You are on page 1of 8

‫تقديم الفصل الثاني‬

‫علم األصوات الفسيولوجية‬


‫‪Phonetic physiologique‬‬

‫من كتاب علم األصوات‬


‫ل بارتيل مالينبيرج‬

‫إعداد‪:‬‬

‫أمنة بن خليفة‬
‫رفيق عطي‬

‫إشراف األستاذ‪ /‬بشير الورهاني‬


‫لقد تطورت الدراسات الصوتية توراملحوظا ّ ‪ ،‬وأصبحت بعد تناول مناهجهها وتعدد وسائلها من أهم الدراسات التي‬
‫يعى بها الفكر ويستعين بها العلم في كثير من الجوانب العلمية في الحياة ‪ ،‬كالطب والهندسة والمواصالت والفنون المتصلة باللغة‬
‫والكالم واللغة ~ في شكلها العام~ مجموع كلي لكلمات ركبت بصورة خاصة واقتران بعضها ببعض على نحو معين‪ .‬وهي‬
‫بذلك تؤدي وظيفتها في حياة البشر‪ .‬ويمتاز الناس فيما بينهم على هذا األساس‪ :‬فلكل شعب ‪ ،‬أو جماعة بشرية لغة خاصة تختلف‬
‫عن غيرها في‪ :‬أصواتها ‪ ،‬وكلماتها‪ ،‬وتراكيبها ‪ ،‬وأيضا في نحوها وصرفها ‪ ،‬وطرق استخدامها ‪ ،‬ومستويات الداللة فيهاز وإذا‬
‫كانت اللغة تعيش في أذهان أبناها في صورة أنظمة وقوانين ‪ ،‬فإن الوجود المادي لها يتحقق في نطق أصحابها ‪ .‬ذلك النطق الذي‬
‫يكون من أصوات لغوية ‪ ،‬تنطق ‪ ،‬وتسمع ‪ ،‬ويفهم المقصود منها‪ .‬ومعنى هذا أن للغة مظهرين‪ :‬مظهر ذهني يتم فيه الربط بين‬
‫الدال والمدلول أو بين اللفظ ومعناه ‪ ،‬آخر مادي وهو تلك الصورة النطقية التي تصدر عن جهاز النطق في اإلنسان وتنتقل عبر‬
‫الوسط الناقل ~ الذي غالبا ّ ما يكون الهواء ~على شكل ذبذبات صوتية على أذن السامع ‪ ،‬فيدركها ويفهم مدلولها‪ .‬وهذا ما يعبر‬
‫عنه "بالكالم"‪.‬‬

‫تصويرة ‪1‬‬

‫ودراسة اللغة باعتبارها ظاهرة عامة ‪ ،‬تتحقق في درس كالم أفراد الجماعة اللغوية ‪ ،‬مسموعا َ كان أو مسجالً ‪ ،‬وذلك‬
‫للتعرف على نظام اإلشارات الصوتية أو األصوات اللغوية المكونة للكالم من حيث إصدارها وانتقالها وإدراكها وماتثره من‬
‫استجابات لدى السمع وكذلك للتعرف على القوانين التي تحكم تلك األصوات في جميع مراحلها وعلى النظام العام آلداء اللغة في‬
‫صورته الطبيعية‪ .‬ودراسة اللغة بهذا المنهج وفي ضوء هذا الهدف يطلق عليها‪ :‬علم الصوتيات ‪ phonitics‬الذي هو جزء من‬
‫على اللغة ‪linguistics‬وفرع من فروعه‪.‬‬

‫تعريف علم الصوتيات‬

‫يمكننا أن نعرف علم الصوتيات بأنه العلم الذي يدرس الصوت النإنساني من وجهة النظر اللغوية (‪] )1‬علم الصوتيات‪:‬‬
‫أحمد عالم عبد العزيز [ ويمكننا تعريف الفونولوجيا بأنه علم يبحث في النظم واألنماط الصوتية‪ .‬بمعنى أنه في حال دراسة لغة‬
‫ما فونولوجيا ً فإنه يتعين في البداية معرفة النظام الصوتي في تلك اللغة‪ .‬والنظام الصوتي هو جميع األصوات اللغوية المتمايزة‬
‫عن بعضها البعض في لغة ما‪.‬‬

‫ظاهرة الصوت‬
‫الصوت ظاهرة طبيعية ندرك أثرها قبل أن ندرك كنهها ‪ ،‬فقد أثبت علماء الصوت ان كل صوت مسموع يستلزم وجود‬
‫جسم مهتز على ان تلك الهزات قد ال تدرك بالعين في بعض الحاالت‪ .‬كما أثبتوا أن هزات مصدر الصوت تنتقل في وسط غازي‬
‫أو سائل أو صلب ‪ ،‬حتى يصل إلى األذن اإلنسانية والهواء هو الوسط الذي تنتقل خالله الهزات في معظم الحاالت ‪ ،‬فخالله‬
‫تنتقل الهزات من مصدر الصوت في شكل موجات حتى تصل إلى األذن‪ .‬وسرعة الصوت كما قدرها العلماء هي ‪ 332‬مترا ً قي‬
‫الثانية أي أنها ضعف ما تقطعه أسرع طائرة عرفت حتى اآلن‪ .‬والصوت اإلنساني هو ككل األصوات ينشأ من ذبذبات مصدرها‬
‫عند اإلنسان الحنجرة ‪ ،‬فعند اندفاع النفس من الرئتين يمر بالحنجرة فيحدث تلم االهتزازات التي بعد صدورها من الفم أو األنف‬
‫تنتقل خالل الهواء الخارجي على شكل موجات حتى تصل إلى األذن‪ .‬وحتى يصل الصوت إلى األذن ال بد لجهاز النطق من‬
‫أداء عدة وظائف‪ .‬وفي هذا اإلطار تناولنا الفصل الثاني " عبم األصوات الفيسيولوجي " "‪ "phonotic physiologic‬من‬
‫كتاب "علم األصوات" لبيرتين مالينبيرج وفيه اهتم بتعريف جهاز النطق من خالل تقديم أجزائه ووظيفة كل جزء من الجهاز‬
‫النطقي وكيف تساهم عناصر الجهاز في عملية التصويت‪ .‬فما هو جهاز النطق عند اإلنسان ؟ مم يتكون ؟ ما هي الوظيفة التي‬
‫يؤديها ؟ ما هة المنهج الذي اعتمده ملينبيرج في شرحه لهذه الوظائف ؟ وما أهم ما توصل إليه في تحليله؟‬
‫التحليل‬
‫مثلما أشرنا أعاله ‪ ،‬عرف مالمبرج في الفصل الثاني جهاز النطق عند اإلنسان من خالل تقديم أجزائه ( يشتمل جهاز‬
‫النطق اإلنساني على ثالثة أجزاء‪ :‬الجهاز التنفسي ‪ ،‬الحنجرة ‪ ،‬التجاويف فوق المزمارية) (‪] )1‬علم األصوات بارتيل مالمبرج)‪.‬‬
‫فجهاز النطق عند اإلنسان ينقسم إلى ثالثة أجزاء‪:‬‬

‫جهاز النطق اإلنساني‬

‫التجاويف فوق المزمارية‪:‬‬ ‫الحنجرة‪:‬‬ ‫الجهاز التنفسي‪:‬‬


‫‪Cavités supraglottiques‬‬ ‫‪Larynx‬‬ ‫‪Appareil respiraitoire‬‬

‫التي تلعب دور غرف الرنين حيث‬ ‫التي تنشئ الطاقة المصوتة المستخدمة‬ ‫الذي يقدم تيار الهواء الضروري‬
‫تنتج غالبية الضوضاء المستخدمة في‬ ‫في الكالم‬ ‫إلنتاج أغلب أصوات اللغة‬
‫الكالم‬

‫قام الكاتب بتقدبيم الجانب الفيسيلوجي فلما كان الصوع اللغوي يمر أوالً بمرحاة إنتاجة وإصداره عن طريق جهاز النطق في‬
‫اإلنسان ‪ ،‬كان من الطبيعي ان تبدا دراسته بمحاولة التعرف على ذلك الجهاز والكشف عن طبيعة كل عضو فيه ودوره في‬
‫عملية إصدار الكالم‪ .‬وجهاز النطق عند مالمبرج ثالثة أجزاء‪:‬‬
‫الجهاز التنفسي (يزود خاليا إنسان باألكسجين الضروري ألنشطتها ويخلصها من ثاني أكسيد الكربون)‬
‫صورة ‪2‬‬

‫والجزء الثاني ‪ :‬الحنجرة وقد تعدى القدماء والمحدثون هذا العضو األداة األساسية للصوت اإلنساني ‪ ،‬ألنها تشتمل على‬
‫الوترين الصوتيين الذين يهتزان مع معظم األصوات هزات منتظمة أمكن عدها في الثانية‪ .‬وترتب على معرفة تلك الهزات‬
‫الحكم على درجة الصوت أي كما عدها مامبرج (تنشئ الطاقة المصوتة المستخدمة في الكالم)‬

‫صورة ‪3‬‬

‫والتجاويف الفوق مزمارية‬

‫صورة ‪4‬‬
‫فيديو ‪1‬‬

‫ثم ينتقل مالمبرج من تفصيل الوظائف التي يقوم بها كل جزء من أجزاء النطق ‪ ،‬فجهاز التنفس يساهم في إحداث عملية التنفس‬
‫‪ respiraition‬إذ يشتمل حدث التنفس على مرحلتين‪ :‬الشهيق ‪ inspiraition‬والزفير ‪expiraition‬‬

‫عملية التنفس‬

‫الزفير‪:‬‬ ‫الشهيق‪:‬‬
‫‪expiraition‬‬ ‫‪inspiraition‬‬

‫يشتمل على ارتفاع الحجاب الحاجز‬ ‫تكبر الفراغات الرئوية كلما اتسع‬
‫وهبوط األضالع ونتيجة لهذا يندفع‬ ‫القفص الصدري بسبب هبوط الحجاب‬
‫الهواء بكمية كبيرة من الرئتين‬ ‫الحاجز وارتفاع األضالع‬

‫والشهيق هو عملية دخول الهواء من الجو الخارجي ثم يمر عبر القنةوات الهوائية للجهاز التنفسية حتى يصل لألسناخ الرئوية‬
‫الموجودة في الرئتين ‪ ،‬وعند حدوث الشهيق تنقبض عضلة الحجاب الحاجز دافعة الرئتين لل‘تساع من األعلى لألسفل كما‬
‫تنقبض عضالت الضلوع دلفعة الرئتين لإلتساع من األمام للخلف ‪ ،‬هاتان الحركتان تعمالن معا ً على زيادرة حجم الرئتين فيقل‬
‫ضغط الهواء فيهما مما يؤدسي لحدوث فرق بالضغط بين الضغط الجوي والهواء بين الرئتين‬

‫صورة ‪5‬‬

‫الزفير‬
‫هو عملية خروج الهواء من األسناخ الرئوية الموجودة في الرئتين ثم يمر بالقنوات الهوائية الموجودة في الجهاز التنفسي‬
‫وأخيرا ً إلى الجو الخارجي وعند حدوث الزفير تنبسط عضلة الحجاب الحاجز مقلصة حجم الرئتين من األسفل لألعلى وتنبسط‬
‫أيضا ً عضالت الضلوع مقلصة حجم الرئتين من الخلف إلى األمام ‪ ،‬لذلك يتقلص حجم الرئتين مما يجعل الهواء في الرئتين‬
‫أعلى من الضغط الجوي في الجو الخارجي‪ .‬فيندفع الهواء من الرئتين إلى الجو‬

‫صورة ‪6‬‬
‫فيديو ‪2‬‬

‫وفي حالة الشهيق تقوم عدة عضالت تقع بين الضلوع برفع الضلوع العشرين العليا إى األعلى ‪ ،‬بينما يقوم الحجاب الحاجز‬
‫بدفع األريعة ضلوع السفلى إلى الخارج ‪ ،‬كما يقوم الحجاب الحاجز في الوقت نفسه بالتسطح منهيا ً بذلك حالة التقوس إلى‬
‫أعلى‪ .‬هذه العكلية تسبب إتسلعل في حجم الفقفص الصدري ‪ ،‬ويقابها عملية معاكسة تقلص من حجم القفص الصدري أثناء‬
‫الزفير ‪ ،‬أي أن الضلوع العشرين تتجه إلى أسفل بينما تندفع الضلوع األربعة إلى الداخل ويتحدب الحجاب الحاجز في اتجاه‬
‫الرئتين‪ .‬كل هذه العملية تقلل من حجم التجويقف الصدري وتختلف سرعة التنفس حسب وضع اإلنسان وسنه ‪ ،‬فكلما كبر الجهد‬
‫الذي يبذله اإلنسان سزاد عدد مرات تنفسه ‪ ،‬وتكون عملية التنفس أقل سرعة في حالة النوم ‪ <--‬عادة ما يكون ضغط الهواء‬
‫داخل الرئتين ‪ 30 ~ 7‬سم ‪ /‬الماء أثناء الكالم وال يكون هناك تذبذب يذكر في درجة ضغط الهواء داخل الرئتين أثناء نطق‬
‫الًوات اللغوية ‪ ،‬ولكنه يرتفع قليال عند التأكد على كلمة أو صوت أو عند التحدث بصوت عال‬

‫صورة ‪7‬‬

‫الجزء الثاني من جهاز النطق‪ :‬الحنجرة‪.‬‬


‫وهي حسب مالمبرج (فراغ بالصندوق الذي يختم الجزء العلوي من القصبة الهوائية) وتتكون الحنجرة من أربعة‬
‫غضاريف‪:‬‬

‫الحنجرة‬
‫‪Larynx‬‬

‫الغضروفان الحنجرسان‪:‬‬ ‫الغضروف الدرقي‪:‬‬ ‫الغضروف الحلقي‬


‫‪Aryténoide‬‬ ‫‪Thyroide‬‬ ‫‪Cricoide‬‬

‫غضروفان صغيران على شكل هرم‬ ‫الذي يرى بارزا ً لألمام في رقاب‬ ‫الذي يعتبر غضروف األساس وهو‬
‫مثبتان على الجدار الخلفي للغضروف‬ ‫الرجال وهو متصل بالغضروف‬ ‫على شكل خاتم موضوع أفقيا ً فصه‬
‫الحلقي‬ ‫الحلقي بواسطة قرون سفلية وهو‬ ‫مستدير إلى الوراء‬
‫مفتوح من األعلى ومن الخلف‬

‫صورة ‪8‬‬

‫والحنجرة عبارة عن حجرة متسعة نوعا ً ما ومكونة من أربعة غضاريف ‪ ،‬األول أو العلوي منها ناقص االستدارة من خلف‬
‫وعريض بارز إلى األمام ‪ ،‬ويعرف الجزء البارز منها بتفاحة آدم‪ .‬أنما الغضروف الثاني فخو كامل االستدارة والثالث مكون‬
‫من قطعتين موضوعتين فوق الغضروف الثاني من خلف ‪ ،‬والوتران الصوتيان هما رباطان مرنان يشبهان الشفتين يمتدان أفقيا ً‬
‫من الخلف إلى األمام حيث يلتقيان عند ذلك البروز الذي نسميه تفاحة آدم‪ .‬اما الفراغ الذي بين الوترين فيسمى بالمزمار وفتحة‬
‫المزمار تنفتح وتنقبض بنسب مختلفة مع األصوات وبترتب على هذا اختالف نسب شدة الوترين واستعدادهما لإلهتزاز ‪ ،‬فكاما‬
‫زاد توترهما زادت نسبة اهتزازهما في الثانية فتختلف تبعا لهذا درجة الصوت ‪ ،‬وللمزمار غطاء نسميه لسان المزمار وظيفته‬
‫األصلية أن يكون بمثابة صمام يحمي طريق التنفس أثناء عملية البلع‪.‬‬

‫فيديو ‪3‬‬

‫التصويت‬
‫تطلق كلمة مزمار ‪ glotte‬على الفرلغ المثلث المحاط بالحبلين الصوتيين (وامتدادهما في النتزء الصوتي) ‪ ،‬ومن‬
‫الممكن بفضل الغضروفين الهرميين والعضالت المتحركة فيهما تقريب الحبلين الصوتيين أحدهما من اآلخر أو حتى إغالق‬
‫المزمار‬

‫صورة ‪9‬‬

‫عرفه مالمبرج بأنه يكون مفتوحا ً خالل التنفس العادي ‪ ،‬كما يكون مفتوحا خالل النطق ببعض الصوامت المهموسة‪ .‬اما خالل‬
‫التصويت فإن المزمار يجب أن ينغلق على طول الخط الوسيط ‪ ،‬فإذا بقي الجزء الموجود بين الغضروفين الهرميين مفوحا بحيث‬
‫يسمح لهواء بالمرور سمعنا صوتا ً مستترا ً ‪ ،‬هو صوت الوشوشة‪ .‬وإذا كان اإلغالق كامالً كان المزمار في وضع االستعداد‬
‫للتذبذب شريطة أن يكون شد العضلة الدرقية الهرمية وتوترها هو المناسب للنغمة المراد نطقها‪.‬‬

‫التجاويف فوق المزمارية‬


‫وهي الحلق ‪ Pharynx‬وتجويف الفم والفراغ األنفي‬

‫التجاويف فوق المزمارية‬

‫والفراغ األنفي‬ ‫وتجويف الفم‬ ‫الحلق‬


‫‪Pharynx‬‬

‫ولها دور أساسي في الكالم باستخدامها أدوات رنين من نغمة حنجرية‪.‬‬


‫صورة ‪10‬‬

‫صورة ‪11‬‬

‫صورة ‪12‬‬

‫التجويف الحلقي ‪Pharyngeal cavity‬‬

‫يمتد التجويف الحلقي من الحنجرة إلى بداية التجويف الفموي والتجويف األنفي ‪ ،‬فهو عبارة عن أنبوب يصل بين‬
‫الحنجرة من جهة وأنبوبي التجويف األنفي من والتجويف الفموي جهة أخر‪.‬‬

‫التجويف الفموي ‪Oral cavity‬‬

‫وهو أكثر التجاويف تعقيدا ً ‪ ،‬كما أن غالبية األصوات اللغوية تخرج منه ‪ ،‬ويمتد من الشفتين إلى أعلى التجويف‬
‫الحلقي‪ .‬ويحتوي على الشفتين والوجنتين واألسنان واللسان والحنك الصلب والحنك اللين والفكين األعلى واألسفل‪.‬‬

‫التجويف األنفي ‪Nasal cavity‬‬

‫يتكون التجويف األنفي من تجويفين بينهما حاجز يمتد من بين فتحتي األنف إلى مؤخرة التجويف األنف حيث يلتقيان‬
‫في فتحة واحدة تشرف على التجويف الحلقي‪.‬‬

‫فيديو ‪4‬‬

‫الحوصلة‬
‫وعليه اهتم مالمبرج بجهاز التطق وأجزائه ووضائفه‪ .‬وهو ما نعتبره قد اهتم بالصوتيات النطقية ؛ وهو أقدم فروع‬
‫الصوتيات الثالثة‪ .‬ويقوم بتحديد مخارج الألصوات اللغوية وطرق إخراجها ودراسة الجهاز الصوتي عند اإلنسان والعضالت‬
‫التي تتحكم في أعضاء النطق التي تقوم بإخراج األصوات اللغوية‪ .‬وبهذا فإن هذا الفرع ذو عالقة بعلم ووظائف األعضاء‬
‫‪ physiology‬وعلم التشريح ‪ . anatomy‬ولقد استفاد مالمبرج من هذين العلمين وخصوصا فيما يتعلث بالجهاز الصوتي‬
‫والجهاز التنفسي‪ .‬وقد اعتمد منهجا ً وصفيا دقيقا ً في التعريف بجهاز النطق عند اإلنسان ووظائفه‪ .‬وقد استعمل في تحليله‬
‫مصطلحات علمية توظف في مجال الطب وثمت علم الصوتيات‪ .‬وقد اهتم مالمبرج في الفصل األول من الكتاب بالجانب‬
‫األكوستيكي أي الصوتيات األكوستية وهي عند خروج األصوات اللغوية من الجهاز الصوتي ‪ ،‬فإنه تتكون ذبذبات صوتية تنتشر‬
‫في الهواء لتصل إلى أذن السامع‪ .‬فالصوتيات األكوستية هي دراسة هذه الذبذبات وألن هذه الموجات ال ترى بالعين المجردة ؛‬
‫فقد اعتمد مالمبرج في المضمار على أمثلى تبين هذه الموجات الصوتية وكيفية تحويلها إلى ترددات كهربائية ‪ ،‬وثم عرضها‬
‫على الشاشات أو طباعتها على الورق‪ .‬وخصص الفصل الثاني للتعريف بجهاز النطق ‪ ،‬لكنه أهمل الصوتيات السمعية التي هي‬
‫فرع يهتم بالفترة التي تقع منذ وصول الموجات الصوتية إلى األذن حتى إدراكها‪ .‬فكان على المؤلف أن يتناول (األذن) بالدراسة‬
‫في هذا الكتاب الذي يرسل الصوت في ظواهره إرساالً واستقباالً ‪ ،‬ولكنه اكتفى باإلشارة إلى طاقة األذن باالستيعاب دون أن‬
‫يتعرض آللياتها التي تعمل أثناء عملية استيعاب الصوت‪.‬‬
‫صورة ‪13‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫الصوتيات علم يبحث في مجال األصوات اللغوية من حيث مخارجها وكيفية إخراجها وخواصها األكوستية ‪ ،‬كالموجات‬
‫الصوتية وكيف يتم سماعها وإدراكها وهو علم تجريبي في معظم فروعه‪ .‬يحيث يعتمد الباحثون في كجال الصوتيات على أجهزة‬
‫متطورة ومعقدة لدراسة األصوات اللغوية ‪ ،‬وهو علم ظهر منذ آالف السنين وال يزال محط اهتمام الباحثين مما يحتاجون إلى‬
‫إلمام كاف بفروع المعرفة األخرى كفيزيائية الموجات الصوتية والتشريح ووظائف األعضاء وعلم النفس للدخول إلى عالم‬
‫الصوتيات‪.‬‬

You might also like