Professional Documents
Culture Documents
هـ
الضمان والتصرف
في عقود البناء
والتشغيل واإلعادة
()B.O.T
د .صاحل بن علي الشمراين
جامعة أم القرى
1
بسم هللا الرمحن الرحيم
احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على سيدان وحبيبنا حممد النيب األمي األمني وعلى آله
الغر امليامني ومن تبعهم واقتفى أثرهم واسنت سنتهم إبحسان إىل يوم الدين.
املبجلني وصحابته ّ
الطاهرين ّ
أما بعد :
فإن نظام البناء والتشغيل واإلعادة ( )B.O.Tأو ما يسميه بعضهم بعقد البوت BOTوما يتفرع عنه
يُعد من العقود االقتصادية املستحدثة واملتطورة( ،)1وهو عقد استطاع القطاعان احلكومي واخلاص تفعيله
وتنمية األموال اجملمدة عن طريقه ،وعند حبث جممع الفقه اإلسالمي الدويل لعقد املقاولة والتعمري يف
دورته الرابعة عشرة ابلدوحة عام 1241هـ أوصى يف قراره بدراسة هذا العقد -أعين عقد - B.O.Tمث
كان هذا العقد واحدا من املواضيع اليت انقشها اجملمع يف دورته التاسعة عشرة ابلشارقة عام 1211هـ .
وقد قدم عدد من أصحاب الفضيلة أعضاء اجملمع حبواث قيمة يف دراسة هذا العقد وتكييفه ،ودارت
حوله املناقشات والردود ،ومع ذلك فقد جاء يف توصيات القرار طلب :تكثيف البحث الفقهي حول
مجيع صور عقود البناء والتشغيل واإلعادة بغرض ضبط أحكامها املختلفة وصياغتها يف نصوص يسهل
عند التفاوض والتحاكم الرجوع إليها والبناء عليها ؛ لتشعب مسائله وكونه كما جاء يف القرار رقم 184
( )11/8عقدا مستحداث وإن شابه يف بعض صوره التعاقدات وأدوات االستثمار املعهودة فقها ،إال أنه
قد ال يتطابق مع أي منها .
وسنتجاوز الكالم عن مشروعية هذا النوع من العقود وقد قال اجملمع فيه قولته وصدر القرار جبوازه ،
مستصحبني أصل الشريعة يف جواز العقود كما قال شيخ اإلسالم –رمحه هللا " )4(-األصل يف العقود و
الشروط اجلواز والصحة وال حيرم منها ويبطل إال ما دل الشرع على حترميه وإبطاله نصا أو قياسا عند من
يقول به وأصول أمحد املنصوصة عنه أكثرها جيرى على هذا القول ،ومالك قريب منه لكن أمحد أكثر
تصحيحا".انتهى.
وقال العالمة ابن القيم –رمحة هللا " :)1(-اخلطأ الرابع :فساد اعتقاد من قال أن عقود املسلمني
وشروطهم ومعاملتهم على البطالن حىت يقوم دليل الصحة ،فإذا مل يقم عندهم دليل على صحة عقد أو
عقودا كثرية من معامالت الناس وشروطهم بال برهانشرط أو معاملة ،استصحبوا بطالنه فأفسدوا بذلك ً
( _)1قرار اجملمع رقم .)11/8( 184
( _)4جمموع الفتاوى .114/41
( _)1يف األعالم .122/1
2
من هللا بناء على هذا األصل ،ومجهور الفقهاء على خالفه ،وأن األصل يف العقود والشروط الصحة
حىت يقوم الدليل على البطالن ،وهذا القول هو الصحيح ،فإنه ال حرام إال ما حرم هللا ورسوله ،كما أنه
ال واجب إال ما أوجبه هللا ورسوله وال دين إال ما شرعه هللا ورسوله" .انتهى.
ولكن استجابة لطلب زايدة البحث فيه للوصول إىل كل ما من شأنه أن يضبط العالقة بني أطرافه
وتوسيعا لدائرة البحوث الفقهية فيه إذ عامة ما كتب فيه غلب عليه الطابع القانوين ،ورغبة يف االستفادة
من خوض غمار هذا النوع من البحوث املتخصصة رغبت أن أتكلم يف جزئية رأيت أن البحوث السابقة
أعرضت عنها أو ذكرهتا ضمنا ال قصدا وهي مسألة الضمان يف هذا العقد وحدود التصرف يف املشروع
وذلك بغية اإلجابة على األسئلة التالية :
هل يكون الضمان على املستثمر ( الباين أو املقاول أو الصانع ) ؟ أم على املشغل إن توىل التشغيل
طرف اثلث ؟ أم على املستصنع ؟ أم هو مشرتك بني أكثر من طرف ؟
والضمان يكون يف حال التلف الكلي أو اجلزئي ،ويكون يف الصيانة وحنوها.
وإذا جاء ابملشروع على خالف الشروط واملواصفات فهل يضمن النقص ؟ وهل للمالك اخليار ؟
وقد يكون التلف آبفة أو أمر قاهر وقد يكون انجتا عن تقصري وتفريط ؟
وقد يكون البحث عن الضمان أثناء البناء ،وقد يكون أثناء التشغيل ،وقد يكون بعد اإلعادة ؟
ويتبع البحث يف الضمان البحث يف الرباءة من العيوب واملدة اليت يربأ هبا الصانع.
وكذا الغنم احلاصل بسبب املشروع كاالختصاصات والتعويضات وحنوها فإهنا تكون تبعا للضمان.
مث يلتحق بذلك ذكر جواز التصرف يف املشروع ابلزايدة والنقصان والبيع واهلبة والوصية وحنوها من
التصرفات.
وال شك أن القول يف الضمان فرع عن القول بنوع العقد إن كان بيعا أو إجارة أو استصناعا أو غري
ذلك .وعليه فإن إصرار بعض الباحثني على جعل هذا العقد عقدا مستحداث مبعىن ترك النظر القياسي
بينه وبني العقود املعهودة يف الشريعة قد يفيد عند البحث عن جمرد احلكم على العقد ابجلواز من عدمه
ابلنظر إىل الشروط العامة يف العقود ،ولكن عند البحث عن جهة الضمان فإن ختريج هذا العقد على
العقود املعهودة يتضمن حتديد هذه اجلهة.
والبحوث جرت يف معظمها حول ما جتريه احلكومات مع الشركات يف عقود االمتياز واخلصخصة مع
أن هذا النوع من العقود قد يتم يف صور خاصة بني بعض األفراد يف شيء من صور املقاوالت حينما
3
يعجز صاحب األرض عن بنائها فيعهد هبا إىل آخر يبنيها مبواصفات حمددة ويستثمرها زمنا معينا مث
يعيدها إىل صاحب األرض(.)1
ومن الشواهد على ذلك ما يقوم به بعض من يتملك أرضا قريبة من املسجد احلرام أو املسجد النبوي
إبرث أو بيع أو حنو ذلك ويعجز عن بنائها واستثمارها وفق الضوابط والشروط املعتمدة من هيئة التطوير
فيلجأ إىل طرف آخر يتوىل البناء مقابل االستثمار مدة متفق عليها .
ومثل ذلك أيضا من يتملك أرضا جتارية كبرية إبحدى صور التملك وحتول أحواله املادية دون قدرته
على استثمارها فيتقدم إليه من يستثمرها أو يعلن هو عن عرضها لالستثمار ويتفق مع من يقيم عليها
متجرا ضخما أو فندقا أو قصر أفراح أو مصنعا أو حمطة وقود أو غري ذلك وفق هذا العقد.
وليس ابلضرورة أن تكون األرض دائما جزءا يف هذا العقد بل إن من الصور اليت ميكن أن تكون وفق
هذا العقد أن يدفع إليه منقوال كسيارة أو انقلة أو ابخرة وحنوها ويقوم الثاين بتجهيزها جتهيزا يهيئوها
لالستثمار كإضافة صندوق أو خزان ماء أو برتول أو برادة على أن يستثمرها الصانع مدة حمددة كافية يف
رد ما دفعه يف التصنيع مع هامش رحبي معني ،والفرق بني هذه احلالة واليت قبلها أن املنقول قد يتلف أو
يتعطل أثناء مرحلة التشغيل وتتطلب الصيانة يف نفسها خبالف مشاريع العقارات فإن التلف يكون ملا
أحدثه الصانع فقط دون األرض إال يف حاالت االهنيارات األرضية والزالزل وحنوها – وال فرق بني
احلالتني من جهة الضمان والتصرف كما سيأيت يف ثنااي البحث.
وتفاداي هلذا احلصر -أعين حصر هذا النوع من العقود يف تعامالت الدولة فقط – عمم جممع الفقه
اإلسالمي يف تعريفه له ورود العقد يف حال كانت الدولة أحد طرفيه أو ال كما سيأيت(.)4
وإذا كان األمر كذلك وقد شاع استخدام هذا العقد بني األفراد فقد حيصل بني طريف أو أطراف العقد
بعض اخلالف والشقاق الذي يفتقر إىل نظرة شرعية حتمل كل طرف ما جيب عليه من التزامات وضمان
جراء الدخول يف مثل هذه العقود ،بل إن بعض املشاريع احلكومية أتثرت بسبب هذا(.)1
خطة البحث :
( _)1تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة ( ) B.O.Tيف تعمري األوقاف واملرافق العامة للدكتور أمحد خبيت ص ،11وتطبيق عقد
البناء والتشغيل واإلعادة ( ) B.O.Tيف تعمري األوقاف واملرافق العامة للشيخ خالد الرشود ص.2
( _)4انظر قرار اجملمع رقم .)11/8( 184
( _)1انظر مشكلة تعثر هذه املشاريع يف عدد من الدول على شبكة املعلومات – جريدة االقتصادية عدد ، 118جريدة اجلريدة عدد
- www.4eqt.com/vb/thread21452.html . 418
www.mubasher.info/kse/News/NewsDetails.aspx?...
4
املقدمة
املبحث األول :التعريف بعقد البوت. B.O.T
أوال :التعريف ابملصطلح.
اثنيا :التعريف ابلعقد.
اثلثا :صور العقد.
رابعا :الفرق بني عقود املقاولة واالستصناع وعقد .B.O.T
املبحث الثاين :بداايت وعقود مشاهبة لعقد .B.O.T
املبحث الثالث :أقوال الفقهاء يف التكييف الشرعي لعقد : B.O.T
التكييف األو :ككييه عل أه عقد استناا ول أبب صوب :
الصورة األوىل :
الضمان يف هذه الصورة
جواز وحدود التصرف
الصورة الثانية :
الضمان يف هذه الصورة
جواز وحدود التصرف
الصورة الثالثة :
الضمان يف هذه الصورة
جواز وحدود التصرف
الصورة الرابعة :
الضمان يف هذه الصورة
جواز وحدود التصرف
التكييف الثاين :ككييه عل أساس اجلعالة :
الضمان يف هذه الصورة
جواز وحدود التصرف
التكييف الثالث :ككييه عل أه عقد شركة متااقنة أو مؤقتة :
5
الضمان :
جواز وحدود التصرف
التكييف الراب :خترجي عل عقد اإلجابة :
الضمان :
جواز وحدود التصرف
التكييف اخلامس :خاص ابلتعدين ( وينلح يف حهر اآلابب ) :
الضمان :
جواز وحدود التصرف
املبحث الرابع :الضمان بعد اإلعادة .
( _)1قرار جممع الفقه اإلسالمي رقم – )11/8( 184الدورة التاسعة عشرة – 1211/5-1هـ.
7
األو :قصر هذا العقد على املشاريع احلكومية.
الثاين :قصره على مشاريع البىن األساسية.
الثالث :التعبري بنقل امللكية وعرب بتسليم املنشأة ؛ ألن املشروع يدخل بعد متامه وقبوله مباشرة يف
ملكية الدولة ابلقبض احلكمي كما سيأيت.
وزاد تعريف اجملمع زايدة غاية يف األمهية متعلقة مبوضوع البحث وهي اشرتاط تسليم املنشأة صاحلة
لألداء املرجو منها ،وسيأيت تفصيل حول هذه اجلزئية من حيث ضمان الصيانة واملدة اليت ينبغي أن
تضمن فيها املنشأة بعد التسليم.
وقد يؤخذ على تعريف اجملمع أنه قصر الثمن على املنفعة خالل فرتة متفق عليها بينما ميكن أن حيدد
مثن العمل مع عائده يف ابتداء العقد مث يستوفيه العامل (الشركة املنفذة) من خالل التشغيل إبشراف
الطرف األول دون حتديد للمدة كما سيأيت يف الكالم عن تكييف هذا العقد.
اثلثا :صوب العقد :
هناك صور عديدة هلذا العقد أطلق عليها بعض الباحثني ( عائلة ) B.O.Tوهي متشاهبة ومتداخلة
يف اجلملة(.)1
( _)1الشراكة بني القطاع العام واخلاص للدكتور رايض الفرس ص ، 7تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري
املرافق العامة واألوقاف للدكتور عبد الستار أبو غدة ص ، 5للدكتور عكرمة صربي ص .1حبث تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة (
) B.O.Tيف تعمري األوقاف واملرافق العامة لألستاذ الدكتور :أمحد خبيت ص 42ومن مصادره :العقود اإلدارية وعقد B.O.T
ألمحد سالمة ،العقود اإلدارية مع دراسة لعقود ال B.O.Tحممد أنس جعفر ،النظام القانوين لعقود اإلنشاء والتشغيل وإعادة
املشروع . B.O.Tرسالة للدكتوراة ماهر حممد ،والتطور احلديث لعقود التزام املرافق العامة طبقا لنظام .B.O.Tعمرو حسبو ،
عقود البناء والتشغيل والتحويل بني النظرية والتطبيق محدي عبد العظيم .
8
وهي الصورة األساسية B.O.T Build – Operate – Transfer بناء – تشغيل – نقل امللكية
B.O.O.T Build – Own بناء – متلك
يتميز عن النوع األساسي أبن فيه نقل ملكية املشروع
Operate –Transfer تشغيل – نقل امللكية
مؤقتاً للجهة املنفذة .والتملك هذا فيه حماذير سواء كانت
األرض وقفية أو حكومية.حبث الدكتور عكرمة ص11
وفيه يتوىل منفذ املشروع تصميمه ويتوىل متويله D.B.F.O Design – Build تصميم – بناء
وتشغيله مببادرة منه بعد االتفاق Finance - Operate متويل – تشغيل
وفيه تظل امللكية القانونية للدولة ويقوم منفذ املشروع B.L.T Build – Lease _ Transfer بناء -أتجري – نقل امللكية
ابستئجاره منها وإعادته إليها بعد انتهاء مدة اإلجارة
وفيه تستأجر اجلهة املنفذة للمشروع قائماً وتتوىل جتديد L.R.O.T Lease – Renovate أتجري – جتديد
ه وتشغيله وحتصيل عوائده مث تعيده للدولة يف هناية Operate – Transfer تشغيل – نقل امللكية
مدة اإلجارة .
وهو أيضاً يتعلق مبشروع تقوم إبنشائه الدولة وتسلمه B.T.O Build – Transfer – Operate بناء – نقل امللكية – تشغيل
للقطاع اخلاص لتشغيله وإدارته مع حتصيل عوائد
يتوىل القطاع اخلاص التصميم واإلنشاء واإلدارة مبوافقة B.O.O Build – Own – Operate بناء – امللكية – التشغيل
الدولة ويظل املشروع مملوكا للجهة املنفذة وهو مالئم
ملشروعات مؤقتة تصبح بعد فرتة عدمية القيمة
وهو من قبيل اخلصخصة أو امللكية دون اإلعادة
تستخدم هذه الصورة يف مشروع قائم يراد حتديثه M.O.O.T Modernize – Own حتديث – متلك
وتطويره بتقنية ليست متاحة لدى الدولة ويتملكه Operate – Transfer تشغيل – نقل امللكية.
منفذ املشروع مع اقتسام العوائد بينه وبني الدولة إىل
حني إعادهتا
تستخدم هذه الصورة يف مشروعات متعثرة حيث يتوىل R.O.T Rehabitate - Own إعادة التأهيل – تشغيل
القطاع اخلاص إعادة هيكلتها وهي تشبه الصورة الثانية Transfer نقل امللكية
تشبه الصورة السابقة لكن املشروع ال يعود للدولة مرة R.O.O Rehabitate - Own إعادة التأهيل – امللكية
أخرى وهو من قبيل اخلصخصة Operate والتشغيل
يف هذه الصورة يتم جتديد االمتياز للمشروع الذي أقامة B.O.R Build – Operate بناء -تشغيل-جتديد االمتياز
القطاع اخلاص وأداره ويتضمن وعداً ابلتجديد Renewal of concession
بنفس الشروط أو بشروط أخرى حمددة يف الوعد
يتوىل القطاع اخلاص إنشاء املشروع الذي تكون ملكيته B.T.L Build – Transfer - Lease بناء – نقل امللكية – أتجري
للدولة ويستأجره منها
تشبه الصورة األساسية إال إن املنفذ يتوىل التصميم D.B.O.T Design – Build تصميم–تشغيل-متويل
operate – Transfer نقل امللكية
تقوم اجلهة املستثمرة ببناء املشروع ومتلكه لفرتة B.O.L.T Build – own بناء -متلك أتجري – حتويل
استئجاره فرتة اثنية مث تعيده للدولة يف هناية املدة Lease – Transfer
تقوم اجلهة املستثمرة ابلتصميم والرتويج للمشروع D.P.B.L.T Design - Promotion تصميم – الرتويج
وإنشائه واستئجاره من الدولة لفرتة مث تعيده هلا Build – Lease - Transfer بناء – أتجري – التحويل
تقوم اجلهة بشراء مشروع أنشئ مبعرفة الدولة مث تشغله P.B.O Purchase – Build – Operate شراء – بناء – تشغيل
وال يعود للدولة وهو يشبه اخلصخصة
9
وعند التأمل يف هذه الصور نالحظ أن كل عقد منها مركب من عدة عقود ومراحل ،وما اشتمل
على عقدين جائزين فهو جائز( ،)1وعناصر الرتكيب ال خترج يف العادة الغالبة عن ( :البناء – التشغيل –
التحويل أو إعادة (نقل) امللكية – التأجري – التصميم – التمويل – التجديد -إعادة التأهيل – جتديد
االمتياز – الرتويج ).
وتنحصر أطراف نظام BOTيف غالب صوره يف طرفني أساسني مها الدولة املضيفة ( أو مالك
األرض يف املشاريع اخلاصة ) والشركة املنفذة للمشروع .وال فرق لو كانت الدولة هي املنفذة ملشروع
والطرف اآلخر هو صاحب األرض ،وهذا اندر ألن جلوء الدولة هلذه العقود غنما هو بسبب عجزها
عن استثمار أراضيها ،ودخول بعض اجلهات األخرى ينظر فيه حبسبه فإن كانت جهة متويلية اشرتط يف
عالقتها أن يكون التمويل مباحا ،وإن كانت جهة إشرافية أو تصميمية فواقعها والعالقة معها من ابب
اإلجارة اخلاصة أو املشرتكة وهكذا.
وتعدد أوجه التعامل بني الطرفني مع أنظمة البناء والتشغيل ونقل امللكية هو الذي ولد هذه الصور
العديدة اليت تشرتك يف املضمون واهلدف ولكنها ختتلف يف طريقة التطبيق ،حيث تنصب مجيع الصيغ
السابقة يف متويل وإنشاء وإدارة وتشغيل مشروعات البنية األساسية ،واجملمعات الصناعية والسكنية
واستصالح األراضي لتشكيل جماالت تطبيق مناذج االستثمار ابستخدام هذا النظام.
وهذه الصور وإن كانت متشاهبة ومتداخلة لكن سيدخل على بعضها ما قد يكون سببا يف املنع منها
سواء من جهة التمويل أو من جهة الغرر واجلهالة أو من جهة الشروط وغري ذلك.
وعليه البد من النظر يف كل عقد على حدة والتدقيق يف حمتوى بنوده والتأكد من التكييف الصحيح
له وخلوه من احملاذير الشرعية(.)4
ويعد عقد BOTهو األكثر شيوعاً بني هذه العقود من الناحية العملية من حيث «احلقوق –
االلتزامات» ؛ لكون عقد االستثمار عق ًدا خيضع للقوانني املنظمة لالستثمار ،فإن ذلك يرتتب عليه
العديد من االلتزامات وينتج كذلك عنه للمستثمر حقوق استقالل أثناء فرتة االمتياز(.)5
( _)1عقد املقاولة للدكتور عجيل النشمي يف دورة اجملمع الرابعة عشر .25/4
( _)4انظر حبوث عقد االستصناع ضمن الدورة السابعة جملمع الفقه اإلسالمي الدويل ،وعقود املقاولة يف الدورة الرابعة عشرة.
11
ال يهم كثريا الوقوف على البداايت احلقيقية الستخدام هذا العقد ولكن الرجوع إىل ذلك خاصة يف
تراثنا اإلسالمي يساعد يف تصوره واحلكم عليه واإلفادة من تقريرات الفقهاء السابقني ،وابلرجوع إىل
تلك املصادر فإن عقد BOTالسائد حالياً يف العامل ليس عقدا مبتكرا يف أساسه وإن كان هناك
ابتكارات يف صوره وجزئياته ،ولكن له إرهاصات وبداايت واضحة يف الفقه اإلسالمي ،ولذا يعد كثري
من الباحثني هذا العقد تطويرا غربيا لبعض العقود اليت استخدمها املسلمون قدميا ضمن أساليب استثمار
أموال األوقاف ،فقد دأبت وزارات األوقاف ومؤسساهتا يف العامل اإلسالمي منذ النصف الثاين من القرن
املاضي على استثمار األراضي الوقفية غري الزراعية واليت يطلق عليها األراضي امللساء بطرق تشبه عقد
،)1(BOTواستند فقهاء املرحلة ببعض ما ورد يف تراثنا اإلسالمي مما قد يدل عليه ومن ذلك :
أوال :ما جاء يف مصنف ابن أيب شيبة :قال :حدثنا حممد بن أيب عدي عن ابن عون قال :كان
أجرها(.)4 حممد يكره أن يستأجر العرصة ،فيبين فيها من
والعرصة :هي األرض البيضاء أو البور ،يستأجرها املستأجر ،وال يدفع شيئاً عند العقد ،وتكون
األجرة متمثلة يف البناء الذي يقوم بتشييده على هذه األرض بعد أن ينتفع بسكناها لفرتة من الزمن ،مث
يرد األرض والبناء للمؤجر.
وهذه الصورة ال ختتلف عن األرض يف عقود BOTاليت متنحها الدولة أو مالكها للشركة املنفذة
للمشروع ،لتقوم تلك الشركة ببناء املشروع ،واالستفادة به لفرتة من الزمن ،مث تقوم الشركة برد األرض
والبناء ملالك األرض(.)1
ووجه القول ابلكراهة كما يف الرواية يعود إىل اجلهالة يف األجرة أو مدهتا ،أو اجلهالة يف صفة البنيان ،
وهللا أعلم .
قال ابن القاسم يف رجل قال لرجل :أعطين «: ()2
والتحصيل" اثهيا :ما ورد يف كتاب "البيان
عرصتك هذه أبنيها بعشرة داننري أو مبا دخل فيها على أن أسكنها يف كل سنة بدينار حىت أويف ما
غرمت فيها وأصلحت .قال :إن مسى عدة ما يبنيها به وما يكون عليه يف كل سنة فذلك جائز ،وإن مل
يسم فال خري فيها ».
( _)1حبث عقد البناء والتشغيل واإلعادة")"(BOTيف تعمري األوقاف واملرافق العامة للدكتور عكرمة صربي ص .1
( _)4مصنف ابن أيب شيبة ،511/7ابب يف الرجل يستأجر الدار وغريها ،كتاب :البيوع واألقضية ،رواية رقم . 41251
( _)1حبث حقيقة نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية BOTإعداد د .انهد السيد ص ، 11تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة "
"B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف للدكتور/عبد الستار أبو غدة ص.14
(.211/8 _)2
12
ووجه مطابقة هذا لعقد ) ( B.O.Tأنه استصناع بثمن يستوىف من االنتفاع ابملصنوع مدة تكفي
السرتداد ما دفعه الصانع حيث يظل ينتفع ابلبناء حىت يستويف العشرة داننري ،مث يرد األرض ابلبناء إىل
صاحبها( ،)1و ال فرق بني أن ينتفع هبا يف خاصة نفسه أو يبيع منفعتها إىل غريه.
ويف القرن السابع عشر للميالد (أي يف العهد العثماين) وبسبب احلرائق املتعددة اليت وقعت يف مدينة
اسطنبول ويف بعض املدن الكربى يف بالد األانضول مل يعد لدائرة األوقاف القدرة على متابعة شؤون
األراضي الوقفية الواسعة واملنتشرة يف أرجاء البالد فلجأت إىل عقود جديدة تشجع الناس على االستثمار
يف األراضي الوقفية دون أن تلتفت إىل النتائج السلبية هلذه العقود(.)4
ومما ورد من استخدام مثل هذا العقد يف استثمار الوقف ما يسمى :
اثلثا :التحكري :ويطلق عليه احلكر أو اإلحكار أو االستحكار ،وهو عقد إجارة غري حمددة مبدة
معينه يقصد به إبقاء األرض املوقوفة يف يد املستأجر الذي يسمى حمتكراً مادام يدفع أجر املثل()1ويتم
ذلك عن طريق االتفاق على إعطاء أرض الوقف اخلالية لشخص أو مستثمر ،مقابل مبلغ يقارب قيمتها
ابسم أجرة معجلة ليكون له حق القرار الدائم على تلك األرض ،حبيث يورث العقد على الدوام وينتقل
التحكري من اآلابء إىل األبناء ،ومن األبناء إىل األحفاد وهكذا ،وله أن يتصرف فيها ابلبناء والغرس
وغري ذلك من وجوه االنتفاع املقررة ،كما يلتزم أيضاً أبجرة سنوية ضئيلة تشري إىل بقاء األرض يف ملك
الواقف مع مراعاة أن تقدير اإلجيار يف احلكر يكون ابلنظر إىل قيمة األرض خالية ،أما عن ملكية البناء
الذي حيدثه املستحكر فهي ملك له ،وليست لصاحب األرض(.)2
واإلجارة الطويلة غري احملددة مبدة قد أجازها بعض فقهاء احلنفية والشافعية للضرورة يف عقود
متفرقة( ،)5وأما مجاهري أهل العلم من احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة واحلنفية فيمنعون من ذلك وال
( _)1حبث حقيقة نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية BOTإعداد د .انهد السيد ص ، 11تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة "
"B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف للدكتور/عبد الستار أبو غدة ص .14
( _)4أساليب استثمار األوقاف وأسس إدارهتا لنزيه محاد ،حبث مقدم لندوة (حنو دور تنموي للوقف) ،وزارة األوقاف والشئون
اإلسالمية ،الكويت1111 ،م ،صـ. 175
( _)1حاشية ابن عابدين ، 47/5ويف طبعة احلليب .214/2
( _)2يكن (زهدي) :الوقف يف الشريعة والقانون ،دار النهضة العربية ،بريوت ،لبنان1188 ،هـ ،صـ.144
( _)5حاشية ابن عابدين 1/1 ، 212 ، 214/2طبعة مصطفى احلليب ،وكتاب اإلسعاف ص 54وص .51وحاشية ابن عابدين
، 44/2 ، 521/1و– 47/5الطبعة الرتكية ،واجملموع ، 411/15النجم الوهاج ، 281 ، 111/5وأنفع الوسائل ص.118
والفتاوى اخلانية ، 114/1ودرر احلكام شرح جملة األحكام أتليف علي حيدر ص ، 541وكتاب الوقف يف الشريعة والقانون –زهدي
يكن ص 111وص 114وص 115وص ، 111والوقف اإلسالمي بني النظرية والتطبيق –الدكتور عكرمة سعيد صربي ص414
وص .411عقد البناء والتشغيل واإلعادة")"(BOTيف تعمري األوقاف واملرافق العامة للدكتور عكرمة صربي ص .8
13
جييزون أن تكون إجارة الوقف مطلقة دون حتديد مبدة معينة .بل جيب حتديد األجرة مبدة زمنية وذلك
قياساً على أتجري األعيان بشكل عام(.)1
واملالحظ على أرض الواقع أن إطالق اإلجارة دون حتديد قد أدى إىل اإلضرار ابملستحقني للوقف
كما أدى إىل ضياع عني الوقف وإىل طمع املستأجرين ابألراضي الوقفية الذين أخذوا يدعون ملكيتها ،
وعليه فإن رأي اجلمهور أقوى وأسلم وأبعد نظراً وأقرب لقواعد الشريعة اإلسالمية يف املعامالت اليت
تشرتط أن تكون العقود معلومة وغري جمهولة.
يقول الدمريي ":والذي اعتقده عدم جواز ذلك ؛ فقد رأيت مبكة وغريها أوقافا استؤجرت كذلك
فتملكها أوالد مستأجريها وعرفت هبم ،وخرجت عن مسمى الوقف"(.)4
بابعا :عقد اإلجارتني :وفيه يتفق انظر الوقف مع شخص آخر على أن يدفع هذا الشخص مبلغاً
من املال يكفى لتجديد عمارة الوقف الذي تعرض للخراب ،وال تكفى غلته وال يناسب التصرف يف
بعضه لتعمريه ،ويستخدم هذا املال املدفوع لتجديد وعمارة هذا الوقف ،ويكون املال املدفوع أجرة
معجلة تكفى إلعمار الوقف املتوهن ،إضافة إىل أتجريه هلذا الشخص أبجرة مؤجلة ضئيلة جداً يتجدد
عليها العقد سنوايً ،إلثبات بقاء ملكية الوقف يف يد انظر الوقف ،وهذا وجه تسميته بعقد اإلجارتني ،
ويكون حق استئجار الوقف بعد جتديده حقاً دائماً للمستأجر يورث عنه ويباع ،وذكر الفقهاء أن لناظر
الوقف شرعاً احلق يف إجارة أعيان الوقف حبسب شرط الواقف عليها ،إذا رأى مصلحة الوقف يف ذلك،
وانتفت املوانع وذلك ملا حتققه إجارة الوقف من ريع وإيراد يصرفه انظر الوقف يف املصارف اليت حددها
الواقف.أو مبا حيقق مصلحة الوقف كعمارته وصيانته،أو مصلحة املستحقني(.)1
والفرق بني اإلجارتني وبني احلكر أن البناء يف احلكر ملك للمستحكر ،ألنه أنشأه مباله اخلاص بعد
أن دفع إىل جانب الوقف ما يقارب قيمة األرض احملكرة ابسم األجرة املعجلة ،أما يف عقد اإلجارتني فإن
البناء واألرض ملك للوقف ،ألن عقدها إمنا يرد على عقد مبىن متوهن يتم جتديده وتعمريه ابألجرة
املعجلة نفسها اليت استحقها الوقف(.)2
( _)1بدائع الصنائع ، 41/2والبحر الرائق 458/5وص ، 411عقد اجلواهر الثمينة ، 175/1النجم الوهاج ، 281 ، 111/5
ومغين احملتاج ، 121/4واجملموع ، 411/15املغين ، 8/8اإلنصاف ، 21/1وانظر حبث عقد البناء والتشغيل
واإلعادة")"(BOTيف تعمري األوقاف واملرافق العامة للدكتور عكرمة ص .8
( _)4النجم الوهاج ، 281/5وانظر حاشية ابن عابدين ، 2117وحبث عقد البناء والتشغيل واإلعادة")"(BOTيف تعمري
األوقاف واملرافق العامة للدكتور عكرمة صربي ص . 8
( _)1حاشية ابن عابدين .212/2
( _)2حبث حقيقة نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية BOTإعداد د .انهد السيد ص.41
14
خامسا :املرصد :وهو أن أيذن القاضي أو الناظر ملستأجر الوقف ابلبناء على أرض الوقف ،عند
عجز الوقف عن التعمري ،حبيث يكون ما ينفقه يف البناء والتشييد ديناً على الوقف ،يستوفيه من أجرة
الوقف ابلتقسيط ويكون البناء ملكاً للوقف على أن يكون للمستأجر حق القرار يف عقار الوقف ويورث
عنه ،وحق التنازل عنه آلخر أيخذ دينه عنه ،حبيث حيل حمله يف العقار أبذن القاضي أو املتويل .يقول ابن
عابدين يف احلاشية« :إن على الباين أجر املثل ابلغاً ما بلغ قبل العمارة وما بعدها ،وإمنا للمستأجر
الرجوع مبا صرفه»( ،)1وهذا يعىن أن يكون الوقف مديناً بقيمة املبىن الذي استحدثه املستأجر وأن
املستأجر يتعهد إبنقاص دين الوقف بقيمة األجرة املتفق عليها ابلغة ما بلغت(.)4
هذه بعض بوادر هذا العقد يف الرتاث اإلسالمي اليت جعلت كثرياً من الباحثني املعاصرين كما تقدم
يعترب عقد B.O.Tتطويرا غربيا لبعضها( ،)1وإن كان بينها اختالف يف بعض صور اإلدارة والتعامل(.)2
برمت يف أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
وأما بداايته يف العصر احلديث فقد سبق أن أ َ
للميالد ما يعرف بعقود االمتياز اليت تشبه إىل ح ّد ما عقد BOTوذلك يف فرنسا ومصر وسوراي وغريها
من دول العامل حيث استخدمتها فرنسا لتنفيذ مشروعات سكك احلديد وحمطات الكهرابء والتزويد مبياة
الشرب .كما أن مصر عرفت هذا النظام يف األربعينيات من القرن املاضي حيث مت تزويد مصر اجلديدة
–من أحياء القاهرة –ابلكهرابء واملاء وخطوط القطارات وفق هذا النظام ،كما تُع ّد قناة السويس مبصر
من األمثلة الشهرية لعقود االمتياز يف هناايت القرن التاسع عشر للميالد(.)5
وقد حصل يف القرن املاضي تطوران مهمان على صعيد تطبيق هذا النظام ،ومها :
16
وقد اشرتط اجمللس الشرعي هليئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية بشأن االستصناع
واالستصناع املوازي ،عند الكالم عن مثن االستصناع " أن يكون مثن االستصناع معلوماً عند إبرام العقد
،وجيب أن يكون نقوداً ،أو عيناً أو منفعة ملدة معينة ،سواء كانت منفعة عني أخرى أم منفعة املصنوع
نفسه "(.)4
وطريقة التعاقد أن يقول صاحب األرض للمستثمر :ابن يل املشروع ولك منفعته خالل مدة كذا .
فتحدد مدة االنتفاع دون حتديد لثمن االستصناع سواء زادت قيمة املنفعة عن قيمة الصناعة بكثري أو
قليل فكل ما حيصل من املشروع خالل هذه املدة اليت تسمى مدة االمتياز فهو ملك للصانع الذي يقوم
ابلتشغيل.
إذا املشروع يف هذه الصورة مير أبربع مراحل :
أوال :مرحلة التصنيع.
اثنيا :متكني املستصنع من تسلم املشروع ودخوله يف ضمانه ابلقبض احلكمي .
اثلثا :مرحلة التشغيل .ميلك الصانع أو الشركة املنفذة فيها منافع املشروع كاملة خالل مدة االمتياز.
رابعا :مرحلة اإلعادة.حيث تقوم الشركة املنفذة بتسليم املشروع إىل الطرف األول (الدولة يف املشاريع
العامة) بعد هناية مدة التشغيل املتفق عليها .وهذا ما يعنيه رمز Tإذ هو لإلعادة والتسليم وليس لنقل
امللكية إىل الدولة ماحنة امتياز املشروع ؛ ألن املشروع ينشأ على ملكها ويثبت يف ذمة املتعاقد على
التنفيذ ويف النهاية ( بعد إمتام املشروع وإدارته السرتداد املقابل ) يسلم أو يعاد للدولة وليس هذا متليكاً
هلا وهذا ينسجم مع مقتضى عقد االستصناع حيث إنه بعد التنفيذ ال حيتاج لتمليك املصنوع بل
التسليم(.)4
ويف مثل هذه الصورة ال ميكن أن تكون هذه املرحلة نقال للملكية كما يعرب به بعض القانونيني ومن
حنا حنوهم من الباحثني ،خبالف ما لو مت عرب صيغة الشراكة املتناقصة كما سيأيت فيمكن أن يعرب هبذا
التعبري.
وعليه ففي التكييف ابالستصناع تبقى ملكية األرض وما عليها من بناء خالل مدة العقد ملالكها
األول ،فال يتملكها مدير املشروع مبوجب هذه الصيغة ، B.O.Tوطول مدة استغالل العامل لألرض
ال يؤثر يف هذه امللكية ،ولذا ال يصح أي تصرف انقل للملكية يقوم به العامل ،وتعبري بعضهم بلفظ
نقل امللكية مع تكييف العقد ابالستصناع هو جتوز لفظي يعنون به نقل إدارة املشروع ،ورفع وكف يد
مدير املشروع عنه بعد أن كانت مبسوطة عليه ،وتنتقل إدارة البناء الذي أقامه مدير املشروع إىل مالك
( - )1عثمان :عقود البناء والتشغيل ونقل امللكية من الناحية الشرعية ،املعهد اإلسالمى للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمى للتنمية،
جدة ،صـ .2نقال عن حبث حقيقة نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية BOTإعداد د .انهد السيد ص .48
( _)4املعايري الشرعية ص 171نقال عن حبث تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف
للدكتور عبد الستار أبو غدة ص .12
( _)1تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف للدكتور عبد الستار أبو غدة ص .1
17
األرض بعد انقضاء مدة املشروع الذي قد يقوم بتشغيل املشروع أو يعهد بتشغيله للعامل السابق أو إىل
شخص معنوي آخر(.)1
( _)1عقد امتياز املرفق العام b.o.tإلبراهيم الشهاوي ص11ط .4111نقال عن حبث تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة "
"B.O.Tيف تعمري املرافق العامة و األوقاف للرشود ص ، 11تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة ( ) B.O.Tيف تعمري
األوقاف واملرافق العامة أمحد حممد أمحد خبيت ص.18
( _)4بدائع الصنائع .222/2
( _)1قرارات وتوصيات ندوات الربكة لالقتصاد اإلسالمي ص 411 - 418
( _)2انظر قرار اجملمع رقم .)11/8( 184
18
ذلك أن يضمن كل ما تلف بفعله وكل ما استهلك ابستخدامه وهذا قياس قوهلم :إن على املكرتي
تنقية البالوعة والكنف إن امتألت بفعله كما عليه نقل سائر املخلفات احلاصلة ابستخدامه(.)1
وعليه فلو كان من مقومات املشروع بعض أجهزة التشغيل كما يف املطارات واحملطات وحنوها فإن
تعهد هذه األجهزة ابلصيانة يف وقودها وزيوهتا وتشحيمها يكون على املستثمر ؛ ألن استهالكها
حصل بفعله.
وأما ما تلف من أجزاء املشروع كسقوط حائط وحنوه من غري تعد من املستثمر أو تفريط ومل يكن
ذلك بسبب سوء صناعة سابقة أو بسبب االستخدام فإنه من ضمان املستصنع (املالك) على
األصل الذي تقدم يف ذكر الضمان.
جواز التنرف :
أما جواز التصرف فالقول فيه يف اجلملة تبع للضمان ولكن حيتاج األمر إىل شيء من التفصيل وحنتاج
معرفة مدى إمكانية التصرف يف املشروع يف مرحلتني :
األوىل :أثااء التناي :
فحيث كان املشروع يف هذه املرحلة يف ضمان الصانع ومواده يف ملكه فيجوز له التصرف فيها
واستبداهلا بغريها ،ومىت تلفت فهي من ضمانه ،ومىت قيل إن عقد االستصناع من العقود اجلائزة فله
الرجوع والرتك – وإن قيل الزم أو جعل عليه شرط جزائي وجب الوفاء به – .
وإن اختار الرتك واالنسحاب من املشروع وجب عليه إعادة األصول إىل املستصنع كما كانت عليه
قبل ،إال أن خيتار املستصنع بقاءها على ما هي عليه.
و ال حيق للصانع أن يطالب املستصنع بتكاليف عمله كما لو قام بقطع صخري وحنو ذلك ،ويكون
ضياع حق الصانع يف ذلك يقابل شغل األرض على صاحبها مدة التصنيع الضائعة.
ولو صاحله على إبقاء بعض ما يستفاد منه جاز ،كما لو حفر الصانع بئرا ووضع عليها انضحا آليا
وأراده املستصنع أخذه حبقه.
( _)1املغين ، 12-11/8حاشية ابن عابدين 71/1طبعة مصطفى البايب احلليب-مصر ،النجم الوهاج .111/5
19
فأما الصانع فيجوز له التصرف يف املنافع ابلبيع أو اهلبة أو اإلجارة ألنه ميلكها مبجرد تسليم املشروع
للطرف األول ،ولكن بشرط أال يؤدي هذا التصرف إىل الضرر ابملشروع أو اإلخالل خبدمته
للمستفيدين إن كان املشروع من مشاريع الدولة ومشاريع النفع العام اليت تقدم للجمهور ،فلو كان
املشروع قطارا فإن ابين املشروع له أن يتصرف يف عوائد املشروع وتورث عنه إن كان مالكها شخصية
حقيقية بشرط أال خيل هذا خبدمة املشروع وبقائه يف متناول املستفيدين ابلشروط املذكورة يف أصل العقد
بني الطرفني .وأيضا يشرتط فيما لو أجر املشروع على غريه أال يرتتب على استخدام املستأجر اجلديد
ضرر أكثر من ضرر املؤجر وأن تكون يده على املشروع كيده أو أفضل(.)1
هذا ابلنسبة للمنافع وأما األعيان فال جيوز للمشغل (الصانع) التصرف فيها أبي نوع من أنواع
التصرف ،ويده عليها كما تقدم يف الكالم عن الضمان يد أمانة يضمن ما حيدث فيها ابلتعدي أو
التفريط ،ويلزمه أن يعيدها للدولة أو ملالكها صاحلة لألداء كما كانت(.)4
وإن زاد عليها ما يرفع يف قيمتها وحيسن من أدائها وواكب فيها جتدد التقنيات احلديثة فإن كان ذلك
عن اتفاق بينه وبني املالك فهما على ما اتفقا عليه ،وإن كان تصرفه من قبل نفسه فال يلزم املالك
بشيء من قيمة ذلك ،والزايدة إن كانت متصلة ونزعها مما يضر أبصل املشروع فليس له أخذها عند
اإلعادة ؛ ألن الضرر ال يزال ابلضرر وتصرفه بزايدهتا كان بغري إذن املالك ،وإن كانت الزايدة منفصلة
فهي له وله أخذها والتصرف فيها ،وإن صاحل املالك عليها عند التسليم فلهما ذلك ،وهللا تعاىل أعلم.
هذا ابلنظر إىل تصرفات الصانع وأما من جهة املستصنع فتصرفه يكون يف حملني أيضا :
األو يف املااف :وهذا التصرف يف املنافع مدة االمتياز ال جيوز له ؛ ألهنا ملك لغريه ملكها ابلتزامه
ابلعقد وإهنائه للمشروع بشرطه .
الثاين يف األعيان :فيجوز له أن يتصرف فيها على الصحيح()1ابلبيع واهلبة والوصية والتأجري والوقف
وحنو ذلك ،ولكن هذا التصرف مشروط أبال حيول بني الصانع وبني منافع املشروع إىل هناية مدة
االنتفاع ،وعليه فاملالك اجلديد للمشروع ميلك العني مسلوبة املنافع إىل حني انقضاء مدة االمتياز ،
وميكن للمالك اجلديد أن يشرتيها من الصانع وتعود له ويتسلم املشروع.
( _)1تعطلت احلركة واالستثمار يف بعض تلك األماكن ،وخرج الناس منها حىت تالشت تلك اهلزات .انظر الصحف السعودية
شهري 1211 / 1 ، 5هـ.
( _)4املغين . 11/8
( _)1النجم الوهاج .111/5
21
عليه وحينما يتم استيفاء حقه يسلم املشروع – إذا يف األوىل اإلعادة تكون بعد متام املدة أما يف الثانية
فاإلعادة تكون بعد استتمام األجرة.
الوج الثاين :أن املالك ( املستصنع ) يف هذه الصورة لو تصرف يف املشروع أثناء فرتة االمتياز فإن
الصانع ابخليار بني أن يبقى له االمتياز حىت يستويف حقه أو تعجل له ابقي األجرة املعينة .أما يف األوىل
فلو تصرف املالك يف املشروع فال بد من استثناء كامل فرتة االمتياز .وله أن يصاحل املستثمر عليها بثمن
معني.
الوج الثالث :لو تعذر استيفاء املنفعة فإن املستثمر يستحق املتبقي من األجرة املعينة بعد حسم
قيمة املنافع اليت حصلها يف املدة السابقة خبالف الصورة السابقة فإن له بعد تعذر استيفاء املنفعة بسبب
العوارض السابقة كالزالزل وحنوها أجرة مثل مدة االمتياز املتبقية.
النوبة الثالثة :عقد استصناع حيدد فيه الثمن مبا يغطي تكاليف املشروع والعائد املستهدف للصانع
،مع توكيل املستصنع للصانع إبدارة املشروع وتشغليه حىت يستوىف الثمن احملدد يف عقد االستصناع
وذلك بعد متكني املستصنع من تسلمه ودخوله يف ضمانه(.)1
الضمان يف هذه النوبة :
ال فرق بني هذه الصورة واليت قبلها من جهة الضمان ألن يد الوكيل يد أمانة كاملستأجر فالضمان
أثناء التصنيع على الصانع وبعد تسلم املشروع وثبوت امللكية ينتقل الضمان على املستصنع .
جواز التنرف :
النوبة الرابعة :هذه الصورة مل أجد من نص عليها وأان أذكرها لينظر فيها وملخصها أن يكون العقد
عقد استصناع بثمن مؤجل مع رهن املشروع للصانع حىت يوىف مثن االستصناع ،وله أن يستفيد من
الرهن حىت يستويف أجرته من املنفعة.
مراحل املشرو :
املرحلة األوىل :مرحلة التصنيع.
املرحلة الثاهية :مرحلة التسليم والقبض من قبل املالك ( الدولة أو صاحب األرض يف املشاريع
اخلاصة).
املرحلة الثالثة :مرحلة الرهن والتشغيل ،حيث يرهن املالك (املستصنع ) املشروع يف مثن االستصناع
عند الصانع (املرهتن) ويبقى الرهن حىت يستويف مجيع مثن االستصناع الذي حيصله إبحدى طريقتني :
األوىل :استخدام الرهن وملك منفعته مدة معينة.
الثانية :أن يؤجره الراهن عليه إبجرة حمددة ويسقط من مثن االستصناع سنواي بقدر األجرة.
املرحلة الرابعة :مرحلة اإلعادة.
( _)1املغين ، 512/1ومنعه الشافعية ؛ ألنه رهن ما ال ميلك ،والبيع ابطل ؛ ألنه يف معىن من ابع عينا واستثىن منفعتها .األم
، 141/2البيان .51/1
23
وأما الثاين :فإذا انتفع املرهتن ابلرهن ابستخدام أو ركوب أو لبس أو اسرتضاع أو استغالل أو سكىن
أو غريه حسب من دينه بقدر ذلك قال أمحد :يوضع عن الراهن بقدر ذلك ؛ ألن املنافع ملك الراهن
فإذا استوىف فعليه قيمتها يف ذمته للراهن فيتقاص القيمة وقدرها من الدين ويتساقطان(.)1
وال يشكل على هذا أن االنتفاع جاء عن شرط ألن اشرتاط االنتفاع أن يسقط قسطه من الدين
بشرط حتديد املدة أو قيمة املنفعة ،وما جاء يف كالم بعض الفقهاء من منع اشرتاط االنتفاع ابلرهن إما
أن حيمل على الرهن يف القرض ؛ ألنه يؤول إىل الراب ،وإما يف حال جهالة قيمة املنفعة ،أو بدون إذن
الراهن ،أما يف املبيع فال أبس به وهذا رواية عن أمحد وهو مذهب مالك( .)4قال ابن قدامة :وإن اتفقا
على إجارة الرهن أو إعارته جاز ذلك(.)1واألجرة على كل حال ملك للراهن ولكن ال مانع من توكيل
املرهتن(الصانع) يف قبضها عن استحقاقه من مثن االستصناع.
واملشروع ال خيرج ابستخدامه أو إجارته للمرهتن عن الرهن على الصحيح ؛ ألن القبض مستدام وال
تنايف بني العقدين()2يعين عقد الرهن وعقد اإلجارة.
الضمان يف هذه النوبة :
هذه الصورة يف مرحلتها األوىل ال ختالف الصور السابقة ،فالضمان فيها على الصانع وجيوز له أن
يتصرف يف أدوات املشروع والقول يف لزومه وامتناع الفسخ كما هو .
وبعد التسليم يكون يف ضمان املستصنع.
أما بعد الرهن وأثناء مدة التشغيل فاجلمهور على أن يد املرهتن يد أمانة ما مل يتعد أو يفرط وأن الرهن
من ضمان الراهن ؛ لقوله " : الرهن ممن رهنه له غنمه وعليه غرمه "( ،)5وألنه رضي أمانة املرهتن
فأشبه املودع عنده ،وذهب احلنفية إىل أنه من ضمان املرهتن(.)1
وعلى كل فيلزم املرهتن أن يعيد العني كما استلمها صاحلة ويضمن الصيانة وما يستهلك ابستخدامه
كما تقدم يف حال اإلجارة.
تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف للدكتور/عبد الستار أبو غدة ص.11 (_)1
املغين 145/8 (_)4
املغين .142/8 (_)1
كتاب اجلعالة يف كتب الفقه ،املوسوعة الكويتية .141/1 (_)2
26
النوبة األوىل :هو منفعة املشروع مدة معينة ،واجلعل كاألجرة فكما تكون األجرة منفعة فكذلك
اجلعل ،وتتحقق معلوميته بتحديد مدة االنتفاع .وميلك املنفعة ابلعقد األول إىل متام مدة االمتياز
فاملسلمون على شروطهم.
قال ابن قدامة :واجلعالة تساوي اإلجارة يف اعتبار العلم ابلعوض ،وما كان عوضا يف اإلجارة جاز
أن يكون عوضا يف اجلعالة(.)1
النوبة الثاهية :أن حيدد اجلعل مببلغ مع متكني اجلهة املنفذة من تشغيل املشروع إىل أن حتصل على
ذلك املبلغ .وهذا التمكني يكون بعقد وكالة يوكل العامل على تشغيل املشروع حىت يستويف حقه ،
وميكن أن يرهن املشروع لدى العامل حىت يستويف حقه كما مر يف صور االستصناع.
والفرق بني الصورتني :أنه يف هذه احلالة املعلومية ابملبلغ ،ويف تلك احلالة املعلومية مبدة االستصناع .
الضمان :ال يدخل املشروع يف ضمان اجلاعل إال بعد قبضه وتسلمه – فلو تلف قبل التمام فهي من
ضمان العامل ألهنا الزالت يف ملكه ويصبح مبجرد االنتهاء والتسليم يف ضمان اجلاعل.
وبعد التسليم يسلط العامل على منافع املشروع وتصبح إبذن املالك(اجلاعل) ملكا له مدة االمتياز
مقابل العمل وفق إحدى الصورتني السابقتني ،وال يضمن إال ابلتعدي أو التفريط.
جواز التنرف :
تقدم أن اجلعالة عقد غري الزم قبل اإلتيان ابلشيء املطلوب( ،)4ولذا فيجوز للعامل أن يدع العمل
ولكنه ال يستحق شيئا ،ويلزم إبزالة ما أحدث يف أرض املشروع ،ولو صاحل املالك على بعض عمله فله
ذلك .
ولو فسخ العامل بعد الشروع فال يستحق شيئا ؛ ألنه أبطل عمله بنفسه وال يستحق اجلعل إال بتمام
العمل( ،)1ولو جعل بينهما شرط جزائي يتحمله العامل حني يفسخ العقد ألجل حفظ حق املالك يف
إشغال أرض املشروع لكان ذلك متوجها وخيصم منه قيمة ما أحدثه من بناء وحنوه إن رضيه املالك وإال
فله أخذ ما وضعه فيها وللمالك أن جيربه على إزالته .
وحني يفسخ املالك بعد الشروع فإن للعامل أجرة املثل فيما مضى من العمل ؛ لئال حيبط عمله بفسخ
غريه على الصحيح(.)2
وإذا أهنى املشروع وسلمه صارت املنافع ملكا له كامل املدة املتفق عليها ،وإذا كانت ملكا له جاز له
أن يتصرف فيها أبي نوع من أنواع التصرف بشرط أال يلحق املشروع ضرر أكرب من الضرر احلاصل
وميكن تكييف بعض عقود االمتياز على أساس املشاركة املتناقصة أو املوقوتة بني الدولة وصاحب
االمتياز ،حبيث يتم التنفيذ مبسامهة من الطرفني ،مث تشرتي الدولة حصة صاحب االمتياز تدرجيياً ابتفاق
آين عند شراء كل حصة(.)1
فتقوم الشركة بني الطرفني على أن يقدم الطرف األول األرض والثاين البناء ويكون املشروع بعد هنايته
بينهما ابلنسبة اليت يتفقان عليها كالنصف مثال وبعد بداية التشغيل تكون عوائده بينهما لكن الصانع
( _)1تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف للدكتور/عبد الستار أبو غدة ص ، 12
وانظر حبث الشركة املتناقصة جملة اجملمع الدورة الثالثة عشر اجمللد الثاين.
28
أيخذ اجلميع ويسقط من ملكيته بقدر ما أيخذ مدة معينة تكفي السرتداد ما أنفقه على املشروع مع
عائد رحبي مناسب تنتهي بعدها الشركة ويصبح املشروع بكامله ملكا للطرف األول.
الضمان :
بعد عقد الشركة تصبح األرض وكل ما يستجد من بناء يف ملكهما ملكا مشاعا بينهما ابلنسبة اليت
يتفق عليها الطرفان والضمان هنا يكون بينهما على قدر ملكهما يف أي مرحلة من مراحل البناء
والتشغيل فلو احتاج لصيانة بعد مضي نصف مدة االمتياز(التشغيل) فإن الصانع يتحمل الربع فقط ؛
ألن ملكيته تناقصت إىل ربع بعد أن كان ميلك يف بداية التشغيل النصف(.)1
جواز التنرف :ال ميكن ألحدمها أن يتصرف يف غري حصته ،وجيوز لكل منهما أن يتصرف يف
حصته أبنواع التصرفات املأذون فيها شرعا قبل مرحلة التشغيل ،وأما بعد مرحلة التشغيل فلهما التصرف
على وجه ال يعطل مرحلة التشغيل ،وال يعيق خدمات املستفيدين يف حال كان املشروع خدميا يقدم
للمواطنني وحنوهم ،ولو تصرف أحد الشريكني ابلبيع فلآلخر حق الشفعة .وكلما انتقل جزء من املشروع
من ملكية الصانع إىل ملكية مالك األرض مل يعد له الرجوع فيه ويسقط حق تصرفه فيه ،ويبقى له حق
التصرف فيما تبقى من حصته ألهنا مل تنتقل إىل ملكية صاحب األرض بعد .وقد يتوجه أن مينع الصانع
من التصرف يف عني املشروع بعد بداية التشغيل ابعتبار أن ملكيته انتقلت إىل ملك املستصنع مقابل ما
يقبضه الصانع من حصة شريكه يف عوائد التشغيل كما ينتقل املبيع إىل املشرتي ولو كان الثمن مقسطا.
التكييف الراب :ختريج هظام BOTعل أه عقد شراكة مؤقتة :
ميكن تكييف عقد BOTعلى أنه شركة مقطوعة (موقوتة) تكون فيها الدولة املضيفة شريك أول،
واملؤسسة املنفذة للمشروع أو املمولة له شريك اثن ،وتنتهي هذه الشركة بنهاية فرتة حمددة(.)4
ومن خالل هذا التكييف تقوم الدولة املضيفة ابالشرتاك مع املؤسسة املنفذة للمشروع بتقدمي رأس مال
املشروع حيث تقدم الدولة أرض املشروع ،وحق االمتياز ،وتقدم املؤسسة املنفذة التمويل الالزم إلقامة
املشروع واحلصول على موجودات وأصول املشروع على أن تعهد الدولة أو املالك إبدارته وتشغيله
للمؤسسة املنفذة مدة حمددة تسرتد فيها ما أنفقته من تكاليف ابإلضافة إىل الربح املرغوب فيه ومبجرد
هناية املدة تنقطع الشركة ويتحول املشروع بكامله إىل ملكية املالك.
والفرق بني هذه الصورة وصورة الشركة املتناقصة أن الشركة بني الطرفني هنا مستمرة بنفس النسبة إىل
هناية مدة التشغيل بينما تتناقص ملكية الشركة املنفذة تدرجييا بقدر ما حتصله من نصيب املالك يف
الشركة املتناقصة.
وعليه فيقدم املالك ( سواء كان الدولة أو مستثمر خاص) أرض املشروع والشركة املنفذة ( املستثمر )
يقدم التمويل على أن نسبة املالك يف الشركة هي الربع أو أقل من ذلك أو أكثر ويقوم املستثمر ابلتشغيل
( _)1انظر قرار جممع الفقه اإلسالمي رقم )15/4(111بشأن املشاركة املتناقصة وضوابطها الشرعية.
( )4شابرا (حممد عمر) :حنو نظام نقدى عادي ،املعهد العاملى للفكر اإلسالمى ،دار البشري ،الطبعة الثانية1111 ،م ،صـ.11
29
واإلدارة وحتصيل عوائد املشروع لصاحله طيلة املدة املتفق عليها ومبجرد انتهاء مدة التشغيل تنتهي الشركة
وتنتقل ملكية املشروع للطرف األول.
وىف مجيع أنواع الشركات يتم اقتسام األرابح حسب النسب املتفق عليها ،ولكن ميكن القول أنه يف
الشركة املوقوتة متتنع الدولة برغبتها يف احلصول على املستحق هلا من نظري حصتها يف األرابح مقابل
أخذها مرة واحدة يف هناية املدة يف صورة ذات املشروع وأصوله وذلك بنقل ملكيته من املؤسسة املنفذة
إىل الدولة وبذلك تنقضي الشركة املوقوتة(.)1
الضمان :الضمان يف مرحلة البناء ومرحلة التشغيل يكون عليهما بقدر النسبة املتفق عليها يف الشركة
،وحصول التمويل واإلدارة والتشغيل من املؤسسة املنفذة ال يوجب حتملها خماطر املشروع ؛ ألن يدها
على ما ميلكه الشريك ( الدولة أو مالك األرض ) يد أمانة ال تضمن إال ابلتعدي والتفريط ،وال ميكن
أن يقال أبن املؤسسة املنفذة للمشروع هي املالكة ملوجوداته وأصوله خالل فرتة االمتياز فتجين مثاره
وخماطره()4بل امللكية بينهما بعقد الشركة وفق النسبة املتفق عليها.
حبث حقيقة نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية BOTإعداد د .انهد السيد ص.41 (_)1
املرجع السابق. (_)4
املغين ، 111/7بداية اجملتهد .1211/2 (_)1
بداية اجملتهد .1171/2 (_)2
31
التكييف اخلامس :ختريج هظام الـ BOTعل عقد اإلجابة(:)1
اإلجارة :هي «عقد على منفعة مباحة معلومة ،مدة معلومة ،من عني معلومة،أو موصوفة يف
(.)4
الذمة،أو عمل بعوض معلوم»
وعند تطبيق تعريف اإلجارة على عقد BOTجند أنه عقد على قيام الدولة إبعطاء منفعة أرض
املشروع ،وهى منفعة مباحة معلومة ،مدة معلومة هي مدة االمتياز بعوض ،هذا العوض هو متلك الدولة
ألصول املشروع وأبنيته يف هناية املدة املعلومة السابق ذكرها.
ويشتمل العقد على املؤجر ،واملستأجر ممن هلم حق اإلجياب والقبول فيه.
املؤجر هنا :هو الدولة أو مالك األرض يف القطاع خلاص. وُ
واملستأجر :هو املستثمر أو شركة املشروع.
واملنفعة :هي املعقود عليها والغاية من اإلجارة ،واملنفعة املعقود عليها يف نظام BOTهي منفعة
األرض بطول فرتة االمتياز بعد إقامة املشروع عليها.
أما األجرة :فيقوم املستثمر بدفعها للدولة ،وهى أجرة مؤجلة لفرتة من الزمن هي فرتة االلتزام املمنوحة
من قبل الدولة ،وهذه األجرة املؤجلة (املستحقة للدولة على الشركة املنفذة) يتم سدادها بنقل ملكية
املشروع كمقابل هلا.
أما عن التزام الدولة حنو املستثمر فعليها أن تسلمه األرض ومتكنه من استغالل منفعتها فقط .أما
إقامة املشروع فذلك على املستثمر وليس على الدولة.
وكانت هذه الطريقة مما اقرتح لتثمري األوقاف فيما مسى اإلجارة التمويلية للوقف وصورهتا أن تؤجر
األوقاف أرضها لشخص ما أبجرة سنوية حمددة ملدة طويلة ليقيم عليها بناءاً ميلكه ويستفيد من تشغيله،
حبيث تكفى أجرة األرض لتسديد قيمة البناء يف هناية مدة اإلجارة ،وتتفق إدارة األوقاف مع الشخص
على أن تشرتى منه البناء الذي سيقيمه على أرضها ابلتدريج مبا تستحقه يف ذمته من أجرة األرض(.)1
ومن الضروري أن يكون البناء معلوم املواصفات واملقاييس بكل دقة ،وحتسب تكلفته ومعدل اإلهالك
السنوي له حىت ميكن حتديد مقدار األجرة بدقة .وإذا حسب معدل اهلالك السنوي جتاوزان ما أاثره بعض
الفقهاء املعاصرين من جهالة الثمن عند التسليم بسبب تغري املشروع()2حيث إن قيمة املشروع أو تكاليفه
تكون معروفة عند اكتمال املشروع ويتم مراعاهتا عند التفاوض املبدئي على التمويل ،ولكن و خالل
سراين مدة االمتياز وحىت موعد تسليم املشروع يكون قد فقد جزءاً مهماً من قيمته بفعل االستخدام ،
( )1العثماىن(حممد تقى الدين) :عقود البناء والتشغيل ونقل امللكية من الناحية الشرعية ، ،املعهد اإلسالمى للبحوث والتدريب ،البنك
اإلسالمى للتنمية ،اململكة العربية السعودية ،جدة ،حبث حقيقة نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية BOTإعداد د .انهد السيد.
( )4البهوتى(منصور بن يونس) :شرح منتهى اإلرادات ، ،املكتبة السلفية ،املدينة املنورة ،اجلزء الثاىن ،صـ.151
( _)1الزرقا (أنس) :الوسائل احلديثة للتمويل واالستثمار ،املطبعة الكربى األمريية ،مصر ،صـ .111نقال عن حبث حقيقة نظام البناء
والتشغيل ونقل امللكية BOTإعداد د .انهد السيد ص.41
( _)2حقيقة نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية BOTإعداد د .انهد السيد ص .15
31
وتكون بعض املرافق قد أهلكت جزئياً مما جيعل قيمة األجرة جمهولة ،فيمكن جتاوز هذا حبساب معدل
اإلهالك السنوي ،وميكن جتاوز هذا الوضع أيضا ابشرتاط صيانة املستأجر للطريق صيانة كاملة وتسليمه
حبالة جيدة عند هناية فرتة االمتياز(.)1
ويشكل على هذا التكييف أمر آخر وهو كون اإلجارة عقدا متجددا تستحق األجرة شيئا فشيئا تبعا
الستيفاء املنفعة ،وحيث كانت األجرة هنا مؤجلة متمثلة يف تسليم املشروع فإنه يف حال فسخ عقد
األجارة ال ميكن تقدير أجرة املدة املاضية ،فال بد أن تكون األجرة قابلة لالنقسام على عدد أايم
اإلجارة ،ليمكن التصفية ابلشكل املذكور عند انفساخ اإلجارة قبل انتهاء املدة ،ولكن األجرة يف هذا
العقد نفس املشروع الذي سوف ينشئه املستأجر يف مدة رمبا تطول .وال يصلح ذلك املشروع لالنقسام
على عدد أايم اإلجارة ،فلو انفسخت اإلجارة قبل اكتمال املشروع ،ال ميكن التصفية بتجزئته على
عدد األايم املاضية ،فإنه ميكن أن تكون األايم املاضية ربع مدة اإلجارة ،واجلزء املكتمل مثنه ،أو
ابلعكس ،كما ميكن أن تنفسخ اإلجارة قبل أن يربز جزء من أجزاء املشروع ،فظهر أن املشروع املقرتح
ال يصلح أن يكون أجرة يف إجارة األرض .
فال سبيل إىل ختريج هذا العقد على أساس اإلجارة إال أبن حت ّدد أجرة األرض بنقود معلومة ،ولكن
جيوز عند انتهاء مدة اإلجارة أن يرتاضى الطرفان بتسليم املشروع إىل املؤجر على أساس التقومي ،ومبا أنه
ال جيوز يف هذه الصورة اشرتاط سابق لتسليم املشروع عند انتهاء املدة بدال من النقود فإن هذه الصيغة ال
تنفع من حيث كوهنا عقدا اباتً يلتزم به الفريقان ابملقصود من العملية(.)4
وميكن أن جياب عن هذا أبن عقد اإلجارة عقد الزم ال ميلك أحد املتعاقدين الفسخ إال برضا اآلخر
كما هو مذهب مجهور الفقهاء إال حلق خيار الشرط ،أو العيب ،أو حنومها ،وهذا مذهب املالكية،
والشافعية ،واحلنابلة(.)1
ونقل عن شريح :أهنا غري الزمة ،وتفسخ بال عذر ألهنا إابحة املنفعة فأشبهت اإلعارة ،ورد أبنه
قياس مع الفارق ،ألن اإلعارة بدون عوض ،فهي تطوع وإحسان ،يف حني أن اإلجارة معاوضة من
الطرفني.
وذهب احلنفية إىل أهنا عقد الزم ،ولكن تفسخ بعذر طارئ ،قال الكاساين " :وأما صفة اإلجارة
فاإلجارة عقد الزم إذا وقعت صحيحة عرية عن خيار الشرط ،والعيب والرؤية عند عامة العلماء ،فال
تفسخ من غري عذر"(. )2
( _)1الشيخ تقي العثماين ،عقود البناء والتشغيل ونقل امللكية من الناحية الشرعية ،املرجع السابق ص ،2تطبيق عقد البناء
والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف د.أمحد حمي الدين أمحد ص .15
( _)4الشيخ تقي العثماين ،عقود البناء والتشغيل ونقل امللكية من الناحية الشرعية ،املرجع السابق ص .2
( _)1يراجع :بدائع الصنائع ، 58/2الروض املربع ص ، 481عقد اجلواهر الثمينة851/4 :؛ والذخرية511/5 :؛ وبداية اجملتهد
1155/2؛ وروضة الطالبني411/5 :؛ واملغين البن قدامة211/5 :؛ والكايف ،ط .املكتب اإلسالمي بدمشق.115/4 :
( _)2بدائع الصنائع 58/2 :كتاب اإلجارة /صفة اإلجارة.
32
ولو طرأ ما يوجب فسخ العقد ،فيمكن أن تقدر األجرة ابليوم أو ابملرحلة استحساانً( ،)1وميكن أن
يقضى لصاحب األرض أبجرة املثل وتقدر قيمة املشروع وقت الفسخ وإن كانت قيمته أعلى من األجرة
دفع صاحب األرض الفرق وتسلم املشروع.
( _)1تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف د.أمحد حمي الدين أمحد ص .11
( _)4قرارات وتوصيات ندوات الربكة لالقتصاد اإلسالمي ص .411 – 418
33
تقدم غري مرة أن عقد ) (B.O.Tمير أبربع مراحل وما سبق من حبث للضمان خمتص ابملراحل
الثالث األوىل فقط وجنمل يف هذا املبحث الكالم عن الضمان يف املرحلة األخرية وهي ما يسمى مبرحلة
اإلعادة ،وإمنا ذُكرت هنا فقط ألهنا ال ختتلف ابختالف الصور السابقة ،وعلى أي من التكييفات محل
العقد فإن هذه املرحلة تعقب مرحلة التشغيل ،ومنشأ البحث هنا هو التساؤل الذي يدور يف األذهان
كثريا يف عقود املقاوالت واإلنشاءات بعد تسليمها هل يبقى من تبعاهتا على املقاول أو الصانع أو
املستثمر ( الشركة املنفذة يف عقد ) B.O.Tبعد إعادهتا وتسليمها للمالك شيء ؟ وهو ما قد يطلق
عليه ضمان العمر االفرتاضي للبناء(.)1
فحينما يقوم املستثمر إبعادة املشروع وخيلي يده منه فهل تبقى جودة البناء من حيث األساسات
والتحمل يف ضمانه مدة معينة ؟ أم أن البيعني ابخليار مامل يتفرقا ،ويصبح البناء من حني التفرق يف
ضمان املالك ؟
وتوضيح ذلك حبيث ما لو اهندم البناء يف أقل من عمره املفرتض والذي حيدده أهل االختصاص ،
فهل يعود املالك على الصانع بشيء ؟
وال شك أن سقوط البناء أو هتيؤه للسقوط عن طريق التشقق والتصدع على وجه يفوت االنتفاع به
أنه عيب مؤثر فيه ،إذ أن كل صفة تنقص هبا قيمة العني عند أهل العرف فهي عيب( ،)4واألصل أنه
مىت ما علم املشرتي ابملبيع عيبا مل يكن عاملا به فله اخليار بني اإلمساك والفسخ ،سواء كان البائع علم
العيب وكتمه أو مل يعلم ،قال ابن قدامة :ال نعلم بني أهل العلم يف هذا خالفا(.)1
ولكن يبقى النظر يف هذا احلادث هل يثبت به خيار العيب ؛ ألنه مؤثر ِّّ
يفوت االنتفاع ،أم ال يثبت
؛ ألن يد الصانع قد أخليت وأصبح البناء يف ضمان املالك؟
عل كما قال ابن رشدواجلواب :كالم الفقهاء وأتصيلهم يف العيوب املؤثرة وأحكام الرد ميكن أن ُجي َ
كالقانون والدستور الذي يعمل عليه فيما مل جيد فيه نصا عمن تقدمه ،أو فيما مل يقف على نص فيه
لغريه(.)2
وابلنظر يف هذه املسألة جند أن هذا احلادث (وهو السقوط أو التصدع أو أي عيب مؤثر) احلاصل
بعد اإلعادة ال خيلو من حالتني(:)5
أوالمها :أن يستند حدوثه إىل سبب بعد القبض ،فعندها ال يكون للمالك خيار الرد والضمان
عليه( ،)1ومثاله هنا أن حيدث اهنيار يف األرض كما قد حيصل يف األراضي امللحية وحنوها ،أو خسف ،
( _)1انظر حبث شقق التمليك أحكام وضوابط للدكتور صاحل الشمراين ص - 17جملة البحوث الفقهية املعاصرة العدد .81
( _)4البيان ، 471/5املغين .415/1
( _)1املغين .445/1
( _)2بداية اجملتهد .1427/1
( _)5البيان .478/5
34
أو هزة أرضية طبيعية ،أو هزة انجتة عن تفجري وحنوه من العوارض اخلارجية ،أو أمطار أو فيضاانت ال
حيتملها مثل هذا البناء يف العادة ،أو كان مثل هذا البناء بشهادة أهل االختصاص حيتمل التعرض
للسقوط والتلف يف مثل هذه املدة ،فليس للمالك أن يرجع على الصانع بشيء ،وال ضمان عليه ؛
ألن املشروع صار يف يده وضمانه.
قال ابن رشد :و ال خالف بني املسلمني أنه من ضمان املشرتي بعد القبض إال يف العهدة
واجلوائح(.)4
اثهيهما :أن يستند حدوثه إىل سبب قبل القبض ،وكان هذا السبب انجتا عن تدليس الصانع أو
املستثمر وغشه كرداءة البناء وسوء تنفيذه ؛ فال خيلو من حالتني :
احلالة األوىل :أن يعلم املالك بذلك ويرضى به فال خيار له حينئذ والضمان عليه(.)1
احلالة الثانية :أن ال يعلم املالك هبذا العيب()2؛ فال خيلو عقد B.O.Tمن ثالث طرق :
الطريقة األوىل :أن ينص يف العقد على أن املستثمر يضمن املشروع بعد اإلعادة مدة معينة وال
يضمن بعدها ،فال إشكال يف هذه احلالة ،وقد جاء يف قرار جممع الفقه اإلسالمي رقم )12/1(141
يف موضوع عقد املقاولة والتعمري ما نصه " :جيوز اشرتاط الضمان لفرتة حمددة" .فإن حصل اهندام أو
اهنيار يف البناء كله أو يف جهة منه يتعذر مع وجودها االنتفاع به وكان ذلك يف مدة الضمان فإن
( _) 1سواء حدث هذا خالل ثالثة أايم أو بعدها خالفا لقتادة حيث يثبت له اخليار يف مدة العهدة عنده وهي ثالثة أايم ،وملالك
عهداتن يف الرقيق خاصة .بداية اجملتهد ، 1421/1املغين ، 411/1البيان .478/5
وأما إذا ابعه على أنه ابخليار مدة معلومة فال خيلو األمر من ثالث حاالت :
األوىل :أن يردها يف مدة اخليار قبل حدوث العيب فال إشكال و ال ضمان عليه ،قال ابن قدامة يف ثبوت الرد ابلعيب أو فيما لو
شرط لنفسه اخليار مدة معلومة :ال خالف بني أهل العلم يف ثبوت الرد هبذين األمرين.املغين.11/1
الثاين :أن حيدث العيب يف مدة اخليار ويكون املشرتي قد استغل املشروع خالل مدة اخليار فضمان البناء عليه النقطاع اخليار
ابالستعمال .البيان ، 22/5املغين.18/1
الثالث :مل يكن استغله بعد و ال زالت يف مدة اخليار فهل يكون ضماهنا عليه ؟ ثالثة أقوال للعلماء :
القول األول :أن له الرد و ال شيء عليه ،والبناء يف ضمان البائع ،سواء كان اخليار هلما أو ألحدمها ،وهذا ظاهر ما يف املدونة حيث
جاء فيها : 221/12 :قلت :أرأيت إن اشرتيت دارا على أين ابخليار ثالاث فاهندمت يف أايم اخليار أيكون يل أن أردها أم ال يف قول
مالك؟ قال :نعم لك أن تردها عند مالك وال يكون عليك فيما اهندم منها شيء.وانظر بداية اجملتهد.1114/1
القول الثاين :ليس له خيار الرد ؛ ألهنا صارت يف ضمانه مبجرد العقد وهلكت وهي يف يده ،وكما أن خراجها له فضماهنا عليه ،
وهذا مذهب احلنابلة ،وأحد أقوال الشافعي .املغين ، 41/1البيان ، 21/5بداية اجملتهد .1114/1
القول الثالث :أهنا من ضمان البائع إال أن يكون اخليار للمشرتي وحده فيكون الضمان عليه ،وهذا مذهب أيب حنيفة .اهلداية مع
نصب الراية .17/2
( _)4بداية اجملتهد .1411/1والعهدة مر ذكرها يف اهلامش السابق.
( _)1البيان ،481/5جملة جممع الفقه اإلسالمي .148/4/12
( _) 2ألن األصل يف شراء البيوت والدور االكتفاء برؤية ظواهرها ،وال يشرتط رؤية أساس البناء .روضة الطالبني ،171/1مغين
احملتاج ، 41/4البحر الرائق ، 11/1بدائع الصنائع .412/5
35
املستثمر يضمن ،وللمالك الرجوع عليه( ،)1وإن حصل ذلك بعد مدة الضمان اليت رضيها الطرفان فال
يضمن املستثمر".
الطريقة الثاهية :أن ميلكه ( أو يسلمه أو يعيده ) على الرباءة من كل عيب ،فهل يربأ أم ال ؟ ثالثة
أقوال ألهل العلم هي رواايت عن اإلمام أمحد ووجوه عند الشافعية ،والرجوع فيها إىل اجتهاد
القاضي( ،)4وقد جاء يف قرار جممع الفقه اإلسالمي السابق " :ال يقبل يف عقد املقاولة اشرتاط الرباءة
من العيوب طيلة فرتة الضمان املنصوص عليها يف العقد".
والفرتة املذكورة يف القرار هي الفرتة املتعارف عليها كما سيأيت وهي عشر سنوات.
الطريقة الثالثة :أال يُنص يف العقد على مدة معينة للضمان ،وهذه الطريقة هي حمل البحث
؟ واألصل أنه مـىت مـا آل املشـروع إىل التصـدع أو السـقوط النـاتج عـن تقصـري املؤسـس للمشـروع فإنـه
يضــمن( ،)1ولكــن مــا هــي املــدة الــيت يبقــى فيهــا ضــامنا ؟ فــال ميكــن أن يبقــى الضــمان علــى الصــانع
دائما واخلراج ليس له ،كما ال ميكـن أن يسـقط عنـه الضـمان مطلقـا مـع احتمـال وقـوع الضـرر بسـببه
ولو بعد القبض(.)2
األو :أن يعــاد يف ذلــك إىل العــرف( ،)5وهــو خمتلــف ابخــتالف املكــان ونــوع املشــروع واملواصــفات
املتفق عليها واملوضحة يف تصاميم املشروع .فمىت ما قضى العرف أن مثل هذا املشـروع يتلـف كـال أو
جزءا يف مثل هذه املدة أو أقل منها فإن الصانع ال يضمن ،ومىت ما كان حدوث التلف فيه يف مـدة
حيتملها مثل هذا املشروع عرفا فإنه يضمن.
( _) 1وما كان من استغالل للمبيع فهو مقابل الضمان ،و ال يعطي املشرتي املالك يف مقابل ذلك شيئا ؛ قال ابن قدامة :وال نعلم
يف هذا خالفا .املغين ، 441/1والدليل قوله " : اخلراج ابلضمان " رواه الرتمذي يف البيوع ،ابب ما جاء يف من يشرتي عبدا
فيستغله مث جيد به عيبا ،وقال :هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم ،ورواه أبو داود يف الييوع ،ابب يف من
اشرتى عبدا فاستغله مث وجد به عيبا.
( _) 4األوىل :يربأ من كل عيب ،وهو مذهب احلنفية ،والثانية :يربأ من كل عيب مل يعلمه وهو مذهب مالك ،والثالثة :ال يربأ
إال أن يعلم املشرتي ابلعيب.املغين ، 415/1البيان ، 145/5اهلداية شرح البداية مع نصب الراية ، 11/2بداية اجملتهد .1414/1
( _) 1وللمشرتي عند مالك وأمحد وإسحاق وطائفة اخليار بني أن ميسك أو يرد املبيع وأيخذ الثمن كامال أو ميسك وأيخذ أرش
العيب ،وعند احلنفية والشافعية ليس له إال اإلمساك أو الرد وأخذ الثمن .بداية اجملتهد ، 1454/1املغين ، 441/1اهلداية شرح
البداية مع نصب الراية ، 45/2البيان للعمراين .478/5
( _)2عقد املقاولة للدكتور وهبة الزحيلي ضمن حبوث اجملمع يف الدورة الرابعة عشر .411/4
( _)5عقد املقاولة للدكتور قطب سانو ضمن حبوث الدورة الرابعة عشرة جملمع الفقه اإلسالمي .411/4
36
الثــاين :وهــو مــا جــرت عليــه بعــض البحــوث الشــرعية والقانونيــة حتديــد مــدة للضــمان ،يبقــى فيهــا
الصــانع ضــامن ويـربأ بعــد هنايتهــا .ومــنهم مــن حــدد بــثالث ســنوات ومنهــا مــن حــددها بعشــر ســنوات
ومنهم من حددها أبكثر من ذلك( .)1وقد نصت أكثر قوانني الدول العربية عند الكالم عن التزامـات
املقاول على عشر سنوات كما يف قانون املعامالت املدنية السوداين لسنة 1182م يف املادة ()181
،والقــانون املــدين األردين يف املــادة ( )788واملــادة 151مــدين مصــري ،واملــادة 788مــدين أردين ،
واملـ ـ ــادة 881معـ ـ ــامالت إمـ ـ ــارايت ،واملـ ـ ــادة 118س ـ ـ ـوري ،واملـ ـ ــادة 871عراق ـ ــي ،وانظـ ـ ــر قـ ـ ــانون
) (spinettaالفرنسـي الصــادر يف 1178/1/2م املـواد 1714إىل ، 1711واملــادة 4771منــه
،وانظر كذلك :ماالنفوجستاز ،قانون املنشآت العقارية ط ، 5دالوز 1111 ،م(.)4
وخالل هذه املدة يضمن املستثمر كل ما حيدث فيها من هتدم جزئي أو كلي ويضمن كل عيب يهدد
متانة البناء وسالمته ،وله أن يعود ابلضمان على املقاول أو املهندس ويتحمل كل مسئوليته.
والذي يظهر وهللا أعلم أن التحديد أضبط يف قطع النزاع بني الطرفني ،وألن العرف رمبا تعارض مع
بعض املؤثرات اخلارجية اليت تؤثر يف املشروع كاملناخ والرتبة وما يطرأ عليها من مياة جوفية أو تصدعات
ابطنية مل تكن ابحلسبان.
وهذه املدة – عشر سنوات -كافية يف نظر القانونيني يف اختبار متانة البناء وحسن تنفيذه ،ولكن
يبقى القول يف لزوم الضمان يف هذه املدة عند عدم التحديد ،وهل ما ثبت ابلنظام كاف ولو مل يذكر يف
العقد ،ويرتتب على هذا مبحث آخر وهو هل لطريف العقد حق التصرف يف هذه املدة زايدة أو نقصاان
،أم أن ما وضع لرعاية املصلحة العامة يبقى ملزما ولو ملن مل يلتزمه ؟
والتحديد ال يعارض الشريعة ،وما يقرره النظام على هذه النحو جيب التزامه ،ويصبح معروفا وإن مل
ينص عليه ،وهو كاملشروط ،وعامة البحوث والقوانني املشار إليها تنص على أن طريف العقد ليس هلما
التصرف ابلنقصان من هذه املدة ألن الضمان يتعلق بضرورة غريهم من املستفيدين حفاظا على أرواحهم
وممتلكاهتم(.)1
( _)1عقد االستصناع للدكتور علي السالوس ص ، 11وعقد االستصناع لكمال الدين جعيط ،جملة اجملمع الدورة السابعة اجمللد
الثاين ص .41
( _)4نقال عن حبث عقد املقاولة للدكتور حممد األلفي ضمن الدورة الرابعة عشرة جملمع الفقه اإلسالمي ، 111/4وحبث عقود
الصيانة وتكييفها الشرعي للدكتور الصديق الضرير حبث منشور يف جملة جممع الفقه اإلسالمي يف دورته احلادية عشرة اجمللد الثاين ص ،8
عقد املقاولة للدكتور جاسم الشامسي ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي الدورة الرابعة عشر ، 141/4حبث عقد املقاولة للدكتور
عجيل النشمي يف نفس الدورة .81/4
( _)1انظر :املراجع السابقة.
37
والذي يظهر وهللا أعلم أن لطريف العقد التحكم يف هذه املدة زايدة أو نقصاان ،وحقوق املستفيدين لو
سقط ضماهنا عن أحدمها فإهنا تتعلق ابآلخر وهو املالك ؛ ألنه هو الذي أسقط الضمان عن املستثمر
فيصبح حتمل ما ينتج عن عيوب املشروع يف ضمانه هو ؛ ويبقى التحديد الذي يرعاه والة األمور لرعاية
مصلحة الناس مثمر يف حتميل أحدمها وفق ما اتفقا عليها.
اخلامتة وأهم الاتائج :
-1نظام البناء والتشغيل واإلعادة ( )B.O.Tأو ما يسميه بعضهم بعقد البوت BOTوما يتفرع
عنه يُعد من العقود االقتصادية املستحدثة واملتطورة اليت استطاع القطاعان احلكومي واخلاص
تفعيله وتنمية األموال اجملمدة عن طريقه وهو من العقود االستثمارية اجملدية يف استصالح
األراضي والعقارات وبناء املشاريع.
-4يقصد بعقد البناء والتشغيل واإلعادة كما جاء يف تعريف جممع الفقه اإلسالمي " :اتفاق
مالك أو من ميثله مع ممول (شركة املشروع) على إقامة منشأة وإدارهتا ،وقبض العائد منها،
كامالً أو حسب االتفاق ،خالل فرتة متفق عليها بقصد اسرتداد رأس املال املستثمر مع
حتقيق عائد معقول ،مث تسليم املنشأة صاحلة لألداء املرجو منها".
-1مصطلح ) ( B.O.Tترمز لثالث كلمات :
: Buildوهي البناء أو اإلنشاء ورمزها B
: Operateوهي التشغيل أو اإلدارة ورمزها O
: Transferوهي اإلعادة أو التسليم ورمزها T
-2مير تنفيذ مشروعات BOTأبربع مراحل مفصلية :
املرحلة األوىل :مرحلة تنفيذ املشروع.
املرحلة الثانية :مرحلة التسلم والقبض احلكمي للمشروع من قبل الدولة أو مالك األرض.
املرحلة الثالثة :مرحلة متكني الشركة املنفذة من التشغيل واإلدارة .
املرحلة الرابعة :اليت يتم فيها تسليم وإعادة املشروع للدولة املضيفة يف املشاريع العامة أو مالك األرض
يف املشاريع اخلاصة بعد انقضاء فرتة االمتياز املمنوحة .
-5هلذا العقد إرهاصات وبداايت يف الرتاث الفقهي اإلسالمي كالتحكري وعقد اإلجارتني واملرصد
وحنوها.
-1هذا العقد جتريه احلكومات مع الشركات يف عقود االمتياز واخلصخصة وميكن أن يتم يف صور
خاصة بني بعض األفراد يف شيء من صور املقاوالت حينما يعجز صاحب األرض عن بنائها
38
فيعهد هبا إىل آخر يبنيها مبواصفات حمددة ويستثمرها زمنا معينا مث يعيدها إىل صاحب
األرض.
ميكن ختريج هذا النوع من العقود على أكثر من صورة وكلها تدور واحلمد هلل يف فلك اجلواز -7
وميكن للمتعاقدين البناء على أي منها واعتبار الشروط والضوابط الشرعية يف ذلك .
خيرج هذا العقد على واحد من العقود التالية : -8
أ -االستصناع وله أربع صور.
ب -اجلعالة.
ت -شركة متناقصة أو مؤقتة.
ث -إجارة األرض جبزء مما خيرج منها وهذا خاص ابلتعدين وحفر اآلابر وحنوها.
ينبغي عند صياغة العقد التنصيص على جهة الضمان يف كل مرحلة من مراحل العقد قطعا -1
للنزاع فيما بعد بني أطراف العقد.
ال بد لكل من املتعاقدين أن يعلم حدود جواز تصرفه يف املشروع سواء يف عينه أو منافعه. -11
39
املراجع :
-1أساليب استثمار األوقاف وأسس إدارهتا لنزيه محاد ،حبث مقدم لندوة (حنو دور تنموي للوقف) ،وزارة
األوقاف والشئون اإلسالمية ،الكويت1111 ،م.
-4إعالم املوقعني عن رب العاملني حملمد بن أيب بكر أيوب الزرعي أبو عبد هللا ابن القيم -الناشر :دار
اجليل -بريوت / 1171 ،حتقيق :طه عبد الرءوف سعد.
-1األم أليب عبد هللا حممد بن إدريس الشافعي املتوىف سنة 412هـ -حتقيق /د/رفعت فوزي
طبعة دار الوفاء – املنصورة - -الطبعة الثانية1245هـ.
-2البحر الرائق شرح كنز الدقائق /زين بن إبراهيم بن حممد بن حممد بن بكر-دار النشر ::دار املعرفة::
بريوت.
-5بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع ::عالء الدين الكاساين ::دار الكتاب العريب ::بريوت - 1184 ::
الطبعة ::الثانية.
-1بداية اجملتهد وهناية املقتصد للقاضي أيب الوليد حممد بن رشد القرطيب -ت 515هـ -ت/ماجد احلموي
طبعة دار ابن احلزم – مكتبة املعارف – بريوت -الطبعة األوىل 1211هـ.
-7البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل يف املسائل املستخرجة أليب الوليد حممد بن رشد القرطيب ،دار
الغرب اإلسالمي ،بريوت ،لبنان ،طبعة 1212هـ (1182م) ،اجلزء الثامن ،ص .211
-8البيان يف مذهب الشافعي -للعالمة أيب احلسني حيي بن أيب اخلري العمراين -حتقيق /قاسم النوري
طبعة دار املنهاج.
لعالء الدين السمرقندي طبعة دار الكتب العلمية بريوت – لبنان . -1حتفة الفقهاء
-11تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف للشيخ خالد
الرشود ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
-11تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف د.أمحد حمي
الدين أمحد ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
-14تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف حممد تقي
العثماين ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
-11تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف الشيخ /حممد
عبده عمر ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
-12تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف أ .د :أمحد
حممد أمحد خبيت ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
-15تطبيق عقد البناء والتشغيل واإلعادة " " B.O.Tيف تعمري املرافق العامة واألوقاف للدكتور/عبد
الستار أبو غدة ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
-11التطور احلديث لعقود التزام املرافق العامة طبقا لنظام .B.O.Tعمرو حسبو.
-17التعريفات -علي بن حممد بن علي اجلرجاين -دار النشر -دار الكتاب العريب -بريوت -
-1215الطبعة -األوىل -حتقيق /إبراهيم األبياري.
41
-18التوقيف على مهمات التعاريف حملمد عبد الرؤوف املناوي -دار الفكر املعاصر ،دار الفكر -
بريوت ،دمشق -الطبعة األوىل / 1211 ،حتقيق :د .حممد رضوان الداية.
-11حاشية ابن عابدين حممد أمني – طبعة شركة مكتبة مصطفى البايب الثانية 1181هـ.
-41حقيقة نظام البناء والتشغيل ونقل امللكية BOTإعداد د .انهد علي حسن السيد .ضمن حبوث
جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
-41دراسة شرعية اقتصادية خلصخصة مشاريع البنية التحتية أبسلوب البناء والتشغيل مث اإلعادة
" "BOTد .أمحد بن حسن بن أمحد احلسين .حبث مقدم إىل املؤمتر الثالث لالقتصاد اإلسالمي جبامعة
أم القرى .
-44روضة الطالبني وعمدة املفتني -طبعة املكتب اإلسالمي -بريوت -1215 -الطبعة – الثانية.
-41الروض املربع -منصور البهويت -طبعة املكتبة العصرية -حتقيق يوسف الشيخ 1217هـ.
-42سنن أيب داود -سليمان بن األشعث أبو داود السجستاين األزدي --دار النشر -دار الفكر -
حتقيق /حممد حميي الدين عبد احلميد.
-45سنن الرتمذي (اجلامع الصحيح) -حممد بن عيسى أبو عيسى الرتمذي السلمي-ط دار إحياء
الرتاث العريب -بريوت -ت/أمحد حممد شاكر وآخرون.
-41سنن الدارقطين -علي بن عمر أبو احلسن الدارقطين البغدادي -دار النشر -دار املعرفة -بريوت
-1111 - 1181 -حتقيق /السيد عبد هللا هاشم مياين املدين.
شرح منتهى اإلرادات للشيخ منصور بن يونس البهويت ت /عبد هللا الرتكي ط /مؤسسة الرسالة. -47
-48الشراكة بني القطاع العام واخلاص للدكتور رايض الفرس.
شقق التمليك أحكام وضوابط للدكتور صاحل الشمراين جملة البحوث الفقهية املعاصرة العدد .81 -41
حتقيق/ لألمري عالء الدين علي بن لبان الفارسي صحيح ابن حبان برتتيب ابن لبان -11
الطبعة الثانية 1212هـ. طبعة مؤسسة الرسالة شعيب األرأنووط
-11صحيح البخاري مع فتح الباري ط دار السالم – الرايض – ودار الفيحاء – دمشق – 1218هـ.
-14صحيح مسلم بشرح النووي -أبو زكراي حيىي بن شرف بن مري النووي -دار اخلري -بريوت –
1211هـ -الطبعة -الطبعة الثالثة -إعداد /علي عبد احلميد أبو اخلري.
-11عقد البناء و التشغيل و اإلعادة التكييف الفقهي و احلكم الشرعي ملرتضي الرتايب ضمن حبوث
جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
-12عقد البناء والتشغيل اإلعادة")"(BOTيف تعمري األوقاف واملرافق العامة" للدكتور عكرمة سعيد
صربي .ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
-15عقد البناء والتشغيل وإعادة امللك لألستاذ الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان .ضمن حبوث
جممع الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة.
عقد اجلواهر الثمينة يف مذهب عامل املدينة –جالل الدين ابن شاس –طبعة دار الغرب- -11
1241هـ.
-17عقد االستصناع للدكتور علي السالوس جملة اجملمع الدورة السابعة اجمللد الثاين.
-18عقد االستصناع لكمال الدين جعيط ،جملة اجملمع الدورة السابعة اجمللد الثاين.
عقد املقاولة للدكتور حممد األلفي ضمن الدورة الرابعة عشرة جملمع الفقه اإلسالمي. -11
-21عقد املقاولة للدكتور جاسم الشامسي ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي الدورة الرابعة عشر .
عقد املقاولة للدكتور عجيل النشمي ضمن حبوث جممع الفقه اإلسالمي الدورة الرابعة عشر . -21
-24عقد املقاولة للدكتور وهبة الزحيلي ضمن حبوث اجملمع يف الدورة الرابعة عشر .
-21عقد املقاولة للدكتور قطب سانو ضمن حبوث الدورة الرابعة عشرة جملمع الفقه اإلسالمي.
-22عقود البناء والتشغيل والتحويل بني النظرية والتطبيق محدي عبد العظيم .ط 4111
41
عقود الصيانة وتكييفها الشرعي للدكتور الصديق الضرير حبث منشور يف جملة جممع الفقه -25
اإلسالمي يف دورته احلادية عشرة اجمللد الثاين .
-21العقود اإلدارية وعقد B.O.Tألمحد سالمة .مكتبة دار النهضة العربية القاهرة . 4111
-27العقود اإلدارية مع دراسة لعقود ال B.O.Tحممد أنس جعفر ..دار النهضة العربية 4111ط
اثنية
-28قرارات وتوصيات ندوات الربكة لالقتصاد اإلسالمي ص .411 – 418
النجم الوهاج يف شرح املنهاج لكمال الدين حممد الدمريي – طبعة دار املنهاج – 1245هـ. -21
النظام القانوين لعقود اإلنشاء والتشغيل وإعادة املشروع . B.O.Tرسالة للدكتوراة ماهر حممد -51
حامد .نشر دار النهضة العربية .مصر . 4115
-51احملرر للرافعي عبد الكرمي بن حممد القزويين – طبعة دار الكتب العلمية – بريوت – 1241هـ.
-54جملة جممع الفقه اإلسالمي الدورات السابعة والرابعة عشر والتاسعة عشر.
-51اجملموع شرح املهذب -حمىي الدين بن شرف النووي -دار النشر -دار الفكر -بريوت 1217 -
-1111 -الطبعة -األوىل -حتقيق /حممود مطرحي.
-52جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية مجع عبد الرمحن بن قاسم النجدي .
-55املدونة الكربى/مالك بن أنس -دار صادر -بريوت.
املستدرك على الصحيحني لإلما احلافظ أيب عبد هللا حممد بن عبد هللا احلاكم النيسابوري -51
الطبعة األوىل 1215هـ. طبعة دار الكتب العلمية بريوت -لبنان حتقيق /مصطفى عطا
-57املصنف يف األحاديث واآلاثر -أبو بكر عبد هللا بن حممد بن أيب شيبة الكويف -دار النشر -
مكتبة الرشد -الرايض -1211 -الطبعة -األوىل -حتقيق /كمال يوسف احلوت.
-58مغين احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج -للشيخ مشس الدين حممد بن حممد الشربيين حتقيق/
علي حممد معوض -طبعة دار الكتب العلمية بريوت -لبنان طبعة 1215هـ.
-51املغين البن قدامة – حتقيق /عبد هللا الرتكي – طبعة دار عامل الكتب – 1217هـ.
املهذب يف فقه اإلمام الشافعي ::إبراهيم بن علي بن يوسف الشريازي أبو إسحاق ::دار الفكر -11
:بريوت.
-11املوسوعة الكويتية – طبعة وزارة األوقاف الكويتية.
-14حنو نظام نقدى عادي شابرا (حممد عمر) :املعهد العاملى للفكر اإلسالمى ،دار البشري ،الطبعة
الثانية1111 ،م.
-11نصب الراية جلمال الدين الزيلعي -ط دار الكتب العلمية حباشية اهلداية – بريوت -لبنان-
1214هـ.
اهلداية شرح بداية املبتدئ لربهان الدين املرغناين -ط دار الكتب العلمية – بريوت -لبنان- -12
1214هـ.
الوسائل احلديثة للتمويل واالستثمار ،أنس الزرقا ،املطبعة الكربى األمريية ،مصر. -15
الوقف يف الشريعة والقانون ،دار النهضة العربية يكن (زهدي) ، :بريوت ،لبنان1188 ،هـ. -11
42