You are on page 1of 217

‫حصاد عام‬ ‫ُ‬

‫‪2013- 2014‬‬ ‫مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬


‫‪KOMELA ABORÎNASÊN KURD - SÛRÎ‬‬

‫جمموعة أوراق عمل ومقاالت‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫رابط الجمعية على الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri20‬‬
‫‪06‬‬
‫ُ‬
‫مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬
‫ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫مجعية علمية ختصصية تعىن بالشؤون االقتصادية يف املنطقة الكردية‪ ،‬تأسست بتاريخ ‪.6002 /2 /62‬‬
‫‪KOMELA ABORÎNASÊN KURD - SÛRÎ‬‬
‫‪li herêma Kurdî، di karûbarên Aborî de şareza ye،Komeleyeke zanistî‬‬

‫جمعية االتقتادديي الكرد‪ -‬سوريد‪ :‬جمعية علمية تخااية تعنى بدلشؤو االتقتاددية في المنطقة الكرديَّة‪ ،‬تأسست‬
‫بتدريخ ‪ 6002 /2 /62‬لتكو حدضنة لالتقتادديي الكرد في سوريد م حدملي اإلجدزة في االتقتادد والدراسدت العليد‬
‫مم يهتمو بدلبحث العلمي ‪.‬‬
‫في حدل االستفددة م مقدالت أو دراسدت جمعية االتقتادديي الكرد‪ -‬سوريد‪ ،‬المنشورة في افحة الجمعية على الفيسبوك‬
‫أو المواتقع االلكترونية أو الاحدفة المكتوبة‪ ،‬يرجى توثيق مد تم اتقتبدسه لادلح الجمعية‪.‬‬
‫إدارة الجمعية‬

‫‪1‬‬
‫أحباث ومقاالت عام ‪3102‬‬

‫‪2‬‬
‫مذكرة توضيحية حول اساسيات التعامل يف قضايا التجارة اخلارجية‬

‫وإدارتها مع إشارة خاصة لقضايا معرب فيشخابور‬

‫ُ‬
‫مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 32‬شباط ‪3102‬‬

‫يبدأ التفكير االقتصادي عادةً في مواجهة المشكلة االبدية للبشر أي الموارد المحدودة والحاجات الغير المحدودة‪ .‬ويراهن‬
‫على إيجاد أفضل وسيلة لتوظيف الموارد بحيث تحقق اقصاء اشباع ممكن للحاجات‪ .‬حتى اآلن ثبت أن أفضل وسيلة لفعل‬
‫ذلك هي السوق الحرة (اقتصاد السوق)‪ .‬ونظ اًر لعجز كل اقتصاد لوحده عن اشباع حاجاته والفوائد الكاملة في عالقات‬
‫التبادل مع الخارج لم تعد هناك سوق خاصة بدولة معينة إنما هناك اسواق مفتوحة على بعضها من خالل التجارة الخارجية‪،‬‬
‫ومن ثم ف أن التحدي المطروح أمام المعنيين بالشأن االقتصادي بعمومه ومسؤولي التجارة الخارجية بشكل خاص هو تفهم‬
‫آلية السوق الحرة أوالً وامتدادها إلى التجارة الخارجية واإللمام بالجوانب الفنية لتنظيم التجارة الخارجية‪ .‬وعلى هذا االساس‬
‫تحاول هذه المذكرة طرح بعض االفكار االساسية حول اقتصاد السوق الحرة والتجارة الخارجية ومن ثم تناول بعض القضايا‬
‫االساسية في تنظيم التجارة الخارجية وفي النهاية إيراد ملخص للنقاط التي يجب التركيز عليها واالنتباه لها فيما يتعلق‬
‫بخصوصية معبر فيشخابور‪.‬‬
‫‪-0‬اتقتادد السوق‪:‬‬
‫يعرف السوق‪ :‬بأنها إطار يشتتمل على مجموعة من المشترين والبائعين على اتصال وثيق ويمكن إجراء التبادل بينهم‬
‫دون أية قيود‪ ،‬مع مراعاة وجود قواعد واضت تتحة لحماية الملكية وبناء الثقة وضت تتبط إطار الست تتوق بشت تتكل عام (المؤس ت تست تتات‬
‫والقواعد والقوانين)‪.‬‬
‫واتقتاادد الساوق و اتقتاادد يعتمد على ةلية السوق في توزيع موارد المحدودة على حدجدته الغير المحدودة‪ ،‬أي‬
‫تحديد مد سيتم انتدجه وكيف سيتم ولمالحة م ‪.‬‬
‫ويساامى اتقتااادد السااوق كذلك باالقتصتتاد ال أرستتمالي وهو النظام االقتصتتادي لليبرالية الكالس تيكية التي تكون الليبرالية‬
‫مكونا أستتاستتيا فيها‪ ،‬وفكرة االقتصتتاد الحر هو عدم تدخل الدولة في اقنشتتطة االقتصتتادية وترك الستتوق يضتتبط‬
‫االقتصتتادية ا‬
‫نفسه بنفسه‪ .‬والليبرالية تعتمد باقساس على فكرة الحرية الفردية‪.‬‬
‫والواتقع أ المدافعي ع السوق الحرة يزعمو بأنه توجد عالتقة مبدشرة بي النمو االتقتاددي والحرية االتقتاددية‪،‬‬
‫ويؤكدو أ (اليد الخفية) للسوق‪ ،‬التي افترضهد (ةدم سميث) في ثروة األمم تحقق المالحة العدمة‪ .‬كمد يزعمو أ‬
‫اتقتااادد السااوق نطدم طبيعي يساامح بتخااايف أكثر كفددة لموارد المجتمع بفضاال شاابكة أعمدل ال ياااممهد أحد وانمد‬

‫‪3‬‬
‫ذا النطدم يتفوق على أي نطدم‬ ‫تخلقهد الق اررات االتقتاااددية الفردية إلنتدو وتوزيع الساالع والخدمدت‪ ،‬ويقولو إ‬
‫ال يسامح لففراد بدختيدر‪ :‬مدذا ينتج؟ ومدذا يشاتري؟ ومدذا يبد؟؟ وبأي ساعر؟ ويعتقدو أ السوق يمك أ تواجه‬
‫إخفدتقدتهد‪ ،‬وأ الق اررات االتقتاااددية لففراد تقود إلى اتقتااادد أكثر تنطيمد وكفددة وانتدجية‪ ،‬وا أي محدولة لفرض‬
‫تخطيط مركزي ستؤدي إلى فوضى أكثر أو إنتدو وتوزيع أتقل كفددة‪.‬‬
‫ذا الدور محدودا باااااااااااا ‪:‬‬ ‫ورغم أ غدلبية منطري الساااوق الحرة تعترف بأ للحكومة دو ار تلعبه ‪ ،‬فإنهم يرو‬
‫تشاااغيل نطدم تقضاااد ي لتساااوية النزاعدت ‪ ،‬واساااتقرار العملة أو مكدفحة التضاااخم ‪ ،‬وحمدية المندفساااة والمساااتهلكي ‪،‬‬
‫والدفد؟ الوطني لحمدية الدولة‪ .‬لكنهم يختلفو فيمد يتعلق بمد إذا كد على الحكومدت إتقدمة المرافق البلدية والبنية‬
‫األسدسية وأجهزة األم !‬
‫ويزعم منطرو السوق الحرة أ الحرية االتقتاددية‪ ،‬يمك تحقيقهد فقط في اتقتادد السوق الحر‪ ،‬و ي شرط‬
‫ضاروري إليجدد واساتمرارية الحريدت السايدساية والمدنية‪ ،‬وأنه بقدر زيددة الحرية االتقتاددية بقدر مد تزيد الحريدت‬
‫المدنية والسيدسية التي يتمتع بهد المجتمع‪ ،‬وتزعم دراسدت المؤسسدت المندارة للسوق الحرة‪.‬‬
‫‪-3‬تحدياد األسعدر في اتقتادد السوق‪:‬‬
‫يعترف السعر بانه نسبة مبادلة السلعة بالنقود وترجع أهمية الجهاز السعري في الدراسات االقتصادية إلى أنه ينقل‬
‫كل تغير في طلب المست ت تتتهلك إلى المنتر في صت ت تتورة تغير في اقست ت تتعار النست ت تتبية للست ت تتلع المختلفة فتتحدد بذلك انواع‬
‫وكميات السلع والخدمات الواجب انتاجها (أو استيرادها)‪.‬‬
‫تتحدد اقسعار في اقسواق الح ت ت ترة بتفاعل قوـ العت ت تترض والطلت ت تتب‪ ،‬وعملياً فأنه ال الطلب وحده وال العرض وحده‬
‫يمكن أن يحدد السعر الذي تباع به السلعة‪ ،‬وانما بتفاعل االثنين معاً يتحدد ثمن التوازن‪.‬‬
‫ولتوضيح كيف تساهم قوـ العرض والطلب في تحديد اقسعار في اقسواق فأننا نفترض وجت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتود جدول طلب‬
‫وعرض للسلعة محتل الدراسة كما هتتو موضح في الجدول التالي والرسم البياني الموضح له في الشكل التالي‪:‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)0‬‬


‫اتجاه الضغط على األسعار‬ ‫الفائض في الكمية‬ ‫العجز في الكمية‬ ‫الكمية المطلوبة‬ ‫الكمية المعروضة‬ ‫السعــر‬
‫إلى أسفل‬ ‫‪11‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪،،‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪،،‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪،،‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪56‬‬
‫‪،،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪55‬‬
‫تــوازن إلى أعـــلى‬ ‫‪000‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪،،‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪،،‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪،،‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪،،‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫السعر‬

‫ع‬

‫‪12‬‬ ‫فائض‬

‫‪10‬‬ ‫ن←‬

‫‪8‬‬
‫عجز‬
‫‪6‬‬
‫ط‬ ‫الكمية‬

‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬

‫وعندها يتحدد ثمن الس ت تتلعة في‬ ‫ففي الش ت تتكل نجد ان منحنى الطلب (ط) يتقاطع مع منحنى العرض (ع) في النقطة‬
‫السوق بمقدار ‪ 50‬ليرة وتكون الكمية المتبادلة ‪ 10‬وحدة‪ .‬هذا السعت ت ت ت تتر يسمى سعت ت ت ت تتر التوازن وهت ت ت ت تتو السع ت تتر الذي يتقاضاه‬
‫الباعت ت تتة من ج ت ت تراء بيع نفس الكمية على كل من الطلب والعرض في حالة سكون وال يوجد ما يحفز أي من المستثمرين أو‬
‫البائعين على تغير رغباتهم في التبادل عند هذا السعر لهذا القدر من الكميات وتسمى الكمية بكمية التوازن‪.‬‬
‫عند أي سع تتر آخر نجد أن هناك داف تتع لتغير السع تتر إلى أن يستق تتر عند النقطة ‪ .‬فمثالً عند السع تتر ‪ 55‬ليرة للوحدة‬
‫نجت ت ت ت ت ت ت ت تتد أن الكمية التي يكون البائعون على است تتتعداد لبيعها هي ‪ 11‬وحدة بينما عند هذا الست تتعر المرتفع للست تتلعة ال يكون‬
‫المش ت تتترون على اس ت تتتعداد اال لطلب ‪ 12‬وحدة من الس ت تتلعة وبالتالي يكون هناك فائضت ت تاً في الكمية المعروض ت تتة عند الكمية‬
‫المطلوبة عند هذا السعتر وتؤدي التنافس بين البائعين على التخلص من هذه الكمية الفائضة إلى قبول تخفيض في الثمن‪،‬‬
‫وفي نفس الوقت نجتد أن خفض الثمن يشجتع المشترين على طلب كمية أكبر مما يقرب بين الكميات المعروضة والكميات‬
‫المطلوبة وتؤدي الختفاء الفائض والرجوع إلى سعتر التوازن (‪ 50‬ليرة للوحدة )‪.‬‬
‫واذا افترضنا أن السعر انخفض لست تتبب أو آلخت ت ت تتر إلى ‪ 2‬ليرة فأن ت تنت تتا نجت تتد أن البائعت تتين على استعداد لبيت تتع (‪ )51‬وحدة‬
‫بينما يكون المشترون راغبون في ش ت ت ت تراء (‪ )12‬وحدة مما يعنى وجود عجت ت ت تتز بمقدار (‪ )12‬وحدة ممت تتا يدفت تتع المشتريت تتن إلى‬
‫التنافتتس فيمتتا بي تتنهم لتتدفتتع ث تتمن أعلى للسلعة ‪ -‬هذا من ناحية ‪ -‬ومن ناحية أخرـ فأن ميل الثمن لالرتفاع يشجع البائعين‬
‫على عرض كميات أكبر من الستتلعة مما يؤدـ إلى تالشتتي العجت ت ت ت ت ت ت تتز الموجود في الكمية المعروضتتة ويحدث التوازن عند‬
‫السعتتر (‪ 50‬ليرة)‪.‬‬
‫خالصت ت ت ت ت تتة القول إن اختالل التوازن في الس ت ت ت ت ت تتوق مرجعه عدم التكافؤ بين قوـ العرض وقوـ الطلب‪ ،‬ف ذا تغلبت قوـ‬
‫العرض على قوـ الطلب أي زادت الكمية المعروضة عن الكمية المطلوبة في السوق عند ثمن معين‪ ،‬فتأن هذا الثمن يميل‬

‫‪5‬‬
‫إلى االنخفتتاض واذا تغلبتتت قوـ الطلتتب على قوـ العرض يميتتل الثمن إلى االرتفتتاع‪ .‬واذا متتا تعتتادلتتتا فتأن الثمن يثبتتت‬
‫عند مستوـ معين يكون قد بلغه فعالً فال يميل إلى االرتفاع أو االنخفاض‪.‬‬
‫وفي بعض االحيان تفشتتل الستتوق في أداء دوره النظري المرستتوم ستتابقاً حيث أن بعض الستتلع ذات طبيعة خاصتتة‬
‫بحيث ال تنعكس التكلفة في اقستتعار وهناك حاالت غياب المنافستتة عن الستتوق أي وجود الممارستتات االحتكارية التي‬
‫تتالعب باقستعار بحيث ال تعكس التكلفة بشتكل صتتحيح أيضتاً وفي النتيجة يتم شتتل اقداة االستاستتية القتصتاد الستتوق‬
‫أي السعر‪ .‬وهنا قد تتدخل الحكومة قجل مساعدة السوق في تجاوز تلك المشكالت باستخدام قوانين منع االحتكار أو‬
‫تحديد أسقف لألسعار أو توفير سلع ذات مواصفات خاصة‪.‬‬
‫‪-2‬التجدرة الخدرجية‪:‬‬
‫أن التجارة الخارجية عبارة عن مختلف عمليات التبادل التجاري الخارجي ستواء في صتتور ستتلع أو أفراد أو رؤوس‬
‫أموال بين أفراد يقطنون وحدات س ت ت ت تتياس ت ت ت تتية مختلفة بهدف إش ت ت ت تتباع أكبر حاجات ممكنة‪ .‬وتتكون التجارة الخارجية من‬
‫عنص ت ت ترين أست ت تتاست ت تتيين هما‪ :‬الصت ت تتادرات والواردات بصت ت تتورتيهما المنظورة وغير منظورة‪ .‬تنبع أهمية التبادل الدولي من‬
‫مبدأين مهمين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ ندرة الموارد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مبدأ التخصصية‪.‬‬
‫حيث أنه ال توجد دولة تمتلك كل الموارد بالوفرة الالزمة إلنتاج كل السلع والخدمات لسد الحاجة المحلية للشعب‪،‬‬
‫وحتى بافتراض وجود هذه الدولة ف ن التخصصية والتبادل الدولي سيزيد من رفاهية الشعب فمثالً‪:‬‬
‫‪ -‬دول الخليج‪ :‬تمتلك رأس المال والبترول ولكن ينقص ت ت ت ت ت تتها العمالة المدربة‪ ،‬والتكنولوجيا والعوامل الطبيعية التي‬
‫تحول دون االكتفاء الذاتي الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬اليدبد ‪ :‬والتي تمتلك التكنولوجيا ورأس المال والعمالة المدربة تنقصتتها الموارد النفطية حيث تس تتتورد ‪ %99‬من‬
‫حاجاتها من الطاقة النفطية‪.‬‬
‫‪ -‬الواليدت المتحدة والتي تمتلك عناص ت ت ت تتر اإلنتاج بوفرة ولكنها تعاني من مش ت ت ت تتكلة ارتفاع أجور العمال وتكاليف‬
‫المعيشة مما يرفع من تكاليف اإلنتاج ويقلل من التصدير‪.‬‬
‫كل اقمثلة الستتابقة تقودنا لمبدأ مهم في التجارة الدولية وهو مبدأ التخص تصتتية ‪ Specialization‬وهذا يعني أن‬
‫تركز كل دولة وتخص ت ت تتص الموارد المتاحة عندها إلنتاج ص ت ت تتناعة أو زراعة معينة حيث تتبادل هذه الس ت ت تتلعة مع دول‬
‫أخرـ تنتر س تتلع أخرـ‪ .‬ويرجع تفس تتير أس تتباب قيام التجارة الخارجية بين الدول إلى جذور المش تتكلة االقتص تتادية أو ما‬
‫يسميه االقتصاديون بمشكلة الندرة النسبية وتتمثل أهم هذه اقسباب في‪:‬‬
‫‪ -‬ليس لكل دولة نفس اإلمكانيات التي تكفي إلنتاج كل السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف تكاليف إنتاج السلع بين الدول المختلفة نظ اًر الختالف البيئة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬اختالف مستوـ التكنولوجيا من دولة قخرـ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إمكانية تحقيق االكتفاء الذاتي‪.‬‬
‫‪ -‬وجود فائض في اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على أرباح من التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬رفع مستوـ المعيشة‪.‬‬
‫‪ .0-2‬سيدسة التجدرة الخدرجية‪:‬‬
‫تعرف سياسة التجارة الخارجية على أنها‪:‬‬
‫‪ -‬مجموعة اإلجراءات التي تطبقها الدولة في مجال التجارة الخارجية بغرض تحقيق بعض اقهداف‪.‬‬
‫مثل اقهداف االقتصادية واالجتماعية واالستراتيجية‪.‬‬
‫‪ .0-0-2‬األ داف االتقتاددية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة موارد الخزينة العامة للدولة واستخدامها في تمويل النفقات العامة بكافة أشكالها وأنواعها‪.‬‬
‫‪ -‬حماية الصناعة المحلية من المنافسة اقجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬حماية االقتص تتاد الوطني من خطر اإلغراق الذي يمثل التمييز الس تتعري في مجال التجارة الخارجية أي البيع بس تتعر أقل‬
‫من تكاليف اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬حماية الصناعة الناشئة أي الصناعة حديثة العهد في الدولة حين يجب توفير الظروف المالئمة والمساندة لها‪.‬‬
‫‪ -‬حماية االقتصاد الوطني من التقلبات الخارجية التي تحدث خارج نطاق االقتصاد الوطني كحاالت االنكماش والتضخم‪.‬‬
‫‪ .3-0-2‬األ داف االجتمدعية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬حماية مص تتالح بعض الفئات االجتماعية كمص تتالح الزراعيين أو المنتجين لس تتلع معينة تعتبر ض تترورية أو أست تاس تتية في‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الدخل القومي بين الفئات والطبقات المختلفة‪.‬‬
‫‪ .2-0-2‬األ داف االستراتيجية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظة على اقمن في الدولة من الناحية االقتصادية والغذائية والعسكرية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على توفير الحد اقدنى من اإلنتاج من مصادر الطاقة كالبترول مثالً‪.‬‬
‫‪ .3-2‬أنو؟ سيدسة التجدرة الخدرجية‪:‬‬
‫سيدسة حمدية التجدرة الخدرجية‪ :‬تتم دراسة سياسة حماية التجارة الخارجية في‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعرف سياسة حماية التجارة الخارجية على أنها‪:‬‬
‫‪ -‬تبني الدولة لمجموعة من القوانين والتشتريعات واتخاذ اإلجراءات المنفذة لها بقصتد حماية ستلعها أو سوقها المحلية‬
‫ضد المنافسة اقجنبية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬قيتام الحكومتة بتقييتد حريتة التجتارة مع الدول اقخرـ ب تباع بعض اقست ت ت ت ت ت تتاليب كفرض رست ت ت ت ت ت تتوم جمركية على‬
‫الواردات أو وضع حد أقصى لحصة الواردات خالل فترة زمنية معينة مما يوفر نوعاً من الحماية لألنشطة المحلية من‬
‫منافسة المنتجات اقجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬أدوات لسيدسة حمدية التجدرة الخدرجية‪:‬‬
‫تعتمد الدول المنتهجة لسياسة الحماية التجارية على اقدوات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬األدوات السعرية‪ :‬يظهر تأثير هذا النوع من اقدوات على أسعار الصادرات والواردات وأهمها‪:‬‬
‫‪ ‬الرسااوم الجمركية‪ :‬تعرف على أنها‪" :‬ض تريبة تفرض على الستتلع التي تعبر الحدود س تواء كانت صتتادرات‬
‫أو واردات" وتنقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -‬الرسوم النوعية‪ :‬وهي التي تفرض في شكل مبلغ ثابت على كل وحدة من السلعة على أساس الخصائص المادية (وزن‪،‬‬
‫حجم‪ ....‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ -‬الرست تتوم القيمية‪ :‬وهي التي تفرض بنست تتبة معينة من قيمة الست تتلعة س ت تواء كانت صت تتادرات أو واردات وهي عادة ما تكون‬
‫نسبة مئوية‪.‬‬
‫‪ -‬الرسوم المركبة‪ :‬وتتكون هذه اقخيرة من كل من الرسوم الجمركية النوعية والقيمية‪.‬‬
‫‪ ‬نطدم اإلعدندت‪ :‬يعرف نظام اإلعانات على أنه‪:‬‬
‫كافة المزايا والتس ت تتهيالت والمنح النقدية التي تعطي للمنتر الوطني لكي يكون في وض ت تتع تنافس أفض ت تتل ست ت تواء في الس ت تتوق‬
‫الداخلية أو الخارجية‪.‬‬
‫وتست ت ت تتعى الدولة من خالل هذا النظام إلى كست ت ت تتب اقس ت ت ت تواق الخارجية وذلك بتمكين المنتجين والمصت ت ت تتدرين المحليين من‬
‫الحصول على إعانات مقابل بيع منتجاتهم في الخارج وبأثمان ال تحقق لهم الربح‪.‬‬
‫‪ ‬نطدم اإلغراق‪ :‬يتمثل نظام اإلغراق في‪:‬‬
‫بيع الست تتلعة المنتجة محليا في اقس ت تواق الخارجية بثمن يقل عن نفقة إنتاجها أو يقل عن أثمان الست تتلع المماثلة أو البديلة‬
‫في تلك اقسواق أو يقل عن الثمن الذي تباع به في السوق الداخلية‪ .‬ونميز له ثالثة أنواع هي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلغراق العارض‪ :‬يحدث في ظروف طارئة كالرغبة في التخلص من منتوج معين غير قابل للبيع في أواخر الموسم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلغراق قص ت ت تتير اقجل‪ :‬يأتي قص ت ت تتد تحقيق هدف معين كالحفاظ على حص ت ت تتته في الس ت ت تتوق اقجنبية أو القض ت ت تتاء على‬
‫المنافسة ويزول بمجرد تحقيق اقهداف‪.‬‬
‫‪ -‬اإلغراق الدائم‪ :‬يشت ت ت ت ت تتترط لقيامه أن يتمتع المنتر باحتكار فعلي قوي نتيجة حصت ت ت ت ت تتوله على امتياز إنتاج ست ت ت ت ت تتلعة ما من‬
‫الحكومة أو تنتجه لكونه عضواً في اتحاد المنتجين الذي له صبغة احتكارية‪ ،‬كذلك يشترط أن تكون هناك ضرائب جمركية‬
‫عالية على استيراد نفس السلعة من الخارج‪.‬‬
‫األدوات الكمية‪ :‬تنحصر أهمها في نظام الحصص‪ ،‬تراخيص االستيراد‪ ،‬المنع (الحظر)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪8‬‬
‫نطدم الحااف‪ :‬يدور هذا النظام حول قيام الحكومة بتحديد حد أقصى للواردات من سلعة معينة خالل فترة زمنية‬ ‫‪‬‬
‫معينة على أساس عيني (كمية) وقيمي (مبالغ)‪.‬‬
‫الحطر (المنع)‪ :‬يعرف الحظر على أنه "قيام الدولة بمنع التعامل مع اقسواق الدولية"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويكون على الصادرات أو الواردات أو كليهما‪ ،‬ويأخذ أحد الشكلين التاليين‪:‬‬
‫‪ -‬حظر كلي‪ :‬هو أن تمنع الدولة كل تبادل تجاري بينها وبين الخارج‪ ،‬أي اعتمادها سياسة االكتفاء الذاتي‪ ،‬بمعنى عيشها‬
‫منعزلة عن العالم الخارجي‪.‬‬
‫‪ -‬حظر جزئي‪ :‬هو قيام الدولة بمنع التعامل مع اقسواق الدولية بالنسبة لبعض الدول وبالنسبة لبعض السلع‪.‬‬
‫تراخيف االسااااتيراد‪ :‬عادة ما يكون تطبيق نظام الحصت ت تتص مصت ت تتحوباً بما يعرف بنظام تراخيص االست ت تتتيراد الذي‬ ‫‪‬‬
‫يتمثل في عدم الس تتماح باس تتتيراد بعض الس تتلع إال بعد الحص تتول على ترخيص (إذن) س تتابق من الجهة اإلدارية المختص تتة‬
‫بذلك‪.‬‬
‫األدوات التجدرية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المعاد ادات التجدرية‪ :‬هي اتفاق تعقده الدولة مع غيرها من الدول من خالل أجهزتها الدبلوماست ت ت ت ت ت تتية بغرض تنظيم‬ ‫‪‬‬
‫العالقات التجارية فيما بينها تنظيماً عاماً يشتتمل جانب المستتائل التجارية واالقتص تتادية‪ ،‬أمور ذات طابع ستتياس تتي أو إداري‬
‫تقوم على مبادئ عامة مثل المساواة والمعاملة بالمثل للدولة اقولى بالرعاية أي منح الدولة أفضل معاملة يمكن أن تعطبها‬
‫الدولة اقخرـ لطرف ثالث‪.‬‬
‫االتفدتقدت التجدرية‪ :‬هي اتفاقات قص ت تتيرة اقجل عن المعاهدة‪ ،‬كما تتس ت تتم بأنها تفص ت تتله حيث تش ت تتمل قوائم الس ت تتلع‬ ‫‪‬‬
‫المتبادلة وكيفية تبادلها والمزايا الممنوحة على نحو متبادل‪ ،‬فحصت ت تتي ذات طابع إجرائي وتنفيذي في إطار المعاهدات التي‬
‫تضع المبادئ العامة‪.‬‬
‫اتفدتقيدت الدفع‪ :‬تكون عادة ملحقة باالتفاقات التجارية وقد تكون منفصت تتلة عنها‪ ،‬تنطوي على تنظيم لكيفية تست تتوية‬ ‫‪‬‬
‫الحقوق وااللتزامات المالية بين الدولتين مثل تحديد عملة التعامل‪ ،‬تحديد العمليات الداخلية في التبادل‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .4‬األطراف المتداخلة في التجدرة الخدرجية والوثد ق المستعملة‬
‫تتمثل عمليات التجارة الخارجية في انتقال مختلف الس تتلع والخدمات بين الدول‪ ،‬حيث تمر بعدة أطراف بص تتفة مباشت ترة‬
‫أو غير مباشرة‪ ،‬وحتى تكون عملية انتقال البضاعة قانونية وذات مصداقية‪ ،‬يجب أن ترفق بالوثائق الالزمة‪.‬‬
‫‪ .0-4‬األطراف المبدشرة في التجدرة الخدرجية‪:‬‬
‫‪ .0-0-4‬المادر‪:‬‬
‫هو الذي يقوم بشتراء أو إنتاج البضتتاعة لبيعها في الخارج بغض النظر عن نوع البضتتاعة التي يتعامل بها‪ .‬وقد يكون‬
‫المصتتدرون أفراد مستتتقلين أو قد يظهرون على شتتكل شتتركات‪ ،‬كما قد تكون الدولة هي المصتتدرة وذلك عندما تكلف إحدـ‬
‫مؤسساتها بهذا العمل‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .3-0-4‬المستورد‪:‬‬
‫هو الذي يقوم بمش تتروعة في أست تواق بعيدة‪ ،‬ويش تتتري البض تتاعة ال بقص تتد إعادة تص تتديرها بل لبيعها في اقست تواق‬
‫الداخلية‪ ،‬ولهذا فهو يختلف عن التاجر والمستورد المؤقت والذي يستورد بقصد التصدير‪.‬‬
‫‪ .2-0-4‬البنوك التجدرية‪ :‬يقصد بالبنوك التجارية‪ ،‬تلك البنوك التي تقبل ودائع اقفراد ويلتزم بدفعها عند الطلب‬
‫وفي الموعد المتفق عليه‪ ،‬والتي تمنح قروض قص ت ت ت ت ت تتيرة اقجل وهب قروض التي تقل مدتها عن س ت ت ت ت ت تتتة ويطلق عليها‬
‫أحياناً (بنوك الودائع)‪.‬‬
‫فالبنوك التجارية تقوم بوظيفة هامة في االقتصاد‪ ،‬فهي وسيلة تعمل بين المدخرين والمستثمرين أي بين المقرضين‬
‫وبين عرض النقود وطلبها إذ تمول المش ت تتروعات باقموال الالزمة إلنش ت تتائها وتنميتها‪ ،‬وتحول المدخرات إلى رأس مال‬
‫منتر نش ت تتيط فتس ت تتاعد بذلك على تطوير التجارة والص ت تتناعة وتنش ت تتيط االقتص ت تتاد القومي‪ ،‬وهي تقوم بوظيفتين هامتين‪:‬‬
‫اقولى نقتتديتتة والثتتانيتتة تمويليتتة‪ .‬تتمثتتل الوظيفتتة النقتتديتتة في تزويتتد اقش ت ت ت ت ت ت تختتاص (الطبيعيين والمعنويين) بتتالنقود وتنظيم‬
‫تتداولهتا ابتتداء من قبول الودائع إلى منح القروض من هتذه الودائع في حيتت تتمثتل الوظيفة التمويلية للبنوك في تزويد‬
‫المشروعات باقموال الالزمة‪ ،‬فهي بهذا الصدد تمثل دور الوسيط بين المدخر والمستثمر‪.‬‬
‫ولقد أنشتتأت البنوك نتيجة زيادة المعامالت التجارية بهدف خدمة التجارة الخارجية‪ ،‬عن طريق إصتتدار الضتتمانات‬
‫التي يتطلبها العمالء والتي يشتترطها المصتدرون بالخارج قبل شتحن بضتائعهم وكذلك تسدد حقوق المصدرين اقجانب‬
‫عن طريق خصتتم من حستتابات فروع أو م ارستتلي البنك بالخارج‪ ،‬وذلك مقابل ستتداد المستتتورد المحلي بقيمة ما استتتورده‬
‫إلى البنك بالعملة المحلية والعكس يحدث في حالة تصدير سلعة محلية إلى الخارج‪.‬‬
‫تعتبر تست ت ت تتوية عمليات التجارة الخارجية من أهم اقعمال التي يقوم بها البنك التجاري‪ ،‬كما أصت ت ت تتبحت في الوقت‬
‫الحتتالي معقتتدة بس ت ت ت ت ت ت تبتتب التنظيمتتات التي تضت ت ت ت ت ت تتعهتتا التتدول في النقتتد اقجنبي التي تهتتدف إلى حتتدوث عجز في ميزان‬
‫المدفوعات‪ .‬وقد اقتضتتت هذه التنظيمات ظهور أعباء جديدة على البنوك التجارية‪ ،‬حيث تقوم بخدمة التجارة الخارجية‬
‫إذ أن عليها اإلشت ت ت تراف على تنفيذ الرقابة والقيام ب جراءات حص ت ت تتول المس ت ت تتتورد على العمالت اقجنبية من الست ت ت تلطات‬
‫التنفيذية‪.‬‬
‫وتقوم البنوك بتقديم العديد من الخدمات في مجال المعامالت الدولية من أبرزها الخدمات التي تقدم للمص ت ت ت ت ت تتدرين‬
‫فضال على الخدمات الدولية ومن أهم هذه الخدمات‪:‬‬
‫‪ -‬خدمدت المادري والمستوردي ‪:‬‬
‫أ‪ /‬تقديم المعلومدت والمنشورة‪:‬‬
‫من خالل نشترات دورية تشرح حالة اقسواق الدولية من النواحي االقتصادية‪ ،‬وامكانية عقد صفقات مع أي منهما‬
‫حيث أن قواعد الرقابة على النقد والحص ت تتص والرس ت تتوم الجمركية والمخاطر المحتملة التي يمكن تقابل المص ت تتدرين في‬
‫التعامل مع الدول المختلفة‪ ،‬كذلك المستندات ووسائل الشحن المرغوبة من طرف هذه الدول وتقوم البنوك أيضاً بتقديم‬

‫‪10‬‬
‫أسماء للوكالء والمشترين في بلدان العالم لمختلف السلع والدول‪ .‬وتقوم البنوك أيضاً بتقديم وتحديد أسعار الصرف للعمالء‬
‫في مختلف بلدان العالم‪.‬‬
‫ب‪ /‬إنهدد المعدمالت المدلية الخداة بدلتادير واالستيراد‪:‬‬
‫من خالل فروع البنوك في الخارج أو الم ارست ت تتلين المنتش ت ت ترين في كافة أنحاء العالم‪ ،‬وذلك باست ت تتتخدام أنواع مختلفة من‬
‫الوسائل مثل االعتمادات والكمبياالت المستندية وهذا في ظل قواعد تبادل العمالت التي تحقق أقصى ربح للمصدرين‪.‬‬
‫و‪ /‬تمويل عمليدت التبددل‪:‬‬
‫من خالل الحست ت تتابات الخارجية المدينة ومن خالل القروض وقبول الكمبياالت المست ت تتتندية‪ ،‬وضت ت تتمان إتمام المعامالت‬
‫بشكل مرضي لألطراف المختلفة‪.‬‬
‫د‪ /‬إجراد التأمي ‪:‬‬
‫المطلوب خالل حركة الستتلع حتى تصتتل إلى المستتتثمرين وتقديم تستتهيالت الستتفر والتعامل مع المستتتوردين في الخارج‬
‫وتقديم المصدرين للمؤسسات المالية في الخارج وتسهيل تعاملهم مع الوكالء‪.‬‬
‫ا‪ /‬إجراد عمليدت التحايل المستندية للمبيعدت الدولية‪:‬‬
‫وتتجلى أهمية التمويل المصرفي للتجارة الخارجية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التقليل من مشاكل المسافات بين المصدرين والمستوردين‪.‬‬
‫‪ -‬التغلب على اختالف وتباين نظم النقد في االستيراد والتصدير بين الدول‪.‬‬
‫‪ -‬التغلب على التباين بين العمالت في العالم‪.‬‬
‫‪ -‬حماية المصدرين من المخاطر السياسية والتجارية‪...‬إلخ‪ .‬عن طريق ما يسمى بضمانات القروض اقجنبية بغرض‬
‫تجنب المخاطر السياسية وحاالت عجز المدين عن الوفاء‪ ،‬وعدم قابلية عمالت بعض المستوردين للتحويل‪.‬‬
‫‪ -‬التستتهيل على المصتتدرين على الحصتتول على قيم ستتلعهم فو اًر أو دون تجميد أموالهم لمدة طويلة‪ .‬وذلك عن طريق‬
‫اإلقراض بضمان مستندات الشحن أو خصم الكمبياالت المسحوبة على المستوردين في الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االقتص تتار على تمويل عمليات االس تتتيراد والتص تتدير فحس تتب وانما القيام بتمويل نش تتاط المص تتدرين في مراحله‬
‫المختلفة حتى يصل اإلنتاج إلى مرحلة التصدير النهائية‪.‬‬
‫عمليدت األطراف األخرى‪:‬‬
‫أ‪ /‬إصتتدار وقبول وستتائل الدفع الدولية مثل الحواالت المص ترفية والتحوالت البريدية والبرقية بالتلكس والفاكس‪ ،‬أو قبول‬
‫الشيكات التي تدفع دولياً‪.‬‬
‫ب‪ /‬تسهيل عمليات صرف العمالت اقجنبية والتحويل والتحصيل‪.‬‬
‫ج‪ /‬إصدار الشيكات السياحية وبطاقات االئتمان الدولية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬خدمدت تمويل التجدرة الدولية‪:‬‬
‫تتعدد طرق التس تتديد التي يمكن أن يقوم بها كل من المص تتدر والمس تتتورد الخارجي في تداول الحقوق بينهما‪ ،‬وفي‬
‫مقتتدمتتة هتتذه الطرق التتدفع نقتتداً‪ ،‬وهي طريق تة تتطلتتب قتتد اًر كبي اًر من الثقتتة التي ال تتوفر بش ت ت ت ت ت ت تكتتل كبير بين اقطراف‬
‫المتعاملة‪ ،‬والطرق اقخرـ هي استخدام الكمبياالت المستندية بأنواعها‪ ،‬واالعتمادات المستندية‪.‬‬
‫‪ .3-4‬األطراف غير المبدشرة في التجدرة الخدرجية‪:‬‬
‫‪ ‬الندتقل‪:‬‬
‫تلعب عملية النقل دو اًر ال يستت تتتهان به في عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬وتظهر أهميتها أكثر في تأثيرها على ستت تتعر‬
‫البيع النهائي‪.‬‬
‫ونظ اًر لتكلفتها الكبيرة‪ ،‬وكون المؤسسات ال تتوفر على اإلمكانيات المادية والمالية الضرورية لتنظيم عمليات النقل‬
‫الدولي‪ ،‬ف نها توكل المهمة في أغلب اقحيان لمؤست ت ت تس ت ت تتات نقل خاص ت ت تتة‪ ،‬وال يبقى عليها س ت ت تتوـ اختيار وس ت ت تتيلة النقل‬
‫المناسبة مع طبيعة البضاعة المنقولة‪.‬‬
‫وهناك عدة وسائل لعملية النقل نذكر من بينها‪:‬‬
‫‪ ‬النقل الجوي‪ :‬عبارة عن نقل البض ت ت ت ت ت تتائع اقكثر أهمية‪ ،‬وذات قيمة معتبرة وحجم ص ت ت ت ت ت تتغير‪ ،‬إض ت ت ت ت ت تتافة إلى الطرود‬
‫والرسائل‪.‬‬
‫‪ ‬النقل البري‪ :‬عبارة عن نقل البضائع ب اًر عن طريق السيارات والشاحنات‪.‬‬
‫‪ ‬النقل البحري‪ :‬يمثل الحجم اقكبر للعمليات الدولية‪ ،‬لتوجهها نحو القارات اقخرـ‪.‬‬
‫‪ ‬النقل عبر الساكك الحديدية‪ :‬تنظم هذه الوستيلة عن طريق االتفاقية الدولية لنقل البضائع‪ ،‬والتي تحكم العالقة بين‬
‫المرسل والمرسل إليه وتنظم طرق السكك الحديدية‪.‬‬
‫‪ ‬البريد‪ :‬ال يمكن أن تكون الحمولة المرسلة تزن أكثر من ‪ 6‬إلى ‪ 1‬كلغ‪.‬‬
‫‪ ‬النقل عبر النهر‪ :‬تست ت ت تتتعمل بالنست ت ت تتبة للمواد الجد ثقيلة (الرمل‪ ،‬الحصت ت ت تتى‪ .)...‬لهذا يجب مراعاة عدة معايير عند‬
‫اختيار وسيلة النقل تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التكلفة‪ :‬قبل اختيار وس ت ت تتيلة النقل يجب مراعاة تكلفة النقل‪ ،‬حيث يعرض الناقلين خدماتهم وأس ت ت تتعارهم حس ت ت تتب‬
‫نوعية ووزن وحجم البضاعة‪ .‬التسيير المعمول به يتعلق بالوزن اإلجمالي" الخام" للبضاعة بما فيها التغليف‪.‬‬
‫‪ -‬ساااارعة وساااايلة النقل‪ :‬يجب مراعاة ست ت تترعة وست ت تتيلة النقل عند اختيار الوست ت تتيلة قن الست ت تترعة تؤثر على الوقت‬
‫المستغرق في النقل إلتمام استالم السلعة في الوقت المحدد‪.‬‬
‫‪ -‬التغليف‪ :‬تضاف تكلفة التغليف إلى تكلفة النقل على العموم وتجد التغليف في النقل البحري أكثر تكلفة بالنسبة‬
‫للنقل الجوي بأربعة أضعاف‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬تأمي النقل‪ :‬بالنظر إلى الظروف اقمنية وكثرة المخاطر في نقل الس ت تتلع والبض ت تتائع‪ ،‬ال بد من تأمين هذه اقخيرة‪،‬‬
‫وقسط التأمين في النقل الجوي أقل منه في الوسائل اقخرـ‪.‬‬
‫‪ -‬مااااااادريف التخزي ‪ :‬في النقل البحري نجد مصت ت ت تتاريف التخزين أكثر مقارنة بالنقل الجوي‪ ،‬قنه يتطلب مس ت ت ت تتافات‬
‫تخزين كبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬المندسبة‪ :‬مدـ تناسب ومالئمة وسيلة النقل المستعملة مع طبيعة السلع والبضائع المشحونة‪.‬‬
‫‪ -‬الكفدية‪ :‬مدـ قدرة وسيلة النقل المعنية على نقل الحمولة من البضائع والسلع‪.‬‬
‫‪ ‬التأمي ‪:‬‬
‫نظ اًر لضتخامة عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬يستتحيل تحمل أخطار نقل البضاعة من طرف المستورد أو المصدر‪ ،‬وعليه‬
‫تتكفل ش ت ت تتركة التأمين بتحمل اقخطار التي يحتمل وقوعها‪ ،‬إذ التأمين هو عملية بمقتض ت ت تتاها يتحص ت ت تتل أحد الطرفين‪ ،‬وهو‬
‫المؤمن له مقابل دفع قسط التأمين على تعهد كتابي لصالحه‪.‬‬
‫يعتبر التأمين ض تتمان لألخطار التي تتعرض لها البض تتائع عبر الطرق البرية والجوية والبحرية والس تتكك الحديدية‪ ،‬كما‬
‫يغطي أيضاً اقضرار والخسائر المادية الالحقة للبضائع أثناء نقلها وفي بعض اقحيان أثناء عملية الشحن والتوزيع‪ ،‬وتمر‬
‫عملية التأمين بمراحل هي‪:‬‬
‫‪ -‬الحاااول على الوثد ق‪ :‬تعتبر أول خطوة للقيام بعملية التأمين على البضتتائع حيث أن الفاتورة التجارية وستتند النقل‬
‫كافيان إلبرام عقد التأمين على البضاعة في شركة التأمين‪.‬‬

‫‪ -‬إبرام عقد التأمي ‪ :‬هو تعهد شركة التأمين على البضاعة كتابياً مقابل دفع قسط التأمين من طرف المؤمن له‪ ،‬وفقاً‬
‫للشروط المتفق عليها في العقد‪ ،‬وهو بمثابة حماية لألخطار التي يتعرض لها المؤمن له‪.‬‬
‫‪ ‬رجل العبور‪:‬‬
‫يعتبر القائم بالعبور على أنه أس ت تتاس وس ت تتاطة عمليات النقل يتدخل في عمق س ت تتلس ت تتلة المنتوج‪ ،‬ويمكن أن يكون وكيل‬
‫معتمد لدـ الجمارك مكلف بخدمات التأمين في إطار وثائق بوليص ت تتة التأمين لمختلف الش ت تتاحنين‪ ،‬أو ناقل ومراقب بحري‪،‬‬
‫فهو يؤمن عملية العبور كمهندس أو مقاول للنقل‪ .‬فيعتبر بذلك متعهد عمليات الترانزيت وكيالً لقاء أجرة ويعمل لحست ت ت ت ت تتاب‬
‫موكله باس تتتالم البض تتائع من الناقل البحري وب تمام المعامالت الجمركية وب جراء عقود التأمين‪ ،‬واذ لزم اقمر بالتعاقد على‬
‫نقل البض ت ت ت تتائع مجدداً بواس ت ت ت تتطة ناقل آخر عن طريق البحر أو البر أو الجو إليص ت ت ت تتالها إلى المكان المعين‪ ،‬ومختلف هذه‬
‫المهام القانونية يمكن أن يكون رجل العبور‪.‬‬
‫‪ -‬وكيل النقل‪.‬‬
‫‪ -‬وكيل معتمد لدـ الجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬وكيل بالعمولة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬وكيل النقل‪:‬‬
‫وكيل النقل تاجر يقوم بمقابل س ت تتعر جزافي بنقل بض ت تتاعة ما من نقطة ليس ت تتلمها إلى نقطة أخرـ تحت مس ت تتؤوليته‬
‫الكاملة‪ ،‬ويبادر بتنظيم وتحقيق من البداية إلى النهاية لكل عمليات المتتالية بالوست ت ت ت ت ت تتائل التي يراها مالئمة‪ ،‬وهذا لنقل‬
‫البضائع وتحمل اقخطار المتعرض لها‪.‬‬
‫الوكيل بالنقل هو شتتخص مادي أو معنوي يلتزم تحت مستتؤوليته وباستتمه الخاص بنقل بضتتاعة لفائدة زبونه‪ ،‬وهذا‬
‫في إطار احترام الشروط في القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬وكيل معتمد لدى الجمدرك‪:‬‬
‫هو شتتخص طبيعي أو معنوي يزاول نشتتاطه باعتماد من إدارة الجمارك‪ ،‬حيث يقوم ب جراءات االستتتيراد والتصتتدير‬
‫لفائدة زبون معين مقابل وثائق معينة للقيام بعملية وضع البضائع تحت مراقبة الجمارك ومختلف المهام لوضع ضمان‬
‫أمام إدارة الجمارك لصالح السمسار البحري‪.‬‬
‫يعرف الوكيتل بتأنته‪" :‬الشت ت ت ت ت ت تتخص الطبيعي أو المعنوي التذي يقوم لحست ت ت ت ت ت تتاب الغير بتاإلجراءات الجمركيتة المتعلقتة‬
‫بالتص تريح المفصتتل بالبضتتائع س تواء مارس هذه المهمة ممارستتة رئيستتية أو كانت تكملة لنشتتاط رئيستتي‪ ،‬وعلى العموم‬
‫يش ت ت تتترط في الوكيل المعتمد لدـ الجمارك شت ت ت تتموله معرفة علمية من مدارس مختلفة‪ ،‬إضت ت ت تتافة إلى تجربة ميدانية على‬
‫مستوـ التجارة الدولية والمالحة البحرية"‪.‬‬
‫‪ -‬وكيل بدلعمولة‪:‬‬
‫يتمثل عمله في التوزيع‪ ،‬الشتتحن‪ ،‬وتفريغ الستتلع‪ ،‬وهو غير مستتؤول عن نقل بضتتاعة ما بوستتيلة أخرـ ومن الجهة‬
‫القانونية ال يحاس تتب إال عن أخطائه الفعلية التطبيقية في عمله ويمكن أن يكون أيضت تاً كمكلف بالعبور في الميناء‪ ،‬إذ‬
‫يقوم باستقبال البضائع على عاتقه لوضعها على ظهر السفينة أو تسليمها قصحابها بعد عملية التفريغ‪.‬‬
‫وهناك ثالثة أنواع للعبور نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬العبور الادولي‪ :‬في هتذا النوع من العبور نجد مكتبين للجمارك‪ ،‬مكتب داخلي ومكتب خارجي‪ ،‬حيث في حالة‬
‫االس ت ت تتتيراد يتم انتقال البض ت ت تتاعة من مكتب جمركي إلى آخر‪ ،‬وهذا بوس ت ت تتائل نقل متعددة ست ت ت تواء كانت جوية أو بحرية‬
‫كمرور البضائع من المغرب إلى تونس وتكون الجزائر كنقطة عبور‪.‬‬
‫‪ -‬العبور اإلتقليمي‪ :‬هذا النوع من العبور يكون بين التكتالت االقتصادية أو التجارية مثل‪" :‬اتحاد المغرب العربي‬
‫(‪ )UMA‬والمجموعة االقتصت تتادية اقوربية )‪ "(MEE‬وهذا النوع من العبور يست تتمح بمرور الست تتلع المنقولة بين البلدان‬
‫دون أن تخضع لعملية الجمركة من قبل مصالح الجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬العبور الوطني‪ :‬هو انتقال البضت ت ت تتاعة من مكتب جمركي إلى مكتب جمركي آخر داخل التراب الوطني‪ ،‬تحت‬
‫رقابة أعوان الجمارك وأداء مختلف اإلجراءات الالزمة من جمركة‪ ،‬تخزين‪ ،‬نقل‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬الوثد ق المستعملة في التجدرة الخدرجية‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -0‬وثد ق إثبدت السعر‪:‬‬
‫تتمثل في مختلف أنواع الفواتير‪ ،‬والتي ال بد أن تتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬اإلشارة إلى أطراف العقد‪.‬‬
‫‪ -‬عنوان ورقم التسجيل في السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬البلد اقصلي للمنتوج‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة البضاعة أو الخدمة المقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬الكمية‪ ،‬السعر الوحدوي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة الفاتورة‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ تحرير الفاتورة وتاريخ التسليم‪.‬‬
‫‪ -‬شروط البيع والتسليم‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ وطرق التسديد‪.‬‬
‫ونميز بين مختلف الفواتير التالية‪:‬‬
‫‪ .0.0‬الفدتورة التجدرية‪Facture Commerciale :‬‬
‫تعتبر الفتاتورة التجتاريتة الوثيقتة المحتاست ت ت ت ت ت تتبيتة اقكثر أهميتة في عمليتات التبتادل التدولي‪ ،‬ليس فقط إلثبات الديون وانما‬
‫للسماح للمصالح الجمركية بمراقبة البيانات المتعلقة بالبضاعة المشحونة‪.‬‬
‫يجب أن ترفق هذه الفاتورة بالبض ت تتاعة المعنية‪ ،‬حيث يبين آجال الش ت تتحن كما يقوم المص ت تتدر بتحرير الس ت تتعر الوحدوي‬
‫المتفق عليه للبضاعة ووجهتها‪ ،‬إضافة إلى وجوب مطابقتها مع باقي المستندات وخاصة بوليصة الشحن من كافة النواحي‬
‫من حيث‪ :‬اسم المستورد‪ ،‬قيمة االعتماد‪ ،‬البضاعة لكميتها ومواصفاتها‪.‬‬
‫‪ .3.0‬الفدتورة الشكلية‪Facture Pro Forma :‬‬
‫تعتبر الفاتورة الش ت ت تتكلية فاتورة مبدئية مس ت ت تتتعملة في عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬إذ تحرر من طرف المص ت ت تتدر لصت ت ت تالح‬
‫المستورد‪ ،‬وهذا قبل االتفاق النهائي على الصفقة التجارية‪.‬‬
‫تحتوي هذه الفاتورة على معلومات خاصة بالبضاعة‪ :‬المبلغ اإلجمالي‪ ،‬ثمن الوحدة‪ ،‬الوزن‪ ،‬الكمية‪ ،‬شروط البيع‪ ،‬فهي‬
‫عموماً لص ت تتالح المس ت تتتورد إذ تس ت تتهل عليه اإلجراءات اإلدارية مثل الحص ت تتول على تأش ت تتيرة االس ت تتتيراد‪ ،‬كما تعتبر جزءاً من‬
‫مستندات االعتماد المستندي في حالة اختياره كوسيلة دفع‪.‬‬
‫‪ .2.0‬الفدتورة المؤتقتة‪Facture Provisoire :‬‬
‫وهي الفاتورة التي تستتتعمل عندما ال تتوفر لدـ المورد كل العناصتتر الضتترورية‪ ،‬والتي تستتمح له بتحرير فاتورة تجارية‬
‫أو عندما تتعلق بالبضت ت ت تتاعة التي تتعرض للنقصت ت ت تتان أثناء الطريق‪ ،‬وبذلك يتم تحويل الست ت ت تتعر‪ ،‬وهذه اقخيرة تكون متبوعة‬
‫إجبارياً بفاتورة نهائية (الفاتورة التجارية)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ .4.0‬الفدتورة القنالية‪Facture Consulaire :‬‬
‫هي فاتورة تجارية تحتوي على تأشيرة قنصلية بلد المستورد الموجودة في بلد المصدر‪ ،‬هذه التأشيرة هدفها الرئيسي‬
‫هو إعطاء طابع رسمي للبيانات المذكورة فيها مثل‪ :‬مصدر البضاعة وقيمتها‪.‬‬
‫‪ .5.0‬الفدتورة الجمركية‪Facture Douanière :‬‬
‫هي فاتورة محررة ومؤقتة من طرف المصدر حسب اإلجراءات المنصوص عليها من طرف مصلحة الجمارك‪ ،‬إذ‬
‫يصرح بها لدـ الجمارك فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬وثد ق النقل‪:‬‬
‫إن عملية نقل البضاعة ذات أهمية كبيرة‪ ،‬وقد تكون عن طريق البر أو الجو وهذا حسب طبيعة البضاعة وأسعار‬
‫النقل وتوفر الوسائل وغالباً ما تقوم به شركات النقل الكبيرة‪ ،‬ويمكن عرض بعض وثائق النقل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .0.3‬وثيقة النقل الجوي‪:‬‬
‫هي وصتل استتالم يثبت أن البضتاعة قد أرسلت عن طريق الجو‪ ،‬وتحرر من طرف شركات النقل الجوي‪ ،‬وتحت‬
‫مست تتؤولية المصت تتدر‪ LTA‬هي عقد قانوني توضت تتح فيها وضت تتع كل اقطراف غير قابل للتفاوض قنها مقررة لشت تتخص‬
‫مس تتمى‪ ،‬فهي تعطي حق الملكية للمرس تتل إليه إال النس تتخة الثالثة ذات اللون اقزرق تحتوي على ختم وامض تتاء شت تركة‬
‫النقل الجوي‪.‬‬
‫‪ .3.3‬وثد ق النقل البحري‪:‬‬
‫أ‪ /‬بولياة الشح البحري‪:‬‬
‫وثيقة تعتبر كوص تتل تس تتلم البض تتاعة‪ ،‬ومس تتتند يؤكد ملكية البض تتاعة المذكورة فيها للجهة التي حرر قمرها‪ ،‬حيث‬
‫تعطي النسخة من بوليصة الشحن للشاحن بعد أن يتم شحن البضاعة‪.‬‬
‫إن هذه البوليصتتة ترستتل نستتخة منها للمرستتل ويمكن أن يظهرها في حالة بيع البضتتاعة‪ ،‬أو يظهرها لوكيل العبور‬
‫لتخليص البضت ت ت ت تتاعة من حوزة الجمارك‪ ،‬وتبقى نست ت ت ت تتخة منها لدـ ربان الست ت ت ت تتفينة ليرجع بها بعد عملية تفريغ الست ت ت ت تتلع‬
‫المشحونة‪ .‬يقوم المصدر ب رسال نسخة للمستورد وبطريقتين مختلفتين وذلك لضمان وصول إحداهما إليه‪.‬‬
‫وأهم البيانات التي تحتويها بوليصة الشحن هي‪:‬‬
‫‪ -‬اسم ربان السفينة الذي يقودها أثناء الرحلة‪.‬‬
‫‪ -‬عدد الطرود أو الصناديق المشحونة ووزنها‪.‬‬
‫‪ -‬اسم الميناء المرسل إليه للبضائع‪.‬‬
‫‪ -‬اسم المستورد كامال وعنوانه‪.‬‬
‫‪ -‬رقم وتاريخ البوليصة والتوقيع‪.‬‬
‫ويذكر على هامشها عدد الطرود وعالمتها وأرقامها ومحتوياتها وأجرة الشحن‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ب‪ /‬سند الشح ‪:‬‬
‫هذه الوثيقة تس تتمى "س تتند الش تتحن" قنها ليس تتت حجة ل رس تتال الفعلي للبض تتائع لكن حض تتورها فقط من اجل التعليمات‬
‫المتعلقة بالنقل‪.‬‬
‫يقوم الناقل بواستتطة ستتند الشتتحن إثبات هوية اقطراف والبضتتائع واجب نقلها‪ ،‬وأجرة الحمولة الواجب دفعها وذكر مبلغ‬
‫التعويضتات‪ ،‬مثال بستبب هالك البضتاعة أو تلفها أو ذكر إعفاء الناقل من بعض اقضرار‪ ،‬فالوثيقة إذاً هي وسيلة إثبات‪،‬‬
‫حيث التزامات الناقل تبدأ من وقت تسليم البضاعة لحين تسليمها‪.‬‬
‫* أشكدل سند الشح ‪ :‬يمكن أن يصدر سند الشحن على شكل‪:‬‬
‫‪ -‬س تتند ش تتحن كامل يعطي حق ملكية البض تتاعة كامل الس تتند‪ ،‬لكن خطر الض تتياع أو الست ترقة يجعل هذا الش تتكل قليل‬
‫االستعمال‪.‬‬
‫‪ -‬سند شحن مسمى‪ :‬يبين عليه اسم المرسل إليه وهو الوحيد الذي له القدرة على حيازة البضاعة‪.‬‬
‫‪ -‬ستند شحن غير مسمى‪ :‬هو صادر قمر المستورد أو لبنكه (بنك اإلصدار) فهو يسمح بانتقال ملكية البضاعة عن‬
‫طريق التظهير‪.‬‬
‫* أنوا؟ سند الشح ‪:‬‬
‫‪ -‬مستند متسلم للشح ‪:‬‬
‫في هذه الحالة البضتتاعة تكون تحت تصتترف شتتركة المالحة‪ ،‬ولكنها لم تشتتحن بعد على ظهر الستتفينة عند تحرير هذا‬
‫المستند‪ ،‬فهي إذاً من الممكن أن تشحن على ظهر سفينة غير التي حددت من قبل‪.‬‬
‫‪ -‬مستند شح على الطهر‪On Board :‬‬
‫هذا المستند يبين أن البضاعة قد شحنت على ظهر السفينة‪.‬‬
‫‪ -‬سند الشح المبدشر‪Through Billof Leading :‬‬
‫هو س ت ت ت تتند ش ت ت ت تتحن من نوع تقليدي يحرر من قبل ش ت ت ت تتركة النقل البحري ويغطي وس ت ت ت تتائل نقل مختلفة فهو يحدد ميناء‬
‫اإلقالع‪ ،‬وفي هذه الحالة تشحن البضاعة على ظهر سفينة غير مسماة‪.‬‬
‫‪ .2.3‬وثد ق النقل البري‪:‬‬
‫أ‪ /‬النقل ع طريق السااكك الحديدية‪ :‬هو وص تتل إرس تتال بس تتيط يثبت بأن البض تتاعة قد أرس تتلت من الخارج عن طريق‬
‫الستتكك الحديدية‪ ،‬وهي تحرر على ستتتة نستتخ ذات نفس اللون‪ ،‬وتفرقها اقرقام الموجودة عليها باللون اقحمر‪ .‬أما النستتخة‬
‫رقم ‪ 01‬تحتوي على عبارة "نستخة أصتلية لرستالة النقل البري"‪ .‬تمثل هذه الوثيقة مستتند اإلرستال الذي ال بد أن يؤشر عليه‬
‫بطابع محطة اإلقالع‪ ،‬هذا الس ت تتند محرر إلزامياً لش ت تتخص مس ت تتمى‪ ،‬أي ال يمكن في أي حال من اقحوال تداول عن طريق‬
‫التظهير‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ب‪ /‬رسدلة النقل البريدي الدولي‪ :‬االتفاقية الدولية لنقل البضتاعة عن طريق البر تنص على مستند خاص يسمى‬
‫رس ت ت ت تتالة النقل البري الدولي‪ ،‬والتي تص ت ت ت تتدر بأش ت ت ت تتكال مختلفة‪ ،‬وهذا راجع لتنوع وكثرة مؤست ت ت ت تس ت ت ت تتات النقل‪ ،‬فهي تمتلك‬
‫الخصتتوصتتيات العامة لرستتالة النقل الجوي ورستتالة النقل بالستتكك الحديدية تعطي للبنك إمكانية إرستتال البض تائع تحت‬
‫است تتمها‪ ،‬وذلك قجل االحتفاظ بالرقابة على البضت تتاعة‪ ،‬ف ن هذه الطريقة تعتبر صت تتعبة في النقل البري وذلك راجع إلى‬
‫صعوبات التخزين في مؤسسات النقل‪.‬‬
‫و‪ /‬الواااااول البريدية‪ :‬هو وص ت تتل إرس ت تتال البض ت تتائع عن طريق البريد والمواص ت تتالت أو عن طريق ش ت تتركة البريد‬
‫الستريع‪ ،‬وهو محر اًر إجبارياً لشتخص مستمى وتستتطيع البنك أن ترسل البضاعة تحت اسمها‪ ،‬ويشمل هذا الوصل عدة‬
‫معلومات منها‪ :‬اسم المرسل إليه‪ ،‬وزن الطرد‪ ،‬عنوان المرسل إليه ومعلومات أخرـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوثد ق اإلدارية‪:‬‬
‫‪ .0.2‬شهددة المنشأ‪:‬‬
‫تحرر من طرف الست ت ت تتلطات المعنية بعمليات االست ت ت تتتيراد والتصت ت ت تتدير‪ ،‬كالغرفة التجارية‪ ،‬حيث يثبت فيها مصت ت ت تتدر‬
‫(منشأ) السلع والبضائع‪ ،‬أي في أي بلد أنشئت هذه اقخيرة‪ ،‬ويجب أن تكون‪:‬‬
‫‪ -‬محررة من طرف المنتر أو المصدر‪.‬‬
‫‪ -‬أن يذكر بها اسم وعنوان المصنع المنتر للبضاعة ومنشئها‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون موضح عليها منشأ الخامات الداخلة في إنتاج البضاعة‪.‬‬
‫‪ .3.2‬شهددة الاحة والنوعية‪Certificat Sanitaire :‬‬
‫هي وثيقة إدارية تصتدرها الستلطات أو المصتالح اإلدارية المكلفة بالجانب الصتحي للبضاعة‪ ،‬حيث أنه ملزم على‬
‫جميع المنتجين للمواد االستهالكية أن يقوموا بتحديد تاريخ اإلنتاج ونهاية الصالحية على الغالف الخارجي أو الداخلي‬
‫لها‪ ،‬وهذا لكي تست تتهل الرقابة على البضت تتائع على المست تتتوـ الوطني‪ ،‬وذلك لضت تتمان صت تتحة المست تتتهلك وعدم تصت تتدير‬
‫بضاعة فاسدة‪.‬‬
‫في حالة التص تتدير تقوم مص تتلحة الجمارك بطلب وثيقة أو ش تتهادة الص تتحة للس تتماح بعبور البض تتاعة إلى الخارج‪،‬‬
‫نفس الش ت تتيء في حالة اس ت تتتيرادها‪ ،‬تأخذ عينة من هذا المنتوج وتحلله‪ ،‬هذا الفحص تقوم به مص ت تتلحة التحليل والم ارقبة‬
‫المتواجدة في بلد المستورد أو المصدر‪.‬‬
‫وتحتوي شهادة الصحة على معلومات خاصة بالبضاعة‪:‬‬
‫‪ -‬طبيعة ونوعية البضاعة‪.‬‬
‫‪ -‬يوم وصول البضاعة‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة النقل‪.‬‬
‫‪ -‬رقم الحاويات‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬اسم المستورد والمصدر‪.‬‬
‫‪ -‬تصريح عن تلك المواد ومدة صالحيتها‪ ،‬ابتداء من تاريخ إصدار شهادة الصحة والنوعية‪.‬‬
‫وتكمن أهمية الش تتهادة الص تتحية في أنها تحمي المس تتتهلك بض تتمان وص تتول الس تتلع االس تتتهالكية إليه في وقتها المحدد‪،‬‬
‫وقبل انتهاء صالحيتها حتى ال يكون هناك ضرر عليه‪ ،‬وهي ضرورة عند عبور السلع من بلد إلى آخر‪.‬‬
‫‪ .2.2‬شهددة المطدبقة‪:‬‬
‫هي وثيقة إدارية تحتوي مجموعة من المقاييس التي تخضت ت تتع لها البضت ت تتاعة فالمست ت تتتورد عندما يقوم بطلب الست ت تتلعة أو‬
‫البض ت تتاعة يجب أن يتأكد من أنها هي نفس ت تتها‪ ،‬وتطابق نفس المواص ت تتفات المطلوبة‪ ،‬من حيث الكمية والنوعية وتحرر هذه‬
‫الشهادة من طرف أجهزة الرقابة المخصصة لذلك وتحتوي على المعلومات خاصة بالبضاعة منها‪:‬‬
‫– نوع البضاعة‪ – .‬كمية البضاعة‪ - .‬اسم المصدر وعنوانه (صاحب البضاعة)‪.‬‬ ‫‪ -‬اسم البضاعة‪.‬‬
‫تظهر أهميتها في أنها تمنع تسرب المواد المهربة أو الممنوعة داخل التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ -4‬الوثد ق الجمركية‪:‬‬
‫‪ .0.4‬التاريح الجمركي‪:‬‬
‫تخض ت تتع كل بضت ت تاعة تدخل التراب الوطني أو تخرج منه إلى عملية جمركية‪ ،‬إذ أن أهم التزام للمس ت تتتورد أو المص ت تتدر‬
‫إعداد وتقديم وثيقة تعرف بالتصريح الجمركي‪ ،‬وهذا اقخير يضم كل المعلومات الخاصة بالبضاعة‪.‬‬
‫إذا التصريح الجمركي هو وثيقة محررة وفقا لألشكال المنصوص عليها في أحكام القانون‪ ،‬يبن فيها المصرح العناصر‬
‫المطلوبة الحتساب الحقوق والرسوم‪.‬‬
‫وبمجرد قبول وتس ت ت تتجيل التصت ت ت تريح من طرف الجمارك ف نه يص ت ت تتبح عقداً حقيقياً ورس ت ت تتمياً‪ ،‬وهو ورقة إثبات تودع لدـ‬
‫مصتتلحة الجمارك في مدة أقصتتاها ‪ 65‬يوم وتحرر في أربع نستتخ‪ ،‬يحتفظ المصتترح بواحدة‪ ،‬الثانية تودع لدـ البنك‪ ،‬الثالثة‬
‫لدـ نيابة مديرية المحاسبة‪ ،‬أما النسخة الرابعة لدـ مصلحة الجمارك‪.‬‬
‫‪ .3.4‬دفتر ‪: ATA‬‬
‫هو عبارة عن وثائق جمركية دولية تسمح بالتصدير المؤقت للمنتجات المحلية دون التعرض ل جراءات المؤقتة‪.‬‬
‫الرمز ‪ ATA‬يقصد به‪:‬‬
‫‪ -‬باإلنكليزية‪Temporary Admission :‬‬
‫‪ -‬بالعربية‪ :‬القبول المؤقت‪.‬‬
‫دفتر ‪ ATA‬متوفرة لدـ المؤست ت ت تس ت ت تتات التي تحص ت ت تتل عليه من طرف الغرفة التجارية والص ت ت تتناعية التي تبنت االتفاقية‬
‫الدولية‪ :‬اتفاقية بروكس ت ت ت تتل الدولية في ‪ 5925/56/02:‬واتفاقية اس ت ت ت تتطنبول في ‪ ،5990/02/62‬وذلك لتس ت ت ت تتهيل اإلجراءات‬
‫والعمليات الجمركية‪.‬‬
‫دفاتر ‪ ATA‬تسمح بالقبول المؤقت كما يلي‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬عينات تجارية‬
‫‪ -‬منتجات موجهة للمعارض والتظاهرات التجارية‪.‬‬
‫وال يس تتمح باس تتتعماله فيما يخص المواد االس تتتهالكية والمنتجة الموجهة للتحويل أو التص تتليح‪ ،‬ويس تتمح باس تتتعماله‬
‫لمدة سنة فقط‪ ،‬وفيما يخص الفائدة التي يقدمها‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض التكاليف للمصدرين ب لغاء الرسوم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ -‬البلدان المتبنية لدفتر ‪ ATA‬غير ملزمة بتقديم ضمانات للجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬يس ت ت تتهل عبور الحدود‪ ،‬ويس ت ت تتمح للمص ت ت تتدرين والمس ت ت تتتوردين باس ت ت تتتعمال وثيقة واحدة لجميع اإلجراءات الجمركية‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫بواس ت تتطة دفتر ‪ ATA‬ف ن رجال اقعمال الالجئين للخارج يس ت تتتطيعون القيام باإلجراءات الجمركية وذلك بتكاليف‬
‫محددة من قبل التنقل إلى أكثر من بلد بواست ت ت ت تتطة دفتر ‪ ATA‬واحدة لمدة ست ت ت ت تتنة‪ ،‬وكذلك الرجوع إلى البلد اقصت ت ت ت تتلي‬
‫بالمنتوج بدون أي مشكل‪.‬‬
‫‪ -5‬وثد ق التأمي ‪:‬‬
‫وتتعلق بالنقل البري‪ ،‬الجوي‪ ،‬البحري للبض ت ت تتائع المعرض ت ت تتة لألخطار التي تس ت ت تتتوجب الحماية عن طريق التأمين‪،‬‬
‫ولتجنب هذه اقخطار ف نه تستعمل الوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ .0.5‬بولياة التأمي ‪Police d’Assurance:‬‬
‫هي عقد محرر بين المؤمن والمؤمن له‪ ،‬يبين الشروط العامة المتفق عليها بين الطرفين وكذا حقوق وواجبات كل‬
‫منهما‪ ،‬ويجب أن تكون مؤرخة بنفس تاريخ ست ت ت تتند النقل‪ .‬إذا بوليصت ت ت تتة التأمين تتمثل في المست ت ت تتتندات التي تؤمن على‬
‫البضت تتاعة المرست تتلة ضت تتد المخاطر التي قد تنجم أثناء عملية النقل ولها أهمية كبيرة بالنست تتبة للبنك قن البضت تتاعة تعد‬
‫بمثابة ضمان في حالة تخلف المستورد عن دفع قيمتها‪.‬‬
‫‪ .3.5‬المالحق‪:‬‬
‫هي وثيقة تحرر عند إجراء تعديالت أو تغييرات في نص تتوص بوليص تتة التأمين قن التعديالت تتض تتمن تست تتميات‬
‫مستفيدين جدد وتدعى‪ ":‬ملحق التوكيل"‪.‬‬
‫‪ .2.5‬شهددة‪:‬‬
‫عبارة عن وثيقة صادرة عن المؤمن تثبت صحة وجود بوليصة التأمين‪ ،‬ووثائق التأمين تبين‪:‬‬
‫– التزامات المؤمن له‪.‬‬ ‫‪ -‬تاريخ االكتتاب‪.‬‬
‫– اسم المؤمن له‪.‬‬ ‫‪ -‬وصف السلعة‪.‬‬
‫– عدد النماذج المحررة‪.‬‬ ‫‪ -‬تعليمات الناقل‪.‬‬
‫– طرق إثبات الضرر‪.‬‬ ‫‪ -‬اقخطار المحمية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬معبر فيشخدبور وتوايدت اسدسية للتعدمل معه‪:‬‬
‫‪-‬إنما تقدم في معظمه ينطبق على حالة اقتص تتاد في الظروف الس تتلمية والطبيعية وجزء كبير منه يمكن أن يص تتح في‬
‫حاالت الطوارئ التي يجب تحديد مالمحها ومن ثم اختيار اإلجراءات المناسبة للتعامل معها‪.‬‬
‫من الواضتح أن المشتتكلة االستتاستتية التي نواجهها في ستتوريا عامةً وفي الجزيرة بشتتكل خاص (وهي المنطقة التي يتوقع‬
‫أن يخدمها معبر فيش ت تتخابور بش ت تتكل خاص) هي نقص المواد االس ت تتاس ت تتية وتوقف طرق إمدادها من الداخل والخارج وتوقف‬
‫مص ت ت تتادر انتاجها وغياب الهياكل الحكومية المعنية ب دارة الش ت ت تتأن االقتص ت ت تتادي‪ .‬إض ت ت تتافة إلى ذلك غياب الهياكل البديلة أو‬
‫ض تتعفها وقلة خبرتها كل ذلك يتطلب التركيز على تأمين تلك المواد االس تتاس تتية من الخارج بأبس تتط الطرق وأس ت ترعها‪ .‬وعلى‬
‫اساس ذلك ينصح بما يلي‪:‬‬
‫‪ .5‬أن تكون الفلستتفة االستتاستتية للقائمين على المعبر هي حرية االستتتيراد والتصتتدير وتأمين عمل آلية الستتوق بأقصتتاء‬
‫ما يمكن وخصوصاً تأمين أقصاء قدر من المنافسة بين المصدرين والمستوردين ومكافحة االحتكار بحزم‪.‬‬
‫‪ .6‬السماح باستيراد وتصدير كافة السلع مع منع تصدير السلع الغذائية االساسية‪.‬‬
‫‪ .1‬إيجاد هيئة معنية بمنح سجالت تجارية للمتعاملين باالستيراد والتصدير‪.‬‬
‫‪ .1‬إيجاد هيئة مزودة بعدد من القانونيين واالقتصت ت تتاديين والفنيين من أجل الرقابة على مواصت ت تتفات والمقاييس ومتابعة‬
‫االسعار‪.‬‬
‫‪ .1‬ربط رست تتوم العبور بقيم الست تتلع على إال تتجاوز في اقصت تتاها ‪ %5‬من قيمة الست تتلعة مع التوجه إللغاء الرست تتوم قدر‬
‫االمكان‪.‬‬
‫‪ .2‬إنشاء هيئة مالية تتولى ضبط عمليات تحصيل الرسوم وانفاقها‪.‬‬
‫‪ .7‬ض تتبط عمليات العبور بوثائق موحدة واالعتماد على ش تتهادات المنش تتأ كوثيقة اس تتاس تتية في المواص تتفات والمقاييس‬
‫والكميات واالسعار‪...‬الخ‪ .‬مع التخفيف من الورقيات واإلجراءات باقصى حد‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬حمدي عبد العظيم‪ .‬اقتصاديات التجارة الدولية‪ .‬مكتبة زهراء الشرق‪ . 5992 .‬ص‪57-52 :‬‬
‫‪ -‬موفق السيد حسن‪ ،‬التحليل االقتصادي الجزئي‪ .‬الطبعة الثالثة عشر‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪.6001-6001 ،‬‬
‫‪ -‬اسماعيل محمد هاشم‪ ،‬المدخل إلى االقتصاد التحليلي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ /‬لبنان‪.5928 ،‬‬
‫زينب حسين عوض اهلل‪ .‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دون سنة الطبع‪ ،‬ص‪600 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أحمد عبد الخالق‪ ،‬االقتصاد الدولي والسياسات االقتصادية الدولية‪ ،‬دون دار النشر ‪ ،5999‬ص‪.569:‬‬
‫الس ت ت تتيد عبد المولى‪ ،‬الوجيز في التشت ت ت تريعات االقتص ت ت تتادية‪ ،‬دار النهض ت ت تتة العربية‪ ،‬القاهرة‪ .‬الطبعة الثالثة‪5999 .‬‬ ‫‪-‬‬
‫ص‪659:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬رعد حست ت تتن‪ .‬الصت ت تترف‪ ،‬أست ت تتاست ت تتيات التجارة الدولية المعاص ت ت ترة‪ ،‬دار النشت ت تتر‪ ،‬الطبعة اقولى‪ ،‬الجزء اقول‪6000 .‬‬
‫ص‪. 679:‬‬
‫‪ -‬أست ت تتامة محمد القولي ومجدي محمود شت ت تتهاب‪ .‬مبادئ العالقات االقتصت ت تتادية الدولية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشت ت تتر‬
‫‪ .5997‬ص‪.528 :‬‬
‫‪ -‬عبد النعيم محمد مبارك ومحمد يونس‪ ،‬اقتصتتاديات النقود والص ترفية والتجارة الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ .‬اإلستتكندرية‪،‬‬
‫‪5992‬‬
‫‪ -‬محمد سيد عابد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪ 6005 ،‬ص‪.608:‬‬
‫محمد عبد العزيز عجيمية‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دون دار نشر‪ .6000 ،‬ص‪.559:‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجدي محمود شهاب‪ .‬االقتصاد النقدي‪ ،‬كلية الحقوق جامعة اإلسكندرية وبيروت العربية‪ ،‬ص‪.591-595 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬طلعت أسعد عبد الحميد‪ ،‬اإلدارة الفعالة لخدمات البنوك الشاملة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة المنصورة‪.5998 .‬‬
‫‪ -‬حدادي حبيبة وآخرون‪ ،‬د ارستتة جميع مراحل واجراءات االستتتيراد على مستتتوـ مؤستستتة عمومية‪ .‬مذكرة لنيل شتتهادة‬
‫ليسانس‪ ،‬دفعة ‪.6006‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد الفيومي‪ ،‬نظم المعلومات المحاسبية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،5990 .‬ص‪.180:‬‬
‫‪ -‬طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،6005 ،‬ص‪:‬‬
‫‪Sylvie Graumann، guide pratique du commerce International، troisième édition،1992. P : 137‬‬
‫‪Kamel El Khalifa، Guide de Transport International des Marchandises. Edition Dahleb، 1994.‬‬
‫‪Bournat.E. Montabord، Commerce International. Edition Mothan،1995 p :11 .2‬‬
‫‪Chibani Rabah، Le Vade-Mecun de l’import-export. Edition ENAG 1997 P : 43 .1‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪22‬‬
‫ُ َّ‬
‫دور املياه يف احلياة االقتصادية الكردية بسوريا‬
‫ُ‬
‫كرد زانا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬
‫‪ 2‬اذار ‪3102‬‬

‫َّ‬
‫إن تشكل المجتمعات‪ ،‬أو الحضارات‪ ،‬أو الدول‪ ،‬وتطورها كانت من خالل استمداد قوتها من العناصر اقساسية‬
‫للطبيعة‪ ،‬ولطالما كانت المياه في مقدمة تلك العناصر‪ .‬إذ تعتبر المياه عامالً رئيسياً إلقامة اإلنسان واستق ارره‪ ،‬وهي تحتل‬
‫دو اًر أساسياً في تخطيط مختلف مشاريع التنمية‪ ،‬إذ يمكن اعتبارها إحدـ مرتكزات عمليات التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫أن ُكردستان سوريا هي من أهم المناطق التي تعتمد في اقتصادها الذي يوصف بأنَّه زراعي على المياه‪ ،‬بالتالي‬
‫َّ‬
‫ف َّأنه ال بد من دراسة هذا الموضوع الجدير باالهتمام من قبل مختلف شرائح المجتمع‪ ،‬وبخاصة َّ‬
‫أن ارضي ُكردستان سوريا‬
‫تعتبر من أخصب اقراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪ -‬األم المد ي بكردستد سوريد‪:‬‬


‫يقصد باقمن المائي معرفة الثروة المائية من حيث مخزونها‪ ،‬وتنوع مصادرها‪ ،‬وطرائق استثمارها‪ ،‬وكيفية تحسين‬
‫نوعيتها‪ ،‬وضمان توافرها بالقدر الذي يلبي حاجة االستهالك البشري‪ ،‬والزراعي‪ ،‬والصناعي‪ ،‬والتوازن البيئي‪ .‬وغالباً ما‬
‫ينطلق اقمن المائي من مبادئ أساسية من أهمها‪:‬‬
‫‪َّ -1‬‬
‫أن الموارد المائية المتاحة لمكان ما‪ ،‬أو لمنطقة ما‪ ،‬هي ملك قجيال الحاضر والمستقبل‪ ،‬وتنميتها لتوفير احتياجات‬
‫مواطنيها كحق أساسي‪ ،‬كما َّ‬
‫أن حمايتها كماً ونوعاً واجب على الجميع‪.‬‬
‫أن حماية الموارد المائية العذبة المتجددة تتطلب تحسين سبل إدارتها وترشيد استخداماتها‪ ،‬كما َّ‬
‫أن الحفاظ على الحقوق‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫المائية في اقنهار المشتركة يتطلب بذل جهود منسقة‪.‬‬
‫‪َّ -3‬‬
‫أن مخزون الطبقات المائية الجوفية غير المتجددة يعتبر احتياطياً استراتيجياً‪.‬‬
‫‪َّ -4‬‬
‫أن تخصيص موارد المياه ال يقتصر على قطاع الشرب والصحة والقطاعات اإلنتاجية‪ ،‬وانما يجب أن يؤخذ بعين‬
‫االعتبار موضوع حماية البيئة‪.‬‬
‫وبذلك تتمثل المنطلقات الرئيسية لهذا اقمن في ُكردستان سوريا بما يلي‪:‬‬
‫‪َّ -1‬‬
‫أن الموارد المائية المتاحة في ُكردستان سوريا هي ملك لمواطنيها‪ ،‬ويحق لهم االستفادة القصوـ منها‪.‬‬
‫‪َّ -2‬‬
‫أن مسؤولية حماية الموارد المائية في ُكردستان سوريا تقع على عاتق جميع المواطنين القاطنين فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬الموارد المائية المتاحة في ُكردستان سوريا هي أولى مقومات خطط التنمية االقتصادية في المنطقة‪ ،‬كون َّ‬
‫أن اقتصاد‬
‫تلك المناطق اقتصاد زراعي يعتمد على مختلف موارد المياه‪ ،‬وبالتالي من هنا تظهر أهمية المياه ك حدـ أهم شروط اقمن‬

‫‪23‬‬
‫الغذائي في ُكردستان سوريا‪.‬‬

‫‪ -‬الموارد المد ية المتدحة في كردستد سوريد‪:‬‬


‫غالباً ما يتم تقسيم الموارد المائية إلى موارد مائية تقليدية (كمياه اقمطار‪ ،‬والمياه السطحية‪ ،‬والمياه الجوفية)‪ ،‬وموارد‬
‫مائية غير تقليدية (كمياه الصرف الصحي المعالجة‪ ،‬ومياه الصرف الزراعي المعالجة)‪.‬‬
‫‪ -1‬الموارد المد ية التقليدية‪:‬‬
‫أ‪ -‬ميد األمطدر‪:‬‬
‫ب‪ -‬الميد السطحية (ميد األنهدر)‪:‬‬
‫يقصد بالمياه السطحية مياه اقنهار والبحيرات الداخلية‪ ،‬والجداول‪ ،‬والمسيالت‪ ،‬والمستنقعات‪ ،‬والبرك والحفر‪ .‬وهي‬
‫من أهم أنواع موارد المياه كونها موجودة على هيئة منابع دائمة الجريان على مدار السنة بخالف مياه اقمطار التي تكون‬
‫موسمية فقط‪ .‬وكمثال على ذلك نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬حوض الخدبور‪:‬‬
‫ينبع نهر الخابور من مدينة رأس العين ال ُكرديَّة شماالً ما اًر بها هبوطاً إلى الجنوب حيث يتحد مع نهر الفرات قرب‬
‫مدينة دير الزور‪ .‬إال َّأنه منذ تاريخ ‪ 2001/4/13‬انعدم الجريان الحر من الينابيع كلياً وتوقفت عن الجريان وأصبح جريان‬
‫الماء فيها بشكل قسري من خالل ضخ المياه من الينابيع واآلبار التي حفرت هناك والتي بلغت عددها حوالي ‪ 116‬بئ اًر‬
‫موزعة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ 86 -‬بئ اًر ضمن نطاق رأس العين تدعم قناة الجر الرئيسية لتأمين مياه الشرب لمدينة الحسكة وتل تمر والمناجير والقرـ‬
‫المجاورة وبغ ازرة إجمالية ‪ 3.2‬م‪/3‬ثا‪.‬‬
‫‪ 30 -‬بئ اًر ضمن نطاق الجرجب تدعم نهر الخابور بغ ازرة إجمالية ‪ 3‬م‪/3‬ثا‪.‬‬
‫‪ -‬حوض دجلة‪:‬‬
‫نهر دجلة نهر دولي ينبع من تركيا ويمر في جزء حدودي صغير بين تركيا وسوريا لمسافة ‪ 44‬كم‪ ،‬ليدخل إلى‬
‫اقراضي العراقية فيما بعد‪ .‬وقد نظمت معاهدة حلب التي عقدت في ‪/3‬أيار‪ 1930/‬على شكل بروتوكول بين سوريا وتركية‬
‫حقوق سوريا في نهر دجلة‪ ،‬إذ كانت غايته وضع قواعد واضحة الستخدام مياه نهر دجلة‪ .‬كما وقد اتفق الجانبان السوري‬
‫والعراقي عام ‪ 1989‬في محضر مشترك القتسام المياه‪.‬‬
‫‪ -‬الميد الجوفية‪:‬‬
‫تمتلك ُكردستان سوريا مخزوناً محدوداً من المياه الجوفية ال يمكن تحديده بدقة نتيجة عدم وجود آلية معينة‪ ،‬أو إقدام‬
‫حكومي مسبق على ذلك‪ .‬إال َّأنه في حالة انخفاض مستمر‪ ،‬إذ يمكن أن نستدل على ذلك من خالل نضوب اآلبار وخاصة‬
‫االرتوازية في المنطقة‪ .‬فمنسوب المياه الجوفية في المحافظة تعاني من هبوطات مستمرة على مدـ عشرين عاماً بسبب‬
‫آالف اآلبار المحفورة في المنطقة‪ ،‬والتي تستنزف المياه بشكل كبير‪ ،‬وخاصة في منطقة رأس العين في منطقة الينابيع‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫والتي تغذي اقراضي الجنوبية في المحافظة‪ .‬كما أنها تتعرض لمشكلة خطيرة وهي‪ :‬عدم سماح الحكومة السورية بحفر‬
‫اآلبار في تلك المناطق إال بموجب التراخيص‪.‬‬

‫‪ -‬استخدامدت الميد في كردستد سوريد‪:‬‬


‫تتوزع استخدامات المياه في ُكردستان سوريا بين أنشطة مختلفة أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬النشدط الزراعي‪:‬‬
‫يعد النشاط الزراعي أكثر النشاطات استهالكاً للمياه في ُكردستان سوريا‪ ،‬وبخاصة المياه السطحية‪ ،‬والمياه الجوفية‪.‬‬
‫فاقراضي الصالحة للزراعة في تلك المنطقة تعتمد في معظمها على الهطول المطري في الري‪ ،‬اقمر الذي أدـ في بعض‬
‫السنوات القليلة الهطول‪ ،‬والشحيحة إلى تدني كمية ونوعية المحاصيل بشكل كبير انعكس سلباً على الحالة االقتصادية‪،‬‬
‫واالجتماعية للسكان‪ ،‬وكان ذلك دافعاً إلى التوجه نحو استخراج المياه الجوفية لري اقراضي‪ ،‬حيث تم حفر عدد كبير من‬
‫اآلبار التي استهلكت كميات كبيرة من المياه أدت في السنوات القليلة الماضية إلى حدوث انخفاض في مناسيب المياه‬
‫الجوفية‪ ،‬ومن ثم انعدام تصريف الينابيع الكبيرة والهامة مثل ينابيع رأس العين المغذي اقساسي لنهر الخابور‪.‬‬
‫‪ -2‬النشدط السكني أو المنزلي‪:‬‬
‫يحتل هذا النشاط المرتبة الثانية بعد النشاط الزراعي من حيث استهالكه للمياه في المنطقة ال ُك َّ‬
‫ردية من محافظة‬
‫الحسكة بكردستان سوريا‪ .‬فالزيادة السكانية دفع إلى التوسع اقفقي الهائل في بناء المدن‪ ،‬إضافة إلى التوسع العمودي‬
‫وبالتالي تطلب اقمر كميات كبيرة من المياه لتأمين مياه الشرب لتلك التجمعات السكانية وكانت النتيجة حفر المزيد من‬
‫اآلبار لتلبية الحاجات المتزايدة للمواطنين في تلك المناطق‪.‬‬
‫‪ -3‬النشدط الاندعي‪:‬‬
‫يحتل النشاط الصناعي آخر مرتبة من حيث استهالكه للمياه في ُكردستان سوريا وذلك نتيجة التخلف الصناعي‬
‫الذي تعانيه تلك المناطق‪ ،‬إذ تفتقر تلك المناطق إلى االستثمارات الصناعية‪ ،‬بحيث ال يوجد في المحافظة سوـ عدد قليل‬
‫من المعامل‪.‬‬

‫‪ -‬الخاد ف الر يسية لمشكلة الميد في كردستد سوريد‪:‬‬


‫تعاني مشكلة المياه في ُكردستان سوريا من جملة من العوامل نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الطروف المندخية غير المواتية‪.‬‬
‫‪ -2‬تلوث الميد ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحكم تركيد ببعض مندبع الميد الرافدة إلى المنطقة‪.‬‬
‫‪ -4‬محدودية الموارد المد ية وانخفدض حاة المواط منه‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن انخفاض مستويات الهطوالت المطرية‪ ،‬وارتفاع درجات الح اررة‪ ،‬والصرف الالعقالني للمياه كانت من جملة‬
‫العوامل التي أدت إلى محدودية الموارد المائية‪ .‬إضافة إلى ذلك َّ‬
‫فأن عدم اهتمام الحكومة السورية بتأمين المياه لمواطنيها‬

‫‪25‬‬
‫أدـ إلى الحفر العشوائي فاستنزفت المياه السطحية‪.‬‬
‫‪ -5‬الزيددة السكدنية (الديمغرافية)‪:‬‬
‫من البديهي َّ‬
‫أن الزيادة السكانية تنعكس بالزيادة في الطلب على الماء‪ ،‬وذلك بسبب التطور االقتصادي واالجتماعي‬
‫والثقافي واتجاه اقفراد نحو االستهالك‪.‬‬

‫‪ -‬سبل المحدفطة على مورد الميد في كردستد سوريد‪:‬‬


‫للمحافظة على مورد المياه في ُكردستان سوريا هناك مجموعة من السبل التي يمكن من خاللها المحافظة على هذا‬
‫المورد‪ ،‬من هذه السبل نذكر ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االبتعاد عن الصرف الالعقالني للمياه‪ ،‬من خالل تجنب شطف المنازل‪ ،‬أو السيارات‪ ،‬أو اقرصفة قدر اإلمكان‪.‬‬
‫ب‪ -‬العمل على تكثيف برامر كشف التسربات في الشبكات العامة وداخل المنازل واصالحها أوالً بأول لمنع هدر المياه‪.‬‬
‫ج‪ -‬توعية الفالحين بتوقيت زراعة المحاصيل بما يتناسب مع أوقات هطول اقمطار لالستفادة قدر اإلمكان من تلك المياه‪.‬‬
‫د‪ -‬اتباع الطرق العقالنية في استخدام المياه عند سقاية المحاصيل الزراعية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬االنتقال من طرق الري التقليدية إلى الطرق الحديثة‪ ،‬ومن شبكات نقل المياه المكشوفة إلى الشبكات المغطاة‪.‬‬
‫و‪ -‬نشر الوعي المائي لدـ كافة مستخدمي المياه واقناعهم َّ‬
‫بأن المياه مهما توفرت لهذا الجيل فسوف تتأثر احتياجات اقجيال‬
‫القادمة َّ‬
‫قن معدالت استخراج المياه الجوفية أكثر من معدالت التغذية السنوية من اقمطار‪.‬‬
‫ي‪ -‬نشر ثقافة الحد من اإلنجاب السكاني‪.‬‬
‫ك‪ -‬فيما يتعلق بالنشاط الزراعي فعلى اعتباره أهم اقنشطة االقتصادية فأ َّنه ال بد من سحب قنوات للمياه السطحية إلى‬
‫(بدء من عين ديوار‬
‫مناطق ذات االستقرار الهطول المطري‪ ،‬وخاصة تلك اقراضي الواقعة على طول الحدود مع تركية ً‬
‫شرقاً إلى رأس العين غرباً ما اًر بمدينة المالكية والقامشلي عاموده والدرباسية ‪....‬الخ) َّ‬
‫قن أراضي تلك المناطق تعتبر من‬
‫أخصب اقراضي الزراعية‪ ،‬وبالتالي َّ‬
‫فأن إدرارها للمحصول سيكون أفضل‪.‬‬

‫‪ -‬خدتمة‪:‬‬
‫هكذا وبعد دراسة دور المياه في الحياة االقتصادية ال ُكرديَّة بسوريا تم التوصل إلى مجموعة من النتائر الهامة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إن المياه مورد طبيعي ضروري لجميع المجتمعات البشرية وبخاصة المجتمعات التي تعتمد على الزراعة بشكل أساسي‪.‬‬
‫‪ -‬تشكل المياه العمود الفقري لعملية التنمية االقتصادية في ُكردستان سوريا‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر المياه السطحية‪ ،‬والمياه الجوفية أهم موارد المياه في ُكردستان سوريا‪.‬‬
‫‪ -‬هناك العديد من العيون والينابيع في ُكردستان سوريا في طريقها إلى النضوب والجفاف‪.‬‬
‫أخي اًر ال بد من اإلشارة إلى َّ‬
‫أن مسألة المياه بالنسبة ل ُكرد ُكردستان سوريا هي من أهم المسائل الحيوية واالستراتيجية‬
‫التي تهم مواطنيها بقدر ما تهم المجتمعات والدول‪ ،‬وان أي تفريط بهذه الثروة المائية سوف ينعكس على مستوـ الحياة‬
‫المعيشية لألفراد والحياة االقتصادية واالجتماعية والسكانية والحضارية للمجتمع ال ُكردي‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫واقع الزراعة يف حمافظة احلسكة بسوريا‬
‫ُ‬
‫كرد زانا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 04‬اذار ‪3102‬‬

‫في ظل تعاظم الزيادة السكانية التي تشهدها محافظة الحسكة بسوريا وتدني مستوـ النمو الغذائي‪ ،‬وفي ظل‬
‫الضغوطات السياسية واقمنية لم تعد مشكلة الزراعة بالنسبة لمزارعي محافظة الحسكة مشكلة اقتصادية بحتة فحسب واَّنما‬
‫أصبح لها أبعاد سياسية وأمنية في غاية الخطورة على واقع المزارعين في المحافظة‪.‬‬
‫يعالر هذا البحث أهم العوامل المؤثرة على قضية واقع الزراعة في الحياة االقتصادية في محافظة الحسكة بسوريا‬
‫من خالل التعرف على واقع ومحددات اقمن الزراعي لمزارعي المحافظة‪.‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬واتقع األم الزراعي في محدفطة الحسكة‪:‬‬


‫تعتبر قضية اقمن الغذائي من القضايا الهامة والمعاصرة التي تعاني منها المحافظة بشكل عام والمناطق ال ُكرديَّة‬
‫فيها بشكل خاص حيث أصبح يشكل تحدياً كبي اًر للمزارعين وذلك في ظل اعتمادهم بالدرجة اقولى على الزراعة بخالف‬
‫باقي المحافظات السوريا التي تشهد إلى جانب الزراعة تطو اًر في الجانب الصناعي والتجاري‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن من أهم نقاط القوة في محافظة الحسكة هي تنوع البيئات الزراعية من الشمال إلى الجنوب‪ ،‬وخصوبة التربة‬
‫أن هناك طاقات وامكانيات كبيرة لتطويرها وتحسين استثمارها وتوفر‬ ‫وتميز أراضي المحافظة َّ‬
‫بأنها سهول مستوية‪ ،‬و َّ‬ ‫الزراعية ا‬
‫اليد العاملة‪ ،‬وهناك إمكانية كبيرة لتنشيط االستثمار الزراعي والصناعي ومن الممكن تطبيق اقساليب الحديثة واالستفادة‬
‫القصوـ من الموارد الطبيعية إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية‪ ،‬وهناك إمكانيات كبيرة لتحسين إنتاجيتها‬
‫وتطويرها وخلق صناعات لها عالقة بالثروة الحيوانية‪.‬‬
‫ومنذ اقزل البعيد ومزارعو المحافظة يعملون في الزراعة وأهم المنتجات الزراعية التي يقوم المزارع في المحافظة‬
‫ب نتاجه تتمثل في زراعة المحصول الشتوي الذي يعتمد في مجمله على مياه اقمطار كالقمح‪ ،‬والشعير‪ ،‬والعدس‪ ،‬والمحصول‬
‫الصيفي كالقطن‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى َّأنه يؤيد العديد من العلماء َّ‬
‫بأن القمح يعود في أصله ميزوبوتاميا )‪ (Mesopotamia‬حيث‬
‫كانت بشكل طبيعي في وادي الفرات ودجلة ومن هذه المنطقة انتقل إلى بقية العالم‪.‬‬
‫كما َّ‬
‫أن المحافظة كانت تتمتع بزراعات أساسية أخرـ مثل زراعة الرز في وادي الخابور حتى نهاية الستينات من‬
‫القرن العشرين إال َّ‬
‫أن قصور الماء في المحافظة أدـ إلى انكماش زراعته واستبداله بالقطن‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫َّ‬
‫إن من أهم العمليات التي يقوم بها مزارع المحافظة هي الحراثة والبذار والتسميد والسقاية والحصاد‪.‬‬
‫ويعتبر القمح مادة الغذاء اقساسية في كافة المجتمعات الذي يستهلك على شكل خبز‪ ،‬وبشكل خاص في مجتمع‬
‫محافظة الحسكة‪ ،‬حيث يقوم المزارع بزرع هذا المحصول كركيزة أساسية في إنتاجه وفي استهالكه العائلي‪ .‬وتجدر اإلشارة‬
‫َّ‬
‫أن محافظة الحسكة تعتبر من أخصب المناطق المزروعة بالقمح حيث تبلغ إنتاج المحافظة حوالي ‪ %10‬إلى ‪ %11‬من‬
‫إنتاج سوريا من القمح‪.‬‬
‫إلى جانب ذلك يقوم المزارع في المحافظة بزراعة الشعير الناتر المربوط باإلنتاج الحيواني حيث يالحظ َّ‬
‫أن المحافظة‬
‫تستحوذ على النصيب اقكبر في زراعتها البالغ ‪.%68‬‬
‫كما يقوم المزارع في محافظة الحسكة بزراعة القطن الذي يعتبر أهم منتر استراتيجي‪ ،‬فمحافظة الحسكة تنتر ما‬
‫يعادل ‪ %10‬من اإلنتاج الكلي للقطن في سوريا‪ ،‬فمن وراء ذلك تحتل سوريا المرتبة العاشرة في إنتاج اققطان وبحصة‬
‫قدرها ‪ %5.2‬من إجمالي إنتاج القطن العالمي‪.‬‬
‫وبخصوص زراعة الخضار والفواكه (كالبندورة‪ ،‬والخيار‪ ،‬والباذنجان‪ ،‬والكوسا‪ ،‬والفليفلة‪ ،‬والباميا‪ ،‬والبطيخ) فال توجد‬
‫إحصائيات دقيقة عن حجم اإلنتاج إال َّ‬
‫أن المحافظة تنتر حداً ال باس به من الخضار والفواكه حيث تقوم بزراعتها أما في‬
‫المزارع الصغيرة التي تعتمد على المياه الجوفية أو في حدائق المنازل في القرـ أو على ضفاف بعض الوديان الموسمية‬
‫ولكنها ليست بذلك الحجم الكبير من اإلنتاج‪ .‬فمثالً في منطقة ديريك تزرع اقعناب الفاخرة وخضر أخرـ لكن عدم كفاية‬
‫المواصالت ونقص لوازم التخزين يجعالن من العسير استغالل هذه المحصوالت اقتصادياً‪.‬‬
‫وهنا ال بد من اإلشارة إلى أ َّن زراعة الخضر والفواكه شبه غائبة عن الخريطة الزراعية في محافظة الحسكة‪ ،‬وذلك‬
‫للعديد من اقسباب على رأسها اعتماد الفالحين بشكل أساس على محصولي القمح والقطن‪ ،‬الرتباط تسويق هذين المحصولين‬
‫بالدولة‪ ،‬كونها ملتزمة بتسويقهما ودعمهما‪ .‬باإلضافة إلى ذلك تذبذب أسعار الخضر والفواكه وعدم ثباتها‪ ،‬وتراجعها في‬
‫بعض اقحيان إلى مستويات متدنية جداً‪ ،‬ما يجعل زراعتها واالهتمام بها أم اًر ال يستحق العناء حسب المزارعين الكثير من‬
‫المزارعين‪ .‬كما أن جزءاً كبي اًر من اقراضي الزراعية في المحافظة هي أراض بعلية‪ ،‬ال تتوافر المياه فيها مما قلص من‬
‫المساحات المزروعة بالخضار والفواكه حتى طال هذا التقلص أماكن وفرة المياه فمثالً بعد جفاف نهر الخابور ماتت بساتين‬
‫العنب والتفاح التي كانت موجودة في القرـ الموجودة على ضفتيه‪.‬‬

‫‪ -‬ثدنيد‪ :‬مشكالت الزراعة في محدفطة الحسكة بسوريد‪:‬‬


‫هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على واقع الزراعة في محافظة الحسكة يمكن أن نصنفها إلى مشكالت ذات‬
‫طابع عام كالطبيعة المناخية والمصادر المائية وارتفاع أسعار الوقود الالزمة لتشغيل اآلالت الزراعية‪ ،‬وارتفاع أسعار‬
‫مستلزمات اإلنتاج والتكنولوجيا الحيوية الحديثة الالزمة لعملية التنمية الزراعية في اقراضي الزراعية بالمحافظة‪.‬‬
‫‪-0‬الطبيعة المندخية والماددر المد ية‪:‬‬
‫يمكن أن نصف المناخ في محافظة الحسكة بسوريا َّ‬
‫بأنه يتميز بالصيف الطويل الجاف والهواء الساخن شحيح‬

‫‪28‬‬
‫الرطوبة‪ ،‬والشتاء الواضح الرطوبة‪ ،‬والربيع المعتدل مع مياه ربيعية‪.‬‬
‫حيث تقسم المحافظة حسب كميات اقمطار إلى المناطق االستق اررية التالية‪:‬‬
‫‪ -5‬الممتازة (ويزيد فيها اقمطار عن ‪100‬مم) وتتمركز أساساً في منطقة ديرك شماالً‪.‬‬
‫‪ -6‬اقولى ‪( :‬ويزيد فيها اقمطار عن ‪110‬مم ) وتتمركز في الشريط الشمالي للمحافظة‪.‬‬
‫‪ -1‬الثانية‪( :‬ما بين ‪110-610‬مم) وتتمركز في الشريط الجنوبي للشريط السابق‪.‬‬
‫‪ -1‬الثالثة‪( :‬فوق ‪600‬مم) وتتمركز في شمال الحسكة وجنوب الرد ومنطقة سري كانيه‪.‬‬
‫‪ -1‬الرابعة أو الهامشية‪( :‬أقل من ‪600‬مم) وتتمركز في جنوب الحسكة وجنوب سري كانيه‪.‬‬
‫إن جزءاً كبي اًر من اقرضي الزراعية في المحافظة هي أرض بعلية ال تتوفر المياه فيها وعلى ارض الواقع َّ‬
‫فأن الذي‬ ‫َّ‬
‫حصل هو َّأنه تعرض المزارعون للسنة الرابعة على التوالي لخسائر مادية جسيمة تحملوها لوحدهم نتيجة احتباس اقمطار‬
‫التي قضت على ‪ %80-%70‬من اإلنتاج الذي كان متوقعاً عام ‪ ،6050‬وذلك دون أن تتدخل الدولة لتحمل قسطها من‬
‫الخسارة كما هي العادة في معظم بلدان العالم حيث تقوم بتقديم تعويضات عن جزء أو كل الخسائر‪ ،‬وذلك انطالقاً من‬
‫حرصها على أمنها الغذائي َّ‬
‫قن اقمن الغذائي بالنسبة لها أولوية تتقدم على كل مستويات اقمن اقخرـ في الدولة‪ .‬ويمكن‬
‫أن نصف المصادر المائية المستخدمة في الزراعة في المحافظة َّ‬
‫بأنها محدودة تشمل جزء ضئيل جداً من مياه بعض السدود‬
‫المقامة على اقنهار كسد الجوادية وسد الزركان بتل تمر‪ ،‬وبعض مياه الينابيع كنبع عين ديوار‪.‬‬
‫وبالنسبة للمياه الجوفية َّ‬
‫فأنه نتيجةً للظروف المناخية غير المواتية فقد شح العديد من اآلبار في المحافظة ما دفع‬
‫بالجهات المعنية في الحكومة إلى اتخاذ إجراءات وتدابير مشددة لمنع حفر اآلبار‪ .‬اقمر الذي أثَّر سلباً على المزارعين‬
‫حيث ُمنع الكثير منهم من الحصول على تراخيص لحفر اآلبار لسقي محاصيلهم الزراعية‪ ،‬اقمر الذي أدـ إلى تراجع‬
‫إنتاجهم الزراعي‪.‬‬
‫‪ -3‬نوعية التربة في المحدفطة‪:‬‬
‫يتميز أراضي محافظة الحسكة بتنوع تربتها ففيها التربة المرتفعة الخصوبة والتربة المتوسطة والفقيرة الخصوبة‪،‬‬
‫فكلما اتجهنا نحو الشمال باتجاه المناطق ال ُكرديَّة تزداد خصوبة التربة (المناطق المحاذية من عين ديوار والمالكية والقامشلي‬
‫وعامودا والدرباسية) وكلما اتجهنا نحو الجنوب تتناقص خصوبة التربة (مدينة الحسكة والشدادي والبوكمال)‪ ،‬فاختالف‬
‫خصوبة التربة تؤثر في عنصر اقرض وبالتالي يؤثر على نتائر النشاط في القطاع الزراعي‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال إذا اتجهنا صوب منطقة ديريك نجد أرضاً بنية كستنائية تتلوها أرض سوداء في أقصى ركن من‬
‫ديريك ويتخلل هذا السهول واقراضي المتموجه انهار جغجغ والخابور وسوتان وروافدها الكثيرة وهذا يسهل إدخال نظم الري‬
‫في مناطق واسعة‪.‬‬
‫‪ -2‬ارتفد؟ أسعدر الوتقود الالزمة لتشغيل اآلالت الزراعية‪:‬‬
‫يعتبر المازوت إلى جانب الكهرباء أهم مصادر الطاقة الالزمة في عملية الزراعة فقد أصبح أحد المشكالت‬

‫‪29‬‬
‫المستعصية في المحافظة نتيجة الحاجة الكبيرة الستهالكها الكبير في مجال الزراعة‪.‬‬
‫والى جانب ارتفاع أسعار النفط فقد قامت الحكومة برفع أسعار الكهرباء المستخدمة في تشغيل المضخات المركبة‬
‫على اآلبار وبخاصة في موسم السقاية اقمر الذي أثقل من كاهل المزارع والفالح في المحافظة‪.‬‬
‫بالتالي ف لى جانب تخفيض المساحات المزروعة وفي ظل ارتفاع أسعار الوقود َّ‬
‫فأن العديد من المزارعين فقدو‬
‫الحافز على زراعة الحبوب حيث لم يعد الوارد من إنتاجه يكفي إلعالة أسرته فمن خالل لقاء بعض المزارعين (المزارع ب‪.‬‬
‫ح ‪ ،‬المزارع م‪ ،‬ع) تبين أنهم على حالة يرثى لها فمثالً أصبح المزارع يلجأ إلى استدانة اقموال بفائدة من أجل الزراعة‪،‬‬
‫وأصبح يمول أبناءه في الجامعة بمصاريف قليلة مما اضطر أبناء إلى العمل إلى جانب الدراسة وهذا ما أثَّر بدوره على‬
‫درجة تحصيلهم العلمي‪ ،‬وأصبح المزارع يبيع جزء من أرضه من أجل زراعة الجزء الباقي من أرضه بتلك اقموال‪ .‬كما‬
‫أصبح يبيع ماشيته كي ينتفع من تلك اقموال في الزراعة‪.‬‬
‫‪ -4‬ارتفد؟ أسعدر مستلزمدت اإلنتدو والتكنولوجيد‪:‬‬
‫يعتمد المزارعون في محافظة الحسكة بسوريا في تحصيل مواسم زراعتهم على اآلالت الزراعية القديمة الطراز‪ ،‬وفي‬
‫بعض اقوقات نجد َّأنهم يعتمدون على الزراعة بشكل يدوي وبخاصة في حالة مزارع العائالت‪ ،‬وال توجد اآلالت حديثة يمكن‬
‫االعتماد عليها في الزراعة نظ اًر الرتفاع تكاليف شرائها‪.‬‬
‫فبالنسبة إلى اآلالت القديمة َّ‬
‫فأنها عادة ما تكون مهتلكة أو بحكم االهتالك إذ َّ‬
‫أن اآلالت القديمة تشكل أعباء إضافية‬
‫للمزارع أحياناً بسبب اقعطال الكثيرة وأعطاله هذه تؤدي إلى تأخير الزراعة في اقوقات الحرجة مما يترك أثا اًر سلبية على‬
‫اإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك َّ‬
‫فأنه على الدولة تقديم القروض الالزمة لشراء مثل تلك اآلالت لكن يواجه المزارعون صعوبة في‬
‫الحصول على تلك القروض من أجل شراء اآلليات الكبيرة مثل الحصادات أو الج اررات‪ ،‬فالقروض التي تمنحها الدولة‬
‫للمزارعين والفالحين قليلة‪ ،‬كما َّ‬
‫أن الفساد المستشري في دوائر الدولة وبخاصة في المصارف الزراعية تخلق أعباء إضافية‬
‫على الفالحين والمزارعين مما أدـ إلى عرقلة نشاطات الزراعة المهمة وتراجع اإلنتاجية في المحافظة‪.‬‬
‫فأن المزارع في المحافظة يعاني من تأمين البذار من المصارف َّ‬
‫فأنه يضطر لشرائها من السوق‬ ‫باإلضافة إلى ذلك َّ‬
‫السوداء كما ويعاني من ارتفاع أسعار مبيدات المكافحة‪ /‬بعد إلغاء المكافحة المجانية‪ /‬وارتفاع أجور اليد العاملة من عمال‬
‫سقاية وحراثة وآليات الحراثة والعتالة والقطاف (فكل طن قطن يحتاج إلى ‪ /2000/‬ليرة سوريا قيمة قطاف) إضافة إلى وجود‬
‫بعض الطفيليين والسماسرة الذين يحصلون على حصة كبيرة من قيمة هذه المنتجات ويستغلون المنتجين من المزارعين‪.‬‬

‫‪ -‬النتد ج‪:‬‬
‫بعد دراسة هذا البحث المتعلق بواقع الزراعة في محافظة الحسكة بسوريا يمكن أن نضع جملة من النتائر الهامة‬
‫المتعلقة بسكان المحافظة والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -5‬مشكلة الزراعة في محافظة الحسكة ليست تحدياً اقتصادياً فحسب َّإنما أصبحت لها تحديات سياسية وأمنية واجتماعية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -6‬هناك فجوة زراعية كبيرة في المجتمع الزراعي في محافظة الحسكة بسوريا باتت تشكل فجوة غذائية خطيرة تسوء يوم‬
‫بعد يوم حيث أصبحت تشهد تباطؤ متناقص في معدالت اإلنتاج الزراعي نتيجة عوامل عديدة أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تغير الطبيعة المناخية في المحافظة‪ ،‬حيث يعمل المزارعون في محافظة الحسكة في بيئة مهددة بتذبذبات اقمطار‬
‫مع معدالت أمطار منخفضة عموماً‪.‬‬
‫ب‪ -‬ارتفاع أسعار الطاقة المستخدمة في الزراعة‪ ،‬إلى جانب ارتفاع أسعار مستلزمات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -6‬إفالس العديد من المزارعين في المحافظة في مجال الزراعة نتيجة اقمور والضغوط السابقة اقمر الذي أدـ إلى بيعهم‬
‫قجزاء كبيرة من أراضيهم للغير‪ ،‬وهذه النتيجة على غاية من الخطورة (التخلي عن ارض اآلباء واقجداد)‪.‬‬
‫وعلى أساس النتائر التي توصلنا إليها فيما سبق نوصي بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تشجع الم ازرعين في محافظة الحسكة على االستثمار الزراعي كماً ونوعاً من أجل زيادة اإلنتاجية وبالتالي زيادة درجة‬
‫االكتفاء الذاتي‪.‬‬
‫‪ -‬توعية المزارع في المحافظة بعدم اإلسراف في صرف المياه أثناء سقاية المزروعات‪ ،‬وتوعيته بأوقات الزراعة المناسبة‬
‫وذلك كي ال يتحمل الخسائر الكبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬حث المزارعين في محافظة الحسكة على الزراعة داخل اقنفاق أو البيوت البالستيكية أو البيوت المحمية ذات المناخ‬
‫الخاضع للسيطرة والتحكم‪ ،‬لضمان التدفئة شتاء والتبريد صيفاً‪ ،‬وكذلك التحكم بالرطوبة المناسبة وحماية النباتات من التيارات‬
‫الهوائية الباردة والساخنة واقمطار واآلفات الزراعية‪ ،‬وذلك من أجل الحصول على أفضل المنتجات بأقل التكاليف‪ .‬ومن‬
‫ناحية أخرـ من أجل تحقيق االكتفاء الذاتي من الخضار‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في السياسة الزراعية في المحافظة‪ ،‬وذلك من خالل تنسيق المزارعين فيما بينهم وأخذ مقترحاتهم بعين‬
‫االعتبار للبناء عليها‪َّ ،‬‬
‫قن المحافظة تشكل سلة الغذاء للمحافظة وقاعدة لألمن الغذائي في سوريا‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة مقادير كافية من القروض بشروط مناسبة وحتى يمكن جعل وسائل اإلنتاج أيسر متناوالً‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء محالر لالقطان في المحافظة من أجل تقليل نفقات نقلها‪.‬‬

‫‪ -‬الخدتمة‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن محافظة الحسكة تحتاج اليوم لمن يرعاها بصدق وشفافية‪ ،‬وقدرة على التحليل‪ ،‬ومعرفة الواقع للنهوض به‪ ،‬كما‬
‫تحتاج إلى التنمية‪ ،‬وتنميتها تحتاج إلى مشروعات نوعية جديدة ذات طبيعة اقتصادية بكل أبعادها‪ ،‬وبغض النظر عن‬
‫قوميات القاطنين فيها َّ‬
‫قن المحافظة ليس فقط ضمان قهلها‪ ،‬ولكن ضمان لكل سوريا‪ ،‬وذلك في ظل اتجاه المحافظة نحو‬
‫الفاقة والعجز والحاجة إلى الدعم الحكومي المكثف‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl :‬‬

‫‪31‬‬
‫ُ َّ ُ‬
‫الزراعة يف املناطق الكردية بكردستان سوريا‬

‫متر مصطفى باشا‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 00‬أيار ‪3102‬‬

‫تتميز المناطق ال ُكرديَّة في كردست ت ت تتتان ست ت ت تتوريا بثروات باطنية هامة لكن تعتبر الزراعة من القطاعات االقتصت ت ت تتادية‬
‫الرئيست ت ت تتة‪ ،‬لذا عمدت االنظمة الشت ت ت تتوفينية بأخذ كافة اإلجراءات الكفيلة بتغيير ديمغرافية المنطقة والقض ت ت ت تتاء على البنية‬
‫التحتية للمشاريع الزراعية وذلك ب صدار المراسيم والقوانين والق اررات التي تمكنها من تحقيق هذه اقهداف ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ .5‬إصتتدار قانون اإلصتتالح الزراعي باالستتتيالء على كميات كبيرة من اق ارضتتي ووضتتعها تحت تصترفها وبالتالي‬
‫حرمان اصحابها الحقيقيين من ال ُكرد من استثمارها‪.‬‬
‫‪ .6‬جلتتب الغمر من محتتافظتتة الرقتتة إلى المنطقتتة ال ُكردَّي تة وتمليكهم لأل ارضت ت ت ت ت ت تتي ال ُكردَّي تة لتغيير ديمغرافيتتة المنطقتتة‬
‫ال ُكرديَّة وبسبب كون هؤالء الغمر من غير السكان اقصليين لم يقوموا ب قامة مشاريع طويلة اقجل (كالزراعة االشجار‬
‫والفاكهة)‪ ،‬وبالتالي استتتثمارهم لهذه اق ارضتتي بالطرق التقليدية للحصتتول على خيراتها في أقصتتر وقت ممكن الستتتثمار‬
‫هذه االموال في مناطق سكناهم االصليين‪.‬‬
‫‪ .1‬حرمتتان حق المواطنتتة قعتتداد كبيرة من الش ت ت ت ت ت ت تعتتب ال ُكردي ممتتا أدـ إلى حرمتتانهم من العمتتل في الشت ت ت ت ت ت تتركتتات‬
‫والمؤستستات الحكومية علماً أن العمل في هذه المؤستسات باإلضافة إلى ذلك تحتاج لموافقات امنية حتى للذين حصلوا‬
‫على حق المواطنة‪.‬‬
‫‪ .1‬حرمان بعض العائالت ال ُكرديَّة وقست تتباب ست تتياست تتية من حق االنتفاع باق ارضت تتي الزراعية التي كانت باقست تتاس‬
‫ملكاً لها‪.‬‬
‫‪ .1‬توزيع قسم صغير من االراضي للفالحين ال ُكرد في غير مناطق سكناهم بصفة عقود إيجار وفي نهاية كل عام‬
‫تنشر دعاية مفادها بأن هذه العقود غير دائمة وسيتم إلغاءها واعادة توزيع اقراضي مجدداً‪ ،‬وكان لهذا اإلجراء المردود‬
‫السلبي الكبير على عدم إقامة المشاريع الزراعية‪ ،‬وكان لهذا اإلجراءات على المدـ البعيد اقثار السلبية التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬هجرة اعتداد كبيرة من اليتد العتاملتة ال ُكرديتَّة من منتاطق ست ت ت ت ت ت تتكنتاهم إلى باقي المحافظات طلباً للعمل لعدم توفر‬
‫فرص العمل في مناطقهم‪.‬‬
‫ب‪ .‬ادـ العامل االقتص ت ت ت تتادي إلى انتش ت ت ت تتار الفقر والجهل في المجتمع ال ُكردي حيث أن الحكومة اهملت كل مرافق‬
‫الخدمات‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ت‪ .‬عدم إقامة أية مشت تتاريع طويلة اقجل في هذه المناطق من قبل ست تتاكنيها االصت تتليين والوافدين واست تتتثمار اال ارضت تتي‬
‫بالطرق التقليدية للحصول على خيراتها في أقصر فترة ممكنة دون النظر إلى جدواها االقتصادي المستقبلي‪.‬‬
‫ث‪ .‬عدم إقامة أية مشاريع مستقبلية لعدم توفر االموال الالزمة لذلك عدا أنها تتطلب موافقات الجهات االمنية والتي ال‬
‫توافق قنها مناقضة قهدافها‪.‬‬
‫وفي النهاية نرـ من الضروري على ال ُكرد وبالسرعة الممكنة القيام بالمهام التالية‪:‬‬
‫‪ .5‬العمل عل إلغاء كافة القوانين واالجراءات التعسفية والخاصة بهذه المناطق‪.‬‬
‫‪ .6‬إعادة توزيع االراضي وتمليكها لسكانها االصليين أي اعطاء كل ذي حق حقه‪.‬‬
‫‪ .1‬إقامة مشتاريع زراعية صتغيرة ومتوستطة باالستتفادة من السدود السطحية القائمة وضمن االمكانيات المتاحة لتأمين‬
‫بنية تحتية قوية إلقامة مشت تتاريع زراعية كبيرة ذات عائدات ومردود اقتصت تتادي نظ اًر لتوفير اليد العاملة والكفاءات والمهارات‬
‫الجيدة‪.‬‬
‫وفي النهتاية يمكن القول ان كل فكرة في هذا المقال يمكن اعتباره موضت ت ت ت ت ت تتوعاً قائماً بذاته وجدي اًر بالبحث قهميته على‬
‫الواقع‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪33‬‬
‫الركود التضخمي يف االقتصاد السوري‬
‫خورشـيد عـليـكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 02‬أيار ‪3102‬‬

‫ُيعتبر الركود التض ت تتخمي من أست ت توأ الظواهر االقتص ت تتادية التي يمكن أن يمر بها اقتص ت تتاد ما‪ .‬وفيها نجد االقتص ت تتاد‬
‫يعاني من تباطؤ في حركته االقتص تتادية ويش تتهد في الوقت نفس تتها ارتفاعات متكررة في المس تتتوـ العام لألس تتعار‪ .‬ومن‬
‫اقستباب اقساسية لهذه الظاهرة الحروب والكوارث واقحداث السياسية التي ينتر عنها انخفاض في حجم الطلب الكلي‬
‫وتتدهور في اإلنتتاجيتة في نفس الوقت‪ .‬إن المشت ت ت ت ت ت تتكلة في هذا النوع من أنواع الركود هي محدودية قدرة الحكومة حيث‬

‫أنها في ستعيها لتنشتيط الطلب تعمل على الضغط على اقسعار صعوداً‪ .‬وبالتالي فأن حل هذه المشكلة سيكون صعباً‬
‫على المدـ القصتتير‪ .‬وقد تلجأ الدول في هذه الحالة إلى االستتتدانة لتنشتتيط الطلب والعمل في الوقت نفستته على توفير‬
‫الست تتلع بشت تتكل يمنع ارتفاع أست تتعارها‪ .‬إال أن الحل النهائي لهذه المشت تتكلة يكمن في تطوير اإلنتاجية وتحست تتين مست تتتواها‬
‫والوصول بالميزانية الحكومية إلى وضع التوازن‪.‬‬
‫وبمتابعة التطورات االقتصتتادية في ستتوريا‪ ،‬نالحظ دخول االقتصتتاد الستتوري منذ الستتنة اقولى للثورة الس تورية (ثورة‬
‫الحرية والكرامة) في مرحلة الركود التضتتخمي‪ ،‬حيث يعاني االقتصتتاد الستتوري من تباطؤ في حركته االقتصتتادية ويشتتهد‬
‫في الوقت نفسها ارتفاعات متكررة في المستوـ العام لألسعار‪ .‬والسبب الرئيسي لهذه الظاهرة في االقتصاد السوري هي‬
‫انطالق الثورة الستورية ودخول البالد في دوامة حرب طائفية ممنهجة بعد أشتهر عديدة من النضال السلمي الديمقراطي‬
‫في ستتوريا منذ بداية الثورة الستتورية‪ ،‬وانعكس بذلك على عدم االستتتقرار الستتياستتي واالقتصتتادي واقمني في ستتوريا الذي‬
‫نتر عنه انخفاض في حجم الطلب الكلي وتدهور في إنتاجية االقتصتتاد الستتوري‪ ،‬وانخفاض قيمة العملة الستتورية مقابل‬
‫العمالت اقجنبية‪ .‬وبالتالي فأن عدم إمكانية الحكومة الستتورية االستتتدانة لتنشتتيط الطلب‪ ،‬بستتبب تأكيد المعارضتتة على‬
‫عدم التزامها بأية عقود أو اتفاقيات (اقتصتادية أو مالية) تتم بين الستلطات الستورية وأية دولة أخرـ بعد إسقاط النظام‪،‬‬
‫وعدم إمكانيتها العمل في نفس الوقت على توفير السلع بشكل يمنع ارتفاع أسعارها‪ ،‬وبذلك سيستمر تفاقم ظاهرة الركود‬
‫التض تتخمي في االقتص تتاد الس تتوري‪ .‬ولكن مع اس تتتمرار دخول البالد في دوامة العنف والحرب الطائفية الممنهجة‪ ،‬وعدم‬
‫إمكانية زيادة اإلنتاجية وتطويرها‪ ،‬ال حل لهذه الظاهرة س ت ت ت تتوـ المزيد من الركود التض ت ت ت تتخمي وبالتالي اس ت ت ت تتتمرار تدهور‬
‫االقتصاد السوري‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪34‬‬
‫هل ميكن القتصاد السوق أن يولد الدميقراطية‬

‫د‪ .‬مسلم طاالس‬

‫دكتور يف االقتصاد والعالقات الدولية‬

‫‪ 66‬أيار ‪6051‬‬

‫هناك العديد من اآلراء حول الديمقراطية في الصتين تستتحق المناقشتة‪ .‬يعتقد بعض الناس أن اقتصاد السوق يتطلب‬
‫مركزية الستلطة‪ ،‬وفي النتيجة أن اقولوية يجب أن تعطى لتطوير اقتصتاد الستوق‪ .‬برأيهم حالما ينضتر اقتصتاد الستتوق ف ن‬
‫الستتياستتة الديمقراطية يجب أن تطور‪ .‬ويرون أن اس تتتراتيجية اإلصتتالح يجب أن تعطي اقولوية للكفاءة ومن ثم االنص تتاف‬
‫وحالما يص ت ت تتل اقتص ت ت تتاد الس ت ت تتوق إلى مس ت ت تتتوـ محدد من النمو‪ ،‬ف ن الس ت ت تتياس ت ت تتة الديمقراطية يمكن أن تطور لتحقيق العدالة‬
‫االجتماعية‪ .‬وفقاً لرأي آخر اقتص تتاد الس تتوق هو ش تتكل من الديمقراطية االقتص تتادية‪ ،‬طريقة ديمقراطية‪ ،‬وترتيبات ديمقراطية‬
‫للحياة االقتصادية‪ .‬إذا اعتبرنا أن السياسة هي تعبير مكثف عن االقتصاد ف ن الديمقراطية االقتصادية ستتطلب في النتيجة‬
‫التقدم نحو الديمقراطية الست تتياست تتية‪ .‬أي أنه يمكن القول إن اقتصت تتاد الست تتوق االشت تتتراكي هو أست تتاس حقيقي لبناء الديمقراطية‬
‫االشتراكية‪.‬‬

‫زاوية النظر أعاله يمكن ان تس ت تتمى النظرية المتس ت تتلس ت تتلة‪ :‬أوالً تطور اقتص ت تتاد الس ت تتوق ومن ثم تطور الديمقراطية‬
‫الست تتياست تتية‪ .‬وجهة النظر اقخرـ هي نظرية الست تتبب والنتيجة‪ :‬اقتصت تتاد الست تتوق المتطور ست تتيتطلب بالض ت تترورة التقدم نحو‬
‫الديمقراطية الست ت تتياست ت تتية‪ .‬وخطأ النظرية اقولى واضت ت تتح قنها تفترض فص ت ت تالً مصت ت تتطنعاً بين اقتصت ت تتاد الست ت تتوق والديمقراطية‬
‫الستتياستتية‪ ،‬وترستتم اقتصتتاد الستتوق على أنه آلية اقتصتتادية طبيعية ال تحتاج لدعم الديمقراطية‪ .‬النظرية الثانية خادعة ومن‬
‫يأخذ بها يعتقد أنه طالما أن اقتصتاد الستوق قد تطور ستيكون هناك بشتكل محتم تقدم نحو الديمقراطية السياسية‪ .‬وهذه هي‬
‫ببساطة قفز الستنتاج غير مبرر‪.‬‬

‫‪ -‬تشكل اتقتادد السوق تدريجيد م خالل المندفسة مع احترام حقوق الملكية الفردية‪:‬‬

‫في البداية‪ ،‬يتش ت ت تتكل اقتص ت ت تتاد الس ت ت تتوق بالتدرير من خالل المنافس ت ت تتة الحرة‪ ،‬باالعتماد على احترام الملكية الخاص ت ت تتة‬
‫للمواطنين‪ .‬يبين التتتاريخ اقوربي أنتته إذا لم تكن حقوق الملكيتتة الختتاصت ت ت ت ت ت تتة للمواطنين محترمتتة‪ ،‬ولم تكن هنتتاك رقتتابتتة على‬
‫الستلطة المطلقة للملوك‪ ،‬ف ن اقتصتاد الستوق ال يمكن أن يتأستس‪ .‬لذلك ف ن الحقوق الديمقراطية هي شترط مستبق القتصتاد‬
‫ست ت ت ت ت تتوق حقيقي‪ .‬في عام ‪ 5651‬عاد الملك جون إلى انكلت ار من فرنست ت ت ت ت تتا بعد أن هزم هو وحلفاؤه من قبل الملك فيليب في‬
‫فرنستتا‪ .‬وقن الصتتناديق الملكية استتتنزفت بستترعة‪ ،‬طلب الملك الض ترائب من باروناته‪ .‬لكن طلبه جوبه بمعارضتتة ص تاخبه‪،‬‬
‫وفي عتام ‪ 5651‬أجبر الملتك على وضت ت ت ت ت ت تتع ختمته على الميثتاق اقعظم دمتاغنتا كتارتاز‪ .‬وقد بين هذا االنجاز الدست ت ت ت ت ت تتتوري‬

‫‪35‬‬
‫التاريخي (نطق) أن الملك ال يمتلك الحق في فرض ضت ت ت ت ت ت تريبة أو رفعها بدون موافقة البارونات والوزراء‪ ،‬وكذلك منعته من‬
‫االعتقال والستجن بدون المعالجة القانونية المستحقة‪ .‬قاد الصراع‪ ،‬العنيف أحياناً‪ ،‬على حقوق الملكية بين الملوك والنبالء‪،‬‬
‫ومن ثم البرلمان‪ ،‬في النهاية للتأست ت ت ت ت ت تتيس لوثيقة الحقوق عام ‪ ،5289‬التي بينت أن الناس الذين يمثلهم البرلمان لهم حقوق‬
‫غير قابلة للطعن في الملكية وحقوق مدنية وست تتياست تتية‪ .‬من الواضت تتح أن اقمة اإلنكليزية دفعت ثمناً غالياً في الص ت تراع من‬
‫أجل حقوق الملكية التي جعلت التأستيس القتصتاد الستوق ممكنا في البداية‪ .‬كان ممكنا القتصاد السوق أن يزدهر بالضبط‬
‫قن حقوق التتدولتتة فص ت ت ت ت ت ت تلتتت عن حقوق الملتتك‪ ،‬بينمتتا متتارس البرلمتتان المنتختتب الرقتتابتتة على ممتلكتتات التتدولتتة ونفقتتات‬
‫الحكومة‪ .‬لو ال ذلك الص تراع والماغنا كارتا ووثيقة الحقوق ما كان ممكنا القتصتتاد الستتوق أن يوجد‪ .‬لذلك ف ن فرضتتية أن‬
‫اقتصتتاد الستتوق يرعى الديمقراطية هي ستتوء فهم تاريخي‪ .‬بدون نظام ستتياستتي ديمقراطي ونظام لحماية حقوق الملكية‪ ،‬ف ن‬
‫اقتصاد السوق الحر الحقيقي ال يمكن أن يوجد‪.‬‬

‫ثانياً‪ ،‬اقتص تتاد الس تتوق هو نظام توزع فيه اقص تتول من خالل تقلبات اقس تتعار‪ .‬في هذا النظام عيوب موروثة‪ ،‬بالتحديد أن‬
‫أقلية من اقفراد يمكن أن تتخذ ق اررات تحكمية تؤثر على الكثيرين‪ .‬في ظل ظروف اقتصت ت ت تتاد الست ت ت تتوق‪ ،‬يمتلك االفراد حرية‬
‫التخلص من ممتلكاتهم عندما يرون ذلك مناستتباً‪ ،‬لكن اقلية من المستتتثمرين اقثرياء ذوي المصتتالح المستتيطرة في الشتتركات‬
‫يمكن أن تفرض إرادتهتتا على عتتدد كبير من النتتاس‪ .‬على الرغم من أن قوانين الشت ت ت ت ت ت تتركتتات في مختلف البلتتدان تؤكتتد على‬
‫المست ت ت تتؤولية االجتماعية للشت ت ت تتركات وتحدد حقوق متبادلة ل دارة والعمال‪ ،‬ف ن نظام التصت ت ت تتويت في الشت ت ت تتركات يعطي كبار‬
‫المستتتثمرين الستتيطرة النهائية على تخصتتيص اقصتتول في الشتتركات‪ .‬في النتيجة على المستتتوـ الهيكل الميكرو القتصتتاد‬
‫الس تتوق‪ ،‬أي على مس تتتوـ الش تتركات‪ ،‬ليس هناك ديمقراطية‪ .‬على العكس ف ن اقلية ص تتغيرة من كبار حملة اقس تتهم تص تتنع‬
‫الق اررات‪.‬‬

‫‪ -‬الديمقراطية ليست منتجد حتميد التقتادد السوق‪:‬‬

‫يبين التاريخ االقتصت تتادي أن اقتصت تتاد الست تتوق يمكن أن يقود إلى تمركز رأس المال في أيدي اقلية واالست تتتقطاب بين‬
‫اقغن ياء والفقراء‪ .‬عندما تتركز كل موارد المجتمع في أيدي أقلية صغيرة ف ن آلية السوق ال يمكن أن تشتغل بكفاءة ويمكن‬
‫القتص ت تتاد الس ت تتوق أن يتحول من أرس ت تتمالية المنافس ت تتة الحرة إلى أرس ت تتمالية احتكارية‪ .‬وفي مجتمع يعمل في ظل ال أرس ت تتمالية‬
‫االحتكارية‪ ،‬ال يست تتيطر مالكو رأس المال على الفعاليات االقتصت تتادية للبلد فقط بل يست تتيطرون على أقدارها الست تتياست تتية‪ .‬فهم‬
‫يشتتترون مرشتتحي الرئاستتة بالمستتاهمات في الحمالت‪ ،‬ويستتيطرون على اإلعالم من خالل اإلعالنات‪ ،‬ويؤس تستتون ويمولون‬
‫العديد من المنظمات غير الحكومية من أجل نشت تتر أيديولوجيتهم‪ ،‬وحتى تمويل المنظمات المعارضت تتة لتغيير الحكومة التي‬
‫ال يحبونها‪ .‬لذلك حالما يدخل اقتص ت تتاد الس ت تتوق المرحلة االحتكارية‪ ،‬ف ن التحول إلى الديمقراطية ليس غير محتمل فقط بل‬
‫في الحقيقة من المحتمل ظهور اتجاه معاكس للديمقراطية‪ .‬يمول المالك اقثرياء أحزاب المعارضتتة لتخريب القوة الستتياستتية‬

‫‪36‬‬
‫للدولة أو حتى اختيار واجهة ديمقراطية مزيفة (تأستيس منظمات معارضتة للحكومة وتشجيع التظاهرات في الشارع من قبل‬
‫اقحزاب المعارض ت ت ت تتة) من أجل تخريب الحكومة المنتخبة الش ت ت ت تترعية‪ .‬اقتص ت ت ت تتاد الس ت ت ت تتوق بنفس ت ت ت تته يفتقد العوامل الض ت ت ت تترورية‬
‫لتنمية براعم الديمقراطية‪ .‬العدد الص ت ت تتغير من الناس الذي يس ت ت تتاوي بين ص ت ت تتنع الق ارر الديمقراطي في الش ت ت تتركة والديمقراطية‬
‫الستتياستتية يشتتوش أو يكوم ستتوية الحقوق الستتياستتية مع الحقوق االجتماعية مع الحقوق التجارية‪ .‬نظ اًر قن اقتصتتاد الستتوق‬
‫معرض للفستتاد‪ ،‬ف ن البلدان التي تطور اقتصتتاد الستتوق يجب أن تستترع في بناء الستتياستتة الديمقراطية من أجل التخلص من‬
‫العوامل غير العقالنية الكامنة في اقتص تتاد الس تتوق ومعالجة المش تتكالت االجتماعية التي تنتر عنه‪ .‬على س تتبيل المثال ف ن‬
‫الديمقراطية تمنح دست تتتورياً حقوق تصت تتويت مضت تتمونة للفئات الضت تتعيفة التي تعاني من آثار االست تتتقطاب الطبقي والتهميش‬
‫االجتماعي وتض تتمن أن المرش تتحين الس تتياس تتيين س تتيس تتتمعون آل ارئهم على االقل ويلتزمون باتخاذ اجراءات لتحس تتين ش تتروط‬
‫معيشتتتهم‪ .‬من أجل كستتب االنتخابات على المرشتتحين الستتياستتيين أن يعاملوا مشتتكالتهم بجدية ويصتتيغوا ستتياستتات تخفض‬
‫الفقر وتزيل عدم المست ت ت ت تتاواة االجتماعية‪ .‬وعلى أعضت ت ت ت تتاء البرلمان الذين يرغبون في إعادة االنتخاب اقتراح قوانين تحد من‬
‫الممارسات االحتكارية‪ .‬كل هذا يساعد في خفض المشكالت االجتماعية وردم الهوة بين اقغنياء والفقراء‪ .‬ويمكن للضرائب‬
‫ومختلف اإلجراءات التشريعية أن تستخدم إلعادة توزيع الثروة‪.‬‬

‫إن الفشت تتل في فهم العالقة بين اقتصت تتاد الست تتوق والديمقراطية‪ ،‬ومن ثم توقع أن الديمقراطية ست تتتتبع في أعقاب تطور‬
‫اقتصتتاد الستتوق‪ ،‬أمر عقيم يشتتبه تستتلق الشتتجرة من أجل اصتتطياد الستتمك‪ .‬بالتأكيد يحتاج اقتصتتاد الستتوق للديمقراطية لكن‬
‫الديمقراطية ليستتت وجبة مجانية تأتي مع اقتصتتاد الستتوق‪ .‬في المقابل باعتبار أن اقتصتتادات الستتوق النامية عرضتتة لستتوء‬
‫التوزيع االجتماعي‪ ،‬ف ن هناك أولوية لبذل جهود كبيرة لتشجيع الديمقراطية التي تعالر عيوبها‪.‬‬

‫بالطبع‪ ،‬باعتبارها اصتتتبحت جزءا من البنية الفوقية‪ ،‬ف ن النظم الديمقراطية تخضت تتع للقوـ المنتجة وعالقات االنتاج‪.‬‬
‫إن ظروف التنمية االقتصادية للبلد‪ ،‬بحدود معينة‪ ،‬تؤثر على تطور الديمقراطية‪ .‬في عدد من الدول الفقيرة في جنوب شرق‬
‫آست تتيا اصت تتبحت المعارك االنتخابية تبادالً لمصت تتالح بفائدة مضت تتاعفة‪ :‬يحصت تتل المرشت تتحون على اقص ت توات ب عطاء اقبقار‬
‫كحوافز للمص تتوتين‪ .‬هذه ديمقراطية المال الس تتافرة‪ ،‬نمط من شت تراء اقصت توات‪ .‬لكن بالنس تتبة للناخبين المحليين البقرة أفض تتل‬
‫بكثير من الشتتعارات الستتياستتية الكبيرة والفارغة‪ .‬عندما ينتخب الستتياستتيون لقيادة هذه البلدان‪ ،‬ف نهم روتينياً يمارستتون الفستتاد‬
‫الكبير ويس تتيئون اس تتتخدام الموارد العامة للمكاس تتب الخاص تتة‪ .‬لكن عندما يفعلون ذلك ف ن التص تتويت االنتخابي يبعدهم عن‬
‫الحكم‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪37‬‬
‫اقتصاد السوق والدميقراطية السياسية‬

‫د‪ .‬مسلم طاالس‬

‫دكتور يف االقتصاد والعالقات الدولية‬


‫محدضرة ألقيت بتدريخ ‪ 3102-5-32‬في مركز جمعية سوبدرتو بقدمشلو‬

‫اقتصاد السوق والديمقراطية السياسية عنوانان يمكن اعتبار كل منهما بشكل منفرد أو سوية موضة النقاشات االقتصادية‬
‫والسياسية التي سادت خالل العقود الثالثة اقخيرة أو أكثر‪ ،‬من حيث أنهما مسا اًر للحياة االقتصادية والسياسية الحتميان‬
‫(نظرياً) واقفضل (تطبيقيا) من منظور غالبية المهتمين‪ ،‬أو أنهما مرفوضان بعيوبهما المختلفة من قبل نسبة قليلة من‬
‫المهتمين‪.‬‬

‫ما هو ملحوظ على صعيد الواقع هو انتشار سريع لوصفة الديمقراطية سياسياً واقتصاد السوق اقتصادياً كحل لمشكالت‬
‫الدول المتخلفة والدول الشمولية و(االنتقالية)‪ .‬وكذلك الترافق بين الديمقراطيات المستقرة واقتصادات السوق الناجحة‪.‬‬

‫لن نخوض هنا مباشرة في مزايا وأفضليات اقتصاد السوق اقتصادياً أو الديمقراطية سياسياً أو عيوبهما‪ .‬ما نرغب في‬
‫تسليط الضوء عليه هو مسألة الجمع بينهما‪ .‬يدور الجدل هنا حول طبيعة العالقة بينهما‪ ،‬هل اقتصاد السوق هو نتاج‬
‫الديمقراطية؟ هل هو راع الديمقراطية ومن ثم قد تعتبر الديمقراطية ناتجاً له؟ أم أن هناك شكل من عالقة التوأمة بينهما‬
‫بحيث أنه ال يوجد أحدهما بدون اآلخر؟ ونحن هنا نتبنى ال أري القائل بأن اقتصاد السوق يؤسس للديمقراطية ونحاول تبرير‬
‫هذا الرأي‪.‬‬

‫‪ -‬األسواق ترعى الديمقراطية‪:‬‬

‫تشجع اقسواق الحرة الديمقراطية بأربع طرق مختلفة‪ .‬أوالً‪ ،‬في قلب أي اقتصاد سوق حرة تقف مؤسسة الملكية الخاصة‪،‬‬
‫والملكية الخاصة بحد ذاتها هي شكل من الحرية‪ .‬ومن ثم البلد الذي يسوده اقتصاد السوق لديه مكون أساسي للديمقراطية‬
‫السياسية‪.‬‬

‫ثدنيد‪ ،‬السوق الحرة تخلق الثروة‪ .‬وقد بينت العديد من الدراسات أن البلدان اقغنى فيها احتمال أكبر للحكم الديمقراطي‪.‬‬
‫اقغنياء لديهم الوقت للمشاركة السياسية وهذا غير موجود لدـ الفقراء‪ .‬والثروة خلقت ما يسمى بالعمود الفقري للديمقراطية‪،‬‬
‫أي الطبقة الوسطى‪.‬‬

‫ثدلثد‪ ،‬السوق الحرة هي في قلب المجتمع المدني‪ ،‬الذي يقف بين الدولة والفرد ويقيد قوة الدولة ويتيح مساحة عامة اجتماعية‬
‫قنشطة مستقلة عن الحكومة‪ .‬ومؤسسات المجتمع المدني تعتمد على السوق في استمرارها من حيث التمويل‪ .‬وال يمكن أن‬
‫تكون هناك ديمقراطية بدون مجتمع مدني وال مجتمع مدني بدون اقتصاد سوق حرة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫رابعد‪ ،‬ترسخ السوق الحرة عادتين جوهريتين للديمقراطية‪ .‬األولى‪ :‬هي الثقة‪ ،‬حيث على المواطن في الديمقراطية أن يثق بأن‬
‫الحكومة لن تنتقص من حقوقه‪ ،‬ويجب أن تثق اققلية أن اقكثرية لن تهضم حقوقها‪ .‬في السوق الحرة كل من البائع‬
‫والمشتري يثق أن اآلخر سينفذ الشروط المتفق عليها للصفقة واال لن تحدث التجارة‪ .‬الثدنية‪ :‬هي المساومة (الحلول الوسط)‬
‫‪ ،‬ويمكن تعريف الديمقراطية بأنها النظام السياسي الذي تحل فيه كل الخالفات بالمساومة بدالً من العنف‪ .‬ويتعلم الناس‬
‫المساومة من خالل العمل اليومي للسوق الحرة حيث مساومات السعر وشروط البيع بين البائعين والمشترين‪.‬‬

‫بدءاً من الثلث اقخير من القرن العشرين‪ ،‬اعتبرت اقسواق عملياً في كل مكان على أنها أفضل شكل للتنظيم االقتصادي‬
‫يحقق االزدهار في االنتاج‪ .‬ونظ اًر قن كل المجتمعات ترغب أن تكون مزدهرة‪ ،‬ف نها كلها تقريباً اتبعت أو حاولت اتباع‬
‫اقتصاد السوق الحرة‪ .‬ونظ اًر قن الديمقراطية تتبع السوق ف ن انتشار اقسواق الحرة كانت السبب اقكبر في الصعود الالفت‬
‫للديمقراطية في العالم‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪39‬‬
‫أثر العقوبات على االقتصاد الكلي يف سورية‬
‫د‪ .‬مسلم طاالس‬

‫دكتور يف االقتصاد والعالقات الدولية‬

‫‪ 35‬أيار ‪3102‬‬
‫‪ -‬مقدمة‪:‬‬
‫في عام ‪ 5980‬على‬ ‫ليست مسألة العقوبات أم اًر جديداً على سورية‪ ،‬فقد بدأت أمريكا بفرض عقوبات على سورية‬
‫خلفية تصنيفها كدولة داعمة ل رهاب‪ ،‬وفي عام ‪ 6002‬فرضت بعض العقوبات على خلفية اغتيال الحريري‪ ،‬والمرحلة‬
‫الجديدة من العقوبات بدء بها منذ نيسان ‪ 6055‬العقوبات الجديدة في مجملها حزمة متضافرة من السياسات تقوم على‬
‫محاولة إضعاف النظام‪ ،‬وتقليص قدراته سياسياً في الحد اقدنى‪ ،‬وفتح الباب أمام عملية انهياره كحد أعلى‪ ،‬عبر بوابة‬
‫العقوبات االقتصادية‪.‬‬
‫إن اقثر االقتصادي الخالص للعقوبات يتداخل مع اقثر السياسي‪ .‬ذلك أن العقوبات تستهدف إلحاق خلل بنيوي‬
‫بالتوازن الكلي لالقتصاد السوري (توازن الموازنة العامة‪ ،‬توازن ميزان المدفوعات‪ ،‬سعر الصرف واالحتياطي وفقاً لمعايير‬
‫الحيطة الدولية‪ ،‬الدين‪ ،‬التضخم‪ ،‬البطالة‪ ،‬الكتلة النقدية)‪ ،‬الذي ينتر عنه مباشرة اهتزاز البنية االقتصادية االجتماعية‬
‫السياسية‪ ،‬ووضعها في حالة أزمة بنيوية‪ .‬وفي النهاية ف ن التوازن االقتصادي الكلي في أي بلد هو تعبير اقتصادي عن‬
‫االستقرار االجتماعي والسياسي‪.‬‬
‫في تناولنا لموضع العقوبات على االقتصاد الكلي في سورية سنركز بداية على مدـ قدرة االقتصاد السوري على‬
‫مقاومة العقوبات‪ ،‬ومن ثم سنركز على القطاع اقكثر تأث اًر بالعقوبات وهو قطاع النفط‪ ،‬ومن ثم أثر العقوبات على بعض‬
‫مؤشرات التوازن االقتصادي الكلي مثل االحتياطي من العمالت اقجنبية وسعر الصرف والتضخم وعجز الموازنة‪.‬‬
‫‪ -‬تأثير العقوبدت واالنكشدف االتقتاددي‪:‬‬
‫يرتبط مدـ تأثر أي اقتصاد على بالعقوبات على حجم االقتصاد وتنوعه وقدراته ومرونته ومدـ انكشافه على الخارج‪.‬‬
‫فقد بلغ الناتر المحلي الصافي بتكلفة عوامل اإلنتاج (‪ )2661818‬مليون ليرة سورية في عام ‪ ،6050‬بلغت حصة الفرد‬
‫منها (‪ )126649‬ل‪.‬س‪ .‬وبمقاييس الدوالر بلغ متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي بالدوالر ‪ /6817/‬وتحتل سورية‬
‫المرتبة ‪ 51‬بين الدول العربية وتأت ي قبل مصر والسودان وجيبوتي وموريتانيا وجزر القمر‪ .‬بلغ معدل النمو االقتصادي في‬
‫سورية ‪ /%2/‬عام ‪ 6009‬و ‪ /%1.6/‬عام ‪ 6050‬ورغم أن معدل عام ‪ 6009‬يعتبر مقبوالً لكن معدل ‪ 6050‬ضعيف‪،‬‬
‫حيث تحتاج سورية في الحدود الدنيا إلى معدل نمو سنوي ‪ .%2‬وقد بلغ معدل البطالة ‪ /%9.6/‬عام ‪ 6009‬و‪/%8.1/‬‬
‫عام ‪ 6050‬ومعدالت البطالة هذه تعتبر عالية جداً (وهذه اقرقام رسمية بينما اقرقام غير الرسمية تشير إلى معدل بطالة‬

‫‪40‬‬
‫يتجاوز ‪ .)%61‬وبلغ معدل التضخم ‪ /%6.8/‬عام ‪ 6009‬و‪ /%1.1/‬عام ‪ 6050‬وهو معدل متهاودة نسبياً لكن هذه اقرقام‬
‫رسمية (وهناك ارقام غير رسمية تفيد بأن التضخم يتجاوز ‪ %50‬وهو معدل مرتفع)‪.‬‬
‫إن حجم التجارة الخارجية نسبة لمجمل الناتر المحلي يبين مقدار انكشاف االقتصاد للخارج ومن ثم تأثره بالمتغيرات الخارجية‬
‫ومن بينها العقوبات االقتصادية‪ .‬وكذلك ف ن رصيد الميزان التجاري مع رصيد حساب رأس المال يشكالن رصيد ميزان‬
‫المدفوعات وهو يمثل حركة االحتياطي من العمالت اقجنبية التي تدعم بدورها سعر الصرف‪.‬‬
‫وعلى مستوـ االنكشاف تجاه الخارج ف ن عملية إعادة هيكلة االقتصاد السوري وتحرير التجارة الخارجية بسرعة بلغت‬
‫الصادرات ‪ /569063.5/‬مليون ليرة عام ‪ 6050‬والمستوردات ‪ /812208.7/‬مليون ليرة في نفس العام‪ ،‬ومن ثم ف ن درجة‬
‫االنكشاف االقتصادي في سورية د(الصادرات ‪ +‬الواردات) ÷ الناتر المحليز ‪ %15.89‬وهي درجة انكشاف عالية‪ .‬ومن‬
‫الواضح أن هناك حوالي ‪ /611511.6/‬مليون ليرة عجز في الميزان التجاري إي حوالي ‪ .%10‬وبلغ حجم االحتياطي‬
‫المتراكم مع بداية االحداث حوالي ‪ /60/‬مليار دوالر‪ ،‬وكانت هناك درجة من االستقرار في سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬األثر على تقطد؟ النفط‪:‬‬
‫تستهدف العقوبات شل المصدر اقساسي إليرادات الموازنة العامة للدولة وللناتر المحلي‪ ،‬وهو قطاع النفط والطاقة‪.‬‬
‫حيث يشكل النفط ‪ %66‬من إيرادات الموازنة العامة‪ ،‬والصادرات النفطية (‪ %91‬منها تتجه لدول االتحاد اقوربي) وتتراوح‬
‫إيرادات الصادرات النفطية ما بين ‪ %57-52‬من مجمل الصادرات‪ ،‬ومن ثم هي عنصر مهم في توازن الميزان التجاري‬
‫وميزان المدفوعات‪.‬‬
‫تعد العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة من أخطر العقوبات قثرها المباشر في التوازن الكلي‪ ،‬وقد وصل اقمر‬
‫لدرجة تالشي الصادرات من النفط الخام تقريباً بسبب تراجع حجم اإلنتاج‪ ،‬نتيجة تراجع اإلنتاج وصعوبة العثور على‬
‫مستوردين أو موردين للمشتقات (قنهم سيعرضون أنفسهم للعقوبات)‪ .‬ومقابل حرمان سورية من عوائد الصادرات النفطية‬
‫اصبحت أعباء تمويل الحاجة من المشتقات (الديزل والبنزين والغاز) كبي اًر حيث تبلغ الحاجة للديزل لوحده ‪ 5.8‬مليار‪.‬‬
‫‪ -‬األثر على االحتيدطيدت األجنبية‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن رصيد الميزان التجاري مع رصيد حساب رأس المال يشكالن حركة االحتياطي أساساً قبل اقزمة كان هناك عجز‬
‫في الميزان التجاري بحدود ‪ ،%10‬ومع العقوبات انخفضت عوائد الصادرات ‪ ،%57-52‬هذا يعني ارتفاع العجز في الميزان‬
‫التجاري إلى حدود ‪ %10‬وهذا يحتاج للتمويل‪ ،‬يضاف إلى ذلك أنه بالنسبة لمستوـ اإليرادات المتوقعة لعام ‪ ،6056‬خسرت‬
‫الموازنة ما يقارب ‪ %56.1‬من إيراداتها المتوقعة‪ ،‬وفي حال عدم التمكن من بيع النفط في السوق السوداء‪ ،‬ستكون سورية‬
‫مضطرة لالعتماد على احتياطيها من العملة اقجنبية التي تعرضت لتآكل كبير خالل الفترة الماضية‪ .‬ويؤدي االعتماد على‬
‫احتياطيات العملة اقجنبية إلى المزيد من الضغوط على االحتياطي‪ ،‬الذي بلغ أواخر آب ‪ 6055‬مقدار ‪ /58/‬مليار ويكفي‬
‫لتمويل الواردات على مدـ سنتين تقريباً‪ ،‬والمعيار الدولي لكفاية االحتياطي هو تمويل الواردات لثالثة أشهر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫وقد باع البنك المركزي جزء كبير من هذا االحتياطي في ضوء اضطراب سعر الصرف أواخر تشرين اقول (أرقام‬
‫رسمية) بحدود ‪ /1.9/‬مليار دوالر ومن ثم يكون المتبقي هو بحدود ‪ /56/‬مليار دوالر‪ .‬واذا أخذنا في الحسبان ما أنفقه‬
‫البنك المركزي بأسلوب المزادات لمحاولة للجم تراجع سعر الصرف‪ ،‬ف نا االحتياطي بحوالي ‪ /50/‬مليار (نهاية الشهر الثاني‬
‫‪ ،6056‬وهناك تقديرات أنه وصل إلى حوالي ‪ 2‬مليار دوالر)‪ .‬وهذا الرقم يكفي للمستوردات لمدة سنة غير أنه احتياطي‬
‫يتعرض لمخاطر االستنزاف وارتفاع وتيرة التناقص‪ .‬وبتأثير الحجم الكبير للتدخل في سعر الصرف وما كلفه من سحب‬
‫االحتياطي تم إلغاء طريقة المزادات‪ ،‬التي استفادت منها حفنة ضئيلة من المزايدين أكثر مما استفاد منه سعر الصرف‪،‬‬
‫وفاحت من هذه المزادات روائح الفساد المألوفة في نظام بيروقراطي وسياسي بات الفساد خاصية بنيوية فيه‪ .‬وتوقف البنك‬
‫المركزي عن تمويل مستوردات القطاع الخاص التي يعادل تمويله لها ‪ %10‬من مجمل المستوردات‪ ،‬واستمرت في تمويل‬
‫استيراد المواد اقولية التي يقل رسمها الجمركية عن ‪.%5‬‬
‫مع مطلع عام ‪ 6056‬اتضح المفعول السلبي لسياسة المصرف المركزي في استنزاف العملة االجنبية وبداية بروز أثر‬
‫العقوبات بصفة ملموسة على االحتياطي‪ ،‬فلجأ لخطوة مفاجئة قوساط اقعمال وهي إيقاف المصارف الخاصة لكافة عمليات‬
‫بيع القطع اقجنبي مقابل الليرة‪ .‬باعتبار أن سياسة البيع قد أعدت بناء على اعتقاد أنه سوف يتم التغلب على الثورة خالل‬
‫فترة قصيرة ال بأس أن تظهر الدولة خالل بمظهر الواثق من نفسه‪.‬‬
‫لكن االضطراب الذي ساد سلوك الحكومة السورية وأجهزتها النقدية والملية تجاه آثار العقوبات انعكس مباشرة على‬
‫تدخل الحكومة‪ ،‬واستثنائها من قرار المصرف المركزي بوقف تمويل االستيراد ‪ 569‬مادة غذائية وطبية فقط من المواد التي‬
‫ال يزيد رسومها الجمركية عن ‪ %5‬مع بعض المواد الطبية والغذائية االستراتيجية التي يبلغ رسمها الجمركي ‪ %6‬و‪%1‬‬
‫و‪ .%50‬وكان هذا الضطراب جزءاً من السلوك االضطرابي الذي سلكته الحكومة السورية‪ ،‬مما كان له آثار نفسية كبيرة‬
‫على الثقة في مدـ وضوح سياساتها‪ ،‬وجسد ذلك في حد ذاته تحقيقاً قحد أبرز أهداف العقوبات‪ ،‬وهو تحقيق اقثر النفسي‬
‫الذي ينعكس بدوره على سو القطع خصوصاً‪ ،‬ويهز الثقة بمدـ استقرار توازنات االقتصاد الكلي‪.‬‬
‫‪ -‬األثر على سعر الارف وانخفدض القوة الش ار ية لليرة السورية(التضخم)‪:‬‬
‫نتيجة ما تقدم انخفض سعر صرف الليرة السورية بمعدل ال يقل عن ‪ %19‬ويسير باتجاه االنخفاض‪ ،‬مما ينقص‬
‫تلقائيا قيمتها الشرائية اتجاه المنتجات المستوردة أو الوطنية التي تعتمد على مدخالت مستوردة‪ .‬نتر عن ذلك ارتفاع سلة‬
‫اقسعار وسطياً بمعدل يتراوح بين ‪ ،%10-66‬مع أن ارتفاع اقسعار ال يرجع فقط إلى سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬األثر على عجز الموازنة‪:‬‬
‫يترافق نقص موارد الحكومة في موازنة عام ‪ 6056‬بدرجة كبيرة مع ارتفاع وتيرة اإلنفاق الجاري نتيجة الركود‬
‫االقتصادي منذ عام ‪ 6050‬ومعدل النمو السالب‪ ،‬مما يرفع من عجز الموازنة إلى مستويات مرتفعة‪ .‬حيث بلغت موازنة‬
‫عام ‪ 6056‬حوالي ‪ 62.1‬مليار دوالر بعجز أولي يزيد عن ‪ %67‬من إجمالي الموازنة‪ .‬باإلضافة لذلك هناك تراجع في‬
‫اإليرادات الجارية غير النفطية‪ ،‬الضريبة خاصة‪ ،‬إلى النصف (من ‪ 116‬مليار ليرة إلى ‪ .)656‬يضاف إلى ذلك ارتفاع‬

‫‪42‬‬
‫النفقات العمليات العسكرية‪ .‬لذلك سوف تعتمد على السحب من االحتياطي والموارد الخارجية بما يزيد عن ‪ %19‬من‬
‫إجمالي اإليرادات‪ ،‬باإلضافة للتمويل التضخمي‪ ،‬وهذه الهشاشة في الموازنة ستنعكس على المؤشرات االخرـ‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار الركود‪:‬‬
‫إن التحدي اقكبر الذي سيوجهه االقتصاد السوري عام ‪ 6056‬هو النمو السالب في الوقت الذي يحتاج لتحقيق معدل‬
‫نمو اقتصادي ال يقل عن ‪ ،%2‬لمجاراة الزيادة السكانية (‪ .)%6.1‬ويشير آخر تقرير لصندوق النقد الدولي أن الناتر القومي‬
‫السوري سينخفض هذا العام بمقدار ‪ .% 6.6‬وهذا يعني إصابة المؤشر اقهم في االقتصاد الكلي بخلل جسيم سيؤثر في‬
‫كافة مؤشراته االخرـ‪ ،‬وما تعنيه على مستوـ العالقة بين اختالالت االقتصاد الكلي واختالالت منظومة التحكم والسيطرة‬
‫السياسية‪ .‬ينتر عن ذلك محدودية فرص العمل الجديدة‪ ،‬مما يفاقم بطالة النازلين الجدد لسوق العمل الذين ال يقلون عن‬
‫‪ 100‬ألف طالب عمال جديد سنوياً‪ .‬وفي ظل العقوبات وتقلص االستثمارات الداخلية والخارجية وارتفاع تكلفة المستوردات‬
‫بسبب العقوبات واختالل سعر الصرف وتحول التظاهرات االحتجاجية إلى اضطرابات عنيفة وعدم وجود منهر لدـ الحكومة‬
‫إلدارة اقزمة غير (اإلطفائي)‪ ،‬يصبح االقتصاد أمام تحد البطالة الذي يبلغ ‪ %61.1‬من قوة العمل‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪43‬‬
‫املشكلة االقتصادية وآليات عالجه‬

‫د‪ .‬مسلم طاالس‬

‫دكتور يف االقتصاد والعالقات الدولية‬

‫‪ 32‬أيار ‪3102‬‬
‫المفهوم‪:‬‬

‫يشير مفهوم المشكلة االقتصادية إلى أمرين‪:‬‬

‫‪ -5‬حاجات بشرية غير محدودة ومتطورة باستمرار‪.‬‬


‫‪ -6‬موارد اقتصادية محدودة يمكن استخدامها في إشباع تلك الحاجات (على المستوـ االجتماعي هي العمل ورأس‬
‫المال والتنظيم واقرض)‪.‬‬

‫ونظ اًر لندرة الموارد ف نه يجب وضع سلم قفضليات إشباع الحاجات وتحديد أساليب تحويل الموارد الخام لسلع جاهزة‬
‫تحقق أقصى إشباع ممكن للحاجات‪ ،‬وذلك على المستوـ الفردي واالجتماعي‪.‬‬

‫حل المشكلة‪:‬‬

‫وكيفية حل المشكلة االقتصادية على المستوـ االجتماعي يرتكز على تحديد المسائل التالية‪:‬‬

‫‪ -5‬ماذا ينتر المجتمع؟ أو مسألة اإلنتاج كماً ونوعاً‪ :‬ونعني به ترتيب الحاجات اإلنسانية حسب أهميتها وأولويتها‬
‫فطالما أن الموارد االقتصادية المتاحة ال تكفي إلشباع كافة الحاجات اإلنسانية فمعنى ذلك أنه البد من إشباع هذه‬
‫الحاجات حسب أهميتها وأولويتها فيتم في البداية إشباع الحاجات اقساسية وبعد ذلك تشبع الحاجات غير اقساسية‬
‫حسب الموارد فمثال في البداية بيت للسكن ثم غذاء ثم كساء ثم كماليات من سيارة أو ثالجة‪.......‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -6‬كيف ينتر المجتمع االنتاج الممكن والمرغوب به؟ أو مسألة فن االنتاج أو طبيعة العملية اإلنتاجية‪ :‬إذا كانت‬
‫المشكلة االقتصادية تتمثل في ندرة الموارد المتاحة إلشباع الحاجات اإلنسانية فالبد من إيجاد وسيلة الختيار أفضل‬
‫الطرق الفنية أو التكنولوجية إلنتاج ما تقرر إنتاجه حسب سلم التفضيل الجماعي‬
‫‪ -1‬على من سيتم توزيع ما تم إنتاجه فعالً وعلى أي أساس؟ أو مسألة التوزيع‪ :‬بعد أن يتم اإلنتاج البد من اتباع‬
‫طريقة معينة أو نظام محدد من أجل توزيع هذا اإلنتاج على الذين ساهموا في العملية اإلنتاجية بما يضمن تحقيق‬
‫أقصى إشباع الحتياجات المجتمع‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫النطدم االتقتاددي أو اآللية االتقتاددية‬

‫يتم تحديد هذه المسائل في ضوء إطار فكري وفلسفي واجتماعي وثقافي معين‪ ،‬يسمى جوا اًز المذهب الفكري‪ .‬كما يتم‬
‫هذا التحديد في ضوء اإلمكانات المادية والبشرية المتاحة لدـ المجتمع‪ .‬وأخي اًر يتم هذا التحديد في ضوء العالقات االنتاجية‬
‫القائمة‪ .‬وهذه العناصر الثالثة (المذهب الفكري والقوـ االنتاجية وعالقات االنتاج) تشكل فيما بينها ما يسمى بالنظام‬
‫االقتصادي أو اآللية االقتصادية‪ .‬وأبرز نظامين اقتصاديين هما اقتصاد السوق واالقتصاد االشتراكي‪.‬‬

‫اتقتادد السوق والمشكلة االتقتاددية‬

‫اقتصاد السوق نظام يقوم على أساس الملكية الفردي لوسائل اإلنتاج‪ ،‬ويسعى فيه كل فرد لتحقيق أكبر مصلحة خاصة‬
‫ممكنة (إذا كان الفرد مستهلكاً سميت المصلحة إشباعاً‪ ،‬وان كان منتجاً سميت المصلحة ربحاً)‪ .‬وال توجد هيئة تتولى توزيع‬
‫الموارد االقتصادية كم أرض وعمل ورأسمال على الصناعات المختلفة حسب أولويات معينة‪ ،‬حيث تقوم السوق بهذا الدور‪.‬‬
‫ويتم االرتكاز على فكرة وجود الفرد العقالني الساعي لتحقيق مصلحته الخاصة‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الجوانب التنطيمية واالجتمدعية التقتادد السوق‪:‬‬

‫يقوم افتصاد السوق على الحرية في كافة المجاالت السياسية واالجتماعية واالقتصادية على النحو الذي ينص عليه‬
‫القانون‪ .‬ويرتكز هذا النظام على مبدأي الملكية الخاصة وحرية التعاقد ويقتصر دور الدولة على حماية حقوق اقفراد وحراسة‬
‫مكاسبهم بالتأكيد على احترام حق الملكية وحرية التعاقد‪.‬‬

‫‪ -0‬مبدأ الملكية الخداة‪:‬‬

‫يعترف القانون بحق الفرد في تملك اقموال ملكية خاصة‪ ،‬سواء أكانت سلع استهالكية أم إنتاجية‪ .‬ويشمل ذلك حق‬
‫االستعمال واالستهالك والتصرف واالعتراف بحق اإلرث كسبب من أسباب الملكية‪ .‬يرافق ذلك وجود ملكية بعض المنافع‬
‫العامة للدولة‪ ،‬مع ووجود قيود قانونية على االستعمال الضار باآلخرين للملكية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -3‬مبدأ حرية التعدتقد‪:‬‬

‫اقتصاد السوق تبادل يقوم أساساً على وجود السوق التي تتم فيها مبادلة السلع والخدمات بين البائعين والمشترين من‬
‫دون تدخل الدولة بقصد الحد من قوـ العرض والطلب أو توجيهها‪ .‬ويكفل القانون حرية التبادل وحرية التعاقد بالنسبة لكل‬
‫اقموال االقتصادية بما فيعا عوامل اإلنتاج ومن بينها العمل‪ .‬والعقد هو أسلوب اقفراد في تصريف شؤنهم االقتصادية‪.‬‬

‫ثدنيد – الجوانب الفنية واالتقتاددية التقتادد السوق‪:‬‬

‫يقوم اقتصاد السوق على فن إنتاجي يقوم على االختراع وعلى بنيان اقتصادي يستند على حرية القرار‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -0‬الف االنتدجي‪:‬‬

‫قام اقتصاد السوق في ظل الثورة الصناعية فارتكز على التقدم التكنولوجي الذي أدت إليه هذه الثورة‪ ،‬وطبقت الفنون‬
‫االنتاجية المتقدمة نتيجة المنافسة‪ .‬ففي ظل المنافسة يسعى المنتجون إلى تحسين وسائل إنتاجهم حتى يتمكنوا من تخفيض‬
‫نفقات اإلنتاج‪ ،‬وتحقيق أكبر قدر من اقرباح‪ .‬فنجاح أي منتر في استخدام وسائل جديدة من شأنها خفض التكاليف وتحسين‬
‫النوعية يدفع بالمنتجين اآلخرين إلى تطبيق مثل هذه الوسائل الحديثة حتى يتمكنوا من البقاء في مجال اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -3‬حرية القرار االتقتاددي‪:‬‬

‫يتم استغالل عوامل اإلنتاج نتيجة لتفاعل الق اررات التي يتخذها اقفراد دون إشراف من جانب الدولة‪ .‬وهذا يعني أن‬
‫الحياة االقتصادية ال تقوم على برنامر تضعه الدولة‪ ،‬بل تتم المبادالت طبقاً إلرادة اقفراد‪ .‬وسعي اقفراد لتحقيق مصالحهم‬
‫الخاصة يؤدي لسعيهم لتحقيق مصلحة الجماعة‪.‬‬

‫وتشمل الحرية االقتصادية ‪:‬‬

‫‪ ‬حرية االستهالك‪ :‬إي الحرية في توزيع الدخل بين االستهالك واالدخار ومن ثم حرية استثمار ما يدخرون‪.‬‬
‫حرية العمل واإلنتاج‪ :‬من حيث تحديد مجاالت العمل والمهن ومجاالت توظيف رأس المال وتحمل نتائر ذلك من‬ ‫‪‬‬
‫ربح أو خسارة‪.‬‬

‫ثدلثد‪ -‬عوامل توجيه النشط االتقتاددي في اتقتادد السوق‪:‬‬

‫‪ -0‬حدفز الربح‬

‫إن ما يدفع اقفراد إلى اختيار نوع النشاط االقتصادي الذي يساهمون به في عمليات االنتاج هو فرص الربح المهيأة‬
‫أمامهم‪ .‬أي أن دافع الربح هو الموجه لحركة النشاط االقتصادي‪ ،‬فكل فرد يسعى إلى تحقيق أكبر ربح ممكن بأقل تضحية‬
‫(أو تكلفة)‪.‬‬

‫‪ -3‬جهدز السعر‪:‬‬

‫أما منظم النشاط االقتصادي فهو جهاز السعر‪ ،‬حيث أنه يرشد اقفراد إلى فرص الربح الموجودة في المجاالت‬
‫المختلفة‪ .‬باعتبار أن االقتصاد هو اقتصاد سوق يخضع للعرض والطلب وجهاز السعر هو الذي يربط بين العرض والطلب‪،‬‬
‫ومن ثم تحقيق التوازن بين االنتاج واالستهالك‪ ،‬وتوزيع عناصر اإلنتاج على مختلف االستخدامات‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫رابعد‪ -‬توزيع الدخول في طل اتقتادد السوق‪:‬‬

‫تلعب اقسعار دو اًر رئيسياً في التوزيع اقولي للدخول بين عوامل االنتاج التي ساهمت في العملية اإلنتاجية في صورة‬
‫فوائد قصحاب رأس المال وأجور للعمال وارباح للمنظمين وريع لمالك اقراضي‪ .‬وتوزيع الدخل يتم على أساس أسعار كل‬
‫منها والعرض والطلب في سوق عوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -‬مزايد اتقتادد السوق‪:‬‬

‫‪ -5‬التوافق مع طبيعة البشر‪.‬‬


‫‪ -6‬تطور العملية اإلنتاجية وحدوث طفرة في اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع مستوـ المعيشة‪.‬‬
‫‪ -1‬الكفاءة في استغالل الموارد االقتصادية‪.‬‬

‫عيوب اتقتادد السوق‪:‬‬

‫‪ -5‬سوء توزيع الملكيات ومن ثم الثروات والدخول‪.‬‬


‫‪ -6‬االحتكار وشلل جهاز السعر‪.‬‬
‫‪ -1‬مشكلة السلع العامة‪.‬‬

‫المشكلة االتقتاددية في سورية‪:‬‬

‫ليست هناك مشكلة اقتصادية في سورية أي أن مسألة تحقيق أقصى إشباع أو ربح من استخدام الموارد المحدودة‪.‬‬
‫بل المسألة المطروح هي كيفية استخدام الموارد المحدودة في استدامة الوضع السياسي واالجتماعي الراهن‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪47‬‬
‫اقتصاد الظل أو اخلفي يف سوريا يف ظل الصراع الدائر‬
‫‪Underground Economy‬‬
‫ُ‬
‫كرد زانا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 12‬حزيران ‪3102‬‬

‫يعرف اقتصاد الظل بلغة االقتصاديين َّ‬


‫بأنه االقتصاد الذي ال يخضع للرقابة الحكومية وال تدخل مدخالته ومخرجاته‬
‫في الحسابات القومية‪ ،‬وال يعترف بالتشريعات الصادرة ويتهرب من كافة االستحقاقات المترتبة عليه تجاه الدولة سواء كانت‬
‫رسوم أم ضرائب أم خطط أم تقديم بيانات ‪ ...‬الخ‪ ،‬ويهدف إلى تحقيق أقصى ربح ممكن‪ .‬وله تسميات عديدة مثل (االقتصاد‬
‫الخفي‪ ،‬واالقتصاد الموازي‪ ،‬واالقتصاد اقسود‪ ،‬واالقتصاد المستتر‪ ،‬واالقتصاد السفلي‪ ،‬واالقتصاد السري ‪...‬الخ)‪.‬‬
‫ويعرف أيضاً بأنَّه اقنشطة االقتصادية كافة التي يمارسها اقفراد أو المنشآت ولكن ال يتم إحصاؤها بشكل رسمي‬
‫وال تعرف الحكومات قيمتها الفعلية وال تدخل في حسابات الناتر القومي وال تخضع للنظام الضريبي وال للرسوم وال للنظام‬
‫اإلداري والتنظيمي‪.‬‬
‫يسمى باقتصاد الجريمة أو اقسود ‪ Black Economy‬إذا كان يتعامل بسلعة محرمة االستخدام مثل اقسلحة‪،‬‬
‫والمخد ارت‪ ،‬وسرقة اآلثار‪ ،‬ويسمى باالقتصاد غير الرسمي ‪ Informal Economy‬إذا كان التعامل به غير مسموحاً مثل‬
‫السوق السوداء لبعض السلع‪ ،‬وانتاج بعض السلع بمعامل غير مرخصة أو ورشات غير مسجلة ‪...‬الخ‪.‬‬
‫يعد االقتصادي "جوتمان" ‪ Gutmann‬أول من لفت االنتباه إلى هذه الظاهرة عندما نشر بحثه عن االقتصاد السفلي‬
‫‪ ،Subterranean Economy‬والذي أشار فيه إلى َّ‬
‫أن المعامالت االقتصادية التي ال يتم تسجيلها ضمن حسابات الناتر‬
‫القومي ليست بهذا القدر الهين الذي يمكن معه إهمالها‪ .‬ونتيجة لذلك حاول الكثير من االقتصاديين إثبات الفرضية التي‬
‫طرحها "جوتمان" وذلك من خالل التأكد من اقهمية النسبية لالقتصاديات الخفية في دول العالم المختلفة‪ .‬ولقد أثبتت هذه‬
‫الدراسات َّ‬
‫إن االقتصاديات الخفية كما ادعى "جوتمان" بلغت نسباً ال يمكن إهمالها من إجمالي النشاط االقتصادي في كل‬
‫من دول الشرق والغرب‪ .‬بل و َّأنها في بعض الحاالت تنمو بمعدالت لم تشهدها االقتصاديات الرسمية‪ .‬ولقد أدـ ذلك إلى‬
‫تصاعد االهتمام في الكثير من دول العالم‪ ،‬خصوصاً المتقدمة منها‪ ،‬بحجم ومستوـ نمو أنشطة االقتصاد الخفي‪ ،‬وما إذا‬
‫كان االقتصاد الخفي يتزايد أم ال؟‪ ،‬وما إذا كان من الممكن قياس حجم االقتصاد الخفي والتحكم فيه؟‪ ،‬وما إذا كانت التكاليف‬
‫االجتماعية المصاحبة لوجود االقتصاد الخفي كبيرة أم ال؟ وغير ذلك من القضايا المرتبطة بوجود هذا االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬الالعبو األسدسيو في اتقتادد الطل أو الخفي في سوريد‪:‬‬
‫ينقسم الالعبون االساسيون في اقتصاد الظل في سوريا إلى فئتين‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬الف ة األولى‪ :‬تجدر الحروب‪:‬‬
‫وهم التج ار الذين يتحكمون بالمقاليد اقساسية لالقتصاد في سوريا والذين يعملون في ظل سوق االحتكار التام‬
‫وسوق احتكار القلة ويتمثلون بت‪( :‬تجار اقسلحة‪ ،‬تجار المخدرات‪ ،‬تجار المولدات الكهربائية‪ ،‬تجار الخطوط الهاتفية‪ ،‬تجار‬
‫االدوية‪ ،‬تجار االستيراد والتصدير‪ ،‬التجار غير المرخصين ‪...‬الخ)‪ .‬فهم يحققون أقصى ربح ممكن بأقل تكلفة ممكنة وبأقل‬
‫فترة ممكنة‪ .‬فهم يشترون السلع بأقل اقسعار ويبيعون بأعلى اقسعار‪.‬‬
‫‪ -‬الف ة الثدنية‪ :‬تجدر الجملة‪:‬‬
‫وهم التجار الذين يلعبون دو اًر أساسياً في سوق المنافسة التامة إال َّ‬
‫أن عمل البعض من هؤالء تجاوز سوق المنافسة‬
‫التامة ليدخل إلى سوق المنافسة االحتكارية وقد وصل البعض منهم إلى سوق احتكار القلة وتتمثل تلك الفئة بت‪( :‬تجار الخبز‬
‫والدقيق‪ ،‬وتجار شواحن الضوء الكهربائية‪ ،‬وتجار شركات النقل‪ ،‬وتجار مادة السكر والزيت والبن ‪ ...‬الخ)‪ .‬وبالتالي َّ‬
‫فأن‬
‫طبيعة عملهم قريبة من طبيعة عمل تجار الحروب إال َّأنها اقل ربحاً‪.‬‬
‫ال تدخل حسابات البيع والشراء لتجار اقتصاد الظل في سوريا (تجار الحروب وتجار الجملة) في دورة الناتر القومي‬
‫في سوريا بشكل حقيقي (فقد تدخل لكن بأقل من قيمتها بكثير وقد ال تدخل)‪ .‬فمن المفروض أن تدخل حسابات البيع والشراء‬
‫لديهم في دورة الناتر القومي في سوريا‪.‬‬
‫ثدنيد‪ :‬أسبدب طهور اتقتادد الطل في سوريد‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن من أهم أسباب ظهور اقتصاد الظل في سوريا‪:‬‬
‫‪ -1‬تدني مستويات اقجور المادية والمعنوية والتي ال تتناسب مع مستوـ المعيشة‪ ،‬وأنظمة الحوافز والترقيات التي تفتقر إلى‬
‫العدالة‪ ،‬شجعت بعض اقفراد الذين يقع عليهم الظلم على االنحراف وتدفعهم إلى التهرب من الوظائف الرسمية إلى الوظائف‬

‫الخفية‪ .‬وكل ذلك يؤدي إلى تشتيت مقدرات اقفراد وتبديد طاقتهم وبالتالي عدم إخالصهم للعمل أو إتقانهم له ما أثر سلباً‬
‫على المجتمع والدولة من جميع النواحي‪.‬‬
‫‪ -2‬إن ت عقد اإلجراءات اإلدارية والتنظيمية وارتفاع الرسوم في أسواق العمل ال شك قد تدفع اقفراد إلى البحث عن فرص‬
‫العمل المستترة اقخرـ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعقد اإلجراءات اإلدارية والتنظيمية والقضائية واقمنية في مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية‪ ،‬والتي تدفع اقفراد إلى‬
‫اتباع الحيل والسبل الكفيلة بتجاوزها‪.‬‬
‫‪ -4‬نقص عرض السلع االستهالكية والرأسمالية‪ ،‬وسهولة التالعب في السلع التي توفرها الحكومة‪ ،‬والتي يفترض أن يتم‬
‫توزيعها من خالل المنافذ المختلفة التي تتولى الحكومة اإلشراف عليها‪َّ .‬‬
‫إن النظام الخاص باقسعار في سوريا عادة ما‬
‫يكون غير مناسباً وال يعكس مستوـ الندرة‪ .‬فالسلع اقساسية تباع بأسعار مدعمة‪ .‬وتؤدي هذه اقسعار المنخفضة إلى‬
‫انتشار ظاهرة الطوابير وأحياناً زيادة فائض الطلب على السلع االستهالكية‪ .‬ويؤدي ذلك اقمر إلى ازدهار أنشطة االقتصاد‬

‫‪49‬‬
‫الخفي أما من خالل إعادة بيع هذه السلع بصورة غير قانونية‪ ،‬أو من خالل محاولة إنتاج هذه السلع في االقتصاد الخفي‬
‫للوفاء باحتياجات الطلب عليها‪.‬‬
‫والشكل التالي يبين لنا دورة اقتصاد الظل في سوريا في ظل الصراع الدائر فيها منذ أكثر من سنتين‪:‬‬
‫دورة اتقتادد الطل في سوريد‬

‫َّ‬
‫إن االقتصاد الخفي هو أحد المشكالت الكبيرة التي تنعكس سلباً على االقتصاد السوري حيث يخلق تشوهات‬
‫اقتصادية كبيرة في أرقام معادلة الناتر القومي من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرـ يؤدي إلى استنزاف الموارد المالية لدـ المواطن‬
‫العادي الذي يشكل آخر مطاف امتصاص تلك الصدمات االقتصادية‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪50‬‬
‫ُ‬
‫املوارد االقتصادية يف كردستان سوريا‬
‫خورشـيد عـليـكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 02‬حزيران ‪3102‬‬

‫اقتصتاد كردستتان سوريا اقتصاد نامي ومتنوع المصادر‪ ،‬يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة إلى جانب التجارة والسياحة‬
‫والنفط والغاز واما الص ت ت ت تتناعة فهي بدائية ويدوية‪ .‬ويمثل في جوانب كثيرة انعكاست ت ت ت تاً لالقتص ت ت ت تتاد الس ت ت ت تتوري‪ ،‬على الرغم من‬
‫الخصوصية التي يتمتع بها من المنظور االقليمي‪.‬‬
‫تعتبر كردستتتان ستتوريا منطقة غنية من المنظور االقتصتتادي وذلك لتعدد الموارد االقتصتتادية وتنوعها‪ ،‬إذ بالمقارنة مع‬
‫المملكة العربية الست تتعودية الذائعة الصت تتيت بالغنى نجد أنها تملك مورداً واحداً هو النفط كذلك هناك دول عديدة تعتمد على‬
‫مورد واحد كلبنان مثالً حيث تعتمد على الست ت ت ت ت ت تتياحة وهولندا تعتمد على الزراعة وامارة موناكو تعتمد على كازينو وحيد في‬
‫حين تتوافر كردستان سورية الموارد التالية التي يمكن االعتماد عليها في بناء اقتصاد متين‪:‬‬
‫‪ – 5‬الزراعة‪ :‬تعتبر الزراعة من الموارد االقتصادية الرئيستتة في كردستان سوريا وتقدر مساهمة هذا القطاع في الناتر‬
‫المحلي اإلجمالي ما يزيد عن الربع‪ ،‬ويعتبر النش تتاط الزراعي من أهم اقنش تتطة اإلنتاجية‪ ،‬خص تتوص تتا بعد عام ‪5980‬‬
‫حيث ازدادت مس ت تتاحة اال ارض ت تتي المروية بفض ت تتل المش ت تتاريع الزراعية الكبيرة واس ت تتتخدمت اآلالت الزراعية الحديثة‪ ،‬وتم‬
‫تطوير البني تتة التحتي تتة وب تتدأ االهتم تتام ب تتالموارد الم تتائي تتة‪ .‬ويعم تتل في القط تتاع الزراعي حوالي ‪ %11‬من مجموع القوـ‬
‫العاملة‪ .‬إضت تتافة للمناخ المتوست تتطي وخصت تتوصت تتية اقرض ف ن لدـ كردست تتتان ست تتوريا مست تتاحات شت تتاست تتعة من الست تتهول‬
‫الزراعية‪ ،‬كذلك ف ن تنوع الزراعة في كردستان سوريا يكسبها مرك اًز هاماً على قائمة الدول الزراعية‪.‬‬
‫‪ –6‬التجدرة‪ :‬يعتبر الموقع الجغرافي لكردست ت تتتان ست ت تتوريا من المواقع الهامة في العالم من حيث توست ت تتطها العالم‪ .‬حيث‬
‫تس تتاهم الص تتادرات الزراعية بنص تتيب هام في التجارة الخارجية‪ ،‬وتوفير العمالت اقجنبية‪ ،‬كما يوفر القطاع الزراعي الكثير‬
‫من المواد اقولية لمختلف القطاعات االقتصادية والصناعية اقخرـ‪ .‬إضافة لذلك يساهم في تشغيل اقيدي العاملة وتوفير‬
‫العيش قعداد كبيرة من اقفراد‪ .‬حيث ست تيحتل القطاع الزراعي المرتبة الثانية بعد النفط من حيث اإليرادات التص تتديرية في‬
‫ميزان الصت تتادرات‪ ،‬وان التجارة تشت تتجع الصت تتادرات التقليدية مثل القطن باإلضت تتافة إلى دعمها للدخول إلى أس ت تواق تص ت تديرية‬
‫جديدة مثل القمح والخضار والفواكه‪.‬‬
‫‪ –1‬السيدحة‪ :‬تتمتع كردستان سوريا ببعض مقومات السياحة وبشكل يؤهلها لتكون في مواقع سياحية متقدمة في العالم‬
‫حيث يتوافر فيها‪:‬‬
‫أ – المناخ المعتدل‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الطبيعة المتوسطية الجميلة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ت – المواقع اقثرية الفريدة‪.‬‬
‫ومع زيادة االهتمام بالمواقع اقثرية وباقنهار والست ت تتدود فأن الست ت تتياحة ست ت تتتقفز درجات لتكون أحد موارد كردست ت تتتان‬
‫سوريا الهامة‪.‬‬
‫‪ – 1‬النفط والغدز‪ :‬في عام ‪ 5912‬وصت ت ت ت ت تتل الحفر إلى أول حقل نفطي منتر في كراتش ت ت ت ت ت تتوك‪ ،‬وفي عام ‪5919‬‬
‫اكتشتف حقل السويدية الذي أصبح يضخ النفط عبر االنابيب إلى طرطوس بدءاً من عام ‪ 5928‬بواقع مليون طن في‬
‫الستنة‪ ،‬والنفط المنتر في هذه المكان من النوع الثقيل نسبة الكبريت فيها ‪ %1‬لذلك فقد كان يصدر قسم كبير منه إلى‬
‫ايطاليا ويست ت ت تتتورد بالمقابل نفط خفيف ليكرر في مص ت ت ت تتافي حمص وبانياس‪ .‬وتعتبر محطة تل عدس أكبر المنش ت ت ت تتآت‬
‫االنتاجية في حقول الحس ت ت ت تتكة لتجميع النفط الخام من حقوله ومعالجته ثم الض ت ت ت تتخ إلى طرطوس‪ .‬كما أن معمل الغاز‬
‫الحر في جبس تتة اس تتتطاعته ‪ 5.7‬مليون متر مكعب في اليوم لتنقية الغاز الحار وض تتخه باتجاه معمل الس تتماد اآلزوتي‬
‫ومصت ت ت تتفاة حمص‪ ،‬كما أن معمل الغاز في الست ت ت تتويدية يوفر الغاز للمنطقة ويمد العديد من المناطق ال ُكرديَّة بالكهرباء‪.‬‬
‫وبالتالي فهو يوفر مبالغ كبيرة على الخزينة ويشكل مجاالً كبي اًر الستثمار الموارد البشرية‪.‬‬
‫ومن الثروات الطبيعية المعدنية في كردست تتتان ست تتوريا نعرض بعض اقمثلة التالية‪- :‬خامات الحديد الرست تتوبية في‬
‫منطقة راجو بعفرين‪– .‬الملح على الضت ت تتفة اليست ت تترـ لنهر الفرات في منجم الهرموشت ت تتية باحتياطي ال يقل عن ‪ 8‬مليون‬
‫طن وعلى عمق ‪ 660‬م‪– .‬الرخام واحجار الزينة الستوداء منها في عفرين‪– .‬الغضتار وهي المادة اقستتاستية لصتتناعة‬
‫الخزف والبورسالن أهمها في شمال حلب‪– .‬الجص في الحسكة كعنصر من عناصر االسمنت‪.‬‬
‫‪ -5‬الموارد المد ية‪:‬‬
‫بينما تنقسم الموارد المائية في كردستان سوريا إلى‪:‬‬
‫األنهدر‪ :‬الفرات ‪ -‬الخابور ‪ -‬عفرين ‪-‬جغجغ –دجلة‪.‬‬
‫االحواض المد ية (اليندبيع)‪ :‬حوض دجلة والخابور‪.‬‬
‫السااادود‪ :‬ومن أهم الس تتدود‪ ،‬س تتد (باس تتل اقس تتد‪ ،‬الحس تتكة‪ ،‬الس تتفان‪ ،‬المنص تتورة‪ ،‬الحاكمية‪ ،‬الجوادية‪ ،‬باب الحديد‪،‬‬
‫معشوق‪ ،‬الجراحي‪ ،‬قناة الجر‪ ،‬الجرجب‪ ،‬الجغجغ‪ ،‬الزركان)‪.‬‬
‫رغم تعدد وتنوع الموارد االقتص ت تتادية وتميزها في كردس ت تتتان س ت تتوريا إال أن عدم اس ت تتتثمارها بالش ت تتكل المطلوب يفاقم‬
‫المشكلة االقتصادية!!‪.‬‬
‫وان الحل يكمن في االس ت ت ت ت ت تتتغالل اقمثل للموارد المتاحة وادارتها وطرق اس ت ت ت ت ت تتتثمارها‪ ،‬وذلك بدعم المس ت ت ت ت ت تتتثمرين‬
‫الجادين‪ ،‬وض تتخ المزيد من االس تتتثمارات لس تتد الفجوة يش تتكل أحد الحلول‪ ،‬وتش تتجيع المش تتروعات المتوس تتطة والص تتغيرة‬
‫وضت ت تتخ تمويالت بكتل بست ت تتيطة تمنح وفق أست ت تتس من فوائض الموازنة العامة ل قليم‪ ،‬باإلضت ت تتافة إلى أهمية وض ت ت ترورة‬
‫االهتمام بالقطاع الزراعي‪ ،‬وقطاع البناء وتنظيم العمل فيهما‪ .‬كما أن الموارد االقتصت ت تتادية لكردست ت تتتان ست ت تتوريا تشت ت تتكل‬
‫مجاالً رحباً الستثمار الموارد البشرية السورية وال ُكردستانية واإلقليمية والدولية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ُ َّ‬
‫الثروات الباطنية يف املناطق الكردية بكردستان سوريا‬

‫متر مصطفى باشا‬

‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 02‬متوز ‪3102‬‬

‫يعتبر النفط والغاز من أهم الثروات المعدنية في كردستان سوريا‪ ،‬حيث تم حفر أول بئر في سوريا بحقل كراتشوك عام‬
‫‪ 5912‬من قبل ش ت تتركة منهل (كونكورديا) لكنها لم تدم طويالً ففي عام ‪ 5917‬تمت الوحدة بين س ت تتوريا ومص ت تتر‪ ،‬وص ت تتدر‬
‫مرس ت تتوم جمهوري تم بموجبه ملكية كافة الثروات الباطنية للدولة وبدء تش ت تتكيل ش ت تتركة وطنية للتنقيب واس ت تتتثمار النفط والتي‬
‫تسمى حالياً الشركة السورية للنفط‪ ،‬وفي عام ‪ 6001‬أدخل شركات أجنبية مجدداً للعمل في هذا المجال‪ ،‬ونذكر على سبيل‬
‫المثال ال الحصت تتر شت تتركات (كرواتية‪ ،‬وروست تتية‪ ،‬وصت تتينية‪ )... ،‬وبعقود وامتيازات خاصت تتة عن طريق و ازرة النفط وبأش ت تراف‬
‫الشت تتركة الس ت تتورية للنفط وأغلب هذه الش ت تتركات تعمل في منطقة تدمر ودير الزور تحت أس ت تتماء محلية مثل (ش ت تتركة الفرات‪،‬‬
‫وشركة عوده‪.)... ،‬‬
‫للشركة السورية للنفط مديريتان رئيسيتان هما‪:‬‬
‫أوال‪ -‬مديرية حقول الحسكة (رميال )‪" .‬تبعد عن مدينة قامشلو ‪ 71‬كم وعن ديريك ‪ 61‬كم"‬
‫ثدنيد‪ -‬مديرية حقول الحسكة (جبسة)‪" .‬تبعد عن مدينة الحسكة ‪ 11‬كم باتجاه دير الزور"‪.‬‬
‫ستتنوضتتح بلمحة موجزة عمل مديرية حقول الحستتكة (رميالن)‪ ،‬حيث أن أهم فعالياتها وفق الخطة الستتنوية لعام ‪6050‬‬
‫تنحصر في الفعاليات التالية‪:‬‬
‫‪ -5‬أنتاج النفط وبحدود ‪ 9.1‬مليون م‪.1‬‬
‫‪ -6‬أنتاج الغاز الحر والمرافق بحدود ‪ 819.6‬مليون م‪.1‬‬
‫يتم أنتاج هذان المنتجان الرئيسيان من الحقول الواردة أدناه وهي‪:‬‬
‫‪ -‬حقل كراتشوك‪– .‬حقل السويدية‪– .‬حقل حمزة‪– .‬حقل عليان‪– .‬حقل معشوق‪– .‬حقل ليالك‪– .‬حقل رميالن‪.‬‬
‫والطبقات الجيولوجية المنتجة في هذه الحقول هي‪:‬‬
‫‪ -‬طبقة كورشينال ولوميت‪– .‬طبقة الماسيف‪ .‬طبقة البونما‪.‬‬
‫وعدد اآلبار العاملة في الحقول المذكورة أعاله حتى تاريخ ‪ 5‬كانون الثاني ‪ 6050‬بلغت‪:‬‬
‫‪ 5677 -‬بئر منتر "أي اآلبار التي تحوي على النفط"‪.‬‬
‫‪ 16 -‬بئر متوقف "أي أن البئر الحامل للنفط ولكن متوقف عن العمل قسباب فنية سيتم معالجته خالل العام ويدخل‬
‫في اإلنتاج"‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ 5611 -‬بئر عامل "أي اآلبار التي يتم اإلنتاج فيها بالتاريخ المذكور أعاله"‪.‬‬
‫وستعمل المديرية خالل عام ‪ 6050‬لرفع عدد اآلبار المنتجة إلى ‪ 5109‬بئر‪ ،‬منها ‪ 5622‬بئر عامل وذلك بحفر آبار‬
‫جديدة ومعالجة اآلبار المتوقفة‪.‬‬
‫‪ -‬ةلية نقل النفط‪:‬‬
‫بعتد حفر البئر وتجهيزه ل نتتاج ست ت ت ت ت ت تتيتم ربط اآلبتار وفق موقعها بمحطة فرعية وتربط كل مجموعة فرعيات بمحطة‬
‫رئيستية وتربط المحطات الرئيسية بمحطة ضخ رئيسية موجودة في تل عدس (كر زيرو)‪ .‬أي أن كافة النفط المنتر من‬
‫اآلبار يصت تتب عن طريق أنابيب بقياست تتات مختلفة (حست تتب كميات اإلنتاج) بخزانات معدة لهذا الغرض بمحطة الضت تتخ‬
‫الرئيستية حيث سيتم نقلها إلى طرطوس للتصدير بعد أخذ حاجة المصافي والشركة المشرفة على النقل‪ ،‬هي شركة نقل‬
‫النفط السوري علماً أن تمديد الخط وتجهيزه بالكامل من المنبع إلى المصب (الساحل السوري) يتم من قبل رميالن‪.‬‬
‫أما الغدز‪ :‬غاز المنتر فيتم تستليم قسم منه إلى معمل الغاز بالسويدية لمعالجته وتعبئته في اسطوانات مخصصة للغاز‬
‫المنزلي‪ ،‬والقسم اآلخر يتم تسليمه إلى العنفات الغازية التي تقوم بدورها بتوليد الكهرباء التابعة لو ازرة الكهرباء‪.‬‬
‫القوى العدملة‪ :‬كافة العاملين في المديرية من فنيين ومهندسين وعمال عاديين من الكادر المحلي (مواطنين من سوريا)‬
‫وتقدر أعداد القوـ العاملة من سنة إلى أخرـ حيث نجدها كالتالي‪:‬‬
‫العدد اإلجمدلي‬ ‫العدم‬
‫‪1858‬‬ ‫‪6008‬‬
‫‪1920‬‬ ‫‪6009‬‬
‫‪1910‬‬ ‫‪6050‬‬
‫‪1862‬‬ ‫‪6055‬‬
‫‪1771‬‬ ‫‪6056‬‬
‫يتضتتمن هذه اقعداد أجمالي المهندستتين والجامعيين من كافة االختصتتاصتتات (مهندس نفط‪ ،‬مهندس حفر‪ ،‬جامعيين‬
‫من تجارة واقتصاد وحقوق‪ )... ،‬ومن الفنيين وعمال اختصاص وعمال عاديين‪ ،‬والجدير بالذكر نجد أن نسبة العاملين‬
‫من المنطقتتة المحيطتتة بتتالرميالن بتتالمتتديريتتة "القرـ ال ُكردَّي تة المحيطتتة بتتالمتتديريتتة بمنطقتتة ديريتتك (متتالكيتتة) تربتته ست ت ت ت ت ت تتبي‬
‫(قحطانية)" ال يتجاوز ‪ %51‬من أجمالي العاملين‪ .‬فعلى ستتتبيل المثال ال الحصت تتر قرية ست تتبع جفار ال ُكرديَّة والتي تبعد‬
‫عن الرميالن بحتدود ‪ 51‬كم فال يتعتدـ عتدد العتاملين في الحقل منهم ‪ 60‬عامالً‪ ،‬وقرية قراتشت ت ت ت ت ت تتوك فأن عدد العاملين‬
‫منهم في الحقل ال يتجاوز ‪ 1‬عاملين‪.‬‬
‫من هذه المعطيات نست ت تتتخلص ست ت تتياست ت تتة التشت ت تتغيل لدـ المديرية وهي جزء من الست ت تتياست ت تتة العامة للدولة حيث كان من‬
‫المفروض أن تكون اقعداد الكبيرة للعاملين من كافة االختصت ت تتاصت ت تتات من العاملين في المنطقة للقضت ت تتاء على البطالة‬
‫وتحقيق العدالة االقتص تتادية واالجتماعية ورفع مس تتتوـ الدخل لس تتاكني المنطقة‪ ،‬والعمل على بناء معامل ومصت تانع في‬
‫المنطقة نظ اًر لتوافر المواد اقولية واليد العاملة‪.‬‬
‫المقاود بدلغدز الحر‪ :‬المستخرج من اآلبار الغازية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المقاود بدلغدز المرافق‪ :‬المستخرج من اآلبار المخصصة إلنتاج النفط ووجود غاز مرافق للنفط أثناء اإلنتاج‪.‬‬
‫المقاود بدلمحطة الفرعية‪ :‬لكل مجموعة من اآلبار محطة فرعية تحوي على خزانات لتجميع النفط المنتر من اآلبار‪.‬‬
‫المقاود بدلمحطة الر يسية‪ :‬في كل موقع عدد من المحطات الرئيسية والتي يتجمع النفط فيها من عدد فرعيات‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪55‬‬
‫الفدرالية املالية وآفاق تطبيقها يف سوريا‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫(االقليم الفيدرايل الكردي منوذجا)‬
‫ُ‬
‫كرد زانا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 02‬متوز ‪3102‬‬

‫الفدرالية نظام سياسي من شأنه قيام اتحاد مركزي بين دولتين أو مجموعة من الدول أو الدويالت‪ ،‬بحيث ال تكون‬
‫الشخصية الدولية إال للحكومة المركزية‪ ،‬مع احتفاظ كل وحدة من الوحدات المكونة لالتحاد ببعض االستقالل الداخلي‪ ،‬بينما‬
‫تفقد كل منها مقومات سيادتها الخارجية التي تنفرد بها الحكومة االتحادية‪ ،‬كعقد االتفاقات والمعاهدات أو التمثيل السياسي‪،‬‬
‫ويكون على رأس هذا االتحاد الفيدرالي رئيس واحد للدولة هو الذي يمثلها في المحيط الدولي‪.‬‬
‫والفيدرالية المالية هو تخصيص حصة عادلة من االيرادات المحصلة اتحادياً لألقاليم وبما يكفيها للقيام بأعبائها‬
‫ومسؤولياتها‪ ،‬مع االخذ بعين االعتبار نسبة السكان فيها‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن اعتماد المبدأ الفيدرالي في توزيع الموارد المالية للبالد يساهم في تخفيف حدة الصراعات السياسية والمذهبية‬
‫والقومية والمناطقية الد ائرة في البالد وفي إرساء مبدأ العدالة وكذلك في تعزيز المنافسة بين المناطق المختلفة‪ ،‬وبما يصب‬
‫في النهاية في مصلحة الجميع‪ .‬وفي كل اقحوال تبقى المصالح المشتركة أفضل وسيلة لضمان الوحدة الوطنية في بلد يتسم‬
‫بالتعددية االثنية والدينية‪.‬‬
‫وبما أن الدستور السوري ال يتضمن فقرات تتناول قضية إدارة الموارد المالية وتوزيعها بين المستويات المختلفة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى غياب اللوائح القانونية التنفيذية َّ‬
‫فأن المجال مفتوح أمامنا لالجتهادات القانونية‪.‬‬
‫تتكون واردات اإلقليم الفيدرالي من‪:‬‬
‫‪ -5‬حصة اإلقليم حسب نسبة عدد سكانه إلى مجموع سكان الجمهورية من عوائد الثروات الطبيعية وخاصة النفط وبدالت‬
‫مبيعاتها في الداخل والخارج والمنح والمساعدات والقروض اقجنبية الممنوحة للحكومة المركزية‪.‬‬
‫‪ -6‬عائدات الضرائب والرسوم وأجور خدمات المرافق العامة وايرادات المؤسسات والشركات والمصالح العامة في اإلقليم‪.‬‬
‫‪ -1‬المنح والهبات وعوائد االكتتابات واليانصيبات‪.‬‬
‫‪ -1‬القروض الداخلية والخارجية الخاصة باإلقليم‪.‬‬
‫وبأخذ المناطق ال ُكرديَّة في سوريا نموذجاً إلقليم فيدرالي ُكردي نرـ ما يلي‪:‬‬
‫بالنسبة إلى (ادارة مورد النفط والغاز في اإلقليم الفيدرالي) َّ‬
‫فأن معظم الدساتير االتحادية في العالم تخول أدارة وتوزيع‬
‫عائدات هذه الثروات إلى الحكومة االتحادية على سبيل المثال الدستور الفنزويلي‪ ،‬ودستور اإلمارات العربية المتحدة‪ .‬وبالتالي‬

‫‪56‬‬
‫َّ‬
‫فأنه من واجب الحكومة االتحادية في سوريا وحكومة االقليم الفيدرالي ال ُكردي المنتر للنفط والغاز ب دارة هاذين المصدرين‬
‫شرط أن تتبع طريقة توزيع الواردات القيود التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مجموع العدد السكاني لسوريا‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد حصص معينة لفترة معينة ل قليم الفيدرالي ال ُكردي الذي شهد تهميشاً تنموياً في ظل النظام السابق على َّ‬
‫أن قانوناً‬
‫سيسن يبين حجم تلك العائدات والفترة التي سوف تمنح لتلك المناطق المتضررة‪ .‬وبعد تأهيل االقليم بكامله يتم تحديد نسبة‬
‫معينة من واردات النفط والغاز لباقي مناطق سوريا على أن يكون المستفيد اقكبر هو االقليم الفيدرالي ال ُكردي كون المورد‬
‫متاح على أراضيه‪.‬‬
‫وبالنسبة إلى (عائدات الضرائب والرسوم وأجور خدمات المرافق العامة وايرادات المؤسسات والشركات والمصالح العامة‬
‫في اإلقليم الفيدرالي) نرـ َّ‬
‫أن لسلطات اإلقليم الفيدرالي ال ُكردي حق فرض الضرائب والرسوم في اإلقليم أو تعديلها أو إلغائها‬
‫مع مراعاة قاعدة العدالة والمساواة والتوحيد بين مواطني الدولة‪ ،‬وتترك ضريبة الصادرات والواردات للسلطة المركزية‪ .‬االمر‬
‫الذي يؤدي إلى رفد ميزانية اإلقليم الفيدرالي ال ُكردي بموارد جديدة‪ ،‬طالما َّ‬
‫أن ذلك ال يتعارض مع الخطوط العامة للسياسة‬
‫االقتصادية لسوريا‪ .‬ومن جانب آخر يجب إصدار تشريعات قانونية تكفل توزيع الموارد الضريبية بين السلطات المختلفة‬
‫بحيث تحصل الحكومة االتحادية وحكومة اإلقليم على نسبة معينة من ضريبة الدخل ومن ضريبة العقار وغيرها‪.‬‬
‫ومن هنا من الضروري جداً التطرق إلى الموازنة السنوية ل قليم الفيدرالي ال ُكردي حيث يتوجب على مجلس وزراء اإلقليم‬
‫الفيدرالي إعداد الموازنة السنوية ل قليم والحساب الختامي وأن يصدر بها قانون من المجلس الوطني ل قليم‪ .‬حيث يقوم‬
‫مجلس وزراء اإلقليم بتسليم نسخة من الموازنة العامة ل قليم والحساب الختامي للنفقات لو ازرة المالية االتحادية بعد مصادقة‬
‫المجلس الوطني ل قليم عليهما‪ .‬ذلك بعد االخذ بعين االعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬تخصيص حصة عادلة من اإليرادات المحصلة اتحادياً ل قليم‪ ،‬تكفي للقيام بأعبائها وواجباتها مع اقخذ بعين االعتبار‬
‫موارد (اإلقليم) وحاجاته‪.‬‬
‫‪ -‬إيرادات اإلقليم من الحصة المقررة من الموازنة العامة للدولة ومن موارد اإلقليم المحلية‪.‬‬
‫ويكون اإلقليم الفيدرالي من الناحية المالية خلفاً لسلطات الحكومة المركزية بما لها من استحقاقات مالية ومتأخرات‬
‫الضرائب والرسوم التي تخص اإلقليم‪ .‬وتحدد السنة المالية في اإلقليم الفيدرالي بقانون‪ .‬ويشرع في كل سنة مالية قانون‬
‫الموازنة الموحدة ل قليم الفيدرالي وتتضمن الواردات والمصروفات التقديرية‪.‬‬
‫وبالتالي َّ‬
‫فأن نجاح سياسة الفيدرالية المالية في سوريا سيعتمد بالدرجة اقولى على نظام الحكم في سوريا وعلى مدـ‬
‫استجابته لمفهوم الفيدرالية وعلى قدرة االقليم الفيدرالي ال ُكردي على تنمية موارده المالية كي يكون إقليماً متكامالً من جميع‬
‫النواحي‪.‬‬
‫منشور في جريدة يكيتي العدد ‪ 591‬حزيران ‪6051‬‬

‫البريد االلكتروني‪kak.suri2006@gmail.com:‬‬

‫‪57‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫التسويق السياحي يف "اجلزيرة السورية" (سابقا ومستقبال)‬
‫د‪ .‬مسلم طاالس‬

‫دكتور يف االقتصاد والعالقات الدولية‬

‫حماضرة ألقيت مبنتدى سوبارتو‬

‫‪ 5‬اب ‪3102‬‬

‫أوضح الدكتور منذ البداية أن مثل هذه المواضيع في هذه الظروف قد يكون عبثاً‪ ،‬ولكن ال بد من االستم اررية‪،‬‬
‫والعمل كل في مجاله‪ ،‬مدركاً دور الثقافة والوعي في انجاح الثورات وتخطي اقزمات‪ ،‬كما أوضح أن الحرب الدائرة اآلن‬
‫تعيق أشياء كثيرة‪ ،‬ولكن يجب ال أن تعيق المعرفة ووضع خطط مستقبلية لمناطقنا المنكوبة أصالً حتى قبل اندالع الثورة‪.‬‬
‫تحدث الدكتور بشيء من الوضوح عن الصعوبات التي تعيق تطبيق المشروعات السياحية‪ ،‬كما بين كيف أقصيت هذه‬
‫المناطق سياحياً من خارطة البالد ضمن السياسة المنظمة التي انتهجها النظام ضد مناطق تواجد ال ُكرد في كل المجاالت‪،‬‬
‫إلبقائها خارج ركب التطور والمعرفة‪ ،‬فعلى الرغم من توافر كل الظروف التي قد تساهم في أن تكون مناطق الجزيرة العليا‬
‫من أفضل المناطق سياحياً في سوريا حيث البيئة السياحية المالئمة وأولها اآلثار الكثيرة والمنتشرة على مساحات واسعة‬
‫والتي تحمل قيمة معرفية عالمية‪.‬‬
‫تضمنت المحاضرة أيضاً أهمية موضوع السياحة مستقبالً حيث بات يحتل النشاط السياحي مكانا هاما في االقتصاد‬
‫العالمي‪ ،‬فالسياحة أصبحت اآلن صناعة العصر والمستقبل‪ ،‬وهكذا أصبحت السياحة الصناعة اقولى في العالم ‪ ،‬حيث‬
‫أصبح عدد من يعمل في قطاع السياحة يساوي عدد العاملين في الصناعات الخمس التالية ‪:‬االلكترونيك‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬الحديد‬
‫والصلب‪ ،‬النسير‪ ،‬السيارات‪ .‬وينتقل قطاع السياحة في الترتيب اقول بالمقارنة مع القطاعات اقخرـ في التجارة العالمية‪.‬‬
‫وتعتبر السياحة نشاطا أساسياً نظ اًر آلثارها المباشرة على القطاعات االجتماعية‪ ،‬االقتصادية والثقافية للدول حيث إن‬
‫السياحة نشاط ثري بفرص التشغيل فاإلحصائيات تشير إلى أن عدد العاملين في القطاع السياحي بصورة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة ‪ 55%‬من قوـ اليد العاملة في العالم ‪ ،‬فهي الصناعة اقولى من حيث تشغيل اليد العاملة ‪ ،‬وأصبح لها دور‬
‫أساسياً في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬إذ إن كل شخص يعمل مباشرة في قطاع السياحة يشكل فرص عمل جديدة‬
‫بتشغيل ‪ 1.1‬شخص بصورة غير مباشرة في القطاعات اقخرـ‪ ،‬باإلضافة إلى كون السياحة قادرة على جلب تدفقات‬
‫نقدية بكميات تعادل وقد تفوق مدا خيل المحروقات‪ .‬وأعداد السياح دليل على مدـ أهمية هذا القطاع‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ما ذكر يمكن أن نشير إلى نقاط أخرـ تعبر عن أهمية السياحة‪:‬‬
‫‪ -5‬إن للسياحة دو اًر مهماً في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما أنها تعتبر من القطاعات المهمة التي توفر‬
‫عائدات سريعة لالستثمار مع تكلفة أقل ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -6‬إن السياحة تسهم في تنمية عدد ضخم من الخدمات المتكاملة والمركبة كثيفة العمالة بمختلف مستوياتها‪ .‬فهي تعمل‬
‫علي توليد ثالثة أنواع من العمالة هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العمالة المباشرة‪ :‬في الفنادق والمطاعم السياحية ووكاالت السفر وغيرها‪.‬‬
‫ب‪ -‬العمالة غير المباشرة‪ :‬في القطاعات التي يعتمد عليها القطاع السياحي كالزراعة والصناعة‪.‬‬
‫ج‪ -‬العمالة المحفازة‪ :‬وهي العمالة التي تتولد نتيجة ل نفاق السياحي‪.‬‬
‫‪ -1‬إن السياحة تؤدي من خالل تنمية المناطق السياحية إلى تطور وتنمية المناطق العمرانية الجديدة اققل حظاً في‬
‫مما يحقق قد اًر من التوازن اإلقليمي في التنمية‪ ،‬ويترتب عليه إعادة توزيع الدخول بين المدن السياحية الجديدة‬
‫التنمية‪ ،‬ا‬
‫والمدن السياحية التقليدية‪.‬‬
‫‪ -1‬تدعم السياحة البنية التحتية وتحسن مستواها السيما في مجاالت النقل واإليواء وشبكات المياه والصرف والكهرباء‪،‬‬
‫وانشاء مطارات دولية جديدة‪.‬‬
‫وللسياحة مقومات ال بد من توافرها‪ ،‬سواء طبيعية أو بشرية أو مالية وخدمية والجزيرة تمتلك هذه المقومات والخطط‬
‫المنهجية في المستقبل ونشر الثقافة السياحية والعمل من أجلها كفيلة بأن تكون الجزيرة وغيرها من مناطق ال ُكرد في سوريا‬
‫أفضل المواقع سياحياً‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪59‬‬
‫املساعدات االقتصادية (اإلنسانية واالغاثية) اخلارجية من حكومة إقليم‬
‫ُ‬
‫كردستان العراق لكردستان سورية (لسوريا) يف ظل األزمة السورية‬
‫(‪)2013 -2011‬‬
‫ُ‬
‫كرد زانا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 01‬اب ‪3102‬‬

‫تمثل تدفُّقات المساعدات الخارجية (اإلنسانية واالغاثية) من حكومة إقليم ُكردستان العراق إلى كردستان سورية مورداً‬
‫ال بأس به لتحقيق بعض أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية بها؛ حيث يعتبر نقص رأس المال في سورية في ظل‬
‫اقزمة من العناصر الرئيسة للفقر‪ ،‬وبالتالي ف َّن المساعدات االقتصادية لحكومة إقليم ُكردستان العراق لسورية وبخاصة‬
‫لكردستان سوريا (المنطقة الشرقية منها) أحد الحلول لدعم القصور في القدرة التمويلية لتلك المنطقة‪.‬‬
‫فسوريا ال تزال تعاني منذ أكثر من سنتين ونصف حصا اًر اقتصادياً خانقاً سببها اقزمة الداخلية التي تمر بها‪ ،‬وكان‬
‫النصيب اقكبر من الضرر والمآسي على الشعب السوري‪ ،‬حيث وصل نسب التضخم في االقتصاد السوري إلى أكثر من‬
‫‪ % 500‬بعد أن كان بحدود ‪ %15‬بنهاية عام ‪ ،2010‬ونسب البطالة بلغت أكثر من ‪ %70‬بعد أن كانت بحدود ‪%30‬‬
‫بنهاية العام ‪ ،2010‬وأصبح احتياطيها من العمالت اقجنبية بحدود ‪ 2‬مليار دوالر بعد أن كان ‪ 13‬مليار دوالر بنهاية العام‬
‫‪ ،2010‬وأصبح الصادرات النفطية معدومة بعدما توقفت العديد من آبار النفط عن اإلنتاج والتصدير‪.‬‬
‫ورغم َّ‬
‫أن المناطق ذات اقغلبية ال ُكرديَّة في سوريا لم تشهد عمليات عسكرية‪ ،‬وبقيت بعيدة عن الصراع العسكري‪،‬‬
‫إال َّأنها تأثرت بشكل مباشر باقوضاع االقتصادية الصعبة التي تمر بها البالد‪ .‬وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر‬
‫بها سورية رأت حكومة إقليم ُكردستان العراق َّ‬
‫أن من واجبها الوقوف إلى جانب الشعب السوري التي تربطه بها عالقات‬
‫جوار قومية‪.‬‬
‫تشتمل المساعدات الخارجية (اإلنسانية واالغاثية) من حكومة إقليم ُكردستان العراق لسورية على (الوقود بأنواعه‬
‫كافةً‪ ،‬المواد الغذائية كالطحين‪ ،‬واقرز‪ ،‬والسكر‪ ،‬والزيوت‪ ،‬وأغذية اقطفال‪ ،‬والمالبس واقدوية‪ ،‬ومولدات الكهرباء ‪...‬الخ)‪.‬‬
‫وهذه المساعدات مقدمة من حكومة اإلقليم ومن أهاليها (السليمانية‪ ،‬ودهوك‪ ،‬ورانيا‪ ،‬وزاخو‪ ،‬واربيل‪ ،‬وبوزان وقصروك‬
‫‪...‬الخ)‪ .‬ومن بعض الجمعيات والمنظمات (كاللجنة العليا لجمع التبرعات لغربي ُكردستان‪ ،‬ومؤسسة البارزاني الخيرية‪،‬‬
‫وجمعية أطباء ال ُكرد في ألمانيا‪ ،‬شركة الفرات‪ -‬زاخو‪ ،‬أحزاب ُكردستانية ومنظمات مدنية‪ ،‬وجمعية صداقة ُكردستان‪ -‬يابان‪،‬‬
‫وكوادر بيشمركة كوران‪ ،‬ولجنة الدفاع عن السجناء السياسيين‪ ،‬ومساعدات قنديل ‪...‬الخ)‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫وتنقل المساعدات الخارجية (اإلنسانية واالغاثية) لسورية من خالل معبر فيشخابور الذي يقع على نهر دجلة‪ ،‬على‬
‫نحو ‪ 50‬كم غرب مدينة دهوك‪ ،‬ضمن حدود إقليم كردستان‪ ،‬وهو المنفذ الوحيد الذي يربط إقليم كردستان العراق بسورية‪.‬‬
‫حيث تستقبل اللجان التابعة للهيئة ال ُكرديَّة العليا والمشتركة بين المجلسين المساعدات اإلنسانية واالغاثية المقدمة‬
‫من حكومة إقليم كردستان وتوضع هذه المساعدات في مستودعات خاصة في منطقة ديريك (المالكية) بمحافظة الحسكة‪،‬‬
‫وتوزع ب شراف لجنة إغاثية من السوريين‪ .‬وبعد تفريغ الشحنة في سوريا توزع المساعدات على ال ُكرد والعرب على السواء‬
‫دون أن يكون من وراء ذلك أي مسعى سياسي‪.‬‬
‫ند نستطيع أ نقول‪:‬‬ ‫وم‬
‫دور مهماً في التنمية‬
‫‪ -1‬المساعدات الخارجية (اإلنسانية واالغاثية) من حكومة إقليم ُكردستان العراق لسورية تلعب اً‬
‫االقتصادية في المنطقة الشرقية من سورية‪ ،‬ويتوقف ذلك على حجمها‪ ،‬وتخصيصها على المناطق‪ ،‬ومدـ توافق ذلك مع‬
‫اقولويات اإلنمائية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن المساعدات الخارجية (اإلنسانية واالغاثية) من حكومة إقليم ُكردستان العراق لسورية ذات آثار اقتصادية موجبة على‬
‫النمو والتنمية االقتصادية‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪61‬‬
‫ُ‬
‫مقومات امكانية توطني الصناعة يف كردستان سوريا‬
‫خورشـيد عـليـكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 03‬أيلول ‪3102‬‬
‫الصناعة فرع من فروع النشاط الذي يتولى تحويل المواد اقولية الزراعية والخامات المعدنية وغير المعدنية وغيرها‬
‫من الثروات الطبيعية إلى منتجات قابلة للتداول‪.‬‬
‫فقد عرفت كردستان سوريا الصناعة (الصناعة الحرفية) منذ آالف السنين‪ ،‬ولكن الصناعة الحديثة بمفهومها العلمي‬
‫ليست قديمة في كردستان سوريا‪ ،‬إذ تعود بداياتها اقولى إلى النصف الثاني من القرن العشرين‪ .‬تمتلك كردستان سوريا‬
‫موا رد طبيعية كثيرة حيث من الممكن استغاللها فتي النشاطات الصناعية فت تتي اإلقليم‪ ،‬لكن وفرة الموارد لوحدها ال يلبي‬
‫مقتضيات التطور والتنمية الصناعية أنما هي عناصر مساعدة للتوطن الصناعي الذي يمكن أن يسير جنباً إلى جنب متع‬
‫تطور النشاط الصناعي‪ ،‬فالتوطن الصناعي والتطور التصناعي يعمالن معاً على بناء قاعتدة صناعية رصينة تساعد اإلقليم‬
‫لمحاوالت بناء اقتصادي متكامل قن قيام الصناعة الحديثة وتطورها في كردستان سوريا يتطلب توافر مجموعتين من‬
‫المقومات هي المقومات الطبيعية التي ال دخل ل نسان فيها‪ ،‬والمقومات البشرية التي تمثل نتاج النشاط البشري في تفاعله‬
‫مع الوسط الطبيعي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مقومدت طبيعية‪ :‬وهي نتيجة لتفاعل عدد كبير من العوامل الطبيعية أهمها‪ :‬الموقع الفلكي أو الجغرافي ل قليم‪ ،‬المناخ‬
‫بكل عناصره‪ ،‬يقدم تفاعل هذه المواد عدداً من الموارد الطبيعية التي تعمل على تطوير الصناعة في حال توافرها‪ ،‬وفي حال‬
‫استغاللها بشكل عقالني‪ .‬وأهم المقومات الطبيعية في كردستان سوريا‪:‬‬
‫مورد اقرض والموارد الزراعية‪ :‬اقرض هي المورد اقساسي لحياة اإلنسان‪ ،‬فهي المسرح الذي يمارس عليه جميع أوجه‬
‫نشاطه‪ ،‬ويظهر دور عامل اقرض في النشاط االقتصادي ل نسان من خالل توافر المساحة السهلية الصالحة لالستثمار‬
‫الزراعي بشكل عام واالستثمار الزراعي والصناعي بشكل خاص‪ ،‬ويعتبر الزراعة أهم اركان االقتصاد في كردستان سوريا‪،‬‬
‫حيث أن إنتاج القمح في كردستان سوريا يشكل ما نسبته من ‪ %11 -10‬من نسبة إنتاج القمح في سوريا‪ ،‬والشعير يشكل‬
‫ما نسبته ‪ %10‬من إنتاج الشعير في سوريا‪ ،‬والقطن يشكل ما نسبته ‪ %10‬من إنتاج القطن في سوريا‪ ،‬إضافة إلى أن عدد‬
‫أشجار الزيتون في كردستان سوريا يزيد عن ‪ 51‬مليون شجرة وهي تشكل ما نسبته ‪ %60‬من عدد أشجار الزيتون في‬
‫سوريا‪.‬‬
‫مورد الخدمدت المعدنية‪َّ :‬‬
‫إن توافر عدد من الخامات المعدنية في كردستان سوريا يشكل نقطة االنطالق لقيام الصناعة فيها‪.‬‬
‫فعلى أساس استثمار هذه الخامات تقوم وتتطور الصناعات االستخراجية‪ ،‬التي يمكن أن تقدم كميات كبيرة من الخامات‬
‫الالزمة للصناعة التحويلية فيما بعد‪ .‬ومن الثروات الطبيعية المعدنية في كردستان سوريا نعرض بعض اقمثلة التالية‪- :‬‬

‫‪62‬‬
‫خامات الحديد الرسوبية في منطقة راجو بعفرين‪– .‬الملح على الضفة اليسرـ لنهر الفرات في منجم الهرموشية باحتياطي ال‬
‫يقل عن ‪ 8‬مليون طن وعلى عمق ‪ 660‬م‪-.‬الرخام واحجار الزينة السوداء منها في عفرين‪–.‬الغضار وهي المادة اقساسية‬
‫لصناعة الخزف والبورسالن أهمها في شمال حلب‪– .‬الجص في الحسكة كعنصر من عناصر االسمنت‪.‬‬
‫موارد الطاقة‪ُّ :‬‬
‫تعد موارد الطاقة من أهم عومل قيام الصناعة الحديثة‪ ،‬إن لم تكن أهمها على اإلطالق‪ .‬ويرجع ذلك إلى أنها‬
‫تشكل في الوقت الحالي العصب الحيوي للصناعة الحديثة الذي ال يمكن للصناعة أن ترقى من دونه إلى مستويات جيدة‬
‫من حيث كمية اإلنتاج والنوعية‪ ،‬وتمتلك كردستان سوريا نوعين فقط من مصادر الطاقة هما‪ :‬الطاقة اقحفورية المتمثلة‬
‫بالنفط والغاز الطبيعي‪ ،‬والطاقة الكهربائية المولدة من العنفات المائية والمحطات الح اررية‪.‬‬
‫يقدر اإلنتاج اليومي للنفط في كردستان سوريا بحدود ‪ 611117‬ألف برميل يومياً‪ ،‬إما بالنسبة إلنتاج الغاز الحر والمرافق‬
‫سنوياً يقدر بحدود ‪ 819.6‬مليون م‪ ،1‬ويتوقع أن يكون احتياطي النفط في كردستان سوريا بعد أن نستبعد المناطق النفطية‬
‫خارج اإلقليم بحدود ‪ 50‬مليار برميل‪ ،‬ويتوقع أن يكون احتياطي الغاز في كردستان سوريا بحدود ‪ 511‬مليار م‪ .1‬ويتركز‬
‫النفط والغاز المرافق والحر في الحقول التالية‪- :‬حقل كراتشوك –حقل السويدية –حقل حمزة –حقل عليان –حقل معشوق –‬
‫حقل ليالك –حقل رميالن‪ .‬وتبلغ عدد اآلبار في الحقول المذكورة حتى تاريخ ‪ 5‬كانون الثاني ‪ 5677 ،6050‬بئر‪ ،‬اآلبار‬
‫المنتجة منها ‪ 5611‬بينما اآلبار المتوقفة قسباب فنية فهي ‪ 16‬بئر‪.‬‬
‫موارد الميد ‪ :‬يعد توفر الماء شرطاً أساسياً لقيام الصناعة وتأمين تطورها المستقبلي‪ ،‬قنه يعد عنص اًر أساسياً في جميع‬
‫العمليات الصناعية‪ ،‬كما أنه يمثل مادة خامة أساسية في العديد من الصناعات التحويلية‪ .‬بينما تنقسم الموارد المائية في‬
‫كردستان سوريا إلى‪:‬‬
‫األنهدر‪ :‬الفرات ‪ -‬الخابور ‪ -‬عفرين ‪-‬جغجغ –دجلة‪.‬‬
‫االحواض المائية (الينابيع)‪ :‬حوض دجلة والخابور‪.‬‬
‫السدود‪ :‬ومن أهم السدود‪ ،‬سد (باسل اقسد‪ ،‬الحسكة‪ ،‬السفان‪ ،‬المنصورة‪ ،‬الحاكمية‪ ،‬الجوادية‪ ،‬باب الحديد‪ ،‬معشوق‪،‬‬
‫الجراحي‪ ،‬قناة الجر‪ ،‬الجرجب‪ ،‬الجغجغ‪ ،‬الزركان)‪.‬‬
‫ثدنيد‪ -‬المقومدت البشرية‪ :‬وهي نتاج النشاط البشري في تفاعله مع الوسط الطبيعي المحيط وتشمل‪:‬‬
‫اليد العدملة‪ :‬تمثل اليد العاملة وامكانات الحصول عليها ومدـ استقرارها وحجم إنتاجيتها وجملة تكلفتها إلى تكلفة إنتاج‬
‫الصناعة عامالً أساسياً في قيام الصناعة وتطورها وتوطنها‪ .‬فعدم توافر اليد العاملة في منطقة ما المتميزة بخصائص تتالءم‬
‫ونوع الصناعة ف ن هذه المنطقة لن تنمو صناعياً‪ .‬حيث تتوفر في كردستان سوريا أيدي عاملة باختصاصات منوعة وذات‬
‫خبرات مختلفة وهي قادرة على مواكبة التطور والتقدم الصناعي‪.‬‬
‫النقل والموااالت‪ :‬يعد عامل النقل من العوامل اقساسية المؤثرة في قيام الصناعة وتطورها‪ .‬فالنقل خدمة يمارس عن‬
‫طريقها التأثيرات المختلفة لألسواق والمادة الخام والطاقة في النمو الصناعي‪ ،‬وتتضح أهمية عامل النقل من خالل تأثيره‬
‫في تكاليف الحصول على مصادر الطاقة أو المواد الخام أو الوصول إلى اقسواق‪ ،‬إذ أن وجود شبكة نقل متنوعة وقليلة‬

‫‪63‬‬
‫التكاليف يساعد على نمو الصناعة وتطورها‪ .‬حيث تتوفر في كردستان سوريا شبكة طرق برية مترابطة مع جميع مناطق‬
‫كل من كردستان (تركيا‪ ،‬والعراق)‪ ،‬وتوفر مطار دولي في قامشلو‪.‬‬
‫سوريا الداخلية‪ ،‬إضافة إلى ترابطها مع ً‬
‫السوق‪ :‬التسويق هو الهدف النهائي ل نتاج المادي بشكل عام‪ ،‬واالنتاج الصناعي بشكل خاص‪ ،‬وتوافر السوق الواسعة‬
‫المحلية والخارجية يعمل على تطوير الصناعة بسبب زيادة الطلب على المنتجات الصناعية‪ ،‬ويعد السوق احد العوامل‬
‫الرئيسية لقيام ونمو الصناعة وتحديد مواقعها‪ ،‬ويتحدد حجم السوق بحجم السکان ومستوـ وطريقة توزيع دخولهم‪ .‬ف ن مسألة‬
‫التسويق في كردستان سوريا ستكون ُميسرة وبالتواصل مع السوق الداخلية السورية‪ ،‬وان توفر معابر عدة مع كردستان تركيا‪،‬‬
‫وتوفر معبر فيشخابور (سيمالكا) مع إقليم كردستان العراق‪ ،‬إضافة إلى وجود مطار قامشلو الدولي سيسهل عملية تصنيع‬
‫وتصريف وتصدير اإلنتاج الصناعي في كردستان سوريا‪.‬‬
‫رأس المدل‪ :‬رأس المال هو العامل اقساسي في التنمية الصناعية‪ ،‬قن الصناعة الحديثة تتطلب آالت ومكائن ضخمة‬
‫غالية الثمن كما تتطلب وسائل نقل وأثمان اقرض التي تقام عليها المصانع والمخازن وأثمان الوقود ومواد الطاقة وأجور‬
‫العاملين وتكاليف الخدمات‪ .‬وكل هذا يستلزم توافر رؤوس أموال ضخمة قبل البدء بالمشاريع الصناعية‪ .‬وان توفر االستقرار‬
‫السياسي في كردستان سوريا ووجود قوانين حقيقية وجادة لحماية المستثمرين المحليين واقجانب سيعزز من مكانة التصنيع‬
‫والتصدير في اإلقليم‪.‬‬
‫التقدم العلمي والتكنولوجي‪ :‬يعد التقدم العلمي والتكنولوجي إحدـ المقومات اقساسية لتطور الصناعة في الوقت الحاضر‪،‬‬
‫قنه يوثر في حجم اإلنتاج ونوعيته كما يؤثر في مراحل العملية الصناعية‪ ،‬وفي التكلفة النهائية للمنتر الصناعي‪ .‬وان هذا‬
‫التقدم في كردستان سوريا سيكون مرهون بمدـ توفر رأس المال والمستثمرين الجادين في اإلقليم ال ُكردي ومع جدية الحكومة‬
‫في إتاحة الفرصة لالستثمار‪.‬‬
‫تتسم الصناعة في كردستان سوريا بقدرة تنافسية محدودة نتيجة لتدني إنتاجية العمل واستخدام التكنولوجية المتقادمة‪.‬‬
‫ونظ اًر لتدني مهارات اليد العاملة‪ ،‬فقد اتصف الصناعة بنشاطات ذات قيمة مضافة ضعيفة‪ .‬إضافة إلى ضعف المهارات‬
‫اإلدارية الذي يؤثر على الكفاءة العامة للصناعة‪ ،‬وأن سيطرة الدولة على الشركات الحكومية تزيد من عدم كفاءة اإلدارة‬
‫فيها‪.‬‬
‫وفي أيامنا هذه ومع تطور الثورة العلمية التكنولوجية وانتشار المجمعات الصناعية الكبيرة أصبحت الصناعة القوة الموجهة‬
‫للحياة االقتصادية واالجتماعية في العالم المتقدم كما أنها عامل رئيسي للقضاء على التخلف االقتصادي في البلدان النامية‪،‬‬
‫إذ ال يمكن رفع مستوـ معيشة الجماهير في كردستان سوريا بدون بناء قطاع صناعي في االقتصاد‪.‬‬
‫نشر في الجريدة المركزية لحزب يكيتي ال ُكردي في سويا عدد ‪ 591‬آب ‪6051‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪64‬‬
‫ُ‬
‫اإلصالح االقتصادي يف كردستان سوريا‬
‫ُ‬
‫كرد زانا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 35‬أيلول ‪3102‬‬

‫ال تستطيع ُكردستان سوريا الوصول إلى الحرية السياسية الحقيقة بشكل منفصل عن الحرية االقتصادية والعكس صحيح‪،‬‬
‫فالنهضة االقتصادية في ُكردستان سوريا يجب أن تقوم جنباً إلى جنب مع النهضة السياسية التي تحصل اآلن‪ ،‬لكن هذه‬
‫النهضة ال يمكن أن تتحقق إال باإلصالح االقتصادي لمخلفات االقتصاد الماضي‪ .‬إذ يعتبر موضوع اإلصالح االقتصادي‬
‫من أهم المواضيع على الصعيد االقتصادي في ُكردستان سوريا‪ ،‬وذلك من منطلق المبررات والتحديات التي تستوجب عملية‬
‫اإلصالح المنشود‪ .‬فاالقتصاد في ُكردستان سوريا عانى ويعاني من ركود شديد تعود أسبابه لظروف مختلفة أدت بنتيجتها‬
‫إلى تباطؤ معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬بنسب أقل مما يفترض أن يكون لمواجهة معدالت النمو السكاني فيها‪.‬‬
‫تتمحور عملية اإلصالح االقتصادي في ُكردستان سوريا حول شكله ومضمونه‪ ،‬وكذلك ما هو المناسب لواقعها‪ ،‬وعليه‬
‫فهناك عدد من اقسئلة تطرح نفسها كجزء من إشكالية اإلصالح االقتصادي في ُكردستان سوريا مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬هل تتوافر اإلرادة والقرار السياسي ل صالح المنشود في ُكردستان سوريا؟‪.‬‬
‫‪ -2‬ما هو شكل اإلصالح االقتصادي المناسب ل ُكردستان سوريا؟‪.‬‬
‫تأتي أهمية اإلصالح االقتصادي في ُكردستان سوريا من منطلق المشكالت التي تعاني منها اقتصادها‪ ،‬فاقتصاد ُكردستان‬
‫سوريا يعاني من‪:‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬وفي ُكردستان سوريا بشكل خاص‪ ،‬كون َّ‬
‫أن المظهر االقتصادي العام‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬النمو االقتصادي الضعيف في سوريا‬
‫في السابق كان مرآةً للواقع السياسي المتمثل بمركزية مفرطة من قبل النظام السوري‪ ،‬وكان نموذجه االقتصادي يستند على‬
‫نهر متنفذ من التدخلية واعادة التوزيع يقوم على تخطيط الدولة فقط‪.‬‬
‫‪ -2‬ارتفاع معدالت النمو السكاني مع تراجع معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬وبالتالي ازدياد نسبة البطالة في المنطقة‪.‬‬
‫‪ -3‬تقادم التكنولوجيا والمعدات‪ ،‬مما يؤدي إلى ضعف إنتاجية العمل‪.‬‬
‫‪ -4‬هجرة اآلالف من العقول واقطر الفنية من ُكردستان سوريا باتجاه الخارج قسباب سياسية واقتصادية وأمنية‪.‬‬
‫‪ -5‬تدني رواتب وأجور العاملين في القطاعات كافةً‪.‬‬
‫فمن منطلق هذه المشكالت تحتاج ُكردستان سوريا إلى مرحلة انتقالية (مرحلة الشروع بعملية اإلصالح االقتصادي) تقوم‬

‫فيها بعمليات تكييف أنظمة عملها وآلياتها مع االقتصاد ورفع خبراتها به‪ .‬فمجاالت اإلصالح االقتصادي اقكثر إلحاحاً‬
‫التي يجب إنجازها اآلن في ُكردستان سوريا هي‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬اإلاالح الزراعي‪:‬‬
‫ما زالت الزراعة في ُكردستان سوريا تعتمد أساليب عمل تقليدية وما زالت ضعيفة اإلنتاجية ومحدودة المردود‪ .‬وتحتاج‬
‫ُكردستان سوريا إلى برنامر إلعادة هيكلة الزراعات اقساسية باتجاه رفع المنفعة من خالل‪:‬‬
‫‪ -5‬البحث عن االنتفاع اقفضل بالسلع الزراعية الفائضة‪ ،‬مثل الزيتون والخضار عبر تحقيق برنامر تصدير ناجح إلى‬
‫الداخل السوري أو الخارج‪ ،‬سواء كان للمنتجات الزراعية أو للصناعات الغذائية‪.‬‬
‫‪ -6‬إحداث غرفة زراعة تعنى بالشؤون الزراعية خاصة َّ‬
‫أن الزراعة هي المساهم اقول في الناتر المحلي في المنطقة‪.‬‬
‫‪ -1‬إلغاء سقف الملكية في الزراعة (الذي كان يعتمد عليها في الدولة سابقاً) إلفساح الطريق أمام الزراعات الكبيرة المكثفة‬
‫المعتمدة على رأس المال‪.‬‬
‫‪ -1‬تطوير البحث العلمي الزراعي‪ ،‬واحداث هيئة مستقلة بأنظمة متطورة بعيدة عن روتين أنظمة الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ثدنيد‪ :‬اإلاالح الاندعي‪:‬‬
‫فالوجهة المالئمة القتصاد ُكردستان سوريا هي وجهة تعزيز اقتصاد إنتاجي يقوم على صناعة السلع والخدمات اإلنتاجية‬
‫بالدرجة اقولى‪ ،‬أكثر مما هو اقتصاد خدمات‪ .‬وهذا يتطلب اهتماماً خاصاً بالصناعة والعلم والتكنولوجيا‪ .‬إذ يمكن للصناعة‬
‫في ُكردستان سوريا االستفادة من هبات الطبيعة‪ ،‬وانتاج المواد اقولية والخام‪ ،‬إضافة إلى صناعات تحويلية بسيطة‪ .‬كما‬
‫تحتاج الصناعة في ُكردستان سوريا إلى دراسة جيدة للصناعات التي يمكن العمل بها ووضع برامر مدروسة لتطوير‬
‫صناعات معينة‪.‬‬
‫‪ -‬ثدلثد‪ :‬اإلاالح االستثمدري‪:‬‬
‫اقتصاد ُكردستان سوريا يواجه منذ أكثر من خمسين سنة حتى اليوم هروباً لرؤوس اقموال الوطنية إلى الخارج‪ ،‬نتيجة‬
‫هشاشة االقتصاد السوري من جهة والعتبارات سياسية وأمنية من جهة أخرـ‪ ،‬وبالتالي َّ‬
‫فأن إصالح هذه المجال يحتاج إلى‬
‫توعية أصحاب رؤوس اقموال الوطنية (المستثمرين) بضرورة االستثمار في مناطقهم بعد تقديم ضمانات وامتيازات تضمن‬
‫لهم حقوق االستثمار (مثل تقديم اإلعفاءات الضريبة على مشاريعهم‪ ،‬وتقديم القروض‪ ،‬وتسهيل عمليات االستيراد والتصدير‬
‫لمنتجاتهم‪...‬الخ)‪.‬‬
‫أذاً يحتاج اإلصالح االقتصادي في ُكردستان سوريا إلى النظر لمكوناته على نحو مندمر وأال يعالر كل جانب منها على‬
‫نحو منفصل من جانب لجان مستقلة‪ ،‬بل يجب دمجها في برنامر موحد وهذا يحتاج إلى تشكيل لجنة عليا ل صالح‬
‫االقتصادي تضع التوجهات العامة ل صالح في برنامر موحد مع لجان قطاعية يعالر كل منها جانب من جوانب برنامر‬
‫اإلصالح االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬الخدتمة‪:‬‬
‫في النهاية ال بد من عالج الواقع االقتصادي في ُكردستان سوريا ووضع الحلول الالزمة والمناسبة للنهوض به‪ ،‬فاإلصالح‬
‫يجب أن يبدأ من ضرورة حاجة المجتمع الذي يعيش في ُكردستان سوريا وتطلعاته المتمثلة بالتنمية المستدامة وتحسين‬

‫‪66‬‬
‫المستوـ االجتماعي قفراده‪ ،‬فهذه الحاجات والتطلعات تحدد اقهداف‪ ،‬ومن هذه اقهداف يتم وضع الخطط والبرامر التنفيذية‬
‫للتطبيق العملي ورسمها‪ ،‬فيكون مدخالً موضوعياً يهيئ الشروط الموضوعية المناسبة لرسم سياسات اقتصادية اجتماعية‬
‫تجعل من ُكردستان سوريا منطقة قادرة على مواجهة التحديات والنهوض بأعبائها‪ ،‬وتخلق القاعدة الضرورية القادرة على‬
‫مواجهة التحديات الداخلية التي تواجه اقتصادها‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪67‬‬
‫ُ‬
‫حماضرة الفيدرالية املالية جلمعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬
‫القت جمعية االقتصاديين ال ُكرد‪ -‬سوريا يوم الخميس ‪ 6051/50/61‬في مركز جمعية سوبارتو محاضرة بعنوان‪:‬‬

‫الفيدرالية المدلية (مفد يم ونمدذو)‬

‫)‪Federalisma Darayî (Çemk û Nimûne‬‬

‫من قبل الباحثين االقتصاديين‪ :‬خورشيد عليكا‪ ،‬وجوان حمو‪ ،‬وروناس شيخموس‪.‬‬
‫وكانت المحاضرة عبارة عن بحث تعريفي لكتاب الفيدرالية المالية (مفاهيم ونماذج) الذي نشر بالتعاون مع مركز‬
‫آشتي للدراسات والبحوث في عام ‪ 6051‬بمطبعة ياد بالسليمانية ب قليم ُكردستان العراق‪ .‬والدراسة مؤلفة من ‪ 89‬صفحة‪.‬‬
‫وتم بدء المحاضرة بالحديث عن الفيدرالية والمفاهيم المتعلقة بها مثل الفيدرالية السياسية والقانونية‪ ،‬والفيدرالية المالية‬
‫التي كانت صلب موضوع المحاضرة‪.‬‬
‫فالفيدرالية المالية تأتي حسب وجهة نظر جمعيتنا االقتصادية في ظل حاجة شعوب منطقة الشرق االوسط تكوين‬
‫فكرة عن الفيد ارلية‪ ،‬وكانت موجهة الى الشعوب التي تسعى الى الفيدرالية‪ .‬حيث تم تعريف الفيدرالية المالية وشرحها بشكل‬
‫اقتصادي مناسب‪ .‬كما تم شرح أهم المشكالت التي تواجه الفيدرالية المالية‪.‬‬
‫وفي سياق أخر تم التطرق إلى أهم الموارد المالية في االقليم الفيدرالي‪ ،‬وكيفية إعداد الموازنة فيه‪.‬‬
‫وفي إحدـ جوانب الدراسة تم الحديث عن المبادئ االساسية للفيدرالية المالية في سوريا (االقليم الفيدرالي ال ُكردي‬
‫أنموذجاً)‪.‬‬
‫وتوصلت الجمعية في نهاية الدراسة إلى جملة من النتائر الهامة‪ ،‬باإلضافة إلى َّأنه قد تم تقديم جملة من التوصيات‬
‫المتعلقة بالفيدرالية المالية في االقليم الفيدرالي ال ُكردي في سوريا‪ .‬وفيما يلي أهم النتائر والتوصيات في الدراسة‪:‬‬
‫‪َّ -1‬‬
‫إن الفدرالية اليوم هي أحدـ أشكال الحكم الناجحة التي تسمح للتنوع االجتماعي في الدول بالتعبير عن الهويات الذاتية‬
‫لمكوناته مع اإلبقاء على رابط الوحدة في ظل االتحاد الفدرالي‪ ،‬السيما في عصر العولمة واف ارزاته الثقافية والحضارية‪.‬‬
‫‪ -2‬تختلف الدول الفدرالية في دساتيرها وطرق تشكيلها وعدد الوحدات المكونة لها‪ ،‬باختالف الظروف الثقافية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫واالقتصادية‪ ،‬والدولية‪ ،‬والسياسية التي أدت إلى تأسيسها‪.‬‬
‫‪َّ -3‬‬
‫إن مصطلح الفيدرالية حسب تعريف علماء السياسة هو أسلوب تقسيم السلطات بين المركز ومستويات أدنى للحكم‬
‫المحلي مع وجود نوع من االستقاللية والتنسيق‪ ،‬يختلف إلى حد ما مع مصطلح الفيدرالية المالية حسب تعريف علماء‬
‫االقتصاد لها َّ‬
‫بأنها تخصيص الموارد المالية لمستويات الحكم وتوزيع الدخل في النظام االقتصادي‪.‬‬
‫‪َّ -4‬‬
‫إن توزيع االختصاصات في الدساتير الفيدرالية‪ ،‬غالبا ما يكون بتوزيعها إلى ثالث فئات‪ :‬حصرية‪ ،‬ومشتركة‪ ،‬ومتبقية‪،‬‬
‫وطبيعة هذه الفئات ومداها تتحكم فيه ظروف نشأة االتحاد وحاجاته‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -5‬مهما حرص المشرعون على توزيع السلطات بشكل دقيق وواضح بين الحكومات الفيدرالية وحكومات اققاليم المنطوية‬
‫تحتها‪َّ ،‬‬
‫فأن التشابك والتداخل واالختالف حاصل ال محالة بينها‪ ،‬وهذا اقمر يجب أن يقبل كواحدة من الحقائق المالزمة‬
‫للفدراليات‪.‬‬
‫‪ -‬توايدت بخاوف الفيدرالية المدلية في اإلتقليم الفيدرالي الكردي‪:‬‬
‫‪ -5‬بناء محطات اإلنتاج الرئيسية‪ ،‬ومحطات التجميع‪ ،‬وبناء مصافي للنفط‪ ،‬من أجل فصل عناصره واستخدامه في الحياة‬
‫االقتصادية في اإلقليم‪.‬‬
‫‪ -6‬المباشرة في إنشاء معامل الغاز الطبيعي‪ ،‬وتمديده إلى أماكن االستهالك الرئيسية‪.‬‬
‫‪ -1‬المباشرة في بناء محطات توليد الطاقة الكهربائية‪ ،‬واستخدام الغاز في إدارة عنفاته‪ ،‬وتوزيع الكهرباء على مناطق اإلقليم‬
‫كافةً‪.‬‬
‫‪ -1‬المباشرة في إنشاء معامل صناعة الحديد في القسم الغربي من اإلقليم (منطقة عفرين)‪ ،‬نظ اًر لتوفر خامات الحديد فيه‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إنشاء معامل صناعة الرخام والصخور الكلسية فيه‪.‬‬
‫‪ -1‬االستفادة من مياه أهم اقنهار ال تي تمر باإلقليم (بخاصة نهر دجلة ونهر الفرات) من أجل سقاية المزروعات من‬
‫جهة‪ ،‬وفي إدارة عنفات الطاقة الكهربائية من جهة أخرـ‪ ،‬اقمر الذي يتطلب تطوير السدود وانشاء سدود جديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬إنشاء المزيد من الصوامع لتخزين الحبوب بأشكاله كافةً (بخاصة القمح والشعير)‪ ،‬في الوقت الذي يتميز اإلقليم َّ‬
‫بأنه‬
‫إقليم زراعي‪ .‬باإلضافة إلى تحسين معامل صناعة الزيوت (بخاصة زيت الزيتون) الذي يشتهر بزراعته المنطقة الغربية من‬
‫اإلقليم‪.‬‬
‫‪ -7‬االهتمام باقماكن اقثرية في اإلقليم (وبخاصة َّ‬
‫أن اإلقليم يمثل أرض أقدم الحضارات) من خالل ترميم اقماكن اقثرية‬
‫والتنقيب عن أماكن جديدة‪ ،‬اقمر الذي سيشجع من حركة السياحة في اإلقليم وبالتالي رفد اإلقليم بموارد مالية‪ ،‬اقمر الذي‬
‫يدعم ميزانيته‪.‬‬
‫بالتالي َّ‬
‫فأن التقيد بالتوصيات السابقة سوف يؤدي إلى إكمال الدورة االقتصادية في اإلقليم الفيدرالي ال ُكردي‪ ،‬وسوف‬
‫يؤدي إلى رفد ميزانيته بشكل مالي كبير‪ ،‬وسوف يحسن من فيدراليته المالية‪.‬‬
‫وبنهاية المحاضرة تم توزيع نسخ من الكتاب الذي انجزته جمعيتنا االقتصادية جميع على الحضور‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪69‬‬
‫ُ‬
‫أركان االقتصاد يف كردستان سوريا‬
‫ُ‬
‫كرد زانا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 4‬تشرين الثاني ‪3102‬‬

‫عرف االقتصاد في ُكردستان سوريا بأنَّه مختلف أوجه اقنشطة والفعاليات االقتصادية التي تتم على أرض المنطقة‬
‫ُي َّ‬
‫من نشاط زراعي وتجاري وصناعي ‪...‬الخ‪ .‬ويوصف هذا االقتصاد َّ‬
‫بأنه اقتصاد نامي يمكن أن يصبح اقتصاد ناشئ في‬
‫المدـ المنظور إذا تم استغالل أركانه االقتصادية (الزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والتجارة) بالشكل باالقتصادي المناسب‪ ،‬بخاصة َّ‬
‫أن‬
‫ُكردستان سوريا تتمتع بثروات اقتصادية كبيرة‪.‬‬
‫فبالنسبة للركن للزراعي نجد َّ‬
‫أن المساحة القابلة للزراعة في ُكردستان سوريا تبلغ ‪ 18‬ألف كم‪ ،2‬وتنتر حوالي ‪1.45‬‬
‫مليون طن من القمح‪ ،‬أي حوالي ‪ %37‬من إجمالي إنتاج سوريا‪ .‬كما تنتر حوالي ‪ 273‬ألف طن من القطن‪ ،‬أي حوالي‬
‫‪ %39‬من إجمالي إنتاج سوريا‪ .‬ويفوق عدد أشجار الزيتون فيها ‪ 15‬مليون شجرة أي حوالي ‪ %23‬من عدد أشجار سوريا‪.‬‬
‫وبذلك يقدر اإلنتاج الزراعي ب ُكردستان سوريا ‪ %45‬من اإلنتاج اإلجمالي لسوريا‪.‬‬
‫وتستمد الزراعة قوتها من موارد مائية ضخمة هي ‪ 10‬سدود (أهمها سد الحسكة‪ ،‬وسد الجوادية‪ ،‬وسد باب الحديد‪،‬‬
‫وسد معشوق‪... ،‬الخ) سعتها حوالي ‪ 300‬مليون متر مكعب‪ .‬وانهار عديدة بينها نهر دجلة ونهر الفرات‪ ،‬إضافة إلى عش ارت‬
‫آالف الينابيع واآلبار في المنطقة‪ ،‬وبالتالي تشكل الموارد المائية نحو ‪ %55‬من حجم ثروة سوريا المائية‪.‬‬
‫وبالنسبة للركن الصناعي ف ُكردستان سوريا لديها مقومات طبيعية (موارد زراعية‪ ،‬وموارد الخامات المعدنية) ومقومات‬
‫بشرية (اقيدي العاملة‪ ،‬ورأس المال المناسب) متاحة يتم االستفادة منها في المشاريع االقتصادية‪ ،‬لكن مع ذلك فال توجد‬
‫أكثر من ‪ 60‬منشأة صناعية تتنوع بين إنتاج اقعالف‪ ،‬والكونسرة‪ ،‬وصناعة اآلالت‪ ،‬ومعاصر الزيتون‪ ،‬ومطاحن الحبوب‪.‬‬
‫هذا يعني َّ‬
‫أن ُكردستان سوريا تعاني ضعفاً في الصناعة‪ ،‬السيما الصناعات الثقيلة‪.‬‬
‫وهنا ال يغفل دور النفط في االقتصاد حيث يقدر إنتاج المنطقة من النفط بحدود ‪ 610‬ألف برميل يومياً‪ ،‬وكميات‬
‫كبيرة من الغاز الطبيعي الذي يستخدم في الكثير من المعامل وفي إدارة العنفات الكهربائية ولالستعمال المنزلي‪ .‬وبذلك‬
‫يشكل إنتاج ُكردستان سوريا من النفط أكثر من نصف إنتاج سوريا من النفط والبالغ ‪ 380‬ألف برميل نفط يومياً حسب‬
‫إحصائية عام‪.6055‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى َّ‬
‫أن الصفة العامة التي يتميز بها نفط ُكردستان سوريا هي الجودة‪ ،‬أي انخفاض نسبة الكبريت‬
‫والرصاص فيه الناجمة عن التفاعالت التي حدثت بين النفط الخام وما تحتويه الطبقات اقرضية من هذه المركبات والتي‬
‫ر سلبية على معدات التصفية وأجهزة التكرير‪.‬‬
‫تترك آثا اً‬

‫‪70‬‬
‫وبذلك َّ‬
‫أن ُكردستان سوريا يمكنها تحقيق إيرادات مالية ضخمة عبر ‪ 4‬سلع رئيسة (النفط‪ ،‬والقمح‪ ،‬والقطن‪ ،‬والزيتون)‪،‬‬
‫وباحتساب سعرها وفق أسعار السوق العالمية الحالية يظهر َّ‬
‫أن المنطقة يمكن أن تجني من النفط ‪ 9.5‬مليار دوالر سنوياً‪،‬‬
‫ومن الزيتون ‪ 750‬مليون دوالر‪ ،‬ومن القمح ‪ 372‬مليون دوالر‪ ،‬ومن القطن ‪ 230‬مليون دوالر‪ .‬أي يمكن تحقيق إيرادات‬
‫سنوية تبلغ ‪ 10.8‬مليار دوالر‪ ،‬أي أكثر من نصف ميزانية سوريا للعام الجاري ‪ 2013‬البالغة ‪ 20.3‬مليار دوالر وذلك‬
‫حسب دراسة حديثة عن ُكردستان سوريا (دراسة لقناة العربية)‪.‬‬
‫وبالنسبة لركن للتجارة والسياحة والخدمات فكردستان سوريا ال تزال غير نشطة بالشكل المناسب في هذه المجاالت‬
‫ولم ترقى بعد إلى مستوـ النشاط االقتصادي الفعَّال‪ .‬فهي حتى اآلن لم تتعامل مع آلية الصادرات والواردات بشكلها‬
‫االقتصادي‪ .‬كما َّأنها لم تستفد بشكل مناسب إلى اآلن من المعابر الحدودية لها مع ُكردستان العراق وتركيا‪ .‬بالتالي فأن‬
‫هذا القطاع يعتبر من أضعف قطاعات االقتصاد في ُكردستان سوريا‪.‬‬
‫أن اإلنتاج الزراعي في ُكردستان سوريا يستطيع أن يحقق معادلة اقمن الغذائي‪ ،‬و َّ‬
‫أن الصناعة‬ ‫في الخاتمة نقول َّ‬
‫تستطيع أن تحقق قفزة نوعية باتجاه الثورة الصناعية واالنفتاح‪ ،‬وأن حركة التجارة والخدمات في المنطقة تستطيع أن تستفيد‬
‫من موقعها الجغرافي المطل على ُكردستان العراق وتركيا من جهة والداخل السوري من جهة أخرـ‪ ،‬و َّ‬
‫أن تكامل اقركان‬
‫كردستان سوريا إلى اقتصاد ناشئ ومزدهر‪.‬‬
‫الثالثة السابقة سيدفع باالقتصاد في ُ‬

‫نشر في الجريدة المركزية لحزب يكيتي ال ُكردي في سوريا‪ ،‬العدد (‪ ،)591‬تشرين اقول ‪.6051‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪71‬‬
‫املشكالت االقتصادية يف االقتصاد السوري‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد – سوريا‬

‫‪ 2‬تشرين الثاني ‪3102‬‬

‫عقدت ندوة اقتصادية لجمعية االقتصاديين ال ُكرد‪ -‬سوريا وبالتعاون مع مركز نوروز إلحياء المجتمع المدني‬
‫والديمقراطية في مركز نوروز إلحياء المجتمع المدني والديمقراطية عامودا يوم السبت ‪ 6051-55-9‬الساعة ‪ 1‬عص اًر‬
‫للباحث جوان حمو "عضو جمعية االقتصاديين ال ُكرد‪ -‬سوريا‪":‬‬

‫‪ -‬مقدمة‪:‬‬
‫تعرف المشكلة االقتصادية َّ‬
‫بأنها عقبة أو حالة التي تصيب اقتصاد دولة ما ويترتب عليها إصابة ذلك االقتصاد‬ ‫ا‬
‫بعدم التوازن في مؤشراته االقتصادية‪.‬‬
‫وهناك الكثير من المشكالت االقتصادية التي تعاني منها االقتصاد السوري أهمها‪:‬‬
‫‪ -5‬مشكلة التضخم‬
‫‪ -6‬مشكلة انخفاض قيمة العملة السورية‪.‬‬
‫‪ -1‬مشكلة انخفاض مستوـ االحتياطيات من القطع اقجنبي والذهب‪.‬‬
‫‪ -1‬مشكلة العجز في الميزانية السورية‪.‬‬
‫‪ -1‬مشكلة العجز في الميزان التجاري السوري‪.‬‬
‫‪ -2‬مشكلة فقدان الجدارة االئتمانية لليرة السورية في الخارج‪.‬‬
‫‪ -7‬مشكلة العقوبات االقتصادية على سورية‪.‬‬
‫‪ -8‬مشكلة تراجع تحويالت السوريين من الخارج‪.‬‬
‫‪ -9‬مشكلة تراجع النشاط السياحي في سورية‪.‬‬
‫‪ -50‬مشكلة هروب أصحاب رؤوس اقموال من سورية‪.‬‬
‫إال َّ‬
‫أن أهم تلك المشكالت التي سنركز عليها في هذا البحث هو مشكلة التضخم ومشكلة سعر الصرف‪.‬‬
‫فسورية ال تزال تعاني منذ أكثر من سنتين ونصف حصا اًر اقتصادياً خانقاً سببها اقزمة الداخلية التي تمر بها‪،‬‬
‫وكان النصيب اقكبر من الضرر والمآسي على الشعب السوري‪ ،‬حيث وصل نسب التضخم في االقتصاد السوري إلى أكثر‬
‫من ‪ % 500‬بعد أن كان بحدود ‪ %15‬بنهاية عام ‪ ،2010‬ونسب البطالة بلغت أكثر من ‪ %70‬بعد أن كانت بحدود ‪%30‬‬

‫‪72‬‬
‫بنهاية العام ‪ ،2010‬وأصبح احتياطيها من العمالت اقجنبية بحدود ‪ 2‬مليار دوالر بعد أن كان ‪ 13‬مليار دوالر بنهاية العام‬
‫‪ ،2010‬وأصبح الصادرات النفطية معدومة بعدما توقفت العديد من آبار النفط عن اإلنتاج والتصدير‪.‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬مشكلة التضخم‪:‬‬


‫التضخم مشكلة َم َرضية تعاني منها معظم االقتصاديات في العالم‪ ،‬ومن المتفق عليه بين علماء المالية واالقتصاد َّأنه‬
‫التضخم عند هؤالء المف اكرين والعلماء باختالف‬
‫ا‬ ‫التضخم معنى واحد أو مفهوم محدد‪ .‬فقد اختلف تعريف‬
‫ا‬ ‫ليس هناك لكلمة‬
‫التضخم من وجهات نظر كثيرة (من الناحية الكمية‪ ،‬ومن ناحية الدخل‬
‫ا‬ ‫يعرف‬
‫المقصود منه‪ ،‬والزمن الذي حل فيه‪ .‬وبذلك ا‬
‫واإلنفاق‪ ،‬ومن الناحية السعرية‪ ،‬ومن الناحية االجتماعية‪ ...‬الخ)‪ .‬فهو يعبر عن وجود نقود كثيرة تطارد سلعاً قليلة‪ .‬أو‬
‫الدخول المتاحة ل نفاق‪ .‬أو‬
‫السلع الحاضرة وحجم ا‬
‫االرتفاع في المستوـ العام لألسعار الذي ينجم عن وجود فجوة بين حجم ا‬
‫االرتفاع المستمر في المستوـ العام لألسعار عبر حركة ديناميكية ناتجة عن زيادة اإلصدار النقدي‪ ،‬أو االنخفاض في القوة‬
‫الشرائية للعملة الوطنية‪.‬‬
‫التضخم وذلك تبعاً للقطاعات أو حسب درجة‬
‫ا‬ ‫وللتضخم أنواع عديدة فعادة ما يفرق االقتصاديون بين الكثير من أنواع‬
‫التشغيل أو حسب درجة إشراف الدولة على اقسعار ‪ .......‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬حسب القطاعات‬
‫‪ -‬حسب درجة التشغيل في االقتصاد القومي‬
‫‪ -‬حسب درجة إشراف الدولة على اقسعار‬
‫التضخمي‬
‫ا‬ ‫‪ -‬حسب حدة الضغط‬
‫‪ -‬حسب الظواهر الجغرافية والطبيعية‬
‫التضخمي‬
‫ا‬ ‫‪ -‬حسب مصدر الضغط‬
‫‪ -‬حسب معيار العالقات االقتصادية‬
‫بالنسبة إلى التضخم في سوريا فهي تعد إحدـ أبرز المشكالت التي يواجهها االقتصاد السوري‪ ،‬وتتجلى هذه الظااهرة‬
‫التضخم في سورية‪.‬‬
‫ا‬ ‫في االرتفاع المستمر في مستوـ اقسعار كونه المعيار اقساسي لوجود‬
‫التضخم تحدياً كبي اًر للسياسات االقتصادية الكلية السورية باعتباره يحمل آثا اًر اقتصادية سلبية على‬
‫ا‬ ‫فقد شكلت مشكلة‬
‫الشرائح االقتصادية‪ ،‬وبالتالي فهو يهدد أية مكاسب يمكن الحصول عليها من خالل تحقيق النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -1‬أسبدب التض ّخم في االتقتادد السوري‪:‬‬
‫للتضخم أسباب كثيرة منها ما هو نقدي كزيادة اإلصدار النقدي‪ ،‬وسرعة التداول النقدي‪ ،‬وتوسع المصارف في اإلقراض‪،‬‬
‫ومنه ما هو هيكلي ‪ Structural‬كعدم التوازن بين العرض والطلب‪ ،‬ومنه ما هو مرتبط بالتكاليف ‪.Costs‬‬
‫التضخم في االقتصاد السوري كثيرة ويمكن إرجاعها إلى اقسباب اقساسية التالية‪:‬‬
‫ا‬ ‫َّ‬
‫إن أسباب‬
‫‪ -1‬فائض عرض النقود‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫حيث يالحظ زيادة عرض النقود أو السيولة المحلية ‪ M2‬في االقتصاد السوري خالل السنوات المتعاقبة من أجل تمويل‬
‫عجز الموازنة حيث تعاني الموازنة السورية العجز ‪ Defect‬منذ فترة طويلة من الزمن ويعود السبب في زيادة العجز إلى‬
‫العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التوسع في الخدمات االجتماعية شبه المجانية والتي تتركز في قطاع الصحة والتعليم والرياضة والثقافة والخدمات اإلدارية‬
‫والقضاء وحماية البيئة وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع في تشغيل اقيدي العاملة حيث اعتبرت سورية مؤشر التشغيل عامالً أساسياً للقيام بالمشروعات العامة أو الخدمات‬
‫االجتماعية‪ ،‬اقمر الذي أدـ إلى زيادة العاملين في الدولة إلى مضاعفة الحجم الحقيقي لألعمال بحوالي أربعة أضعاف‪.‬‬
‫‪ -‬التطور في خدمات اقمن والدفاع‪.‬‬
‫مما يشكل ذلك عنصر ضغط على‬
‫‪ -‬اإلعانات الزراعية‪ :‬حيث تقوم الحكومة بتقديم إعانات للمزارعين بهدف زيادة اإلنتاج َّ‬
‫الموازنة وتسهم في زيادة العجز السنوي في الموازنة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬ثدنيد‪ :‬مشكلة انخفدض تقيمة الليرة السورية‪:‬‬


‫‪ -1‬تعريف الليرة السورية‪:‬‬
‫تعرف الليرة السورية َّ‬
‫بأنه النقد الذي يتم تداوله داخل سورية بهدف بيع وشراء السلع والخدمات‪ ،‬وخارج سورية في مجال‬
‫التجارة الخارجية (الصادرات والواردات) وفي العمليات المصرفية‪.‬‬
‫‪ -2‬أسبدب انخفدض تقيمة الليرة السورية‪:‬‬
‫تتمثل أهم أسباب انخفاض الليرة السورية في الوقت الراهن بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع أسعار الوقود وبخاصة المازوت والبنزين فهنالك في سورية أكثر من ‪ 200‬سلعة غذائية ترتفع وتنخفض قيمتها مع‬
‫ارتفاع وانخفاض أسعار المحروقات فارتفاع أسعار الوقود في سورية نتيجة الصراع الدائر فيها أدـ إلى توقف العديد من‬
‫حقول النفط عن اإلنتاج وبالتالي أدـ إلى انخفاض إنتاجها وانعكس ذلك على ارتفاع أسعار مشتقاته (المازوت والبنزين)‪،‬‬
‫وارتفاع أسعار مشتقات النف ط أدـ بدوره إلى ارتفاع تكلفة السلع والخدمات في سورية وكانت النتيجة انخفاض قيمة الليرة‬
‫السورية‪.‬‬
‫‪ -‬العقوبات والحصار االقتصادي على سورية‪:‬‬
‫فالحصار االقتصادي على سورية أدـ إلى اعتماد المواطنين على السلع المحلية بدالً من السلع اقجنبية وبمرود الزمن‬
‫أصبح الطلب على السلع المحلية أكبر والعرض له اقل مما أدـ إلى ارتفاع أسعار السلع المحلية وبالتالي انخفضت قيمة‬
‫الليرة السورية‪.‬‬
‫‪ -‬تهريب مليارات الدوالرات منذ بداية اقزمة إلى خارج سورية‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل المستوردات اقساسية بالعملة الصعبة وبأسعار خيالية فالمستوردون أصبحوا يشترون بالسعر الرسمي ولكن أصبحوا‬
‫يبيعون بسعر السوق السوداء‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫التضخم المستورد في سورية‪:‬‬
‫ا‬ ‫‪-‬‬

‫يعرف على َّأنه الزيادة المتسارعة والمستمرة في أسعار ا‬


‫السلع والخدمات النهائية المستوردة من الخارج‪ .‬وهذا يعني‬ ‫الذي ا‬
‫السلع والخدمات التي تأتيها بدورها مرتفعة اقسعار‪ ،‬وتضطر إلى بيعها في سوقها المحلية‬ ‫َّ‬
‫أن سورية تستورد مجموعة من ا‬
‫فالدول الصغيرة المنفتحة على العالم (كسورية) ال يمكن أن يكون لها أي دور ملموس في تحديد أسعار‬
‫بتلك بأسعار أعلى‪ .‬ا‬
‫السلع التي تستوردها‪ ،‬فهي مستهلك صغير‪ ،‬وال تستطيع أن تؤثر في حجم السوق العالمي وأسعاره‪ .‬ومن هنا تستورد سورية‬
‫ا‬
‫التضخم كما هو من العالم الخارجي‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ -2‬مشكلة عجز المي از التجدري السوري‪:‬‬
‫تعتبر الواردات واحدة من أهم القنوات الخارجية المؤثرة في المستوـ العام لألسعار في جميع الدول النامية والناشئة‪.‬‬

‫السلع فحسب واَّنما يعني استيراد الزيادة في أسعار تلك ا‬


‫السلع أيضاً‪ .‬ويتوقف‬ ‫وذلك َّ‬
‫قن االستيراد ال يعني استيراد كمية من ا‬
‫مدـ تأثر الواردات في مستوـ اقسعار المحلية على عاملين‪ :‬اقول هيكل الواردات (سلع رأسمالية‪ ،‬ومواد أولية‪ ،‬وسلع‬
‫السلع الرأسمالية والمواد اقولية المستوردة ف َّنها‬
‫استهالكية)‪ .‬والثاني التقلبات المتعلقة بسعر الصرف‪ .‬فعندما ترتفع أسعار ا‬
‫السلع االستهالكية‬
‫يؤدي إلى ارتفاع اقسعار المحلية‪ .‬أما ارتفاع أسعار ا‬
‫مما ا‬
‫تؤثر في مستوـ تكاليف اإلنتاج القومي َّ‬

‫المستوردة ف َّنه يؤثر بشكل مباشر في مستوـ اقسعار التي تباع بها تلك ا‬
‫السلع في اقسواق المحلية‪ .‬وبالنسبة قسعار‬
‫يؤدي إلى ارتفاع‬ ‫التضخم‪ .‬إذ َّ‬
‫أن التدني الحاصل في القوة الشرائية للعملة المحلية ا‬ ‫ا‬ ‫الصرف ف َّن لتقلباتها دو اًر كبي اًر في إحداث‬
‫السلع المستوردة‪ ،‬ومن ثم ارتفاع المستوـ العام لألسعار‪.‬‬
‫مما يرفع تكلفة جميع ا‬
‫أسعار الصرف اقجنبي َّ‬
‫وتجدر اإلشارة إلى َّ‬
‫أن التضخم في سورية كان وما يزال موجوداً قسباب موضوعية أخرـ ال تتصل بالجانب النقدي إلى‬
‫حد ما‪ ،‬بالرغم من َّأنها تكتسب الطابع النقدي في المحصلة‪ .‬من هذه اقسباب عوامل ترتبط بالظروف المناخية واإلنتاج‬
‫الزراعي ووجود حلقات وسيطة بين المنتجين والمستهلكين‪ ،‬باإلضافة إلى التهريب والهدر والتخلف والفساد اإلداري الذي يزيد‬
‫من كلف اقعمال والمشاريع وعدم وجود بنى اقتصادية متطورة‪.‬‬
‫التضخم في سورية قد برزت نتيجة العديد من اقسباب منها أسباب نقدية كعجز الموازنة وسرعة‬
‫ا‬ ‫وبذلك يالحظ َّ‬
‫إن ظاهرة‬
‫التداول النقدي‪ ،‬ومنها اقتصادية كتعدد أسعار الصرف ومنها ما هي مرتبطة بالظروف المناخية اإلنتاج الزراعي ومنها حتى‬
‫اجتماعية كالعادات االستهالكية‪.‬‬
‫التضخم المستورد‪:‬‬
‫ا‬ ‫‪-3‬‬
‫التضخم في سورية وذلك بحكم ارتباطها مع العالم الخارجي من خالل تجارتها‬
‫ا‬ ‫التضخم المستورد مصد اًر من مصادر‬
‫ا‬ ‫يعد‬
‫السلع الغذائية‪ ،‬والرأسمالية والوسيطة لسد‬
‫التضخم المستورد في سورية إلى استيراد ا‬
‫ا‬ ‫الخارجية‪ .‬ويمكن إرجاع أهم أسباب‬
‫التضخم‬
‫ا‬ ‫احتياجاتها المتزايدة‪ ،‬ومن أجل تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فأ َّن أحد أهم أسباب‬
‫المستورد إلى سورية هو ارتفاع أسعار الواردات النفطية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬ثدلثد‪ :‬مشكلة تراجع رايد االحتيدطيدت م القطع األجنبي والذ ب‪:‬‬
‫تستخدم االحتياطيات الدولية وهي الموجودات اقجنبية المتاحة من الذهب والنقد اقجنبي واحتياطي البلد في صندوق‬
‫النقد الدولي وحيازات حقوق السحب الخاصة لتزويد االقتصاد الوطني قي دولة بتأمين داخلي ضد اقزمات الخارجية‬
‫ومعالجة االختالالت في سوق النقد اقجنبي ‪.‬‬
‫تتكون االحتياطيات الدولية في االقتصاد السوري من العمالت والودائع والذهب النقدي وحقوق السحب الخاصة‬
‫واالحتياطي في صندوق النقد الدولي ويحتفظ مصرف سورية المركزي بعمالت من الدوالر بنسبة ‪ %44‬واليورو بنسبة ‪%34‬‬
‫والجنيه اإلسترليني بنسبة ‪ %11‬والين الياباني وباقي العمالت بنسبة ‪.%11‬‬
‫فاالحتياطيات النقدية اقجنبية تلعب دو اًر مهماً على الصعيد االقتصادي والمالي والنقدي في مثل الحاالت التي نمر بها‪،‬‬
‫فهي إلى جانب مساعدتها في تأمين النقد اقجنبي الالزم لمواجهة احتياجات عمليات االستيراد والوفاء بااللتزامات الخارجية‬
‫وخاصة خدمة الدين العام‪ ،‬ف نها تقوم بدعم الثقة في سياسات إدارة النقد وسعر الصرف بما يعزز القدرة على التدخل في‬
‫سوق الصرف دعماً للعملة المحلية كما َّأنها تزيد من القدرة على امتصاص الصدمات الخارجية وتخفف من وطأة تأثير‬
‫نزوح أو تهريب العملة المحلية وتراجع االستثمار اقجنبي‪ ،‬ومن هنا تنطلق أهمية اإلدارة السليمة والحكيمة لالحتياطيات‬
‫باعتبارها أحد مؤشرات قوة اقتصاد الدولة‪ ،‬وبالتالي مواجهة المخاطر وضبط العديد من عوامل قوة االقتصاد‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن السلطة النقدية في سورية فرطت في القطع اقجنبي لصالح الدولة نتيجة الصراع الدائر فيها‪،‬‬
‫اقمر الذي أدـ إلى تدهور في احتياطاتها من القطع اقجنبي والذهب فحسب العديد من الدراسات فأن احتياطها من القطع‬
‫اقجنبي قد انخفض من ‪ 13‬مليار دوالر منذ بداية عام ‪ 2011‬إلى اقل من ‪ 2‬مليارات دوالر إلى اآلن‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن إحدـ تقارير بنك التمويل العالمي لعام ‪ 2012‬أشارت إلى َّ‬
‫أن مخزون سورية من الذهب جاء في‬
‫المرتبة ‪ 53‬عالمياً حسب الجدول التالي‪:‬‬

‫كمية الذ ب‪ /‬بدلط‬ ‫المرتبة‬ ‫الدولة‬


‫‪322.9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫السعودية‬
‫‪286‬‬ ‫‪18‬‬ ‫لبند‬
‫‪173.6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الج از ر‬
‫‪143.8‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ليبيد‬
‫‪79‬‬ ‫‪35‬‬ ‫الكويت‬
‫‪75.6‬‬ ‫‪36‬‬ ‫مار‬
‫‪25.8‬‬ ‫‪53‬‬ ‫سورية‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬رابعد‪ :‬مشكلة العجز في الميزانية السورية‪:‬‬
‫تعتمد الميزانية السورية في الدخل على ‪ 60%‬ضرائب داخلية من الشعب‪ %15 ،‬السياحة‪ %10 ،‬النفط‪ %5 ،‬متفرقات‪.‬‬
‫وتصرف هذا الدخل في دعم الكهرباء والمازوت ‪ ،%40‬دعم المستوردات اقساسية ‪ ،20%‬الرواتب وباقي الخدمات ‪.%40‬‬
‫الشعب توقف عن دفع الضرائب بسبب اقزمة وبسبب حمالت شعبية‪ ،‬السياحة معدومة حيث وصلت نسبة إشغال الفنادق‬
‫إلى صفر‪ ،‬وتصدير النفط معدوم تقريباً‪ .‬الحكومة بالمقابل قلصت استهالك الكهرباء والمازوت ورفعت يدها عن دعم‬
‫المستوردات اقساسية‪ ،‬وبالتالي فالميزانية السورية تعاني من عجز اقمر الذي انعكس سلباً على قيمة الليرة السورية‪.‬‬
‫‪ -‬خدمسد‪ :‬مشكلة العجز في المي از التجدري السوري‪:‬‬
‫من المعروف َّأنه عندما يشهد الميزان التجاري وف اًر هذه يعني تجاوز قيمة الصادرات للواردات وبالتالي تركم للقطع‬
‫اقجنبي في الداخل‪ .‬والعكس صحيح‪ ،‬فعندما يشهد الميزان التجاري عج اًز هذا يعني تجاوز قيمة الواردات للصادرات وبالتالي‬
‫خروج القطع اقجنبي للخارج‪.‬‬
‫وفي الحالة السورية نرـ أن الميزان التجاري السوري يشهد عج اًز منذ عام ‪ 2005‬وحتى اآلن وأحدث إحصائية لدينا هي‬
‫ما تحدث عنه المكتب المركزي ل حصاء عن أن العجز في ميزان التجاري السوري عام ‪ 2009‬يزيد عن ‪ 225‬مليار ليرة‬
‫سورية بينما ال يوجد إحصاءات رسمية عن العجز في أعوام ‪ 2010‬و‪ 1122‬والسبب اقساسي لهذا العجز يعود إلى أهم‬
‫سبب وهو توقف الصادرات النفطية السورية الذي كان حصيلته يؤمن النسبة اقكبر من القطع اقجنبي‪( .‬حيث كان الميزان‬
‫التجاري السوري رابح مع النفط وخاسر بدونه)‪.‬‬
‫كما انعكس تراجع اإلنتاج وتراجع الطلب وتراجع االستثمار على تراجع المستوردات‪ ،‬عدا مستوردات السالح والمشتقات‬
‫النفطية من روسيا وايران‪.‬‬
‫فتراجع إنفاقها على مستوردات مستلزمات إنتاج قطاعها العام ومستوردات مستلزمات قطاعها الخدمي مثل قطاع توليد‬
‫الكهرباء وانتاج الماء وقطاع التعليم والصحة ومستلزمات قطاع الري ومستلزمات قطاعها اإلداري (مثل السيارات والتجهيزات‬
‫ومستلزمات المباني‪ ،‬قطع الغيار‪ ،‬ومستلزمات التشغيل ‪..‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -‬سددسد‪ :‬مشكلة فقدا الجدارة اال تمدنية لليرة السورية في الخدرو‪:‬‬
‫الليرة السورية عملة غير منتشرة‪ ،‬فليس لها تواجد قوي وهي ليست عملة دولية‪ ،‬بمعنى أن هذه العملة غير متوفرة في‬
‫وبناء‬
‫ً‬ ‫كثير من دول العالم‪ ،‬وال تتوفر أيضاً في كثير من الدول العربية‪ ،‬وبالكاد تتوفر في بعض دول الخلير ولبنان واقردن‪.‬‬
‫على ذلك فالعالم ال يتضرر إذا انهارت الليرة‪ ،‬فالدوالر مثالً يحمي نفسه باالنتشار العالمي‪ ،‬ف ذا انخفضت قيمته تدخلت كل‬
‫الدول لحمايته َّ‬
‫قن عندها احتياطي منه‪ ،‬أما الليرة فغير موجودة ولن يتضرر أحد بانهيارها‪.‬‬
‫‪ -‬سدبعد‪ :‬مشكلة العقوبدت االتقتاددية على سورية‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن العقوبات االقتصادية على سورية من اقسباب الرئيسية لتراجع سعر صرف الليرة السورية نتيجة ق اررات المقاطعة‬
‫والعقوبات (اقوروبية واقميركية والعربية) والعقوبات المصرفية التي ساهمت جميعها في تراجع حصيلة القطع اقجنبي من‬

‫‪77‬‬
‫تصدير السلع الرئيسية سواء النفط والمواد الخام اقخرـ أو صادرات القطاع الخاص الصناعية‪ ،‬وفي ارتفاع كلف عمليات‬
‫االستيراد‪.‬‬
‫‪ -‬ثدمند‪ :‬مشكلة تراجع تحويالت السوريي م الخدرو‪:‬‬
‫يساهم تحويالت العاملين في الخارج إلى رفع قيمة العملة المحلية من خالل ضخه للعمالت اقجنبية إلى الداخل لكن‬
‫تراجع تحويالت السوريين العاملين في الخارج ليصبح شبه معدوماً والتي كانت تقدر ‪ 3‬مليار دوالر سنوياً‪.‬‬
‫‪ -‬تدسعد‪ :‬مشكلة تراجع النشدط السيدحي في سورية‪:‬‬
‫يساهم قطاع السياحة كما نعلم في رفد ميزانية الدولة بالقطع اقجنبي وبالتالي يساهم في رفع قيمة العملة المحلية لكن‬
‫تراجع السياحة في سورية نتيجة الصراع الدائر أدـ إلى تراجع حركة السياحة والذي كان يدر دخالً‪ ،‬يقدر بنحو ‪ 3.7‬مليار‬
‫دوالر أميركي عام ‪( .2010‬بحسب نشرة المصرف المركزي ‪ -‬ميزان المدفوعات)هذا القطاع الذي يش اكل نحو ‪ 12‬في المائة‬
‫من حجم الدخل القومي السوري‪.‬‬
‫‪ -‬عدش ار‪ :‬مشكلة روب أاحدب رؤوس األموال م سورية‪:‬‬
‫غادر سورية الكثير من كبار رجال المال واقعمال‪ ،‬وقام عدد منهم بتفكيك مصانعهم ونقلها إلى دول عربية‪.‬‬
‫كما وصل الكثير من رؤوس اقموال إلى اإلمارات‪ ،‬فضال عن تلك التي هاجرت إلى تركيا ومصر واقردن‪ ،‬ذلك بعد‬
‫تزايد طلب تلك الفئات على الدوالر من أجل تحويل مدخراتها إلى الخارج (دبي – بيروت – تركيا – أوروبا)‪ ،‬خوفاً من‬
‫تدهور سعر صرف العملة السورية‪ ،‬وقدر تقرير معهد التمويل الدولي الصادر في آب ‪ ،2012‬اقموال التي غادرات سورية‬
‫بنحو ‪ 10.5‬مليار دوالر منذ آذار ‪ 2012‬وهناك تقديرات غير رسمية ظهرت عبر وسائل اإلعالم‪ ،‬قدرت حجم هذه اقموال‬
‫بالحد اقدنى بنحو ‪ 15‬مليار دوالر أميركي‪.‬‬
‫إذ يقدر االدخار في االقتصاد السوري في السنوات اقخيرة بنحو ‪ %25‬من حجم الناتر المحلي اإلجمالي الذي يقدر بت‪:‬‬
‫‪ 60‬مليار دوالر عام ‪ ،2010‬أي نحو ‪ 15‬مليار دوالر‪ .‬ونقدر أن أكثر من نصف هذا المبلغ يغادر سورية بسبب توقف‬
‫االستثمار‪ .‬وجزء من رؤوس اقموال التشغيلية التي تفيض عن حاجة الشركات الخاصة بسبب انكماش أعمال معظمها‪.‬‬
‫وبذلك تراجع تحويالت المستثمرين سواء كانوا مستثمرين سوريين أو أجانب‪ .‬وقد كانت تقدر بنحو ‪ 1.85‬مليار دوالر‬
‫عام ‪ ،2010‬بحسب تقرير االستثمار العالمي لمنظمة اقونكتاد‪ .‬بينما لم يدخل إلى سورية عام ‪ 2012‬أي استثمار أجنبي‪.‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬تعريف سعر الارف‪:‬‬
‫يعرف سعر الصرف على َّأنه عدد وحدات العملة المحلية التي تدفع لقاء الحصول على وحدة واحدة من العملة‬
‫اقجنبية‪ .‬مثال عن ذلك‪َّ :‬‬
‫إن سعر صرف الدوالر اقمريكي )‪ (US.D‬تجاه الليرة السورية )‪ (S.P‬هو‪1 (US.D) = 72 :‬‬
‫)‪ (S.P‬يعني َّ‬
‫أن امتالكك الثنين وسبعون ليرة سورية سيؤدي لحصولك على دوالر أمريكي واحد أو العكس‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬ثدنيد‪ :‬أنوا؟ سعر الارف‪:‬‬
‫‪ -1‬سعر الارف االسمي‪:‬‬
‫وهو من ابسط أشكال سعر الصرف‪ ،‬حيث يمكن أن نعرفه َّ‬
‫بأنه سعر وحدة واحدة من العملة اقجنبية بصيغة العملة‬
‫الدولة‪ ،‬وعادة ما يشاهد‬ ‫المحلية‪ .‬وقد يكون سعر الصرف االسمي رسمياً أي أنَّه يتم تحديده من قبل ا‬
‫السلطات النقدية في ا‬
‫الدول التي تتبع نظام سعر صرف ثابت‪.‬‬
‫هذا النوع من السعر في ا‬
‫‪ -2‬سعر الارف الحقيقي‪:‬‬
‫وهو عبارة عن سعر الصرف االسمي مضروباً بمستوـ اقسعار اقجنبية‪ /‬مستوـ اقسعار المحلية‪ .‬ويستخدم‬
‫كمؤشر لتنافسية الدولة‪.‬‬
‫الفعدل‪:‬‬
‫‪ -3‬سعر الارف الحقيقي َّ‬
‫وهو سعر صرف العملة المحلية مقابل سلة عمالت للدول المختلفة بعد اقخذ في االعتبار اقهمية النسبية لكل‬
‫دولة شريكة لها في التجارة عن طريق إعطاء وزن لسعر صرف العملة المحلية مع كل دولة‪ .‬أي َّأنه يأخذ بعين االعتبار‬

‫ويعرف أيضاً على َّأنه متوسط أسعار الصرف الحقيقية الثنائية بين البلد وكل من شركائه التجاريين مرجحاً‬
‫المعايير المثقلة‪ .‬ا‬
‫بحصص التجارة الخاصة بكل شريك‪.‬‬
‫‪ -4‬سعر الارف الحقيقي التوازني‪:‬‬
‫يقصد بسعر الصرف المتوازن أو التوازني بشكل عام َّ‬
‫بأنه ذلك السعر الذي تحدده قوـ العرض والطلب عندما يحدث‬
‫ويعرف‬
‫التساوي التام بين الكمية المطلوبة والكمية المعروضة من العملة‪ ،‬بغض النظر عن العوامل اقخرـ المحددة لها‪ .‬ا‬
‫السلع بالسوق بافتراض شفافية السوق وأن المتعاملين غير قادرين على‬ ‫أيضاً َّ‬
‫بأنه السعر الذي يتم على أساسه تبادل كل ا‬
‫التمييز السعري‪.‬‬
‫‪ -‬ثدلثد‪ :‬أنطمة سعر الارف‪:‬‬
‫‪ -1‬نطدم ثبدت سعر الارف‪:‬‬
‫بأن أسعار صرف عمالتها ال تتغير‪ ،‬و َّ‬
‫أن بنوكها‬ ‫الدول َّ‬ ‫يعرف نظام ثبات سعر الصرف َّ‬
‫بأنه النظام الذي يقرر فيه ا‬
‫المركزية تدعم النسب المعلنة من خالل التدخل في أسواق الصرف اقجنبية‪.‬‬
‫‪ -2‬نطدم حرية الارف‪:‬‬
‫وفيه يكون سعر الصرف رهناً بقوـ العرض والطلب عليه (وهو ما يعرف حالياً بتعويم العمالت)‪ .‬فالقصد منه هو‬
‫ترك العملة المحلية في سوق الصرف لقوـ العرض والطلب دون تدخل مباشر أو غير مباشر من قبل الدولة لدعم قيمة‬
‫العملة الوطنية أو تخفيضها‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -3‬نطدم الرتقدبة على سعر الارف‪:‬‬
‫الدولة الكامل على عرض الصرف اقجنبي وطلبه‪ ،‬واحتكار التحكم‬
‫يقصد بنظام الرقابة على سعر الصرف‪ ،‬إشراف ا‬
‫اء‪.‬‬
‫به بيعاً وشر ً‬
‫‪ -‬رابعد‪ :‬سيدسة أسعدر الارف في سورية‪:‬‬
‫تراوح مفهوم سعر الصرف في سورية بين كل من الثبات والرقابة خالل مسيرة تطورها التي يمكن أن نقول َّأنها مرت‬
‫بمراحل عديدة منذ حصولها على االستقالل عام ‪ 1947‬إلى وقتنا الحاضر شهدت خاللها انواع عديدة من اسعار الصرف‬
‫منها (السعر الرسمي للدوالر‪ ،‬والدوالر الجمركي‪ ،‬وسعر صرف الطيران‪ ،‬ودوالر التصدير‪ ،‬وسعر القطاع العام‪ ،‬وسعر‬
‫السوق المجاورة‪ ،‬وسعر دوالر النفط‪ ،‬والسعر السياحي‪ ،‬والسعر التشجيعي)‪ .‬وفي ظل الخطة الخمسية التاسعة ‪(2005 -‬‬
‫تم اختصار أسعار الصرف في سعرين هما سعر صرف عمليات الدولة والقطاع العام‪،‬‬
‫)‪ 2000‬تم اختصارها في سعرين َّ‬
‫وسعر الصرف الحر للعمالت اقجنبية‪ ،‬ويحدده المصرف المركزي استناداً إلى القيمة الحقيقية لليرة السورية‪ .‬وفي ظل الخطة‬
‫تم توحيد السعرين السابقين ليصبح سعر الصرف للعمالت‬
‫الخمسية العاشرة )‪ (2010 -2005‬وبالتحديد في ‪َّ 2007/1/1‬‬
‫اقجنبية‪ ،‬والى جانب هذا السعر يوجد سعر صرف السوق غير النظامية (السوق السوداء)‪.‬‬
‫‪ -1‬تأثير سعر الارف االسمي للدوالر األمريكي على اإلنفدق االستثمدري الخدف‪:‬‬
‫السلع اإلنتاجية‪ ،‬مثل اآلالت والمعدات واقبنية‪....‬‬
‫االنفاق االستثماري الخاص هو عبارة عن المبالغ التي تنفق على ا‬
‫الخ‪ .‬بالتالي زيادة سعر الصرف االسمي للدوالر اقمريكي اآلثار خلف اثار سلبية على تكلفة االستثمار حيث ارتفعت تكلفة‬
‫مستلزمات اإلنتاج من تكلفة اآلالت والمعدات والتجهيزات واقراضي والمباني وتكلفة الحصول على تراخيص اإلنشاء وأجور‬
‫العمال والموظفين وتكلفة المواد الداخلة في اإلنتاج ‪...‬الخ‪ .‬كل هذه اقمور أدت إلى زيادة اإلنفاق على االستثمار الخاص‬
‫من خالل تأثرها بسعر الصرف المرتفع‪.‬‬
‫‪ -2‬تأثير سعر الارف االسمي للدوالر األمريكي على اإلنفدق االستثمدري العدم‪:‬‬
‫ترتب على زيادة سعر الصرف زيادة في تكلفة مشاريع البنى التحتية والخدمية التي تقوم بها الحكومة من طرقات‬
‫ومحطات كهرباء ومياه للشرب وم اركز االتصاالت وسدود واستصالح اقراضي واقامة المشروعات اإلنتاجية وما يترتب على‬
‫السلع تستورد من الخارج وفق‬ ‫ذلك من قيمة اآلالت والمعدات والمباني واقراضي ومستلزمات اإلنتاج وبخاصة َّ‬
‫أن مثل هذه ا‬
‫نظام سعر الصرف المتعامل به‪،‬‬
‫‪ -3‬تأثير سعر الارف االسمي للدوالر األمريكي على الاددرات السورية‪:‬‬
‫وتتمثل أهم الصادرات السورية في (النفط الخام بشكل أساسي‪ ،‬والقطن الخام‪ ،‬والقمح‪ ،‬والعدس‪ ،‬والثمار والخضار‬
‫ومحضراتها‪ ،‬والحيوانات الحية واللحوم‪ ،‬والتبغ‪ ،‬والجلود‪ ،‬والغزول واقنسجة‪ ،‬والفوسفات‪ ،‬والنفط الخام)‪ .‬ومن هذا يالحظ َّ‬
‫أن‬
‫الصادرات السورية في معظمها مواد خامة‪َّ .‬‬
‫أن سعر الصرف يمارس تأثير كبير جداً وبخاصة على الصادرات النفطية الذي‬
‫أن سعر الصرف المرتفع أدـ إلى زيادة حصيلة الصادرات‪ .‬كما َّ‬
‫أن تحسن‬ ‫يشكل الجزء اقكبر من الصادرات السورية كما َّ‬

‫‪80‬‬
‫اقداء االقتصادي واإلنتاجية‪ ،‬والتوسع في التجارة‪ ،‬وزيادة الكتلة النقدية‪ ،‬والتدابير واإلجراءات الحكومية في سورية ساعد‬
‫مما سمح لهم ببيع‬
‫المصدرين في سورية من خالل االحتفاظ بحصيلة صادراتهم من العمالت اقجنبية لتمويل وارداتهم‪َّ ،‬‬
‫حصيلة صادراتهم لمستوردين آخرين بسعر صرف حر‪ ،‬وبالتالي ساهم سعر الصرف هذا في زيادة الصادرات‪ .‬أي َّ‬
‫أن لسعر‬
‫الصرف االسمي للدوالر اقمريكي تأثي اًر في زيادة الصادرات‪ ،‬وفي تخفيف عجز ميزان المدفوعات فكلما زاد سعر صرف‬
‫الدوالر اقمريكي (انخفضت قيمة الليرة السورية) ازدادت الصادرات‪.‬‬
‫‪ -4‬تأثير سعر الارف االسمي للدوالر األمريكي على الواردات السورية‪:‬‬
‫تتمثل أهم الواردات أو االستيرادات السورية في (الثمار والخضروات‪ ،‬والحيوانات الحية‪ ،‬واللحوم ومحضراتها‪،‬‬
‫والسكر‪ ،‬والمحروقات‪ ،‬والمواد الكيماوية ومنتجاتها‪ ،‬والمطاط‪ ،‬واقخشاب ومصنوعاتها‪ ،‬والمواد النسيجية ومصنوعاتها‪ ،‬والمواد‬
‫المعدنية والحاجات المصنوعة منها‪ ،‬واآلالت واقجهزة‪ ،‬ووسائل النقل)‪ .‬ومن هنا يالحظ َّ‬
‫أن الواردات السورية في المقام‬
‫السلع الرأسمالية من اآلالت ووسائل النقل واقدوات الكهربائية باإلضافة إلى بعض المشتقات النفطية والورق‬
‫اقول هي ا‬
‫وغيرها‪ .‬حيث يالحظ َّ‬
‫أن معظم تلك االستيرادات من الحاجات التي ال يمكن االستغناء عنها في االقتصاد السوري‪ .‬في‬
‫السلع اقجنبية مقومة‬
‫يؤدي إلى أن تكون أسعار ا‬
‫أن تخفيض القيمة الخارجية لعملة دولة معينة ا‬
‫اقدبيات االقتصادية يالحظ ا‬
‫يؤدي إلى الحد من الواردات‪ ،‬والى زيادة الصادرات‪ ،‬لكن في حالتنا هذه يالحظ َّ‬
‫أن هناك‬ ‫مما ا‬
‫بعملة تلك الدولة مرتفعة َّ‬
‫تخفيض رسمي لقيمة الليرة السورية في ظل عدم مرونة الصادرات السورية اقمر الذي يجعلنا نستمر في االستيراد بشكل‬
‫مما يجعل من انعكاسات سعر الصرف اقجنبي أكبر‬ ‫أكبر َّ‬
‫قن معظم المستوردات السورية ضرورية لالقتصاد السوري‪َّ ،‬‬
‫على قيمة الليرة السورية وبخاصة في حالة تدهور قيمة العملة المحلية‪.‬‬
‫‪ -5‬تأثير سعر الارف االسمي للدوالر األمريكي على التضخم‪:‬‬
‫التضخم المحلية في سورية فكلما ارتفع سعر الصرف االسمي‬
‫ا‬ ‫توجد عالقة طردية بين سعر الصرف ومعدالت‬
‫التضخم المحلية‪.‬‬
‫ا‬ ‫معدالت‬
‫للدوالر اقمريكي تجاه الليرة السورية (أي انخفض سعر صرف الليرة السورية) كلما ازدادت ا‬
‫فانخفاض سعر صرف الليرة السورية أثار مباشرة على معدالت التضخم في سورية َّ‬
‫قن النمط االستهالكي المستورد أصبح‬
‫أكثر كلفة وكذلك الصادرات المتاحة أصبحت أكثر إيراداً‪.‬‬

‫‪ -‬الخدتمة‪:‬‬
‫المشكالت االقتصادية في سورية مترادفة سياسية واقتصادية ومالية‪ ،‬ومن المتوقع أن تستمر وتتفاقم المشكالت االقتصادية‬
‫في سورية وأن تظهر مشكالت جديدة‪ ،‬فقد تحافظ الليرة السورية على مستو متدني‪ ،‬وقد تحافظ التضخم على مستويات‬
‫قياسية طالما هناك شلل في اإلنتاج‪ ،‬وتزايد في كمية النقود‪ ،‬وتزايد في سرعة دوران النقود بسبب فقدان الليرة السورية للعديد‬
‫من وظائفها‪.‬‬
‫‪ -‬الماددر والمراجع‪:‬‬
‫‪ -‬عندية غازي حسين‪ ،‬التض ّخم المدلي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ /‬مصر‪.2000 ،‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬سليمد مجدي عبد الفتاح‪ ،‬عالو التض ّخم والركود االتقتاددي في اإلسالم‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪/‬‬
‫مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬الحدمض خالد وحس صبري‪ ،‬التض ّخم (أسبدبه وةثدر في سورية)‪ ،‬مجلة بحوث جامعة حلب‪ ،‬العدد ‪ ،43‬حلب‪ /‬سورية‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -‬محبك محمد ظافر والندشد محمد‪ ،‬التض ّخم في االتقتادد السوري (أسبدبه‪ ،‬ونتد جه)‪ ،‬مجلة بحوث جامعة حلب‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،11‬منشورات جامعة حلب‪.1988 ،‬‬
‫‪ -‬نجمة إلياس‪ ،‬المسألة االتقتاددية في القطر العربي السوري‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية السورية‪،‬‬
‫‪.2005/3/1‬‬
‫‪ -‬طدالس مسلم عبد‪ ،‬دور المارف المركزي في األداد االتقتاددي في مرحلة التحول إلى اتقتادد السوق في سورية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة حلب‪ ،‬سورية‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬ي ة تخطيط الدولة في سورية‪ ،‬الخطة الخمسية العدشرة ‪.2010 -2006‬‬
‫‪- ROBERT F Meigs، Accounting: The Basis for Business Decisions، Mac Graw -Hill‬‬
‫‪Publishing Company، New York، United States of America،1990.‬‬
‫‪- BEETSMA Roel M. W. J، Reconciling Stability and Growth، Smart pact and Structural‬‬
‫‪Reforms، IMF، Washington، United States of America، 2004.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪82‬‬
‫تقرير عن‪:‬‬

‫األسباب الرئيسية الزمة رغيف اخلبز يف حمافظة احلسكة‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد – سوريا‬

‫‪ 01‬كانون األول ‪3102‬‬

‫كثر الحديث عن أزمة رغيف الخبز في محافظة الحسكة‪ ،‬وتضاربت اقنباء عن اقسباب الرئيسية لها‪ ،‬إال أنَّنا نستطيع‬
‫أن نوضح هذه اقزمة في تقريرنا التالي‪:‬‬
‫تعتبر محافظة الحسكة من أكبر المحافظات استهالكاً لمادة الطحين وذلك حتى قبل اقزمة السورية بكثير‪ .‬وتوجد في‬
‫المحافظة إدارة فرع واحد وثالثة مطاحن تابعة لها (مطحنة الجزيرة‪ ،‬ومطحنة القامشلي‪ ،‬ومطحنة الحسكة)‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫مطحنة شبه حكومية (مطحنة الخابور)‪ .‬وكذلك مطاحن خاصة متفاوتة في الحجم (مطحنة درباس‪ ،‬ومطحنة عامودا الجديدة‪،‬‬
‫ومطحنة الباش‪ ....‬الخ)‪.‬‬
‫بالنسبة إلى المطاحن الحكومية فهي تعمل على مدار الساعة لتغطية حاجة المحافظة من مادة الطحين‪ .‬بالنسبة إلى‬
‫المطاحن الخاصة َّ‬
‫فأنها تعمل ضمن الحالة الميسورة لها‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن من أهم أسباب أزمة رغيف الخبز في محافظة الحسكة تعزـ إلى نوعين من اقسباب (أسباب مباشرة‪ ،‬وأسباب غبر‬
‫مباشرة)‪.‬‬
‫‪ -‬األسبدب المبدشرة‪:‬‬
‫تتمثل أهم اقسباب المباشرة قزمة رغيف الخبز بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬انقطاع الكهرباء عن المطاحن واهتالك الكثير من مولدات الكهرباء الخاصة بها‪ .‬إذ تجدر اإلشارة إلى َّ‬
‫أن انقطاع‬
‫الكهرباء ساعة واحدة عن المطحنة تؤدي إلى انخفاض حاد في اإلنتاج وتوقف سير العملية اإلنتاجية‪ .‬وكذلك اقمر بالنسبة‬
‫إلى المخابز اآللية‪.‬‬
‫‪ -2‬تراجع إنتاج مادة الطحين قسباب فنية وتقنية حيث َّ‬
‫أن معظم القطع في المطاحن أصبحت من النوعية الصينية والتي‬
‫هي بدورها أصبحت غالية الثمن‪.‬‬
‫‪ -3‬توقف استيراد مادة الطحين من مطاحن حلب (مطحنة خان طومان‪ ،‬ومطحنة منبر‪ ،‬ومطحنة القادسية‪ ...‬الخ) وذلك‬
‫بسبب ظهور الجماعات المسلحة على الطرق المؤدية من حلب إلى محافظة الحسكة ومصادرتها لحمولة تلك الشاحنات من‬
‫الطحين‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬األسبدب غير المبدشرة‪:‬‬
‫تتمثل أهم اقسباب غير المباشرة قزمة رغيف الخبز بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضار مقارنة مع سعر رغيف الخبز فأدـ إلى زيادة استهالك المواطنين للخبز على‬
‫حساب المواد الغذائية اقخرـ على السفرة اقسرية اقمر الذي أدـ إلى زيادة الطلب على رغيف الخبز‪.‬‬
‫‪ -2‬توقف الكثير من مواطني القرـ عن التخبيز في قراهم وذلك قسباب رفاهية اقمر الذي دفع بهم إلى شراء مادة الخبز‬
‫من المدن الرئيسية مما يترتب عليه زيادة الطلب على مادة الطحين‪.‬‬
‫‪ -3‬ارتفاع سعر النخالة المخصصة للماشية دفع بمربيها بشرائه كميات كبيرة من ربطات الخبز واطعامه إياها لماشيته‬
‫ودوابه‪.‬‬
‫‪ -4‬قيام بعض من أصحاب اقفران ببيع أكياس الطحين بأسعار مرتفعة إلى المواطنين الذين يكونون بحاجة إليها‪ .‬وتجدر‬
‫اإلشارة إلى َّ‬
‫أن سعر كيس الطحين المباع من المطاحن إلى اقفران الخاصة هو ‪ 400‬ليرة سورية في حين يقوم صاحب‬
‫الفرن ببيعه بسعر يتراوح بين ‪ 2500 -2200‬ليرة سورية‪ .‬ومقابل ذلك يقوم ببيع المازوت المخصص له لعملية التخبيز‪.‬‬
‫وهذا اقمر يؤدي إلى عدم تخبيز الفرن لكامل مخصصاته اقمر الذي يشكل سبباً من أسباب أزمة رغيف الخبز‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪84‬‬
‫ُ َّ‬
‫تفاقم مشكلة البطالة يف املناطق الكردية يف سوريا يف الوقت الراهن‬
‫خورشيد عليكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 32‬كانون األول ‪3102‬‬

‫تمثل مشتتكلة البطالة في الوقت الراهن إحدـ المشتتكالت اقستتاستتية التي تواجه الشتتعب الستتوري عامةً والشتتعب ال ُكردي‬
‫خاصةً‪ ،‬في وقت انغمس فيه الحكومة السورية والنظام السوري في الصراع المسلح الدائر بينها وبين قوـ المعارضة والثورة‬
‫للحفاظ على الس تتلطة تاركة الش تتعب يعاني من ش تتبح الفقر والتش تترد والجوع في ظل اس تتتمرار قص تتف المدن والقرـ والبلدات‬
‫السورية‪.‬‬
‫وا َّن التعريف الشاسع للبطالة الذي أوصت به منظمة العمل الدولية‪ ،‬والذي ينص على َّ‬
‫أن "العاطل عن العمل هو ذلك‬
‫الفرد الذي يكون فوق س ت تتن معينة بال عمل وهو قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه عند مس ت تتتوـ أجر س ت تتائد لكنه ال‬
‫يجده"‪.‬‬
‫وا َّن معدل البطالة هو عبارة عن نست تتبة عدد اقفراد العاطلين إلى القوة العاملة الكلية وهو معدل يصت تتعب حست تتابه بدقة‬
‫وذلك الختالف نسبة العاطلين حسب الوسط (حضري أو قروي) وحسب الجنس والسن ونوع التعليم والمستوـ الدراسي‪.‬‬
‫وا َّن نوع البطتالتة المنتش ت ت ت ت ت ت ترة في المنتاطق ال ُكرديتَّة هي البطتالة اإلجبارية فهي توافق تلك الحالة التي يجبر فيها العامل‬
‫على ترك عمله أي دون إرادته مع َّأنه راغب وقادر على العمل عند مس ت ت تتتوـ أجر س ت ت تتائد‪ .‬ولكن حتى عند مس ت ت تتتوـ اقجر‬
‫الس ت ت تتائد لم يعد العمل متوف اًر في المناطق ال ُكرديَّة مما أض ت ت تتطر عشتت ت ترات اآلالف من العائالت ال ُكرديَّة ترك مناطقها ومدنها‬
‫المهجرين ال ُكرد إلى إقليم ُكردست ت ت ت ت ت تتتان العراق أكثر من ‪ 610‬ألف‬
‫ا‬ ‫بحثاً عن لقمة العيش واقمان في وقت وصت ت ت ت ت ت تتل فيه عدد‬
‫المهجرين إلى دول‬
‫ا‬ ‫المهجرين ال ُكرد إلى تركيا بمئات اآلالف‪ ،‬باإلضتافة إلى عشرات اآلالف من‬
‫ا‬ ‫مهجر‪ ،‬في حين قُدر عدد‬
‫ا‬
‫الخلير ولبنان وأوروبا‪ .‬وهجرة المئات من الموظفين ال ُكرد الذين فص ت ت ت ت ت تتلوا من وظائفهم على خلفية مش ت ت ت ت ت تتاركتهم في الحراك‬
‫الثوري السلمي‪...‬‬
‫وان تفتاقم مشت ت ت ت ت ت تتكلتة البطتالتة تكون نتتائجها كارثية على المجتمع حيث أ َّن أولى لبنات البطالة هي الفقر (حيث أعلنت‬
‫أخي اًر اقمم المتحدة (عبر منظمة االس ت تتكوا) َّ‬
‫أن عدد الس ت تتوريين اليوم ممن هم دون خط الفقر اقعلى يص ت تتل إلى ‪ 58‬مليون‬
‫شت تتخص بنست تتبة تصت تتل إلى ‪ %78‬من إجمالي عدد الست تتكان‪ ،‬منهم ‪ 8‬ماليين تحت خط الفقر اقدنى‪ ،‬مشت تتكلين بذلك نست تتبة‬
‫خطيرة تقدر بنحو ‪ %11‬من إجمالي عدد الس ت ت ت ت ت تتكان في س ت ت ت ت ت تتوريا)‪ .‬ويليها المرض ومن ثم التخلف المطبق‪ .‬وا َّن الفقر في‬
‫المنطقة ال ُكرديَّة يترافق أيضت ت ت تاً مع العمل وهذا ما حدـ إلطالق تعبير «العاملون الفقراء» على العمالة؛ وذلك نتيجة غياب‬
‫أي فرصة للدخل وبالتالي القبول بأي نوع من العمل يكفل حداً أدنى من مستوـ المعيشة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ويقتتدر معتتدل البطتتالتتة في المنتتاطق ال ُكرديتَّة بحتتدود ‪ %20‬من قوة العمتتل ويمكن أن تبلغ ‪ %70‬من قوة العمتتل في حتتال‬
‫استمرار الصراع الدائر وعدم التوصل إلى تسوية سياسية في مؤتمر جنيف ‪.6‬‬
‫تُعد البطالة من الظواهر السلبية التي تهدد السلم واالستقرار االجتماعي‪ ،‬باعتبار َّ‬
‫أن دخل الفرد من عمله يمثل صمام‬
‫اقمان واالس ت ت تتتقرار له ولمجتمعه‪ ،‬في حين َّ‬
‫أن البطالة والحرمان من الدخل يولدان االس ت ت تتتبعاد والتهميش االجتماعي عالوة‬
‫على سائر العلل االجتماعية اقخرـ‪.‬‬
‫وم أ م األسبدب الر يسية التي أدت إلى تفدتقم مشكلة البطدلة في المنطقة الكرديَّة‪:‬‬
‫‪ .5‬تدهور معدالت النمو االقتصادي في المناطق ال ُكرديَّة التي كانت باقصل مناطق مهمشة سابقاً‪.‬‬
‫‪ .6‬البيئة االقتصت ت ت تتادية في المنطقة ال ُكرديَّة‪ ،‬والست ت ت تتيما توقف العملية اإلنتاجية فيها في ظل الص ت ت ت تراع الدائر وانخفاض‬
‫أستتعار المواد اقولية التي تصت اتدرها وارتفاع أس تتعار المواد المستتتوردة‪ ،‬اقمر الذي خلق صتتعوبات اقتص تتادية‪ ،‬هذا من جهة‬
‫ومن جهة اخرـ ارتفاع اسعار مشتقات الوقود وبخاصة المازوت والبنزين‪.‬‬
‫‪ .1‬محاصرة المنطقة ال ُكرديَّة اقتصادياً من قبل الكتائب المسلحة‪.‬‬
‫‪.1‬اغالق جميع المعابر الحدودية المحاذية للمناطق ال ُكرديَّة (تل كوجر‪ ،‬فيشخابور‪ ،‬نصيبين‪ )..‬قسباب سياسية‪.‬‬
‫‪ .1‬مع بقاء المنطقة ال ُكرديَّة شبه مستقرة النظام السوري ال يلي أي أهمية اقتصادية وخدمية للمنطقة‪.‬‬
‫‪ .2‬مع إعالن اإلدارة المرحلي تتة االنتق تتالي تتة من قب تتل منظوم تتة المجتمع ال تتديمقراطي (‪ )TV-DEM‬في المنطق تتة ال ُكردَّيت تة‬
‫أصبحت المنطقة أكثر تهميشاً‪..‬؟‬
‫‪ .7‬عدم توصل الحركة ال ُكرديَّة بمجلسيها (الوطني ال ُكردي وغربي ُكردستان) إلى تعامل إيجابي مما يحول دون تأمين‬
‫حياة مستقرة لشعبها‪.‬‬
‫وتقارب نسبة العاطلين عن العمل من فئة ‪ 51‬ـ ‪ 61‬عاماً ‪ %76.1‬من مجموع العاطلين عن العمل في المنطقة ال ُكرديَّة‪.‬‬
‫وتفاقمت ظاهرة عمالة االطفال واتستعت مع دخول الثورة الستورية نهاية عامها الثالث‪ ،‬وحسب التقديرات شكل العاملون من‬
‫الفئة العمرية ‪50‬ـ ‪ 51‬عاماً نحو ‪ %1‬من قوة العمل اإلجمالية في المنطقة ال ُكرديَّة وترتفع هذه النسبة في الريف إلى ‪%1.6‬‬

‫من قوة العمل وتشكل اإلناث نسبة كبيرة منهن‪ ،‬وتترافق عمالة اقطفال عادة بعوامل رئيسية مرتبطة بمستوـ الدخل والعمل‬
‫أو بطالة البالغين في اقسترة‪ ،‬وعمل اقم ومستتتوـ دخلها؛ وبلغت نستتبة التستترب من التعليم االبتدائي واإلعدادي نحو ‪%17‬‬

‫من جملة الداخلين الجدد إلى التعليم االبتدائي‪.‬‬


‫تشيت ت ت ت ت ت ت ت تتر الد ارس ت ت ت تتات َّأنه يمكن للبطالة أن تؤثر في مدـ إيمان اقفراد وقناعتهم بشرعية االمتثال لألنظمة والمب ت ت ت تتادئ‬
‫والقواعت ت ت ت ت ت تتد السلوكية المألوفة في المجتمع‪ .‬وبذلك ف َّن البطالة ال يقتصر تأثيرها على تعزيز الدافعية واالستعداد لالنحراف‪،‬‬
‫َّإنما تعمل أيضاً على إيجاد فئة من المجتمع تشعر بالحرية في االنحراف‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫كما َّ‬
‫أن البطالة تؤدي إلى انخفاض أواص ت ت تتر الروابط التي يحملها الناس تجاه المؤست ت ت تس ت ت تتات الرس ت ت تتمية واقنظمة والقيم‬
‫االجتماعية الست تتائدة في المجتمع‪ ،‬كما َّأنها تحد من فاعلية ست تتلطة اقس ت ترة بحيث ال تست تتتطيع أن تقوم أو تمارس دورها في‬
‫عملية الضبط االجتماعي قطفالها‪.‬‬
‫ويقول المطرب البلجيكي‪ -‬الفرنسي جاك بريل واصفاً أنظمة االستبداد وهي تقتل شعبها بتركه ينعم في معدالت بطالة‬
‫مرتفعة‪( :‬إذا أردت أن تقتل انساناً فال تطلق عليه النار‪ ...‬وال تسقه كأس السم‪ ...‬وال تعلقه بحبل المشنقة‪ ...‬بل أجعل منه‬
‫بطاالً يجول كجثة هامدة في شوارع المدن الكبرـ‪.)...‬‬
‫وبذلك نجد َّ‬
‫أن مشت ت ت تتكلة البطالة في المناطق ال ُكرديَّة في ست ت ت تتوريا هي من أصت ت ت تتعب المشت ت ت تتكالت التي تواجهها المجتمع‬
‫ال ُكردي كونهُ يست ت تتتهدف ش ت ت تريحة كبيرة من مواطنيه وبالتالي يؤثر ست ت تتلباً على التنمية الست ت تتياست ت تتية واالقتصت ت تتادية واالجتماعية‬
‫مستقبالً‪.‬‬

‫نشر في جريدة يكيتي العدد (‪ ،)597‬تشرين الثاني ‪6051‬‬


‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪87‬‬
‫أحباث ومقاالت عام ‪3104‬‬

‫‪88‬‬
‫ُ‬
‫التحديات االقتصادية يف كردستان سوريا‬

‫ُ‬
‫كرد زانا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 4‬كانون الثاني ‪4104‬‬

‫ينتمي اقتصاد ُكردستان سوريا إلى فئة االقتصاديات ذات الدخل التحت المتوسط‪ ،‬حيث يبلغ متوسط نصيب المواطن‬
‫فيها ‪ 800‬دوالر أمريكي من الناتر المحلي اإلجمالي السوري‪ .‬ويتصف هذا االقتصاد َّ‬
‫بأنه متذبذب (معدل تضخم مرتفع‪،‬‬
‫فقدان الثقة بالليرة السورية‪ ،‬احتياطي ضعيف من العمالت اقجنبية والذهب لدـ المواطنين وانحسار االستثمارات الخاصة)‪.‬‬
‫هناك مجموعة من التحديات االقتصادية التي تواجه اقتصاد ُكردستان سوريا حيث يعاني االقتصاد في ُكردستان سوريا‬
‫من اختالالت جوهرية تجعل من إمكانية تحقيق معدالت نمو مستدامة أم اًر غير ممكن في الظروف الحالية‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫التحديات بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬القدرة التنافسية المحدودة للصناعة في ُكردستان سوريا نتيجة تدني إنتاجية العمل واستخدام التكنولوجيا المتقادمة وتدني‬
‫مهارات اليد العاملة وعدم وجود استثمار كافي لرفع مستوـ اقداء االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم قدرة االقتصاد على امتصاص الفائض السكاني َّ‬
‫قن معدل خلق فرص العمل اقل من صافي معدل النمو السكاني‪،‬‬
‫حيث ال يتناسب الزيادة السكانية مع حجم العمل مما يخلق فجوة كبيرة في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -3‬ضعف نشاطات الشركات الحكومية وتواضع تطور المشاريع الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -4‬التدهور في رأس المال البشري الذي يعد المصدر الرئيسي ل نتاجية والتنافسية الذي أدـ إلى انخفاض العائد االقتصادي‬
‫وبالتالي تراجع رفاهية المجتمع‪.‬‬
‫‪ -5‬ضعف الكفاءة في إدارة السياسات االقتصادية الكلية من قبل الحكومة السورية‪ ،‬وعدم وضوح التوجهات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -6‬زيادة االدخار على االستثمار في ُكردستان سوريا حيث يبلغ معدل االستثمار إلى الناتر المحلي اإلجمالي ‪ % 12‬خالل‬
‫الفترة الحالية وهو اقل من معدل االدخار المحلي إلى الناتر المحلي اإلجمالي ‪ % 20‬مما يشير إلى حالة الركود االقتصادي‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن اإلدارة االقتصادية في ُكردستان سوريا ضعيفة تظهر من خالل نقص الدراسات عن الوضع الكلي ومعالجة‬
‫المشكالت بطريقة ردة الفعل (بدون تخطيط)‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن االنتقال باالقتصاد في ُكردستان سوريا إلى مرحلة تنموية متقدمة ال يتم بدون قطاع إنتاجي بشكل عام وصناعي‬
‫بشكل خاص‪ .‬وال بد من تنويع النشاطات غير النفطية وتحفيز تنمية الشركات الخاصة الصغيرة والمتوسطة َّ‬
‫الن التراجع‬
‫السريع ل نتاج النفطي سيؤدي إلى ظهور اختالالت اقتصادية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫أمناط التنمية وسبل حتقيق العدالة االجتماعية‬
‫خورشيد عليكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 5‬كانون الثاني ‪3104‬‬

‫ألقيت محاض ت ت ت ترة في مركز التنمية الديمقراطية في قامشت ت ت تتلو للباحث خورش ت ت ت تيد عليكا (عضت ت ت تتو جمعية االقتصت ت ت تتاديين‬

‫ال ُكرد‪ -‬ستتوريا) يوم الجمعة ‪ 6051-5-1‬بعنوان‪ :‬أمناط التنمية وســبل حتقيق العدالة االجتماعية‪ .‬وتم الحديث‬
‫في المحاضت ت ت ت ت ترة بالعالقة العض ت ت ت ت تتوية بين العدالة االجتماعية والتنمية‪ ،‬فبدون إحداث التنمية ال يمكن الحديث عن العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وبدون العدالة االجتماعية ال يمكن الحديث عن تنمية تؤتي ثمارها‪ .‬وقد فرضتت قضية العدالة االجتماعية نفسها‬
‫على جدول أعمال الدولة والمجتمع مع إندالع الحراك االجتماعي الثوري أو ما يس تتمى (بالربيع العربي – ربيع الحرية) الذـ‬
‫أنهى المقايضة بين الخبز والحرية‪.‬‬
‫وناقشت المحاضرة واحدة من أهم القضايا اإلشكالية في مسارات التغيير واإلصالح بالمشهد الراهن في المنطقة‪.‬‬
‫وتعرضت المحدضرة لنقدط ر يسية و ي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم التنمية وتطوره‪ ،‬وما يتصت تتل بهذا المفهوم من مفاهيم أخرـ كالنمو االقتصت تتادي‪ ،‬والتنمية االقتصت تتادية‪ ،‬والتنمية‬
‫البشرية‪ ،‬والتنمية اإلنسانية‪ ،‬والتنمية المستدامة‪ ،‬والتنمية الشاملة‪.‬‬
‫ثدنيد ‪ :‬العدالة االجتماعية من المفهوم إلى البرنامر‪.‬‬
‫ثدلثد ‪ :‬معوقات تعزيز العدالة االجتماعية في منطقة الشرق اقوسط في ظل أنماط التنمية السائدة‪.‬‬
‫وكدنت خالااااة دراساااة انمدط التنمية ي‪ :‬أن المفهوم الحديث للتنمية يست تتتوجب القضت تتاء على أهم مصت تتادر الحرمان من‬
‫الحرية كالفقر‪ ،‬وانعدام الفرص االقتص ت ت ت ت تتادية والحرمان االجتماعي‪ ،‬واهمال الخدمات العامة ومظاهر القمع الس ت ت ت ت تتياس ت ت ت ت تتي‬
‫واالقتص ت تتادي‪ .‬وعليه ف ن المؤشت ت ترات التي نقيس بها التقدم نحو تحقيق التنمية تتعلق بقياس نس ت تتبة الفقر والفقراء‪ ،‬ومعدالت‬
‫البطالة‪ ،‬والالمس ت تتاواة‪ ،‬والحرمان من الخدمات والس ت تتلع العامة‪ ،‬وليس باالعتماد على مؤشت ت ترات دخل الفرد الحس ت تتابي والناتر‬
‫القومي وحدها‪ .‬فما هي جدوـ التنمية إذا زاد معدل دخل الفرد وبقيت مؤشرات الفقر والبطالة والالمساواة كما هي؟‬
‫ويعزز هذا المفهوم الحديث من دور الناس في المشاركة في إحراز التقدم باعتبارهم شركاء فيه وليسوا فقط كفئات مستفيدة من‬
‫برامر التنمية التي يطبقها أش ت تتخاص آخرين‪ .‬وتقييم ما إذا كانت هذه التنمية قد س ت تتاهمت في تعزيز وتوس ت تتيع الحريات التي‬
‫يتمتع بها الناس‪.‬‬
‫وتلعب الحرية دو اًر مزودجاً بوصت تتفها غاية ووست تتيلة في إثراء حياة البشت تتر وتشت تتمل القدرة على تفادي أنواع الحرمان كالجوع‪،‬‬
‫واعتالل الصحة واالستمتاع بمختلف أنواع الحريات المرتبطة بالمعرفة والتعليم والمشاركة السياسية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫وال بد من القول بأنه في العالقة بين الديمقراطية والتمية‪ )5( :‬تمثل الديمقراطية قيمة إنست تتانية عالمية‪ )6( ،‬يجب أن تست تتير‬
‫جنبا إلى جنب‪ُ )1( ،‬يعد بناء المؤست تس تتات التي تش تتكل عماد كل من الديمقراطيات‬
‫التنمية الديمقراطية والتنمية االقتص تتادية ً‬
‫حاسما في نجاح االنتقال‪.‬‬
‫ً‬ ‫واقتصادات السوق عامالً‬
‫العدالة االجتمدعية‪ :‬م المفهوم إلى البرندمج‪ :‬تقع العدالة االجتماعية في ص ت ت تتلب مطالب التغيير واإلص ت ت تتالح في منطقة‬
‫الشتترق اقوستتط بستتبب اإلخفاق في تحقيق التنمية القائمة على العدالة االجتماعية‪ ،‬وانخراط بعض الدول في تطبيق ستتياستتات‬
‫تكرس الفقر والتهميش واإلقصتتاء وعدم المستتاواة‪ .‬حتى أصتتبحت شتترعية أي نظام حكم ترتكز على أستتاس قدرته على تحقيق‬
‫العدالة االجتماعية لمواطنيها‪ .‬والعدالة االجتماعية يمكن تحقيقها ووضتع معايير وأهداف ومؤشترات لقياس مدـ الوفاء بها إذا‬
‫وجدت اإلرادة السياسية‪.‬‬
‫لكن رغم التنوع الكبير في مفهوم العتدالة االجتماعية‪ ،‬والتعريفات التي ال تحصت ت ت ت ت ت تتى لها‪ ،‬يجمع عدد كبير من البحوث‬
‫اقكاديمية‪ ،‬والمؤلفات العلمية على عدد من المرتكزات الواجب توافرها لتحقيق العدالة االجتماعية أبرزها‪:‬‬
‫‪-‬المساواة وعدم التمييز وتكافؤ الفرص‪.‬‬
‫‪-‬التوزيع العادل للموارد واقعباء‪.‬‬
‫‪-‬الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬توفير السلع العامة‪.‬‬
‫‪-‬العدالة بين اقجيال‪.‬‬
‫إن أحد أست ت تتباب الحراك االجتماعي الثوري الذي تشت ت تتهده المنطقة منذ اندالع ثورة تونس في كانون أول ‪ ،٠٢٠٢‬هو غياب‬
‫العدالة االجتماعية‪ .‬فمبدأ المستتاواة وعدم التمييز‪ ،‬وتكافؤ الفرص الذي يمثل حجر اقستتاس في العدالة االجتماعية‪ ،‬يعد بحق‬
‫الفريضة الغائبة في البلدان العربية‪.‬‬
‫ويجمع العديد من اقدبيات الدولية والوطنية حول عدد من العناص تتر الجوهرية لتعزيز العدالة االجتماعية في المنطقة أهمها‬
‫ُ‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الحاجة إلى نمط جديد للتنمية يتجاوز أهداف النمو االقتص ت ت تتادي إلى تلبية احتياجات الناس أال وهو التنمية المس ت ت تتتدامة‬
‫بأبعادها االقتصادية واالجتماعية والبيئية مجتمعة‪.‬‬
‫‪-‬إعادة النظر في الحدين اقدنى واقعلى لألجور‪ ،‬والمفارقات في كثير من البلدان العربية‪ ،‬اعتماد مفهوم الدخل بدالً من‬
‫اقجر أو الراتب اقساسي أي اقخذ في االعتبار البدالت والمكافآت والحوافز‪.‬‬
‫‪-‬إعطاء مست تتألة توفير فرص عمل للش ت تتباب ما تست تتتحقه من اهتمام بعد أن كش ت تتف تقرير منظمة العمل العربية الصت تتادر في‬
‫نيسان ‪ ٠٢٠٢‬أن نسبة البطالة بين الشباب تصل إلى ‪ %11‬فضالً عن الفجوة في النوع االجتماعي بينهم‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪-‬إعددة النطر في الساايدسااة الضااريبية‪ ،‬بعد أن تثبت فشتتل الرؤية التقليدية التي تقوم على خفض الضترائب‪ ،‬وتبنى ستتياستتات‬
‫ضتريبية أكثر تدرجاً بغية تمويل البرامر الرئيستية مثل التعليم والحماية االجتماعية وتهيئة بنية أستاسية كثيفة العمالة‪ ،‬وسيدعم‬
‫هذا اقمر في الوقت نفسه أهداف إعادة التوزيع‪.‬‬
‫‪-‬توفير ضاامد اجتمدعي جيد التصتتميم يضتتمن توستتيع نطاق مظلة التأمينات االجتماعية القائمة على االشتتتراكات واعانات‬
‫البطالة‪ ،‬وارست ت تتاء أرضت ت تتية حماية اجتماعية قكثر الناس است ت تتتضت ت تتعاف ال تقف عند الوصت ت تتول إلى الحد اقدنى من الحقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫وكدنت خالااااااة دراساااااة انمدط التنمية وسااااابل تحقيق العدالة االجتمدعية ي‪ :‬أنه ال تنمية بدون عدالة اجتماعية تحظر‬
‫التمييز‪ ،‬وتوفر تكافؤ الفرص‪ ،‬وتكفل التوزيع العادل للموارد واالعباء‪ ،‬وتوفر الحماية االجتماعية‪ ،‬والض ت ت ت ت ت تتمان االجتماعي‪،‬‬
‫وتوفر الست ت ت ت ت ت تتلع والخدمات العامة للفئات التي تحتاجها‪ ،‬وتراعي العدالة بين اقجيال والمناطق‪ ،‬واالنتقال بالعدالة من مجرد‬
‫شعار إلى برنامر عمل‪.‬‬
‫حيث تم اسقاط أمثلة متعددة من انماط التنمية والعدالة االجتماعية على الواقع السوري بشكل عام والواقع ال ُكردي في سوريا‬
‫بش تتكل خاص‪ .‬وتم الحديث عن مؤشت ترات التنمية في س تتوريا ومكانة س تتوريا ض تتمن تقرير التنمية البشت ترية الص تتادر في عام‬
‫‪ 6051‬ومقتارنتهتا مع التدول المجتاورة ومع التدول المرتفعتة جتداً في التدختل والتدول المتتدنيتة في الدخل ووجد بأنها من الدول‬
‫المتوست ت تتطة في مؤش ت ت ت ارت التنمية البش ت ت ترية وكانت في المرتبة ‪ 552‬من أصت ت تتل ‪ 582‬دولة والتي هي دولة النيجر‪ .‬حيث تم‬
‫االستتتفادة من المناقشتتات التي تمت في الندوة الدولية حول (التنمية الديمقراطية وتطوير النظام اإلقليمي العربي) في القاهرة‬
‫‪.6051-1-50/9‬‬
‫ودارت نقدشادت حقيقية بي الحضاور والمحدضار والحضاور أنفساهم وم األس لة التي طرحهد الحضور على المحدضر‬
‫(‪ -‬ل يمك تطبيق العدالة االجتمدعية في ساااوريد والمنطقة الكرديَّة‪ ،‬ل يوجد للحركة الساااايدسااااية الكردي أي مشاااارو؟‬
‫اتقتاااددي في المنطقة الكرديَّة‪ -‬ل تسااتشااير الحركة الساايدسااية االتقتااادديي الكرد بخاااوف الوضااع االتقتا اددي في‬
‫المنطقة –طرح بعضهم بأنه ال بد م وجود ثورة كردية بعد المرحلة االنتقدلية "ثورة سيدسية واتقتاددية وفكرية وثقدفية"‬
‫وخداة الثورة السيدسية للتخلف م السيدسيي الكالسيكيي الذي ال م لهم سوى الهم الشخاي –كمد طرح الحادر‬
‫ردياة وتااأثير ااد على حركاة‬
‫ردياة م جميع الجوانااب واغالق جميع المعاادبر مع المنطقااة الك َّ‬
‫الااذي تتعرض لااه المنطقااة الك َّ‬
‫االستيراد والتادير في المنطقة الكرديَّة وارتفد؟ معدالت البطدلة في سوريد عدمة والمنطقة الكرديَّة بشكل خدف –وفال‬
‫الم ادت م الموطفي الكرد م وطاد فهم وتوتقيف مساااااااااتحقدتهم التقدعدية والتأميندت االجتمدعية ممد أثر على تقويض‬
‫العدالة االجتمدعية في المنطقة الكرديَّة التي ي في األال غير موجودة م عقودا م الزم )‪.‬‬
‫‪-‬البدحث‪ :‬خورش تتيد عليكا (عض تتو جمعية االقتص تتاديين ال ُكرد‪ -‬س تتوريا) حاص تتل على الماجس تتتير في االقتص تتاد من جامعة‬
‫حلب‪ ،‬ومحاضر في كلية االقتصاد ‪-‬جامعة الفرات‪ -‬فرع الحسكة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫معرب الدرباسية احلدودي‬

‫عبد البديع حممود بشار‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 04‬كانون الثاني ‪3104‬‬

‫يعتبر معبر الدرباسية الحدودي أحد أهم المعابر االستراتيجية للمنطقة ال ُك َّ‬
‫ردية بشكل خاص وشمال شرق‬
‫سوريا بشكل عام‪ .‬وذلك النفتاحه على مساحات جغرافية واقتصادية واسعة وباعتبار هذه المدينة تعتبر مدخالً إلى‬
‫صلب محافظة الحسكة وهي تعتمد في ايراداتها على االنتاج الزراعي والحيواني فقط ف نها تعاني كغيرها من المناطق‬
‫السورية من أزمة بطالة شديدة وانعدام فرص العمل وما يترتب على ذلك من مشكالت اقتصادية واجتماعية خطيرة‪.‬‬
‫وعليه ف ن فتح المعبر الحدودي يعتبر من أهم العوامل االقتصادية المنشطة للمدينة والمناطق القريبة والتابعة لها‬
‫ونذكر على سبيل المثال بعضاً من منافع فتح المعبر‪:‬‬

‫‪ .2‬إدخال المساعدات االنسانية واإلغاثية‪.‬‬


‫‪ .1‬التخفيف من حدة معاناة السوريين للدخول والخروج من والى بلدهم‪.‬‬
‫‪ .3‬خلق فرص عمل جديدة والتخفيف من حدة البطالة‪.‬‬
‫‪ .4‬زيادة النشاط التجاري وتوسيع وتنشيط اقسواق المحلية وتوفير المواد الغذائية اقساسية‪.‬‬
‫‪ .5‬تطوير البنية التحتية في المدينة بما يتناسب مع وجود المعبر‪.‬‬

‫يؤكد الفكر االقتصادي على أن حجم المنفعة االقتصادية قي نشاط اقتصادي يقاس بمقدار العائد منه‪ .‬حيث‬
‫يمكن قياس العائد بشكل بسيط من فتح المعبر من خالل حجم التدفقات النقدية الداخلة إلى البالد كالضرائب‬
‫المفروضة على اقفراد والسلع‪ ،‬حيث يتراوح معدل الضريبة على بعض السلع من ‪ %2‬والى ‪ %5‬وتختلف باختالف‬
‫السلع‪ .‬أما ضريبة اقفراد فهي تتراوح ما بين ‪ 2111‬ليرة سورية و‪ 3111‬ليرة سورية كما تتراوح الطاقة االستيعابية‬
‫للمعبر ما بين (‪ )011 – 151‬شخص يومياً‪ .‬وبشكل عام يعتبر المعبر شرياناً اقتصادياً يغذي المنطقة بأكملها‬
‫ردية ال مثيل له في تاريخ الحركة ال ُك َّ‬
‫ردية وال في تاريخ‬ ‫كما يعتبر انجا اًز وتقدماً سياسياً واقتصادياً في المنطقة ال ُك َّ‬
‫الحكومات السورية المتعاقبة‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬

‫‪93‬‬
‫اإلدارة الرشيدة‬
‫ﭼلنﮒ عمر‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 32‬كانون الثاني ‪3104‬‬


‫بعد أن تم اإلعالن عن تشكيل اإلدارة المرحلية لكردستان سوريا "غربي كردستان" كخطوة نحو تحقيق اإلدارة الذاتية‬
‫الديمقراطية‪ ،‬تبرز إلى السطح المهمات والواجبات الملقاة على عاتق اإلدارة (بغض النظر من إننا كجمعية معها أو ضدها)‪،‬‬
‫كذلك آليات التعامل التي يجب أن تتبعها اإلدارة مع مجتمع ومواطني كردستان سوريا‪ ،‬بحيث يتم تفادي اقخطاء والثغرات‬
‫التي يمكن أن تحدث‪ ،‬وبغرض توسيع قاعدة الرضى الجماهيري عن هذه اإلدارة‪.‬‬
‫في هذا الصدد يمكننا االسترشاد بمعايير اإلدارة الرشيدة أو (الحوكمة ‪ ، )Governance -‬والتي تعني تعريفاً ‪:‬الحكم‬
‫الذي تقوم به قيادات سياسية منتخبة وأطر إدارية كفؤة لتحسين نوعية حياة المواطنين وتحقيق رفاهيتهم وذلك برضاهم وعبر‬
‫مشاركتهم ودعمهم‪ .‬وهي تتحقق من خالل تكامل عمل مؤسسات القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬وال‬
‫وجود للحوكمة إال في ظل اقنظمة الديمقراطية‪ ،‬وبالتالي فهي تستوجب المعايير التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬المشدركة‪ :‬أي حق المرأة والرجل في الترشيح والتصويت وابداء الرأي ديمقراطياً في البرامر والسياسات والق اررات العامة‪.‬‬
‫‪-6‬حكم القدنو ‪ :‬أي إن القانون هو المرجعية وسيادته تنطبق على الجميع بدون استثناء‪ ،‬وهذا يقتضي فصل السلطات‬
‫واستقاللية القضاء ووضوح القوانين وشفافيتها وانسجامها في التطبيق‪.‬‬
‫‪-1‬الشفدفية‪ :‬وتعني توفر المعلومات الدقيقة في وقتها وافساح المجال أمام الجميع لالطالع على المعلومات الضرورية‬
‫مما يساعد باتخاذ الق اررات الصحيحة‪ ،‬وهذا يساهم في توسيع دائرة المشاركة الشعبية‪.‬‬
‫‪-1‬المحدسبة‪ :‬وتعني القدرة على محاسبة المسؤولين عن إدارتهم للموارد العامة‪ ،‬وتطبيق فصل الخاص عن العام وحماية‬
‫الشأن العام من تعسف واستغالل السياسيين‪ ،‬وبالتالي يخفف من الهدر ويحد من الفساد‪.‬‬
‫‪-5‬حس االستجدبة‪ :‬وتعني قدرة المؤسسات على خدمة الجميع بدون استثناء وهذا يتحقق من خالل مرونة آليات العمل‪.‬‬
‫‪-2‬التوافق‪ :‬وتعني القدرة على التحكيم والتوفيق بين المصالح المتضاربة من أجل الوصول إلى إجماع واسع حول‬
‫المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪-1‬المسدواة‪ :‬أي اعطاء الحق لجميع النساء والرجال في الحصول على الفرص المتساوية في االرتقاء االجتماعي من‬
‫أجل تحسين أوضاعهم‪.‬‬

‫‪-8‬الفعدلية‪ :‬أي توفير القدرة على تنفيذ المشاريع التي تستجيب لحاجات المواطنين وتطلعاتهم على أساس إدارة عقالنية‬
‫وراشدة للموارد‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪-2‬الرؤية االستراتيجية‪ :‬أي الرؤية المنطلقة من المعطيات الثقافية واالجتماعية الهادفة إلى تحسين شؤون الناس وتنمية‬
‫المجتمع والقدرات البشرية‪.‬‬

‫يستنتر مما سبق أن مفهوم اإلدارة الرشيدة يرتبط بالتكامل بين النشاط االجتماعي واالقتصادي والسياسي والثقافي والبيئي‬
‫باالستناد إلى مفاهيم العدالة في التوزيع والمشاركة‪ ،‬أي التنمية المستدامة التي بدونها ال يمكن تحويل النمو االقتصادي إلى‬
‫تنمية بشرية مستدامة‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪95‬‬
‫ُ‬
‫األمن الغذائي يف كردستان سوريا‬
‫ُ‬
‫كرد زانا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 03‬شباط ‪3104‬‬

‫يعرف اقمن الغذائي في ُكردس ت تتتان س ت تتوريا َّ‬


‫بأنه توفر اإلمكانية االقتص ت تتادية واالجتماعية لمواطنيها للحص ت تتول على‬ ‫ا‬
‫الغذاء الكافي والصحي الذي يؤمن العناصر الغذائية الضرورية للقيام بفعاليات الحياة الصحية‪ .‬والذي يقتضي (توفر كميات‬
‫كافية من الغذاء بنوعية جيدة‪ ،‬وتوفر إمكانية الحص تتول على الغذاء الكافي لألفراد واقست تر‪ ،‬وتوفر ش تتروط التغذية الجيدة بما‬
‫فيها الوجبات الصتحية المنتظمة)‪ .‬وهو أحد المكونات الرئيستية لألمن االستراتيجي في ُكردستان سوريا الذي يتوجب االهتمام‬
‫به لمساندة ركائز االقتصاد‪.‬‬
‫إ َّن تفاقم مشكلة نقص الغذاء في ُكردستان سوريا أصبحت اليوم من المشكالت التي تشغل تفكير المواطنين في جميع‬

‫مس تتتوياتهم إال َّأنها لم تأخذ اقبعاد التي أخذتها خالل هذا العقد‪ ،‬ولم تص تتل إلى الخطورة التي وص تتلتها في هذه الفترة‪ُ ،‬‬
‫حيث‬
‫أدت إلى تش ت تترد الكثيرين جوعاً‪ ،‬ومعاناة اآلالف من نقص التغذية وهروب اآلالف باتجاه إقليم ُكردس ت تتتان العراق لتأمين لقمة‬
‫العيش‪.‬‬
‫يتألف مؤش ت ت تتر اقمن الغذائي في ُكردس ت ت تتتان س ت ت تتوريا من ثالثة أبعاد رئيس ت ت تتية وهي (مقدار توفر الغذاء‪ ،‬وقدرة تحمل‬
‫تكاليف الغذاء‪ ،‬وجودة وسالمة الغذاء(‪ .‬فبالنسبة لمقدار توفر الغذاء سيصبح بنهاية عام ‪ 2013‬اقل من ربع ما كانت عليه‬
‫نهاية عام ‪ 2010‬بستتبب استتتهالكه وبالتالي نفاذه على مدـ ثالث ستتنوات اقخيرة‪ .‬وبالنستتبة إلى القدرة على تحمل تكاليف‬
‫الغذاء فقد تراجعت القدرة على ذلك التحمل َّ‬
‫قن الليرة السورية فقدت أكثر من ‪ %70‬من قوتها الشرائية‪ .‬وبالنسبة إلى جودة‬
‫وسالمة الغذاء فهي رهن ظروف االستيراد من الداخل السوري ومن الخارج‪.‬‬
‫لقد تراجع إنتاج القمح في ُكردستتان ستوريا إلى ‪ 1.2‬مليون طن سنوياً أي أقل بأربعين بالمائة مما كان عليه قبل بدء‬
‫اقزمة الستورية‪ ،‬حيث خرجت الكثير من اق ارضتي الصالحة للزراعة والتي كانت تحتوي على ‪ %58‬من ثروات سوريا ذلك‬
‫نتيجة إص ت ترار الحكومة الست تتورية على عدم التوست تتع باست تتتصت تتالح اق ارضت تتي‪ ،‬وترك حبل الزراعة على غارب االعتماد على‬
‫المطر وما تجود به الستتماء‪ .‬حيث يعتمد االقتصتتاد في ُكردستتتان ستتوريا على الزراعة والتي ‪ %70‬منها زراعة بعلية متدنية‬
‫اإلنتاجية ومتذبذبة بين الس ت تتنوات وال تؤمن مصت تتادر كافية للعيش وتشت تتكل مخاطر الطقس إلى جانب فترات الجفاف وتراجع‬
‫أن ست تتعر الخبز في ُكردست تتتان ست تتوريا ارتفع بنست تتبة ‪ ،%300‬و َّ‬
‫أن أربعة من بين خمست تتة‬ ‫خصت تتوبة التربة عوائق كبيرة‪ .‬كما و َّ‬
‫أن الحصتتتول على المياه النظيفة بات صت تتعباً لدـ أكثر من نصت تتف المواطنين‪ .‬أي َّ‬
‫أن‬ ‫أن الغذاء ينفد‪ .‬و َّ‬
‫مواطنين قلقون من َّ‬
‫حوالي نصت تتف الست تتكان داخل ُكردست تتتان ست تتوريا يعانون اآلن من انعدام اقمن الغذائي‪ ،‬وأَّنهم في «حاجة ملحة» لمست تتاعدة‬

‫‪96‬‬
‫غتذائيتة للبقتاء على قيتد الحيتاة‪ .‬وأ َّن المجتاعتة بتاتتت تهتدد أعتداداً كبيرة من المواطنين‪ .‬كمتا وتعرض ‪ %85‬من مزارع تربيتتة‬
‫الماشية النتشار اقوبئة بسبب نقص اللقاحات‪ .‬وتراجع إنتاج الدواجن بنسبة ‪ %80‬بالمقارنة مع نهاية عام ‪.2010‬‬
‫َّ‬
‫إن مس ت تتألة اقمن الغذائي هي مس ت تتألة مرتبطة إلى حد كبير بتدني اإلنتاج الزراعي وص ت تتعوبة تأمين اقس ت تتمدة والعلف‬
‫الحيواني والعقاقير البيطرية للماش تتية والدواجن‪ .‬وا َّن ارتفاع معدالت النمو الس تتكاني مع عدم القدرة على تأمين فرص العمل‪،‬‬
‫باإلضتتافة إلى تأثير التغيرات االقتصتتادية في الداخل الستتوري على االقتصتتاد في ُكردستتتان ستتوريا هي من اقستتباب المستترعة‬
‫لتفاقم أزمة اقمن الغذائي‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن التدهور الش تتديد في اقمن الغذائي س تتوف يؤدي إلى تفاقم اإلنتاج الزراعي أكثر فأكثر على مدـ اقش تتهر اقثني‬
‫عشت ت ت ت ت ت تتر القتادمة في حالة است ت ت ت ت ت تتتمرار الص ت ت ت ت ت ت تراع الجاري) هذا ما ح اذره تقرير مشت ت ت ت ت ت تتترك بين منظمة اقمم المتحدة لألغذية‬
‫والزراعة ‪ ،FAO‬وبرنامر اقغذية العالمي ‪.)WFP‬‬
‫َّ‬
‫إن عملية تحليل قضتتايا اقمن الغذائي في ُكردستتتان ستتوريا لم تشتتمل حتى اآلن المؤشترات االقتصتتادية الممكنة وال تزال‬
‫تنقصها الدراسات والمسوحات الشاملة المتخصصة للتركيز على مظاهر وأشكال هذه الظاهرة كافة‪ .‬وا َّن المحافظة على أمنها‬
‫الغذائي ليس ق ار اًر يتخذ وينتهي اقمر‪َّ ،‬إنه قبل كل ش تتيء س تتياس تتات‪ ،‬وخطط وبرامر‪ ،‬البد من العمل على تطبيقها‪ ،‬وتأمين‬
‫مستتتلزماتها‪ ،‬وخلق الظروف الموضتتوعية الكفيلة في نهاية المطاف لتحقيق هذا اقمن‪ .‬ولذلك ال بد من إيالء هذه المش تكلة‬
‫أهمية خاصة كي يتم تجاوز مشكلة العجز عن تأمين إنتاج الغذاء في المنطقة‪ .‬وهنا ال بد للقوـ السياسية ال ُكرديَّة في سوريا‬

‫من تحمل مس تتؤولياتها تجاه الش تتعب ال ُكردي بالبحث الجاد عن مص تتادر وطرق لتلبية الحاجات الض تترورية للس تتكان ض تتماناً‬
‫لالستقرار ولقطع دابر الهجرة والتشرد‪.‬‬

‫نشر في جريدة يكيتي العدد (‪ )599-598‬كانون اقول والثاني ‪6051-6051‬‬


‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪97‬‬
‫أزمة الكهرباء يف حمافظة احلسكة‬
‫خلف خلف‬

‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 01‬اذار ‪3104‬‬
‫تست ت ت ت ت ت تتتمر معاناة أبناء محافظة الحست ت ت ت ت ت تتكة جراء التقنين الهائل في الكهرباء وبالتالي التأثير ست ت ت ت ت ت تتلباً على الحياة اليومية‬
‫واالقتصادية قبناء المحافظة ذات الغالبية ال ُكرديَّة‪.‬‬
‫في الوقت الذي تعتبر هذه المحافظة من المحافظات الشتتبه مستتتقرة من الناحية اقمنية‪ ،‬فأنها تعاني في الوقت ذاته من‬
‫التقنين اقكبر على مستتتوـ محافظات القطر رغم أن بعض من هذه المحافظات تشتتهد عمليات عستتكرية واستتعة‪ ،‬ويبدو أن‬
‫هذا االست ت ت ت تتتقرار كما ذاك التقنين جزًء من است ت ت ت تتتراتيجية النظام إلدارة اقزمة في المناطق ال ُكرديَّة ومنها محافظة الحست ت ت ت تتكة‪،‬‬
‫وجدير بالذكر أن التقنين في الكهرباء بدأت كظاهرة منذ ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬أما التقنين بالشكل الحالي بدأ بعد الثورة‬
‫السورية في أواخر عام ‪ 6055‬وكانت محافظة الحسكة تحظى ب ت ت ‪ 52‬ساعة من الكهرباء في اليوم‪ ،‬وفي أوائل عام ‪6056‬‬
‫ومنتصفه أصبحت عدد ساعات الكهرباء المقننة ‪ 56‬ساعة وبشكل غير منتظم حيث كان التقنيين حينها يعزـ إلى النقص‬
‫في وقود العنفات (الفيول)‪.‬‬
‫لقد كان من الواضتح أن أزمة الكهرباء ستتتفاقم في محافظة الحسكة وفعالً بلغت اقزمة ذروتها مع بدايات العام ‪6051‬‬
‫حيث أصبحت الكهرباء تنقطع لفترات طويلة بلغت بضعة أيام في بعض مناطق المحافظة‪.‬‬
‫لقد كانت الخطوط (دير الزور _ الرقة _ طبقة) تغذي المحافظة بالكهرباء لكنها خرجت عن الخدمة بسبب االشتباكات‬
‫الدائرة في هذه المناطق بين كتائب المعارضت ت تتة والنظام‪ ،‬باإلضت ت تتافة إلى خط (مبروكة _ الحست ت تتكة) الذي خرج عن الخدمة‬
‫لفترة قصيرة‪ ،‬وحالياً الخط جاهز ويغذي مدينة الحسكة باستطاعته القصوـ المقدرة بت ‪ 10‬ميغا واط ساعي‪.‬‬
‫أما بالنستتبة لمحطة الستتويدية الواقعة ش ترقي المحافظة فهي عبارة عن خمس عنفات االستتتطاعة القصتتوـ لكل منها ‪10‬‬
‫ميغا واط ستاعي‪ ،‬اثنتان حالياً خارج الخدمة بسبب عدم توفر قطع التبديل‪ ،‬بينما العنفات الثالث المتبقية في الخدمة تغذي‬
‫المحافظة بت (‪ 20‬إلى ‪ )70‬ميغا واط ساعي‪.‬‬
‫وبالتالي نجد أن نص ت ت ت ت تتيب المحافظة يكون حوالي ‪ 500‬ميغا واط س ت ت ت ت تتاعي‪ ،‬بينما تحتاج المحافظة إلى ‪ 700‬ميغا واط‬
‫ساعي لتوفير الكهرباء بشكل كامل‪ ،‬جدير بالذكر أن مدينة رميالن ال يشملها التقنين قن و ازرة النفط تعتمد على نفسها في‬
‫تأمين الطاقة للمنشآت النفطية حيث يوجد في مدينة رميالن ثالث عنفات تغذي المدينة‪.‬‬
‫وهكذا يبقى أبناء محافظة الحست ت تتكة بين فكي الكماشتت تتة حيث يعتبر هذا التقنين المبالغ فيه‪ ،‬جزًء من الحص ت ت تار الممنهر‬
‫على هذه المحافظة المعطاءة وفي ظل تقاعس مدراء فروع الكهرباء في المحافظة عن المطالبة بحصت ت تص ت تتهم بش ت تتكل كامل‬
‫ورض تتوخهم للق اررات اقمنية الص تتادرة عن المحافظ واللجنة اقمنية‪ ،‬ومنح مؤيديهم خطوط كهرباء خاص تتة بهم‪ ،‬كما أن هذا‬

‫‪98‬‬
‫التقنيين يعتبر نوع من الست تتياست تتة الممنهجة لتفريغ المنطقة من ست تتكانها ولتعطيل الحياة اليومية ولوقف عجلة اإلنتاج‪ ،‬حتى‬
‫أن هناك من يقول‪" :‬إن الكهرباء تباع في محافظة الحست ت تتكة"‪ ،‬المعاناة تست ت تتتمر في حياة مشت ت تتلولة والحل الوحيد المتاح أمام‬
‫المواطن يبقى مولد الكهرباء الذي أصبح رم اًز عالمياً للدمار والتخلف لما يسببه من تلوث وأضرار على جميع اقصعدة ‪.‬‬
‫حيث تغرق المحافظة في الظالم الدامس ما أن غابت الش ت ت ت ت تتمس رغم أنها المحافظة الوحيدة التي تتمتع بس ت ت ت ت تتلطة ثالث‬
‫حكومات‪ ،‬حكومة النظام‪ ،‬حكومة االئتالف‪ ،‬وحكومة اإلدارة الذاتية‪ ،‬فأية حكومة تشت ت ت ت ت ت تتعر بمعاناة المحافظة؟ وقية حكومة‬
‫سيشتكي المواطن يا ترـ؟‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪99‬‬
‫ُ‬
‫أهمية حقل السويدية للغاز يف كردستان سوريا‬
‫خورشـيد عليـكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 35‬اذار ‪3104‬‬
‫اكتشت ت ت تتف النفط في حقل الست ت ت تتويدية عام ‪ 5919‬من قبل شت ت ت تتركة كونكورديا االلمانية‪ .‬يقع معمل الغاز المرافق‬
‫بالس تتويدية (مركز المديرية) في أقص تتى الش تتمال الشت ترقي من س تتوريا‪ ،‬ويبعد عن مدينة الرميالن حوالي ‪ 57‬كم‪ ،‬وتبلغ‬
‫مساحة حرم المعمل حوالي ‪ /30/‬هكتار‪.‬‬
‫وقد تم البدء ب نشت تتاء معمل الغاز المرافق بالست تتويدية في بداية عام ‪ 5985‬وتم االنتهاء من اإلنشت تتاء ووضت تتعه‬
‫بالخدمة في النص ت ت ت تتف الثاني من عام ‪ .5981‬ومن الفوائد البيئية من بناء المص ت ت ت تتنع (حماية البيئة(‪ :‬تقدر وس ت ت ت تتطي‬
‫كميات الغاز الذي كان يحترق بشتت ت تتكل يومي حوالي ‪ /790/‬ألف متر مكعب تقريباً منذ اكتشت ت ت تتاف النفط في الحقول‬
‫وحتى تاريخ وضع المصنع بالخدمة وكان له تأثير سلبي على البيئة المحيطة بالمحطات النفطية كون بقايا االحتراق‬
‫كلها غازات سامة وخانقة للكائنات الحية والنباتية‪.‬‬
‫ومن مهام المديرية استثمار الغاز في الحسكة ضمن مناطق عملها ووفقاً للخطة المعتمدة المهام التالية‪:‬‬
‫‪ -5‬استالم الغاز الحر والمرافق من مديرية حقول الحسكة‪.‬‬
‫‪ -6‬تجميع وفصل ونقل الغاز إلى معمل المعالجة والجهات المستهلكة‪.‬‬
‫‪ -1‬استثمار وتشغيل وصيانة معمل المعالجة والمحطات الغازية مع كافة التسهيالت والمنشآت التابعة لها‪.‬‬
‫‪ -1‬معالجة الغاز المستلم وانتاج الغاز النظيف لتوليد الطاقة الكهربائية‪.‬‬
‫‪ -1‬إنتاج الغاز المنزلي والمذيبات والكبريت كنواتر لمعالجة الغاز‪.‬‬
‫‪ -2‬ترحيل وتوريد المنتجات إلى الجهات المختصة‪.‬‬
‫‪ -7‬تأمين ووضع الطلبيات ومستلزمات التشغيل والصيانة لكافة التسهيالت والمنشآت التابعة لها‪.‬‬
‫‪-‬وتضم المديرية مد يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ماااااااانع الغدز المرافق‪ :‬وهو مركز المديرية‪ ،‬حيث تتم فيه معالجة الغاز المرافق اآلتي من المحطات التالية (الرميالن‪،‬‬
‫والس ت تتويدية اقولى‪ ،‬والس ت تتويدية الثانية‪ ،‬والس ت تتويدية الثالثة‪ ،‬والس ت تتويدية الرابعة‪ ،‬وكراتش ت تتوك) وترتبط هذه المحطات بالمصت ت تنع‬
‫بواسطة شبكة من أنابيب نقل الغاز تلتقي جميعها بمجمع الغاز الرئيسي في المصنع (المانيفولد)‪.‬‬
‫‪ -‬محطدت الغدز الحر‪ :‬وهي (محطة الرميالن الغازية‪ ،‬ومحطة ترياسي السويدية‪ ،‬ومحطة غاز عودة‪ ،‬ومحطة حمزة)‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -‬محطة التنشيف أو النهدية‪ :‬وهي تستقبل الغاز القادم من محطات الغاز الحر‪ ،‬وهي على غاية من اقهمية‪ ،‬ومنها يتم‬
‫تزويد عنفات المؤست ت ت تس ت ت تتة العامة للكهرباء‪ ،‬وعنفات الش ت ت تتركة الس ت ت تتورية للنفط عند الحاجة‪ ،‬وتعتبر مركز التنس ت ت تتيق بالنس ت ت تتبة‬
‫للمديرية‪.‬‬
‫‪ -‬ويتم تاريف منتجدت معمل غدز السويدية المرافق وفقد لمد يلي‪:‬‬
‫‪1‬اااااااااااااا غدز منزلي‪ :‬ويست ت تتلم إلى قست ت تتم توزيع الغاز بالحست ت تتكة وهذه المادة تغطي حاجة محافظة الحست ت تتكة عن طريق تعبئة‬
‫االستتطوانات بوحدة التعبئة الموجودة ضتتمن المصتتنع‪ ،‬وعندما يعمل حقل الستتويدية بالطاقة القصتتوـ وبنظام ‪ 1‬ورديات يبلغ‬
‫معدل تعبئة االسطوانات بحدود (‪ )52000‬اسطوانة يومياً عدا أيام الجمع والعطل الرسمية إضافة إلى تعبئة الصهارير إلى‬
‫المحافظات الداخلية وذلك بتاريخ ‪ 62‬أيلول ‪ .6056‬ولكن مع نهاية عام ‪ 6051‬لم تعد هناك أي أرقام ثابتة بخصتت ت ت ت ت تتوص‬
‫التعبئة وهي تتراوح بين ‪ 5000‬إلى ‪ 1000‬است تتطوانة يومياً‪ ،‬وارتفع ست تتعر تعبئة جرة الغاز في ُكردست تتتان ست تتوريا لتصت تتل في‬
‫بداية عام ‪ 6051‬إلى ‪ 7600‬ل‪.‬س في حين كان ست ت تتعرها في نهاية عام ‪ 6050‬تصت ت تتل إلى ‪ 110‬ل‪ .‬س‪ .‬وتناقص إنتاج‬
‫الغاز بعد توقف استخراج النفط من حقولها نتيجة توقف خطوط تسيير النفط باتجاه المصافي في الداخل السوري‪.‬‬
‫‪2‬ا سوا ل يدروكربونية‪ :‬كان يتم نقلها بواسطة صهارير إلى مديرية استثمار غاز دير الزور‪.‬‬
‫‪3‬ااااااا غدز نطيف‪ :‬يرسل إلى محطة توليد الطاقة الكهربائية التابعة لمديرية حقول الحسكة ومنشأة توليد الطاقة التابعة لو ازرة‬
‫الكهرباء‪.‬‬
‫‪ -4‬الكبريت‪ :‬كان يتم إرساله إلى معمل السماد اآلزوتي بحمص والشركة العامة للمنظفات بدمشق‪.‬‬
‫‪-5‬مذيبدت معدلجة‪ :‬كان يتم إرسالها للشركة العامة ل طارات بحماه‪.‬‬
‫‪-‬الغدز المستثمر في المديرية‪:‬‬
‫‪ -5‬الغاز المرافق المعالر في المعمل‪ :‬بحدود ‪ /790/‬ألف م‪ 1‬يومياً‪.‬‬
‫‪-6‬الغاز الحر‪ :‬بحدود ‪ /5110/‬ألف م‪ 1‬يومياً‪.‬‬
‫‪ -‬الغدز الحر والنطيف المستخدمد لتوليد الطدتقة الكهربد ية‪ ،‬يوزعد على الشكل التدلي‪:‬‬
‫‪ -5‬بحدود ‪ /210/‬ألف م‪ 1‬لعنفات مديرية حقول الحسكة‪.‬‬
‫‪ -6‬بحدود ‪ /5110/‬ألف م‪ 1‬لعنفات المؤسسة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية بالسويدية‪.‬‬
‫وبذلك يعتبر حقل الستتويدية للغاز من الحقول الرائدة في ُكردستتتان ستتوريا وعند تشتتغيلها بكامل طاقتها القصتتوـ تستتتطيع أن‬
‫تؤمن الغاز للمنطقة وتحقق االكتفاء الذاتي لمواطنيها من الغاز‪.‬‬
‫نشر في جريدة يكيتي العدد ‪ 600‬شباط ‪6051‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪101‬‬
‫ُ‬
‫الواقع املصريف يف كردستان سوريا‬
‫عبداحلليم سليمان (بلند)‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 4‬نيسان ‪3104‬‬

‫توجد المنشآت المصرفية منذ قرون عدة ورغم شيوع كلمة بنك (مصرف) في معظم لغات العالم‪ ،‬ف نه ليس من السهل‬
‫إيجاد تعريف ُمرض وواف لكينونة البنك (المصرف) بسبب اشتراك بعض المنشآت المالية في أداء العديد من الخدمات التي‬
‫تؤديها المصارف‪ .‬وأياً كانت التعاريف التي تعطى للمصارف‪ ،‬ف ن القانون المصرفي قد وضع الشروط التالية للمؤسسة التي‬
‫تزاول أعمال البنوك‪:‬‬
‫أن تتخذ المؤسسة شكل شركة مساهمة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫يجب أال يقل رأس المال المدفوع عن مبلغ معين يحدده القانون‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫أن يتمثل العمل الرئيسي للبنك في تجميع المدخرات العاجلة مؤقتاً من الجمهور‪ ،‬وذلك بغرض إعطائها للغير‬ ‫ت‪-‬‬
‫الستخدامها‪.‬‬
‫وبالتالي فيمكن النظر إلى المصرف على أنه‪ :‬مجموعة من الوسطاء الماليين الذين يقومون بقبول الودائع تدفع عند‬
‫الطلب‪ ،‬أو آلجال محددة وتزاول عمليات التمويل الداخلي والخارجي وخدمته بما يحقق أهداف خطة التنمية ودعم االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬وتباشر عمليات تنمية االدخار واالستثمار المالي في الداخل والخارج‪ ،‬بما في ذلك المساهمة في إنشاء المشروعات‪،‬‬
‫وما يتطلب من عمليات مصرفية وتجارية ومالية وفقا لألوضاع التي يقررها البنك المركزي‪.‬‬
‫وفي سورية ظل النشاط المصرفي حك اًر على القطاع العام خالل اقربعين عام تقريباً‪ .‬حيث كانت جميع المصارف‬
‫مؤسسات عامة تمارس نشاطاتها تحت وصاية و ازرة االقتصاد والتجارة الخارجية‪ ،‬واشراف الجهاز المركزي للرقابة المالية‪،‬‬
‫كما كانت المصارف تعمل وفق نظام التخصص المصرفي الذي يجعل من المصارف متعاونة بدالً من أن تكون متنازعة‬
‫فيما بينها على الزبائن‪ .‬وبصدور قانون تأسيس المصارف الخاصة رقم ‪ 68‬تاريخ ‪6005/1/52‬م‪ ،‬تم كسر احتكار الحكومة‬
‫للقطاع المصرفي‪.‬‬
‫وبدخول المصارف الخاصة إلى السوق المصرفية في سورية أصبح هذا القطاع يتكون من ‪ 2‬مصارف عامة متخصصة‬
‫هي‪( :‬التجاري السوري – الزراعي التعاوني – الصناعي – العقاري – التسليف الشعبي – التوفير) ‪ ،‬و‪ 55‬مصرف خاص‬
‫تقليدي هي‪ ( :‬بيمو السعودي الفرنسي – الدولي للتجارة والتمويل – سورية والمهجر – العربي – عودة – بيبلوس – سورية‬
‫والخلير – اقردن – فرنسبنك – الشرق‪ -‬قطر الوطني)‪ ،‬و‪ 1‬مصارف خاصة إسالمية (تعتمد هذه المصارف مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية) وهي‪( :‬سورية الدولي اإلسالمي – الشام – البركة سورية)‪ .‬وتمتلك هذه المصارف شبكة من الفروع والمكاتب‬

‫‪102‬‬
‫والتي تقدم من خاللها الخدمات والمنتجات المصرفية ويقدر عددها بت ‪ 225‬فرع ومكتب‪ ،‬إضافة إلى شبكة من أجهزة الصراف‬
‫اآللي (‪ )ATMs‬يقدر عددها بت ‪ 5050‬جهاز صراف آلي‪.‬‬
‫ورغم دخول المصارف الخاصة إلى السوق المصرفية في سورية إال أن القطاع المصرفي في سورية بشكل عام وفي‬
‫كردستان سوريا بشكل خاص ال يزال يعاني من محدودية وضعف الخدمات المقدمة وجودتها‪ ،‬ويمكن تلخيصها في أهم‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫نقص في عدد الفروع المصرفية في مناطق كردستان سوريا حيث يقدر عدد الفروع فيها بت ‪ 11‬فرع لمنطقة يتجاوز‬ ‫أ‪-‬‬
‫عدد السكان فيها بت ‪ 1‬مليون فرد‪ ،‬أي أن كل فرع يخدم أكثر من ‪ 22100‬فرد والتي تحسب من خالل المعادلة التالية‪ :‬عدد‬
‫األفراد لكل فر؟ = مجمو؟ األفراد في المنطقة المخدومة ‪ /‬عدد الفرو؟ في المنطقة‪ .‬ففي الواليات المتحدة اقمريكية على‬
‫سبيل المثال كل فرع يخدم حوالي ‪ 1000‬فرد‪ ،‬وفي ألمانيا حوالي ‪ 50000‬فرد لكل فرع‪ ،‬أما في المناطق اقخرـ من سورية‬
‫ف ن كل فرع يخدم أكثر من ‪ 11000‬فرد‪.‬‬
‫ب‪ -‬نقص كبير في عدد أجهزة الصراف اآللي (‪ )ATMs‬حيث ال يتجاوز عددها ‪ 61‬جهاز في منطقة تمتد من عفرين‬
‫غرباً إلى قامشلو شرقاً‪ ،‬أي أن كل جهاز صراف آلي يخدم أكثر من ‪ 560‬ألف فرد والتي تم حسابها وفق نفس المعادلة‬
‫السابقة‪ ،‬وفي المناطق اقخرـ من سورية يخدم كل جهاز صراف آلي حوالي ‪ 61‬ألف فرد‪ ،‬علماً أن المعدل العالمي هو‬
‫جهاز صراف آلي لكل ‪ 5000-100‬فرد‪ .‬أما بالنسبة لعدد الخدمات التي تقدمها المصارف عن طريق أجهزة الصراف اآللي‬
‫ف نها تبقى أيضاً محدودة العدد مقارنة مع الخدمات التي يمكن االستفادة منها والتي تقدم في أماكن أخرـ من العالم‪ ،‬وذلك‬
‫على الرغم من حداثة أجهزة الصراف اآللي في سورية وبالتالي قدرتها على تقديم الكثير من الخدمات‪ ،‬حيث تقتصر هذه‬
‫بقائها خارج الخدمة لفترات طويلة نتيجة ل همال وعدم وجود‬
‫الخدمات على السحب النقدي وكشف للحساب‪ .‬مع العلم أيضاً ُ‬
‫كوادر متخصصة ومتدربة في عمليات الصيانة‪ ،‬وانقطاع التيار الكهربائي عن الصراف اآللي لفترات طويلة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫االنقطاع الممنهر للشبكة لعدة أسابيع‪.‬‬
‫ت‪ -‬الصيرفة االلكترونية ليست منتشرة على نطاق واسع في سورية عامة وفي مناطق كردستان سوريا خاصة‪ ،‬أي إن‬
‫فية متدن جداً‪ ،‬فعلى سبيل المثال تقتصر خدمة‬
‫مستوـ استخدام اقساليب التكنولوجية الحديثة في تقديم الخدمات المصر ا‬
‫نقاط البيع االلكترونية في مناطق ومراكز محددة وقليلة في سورية‪ ،‬كما ال تزال المصارف غير قادرة على استثمار شبكة‬
‫االنترنت في تقديم الخدمات المصرفية بشكل مناسب‪.‬‬
‫ث‪ -‬إن مزير الخدمات المصرفية التي تقدمها المصارف في كردستان سوريا يعتبر ضعيفاً‪ ،‬وذلك لقلة عدد خطوط‬
‫الخدمات التي تقدمها المصارف وضعف التشكيلة الخدمية التي يتكون منها خط الخدمات الواحد‪ ،‬فمثالً تقتصر خدمات‬
‫الدفع والتحصيل التي تقدمها المصارف على عدد محدود جدًا من الخدمات‪ ،‬أما خدمات المتاجرة فيمكن القول إنها تعتبر‬
‫معدومة‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ج‪ -‬تفتقر المصارف في كردستان سوريا لبرامر فعالة في عملية تطوير الخدمات‪ ،‬ويعود ذلك بسبب أساسي إلى عدم‬
‫وجود استراتيجيات وخطط طويلة اقمد لتطوير الخدمات‪ ،‬إضافة إلى افتقار المصارف لكوادر مؤهلة ومدربة بشكل كافي‬
‫فية‪.‬‬
‫لقيادة عملية تطوير الخدمات المصرفية واستخدام مناهر وسياسات متنوعة في سبيل تطوير الخدمات المصر ا‬
‫وأخي اًر؛ يمكن القول إن المصارف ال يقتصر عملها في كردستان سوريا وسوريا على تخزين اقموال بل تعتبر القائدة في‬
‫عملية التطور االقتصادي‪ ،‬فمع ارتفاع معدالت نمو الناتر المحلي اإلجمالي وانفتاح الدول في تعامالتها الخارجية تزداد‬
‫أهمية الخدمات المصرفية والحاجة لها‪ .‬فالمصارف هي أداة الربط بين القطاعين المالي والنقدي من جهة والقطاعات الحقيقية‬
‫من جهة أخرـ‪ ،‬وتتوقف قدرة المصارف على تحقيق هذه المهمة على قدرته على اجتذاب اقموال‪ ،‬أي الودائع‪ ،‬وعلى منح‬
‫القروض أي االئتمان‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪104‬‬
‫ُ َّ‬
‫أنواع االتربة يف املناطق الكردية يف سوريا‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 4‬أيار ‪3104‬‬

‫في البداية نحب أن ننوه إلى َّأنه ليس من اختص ت ت تتاص جمعية االقتص ت ت تتاديين ال ُكرد‪ -‬س ت ت تتوريا وض ت ت تتع تعريف واضت ت ت تح‬
‫ومفص ت تتل لجغرافية المناطق ال ُكرديَّة في س ت تتوريا فهي من اختص ت تتاص ت تتات الس ت تتياس ت تتيين والجغرافيين والقانونيين‪ ،‬فاكتفينا َّ‬
‫بأنها‬
‫المناطق الشمالية لسوريا‪.‬‬
‫تتربع المناطق ال ُكرديَّة في ست تتوريا على خمست تتة أنواع من االتربة وهي (اتربة متوست تتطية‪ ،‬واتربة الكروموست تتيل‪ ،‬واتربة‬
‫السنامونيك‪ ،‬واتربة جبسية‪ ،‬واتربة هيدروموفية) وذلك كما يبينه الشكل المرفق‪.‬‬
‫‪ -0‬اتربة متوسطية‪:‬‬
‫تمتاز هذه اق ارض ت ت ت ت تتي باحتوائها قطاعها على اقفق الس ت ت ت ت تتطحي (‪ )A1‬المحتوي على نس ت ت ت ت تتبة متوس ت ت ت ت تتطة من المادة‬
‫العض تتوية‪ ،‬يتلوه في العمق أفق (‪ )B2‬طيني ثقيل ذو لون ض تتارب على الحمرة أو الحمرة المش تتوبة باللون اقص تتفر‪ ،‬يتميز‬
‫هذا اقفق ببناء كتلي مضتتلع إلى شتتبه مضتتلع‪ .‬ويتراوح لون التربة بين البني ضتتارب إلى الحمرة أو الحمرة المشتتوبة باللون‬
‫اقصتتفر‪ ،‬والكلس قد يكون متوضتتعاً في أعماق التربة في بعض اقماكن‪ ،‬وهنالك تفاوت في عمق قطاع التربة حيث توجد‬
‫رقعة ضتتحلة وأخرـ عميقة حستتب البعد أو القرب من البحر‪ ،‬كما َّ‬
‫أن هناك تفاوتاً في درجة التحجر في الستتطح وفي تحت‬
‫التربة‪ .‬اما الزراعات السائدة في مثل هذه اقنواع من اقراضي هي الخضار والتبغ واقشجار المثمرة كالزيتون والحمضيات‬
‫والتين كمتا تزرع فيهتا الحبوب كتالقمح والعدس واقعالف وذلك بالزراعة الجافة‪ ،‬إذا توفرت المياه لها ف َّنها أ ارضت ت ت ت ت ت تتي جيدة‬
‫منتجة‪.‬‬
‫‪ -3‬أتربة الكروموسول‪:‬‬
‫تتميز هذه اق ارضتي بكونها طينية ثقيلة‪ ،‬يعلوها أفق (‪ )A‬داكن اللون منخفض في نستبة المادة العضتوية‪ ،‬ولكونها‬
‫تتميز بهذا القوام الثقيل فهي أراضي لزجة ولدنة في شروطها الرطبة‪ ،‬تتحول إلى قاسية صعبة المراس عند جفافها‪ .‬وبسبب‬
‫كثرة الطين من نوع المونتمور يللنيت‪ ،‬فهي تنتفخ لدـ ريها‪ ،‬ثم ال تلبث أن تنكمش وتتش ت ت تتقق بعد الجفاف‪ ،‬مما يحدث فيها‬
‫ش ت ت ت تتقوقاً وأخاديد يص ت ت ت تتعب معها تميز اآلفاق أحياناً في قطاع التربة وقد يدل لون هذه اق ارض ت ت ت تتي البني اقحمر على جودة‬
‫ص ترفها الداخلي أحياناً‪ .‬وقد نشتتأت هذه اق ارضتتي في الغالب من أصتتل كلستتي‪ ،‬أو عن رواستتب البحيرات‪ ،‬أو عن رواستتب‬
‫لحقية اقصت تتل‪ .‬ولون التربة الست تتائد هو اقحمر الداكن‪ ،‬أو البني‪ ،‬أو البني الداكن‪ ،‬أو اقست تتود‪ .‬وتست تتود في هذه اق ارضت تتي‬

‫‪105‬‬
‫زراعة الحبوب البعلية كالقمح والشتتعير والعدس بدورة معينة بحيث يزرع في الغالب محصتوالن كل ثالثة ستتنوات وان‬
‫كانت بعض اقماكن تزرع محصوالً كل عام ويزرع القطن والخض اروات واقشجار المثمرة إذا توفرت مياه الري فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬أتربة السندمونيك‪:‬‬
‫تتميز هذه اقتربة بوجود أفق واضت ت ت ت ت تتح في أعلى القطاع هو أفق (‪ )A1‬يحوي نست ت ت ت ت تتبة ال بأس بها أحياناً من‬
‫المادة العض تتوية‪ .‬ويلي هذا اقفق أفق آخر هو (‪ )B‬بلون بني محمر أو مص تتفر ويتداخل هذا اقفق مع أفق كلس تتي‬
‫على عمق يتراوح بين ‪ 01-31‬ستتم يتحول إلى طبقة قاستتية أحياناً‪ .‬ولون التربة الستتائد هو البني المشتتوب باقصتتفر‬
‫أو اقحمر أما القوام الوسطي لهذه اقتربة فيختلف من متوسط إلى ثقيل‪.‬‬
‫‪ -1‬األتربة الجبسية‪:‬‬
‫تتميز الصتتفات المورفولوجية والفيزيائية والكيميائية لألتربة الجبستتية‪ ،‬بمعرفة أصتتل الترستتبات الجبستتية والعمق الذي‬
‫عنده يصتتادف طبقة جبستتية في قطاع التربة‪َّ .‬‬
‫إن اقتربة الجبستتية في المناطق ال ُكرديَّة المتواجدة فيها تشتتكلت محلياً‬
‫تحت الظروف الطبيعية في العصتتور الجيولوجية الماضتتية وخاصتتة العصتتر الجيولوجي الحديث (ميوستتين) خاصتتة‬
‫في المناطق التي تعرضت إلى الغمر بالماء حيث توضعت المواد الجبسية بعد جفاف الماء‪ .‬وتبلغ نسبة الجبس في‬
‫هتذه اقتربتة درجتة عتالية‪ ،‬حيث توجد طبقات قاست ت ت ت ت ت تتية من الجبس في هذه اقتربة بدرجة عالية‪ ،‬حيث توجد طبقات‬
‫قتتاس ت ت ت ت ت ت تيتتة من الجبس في أعمتتاق مختلفتتة من قطتتاع التربتتة‪ ،‬كمتتا يوجتتد الجبس على ش ت ت ت ت ت ت تكتتل مست ت ت ت ت ت تتحوق أو متبلور‪.‬‬
‫تنتش تتر هذه اقتربة في المناطق الص تتحراوية اقكثر جفافاً‪ ،‬وكذلك قد توجد متداخلة مع أ ارض تتي الس تتينامونيك اقكثر‬
‫جفافاً وبشت تتكل خاص ف نها توجد في المناطق التي تعرضت تتت في العصت تتور الجيولوجية الماضت تتية‪ ،‬وخاصت تتة العصت تتر‬
‫الجيولوجي الحديث (ميوسين) إلى غمرها بالماء حيث توضعت المواد الجبسية بعد جفاف الماء‪ .‬وكمثال عنها نذكر‬
‫ش تتمال قرية البص تتيرة في ش تتمال شت ترقي المناطق ال ُكرديَّة‪ ،‬فهي أ ارض تتي متموجة وتش تتكل الحش تتائش النباتات الطبيعية‬
‫الرئيس ت ت تتية لهذه اقتربة إال َّ‬
‫أن حمولتها الرعوية على وجه العموم منخفض ت ت تتة‪ .‬وبس ت ت تتبب ارتفاع نس ت ت تتبة الجبس في هذه‬
‫قن المحصول واإلنتاج سيكون منخفضاً إال َّ‬
‫أن ذلك يتطلب‬ ‫اقراضي ف َّن تحويلها قراضي مروية مشكوك بنجاحه‪َّ ،‬‬
‫إجراء تجارب وأبحاث على هذه اقراضي‪.‬‬
‫‪-5‬أتربة رسوبية يدروموفية‪:‬‬
‫وهي اتربة ثقيلة رمادية قاتمة‪ ،‬فهي عبارة عن لوم طيني إلى طيني‪ ،‬تحتوي على ‪ %51-1‬كربونات الكالسيوم حتى‬
‫عمق ‪ 80-10‬سم متوضع على أفق كلسي متبقع‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪106‬‬
‫ُ َّ‬
‫(طبيعة املناخ يف املناطق الكردية يف سوريا)‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 4‬أيار ‪3104‬‬

‫في البداية نحب أن ننوه إلى َّأنه ليس من اختصت تتاص جمعية االقتصت تتاديين ال ُكرد‪ -‬ست تتوريا وضت تتع تعريف واضت تتح ومفصت تتل‬
‫لجغرافية المناطق ال ُكرديَّة في ست ت تتوريا فهي من اختصت ت تتاصت ت تتات الست ت تتياست ت تتيين والجغرافيين والقانونيين‪ ،‬فاكتفينا َّ‬
‫بأنها المناطق‬
‫الشمالية لسوريا‪.‬‬
‫المناخ هو مجموع الظروف الجوية التي تسود في منطقة معينة ويمكن تصنيف مكوناته كالتالي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬عناصر طاقة‪( :‬إضاءة – درجة الح اررة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬عناصر مائية‪( :‬أمطار – رطوبة – ضباب – ندي – سحاب)‪.‬‬
‫ج‪ -‬عناصر ميكانيكية‪( :‬رياح – ثلوج)‪.‬‬
‫يصنف المناخ في المناطق ال ُكرديَّة في سوريا في ثالثة مناطق‪( :‬المنطقة نصف الرطبة‪ ،‬والمنطقة نصف الجافة‪ ،‬والمنطقة‬
‫الجافة) وذلك كما يبينه الشكل المرفق‪:‬‬
‫‪ -5‬المنطقة ناااف الرطبة‪ :‬وهي كل وستتط تكون به نستتبة من المياه أو الرطوبة ويكون ذلك فترة مؤقتة‪ ،‬هي وستتط حيوية‬
‫هام جداً للنباتات ولبعض الكائنات الحية‪ .‬ويتميز بص تتيف حار وجاف وش تتتاء بارد وماطر مع وجود فص تتلين انتقاليين‬
‫هما الخريف والربيع‪ ،‬ويبلغ نسبة الهطول المطري فيه ‪ 680 -610‬مم‪.‬‬
‫‪ -6‬المنطقة ناااف الجدفة‪ :‬وهي منطقة ذات مناخ جاف وقليل اقمطار وقارس البرودة في الشتتتاء حيث تنخفض درجات‬
‫الح اررة ما دون الصت ت تتفر المئوي وشت ت تتديد الح اررة في الصت ت تتيف‪ ،‬أما في المناطق الجبلية والمرتفعات تست ت تتود درجات ح اررة‬
‫معتدلة صت ت ت ت تتيفًا بحكم الموقع المرتفع‪ .‬وهطول اقمطار عادةً ما يكون بين ست ت ت ت تتبتمبر ومايو من كل عام؛ ويبلغ نست ت ت ت تتبة‬
‫الهطول المطري فيه ‪ 610 -600‬مم‪.‬‬
‫‪ -1‬المنطقة الجدفة‪ :‬وهي منطقة ذات مناخ ص ت ت تتحراوي أو القاحل هو ص ت ت تتحراء يتميز بارتفاع نس ت ت تتبة التخبر بالمقارنة مع‬
‫التساقطات التي تكون بطبيعتها ضعيفة أو حتى منعدمة‪ ،‬وهو ما يؤثر سلبا على نمو وتطور الحياة النباتية واإلنسانية‪.‬‬
‫وتكاد تقتصر الحياة النباتية على الواحات‪ .‬ويبلغ نسبة الهطول المطري فيه اقل من ‪ 600‬مم‪.‬‬

‫‪107‬‬
:‫البريد االلكتروني‬
kak.suri2006@gmail.com
:‫صفحة الفيسبوك‬
https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl

108
‫ُ َّ‬
‫اآلثار االقتصادية للعمالة الكردية الوافدة إىل تركيا على‬
‫ُ‬
‫اقتصاد كردستان سوريا‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 34‬أيار ‪3104‬‬

‫تعرف العمالة ال ُكرديَّة في ُكردستان سوريا َّ‬


‫بأنها تلك الفئة الفتية التي تتراوح أعمارها بين (‪ )35 -18‬سنة والتي تعمل‬ ‫ا‬
‫في قطاع الخدمات والتجارة بغية تحقيق وارد اقتصادي يكفيهم الستكمال متطلبات الحياة المستقبلية‪.‬‬
‫فمع بدء واستمرار الثورة السورية منذ بداية عام ‪ 2011‬والعمالة ال ُكرديَّة تتجه إلى الخارج وبخاصة إلى تركيا مستفيدة‬
‫من ظروف االستقرار االقتصادي فيها‪ ،‬ومستفيدةً من قيمة فرق العملة بين الدولتين (سوريا التي تشهد انكماشاً اقتصادياً‪،‬‬
‫وتركيا التي تشهد انتعاشاً اقتصادياً)‪.‬‬
‫وقد تركزت هذه الهجرة إلى المدن التركية القريبة من الحدود بخاصة (نصيبين‪ ،‬وماردين‪ ،‬واضنة‪ ،‬وعنتاب ‪...‬الخ)‪.‬‬
‫ومعظم هذه العمالة الوافدة تعمل في مجال البناء‪ ،‬والخدمات الفندقية (المقاهي والفنادق)‪ ،‬وفي قطف الثمار والفواكه بالمزارع‬
‫التركية‪ ،‬وورش الخياطة والتطريز‪ ،‬والشركات اقخرـ‪ .‬ويقدر نسبة هؤالء العاملين الوافدين من ُكردستان سوريا إلى تركيا‬
‫بحدود ‪ 90000‬عامل‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى َّ‬
‫أن هناك آثار اقتصادية مترتبة على وجود تلك العمالة في الخارج على اقتصاد ُكردستان سوريا‬
‫(آثار ايجابية‪ ،‬وآثار سلبية)‪ .‬إذ يتمثل أكبر أثر إيجابي لذلك على اقتصاد ُكردستان سوريا َّ‬
‫بأن تحويالت هؤالء العاملين إلى‬
‫ُكردستان سوريا تساهم بشكل نسبي في تحسين اقداء االقتصادي ل ُكردستان سوريا وتساهم في رفدها بالقطع اقجنبي‪.‬‬
‫لكن اآلثار السلبية لذلك أكثر من اآلثار االيجابية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬العمالة ال ُكرديَّة الوافدة إلى تركيا تعمل في ظروف ليس لها صفة الديمومة‪ ،‬أي َّأنها تعمل في ظروف غير ثابتة‪.‬‬
‫‪ -2‬العمالة ال ُكرديَّة الوافدة إلى تركيا تتقاضى أجر أقل بكثير من العمالة التركية‪ ،‬إذ يقدر نسبة اإليراد الذي يحصل عليه‬
‫العامل ال ُكردي الوافد إلى تركيا بأقل من اإليراد الذي يحصل عليه العامل التركي بنسبة ‪ %40‬وهذا يعني باللغة االقتصادية‬
‫(تآكل القدرة اقجرية للعامل الموفد)‪.‬‬
‫‪ -3‬العمالة ال ُكرديَّة الوافدة إلى تركيا تساهم في التطوير العمراني بتركيا على حساب التطوير العمراني ب ُكردستان سوريا‪.‬‬
‫‪ -4‬العمالة ال ُكرديَّة الوافدة إلى تركيا ستصاب في المستقبل بتراجع المقدرة اإلنتاجية نتيجة العمل المستمر‪ ،‬وهذا يعني باللغة‬
‫االقتصادية (تآكل المقدرة اإلنتاجية للعامل الموفد)‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -5‬العمالة ال ُكرديَّة الوافدة إلى تركيا ستتأثر باقجواء السياسية واالجتماعية في تركيا أي َّأنه سيحدث تبدل في منظوماتهم‬
‫الفكرية والمعرفية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -6‬العمالة ال ُكرديَّة الوافدة إلى تركيا تهيأ جو االستثمار الخاص في تركيا على حساب ُكردستان سوريا‪.‬‬
‫‪ -7‬العمالة ال ُكرديَّة الوافدة إلى تركيا تساهم في تخفيف عبء اإلنفاق االستثماري الخاص في تركيا نتيجة تدني اقجور التي‬
‫يحصل عليها العمالة ال ُكرديَّة‪ ،‬وبالمقابل تزيد من اإلنفاق االستهالكي في ُكردستان سوريا عبر تحويالتهم المالية التي تصرف‬
‫فيها‪ ،‬وذلك كما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫وبذلك نرـ َّأنه يترتب على وجود العمالة ال ُكرديَّة الوافدة إلى تركيا آثار اقتصادية سلبية أكثر مما هي إيجابية وبالتالي‬
‫هذا يشكل أحد المشكالت االقتصادية التي يجب أن تعالر في داخل ُكردستان سوريا‪.‬‬
‫َّ‬
‫أن أهم اقسباب العامة التي تحبط أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية في ُكردستان سوريا يكمن في المرحلة‬
‫االنتقالية التي تعيشها سوريا عموماً منذ أكثر من ثالثة سنوات في ظل اقتصاد منهار أساسه الحصار االقتصادي والصراع‬
‫الداخلي والتدخالت الخارجية‪ .‬اقمر الذي يدفع إلى توجه العمالة ال ُكرديَّة والسيما الشباب نحو الهجرة بحثاً عن فرص أفضل‬
‫للعيش‪ ،‬أو في توجه بعضهم إلى االنخراط في مهن وأعمال تتعارض مع خبراتهم وقدراتهم العلمية والمهنية التي اكتسبوها‪ ،‬بل‬
‫إنها قد تتعارض مع التوجهات القيمية واقخالقية التي يؤمنون بها أو تربوا في ظاللها‪ ،‬وبين تلك المهن واقعمال ما يصنف‬
‫باعتباره أعماالً سوداء وخطرة وبعضها مخالف للقانون‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫وبالتالي يقع على عاتق كل من المجلس الوطني ال ُكردي ومجلس شعب غربي ُكردستان توفير فرص العمل في الداخل‬
‫لهؤالء العاملين وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -5‬إعالن إستراتيجية للتنمية ومكافحة الفقر والبطالة والهجرة‪ ،‬يتم االلتزام بها بصورة علنية وشفافية كاملة وببرامجها التنفيذية‬
‫التي تتضمن في مفاصلها اقساسية‪ :‬تخفيف اقعباء عن الفئات الدنيا والفقيرة من المجتمع‪ ،‬وتقديم مساعدات عاجلة للبيئات‬
‫الفقيرة بما فيها اقسر الشديدة الحاجة‪ ،‬ومكافحة ظواهر وعدم تكافؤ الفرص‪ ،‬ومناهضة أي اتفاقات تمس مصالح المهمشين‬
‫والفقراء والعمل على إدماجهم في المجتمع وفعالياته‪ ،‬واالهتمام بالتوازن اإلقليمي من خالل إيجاد فرص العمل وتطوير البنى‬
‫التحتية في المناطق اققل نمواً واقكثر فق اًر‪.‬‬
‫‪ -6‬إقامة إطار وطني عريض يشمل ممثلي جماعات سياسية وهيئات اجتماعية وفعاليات وشخصيات عامة يكون هدفه مكافحة‬
‫الفقر والبطالة والهجرة‪.‬‬
‫‪ -1‬القيام بأبحاث ودراسات تتناول موضوع الفقر والبطالة والهجرة في محتوياته وعالقاته المختلفة‪ ،‬وبواسطة باحثين ودارسين‬
‫متعددي الميول‪ ،‬مما يجعل موضوع الفقر والبطالة والهجرة في الدائرة اقوسع للرؤية‪.‬‬
‫‪ -1‬بذل جهد إعالمي وثقافي هدفه الكشف عن طبيعة الفقر والبطالة والهجرة ومحتوياته وتأثيراته الخطرة على المجتمع وفئاته‬
‫اقضعف والسيما النساء واقطفال‪.‬‬
‫‪ -1‬تشجيع الصناعات المتوسطة والصغيرة في ُكردستان سوريا من أجل الحد من هجرة الشباب نحو الخارج‪.‬‬

‫نشر في جريدة يكيتي عدد (‪ )606‬شهر نيسان ‪6051-6051‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪111‬‬
‫ُ َّ‬
‫تأثري هجرة الكفاءات العلمية على التنمية االقتصادية يف املنطقة الكردية‬

‫يف سوريا‬

‫جوانا أمحد‬
‫ُ‬
‫عضوة مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 5‬حزيران ‪3104‬‬

‫عرف هجرة الكفاءات العلمية بأنَّه انتقال الموارد البشرية التي تمتلك المعرفة والمهارات التقنية والفنية من دولها‬
‫تُ َّ‬
‫اقصلية إلى الدول اقخرـ التي غالباً ما تكون متقدمة‪ ،‬بسبب ما تواجهه هذه الموارد من صعوبات في دولها مثل الحروب‪،‬‬
‫أو النزاعات المسلحة‪ ،‬أو عدم االستقرار السياسي‪ ،‬أو البطالة ‪....‬الخ‪.‬‬
‫حيث‬
‫وتعتبر ظاهرة هجرة الكفاءات العلمية وخبراتها الفنية من الداخل إلى الخارج من أخطر ما تعاني منه الدول‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫تشكل هذه الهجرة مظه اًر من مظاهر الخلل االجتماعي والثقافي والمهني والتعليمي وتقف حاج اًز في طريق التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫حيث تؤكد النظرية االقتصادية ونظريات التنمية على دور رأس المال البشري في النمو الطويل اقمد والمستدام‪ ،‬فبدأ ناقوس‬
‫الخطر يدق بقوة محذ اًر من اآلثار السلبية الستمرار هذه الهجرات‪ ،‬حيث أشتد نزيف هجرة الكفاءات السورية وبلغت أوجها‬
‫خالل الثورة السورية‪ .‬فعدم االستقرار بأشكاله كافةً (السياسي‪ ،‬واالقتصادي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬واقمني) كان من أهم الدوافع التي‬

‫دفعت إلى هجرة هذه الكفاءات نحو الخارج‪ ،‬حيث بدأت هذه الكفاءات بالشعور بالغربة في وطنهم فاضطروا إلى السفر سعياً‬
‫وراء ظروف أكثر حرية وأكثر استق ار اًر‪.‬‬
‫ِ‬
‫بشكل‬ ‫واذا ما أخذنا المجتمع ال ُكردي في سوريا كنموذج للهجرة نالحظ ارتفاع هجرة ال ُكرد بشكل عام‪ ،‬وهجرة الكفاءات‬
‫خاص (اقطباء والمهندسين‪ ،‬والعلماء‪... ،‬الخ) مقارنة ب جمالي عدد سكان سوريا وذلك نتيجة جملة من اقسباب (السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية واقمنية) التي أثقلت كاهل الشعب ال ُكردي في سورية‪.‬‬
‫ويعزو أسباب هجرة الكفاءات العلمية وخبراتها الفنية من الداخل إلى الخارج ذلك إلى جملة من االمور أهمها‪:‬‬
‫‪-5‬عدم توفير الظروف المادية واالجتماعية التي تؤمن المستوـ المناسب لهم للعيش في سوريا‪.‬‬
‫‪-6‬البيروقراطية والفساد اإلداري‪.‬‬
‫‪-1‬عدم االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي واقمني‪ ،‬وتهميش الباحث‪.‬‬
‫‪ -1‬حالة الركود في تطور القوـ المنتجة‪.‬‬
‫‪ -1‬فتح التكنولوجيا الحديثة في الخارج أفاقا جديدة لألدمغة‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫وبالتالي فما هي الخسائر التي تكبدها االقتصاد والمجتمع ال ُكردي خاصةً والسوري بشكل عام نتيجة تلك الهجرات؟‬
‫تساؤل بات يحير الكثيرين الذين يحاولون الحصول على إجابة واضحة عنها‪.‬‬
‫ونتيجة غياب البيانات اإلحصائية بالنسبة لسورية في هذا المجال تم االعتماد على البيانات الصادرة عن جهات‬
‫أخرـ‪ ،‬فوفق التقرير اإلقليمي لهجرة العمل العربية الصادر عن جامعة الدول العربية عام ‪ 6009‬وحسب مؤشر المعرفة‬
‫العالمي جاءت سورية في مقدمة الدول العربية الطاردة للكفاءات (سورية‪ ،‬ولبنان‪ ،‬ومصر‪ ،‬والمغرب‪ ،‬وتونس)‪ .‬حيث نالت‬
‫حيث‪ 5 :‬سيء‪ 7 ،‬جيد) أي كلما تصاعد المؤشر‬
‫المؤشر ‪ 6،1‬في سلم قياس العوامل الطاردة (المؤشر متدرج من‪ 5 :‬إلى ‪ُ 7‬‬
‫كلما كانت الدولة ذات نتائر أفضل عن طريق تكوين رأس مال بشري من خالل االحتفاظ وجذب قوة العمل المؤهلة‪ .‬وهذا‬
‫ما أكدته إحصاءات أوردها تقرير لمؤسسة الفكر العربي في شباط ‪ 6051‬اعتماداً على بيانات سابقة لمنظمة العمل العربية‬
‫حيث تشير هذه االحصاءات إلى َّ‬
‫أن حوالي ‪ 500‬ألف من العلماء والمهندسين والخبرات يهاجرون سنوياً من ‪ 8‬دول عربية‬
‫وعلى رأسها سورية‪ .‬و َّ‬
‫أن ‪ %70‬من العلماء المهاجرين ال يعودون إلى دولهم بينما تصل نسبة الهجرة الدائمة للطالب‬
‫الحاصلين على منح دراسية للخارج حوالي ‪ %11‬من إجمالي المبعوثين‪ .‬وفي عام ‪ 6051‬جاء ترتيب سورية ‪ 552‬في سلم‬
‫التنمية الشاملة‪ ،‬حيث كان معدل تغيير الترتيب بين عامي ‪ 6055‬و ‪ 6051‬هو (‪ )1‬وكان مؤشر التنمية عام ‪ 6051‬هو‬
‫(‪ )0،218‬بينما كان معدل تغيير مؤشر التنمية بين عامي ‪ 6055‬و ‪ 6051‬هو (‪ )0،006‬وذلك حسب تقرير اقمم المتحدة‬
‫للتنمية البشرية عام ‪ .6051‬وحسب تقديرات ‪ World Fact Book‬تأتي سورية من حيث تراكم هجرة الكفاءات بالترتيب‬
‫‪ 659‬من ‪ 665‬دولة‪ .‬من خالل هذ االحصاءات يمكن االستنتاج َّ‬
‫بأن سورية فعالً هي دولة طاردة للكفاءات سواء قبل الثورة‬
‫أو خاللها‪ .‬أما من جانب تأثير هذه الهجرات على التنمية فحيث تعتبر التكاليف التي تحملتها الدولة في االستثمار واإلنفاق‬
‫على النظام التعليمي‪ ،‬وبالتالي تكلفة إعداد كل فرد من خريجي النظام التعليمي السوري‪ ،‬جزءاً من التكلفة وهو أقلها بالمقارنة‬
‫مع فقدان الفرص البديلة التي تتسبب هجرتهم بها‪ .‬فتطور النظرية االقتصادية‪ ،‬في السنوات اقخيرة‪ ،‬أدخل التطور التكنولوجي‬
‫في دالة اإلنتاج كمتغير داخلي‪ ،‬بعد أن كان يعتبر متغي اًر خارجياً وقد أصبح جزءاً من متغير رأس المال وقوة العمل فالتغير‬
‫في رصيد رأس المال يرتبط باالدخار واإلهتالك والزيادة في قوة العمل‪ ،‬وفي حال ثبات عاملي االدخار واإلهتالك ف َّن التغير‬
‫في قوة العمل‪ ،‬سوف ينعكس بتغير حصة الفرد في قوة العمل من رصيد رأس المال‪ ،‬وهو الذي يحكم اإلنتاجية والناتر الكلي‬
‫في نهاية المطاف‪ ،‬وفق دالة اإلنتاج هذه يحمل كل عامل معه حصة من رأس المال‪ ،‬وهو عند خروجه من حلقة اإلنتاج‬
‫يخرج تلك النسبة معه‪ ،‬وهو في حالة الهجرة يقدمها للدولة المضيفة‪ ،‬وقد تبين من خالل الدراسات التي تمت على االقتصادات‬
‫المستقبلة للهجرة " توصل التحليل اإلحصائي لبيانات ‪ 51‬دولة أوروبية للفترة (‪ )5991 -5995‬إن زيادة تعادل ‪ 5%‬من‬
‫سكان تلك البلدان ناجمة عن الهجرة‪ ،‬تؤدي إلى زيادة في الناتر المحلي اإلجمالي تتراوح بين ‪ 5.61‬و ‪ .% 5.1‬أما بالنسبة‬
‫للدول المصدرة للعمالة الماهرة ف َّن الفاقد سيكون أكبر من ذلك نتيجة َّ‬
‫أن وسطي سنوات التعلم بالنسبة لتلك الفئة من‬
‫المهاجرين تفوق بدرجة كبيرة وسطي سنوات التعلم للعاملين في االقتصاد الوطني‪ ،‬أي َّ‬
‫أن حصتهم من رأس المال تكون‬

‫‪113‬‬
‫أكبر من الوسطي الوطني‪ ،‬وهذه الحصة لم ترفد االقتصاد الوطني‪ ،‬وحرم من التراكم في رأس المال اإلنتاجي (رأس المال‬
‫وقوة العمل)‪ ،‬يحتاج تقدير تلك الخسائر بالنسبة لالقتصاد السوري‪ ،‬بيانات دقيقة‪.‬‬
‫فحسب تقرير اليونسكو تقع سورية ضمن مجموعة الدول الراكدة أو المهمشة علمياً وتحتل المرتبة ‪ 61‬من ‪ 62‬دولة‬
‫في مجال البحث العلمي‪ .‬وتحتل سورية نتيجة ذلك مرتبة متدنية في ترتيب التنافسية العالمية‪ ،‬وفي مجال الصادرات عالية‬
‫التقانة‪ ،‬ويحرمها هذا الوضع من إمكانات تطوير التعليم واإلدارة ويضعف قدرتها االستيعابية لعملية نقل التكنولوجيا باإلضافة‬
‫إلى إضعاف القدرة اإلنتاجية بشكل عام‪ ،‬وينعكس ذلك بضعف جذبها لالستثمار اقجنبي المنتر‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪114‬‬
‫ُ‬
‫الزراعة والتصنيع الزراعي قاطرة للتنمية يف غربي كردستان‬
‫ﭼلنﮒ عمر‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 33‬حزيران ‪3104‬‬

‫اختلف االقتص اديون حول تحديد المعيار الذي يعتمد عليه في قياس درجة التقدم والتخلف في الدول والمجتمعات‪،‬‬
‫وبالتالي التفرقة بين المتخلف منها والمتقدم اقتصادياً‪ ،‬ففيما يرـ البعض ضرورة االعتماد على مقاييس تعكس مظاهر الحياة‬
‫العادية كمتوسط طول العمر ومعدالت الوفيات نجد أن البعض اآلخر اعتمد مقاييس تعكس مظاهر النشاط االقتصادي‬
‫كحجم الدخل القومي ومتوسط دخل الفرد‪.‬‬

‫وفي العموم يمكن القول بأن كل النظريات االقتصادية تتفق على أن انتقال المجتمعات من التخلف إلى التقدم تتم من‬
‫خالل عملية تنمية اقتصادية تأخذ على عاتقها تحقيق أهداف مثل‪:‬‬

‫‪ -5‬زيادة مستوـ الدخل القومي والفردي‪.‬‬


‫‪ -6‬رفع مستوـ المعيشة‪.‬‬
‫‪ -1‬تقليل التفاوت بين الدخول والثروات‪.‬‬
‫‪ -1‬تعديل الهيكل اإلنتاجي‪.‬‬

‫تالياً تركزت جهود العلماء على محاولة إيجاد أنسب الطرق لبدء عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث ظهرت نظريتان‬
‫هما‪:‬‬

‫‪ -5‬نطرية النمو المتواز ‪ :‬التي تفترض حدوث النمو الكبير والمتزامن لجميع القطاعات دفعة واحدة وهذا يتحقق من خالل‬
‫القيام بموجة كبيرة من االستثمارات وفي مختلف اقنشطة االقتصادية‪ ،‬حيث ترـ النظرية أن هناك عالقة تكامل بين‬
‫هذه اقنشطة والقطاعات‪.‬‬
‫‪ -6‬نطرية النمو غير المتواز ‪ :‬حيث ترـ هذه النظرية أن سياسة النمو المتوازن في مختلف اقنشطة االقتصادية هي فوق‬
‫طاقة البلدان والمجتمعات المتخلفة‪ ،‬وبالتالي ترـ النظرية ضرورة إعطاء اقولوية لالستثمار في قطاع على حساب‬
‫اآلخر ومتى ما زاد الطلب على العرض ينبغي تغيير أولوية االستثمار واالنتقال إلى قطاع آخر‪.‬‬

‫بالنسبة لروج آفا (غربي كردستان) وفيما لو أردنا تطبيق نموذج للتنمية ف ن سعينا يمكن أن يستند إلى كلتا النظريتين حسب‬
‫ظروف وواقع كل منطقة أو مقاطعة‪ ،‬حيث يتسم اقتصاد المناطق ال ُكرديَّة عموماً بأنه اقتصاد ريعي يعتمد على القطاع‬
‫الزراعي الذي يعد المصدر الرئيسي للدخل وباب الرزق شبه الوحيد للمواطنين ال ُكرد في كل من الجزيرة وعفرين وكوباني‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫بناءا عليه ف ن انطالقة التنمية في روج آفا يجب أن تعتمد أوالً على إعادة االعتبار لقطاع الزراعة الذي يعتبر المصدر‬
‫اقساسي لتشغيل اليد العاملة وتأمين معيشة غالبية السكان‪ ،‬أي أن التنمية الزراعية يجب أن تكون في رأس سلم أولوياتنا‬
‫االقتصادية‪ .‬وبالتالي يقتضي هذا الوقوف على أسلوب وعالقات اإلنتاج اقمامية والخلفية أو (البناء التحتي) في القطاع‬
‫الزراعي‪.‬‬

‫حيث تتعدد اقسباب التي تجعل من التنمية الزراعية أم اًر حيوياً لمجتمع ما‪ ،‬كذلك تتباين درجة أهمية كل من هذه اقسباب‬
‫تبعاً لظروف كل مجتمع واحتياجاته‪ .‬حيث أن عدد السكان ومدـ التطور في مستوـ المعيشة إضافة إلى الظروف المحيطة‬
‫المحددة لدرجة االعتماد على الذات أو مدـ إمكانية االعتماد على الغير في توفير االحتياجات الغذائية‪ ،‬كلها عوامل تُسهم‬
‫بصورة أو بأخرـ في تحديد درجة اهتمام المجتمع بالتنمية الزراعية‪.‬‬

‫وتقسم متطلبات قيام التنمية الزراعية إلى‪:‬‬

‫‪ -5‬عالتقدت اإلنتدو األمدمية (المدخالت)‪ :‬التي تتضمن توفير مستلزمات الزراعة‪ ،‬وهذه المستلزمات تتلخص في الموارد‬
‫الطبيعية من مياه وتربة‪ ،‬إضافة إلى التكنولوجيا المستخدمة ويقصد بها المعلومات واقدوات المستخدمة في اإلنتاج‪،‬‬
‫حيث يمكن توظيف ما سبق قجل التنمية الزراعية من خالل التركيز على البحوث اإلنتاجية واإلرشاد الزراعي ووضع‬
‫لسد الفجوات التي يمكن أن تحدث في المستقبل‪ ،‬وزيادة اإلنتاج من وحدة المساحة من خالل دمر‬
‫الخطط الزراعية ا‬
‫التكنولوجيا بالزراعة بشكل يزيد من مردودية اإلنتاج ضمن المساحات ذاتها‪ ،‬إضافة إلى عمليات ترشيد استهالك المياه‬
‫بما يتناسب والظروف المناخية‪ ،‬وبما ال يستنزف المورد‪ ،‬إضافة إلى دراسة موضوع تقديم الدعم وتوفير مستلزمات دورة‬
‫اإلنتاج الزراعي وفق أسس سليمة‪.‬‬

‫‪ -6‬عالتقدت اإلنتدو الخلفية (المخرجدت)‪ :‬وهي تأتي بعد مرحلة الزراعة‪ ،‬أي بعد جني المحصول‪ ،‬وهي تتعلق أساساً‬
‫بتصريف اإلنتاج الزراعي‪ ،‬حيث يتم التصريف عبر قناتين‪ ،‬تجارية من خالل إيجاد المنافذ وأسواق البيع والتصدير‪،‬‬
‫وصناعية من خالل تصنيع المنتجات الزراعية‪.‬‬

‫ما أود التركيز عليه هنا هو التصنيع الزراعي‪ ،‬كون المناطق ال ُكرديَّة تفتقد إلى المشاريع الصناعية من هذا النوع‪ ،‬وذلك‬
‫بالرغم من الغنى وتوافر كل مقومات قيامها‪ ،‬فنظام البعث عمل جاهداً طوال سنين حكمه على تهميش مناطق روج آفا‬
‫ومحاربة ال ُكرد اقتصادياً‪ ،‬بهدف دفع ال ُكرد للهجرة وتغيير ديمغرافية غربي كردستان‪ ،‬وذلك عبر إغالق المجال أمام تطور‬
‫وتنمية مناطقهم اقتصادياً من خالل مصادرة أراضيهم الزراعية الخصبة واحالل العرب مكانهم عبر مشروع الحزام العربي‬
‫قيد حركة البناء وسد منافذ البيع والشراء في المناطق ال ُكرديَّة‪ ،‬واستنزاف الثروة‬
‫واإلحصاء االستثنائي والمرسوم ‪ 19‬الذي ا‬
‫المائية في بعض مناطق مقاطعة الجزيرة عبر مشاريع الري العشوائية التي أدت لجفاف المياه الجوفية ولتملح التربة والتصحر‬
‫وخروج مئات الهكتارات من اإلنتاج الزراعي‪ ،‬كذلك عمل من خالل السياسات والمراسيم االستثنائية على منع إقامة‬
‫المشروعات الصناعية المكملة ل نتاج الزراعي الموجود‪ ،‬وبالتالي كان كل اإلنتاج الزراعي في المناطق ال ُكرديَّة ُيباع بشكله‬

‫‪116‬‬
‫ويباع كسلع ومنتجات ُمصنعة‪ ،‬وبالتالي تبعية المناطق‬
‫صنع ُ‬
‫الخام‪ ،‬سواء بالتصدير إلى خارج سوريا أو إلى الداخل السوري ُلي ا‬
‫ال ُكرديَّة اقتصادياً ومعيشياً للداخل العربي السوري‪.‬‬

‫ويشتمل تصنيع المنتجات الزراعية (النباتية والحيوانية) على ثالثة أقسام هي‪:‬‬

‫‪ -5‬صناعات تقوم على منتجات زراعية‪ ،‬مثل غزل ونسر القطن وصناعة الورق‪.‬‬
‫‪ -6‬صناعات تستهدف إعداد المنتر الزراعي وتحويله من صورة غير صالحة لالستخدام إلى شكل صالح لالستخدام‪ ،‬مثل‬
‫صناعة السكر من القصب أو من الشمندر السكري‪.‬‬
‫‪ -1‬صناعات تهدف إلى إطالة فترة استخدام المنتر الزراعي أو خلق استخدامات جديدة له‪ ،‬مثل الصناعات الغذائية من‬
‫خالل التجفيف أو التجميد أو التعليب للفاكهة والخضار واللحوم واقلبان ومشتقاتها‪.‬‬

‫إن مقومات قيام التصنيع الزراعي في مناطق روج آفا اليوم كبيرة جداً فعدا عن توافر المواد اقولية الزراعية (حيث‬
‫تعتبر المناطق ال ُكرديَّة من اخصب المناطق وأنسبها للزراعة من حيث المساحات السهلية الواسعة ووفرة الموارد المائية‬
‫الجوفية والسطحية والسدود) واقيدي العاملة الخبيرة (حيث يتميز المجتمع ال ُكردي بفتوته وارتفاع نسبة الشباب القادرين على‬
‫العمل وفي مختلف االختصاصات)‪ ،‬ف نه يضاف إلى ما سبق ميزة اقسبقية والريادة لقيام أي مشروع‪ ،‬فأي مشروع صناعي‬
‫يتأسس اآلن في غربي كردستان يمكن أن يكون اقول من نوعه وبالتالي ف ن فرصته لالستفادة من السوق ستكون أكبر‪،‬‬
‫ذلك أن السوق المحلية بحاجة إلى هكذا منتجات تضطر إلى استيرادها‪.‬‬

‫تبقى العقبة الوحيدة في هذا المضمار هو توفير رؤوس اقموال الالزمة‪ ،‬حيث أن التوجه نحو التصنيع يتطلب تأمين‬
‫رؤوس أموال كبيرة قد ال تتوافر لدـ غالبية ال ُكرد‪ ،‬لذا ف نه يجب العمل على تشجيع اقثرياء والمالكين ال ُكرد الكبار على‬
‫استثمار فائض مردودهم الناتر من الزراعة في هكذا مجاالت‪ ،‬كذلك يمكن أن يكون الحل اقمثل هو في العمل على إنشاء‬
‫التعاونيات أو الشركات المساهمة محدودة المسؤولية التي ستساعد في توظيف فائض المردود الزراعي أو المدخرات الفردية‬
‫للمواطنين‪ ،‬لتُشكل معاً رأسماالً ضخماً مؤهالً لقيام مشروعات صناعية هامة‪ ،‬مما يسهم في تحقيق قيمة مضافة كبيرة ويتيح‬
‫إمكانية تشغيل آالف اقيدي العاملة من الشباب ال ُكرد الذين يضطرون للهجرة بحثاً عن لقمة العيش‪ ،‬وبالتالي سيساهم هذا‬
‫في تثبيت ال ُكرد في مناطقهم وعدم هجرتهم‪.‬‬

‫وبالتالي ف نه يجب العمل على توفير االستقرار اقمني والسياسي وايجاد البيئة القانونية والتشريعية المالئمة إلنشاء‬
‫وتطوير الفعاليات الزراعية والصناعية والتجارية وبما يحقق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة في غربي كردستان‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪117‬‬
‫ُ‬
‫فيزوكنتالية اقتصاد كردستان سوريا‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 34‬حزيران ‪3104‬‬
‫اقتصاد ُكردستان سوريا اقتصاد (فيزوكنتالي)‪ ،‬فهو اقتصاد زراعي بالدرجة اقولى وذو توجه صناعي وتجاري بالدرجة‬
‫الثانية‪.‬‬
‫فهو في الشق اقول اقتصاد فيزوقراطي (زراعي) يعتمد بالدرجة اقولى على زراعة الحبوب واقشجار المثمرة من‬
‫خالل االعتماد على مقومات الطبيعة المتاحة في المنطقة‪ ،‬فينتر الكثير من المحاصيل (القمح‪ ،‬والشعير‪ ،‬والعدس‪ ،‬والقطن‪،‬‬
‫والزيتون‪... ،‬الخ)‪ .‬فيتاجر بجزء منه ويحتفظ بالباقي من خالل عملية التخزين لالستفادة من زراعته في المستقبل‪.‬‬
‫وفي الشق الثاني فهو اقتصاد ذو توجه مركينتالي (صناعي وتجاري) فهو يخطوا نحو الزراعات الصناعية والصناعات‬
‫التحويلية باالعتماد على المواد اقولية المتاحة على ارض ُكردستان سوريا‪ ،‬ومن ثم االتجار به من خالل التجارة الداخلية‬
‫والتجارة الخارجية (من خالل المعابر الحدودية)‪.‬‬
‫ومع ذلك يعاني اقتصاد ُكردستان سوريا من ضعف تلك الركائز االساسية في االقتصاد والسبب يعود إلى أمرين‪،‬‬
‫اقول تاريخي مرتبط بغياب التنمية عن مناطق ُكردستان سوريا‪ ،‬والثاني نتيجة الصراع الدائر في سوريا الذي دخل عامه‬
‫الرابع‪ .‬وبذلك ف َّن استمرار الصراع في سوريا وانعدام حالة االستقرار بالتزامن مع انخفاض سعر صرف الليرة السورية مع‬
‫اجع اإلنتاج الزراعي القائم إلى جانب الصناعة والتجارة‪.‬‬
‫الحصار االقتصادي‪ ،‬سيؤدي كل ذلك إلى تر ِ‬
‫َّ‬
‫إن ربط الزراعة بالصناعة في ُكردستان سوريا كفيل ب حداث تطور هائل في كل مناحي الحياة‪ ،‬ووضع القطاع‬
‫الزراعي على طريق االزدهار‪ ،‬وتحقيق اقمن الغذائي‪ ،‬ذلك إلى جانب التطور الصناعي والتجاري‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن نجاح اقتصاد ُكردستان سوريا يكمن بالدرجة اقولى في تحقق حالة االستقرار السياسي في سوريا بشكل عام‬
‫و ُكردستان سوريا بشكل خاص‪ ،‬ومن ثم تحقيق معادلة التنمية في كل من (الزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والتجارة) وفق الشكل التالي‪:‬‬

‫‪118‬‬
119
:‫البريد االلكتروني‬
kak.suri2006@gmail.com
:‫صفحة الفيسبوك‬
https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl

120
‫كركوك‪ ..‬لعبة النفط واملصاحل‬

‫ﭼلنﮒ عمر‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 38‬حزيران ‪3104‬‬

‫في ‪ 68‬حزيران ‪ 5951‬أي قبل قرن من اآلن اغتال طالب صربي ولي عهد النمسا وقرينته عندما كانا في زيارة إلى‬
‫سراييفو‪ ،‬هذا الحدث وما افضى إليه من ردود أفعال وتداعيات اعتبر حينها السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية اقولى‬
‫بين بريطانيا وحلفاءها وألمانيا ومحورها والتي راح ضحيتها ثمانية ماليين قتيل‪ ،‬حيث كان يسود االعتقاد في بادئ اقمر‬
‫بأن الحرب لن تدوم طويالً‪ ،‬إال أن مصدر الطاقة الجديد "البترول" كان قد غير من هدف وطبيعة الحروب من حيث الرغبة‬
‫في الهيمنة على منابع هذا المصدر الجديد للطاقة الذي أتاح معدات حربية وأساطيل بحرية بات من يمتلكها سيداً على‬
‫العالم‪.‬‬

‫صدـ لما كان يجري منذ سنوات في الشرق اقوسط‪ ،‬فالصراع والتنافس القائم بين‬
‫ً‬ ‫العظمتين اعتُبر‬
‫الحرب بين القوتين ُ‬
‫دولة فارس الشيعية واإلمبراطورية العثمانية السنية كان يأخذ منحاً اقتصادياُ إضافة لالختالفات المذهبية القائمة‪ ،‬ففي الوقت‬
‫الذي كان المهندسون اقلمان يقومون بعمليات المسح لمد سكة الحديد برلين‪ -‬بغداد‪ ،‬وقعوا على مناطق يطفح منها النفط‬
‫حول مدينة الموصل‪ ،‬فأخبروا حكومة السلطان العثماني الذي كلف رجل اقعمال اقرمني الخبير بشؤون النفط (كالوستا‬
‫زكي كولبنكيان) بالتوسع في الحفر والتنقيب عن النفط؛ حيث تطور اقمر الحقاً إلى تأسيس شركة النفط التركية (‪)TPC‬‬
‫التي كانت تمول عملياتها عبر المصرف اقلماني (‪ )Deutsche Bank‬الذي ورث حقوق االمتياز الخاصة بشركة سكة‬
‫الحديد اقلمانية‪ ،‬وجرـ التوقيع على االتفاقية الخاصة بحق االمتياز الخاص بحقول نفط الموصل في ‪ 68‬حزيران ‪،5951‬‬
‫حيث امتلك السيد (كولبنكيان) نسبة ‪ %51‬من أسهم هذه الشركة إال أنه اجبر على التنازل عن نسبة ‪ %50‬للحكومة‬
‫البريطانية لتبقى له حصة ‪ %1‬لذا فقد سمي في اقدبيات النفطية بت(‪ ،)Mister 5 percent‬وبالتزامن مع ذلك كلفت حكومة‬
‫الشاه في إيران الجنرال (أنطوان كتابجي) باالتصال مع الحكومة البريطانية للتنقيب عن النفط في إيران (بالتحديد في السفوح‬
‫الشرقية لسلسلة جبال زاغروس)‪ ،‬وبالفعل انبرـ المغامر (وليم دي آركي) للمهمة بدعم وتشجيع من قبل لورد البحر البريطاني‬
‫ووزير المستعمرات (ونستون تشرشل) الذي كان مولعاً بفكرة السيطرة على منابع النفط المكتشف حديثاً في فارس والشرق‬
‫عموماً‪ ،‬وذلك للتخلص من التبعية للنفط اقمريكي كذلك لقطع الطريق على الطموحات الروسية في المنطقة‪ ،‬ومن ثم كانت‬
‫شركة البترول اإلنكليزية‪ -‬الفارسية التي أصبحت الحقاً عمالق صناعة النفط (‪.)British Petroleum‬‬

‫مهما يكن من أمر وبعيداً عن التفاصيل‪ ،‬ف ن الثروة المكتشفة وما آلت إليه الحرب من انتصار لدول الحلفاء تركت أثرها‬
‫في مجمل منطقة الشرق اقوسط الذي بات مسرحاً لنشوء تحالفات كان النفط العامل اقساسي في تحديد مالمحها‪ ،‬ففرنسا‬

‫‪121‬‬
‫وبريطانيا وقبل أن تنتهي الحرب اتفقا على تقاسم مناطق النفوذ في الشرق اقوسط أو (اقدنى) كما كان يسمى حينها‪ ،‬من‬
‫خالل التوقيع على اتفاقية سايكس‪ -‬بيكو ‪ 5952‬التي وضعت والية الموصل الغنية بالنفط تحت الوصاية الفرنسية ضمن‬
‫مناطق نفوذها في لبنان وسوريا الحالية‪ ،‬وفي عام ‪ 5960‬وقعت فرنسا وبريطانيا اتفاق سان ريمو حول تقاسم مناطق النفوذ‬
‫حيث تنازلت فرنسا بموجبه عن الموصل لبريطانيا؛ وفي الواقع لم يكن هذا االتفاق سوـ اتفاقاً آخر على توزيع الثروة‬
‫البترولية في مجمل شرق المتوسط‪ ،‬وخير دليل على ذلك هو استثناء بالد فارس من االتفاقية‪ ،‬وذلك قن امتياز الشركة‬
‫البريطانية (‪ )BP‬ظل ساري المفعول هناك‪ ،‬على عكس مناطق تركة الدولة العثمانية حليفة ألمانيا المهزومتين في الحرب‪،‬‬
‫فاالمتيازات اقلمانية جرـ تحويل ملكيتها للحلفاء‪ ،‬فحصة دويتشه بنك استولت عليها الحكومة البريطانية وشركة النفط‬
‫التركية تحولت إلى شركة النفط العراقية التي توزعت أسهم ملكيتها بين فرنسا وبريطانيا مع بقاء نسبة ‪ %1‬للسيد (كولبنكيان)‬
‫الذي تحول بوالئه للبريطانيين‪.‬‬

‫جدير بالذكر أنه في هذه اقثناء بدأ يظهر العب جديد على خط التنافس على مناطق النفط؛ أال وهو الواليات المتحدة‬
‫اقمريكية‪ ،‬التي كانت راغبة في قطف ثمار الغنائم من أمالك الدولة العثمانية المنهارة‪ ،‬حيث دخلت شركاتها النفطية في‬
‫مساومات مع البريطانيين‪ ،‬بحيث تمخضت لقاءات المتفاوضين عن حصول الواليات المتحدة على امتيازات النفط في العربية‬
‫السعود ية‪ ،‬وبريطانيا في محميات الخلير والعراق أما فرنسا فقد كانت حصتها في سوريا وبالتحديد في المنطقة ال ُكرديَّة في‬
‫الجزيرة لكنها لم تقم بالتنقيب قسباب اقتصادية بحتة‪.‬‬

‫المهم في اقمر هو أن مصالح الحلفاء أنتجت كيانات سياسية هجينة في شرق المتوسط لعل أبرزها هو العراق‪ ،‬ففي‬
‫الجنوب (والية البصرة) على ضفاف شط العرب هناك من يسمون بعرب اقهوار الذين يرون أن طهران الشيعية أقرب إليهم‬
‫من بغداد السنية‪ ،‬وفي الشمال (والية الموصل) هناك ال ُكرد الذين أُهملت مطالبهم في حق تقرير المصير كما أقرته معاهدة‬
‫سيفر للكرد القاطنين ضمن الدولة العثمانية وتم إلحاقهم قس اًر بالدولة العراقية‪.‬‬

‫جدير بالذكر أنه ووفقا للوثائق العثمانية والبريطانية الحقاً ف ن اإلشارة إلى كركوك (شهرزور) كانت تتم ضمن سياق‬
‫الحديث عن جنوبي كردستان حيث كانت تقسيمات والية الموصل تتألف من ثالث مقاطعات (متصرفيات) كما يلي‪:‬‬

‫‪ -5‬متصرفية الموصل‪ :‬مركزها الموصل ويتبع لها أقضية الموصل‪ ،‬دهوك‪ ،‬زاخو‪ ،‬زيبار‪ ،‬عقرة وسنجار (شنكال)‪.‬‬
‫‪ -6‬متصرفية شهرزور‪ :‬مركزها كركوك ويتبع لها أقضية كركوك‪ ،‬أربيل (هولير)‪ ،‬رانيا‪ ،‬رواندوز‪ ،‬كويه وكفري‪.‬‬
‫‪ -1‬متصرفية السليمانية‪.‬‬

‫كذلك في مؤتمر القاهرة الذي انعقد في أذار ‪ 5965‬أشار (السير بيرسي كوكس) المندوب السامي البريطاني في العراق‬
‫إلى أن مناطق كردستان الجنوبية (ذكرت هكذا كمصطلح في مقررات المؤتمر) هي عبارة عن‪" :‬المنطقة التي يؤلف ال ُكرد‬
‫أكثرية سكانها وهي مقاطعتا كركوك والسليمانية مع أصقاع معينة تمتد إلى الشمال من الموصل"‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫وعودة لموضوع النفط فقد راح (كولبنكيان) وبدعم من الحكومة البريطانية ينقب عن النفط في هضبة مترامية اقطراف‬
‫بالقرب من مدينة كركوك‪ ،‬وفي تشرين اقول ‪ 5967‬تم اكتشاف ثاني أكبر حقل نفطي في الشرق اقوسط باحتياطي يبلغ‬
‫‪ 52‬مليار برميل من النفط‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ %56‬من احتياطي النفط العراقي (ثاني أكبر مصدر للنفط في منظمة أوبك)‪.‬‬

‫ومن حينها أصبحت قضية نفط كركوك ركناً أساسياً في لعبة النفط الدولية‪ ،‬وهو ما أسال لعاب القوميين العرب واقتراك‬
‫على حد سواء للهيمنة على هذه المنطقة ال ُكردستانية‪ ،‬التي تعرضت لحمالت من التقتيل والتهجير لتغيير ديمغرافيتها أبان‬
‫حكم المقبور صدام حسين‪ ،‬أما الدولة التركية المحتلة لشمال كردستان فلم تخف أطماعها في الموصل وكركوك طيلة تسعين‬
‫عاماً المنصرمة ولم تلبث تتدخل في هذا الشأن‪ ،‬ففي كل مرة كان يتم فيها تحرير كركوك من قبل بشمركه جنوبي كردستان‬
‫كانت تمارس الضغوط حتى ينسحبوا منها‪ ،‬وهو ما حدث في عام ‪ 5991‬عقب انتفاضة آذار ‪ 5995‬والتي استطاع ال ُكرد‬
‫فيها أن يستعيدوا كركوك إلى الحضن ال ُكردستاني‪ ،‬إال أن تهديدات تركيا للحزبين الديمقراطي ال ُكردستاني واالتحاد الوطني‬
‫ال ُكردستاني باجتياح جنوبي كردستان أجبرتهم على االنسحاب من كركوك‪ ،‬كذلك في ‪ 6001‬بعيد سقوط صدام والغزو‬
‫اقمريكي للعراق ونتيجة للضغوط اقمريكية والتركية أيضاً اضطر ال ُكرد لالنسحاب من كركوك بعد أن كانوا قد حرروها‪،‬‬
‫حيث تم تضمين مادة في الدستور العراقي تعالر هذه القضية‪ ،‬إال أن قضية كركوك بقيت معلقة‪.‬‬

‫اليوم وبعد أن قامت العصابات اإلره ابية من داعش وبقايا البعثيين باحتالل الموصل‪ ،‬ولم تخفي نيتها باحتالل كركوك‬
‫التي باتت تحت حماية البشمركه‪ ،‬كذلك تهديدات المجاميع التكفيرية في غربي كردستان‪ ،‬ف نه تلوح في اقفق بوادر تقسيمات‬
‫جديدة للمنطقة بأسرها‪ ،‬وخاصة مع اشتداد حدة االنقسامات المذهبية (السنية‪-‬الشيعية)‪ ،‬لذا ف ن االستحقاق حالياً يتمثل في‬
‫تضافر جهود ال ُك رد بمختلف تياراتهم وتوجهاتهم السياسية للحفاظ على المكتسبات المتحققة والدفاع عن مصالحهم وثروات‬
‫أرضهم‪ ،‬والعمل لتشكيل جبهة كردستانية موحدة لمواجهة الضغوط التي قد تنشأ من الدول اإلقليمية السيما تركيا وايران‪،‬‬
‫حتى ال يصبح ال ُكرد مرة أخرـ ضحية انقساماتهم على مذبح المصالح الدولية‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪123‬‬
‫ُ‬
‫مشاريع البنية التحتية العمالقة يف كردستان سوريا‬

‫(رؤية مستقبلية)‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 32‬حزيران ‪3104‬‬
‫يعرف البنية التحتية َّ‬
‫بأنها عبارة عن الهياكل المنظمية الالزمة لتشغيل المجتمع أو الخدمات والمرافق الالزمة لكي‬ ‫ا‬
‫يعمل االقتصاد‪ .‬ويمكن تعريفها بصفة عامة على َّأنها مجموعة من العناصر الهيكلية المترابطة التي توفر إطار عمل يدعم‬
‫الهيكل الكلي للتطوير‪ .‬وهي تمثل مصطلحاً هاماً للحكم على تنمية الدولة أو المنطقة‪.‬‬
‫ويعرف مشاريع البنية التحتية على َّأنها "المكونات المادية لألنظمة المترابطة التي توفر السلع والخدمات الضرورية‬
‫ا‬
‫الالزمة لتمكين أو استدامة أو تحسين ظروف الحياة المجتمعية‪ .‬أي المشاريع الضخمة ذات التكلفة العالية التي يتوجب أن‬
‫تقوم به الجهة المعنية في المجتمع من أجل تسيير العمليات االقتصادية المهمة في المنطقة‪.‬‬
‫و ُكردستان سوريا اليوم أحوج ما تكون إلى مثل هذه المشاريع التنموية التي ستشكل االرضية الصلبة لالقتصاد من‬
‫خالل استناد جميع عملياته االقتصادية على هذه المشاريع‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن من أهم هذه المشاريع التي يجب أن يباشر بها في ُكردستان سوريا فور االستقرار السياسي في سوريا ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مشرو؟ بندد مافدة للنفط ومحطة تجميع الغدز في ديريك‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن أهم حقول النفط في ُكردستان سوريا تتوضع في (قرتشوك‪ ،‬والرميالن‪ ،‬وليالن‪ ،‬والمالكية) إذ قدر اإلنتاج اليومي‬

‫للنفط في ُكردستان سوريا بحدود ‪ 235547‬ألف برميل يومياً في عام ‪ ،2011‬إما بالنسبة إلنتاج الغاز الحر والمرافق سنوياً‬
‫يقدر بحدود ‪ 859.2‬مليون م‪ ،3‬ويتوقع أن يكون احتياطي النفط في كردستان سوريا بعد أن نستبعد المناطق النفطية خارج‬
‫اإلقليم بحدود ‪ 10‬مليار برميل‪ ،‬ويتوقع أن يكون احتياطي الغاز في ُكردستان سوريا بحدود ‪ 135‬مليار م‪.3‬‬
‫وبالتالي فأنَّه من الضروري جداً بناء مصفاة نفطية في منطقة ديريك بطاقة ال تقل عن ‪ 150‬ألف برميل يومياً من‬
‫أجل تصفيته وتحويله إلى مشتقات‪ ،‬باإلضافة إلى توسيع محطة تجميع الغاز في السويدية لسد حاجات االستهالك المحلي‪.‬‬
‫‪ -2‬مشرو؟ محطة توليد الكهربدد في ديريك‪:‬‬
‫َّ‬
‫إن بناء محطة توليد الكهرباء في ديريك لسد احتياجات الكهرباء لسكان المنطقة ضروري جداً من خالل االعتماد‬
‫على الغاز المرفق‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ -3‬مشرو؟ سد كهرومد ي على نهر دجلة في سيمدلكد‪:‬‬
‫إن أنشاء مثل هذا السد على نهر دجلة في منطقة فيشخابور سيكون له دور ثالثي‪ ،‬فمن الجانب اقول سيكون السد‬
‫عبارة عن محطة كهرومائية تغذي المنطقة الشرقية من ُكردستان سوريا‪ ،‬ومن الجانب الثاني سيشكل منطقة سطح السد‬
‫معب اًر بين ُكردستان سوريا و ُكردستان العراق‪ ،‬ومن الجانب الثالث سيتم االستفادة من مياه دجلة في ارواء مساحات واسعة‬
‫حيث تجدر اإلشارة هنا إلى َّأنه هناك محضر مشترك القتسام مياه دجلة بين سوريا والعراق‬
‫من أراضي ُكردستان سوريا‪ُ ،‬‬
‫عام ‪ 1989‬ينص على ما يأتي‪:‬‬
‫(تكون حصة العراق الممررة له على الحدود العراقية السورية بنسبة إجمالية سنوية ثابتة (سنة مائية) قدرها ‪%58‬‬
‫ثمانية وخمسون بالمائة من مياه النهر الممررة لسوريا على الحدود السورية التركية وتكون حصة سوريا من مياه النهر الكمية‬
‫الباقية ومقدارها ‪ %42‬اثنان وأربعون بالمائة من المياه الممررة عند الحدود التركية السورية)‪.‬‬
‫كما َّأنه كان هناك اتفاق نصب محطة ضخ سورية على نهر دجلة عام ‪ 2002‬يتضمن‪( :‬إنشاء محطة ضخ على‬
‫الضفة اليمنى لنهر دجلة في اقراضي السورية وبسعة تصريفية إلرواء (‪ )150‬ألف هكتار صافي كمرحلة أولى‪ .‬وتكون‬
‫المضخات والمعدات المنصوبة في المحطة بقدرات تتناسب مع كمية المياه المتفق على سحبها‪ .‬وهي بمقدار (‪)250،1‬‬
‫مليار م‪ 3‬سنوياً للجانب السوري‪ .‬كما يقوم الجانب السوري بنصب محطة قياس تصاريف على نهر دجلة قرب محطة الضخ‬
‫الرئيسة لرصد تصاريف النهر بشكل مشترك‪ .‬باإلضافة إلى نصب منشآت مراقبة وفحص عينات مائية عند موقع مأخذ‬
‫محطة الضخ‪ .‬ويلتزم الجانب السوري بعدم تصريف مياه الصرف الزراعي وأية مياه أخرـ كمياه الصرف الصحي إلى نهر‬

‫دجلة أو أي مجار مائية ترد إلى اقراضي العراقية من داخل اقراضي السورية من المشروع باعتبار أن ذلك يمثل عامالً‬
‫مؤث اًر في زيادة تلوث مياه النهر الواردة إلى اقراضي العراقية‪.‬‬
‫‪ -4‬مشرو؟ سد كهرومد ي على نهر الفرات في جرابلس‪:‬‬
‫إن بناء مثل هذا النوع من السدود الكهرومائية في جرابلس سوف يساهم في تغطية احتياجات منطقة كوباني من‬
‫الكهرباء والماء‪.‬‬
‫السجاِّيل الزيتي واستخدامه في محطة لتوليد الكهربدد في عفري ‪:‬‬
‫‪ -5‬مشرو؟ استخراو ِّ‬
‫السجتِّيل النفطي) وهو مادة صلبة تحتوي‬
‫السجتِّيل الزيتي (الصخور النفطية أو صخور القار أو الطفلة الزيتية أو ِّ‬
‫ِّ‬
‫بذاتها على مواد عضوية نباتية وحيوانية تسمى الكيروجين‪ ،‬ويتحول بالتسخين إلى نفط غير تقليدي‪ .‬يدخل في تركيبه معظم‬
‫مكونات النفط بدءاً من الغاز وانتهاءاً بالبيتومين‪ ،‬وهو من أهم البدائل المستقبلية إلنتاج الطاقة وقيام الصناعات البتروكيماوية‪.‬‬
‫لم يتحول بفعل الطبيعة إلى نفط تقليدي سائل بسبب عدم تعرضها للح اررة خالل فترة كافية‪ .‬وعلى هذا اقساس تحتوي هذه‬
‫الصخور على مواد طاقة غير متكاملة التكوين يمكن تسخينها فينفصل الكيروجين عنها ليصبح مادة طاقية سائلة أو غازية‪.‬‬
‫السجتِّيل الزيتي في فركول في منطقة عفرين‪ ،‬إذ يقدر االحتياطي منه بحدود خمسة عشر مليار برميل‪.‬‬
‫يقع مكمن ِّ‬

‫‪125‬‬
‫ويمكن استغالله باقتالعها وتكسيرها واحراقها مباشرة كما هو حال الفحم الحجري لتوليد الطاقة الكهربائية‪ .‬وتستوجب‬
‫هذه الطريقة محطات كهربائية مالئمة تختلف عن تلك التي تعمل بالوقود اقحفوري‪.‬‬
‫السجتِّيل الزيتي واستخدامه في محطة لتوليد الكهرباء في عفرين من أجل سد الحاجة‬
‫ويمكن إنشاء مشروع استخراج ِّ‬
‫من الكهرباء في المنطقة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى َّأنه تتبع هذه الطريقة في الب ارزيل والصين وألمانيا وبخاصة في إستونيا التي‬
‫تعتمد عليها اعتماداً كلياً‪ .‬ويقدر تكلفة مثل هذا المشروع ‪ 5،1‬مليار دوالر تتراوح طاقتها بين ستمائة وتسعمائة ميغاوات‪.‬‬
‫وبذلك نرـ َّ‬
‫أن مشاريع البنية التحتية ضرورية جداً للبناء االقتصادي في ُكردستان سوريا وذلك طبعاً بعد تحقق‬
‫االستقرار السياسي‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن أول أوليات إعادة اإلعمار لسوريا عموماً و ُكردستان سوريا خصوصاً يجب أن يبدأ بالمباشرة بتنفيذ تلك المشاريع‬
‫الضخمة‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪126‬‬
‫الدعائم االقتصادية اخلمسة لشرعية االستقالل االقتصادي‬
‫ُ‬
‫لكردستان العراق‬
‫(النفط‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والتجارة‪ ،‬والسياحة)‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد – سوريا‬

‫‪ 2‬متوز ‪3104‬‬
‫يقصد باالستقالل االقتصادي ل ُكردستان العراق َّ‬
‫بأنه قدرة ُكردستان العراق على التحكم واستغالل موارده وثرواته بما‬
‫حيث له القدرة على انتاج ما يحتاج إليه على مستوـ مقبول من الرفاه‪ ،‬ويستطيع‬
‫يخدم مصالح شعبه والتنمية المحلية فيه‪ُ .‬‬
‫إال يعتمد على الحكومة العراقية واال يحتاج إليهم في إدارة االمور االقتصادية‪.‬‬
‫يتبنى ُكردستان العراق نظام اقتصاد السوق‪ ،‬حيث تحدد فيه قوـ الطلب والعرض المعطيات االقتصادية االساسية‪،‬‬
‫والتي تتمثل باقسعار واالستثمار في القطاعات االقتصادية‪ ،‬والخدمية واالنتاجية‪ ،‬دون تدخل مباشر من قبل الحكومة‪،‬‬
‫فهناك حرية التجارة وحرية االستثمار‪ .‬وهو يحقق نمو سنوي مقداره ‪ % 6‬سنوياً‪ .‬كما و َّ‬
‫أن مستوـ دخل الفرد سنوياً يبلغ‬
‫حوالي خمسة آالف دوالر أمريكي‪.‬‬
‫وتتمثل أهم اإليرادات في موازنة ُكردستان العراق ما يلي‪( :‬واردات النفط‪ ،‬والغاز‪ ،‬والمعادن‪ ،‬والثروات الطبيعية اقخرـ‪،‬‬
‫وضريبة العقار اقساسية واإلضافية وضريبة العرصات‪ ،‬وضريبة الدخل‪ ،‬وضريبة التركات‪ ،‬وضريبة اقرض الزراعية‬
‫وبدالت إيجار تلك اقراضي‪ ،‬ورسوم التسجيل العقاري‪ ،‬ورسوم أنواع اإلجازات والوكاالت والحجر والخدمات التي تقدم‬
‫للمواطنين ورسوم تسجيل المركبات ووسائط النقل اقخرـ‪ ،‬وواردات البلديات‪ ،‬وواردات المعامالت المصرفية والتجارية‪،‬‬
‫وواردات المشروعات الصناعية‪ ،‬والزراعية‪ ،‬ومشاريع اإلنتاج الحيواني‪ ،‬والواردات المتحصلة من اقمالك العامة‪.‬‬
‫ويرتكز اقتصاد ُكردستان العراق على خمسة دعائم اقتصادية وهي‪ :‬النفط‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والتجارة‪ ،‬والسياحة‪.‬‬

‫‪ -1‬تقطد؟ النفط‪:‬‬
‫وهو الركيزة اقساسية لالقتصاد في ُكردستان العراق‪ ،‬وتشير تقديرات اقتصادية إلى احتواءه على أكثر من ‪ 45‬مليار‬
‫برميل بترول من الثروة النفطية للعراق‪ ،‬ثالث أكبر منتر للخام اقسود في العالم‪.‬‬
‫ففي عام ‪ 2006‬تم حفر أول بئر للنفط بعد تحرير العراق في ُكردستان العراق‪ ،‬من قبل شركة نرويجية للطاقة‬
‫(دي‪.‬ان‪.‬او)‪ ،‬وتبين أ َّن الحقل النفطي يحتفظ بمخزون ‪ 100‬مليون برميل نفط‪ ،‬وفي بدايات عام ‪ 2007‬تم استخراج ‪5000‬‬

‫‪127‬‬
‫ويصدر ُكردستان العراق ‪-‬الذي تعمل به ‪ 24‬مجموعة نفطية غربية‪-‬نحو ‪ 100‬ألف برميل نفط يومياً‬
‫برميل نفط يومياً‪ُ .‬‬
‫عبر ميناء جيهان التركي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى َّأنه يمكن القتصاد ُكردستان العراق أن يزيد إنتاج النفط في المستقبل إلى مليوني برميل يومياً‪.‬‬

‫‪ -2‬القطد؟ الزراعي‪:‬‬
‫ُيعتبر القطاع الزراعي من القطاعات االقتصادية المهمة في ُكردستان العراق حيث يعتمد على الحبوب مثل القمح‬
‫والشعير والشلب والذرة الصفراء وعباد الشمس‪ ...‬الخ وعلى مختلف أنواع الخضروات‪ .‬و َّأنه لغرض تطوير القطاع الزراعي‬
‫ورفع االنتاج النباتي والحيواني في هذا القطاع‪ ،‬فقد تم وضع خطة استراتيجية خمسية من قبل و ازرة الزراعة في ُكردستان‬
‫العراق خالل الفترة (‪ ،)2013-2009‬وذلك بتخصيص مبالغ معينة لالستثمار الزراعي واعطاء القروض المصرفية للفالحين‬
‫والعاملين في القطاع الزراعي وفق شروط معينة لزيادة اإلنتاج النباتي والحيواني‪.‬‬
‫فواقع القطاع الزراعي ينطوي على إمكانات واسعة تجعله من القطاعات القائدة في دعم وتنويع االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫وهذه اإلمكانات عامل أساسي في مجمل الواقع االقتصادي ل ُكردستان العراق‪.‬‬

‫‪ -3‬القطد؟ الاندعي‪:‬‬
‫هناك أهمية اقتصادية كبيرة للقطاع الصناعي بشكل العام‪ ،‬وذلك في مجال تشغيل االيدي العاملة وتكوين الدخل‬
‫القومي وخلق نمو اقتصادي كبير‪ ،‬ووجود روابط خلفية وامامية قوية في القطاع الصناعي ووجود عالقة قوية بين القطاع‬
‫الصناعي والقطاعات اقخرـ‪.‬‬
‫قر برلمان ُكردستان العراق قانون تشجيع االستثمار كأساس قانوني وتشريعي لجذب االستثمارات الخاصة الى‬
‫حيث أ َّ‬
‫ُ‬
‫داخل قنوات االقتصاد لتكون مكملة لالستثمارات الحكومية لألعمار‪.‬‬

‫‪ -4‬تقطد؟ التجدرة‪:‬‬
‫تمثل التجارة أحد أهم مصادر الدخل االقتصادي في ُكردستان العراق‪ ،‬والشركات التركية هي أكثر المستثمرين فيها‪،‬‬
‫حيث َّ‬
‫أن عدد الشركات العاملة في ُكردستان العراق قد زاد‬ ‫فالنهوض االقتصادي بدأ بصدور قانون االستثمار عام ‪ُ ،2006‬‬
‫ثالث مرات عن باقي مناطق العراق‪ .‬إذ يوجد في ُكردستان العراق ما يقارب ‪ 2250‬شركة‪ ،‬منها حوالي ‪ % 50‬شركات‬
‫تركية‪ ،‬و‪ % 10‬شركات عربية تأتي االمارات العربية ولبنان في المرتبة اقولى‪ ،‬ثم مصر في المرتبة الثانية‪.‬‬
‫ويبلغ حجم التبادل التجاري مع تركيا وحدها نحو ستة مليار دوالر سنوياً‪ ،‬ويعمل فيه أكثر من ‪ 200‬شركة تركية‪.‬‬

‫‪ -5‬تقطد؟ السيدحة‪:‬‬
‫تساهم الطبيعة الجميلة في ُكردستان العراق باإلضافة إلى االستقرار السياسي واقمني في عملية الجذب السياحي‬
‫حيث تحاول ُكردستان العراق اآلن أن تستقطب حوالي سبعة ماليين سائح سنوياً إلى الداخل ال ُكردستاني‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪128‬‬
‫ومن أهم اقماكن االثرية واالصطيافية في ُكردستان العراق نذكر ما يلي‪( :‬قلعة أربيل‪ ،‬وبازاري قيصري‪ ،‬ومنارة شيخ‬
‫چولي‪ ،‬وقلعة خانزاد‪ ،‬ومزار الربان بويا‪ ،‬ومنتجع شقالوة‪ ،‬وشالل گلي علي بك‪ ،‬وشالل بيخال‪ ،‬ومصيف بانك‪ ،‬ومنتجع‬
‫التزلر على الثلوج في سفح جبل كورك وتلفيريك كورك‪ ،‬وكنيسة مار ايث االها‪ ،‬وقلعة آميدي‪ ،‬ومتحف السليمانية‪ ،‬والمتحف‬
‫الوطني (اقمن اقحمر)‪ ،‬ومصيف بحيرة دوكان‪ ،‬وسد دبرنديخان‪ ،‬ومنتجع أحمد آوا‪.‬‬
‫كما هناك مطار دولي في كل من اربيل والسليمانية يربط ُكردستان العراق بدول الشرق االوسط وأوروبا برحالت‬
‫جوية‪ ،‬تسهل من عملية االنتقال السياحي‪.‬‬
‫وبالتالي فمع عملية االنفتاح والتوسع االقتصادي‪ ،‬والتجاري‪ ،‬والبناء واالعمار‪ ،‬الى جانب خلق الثقة قصحاب رؤوس‬
‫االموال‪ ،‬والتقدم الصناعي والتجاري تغدوا ُكردستان العراق منطقة مستقرة ومزدهرة‪ ،‬ولها القدرة على صياغة السياسات‬
‫المالية‪ ،‬والسياسات النقدية‪ ،‬واعداد الموازنة العامة‪ .‬أي المساهمة الفاعلة في صياغة هذه السياسات المهتمة التي تنعكس‬
‫بشكل كبير على اتجاهات نموها االقتصادي‪ .‬ومن هنا تأتي شرعية استقالل ُكردستان العراق اقتصادياً‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫الرابط على الفيس بوك‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006‬‬

‫‪129‬‬
‫واقع التنمية البشرية وأثرها يف التنمية االقتصادية‬
‫ً‬
‫(سوريا عامة وكردستان سوريا بشكل خاص)‬

‫جوانا أمحد‬
‫ُ‬
‫عضوة مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 2‬متوز ‪3104‬‬
‫عرف التنمية البشرية حسب التقرير الذي صدر في عام ‪ 5990‬عن برنامر اقمم المتحدة اإلنمائي (‪ )UNDP‬والذي تم‬
‫تُ ا‬
‫"بأنها عملية توسيع خيارات الناس‪ .‬ومن حيث المبدأ هذه الخيارات يمكن أن تكون مطلقة‬
‫تعديله الحقاً في تقريره لعام ‪َ 5991‬‬
‫ويمكن أن تتغير بمرور الوقت‪ ،‬ولكن الخيارات اقساسية الثالثة على جميع مستويات التنمية البشرية هي‪:‬‬

‫‪ -5‬إن تعيش الناس حياة مديدة وصحية‪.‬‬


‫‪ -6‬إن يكتسبوا معرفة‪.‬‬
‫‪ -1‬إن يحصلوا على الموارد الالزمة لمستوـ معيشة الئقة‪.‬‬

‫لكن التنمية البشرية ال تنتهي عند ذلك‪ ..‬فالخيارات اإلضافية تتراوح من الحرية السياسية واالقتصادية واالجتماعية إلى‬
‫التمتع بفرص الخلق واإلنتاج والتمتع باالحترام الذاتي الشخصي وبحقوق اإلنسان المكفولة"‪.‬‬

‫فالموارد البشرية هي الثروة الرئيسية لألمم فرأس المال المادي والموارد الطبيعية رغم أهميتهما وضرورتهما إال أنهما بدون‬
‫العنصر البشري الكفء والمدرب لن يكون لها قيمة‪ ،‬وذلك قن الموارد البشرية تؤدي دو اًر مهماً في العملية االقتصادية‬
‫وباقخص في الدول النامية‪ .‬ذلك قنها تمثل العنصر اقكثر حسماً في تحقيق التنمية‪ .‬فغاية التنمية وهدفها النهائي هو‬
‫االرتفاع بمستوـ هذه الموارد البشرية حيث ال يمكن االرتقاء بمعدالت التنمية االقتصادية إال من خالل االرتقاء بمعدالت‬

‫التنمية البشرية‪ .‬وقد أصبحت تنمية الموارد البشرية جزء ال يتج أز من النمو االقتصادي قي دولة بل وأصبحت ركناً أساسياً‬
‫في المفهوم العام لعملية التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫فما هو واقع التنمية البشرية على مستوـ سوريا بشكل عام وعلى كردستان سوريا بشكل خاص وباقخص في ظل اقزمة‬
‫السورية؟‬

‫حيث أفادت وكالة اقمم المتحدة لغوث الالجئين "اقونروا" وبرنامر اقمم المتحدة اإلنمائي (‪ )UNDP‬في تقرير جديد‬
‫لها أن ثالثة أرباع السوريين كانوا يعيشون في الفقر حتى نهاية عام ‪ 6051‬وأكثر من نصف السكان (‪ )%11،1‬يعيشون‬
‫في فقر شديد‪ ،‬غير قادرين إال على تأمين أبسط الحاجات الغذائية وغير الغذائية الالزمة لبقاء أسرهم على قيد الحياة ويعيش‬
‫نحو ‪ %60‬في فقر مدقع‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫وأن التنمية البشرية في سوريا خالل اقزمة تراجعت بما يعادل أكثر من أربعة عقود وانخفض مؤشر التنمية إلى (‪)0،176‬‬
‫مما يعني هبوط سوريا من فئة دول التنمية البشرية المتوسطة إلى فئة التنمية البشرية المنخفضة بسبب ضعف قداء في‬
‫التعليم والصحة والدخل‪ ،‬موضحاً أن التعليم يترنح من وضع يشهد حرمان أكثر من نصف اقطفال في سن الدراسة‬
‫(‪" )%15،8‬االلتحاق بالمدارس"‪ ،‬بل بلغت هذه النسبة ‪ %90‬في الرقة وحلب ووصلت إلى ‪ %28‬في ريف دمشق‪ .‬ومع‬
‫نهاية ‪ 6051‬أصبحت أربعة آالف مدرسة خارج الخدمة نتيجة تدميرها أو اصابتها بأضرار أو استضافة نازحين فيها‪.‬‬

‫وأضافت اللجنة االقتصادية واالجتماعية في منظمة (اإلسكوا) في تقريرها أن سوريا ستتكبد في عام ‪ 6051‬خسائر تعادل‬
‫ثالثة عقود في النمو االقتصادي وعقدين في التنمية البشرية إذا استمرت اقزمة حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل ‪ 1‬ماليين‬
‫شخص من أصل ‪ 1‬ماليين هم مجموع القوـ العاملة‪.‬‬

‫ووفق مؤشر اإلسكوا قهداف االلفية الذي يضم مؤشرات التنمية ف ن سوريا تحتل المرتبة الرابعة في المنطقة العربية بعد‬
‫سلطنة عمان ومصر وتونس عام ‪ 6050‬بينما اليوم تراجعت إلى المرتبة الثالثة في أسفل القائمة يتقدم عليها العراق وهي‬
‫تتقدم على السودان والصومال فقط‪ .‬حيث توقع أن ينخفض الناتر المحلي االجمالي بنسبة ‪ %17‬ويبلغ معدل الفقر ‪%10،11‬‬
‫عام ‪.6051‬‬

‫واذا ما أخذنا المناطق ال ُكرديَّة في كردستان سوريا فنالحظ أن المؤشرات السابقة تسجل مستويات أكبر وذلك لألسباب‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -5‬اقنظمة السورية خالل فترة حكمها عملت جاهداً طوال سنين حكمها على تهميش هذه المناطق ومحاربتها على‬
‫كافة االصعدة واغالق كافة السبل أمام تطور هذه المناطق اقتصادياً‪ .‬حيث كان هناك غياب تام للتنمية البشرية‬
‫عن المناطق ال ُكرديَّة‪ .‬فتعتبر المناطق ال ُكرديَّة أكثر المناطق اققل نمواً والتي تحتوي أعلى معدالت الفقر في‬
‫سوريا‪ ،‬حيث كشف مسح أممي للفقر عام ‪ 6055‬أن أكبر تركيز للفقراء هو في المناطق ال ُكرديَّة وخاصة في ريف‬
‫تلك المناطق بنسبة ‪ %17‬من الفقراء "فقر شديد"‪ ،‬وهذا يفوق بكثير نسبة سكان هذه المناطق إلى إجمالي سكان‬
‫سوريا والتي ال تتجاوز ‪ .%61.1‬باإلضافة إلى أن ‪ %97.8‬من قرـ هذه المناطق تخلو من مستوصفات صحية‪.‬‬
‫‪ -6‬لم تتوفر في المناطق ال ُكرديَّة مراكز استقطاب القوة العاملة وكما كان لغياب الجامعات والمعاهد طوال العقود‬
‫الماضية دور كبير لتوجه خريجي الجامعات والمعاهد للعمل في المدن الكبرـ‪ .‬أي اصبحت هذه المناطق ال ُكرديَّة‬
‫مناطق طاردة للسكان بشكل عام وللكفاءات بشكل خاص‪.‬‬
‫‪ -1‬اقزمة السورية التي دخلت عامها الرابع هي من اقسباب الرئيسية التي أثرت سلباً على التنمية البشرية في المناطق‬
‫ال ُكرديَّة وبالتالي على التنمية االقتصادية‪ .‬ففي ظل االنقطاع المستمر للكهرباء والماء واالتصاالت واغالق المعابر‬
‫الحدودية نحو الخارج وشبه استحالة السفر نحو الداخل السوري والحصار االقتصادي الخانق للمناطق ال ُكرديَّة في‬
‫سوريا أصبحت التنمية البشرية تعاني من اختالالت جوهرية‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ -1‬الصراعات الحزبية في المناطق ال ُكرديَّة هي أيضاً من معوقات عملية التنمية البشرية للمناطق ال ُك َّ‬
‫ردية في سوريا‪.‬‬
‫‪ -1‬بساطة دور منظمات المجتمع المدني في عملية التنمية البشرية خالل اقزمة السورية قن مجال نشاط مؤسسات‬
‫المجتمع المدني في الغالب تركز خارج سوريا (النعدام اقمن في الداخل) خصوصاً في الدول التي لجأ إليها‬
‫السوريون هرباً من آلة القتل والدمار التي يتحكم بها النظام السوري‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى َأنه على الصعيد السوري فهناك غياب شبه تام من حيث التنسيق بين منظمات المجتمع المدني‬
‫والسلطات السياسية (الحكومة المؤقتة) ف ذا ما عدنا إلى واقع االئتالف السوري لقوـ الثورة والمعارضة وحكومته المؤقتة نجد‬
‫أن كل ما خلصت إليه بما يخص موضوع التنمية البشرية في الداخل السوري غائبة تماماً من ممارساته الفعلية‪.‬‬
‫َ‬

‫إن أهم ما يترتب على ضعف التنمية البشرية في المناطق ال ُكرديَّة على التنمية االقتصادية يمكن إبرازها من خالل ما‬
‫َ‬
‫إن انهيار ال خيارات اقساسية الثالثة للتنمية البشرية (العيش في حياة مديدة وصحية‪ ،‬واكتساب المعرفة‪ ،‬والحصول‬
‫يلي‪َ :‬‬
‫على الموارد الالزمة لمستوـ معيشة الئقة) سينعكس سلباً على التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث تصبح حياة المواطن في حالة غير‬
‫صحية‪ ،‬واكتسابه للمعرفة سيتراجع‪ ،‬وفرصة حصوله على الموارد سيتضاءل‪ ،‬مما يؤدي إلى تراجع مقدرته اإلنتاجية في‬
‫المجتمع‪ ،‬وبالتالي بطء دوران االنتاج (الفكري‪ ،‬والعلمي‪ ،‬والمهني‪..،‬الخ)‪ ،‬وبالتالي يتراجع مؤشر النمو االقتصادي‪.‬‬

‫وبالتالي فمن أجل الرقي بالتنمية البشرية إلى مستوـ قدرته للقيام بالتنمية االقتصادية في المناطق ال ُكرديَّة ال بد من‬
‫تحقق حالة االستقرار السياسي إلى جانب تطوير منظمات المجتمع المدني لهياكلها التنظيمية وزيادة التنسيق فيما بينها‬
‫وحصولها على الدعم المناسب من المنظمات الدولية‪ .‬وذلك قن المناطق ال ُكرديَّة تعتبر المستودع اقساسي للناتر المحلي‬
‫اإلجمالي المستند إلى القطاع اقولي (الزراعة والصناعة االستخراجية) وعلى الرغم من ذلك يتربع سكان هذه المناطق على‬
‫قمة الهرم اقكثر فق اًر في سوريا من ناحية مستوـ الفقر وعمقه وشدته‪ ،‬وتدني مؤشرات تنميته البشرية‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪132‬‬
‫ُ َّ‬
‫مدى جناح املشاريع الصغرية واملتوسطة يف املنطقة الكردية بسوريا‬
‫(ورشة اخلياطة وتصنيع األلبسة يف مدينة عامودا)‬
‫تصريح إذاعي إلذاعة آرتا ف م يف عامودا‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد – سوريا‬

‫‪ 32‬متوز ‪3104‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬مد ي شروط تقيدم المشدريع الاغيرة والمتوسطة في منطقتند؟‬


‫هناك جملة من الشروط المختلفة التي يستوجب مراعاتها لتكون اساساً لقيام المشاريع الصغيرة والمتوسطة في منطقتنا‪،‬‬
‫ومن أهم هذه الشروط نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تتوفر بيئة مناسبة لالستثمار‪ ،‬فمنطقتنا حتى اآلن تتمتع بأمان نسبي يمكن من خاللها بناء مشاريع إنتاجية سواء‬
‫أكانت صغيرة أو متوسطة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تتوفر البنية التحتية المناسبة من‪ :‬رأس المال‪ ،‬وارض المشروع‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬ومولدات الكهرباء والوقود كالمازوت‬
‫والبنزين‪ ،‬باإلضافة إلى اآلالت العمل في المشروع‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون القوانيين االقتصادية الناظمة للمشروع تصب في مصلحة القائمين على المشروع‪ ،‬على سبيل المثال يجب أن‬
‫تكون نسبة الضرائب المفروضة منخفضة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تلقى السلعة المنتجة من قبل المشروع اقباالً محلياً واسعاً من قبل المواطنين بشكل يمكنه من استمرار العملية‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تتوفر سوق مناسبة لصرف منتجات المشروع‪ .‬على سبيل المثال َّ‬
‫فأن تصريف وبيع اقلبسة سيكون من خالل سوق‬
‫المنافسة الكاملة‪.‬‬

‫‪ -‬ثدنيد‪ :‬مد و دور المشدريع الاغيرة والمتوسطة في التنمية االتقتاددية في منطقتند؟‬


‫طبعاً لهذه المشاريع دور ال يستهان به في بناء االقتصاد‪ ،‬وتظهر أهميته من خالل استغالل الطاقات واالمكانيات‬
‫كونها تعتبر من أهم روافد العملية التنموية‪ ،‬ويساهم في انشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة في منطقتنا من خالل خمسة‬
‫محاور أساسية هي‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -1‬المحور األول‪ :‬تساهم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في امتصاص جزء من البطالة في منطقتنا من خالل توفير فرص‬
‫العمل‪ ،‬أي الحد من البطالة وزيادة معدالت التشغيل‪ .‬وتجد اإلشارة هنا إلى َّ‬
‫أن معظم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ال تحتاج‬
‫بالضرورة إلى مستوـ أكاديمي متخصص‪ ،‬ونحن نعلم َّ‬
‫أن نسبة معقولة من المواطنين من فئة التعليم العادية‪.‬‬
‫‪ -2‬المحور الثدني‪ :‬نظ اًر إلمكانية القدرة على االتصال الشخصي المباشر بين أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة‬
‫والمستهلكين َّ‬
‫فأن السلعة المنتجة محلياً ستكون أكثر مرونة وقادرة على اإليفاء بالمتطلبات المحلية بشكل أفضل من المشاريع‬
‫الكبيرة‪ ،‬أي َّأنه سيكون هناك ارتياح شعبي لمنتجات المشروع الكائن بالقرب منهم‪.‬‬
‫‪ -3‬المحور الثدلث‪ :‬على مستوـ االقتصاد الكلي َّ‬
‫فأن هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة ستؤدي إلى االنتعاش االقتصادي‬
‫وسيساهم جزئياً في استقرار البيئة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -4‬المحور الرابع‪ :‬ستساهم هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة في توفير دخل مناسب‪ ،‬وستقلل من عملية الهجرة إلى‬
‫الخارج‪ ،‬وستساعد على تقليل االحتكار في السوق‪.‬‬
‫‪ -5‬المحور الخدمس‪ :‬ستساهم هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة في وضع البذور اقساسية للمشروعات الكبيرة في منطقتنا‪.‬‬
‫‪ -‬ثدلثد‪ :‬على مدذا يتوتقف انشدد معمل أو مانع لاندعة األلبسة في منطقتند؟‬
‫يتوقف انشاء معمل أو مصنع لصناعة اقلبسة في منطقتنا على جملة من الشروط نذكر من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬توفر المواد اقولية كاققمشة والخيوط والمعدات الميكانيكية كمكينات الخياطة والتطريز‪.‬‬
‫‪ -1‬توفر رأس المال المناسب للمشروع من أجل تجهيز الورشة أو المنشأة‪ ،‬مع إمكانية القدرة على زيادة رأس المال في‬
‫المستقبل لمواجهة الزيادة في حجم الطلب‪.‬‬
‫‪ -3‬توفر االيدي العاملة ذات الخبرة السابقة في مجال اقلبسة وبخاصة في مجال الخياطة‪ ،‬ونحن نعلم َّ‬
‫أن هناك نسبة كبيرة‬
‫من الشباب الذين امتهنوا مهنة الخياطة في كل من مدينة حلب ودمشق وفي لبنان وقسم كبير منهم اآلن متواجدون في‬
‫منطقتنا‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تستحوذ البضاعة المنتجة من قبل المشروع على االهتمام المحلي وأن تكون أسعارها مقبولة‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون هناك آلية تنافسية مناسبة للتروير والتوزيع من خالل قنوات االعالم المتاحة في المنطقة‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يكون نظام الضرائب المفروض على منتجات المشروع منخفضة حتى تتمكن من االستمرار في اإلنتاج‪.‬‬

‫فعدلة وستلقى النجدح؟‬


‫‪ -‬رابعد‪ :‬عملية إنتدو األلبسة وبيعهد في األسواق ل ستكو َّ‬
‫انشاء اهلل سترـ هذه العملية اإلنتاجية النور في عامودا‪ ،‬فطالما هناك مواد أولية ومعدات اإلنتاج وااليدي العاملة‬
‫الخبيرة فأ َّن المنتر سيتوافق مع اذواق المستهلكين‪ ،‬وذلك بعد اتباع حملة من الخطط التكتيكية وهي‪:‬‬
‫‪ -2‬بيع اللباس المنتر بسعر الكلفة مضافاً إليها هامش ربح معقول‪.‬‬
‫‪ -1‬تنويع اإلنتاج بشكل يتناسب مع مختلف اقعمار والتركيز على انتاج اقلبسة الشبابية الذين هم أكثر شريحة مقبلة على‬
‫الشراء‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ -3‬الحرص على متانة وجودة المنتر الكتساب الشهرة في المستقبل‪.‬‬

‫ندك في المستقبل إمكدنية للتادير الى الخدرو؟‬ ‫‪ -‬خدمسد‪ :‬ل سيكو‬


‫طبعاً يمكن التصدير في حال تحقق الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -2‬أن تكون السلعة التي بين أيدينا (وهي اقلبسة) ذو ميزة تنافسية لها القدرة على امتصاص الطلب الخارجي وأن تتمتع‬
‫بالجودة المناسبة والتسعيرة المناسبة وبالفائض في حجم اإلنتاج المحلي‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تكون لدـ المنشأة القدرة على توسيع خطوط المنتر‪ ،‬وأن تكون قادرة على إضافة خطوط إنتاجية جديدة‪ ،‬وأن تحاول‬
‫تخفيض تكلفة المنتر إلى أقل من السعر العالمي بغرض زيادة القيمة المضافة للعمالء‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون المعابر الحدودية فعالة بالشكل الذي يمكن من خالله التصدير إلى الخارج‪.‬‬

‫‪ -‬سددسد‪ :‬نجدح ذ التجربة ل ستؤدي الى أ تشهد منطقتند مشدريع تنموية أخرى؟‬
‫بالتأكيد سوف يؤدي نجاح هذه التجربة إلى أن تشهد منطقتنا مشاريع تنموية أخرـ‪ ،‬وهنا نذكر بعض المشاريع‬
‫االقتصادية التي يمكن أن تلقى القبول والنجاح في منطقتنا وبما يتالءم مع الطبيعة االقتصادية بالنسبة للمستثمرين الراغبين‬
‫باالستثمار في منطقتنا‪ ،‬واذكر من هذه المشاريع االستثمارية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬مشروع صناعة االلبان واالجبان ومشتقات الحليب في الحسكة‪.‬‬
‫‪ -1‬مشروع تعبئة وتجفيف الفواكة في ديريك‪.‬‬
‫‪ -3‬مشروع معمل غزل ونسر الصوف في عامودا‪.‬‬
‫‪ -4‬مشروع تحويل مخلفات القطن إلى كبسوالت جاهزة لالستهالك الحيواني في الدرباسية‪.‬‬
‫‪ -5‬مشروع دباغة الجلود في كوباني‪.‬‬
‫‪ -6‬مشروع معمل السكر لتصريف الشوندر السكري في عفرين‪.‬‬
‫‪ -0‬مشروع معالجة مخلفات الزجاج في قامشلو‪.‬‬
‫‪ -0‬مشروع صناعة المضخات الصناعية ومستلزمات الري الحديث في كوباني‪.‬‬
‫‪ -9‬مشروع انتاج حبيبات البالستيك في قامشلو‪.‬‬
‫‪ -21‬مشروع معمل الكونسرة في الحسكة‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪135‬‬
‫ُ َّ‬
‫األمراض التي يواجهها حمصول القطن يف منطقتنا الكردية‬

‫مداخلة اقتصادية بربنامج إذاعة آرتا ف م بتاريخ ‪2014-8-19‬‬


‫جوان فداء الدين محو‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد – سوريا‬

‫‪ 02‬اب ‪3104‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬األ مية االتقتاددية لمحاول القط في منطقتند‪:‬‬


‫يعتبر القطن من المحاصيل الزراعية الهامة في منطقتنا ال ُكرديَّة في سوريا‪ ،‬إذ يعتبر من أجود أنواع االقطان في‬
‫حيث بلغ نسبته حوالي ‪ %39‬من إجمالي إنتاج سوريا في عام ‪ 2010‬لكنه تراجع إلى أقل من ‪ %15‬في عام‬
‫ً‬ ‫العالم‪،‬‬
‫‪ 2013‬بسبب الصراع في سوريا‪.‬‬
‫وتكمن اقهمية االقتصادية لمحصول القطن في منطقتنا في جملة من النقاط نذكر من أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪َّ -1‬إنه أكثر المحاصيل الزراعية امتصاصاً لليد العاملة في القطاع الزراعي‪ُ ،‬‬
‫حيث اليد العاملة التي يتطلبها تعادل ضعفي‬
‫حجم العاملة التي يتطلبها محصول القمح‪.‬‬
‫حيث احتلت سورية المرتبة الثانية عالمياً في انتاجها‪ ،‬والثالثة آسيوياً في إنتاج القطن‬
‫‪ -2‬يعتبر القطن محصوالً استراتيجياً ُ‬
‫العضوي‪.‬‬
‫‪ -3‬مخلفات القطن تصلح بأن يصنع منها كبسوالت علفية للتغذية الحيوانية‪.‬‬
‫‪ -4‬يستفاد من بذور القطن في إنتاج زيت القطن اققل تكلفة من الزيوت البديلة (كزيت دوار الشمس‪ ،‬وزيت الذرة الصفراء‪،‬‬
‫وزيت الزيتون)‪.‬‬
‫‪ -5‬يستفاد من القطن السوري محلياً وعالمياً في صناعة اقلبسة القطنية والخيوط‪ ،‬وحتى في صناعة الصابون‪ ،‬والمشمعات‬
‫اقرضية‪ ،‬واالنابيب المرنة‪ ،‬والقطن الطبي‪ .‬وبالتالي هناك طلب اقتصادي كبير على هذه السلعة‪.‬‬
‫‪ -6‬سيشكل القطن في منطقتنا المصدر الرئيسي الثاني لتوفير النقد اقجنبي من الدوالر واليورو بعد محصول القمح‪ ،‬وذلك‬
‫ريثما يتحقق االستقرار في سوريا عموماً‪.‬‬
‫وبالمحصلة نستطيع أن نقول َّ‬
‫أن القطن من الناحية االقتصادية يمارس أربعة أدوار متكاملة في منطقتنا وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬دور غذائي من خالل الزيت المتوفر في البذور‪.‬‬
‫‪ -2‬دور صناعي من خالل االستفادة من اليافه في صناعة اقلبسة‪.‬‬
‫‪ -3‬دور تجاري من خالل تصدير الفائض من القطن‪.‬‬
‫‪ -4‬دور حيواني من خالل االستفادة من مخلفات القطن‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -‬ثدنيد‪ :‬االمراض التي تايب محاول القط في منطقتند‪:‬‬
‫من أهم االمراض التي تصيب محصول القطن في منطقتنا هي مرض الديدان (الدودة الشوكية‪ ،‬ودودة اللوز اقمريكية)‬
‫اللتان تصيبان محصول القطن‪ .‬إضافة إلى أمراض أخرـ (كمرض العفن الذبولي‪ ،‬وأمراض البادرات‪ ،‬وأمراض تبقعات‬
‫اقوراق‪ ... ،‬الخ)‪.‬‬
‫بالنسبة إلى مرض الديدان‪ ،‬فالدودة هي عبارة عن يرقة تنمو لتصبح دودة‪ ،‬يتراوح طولها ما بين ‪ 15‬إلى ‪ 20‬مم‪،‬‬
‫رمادية اللون‪ ،‬وعليها بقع فاتحة‪ ،‬ونتوءات لحمية على طول الجسم‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن من أهم أسباب ظهور هذه االمراض ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلهمال الحكومي بمعالجة هذه االمراض وبخاصة في المناطق الشرقية من سوريا‪ ،‬وذلك في الوقت الذي تم استنباط‬
‫اشكال جديدة من القطن المقاوم في كل من حلب‪ ،‬ودير الزور‪ ،‬والرقة‪ .‬ففي حلب تم استنباط قطن حلب ‪ ،90‬وفي دير‬
‫الزور تم استنباط قطن دير الزور ‪ ،22‬وفي الرقة تم استنباط قطن ‪.5‬‬
‫‪ -2‬عجز المؤسسة العامة إلكثار البذار عن تأمين الكميات الالزمة من البذار المحسن نتيجة اإلهمال مما دفع بالمزارعين‬
‫أن يعتمدوا على زراعة بذارهم المنتر في حقولهم‪ ،‬االمر الذي أدـ إلى عدم االستفادة من القدرة اإلنتاجية‪ ،‬والى ظهور‬
‫أمراض الديدان وغيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬أحد اقسباب اقخرـ لظهور تلك االمراض هي َّ‬
‫أن سوريا عموماً لم تخض تجربة جديدة في الهندسة الوراثية التي يمكن‬
‫أن تصل إلى إنتاج القطن المعدل وراثياً‪.‬‬
‫‪ -4‬تدني كفاءة وتوعية استخدام المياه نتيجة شح المياه‪ ،‬أو عدم تقيد بعض الفالحين بدورات السقاية‪.‬‬
‫‪ -5‬الرطوبة الزائدة وقلوية التربة ونقص عنصر االزوت نتيجة قلة التسميد هي أيضاً من أسباب ظهور مرض الديدان التي‬
‫تصيب محصول القطن‪.‬‬
‫‪َّ -6‬‬
‫إن تحرير أسعار اقسمدة وارتفاع أسعارها وعدم توفرها في بعض الحاالت تدفع بالمزارع إلى االستغناء عن السماد مما‬
‫ترتب على ذلك ظهور االمراض على محصول القمح‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم وجود مخابر تحاليل طبية فعالة في منطقتنا ما عدا مخبر (اإلعداء الحيوية للقطن) في مدينة الحسكة التي ال‬
‫تتمتع بأية فعالية تذكر‪.‬‬
‫‪ -‬ثدلثد‪ :‬سبل مكدفحة األمراض التي تايب القط في منطقتند‪:‬‬
‫أهم السبل لمكافحة اقمراض التي تصيب القطن في منطقتنا هي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬االهتمام بالتسميد اآلزوتي بما يتالءم مع نوعية التربة‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتدال في الري دون اإلسراف او تعطيش‪.‬‬
‫‪ -3‬ترك فترة كافية بين عمليات التحريث لتشميس اقرض‪ ،‬لما لذلك من أهمية كبيرة في مقاومة اقمراض وتحرير العناصر‬
‫الغذائية المثبتة في التربة‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ -4‬إنشاء مخابر نوعية لتيلة القطن في كل من مدينة ديرك‪ ،‬والقامشلي ورأس العين اسوة بمخبر تيلة القطن في دمشق من‬
‫أجل وضح حلول مجدية قمراض محصول القطن‪.‬‬
‫‪ -5‬جمع اليرقات والثمار المصابة باليد والتخلص منها‪.‬‬
‫‪ -6‬عند بدء ظهور فقس حديث او يرقات يتوجب الرش بالمبيدات المناسبة‪.‬‬
‫‪ -7‬االخالء المبكر والخدمة الجيدة قراضي القطن قبل الزراعة ومعالجة البذور بالمطهرات الفطرية واجراء الجني المحسن‬
‫على مرتين‬
‫‪ -8‬واخي اًر برائيي نحن اليوم أمام مسؤولية مشتركة‪ ،‬يتوجب علينا أن نقيم إما جمعية أو مركز يشارك فيه الجميع‪ ،‬وبخاصة‬
‫المهندسين والزراعيين يقدمون خاللها أبحاث ميدانية تخدم المزارعين والفالحين‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪138‬‬
‫مصطلحات اقتصادية جديدة وليدة يف االقتصاد السوري يف ظل الصراع‬

‫(القمار االقتصادي‪ ،‬والتنمية املستميتة‪ ،‬والبطالة االجبارية‪ ،‬والدوهرة أو اليوهرة)‬


‫ِ‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 31‬اب ‪3104‬‬

‫كما نعلم‪ ،‬ينتمي االقتصاد السوري إلى مجموعة االقتصاديات النامية في العالم‪ ،‬وكان له مؤشرات اقتصادية ُيعرف‬
‫ويقوم بها وسط االقتصادات العالمية مثل مؤشر (النمو االقتصادي‪ ،‬والتضخم‪ ،‬واالستثمار‪ ،‬واالدخار‪ ،‬والبطالة‪... ،‬الخ)‪.‬‬
‫ا‬
‫لكن سرعان ما طفى على السطح االقتصادي السوري مصطلحات اقتصادية جديدة لم تعرف بعد في االقتصادات النامية‪،‬‬
‫ذلك في ظل الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من ثالثة سنوات‪ .‬وكان من أهم تلك المصطلحات االقتصادية (التي هي‬
‫على هيئة مؤشرات غير رسمية) القمار أو الميسر االقتصادي‪ ،‬والتنمية المستميتة‪ ،‬والبطالة االجبارية‪ ،‬والدوهرة أو اليوهرة‪،‬‬
‫‪ ....‬الخ)‪.‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬القمدر أو الميسر االتقتاددي‪:‬‬


‫ويقصد به عملية الجمع غير القانوني للدخل من خالل تجارات قذرة يقوم بها نظام أو شركة أو تاجر أو شخص ضد‬
‫حيث يؤدي إلى خسارة الشعب لدخله لصالح تلك الفئات التي هي أصالً جزء من الشعب‪ .‬وهذه العمليات تتم من‬
‫الشعب‪ُ ،‬‬
‫خالل آلية (بعض فئات الشعب مستعدة للتضحية بمداخيلها للحصول على الخدمة بأغلى االثمان‪ ،‬لكنهم ال يحصلون عليه‬
‫في النهاية)‪ .‬ومثال ذلك نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬إيداع شخص ما قمواله في المصرف للحصول على الفائدة‪ ،‬فتقوم الحكومة بالحجز على مبلغه المودع بحجة اإلرهاب‪.‬‬
‫(حاالت كثيرة قامت به الحكومة السورية)‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم عائلة ما لفدية لمختطفي أحد ابنائه فيفاجئون في النهاية َّ‬
‫أن ابنها مقتول‪.‬‬
‫‪ -3‬فرض شركة االتصاالت الخليوية لرسوم على خطوطها الالحقة الدفع في فترة انقطاع شبكتها يعني خسارة المواطن لجزء‬
‫من دخله مقابل خدمة كان من المفروض أن يحصل عليها (شركة ‪ MTN‬و شركة ‪ Syria Tel‬في محافظة الحسكة في‬
‫الكثير من اقشهر المقطوعة الخدمة)‪.‬‬

‫‪ -‬ثدنيد‪ :‬التنمية المستميتة‪:‬‬


‫ويقصد به عملية تطوير اقنظمة أو الشركات أو بعض فئات المجتمع لنفسها لتحقيق اقصى اقرباح والمكاسب وبشتى‬
‫الوسائل دون حساب قدرة اقجيال القادمة على تلبية احتياجاتها‪ ،‬أي اهدارها لحقوق اقجيال القادمة‪ .‬وذلك من خالل تخليها‬
‫عن حاجات التنمية االقتصادية المستدامة وكذلك المساواة والعدل االجتماعي‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫ومثال ذلك نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬قيام المزارع بتأمين الحصول على المياه الزائدة عن حاجة العمليات الزراعية دون االخذ بحسبانه الحاجة المستقبلية لتلك‬
‫المياه للقادمين من بعده‪ ،‬وذلك ظناً منه َّ‬
‫أن المياه الزائدة سيدر عليه محصول افضل‪.‬‬
‫‪ -2‬استخراج النفط بطرق غير سليمة وهدر جزء منه بسبب الطرق غير الفنية الستخراجه‪( .‬كبعض آبار النفط في دير‬
‫الزور)‪.‬‬
‫‪ -3‬استهداف مشاريع البنية التحتية كالطرقات والجسور وأبراج الكهرباء‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام اقسلحة الكيماوية يقضي على معايير الصحة والسالمة ويؤدي إلى الموت وخلق تشوهات مستقبلية في المناطق‬
‫المستخدمة فيها (كاقسلحة الكيميائية المستخدمة في منطقة الغوطة)‪.‬‬
‫‪ -5‬سرقة محاصيل الزراعية وبيعها إلى دول الجوار (كتهريب القمح السوري إلى تركيا غبر بوابة تل ابيض الحدودية)‪.‬‬
‫‪ -6‬حرق الغابات وقصفها أثناء الصراع يؤدي إلى التنمية المستميتة‪.‬‬
‫‪ -7‬قتل اقشخاص (سواء من خالل االعدامات الميدانية أو بالشنق أو الصلب أو القطع) قسباب سياسية أو دينية يؤدي‬
‫إلى القضاء على التنمية البشرية‪.‬‬

‫‪ -‬ثدلثد‪ :‬البطدلة االجبدرية‪:‬‬


‫يقصد بالبطالة االجبارية تلك البطالة التي فرضت على الكثير من المواطنين قسباب ال تعود إلى إرادتهم َّإنما إلى‬
‫ظروف فُرضت عليهم‪ ،‬مثال ذلك نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬ترك أحد الموظفين لعمله َّ‬
‫قن أصبح مطلوباً للخدمة العسكرية‪.‬‬
‫‪ -2‬فصل أحد الموظفين أو تسريحه من عمله قسباب أمنية وسياسية‪.‬‬
‫‪ -3‬التسريح االتوماتيكي لعمال مصنع أو منشأة أو معمل ما بسبب الدمار أو تعرض تلك المنطقة لالشتباكات‪.‬‬

‫‪ -‬رابعد‪ :‬الدو رة أو اليو رة‪:‬‬


‫يقصد بالدوهرة أو اليوهرة تحويل بعض المواطنين قموالهم‪ ،‬أو مدخراتهم‪ ،‬أو عقاراتهم إلى عمالت أجنبية (كالدوالر‬
‫اقمريكي‪ ،‬أو اليورو) من أجل الهجرة من الداخل إلى الخارج باتجاه الدول اقوربية‪ ،‬أو أمريكا‪ ،‬أو استراليا في سبيل تحقيق‬
‫حيث نرـ َّ‬
‫أن الكثير من العائالت السورية قد هربت إلى الخارج السوري‬ ‫مستويات أعلى من العيش الكريم في تلك الدول‪ُ .‬‬
‫بعد دفعهم لمبالغ طائلة بالدوالر أو اليورو‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪140‬‬
‫جتارب اقتصادية رائدة يف كردستان سوريا‬
‫ً‬
‫(مؤسسة أصفر وجنار إخوان أمنوذجا)‬
‫خورشيد عليكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 35‬أيلول ‪3104‬‬
‫أص ت ت تتفر ونجار عائلة ست ت ت تريانية‪ ،‬من آمد (ديار بكر) وهي مكونة من بيتين آل أص ت ت تتفر وآل نجار‪ ،‬تجمعهما والدة هي‬
‫المرحومة مريم رض ت توانلي‪ .‬وانتقلت العائلة بست تتبب الظروف القاست تتية جنوباً إلى ربوع الجزيرة عندما وجدوا المست تتاواة والحرية‬
‫مطبقة في المنطقة‪ ،‬واستقروا في مدينة قامشلو الحديثة التكوين ما بين عامي ‪.5916 -5968‬‬
‫ولدة نواة المؤست ت تس ت تتة العائلية عام ‪5966‬م من والدهم س ت تتعيد نجار وأوالده‪ ،‬وتوزعت نش ت تتاط المؤست ت تس ت تتة منذ البداية في‬
‫حيث كان لستتعيد نجار قرية استتمها "ملوك س اراي" بالقرب من ديار بكر‪ ،‬ومن ثم تفرغوا إلى إدارة تربية دودة القز‬
‫الزراعة‪ُ ،‬‬
‫للحرير وصناعته آلخر مراحل تحويله إلى الغزل والنسير‪.‬‬
‫بدأت المؤست تس تتة عام ‪ 5916‬بالتوس تتع في زراعة اقرز واقامة مص تتنع حديث في قامش تتلو لقش تتر اقرز وتبيض تته‪ .‬وفي‬
‫منتص ت ت تتف شت ت ت تتهر تموز من عام ‪ ،5915‬قام اقتراك بتحويل مجرـ نهر الجغجغ‪ ،‬وأتلفوا بذلك كل مزروعات اقرز عليها‪.‬‬
‫أمام هذه الحالة المؤس ت ت ت ت تتفة لجأ اإلخوان إلى البحث عن مص ت ت ت ت تتادر للمياه للري في أماكن أخرـ من محافظة الجزيرة وحيث‬
‫بلغت بهم الهمة للذهاب إلى بحيرة الخاتون (على حدود العراق وجبال ستتنجار)‪ ،‬ونصتتبوا المضتتخات ومحركات تعمل على‬
‫الديزل‪ ،‬لستتحب المياه من البحيرة وستتقاية اق ارضتتي وزراعة اقرز وذلك عام ‪ ،5915‬ولكن المستتاحات القابلة للزراعة كانت‬
‫محدودة‪ .‬وفي عام ‪ 5916‬وصلوا إلى رأس العين حيث وجدوا ينابيع المياه تنبع في المدينة تسيل وتشكل نهر الخابور‪.‬‬
‫وانصت ترفوا إلى التعاقد مع خليل إبراهيم باش تتا لتركيب مض تتخات مع محركات كبيرة على النبع "عي زرتقدد" برفع المياه‬
‫من النبع بارتفاع خمس عشر مت اًر ونقلها بالسواقي والقنوات إلى اقراضي المجاورة لزراعة اقرز‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ،5912‬أدخلوا قول مرة في الشرق‪ ،‬اآللة الميكانيكية باستيرادهم الجرار من ماركة "كيز"‪ ،‬يعمل على الكاز‪،‬‬
‫وحصت ت ت تتادة رباطة من ماركة "مدساااااي دريس"‪ ،‬وفي عام ‪ 5918‬أدخلوا التراكتور "كدتربيالر" والحصت ت ت تتادة من ماركة "جو‬
‫دير"‪.‬‬
‫ومع بدء توستتع اقعمال الزراعية واستتتصتتالح اق ارضتتي باآللة الميكانيكية وتطور العالقات المالية والمص ترفية وازدياد‬
‫عدد العمال العاملين في المؤسسة‪ ،‬تقرر التحول إلى شركة نظامية باسم أصفر ونجار إخوان‪ ،‬شركة تضامنية‪ ،‬كان يجتمع‬
‫المجلس دورياً سنوياً سواء بحلب أو قامشلو ويتدارس اقعضاء المواضيع المعروضة وتتخذ الق اررات باإلجماع‪.‬‬
‫وانتشترت نشتاط المؤستسة باتجاه غرب قامشلو أي إلى منطقة رأس العين بحثاً عن مصادر المياه الحلوة لزراعة اقرز‬
‫حيث أخذوا على عاتقهم اس تتتص تتالح اق ارض تتي البائرة‪ .‬وكان مس تتاحة هذه اق ارض تتي حس تتب‬
‫وتعاقدوا مع ورثة إبراهيم باش تتا‪ُ ،‬‬

‫‪141‬‬
‫س ت تتند التمليك الرس ت تتمي الس ت تتوري وحس ت تتب الحدود الواردة في الس ت تتند صت ت تراحة‪ ،‬تزيد عن ‪ 1‬ماليين دونم ما يعادل ‪100000‬‬
‫هكتار‪ .‬حيث أمتلك أصفر نجار وأخوان ‪ %10‬والنصف اقخر آلل إبراهيم باشا‪.‬‬
‫ومن بعض نشت ت تتاطات الشت ت تتركة في الزراعة والعمران والخدمات االجتماعية نذكر ما يلي‪( :‬زراعة اقرز في كردست ت تتتان‬
‫ستتوريا قول مرة وانشتتاء مصتتنع لقش تره وتبييضتته منذ عام ‪ ،5915‬وادخال اآللة الميكانيكية في الزراعة قول مرة في ستتوريا‬
‫عام ‪ ،5912‬وانشتتاء القرـ خارج المدن واستتكان الفالحين بالرغم من الصتتعوبات والمخاطر من العشتتائر‪ ،‬واقامة أول عالقة‬
‫تعتاونيتة مع العمتال الميكتانيكيين ومتدهم بتآالت العمل والمال والبذار واإلرشت ت ت ت ت ت تتادات الفنية‪ ،‬واش ت ت ت ت ت ت تراكهم في اإلدارة واقرباح‬
‫وتمليكهم وستائل اإلنتاج من اآلليات‪ ،‬واستتصتالح اقراضي البائرة منذ الخليقة وتحويلها إلى أراض صالحة ل نتاج‪ ،‬اعتبا اًر‬
‫من ‪ ،5916‬واست تتتعمال وست تتائل الري الحديث بالرش االصت تتطناعي لزراعة القطن واست تتتيراد معداتها من ألمانيا عام ‪،5911‬‬
‫وتخطيط وتنفيذ أول قرية (مدينة ص ت ت تتغيرة) نموذجية في وس ت ت تتط اق ارض ت ت تتي المس ت ت تتتص ت ت تتلحة في منطقة رأس العين وس ت ت تتميت‬
‫"المبروكة"‪ ،‬والمساهمة في تأسيس أول شركة كهرباء لتغذية مدينة قامشلو بالكهرباء ليالً ونها اًر وذلك في عام ‪.)5919‬‬
‫كما وكانت من مشتتاريع الشتتركة بعيدة المدـ‪( :‬مشتتروع العشترين ستتنة لزراعة المروية‪ ،‬ومشتتروع العشترين ستتنة للزراعة‬
‫البعلية‪ ،‬ومركز مبروكة النموذجي على شكل قرية نموذجية فيها جميع اقسباب الالزمة الحتياجات االستثمار الزراعي)‪.‬‬
‫باإلضتافة إلى بعض أعمال المؤسسة العمرانية المختلفة كالجسور باإلسمنت المسلح‪ ،‬والسدود كسد "ملوك سراي" وهو‬
‫من اإلسمنت المسلح قوي الدعائم‪.‬‬
‫وقد انفقت شت ت تتركة أصت ت تتفر ونجار إخوان كل ما جلبته معها من تركيا‪ ،‬واقرباح التي جنتها من است ت تتتثمار مشت ت تتاريعهما‬
‫الزراعية والقروض التي استتحصتلت عليها‪ ،‬أنفقتها جميعاً في استتصتالح اق ارضتي والمشتايع التي جرـ ذكرها ستتابقاً‪ ،‬والتي‬
‫تجاوزت ‪ /51/‬مليوناً من الدوالرات االمريكية‪.‬‬
‫حيث تمكن وزير اإلصتتالح الزراعي فاز‬
‫لكن حرمت المؤس تستتة من أمالكها بقرار من الستتلطات الستتورية عام ‪ُ ،5929‬‬
‫الجاسم‪ ،‬من حرمان‪ ،‬جميع أفراد مؤسسة أصفر ونجار إخوان‪ ،‬من حقوق االحتفاظ من حقهم اقدنى المنصوص في قانون‬
‫االصالح الزراعي‪ ،‬ولم تترك لهم شب اًر من اقراضي‪ .‬وكان قد سبق ذلك أن استولت الدولة ونزعت يدها عن كامل أمالكهم‬
‫الزراعية في منطقة قامشلو‪ ،‬عام ‪.5927‬‬
‫إن المؤست ت تس ت تتة كانت ض ت تتحية مؤامرة من قبل بعض الحاقدين في فرع حزب البعث (في الحس ت تتكة) مس ت تتتنداً إلى اجتهاد‬
‫مخالف للقانون من قبل أحد الموظفين في فرع اإلصتتالح ونفذها وزير اإلصتتالح الزراعي بدمشتتق دون تقدير مدـ نتائجها‬
‫السلبية وخاصة على الطبقة العاملة‪ .‬وبذلك فقد حلت المؤسسة نفسها تحت ضغط وارادة سلطوية وأغلقت مكاتبها وفروعها‬
‫في قامشتلو‪ ،‬وعين الزرقاء ومبروكة وحلب ودمشتق‪ ،‬وسرحت جميع العاملين فيها وصرفت العمال الدائمين والموسميين في‬
‫مش ت تتاريعها الزراعية‪ ،‬بعد دفع جميع حقوقهم وتعويض ت تتاتهم القانونية‪ ،‬وكذلك برأت ذمتها وذمة أفرادها من أي حق أو إلتزام‪.‬‬
‫حيث كان يعمل في المؤست تس تتة أكثر من ‪ 51‬ألف عامل في نهاية الخمس تتينيات من القرن الماض تتي‪ ،‬فلوال قانون االص تتالح‬
‫الزراعي ومؤامرة الحاقدين لكان عدد العاملين في هذه المؤسسة حالياً تجاوز الت ‪ 500‬ألف عامل‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫ولكن يكمن الستؤال في أنه أين كانت االقطاعية ال ُكرديَّة؟ وهل كانت هناك تجارب اقتصتادية كردية رائدة في كردستان‬
‫سوريا؟‪.‬‬

‫نشر في الجريدة المركزية لحزب يكيتي ال ُكردي في سوريا‪ ،‬العدد (‪ ،)602‬تاريخ آب ‪6051‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪143‬‬
‫دور اإلدارة الرشيدة (احلوكمة‪ )Good Governance :‬يف التنمية االقتصادية‬
‫ُ‬
‫(سوريا عامة وكردستان سوريا بشكلٍ خاص)‬

‫جوانا أمحد‬
‫ُ‬
‫عضوة مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 38‬أيلول ‪3104‬‬

‫تعد اإلدارة الرشيدة (الحوكمة) من أبرز وأهم الموضوعات في المؤسسات والمنظمات اإلقليمية والدولية وقد تعاظم‬
‫االهتمام بهذا الموضوع في الوقت الذي تمر فيه معظم الدول العربية بحركات إصالحية هدفها تحقيق اإلدارة الرشيدة ومحاربة‬
‫الفساد‪ .‬ذلك قن هذه الدول أصبحت تُدرك تماماً أن التراجع االقتصادي والتنموي إنما ناشئ عن الحكم غير الصالح والذي‬
‫كان السبب الرئيس في طرح قضية اإلصالح وبعنف على كافة اقصعدة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫لذلك تعددت التعريفات المقدمة للحوكمة بحيث يدل كل تعريف على وجهة النظر الذي يتبناها مقدم هذا التعريف‪:‬‬

‫فتعرفهد برندمج األمم المتحدة اإلنمد ي (‪ )UNDP‬م الندحية السيدسية‪ :‬بأنها "ممارسة السلطة االقتصادية والسياسية‬
‫يعبر المواطنون‬
‫واإلدارية إلدارة شؤون الدولة على كافة المستويات‪ ،‬ويشمل اآلليات والعمليات والمؤسسات التي من خاللها َ‬
‫والمجموعات عن مصالحهم ويمارسون حقوقهم القانونية ويوفون بالتزاماتهم ويقبلون الوساطة لحل خالفاتهم"‪.‬‬

‫أما تقرير التنمية اإلنسانية العربية (‪ )Arab Development Report‬فتعرفها من الناحية اإلنسانية‪ :‬بأنها "الحكم الذي‬
‫وحرياتهم االقتصادية واالجتماعية‬
‫يعزز ويدعم ويصون رفاه اإلنسان ويقوم على توسيع قدرات البشر وخياراتهم وفرصهم َ‬
‫والسياسية‪ ،‬ويسعى إلى تمثيل كافة فئات الشعب تمثيالً كامالً وتكون مسؤولة أمامه لضمان مصالح جميع أفراد الشعب"‪.‬‬

‫وتعرفه منطمة التعدو االتقتاددي والتنمية (‪ )OECD‬م الندحية االتقتاددية‪ :‬بأنها "استخدام السلطة والرقابة في المجتمع‬
‫فيما يخص إدارة موارد الدولة بهدف تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية"‪.‬‬

‫م خالل التعدريف السدبقة نالحط أ للحوكمة أبعدد مختلفة‪:‬‬

‫‪ -5‬البعد السيدسي‪ :‬الذي يتعلق بطبيعة السلطة السياسية وشرعيتها وقدرتها على التمثيل الحقيقي وبالسياسة العامة‬
‫للدولة‪.‬‬
‫‪ -6‬البعد االجتمدعي‪ :‬الذي يهدف إلى توجيه اقهداف الجماعية وانجازها واإلصالح المجتمعي‪.‬‬
‫‪ -1‬البعد االتقتاددي‪ :‬الذي يتعلق بالتنمية االقتصادية والقضاء على الفساد‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫فاإلدارة الرشيدة هي عنصر أساسي للنمو والتنمية االقتصادية فكما هو معلوم أن الشروط اقساسية للتنمية االقتصادية‬
‫تتضمن مجموعة من المفاهيم التي ال يمكن أن تتحقق التنمية والديمقراطية بدونهما ومن أهم هذه المفاهيم‪ :‬المشاركة‬
‫والمسألة‪ ،‬االستقرار السياسي وغياب العنف‪ ،‬فعالية الحكومة‪ ،‬جودة التشريع‪ ،‬سلطة القانون‪ ،‬مراقبة الفساد ومحاربته‪.‬‬
‫فتطبيق هذه المفاهيم سوف يؤدي إلى تحقيق العدالة والمساواة والمشاركة وحماية حقوق الملكية والحد من استغالل‬
‫السلطة وزيادة الثقة في االقتصاد الوطني بما يسهم في رفع معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬

‫فمد و واتقع الحوكمة في سوريد وكردستد سوريد في طل األزمة السورية؟‬

‫حيث تناولت اللجنة االقتصادية واالجتماعية في منظمة (اإلسكوا) في تقريرها الصادر ‪ 50‬أيلول ‪ 6051‬التوقعات بشأن‬
‫مستقبل اقهداف اإلنمائية لأللفية في سوريا في ظل استمرار النزاع‪ ،‬وذلك على صعيد الحوكمة واقوضاع االجتماعية‬
‫واالقتصادية وفرص التقدم المحتملة وأكد الخبراء بأن االنهيارات الكبرـ في االقتصاد السوري خالل سنوات النزاع قد تحقق‬
‫والخسائر الكبرـ قد وقعت وبطبيعة الحال انعكس ذلك على الحياة اليومية للناس‪ .‬فاحتياطي المصرف المركزي من العمالت‬
‫االجنبية انخفض بنسبة ‪ %27‬منه خالل ثالث سنوات فقط‪ .‬من أجل تثبيت سعر صرف الليرة السورية عند حدود ‪-510‬‬
‫‪ 520‬ليرة للدوالر وبالتالي سيكون مصير الليرة السورية في عام ‪ 6051‬رهناً بمجريات النزاع ومستوـ الدعم الخارجي‪ .‬وكذلك‬
‫انخفضت قيمة الناتر المحلي اإلجمالي في عام ‪ 6051‬بنسبة ‪ 52.7‬في المئة ومن المتوقع أن يستمر االنخفاض مع استمرار‬
‫النزاع‪ .‬ويتوقع أن تترجم انعكاسات هذا التدهور االقتصادي محنة اجتماعية على عدة مستويات منها‪:‬‬

‫المدمر على مستقبل‬


‫َ‬ ‫‪ -5‬يتوقع أن تتدنى نسبة االلتحاق بالتعليم اقساسي إلى نحو ‪ %10‬وهي نسبة متدنية ستترك أثرها‬
‫البلد لعقود طويلة وأثر النزاع بصورة أكبر على تعليم البنات‪.‬‬
‫‪ -6‬يتوقع أن يصل الفقر في سوريا إلى خطه اقدنى في العام ‪ 6051‬إلى ‪ % 19.1‬وخطه اقعلى إلى ‪ .%89.1‬واذا‬
‫استمر النزاع لعام آخر فسيكون ‪ %90‬من السوريين فقراء‪.‬‬

‫وتؤكد إحصائيات البنك الدولي حول الحكم الجيد والفساد في الدول العربية تدني مستوـ أداء الدول العربية في هذين‬
‫المجالين مقارنة بالدول اقخرـ‪ .‬حيث كان ترتيب سوريا على مؤشر الفساد بالترتيب ‪ 569‬من بين ‪ 586‬دولة عام ‪6055‬‬
‫(المؤشر مرتب من اقحسن إلى اقسوء) وأشارت إلى أن المعدل العام للحوكمة (‪ )5.501-‬لنفس العام‪ .‬وبالنسبة لمؤشر‬
‫الحرية االقتصادية فتسجل سوريا من بين ‪ 9‬دول عربية ذات حرية اقتصادية ضعيفة‪.‬‬

‫واذا ما أخذنا كردستان سوريا فنالحظ بأنها في الوقت الراهن تفتقر إلى المقومات اقساسية للحوكمة لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -5‬االضطراب السياسي واالقتصادي واالجتماعي واقمني في هذه المنطقة خالل فترة حكم النظام السوري‪.‬‬
‫‪ -6‬تعطيل أو ضعف مؤسسات الدولة في هذه المناطق‪ ،‬وتحول الميدان إلى آلية الحوكمة الوحيدة والواقعية‪.‬‬
‫‪ -1‬تزايد الفجوة بين أبناء المنطقة حيث لم يتم توزيع مكاسب التنمية على الجميع‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫‪ -1‬ضعف التشريعات الذي أدـ إلى انتشار الفساد ممثالً في انتشار الرشوة واإلكراميات وغيرها من المسميات التي‬
‫تعني دفع مبالغ مالية مقابل الحصول على الخدمات هذا أثر على مناخ االستثمار واقعمال في هذه المناطق‬
‫وبالتالي أثر بالسلب على التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -1‬الفساد الذي أدـ إلى هجرة الكفاءات من أبناء المنطقة نظ اًر لغياب التقدير وبروز المحسوبية والمحابات في إشغال‬
‫المناصب‪.‬‬
‫‪ -2‬الفقر المدقع الذي تعاني منه هذه المنطقة‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم السماح قبناء المنطقة من ال ُكرد بالتعبير عن آرائهم وهضم كافة حقوقهم اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -8‬المجلس الوطني ال ُكردي منذ أكثر من ثالث سنوات لم يقم بتشكيل مكاتب أو مؤسسات حقيقية وهذا دليل على حالة‬
‫الفساد والمحسوبية التي يعيشها المجلس‪ ،‬كما أن حكومة الكانتون غير مرحب بها دولياً‪ ،‬ومؤسساتها تعاني من‬
‫الضعف وعدم الشفافية وعدم القدرة على تحمل مسؤولياتها كحكومة‪.‬‬

‫ونحن أبناء المنطقة ال ُكرديَّة في سوريا بحاجة إلى زيادة االهتمام ونشر ثقافة أفضل حول موضوع الحوكمة‪ ،‬من أجل البدء‬
‫بعملية بناء مناطق كردية جديدة قائمة على الحوكمة والمؤسسات الديمقراطية الضامنة لكرامة ال ُكرد وأبناء المنطقة وحقوقه‬
‫المستندة إلى أولويات المواطنين وخلق اإلطار المناسب لوضعه في حيز التطبيق لكونه أحد الوسائل المهمة في مواجهة‬
‫التحديات التي يواجهها الوضع االقتصادي الراهن في المنطقة‪ .‬أي يجب أن تكون الحوكمة من اقهداف اإلستراتيجية حتى‬
‫نستطيع االنتقال من هذه المرحلة العاصفة إلى بر اقمان وبأقل الخسائر الممكنة‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪146‬‬
‫ُ‬
‫أثر الصراع املسلح على اقتصاد كردستان سوريا‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 08‬تشرين األول ‪3104‬‬


‫عانى االقتصاد السوري منذ بدء االزمة السورية في شهر آذار عام ‪ 2011‬والى اآلن تراجعات حادة في جميع قطاعاتها‬
‫وسجلت بعض قطاعاتها مستويات صفرية‪ ،‬وكان النصيب اقكبر من التراجع االقتصادي على حساب اقتصاد ُكردستان‬
‫سوريا الذي يعاني إلى اآلن من حصار اقتصادياً وعدم االستقرار اقمني والهجرة الجماعية‪.‬‬
‫حيث تفاقم الركود االقتصادي في ُكردستان سوريا في مختلف القطاعات‪ ،‬اقمر الذي جعل من اتجاه النمو االقتصادي‬
‫ُ‬
‫اتجاهاً سالباً‪ ،‬نتيجة لتراجع اإلنتاج واختالل معادلة العرض والطلب في أغلب السلع االستراتيجية والوسيطة والمتعددة‬
‫االستخدام‪ ،‬هذا عدا عن تدهور الخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫وقد ترتب على الصراع الدائر في سوريا بين مختلف الجهات المتحاربة جملة من اآلثار الخطيرة جداً على اقتصاد ُكردستان‬
‫سوريا نذكر من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تراجع االنفاق االستهالكي على السلع الغذائية وعلى التعليم والمواصالت واحتياجات السكن لدـ ‪ %80‬من المواطنين‬
‫في ُكردستان سوريا‪.‬‬
‫‪ -2‬تراجع االستثمار الخاص بنسبة ‪ %80‬وخاصة بعد أحجام الكثير من المستثمرين عن بناء المشاريع االستثمارية في‬
‫ُكردستان سوريا وذلك لعدة مبررات (صعوبة تأمين اآلالت‪ ،‬وصعوبة تصدير البضاعة إلى الخارج‪ ،‬وعدم وجود قوانين‬
‫اقتصادية ضامنة لحقوق استماراتهم‪ ،‬وعدم االستقرار السياسي‪ ...‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -3‬أصبح ما يقارب ثالثة أرباع مواطني ُكردستان سوريا واقعين تحت خط الفقر وخاصة في ظل عدم مواكبة اجورهم مع‬
‫االرتفاع المتواصل في اقسعار وتراجع قيمة الليرة السورية بشكل حاد‪.‬‬
‫‪ -4‬تراجع قطاع النقل إلى حد بعيد بسبب تراجع نقل البضائع واقشخاص وتراجع اقسواق بشكل عام نتيجة االنكماش‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -5‬انخفاض قيمة العملة المتداولة محلياً في ُكردستان سوريا (الليرة السورية) حيث أرتفع سعر صرف الدوالر اقمريكي‬
‫بداللة الليرة السورية من ‪ 47‬ليرة سورية إلى أكثر من ‪ 200‬ليرة سورية في منتصف شهر أيلول عام ‪.2014‬‬
‫‪ -6‬ازداد معدالت التضخم االقتصادي بشكل كبير ليصل إلى ‪ %210‬في نهاية الربع اقول من عام ‪ 2014‬ويشكل بذلك‬
‫ما يسمى بتت‪( :‬التضخم الجامح)‪ .‬باإلضافة إلى عدم تناسب االجور مع المعيشة‪ ،‬فبعدما كان المواطن سابقاً يتدبر أمره رغم‬
‫ضيق الحال‪ ،‬اختلف اقمر اآلن بعد تقلص الموارد ولجوء المواطنين إلى إنفاق مدخراتهم‪ .‬ونشطت السوق السوداء ولجأ‬
‫التجار إلى احتكار البضائع الرئيسية ليصار إلى بيعها بأضعاف أثمانها‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ -7‬أرتفع معدل البطالة في ُكردستان سوريا من ‪ %19.3‬عام ‪ 2011‬إلى أكثر من ‪ %70‬في عام ‪ 2014‬وكانت أكبر نسبة‬
‫للبطالة في المنطقة الشرقية (منطقة الحسكة)‪ ،‬في حين بقيت معدالت البطالة ثابتة في مناطق أخرـ في سوريا كالالذقية‬
‫وطرطوس‪.‬‬
‫معرضاً لجميع الصدمات االقتصادية‬
‫‪ -8‬دفع االقتصاد السوري الحربوي اقتصاد ُكردستان سوريا باتجاه الشكل اقزموي ا‬
‫الكلية‪.‬‬
‫حيث تعرضت‬
‫‪ -9‬تدهور اإلنتاج الزراعي في ُكردستان سوريا في أهم المحاصيل الزراعية ومن بينها القمح والشعير والقطن‪ُ ،‬‬
‫المحاصيل الزراعية إلى آفات وأمراض خطيرة فأكثر اقمراض التي يعانيه محصول القمح مثالً في ُكردستان سوريا هو‬
‫مرض النيماتودا ومرض الصدأ‪ ،‬ومحصول الشعير مرض اإلصابة بحشرة البق الرقيقي (الجذري والورقي)‪ ،‬ومحصول العدس‬
‫مرض ذبول العدس‪ ،‬ومحصول القطن مرض اإلصابة بديدان جوز القطن (الشوكية واللوزية)‪ .‬مما أثر سلباً على نسبة‬
‫مساهمة القطاع الزراعي في الناتر المحلي اإلجمالي ال ُكردي‪.‬‬
‫‪ -10‬اصاب القطاع الصناعي في ُكردستان سوريا بتراجع حاد في انتاجيته بالرغم من محدودية قدرته وذلك نتيجة عدم‬
‫قدرة المنشآت الصناعية القائمة من التعامل مع المتغيرات الفنية والتكنولوجية العالمية‪ ،‬وضعف هيكلية المنشآت الصناعية‬
‫القائمة‪ ،‬وصعوبة تأمين المواد اقولية ‪ ...‬الخ‪ .‬مما انعكس سلباً على نسبة مساهمته في الناتر المحلي اإلجمالي ال ُكردي‪.‬‬
‫‪ -11‬أصاب قطاع التجارة الخارجية في ُكردستان سوريا بالشلل وذلك في ظل عدم وجود معابر تجارية فاعلة في العملية‬
‫االقتصادية ما عدا معبر سيمالكا الذي ال يزال خاضعاً لالعتبارات السياسية أكثر من االعتبارات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -12‬لم يساهم القطاع السياحي في ُكردستان سوريا في دعم االقتصاد وتحسين مستوـ دخل اقفراد حتى اآلن وذلك لسببين‪،‬‬
‫اقول هو لم َّأنه يكن هناك االهتمام بالقطاع السياحي من قبل الحكومات المتعاقبة على ُكردستان سوريا‪ ،‬والثاني هو عدم‬
‫االستقرار اقمني في المنطقة بسبب حالة الصراع المستمر‪.‬‬
‫‪ -13‬تدهور مؤشر التنمية البشرية في ُكردستان سوريا بشكل كبير جداً حيث بات المؤشر خاضعاً للكثير من االعتبارات‬
‫السلبية أهمها (ترك الوظائف الحكومية أو الفصل منها العتبارات سياسية‪ ،‬وعدم قدرة الكثير من الطالب متابعة التحصيل‬
‫ا لجامعي في الجامعات السورية‪ ،‬وعدم استكمال الكثير من الطالب لمراحل الدراسة اإلعدادية والثانوية بسبب اقوضاع‬
‫المعيشية الصعبة‪ ،‬ونزوح الكثير من العائالت إلى المخيمات‪ ،‬وهجرة الكثيرين إلى الدول الغربية)‪ .‬حيث ساهمت هذه‬
‫السلبيات في أن تحل ُكردستان سوريا في المرتبة ‪ 215‬في سلم التنمية الشاملة‪.‬‬
‫إذا توقف الصراع في سوريا َّ‬
‫فأن ُكردستان سوريا سيحتاج إلى فترة طويلة االجل ليحقق نمواً اقتصادياً يعادل النمو‬
‫الذي حققه في عام ‪ 2010‬وعليه أن يحقق مستوـ نمو ال يقل عن ‪ %5‬سنوياً‪.‬‬
‫نشر في الجريدة المركزية لحزب يكيتي ال ُكردي في سوريا‪ ،‬العدد (‪ ،)207‬أيلول ‪.6051‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬

‫‪148‬‬
‫كوباني اخلسائر االقتصادية لغزو داعش‬

‫د‪ .‬مسلم طاالس‬

‫دكتور يف االقتصاد والعالقات الدولية‬

‫‪ 21‬تشرين االول‬
‫تعتبر كوباني مدينة حديثة العهد وهي مركز منطقة كوباني التي تتبع لمحافظة حلب‪ .‬نشأت المدينة بداية القرن‬
‫العشرين وتعزز وجودها بعد اتفاقية سايكس بيكو‪ .‬وهي في اقصل معسكر للشركة اقلمانية التي كانت تقوم ببناء خط قطار‬
‫الشرق السريع‪ ،‬وعلى أطرافه وجدت بعض المنازل ومنها منازل لالجئين من اقرمن الذين فروا من المذابح العثمانية‪ .‬وتطور‬
‫ذلك كمركز للمدينة انضمت إليه الحقا قرـ‪ :‬كانيا عربان (عرب پينار‪ -‬عين العرب) وكانيا مرشدي (مرشد پينار) ومكتلة‬
‫وقرـ أخرـ لتتشكل المدينة كوباني‪ ،‬تحريفاً للكلمة اقلمانية (‪ )kompanie‬كومپاني أو كامب‪ ،‬وسميت رسميا الحقاً بعين‬
‫العرب‪ .‬تتوضع المدينة ومعظم الريف على سهل سروج الذي ينقسم بين سوريا وتركيا‪.‬‬
‫تبعد كوباني عن مدينة حلب ‪ 517‬كم باتجاه الشمال الشرقي عند الحدود السورية التركية‪ ،‬والى الشمال الشرقي من‬
‫جرابلس وتبعد عنها ‪ 10‬كم‪ .‬تحد كوباني من الشمال الحدود السورية التركية‪ ،‬ومن الشرق والجنوب المناطق االدارية لمحافظة‬
‫الرقة‪ ،‬ومن الغرب يحدها ويساير حدودها نهر الفرات‪ .‬تبلغ مساحة المنطقة ‪ 6710‬كم‪ 6‬وعدد السكان حوالي ‪121،000‬‬
‫نسمة‪.‬‬
‫كوباني منطقة داخلية تتباين فيها فروق الح اررة بين الليل والنهار والشتاء والصيف وبين شمال المنطقة وجنوبها حيث‬
‫تقع المنطقة بين منطقتي االستقرار الثانية والثالثة‪ .‬تهطل معظم االمطار في فصلي الشتاء والربيع‪ ،‬ويبلغ المعدل السنوي‬
‫للهطل ‪ 622‬مم‪.6‬‬
‫تشتهر كوباني بزراعة القمح والشعير والقطن والفستق الحلبي والجوز واللوز والزيتون‪ ،‬واشتهرت في اآلونة اقخيرة‬
‫بزراعة الكمون وبعض المحصوالت اقخرـ‪ .‬وقد اشتهرت أيضا بصناعة اآلالت الزراعية مثل حفارات اآلبار والحصادات‬
‫ومضخات المياه العمودية والقطع والمعدات الزراعية المصنوعة محلياً فيها حتى انها تصدر إلى خارج سوريا‪ .‬يوجد في‬
‫المدينة ومناطقها العديد من المنشئات الصناعية والمعامل والمصانع كصناعة اآلالت وصناعة اقلبان والصناعات الغذائية‬
‫وغيرها‪ .‬وتشتهر بحركة تجارية نشطة‪.‬‬
‫سنتناول موضوعنا كما يلي‪ ،‬في البداية سنعطي صورة رقمية عن الوضع االقتصادي في كوباني‪ ،‬ومن ثم الخسائر‬
‫المتحققة مباشرة من الغزو‪ ،‬ومن ثم الخسائر المتوقعة إن عاد سكان كوباني حتى غاية الشهر اقول عام ‪ ،6051‬ومن ثم‬
‫الخسائر المتوقعة إن تأخرت عودة الناس لما بعد الشهر اقول ‪.6051‬‬
‫كوباني اقتصاديا‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫يمكن أن نأخذ صورة إجمالية عن اقتصاد كوباني من خالل الناتر المحلي االجمالي لكوباني‪ ،‬والجدول ‪ /5/‬يبين‬
‫الناتر المحلي االجمالي لكوباني (الدخل القومي) وتركيبه المقدر حسب القطاعات‪ ،‬وهو حوالي ‪ /890،000،000/‬دوالر‪.‬‬

‫الجدول رتقم ‪ /0/‬الندتج المحلي االجمدلي لكوبدني (ألف دوالر)‬

‫المبلغ‬ ‫النسبة‬
‫‪222661‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪97971‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫الاندعة والتعدي‬
‫‪35626‬‬ ‫‪0.04‬‬ ‫البندد والتشييد‬
‫‪240474‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫نجدرة الجملة والمفرق‬
‫‪106877‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫النقل والموااالت والتخزي‬
‫‪44532‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫المدل والتأمي والعقدرات‬
‫‪142503‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫الخدمدت‬
‫‪890646‬‬ ‫‪1‬‬

‫باإلضافة لذلك ف ن هناك عدداً كبي اًر من أبناء كوباني مغتربون ويعملون في الخارج وتبلغ تحويالتهم سنويا حوالي‬
‫‪ /58،000،000/‬دوالر‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألنشطة التي يتم ممارستها في كوباني فتقدر كما يلي‪:‬‬
‫‪-0‬الزراعة‪:‬‬
‫هي عصب االقتصاد في كوباني ويتحقق في ربع مداخل المنطقة‪ ،‬وفيما يلي مسح لمكونات هذا القطاع الهام‪:‬‬
‫أ‪ -‬المحاصيل الشتوية‪ ،‬يبلغ إنتاجها حوالي ‪ /77/‬مليون دوالر‪ ،‬ويعتبر القمح المحصول الرئيسي حوالي ‪ /17/‬مليون دوالر‬
‫يليه الشعير حوالي ‪ /51.1/‬مليون دوالر‪ .‬والجدول رقم ‪ /6/‬يفصل هذه المحاصيل‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫الجدول ‪ /3/‬المحاصيل الشتوية المقدرة في كوباني سنويا‬

‫القيمة بالدوالر‬ ‫السعر الرسمي بالدوالر‬ ‫االنتاج بالطن‬ ‫اسم المحصول‬


‫‪56737956.99‬‬ ‫‪456.99‬‬ ‫‪124156‬‬ ‫القمح‬
‫‪16543010.75‬‬ ‫‪365.59‬‬ ‫‪45250‬‬ ‫الشعير‬
‫‪456451.61‬‬ ‫‪537.63‬‬ ‫‪849‬‬ ‫حمص‬
‫‪229333.33‬‬ ‫‪410.26‬‬ ‫‪559‬‬ ‫فول‬
‫‪42700.00‬‬ ‫‪350.00‬‬ ‫‪122‬‬ ‫جلبانة‬
‫‪342000.00‬‬ ‫‪1000.00‬‬ ‫‪342‬‬ ‫كمون‬
‫‪749849.46‬‬ ‫‪494.62‬‬ ‫‪1516‬‬ ‫عدس‬
‫‪155000.00‬‬ ‫‪250.00‬‬ ‫‪620‬‬ ‫فول أخضر‬
‫‪658000.00‬‬ ‫‪1000.00‬‬ ‫‪658‬‬ ‫ملفوف‬
‫‪663750.00‬‬ ‫‪1250.00‬‬ ‫‪531‬‬ ‫قرنبيط‬
‫‪22615.38‬‬ ‫‪153.85‬‬ ‫‪147‬‬ ‫سلق‬
‫‪273750.00‬‬ ‫‪250.00‬‬ ‫‪1095‬‬ ‫بصل أخضر‬
‫‪96625.00‬‬ ‫‪125.00‬‬ ‫‪773‬‬ ‫خس‬
‫‪76971042.54‬‬ ‫المجموع‬
‫ب‪ -‬المحاصيل الصيفية‪ ،‬يبلغ إنتاجها حوالي ‪ /10.1/‬مليون دوالر‪ ،‬والمحصول الرئيسي هو القطن الذي يبلغ إنتاجه حوالي‬
‫‪ /9/‬مليون دوالر‪ ،‬والجدول التالي رقم ‪ /1/‬يفصل هذه المنتجات‪:‬‬

‫الجدول ‪ /2/‬المحدايل الايفية المقدرة في كوبدني سنويد‬

‫القيمة بالدوالر‬ ‫السعر الرسمي بالدوالر‬ ‫االنتاج بالطن لعام‬ ‫اسم المحصول‬
‫‪991483.87‬‬ ‫‪365.59‬‬ ‫‪2712‬‬ ‫ذرة صفراء‬
‫‪8714322.58‬‬ ‫‪903.23‬‬ ‫‪9648‬‬ ‫قطن‬
‫‪100000.00‬‬ ‫‪1000.00‬‬ ‫‪100‬‬ ‫سمسم‬
‫‪1049225.81‬‬ ‫‪96.77‬‬ ‫‪10842‬‬ ‫شوندر سكري‬
‫‪370000.00‬‬ ‫‪2000.00‬‬ ‫‪185‬‬ ‫دوار الشمس‬
‫‪4434537.63‬‬ ‫‪473.12‬‬ ‫‪9373‬‬ ‫بندورة‬
‫‪4159875.00‬‬ ‫‪375.00‬‬ ‫‪11093‬‬ ‫بطيخ أحمر‬
‫‪591000.00‬‬ ‫‪375.00‬‬ ‫‪1576‬‬ ‫بطيخ أصفر‬
‫‪5612903.23‬‬ ‫‪537.63‬‬ ‫‪10440‬‬ ‫بطاطا‬
‫‪331010.75‬‬ ‫‪688.17‬‬ ‫‪481‬‬ ‫فاصوليا خضراء‬
‫‪40750.00‬‬ ‫‪250.00‬‬ ‫‪163‬‬ ‫قرع ويقطين‬
‫‪1123096.77‬‬ ‫‪516.13‬‬ ‫‪2176‬‬ ‫باذنجان‬
‫‪491750.00‬‬ ‫‪250.00‬‬ ‫‪1967‬‬ ‫خيار‬
‫‪627000.00‬‬ ‫‪1500.00‬‬ ‫‪418‬‬ ‫ثوم جاف‬
‫‪916989.25‬‬ ‫‪559.14‬‬ ‫‪1640‬‬ ‫كوسا‬
‫‪204000.00‬‬ ‫‪1000.00‬‬ ‫‪204‬‬ ‫باميا‬
‫‪494408.60‬‬ ‫‪408.60‬‬ ‫‪1210‬‬ ‫بصل جاف أحمر‬
‫‪359000.00‬‬ ‫‪500.00‬‬ ‫‪718‬‬ ‫فليفلة‬
‫‪30611353.49‬‬ ‫المجموع‬

‫‪151‬‬
‫ت‪ -‬اقشجار المثمرة‪ :‬أهمها الزيتون والفستق الحلبي‪ ،‬وتنتر محاصيل بقيمة حوالي ‪ /65/‬مليون دوالر‪ .‬والجدول التالي‬
‫رقم ‪ /1/‬يفصل ذلك‪:‬‬

‫الجدول رتقم ‪ /4/‬تقدير االشجدر المثمرة وانتدجهد في كوبدني سنويد‬

‫القيمة دوالر‬ ‫السعر‬ ‫االنتدو ط‬ ‫القيمة دوالر‬ ‫السعر‬ ‫العدد ألف شجرة‬ ‫نو؟ الشجرة‬
‫‪6554500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪13109‬‬ ‫‪143400000‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1434‬‬ ‫زيتون‬
‫‪6621250‬‬ ‫‪1250‬‬ ‫‪5297‬‬ ‫‪31250000‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪625‬‬ ‫عنب‬
‫‪993750‬‬ ‫‪1250‬‬ ‫‪795‬‬ ‫‪1950000‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪39‬‬ ‫تين‬
‫‪1903200‬‬ ‫‪1300‬‬ ‫‪1464‬‬ ‫‪3450000‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪46‬‬ ‫مشمش‬
‫‪1500000‬‬ ‫‪7500‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪900000‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪12‬‬ ‫جوز‬
‫‪3640000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪910‬‬ ‫‪17514000‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪139‬‬ ‫فستق حلبي‬
‫‪21212700‬‬ ‫‪198464000‬‬ ‫المجموع‬
‫ث‪ -‬الحيوانات ومنتجاتها‪ :‬وأهمها اقبقار واقغنام والماعز‪ ،‬ويبلغ إنتاجها حوالي‪ /58/‬مليون دوالر‪ ،‬والجدول التالي رقم‬
‫‪ /1/‬يفصل ذلك‪.‬‬

‫الجدول رتقم‪ /5/‬تقدير الحيواندت ومنتجدتهد في كوبدني سنويد‬

‫القيمة‬ ‫السعر‬ ‫االنتدو ط‬ ‫القيمة‬ ‫السعر‬ ‫العدد‬ ‫البيد‬


‫‪11839000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪23678‬‬ ‫‪24070500‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪16047‬‬ ‫األبقدر‬
‫‪5223000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪10446‬‬ ‫‪40696350‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪271309‬‬ ‫األغندم‬
‫‪717500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪1435‬‬ ‫‪3123960‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪22314‬‬ ‫المدغز‬
‫‪2176‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪242‬‬ ‫دجدو بيدض‪ -‬ألف‬
‫‪6009‬‬ ‫‪0.125‬‬ ‫‪48068‬‬ ‫بيض – ألف‬
‫‪27169481‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪2717‬‬ ‫لحم فروو – ط‬
‫‪106993‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪21399‬‬ ‫حمدم‬
‫‪84843‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪3394‬‬ ‫ديك رومي‬
‫‪12297‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪820‬‬ ‫إوز‬
‫‪7298‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪730‬‬ ‫بط‬
‫‪54701‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪2188‬‬ ‫أرانب‬
‫‪17779500‬‬ ‫‪95334608‬‬ ‫المجمو؟‬

‫‪152‬‬
‫ج‪-‬اقليات والمعدات الزراعية‪ ،‬وهي بشكل رئيسي الحصادات والج اررات والمضخات‪ ،‬والجدول التالي رقم ‪ /2/‬يفصل ذلك‪:‬‬

‫جدول ‪ /2/‬تقدير اآلالت والمعدات الزراعية في كوبدني‪:‬‬

‫القيمة‬ ‫السعر‬ ‫العدد‬ ‫البيد‬


‫‪16183228‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪1618‬‬ ‫الج اررات‬
‫‪2094814.5‬‬ ‫‪25000‬‬ ‫‪84‬‬ ‫الحاددات‬
‫‪6354919.2‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪3177‬‬ ‫المضخدت‬
‫‪24632962‬‬ ‫المجمو؟‬
‫وتقدر قيمة البذور المعدة للزراعة بت‪ /61/‬مليون دوالر للموسم الشتوي‪.‬‬
‫‪-3‬الاندعة‪:‬‬
‫المعلومات المتاحة حول اقنشطة الصناعة في كوباني ضعيفة جدا‪ ،‬وما هو متاح هو كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬هناك ستة مقالع تستخرج مواد البناء‪ ،‬يبلغ رأسمال كل مقلع مع التجهيزات ‪ / 6/‬مليون دوالر‪ ،‬أي بمجموع ‪ /56/‬مليون‬
‫دوالر‪ .‬وتبلغ مبيعاتها ‪ /800،000/‬دوالر سنوياً لكل مقلع واالجمالي ‪ /1.8/‬مليون دوالر‪.‬‬
‫ب‪ -‬معمل الفارج ل سمنت‪ ،‬يبلغ رأسماله ‪ /280/‬مليون دوالر‪ ،‬ب نتاج سنوي ‪ /1/‬مليون طن‪ ،‬ومبيعات تقريبية ‪/610/‬‬
‫مليون دوالر‪.‬‬
‫ت‪ -‬بالنسبة لبقية الصناعات والحرف ‪ ،‬يقدر رأس المال المستثمر فيها حوالي ‪ /5/‬مليار دوالر‪ ،‬وتحقق دخال بحوالي‬
‫‪ /500/‬مليون دوالر‪.‬‬
‫‪-2‬تقطد؟ النقل‪:‬‬
‫يبين الجدول رقم ‪ /7/‬تقدير أعداد وقيم وسائط النقل في كوباني‪.‬‬

‫جدول ‪ /1/‬تقدير وسد ط النقل في كوبدني‬

‫القيمة دوالر‬ ‫السعر‬ ‫العدد‬ ‫البيد‬


‫‪47171538‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪9434‬‬ ‫سيدحية‬
‫‪1467294.9‬‬ ‫‪15000‬‬ ‫‪98‬‬ ‫بدف‬
‫‪7525499.9‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪753‬‬ ‫ميكروبدف‬
‫‪190754998‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫‪3815‬‬ ‫سيدرات شح‬
‫‪2180634.2‬‬ ‫‪25000‬‬ ‫‪87‬‬ ‫اهريج‬
‫‪54084315‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪5408‬‬ ‫بيك ةب‬
‫‪1791042.3‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪3582‬‬ ‫دراجدت ندرية‬
‫‪304975322‬‬ ‫المجمو؟‬

‫‪153‬‬
‫‪ -4‬تقطد؟ العقدرات‪:‬‬
‫الجدول رتقم ‪ /8/‬يبي تقدير العقدرات في كوبدني‬

‫جدول ‪ /8/‬تقدير العقدرات في كوبدني‬

‫مجمل القيمة دوالر‬ ‫تكلفة المتر المربع‬ ‫المسدحة متر مربع‬


‫‪1165153589‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪6099250‬‬ ‫عقدرات سكنية‬
‫‪698974104‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪3659550‬‬ ‫عقدرات تجدرية‬
‫‪1864127693‬‬ ‫المجمو؟‬
‫‪ -5‬القطد؟ التجدري‪:‬‬
‫يمك أ نقدر البضد ع المتداولة في القطد؟ التجدري بحولي ‪ /411/‬مليو دوالر‪.‬‬
‫‪ -2‬ممتلكدت وأثدث مندزل‪ ،‬يقدر بحوالي ‪ /0.5/‬مليدر دوالر‬
‫‪ -‬تقدير الخسد ر‪:‬‬
‫سنحاول تقدير الخسائر على ثالث مراحل‪ :‬المرحلة اقولى الخسائر المتحققة مباشرة مع الغزو‪ ،‬والخسائر المتوقعة‬
‫فيما إذا عاد أهل كوباني لغاية الشهر اقول ‪ 6051‬والخسائر المتوقعة إن عاد أهل كوباني بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ -0‬الخسد ر المبدشرة‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ /9/‬يبين الخسائر المباشرة المقدر أنها تحققت في كوباني مع الغزو‪ ،‬حيث وضعت قيمة االموال المعرضة‬
‫للتضرر ونسبة الضرر المتوقعة ومن ثم قيمة الخسارة المقدرة‪ ،‬وهي تبلغ حوالي ‪ /1.7/‬مليار دوالر على االقل‪.‬‬

‫الجدول رتقم ‪ /2/‬الخسد ر المقدرة المبدشرة لغزو كوبدني‬

‫مقدار الخسدرة دوالر‬ ‫نسبة التضرر‬ ‫القيمة‬ ‫البيد‬


‫‪27540000‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪30600000‬‬ ‫المحدايل الايفية‬
‫‪59539200‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪198464000‬‬ ‫االشجدر المثمرة‬
‫‪14848890‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪21212700‬‬ ‫محدايل االشجدر المثمرة‬
‫‪85801050‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪95334500‬‬ ‫الحيواندت‬
‫‪7111800‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪17779500‬‬ ‫المنتجدت الحيوانية‬
‫‪17243030‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪24632900‬‬ ‫اآلالت والمعدات الزراعية‬
‫‪21250000‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪25000000‬‬ ‫بذور زراعية‬
‫‪8400000‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪12000000‬‬ ‫المقدلع‬
‫‪408000000‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪680000000‬‬ ‫معمل الفدرو‬
‫‪900000000‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪1000000000‬‬ ‫اندعدت وحرف‬
‫‪243980240‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪304975300‬‬ ‫وسد ط النقل‬

‫‪154‬‬
‫‪1584508460‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪1864127600‬‬ ‫العقدرات السكنية والتجدرية‬
‫‪1050000000‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪1500000000‬‬ ‫ممتلكدت منزلية‬
‫‪340000000‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪400000000‬‬ ‫القطد؟ التجدري‬
‫‪4768222670‬‬ ‫المجمو؟‬
‫‪ -3‬عودة أ ل كوبدني لغدية الشهر األول‪:‬‬
‫يتوقع مع عودة أهل كوباني لغاية الشهر اقول ‪ 6051‬أن تخسر كوباني نصف ناتجها المحلي‪ ،‬أي حوالي ‪/111/‬‬
‫مليون دوالر‪ .‬وبذلك يصبح مجموع الخسائر المتراكمة‪:‬‬
‫‪ 1،651،666،270 =111000000 +1728666270‬دوالر‬
‫‪ -2‬عودة أ ل كوبدني بعد الشهر األول ‪:‬‬
‫ان تأخرت عودة أهل كوباني لما بعد الشهر اقول ‪ 6051‬ولنهاية نفس السنة ستكون الخسائر كامل الناتر المحلي‬
‫لكوباني‪ ،‬اي ‪ /890/‬مليون دوالر‪ ،‬والمجموع التراكمي للخسائر‪:‬‬
‫‪ 1،218،666،270 =890000000 + 1728666270‬دوالر‬

‫‪ -‬خدتمة‪:‬‬
‫هذه اقرقام قابلة للتعديل لكنها محاول أولية لتقدير خسائر كوباني وهي قابلة للتعديل بالزيادة أو النقصان‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫المجموعة اإلحصائية لو ازرة الزراعة السورية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫المجموعة اإلحصائية للمكتب المركزي ل حصاء بسوريا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫حسن شيخ‪ ،‬عين العرب دراسة جغرافية‪ ،‬مشروع تخرج غير منشور مقدم لقسم الجغرافيا بجامعة حلب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪155‬‬
‫متطلبات إثارة الرأي العام لدعم برنامج إعادة إعمار منطقة كوباني‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 5‬تشرين الثاني ‪3104‬‬


‫حيث دمرت‬
‫تعتبر منطقة كوباني أكثر المناطق تضر اًر في ُكردستان سوريا‪ ،‬فالحرب في كوباني أتت على كل شيء‪ُ ،‬‬
‫البنى التحتية في المنطقة المتمثلة بالمدارس والمستشفيات والطرق والجسور‪ ،‬والمرافق العامة اقخرـ‪ ،‬كما تعرضت الكثير‬
‫من البنى الفوقية للسرقة والنهب والتهريب إلى خارج المنطقة‪.‬‬
‫كما إن الحديث عن متطلبات برنامر إعادة إعمار منطقة كوباني قد يبدو للوهلة اقولى بالنسبة للكثيرين سابق لألوان‪،‬‬
‫لكن ال يمكن لنا أن نوفر التمويل الالزم إلعادة اإلعمار ما لم نتقدم بدراسات جدية إلى الجهات التي قد تقدم لنا يد العون‬
‫وبخاصة (البنك الدولي‪ ،‬واقمم المتحدة‪ ،‬والمنظمات الدولية) طبعاً باإلضافة إلى الدول‪.‬‬
‫أن إعادة إعمار منطقة كوباني لن يكون واقعياً ما لم يوفر له التمويل المناسب من ِقبل تلك‬
‫ومنه يمكن القول أيضاً َّ‬
‫الجهات الفاعلة‪ .‬كما َّأنه ال يمكن إعادة إعمار المنطقة من خالل آلية االقتراض في الفترة الحالية وذلك لسببين‪ :‬اقول هو‬
‫أن مبالغ اإلقراض كبيرة‪ ،‬والثاني احجام المؤسسات المقرضة عن تقديم مثل هذه القروض إلى المدن أو المناطق فهي تقدم‬
‫لحكومات الدول‪.‬‬
‫مول برنامر إعادة إعمار كوباني فأنه سيكون من خالل آلية‪ :‬المنح والهبات وليس اإلقراض في الفترة‬
‫وبالتالي فأن ا‬
‫الحالية‪ ،‬فاإلقراض سيكون في حالة وجود حكومة سوريا جديدة تكون قد نالت ثقة المجتمع الدولي‪ .‬لذلك علينا أن نعمل‬
‫بجهد لنحشد أكبر دعم مادي إلعادة إعمار منطقة كوباني‪.‬‬
‫فمنطقة كوباني اليوم بحاجة إلى دعم مادي كامل ل نفاق على ما دمرته الحرب (االنفاق على قطاع الكهرباء والماء‪،‬‬
‫واالنفاق على قطاع الماء والصرف الصحي ومعالجة النفايات الصلبة‪ ،‬واالنفاق على قطاع التعليم‪ ،‬واالنفاق على قطاع‬
‫النقل والمواصالت‪ ،‬االنفاق على دعم الصادرات‪ ،‬االنفاق على قطاع انشاء مشاريع تنموية من أجل خلق فرص العمل‪،‬‬
‫واالنفاق على القطاع الزراعي‪ ،‬واالنفاق على القطاع الصناعي‪ ،‬واالنفاق على تقديم المساعدات اإلغاثية اآلنية‪ ......‬الخ)‪.‬‬
‫أي أن منطقة كوباني اليوم بحاجة إلى برنامر إلعادة اإلعمار يحمل في أقل بنوده االحتياجات التالية‪:‬‬
‫‪ -5‬إعادة تأهيل البنية التحتية‪.‬‬
‫‪ -6‬إعادة إعمار المساكن والمحال‪.‬‬
‫‪ -1‬تنشيط الحركة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -1‬كفالة ورعاية أسر الضحايا والمتضررين من الحرب‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫هناك جملة من الخطوات الجدية التي حري بنا أن نتبعها في سبيل إثارة الرأي العام لدعم برنامر إعادة إعمار منطقة‬
‫كوباني ومن أهم هذه الخطوات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -5‬التأكيد على أهمية المشاركة الشعبية وخاصة ذوي االختصاص والكفاءة في اثارة النقاش والمساهمة في اعداد‬
‫االستراتيجيات‪.‬‬
‫‪ -6‬إعداد دراسات اكاديمية مدعومة باإلحصائيات وعلى قدر عالي من المسؤولية تراعي ماضي المنطقة وحاضرها وتتضمن‬
‫احتياجات المواطن االجتماعية والثقافية الى جانب االحتياجات المادية‪.‬‬
‫‪ -1‬أهمية العمل على إعداد الدراسات وتحليل استراتيجي تعمل على تحديد الفرص ومكامن القوة والفرص أضافة الى التهديدات‬
‫ومكامن الضعف‪ ،‬من أجل تعزيز االيجابيات وتجنب وتجاوز السلبيات في عمليات اعادة االعمار الجديدة‪.‬‬
‫‪ -1‬العمل على اعداد مبادئ إلعادة االعمار تكون بمثابة مبادئ توجيهية في اطارها العام من أجل تحقيق عمليات إعادة‬
‫إعمار شاملة تهتم بجميع الجوانب بشكل شمولي‪.‬‬
‫‪ -1‬عقد المؤتمرات والندوات العلمية وعقد اللقاءات التلفزيونية بخصوص دعم برنامر إعادة إعمار منطقة كوباني‪.‬‬
‫‪ -2‬قيام وسائل االعالم (القنوات التلفزيزنية‪ ،‬والراديو) بلعب دور مكثف في إثارة ملف إعادة إعمار منطقة كوباني‪.‬‬
‫‪ -7‬العمل على أرشفة ما دمرته الحرب في منطقة كوباني على المواقع االلكترونية‪ ،‬ويفضل أن تكون الصور المؤرشفة‬
‫مزدوجة (قبل وبعد)‪.‬‬
‫وهذا هو أقل ما يمكن فعله لمنطقة كوباني التي سطرت مالحم بطولية في مواجهة الظلم واإلرهاب‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪157‬‬
‫ُ‬
‫ص ِنع يف روج آفا‬
‫ﭼلنﮒ عمر‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 01‬تشرين الثاني ‪3104‬‬

‫عند د ارست ت تتة تاريخ تطور الفكر االقتصت ت تتادي ال بد للمرء أن يست ت تتتنتر بأن تحول المجتمعات البش ت ت ترية من البداوة نحو‬
‫التحضت ت ت ت ت ت تتر أو االنتقتال من الحيتاة الريفيتة إلى الحيتاة المتدنيتة قتد ارتبط بمتدـ اعتمتاد النظام االقتصت ت ت ت ت ت تتادي على الحرفة أو‬
‫الصناعة‪ ،‬والى يومنا الراهن ال يزال هناك اعتقاد راسخ بأن صناعة اقحذية أو المعدات التكنولوجية أكثر فائدة من المغني‬
‫أو الرست ت تتام أو الروائي‪ ،‬وعندما تكون الحكومات أو الغرف الصت ت تتناعية‪ -‬التجارية بصت ت تتدد وضت ت تتع تصت ت تتورات وخطط للتنمية‬
‫االقتصادية ف ن ما تفكر به ما زال هو المصانع والمعامل التي تنتر البضائع التي تلبي احتياجات المجتمع وتوظف اقيدي‬
‫العاملة‪.‬‬

‫وعليه ف ن سعينا اليوم إلحداث التنمية االقتصادية‪ -‬االجتماعية في روج آفا "كردستان سوريا" ال بد له من أن يستند‬
‫على تطوير البنية االقتصتادية‪ -‬الصتناعية التي تشتكل مدخالً لتحقيق الخطط واقهداف االقتصادية المنشودة‪ .‬إذ أن البنية‬
‫الص ت ت تتناعية في روج آفا تعتبر ض ت ت تتعيفة إذ ما تمت مقارنتها باإلمكانات االقتص ت ت تتادية الطبيعية والبشت ت ت ترية التي تتوافر عليها‬
‫المناطق ال ُكرديَّة في س ت ت ت ت ت تتوريا‪ ،‬ومرد ذلك يعود إلى العقلية اإلقطاعية الزراعية التي يتميز بها المجتمع ال ُكردي عموماً والى‬
‫سياسات التهميش االقتصادية التي اتبعها نظام البعث طوال عقود تجاه مناطق روج آفا‪.‬‬

‫إ التطوير الاندعي في روو ةفد يمك أ يرتكز على ثالثة دعد م و ي‪:‬‬

‫‪ -5‬االس ت تتتفادة من الموارد الطبيعية مثل المس ت تتاحات الس ت تتهلية الواس ت تتعة والتربة الخص ت تتبة والمياه الوفيرة المالئمة لتطوير كل‬
‫أنواع الز ارعتات التي تش ت ت ت ت ت ت تكتل منتوجتاتهتا مواداً أوليتة ومتدخالت للعديد من الصت ت ت ت ت ت تتناعات مثل الصت ت ت ت ت ت تتناعات التحويلية‬
‫والص ت ت ت ت تتناعات الزراعية‪ ،‬إض ت ت ت ت تتافة إلى الثروات الباطنية من نفط وغاز ومعادن وفوس ت ت ت ت تتفات تم اكن من قيام ص ت ت ت ت تتناعات‬
‫بتروكيماوية وصناعات ثقيلة‪.‬‬
‫‪ -6‬االست ت تتتفادة من الموارد والطاقات البش ت ت ترية الكثيرة الموجودة في مجتمع غربي كردست ت تتتان والذي يتميز بفتوته أي بارتفاع‬
‫نس ت ت تتبة الش ت ت تتباب فيه ممن هم في س ت ت تتن العمل والذين يتمتعون بالكفاءة والموهبة والتحص ت ت تتيل العلمي الجيد‪ ،‬هؤالء الذين‬
‫يض تتطرون للهجرة بس تتبب افتقاد فرص العمل يش تتكلون قوة اقتص تتادية كبيرة يمكن أن تعزز من اإلنتاجية فيما لو أحس تتن‬
‫توظيف طاقاتهم‪ ،‬ويضاف إلى ذلك مدـ االستفادة من التكنولوجيا الحديثة وادخال المكننة في العملية اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ -1‬التنظيم‪ :‬وهو يعتبر ركناً أست ت تتاست ت تتياً يقوم عليه كال الركنين الست ت تتابقين‪ ،‬فالتنظيم الجيد يقلل من الفاقد ويزيد من المردود‪،‬‬
‫ويدخل في هذا اإلطار التشريعات والقوانين الناظمة للحياة االقتصادية والتي من المفترض بأن تقلل من نسبة المخاطر‬
‫أمام المستت ت تتتثمرين الصت ت ت تتناعيين وأن تهيئ لهم اقجواء المست ت ت تتتقرة لتوظيف أموالهم‪ ،‬ومن هذه القوانين التي يجب إقرارها‬
‫قوانين تتعلق بحماية الملكية وتعزيز التنافس ت ت ت تتية ومحاربة االحتكار‪ ،‬كذلك اتخاذ إجراءات حمائية وتش ت ت ت تتجيعية لص ت ت ت تتالح‬
‫المنتر المحلي مثل منح إعفاءات جمركية عن واردات المواد اقولية الالزمة للصتتناعات المحلية وعن صتتادرات المنتر‬
‫المحلي بما يم اكنه من المنافستة في الستوق الخارجية‪ ،‬إضافة إلى وضع قيود أو ضرائب جمركية على السلع المستوردة‬
‫المنافستة للمنتر المحلي والتي يمكن أن تؤذي تطور صناعة هذا المنتر محلياً‪ ،‬طبعاً مع اقخذ بعين االعتبار مسائل‬
‫ُ‬
‫صنِع في روج آفا‪.‬‬
‫الجودة والنوعية التي ينبغي أن تتوافر في أي سلعة تحمل شعار ُ‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪159‬‬
‫اإلطار العام السرتاتيجية إعادة األعمار يف منطقة كوباني بعد غزوة‬

‫"كارثة" داعش‬

‫خورشيد عليكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 03‬تشرين الثاني ‪3104‬‬

‫كثي اًر ما يتم اإلشتارة إلى ستلسلة حدوث الكارثة وما بعدها بأنها دورة كاملة تبدأ من االستعداد في مرحلة ما قبل حدوثها ومن‬
‫ثم تنتقل إلى مراحل االست تتتجابة واإلغاثة وعمليات إعادة اقعمار‪ ،‬ومن ثم تبدأ حلقة جديدة من حلقات التخطيط‪ ،‬فالتخطيط‬
‫إلدارة الكوارث واعادة اقعمار هو تخطيط حلقي مستمر يستفيد من التجارب ويطور ومن ثم يختبر المخططات الجديدة‪.‬‬
‫لذلك البد أن تكون هذه االستراتيجية مقسمة لعدة مراحل متعاقبة‪ ،‬تبدأ من مرحلة ما قبل حصول الكارثة بالوقاية واالستعداد‬
‫وتقويتة المجتمع‪ ،‬ومن ثم تتناول وقت حدوث الكارثة وأعمال اإلغاثة العاجلة وتنتقل إلى عمليات إعادة التأهيل واعادة‬
‫اقعمار ومن ثم عملية التقييم‪.‬‬
‫لذلك البد أن تكون هذه االس تتتراتيجية في منطقة كوباني مقس تتمة لعدة مراحل متعاقبة‪ ،‬تبدأ من مرحلة ما قبل حص تتول غزوة‬
‫داعش "الكارثة" بالوقاية واالست ت ت ت تتتعداد وتقوية المجتمع‪ ،‬ومن ثم تتناول وقت حدوث غزوة داعش "الكارثة" وأعمال اإلغاثة‬
‫العاجلة وتنتقل إلى عمليات إعادة التأهيل واعادة اقعمار في منطقة كوباني ومن ثم عملية التقييم‪.‬‬
‫ندك أي استراتيجية للمنطقة الكرديَّة تقبل غزوة داعش "الكدرثة"‪:‬‬ ‫و ند ال بد م الحديث ع مرحلتي فقط كونه لم تك‬

‫مرحلة اثناء غزوة داعش املستمر لكوباني "الكارثة"‬


‫‪-‬تلبية االحتيدجدت العدجلة للمجتمع في منطقة كوبدني‪:‬‬
‫‪-5‬إن يتم اعداد الكوادر الالزمة والقادرة على القيام بأعباء عمليات إعادة االنقاذ واالغاثة واعطائهم التدريب الالزم‪.‬‬
‫‪-6‬إعداد المجتمع ليكون قادر على التصت تترف الست تتليم في أوقات غزوة داعش المست تتتمر "الكارثة" وأن يكون قادر على القيام‬
‫بأولى عمليات االنقاذ واإلغاثة‪.‬‬
‫‪-1‬العمل على تلبية حاجات المجتمع الس ت ت تريعة والعاجلة وذلك من خالل است ت تتتراتيجية إغاثة عاجلة س ت ت تريعة تقوم بها الجهة‬
‫الحاكمة أو منظمات المجتمع المدني أو تكون هناك مساعدات إقليمية ودولية‪.‬‬
‫‪ -1‬العمل على توفير المأوـ المؤقت لمن يحتاجونه وأختيار افض تتل البدائل إض تتافة إلى العمل على الخروج الست تريع من هذه‬
‫المرحلة واالنتقال الى المرحلة التالية من اعادة التأهيل واعادة االعمار‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫‪-‬أعمدل التقييم السريع لالحتيدجدت واالضرار في منطقة كوبدني‪:‬‬
‫حيث يتم العمل على التقييم الس تريع لالحتياجات واقض ترار خالل غزوة داعش ووقوع الكارثة على المنطقة وريفها من أجل‬
‫تلبية هذه االحتياجات والبدء بوض تتع خطة إلص تتالح اقضت ترار والبدائل الممكنة‪ ،‬لذلك فالبد أن يتم أعداد هذه التقييمات وآلية‬
‫عملها والعوامل التي تركز عليها في خالل غزوة داعش في حال عدم التمكن من التقييم خالل مرحلة ما قبل غزوة داعش‬
‫لكوباني من أجل استتتخدامها الس تريع والعاجل في أوقات تراجع داعش أمام تقدم القوات ال ُكرديَّة وحلفائها حيث ستتيكون حجم‬
‫العمل الكبير والوقت القصير‪.‬‬

‫مرحلة ما بعد غزوة داعش لكوباني "الكارثة"‪:‬‬


‫‪ -5‬إعددة التأ يل على المدى القريب في منطقة كوبدني‪:‬‬
‫‪-‬تأمين وضمان حماية المنطقة وريفها بدعم وحماية من قوات التحالف ضد داعش‪.‬‬
‫‪-‬هدم المباني اآليلة للستتقوط (أو معالجتها بالطرق الستتليمة خاصتتة إذا كانت مباني لها قيمة تاريخية أو رمزية) وازالة انقاض‬
‫المباني المدمرة‪.‬‬
‫‪-‬تأمين المأوـ واالحتياجات االساسية بشكل مستقر للنازحين العائدين إلى منطقتهم أو قراهم‪.‬‬
‫‪-‬وضتع الخطط التفصتيلية والتنفيذية بعد إعادة معاينتها وتقييمها‪ ،‬وعرضتها على دول التحالف ضد داعش أو االمم المتحدة‬
‫لتأمين الدعم في أقرب وقت إلعادة اإلعمار‪.‬‬
‫‪-‬إعادة تعديل المخططات بناء على الواقع والمعطيات الجديدة‪.‬‬
‫‪-‬العمل على توفير اقموال الالزمة من أجل مشتاريع إعادة اإلعمار‪ ،‬والمطالبة بعقد مؤتمر دولي للمساعدة في إعادة إعمار‬
‫كوباني‪.‬‬
‫‪-‬تأمين البدائل المناسبة قنسب الطرق في تنفيذ مشاريع إعادة اإلعمار وتمويلها‪.‬‬
‫‪-‬العمل على إعادة دوران عجلة الحياة وجعلها مستتتقرة قدر االمكان وبأستترع وقت ممكن من أجل االنطالق إلى مرحلة إعادة‬
‫اإلعمار‪.‬‬
‫‪-‬تأمين وتوفير البرامر الالزمة إلعادة إصالح المباني المتضررة بأسرع وقت ممكن‪.‬‬
‫‪-‬حل المشتاكل الرئيستية والتي تؤدي إلى إعادة دوران عجلة الحياة بشتتكل طبيعي وتؤدي إلى سترعة استتعادة المجتمع عافيته‪،‬‬
‫ك صالح البنية التحتية وشبكة الشوارع‪ ،‬واعادة إمداد الكهرباء والماء‪.‬‬
‫‪-3‬إعددة اإلعمدر على المدى الطويل في منطقة كوبدني‪:‬‬
‫‪ .5‬وضع مبددئ إلعددة األعمدر‪ :‬وتكون عبارة عن النقاط اقساسية التي يجب العمل في إطارها‪ ،‬وتعتبر كوثيقة شرف تعمل‬
‫على تحقيق إعادة إعمار شت تتامل ومتكامل يحفظ التاريخ والحضت تتارة والهوية وأن يتم العمل خالل مشت تتاريع إعادة اإلعمار في‬
‫إطارها‪ ،‬وتهدف إلى حفظ االنسان والمكان والتاريخ والهوية ال ُكرديَّة للمنطقة‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ .6‬إعددة البندد بشاكل أفضال‪ :‬يجب أن تعمل هذه العمليات على تحستين وتغيير الواقع الستابق‪ ،‬وحل المشتاكل الستابقة سواء‬
‫في المباني أو في البيئة الحضترية‪ ،‬كتقوية المباني بناء على معايير جديدة يتم اعتمادها لتكون أقوـ في مواجهة الكوارث‪ ،‬أو‬
‫تعديل وتغيير استتتخدامات اق ارضتتي أو المناطق بما يتناستتب مع اقوضتتاع الجديدة وما يحقق قدر أكبر من اقمان للمجتمع‪،‬‬
‫وحل المشاكل البيئية أو الصحية‪.‬‬
‫‪ .1‬تحقيق االسااااااتدامة‪ :‬أخذ التنمية المست ت ت تتتدامة بعين االعتبار خالل عمليات إعادة اقعمار‪ ،‬من خالل عمليات التغيير‬
‫والتحستتين الجديدة وذلك من أجل تقليل الخستتائر في اقرواح والممتلكات والحفاظ على البيئة وعدم استتتهالكها واستتتهالك كافة‬
‫المصادر والطاقة وتقليل التكلفة على المدـ البعيد وتوفير حياة مستقرة أكثر تحفظ حق اقجيال القادمة في المصادر وتساعد‬
‫على إعادة تكوينها نفسها بنفسها‪.‬‬
‫‪.1‬التااميم المتكدمل‪( :‬اإلنشائي‪ ،‬والمعماري‪ ،‬والبيئي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬الثقافي‪ ،‬االقتصادي) أي أنه تصميم يعمل على تحقيق‬
‫واحتواء أكبر مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى اشباع حاجات المجتمع‪.‬‬
‫‪ .1‬المشاااادركة المحلية الواسااااعة والتدريب ‪:‬العمل على ض ت تتمان إشت ت تراك الناس في عمليات إعادة اإلعمار إذ أن الناس هم‬
‫المس تتتفيد اقول واقخير من هذه العمليات لذلك البد أن يكون وفق لرغباتهم واحتياجاتهم في المقام اقول‪ ،‬ويعبر عنهم وعن‬
‫ثقافتهم ويحفظ وحدة النس تتير االجتماعي واالقتص تتادي إض تتافة إلى حفظ التاريخ والهوية والذاكرة الجماعية التي تش تتكل الرابط‬
‫الذي يجمع بين مختلف فئات المجتمع في المنطقة‪.‬‬
‫‪ .2‬اال تمدم بدلبعد البي ي في عمليدت إعددة اإلعمدر‪ :‬إضت ت تتافة إلى البعد االجتماعي والثقافي واالقتصت ت تتادي والبنية التحتية‬
‫وحاجات الناس في كل من هذه الجوانب‪.‬‬
‫‪.7‬التعدمل مع التراث الثقدفي والتدريخي‪ :‬اعتماد است تتتراتيجية موحدة ومدروست تتة للتعامل مع التراث العمراني والثقافي اعتمادا‬
‫على أهميته وقيمته التاريخية واقمكانات المادية‪.‬‬
‫‪ .8‬الكدرثة فرااااة‪ :‬التعامل مع الكارثة على أنها فرص تتة من أجل حل المش تتاكل الس تتابقة في البيئة العم ارنية وذلك من خالل‬
‫معرفة الواقع ومعرفة المشاكل‪.‬‬
‫‪ .9‬شاامولية إعددة االعمدر‪ :‬حيث يجب أن تكون هذه العمليات موجهة لتحقق أكبر فائدة لكل جوانب البيئة الحض ترية‪ ،‬حيث‬
‫تتعامل مع المش تتاكل االقتص تتادية إلى جانب المش تتاكل البيئية والعمرانية وتعمل على حل المش تتكالت االجتماعية وتتعامل مع‬
‫التاريخ والتراث والهوية‪.‬‬
‫‪ .50‬التقييم المسااااتمر‪ :‬العمل على تقييم مس ت تتتمر لعمليات إعادة اإلعمار وما بعدها‪ ،‬وتحديد اإليجابيات من أجل تعزيزها‬
‫وتحديد السلبيات من أجل تجنبها وتغيرها في المستقبل‪ ،‬وأخذ الدروس والعبر وتوثيقها من أجل المستقبل‪.‬‬
‫‪ .55‬الحلول الدا مة‪ :‬تركيز العمل على الحلول الدائمة والجذرية وليس ترحيل المش ت تتاكل إلى المست تتتقبل وتوفير حلول مؤقته‬
‫بذريعة العمل على توفير االحتياجات اإلنسانية والعاجلة‪ ،‬ولكن يجب التركيز على الحلول الدائمة والمستدامة‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ .56‬البنية التحتية ‪:‬البدء بأعمال إعادة بناء أو إصت ت ت ت ت تتالح البنية التحتية والمباني والمنازل واعادة الحياة االقتصت ت ت ت ت تتادية‬
‫واالجتماعية لطبيعتها‪ ،‬واعادة إطالق عجلة الحياة من جديد‪.‬‬
‫‪ .51‬إنعدش االتقتادد المحلي‪ :‬من خالل عمليات إعادة اإلعمار يجب االهتمام بدعم االقتصاد المحلي والعمل على استعادة‬
‫النشاط االقتصادي بأسرع قدر ممكن‪.‬‬
‫‪ .51‬الحادجادت الثقادفياة واالجتمادعياة‪ :‬احترام الثقتافة المحلية والبناء المحلي من خالل التأكيد عليها‪ ،‬ومراعاة الجوانب‬
‫التاريخية والهوية ال ُكرديَّة واحترامها والعمل على الحفاظ على الذاكرة الجماعية بكل الوستتائل س تواء التعليمية أو تجستتيدها من‬
‫خالل ش ت تواهد مرئية كالنص تتب التذكارية والمتاحف أو من خالل عكست تتها في المباني العامة والمناطق الس تتكنية بتأكيد الهوية‬
‫المعمارية ال ُكرديَّة‪.‬‬
‫وانه بعد عدم مس ت ت تتاعدة ودفاع النظام الس ت ت تتوري عن كوباني وحمايتها‪ ،‬ال بد من تض ت ت تتافر جهود المجتمع المدني والقطاع‬
‫الخاص معاً نظ اًر لدورهما الرائد في ترست تتيخ وتطبيق است تتتراتيجية إعادة اإلعمار في منطقة كوباني‪ ،‬والتنست تتيق مع المرجعية‬
‫الس ت تتياس ت تتية المنبثقة عن اتفاقية دهوك‪ ،‬وال بديل أمام ال ُكرد في هذه المنطقة إال التكاتف وتش ت تتكيل مرجعية ستت تتياستت تتية كردية‬
‫حقيقية تضتتم كل أطراف الحركة الستتياستتية ال ُكرديَّة في كوباني تكون جزء من مرجعية ستتياستتية المؤلفة من المجلس الوطني‬
‫ال ُكردي واإلدارة الذاتية التابعة التفاقية دهوك‪ .‬وبالتالي عندها يمكن المطالبة في أقرب وقت من قوات التحالف ضد داعش‬
‫ومن أصتتدقاء الشتتعب الستتوري ومن اقمم المتحدة ضتتمان حماية المنطقة من داعش وضتترورة اإلس تراع لعقد مؤتمر إلعادة‬
‫إعمار كوباني‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪163‬‬
‫االثار االقتصادية لصك عملة تنظيم داعش على كل من االقتصاد السوري‬

‫واالقتصاد العراقي‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 02‬تشرين الثاني ‪3104‬‬


‫قام تنظيم داعش مؤخ اًر بصك العملة الخاصة به على شكل عملة قائمة على القيمة الذاتية لمعدني ال اذهب والفضة‪،‬‬
‫تتضمن سبع مسكوكات‪ ،‬اثنتان من الذهب‪ ،‬وثالثة من الفضة‪ ،‬واثنتين من النحاس‪ .‬كما وحددت لها اسعا ًار للصرف مقابل‬
‫الدوالر اقمريكي‪.‬‬
‫مول التنظيم نفسه باالعتماد على المصادر الداخلية التي سيطر عليها من أهمها ما يلي‪:‬‬ ‫وقد ا‬
‫‪ -1‬إيرادات مبيعات النفط العراقي والسوري‪ .‬ففي محافظة دير الزور السورية مثالً يسيطر التنظيم على أكثر من ‪ %98‬من‬
‫مساحة المحافظة‪ ،‬الغنية بالنفط‪ ،‬وبالتالي فأن إيرادات بيع نفط تلك الحقول النفطية من أكبر مصادر دعم التنظيم في‬
‫حيث تقدر قيمة اإليرادات اليومية لتنظيم "داعش" من موارد النفط والغاز وحدها بأكثر من ثالثة ماليين‬
‫اقراضي السورية‪ُ .‬‬
‫دوالر في أماكن سيطرتهم في سوريا والعراق‪.‬‬
‫‪ -2‬الضرائب واالتاوات على المدنيين في اقماكن التي يسيطرون عليها‪.‬‬
‫حيث قدرت أصول وأموال التنظيم النقدية نحو ‪ 2‬مليار‬
‫‪ -3‬اقموال التي سيطروا عليها من بنك الموصل في العراق سابقاً ُ‬
‫دوالر السيما بعد سيطرتهم على مدينة الموصل العراقية وسرق مليارات الدوالرات من البنوك والبنك المركزي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك َّ‬
‫فأن التنظيم يلقى دعماً من بعض الدول وبعض المنظمات ذات العمل والطبيعة المشبوهة‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن من أهم االثار االقتصادية التي سيخلفها التعامل والتداول الداخلي لهذه العملة في كل من أماكن سيطرتهم في‬
‫سوريا والعراق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعامل االفراد غصباً أو طواعية بالعملة المحدثة على مساحة تقدر بتت‪ % 35 :‬من مساحة سوريا‪ ،‬و‪ % 38‬من مساحة‬
‫ال عراق‪ .‬أي أن التنظيم سيفرض على المناطق التي يسيطر عليها القيام بعملية (الدرهنة) أي التحول نحو التعامل بالدرهم‬
‫المصدر من قبلهم‪.‬‬
‫حيث سيلجأ اقفراد القاطنين في‬
‫‪ -2‬إخراج الليرة السورية والدينار العراقي من التداول الخاص في مناطق سيطرة التنظيم‪ُ .‬‬
‫مناطق سيطرة التنظ يم في كل من سوريا والعراق باستبدال عمالتهم السورية والعراقية بدنانير التنظيم مما سيؤدي إلى تعطيل‬
‫أو كسر في قيمتي الليرة السورية أو الدينار العراقي‪ .‬أذ سيقوم التنظيم إما باالحتفاظ بالنقود المبدلة (الليرة السورية والدينار‬
‫العراقي) على شكل اكتناز عقيم في مستودعات خاصة بها‪ ،‬أو اتالفها‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫‪ -3‬توجيه الخلل نحو سلطة النقد في كل من سوريا والعراق وبخاصة من جانب التأثير في القدرة على إدارة دفة السياسة‬
‫النقدية في كال الدولتين‪.‬‬
‫‪ -4‬فقدان السلطة النقدية السورية والعراقية لعائد اإلصدار (السنيورير)‪ :‬فغياب العملة الوطنية يؤدي إلى فقدان الدولة لعائد‬
‫اإلصدار (السنيورير يمثل الريع الذي يمكن للدولة الحصول عليه من جراء اإلصدار)‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪165‬‬
‫نقود داعش يف عيون علم االقتصاد‬
‫د‪ .‬مسلم طاالس‬

‫دكتور يف االقتصاد والعالقات الدولية‬

‫‪ 91‬تشرين الثاني ‪6092‬‬

‫يقال بأن داعش تخطط إلصدار عملة خاصة بها‪ ،‬وأن هذه العملة ستكون فقط من المسكوكات الذهبية والفضية‪.‬‬
‫وهدفنا هنا هو االجابة على السؤال التالي‪ :‬في ظل الظروف الحالية هل يمكن لنقود داعش أن تلعب دو ار اقتصاديا؟‬
‫هناك ثالثة وظائف تقوم بها النقود في االقتصاد هي‪ :‬أداة للتداول والدفع‪ ،‬ومقياس للقيمة‪ ،‬ومخزن للقيمة‪ .‬ولكي‬
‫تصبح النقود نقوداً يجب أن تتمتع بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -2‬سهولة القياس‬
‫‪ -1‬القبول العام من قبل المتداولين‬
‫‪ -3‬قابلية التجزئة‬
‫‪ -4‬سهولة الحمل‬
‫‪ -5‬عدم الفساد بسهولة‬
‫مرت النقود عبر التاريخ بعدة مراحل‪ ،‬لكن يمكن نقول بشكل عام أن النقود مرت بثالث مراحل‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة النقود التي تستمد قيمتها من ذاتها‪ ،‬مثل النقود الذهبية والفضية‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة النقود التي تستمد قيمتها من ارتباطها بشيء‪ ،‬مثل النقود الورقية التي تستمد قيمتها من ارتباطها بكمية معينة من‬
‫الذهب في الفترة ‪1656-1971‬‬
‫‪ -‬مرحلة النقود التي تستمد قيمتها من الثقة بالحكومة التي أصدرتها وقوة اقتصادها‪ ،‬وهي النقود التي بين أيدينا اآلن‬
‫كان الدافع االساسي لتطور النقود هو تسهيل عملية التبادل ومتابعة التطورات االقتصادية‪ .‬لكن في كل االحوال كان‬
‫إصدار النقود مرتبطا بوجود سلطة مستقرة‪.‬‬
‫نستطيع أن نتناول نقود داعش في هذا االطار‪ ،‬وأن نناقشها بالنقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -2‬في سياق التاريخ االقتصادي‪ ،‬ف ن نقود داعش تتجاهل ‪ 411‬عام من التطورات والنجاحات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -1‬في سياق االقتصاد السياسي‪ ،‬سلطة داعش ليست مستقرة‪ ،‬هي موجودة اليوم وغدا ال‪ ،‬اليوم هنا وغدا هناك‪ .‬ولذلك ال‬
‫يمكن لتلك العملة أن تلقى القبول العام‪.‬‬
‫‪ -3‬اقمر االكثر أهمية هو القيام بوظيفة التبادل‪:‬‬

‫‪166‬‬
‫أ‪ -‬إذا اتخذنا سوريا عام ‪ 1121‬كمرجع ومقياس‪ ،‬فقد كانت الحالة االقتصادية والنقدية في سوريا كما يلي‪:‬‬

‫النقود المادرة النقود العريضة‪-‬تشمل الودا ع المارفية‪M2‬‬ ‫مجمل الندتج المحلي‬

‫‪2041.04‬‬ ‫‪577.06‬‬ ‫‪2791.8‬‬ ‫ليرة سورية (مليدر)‬


‫‪43.43‬‬ ‫‪12.8‬‬ ‫‪59.4‬‬ ‫دوالر (مليدر)‬
‫نسبة النقود المصدرة للناتر ‪0.21‬‬
‫نسبة النقود العريضة للناتر ‪0.73‬‬
‫إذا افترضنا أن مجمل التعامالت االقتصادية في مناطق داعش هي نصف التعامالت في سوريا‪ ،‬هناك حاجة لت‬
‫‪ 2111‬مليار ليرة أو ‪ 12‬مليار دوالر من العملة الواسعة‪ .‬وقد يقول قائل الحاجة هي فقط للنقود المصدرة أي ‪ 100‬مليار‬
‫ليرة أو ‪ 6‬مليار دوالر‪ .‬ونقول بأنه كي تتحول النقود المصدرة لنقود واسعة هناك حاجة لنظام مصرفي‪ ،‬وهذا غير موجود‬
‫لدـ داعش‪.‬‬
‫إذا بدلنا ‪ 12‬مليار دوالر إلى دينار داعش (‪ 2‬دينار= ‪ 239‬دوالر) سيكون هناك حاجة ل ت‪ 252‬مليون دينار‬
‫داعشي‪ .‬واذا كانت أونصة الذهب بت ‪ 2111‬دوالر هناك حاجة لت ‪125833‬أونصة‪ ،‬أي حوالي ‪ 3.964‬طن من الذهب‬
‫(االونصة = ‪ 32.5‬غرام)‪ .‬واذا علمنا أن احتياطي العراق هو فقط ‪ 5.9‬طن من الذهب وقطر ‪ 21.4‬طن وتونس ‪6.0‬‬
‫طن‪ ،‬فكيف ستؤمن داعش هذه الكمية الهائلة من الذهب‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا افترضنا أن داعش أمنت الذهب‪ ،‬ف ن التعامالت بالمبالغ الصغيرة يمكن أن تتم‪ .‬لكن عندما تصل المبالغ ل ت‪2‬‬
‫مليون دوالر فقط يجب أن يحمل المرء معه ‪ 16.15‬كيلو من الذهب لكي ينجز الصفقة‪ .‬كيف ستدور آليات االقتصاد‬
‫بهذه الطريقة؟‬
‫في الختام يمكن أن نقول إنه وبموجب علم االقتصاد‪ :‬أن عملة داعش ال تظهر موصفات النقود وال تستطيع أداء‬
‫وظائفها‪ ،‬وتعود بالتاريخ للوراء ‪ 411‬عام على االقل‪ .‬لذلك نقول هي مجرد بروباغندا سياسية ‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪167‬‬
‫التداعيات االقتصادية هلجمات داعش على منطقة كوباني يف‬
‫ُ‬
‫كردستان سوريا‬
‫خورشيد عليكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 31‬تشرين الثاني ‪3104‬‬


‫إن للحرب أثر كبير على صحة اقمم وعافيتها وتراجع مؤشرات التنمية فيها‪ ،‬والحرب تساعد على زيادة الوفيات وحاالت‬
‫العجز أكثر مما تسببه أي مرض من اقمراض الرئيسية إلى جانب اقضرار البدنية والنفسية طويلة اقمد باقطفال البالغين‬
‫وانخفاض رأس المال المادي والبشري وهالكها‪ .‬وتعد الحرب هي عبارة عن تفاعل بين أثنين أو أكثر من القوـ المتعارضة‬
‫والتي لديها "ص ت تراع في الرغبات"‪ .‬وان المنطقة ال ُكرديَّة دخلت في مرحلة اقتصت تتاد الحرب والدفاع بعد دخل اقزمة الست تتورية‬
‫عامها الثاني‪ ،‬حيث ال بد من تهيئتها ل نفاق العستتكري في اقتصتتاد المنطقة وادارة االقتصتتاد في وقت الحرب‪ ،‬إضتتافة إلى‬
‫تهيئة اقنشطة االقتصادية واعدادها في وقت السلم لمواجهة حالة الحرب عند حدوثها‪.‬‬
‫كوباني هي مركز منطقة وتتبع لها ناحيتي صرين والشيوخ‪ .‬وتقع في الشمال الشرقي من محافظة حلب وتبعد عن مدينة‬
‫حلب ‪517‬كم وهذه المنطقة هي امتداد لسهل السروج في تركيا‪ ،‬وتقع بين المنطقتين ال ُكرديتين الجزيرة وعفرين‪ .‬إنها منطقة‬
‫كردية بمجملها ولها ‪ 181‬قرية‪ .‬المساحة اإلجمالية لهذه المنطقة تقدر بتحدود ‪1000‬كم‪.6‬‬
‫بدأت الحرب على كوباني من قبل الكتائب اإلستالمية المتشددة وداعش منذ أكثر من سنة واشتدت وتيرتها في ‪ 51‬أيلول‬
‫من عام ‪ 6051‬عندما اس ت ت ت تتتولت داعش على ما يقارب ‪ 181‬قرية كردية في محيط كوباني واس ت ت ت تتتولت على بعض أطراف‬
‫مدينة كوباني ووسطها‪.‬‬
‫وم التداعيدت االتقتاددية لهجمدت داعش على منطقة كوبدني وسيطرتهد على مد يقدرب ‪ 284‬تقرية كردية وعلى بعض‬
‫أطراف مدينة كوبدني ووسطهد‪:‬‬
‫‪-5‬هجرة أكثر من ‪ 100000‬من س تتكانها منذ بدأ الهجمات على كوباني واش تتتدت وتيرة الهجرة منذ أواس تتط ش تتهر أيلول من‬
‫عام ‪ 6051‬حيث هجر منها ما يقارب ‪ 600000‬من سكانها خالل أقل من أسبوعين‪.‬‬
‫‪-6‬كوباني كانت صت ت ت ت تتلة الوصت ت ت ت تتل بين كل من المنطقتين ال ُكرديتين الجزيرة وعفرين‪ ،‬حيث توقفت التجارة والتبادل التجاري‬
‫بينهم‪ .‬كما توقفت شبكة طرق المواصالت التي تصل كوباني بجميع مناطق سوريا والدول المجاورة‪.‬‬
‫‪-1‬سترقة الثروة الحيوانية حيث تم سترقة أكثر من ‪ 11000‬من المواشتتي (هذه دفعة واحدة فقط) وتم نقلها إلى كل من الرقة‬
‫وريف حلب‪ ،‬مما ترك أث اًر على تراجع الحليب ومشتقاتها والصوف واللحوم إلى مستويات شبه صفرية‪.‬‬
‫‪-1‬تعرض ش تتركتي الفارج الفرنس تتية وغوريش التركية لص تتناعة اقس تتمنت إلى الدمار حيث تعتبر هاتين الش تتركتين من أكبر‬
‫الشركات الصناعية في منطقة كوباني‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫‪ -1‬تعرض صناعة الحفارات للنهب والسلب وتوقف عمليات الحفر‪.‬‬
‫‪-2‬تعرض القرـ للحرق والسلب والدمار من جميع النواحي‪.‬‬
‫‪-7‬تعرض إعمار المدينة للدمار بعد أن تم قص ت تتفها من قبل داعش‪ ،‬وبعد أن قص ت تتفت قوات التحالف مواقع س ت تتيطرة داعش‬
‫في المدينة‪ ،‬حيث كانت المدينة مق اًر للقوات الفرنستية وكانت ما تزال اقبنية التي شتيدها الفرنسيين قائمة قبل قصف داعش‬
‫وهي كانت بناء لمركز إدارة المنطقة ومركز أمانة السجل المدني الحالي‪ ،‬ويسمونها في المنطقة السرايا‪.‬‬
‫‪-8‬تعرض القطاع الزراعي للنهب والست ت تتلب والجمود حيث تقدر مست ت تتاحة اق ارضت ت تتي القابلة للزراعة بما يزيد عن ‪ %71‬من‬
‫مس تتاحة كوباني‪ .‬حيث تلعب الزراعة دو اًر أس تتاس تتياً في حياة الس تتكان كونها مص تتدر رزق أس تتاس تتي لهم‪ ،‬وتعمل على تش تتغيل‬
‫النسبة اقكبر من القوـ العاملة في المنطقة حيث أن المنطقة هي منطقة زراعية بالدرجة اقولى‪ ،‬وهي تقدم الغذاء ل نسان‬
‫والحيوان باإلضافة إلى المواد اقولية للمنتجات الصناعية‪.‬‬
‫‪-9‬تعرض اآلالت الزراعية من ج اررات وحص ت تتادات وأدوات اس ت تتتص ت تتالح وزراعة اق ارض ت تتي ومكافحتها ض ت تتد اقمراض إلى‬
‫النهب والسلب‪.‬‬
‫‪ -50‬فقدان رأس المال وبالتالي عدم القدرة على النهوض بأي قطاع من القطاعات االقتص ت ت تتادية وخاص ت ت تتة مع غياب رأس‬
‫المال بعد عملية استتتعادة الستتيطرة على المنطقة من داعش س تينتر الفالح أقل مما هو مطلوب مما يحرمهم من الكثير من‬
‫االحتياجات الزراعية التي يمارستتها الفالحون الذين تتوفر لديهم رؤوس أموال كافية لستتد احتياجاتهم مثل اقستتمدة واقدوات‬
‫الزراعية واآلالت الزراعية ومياه الري‪..‬‬
‫‪-55‬تعرض المنطقة الصتتناعية للدمار (صتتناعة المواد الغذائية‪ ،‬ورش اإلصتتالح الميكانيكية‪ ،‬ورش الحدادة‪ ،‬ورش إصتتالح‬
‫اقدوات واقجهزة الكهربائية‪.)..‬‬
‫‪-56‬تعرض كل من قطاعي الكهرباء والمياه والصرف الصحي في كوباني والقرـ ال ُكرديَّة التابعة لها إلى دمار شبه كلي‪.‬‬
‫‪-51‬توقف خدمات التعليم والصحة وتدمير مراكزهما بعد قصف داعش مركز المدينة والقرـ المحيطة بها‪.‬‬
‫‪-51‬تعرض المقالع للدمار وكمثال على ذلك تدمير ستتت مقالع واقعة بين قريتي حمدون والجلبية حيث قدرت الخستتائر بما‬
‫يقارب ثالثة ماليين دوالر‪.‬‬
‫وحسااااب تقديرات الدكتور مساااالم طدالس (م مواطني كوبدني)‪ :‬إن ست ت تتكان كوباني حوالي ‪ 90000‬عائلة مع الريف‪،‬‬
‫وتقدر الثروة للعائلة الواحدة في ستت تتوريا ‪ 516015‬دوالر‪ ،‬فأن مجمل ثروة كوباني ‪ 56.781719990‬دوالر وبنستت تتبة دمار‬
‫‪ %10‬تكون الخستتارة على االقل ‪ 1.811561997‬دوالر هذه هي الخستتائر المباش ترة فقط‪ ،‬إضتتافة إلى هنالك خستتائر غير‬
‫المباشت ت ت ترة‪ ،‬وأعتقد أن كوباني بحاجة لحوالي ‪ 110‬مليون دوالر لكي تبدأ عملية إعادة تأهيلها واس ت ت تتتئناف الس ت ت تتكان لحياتهم‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫وبالتالي فأن توقف عجلة اإلنتاج في كل القطاعات االقتصتادية وتعرضها للنهب والسلب والحرق والدمار من قبل داعش‬
‫أدـ إلى تراجع مؤشترات التنمية االقتصادية في كوباني وريفها إلى مستويات صفرية‪ ،‬ونستطيع أن نقول بأن كوباني فقدت‬
‫أكثر من أربعين عاماً من التنمية‪.‬‬
‫نشر في الجريدة المركزية لحزب يكيتي ال ُكردي في سوريا‪ ،‬عدد (‪ )608‬تشرين اقول من عام ‪6051‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪170‬‬
‫إعادة اإلعمار يف كوباني‬

‫د‪ .‬مسلم طاالس‬

‫دكتور يف االقتصاد والعالقات الدولية‬

‫‪ 33‬تشرين الثاني ‪3104‬‬


‫بدسنيوز – محمد علي أحمد‬
‫تتداول الفعاليات المدنية والكوادر اقكاديمية ال ُكرديَّة منذ فترة‪ ،‬بشكل جدي الحديث عن إعادة إعمار مدينة كوباني‬
‫بغرب كوردستان‪ ،‬وسط ظهور مالمح أولية لهيكلية أكاديمية من أبناء المدينة‪ ،‬أخذت على عاتقها متابعة هذا الملف‬
‫الحياتي‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬التقت (باسنيوز)‪ ،‬الباحث ال ُكردي واقكاديمي الدكتور مسلم طاالس‪ ،‬من أبناء كوباني‪ ،‬ومدرس‬
‫االقتصاد في جامعة ماردين التركية‪ ،‬أحد المتابعين والمنسقين بجدية لملف إعادة إعمار كوباني‪ .‬وكانت أفكار الدكتور‬
‫طاالس‪ ،‬الذي أجاب على تساؤالتنا عن العملية كالتالي‪:‬‬
‫كيف تقيمو توتقيت الحديث ع إعددة اإلعمدر؟‬
‫بشكل عام تقسم عملية إدارة الكوارث لعدة مراحل تبدأ من مرحلة ما قبل الكارثة‪ ،‬من حيث االستعداد لالحتماالت‬
‫الكارثية‪ ،‬ومن ثم مرحلة الكارثة‪ ،‬وهي في معظمها تركز على اإلغاثة واإلجراءات اإلسعافية للمأوـ والغذاء واعداد الكوادر‬
‫والخطط للمرحلة التي تلي الكارثة‪ ،‬وهنا نصل للمرحلة الثالثة وهي مرحلة إعادة التأهيل واإلعمار‪ .‬على هذا اقساس ف ن‬
‫الحديث عن أعادة إعمار كوباني هو في وقته وربما كان متأخ اًر قليالً من حيث إعداد الكوادر والخطط‪ .‬طبعا ما يخص‬
‫مرحلة ما قبل اقزمة يبدو لي أنه لم يكن هناك شيء اسمه التفكير ب دارة الكوارث‪.‬‬
‫‪ -‬مد ي الخطوات الاحيحة التي يجب أ تسير وفقهد عملية إعددة اإلعمدر؟‬
‫أعتقد أن عملية إعادة اإلعمار يمكن أن تسير كما يلي‪:‬‬
‫تبدأ ب نشاء آلية مؤسسية تنتمي للقطاع الخاص والمدني‪ ،‬تتولى المسؤوليات اقساسية إلعادة اإلعمار من حيث‬
‫الدراسات ووضع الخطط والتمويل والمتابعة والتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة اقولى ل عمار وهي المرحلة التي تتم فيها إجراءات إعادة التأهيل واإلعمار للبنية االساسية والخدمات‬
‫الضرورية للمعيشة وعودة النازحين‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية ل عمار وهي تشمل إعمار مجمل ما تهدم على أن تقوم على أساس رؤية معمارية وهندسية وتنموية‬
‫تتجنب االخطاء السابقة في هذا المجال في ضوء متطلبات حماية البيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ -‬في حدل انتهت المعدرك‪ ،‬برأيكم عودة السكد يجب أ تكو تقبل أم أثندد أم بعد االنتهدد م إعددة اإلعمدر؟‬
‫عملية عودة السكان ستبدأ منذ اليوم اقول‪ ،‬لكن الغالبية الساحقة‪ ،‬الراغبة في العودة‪ ،‬ستعود مع انتهاء المرحلة‬
‫االولي‪ ،‬والبعض خاللها‪ .‬وستستمر عملية العودة حتى انتهاء إعادة اإلعمار‪ ،‬والفترة المناسبة للعودة هي بعد تحقيق‬
‫خطوات متقدمة في المرحلة اقولى إلعادة االعمار‪.‬‬
‫‪ -‬مد دوركم كأكدديميي في مراحل إعددة اإلعمدر المختلفة م الدراسة والتحضير إلى التنفيذ؟‬
‫نظرياً لألكاديميين والتكنوقراط دور كبير وأساسي في عملية إعادة اإلعمار‪ .‬بدءاً من تصميم اآللية المؤسسية‪ ،‬التي‬
‫يجب أن تتمتع بالقبول والمصداقية والمهنية تجاه الجهات الممولة والمجتمع‪ ،‬هناك حاجة لصياغة وتأسيس علمي صحيح‬
‫لهذه ا قلية وهذا عمل علمي وتكنوقراطي‪ .‬كذلك ف ن الدراسات المتعلقة ب حصاء الخسائر وتوثيقها وتصميم المشروعات‬
‫وترويجها وتمويلها هي عمل علمي مهني‪ ،‬ويمتد هذا اقمر إلى بقية المراحل‪ .‬باإلضافة لذلك يمكن أن يقوم اقكاديميون‬
‫والتكنوقراط بدور فاعل في التروير اإلعالمي وتهيئة الجهات المانحة والرأي العام المحلي للقيام بواجبهم تجاه كوباني‪،‬‬
‫وذلك ضمن أطر معينة خارج مؤسسة إعادة االعمار‪ .‬لكن هل سيتمكن اقكاديميون والتكنوقراط ال ُكرد من القيام بدورهم‪،‬‬
‫أعتقد أنه ستكون هناك صعوبات كبيرة في ذلك‪ ،‬والسياسية أعقدها‪ .‬لكن أود القول أن اقمر يستحق المحاولة كواجب‬
‫وحق‪.‬‬
‫‪ -‬مد و شكل كوبدني الذي تتوتقعونه بعد االنتهدد م إعددة اإلعمدر المفترضة؟‬
‫اعتقد أن شكل مجتمعات ما بعد الحرب‪ ،‬يتوقف بشكل أساسي على عمليات إعادة اإلعمار‪ ،‬يساعد في ذلك‬
‫قابليات المجتمع ودرجة نشاطه الذاتي‪ .‬بالنسبة قهل كوباني‪ ،‬هم معروفون بنشاطهم‪ ،‬يبقى اقمر متوقفا على كيفية سير‬
‫إعادة اإلعمار ومداها وحجمها‪ .‬ويمكن أن أعطي صورتين متطرفتين لكوباني‪ ،‬ويمكن لنا أن نتصور صور أخرـ بينهما‪.‬‬
‫إن لم يكن هناك إعادة إعمار وتأهيل سنكون أمام مدينة مشوهة عمرانيا مستنزفة لمواردها البيئية تنتشر فيها الجريمة‬
‫والفساد اقخالقي واالجتماعي‪ .‬أما إذا تم تنفيذ عملية إعادة اإلعمار بشكل مناسب سنكون أمام مدينة حديثة تماما‬
‫ومضبوطة عمرانيا وبيئيا وقد تحقق قفزات اقتصادية وتعليمية وربما اجتماعية وأخالقية‪ .‬لكن في جميع االحوال كوباني‬
‫التي تسكن ذاكرتنا اختفت تقريباً‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪172‬‬
‫‪Easy Guide to Social Market Economy‬‬
‫دليل مبسط القتصاد السوق االجتماعي‬

‫سيباستيان سبريلينغ – جامعة سيدني‪ ،‬اسرتاليا‪.‬‬

‫ترمجة د‪ .‬مسلم طاالس‬

‫دكتور يف االقتصاد والعالقات الدولية‬

‫المحتويدت‪:‬‬
‫أوال – الفكرة األسدسية ‪.‬‬
‫• ما هو اقتصاد السوق؟‬
‫• هل تعمل السوق من تلقاء ذاتها؟‬
‫• ما هي درجة الحرية التي تحتاجها؟‬
‫• ما هو دور حقوق اإلنسان؟‬
‫• ما هي العدالة االجتماعية؟‬
‫• كيف ننجز العدالة االجتماعية؟‬
‫ثدنيد – دور الدولة‪.‬‬
‫• كيف تؤمن الدولة االستخدام الكامل؟‬
‫• كيف يمكن للدولة أن تثبت االقتصاد؟‬
‫• كيف يمكن للدولة ضمان حقوق العمال؟‬
‫• كيف تنظم السوق؟‬
‫• ما هي السلع العامة؟‬
‫• ما هو الرفاه االجتماعي؟‬
‫• كم من الدولة (تدخل الدولة) يكفي؟‬
‫ثدلثد‪ -‬وجهة نطر‪.‬‬
‫• ما هي التحديات المستقبلية ؟‬
‫• هل تعني العولمة نهاية اقتصاد السوق االجتماعي؟‬

‫‪173‬‬
‫أوال‪ -‬الفكرة األسدسية‪:‬‬
‫مد و اتقتادد السوق ‪:‬‬
‫االقتصاد القومي ظاهرة معقدة‪ .‬حيث هناك الماليين من الق اررات التي يجب اتخاذها كل يوم فيما يتعلق بت‪ :‬ما الذي‬
‫يجب انتاجه وما هي الخدمات التي يجب تقديمها؟ وكم يجب أن ننتر؟ ومن سيتلقى النتائر؟ وما هي اقسعار؟‬
‫بعض الدول تعتقد أن من اقفضل أن تقوم الدولة باتخاذ كل تلك الق اررات‪ .‬وهكذا تخبر الدولة الناس مالذي يجب إنتاجه‪،‬‬
‫وكم يجب أن ينتر‪ ،‬وتضع السعر لتلك السلع والخدمات‪ .‬لكن أي من تلك االقتصادات اقوامرية لم ينجح‪ .‬وفي الحقيقة‪،‬‬
‫أغلبها سقط في بداية التسعينات‪ ،‬وأبرزها االتحاد السوفيتي‪ .‬في يومنا هذا هناك القليل من البلدان التي تحاول فيها الدولة‬
‫التحكم بكل اقنشطة االقتصادية‪ ،‬مثل كوريا الشمالية وكوبا‪ .‬على أية حال ال يجب المراهنة على نجاحها اقتصاديا‪ .‬اآلن‬
‫أكثر البلدان تتفق على أن الق اررات االقتصادية اقساسية ال يجب ان تتخذها الدولة‪ ،‬ولكن يجب أن يتخذها الناس الذين‬
‫يعرفون بشكل أفضل‪ .‬كل شخص حر في تقرير ما ينتر وما يشتري‪ .‬كل اقنشطة االقتصادية منظمة فيما يعرف بالسوق‪.‬‬
‫تماما كما السوق هي مكان التقاء المشترين والبائعين‪ ،‬هي مكان التقاء العرض والطلب‪ ،‬والعرض والطلب يحددان السعر‪.‬‬
‫والسعر هو المؤشر الساحق في اقتصاد السوق‪ ،‬والمهم‪ ،‬أنه يعطي المعلومات حول اي السلع والخدمات يحتاحها‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫يريد الناس في اقتصاد السوق كسب النقود‪ ،‬يريدون أن يحققوا أرباحا‪ ،‬ويعرفون أفضل من غيرهم أين يحققون ذلك‪.‬‬
‫يتنافسون فيما بينهم ويسعون قن يكونوا اقفضل بين أقرانهم‪ .‬االقتصاد المعتمد على الق اررات الفردية والمنافسة هو الذي‬
‫يدعى ” اقتصاد السوق”‪ .‬بمقدار ما نعرف‪ ،‬تفعيل اقتصاد السوق يضمن فعالية أكبر في تخصيص الموارد ‪.‬‬
‫هل يعمل اقتصاد السوق من تلقاء ذاته؟‪:‬‬
‫والجواب هو‪ :‬ال‪ .‬فهو يحتاج للدولة لوضع اإلطار‪ .‬يجب أن تقدم الدولة البنية اقساسية‪ ،‬مثل الطرق واقمن‪ .‬يجب‬
‫أن تضمن الدولة الحدود الدنيا من التعليم وحرية العمل وحرية الملكية والمنافسة‪ .‬ويجب ان تهتم الدولة بمن ال يستطيع‬
‫المساهمة في عملية السوق‪ :‬قنهم مرضى‪ ،‬أو ال يجدون فرص العمل‪ ،‬أو أنهم من كبار السن‪ .‬بالنسبة لهؤالء الناس‪،‬‬
‫يجب أن تقدم الدولة نظام ضمان أساسي‪ ،‬في شكل تأمين أو نظام تعويضات‪ .‬حتى هذه النقطة هناك اتفاق مع أكثر‬
‫أنصار اقتصاد السوق الليبرالي‪ .‬وهم يعتقدون أن هذا كل ما يجب أن تفعله الدولة‪ .‬حيث يجب أن تقدم الدولة اإلطار‬
‫القانوني اقساسي‪ ،‬تلطف بعض المصاعب‪ ،‬وتترك السوق تمارس سحرها‪ .‬في اقتصاد السوق الليبرالي التركيز هو على‬
‫حرية الفرد‪ .‬يرـ المدافعون عنه أن زيادة التدخل الحكومي‪ ،‬يعني زيادة تقييد حرية الفرد‪ ،‬ويعني أن يكون أداء نظام‬
‫السوق أقل فعالية ‪.‬‬
‫اليتفق أنصار اقتصاد السوق االجتماعي مع ذلك‪ .‬ويرون أن دور الدولة هو أكبر من ذلك بكثير‪ ،‬ويجب أن تحدد‬
‫الحرية الفردية بمدـ معين‪ .‬واذا اعتقدنا أن هذا يجب تبريره‪ ،‬ف ننا على حق‪ .‬قبل أن نلقي نظرة متفحصة على ما الذي‬

‫‪174‬‬
‫يجب أن تفعله الدولة‪ ،‬سنحاول أن نفهم في البداية لماذا يجب على الدولة أن تبذل جهودا ‪.‬‬
‫‪ -‬مقدار الحرية الذي يحتدجه الفرد‪:‬‬
‫بالطبع الفرد الذي ينشط في اقتصاد سوق يجب أن يكون حرا‪ .‬يجب أن يسمح للفرد بأن يفعل ما يريد‪ ،‬يشتري ما‬
‫يريد ويوقع عقود العمل ويعمل حيث يريد ويحدد ما يطلبه‪ .‬يجب أن يسمح للفرد بحرية التفكير واالعتقاد والتعبير‪ .‬ويجب‬
‫أن يكون ح ار في االمتالك والتصرف بملكيته‪ .‬إذا هذه هي الليبرالية الديمقراطية‪ .‬إذا كنت تمتلك مشغل خياطة وتريد‬
‫خياطة بعض القمصان العصرية وبيعها في السوق‪ ،‬تفضل وحظا سعيدا‪.‬‬
‫على أية حال ماذا إن لم تكن تملك شيئا؟ هذا هو السؤال الذي طرحه مؤسسي اقتصاد السوق االجتماعي‪ .‬حسنا‪ ،‬حتى‬
‫إذا لم تستطع بيع القمصان التي صنعتها في المنزل في السوق‪ ،‬ما زلت بحاجة لألكل‪ .‬لذلك يجب أن تجد عمال‪ .‬فجأة‬
‫وبشكل محتم أنت تعتمد على أرباب العمل ‪.‬‬
‫يمكن قرباب العمل أن يستغلوا هذا الوضع‪ ،‬أن يجعلوك تعمل بجنون لساعات طويلة ويدفعون لك أج ار هزيال جدا‪.‬‬
‫ما الذي يمكنك أن تفعله للحصول على النقود للطعام؟ ماذا عن حرياتك العظيمة عندئذ؟ إذا كنت بحاجة ماسة للعمل‬
‫يجب أن تقبل بأي عقد‪ .‬وحريتك في االختيار والعمل حددت فجأة ‪.‬‬
‫بسبب هذا الخطر في االستغالل‪ ،‬يرتكز اقتصاد السوق االجتماعي على فهم مختلف للحرية‪ .‬حيث يستهدف حرية‬
‫متساوية للجميع‪ .‬وبشكل مختلف عن الليبراليين‪ ،‬أنصار اقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬يرون أن حرية الملكية تحتاج قن‬
‫تقيد عندما تؤثر على حرية اآلخرين‪ .‬الملكية تحمل المسؤولية (االلتزامات)‪ .‬ويجب أن تستخدم للصالح العام وبفعالية‬
‫واستخدامها ال يجب أن يضر باآلخرين‪ ،‬مثال‪ ،‬إذا كنت تدير مصنع ألبسة مع عشر آالت خياطة‪ ،‬يجب أن تحترم حقوق‬
‫عمالك‪ .‬ويجب أن تقبل أيضا أن تأخذ الدولة جزءا من ملكيتك (في شكل ضريبة) لمصلحة المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬مد و دور حقوق اإلنسد ‪:‬‬
‫الحريات المذكورة أعاله مضمونة بالقانون الدولي‪ .‬في عام ‪ ،5922‬وضعت اقمم المتحدة ” العهد الدولي للحقوق‬
‫المدنية والسياسية”‪ .‬واتفقت ‪ 515‬دولة على ضمان هذه الحقوق‪ :‬حرية الكالم‪ ،‬وحرية العمل‪ ،‬وحرية الملكية …‪ .‬الخ ‪.‬‬
‫لكن هل تعتقد ‪ ،‬مرة ثانية‪ ،‬أنك ستهتم كثي ار بحقوقك السياسية إذا لم تكن تمتلك ما يؤكل؟ أو إذا لم تكن تستطيع قراءة‬
‫القانون قنك لم تذهب للمدرسة؟ من الواضح أن عدم المساواة االقتصادية والتعليمية تمنعك من حقوقك السياسية‪ .‬وهناك‬
‫الكثير مما يتعلق بالحياة االنسانية غير السياسية‪ .‬لذلك وضعت اقمم المتحدة المجموعة الثانية من حقوق اإلنسان‪”:‬‬
‫العهد الدولي للحقوق الثقافية واالجتماعية واالقتصادية”‪ .‬وسيدهشك مدـ شمولية هذه الفئة الثانية من الحقوق ‪.‬‬
‫مثال ‪ 518‬دولة وقعت هذه المعاهدة واتفقت على ضمان ما يلي ‪:‬‬
‫•حق المساواة االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬
‫•حق العمل وكسب أجر الئق ‪.‬‬
‫•حق الضمان االجتماعي والحماية من الجوع ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫•حق الحصول على السلع اقساسية العامة(تعليم صحة ‪…).‬‬
‫•حق حماية الكرامة في مكان العمل ‪.‬‬
‫•حقوق تشكيل النقابات‪.‬‬
‫الواليات المتحدة من الدول الصناعية الرئيسية القليلة التي لم توقع على معاهدة الحقوق الثقافية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ .‬وهذا يتناسق مع أن الواليات المتحدة تتبع نموذج اقتصاد السوق الليبرالي الذي يتطلب حص ار حماية الحقوق‬
‫المدنية والسياسية‪ .‬اقتصاد السوق االجتماعي في االتجاه اآلخر يستهدف حماية وتوازن كل حقوق اإلنسان (المجموعات‬
‫الخمسة‪ :‬المدنية والسياسية والثقافية واالجتماعية واالقتصادية) لذلك تقدم نوع من العدالة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬مد ي العدالة االجتمدعية؟‬
‫إذا كنت تتوقع إجابة سهلة لهذا السؤال‪ ،‬فاستعد لخيبة اقمل‪ .‬فقط خذ دقيقة وحاول أن تجد تعريفك الخاص‪ .‬حسنا‪،‬‬
‫ربما اكتشفت حاال أن دقيقة ليست كافية‪ ،‬وربما توقعت أن الكثير من الناس لن يتفقوا مع تعريفك‪ .‬في الحقيقة إذا سألت‬
‫‪ 500‬شخص مختلف‪ ،‬قد تتلقى ‪ 500‬تعريف مختلف للعدالة االجتماعية وربما الكثير من االقتراحات حول كيفية قياسها‪.‬‬
‫أفكار العدالة االجتماعية تعتمد على اقوضاع والمواقف الشخصية‪ .‬بذلك ف ن المجتمع الذي يريد إنجاز شيء مثل العدالة‬
‫االجتماعية ف ن عليه أوال أن يؤسس لفهم مشترك‪ .‬ما الذي نعنية بالعدالة االجتماعية وكيف نريد انجازها؟‬
‫أحد المقاربات الشائعة هي تعريف العدالة االجتماعية بأنها تكافؤ الفرص وفرص الحياة المتساوية‪ .‬يجب أن يكون لديك‬
‫نفس الفرصة في الحصول على تعليم جيد وعمل جيد كما أي شخص آخر‪ ،‬ويجب أن يكون لديك نفس فرص التمتع‬
‫بحياة الئقة‪ .‬بنفس الطريقة‪ ،‬كل شخص يجب أن يكون محميا من مخاطر الحياة‪ ،‬مثل المرض والحوادث وفقدان السكن‬
‫والبطالة…الخ ‪.‬‬
‫‪ -‬كيف يمك انجدز العدالة االجتمدعية؟‬
‫للدولة دور رئيسي في تأمين العدالة االجتماعية‪ .‬على أية حال‪ ،‬هذا مسعى صعب‪ .‬إذا سويت وعدلت الظلم‪،‬‬
‫بعض الناس سيخسرون‪ ،‬وآخرون سيكسبون‪ .‬وهكذا‪ ،‬ف نه ليس غريبا أن نفترض أن مدير بنك لديه فكرة مختلفة للعدالة‬
‫االجتماعية بالمقارنة مع سائقه‪ .‬لموازنة المصالح المختلفة نحتاج إلى عملية سياسية مالئمة وشاملة‪ .‬يجب أن يقول‬
‫الجميع‪ ،‬أن هناك أمكانية لتسوية جيدة ومالئمة للجميع‪ .‬عند هذه النقطة‪ ،‬الحقوق الثقافية واالجتماعية واالقتصادية (العدلة‬
‫االجتماعية) تقابل الحقوق المدنية والسياسية مرة ثانية‪ .‬كال المجموعتين من الحقوق تحتاجان بعضهما البعض‪.‬‬
‫لماذا يجب على الخاسر أن يتفق على التسوية؟ أنصار اقتصاد السوق االجتماعي لديهم فكرة اإلنسان مختلفة عن فكرة‬
‫الليبراليين‪ .‬يفترضون أن أنك ال تهتم فقط بنفسك‪ ،‬بل بأصدقائك وجيرانك وشخص فقير ينام تحت الجسر‪ .‬حتى إذا راكمت‬
‫أخي ار مليونك اقول‪ ،‬ستبقى مهتما ببعض السالم االجتماعي‪ .‬في النهاية‪ ،‬لن ترغب في التعرض لخطر ثورة الفقراء‪ ،‬حيث‬
‫تقوم مجموعة من الجائعين بهز سياج فيلتك ‪.‬‬
‫وهكذا ف ن كل شخص له مصلحة في إيجاد اتفاق اجتماعي على المستوـ المرغوب من العدالة االجتماعية‪ .‬في النظام‬

‫‪176‬‬
‫العام‪ ،‬يتعلم الناس أن كل شخص سيكون في وضع أفضل إذا كان كل شخص مستعدا للتعاون‪ .‬ففي النهاية كلنا في نفس‬
‫القارب ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا مد و اتقتادد السوق االجتمدعي؟‬
‫في اقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬تستفيد الدولة والمجتمع من فعالية نظام السوق ويالئمونه ليخدم حرية الفرد‪ .‬يجعل‬
‫السوق جزءا من صيرورة سياسية اجتماعية‪ ،‬حيث تنسق فعاليات المجتمع والدولة أنشطة السوق‪ .‬آليات السوق تكيف‬
‫بطريقة تؤمن فرص حياة متساوية لكل المواطنين وتقود إلى نوع من العدالة االجتماعية‪ .‬اقتصاد السوق االجتماعي‬
‫يستهدف أساسا حماية حقوق اإلنسان الثقافية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية والمدنية ‪.‬‬
‫اقتصاد السوق االجتماعي ليس وصفة سهلة‪ ،‬بل هو صيرورة‪ .‬أنه موضوع انجاز تسوية وأيجاد التوازن الصحيح‪.‬‬
‫االنتاجية والنمو والمرونة واالبتكار يجب أن يوازنا مع العدالة االجتماعية واقمن االجتماعي‪ .‬أهداف رفع مستوـ المعيشة‬
‫واالختيار الحر للمستهلك يمكن تتعارض مع اهداف االستخدام الكامل والمحافظة على البيئة والرؤية االقتصادية البعيدة‬
‫المدـ ‪.‬‬
‫النظام يرتكز على قيم الديمقراطية والتماسك والشراكة االجتماعية واالعتقاد أن كل المواطنين ليسوا فقط ساعين‬
‫للمصلحة الخاصة‪ ،‬بل يهتمون أيضا بالسالم االجتماعي والمصالح االجتماعية‪.‬‬
‫بعض االختالفات اقساسية بين اقتصاد السوق االجتماعي والليبرالي ملخصة في الجدول التالي‪:‬‬
‫ثدنيد – دور الدولة ‪:‬‬
‫ما الذي فهمته من القسم السابق؟ ليس الكثير؟ حسنا‪ ،‬لكن في أضعف اقحوال يجب أن تتذكر مايلي‪ :‬السوق هي‬
‫اآللية اقكثر فعالية لتنظيم اقنشطة االقتصادية‪ ،‬لكن نتائجها ليست كاملة‪ .‬فهي تحتاج لبعض الجهود إلبقاء اقسواق‬
‫عاملة‪ ،‬ويجب أن تكيف وتكمل بسياسات حكومية لتأمين الحقوق اإلنسانية الخمس لجميع المواطنين‪ .‬هل تتفق مع ذلك؟‬
‫تهانينا إذا كنت تتفق مع ذلك ‪ ،‬قنك من اآلن وبسبب ذلك قد عينت رئيسا لدولة ‪ Cosmec‬أي ‪(Country of social‬‬
‫‪market economy ) .‬هل أنت سعيد؟ ال تفرح كثيرا‪ :‬هناك مهام كبيرة تنتظرك ‪.‬‬
‫في الفقرات التالية ‪ ،‬سوف ننظر عن قرب إلى دور الدولة وبعض اقدوات الهامة التي تستخدمها بشكل شائع للقيام‬
‫بدورها‪.‬‬
‫‪ -‬كيف تؤم الدول االستخدام الكدمل؟‬
‫كل مواطن له حق العمل – ليس فقط قن العمل يدر الدخل وبالتالي الطعام‪ ،‬بل أيضا قن العمل يعطي الوجود‬
‫اإلنساني معنى‪ ،‬ودور في المجتمع‪ .‬إذا كيف يمكنك تأمين هذا الحق اإلنساني لمواطني‪ Cosmec‬؟‬
‫حسنا ‪ ،‬لن تكون قاد ار على خلق فرص عمل لكل شخص أو تجبر أرباب العمل على استخدام عمال أكثر‪ .‬قن هذا‬
‫سيخرق مبادئ السوق‪ .‬ولكن كما العديد من الدول اقخرـ‪ ،‬يمكن أن تنشغل باقعمال المشجعة للعمل‪ .‬مثال‪ ،‬إقامة‬

‫‪177‬‬
‫وكاالت حكومية الستخدام العاطلين عن العمل‪ ،‬أو المساعدة في إعادة تأهيلهم قعمال مستقبلية وتقديم االستشارات‬
‫والتدريب المهني ‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب أن تتأكد أن هناك عرض عمل مستقر‪ .‬أي التأكد من أن االقتصاد يسير بشكل جيد‪.‬‬
‫كيف تؤمن الدول استقرار االقتصاد؟‬
‫عبر الزمن‪ ،‬حتى أكثر االقتصادات ازدها ار مرت بدورات‪ .‬صعدت وهبطت وصعدت ثانية‪ ،‬مواجهة اقزمة‬
‫واالزدهار وهكذا… رغم أنه ليس هناك أحد يعارض االزدهار‪ ،‬لكن اقزمات يمكن أن يكون لها آثار قاسية على على‬
‫بعض المواطنين وتؤثر بشكل سيء على فرصهم في الحياة ‪.‬‬
‫لكن هناك أمر يمكن فعله في مواجه ذلك‪ .‬قبل حوالي مئة سنة‪ ،‬اقترح االقتصادي جون مينارد كينز سياسات الدورة‬
‫االقتصادية‪ .‬الفكرة بسيطة‪ :‬أنت تدخر النقود في فترات االزدهار‪ .‬عندما تحدث أزمة‪ ،‬تستخدم مدخراتك لشراء السلع‬
‫والخدمات‪ .‬أنت تحفز االقتصاد بواسطة خلق طلب عام‪ .‬بتطبيق أفكار كينز ستلطف من الدورة االقتصادية‪ .‬االزدهار لن‬
‫يكون عظيما جدا‪ ،‬لكن اقزمة بدورها لن تكون سيئة‪.‬‬
‫في يومنا هذا أكثر الدول تهتم بتأمين بعض أنواع االستقرار االقتصادي‪ .‬مثال‪ ،‬الحكومة اقلمانية‪ ،‬وافقت على ما‬
‫دعي ” ميثاق االستقرار” في عام ‪ .5927‬وفقا لذلك‪ ،‬يجب أن تؤمن الدولة اسعا ار مستقرة واستخداما عاليا وتوازن في‬
‫التجارة‪ .‬في أكثر الديمقراطيات ” اقسعار المستقرة” (التي تعني تضخما منخفضا) عادة تراقب بواسطة بنوك مركزية‪.‬‬
‫استثناء‪ ،‬قد تصيبك خيبة اقمل أن تق أر أنه حتى كرئيس يجب أال تقترب من طابعي‬
‫ً‬ ‫بافتراض أن )‪ (Cosmec‬ليست‬
‫النقود ‪.‬‬
‫‪ -‬كيف تؤم الدولة حقوق العمدل؟‬
‫المستخدمون ( بفتح الدال) يعتمدون على مستخدميهم‪ .‬يجب أن تضمن أن هذا االعتماد ال يقود لالستغالل وخرق‬
‫حقوق اإلنسان‪ .‬وفقا لعهد اقمم المتحدة‪ ،‬كل عامل له الحق في أن يكسب أج ار الئقا وفي العمل في ظل شروط مالئمة‬
‫وأن يمثل في النقابات ‪.‬‬
‫معظم الدول تفرض تقييدا على سوق العمل‪ ،‬حول كيفية االستخدام والتسريح (الحماية من التسريح) وظروف العمل‪.‬‬
‫ولديها قوانين تحدد سقف ساعات العمل‪ ،‬ومعايير أمان‪ ،‬واقمومة والمساوة بين الجنسين ‪.‬‬
‫لكن ليس ضروريا أن تعالر كل القضايا المتعلقة بالعمال بنفسك‪ .‬في ألمانيا على سبيل المثال‪ ،‬تنظم الدولة فقط اقرضية‬
‫القانونية التي يبني عليها العمال وأرباب العمل االتفاقيات ‪.‬‬
‫على المستوـ الصناعي‪ ،‬نقابات العمال التي تمثل العمال في صناعة واحدة والجمعيات الصناعية تقرر ساعات‬
‫العمل والعطل واقجور العامة الملزمة لشركات القطاع ‪.‬‬
‫على مستوـ الشركة الواحدة‪ ،‬تضمن حقوق العمال بما يدعى بالعقد الجماعي ‪(co-determination).‬في الشركات‬
‫التي تستخدم أكثر من عامل‪ ،‬للعمال الحق في تأسيس مجالس عمل لها كلمة في الق اررات الهامة للشركة‪ .‬أكثر من ذلك‬

‫‪178‬‬
‫هناك مجالس اإلشراف من عدد متساو من ممثلي العمال وحملة اقسهم‪ .‬في النهاية‪ ،‬مطلوب شرعية (تقليد) ديمقراطية‬
‫ليس فقط على مستوـ الحكومة بل على مستوـ الشركة أيضا ‪.‬‬
‫كيف تقونن (تنظم ) السوق؟‬
‫هناك شيء واحد تريد تجنب حدوثه في ‪ (Cosmec) :‬أن تمتلك شركة منفردة قوة كبيرة بحيث يمكنها أن ترفع‬
‫اقسعار كما تريد‪ ،‬قنه ليس لها منافسين جديين‪ .‬مهتمك سيدي الرئيس هي أن تجعل مبادئ المنافسة تعمل وتمنع تكوين‬
‫احتكارات القلة (قلة من المتنافسين) واالحتكارات (متنافس واحد ‪).‬‬
‫أحد الخيارات هو إقامة ” لجنة احتكارات القلة واالندماجات” ‪ ،‬كوكالة حكومية تراقب سلوك السوق وتضمن أن هناك‬
‫متنافسين مستقلين كافين في أي سوق لوحدها ‪.‬‬
‫لكن حتى في اقسواق العاملة‪ ،‬يمكن أن ترغب في تنظيم سلوك فعاليات السوق‪ .‬الدول التي تفعل ذلك تفعله‬
‫لسببين‪ :‬أوال‪ ،‬لحماية البيئة‪ .‬فقد ترغب في التأكد أن مالكي المصانع ال يصبون مخلفاتهم في البحيرة التي هي مخزنك‬
‫للمياة العذبة‪ .‬أو قد تقرر أن أنتاجهم يجب أن يحقق معايير بيئية‪ .‬يمكنك أن تلزمهم بأن ينتجوا السيارات التي تنتر نوع‬
‫محددد من العادم‪ ،‬أو أن يبيعوا شرابهم في زجاجات قابلة لالسترداد‪ .‬يمكنك أن تقدم اإلعانات لصناعات صديقة للبيئة‪.‬‬
‫أو يمكنك عدم التشجيع على استخدام منتر معين بفرض ضرائب خاصة‪ ،‬كما ضرائب البترول في أكثر البلدان ‪.‬‬
‫السبب الرئيسي الثاني للتدخل في السوق هو حماية المستهلكين‪ .‬الحماية من ماذا؟ من أجل التبسيط‪ :‬الحماية من نقص‬
‫المعرفة‪ .‬نظرياً‪ ،‬المستهلك لديه معلومات كاملة حول نوعية المنتجات كلها‪ .‬وفي الواقع المستهلكون غالبا ما اليمتلكون‬
‫الفرصة لتقييم نوعية السلع والخدمات‪ .‬اليستطيع المستهلكون معرفة كل ما يعرفه المنتجون حول المنتر‪ ،‬يسمي‬
‫االقتصاديون ذلك “عدم تطابق المعلومات”‪ .‬لتجنب استغالل المنتجين لذلك يمكنك أن تقرر إلزام الموردين االلتزام بنوعية‬
‫محددة أو معايير أمان‪ .‬أو قد تجبر المنتجين على أن يعلنوا عن طعامهم‪ ،‬مثال لكي يعرف المستهلكون ما إذا كانت‬
‫المكونات منتجة في مزرعة أو مختبر كيماوي‪ .‬او قد ترغب في إقامة وكالة تفحص سلع المستهلكين وتنشر النتائر ‪.‬‬
‫هناك أداوات وخيارات غير منتهية للتدخل في السوق‪ :‬يمكنك أن تبدأ معركة بأن تطلب منع منتر محدد‪ ،‬أو تفرض‬
‫متطلبات منتر محدد ‪ ،‬أن تفرض ضريبة…الخ‪ .‬مها كان ما تفعل‪ ،‬يجب أن تعلم أنك ستغير نتائر السوق‪ .‬باعتبارك‬
‫مازلت تريد السوق فعالة‪ ،‬تأكد أن تدخلك هو صديق للسوق (أو مثبت للسوق) قدر اإلمكان‪ .‬تذكر‪ :‬بمقدار ما السوق‬
‫ممكنة‪ ،‬الدولة ضرورية ‪.‬‬
‫‪ -‬مد ي السلع العدمة؟‬
‫أكثر اقشياء تنتر بشكل أفضل (أكثر فعالية) في مجال السوق‪ .‬على أية حال هناك بعض السلع والخدمات الهامة‬
‫ال يجب أن تنتر في ظروف السوق على اإلطالق‪ ،‬أو ليس إلى مدـ كاف‪ ،‬إنتاج هذه اقشياء ال يعد بأي ربح قنه غير‬
‫ممكن‪ ،‬أو على اققل من الصعب جدا‪ ،‬أن تفرض مقابال على مستخدم السلعة‪ ،‬أو تستبعد المستخدم الذي لم يدفع‬
‫مقابلها‪ .‬لذلك‪ ،‬المستثمر الخاص لن يضع أي نقود فيها‪ .‬على أية حال بعض هذه اقشياء هي ضرورية فعال لالقتصاد‬

‫‪179‬‬
‫الوطني‪ ،‬مثال الطرق وجمع النفايات وحقوق الملكية القابلة للفرض أو اقمان الوطني‪ .‬لذلك وغالبا ما تكون الطريق‬
‫الوحيدة لضمان توفر هذه السلع للمواطنين كلهم هو أن تجمع الضرائب وتقدم السلعة بنفسك ‪.‬‬
‫هناك سلع وخدمات هامة أخرـ حيث يمكن ان تحقق الشركات الخاصة أرباحا منها‪ ،‬لكن قد يكون لديك سببا‬
‫لتفترض أن هذه السلع ال يجب أن تقدم للمواطن في السوق الحرة‪ ،‬أو يجب أن يكون ممكنا شراؤها للجميع‪ .‬ومرة ثانية‪،‬‬
‫يمكنك أن تقرر أن تقدمها بنفسك‪ .‬هذا يتضمن أشياء مثل البريد والكهرباء والنقل العام او االتصاالت‪ .‬في السنوات‬
‫اقخيرة‪ ،‬الكثير من الدول خصخصت هذه القطاعات ‪ .‬لكنها مازالت خاضعة لقوننة صارمة والشركات التي تدخل هذا‬
‫المجال يجب أن تلتزم بالتزامات خاصة‪.‬‬
‫هناك قطاعات ذات أهمية هائلة لن‪ ،‬كما يؤمل‪ ،‬تخصخص تماما من قبل أي بلد‪ ،‬واقكثر أهمية منها الصحة‬
‫والتعليم‪ .‬أم أنك تخطط للسماح بسوبر ماركت تعليم مع خصومات على الرياضايات والجغرافيا في ‪ Cosmec‬؟ أو‬
‫مزايدات ويانصيب لعالجات السرطان؟ حسنا سوف تدخل في مشاكل مع اقمم المتحدة‪ .‬باعتبار الوصول إلى التعليم‬
‫والصحة حقوق إنسان أساسية ‪.‬‬
‫هناك مجموعة أخرـ من السلع العامة يجب أن تهتم بها‪ :‬تلك التي هي موجودة سابقا بشكل طبيعي‪ ،‬بدال من تقديم‬
‫هذه السلعة عليك حمايتها من إفراط االستخدام واالستغالل‪ .‬البيئة والهواء النظيف هي المثال‪ .‬يمكنك أن تقونن استخدام‬
‫هذه السلع‪ ،‬كما تم اإلشارة في قسم ” تنظيم السوق ”‬
‫‪ -‬مد و الرفد االجتمدعي ‪:‬‬
‫الدول تقدم الحماية االجتماعية ضد المخاطر التي تهدد حقوق المواطن اقساسية وتاثيرها على فرصه في الحياة‪ .‬بعض‬
‫المخاطر اقساسية هي حوادث العمل‪ ،‬المرض‪ ،‬الفقر في الشيخوخة البطالة …‪ .‬لكل هذه اقسباب تقدم الدولة شبكة‬
‫اقمان االجتماعي‪ .‬العديد من الدول أقامت إطا ار للتنظيم لنظم التأمين االجتماعي‪ ،‬مثل الصحة والتقاعد‪ ،‬أو استخدام‬
‫الضرائب لتقديم مساهمات مباشرة…‬
‫السؤال اقساسي الذي يجب أن تجيب عليه هو‪ :‬ما هو نوع المخاطر التي يتعرض لها مواطنيك؟ ما هو التوازن‬
‫الصحيح بين المسؤولية االجتماعية والشخصية؟ من يجب أن يتلقى مساعدات؟ وكم؟‬
‫”كم” بشكل خاص هي التي تناقش دائما بجدل‪ .‬لنأخذ مثال تعويضات البطالة‪ :‬الليبراليين الذين يقبلون المستوـ اقساسي‬
‫للضمان االجتماعي يناقشون أنه يجب أن يكون هناك معاير منخفضة جدا للمبالغ التي تدفع للعاطلين عن العمل من أجل‬
‫تحفيزهم على البحث عن عمل وقبول العمل الجديد‪ .‬من جهة أخرـ‪ ،‬نظم الرفاه االشتراكية الديمقراطية تسمح بتعويضات‬
‫للبطالة ال تكفي فقط لالستم ارر‪ ،‬بل المحافظة على مستوـ المعيشة السابق ‪.‬‬
‫من يدفع الفاتورة؟‬
‫تقديم السلع العامة‪ ،‬عقد شبكات اجتماعية‪ ،‬خلق الطلب العام……الحفاظ على اقتصاد السوق االجتماعي يبدو‬
‫مكلفا‪ ،‬أليس كذلك؟ الخبر الجيد هو‪ :‬أنت لن تدفعها من محفظتك الرئاسية‪ .‬التأمين االجتماعي عادة يمول من خالل‬

‫‪180‬‬
‫مساهمات إجبارية لكل من أرباب العمل والعمال‪ .‬بشكل متزايد‪ ،‬تختار الدولة نظما مزدوجة‪ :‬تنظم الدولة التأمين‬
‫اقساسي‪ ،‬والذي يجب أن يكمل بالتأمين الخاص‪.‬‬
‫المصدر الرئيسي لدخل الدولة هو الضريبة‪ ،‬واقكثر أهمية بينها هو الضرائب المباشرة على المواطنين ودخل‬
‫وأرباح الشركات‪ .‬عادة‪ ،‬هذه الضرائب متصاعدة‪ ،‬اقمر الذي يعني أنه كلما زاد دخلك ف ن حصة أكبر من دخلك تحول‬
‫إلى الدولة‪ .‬الفكرة هي أن الغني (أنت الرئيس) يدفع أكثر‪ ،‬بينما الفقير (سائقك السابق) عادة يتلقى منافع اجتماعية أكثر‪.‬‬
‫لذلك الدولة تعيد توزيع الثروة وتقرب الفجوة بين الفقر والغنى‪.‬‬
‫‪ -‬كم م الدولة كدف؟‬
‫هل ما زلت تريد أن تصبح رئيسا؟ أم أن المهام المستقبلية أغرقتك؟ حسنا ال تعتقد أن كل اقشياء يجب أن تقوم‬
‫أنت تنظيمها وتقديمها‪ .‬اقتصاد السوق االجتماعي يقوم به إلى حد بعيد فعاليات السوق (ارباب العمل‪ ،‬العمال‪،‬‬
‫المستهلكون) وفعاليات المجتمع المدني (نقابات‪ ،‬جمعيات أعمال‪ ،‬جمعيات حماية المستهلك …الخ )‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬لكل‬
‫مواطن منفرد واجب‪ :‬دولة الرفاه االجتماعي يمكن أن تعمل فقط إذا تحمل مواطنوها مسؤولية معيشتهم والمساعدة المطلوبة‬
‫من المجتمع فقط إلى حد‪ ،‬عندما يكون هو غير قادر على كسب عيشه بنجاح‪ .‬يجب أن تضع إطا ار وجعل اقمور عامة‪،‬‬
‫لكن كقاعدة إشارة إبهام‪ ،‬تذكر كلمات كارل شيلر ” بمقدار ما السوق ممكنة الدولة مطلوبة ‪”.‬‬
‫ثدلثد‪ -‬وجهة نطر‪:‬‬
‫ما هي التحديات المستقبلية؟‬
‫أكثر الدول ذات اقتصاد السوق االجتماعي ودولة الرفاه الكبيرة تعاني من دين عام كبير وصراع من أجل تقديم‬
‫موازنة متوازنة‪ .‬دولة الرفاه هي تحت الضغط‪ ،‬لثالث أسباب رئيسية ‪:‬‬
‫أوال‪ ،‬عدد فواتير الرفاه االجتماعي تنمو‪ .‬العديد من اقمم الصناعية تواجه مجتمعا كهال‪ ،‬اقمر الذي يعني زيادة نسبة‬
‫الناس الذي يتلقون تعويضات التقاعد لفترات متزايدة من الزمن‪ .‬أكثر من ذلك‪ ،‬تعاني العديد من اقمم الصناعية من النمو‬
‫البطيء والفشل في ضمان استخدام مرتفع‪ ،‬لذلك ف ن نسبة كبيرة من المجتمع تتلقى تعويضات بطالة أو إعانات‬
‫اجتماعية‪ .‬بالطبع‪ ،‬البطالة الهيكلية المرتفعة هي أكثر من مجرد مشكلة مالية‪ ،‬باعبتارها تنتهك حق أساسي ل نسان في‬
‫العمل ‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬رغم أن عدد المستفيدين يتزايد‪ ،‬العدد النسبي للمساهمين في نظام الضمان االجتماعي ينخفض‪ .‬العمال يتحملون‬
‫عبء الضريبة الرئيسي (بدفع ضريبة الدخل)‪ ،‬لكن بسبب البطالة المرتفعة وكهولة المجتمع‪ ،‬نسبة الناس العاملين في‬
‫المجتمع تتقلص‪ .‬باعتبار الناس في العمل يجب أن يتحملوا عبئا متزايداً‪ ،‬ف ن مشروعية وعدالة نظام إعادة التوزيع تصبح‬
‫محل تساؤل ‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬العولمة االقتصادية عادة تعرف كتهديد أساسي القتصاد السوق االجتماعي‪ :‬رأس المال يصبح متحركا بشكل متزايد‪،‬‬
‫وعدد متزايد من الشركات متعددة الجنسيات القوية ويمكن ببساطة أن تنسحب من الدولة‪ .‬أوال هذا يؤدي إلى الهرب‬

‫‪181‬‬
‫الضريبي‪ .‬تغش الشركات المتعددة القوميات في موازناتها وتحول أرباحها من خالل الهيكل المعقد لتنظيمها حتى ال يبقى‬
‫شيء للضريبة‪ .‬ثانيا تستخدم هذه الشركات قدرتها على مساومة الدولة على تخفيض معايير العمالة والبيئة وحماية‬
‫المستهلك ‪.‬‬
‫لذلك االتجاهات االجتماعية والركود االقتصادي والعولمة االقتصادية تفسد أساس اقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬ومعظم‬
‫االنتقادات تعتقد أن هناك معالجة واحدة ‪ :‬دولة أقل ‪ ،‬وسوق أكثر أي العودة إلى الليبرالية ‪ .‬هل اقمر كذلك؟‬
‫‪ -‬ل تعني العولمة نهدية اتقتادد السوق االجتمدعي؟‬
‫هناك ثالث حجر جيدة ضد الحكمة التقليدية بأن العولمة تتطلب حتما تعليق المبادئ االجتماعية واختيار النموذج‬
‫الليبرالي‪.‬‬
‫أوال‪ ،‬نظرة قريبة على استجابة الدول المنفردة لضغوط العولمة تدل على أنه ليس هناك نموذج موحد‪ .‬بدال من ذلك‬
‫المؤسسات الوطنية تخفف من آثار العولمة‪ .‬بعض الدول‪ ،‬وخصوصا االسكندنافية عمقت تدخل الدولة وطورت فكرة‬
‫نموذج االشتراكية الديمقراطية القتصاد السوق االجتماعي‪ .‬رغم كل التوقعات الليبرالية‪ ،‬هي ذات تنافسية عالية في‬
‫اقسواق المعولمة ‪.‬‬
‫بدال من االعتماد على العمل ذو اقجر المنخفض لتحقيق استخدام عال‪ ،‬كما في اقتصاد السوق الليبرالي مثل الواليات‬
‫المتحدة‪ ،‬اعتمدت بثقل على االستثمار في ميزتها التنافسية ‪ :‬الموارد البشرية ‪.‬‬
‫الثانية ‪ ،‬معيارية (قيمية ) تعتمد على الحقوق اإلنسانية الخمس التي تضمنها عهود اقمم المتحدة ‪ .‬في فترات انتشار‬
‫التقلقل وعدم اقمان‪ ،‬الحاجة أكبر لدولة قوية تهدئ آثار العولمة وتمتص هبوط الخاسرين‪ .‬التطور البشري يحب أن يكون‬
‫صاعدا‪ .‬تأمين الحقوق السياسة والمدنية والتخلي عن بقية الحقوق ستكون خطوة للوراء ‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬من الصعب في مجال االقتصاد السياسي القول أن أي شيء محتوم ‪ ،‬كما يريدنا منتقدي العولمة وأنصارها أن‬
‫نعتقد‪ .‬العولمة نفسها صنع البشرية‪ ،‬وتتبع قواعد وضعها السياسيون‪ ،‬أو تقرر عدم وضعها بشكل مقصود ‪.‬‬
‫النظام االقتصادي العالمي الحالي يعتمد بشكل كبير على اقفكار الليبرالية‪ .‬هناك إمكانية حقيقية لتغيير ذلك‪ ،‬باختيار‬
‫مبادئ اقتصاد السوق االجتماعي على المستوـ العالمي‪ .‬الهدف هو أسواق عالمية فعالة‪ ،‬مندمجة في مجتمع عالمي ذو‬
‫معنى عالمي للشراكة وقواعد عالمية تضمن الحقوق الخمسة‪ .‬في يومنا حجة الحتمية واإلشارة إلى ضغوط العولمة‬
‫الساحقة هي غالبا مجرد ترحيب و تبرير نمطي لخفض الرفاه واإلصالحات غير الشعبية‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪182‬‬
‫(إعادة إعمار منطقة كوباني)‬
‫االحتياجات العلمية اخلاصة باحلصول على دعم من املنظمات‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 32‬تشرين الثاني ‪3104‬‬


‫يقصد ب عادة اإلعمار تعزيز فرص إمكانية الحصول على الخدمات االجتماعية اقساسية‪ ،‬بما في ذلك المياه والبيئة‬
‫والتغذية والتعليم‪ ،‬وتلبية متطلبات تطوير البنية التحتية الفوري وتقدير االحتياجات المستقبلية والوفاء بمتطلبات العودة‬
‫الطوعية‪ ،‬واعادة اإلدماج والتنمية الحضرية بشكل صحيح‪.‬‬
‫لقد تعرضت منطقة كوباني لحرب ضارية من قبل تنظيم داعش‪ ،‬وقد ترتب على ذلك أقسى أنواع الدمار والهجرة‬
‫والتشرد‪ ،‬ومع ذلك فال يزال البعض غير آبه بمعاناتهم ونزوحهم وآالمهم وتشردهم وحجم الدماء التي نزفت للحفاظ على‬
‫المنطقة‪.‬‬
‫هناك جملة من المتطلبات التي يتوجب أن نحققها في سبيل تقديمها للمنظمات الدولية وبخاصة البنك الدولي ل نشاء‬
‫والتعمير ‪ World Bank Group‬لنتمكن من اقناعهم بشكل علمي بتقديم الدعم المادي إلعادة إعمار منطقة كوباني‪.‬‬
‫وقد جرـ العرف أن يشكل لجنة تقدير أضرار الحرب من قبل اشخاص من ذوي الكفاءات والخبرات في مجال البناء‬
‫والقانون والعقارات واالقتصاد والجغرافية‪ ،‬يقومون بتحقيق الخطوات التالية لتقديمها إلى المنظمات التي ستدرسها وستقرر‬
‫بتقديم الدعم أو ال‪:‬‬
‫‪ -1‬إعداد دراسة وصفية عن منطقة كوباني يتضمن التاريخ والجغرافية والتسلسل الزمني لألحداث‪.‬‬
‫‪ -2‬إعداد قائمة بأسماء المناطق المتضررة والمتأثرة بالحرب حسب تقسيماتها وتسمياتها الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -3‬تقدير مستوـ دخل الفرد والحياة االقتصادية ونوعية البنى التحتية في منطقة كوباني‪.‬‬
‫‪ -4‬معلومات مفصلة عن الدمار الحاصل لدور السكن والبنى التحتية حسب المنطقة وعدد السكان المتضررين‪ ،‬حسب‬
‫مستويات الدخل‪.‬‬
‫‪ -5‬خرائط تفصيلية خاصة بالمناطق المنكوبة مبين عليها ما سبق‪ ،‬باإلضافة إلى دعمها بالصور الموثقة بالتواريخ‪.‬‬
‫‪ -6‬وصف المنطقة قبل الحرب‪ :‬التمويل‪ ،‬والموارد البشرية والفنية‪ ،‬وبعد ذلك وصف الضرر الحاصل على المنطقة وسياسة‬
‫تعويض هذا الضرر‪.‬‬
‫‪ -7‬تحليل وتجهيز رسومات توضيحية عن عملية تطوير االراضي للسكن الجماعي أو المنفرد‪ ،‬وتوضيح المعوقات‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫‪ -8‬تحليل الممارسات الهندسية والغير هندسية المتبعة عموماً في المنطقة‪ ،‬بما في ذلك طرق التعهد والتصميم وامكانيات‬
‫قطاع البناء المحلي‪.‬‬
‫‪ -9‬حساب تقديري للميزانية إلعادة اسكان متضرري الحرب في المنطقة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى َّأنه عادة ما تركز المنظمات الدولية التي تقوم بعملية إعادة االعمار (كالبنك الدولي ل نشاء‬
‫والتعمير) على ثالثة محاور‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مواصلة مساندة اقعمال الجارية إلعادة االعمار وانتعاش اقوضاع االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬تحسين إدارة الموارد العامة البشرية والطبيعية والمالية‪.‬‬
‫‪ -3‬دعم االصالحات والمؤسسات التي تشجع النمو الواسع النطاق الذي يقوده القطاع الخاص‪.‬‬
‫وعادة ما تدعم أنشطة إعادة االعمار وتحقيق االنتعاش في مجاالت من قبيل‪ :‬التعليم‪ ،‬والرعاية الصحية‪ ،‬والطرق‪ ،‬وامدادات‬
‫المياه والصرف الصحي‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬وتنمية القطاع الخاص‪ ،‬وبناء القدرات‪ .‬كما يجري إعداد مشاريع في مجالي النشاط‬
‫المصرفي وادارة الشؤون المالية العامة‪.‬‬
‫َّ‬
‫أن أي تأخير لعملية حشد الدراسات والجهود إلعادة إعمار منطقة كوباني وغض النظر عن معاناة كل من تضرر‬
‫خالل الحرب الضارية على المنطقة سيفتح المجال أمام رفع معاناة هذا الشعب‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪184‬‬
‫فلسفة البنك الدويل لإلنشاء والتعمري يف إعادة اإلعمار‬
‫(العراق‪ ،‬إندونيسيا‪ ،‬سريي النكا‪ ،‬هاييتي‪ ،‬السودان‪ ،‬اليمن‪ ،‬باكستان)‬

‫(دروس مستفادة ألجل مشروع إعادة إعمار منطقة كوباني)‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 2‬كانون األول ‪3104‬‬


‫البنك الدولي ل نشاء والتعمير هو إحدـ المؤسسات الخمس التي يتألف منها البنك الدولي‪ .‬يعمل مع جميع شركائه‬
‫على معاونة البلدان التي يتعامل معها في قيامها بما يلي‪:‬‬
‫‪ -5‬االستثمار في شعبها‪.‬‬
‫‪ -6‬حماية بيئتها‪.‬‬
‫‪ -1‬تشجيع النشاط التجاري الخاص فيها‪.‬‬
‫‪ -1‬توجيه اإلدارة الحكومية وجهة جديدة‪.‬‬
‫‪ -1‬االضطالع ببرامر اإلصالح االقتصادي‪.‬‬
‫وقد قام البنك الدولي ل نشاء والتعمير خالل كسيرته بمد يد العون في إعمار العديد من الدول واالقاليم والمناطق التي‬
‫شهدت حروباً أو كوارث‪ .‬وفيما يلي بعض من المهام الذي قام به البنك الدولي ل نشاء والتعمير في سبيل إعادة االعمار‪:‬‬

‫‪-‬أوال‪ :‬مشرو؟ إعددة إعمدر العراق‪:‬‬


‫في ‪ 23‬أكتوبر من عام ‪ 2003‬عقد مؤتمر مدريد إلعادة االعمار في العراق‪ ،‬الذي حضره ممثلون عن أكثر من ‪25‬‬
‫دولة‪ .‬وقد تم تجميع اقموال في هذا المؤتمر ومن مصادر أخرـ من جانب اقمم المتحدة والبنك الدولي‪.‬‬
‫وعلى هذا اقساس شارك البنك الدولي في مرحلة إعادة البناء في العراق بتمويل من صندوق متعدد المانحين‪ .‬وكان‬
‫من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي ل نشاء والتعمير خالل مسيرة إعادة بناء العراق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تمويل إلى مشاريع طارئة في مجاالت الصحة والمياه والصرف الصحي وعمليات إعادة اإلعمار في المراكز الحضارية‪،‬‬
‫وتقوية القطاعين االقتصادي والخاص وتمويل بناء شبكة اتصاالت حديثة عبر البالد‪.‬‬
‫‪ -2‬تزويد المستش فيات بالمعدات الصحية والمختبرية اقساسية وتزويدها بتجهيزات من اقدوية اقساسية‪ ،‬وتقديم الدعم‬
‫لتخطيط وادارة أفضل في مؤسسات الصحة العامة على مستويات المركز والمحافظات‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ -3‬دعم قضايا أطول أمدا تشمل بناء المؤسسات‪ ،‬وتشجيع اإلدارة الجيدة من خالل تعزيز اإلدارة المالية العامة‪ ،‬واقتسام‬
‫ثمار الرخاء عبر خلق الوظائف والتنويع االقتصادي‪ ،‬والنمو المستدام‪ ،‬والبنية اقساسية‪ ،‬وتنمية اققاليم‪ ،‬والحد من الفقر من‬
‫خالل تحسين شبكات اقمان االجتماعي‪ ،‬والحماية االجتماعية وتقديم الخدمات‬
‫‪ -4‬تهيئة فرص عمل قصيرة اقجل‪ ،‬إضافة إلى المساعدة في بناء قدرات العراق إلدارة عمليات إعادة اإلعمار واعادة البناء‬
‫المتوسطة والكبيرة الحجم‪.‬‬
‫كما اتخذ البنك عدداً من التدابير بغرض تقوية فعاليته في العراق‪ .‬وشمل ذلك‪ (1) :‬تعزيز فعالية دعم المؤسسات‬
‫واقنشطة التحليلية واالستشارية؛ )‪ (2‬تدعيم تنفيذ حافظة المشاريع واقنشطة؛ )‪ (3‬إضفاء مزيد من المرونة في ترتيبات‬
‫البنك الخاصة بالتنفيذ‪ ،‬بما في ذلك من خالل برنامر لتخطيط العمل السنوي؛ )‪ (4‬تشجيع التنسيق بين المانحين‪.‬‬

‫‪ -‬ثدنيد‪ :‬إعددة إعمدر إتقليم ةتشيه في اندونيسيد بعد كدرثة تسوندمي‪:‬‬


‫كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي ل نشاء والتعمير في إقليم آتشيه في اندونيسيا بعد كارثة تسونامي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬انشاء نحو ‪ 1500‬مشروع اضطلع بتنفيذها أكثر من ‪ 300‬مؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬إعادة بناء معظم مرافق تقديم الرعاية الصحية>‬
‫‪ -3‬إعادة بناء الطرق والجسور وغير ذلك من مرافق البنية اقساسية‪.‬‬
‫‪ -4‬إعادة بناء المساكن باعتبارات المجتمعات المحلية‪.‬‬
‫‪ -5‬بناء اقطر والقدرات المؤسسية ‪.‬‬
‫‪ -6‬توفير المساكن‪ ،‬والمدارس‪ ،‬والمستوصفات الصحية‪ ،‬ومرافق البنية اقساسية‪ ،‬ومرافق إدارة النفايات‪ ،‬واعادة بناء المرافئ‪،‬‬
‫وخدمات حماية البيئة‪ ،‬لصالح ضحايا كارثة تسونامي‪.‬‬
‫‪ -7‬وضع خطط طويلة اقمد‪ ،‬حيث َّ‬
‫إن العديد من المشروعات الجديدة‪ ،‬كمشروع "تقديم المساندة للمناطق الفقيرة والمحرومة‬
‫)‪ (SPADA‬واصل عمل التنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية في المناطق المتأثرة بالصراع والمناطق اقخرـ‬
‫المعنية‪.‬‬
‫‪ -8‬المساهمة في عملية تمييز ملكية اقراضي من خالل االستعادة العاجلة لسجالت اقراضي وانشاء قواعد بيانات تملك‬
‫اقراضي واصالح نظام إدارة اقراضي في جميع أنحاء إقليم اتشيه (حتى ‪ 300‬ألف قطعة أرض)‪.‬‬
‫‪ -9‬إعادة بناء المجتمع في المناطق الريفية يقوم هذا المشروع إلى جانب برنامر كيكاماتان اإلنمائي بدعم عملية الترميم‬
‫الشامل للبنية التحتية للمجتمعات في ‪ 200‬كيكاماتان (حتى ‪ 3‬آالف قرية) وزيادة رأس مال عدد من المشروعات متناهية‬
‫الصغر يصل إلى ‪ 6‬آالف مشروع‪ ،‬وكذا تدريب آالف القرويين‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ -10‬إعادة بناء المجتمعات في المناطق الحضرية يعمل هذا المشروع إلى جانب برنامر الحد من الفقر في مناطق الحضر‬
‫على إصالح وتطوير البنية التحتية القائمة على المجتمع من خالل إنشاء الطرق والمدارس وتوفير المياه والمرافق الصحية‬
‫ومباني المجتمع ومصارف المياه‪.‬‬
‫‪ -11‬إسراع تدفق اعتمادات المنح على المجتمعات المتضررة‪.‬‬

‫‪ -‬ثدلثد‪ :‬إعددة إعمدر سري النكد‪:‬‬


‫كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي ل نشاء والتعمير في سري النكا ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬منح اإليواء الذي تصل قيمته إلى ‪ 50000‬روبية‪ ،‬ومنح النقدية الخاصة بدعم سبل كسب الرزق والعيش‪ .‬وتستفيد‬
‫حوالي ‪ 140000‬أسرة من خطة المنح الخاصة بدعم سبل كسب الرزق‬
‫مراجعة عملية التوزيع قغراض اإلدارة المالية ولضمان وصول اقموال إلى ضحايا كارثة السونامي الحقيقيين‪.‬‬
‫‪ -2‬دعم اإليواء وسبل الرزق‪ ،‬في مساعدة المجتمعات المحلية الصغيرة لتجاوز الوقت المهدر واعادة اإلعمار وممارسة‬
‫اقنشطة المتعلقة بصناعة الخبز وصيد اقسماك‪.‬‬

‫‪ -‬رابعد‪ :‬إعددة إعمدر دييتي في أعقدب الهزة األرضية التي تعرضت لهد‪:‬‬
‫كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي ل نشاء والتعمير في هاييتي ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تركيز المشروعات في هايتي بغرض التأكيد على مبادرات التغذية واعادة البناء‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل في الوقت نفسه على تدعيم قدرات الحكومة‪.‬‬
‫‪ -3‬طرح ‪ 14‬مشروعاً رئيسياً جارياً في مجاالت تشمل‪ :‬إدارة أخطار الكوارث‪ ،‬والبنية اقساسية‪ ،‬والتنمية المدفوعة باعتبارات‬
‫المجتمعات المحلية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وادارة االقتصاد‪ .‬علماً بأن كافة المساعدات الحالية من البنك إلى هايتي هي في شكل منح‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى َّأنه منذ كانون الثاني ‪ ،2005‬قدمت المؤسسة الدولية للتنمية‪ ،‬وهي ذراع البنك الدولي الذي يقدم‬
‫اعتمادات بدون فوائد ومنحاً إلى بلدان العالم اقشد فق اًر‪ ،‬ما مجموعه ‪ 308‬ماليين دوالر إلى هايتي‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬قدمت‬
‫الصناديق االستئمانية التي يديرها البنك الدولي أكثر من ‪ 55‬مليون دوالر منذ عام ‪.2003‬‬

‫‪ -‬خدمسد‪ :‬إعددة إعمدر السودا ‪:‬‬


‫كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي ل نشاء والتعمير في السودان ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تلبية احتياجات التنمية غير العادية في البالد‪ .‬ففي غياب القروض من المؤسسة الدولية للتنمية‪ ،‬تمثلت اقداة الرئيسية‬

‫لمساعدة السودان في صندوقين استئمانيين متعددي الجهات المانحة حددهما اتفاق السالم الشامل لتنسيق التمويل المقدم‬
‫من المانحين اقجانب إلعادة إعمار وتنمية البالد‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫ويهدف الصندوق المخصص لحكومة الوحدة الوطنية والذي يبلغ رأسماله ‪ 265‬مليون دوالر إلى تثبيت السالم وتدعيم‬
‫النهوض في المناطق الشمالية التي تأثرت بالحروب‪ .‬أما الصندوق الخاص بحكومة جنوب السودان والذي يبلغ رأسماله‬
‫‪ 524‬مليون دوالر فيساند إعادة البناء والتعافي في الجنوب‪.‬‬
‫‪ -2‬ساعد على إعادة تأهيل خط سكك حديدية بين الشمال والجنوب بعد أن ظل متعطال قكثر من ‪ 25‬عاماً‪.‬‬
‫‪ -3‬تم تجديد أكثر من ‪ 240‬مدرسة وتدريب ما يزيد عن ‪ 23‬ألف مدرس‪.‬‬
‫‪ -4‬بناء ‪ 180‬منشأة صحية وتدريب أكثر من ‪ 1900‬ممارس في مجال الطب‪.‬‬
‫‪ -5‬إعادة تأهيل ‪ 332‬مركز توزيع للمياه‪.‬‬

‫‪ -‬سددسد‪ :‬إعددة إعمدر اليم ‪:‬‬


‫كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي ل نشاء والتعمير في اليمن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تم تدشين ثالثة مشاريع جديدة ستركز على دعم صندوق الرفاه االجتماعي الحكومي مع تقديم تحويالت نقدية مباشرة‬
‫إلى ‪ 400‬ألف أسرة من أشد اقسر فقرا‪ ،‬وبناء المدارس‪ ،‬وتدريب المدرسين لتحقيق تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم‬
‫الجيد‪ ،‬وربط مراكز اإلنتاج بمراكز االستهالك والتوزيع من خالل بناء طرق جديدة لتعزيز التجارة الداخلية‪ ،‬وأوفت المملكة‬
‫العربية السعودية أيضا بالتزاماتها بتقديم أكثر من نصف ما تعهدت به وهو ‪ 3.2‬مليار دوالر‪.‬‬
‫‪ -2‬تلبية االحتياجات الفورية واعادة الثقة في الدولة والمساهمة في توفير بيئة مستقرة لعملية االنتقال السياسي‬
‫‪ -3‬االلتزام بتشجيع االحتواء االجتماعي والمشاركة‪ ،‬السيما بالنسبة للمرأة والشباب‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة الشفافية والمساءلة مع تعزيز المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -5‬الحفاظ على مرونة جميع برامر البنك الدولي وضمان قدرتها على التكيف مع تغير االحتياجات واقولويات‪.‬‬
‫‪ -6‬إجراءات لمعالجة ارتفاع مستويات الفقر وانعدام اقمن الغذائي والبطالة من خالل خلق وظائف قصيرة اقجل‪ ،‬واستعادة‬
‫الخدمات اقساسية‪ ،‬وتحسين سبل الوصول إلى شبكات اقمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -7‬زيادة تطويع الخدمات بحيث تكون أكثر استجابة الحتياجات المواطنين‪.‬‬
‫‪ -8‬تقديم برامر تهدف إلى تطوير اإلدارة االقتصادية للحفاظ على االستقرار الكلي‪ ،‬وتدعيم سياسات المالية العامة وادارة‬
‫المالية العامة‪ .‬ويشكل خلق بيئة مواتية للقطاع الخاص باعتباره محركا للنمو وأفضل مصدر محتمل لعدد الوظائف المطلوبة‬
‫تحديا فوريا آخر‪.‬‬

‫‪ -‬سدبعد‪ :‬إعددة إعمدر بدكستد بعد كدرثة الفيضدندت‪:‬‬


‫كان من ضمن المهام التي قام به البنك الدولي ل نشاء والتعمير في باكستان ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إعادة برمجة المشروعات المقررة حاليا واعادة تخصيص اقموال التي لم يتم صرفها من المشروعات الجاري تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم أموال إضافية سريعة الصرف إلعادة التمويل بأثر رجعي للواردات المطلوبة من أجل التعافي المبكر واعادة‬
‫اإلعمار والتأهيل‪ ،‬مثل الوقود والصلب واقسمنت والبضائع والخدمات ذات الصلة‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫‪ -3‬تسريع استكمال وتوسيع عملية الطوارئ المقررة لمنطقة خيبر باختونخوا‪/‬المناطق القبلية الخاضعة لنظام اإلدارة الفيدرالي‪،‬‬
‫كي تضم أيضا الضواحي المتضررة بالفيضانات‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل مع الحكومة للمساعدة على ضمان إنفاق اقموال في اقوجه المخصصة لها‪.‬‬
‫مول البنك إعادة تأهيل قناطر تونسا (سد صناعي لتقليص مخاطر موجات المد الفيضاني) في إقليم البنجاب والتي ربما‬
‫ساعدت على الصمود أمام هذه الفيضانات غير المسبوقة التي غمرت النهر‪.‬‬
‫‪ -5‬تقييم االحتياجات والمساعدات المترتبة عليها إلعادة اإلعمار على المدـ الطويل‪ ،‬تقديم مساهمات أخرـ إلصالح‬
‫واعادة تأهيل البنية التحتية المهمة على نهر إندوس للمساعدة في الوقاية من الفيضانات المستقبلية‪.‬‬
‫‪ -6‬تمويل استشارات التصميم إلعادة تأهيل اثنين من القناطر اقخرـ في إقليم السند‪.‬‬
‫‪............................‬‬
‫في النهاية ال بد من أن نشير إلى َّأنه‪:‬‬
‫أحد الدروس الرئيسية في إعادة اإلعمار يتمثل في أن توفُّر المعلومات واالتصاالت الجيدة َّ‬
‫قنها تشكل كلمة السر‬
‫المحرز في مجال إعادة اإلعمار ت أي تحديد من يقوم بالعمل‪،‬‬ ‫في نجاح عمليات إعادة اإلعمار‪ .‬كما َّ‬
‫أن تتبُّع سير التقدم ُ‬
‫ونوع العمل‪ ،‬وموقعه ت يشكل عامالً أساسياً في تنسيق أية استجابة تتسم بالفعالية‪ .‬وكذلك الحال بالنسبة لتوعية السكان‬
‫المتوخاة من تلك المشروعات وتوقيتاتها‪.‬‬
‫المحليين باقهداف ُ‬
‫كما َّ‬
‫إن السر في نجاح أي برنامر متابعة يكمن في وجود فريق متخصص من محللي البيانات‪ ،‬واجراء متابعة منتظمة‬
‫مع اقطراف الفاعلة اقساسية‪ ،‬فضالً عن اعتماد منهجية قوية‪ .‬وتُعد تلك العناصر أكثر أهمية من وجود أنظمة تكنولوجيا‬
‫معلومات متطورة‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪189‬‬
‫فات كاتس الثورة السورية واقتصاد احلرب يف عفرين‬
‫ﭼلنﮒ عمر‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 8‬كانون األول ‪3104‬‬


‫عندما قام السوريون بثورتهم وضعوا لها شعار الحرية والكرامة عنواناً سعوا من خالله إلى الحصول على الخبز والعدالة‬
‫االجتماعية وحرية لطالما افتقدوها في ظل نظام البعث الذي استخدم التعذيب والقهر إلسكات كل صوت حر‪ ،‬لذا هدفت‬
‫الثورة إلسقاط فاسدي السلطة ومحتكري الثروة من «الفدت كدتس» أو القطط ِ‬
‫السمان الذين انتقلوا من الفناء الخلفي لنظام‬
‫البعث إلى واجهته وأصبحوا يتبوؤون الحكم ويمارسون فسادهم وقهرهم جها اًر نها اًر‪.‬‬
‫عندها لم يكن يخطر ببال الست ت ت تتوريين أن ثورتهم ست ت ت تتتكون وباالً عليهم‪ ،‬وبأنها ست ت ت تتتجر عليهم ويالت حرب تجعل مجرد‬
‫البقاء على قيد الحياة ترفاً‪ ،‬وبأنها ستنجب اآلالف إن لم نقل عشرات اآلالف من أمراء الحرب والمنتفعين من حالة الصراع‬

‫والس تتاعين قن يص تتبحوا قططاً ِست تمان على ش تتاكلة فات كاتس البعث‪ ،‬هؤالء الذين تس تتلقوا على الثورة الس تتورية ا‬
‫وقزموها إلى‬
‫صتراع طائفي مقيت على الستتلطة يستتتفيدون من حالة الحرب البتزاز الشتتعب واستتتغالل أبستتط حاجاته المعيشتتية‪ ،‬هؤالء هم‬
‫من يقطع خطوط الم تتاء والكهرب تتاء والوقود‪ ،‬هم من يغلق الطرق تتات ويمنع دخول المواد إلى ك تتل منطق تتة ترفض منطقهم‬
‫التكفيري ومجالسهم وهيئاتهم الشرعية‪.‬‬

‫ففي اجتماع عقد في مدينة بازل الستويسترية بمبادرة من "الوحدة االستتشتارية لصتنع الستالم" قدم خبراء غربيون شهاداتهم‬
‫عن اقتص ت تتاد الحرب في س ت تتوريا‪ ،‬وش ت تتارك في المؤتمر خبراء س ت تتوريون وأكاديميون غربيون يحملون تجارب مناطق نزاعات‬
‫أخرـ‪ ،‬إض ت تتافة إلى خبراء من مكتب الممثل الدولي "س ت تتتيفان دي مس ت تتتورا" إليجاد رابط بين تجميد الصت ت تراع واتفاقات وقف‬
‫النار واقتصاد الحرب‪.‬‬

‫حيتث يعرف اقتصت ت ت ت ت ت تتاد الحرب وفقتا للكتاتتب الكندي فيليب لوبيون بأنه «نطدم إنتدجي وتعبوي يعمل على توفير الموارد‬
‫االتقتاددية لضمد استمرارية حدلة العنف»‪.‬‬

‫واتفق أكثر من مشتارك على أنه لم يعد هناك «اتقتادد سوري»‪ ،‬بل «اتقتاددات» في سوريا‪ ،‬فانتهاء السيطرة الشمولية‬
‫عستكرياً وستياستياً‪ ،‬انستحب على االقتصتاد أيضاً‪ ،‬إذ أنه وبحكم الحاجة والربح والجشع نشأت منظومة اقتصادية جديدة من‬
‫أول مظاهرها تقليص ومن ثم غياب دور المؤس ت ت تست ت تتات االقتصت ت تتادية الحكومية والخاصت ت تتة في مقابل ظهور اقتصت ت تتاد القتال‬
‫والمعارك بين أمراء الحرب والالعبين غير الحكوميين واقتصاد الظل ونشاطاته‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫حيث انتقل الثقل االقتصتتادي الداخلي من حلب إلى الستتاحل الستتوري وقدم النظام تستتهيالت اقتصتتادية لتأستتيس مشتتاريع‬
‫في مدن ستتاحلية أو نقل مصتتانع من الداخل إلى الستتاحل الذي يتمتع بانتعاش وأمان واعمار غير موجود في باقي مناطق‬
‫البالد‪ .‬وصار هناك اقتصادان‪ :‬واحد في منطقة الساحل‪ ،‬واقتصاد في مناطق الداخل‪.‬‬

‫فاقتص ت ت تتاد حلب والرقة وادلب بات مرتبطاً باالقتص ت ت تتاد التركي ومص ت ت تتالح أهالي درعا وحوران في الجنوب متش ت ت تتابكة مع‬
‫اقتص تتاد اقردن‪ ،‬واقتص تتاد الش تترق فهو مرتبط بداعش وعابر للحدود إلى ش تتمال غربي العراق‪ ،‬ودمش تتق تترقب اللحظة التي‬
‫ستميل فيها الكفة لصالح أطراف الصراع السوري قبل حسم الموقف السياسي‪ ،‬في المقابل تمتعت المناطق ال ُكرديَّة في روج‬
‫آفا بحالة اقتصتتادية صتتحية نوعاً ما‪ ،‬حيث نشتتأ فيها نظام اقتصتتادي مأل الفراا الحاصتتل من انستتحاب النظام حيث وفرت‬
‫اإلدارة التذاتيتة التديمقراطيتة الماء والغذاء والطاقة بشت ت ت ت ت ت تتكل جزئي‪ ،‬وهو ما لم يحصت ت ت ت ت ت تتل بالست ت ت ت ت ت تتوية ذاتها في مناطق النظام‬
‫والمعارضة‪.‬‬

‫إذ أن الش ت ت تتعب ال ُكردي ومنذ البداية اختار طريق البناء ومارس حقه بالدفاع المش ت ت تتروع‪ ،‬فكانت العديد من المؤست ت ت تس ت ت تتات‬

‫والهيئات التي نظمت شت ت ت تتؤون الناس والمجتمع‪ ،‬فكان مشت ت ت تتروع اإلدارة الذاتية الديمقراطية الذي طُرح إطا اًر ديمقراطياً جامعاً‬
‫وض ت تتامناً للتعايش المش ت تتترك لكل المكونات في روج آفا‪ ،‬بيد أن الذي حص ت تتل هو أن المتاجرين بالثورة وأتباعهم من القطط‬
‫ال ِست تمان وتجار الحروب لم ترق لهم فكرة إدارة ال ُكرد قنفس تتهم فش تترعوا بمحاربة التجربة ال ُكرديَّة الوليدة‪ ،‬حيث لجأ هؤالء إلى‬
‫حصار مناطق روج آفا اقتصادياً‪ ،‬مما ولد وضعاً معاشياً صعباً في المناطق ال ُكرديَّة‪.‬‬

‫ففي مقاطعة عفرين ترافق الحصت تتار مع ظهور ثلة من مقتنصت تتي الفرص من تجار اقزمات‪ ،‬الذين وجدوا في الحصت تتار‬
‫توحدت مصالحهم الشخصية مع من يفرض الحصار‪ ،‬فبدا لوهلة وكأن هناك تنسيق ًا‬
‫فرصتة ستانحة لالغتناء الستريع‪ ،‬هؤالء ا‬
‫بينهم! فاحتكروا المواد وتحكموا باقس ت ت تتعار مفرغين ما تبقى من ليرات في جيوب الفقراء الذين اض ت ت تتطر مئات اآلالف منهم‬
‫للهجرة بحثاً عن لقمة العيش‪ ،‬وتزامن هذا الوض ت ت ت تتع مع دخول عدد كبير من التجار الغرباء عن المقاطعة إليها والذين باتوا‬
‫يستيطرون على الستوق وصتيرورة الحركة التجارية من خالل تحكمهم بدخول المواد والستلع من والى المقاطعة وفقاً لشبكات‬

‫المصت تتالح التي أنشت تتأوها في الداخل والخارج مست تتتفيدين من عالقاتهم مع من يحاصت تتر المقاطعة‪ ،‬هؤالء تجاوز تأثيرهم تالياً‬
‫تخونها من خالل س تتماست ترة‬
‫بأن أص تتبحوا يتملكون جزءاً كبي اًر من ثروات المقاطعة من خالل رؤوس اقموال الكبيرة التي يض ت ا‬
‫وش ت تتركاء محليين في قطاعات اقتص ت تتادية غير منتجة‪ ،‬مما تس ت تتبب باس ت تتتنزاف كبير لموارد المقاطعة وتوظيفها في قطاعات‬
‫اقتص تتادية غير منتجة‪ ،‬فالقطاع الزراعي على س تتبيل المثال أص تتيب ب نهاك تام نتيجة الجفاف وغياب المقومات الض تترورية‬
‫ل نتاج الزراعي من بذار وأستمدة وامكانية تصتريف اإلنتاج نتيجة الحصتار وتحكم التجار وغياب استراتيجيات بديلة بسبب‬
‫ضعف البنية التحتية وبقاء الصناعة تراوح مكانها ال تتعدـ الصناعات البسيطة التي ال تسد ُعشر حاجات المقاطعة‪ ،‬ففي‬
‫الوقت الذي تعرضت تتت فيه الفاكهة للتلف كان يتم است تتتيراد المربيات‪ ،‬في المقابل شت تتهد القطاع العقاري طفرة غير طبيعية ال‬
‫تتالءم ودخل المواطن العفريني حيث ارتفعت أستتعارها بشتتكل جنوني وباتت تشتتكل مرتعاً خصتتباً للمضتتاربات‪ ،‬فثمن الشتتقة‬

‫‪191‬‬
‫في عفرين وصت تتل إلى ‪ 10‬مليوناً في الوقت الذي يبلغ متوست تتط دخل العائلة ‪ 10‬ألفاً فقط‪ ،‬واذا أراد أحد ما ش ت تراء شت تتقة في‬
‫المدينة ينبغي عليه بيع بضتعة هكتارات من أ ارضتيه الزراعية‪ ،‬وبالطبع يشتكل هذا التوجه خط اًر على المستارات االقتصادية‬
‫المخطط االقتصادي في اإلدارة الذاتية الديمقراطية‪.‬‬
‫التي يراد النهوض بها وتنميتها من قبل ُ‬
‫إن هذه الفئة من تجار الحروب الذين يمكن وص ت ت ت تتفهم بفات كاتس روج آفا والالهثين خلف جش ت ت ت تتعهم َمثلهم مثل القطط‬
‫ال ِس ت ت تمان البعثيين واإلست ت تتالميين ال دين وال وجه وال هوية لهم‪ ،‬ديدنهم مصت ت تتلحتهم‪ ،‬إنهم الخطر الداخلي على ثورة روج آفا‪،‬‬
‫فيجب التنبه لهم‪ ،‬والحد من جشت تتعهم‪ ،‬وتفكيك شت تتبكات مصت تتالحهم اقخطبوطية التي إن است تتتمرت ست تتتشت تتكل منظومة فست تتاد‬
‫تتحكم بمفاصل القرار بعيداً عن اقهداف الحقيقة لثورة روج آفا في بناء اقتصاد اجتماعي يحقق العدالة االجتماعية والتنمية‬
‫االقتصادية الشاملة والمستدامة‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪192‬‬
‫إعادة إعمار منطقة كوباني من الناحية االقتصادية‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد ‪ -‬سوريا‬

‫‪ 2‬كانون األول ‪3104‬‬


‫َّ‬
‫إن عملية إعادة إعمار منطقة كوباني ال بد من أن يتبلور في دليل واستراتيجيات شاملة التي تضع أسس ساعية إلى‬
‫تحقيق االستقرار اقمني واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وتقوم بفتح الطريق أمام النمو واستعادة الحياة االقتصادية واالجتماعية‬
‫للمنطقة‪.‬‬
‫وال يمكن بأي حال من اقحوال انتظار انتهاء الصراع في المنطقة للبدء بالتخطيط إلعادة البناء‪ ،‬فالمدة قد تطول‬
‫وقد تقصر وفقاً للمعطيات السياسية‪ ،‬وهو ما يدفعه المواطن في منطقة كوباني‪ .‬فانعدام الرؤية المستقبلية هو جزء من أبرز‬
‫مسببات االستمرار في الصراع‪.‬‬
‫وبناء عليه َّ‬
‫فأن عملية إعادة إعمار منطقة كوباني من الناحية االقتصادية ال بد من أن ينظر إليه كفرصة ال بد من‬
‫دعمها وتحقيقها من أجل إعادة تنظيم المنطقة والمتضررين والنهوض به نحو التحول االقتصادي واالجتماعي والتنمية‬
‫الصحيحين‪.‬‬
‫إ َّ م أ م أ داف إعددة إعمدر منطقة كوبدني م الندحية االتقتاددية مد يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد االحتياجات وتقييم التغيرات في اقولويات التنموية في ضوء التغيرات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع الخطط التنموية المتوسطة والطويلة اقمد في ظل االحتياجات الناشئة عن الحرب‪.‬‬
‫‪ -3‬إعادة هيكلة المنشآت اإلنتاجية والخدمية العامة لجعلها تعمل بمعايير السوق والربحية‪.‬‬
‫‪ -4‬االهتمام بالقطاع غير المنظم واالعمال الصغيرة والمتناهية والعمل على تطوير هذا القطاع وتوفير الخدمات االئتمانية‬
‫له‪.‬‬
‫‪ -5‬ضمان استقرار السوق وتوفير الحوافز والضمانات للقطاع الخاص للمغامرة في االستثمارات طويلة اقمد‪.‬‬
‫‪ -6‬تحسين ظروف المعيشة وتحسين القدرة على تلبية االحتياجات اقساسية (الصحة والتعليم والغذاء‪...‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -7‬الحد من الفقر وتعزيز قدرة المواطنين على تحقيق امكاناتهم وطاقاتهم‪.‬‬
‫‪ -8‬تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة من خالل مشاريع إعادة اإلعمار‪.‬‬
‫‪ -9‬انتهاج منهر متكامل للعودة إلى المنطقة إلعادة ادماج الالجئين وعائالتهم‪.‬‬
‫‪ -10‬تقديم المساعدات اإلنسانية الطارئة في المراحل اقولى من عملية إعادة إعمار المنطقة‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫‪ -11‬وضع وتنفيذ مشروعات مستندة إلى المجتمع المحلي وذات تأثير سريع لتسهيل االنتعاش وتسخير القدرة اإلنتاجية‬
‫ومهارات السكان‪.‬‬
‫‪ -12‬إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية (شبكات المياه‪ ،‬والصحة‪ ،‬والمدارس‪ ،‬والطرق العامة‪ ... ،‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -13‬توفير التدريب وتنمية المهارات لتسهيل اندماج السكان المتضررين في الحياة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -14‬العمل على إعادة النشاط الزراعي إلى وضعه السليم ودعمه لضمان االمن الغذائي‪.‬‬
‫‪ -15‬على المستوـ االقتصادي الكلي َّ‬
‫فأن إعادة اإلعمار يهدف إلى بناء رأس المال االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -16‬تعزيز السياسات الرامية لحماية البيئة المستدامة‪.‬‬
‫‪ -17‬إتاحة الوصول إلى الموارد بما فيها المساعدات المالية والتدريب وتقديم الخبرة‪.‬‬
‫‪ -18‬استحداث نظم وضوابط مالية شفافة إلدارة الموارد ب دارة فعالة بالنسبة لعملية إعادة اإلعمار والتنمية‪.‬‬
‫‪ -19‬دعم القطاعات اإلنتاجية والخدمية اقكثر ريادة في تعزيز معدالت النمو وتطويرها‪.‬‬
‫‪ -20‬العمل على تنويع الطبيعة االقتصادية في المنطقة‪ ،‬وخلق استثمارات منتجة‪.‬‬
‫‪ -21‬رفع إنتاجية قطاع البناء والتشييد على أحدث التقنيات‪ ،‬وتطوير المهن والصناعات المرافقة للقطاع‪.‬‬
‫‪ -22‬توفير أدوات التخطيط الحضري المناسب والسريع لتشجيع التوسع العمراني‪.‬‬
‫‪ -23‬بناء قطاع اقتصادي متطور يشكل قاعدة متينة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -24‬تشجيع القدرة التنافسية على أساس االبتكار واالبداع والتنوع‪.‬‬
‫أن منطقة كوباني اليوم ال تشهد تنمية‪َّ ،‬إنما هي بحاجة إلى التنمية‪ ،‬وهناك حاجة ملحة‬
‫وفي النهاية ال بد من القول‪َّ :‬‬
‫لعملية إعادة إعمار المنطقة وتنميتها‪ ،‬و َّأنه ال بد من مواصلة هذه السياسة في إطار سياق شامل لتحقيق االستقرار االقتصادي‬
‫في المنطقة‪ .‬وبالطبع يتوقف هذا على وضع وصياغة استراتيجيات ومداخل متكاملة وشاملة‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪194‬‬
‫تقرير اقتصادي عن‪:‬‬
‫ُ َّ‬
‫أهم مؤشرات األداء االقتصادي يف املنطقة الكردية بسوريا بإمتامها الربع الثالث‬

‫من السنة الرابعة من االزمة‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد – سوريا‬

‫‪ 02‬كانون األول ‪3104‬‬

‫يمر بها المواطن في سوريا عموماً وفي المنطقة ال ُكرديَّة خصوصاً اقكثر سوءاً على‬
‫تعد الظروف المعيشية التي ا‬
‫اإلطالق‪ .‬إذ ال يزال الصراع مستم اًر بشكله الحربوي‪ ،‬مما ترتب عليه تشويه في بنية االقتصاد الذي كان يشهد في الماضي‬
‫نمواً ولو كان بطيئاً‪.‬‬
‫المنطقة ال ُكرديَّة في سوريا هي تلك المنطقة الممتدة من شرق سوريا إلى غرب سوريا بمحاذاة الحدود السورية التركية‬
‫شاملة كل من المناطق اقساسية التالية‪( :‬عين ديوار‪ ،‬ديريك‪ ،‬تربة سبية‪ ،‬قامشلو‪ ،‬عامودا‪ ،‬درباسية‪ ،‬سري كانيه‪ ،‬كري‬
‫سبي‪ ،‬جرابلس‪ ،‬كوباني‪ ،‬عفرين)‪.‬‬
‫وهي المنطقة التي تتمتع بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬كميات كبيرة من النفط والغاز المرفق‪.‬‬
‫‪ -‬موارد المائية أهمها اقنهار (كالفرات‪ ،‬والخابور‪ ،‬وعفرين‪ ،‬وجغجغ‪ ،‬ودجلة)‪ .‬والسدود (باسل اقسد‪ ،‬الحسكة‪ ،‬السفان‪،‬‬
‫المنصورة‪ ،‬الحاكمية‪ ،‬الجوادية‪ ،‬باب الحديد‪ ،‬معشوق‪ ،‬الجراحي‪ ،‬قناة الجر‪ ،‬الجرجب‪ ،‬الجغجغ‪ ،‬الزركان)‪.‬‬
‫السجيل الزيتي في‬
‫‪ -‬موارد باطنية مثل خامات الحديد الرسوبية‪ ،‬والرخام واحجار الزينة السوداء‪ ،‬والنحاس‪ ،‬والغضار‪ ،‬و ا‬
‫منطقة عفرين‪ ،‬والجص والطف البركاني في منطقة الجزيرة‪.‬‬
‫مع كل هذه الموارد الهائلة في المنطقة ال ُكرديَّة في سوريا نجد َّ‬
‫أن مواطني المنطقة ال ُكرديَّة قد عانوا معاناة شديدة‬
‫شملت غذاءها ودواءها وجميع احتياجاتها السلعية والخدمية‪ ...‬وحتى اإلنسانية نتيجة الصراع المرير الحاصل في سوريا‬
‫الذي يكاد أن يوشك أنهاء عامه الرابع‪.‬‬
‫حيث غدت اليوم أقل سكاناً وأكثر فق اًر وأكثر هجرة وأكثر‬
‫فاليوم المنطقة ال ُكرديَّة في سوريا ليست كما هي في االمس‪ُ ،‬‬
‫هشاشة‪ .‬كل ذلك بسبب الصراع المرير الذي يعاني منه سوريا دون وجود حل في أفقها السياسي‪.‬‬
‫فيما يلي بعض المؤشرات االقتصادية الخاصة باقتصاد المنطقة ال ُكرديَّة في سوريا في نهاية ربعها الثالث من السنة‬
‫الرابعة لعمر االزمة السورية‪:‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع سعر صرف الليرة السورية بداللة الدوالر االمريكي ليصل إلى ‪ 200‬ل‪.‬س‪ ،‬وارتفاع اقسعار وانخفاض القوة‬
‫الشرائية في السوق‪ .‬والجدول التالي يبين لنا تطور سعر صرف الدوالر اقمريكي بداللة الليرة السورية في المنطقة خالل‬
‫اقعوام اقربعة من االزمة‪:‬‬
‫عام ‪:2011‬‬
‫آذار‪ ،47‬نيسان ‪ ،58‬أيار ‪ ،63‬حزيران ‪ ،65‬تموز ‪ ،66‬آب ‪ ،67‬أيلول ‪ ،68‬تشرين اقول ‪ ،70‬تشرين الثاني ‪ ،70‬كانون‬
‫اقول ‪.72‬‬
‫عام ‪:2012‬‬
‫كانون الثاني ‪ ،77‬شباط ‪ ،78‬آذار‪ ،80‬نيسان ‪ ،72‬أيار ‪ ،70‬حزيران ‪ ،75‬تموز ‪ ،77‬آب ‪ ،75‬أيلول ‪ ،75‬تشرين اقول‬
‫‪ ،76‬تشرين الثاني ‪ ،80‬كانون اقول ‪.90‬‬
‫عام ‪:2013‬‬
‫كانون الثاني ‪ ،90‬شباط ‪ ،95‬آذار ‪ ،120‬نيسان ‪ ،145‬أيار ‪ ،150‬حزيران ‪ ،205‬تموز ‪ ،310‬آب ‪ ،240‬أيلول ‪،180‬‬
‫تشرين اقول ‪ ،163‬تشرين الثاني ‪ ،155‬كانون اقول ‪.156‬‬
‫عام ‪:2014‬‬
‫كانون الثاني ‪ ،152‬شباط ‪ ،152‬آذار ‪ ،160‬نيسان ‪ ،170‬أيار ‪ ،172‬حزيران ‪ ،175‬تموز ‪ ،175‬آب ‪ ،177‬أيلول ‪،200‬‬
‫تشرين اقول ‪ 195‬تشرين الثاني ‪ ،196‬كانون اقول ‪.200‬‬
‫حيث يالحظ انخفاض قيمة الليرة السورية خالل فترة االزمة السورية كما يلي‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬في نهاية عام ‪ 2011‬انخفضت بمقدار ‪ 1.53‬ضعفاً‪.‬‬
‫‪ -‬في نهاية عام ‪ 2012‬انخفضت بمقدار ‪ 1.91‬ضعفاً‪.‬‬
‫‪ -‬في نهاية عام ‪ 2013‬انخفضت بمقدار ‪ 3.32‬ضعفاً‪.‬‬
‫‪ -‬لغاية شهر أيلول عام ‪ 2014‬انخفضت بمقدار ‪ 4.25‬ضعفاً‪.‬‬
‫‪ -2‬اصبح حوالي ‪ %85‬من المواطنين في المنطقة ال ُكرديَّة واقعين تحت خط الفقر‪ .‬ومن المحتمل أن تتجاوز النسبة ‪%90‬‬
‫في عام ‪.2015‬‬
‫‪ -3‬انخفض متوسط استهالك اقسرة من المواد الغذائية شهرياً في المنطقة ال ُكرديَّة بمقدار ‪.%73‬‬
‫‪ -4‬ارتفاع معدل البطالة في المنطقة ال ُكرديَّة ليصل إلى أكثر من ‪.%77‬‬
‫‪ -5‬بالنسبة للقطاع االقتصادي فقد‪ :‬انخفض إنتاج القمح بنسبة ‪ %66‬مما كان عليه في عام ‪ ،2010‬وانخفض إنتاج العدس‬
‫حيث عزف عدد كبير من المزارعين عن الزراعة بسبب ارتفاع‬
‫انخفض بنسبة ‪ ،%73‬وانخفض إنتاج الشعير بنسبة ‪ُ .%76‬‬
‫تكاليف وسائل اإلنتاج لثالثة او أربعة أضعاف عما كانت عليه قبل اقزمة‪ ،‬وهذا بسبب ارتفاع تكاليف المحروقات ووسائل‬

‫‪196‬‬
‫النقل وتكاليف الري وجني المحاصيل وغيرها‪ ،‬باإلضافة إلى ندرة السماد والبذار والمبيدات والمعقمات‪ .‬وضعف في إدارة‬
‫الموارد المائية وخاصة على صعيد كفاءة إدارة شبكات الري‪.‬‬
‫‪ -6‬تراجع االستثمار الخاص بنسبة ‪ %80‬وخاصة بعد أحجام الكثير من المستثمرين عن بناء المشاريع االستثمارية في‬
‫المنطقة وذلك لعدة مبررات (صعوبة تأمين اآلالت‪ ،‬وصعوبة تصدير البضاعة إلى الخارج‪ ،‬وعدم وجود قوانين اقتصادية‬
‫ضامنة لحقوق استماراتهم‪ ،‬وعدم االستقرار السياسي‪ ...‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -7‬ازداد معدالت التضخم االقتصادي بشكل كبير ليصل إلى ‪ %210‬ويشكل بذلك ما يسمى بتت‪( :‬التضخم الجامح)‪.‬‬
‫‪ -8‬تدهور مؤشر التنمية البشرية بشكل كبير جداً حيث بات المؤشر خاضعاً للكثير من االعتبارات السلبية أهمها (ترك‬
‫الوظائف الحكومية أو الفصل منها العتبارات سياسية‪ ،‬وعدم قدرة الكثير من الطالب متابعة التحصيل الجامعي في الجامعات‬
‫السورية‪ ،‬وعدم استكمال الكثير من الطالب لمراحل الدراسة اإلعدادية والثانوية بسبب اقوضاع المعيشية الصعبة‪ ،‬ونزوح‬
‫الكثير من العائالت إلى المخيمات‪ ،‬وهجرة الكثيرين إلى الدول الغربية)‪.‬‬
‫‪ -9‬انعدام حركة السياحة والنقل والترانزيت وغيرها بين المنطقة ال ُكرديَّة والداخل السوري‪.‬‬
‫حيث هناك ضعف في هيكلية المنشآت الصناعية القائمة في المنطقة ال ُكرديَّة‪ ،‬وعدم قدرة‬
‫ُ‬ ‫‪ -50‬قطاع صناعي هش جداً‪:‬‬
‫المنشآت الصناعية القائمة من التعامل مع المتغيرات الفنية والتكنولوجية العالمية‪.‬‬
‫‪ -55‬حركة تجارية خارجية عند مستويات معدومة‪ ،‬فتركيا في شمال المنطقة ال ُكرديَّة ترفض حتى اآلن فتح أي معبر مع‬
‫المنطقة قغراض تجارية‪ ،‬بالرغم من وجود أكثر من معبر صالح لألغراض التجارية (كمعبر نصيبين‪ ،‬ومعبر الدرباسية‪،‬‬
‫ومعبر سري كانيه‪ ،‬ومعبر كوباني)‪ .‬وفي الجنوب يقبع تنظيم داعش الذي ال يربط مع المنطقة ال ُكرديَّة بأية صلة ال تجارية‬
‫وال سياسية‪ .‬وفي الشرق ُكردستان العراق حيث هناك معبر سيمالكا (فشخابور) الذي لم يرقى إلى اآلن إلى مستوـ المعبر‬
‫التجاري الفعَّال فهو ال يزال خاضعاً لالعتبارات السياسية‪.‬‬
‫وفي الخدتمة‪:‬‬
‫على الرغم من التراجع االقتصادي الكبير في اقتصاد المنطقة ال ُكرديَّة‪َّ ،‬‬
‫فأن الوضع االقتصادي ال يزال متماسكاً لحد‬
‫ما بسبب طبيعة تكوين االقتصاد في المنطقة الذي يعتمد على اإلنتاج المحلي في درجة كبيرة‪ ،‬إال أن استمرار الصراع قد‬
‫يفقد اقتصاد المنطقة قوته المتبقية‪ .‬أي هناك توقعات متشائمة وضبابية مرافقة قداء القطاعات االقتصادية في المنطقة‬
‫ال ُكرديَّة‪ ،‬وال يوجد صراحة في اقفق ما يلوح ويشير إلى عودة عجلة اإلنتاج أو معاودة النشاطات بأكمل وجه‪ ،‬نتيجة استم اررية‬
‫الصراع في سوريا وغياب أي حل لحد اآلن‪.‬‬

‫‪197‬‬
:‫البريد االلكتروني‬
kak.suri2006@gmail.com
:‫صفحة الفيسبوك‬
https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl

198
‫أولويات إعادة اإلعمار يف منطقة كوباني بعد هجوم داعش‬
‫خورشيد عليكا‬
‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 04‬كانون األول ‪3104‬‬


‫بعد الخسائر البشرية واالقتصادية التي خلفها هجوم داعش على منطقة كوباني‪ ،‬يطفو على السطح سؤال يشغل بال كل‬
‫مواطن في كوباني وهو‪ ،‬ما هي متطلبات أو أولويات إعادة اإلعمار وكيف يمكن عودة الحياة االجتماعية واالقتصادية إلى‬
‫منطقة كوباني؟‪.‬‬
‫إن إعادة اإلعمار وعودة الحياة إلى كوباني‪ ،‬يجب أن تكون ضمن رؤية تنموية‪ ،‬تشمل مشروعات ذات بعد تنموي‪ ،‬وتعمل‬
‫على إعادة ما دمره داعش والحرب على داعش وخلق فرص عمل تضمن تشغيل عشرات اآلالف من الذين عطلوا‪ ،‬وتعزيز‬
‫قطاع العمل الخاص‪.‬‬
‫ويمك ترتيب أولويدت إعددة اإلعمدر في كوبدني‪ ،‬على النحو التدلي‪:‬‬
‫تقديم إغاثة عاجلة قصحاب البيوت المدمرة كلياً (تأمين شقق متنقلة كرفانات)‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫إزالة الركام والمخلفات‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫إعادة ترميم واصالح آالف الدونمات من اقراضي التي دمرت في كوباني وريفها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بناء المنازل المدمرة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إعادة تأهيل مشاريع البنية التحتية ( المياه‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬اتصاالت‪ ،‬والصرف الصحي)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إعادة بناء المنطقة الصناعية والمصانع المدمرة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تعويض المتضررين‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫إذ ال يمكن إعادة اإلعمار وعودة الحياة إلى منطقة كوباني‪ ،‬إال إذا تحققت الشروط التدلية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إنهاء الحصار على منطقة كوباني وطرد مسلحي داعش وتحرير جميع القرـ المقدرة عددها بت ‪ 181‬قرية من مسلحي‬
‫داعش وتأمين حماية دولية من قوات التحالف ضد داعش وفتح معبر كوباني مع تركيا وذلك للسماح ب دخال كل احتياجات‬
‫إعادة اإلعمار‪.‬‬
‫ثدنيد‪ :‬تشكيل جهة تنفيذية بتولي عملية اإلعمار ومساندتها ودعمها‪.‬‬
‫ثدلثد‪ :‬قيام الدول المانحة بتقديم اقموال الالزمة إلعادة اإلعمار‪.‬‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪199‬‬
‫كوباني‪ :‬اجلغرافيا واالقتصاد‬

‫حسن شيخ مصطفى‬

‫فصل من كتاب معد للنشر‬


‫ُ‬
‫بالتعاون مع مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬

‫‪ 51‬كانون األول ‪6051‬‬

‫مقدمة البحث‪:‬‬
‫أخذت مسألة السكان والتنمية وعالقتهما المتبادلة حي اًز كبي اًر من اهتمام الدول والمنظمات الدولية‪ ،‬تمثل ذلك في‬
‫العديد من المؤتمرات والندوات الدولية واإلقليمية التي خصصت لمعالجة هذا الموضوع الهام‪ .‬فقد أصبحت هذه المسألة في‬
‫غاية التعقيد واقهمية في العقود اقخيرة خاصة في البلدان النامية‪ .‬فبعد الحرب العالمية الثانية وتحرر الكثير من هذه‬
‫البلدان من االستعمار سعت هذه الدول لتطوير قدراتها االقتصادية واالجتماعية والسير بخطى سريعة على طريق التنمية‪.‬‬
‫وان كانت بعض الحكومات قد نجحت إلى حد معين في رسم سياساتها االقتصادية واالجتماعية بشكل متوازن‪ ،‬فقد تعثر‬
‫جهود الكثير منها في إمكانية إحداث التوازن بين عملية التنمية ومسألة توزيع السكان ‪.‬وبعبارة أدق لم تول هذه الدول‬
‫اقهمية المطلوبة لسياساتها السكانية مما نتر عنه عواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة أربكت عملية التنمية ذاتها‪.‬‬
‫وفي الجمهورية السورية أدت خطط التنمية المتعاقبة التي بدئ بها منذ مطلع الستينات إلى إحداث تغيرات واسعة‬
‫في المجالين االقتصادي واالجتماعي تركت بصماتها على الخريطة السكانية للبلد خالل العقدين المنصرمين د‪].2‬‬
‫وهذه الدراسة عبارة عن محاولة لتسليط اقضواء على العالقة المتبادلة بين التنمية والتوزيع السكاني في منطقة‬
‫كوباني معتمدين على ما توفرت من معلومات عن المنطقة سكانية واقتصادية‪.‬‬
‫وباعتبار إنني من سكان المنطقة وأعرف عنها بما تيسر لي من المعرفة عن المنطقة وسكانها‪ ،‬فقد قمت بدراسة‬
‫وعلِمتهُ بالسؤال‬
‫المنطقة ميدانياً متعرفاً على الجديد الذي ال أعرفه والقديم الذي ال أعلمه‪ ،‬وكتبت هذه الدراسة مما عرفتهُ َ‬
‫والدراسة للمنطقة‪ ،‬من عدد من المراجع المكتوبة‪ ،‬ومن كبار السن في المنطقة‪ ،‬والمؤسسات الحكومية‪ ،‬التي استفدت منهم‬
‫شاك اًر حسن تفاهمهم وتعاونهم على إنجاز هذا البحث‪ ،‬فدرست المنطقة من النواحي الطبيعية والبشرية واالقتصادية‬
‫والخدمية‪ ،‬ومن ثم دونت ما توصلت إليه من نتائر متحدثاً عن أوضاعها‪ ،‬لتوضيح المشكالت التي تعاني منها المنطقة‪،‬‬
‫ووضعت بعض المقترحات التي من شأنها أن تفيد المنطقة وسكانها‪ ،‬اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً‪ ،‬والذي حاولت من خالله‬
‫توضيح إمكانيات المنطقة ومواردها المتواضعة سواء البشرية أو الطبيعية وقدرتها على المساهمة في دفع عجلة التنمية‬
‫نحو اقمام‪ ،‬وتوفير فائض غذائي من خالل إنشاء بعض الصناعات الغذائية‪ ،‬وكذلك من خالل القضاء على البطالة‬
‫وتشغيل اليد العاملة‪ ،‬الذي يسهم في زيادة الدخل الوطني‪ ،‬والتي تنعكس إيجابياته على المنطقة والدولة بشكل عام‪ ،‬وعلى‬

‫‪200‬‬
‫تحسين المستوـ المعيشي لسكان الريف بشكل خاص‪.‬‬
‫الفصل اقول‬
‫الناحية الطبيعية‪:‬‬
‫الموقع والمساحة والحدود‪:‬‬
‫كوباني مدينة كوردية صغيرة معربة بقرار سياسي إلى (عين العرب) في الجزيرة العليا‪ ،‬مركز منطقة كوباني‪ ،‬تتبع‬
‫محافظة حلب‪ .‬تقع إلى الشرق من وادي الفرات في أطراف المرتفعات التي تحمل اسمها والتي تشكل أرضاً ناهضة‬
‫تدعى‪ :‬نهوض كوباني‪ ،‬وعند التقاء السفحين الشمالي والشمالي الغربي لهضبة مشتنور الكلسية مع سهلي سروج الشرقي‬
‫وسروج الغربي‪.‬‬
‫تغطي الصخور البازلتية أعالي الهضبة وعلى أطرافها تنتشر المراعي الجيدة‪ .‬أما في السهلين فقد تجمعت تربة‬
‫لحقيه غضارية خصبة‪.‬‬
‫تبعد عن مدينة حلب ‪250‬كم باتجاه الشمال الشرقي عند الحدود السورية التركية‪ ،‬والى الشمال الشرقي من جرابلس‬
‫حيث تبعد عنها نحو ‪41‬كم د‪].1‬‬
‫المساحة اإلجمالية لهذه المنطقة ‪ 103111‬هكتار أي ما يعادل ‪1031‬كم‪ 1‬د‪].3‬‬
‫وتحد منطقة كوباني من الشمال الحدود السورية – التركية‪ ،‬ومن الشرق والجنوب تحدها المناطق اإلدارية التابعة‬
‫لمحافظة الرقة‪ ،‬ومن الغرب تحدها وتساير حدودها نهر الفرات‪ .‬ويوضح الشكل (‪2‬و‪ )1‬موقع منطقة كوباني بالنسبة‬
‫للجمهورية السورية وبالنسبة لمحافظة حلب‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫المناخ‪:‬‬
‫كون منطقة كوباني منطقة داخلية وكما هي حال المناخ في المناطق الداخلية تتباين الفروق الح اررية بين الليل‬
‫والنهار‪ ،‬وبين فصلي الصيف والشتاء‪ ،‬كما تختلف هذه الفروق بين شمال المنطقة والواقعة ضمن منطقة االستقرار الثانية‬
‫وبين جنوب المنطقة الواقعة ضمن منطقة االستقرار الثالثة‪ ،‬وتتزايد الفروق الح اررية بين الليل والنهار في الصيف أكثر‬
‫منها في الشتاء‪ .‬والجدول التالي يوضح الفروق الح اررية الصغرـ والعظمى في شهري كانون الثاني وشباط من شتاء عام‬
‫‪1122‬م في منطقة االستقرار الثانية‪:‬‬

‫‪202‬‬
‫يتبين لنا من الجدول السابق تزايد الفروق الح اررية كلما اتجهنا نحو الفصل الحار‪ ،‬وكذلك يتبين لنا معدالت الح اررة‬
‫خالل اقشهر الباردة وتتعلق الح اررة كذلك باقمطار ودرجة التغيم‪ ،‬فعند ترتفع درجات الح اررة أكثر من المعدل دل ذلك‬
‫على تساقط اقمطار‪ ،‬مثال‪ :‬تساقطت اقمطار خالل شهر كانون الثاني من ‪ – 30 12‬مما أدـ إلى ارتفاع واضح في‬
‫درجة الح اررة خالل هذه اقيام كما هو موضح في الجدول السابق‪.‬‬

‫‪ -‬الهطل‪:‬‬
‫اتخذنا مصطلح الهطل للداللة على كل أشكال التساقط المطري والثلجي‪ ،‬ويختلف الهطل في المنطقة ما بين شهر‬
‫وأخر وأكثر الهطوالت تحدث في فصلي الشتاء والربيع كما يختلف الهطل في نوعية التساقط فمنها المطر والثلر والبرد‬
‫وكنتيجة نجد منها ما يكون نعمة ومنها ما يكون نقمة‪.‬‬
‫فعند تساقط اقمطار تجد وجوه الناس مستبشرة ضاحكة تبشر بالموسم الخير وكذلك عند تساقط الثلر وتكون عكس‬
‫ذلك عند هطول البرد أو الجفاف الطويل‪ ،‬أما كمية الهطوالت خالل اقشهر الماطرة فهي كما هو موضح من خالل‬
‫المخطط البياني التالي‪:‬‬

‫إن المخطط البياني السابق يوضح لنا معدل التهطال خالل اقيام الماطرة فقط‪ ،‬أي أن كمية اقمطار الهاطلة خالل‬
‫الشهر تقسم على عدد اقيام التي حدث الهطول فيها وبالتالي تصبح اإلجابة على كمية الهطول يكتنفها الغموض لذلك‬
‫وضعت أيام الهطوالت واقشهر وكميات الهطل‪ ،‬للتوضيح أكثر وهي كما في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪203‬‬
‫إن الهطوالت في المنطقة إعصارية ال تدوم طويالً كما هو مبين في الجدول السابق‪ ،‬ولكنها قد تبقى فترة طويلة‬
‫بدون هطل كما كان خالل موسم ‪ 1110-1110‬حيث كان معدل اقمطار ‪ 204‬ملم‪ ،‬أما معدل اقمطار خالل الخمس‬
‫مواسم الماضية فقد كانت ‪ 161‬ملم وهي على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪204‬‬
‫‪ -‬الميد ‪:‬‬
‫كانت منطقة كوباني‪ ،‬منطقة وفيرة بالمياه فيما مضى‪ ،‬وكما أن تربتها الخصبة تناسب معظم المحاصيل الزراعية‬
‫حيث كانت تتوفر في المنطقة المياه الجوفية والسطحية والتي أخذت بالنضوب بسبب جور االستغالل والتغيرات المناخية‬
‫التي أدت إلى جفاف اقرض ونضوب المياه الجوفية والسطحية منها وال تزال بعض البحيرات الجافة شاهدة على ذلك‪،‬‬
‫منها بحيرة كوباني وهي بحيرة صغيرة تبعد ‪1‬كم عن مدينة كوباني غرباً‪ .‬شكلها دائري قطرها ‪211‬م تتغذـ من عدة ينابيع‬
‫أهمها عين مرشد‪ .‬كانت مستنقعاً تم صرف مياهه واستصلح قاعه وجوانبه واستخدمت المياه في إرواء مزارع سهل سروج‬
‫الشرقي وسقاية الحيوانات‪ ،‬تجف في نهاية الصيف أحياناً حفرت بجوارها بئر لتغذية قسم من شبكة مياه كوباني‬
‫للشرب‪.‬د‪]4‬‬
‫وكذلك نجد أن المعجم الجغرافي الذي صدر عام ‪2991‬م كان يحدثنا عن ينابيع جارية وقد جفت تماماً في الوقت‬
‫الحاضر والمقتبس التالي يوضح لنا هذه الينابيع وغ ازرتها‪:‬‬
‫تقع في الشمال الغربي من سهل سروج الشرقي على بعد ‪2‬كم شرقي كوباني إلى الغرب منها تل أثري يبلغ تعدادها‬
‫(‪ )21‬ينابيع صغيرة تقل غ ازرتها عن ‪051‬ل‪/‬ثا‪ .‬تجري في جدول صغير يروي بساتين كوباني ومزرعة داوود‪.‬د‪]5‬‬

‫‪ -‬التربة‪:‬‬
‫تقع منطقة كوباني ضمن منطقة االستقرار الثانية والثالثة‪ ،‬أي أن المناخ المسيطر على المنطقة هو المناخ القاري‬
‫شتاء‪ ،‬وتصنف التربة في منطقة كوباني إلى ثالث مجموعات رئيسة‬
‫والشبه الجاف وتتميز بالح اررة العالية صيفاً وبالبرودة ً‬
‫هي‪:‬‬
‫التربة البنية والحمراء الداكنة (كروموزول) في شمال المنطقة‪.‬‬
‫التربة البنية الصفراء في وسط وجنوب المنطقة‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫التربة اللحقية في الغرب‪ ،‬وتعد هذه الترب من اقماكن التي تجود فيها شتى أنواع الزراعات‪ ،‬خاصة وأن المياه الضرورية‬
‫(مياه نهر الفرات) في متناول اليد وقريبة‪ .‬ولكن كوباني حرمت من االستفادة من مياه نهر الفرات بسبب السياسات‬
‫العنصرية للنظام الحاكم الشكل (‪)4‬‬
‫تزرع ترب الكروموزول بالحبوب وخاصة القمح في السهول‪ ،‬ولما كانت هذه الترب حمراء داكنة عندها تكون ذات أصل‬
‫بازلتي كما في هضبة مشته النور‪*.‬‬

‫والترب البنية الصفراء تنتشر جنوب نطاق ترب الكروموزول فهي تعكس لنا المناخ شبه الجاف الذي يسود على هذا‬
‫النطاق فهي ترب فقيرة بالقياس إلى النوع اقول لذا كان هذا النطاق موئل زراعة الشعير‪.‬‬

‫يكاد ينطبق النوع اقول على النطاق المناخي الجبلي الداخلي (القاري) الذي يتراوح أمطاره بين (‪411-351‬مم )ونطاق‬
‫الترب البنية الصفراء على النطاق المناخي المتوسطي شبه الجاف (السوري) ذي اقمطار بين (‪351-111‬مم)د‪].6‬‬

‫ترب الكروموزول ثقيلة وعرضه للتشقق وتشمل السهول الشمالية الغربية للبالد وهي تمثل منطقة زراعة القمح في سورية‬
‫واذا ما توفر لها الري فهي ممتازة لزراعة القطن‪.‬‬

‫تحوي اقتربة البنية الصفراء على كميات عالية من الكلس والتربة متحجرة غالباً وغير ثابتة التركيب وهي تمثل منطقة‬
‫زراعة الشعيرد‪].0‬‬

‫‪206‬‬
‫‪ -‬النبدت والحيوا الطبيعي‪:‬‬
‫يمكن أن نستنتر الحياة البرية في المنطقة من خالل المناخ السائد‪ ،‬حيث تقتصر النباتات على النباتات الشوكية والقصيرة‬
‫والحوليات التي تنمو بعد هطول اقمطار كالزعتر البري والبابونر والفطر والكمأة وغيرها من النباتات كالحشائش التي‬
‫تنمو في فصل الربيع أما في فصل الصيف فيقتصر النبات على الشوكيات المتحملة للجفاف‪ ،‬أما الوحيش فهي قليلة‬
‫بشكل عام وهي في تناقص مستمر بسبب الصيد كغذاء أو لحماية الحيوانات الداجنة كصيد الثعالب‪ ،‬وتعيش في اقماكن‬
‫الخالية من السكان كاقرانب والثعالب وطائر الحجل والسنونو والعصافير البرية‪ ،‬كذلك توجد في المنطقة الحيوانات التي‬
‫تغطي جسمها بدروع لحماية نفسها كالقنافذ والسالحف وتوجد بعض اقحياء الضارة بالمحاصيل كفئران الحقل والجراد‬
‫والسحالي وغيرها من الحشرات النافعة والضارة‪ ،‬كذلك توجد الثروة السمكية على أطراف الفرات والتي تستثمر بشكل‬
‫محدود‪.‬‬
‫‪ -‬الماددر والمراجع‪:‬‬

‫]‪ [1‬العالقة ا لمتبادلة بين التوزيع السكاني والتنمية في القطر العربي السوري ‪ /‬إعداد‪ :‬الدكتور إبراهيم علي ‪ /‬من منتدـ الموسوعة الجغرافية‪.‬‬

‫]‪ [2‬المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري ‪.2991‬‬

‫]‪ [3‬دائرة زراعة كوباني‪.‬‬

‫]‪ [4‬المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري ‪.2991‬‬

‫]‪ [5‬المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري ‪2991‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪207‬‬
‫االثار االقتصادية هليمنة تنظيم داعش على مساحات واسعة من األراضي‬

‫السورية والعراقية‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد – سوريا‬

‫‪ 34‬كانون األول ‪3104‬‬

‫تنظيم داعش تنظيم مسلح يتبنى الفكر السلفي الجهادي‪ ،‬وهي تستعمل العنف المفرط باسم الدولة اإلسالمية كي تزعزع‬
‫أمن المنطقة‪ ،‬ولها إعالم ونظام تمويل كفؤ مما يؤهلها لتجنيد مجاهدين من حول العالم‪.‬‬
‫وليس لها جدول أعمال اقتصادي‪ .‬وبرغم ذلك ف ن مقدرتها على تعطيل الحياة السياسية في الشرق اقوسط بالفعل قد‬
‫يكون لها عواقب خطيرة على اإلنتاج والنمو وبخاصة في المناطق التي يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق‪.‬‬
‫تقدر مساحة اقراضي التي تسيطر عليها تنظيم داعش اليوم في كل من سوريا والعراق بحجم بريطانيا العظمى‪،‬‬
‫ويحكمون حوالي تسعة ماليين نسمة من السكان في كل من سوريا والعراق‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن من أبرز االثار االقتصادية لهيمنة داعش على أجزاء من اقراضي السورية واقراضي العراقية على االقتصاد‬
‫السوري واالقتصاد العراقي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -5‬انكماش االقتصاد السوري والعراقي بسبب وجود الصراع في داخلهما‪.‬‬
‫‪ -6‬فقدان سوريا ‪ 58%‬والعراق ‪ 61%‬من نصيب الفرد من الرفاهية‪.‬‬
‫‪ -1‬تراجع لمهارات اليد العاملة في كل من سوريا والعراق بسبب فقدان اقرواح والهجرة‪ ،‬وتدمير البنى التحتية‪ ،‬التي تعرضت‬
‫لها المناطق التي تسيطر عليها تنظيم داعش‪.‬‬
‫‪ -1‬توقف الصادرات والواردات بين كل من سوريا والعراق برياً‪ ،‬بشكل نهائي‪ .‬بعد سيطرة تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق‬
‫والشام “داعش” على معبري طريبيل والوليد الحدوديين‪ .‬حيث كانت تبلغ نسبة الصادرات السورية إلى العراق ‪ 12‬في المئة‬
‫من حجم التجارة السورية إلى جميع الدول العربية‪.‬‬
‫‪ -1‬استنزاف كل من النفط السوري والنفط العراقي على المناطق التي يسطرون عليه‪ .‬إذ يسيطر في سورية على ستة حقول‬
‫المكرر وبما‬
‫ا‬ ‫للنفط وعلى سبعة حقول في العراق إضافة إلى السيطرة على المصافي النفطية‪ ،‬إذ يقوم التنظيم ببيع النفط‬
‫يعادل ‪2 ،1‬مليون دوالر‪ .‬ويسيطر "داعش" على نحو ‪ ٪20‬من النفط السوري‪ ،‬وبات يسيطر على ‪ %57‬من احتياطي النفط‬
‫العراقي‪ .‬ومع كل هذه السرقات َّ‬
‫فأن الحقول النفطية باتت في خطر كون استخراج النفط منها بدائي ويؤثر على استم اررية‬
‫االستخراج‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -2‬تدمير التنظيم للبنى التحتية اقساسية كالطرقات والجسور‪ ،‬وتدمير المنازل العائدة للمواطنين‪ ،‬وتدمير الشركات ونهبها‪،‬‬
‫وتدمير مرك اًز للشرطة‪ ،‬ونهب محتويات المستشفيات‪ ،‬هذا فضالً عن الخسائر في اقرواح في كل من سوريا والعراق‪.‬‬
‫حيث تقدر مساحة اقراضي الزراعية المعطلة‬
‫‪ -7‬تعطيل مساحات واسعة من اقراضي الزراعية في كل من سوريا والعراق ُ‬
‫بسبب سيطرة التنظيم في العراق بأكثر من مليون دونم زراعي معطل‪ .‬ومساحات واسعة أيضاً في سوريا‪.‬‬
‫‪ -8‬تعطيل الليرة السورية والدينار العراقي من تداوالت المناطق التي يسيطرون عليها واستبدالها بالعملة المسكوكة من قبلهم‬
‫(دينار الدولة اإلسالمية) ادـ إلى نتائر كارثية على كل من االقتصاد السوري واالقتصاد العراقي‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن استمرار وجود تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق ستساهم في تعميق أزمة االقتصاد الكلي‪ ،‬وتنعكس بأشكال‬
‫ومستويات كارثية على القطاع االجتماعي‪ ،‬وستقود بالتأكيد إلى أزمات إنسانية يصعب تجاوزها في المستقبل‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪209‬‬
‫أسباب وتداعيات اخنفاض قيمة اللرية على السوريني‬

‫جوان فداء الدين محو‬


‫ُ‬
‫عضو مجعية االقتصاديني الكرد‪ -‬سوريا‬
‫‪ 35‬كانون األول ‪3104‬‬
‫تقرير أذاعي على أذاعة (صوت راية) في برنامر حال ومال‬

‫‪ -1‬هل هي صفعة مؤقتة؟ أم بداية تدهور تنذر بانحدار كبير لليرة بعد تجاوز قيمة العملة المحلية ‪ 210‬ليرات‬
‫للدوالر؟‬
‫طبعاً انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدوالر اقمريكي ليتجاوز ‪ 210‬ليرات سورية هي بمثابة بداية التدهور‬
‫الفعلي في قيمة الليرة السورية‪ .‬فكما نعرف َّ‬
‫أن سوريا حتى نهاية عام ‪ 2010‬كانت تصنف من الدول العشر اقوائل‬
‫في اكتناز اقموال بشكل عقيم‪ ،‬لكن منذ الربع الثاني من عام ‪ 2011‬وحتى اآلن بدأت تلك اقموال تستنزف في‬
‫العمليات العسكرية التي قام بها النظام السوري في مواجهاته العسكرية‪ .‬إلى جانب حتمية تراجع الدعم اإليراني‬
‫والروسي للنظام السوري نتيجة انخفاض أسعار النفط والغاز عالمياً فكل من إيران وروسيا اصبحتا اآلن منشغلين‬
‫بالوضع االقتصادي الداخلي لديهما‪ .‬ف يران عندما أعلنت عن ميزانيتها االقتصادية كان سعر النفط والغاز مرتفعاً‪.‬‬
‫وروسيا عندما أعلنت عن ميزانيتها االقتصادية كان سعر النفط والغاز مرتفعاً أيضاً‪ ،‬وبالتالي َّ‬
‫فأن هذا االنخفاض‬
‫في سعري النفط والغاز جعل منهما يلتهيان بوضعهما االقتصادي الداخلي وبالتالي فأنه من الطبيعي أن يخففا من‬
‫دعمها لسوريا‪ .‬وبالتالي َّ‬
‫فأنه يمكن القول‪َّ :‬‬
‫إن استنزاف االحتياطيات السورية من القطع االجنبي على مدـ أربع‬
‫سنوات من الصراع‪ ،‬إلى جانب تراجع الدعم الروسي واإليراني نتيجة انخفاض أسعار النفط والغاز سيضعنا أمام‬
‫نتيجة حتمية وهي‪( :‬بداية التدهور الفعلي في قيمة الليرة السورية)‪.‬‬
‫‪ -2‬برأيك ما اقسباب التي أدت الى تراجع قيمة الليرة هذه المرة؟‬
‫طبعاً الليرة السورية اليوم ت ارجعت إلى نحو خمسة اضعاف قيمتها قبل عام ‪ 2011‬وا َّن من أهم اقسباب التي‬
‫أدت الى تراجع قيمة الليرة السورية هذه المرة هي ما يلي‪:‬‬
‫أسبدب عدمة‪ :‬تتمثل (توقف عجلة اإلنتاج‪ ،‬وتوقف التصدير‪ ،‬وارتفاع معدالت التضخم‪ ،‬والعقوبات االقتصادية)‬
‫‪ -‬أسبدب خداة بدلمرحلة ال ار نة‪ :‬هناك سببان اساسيان لتراجع قيمة الليرة السورية أمام الدوالر والعمالت اقجنبية‬
‫اقخرـ وهما‪:‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ -‬زوال االعتقاد السائد َّ‬
‫بأن الضربات الجوية اقمريكية لتنظيم داعش سيساعد النظام السوري إلى الحد الذي كان‬
‫متوقعاً في عودة النظام ببسط سيطرته على المواقع النفطية وبالتالي استئناف العمل النفطي وتعزيز مكانته‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تخبط البنك المركزي السوري في سياسته حيث يشعر بانزعاج قن التراجع في أسعار النفط يؤثر على الدعم‬
‫اإليراني لسوريا‪ ،‬وبالتالي تراجع الدعم إلى مستويات أدنى‪.‬‬
‫‪ -3‬هل النخفاض قيمة الروبل الروسي عالقة في تراجع الليرة؟‬

‫بالتأكيد فقد تأثرت قيمة الليرة السورية سلباً بتراجع قيمة الروبل الروسي‪ .‬فمع (انخفاض سعر برميل النفط عالمياً‬
‫من ‪ 115‬دوالر إلى نحو ‪ 60‬دوال اًر حالياً‪ ،‬وفرض عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا) نرـ‬
‫أن الروبل الروسي قد فقد نحو ‪ %40‬من قيمته أمام الدوالر كما تراجعت البورصة الروسية بنسبة ‪ ٪40‬كما َّ‬
‫أن‬
‫نموها االقتصادي يتوقع أن ينزلق الى الركود في عام ‪ 2015‬بانكماش ‪ ،8،%0‬وكنتيجة طبيعية َّ‬
‫فأن تأثر الروبل‬
‫الروسي سينعكس سلباً على الليرة السورية التي كانت تُدعم من خالل آليات الدعم الروسية‪.‬‬
‫‪ -4‬اال يشير هذه االرتفاعات المتكررة الى عجز النظام عن إدارة الملف النقدي بالبالد؟‬
‫طبعاً َّ‬
‫أن االنخفاضات المتكررة لليرة السورية مقابل الدوالر اقمريكي يشير إلى عجز النظام السوري عن إدارة‬
‫الملف النقدي لسوريا‪.‬‬
‫طبعاً هنا اود أن أوضح معلومة اقتصادية هامة جداً في االقتصاد السوري‪ .‬فكما نعلم َّ‬
‫أن جميع االنظمة‬
‫االقتصادية العالمية لديها نظامان مالي ونقدي‪ .‬المالي تمارسه الحكومة‪ ،‬والنقدي يمارسه السلطة النقدية‪ .‬ويقوم‬
‫النظام المالي بتقديم الصفة االستشارية فقط للنظام النقدي‪ .‬لكن في الحالة السورية نرـ أن الحاكم الفعلي في النظام‬
‫االقتصادي السوري هو النظام المالي فقط (المتمثل بالحكومة) الذي يسيطر على النظام النقدي الذي من المفروض‬
‫أن يكون مستقالً‪ .‬فالليرة السورية مثالً يحددها وزير المالية السوري بق اررات إدارية‪ ،‬الذي من المفروض أن يحدده‬
‫مجلس النقد والتسليف‪ .‬وبالتالي فهذا الخطأ هو من أهم أسباب عجز النظام عن إدارة الملف النقدي بالبالد كونه‬
‫ُيقاد بطريقة غير صحيحة اقتصادياً‪.‬‬
‫ومن المتوقع أن ترفع السلطات المالية يدها عن دعم العملة المحلية قريباً‪ ،‬ما يهدد بانهيار غير مسبوق للعملة‬
‫السورية‪ ،‬ويهدد أيضاً القطاعات الحكومية بوقف االستيراد وربما وقف دفع جزء من رواتب موظفي الدولة بعد استنفاذ‬
‫رصيدها المدور من العام الجاري‪.‬‬
‫‪ -5‬الليرة كانت تستعيد قيمتها بعد كل سقوط كبير‪ ،‬مع زوال اقسباب‪ ،‬اال تشاطرني َّ‬
‫بأن االنخفاض الحالي راح‬
‫يكون ثابتاً؟ ما المختلف هذه المرة؟‬

‫‪211‬‬
‫صراحة هذا االنخفاض قد يسجل مستويات اعلى مما هو عليه‪ ،‬فنحن اآلن في فصل الشتاء الذي يمتاز‬
‫بارتفاع أسعار مواده الغذائية عموماً‪ ،‬والدعم اإليراني والروسي لسوريا بات مشكوكا‪ ،‬والنظام السوري خسر الكثير‬
‫من احتياطاته النقدية‪ ،‬واالستيراد السوري اآلن عند مستويات شبه معدومة‪ ،‬وهناك شلل في اإلنتاج‪ ،‬وال يزال تنظيم‬
‫داعش مسيط اًر على مساحات واسعة من سوريا‪ ،‬والمساعدات االغاثية واإلنسانية لسوريا عند مستويات غير مقبولة‪.‬‬
‫وبالتالي فهذه المتغيرات تفرض تحدياً على الليرة السورية َّ‬
‫بأن تخفض من قيمتها أكثر‪.‬‬
‫‪ -6‬شعبوياً ماذا يعني انخفاض الليرة بموجب اقتصاد المواطن العادي؟ والى درجة سيتأثر المواطن السوري بانخفاض‬
‫قيمة الليرة؟‬
‫شعبوياً يعني هذا بالنسبة للمواطن السوري ما يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬ارتفاع أسعار المواد االستهالكية وأسعار الوقود‪.‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع مستويات التضخم ومؤشر أسعار المستهلكين‪.‬‬
‫‪ -3‬الشعور بصعوبة الحياة المعيشية والتفكير بالهجرة إلى دولة أخرـ‪.‬‬
‫‪-4‬ارتفاع تكاليف دراسة أبنائهم في الجامعات‪.‬‬
‫‪ -5‬بالنسبة للموظفين‪ :‬يعني َّ‬
‫أن رواتبهم لن تواكب مستوـ انفاقهم‪.‬‬
‫وبالنسبة إلى درجة تأثر المواطن بانخفاض قيمة الليرة السورية فأنهم سيتأثرون بدرجة كبيرة جداً لحد َّأنهم‬
‫سيخصصون أموالهم لألنفاق على السلع الغذائية فقط واستغنائهم عن الكثير من السلع والخدمات الكمالية‪.‬‬
‫‪ -7‬يحاول النظام الى القيام بحمالت دعم الليرة مثل حملة سماها (عز ليرتك ‪ ...‬بتعمر بلدك) التحاد المصدرين‪،‬‬
‫برأيك هل يفيد مثل هذ الحمالت في دعم الليرة؟‬
‫طبعاً الحملة التي أطلقها رئيس اتحاد المصدرين السوري محمد السواح (عز ليرتك ‪ ...‬بتعمر بلدك) عبارة‬
‫عن توجه اقتصادي وطني لدفع أسعار الصرف إلى االنخفاض وانعكاس ذلك على أسعار المعيشة للمواطنين‬
‫السوريين‪ ،‬فقد ساهمت مبالغ القطع اقجنبي التي باعتها الفعاليات االقتصادية لمصرف سورية المركزي بتخفيض‬
‫سعر الصرف ليصل إلى ‪ 197‬ليرة‪ ،‬منخفضاً بذلك بمقدار ‪ 16‬ليرة عما كان عليه قبل اإلعالن عن الحملة‪.‬‬
‫طبعاً يمكن اعتبار ذلك خطوة داعمة لمصرف سوريا المركزي قد يتكرر مرة ثانية وثالثة ورابعة‪ ،‬لكن هل يا‬
‫ترـ َّ‬
‫أن تلك الفعالية قادرة على عمليات البيع بشكل يومي لمصرف سوريا المركزي وآلمد غير منظور‪ .‬الجواب‪ :‬ال‬
‫فهذه الفعالية أصغر من أن تدير وتدعم عمليات مصرف سوريا المركزي‪ .‬ففي النهاية َّ‬
‫فأن التجار المشاركين في‬
‫هذه الحملة سيكونون حريصين على أموالهم وسيستغنون عن خدمتهم لمصرف سوريا المركزي‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫‪ -8‬عملياً يالحظ أن المعارضة سعت منذ بداية االزمة إلى توجيه ضربات إلى الليرة السورية؟ هل أنت مع هذا‬
‫التوجه؟ وهل يحقق الهدف منه في إضعاف النظام؟ ام أن الضحية هو اقتصاد السوريين؟‬
‫طبعاً أنا ال اتفق بتاتاً مع المعارضة السورية التي تسعى إلى توجيه ضربات لليرة السورية كسبيل إلضعاف‬
‫النظام السوري َّ‬
‫قن الخاسر اقكبر هنا هو الشعب السوري واقتصاده‪ .‬فتوجيه الضربات لليرة السورية قد يحقق جزئياً‬
‫اضعاف النظام السوري الذي سرعان ما يحول هذا العبء على الشعب السوري‪ ،‬فمثالً النظام السوري يفرض اآلن‬
‫على كل شخص إيداع مبلغ ‪ 51‬ألف ليرة سورية في إحدـ مصارفه العامة في حال رغبة الشخص بالحصول على‬
‫جواز سفر‪ ،‬كما بات يفرض رسم طابع يسمى (برسم طابع المجهود الحربي) على جميع معامالته الحكومية‪ ،‬وبات‬
‫يرفع الدعم عن أسعار الوقود وأسعار الكثير من السلع التموينية‪ ،‬باإلضافة إلى رفع الدعم عن أسعار اقسمدة‬
‫للمزارعين والفالحين‪ .‬أي َّأنه عند اضعاف الليرة السورية يقوم النظام السوري بتحويل عبئه على المواطن‪ ،‬وبالتالي‬
‫فالخاسر اقكبر هو الشعب السوري‪.‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪213‬‬
‫فهرس احملتويات‬

‫‪3102‬‬
‫الافحة‬ ‫البدحث‬ ‫تدريخ النشر‬ ‫العنوا‬
‫جمعية االتقتادديي الكرد‪-‬سوريد ‪2‬‬ ‫‪ 62‬شبدط ‪6092‬‬ ‫مذكرة توضيحية حول اسدسيدت التعدمل في تقضديد التجدرة‬
‫الخدرجية وادارتهد مع إشدرة خداة لقضديد معبر فيشخدبور‬
‫‪62‬‬ ‫كرد زاند‬ ‫‪ 2‬اذار ‪6092‬‬ ‫دور الميد في الحيدة االتقتاددية الكرديَّة بسوريد‬
‫‪62‬‬ ‫كرد زاند‬ ‫‪ 92‬اذار ‪6092‬‬ ‫واتقع الزراعة في محدفطة الحسكة بسوريد‬
‫‪26‬‬ ‫تمر ماطفى بدشد‬ ‫‪ 99‬أيدر ‪6092‬‬ ‫الزراعة في المندطق الكرديَّة بكردستد سوريد‬
‫‪22‬‬ ‫خورشايد عالياكد‬ ‫‪ 92‬أيدر ‪6092‬‬ ‫الركود التضخمي في االتقتادد السوري‬
‫‪23‬‬ ‫د‪ .‬مسلم طدالس‬ ‫‪ 66‬أيدر ‪6092‬‬ ‫ل يمك التقتادد السوق أ يولد الديمقراطية‬
‫‪23‬‬ ‫د‪ .‬مسلم طدالس‬ ‫‪ 62‬أيدر ‪6092‬‬ ‫اتقتادد السوق والديمقراطية السيدسية‬
‫‪20‬‬ ‫د‪ .‬مسلم طدالس‬ ‫‪ 63‬أيدر ‪6092‬‬ ‫أثر العقوبدت على االتقتادد الكلي في سورية‬
‫‪22‬‬ ‫د‪ .‬مسلم طدالس‬ ‫‪ 61‬أيدر ‪6092‬‬ ‫المشكلة االتقتاددية وةليدت عالجه‬
‫‪23‬‬ ‫كرد زاند‬ ‫‪ 12‬حزي ار ‪6092‬‬ ‫اتقتادد الطل أو الخفي في سوريد في طل الارا؟ الدا ر‬
‫‪39‬‬ ‫خورشايد عالياكد‬ ‫‪ 91‬حزي ار ‪6092‬‬ ‫الموارد االتقتاددية في كردستد سوريد‬
‫‪32‬‬ ‫تمر ماطفى بدشد‬ ‫‪ 92‬تموز ‪6092‬‬ ‫الثروات البدطنية في المندطق الكرديَّة بكردستد سوريد‬
‫‪32‬‬ ‫كرد زاند‬ ‫‪ 92‬تموز ‪6092‬‬ ‫الفدرالية المدلية وةفدق تطبيقهد في سوريد (االتقليم الفيدرالي‬
‫الكردي نموذجد)‬
‫‪33‬‬ ‫د‪ .‬مسلم طدالس‬ ‫‪ 3‬اب ‪6092‬‬ ‫السورية" (سدبقد ومستقبال)‬
‫ّ‬ ‫التسويق السيدحي في "الجزيرة‬
‫‪20‬‬ ‫كرد زاند‬ ‫‪ 90‬اب ‪6092‬‬ ‫المسدعدات االتقتاددية (اإلنسدنية واالغدثية) الخدرجية م‬
‫حكومة إتقليم كردستد العراق لكردستد سورية (لسوريد) في‬
‫طل األزمة السورية (‪)2013 -2011‬‬
‫‪26‬‬ ‫خورشايد عالياكد‬ ‫‪ 96‬أيلول ‪6092‬‬ ‫مقومدت امكدنية توطي الاندعة في كردستد سوريد‬
‫‪23‬‬ ‫كرد زاند‬ ‫‪ 63‬أيلول ‪6092‬‬ ‫اإلاالح االتقتاددي في كردستد سوريد‬
‫جمعية االتقتادديي الكرد‪-‬سوريد ‪23‬‬ ‫‪ 62‬تشري االول ‪6092‬‬ ‫الفيدرالية المدلية‬
‫‪20‬‬ ‫كرد زاند‬ ‫‪ 2‬تشري الثدني ‪6092‬‬ ‫أركد االتقتادد في كردستد سوريد‬
‫‪26‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 1‬تشري الثدني ‪6092‬‬ ‫المشكالت االتقتاددية في االتقتادد السوري‬
‫‪32‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 92‬كدنو األول ‪6092‬‬ ‫األسبدب الر يسية الزمة رغيف الخبز في محدفطة الحسكة‬
‫‪33‬‬ ‫خورشايد عالياكد‬ ‫‪ 62‬كدنو األول ‪6092‬‬ ‫تفدتقم مشكلة البطدلة في المندطق الكرديَّة في سوريد في‬
‫الوتقت ال ار‬

‫‪214‬‬
‫‪6092‬‬
‫‪31‬‬ ‫كرد زاند‬ ‫‪ 2‬كدنو الثدني ‪6092‬‬ ‫التحديدت االتقتاددية في كردستد سوريد‬
‫‪10‬‬ ‫خورشيد عليكد‬ ‫‪ 3‬كدنو الثدني ‪6092‬‬ ‫أنمدط التنمية وسبل تحقيق العدالة االجتمدعية‬
‫‪12‬‬ ‫عبد البديع محمود بشدر‬ ‫‪ 92‬كدنو الثدني ‪6092‬‬ ‫معبر الدربدسية الحدودي‬
‫‪12‬‬ ‫ﭼلنﮒ عمر‬ ‫‪ 62‬كدنو الثدني ‪6092‬‬ ‫اإلدارة الرشيدة‬
‫‪12‬‬ ‫كرد زاند‬ ‫‪ 96‬شبدط ‪6092‬‬ ‫األم الغذا ي في كردستد سوريد‬
‫‪13‬‬ ‫خلف خلف‬ ‫‪ 90‬اذار ‪6092‬‬ ‫أزمة الكهربدد في محدفطة الحسكة‬
‫‪900‬‬ ‫خورشايد علياكد‬ ‫‪ 63‬اذار ‪6092‬‬ ‫أ مية حقل السويدية للغدز في كردستد سوريد‬
‫‪906‬‬ ‫عبد الحليم سليمد‬ ‫‪ 2‬نيسد ‪6092‬‬ ‫الواتقع المارفي في كردستد سوريد‬
‫‪903‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 2‬أيدر ‪6092‬‬ ‫أنوا؟ االتربة في المندطق الكرديَّة في سوريد‬
‫‪902‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 2‬أيدر ‪6092‬‬ ‫طبيعة المندخ في المندطق الكرديَّة في سوريد‬
‫‪901‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 62‬أيدر ‪6092‬‬ ‫اآلثدر االتقتاددية للعمدلة الكرديَّة الوافدة إلى تركيد على‬
‫اتقتادد كردستد سوريد‬
‫‪996‬‬ ‫جواند أحمد‬ ‫تأثير جرة الكفددات العلمية على التنمية االتقتاددية في ‪ 3‬حزي ار ‪6092‬‬
‫المنطقة الكرديَّة في سوريد‬
‫‪993‬‬ ‫ﭼلنﮒ عمر‬ ‫‪ 66‬حزي ار ‪6092‬‬ ‫الزراعة والتانيع الزراعي تقدطرة للتنمية في غربي كردستد‬
‫‪993‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 62‬حزي ار ‪6092‬‬ ‫فيزوكنتدلية اتقتادد كردستد سوريد‬
‫‪969‬‬ ‫ﭼلنﮒ عمر‬ ‫‪ 63‬حزي ار ‪6092‬‬ ‫كركوك‪ ..‬لعبة النفط والمادلح‬
‫‪962‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫مشدريع البنية التحتية العمالتقة في كردستد سوريد (رؤية ‪ 61‬حزي ار ‪6092‬‬
‫مستقبلية)‬
‫‪962‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫الدعد م االتقتاددية الخمسة لشرعية االستقالل االتقتاددي ‪ 2‬تموز ‪6092‬‬
‫العراق (النفط‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والاندعة‪ ،‬والتجدرة‪،‬‬ ‫لكردستد‬
‫والسيدحة)‬
‫‪920‬‬ ‫جواند أحمد‬ ‫واتقع التنمية البشرية وأثر د في التنمية االتقتاددية (سوريد ‪ 1‬تموز ‪6092‬‬
‫عدمة وكردستد سوريد بشكل خدف)‬
‫‪922‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫مدى نجدح المشدريع الاغيرة والمتوسطة في المنطقة ‪ 62‬تموز ‪6092‬‬
‫الكرديَّة بسوريد (ورشة الخيدطة وتانيع األلبسة في مدينة‬
‫عدمودا)‬
‫‪922‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 91‬اب ‪6092‬‬ ‫األمراض التي يواجههد محاول القط في منطقتند الكرديَّة‬
‫‪921‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫ماطلحدت اتقتاددية جديدة وليدة في االتقتادد السوري في ‪ 62‬اب ‪6092‬‬
‫طل الارا؟‬
‫‪929‬‬ ‫خورشيد عليكد‬ ‫تجدرب اتقتاددية ار دة في كردستد سوريد (مؤسسة أافر ‪ 63‬أيلول ‪6092‬‬
‫ونجدر إخوا أنموذجد)‬
‫‪922‬‬ ‫جواند أحمد‬ ‫دور اإلدارة الرشيدة (الحوكمة‪ 63 )Good Governance :‬أيلول ‪6092‬‬
‫في التنمية االتقتاددية (سوريد عدمة وكردستد سوريد ب ٍ‬
‫شكل‬
‫خدف)‬

‫‪215‬‬
‫‪922‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 93‬تشري األول ‪6092‬‬ ‫أثر الارا؟ المسلح على اتقتادد كردستد سوريد‬
‫‪921‬‬ ‫د‪ .‬مسلم طدالس‬ ‫‪ 20‬تشري االول‬ ‫كوبدني الخسد ر االتقتاددية لغزو داعش‬
‫‪932‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫متطلبدت إثدرة الرأي العدم لدعم برندمج إعددة إعمدر منطقة ‪ 3‬تشري الثدني ‪6092‬‬
‫كوبدني‬
‫‪933‬‬ ‫ﭼلنﮒ عمر‬ ‫‪ 90‬تشري الثدني ‪6092‬‬ ‫ا ِنع في روو ةفد‬
‫‪920‬‬ ‫خورشيد عليكد‬ ‫‪ 96‬تشري الثدني ‪6092‬‬ ‫اإلطدر العدم الستراتيجية إعددة األعمدر في منطقة كوبدني‬
‫بعد غزوة "كدرثة" داعش‬
‫‪922‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 92‬تشري الثدني ‪6092‬‬ ‫االثدر االتقتاددية لاك عملة تنطيم داعش على كل م‬
‫االتقتادد السوري واالتقتادد العراتقي‬
‫‪922‬‬ ‫د‪ .‬مسلم طدالس‬ ‫‪ 91‬تشري الثدني ‪6092‬‬ ‫نقود داعش في عيو علم االتقتادد‬
‫‪923‬‬ ‫خورشيد عليكد‬ ‫التداعيدت االتقتاددية لهجمدت داعش على منطقة كوبدني ‪ 60‬تشري الثدني ‪6092‬‬
‫في كردستد سوريد‬
‫‪929‬‬ ‫د‪ .‬مسلم طدالس‬ ‫‪ 66‬تشري الثدني ‪6092‬‬ ‫إعددة اإلعمدر في كوبدني‬
‫‪922‬‬ ‫ترجمة د‪ .‬مسلم طدالس‬ ‫‪ 63‬تشري الثدني ‪6092‬‬ ‫دليل مبسط التقتادد السوق االجتمدعي‬
‫‪932‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫(إعددة إعمدر منطقة كوبدني) االحتيدجدت العلمية الخداة ‪ 61‬تشري الثدني ‪6092‬‬
‫بدلحاول على دعم م المنطمدت‬
‫‪933‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 2‬كدنو األول ‪6092‬‬ ‫فلسفة البنك الدولي لإلنشدد والتعمير في إعددة اإلعمدر‬
‫(العراق‪ ،‬إندونيسيد‪ ،‬سيري النكد‪ ،‬دييتي‪ ،‬السودا ‪ ،‬اليم ‪،‬‬
‫بدكستد ) (دروس مستفددة ألجل مشرو؟ إعددة إعمدر منطقة‬
‫كوبدني)‬
‫‪910‬‬ ‫ﭼلنﮒ عمر‬ ‫‪ 3‬كدنو األول ‪6092‬‬ ‫فدت كدتس الثورة السورية واتقتادد الحرب في عفري‬
‫‪912‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 1‬كدنو األول ‪6092‬‬ ‫إعددة إعمدر منطقة كوبدني م الندحية االتقتاددية‬
‫‪913‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫تقرير اتقتاددي ع ‪ :‬أ م مؤشرات األداد االتقتاددي في ‪ 92‬كدنو األول ‪6092‬‬
‫السنة‬ ‫المنطقة الكرديَّة بسوريد بإتمدمهد الربع الثدلث م‬
‫الرابعة م االزمة‬
‫‪911‬‬ ‫خورشيد عليكد‬ ‫أولويدت إعددة اإلعمدر في منطقة كوبدني بعد جوم داعش ‪ 92‬كدنو األول ‪6092‬‬
‫‪600‬‬ ‫حس شيخ ماطفى‬ ‫‪ 93‬كدنو األول ‪6092‬‬ ‫كوبدني‪ :‬الجغرافيد واالتقتادد‬
‫‪603‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫االثدر االتقتاددية لهيمنة تنطيم داعش على مسدحدت واسعة ‪ 62‬كدنو األول ‪6092‬‬
‫م األراضي السورية والعراتقية‬
‫‪690‬‬ ‫جوا فداد الدي حمو‬ ‫‪ 63‬كدنو األول ‪6092‬‬ ‫أسبدب وتداعيدت انخفدض تقيمة الليرة على السوريي‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪kak.suri2006@gmail.com‬‬
‫صفحة الفيسبوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/Komela.Aborinasen.Kurd.li.Suri2006?ref=hl‬‬

‫‪216‬‬

You might also like