرعون
دعوى الربوبية
ش ِر س َو ٍر ِمثْ ِل ِه ون ْافت َ َراه ُ ْل فَأْتوا ِبعَ ْ ُال تعالى( :أ َ ْم يَقول َ
َّللا ِإ ْن ك ْنت ْم
ون َّ ِ ط ْعت ْم ِم ْن د ِ ست َ َت َوا ْدعوا َم ِن ا ْ م ْفت َ َريَا ٍ
ست َ ِجيبوا لَك ْم فَا ْعلَموا أَنَّ َما أ ْن ِز َل ِب ِع ْل ِم ين ( )13فَ ِإلَّ ْم يَ ْ صا ِدُِ َ َ
ون ( )14هود َّللا َوأ َ ْن َال ِإلَهَ ِإ َّال ه َو فَ َه ْل أ َ ْنت ْم م ْ
س ِلم َ َّ ِ
العلوم
اتفاق جميع الرسل على اإلخبار بأشياء معينة ،منها:
-1دعوتهم جميعا إلى عبادة إله واحد
-2بشارة موسى وعيسى برسالة محمد عليهم الصالة والسالم.
-3الرسول قد أخبر بأخبار األمم الماضية مع القطع بأنه كان يعيش في أمة
أمية ،وكذلك أخبر بأمور تحصل في المستقبل وقد حصلت ،منها ما هو في
القرآن ومنها ما هو في السنة.
غلَ ِب ِه ْم الروم ( )2فِي أ َ ْدنَى ْال َ ْر ِ
ض َوه ْم ِم ْن بَ ْع ِد َ ت ُّ قال تعالى( :الم ( )1غ ِلبَ ِ
ين) .الرومس ِن َ
ض ِع ِ سيَ ْغ ِلب َ
ون (ِ )3في ِب ْ َ
وفي السنة (إذا هلك كسرى فال كسرى بعده) البخاري (.)3618
(خالفة النبوة ثالثون سنة ،ثم يؤتي هللا ملكه من يشاء)
أبو داود (.)4646
قال ابن تيميةَ ( :و َذل َك أَن َه َذا ت َ ْقسيم َحاصر َذ َك َره ّللا بصيغَة ا ْست ْف َهام ْاإل ْن َكار
ورة َال ي ْمكن َج ْحدهَا يَقول{ :أ َ ْم خلقوا م ْن ليبَينَ أَن هَذه ْالمقَد َمات َم ْعلو َمة بالضر َ
سه ْم َوه ْم يَ ْعلَمونَ أَن ك َال
ي :م ْن َغيْر خَالق َخلَقَه ْم؛ أ َ ْم ه ْم َخلَقوا أ َ ْنف َ
ش ْيء} أ َ ْ
َغيْر َ
ضيْن بَاطل؛ فَتَعَينَ أَن لَه ْم خَالقًا َخلَقَه ْم س ْب َحانَه َوتَعَالَى)مجموع الفتاوى /5 النقي َ
.)359
انظر :منهج أهل السنة والجماعة ومنهج األشاعرة في توحيد هللا تعالى .ص
303
اللقاء الثالث عشر ()13
الشرك في الربوبية
تعريف الشرك في الربوبية
ب الش ْرك فِي ال ُّربو ِبيَّ ِة فَ ِإ َّن َّ
الر َّ قال شيخ اإلسالم ابن تيمية في تعريفه( :فَ ِ
الرافِع ار النَّافِع ا ْل َخافِض َّ س ْب َحانَه ه َو ا ْل َما ِلك ا ْلمدَبِر ا ْلم ْع ِطي ا ْل َمانِع ال َّ
ض ُّ
ار أ َ ْو النَّا ِف َع أ َ ْو ا ْلم ِع َّز أ َ ْو ي أ َ ْو ا ْل َما ِن َع أ َ ْو ال َّ
ض َّ ا ْلم ِع ُّز ا ْلم ِذ ُّل فَ َم ْن ش َِه َد أَ َّن ا ْلم ْع ِط َ
غ ْيره فَقَ ْد أَش َْر َك ِبربو ِبيَّتِ ِه) .محموع الفتاوى 92 /1 ا ْلم ِذ َّل َ
وقال( :هو إثبات فاعل مستقل غير هللا ،كمن يجعل الحيوان مستقال بإحداث
فعله ،ويجعل الكواكب ،أو الجسام الطبيعية ،أو العقول ،أو النفوس ،أو
المالئكة ،أو غير ذلك مستقال بشيء من اإلحداث ،فهؤالء حقيقة ُولهم
تعطيل الحوادث عن الفاعل) درء تعارض العقل والنقل 390 /7
من أشرك مع هللا غيره في خصائص
الربوبية أو أنكر شيئا منها ،أو شبهه بغيره،
أو شبه غيره به يعد مشركا باهلل ،سواء كان
في ذاته أو أفعاله أو أوصافه
تعطيل المصنوع
شرك من يشرك شرك من أسند تعطيل معاملته عما يجب على تعطيل الصانع عن
عن صانعه
شرك النصارى بالكواكب العلويات النعمة إلى غير العبد من حقيقة التوحيد كماله المقدس
وخالقه
شرك الصابئة هللا
• تعطيل أسماء هللا
وأوصافه وأفعاله
من غالة الجهمية
شرك شرك فرعون حين شرك عباد والقرامطة
ُال( :ما علمت لكم الشمس وعباد • شرك منكري
المجوس من إله غيري) النار • شرك طائفة أهل
الرسالة للرسل • شرك المالحدة
وحدة الوجود القائلين بقدم
• شرك منكري القدر
الذين يقولون :ما العالم وأبديته
• شرك التشريع
شرك الذي ثم خالق ومخلوق والتحليل والتحريم
شرك القدرية حاج إبراهيم من غير هللا
في ربه
اللقاء الرابع عشر ()14
اإللحاد
وجود اإللحاد في الناس قديما قليل ،لم يذهب إليه إال شرذمة
قليلة من البشر مثل فرعون( :وما رب العالمين).