Professional Documents
Culture Documents
إعداد:
أمنة بن خليفة
رفيق عطي
تصويرة 1
ودراسة اللغة باعتبارها ظاهرة عامة ،تتحقق في درس كالم أفراد الجماعة اللغوية ،مسموعا َ كان أو مسجالً ،وذلك
للتعرف على نظام اإلشارات الصوتية أو األصوات اللغوية المكونة للكالم من حيث إصدارها وانتقالها وإدراكها وماتثره من
استجابات لدى السمع وكذلك للتعرف على القوانين التي تحكم تلك األصوات في جميع مراحلها وعلى النظام العام آلداء اللغة في
صورته الطبيعية .ودراسة اللغة بهذا المنهج وفي ضوء هذا الهدف يطلق عليها :علم الصوتيات phoniticsالذي هو جزء من
على اللغة linguisticsوفرع من فروعه.
يمكننا أن نعرف علم الصوتيات بأنه العلم الذي يدرس الصوت النإنساني من وجهة النظر اللغوية (] )1علم الصوتيات:
أحمد عالم عبد العزيز [ ويمكننا تعريف الفونولوجيا بأنه علم يبحث في النظم واألنماط الصوتية .بمعنى أنه في حال دراسة لغة
ما فونولوجيا ً فإنه يتعين في البداية معرفة النظام الصوتي في تلك اللغة .والنظام الصوتي هو جميع األصوات اللغوية المتمايزة
عن بعضها البعض في لغة ما.
ظاهرة الصوت
الصوت ظاهرة طبيعية ندرك أثرها قبل أن ندرك كنهها ،فقد أثبت علماء الصوت ان كل صوت مسموع يستلزم وجود
جسم مهتز على ان تلك الهزات قد ال تدرك بالعين في بعض الحاالت .كما أثبتوا أن هزات مصدر الصوت تنتقل في وسط غازي
أو سائل أو صلب ،حتى يصل إلى األذن اإلنسانية والهواء هو الوسط الذي تنتقل خالله الهزات في معظم الحاالت ،فخالله
تنتقل الهزات من مصدر الصوت في شكل موجات حتى تصل إلى األذن .وسرعة الصوت كما قدرها العلماء هي 332مترا ً قي
الثانية أي أنها ضعف ما تقطعه أسرع طائرة عرفت حتى اآلن .والصوت اإلنساني هو ككل األصوات ينشأ من ذبذبات مصدرها
عند اإلنسان الحنجرة ،فعند اندفاع النفس من الرئتين يمر بالحنجرة فيحدث تلم االهتزازات التي بعد صدورها من الفم أو األنف
تنتقل خالل الهواء الخارجي على شكل موجات حتى تصل إلى األذن .وحتى يصل الصوت إلى األذن ال بد لجهاز النطق من
أداء عدة وظائف .وفي هذا اإلطار تناولنا الفصل الثاني " عبم األصوات الفيسيولوجي " " "phonotic physiologicمن
كتاب "علم األصوات" لبيرتين مالينبيرج وفيه اهتم بتعريف جهاز النطق من خالل تقديم أجزائه ووظيفة كل جزء من الجهاز
النطقي وكيف تساهم عناصر الجهاز في عملية التصويت .فما هو جهاز النطق عند اإلنسان ؟ مم يتكون ؟ ما هي الوظيفة التي
يؤديها ؟ ما هة المنهج الذي اعتمده ملينبيرج في شرحه لهذه الوظائف ؟ وما أهم ما توصل إليه في تحليله؟
التحليل
مثلما أشرنا أعاله ،عرف مالمبرج في الفصل الثاني جهاز النطق عند اإلنسان من خالل تقديم أجزائه ( يشتمل جهاز
النطق اإلنساني على ثالثة أجزاء :الجهاز التنفسي ،الحنجرة ،التجاويف فوق المزمارية) (] )1علم األصوات بارتيل مالمبرج).
فجهاز النطق عند اإلنسان ينقسم إلى ثالثة أجزاء:
التي تلعب دور غرف الرنين حيث التي تنشئ الطاقة المصوتة المستخدمة الذي يقدم تيار الهواء الضروري
تنتج غالبية الضوضاء المستخدمة في في الكالم إلنتاج أغلب أصوات اللغة
الكالم
قام الكاتب بتقدبيم الجانب الفيسيلوجي فلما كان الصوع اللغوي يمر أوالً بمرحاة إنتاجة وإصداره عن طريق جهاز النطق في
اإلنسان ،كان من الطبيعي ان تبدا دراسته بمحاولة التعرف على ذلك الجهاز والكشف عن طبيعة كل عضو فيه ودوره في
عملية إصدار الكالم .وجهاز النطق عند مالمبرج ثالثة أجزاء:
الجهاز التنفسي (يزود خاليا إنسان باألكسجين الضروري ألنشطتها ويخلصها من ثاني أكسيد الكربون)
صورة 2
والجزء الثاني :الحنجرة وقد تعدى القدماء والمحدثون هذا العضو األداة األساسية للصوت اإلنساني ،ألنها تشتمل على
الوترين الصوتيين الذين يهتزان مع معظم األصوات هزات منتظمة أمكن عدها في الثانية .وترتب على معرفة تلك الهزات
الحكم على درجة الصوت أي كما عدها مامبرج (تنشئ الطاقة المصوتة المستخدمة في الكالم)
صورة 3
صورة 4
فيديو 1
ثم ينتقل مالمبرج من تفصيل الوظائف التي يقوم بها كل جزء من أجزاء النطق ،فجهاز التنفس يساهم في إحداث عملية التنفس
respiraitionإذ يشتمل حدث التنفس على مرحلتين :الشهيق inspiraitionوالزفير expiraition
عملية التنفس
الزفير: الشهيق:
expiraition inspiraition
يشتمل على ارتفاع الحجاب الحاجز تكبر الفراغات الرئوية كلما اتسع
وهبوط األضالع ونتيجة لهذا يندفع القفص الصدري بسبب هبوط الحجاب
الهواء بكمية كبيرة من الرئتين الحاجز وارتفاع األضالع
والشهيق هو عملية دخول الهواء من الجو الخارجي ثم يمر عبر القنةوات الهوائية للجهاز التنفسية حتى يصل لألسناخ الرئوية
الموجودة في الرئتين ،وعند حدوث الشهيق تنقبض عضلة الحجاب الحاجز دافعة الرئتين لل‘تساع من األعلى لألسفل كما
تنقبض عضالت الضلوع دلفعة الرئتين لإلتساع من األمام للخلف ،هاتان الحركتان تعمالن معا ً على زيادرة حجم الرئتين فيقل
ضغط الهواء فيهما مما يؤدسي لحدوث فرق بالضغط بين الضغط الجوي والهواء بين الرئتين
صورة 5
الزفير
هو عملية خروج الهواء من األسناخ الرئوية الموجودة في الرئتين ثم يمر بالقنوات الهوائية الموجودة في الجهاز التنفسي
وأخيرا ً إلى الجو الخارجي وعند حدوث الزفير تنبسط عضلة الحجاب الحاجز مقلصة حجم الرئتين من األسفل لألعلى وتنبسط
أيضا ً عضالت الضلوع مقلصة حجم الرئتين من الخلف إلى األمام ،لذلك يتقلص حجم الرئتين مما يجعل الهواء في الرئتين
أعلى من الضغط الجوي في الجو الخارجي .فيندفع الهواء من الرئتين إلى الجو
صورة 6
فيديو 2
وفي حالة الشهيق تقوم عدة عضالت تقع بين الضلوع برفع الضلوع العشرين العليا إى األعلى ،بينما يقوم الحجاب الحاجز
بدفع األريعة ضلوع السفلى إلى الخارج ،كما يقوم الحجاب الحاجز في الوقت نفسه بالتسطح منهيا ً بذلك حالة التقوس إلى
أعلى .هذه العكلية تسبب إتسلعل في حجم الفقفص الصدري ،ويقابها عملية معاكسة تقلص من حجم القفص الصدري أثناء
الزفير ،أي أن الضلوع العشرين تتجه إلى أسفل بينما تندفع الضلوع األربعة إلى الداخل ويتحدب الحجاب الحاجز في اتجاه
الرئتين .كل هذه العملية تقلل من حجم التجويقف الصدري وتختلف سرعة التنفس حسب وضع اإلنسان وسنه ،فكلما كبر الجهد
الذي يبذله اإلنسان سزاد عدد مرات تنفسه ،وتكون عملية التنفس أقل سرعة في حالة النوم <--عادة ما يكون ضغط الهواء
داخل الرئتين 30 ~ 7سم /الماء أثناء الكالم وال يكون هناك تذبذب يذكر في درجة ضغط الهواء داخل الرئتين أثناء نطق
الًوات اللغوية ،ولكنه يرتفع قليال عند التأكد على كلمة أو صوت أو عند التحدث بصوت عال
صورة 7
الحنجرة
Larynx
غضروفان صغيران على شكل هرم الذي يرى بارزا ً لألمام في رقاب الذي يعتبر غضروف األساس وهو
مثبتان على الجدار الخلفي للغضروف الرجال وهو متصل بالغضروف على شكل خاتم موضوع أفقيا ً فصه
الحلقي الحلقي بواسطة قرون سفلية وهو مستدير إلى الوراء
مفتوح من األعلى ومن الخلف
صورة 8
والحنجرة عبارة عن حجرة متسعة نوعا ً ما ومكونة من أربعة غضاريف ،األول أو العلوي منها ناقص االستدارة من خلف
وعريض بارز إلى األمام ،ويعرف الجزء البارز منها بتفاحة آدم .أنما الغضروف الثاني فخو كامل االستدارة والثالث مكون
من قطعتين موضوعتين فوق الغضروف الثاني من خلف ،والوتران الصوتيان هما رباطان مرنان يشبهان الشفتين يمتدان أفقيا ً
من الخلف إلى األمام حيث يلتقيان عند ذلك البروز الذي نسميه تفاحة آدم .اما الفراغ الذي بين الوترين فيسمى بالمزمار وفتحة
المزمار تنفتح وتنقبض بنسب مختلفة مع األصوات وبترتب على هذا اختالف نسب شدة الوترين واستعدادهما لإلهتزاز ،فكاما
زاد توترهما زادت نسبة اهتزازهما في الثانية فتختلف تبعا لهذا درجة الصوت ،وللمزمار غطاء نسميه لسان المزمار وظيفته
األصلية أن يكون بمثابة صمام يحمي طريق التنفس أثناء عملية البلع.
فيديو 3
التصويت
تطلق كلمة مزمار glotteعلى الفرلغ المثلث المحاط بالحبلين الصوتيين (وامتدادهما في النتزء الصوتي) ،ومن
الممكن بفضل الغضروفين الهرميين والعضالت المتحركة فيهما تقريب الحبلين الصوتيين أحدهما من اآلخر أو حتى إغالق
المزمار
صورة 9
عرفه مالمبرج بأنه يكون مفتوحا ً خالل التنفس العادي ،كما يكون مفتوحا خالل النطق ببعض الصوامت المهموسة .اما خالل
التصويت فإن المزمار يجب أن ينغلق على طول الخط الوسيط ،فإذا بقي الجزء الموجود بين الغضروفين الهرميين مفوحا بحيث
يسمح لهواء بالمرور سمعنا صوتا ً مستترا ً ،هو صوت الوشوشة .وإذا كان اإلغالق كامالً كان المزمار في وضع االستعداد
للتذبذب شريطة أن يكون شد العضلة الدرقية الهرمية وتوترها هو المناسب للنغمة المراد نطقها.
صورة 11
صورة 12
يمتد التجويف الحلقي من الحنجرة إلى بداية التجويف الفموي والتجويف األنفي ،فهو عبارة عن أنبوب يصل بين
الحنجرة من جهة وأنبوبي التجويف األنفي من والتجويف الفموي جهة أخر.
وهو أكثر التجاويف تعقيدا ً ،كما أن غالبية األصوات اللغوية تخرج منه ،ويمتد من الشفتين إلى أعلى التجويف
الحلقي .ويحتوي على الشفتين والوجنتين واألسنان واللسان والحنك الصلب والحنك اللين والفكين األعلى واألسفل.
يتكون التجويف األنفي من تجويفين بينهما حاجز يمتد من بين فتحتي األنف إلى مؤخرة التجويف األنف حيث يلتقيان
في فتحة واحدة تشرف على التجويف الحلقي.
فيديو 4
الحوصلة
وعليه اهتم مالمبرج بجهاز التطق وأجزائه ووضائفه .وهو ما نعتبره قد اهتم بالصوتيات النطقية ؛ وهو أقدم فروع
الصوتيات الثالثة .ويقوم بتحديد مخارج الألصوات اللغوية وطرق إخراجها ودراسة الجهاز الصوتي عند اإلنسان والعضالت
التي تتحكم في أعضاء النطق التي تقوم بإخراج األصوات اللغوية .وبهذا فإن هذا الفرع ذو عالقة بعلم ووظائف األعضاء
physiologyوعلم التشريح . anatomyولقد استفاد مالمبرج من هذين العلمين وخصوصا فيما يتعلث بالجهاز الصوتي
والجهاز التنفسي .وقد اعتمد منهجا ً وصفيا دقيقا ً في التعريف بجهاز النطق عند اإلنسان ووظائفه .وقد استعمل في تحليله
مصطلحات علمية توظف في مجال الطب وثمت علم الصوتيات .وقد اهتم مالمبرج في الفصل األول من الكتاب بالجانب
األكوستيكي أي الصوتيات األكوستية وهي عند خروج األصوات اللغوية من الجهاز الصوتي ،فإنه تتكون ذبذبات صوتية تنتشر
في الهواء لتصل إلى أذن السامع .فالصوتيات األكوستية هي دراسة هذه الذبذبات وألن هذه الموجات ال ترى بالعين المجردة ؛
فقد اعتمد مالمبرج في المضمار على أمثلى تبين هذه الموجات الصوتية وكيفية تحويلها إلى ترددات كهربائية ،وثم عرضها
على الشاشات أو طباعتها على الورق .وخصص الفصل الثاني للتعريف بجهاز النطق ،لكنه أهمل الصوتيات السمعية التي هي
فرع يهتم بالفترة التي تقع منذ وصول الموجات الصوتية إلى األذن حتى إدراكها .فكان على المؤلف أن يتناول (األذن) بالدراسة
في هذا الكتاب الذي يرسل الصوت في ظواهره إرساالً واستقباالً ،ولكنه اكتفى باإلشارة إلى طاقة األذن باالستيعاب دون أن
يتعرض آللياتها التي تعمل أثناء عملية استيعاب الصوت.
صورة 13
خاتمة:
الصوتيات علم يبحث في مجال األصوات اللغوية من حيث مخارجها وكيفية إخراجها وخواصها األكوستية ،كالموجات
الصوتية وكيف يتم سماعها وإدراكها وهو علم تجريبي في معظم فروعه .يحيث يعتمد الباحثون في كجال الصوتيات على أجهزة
متطورة ومعقدة لدراسة األصوات اللغوية ،وهو علم ظهر منذ آالف السنين وال يزال محط اهتمام الباحثين مما يحتاجون إلى
إلمام كاف بفروع المعرفة األخرى كفيزيائية الموجات الصوتية والتشريح ووظائف األعضاء وعلم النفس للدخول إلى عالم
الصوتيات.