Professional Documents
Culture Documents
1368حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن عجالن عن سعيد المقبري عن أبي سلمة عن عائشة رضي هللا
عنها أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن هللا ال يمل حتى تملوا وإن أحب العمل إلى
هللا أدومه وإن قل وكان إذا عمل عمال أثبته
(قال اكلفوا ) :بفتح الالم من باب سمع أي تحملوا من العمل ما تطيقونه على الدوام والثبات ( فإن هللا ال يمل ) :
بفتح الميم أي ال يقطع اإلقبال عليكم باإلحسان ( حتى تملوا ) :في عبادته .واإلمالل هو استثقال النفس من الشيء
ونفورها عنه بعد محبته .وإطالقه على هللا تعالى من باب المشاكلة ،كما في قوله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها كذا
في المرقاة .وقال القسطالني :والمعنى ـ وهللا أعلم ـ اعملوا حسب وسعكم [ ص ] : 178وطاقتكم ،فإن هللا تعالى ال
يعرض عنكم إعراض الملول و ال ينقص ثواب أعمالكم ما بقي لكم نشاط فإذا فترتم فاقعدوا فإنكم إذا مللتم من العبادة
وآتيتم بها على كالل وفتور كانت معاملة هللا معكم حينئذ معاملة الملول .وقال التوربشتي :إسناد المالل إلى هللا على
طريقة االزدواج والمشاكلة ،والعرب تذكر إحدى اللفظتين موافقة لألخرى وإن خالفتها معنى .قال هللا تعالى وجزاء
سيئة سيئة مثلها وقال الخطابي :معناه أن هللا ال يمل أبدا وإن مللتم .وقيل معناه أن هللا ال يمل من الثواب ما لم تملوا
من العمل .ومعنى تمل تترك ألن من مل شيئا تركه وأعرض عنه انتهى ( وكان ) :النبي ـ صلى هللا عليه وسلم ـ (
أثبته ) :أي داوم عليه .قال المنذري :وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه .