You are on page 1of 27

‫لغة – كالم‬

‫جملة فصلية حمكمة‬

‫تعين باألحباث والدراسات يف جمال اللغة والتواصل‬

‫تصدر عن خمترب اللغة والتواصل‬

‫باملركز اجلامعي بغليزان‪ /‬اجلزائر‬

‫السنة الثالثة‪ .‬اجمللد الثالث‪ .‬العدد االول‬

‫رجب ‪ 8341‬هـ – مارس ‪7182‬م‬


‫الترقيم الدولي‬

print ISSN : 2437- 0746 :‫ردمد‬

77931107330000 :‫الهاتف‬
http://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/176
http://www.cu-relizane.dz/images/stories/SiteLabo/SiteLaboTawasol48/Ar-AC.htm

laboratoiretawasol48@yahoo.fr :‫البريد الالكتروني‬


‫املدير مسؤول النشر‪ /‬رئيس التحرير‬

‫د‪ /‬مفالح بن عبد اهلل‬

‫اهليئة االستشارية‬

‫من خارج اجلزائر‬ ‫من اجلزائر‬

‫أ‪.‬د‪ .‬أمحد حساني‪ .‬اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬ملياني حممد‪ .‬جامعة وهران ‪8‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬لزعر خمتار ‪ .‬اململكة العربية السعودية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬مونسي حبيب‪ .‬جامعة سيدي بلعباس‬

‫أ‪.‬د‪ .‬دلدار عبد الغفور البالكي‪ .‬العراق‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬العربي عميش‪ .‬شلف‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عبد القادر فيدوح‪ .‬جامعة قطر‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محودي حممد‪ .‬جامعة مستغامن‬

‫أ‪.‬د‪ .‬حامت عبيد‪ .‬اململكة العربية السعودية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬مالحي علي‪ .‬جامعة اجلزائر ‪7‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬برميي عبد اهلل‪ .‬اململكة املغربية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬بوطجني سعيد‪ .‬جامعة مستغامن‬

‫أ‪.‬د‪ .‬سعيد كرميي‪ .‬اململكة املغربية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محو احلاج ههبية‪ .‬جامعة تيزي وزو‬

‫أ‪.‬د‪ .‬ناعيم مليكة‪ .‬اململكة املغربية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬زروقي عبد القادر‪ .‬جامعة تيارت‬

‫أ‪.‬د‪ .‬ضياء غين العبودي‪ .‬العراق‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬عقاق قادة‪ .‬جامعة سيدي بلعباس‬

‫أ‪.‬د‪ .‬بوقرة نعمان‪ .‬اململكة العربية السعودية‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬الشريف بوشحدان جامعة‪ .‬جامعة عنابة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عزالدين الناجح‪ .‬اململكة العربية السعودية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬اسطمبول ناصر‪ .‬جامعة وهران ‪8‬‬
‫شارك يف حتكيم هذا العدد‬

‫املركز اجلامعي بغليزان‬ ‫د‪ .‬مفالح بن عبد اهلل‬

‫املركز اجلامعي بغليزان‬ ‫د‪ .‬خليفي سعيد‬

‫املركز اجلامعي بغليزان‬ ‫د‪ .‬بوقصة عبد اهلل‬

‫املركز اجلامعي بغليزان‬ ‫د‪.‬خاين حممد‬

‫املركز اجلامعي بغليزان‬ ‫د‪ .‬بلعجني سفيان‬

‫املركز اجلامعي بغليزان‬ ‫د‪ .‬مقدم حممد‬

‫املركز اجلامعي بغليزان‬ ‫د‪ .‬جماهدي صباح‬

‫تدقيق اللغة العربية‬


‫د‪ .‬بن مشاني حممد املركز اجلامعي بغليزان‬

‫د‪ .‬بن عسلة عبد القادر املركز اجلامعي بغليزان‬

‫أ‪ .‬بوقفحة حممد املركز اجلامعي بغليزان‬

‫تدقيق اللغة االجنليزية‬ ‫تدقيق اللغة الفرنسية‬


‫أ‪ .‬بن زرجب فزيالت‬ ‫د‪ .‬بن قوة سفيان‬

‫أمانة التحرير‬ ‫التدقيق يف الشابكة‬


‫أ‪.‬بويش منصور‬ ‫أ‪.‬مصمودي جميد‬
‫قواعد النشر يف اجمللة‬
‫‪ .1‬تنشر اجمللة البحوث الرصينة املتعلقة بقضايا اللغة والتوصل باللغة العربية‪ ،‬مع إمكان النشر باللغتني اإلجنليزية‬

‫والفرنسية؛ إها ٍات هيئة التحرير أمهية هلك‪.‬‬

‫‪ .2‬تنشر البحوث يف اجمللة بعد أن ختضع لفحص جلنة حتكيم من همي االختصاص‪ ،‬للتقييم وإبداء الرأي يف صالحيتها‬

‫للنشر أو عدمها‪.‬‬

‫‪ .3‬جيب أن ال تقل صفحات البحث عن مخس عشرة صفحة‪ ،‬وال تزيد عن عشرين صفحة من احلجم العادي (‪.)A4‬‬

‫‪ .4‬يراعى يف تنسيق خط املشاركات االلتزام باآلتي‪:‬‬

‫يف منت النص يستخدم اخلط (‪ ) Sakkal Majalla‬عادي (حجم ‪.)11‬‬

‫يف اهلوامش يستخدم اخلط (‪ ) Sakkal Majalla‬عادي (حجم ‪.)12‬‬

‫يف العناوين الرئيسة يستخدم اخلط (‪ ) Sakkal Majalla‬غامق (حجم ‪.)11‬‬

‫يف العناوين الفرعية يستخدم اخلط (‪ ) Sakkal Majalla‬غامق (حجم ‪.)11‬‬

‫‪ .5‬تكتب االحاالت والتعليقات مجيعها يف آخر البحث يداويا‪.‬‬

‫‪.1‬تكون احلواشي ‪ 2‬سم على جوانب الصفحة األربعة‪.‬‬

‫‪.7‬اجلداول والرسومات واملخططات تكون بصيغة ‪JPG‬‬

‫‪.1‬تكتب املصادر واملراجع مفصلة يف آخر البحث يف قائمة خاصة هبا‪ ،‬وفق الرتتيب التايل‪ :‬املؤلف‪ ،‬عنوان الكتاب أو‬

‫املقال‪ ،‬عنوان اجمللة أو امللتقى‪ ،‬الناشـر‪ ،‬البلـد‪ ،‬السنـة‪ ،‬الطبعة والصفحة‪ ،‬وهلك وفق منهجية اجلمعية األمريكية لعلم‬

‫النفس (‪.)APA‬‬

‫‪ .9‬يرفق الباحث ملخصا لبحثه يف حدود (‪ 77‬كلمة)‪ ،‬وكلماته الدالة يف حدود (‪ 5‬كلمات) باللغة العربية والفرنسية‬

‫واالجنليزية‪.‬‬

‫‪ .17‬يلتزم الباحث بعدم إرسال حبثه ألي جهة أخرى للنشر حتى يصله رد اجمللة‪.‬‬

‫‪ .11‬يلتزم الباحث بإجراء تعديالت احملكمني على حبثه وفق التقارير املرسلة إليه‪ ،‬وموافاة اجمللة بنسخة معدلة يف‬

‫مدة ال تتجاوز ‪ 15‬يوما‪.‬‬

‫‪ .12‬ال جيوز للباحث أن يطلب عدم نشر حبثه بعد إرساله للتحكيم إال ألسباب تقتنع هبا هيئة التحرير‪.‬‬
‫‪ .13‬قرارات هيئة التحرير بشأن البحوث املقدّمة إىل اجمللّة هنائيّة‪ ،‬وحتتفظ اهليئة حبقها يف عدم إبداء مربّرات لقراراهتا‪.‬‬

‫‪ .14‬ال جيوز لصاحب البحث أو ألي جهة أخرى إعادة نشر ما نشر يف اجمللة أو ملخص عنه يف أي كتاب أو صحيفة أو‬

‫دورية إال بعد مرور سنة على تاريخ نشره يف اجمللة بشرط أن يشري إىل هلك‪.‬‬
‫عدد خاص بأعمال امللتقى الوطين‬

‫تدريس اللغة العربية يف ضوء النظريات‬

‫اللسانية احلديثة‬

‫يوم األربعاء ‪ 77‬فيفري ‪7182‬‬


‫احملتويات‬

‫‪11‬‬ ‫بلحيداس خدجية‬


‫‪52‬‬ ‫بومناخ ياسر‬ ‫السياق وأثره يف تدريس اللغة العربية‬
‫املنهج اللساني التداويل ودوره يف العملية‬

‫التعليمة وتعليم اللغات‬


‫‪11‬‬ ‫بوحيية مريم‬

‫تعليمية التعبري الشفهي من خالل النص‬


‫‪25‬‬ ‫ت ــزروتـ ــي ح ــفيـ ـظــة‬
‫املسموع لدى تالميذ السنة األوىل ابتدائي‬
‫تعليمية التعبري الشفهي يف مناهج "اجليل الثاني"‬

‫للمرحلة االبتدائيّة ونظرية أفعال الكالم‬


‫‪37‬‬ ‫حلقوم نورة‬
‫ــاقرتاح منوهج تعليمي‬
‫حجاجية اخلطاب التعليمي للغة العربية يف‬
‫‪11‬‬ ‫دايلي خرية‬
‫املرحلة الثانوية‪ :‬مقاربة تداولية‬
‫تعليمية البالغة العربية وِفق النظرية التداولية‬

‫‪107‬‬ ‫درقاوي كلثوم‬


‫‪157‬‬ ‫سعدالدين أمينة‬
‫أثر نظرية الفعل الكالمي يف امتالك الكفاية‬
‫واقع التمارين اللغوية املتضمنة يف الكتب‬
‫التداولية لدى متعلمي الطور األول‪ :‬مقاربة‬
‫املدرسيّة يف ضوء املقاربة النصيّة‪ :‬كتاب‬
‫ديداكتيكية تداولية‬
‫اللغة العربية للسنة الرابعة من التعليم‬

‫املتوسط منوهجا‬
‫‪111‬‬ ‫صـ ـ ــانع أح ـ ـم ـ ــد‬

‫‪121‬‬ ‫صرّاع حممد‬ ‫تطبيق املنهج التداويل يف تدريس اللغة‬

‫النظرية التعليمية استلزام تداويل‬ ‫العربية‬


‫‪187‬‬ ‫فرفوري ياسني‬ ‫‪151‬‬ ‫عدار الزهرة‬
‫تدريس نشاط البالغة العربية وفق‬ ‫تعليمية اللغة العربية بني اكتساب الكفاءة‬
‫اللسانيات التداولية‪ :‬االستعارة منوهجا‬ ‫اللغوية وحتصيل الكفاءة التواصلية‬

‫‪511‬‬ ‫لعقد سارة‬ ‫‪501‬‬ ‫قامسي السعيد‬


‫تعليمية اللغة العربية يف إطار النظريات‬ ‫تعليمية اللغة العربية يف ضوء املقاربة‬
‫الوظيفية –النظرية الوظيفية لسيمون‬ ‫بالكفاءات من منظور تداويل‬
‫ديك أمنودجا‪-‬‬

‫‪511‬‬ ‫نــش منــال‬ ‫‪552‬‬ ‫منداس عبد القادر‬

‫تعليمية التعبري الكتابي يف ضوء املقاربة‬ ‫تعليمية العربية بني لسانيات تشومسكي‬

‫النصية‪ :‬السنة الرابعة املتوسط منوهجا‬ ‫الكلية واللسانيات النسبية‬

‫‪551‬‬ ‫وعزيب مسرية‬

‫تعليمية النّص احلجاجي يف كتاب السّنة األوىل‬

‫من التعليم الثانوي‬


‫كلمة رئيس امللتقى‬

‫اض‬
‫ٌ‬ ‫املحفل العلمي ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّإن هذا‬
‫املتعلق بـ"تدريس اللغة العربية في ضوء النظريات اللسانية الحديثة" هو محاولة الستعر ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الحديثة واملعاصرة من‬ ‫اللسانية‬ ‫النظريات‬ ‫استثمار‬ ‫ُ‬
‫تقوم على‬ ‫بالدنا‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫يس اللغة العربية في ِّ‬ ‫جديدة في تدر ِّ‬
‫ٍ‬ ‫رؤى‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫تعليمية اللغة‬
‫ِّ‬ ‫تطوير‬
‫ِّ‬ ‫وغيرها)‪ ،‬وهي مشار ُيع لسانية مهمة‪ ،‬يمكن إلافادة منها في‬‫(تداولية ونصية وتحويلية توليدية ِّ‬
‫منظور لساني وظيفي تواصلي حجاجي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يسها من‬
‫ومعالجة قضايا تدر ِّ‬‫ِّ‬ ‫العربية‪،‬‬
‫ُ‬
‫يس اللغة العربية؟‬
‫ِّ‬ ‫ر‬‫تد‬ ‫في‬ ‫اللسانية‬ ‫بات‬
‫ِّ‬ ‫ر‬‫املقا‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬
‫ِّ‬ ‫اف‬ ‫فلماذا استشر‬
‫وكيف يمكن استثما ُرها؟‬
‫الاستقالل إلى‬ ‫املعتمدة في منظوم ِّتنا التربوية منذ‬
‫ِّ‬ ‫البيداغوجيات‬
‫ِّ‬ ‫الجميع ّأن َّ‬
‫كل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويعلم‬ ‫ألاهمية بمكان‪..‬‬‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫إشكال من‬
‫ِّ‬
‫ّ‬
‫وحتى‬ ‫بتفاعليتها السلوكية‪،‬‬ ‫اكميتها املعرفية‪ ،‬وبيداغوجيا ألاهداف‬ ‫املضامين بتر ِّ‬ ‫قبيل‪ :‬بيداغوجيا‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫يومنا هذا من ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫بتصوره البنائي التصاعدي املرتب زمنيا سنة بعد سنة‪ .‬والثاني بت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫صو ِّره التنازلي‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫بجيليها‪ :‬ألاول‬ ‫املقار ِّبة بالكفاءات‬
‫ً‬
‫كفاءات ختامية وأخرى عرضية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بالواقع الاجتماعي إلى‬
‫ِّ‬ ‫صلة‬ ‫ٍ‬ ‫ذات‬ ‫شاملة‬ ‫كفاءة‬
‫ٍ‬ ‫من‬ ‫ا‬‫انطالق‬ ‫املنسجم‬
‫ِّ‬
‫عتمدت في منظومتنا التربوية لها مزايا وعليها مآخذ؛ فبيداغوجيا املضامين‪ّ :‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫تزود املتعلم‬ ‫ِّ‬ ‫إن ك ّل هذه املقار ِّ‬
‫بات التي ا‬
‫ُْ‬
‫تحرر تلقائيته املبدعة‪ ،‬بل تك ِّب ُته وال تسمح بتقويمه تقويما أنجع‪.‬‬ ‫لكنها ال ّ‬ ‫بكم تراكمي هائل من املعلومات‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫فإنها تثير املتعلم ليستجيب بمشاركته في العملية التعليمية‪ّ ،‬‬ ‫ّأما يبداغوجيا ألاهداف؛ ّ‬
‫لكنها ال توفر القدر الكافي‬
‫من املعرفة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وكذلك بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات التي من شأنها أن توفر املعلومات وتضمن مبادرة املتعلم في بناء معارفه‪،‬‬
‫لكن ذلك غالبا ما يكون على حساب عامل الوقت‪.‬‬ ‫ّ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ات‬ ‫اف املقارب ِّ‬
‫الاجتهادات السابقة‪ ،‬باستشر ِّ‬
‫ِّ‬ ‫القطيعة مع‬
‫ِّ‬ ‫نوعية الحقة دون‬
‫ٍ‬ ‫آلافاق املستقبلية إحداث ن ْقل ٍة‬ ‫ُ‬ ‫لذا ت ْقت ِّر ُح‬
‫ُ‬ ‫اللسانية بوظيفيتها وقصديتها وتواصليتها وحجاجيتها في تعليمية اللغة العربية على وجه الخصوص‪ُ .‬‬
‫فلغتنا العربية‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫حالنا يردد دوما "إلاسالم ديننا‪ ،‬والعربية لغتنا‪ ،‬والجزائر‬ ‫ألاساس دستوريا وروحيا‪ ،‬ولسان ِّ‬ ‫ومقومنا‬
‫ِّ‬ ‫لساننا الرسمي‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫العربية في أذهان متعلمينا‪ ،‬وترقى بسلوكاتهم قوال وفعال‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وأملنا أن َ‬ ‫ُ‬
‫استعمال‬ ‫لإلنسان‬
‫ِّ‬ ‫ألن اللغة‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ترسخ‬ ‫وطننا"‪،‬‬
‫تقعيد وتنظير‪.‬‬‫ٌ‬ ‫مما هي‬ ‫أكثر ّ‬
‫وتطبيق َ‬

‫ّ‬
‫بوقصة‬ ‫د‪ .‬عبد هللا‬
‫تطبيق املنهج التداويل يف تدريس اللغة العربية‬

‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬


‫ الجزائر‬/ ‫املركز الجامعي تيسمسيلت‬
sa170685@gmail.com

L'application du délibératif du curriculum dans l'enseignement


de la langue arabe

SANA Ahmed
Center Universitaire de Tissemselt / Algérie
sa170685@gmail.com
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬

‫تطبيق املنهج التداويل يف تدريس اللغة العربية‬

‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬


‫ الجزائر‬/ ‫املركز الجامعي تيسمسيلت‬
sa170685@gmail.com

‫امللخص‬
‫نحاول في هذه الورقة البحثية أن نجد أساسا آلليات تدريس اللغة العربية بكافة أنشطتها املتنوعة من بالغة و نحو و عروض‬
‫ و كيفية الاستفادة من‬،‫ونصوص أدبية وفق املنهج التداولي الذي يبحث دوما عن تأويل الخطاب و عالقته باملتلقي و امللقي معا‬
‫ كل هذا عن طريق الاشتغال على بعض النماذج التي توفرت لنا بعد‬،‫ألافعال التواصلية الكالمية في إنجاح درس اللغة العربية‬
‫ من خالل تطبيق فكرة تحتمل أن يكون‬،‫تراكمات زمنية من خالل تجربة تدريس مادة اللغة العربية و آدابها في الطور الثانوي‬
‫تطبق على منظومة تدريس‬ ّ ‫املنهج التداولي أن يحقق مقاربة شاملة و نافعة في تدريس اللغة العربية في ظل املناهج الجديدة التي‬
.‫ و هل بإمكانها أن تصبح بديال إجرائيا نافعا للتحكم في آليات تدريس اللغة العربية مستقبال‬،‫اللغة العربي‬

L'application du délibératif du curriculum dans l'enseignement


de la langue arabe

SANA Ahmed
Center Universitaire de Tissemselt / Algérie
sa170685@gmail.com

Résumé
Ce document vise à savoir lors de l'apprentissage de la langue arabe à travers l'utilisation de la
linguistique moderne appliquer la délibération du curriculum comme un moyen d'aide procédurale pour
étudier la langue dans l'acte de communiquer avec la façon de les utiliser, car ils se concentrent sur la
language qui a négligé de Saussure, pas la langue, qu'il considérait comme l'objet d'études linguistiques
dans cette période. Et la possibilité de créer une forme de délibération de la communication linguistique
entre les deux côtés de la langue d'enseignement dans diverses activités, à propos de l'enracinement
modèle tire parti de tous les résultats obtenus au niveau des délibérative engagent dans l'acte de
communication et de la rhétorique et les actions parlent.

Mots clés: délibérant- éducation- communication- pédagogique- Langue Arabe

142
ISSN : 247. 0746 ‫مجلة لغة – كالم‬ 7312 /31 ‫عدد‬ 30:‫مجلد‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬

‫مرت بها تعليمية اللغة العربية وتدريسها‪ ،‬ومن خالل تطبيق مختلف‬ ‫من خالل املراحل املختلفة التي ّ‬
‫النظريات واملناهج التي حاولت أن ترسم معالم تعليم اللغة العربية ومحاوالتها في إيجاد طرائق فعالة و مثمرة‬
‫كل ذلك قصورا دائما و نقصا في تصورات طرائق‬ ‫النتائج للوصول بدرس اللغة العربية إلى بر ألامان‪ ،‬نجد في ّ‬
‫التد يس مهما عال كعبها باسم مبادئ اللسانيات و املناهج التعليمية الحديثة التي لم ّ‬
‫تقدم دائما تفسيرا مقنعا و‬ ‫ر‬
‫جادا للكثير من إلاشكاالت ذات الصلة بوظائف اللغة و آليات التدريس‪ .‬ليس ألامر متعلقا بالتقليل من شأن الدور‬
‫الكبير الذي لعبته هذه النظريات في علمنة طرائق التدريس في حركيتها املتواترة عبر حقب مختلفة‪ ،‬بل بوجود خلل‬
‫دائم في شكل ما من أشكال تعليم اللغة العربية‪.‬‬
‫لذلك عكف القائمون و املهتمون بشأن تعليمية مادة اللغة العربية على إلاملام بالعلوم املختلفة و الاستفادة من‬
‫النص اللغوي كونه الابن ألاصل للغة‪ ،‬و الشكل املناسب لتفسير‬ ‫مدعمة بمختلف النتائج التي احتوت ّ‬ ‫نتائجها ّ‬
‫ّ‬
‫عملية التفاعل التي تقوم بين اللغة و تعليمها‪ ،‬و بين ركني التعليم و التعلم‪ ،‬مع الاستفادة من جهود نظريات‬
‫اللسانيات التطبيقية‪ ،‬فـ"استفادة نظريات التعليم من إفرازات املدارس اللسانية ليس بدعا‪ ،‬و ال حكرا على جهود‬
‫البنيويين أو التوليديين‪ ،‬بل يتجدد هذا التكامل بما يطرأ على اللسانيات من تحوالت"(‪ ،)1‬الهدف منها إصالح ما‬
‫يمكن إصالح في تدريس اللغة العربية و في أداء العملية التعليمية‪ ،‬خاصة إذا ما وقفنا على املعاملة الخاطئة للغة‬
‫العربية في مناهجنا اللغوية‪ ،‬إذ " إن املمارسات كانت خاطئة إن لم تكن في مجموعها ففي أغلبها‪ ،‬ألن ّ‬
‫التصور كان‬
‫فاسدا في النظر إلى أنشطة اللغة العربية و العالقة بينها‪ ،‬والذي انعكس سلبا على املمارسات التعليمية" (‪ ،)7‬و‬
‫الذي انعكس سلبا أيضا في ممارسات اللغة العربية عند املتعلمين وأهل الاختصاص على حد سواء‪ ،‬و ربما يعاز‬
‫ذلك إلى أن تلقين اللغة العربية كان عمال نمطيا أساسه ال وظيفية اللغة‪ ،‬فيكون تدريسها مقتصرا على إيصال‬
‫ّ‬
‫مختلف قواعدها وأسسها بطريقة خلفت ملال و رتابة لدى متعلمي اللغة تجعلهم يشعرون و كأنهم يدرسون لغة‬
‫ألام على رأي الدكتور حسام الخطيب الذي ناقش فكرة أن‪ " :‬أساليب تعليم اللغة العربية‬ ‫أجنبية عنهم غير لغتهم ّ‬
‫القائمة حاليا‪ ،‬و كذلك الظروف التربوية و الاجتماعية لتطبيقها تكاد تؤدي إلى وضع العربية في موضع لغة أجنبية‬
‫يدرسها الطالب ليحصل على عالمة النجاح فيها‪ ،‬ال ليكسبها كسالح يمارسه في معركة الحياة"‪ )0( .‬لذلك يحصل‬
‫ّ‬
‫النفور في تعلمها من قبل أبنائها‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق يبدأ الشعور بالخطر على مستقبل اللغة العربية و هويتها‪ ،‬فبدأ البحث في السنوات ألاخيرة على‬
‫تحسن من عملية تعليم اللغة العربية بمختلف‬‫إيجاد البدائل التعليمية في آليات التدريس و التي يمكن أن تخدم و ّ‬
‫أنشطتها‪ ،‬رابطة بين ما يقدم و من يقدم و ملن يقدم‪ ،‬مع احترام خصوصيات اللغة العربية التي تختلف عن اللغات‬
‫تمخض من تجارب تعليمية تربوية سابقة ّ‬ ‫ّ‬
‫مرت بها املدرسة بحثا عن‬ ‫ألاخرى في كثير من العناصر‪ ،‬باإلضافة إلى ما‬
‫مشاريع ذات فائدة لتطوير و تحسين تدريس اللغة العربية ‪ ،‬تفاديا من الوقوع في البون بين نظام اللغة كلغة‬
‫وطبيعتها الوظيفية‪ ،‬و ما ّ‬
‫يتم التعامل به في املدرسة و املجتمع‪.‬‬
‫لذلك جاءت موجة الاهتمام بتطبيق و الاستفادة من مختلف النظريات اللسانية الحديثة في سياق تعليمية اللغة‬
‫ّ‬
‫العربية و تعلمها كاللسانيات التوليدية التحويلية و السيميائية و لسانيات النص و التداولية‪ ،‬و جاء العمل في هذه‬
‫‪143‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫الورقة البحثية على التداولية كمنهج إنجازي يساعد على دراسة اللغة في فعل التواصل مع كيفية استعمالها‪،‬‬
‫ألنها اهتمت بالكالم الذي أهمله دي سوسير ‪ ،‬ال اللسان الذي اعتبره سوسير موضع الدراسات اللغوية في تلك‬
‫الفترة‪ .‬إضافة إلى إمكانية أن تقدر التداولية على خلق جو جديد من أشكال التواصل اللغوي بين طرفي التعليم في‬
‫م ختلف أنشطة اللغة العربية املختلفة بعيدا عن ألاشكال التقليدية في ميدان التعليم‪ ،‬نحو تأصيل أنموذج جديد‬
‫يستفيد من كل النتائج التي حققتها التداولية على مستوى الاشتغال على فعل التواصل والخطاب التواصلي وأفعال‬
‫الكالم‪ ،‬الغاية من ذلك البحث عن سبيل يؤدي إلى اعتماد املنهج التداولي في املنظومة التربوية وقدرتها على إلاسهام‬
‫في تعليمية اللغة العربية‪.‬‬
‫التداولية‪ :‬مقاربة املفاهيم واملنهج‬
‫تطورت التداوليات ( أو الذرائعية‪ ،‬البراغماتية‪ ،‬نظرية ألافعال الكالمية ‪ )...‬كمبحث من مباحث الدراسات‬ ‫ّ‬
‫كل العناصر‬‫اللسانية في السبعينات من القرن العشرين‪ ،‬و قد كانت قبل ذلك العهد (سلة املهمالت) التي ترمى فيها ّ‬
‫كل زخم‬ ‫التي لم تكن ألادوات اللسانية التقليدية مهتمة بتوصيفها و التي اعتبرتها دائما فضلة‪ ،‬و التي جمعت أيضا ّ‬
‫املصطلحات واملفاهيم املتداخلة‪ ،‬التي جاءت من مناهج و رؤى متعددة ( أنتروبولوجية‪ ،‬لسانية‪ ،‬فلسفية‪،‬‬
‫اجتماعية)‪ ،‬لذلك سعت التداولية إلى " إلاجابة على العديد من ألاسئلة التي لم تتمكن املدارس اللسانية (منها‬
‫حل إشكاليات كثيرة مطروحة‪ ،‬وإن تسبب في إعاقة ضبط‬ ‫البنيوية) من إلاجابة عليها‪ ،‬ولعل غناها ساهم في ّ‬
‫مفاهيمها‪ )4(".‬فرأت في ّأن اللغة نشاط يمارس في سياق متعدد ألابعاد بعيدا عن التصورات الصورية التي جاء بها‬
‫البنيويون خاصة عند ألامريكي نعوم تشومسكي‪ " ،‬فاللغوي نجده يعتمد عند وصفه للظواهر اللغوية على التقابل‬
‫ّ‬
‫املشهور الذي وضعه دي سوسير بين اللغة و الكالم‪ ،‬حيث أبعد الكالم – وهو الذي يمثل الاستعمال الحقيقي‬
‫للغة – من دائرة اهتمام اللغويين واقتصرت الدراسة على بنى اللغة و نظامها"‪)5(.‬‬‫ّ‬

‫طوروها‬‫كان فتح التداولية على اللغة جديدا من قبل منظرين أسسوها كمنهج في الدرس اللغوي املعاصر‪ ،‬و ّ‬
‫مهتمين بالطريقة التي تؤدي إلى توصيل معنى اللغة إلانسانية الطبيعية من خالل إبالغ مرسل رسالة إلى مستقبل‬
‫يفسرها‪ ،‬أبرزهم فالسفة جامعة أكسفورد‪ ":‬أوستن ‪ ، "AUSTIN 1191-1111‬و"جون رودجر سيرل‪John 1191 .‬‬
‫‪ ، "Rogers Searle‬و'" بول جرايس ‪ "PAUL GRICE 1111-1119‬الذين عمدوا إلى الخروج من فخ البنيويين و البحث‬
‫عن سبل أخرى تنظر إلى قضايا اللغة بشكل جديد‪ ،‬يشير ( إيلوار ‪ )Eluerd‬إلى أن التداولية "إطار معرفي يجمع‬
‫مجموعة من املقاربات تشترك عند معالجتها للقضايا اللغوية في الاهتمام بثالثة معطيات لها دور فعال في توجيه‬
‫التبادل الكالمي وهي‪ :‬املتكلمين‪ ،‬السياق‪ ،‬الاستعماالت العادية للكالم أي الاستعمال العفوي للكالم‪ ،)6(".‬فهي مجال‬
‫استعمال أمكنها في الكثير من ألاوقات باملساهمة في خلق تواصلية جديدة و صارت علما "يعالج كثيرا من ظواهر‬
‫اللغة و تفسيرها و يساهم في حل مشاكل التواصل و معوقاته‪ ،‬و مما ساعدها على ذلك أنها مجال رحب يستمد‬
‫معارفه من مشارب مختلفة‪ ،‬فنجده يمتح من علم الاجتماع و علم النفس املعرفي واللسانيات وعلم الاتصال و‬
‫ألانثروبولوجيا والفلسفة التحليلية"(‪ .)2‬هذا الاستعمال يضاف إليه دراسة اللغة في التداولية جعلها تنفرد عن‬
‫تصور انبثق من تيار "فلسفة اللغة العادية" الذي أرس ى دعائمه الفيلسوف‬ ‫بقيت املدارس اللسانية السابقة‪ّ ،‬‬
‫لودفيغ فيتغنشتاين (‪ )Ludwig Wittgenstein 1191-1111‬الذي دعا إلى دراسة اللغة في جانبها الاستعمالي (‪،)1‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫تبناها جون النجشو أوستين وتلميذه جون رودجر سيرل اللذان تأثرا بفلسفة فيتغنشتاين‬ ‫و هي نفس الفكرة التي ّ‬
‫و استلهما منه بعض أفكاره التي تبدو واضحة في دراسة القوى املتضمنة في القول (‪ ،)9‬و املتعلقة بإطار البحث في‬
‫استعمال اللغة مرتبطة بعناصر جديدة تتعلق بهذا الاستعمال كاملتكلم و ما يتلفظه من كالم و املتلقي و الغرض‬
‫ّ‬
‫من الكالم ‪ ،...‬زيادة على هذا فإن التداولية حملت تصورات حقل ( الفلسفة التحليلية ) فيما يتعلق بالشق املعرفي‬
‫لها و املتضمن أساسا أفكار علم النفس املعرفي‪ ،‬يقول مسعود صحراوي في هذا الشأن‪ " :‬و الفلسفة التحليلية ال‬
‫يهمنا منها هو انبثاق ظاهرة ألافعال الكالمية من قلب التحليل الفلسفي ثم ما ّ‬
‫انجر عن‬ ‫تعنينا لذاتها‪ ،‬و لكن ما ّ‬
‫ذلك من والدة التيار التداولي في البحث اللغوي‪ ،‬ألن الفلسفة التحليلية هي السبب في نشوء اللسانيات‬
‫التداولية‪)13(".‬‬

‫ّ‬
‫و ألنها تمثل البعد الثالث من أبعاد السميائيات العامة‪ ،‬فالتداولية كما رآها شارل موريس (‪Charles 1191-1119‬‬
‫‪ )Morris‬تتلخص في‪:‬‬
‫‪ – 1‬عالقة اللغة باللغة = علم التركيب (‪)Syntax‬‬
‫‪ – 1‬عالقة اللغة بالواقع = علم الداللة (‪)Semantics‬‬
‫‪ – 9‬عالقة اللغة بمستعملها = التداول (‪)Pragmatics‬‬
‫(‪)11‬‬‫بهذا املعنى ستكون التداولية دراسة اللغة أثناء ممارستها إحدى وظائفها إلانجازية أي الحوارية والتواصلية‬
‫تصور فان ديك (‪ )Van Dik‬فإن الفكرة ألاساسية ملفهوم التداولية " هي إننا عندما نكون في حال التكلم في‬ ‫وفي ّ‬
‫بعض السياقات فنحن نقوم أيضا بإنجاز بعض ألافعال املجتمعية و أغراضنا و مقاصدنا من هذه ألافعال" (‪،)17‬‬
‫أي أنها تحقق فعل إلانجاز لغويا من خالل ما نمارسه من أنشطة و ما نعنيه من أغراض حسب السياقات املختلفة‬
‫التي يتوقع أن يكون فيها املتكلم‪.‬‬
‫ويذهب صالح اسماعيل إلى تبيان أهمية أقسام التداولية باعتبارها علما لالستعمال الوظيفي‪،‬فهي عنده‪ " :‬علم‬
‫الاستعمال إذن دراسة لغوية تركز على املستعملين للغة‪ ،‬و سياق استعمالها في عملية التفسير اللغوي بجوانبه‬
‫يحدد السياق املعنى القضوي الواحد‬‫عدة فروع‪ ،‬يبحث الفرع ألاول كيف ّ‬ ‫املتنوعة‪ ،‬و ينقسم هذا العلم إلى ّ‬
‫بالنسبة لجملة في مناسبة معينة الستعمال هذه الجملة‪ ،‬و نظرية الفعل الكالمي هي الفرع الثاني من علم‬
‫الاستعمال‪ ،‬و الفرع الثالث من علم الاستعمال هو نظرية التخاطب أو نظرية الاقتضاء‪)10( ".‬‬

‫تركز على املجهود العملي الذي ّ‬ ‫ّ‬


‫يجسد‬ ‫إن بناء التداولية إذن ال يقتصر على املجهود النظري التأصيلي بقدر ما‬
‫النظري‪ ،‬يرى جون ديوي (‪ )John Dewey 1191-1191‬أن " التداولية هي النظرية التي ترى أن عمليات املعرفة و‬
‫موادها إنما تتخذ في حدود الاعتبارات العملية أو الفرضية‪ ،‬فليس هناك محل للقول بأن املعرفة تتحدد في حدود‬
‫ّ‬
‫فالتصور الوظيفي للتداولية يجعل من‬ ‫الاعتبارات النظرية التأملية الدقيقة أو الاعتبارات الفكرية ّ‬
‫املجردة‪،)14( ".‬‬
‫القول املنجز بواسطة هذه امللكة‪ ،‬و في إطار التنظيم اللغوي الاجتماعي "فعال واقعيا ال يختلف من حيث أثره عن‬
‫أي فعل مادي‪ ،‬وهذا ما يعبر عنه بنظرية أفعال الكالم" (‪. )15‬‬

‫‪145‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫يضاف إلى ذلك مفهوم القصدية كعنصر أساس من عناصر املقاربة التداولية‪ ،‬فال يمكن بأي حال من ألاحوال أن‬
‫يوجه قراءتنا ملا أنجزه‪ ،‬و هو تصور يقف ضد ما‬‫تكلم عن قراءة محددة ما لم يكن هناك قصد من قبل املؤلف ّ‬
‫ذهب إليه (روالن بارث) حين أعلن موت املؤلف و إلغاء قصد املتكلم‪ )16(.‬فالقصدية تتعلق باملتكلم و ما يجول في‬
‫تلفظه بملفوظاته‪ ،‬مرتبطا بكل املحفزات التي تدخل ضمن تحريك العملية التبليغية من جهة‪ ،‬و بوظيفة‬ ‫فكره أثناء ّ‬
‫املتلقي الذي يؤول امللفوظات الصادرة من املتكلم‪ ،‬فالقصد مهم في تأويل امللفوظات الصادرة عن شخص قد ال‬
‫ّ‬
‫املفسر أن يبحث في ثنايا امللفوظات و في ظروف إنشائها و إصدارها‪ .‬هذا ما‬ ‫يصرح عن مقاصده إال قليال‪ ،‬و على‬‫ّ‬
‫أقر بأن " املواضعات الاجتماعية و القواعد و سياقات املنطوق تؤدي دورا أساسيا في‬ ‫يؤكد عليه (هوسرل) حين ّ‬
‫تحديد الفعل الكالمي‪ ،‬فليس املعنى حصيلة للقصدية الفردية حسب‪ ،‬و إنما هو نتيجة للممارسات الاجتماعية‬
‫كل من‬‫أيضا‪ ،‬فالقدرة على فعل الكالم تتحقق في عقل املرء‪ ،‬أما إنجاز هذا الفعل فهو تعبير عن القصدية‪ ،‬و ّ‬
‫القدرة و إلانجاز ممارسة اجتماعية‪)12( ".‬‬

‫فعالية ألاداء التواصلي تداوليا‪:‬‬


‫يتحقق بفضله عنصر التواصل بين مرسل و مرسل إليه‪ ،‬لذلك ّ‬
‫فحيزه‬ ‫تعد العملية الاتصالية حدثا مهما ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫حيز اللغة كونه يرتبط بإنتاج يكون لفظيا و أحيانا غير لفظي في ّ‬ ‫أعم من ّ‬
‫ّ‬
‫ظل مختلف الظروف التي تحيط بطرفي‬
‫عملية التواصل‪ ،‬يرى فلويد بروكر ( ‪ ) Floyde Brooker‬أن الاتصال هو عملية نقل معنى أو فكرة أو مهارة أو حكمة‬
‫من شخص آلخر (‪ ،)11‬ألاساس فيه وجود طرفين أحدهما يحمل معرفة ما يحاول نقلها بطريقة ما إلى الطرف آلاخر‪،‬‬
‫ويتم ذلك عبر عملية تتيح لهذه املعرفة الوصول بصورة واضحة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫يتم عن طريقها انتقال املعرفة من شخص آلخر حتى‬ ‫والاتصال في مفهومه إلاجرائي " العملية أو الطريقة التي ّ‬
‫التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر‪ ،‬و بذلك يصبح لهذه العملية عناصر و‬ ‫تصبح مشاعا بينهما بينهما وتؤدي إلى ّ‬
‫مكونات ولها اتجاه تسير فيه و هدف تسعى إلى تحقيقه و مجال تعمل فيه و يؤثر فيه‪ ،‬مما يخضعها للمالحظة و‬
‫البحث والتجريب و الدراسة العملية بوجه عام "(‪ ،)19‬فالطريقة التي يتواضع فيها الطرفان على أسلوب تحاور‬
‫يؤدي إلى حصول الفائدة و الفهم و تكون قابلة للدراسة هي صميم عملية التواصل‪.‬‬
‫فالتواصل بصفة عامة " يتم بطرق لغوية لفظية و غير لفظية أو بطرق أخرى‪ ،‬لذا فهو مفهوم أشمل من مفهوم‬
‫ّ‬
‫اللغة‪ ،‬فاللغة ال تمثل إال أحد نظم الاتصال حيث إن هناك تمايزا واضحا في القدرة الاتصالية و القدرة اللغوية‬
‫يعد كفاءة تستخدم ضمن عناصر السياق‬ ‫لدى الفرد‪ ،‬فكالهما ينموان بصورة مستقلة نسبيا‪ ،)73(".‬و كالهما أيضا ّ‬
‫الاجتماعي مع‬

‫‪146‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوضع في الحسبان أن كفاءة التواصل ّ‬
‫تضم داخلها كفاءة التعبير اللغوي‪ ،‬ذلك أن التواصل اللغوي "عملية تشكل‬
‫لها التقارب املعرفي هدفا محوريا‪ ،‬حيث أوضح ريلي أن تحقيق ذلك يتطلب التفاوض و تبادل وجهات النظر حول‬
‫ّ‬
‫املعاني خالل التفاعل بين ألافراد‪ ،‬ذلك الذي يؤكد على املعنى املقصود‪ ،)71( ".‬فاللغة ترتبط بشقها الاستعمالي‬
‫والبحث عن معانيها يحتاج إلى قراءة تداولية‪ ،‬يقول جيفري ليج‪ " :‬إننا ال نستطيع فهم طبيعة اللغة ذاتها إال إذا‬
‫بفك معاني الخطاب‬ ‫فهمنا التداولية‪ :‬كيف نستعمل اللغة في الاتصال‪ ،)77( " .‬فا تباط املرسل واملستقبل يتحقق ّ‬
‫ر‬
‫الذي يوجهه الطرف ّ‬
‫ألاول للثاني وفق الشكل التالي‪:‬‬
‫يتم إال باملسك بمهارات متعددة خاصة مهارات إلاصغاء التي ترتكز على‬ ‫تحقق معنى التواصل ال ّ‬‫وإد اك املعاني في ّ‬
‫ر‬
‫معايير الانتقاء‪ ،‬تقدير مشاعر املتحدث وإعطاء فرصة للمتحدث‪ ،‬تتبع الحديث و إدراك ثناياه‪ ،‬الاحتفاظ بما يسمع‬
‫ّ‬
‫حيا في الذهن‪ ،‬إدراك التغيرات في املعاني الناتج عن تعديل بنية الكلمات و التمييز بين أشكال ألاساليب (‪ ،)70‬و هي‬
‫كلها تلعب التداولية على أوتارها من خالل مختلف ألاسس التي ترتكز عليها في بناء املنهج و و أسس التحليل و هي‪:‬‬
‫أفعال الكالم ‪.les actes de langages‬‬ ‫‪-‬‬
‫متضمنات القول ‪. les implicites‬‬ ‫‪-‬‬
‫الاستلزام الحواري ‪. l’implication conversationelle‬‬ ‫‪-‬‬
‫إلاشاريات ‪. deicies‬‬ ‫‪-‬‬
‫باإلضافة إلى آليات أخرى مثل‪:‬‬
‫املالءمة ‪.pertinence‬‬ ‫‪-‬‬
‫القصدية ‪. intentionalistic‬‬ ‫‪-‬‬
‫السياق ‪.contexe‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحجاج ‪)74( . l’argumentation‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و إذا ركزنا على طرفي التخاطب في عملية التواصل البد أن نركز أيضا على الرسالة التي تمثل قناة الاتصال وهي‬
‫اللغة كوسيلة أساسية و مهمة في ّ‬ ‫ّ‬
‫الربط بين الطرفين‪ ،‬فعملية الاتصال " التي ال تتم بين املرسل و املستقبل إال‬
‫عن طريق الرسالة‪ ،‬و الرسالة هنا هي الوسيلة في عملية الاتصال‪ ،‬و بمعنى أوضح هي اللغة‪ ،‬فاللغة إذن هي وسيلة‬
‫مجرد قوالب جاهزة جيء بها ّ‬
‫مجردة‬ ‫الاتصال ألاساسية"(‪ ،)75‬وهي التي تحمل مضامين ما يقصده املتحدث و ليست ّ‬
‫بكل مضامينها و أبعادها‪ ،‬و ليست عبارات‬ ‫ّ‬
‫فتدب فيها الحياة ّ‬ ‫لذاتها‪ ،‬فهي " صيغ و أشكال يبدعها املتكلم أو املنش ئ‬
‫مسكوكة‪ ،‬تحمل الطاقات التعبيرية حتى ولو كانت في املعجم‪ ،‬و لهذا فكل استعمال ألية صيغة من صيغ اللغة في‬
‫إلافراد والتركيب ابتداع جديد غالبا في بعده السياقي غير اللغوي‪ ،‬ألن اللغة غرض و ليست جوهرا" (‪ ،)76‬و كلما‬
‫توسع استعمال اللغة في عملية الاتصال كلما زادت قدراتها التعبيرية على حمل معان جديدة و متجددة تخضع‬
‫العتبارات السياق ومقتض ى الحال الذي يؤسسه طرفا الاتصال‪ ،‬والتأصيل املتكامل في تدريس فنون اللغة " يرى‬
‫ّ‬
‫التحدث باعتبارهما ركني عملية الاتصال اللغوي" (‪ .)72‬و املنهج التداولي‬ ‫خصوصية العالقة بين فني الاستماع و‬
‫حيا‪ ،‬و منجزا في سياق ما يتلقاه املتلقي بمدركاته و أحاسيسه‪،‬‬ ‫على هذا ألاساس ينظر إلى اللغة باعتبارها كالما ّ‬

‫‪147‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫ضمنيها‪ ،‬عبر الخطاب املنتج النعكاسات سلوكية‬ ‫ّ‬ ‫هذا املتلقي الذي يسعى إلى فهم رموز اللغة و إشاراتها‪ ،‬ظاهرها و‬
‫حسيا‪ ،‬حينها تنمو العالقة الوطيدة بين‬ ‫املتحقق فعليا و ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجرد من شكله املنطوق إلى وجوده‬ ‫توصل امللفوظ‬
‫مدلول القول و اللغة و السياق العام مرتبطا بحاالت املتكلم املختلفة‪ ،‬و أشكال الصوت التنغيمية مقرونة بمعرفة‬
‫تؤطر الفعل املنجز و تحقق به أهدافا معينة ترض ي املرسل و تكون مقبولة عند املتلقي‪.‬‬
‫ّ‬
‫تعليمية اللغة العربية تداوليا‬
‫للسانيات التطبيقية‪ ،‬فهي اليوم " مركز‬ ‫ّ‬ ‫لقد أصبحت تعليمية اللغة العربية من بين الاهتمامات الكبرى‬
‫املتوخى لتطبيق الحصيلة املعرفية ّ‬ ‫ّ‬
‫للنظرية‬ ‫استقطاب بال منازع في الفكر اللساني املعاصر‪ ،‬من حيث ّإنها امليدان‬
‫اللسانية‪ ،‬و ذلك باستثمار النتائج املحققة في مجال البحث اللساني النظري و في ترقية طرائق تعليم اللغات"‬
‫ّ‬
‫تنظم التعلم ّ‬ ‫(‪،)71‬وقد ّ‬
‫كل حسب خلفياتها و منطلقاتها‬ ‫تجسد ذلك في مختلف النظريات التعليمية التي أرادت أن‬
‫الفكرية‪ ،‬فلقد كانت "محاوالت لتنظيم حقائق التعلم و تبسيطها و شرحها و التنبؤ بها‪ ،‬وفق خلفيات و تصورات‬
‫الدقة في املنطلقات و ألاهداف املحققة" (‪ ،)79‬و ما زاد من هذا الاهتمام‬ ‫فكرية نفسية اجتماعية ولسانية تراعي ّ‬
‫حد ذاته‪ ،‬و قابليته للتعامل مع البحوث اللسانية فيما له عالقة بعناصر التعليم‪،‬‬ ‫هو طبيعة حقل التعليم في ّ‬
‫الصف‪ ،‬و خاصة لدى عرضه‬ ‫فالعملية التعليمية هي" عملية تنظيمية لإلجراءات التي يقوم بها املعلم داخل غرفة ّ‬
‫للمادة الدراسية و التسلسلية في شرحها‪ ،‬و بمعنى آخر فإن العملية التعليمية في جوهرها ماهي إال عملية تنظيم‬
‫ملحتوى املادة املدروسة و التي كثيرا ما تأخذ شكل التسلسل الهرمي"(‪ ،)03‬يضاف إلى ذلك ّأن تدريس اللغة العربية‬
‫تم تطبيقها‬ ‫ماسة إلى نظريات تستوعب خصوصية هذا الدرس‪ .‬هذا ما نلمسه في مختلف املقاربات التي ّ‬ ‫بحاجة ّ‬
‫في املدرسة الجزائرية من أجل الوصول إلى أهداف مثمرة في ميدان التعليم وفي تدريس اللغة العربية على وجه‬
‫التحديد‪ ،‬فنجد مثال أن املقاربة بالكفاءات كبديل عن املقاربة باألهداف تهدف إلى إبراز و تثمين املدركات و املعارف‬
‫و املعلومات التي يتحصل عليها املتعلم في املدرسة من أجل تكييفها و استثمارها في واقعه وفق مختلف املستجدات‬
‫ّ‬
‫التي تطرأ على العالم‪ ،‬فيقوم بتوظيفها حاملا يتعرض لوضعيات تشكل له مشكالت‪ .‬و تدريس اللغة العربية قائم‬
‫على إكساب املتعلم مهارات اللغة املختلفة وتوظيفها بكل نجاعة و فعالية بعيدا عن حشو فكره وإثقاله بالقواعد‬
‫يمر عليها‪ ،‬إذ " ال يمكن للمتعلم أن يتجاوز أثناء دراسته للغة‬ ‫بعيدا عن عامل التوظيف حسب كل مرحلة تعليمية ّ‬
‫كل د س من ّ‬
‫الدروس التي يتلقاها ينبغي أن يكتفي‬ ‫في مرحلة معينة حدا أقص ى من املفردات والتراكيب بل و في ّ ر‬
‫معينة‪ ،‬و إال أصابته تخمة ذاكرية بل حصر عقلي خطير قد يمنعه من مواصلة دراسته للغة‪)01(" .‬‬ ‫فيه بكمية ّ‬

‫وفق هذه النظرة‪ ،‬نجد أن التداولية تسعى إلى جعل العمل التعليمي أكثر تنظيما و مسايرا لكل خصائص هذه‬
‫ّ‬
‫العملية‪ ،‬مراعيا خصائص درس اللغة العربية‪ ،‬فتتقاطع كثيرا مع مقترحات و تصورات املنهاج الذي تبنته املقاربة‬
‫ّ‬ ‫بالكفاءات في املد سة الجزائرية‪ ،‬إذ ّ‬
‫تبنى املنهاج هذه الطرائق فإنما لتحقيق ألاهداف املتوخاة و جعل املتعلم‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫يمارس نشاطه التعلمي ضمن مسارات تدفعه إلى املبادرة ّ‬
‫الحرة التي تمكنه من املالحظة و املعالجة و الابتكار و‬
‫ّ‬
‫الاستقاللية في القرار الشخص ي‪ ،‬فهذه التعلمات كفيلة بتزويده بكفاءات حقيقية يكون ألاستاذ فيها املنشط لعملية‬
‫ّ‬
‫التعلم و ّ‬
‫املوجه لها‪)07( .‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫إن الغاية التي ترمي إليها التداولية هي عدم الفصل بين أنشطة و مهارات اللغة العربية املختلفة سواء تدريسها أو‬
‫"إن املنظور العام يؤدي إلى جعل اللغة كل ال ّ‬
‫يتجزأ مما يقتض ي تعليمها كوحدة‬ ‫توظيفها كوحدة كلية ال تتجزأ‪ ،‬إذ‪ّ :‬‬
‫متصلة‪ ،‬تترابط فروعها مع بعضها البعض‪ ،‬حتى تتمكن مجتمعة من تحقيق الهدف ألاسمى من تعليم اللغة و هو‬
‫تمكين املتعلم من توظيف لغته توظيفا صحيحا يؤدي إلى الفهم و إلافهام"(‪ ،)00‬فنجد أن التداولية ترتبط كثيرا‬
‫نصا في سياق انطالقا من‬ ‫النص ألادبي مثال فهي ترى فيه ّ‬ ‫النص‪ ،‬ففي تعاملها مع ّ‬ ‫بتحليل الخطاب و لسانيات ّ‬
‫نص ذو مقاصد انطالقا من قاعدة‪ :‬ال نص‬ ‫النص ألادبي هو ّ‬ ‫نص بدون سياق‪ ،‬و ذهبت أيضا إلى ّأن ّ‬ ‫قاعدة‪ :‬ال ّ‬
‫بدون مقاصد‪ ،‬إذ تحولت مقاصد التكلم في الدراسات التداولية الحديثة إلى منطلق أساس ي من منطلقات تحديد‬
‫الخصائص إلانشائية في الخطاب (‪ ،)04‬و تدريس النحو في التداولية ال يرتبط بطريقة علمية واحدة‪ ،‬و الطرق‬
‫والبدائل كلها تستفيد من بعضها‪ " ،‬إذ ليس هناك فترة كلها قياسية و ال فترة كلها استقرائية ال في إدراك املتعلم‬
‫ّ‬
‫ملا يبلغه إياه املعلم بكيفية ضمنية و غير ضمنية‪ ،‬و ال في أثناء اكتسابه ملكة التعبير"(‪ ،)05‬لذلك تصبح أهمية‬
‫اللغة مرتبطة باكتسابها‪ ،‬و بالتحديد اكتساب مهارات التبليغ من أجل الوصول إلى هدف إجرائي قادر على التغيير‪،‬‬
‫فالجمل في كالمنا " ال تستعمل لوصف الواقع بل لتغييره‪ ،‬فهي ال تقول شيئا عن حالة الكون الراهنة أو السابقة‪،‬‬
‫إنما تغيرها أو تسعى إلى تغييرها‪ )06( ".‬باإلضافة إلى وجوب اكتساب مهارات التواصل الشفاهي في التعبير بها كفعل‬
‫يميز اللغة العربية‪ ،‬فيجب أن يراعى في اكتسابها التعبير و التواصل و فعل التعبير مع الذات وفعل‬ ‫اتصالي تداولي ّ‬
‫التواصل الشفوي مع الغير‪ )02(،‬خاصة إذا وضعنا في الحسبان أن العملية التعليمية شأنها شأن التداولية في‬
‫قيامهما على ثنائية مرسل ومرسل إليه و ألادوار التي ترتبط بهما‪ ،‬إذ يكون املعلم مرسال و املتعلم مرسال إليه‪ ،‬لكن‬
‫التداولية في سياق التعليم قد تصنع عالقة جديدة من نفس الطرفين أساسها إلاجرائي أن يتبادل الطرفان الدور‬
‫ألاساس ي لهما فيغدو املعلم مستقبال و مرسال إليه و املتعلم باعثا و مرسال بالنظر إلى الظروف املختلفة التي نتوقعها‬
‫أن تحيط بالدرس التعليمي تحقيقا ملبدأ التداولية القائل بوجوب تحقق الاتصال و القصدية في شكل من أشكال‬
‫ّ‬
‫أفعال الكالم التي ستتغير حين يستلزم ألامر ضرورة وقوع الفهم في مرحلة من مراحل التعلم كمرحلة التقويم‬
‫(أولى‪ ،‬مرحلي‪ ،‬نهائي)‪ ،‬أو في أنشطة التعبير املختلفة‪ ،‬أو في الكثير من وضعيات السؤال و الجواب فيكون املتعلم‬
‫ّ‬
‫املعلم الذي ّ‬
‫يقدم إلاجابة‪ ،‬فيصبح بذلك فعل التواصل في التعليم‬ ‫دائما مصدر إرسال السؤال ليكون املستقبل هو‬
‫على شكل جديد وفق املخطط التالي‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫التكيف مع مختلف الوضعيات‪ ،‬و على استيعاب ّ‬
‫الكم الكبير من املعارف‪ ،‬و‬ ‫ّ‬ ‫يضاف إلى ذلك قدرة التداولية على‬
‫على احتمال أن تخلق هيئات جديدة في تدريس أنشطة اللغة العربية ربحا لوقت كبير قد يضيع مع الاشتغال على‬
‫عناصر ال تنفع في مقاربات أخرى‪ ،‬و أيضا إمكانية استثمارها ملبادئها التي نادى بها رجالها أمثال أوستين في تناوله‬
‫لوظائف اللغة و طرق التعامل معها‪ ،‬إذ يرى " أن وظيفة اللغة ألاساسية ليست إيصال املعلومات و التعبير عن‬
‫ألافكار‪ ،‬إنما هي مؤسسة تتكفل بتحويل ألاقوال التي تصدر ضمن معطيات سياقية إلى أفعال ذات صبغة‬
‫اجتماعية" (‪ ، )01‬فالجمل عنده ترتبط باألفعال التي تناسب موقفا ما بغية إلانجاز و التأثير‪ ،‬و استعمال الخبر و‬
‫إلانشاء عنده ال يقتصر فقط على وصف الجمل و الحكم عليها بالصدق و الكذب فقط‪ ،‬إنما الحاجة امللحة‬
‫تقتض ي تضمنها فعال على شكل ما يفيد إنجاز عمل ما بصورة دقيقة يصل إلى املتلقي‪ ،‬و من ذلك يمكن الحكم‬
‫توسع من أفق اشتغال اللسانيات التي تلعب على وتر‬ ‫على ألاقوال بأنها نجحت أو لم تنجح تداوليا‪ ،‬فالتداولية ّ‬
‫الكفاية اللغوية من أجل تحديد الخبر في اللغة‪ ،‬و تعتمد على توزيعية الجملة باعتبارها الوحدة ألاساسية ّ‬
‫املكونة‬
‫املكون البالغي ّ‬‫فتوظف آليات ّ‬‫ّ‬
‫املعبر بشكل ثابت عن مرجع غير ثابت‪ ،‬و تولي‬ ‫من مسند و مسند إليه‪ ،‬أما التداولية‬
‫اعتبارا لألصوات و التنغيم فيكون للملفوظ أهمية في دراسة اللغة‪ ،‬و يمكن تصوير ذلك وفق الشكل التالي‪:‬‬

‫وهو أمر مهم جدا ومناسب لعملية التدريس إذا ما ّ‬


‫تم الاشتغال على هذه العناصر في الخطاب التعليمي بغية‬
‫تحقيق فعالية و إنجاح لتدريس اللغة العربية‪.‬‬
‫تم تطبيقها على تدريس اللغة العربية فسيسهم ذلك في " وصف و رصد خصائصها و تفسير‬ ‫هي التداولية إذن‪ ،‬إن ّ‬
‫ظواهرها الخطابية التواصلية" (‪ ،)09‬في ظل الوظيفة التي يؤطرها ثالثي عملية التواصل ( مرسل‪/‬متلق‪ /‬وضعية‬
‫تبليغية)‪ ،‬وهي ذاتها مثلث العملية التعليمية ( معلم‪/‬متعلم‪ /‬وضعية تعليمية)‪.‬‬
‫تطبيق املنهج التداولي على درس نحو ّي‬
‫إن التداولية – كمنهج لساني – بإمكانه أن يفرض نفسه منهجا لدراسة اللغة العربية في مختلف أنشطتها‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التي تقوم بين املعلم و املتعلم‪ ،‬بل إنها أوجدت لنفسها مكانا حين " أحدثت ألاثر ألاكبر في التعليمية (‪)La didactique‬‬
‫ّ‬
‫سواء تعلق ألامر بتعليمية اللغة ألام أو اللغات ألاجنبية" (‪ ،)43‬ذلك أنها استطاعت أن تدخل في عالم الخطاب و‬
‫‪150‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫ّ‬
‫تؤوله‪ ،‬وتمكنت من دراسة العالقة القائمة بين امللقي و املتلقي و استخدامات اللغة في مواقف الكالم و مختلف‬
‫ألافعال املنجزة خاللها‪ ،‬هذا ألامر يناسب تماما ميدان التعليم الذي يتخذ شكل العالقة القائمة بين ممارسات‬
‫املعلم وأنشطة املتعلم من أجل إحداث أثر إيجابي فيه‪.‬‬
‫و من أجل ذلك نستغل املنهج التداولي لتقديم أنموذج نشاط من أنشطة اللغة العربية‪ ،‬متمثال في نشاط قواعد‬
‫اللغة العربية الذي ينفر منه معظم التالميذ بسبب مادته ( النحو )التي يجدها املتعلمون أصعب نشاط من أنشط‬
‫ّ‬
‫اللغة العربية في كل املستويات التعليمية‪ .‬إذ تعاملت مختلف املقاربات مع درس النحو على وجوب تعلمه كبنية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وفق قواعدها تعلما صارما ال يجب أن يحيد عنه‪ ،‬لكن التداولية تسلك مسلكا آخر‪" ،‬فاألمر لم يعد متعلقا بتلقين‬
‫ّ‬
‫بنية نحوية معينة‪ ،‬بل إنه مرتبط بتوفير وسائط لسانية تتيح للمتعلم الاختيار بين مختلف ألاقوال و ذلك حسب‬
‫ّ‬
‫املقام " (‪ ،)41‬فاملتعلم يجد بعض الراحة فيما يتعلم من مجمل ما يقرأ‪ ،‬إذ يختار جملة من ألامثلة و الشواهد‬
‫فتكون " تلك ألامثلة أو الجمل و العبارات محورا للمناقشة التي تنتهي باستنباط القاعدة التي يراد استنباطها‪".‬‬
‫(‪ )47‬فما توفره التداولية في هذا املقام حوارية تقوم على السؤال و الجواب‪ ،‬يسودها النقاش املباشر بين طرفي‬
‫التعليم من أجل الوصول إلى النتيجة النهائية أو القاعدة املراد الوقوف عندها‪.‬‬
‫ولتكون الصورة أوضح – كما ذكر سلفا – تم اختيار نشاط قواعد اللغة لدرس " الحال وأنواعه " ملستوى السنة‬
‫ألاولى من التعليم الثانوي جذع مشترك آداب (‪ ،)40‬و ّ‬
‫تم الاشتغال فيه على املنهج التداولي حسب ما يأتي‪:‬‬
‫مخطط العمل‪:‬‬
‫النتيجة املراد الوصول‬ ‫نوع املوضوع ألاشكال التي الوظيفة‬ ‫تصنيفه‬ ‫املوضوع‬ ‫النشاط‬
‫(كيفية عمله) إليها‬ ‫يكون عليها‬ ‫املدروس‬ ‫وحالته‬
‫نحويا‬
‫حالة تركيب العناصر السابقة‬ ‫تبيان‬ ‫مفرد‪/‬جملة‪/‬‬ ‫املشتقات‬ ‫ألاسماء‬ ‫قواعد اللغة الحال وأنواعه‬
‫ما قبله‬ ‫شبه جملة‬ ‫املنصوبة‬ ‫(نحو)‬
‫تركيب الدرس‪:‬‬
‫‪-‬املعلم‪ :‬ماهي أقسام الكلمة في اللغة العربية؟‬
‫املتعلم‪ :‬ثالثة أقسام‪ ،‬اسم و فعل و حرف‪.‬‬
‫‪-‬املعلم‪ :‬ماهي صفات الاسم؟‬
‫املتعلم‪ :‬يحدد صفات الاسم كما هي معروفة‪.‬‬
‫‪-‬املعلم‪ :‬هل تجد أن الحال يأخذ نفس صفات الاسم في كلمة (مسرعا) في قولنا ‪ :‬جاء الطالب مسرعا؟‬
‫املتعلم‪ :‬نعم‪.‬‬
‫‪-‬املعلم‪ :‬إذا قلت لك‪ :‬عاد الطالب مسرورا‪ ،‬ماهي حالة الاسم ( مسرورا )‪ ،‬و كيف جاء؟‬
‫املتعلم‪ :‬جاء الاسم مفردا منصوبا‪.‬‬
‫‪-‬املعلم‪ :‬و لو قلت لك‪ :‬عاد الطالب و هو مسرور‪ ،‬أهناك اختالف في التركيب أم املعنى؟‬
‫املتعلم‪ :‬هناك اختالف في التركيب أما املعنى فقد جاء نفسه‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫ّ‬
‫املعلم‪ :‬إذن بإمكانك أن تحافظ على املعنى و ّ‬
‫تغير في التركيب كأن تقول مثال‪ :‬عاد الطالب في سرور‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املتعلم‪ ( :‬يؤكد هذا املعنى إيجابا‪ ،‬أو بإمكانه أن يعيد تركيب سؤال ليبحث عن جملة أخرى)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحدده بدقة؟‬ ‫املعلم‪ :‬مادمت أنك وقفت على نفس املعنى في ألامثلة السابقة‪ ،‬هل بإمكانك أن‬
‫املتعلم‪ :‬نعم‪ ،‬هو معنى يبين هيئة صاحبه‪.‬‬
‫ّ‬
‫املعلم و املتعلم معا يقومان بتركيب مختلف العناصر السابقة ‪.‬‬
‫على هذا النحو قمنا بممارسات تداولية تخضع للحوار بين طرفين حول رسالة تعليمية‪ ،‬لم ّ‬
‫يتم الاعتماد على طريقة‬
‫التلقين و ال على إثارة املخزون السابق عند املتعلم و استرجاعه‪ ،‬بل على إجراءات تداولية أهمها‪:‬‬
‫أفعال الكالم (‪ :)44‬و التي جاءت كما قسمها (سيرل) تأكيدية بأسلوب واقعي حقيقي‪ ،‬توجيهية يقوم املستمع املتعلم‬
‫برد ما يكون غالبا بحث عن إلاجابة‪ ،‬إلزامية في مضمونها الذي يحتاج إلى ردود مباشرة‪ ،‬تصريحية في مطابقة‬ ‫بعدها ّ‬
‫ّ‬ ‫الواقع التعليمي للخطاب الذي ّ‬
‫صنعه املعلم‪ .‬يضاف إلى ذلك وجود أقوال ال تظهر من صيغتها ماهية املعاني التي‬
‫ّ‬
‫تختفي وراءها‪ ،‬هنا يتدخل عنصر التأويل لفهم صيغة الكالم التي ال تكون استفهاما مثال إنما ّتدلنا على غرض‬
‫آخر‪ ،‬فقد الحظ سيرل" أن التأويل الكافي لجمل اللغات الطبيعية يصبح متعذرا إذا اكتفينا بما تحويه الصيغة‬
‫من معلومات‪ ،‬و أبرز مثال على ذلك املثال املشهور (هل يمكنك أن تناولني امللح)‪،‬التي ظاهرها استفهام و لكن‬
‫داللتها ال تشير البتة إلى استفهام إنما تشير إلى طلب‪.)45(".‬‬
‫قاعدة الكم‪ ،‬النوع‪ ،‬الهيئة‪ :‬اقترح غرايس مجموعة قواعد لتضبط عملية التخاطب‪ ،‬و تشمل قاعدة الكم‪،‬‬
‫قاعدة الكيف أو الورود‪ ،‬قاعدة الهيئة‪ ،‬و إذا تم خرق إحدى هذه القواعد فينتج لدينا استلزام حواري‪)46(.‬‬

‫الكم نجد أن هناك قدرا معقوال من الكالم الذي استطاع أن يكفي لوصول املعرفة‪ ،‬فما استعمله‬ ‫فمن حيث ّ‬
‫املتعلم و املعلم معا ناسب ما يحتاجه درس الحال لإلملام بمجمل القضايا املتعلقة بهذا الدرس‪ ،‬زيادة على ربح‬
‫الكثير من الوقت الذي قد يضيع سدى و يضيع معه جهد الطرفين دون الوصول إلى نتيجة‪ ،‬و من حيث النوعية‬
‫فجودة وصول املعلومة إلى املتعلم و قدرته على معرفة معنى الحال عن طريق التحليل املباشر دون سؤال من‬
‫توصل عبر أقوال سابقة إلى نتيجة أن الحال يبين هيئة من غير اللجوء إلى طرق أخرى في الشرح و‬ ‫املعلم‪ ،‬إذ ّ‬
‫ال تعقيب و إعادة تركيب الفكرة أو السؤال‪ ،‬أما من حيث الهيئة فكان الكالم مباشرا بجمل واضحة و صريحة‬
‫تبتعد عن الغموض و التحايل اللغوي املجازي‪ ،‬موظفا أساليب إنشائية يغلب عليها التنغيم الذي يقود املتعلم إلى‬
‫الوصول لإلجابة بصورة سريعة‪.‬‬
‫استراتيجيات الخطاب‪ :‬واملقصود منها الاستراتيجيات التي يتبناها املتكلم في خطاباته و القصد من وراء ما يستعمله‬
‫ّ‬
‫من ملفوظات معينة تتطلب تحقق الانسجام بين املتكلم و من يكلمه قصد التأثير فيه‪ ،‬هذا عن طريق تتبع‬
‫استراتيجية لغوية مقصودة و مناسبة للمقام التبليغي‪ ،‬بها ّ‬
‫يتحقق فعل التأثير‪ .‬وقد جاء في معجم تعليمية اللغات‬
‫أن‪ " :‬تحقيق أي قصد – تبليغي– ال بد أن يتم طبقا الستراتيجيتي التي قد تكون استفهاما موجها ملخاطبي‪ ،‬أو‬
‫إعالنا عن جهلي– بمعرفة ما – أو قول أشياء بغير حقيقتها– « أي الكذب »‪ ،‬آمال ّأن تصحيح مخاطبي لهذه ألاكاذيب‬

‫‪152‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫سيجعله يمدني بالحقيقة؛ وبأسلوب آخر‪ ،‬يلجأ املخاطب من أجل تحقيق غاية تأثيرية‪ ،‬إلى تبني بعض ألاساليب‬
‫تم الاعتماد على مجموعة من العناصر أبرزها‪:‬‬ ‫الكالمية‪ )42( ".‬و في هذه املقاربة التداولية لدرس الحال ّ‬
‫الحجاج‪ :‬من خالل توظيف مجموعة من ألامثلة ّ‬
‫املدعمة للوضعية التعليمية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التكرار‪ :‬خاصة ما تعلق بموضوع الدرس بإعادة كل ما تعلق بموضوع الحال‪ ( .‬لفظيا كان أم معنويا )‪.‬‬
‫التفسير و الشرط‪ :‬كآليتين مساعدتين على إلافهام و إيصال املعلومة إلى املتعلم بصورة جيدة‬
‫توظيف كلمتي‪ :‬نعم و إذن‪ ،‬و هي كلمتان نجدها تتراوح في الخطاب التعليمي لتأكيد إجابة عن سؤال‪ ،‬و إلثبات‬
‫نتيجة‪.‬‬
‫حقق مبدأ التعاون كمبدأ سلوكي يضمن‬ ‫التواصل‪ :‬إن التواصل الحواري بين طرفي العملية التعليمية التعلمية ّ‬
‫الترابط الاتصالي بين املعلم و املتعلم‪ ،‬بعيدا عن كل الوسائل الاتصالية التي تستعين بها مقاربات أخرى في حقل‬
‫تحقق ذلك خصوصا و أن البعد‬ ‫التعليمية‪ ،‬فمنطلق التداولية هنا هو تحقيق فعالية الد س التعليمي‪ ،‬و قد ّ‬
‫ر‬
‫التواصلي اللساني هو الغاية التي ينشدها القائمون على ميدان التعليم‪ ،‬و نجده في هذا املقام من صميم الدرس‬
‫ّ‬
‫التداولي‪ ،‬فدرس الحال تشكل على مجموعة من العناصر التواصلية التي خلقت الاتصال بين املعلم و املتعلم من‬
‫أجل تحقيق رسالة التواصل وهي الوقوف في النهاية على مختلف الخصائص التي تتعلق بالحال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويمكن أن نلخص مقاربة درس الحال تداوليا وفق املخطط التالي‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫لقد كان الهدف من هذه الدراسة املتواضعة هو محاولة تناول تعليمية اللغة العربية من رؤية جديدة و منهج‬
‫جديد بعيدا عن املقاربات التقليدية التي دأبت املنظومة التربوية على تطبيقها‪ ،‬مع البحث عن أساليب تجعله‬
‫مكيفا مع درس اللغة العربية بكل ما فيها من خصوصيات مم ّيزة لها‪ .‬و قد جاءت التداولية كاختيار منهجي باعتباره‬
‫ّ‬
‫يهتم بالكالم مرتبطا باملتكلم و املتلقي معا يضاف إلى ذلك الوضعيات التي ينشأ فيها هذا الكالم‪ ،‬مع ألاخذ في‬
‫الحسبان أن التداولية أخذت بعين الاعتبار خصوصية الخطاب كونه ال يخرج عن ماهيته متمثلة في عنصر‬
‫‪153‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫القصدية التي يخضع لها و التي جعلته يخرج بشكل ما‪ ،‬ثم إنها ( التداولية ) اعتمدت في الدراسة على الشقين‬
‫املعرفي و التواصلي دون فصل بينهما مستفيدة في ذات السياق من النتائج الباهرة التي حققتها اللسانيات و بخاصة‬
‫لسانيات النص وتحليل الخطاب‪.‬‬
‫إن تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية من شأنه أن يرفع من مستوى التحصيل املعرفي بالنسبة‬
‫للمتعلم‪ ،‬وإعطائه دورا تشاركيا في فعل التعليم يجعله عنصرا فاعال و مشاركا فيه‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية استثمار‬
‫كثير من الجهد والوقت الذي يبذله املعلم وقد يخسره أحيانا في طرائق و وضعيات تجعله محتارا في كيفية الوصول‬
‫إلى أهداف الدرس التعليمي و قد تحيله في كثير من ألاحيان إلى الاعتراف بفشل عمله‪ ،‬لذلك يمكن القول إن‬
‫التداولية قد تكون بديال فعاال و ناجعا في تعليمية اللغة العربية ملا تملكه من آليات في التحليل و العمل و الاهتمام‬
‫بكل ما له عالقة بأهم عنصرين من عناصر العملية التعليمية كعملية تواصلية ال تتحقق إال بهما‪ :‬املعلم و املتعلم‪،‬‬
‫ثم اهتمامها بخصوصية اللغة العربية درسا و تدريسا حين ترى فيها مادة ال تدرس لذاتها إنما لتحقيق غايات ّ‬
‫أهم‬
‫خاصة و أن اللغة العربية تمثل وسيلة تعليم مهمة ألغلب املواد التعليمية في املنظومة التربوية‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫(‪)1‬محمود إسماعيل صيني‪ ،‬اللسانيات التطبيقية في العالم العربي‪( ،‬أعمال ندوة‪ّ :‬‬
‫تقدم اللسانيات في ألاقطار العربية‪ ،‬الرباط‪ ،)1119،‬دار‬
‫الغرب إلاسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1111 ،1‬ص ‪.119‬‬
‫(‪)1‬عبد الرحمان الحاج صالح‪ ،‬أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرس ي اللغة العربية‪ ،‬مجلة اللسانيات‪ ،‬معهد العلوم اللسانية و الصوتية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬ع‪ ،19‬ص‪.19‬‬
‫(‪)9‬حسام الخطيب‪ ،‬هموم اللغة العربية في عصرنا‪ ،‬مؤتمر تطوير تدريس علوم اللغة العربية و آدابها‪ ،‬منشورات اتحاد املعلمين العرب‪،‬‬
‫الخرطوم‪ ،‬السودان‪ ،1191 ،‬ص ‪.991‬‬
‫(‪)1‬عمر بلخير‪ ،‬تحليل الخطاب املسرحي في ضوء النظرية التداولية‪ ،‬منشورات الاختالف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،1119 ،1‬ص‪.19‬‬
‫(‪) 9‬خولة طالب إلابراهيمي‪ ،‬عن التداولية‪ ،‬محاضرة ألقتها بمعهد اللغة العربية و آدابها جامعة الجزائر‪ ،‬ندوة ألاستاذ‪ ،‬فيفري ‪.1111‬‬
‫‪)9(Roland Eluerd : La Pragmatique linguistique. Nathan université. Paris. France. 1985 .p 79.‬‬
‫(‪ )9‬نعمان بوقرة‪ ،‬اللسانيات اتجاهاتها و قضاياها الراهنة‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬جدارا للكتاب العالمي‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬ط‪،1111 ،1‬‬
‫ص‪.199‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مسعود صحراوي‪ ،‬التداولية عند العلماء العرب دراسة تداولية لظاهرة ألافعال الكالمية في التراث اللساني العربي‪ ،‬دار الطليعة‬
‫للطباعة و النشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1119 ،1‬ص ‪.19 ،11‬‬
‫(‪ )1‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )11‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )11‬محمد الحناش‪ ،‬ألاساس املعرفي ملنظومة إلابداع مقاربة لسانية تداولية‪ ،‬مجلة التواصل اللساني‪ ،‬املجلد العاشر‪ ،‬العدد ‪،1111 ، 1،1‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫(‪ )11‬فان ديك‪ ،‬النص و السياق‪ ،‬استقصاء البحث في الخطاب الداللي و التداولي‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد القادرقنيني‪ ،‬دار إفريقيا الشرق‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫املغرب‪ ،1111 ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪ )19‬صالح اسماعيل عبد الحق‪ ،‬نظرية املعنى في فلسفة بول غرايس‪ ،‬الدار املصرية السعودية للطباعة و النشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،1119‬ص ‪.91.99‬‬
‫(‪ )11‬محمد مهران رشوان‪ ،‬مدخل إلى دراسة الفلسفة املعاصرة‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1111 ،1‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )19‬فان ديك‪ ،‬النص و السياق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫(‪ )19‬عامر الحلواني‪ ،‬في القراءة السميائية‪ ،‬مطبعة التسفير الفني‪ ،‬صفاقس‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪ ،1‬جوان ‪ ،1119‬ص ‪.19‬‬
‫‪154‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫(‪ )19‬سلطان الزغلول‪ ،‬املقصدية نظرية املعرفة و آفاق اللغة و ألادب‪ ،‬صحيفة الرأي‪ ،‬ملحق الثقافة‪11 ،‬أفريل ‪ ،1111‬عن املوقع إلالكتروني‪:‬‬
‫‪www.alrai.com/article/507251‬‬
‫(‪ )11‬أحمد حساني‪ ،‬دراسات في اللسانيات التطبيقية حقل تعليمية اللغات‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،1111 ،‬ص‬
‫‪.99‬‬
‫(‪ )11‬رشدي أحمد طعيمة‪ ،‬محمد السيد مناع‪ ،‬تدريس العربية في التعليم العام نظريات و تجارب‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،1111‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )11‬حمدي علي الفرماوي‪ ،‬نيروسيكولوجيا معالجة اللغة و اضطرابات التخاطب‪ ،‬مكتبة ألانجلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،1119 ،1‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫(‪ )11‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )11‬فرانسواز أرمينكو‪ ،‬املقاربة التداولية‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد علواش‪ ،‬مركز إلانماء القومي‪ ،‬الرباط‪ ،‬املغرب‪ ،1119 ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )19‬ينظر‪ :‬حمدي الفرماوي‪ ،‬نيروسيكولوجيا اللغة‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )11‬ينظر‪ :‬مسعود صحراوي‪ ،‬التداولية عند العلماء العرب‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )19‬عبد العزيز شرف‪ ،‬إلاعالم و لغة الحضارة‪ ،‬دار املعارق‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )19‬حسن خميس امللخ‪ ،‬رؤى لسانية في نظرية النحو العربي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬ط‪ ،1119 ،1‬ص ‪.111‬‬
‫(‪ )19‬أحمد عبده عوض‪ ،‬مداخل تعليم اللغة العربية دراسة مسحية نقدية‪ ،‬مكتبة امللك فهد الوطنية‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ط‪ ،1111 ،1‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )11‬أحمد حساني‪ ،‬دراسات في اللسانيات التطبيقية‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫(‪ )11‬بوجملين لبوخ‪ ،‬بن قطاية بلقاسم‪ ،‬املنهج اللساني في تعليم اللغة العربية‪ ،‬مجلة ألاثر‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد‪ ،1111 ،11‬ص‬
‫‪.99‬‬
‫(‪ )91‬أفنان نظير دروزه‪ ،‬النظرية في التدريس و ترجمتها عمليا‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬ط‪ ،1111 ،1‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )91‬عبد الرحمان الحاج صالح‪ ،‬أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرس ي اللغة العربية‪ ،‬مجلة اللسانيات‪ ،‬معهد العلوم اللسانية و‬
‫الصوتية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬ع‪ ،11‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ )91‬منهاج اللغة العربية للسنة الرابعة متوسط‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬مديرية التعليم ألاساس ي‪ ،‬الديوان الوطني للمطبوعات املدرسية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،1111‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )99‬فضيل عبد القادر‪ ،‬من أجل ترقية اللغة العربية و النهوض بتعليمها‪ ،‬منشورات املجلس ألاعلى للغة العربية‪ ،‬الجزائر‪ ،1111 ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )91‬صالح بن رمضان‪ ،‬الرسائل ألادبية من القرن الثالث إلى القرن الخامس للهجرة‪ ،‬دار الفرابي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1119 ،‬ص ‪.119‬‬
‫(‪ )99‬عبد الرحمان الحاج صالح‪ ،‬أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرس ي اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )99‬آن روبول‪ ،‬جاك موشالر‪ ،‬التداولية اليوم علم جديد في التواصل‪ ،‬ترجمة‪ :‬سيف الدين دعفوس‪ ،‬دار الطليعة للطباعة و النشر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1119 ،1‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )99‬دليل املعلم‪ ،‬السنة ألاولى من التعليم الابتدائي‪ ،‬الديوان الوطني للمطبوعات املدرسية‪ ،‬الجزائر‪.1111 ،‬‬
‫(‪ )91‬فرانسواز أرمنيكو‪ ،‬املقاربة التداولية‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )91‬مسعود صحراوي‪ ،‬التداولية عند العلماء العرب‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )11‬جياللي دالش‪ ،‬مدخل إلى اللسانيات التداولية‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد يحياتن‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،1111 ،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )11‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ )11‬محمد صالح سمك‪ ،‬فن التدريس للغة العربية و التربية الدينية‪ ،‬مكتبة ألانجلو املصرية‪ ،1191 ،‬ص‪.991‬‬
‫(‪ )19‬ينظر‪ :‬كتاب املشوق في ألادب و النصوص و املطالعة املوجهة‪ ،‬السنة ألاولى من التعليم الثانوي جذع مشترك آداب‪ ،‬الديوان الوطني‬
‫للمطبوعات املدرسية‪ ،‬الجزائر‪ ،1119 ،‬ص ‪111‬و ‪.119‬‬
‫(‪ )11‬ينظر‪ :‬عمر بلخير‪ ،‬تحليل الخطاب املسرحي‪ ،‬ص ‪191‬و‪.191‬‬
‫(‪ )19‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.191‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫ّ‬
‫(‪ )19‬أحمد املتوكل‪ ،‬دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪،‬ط‪،1119 ،1‬ص‪.111‬‬
‫‪)19(D.Coste, R. Gallisson (1976), Dictionnaire de didactique des langues, Paris, Hachette, P 188.‬‬

‫قائمة املصادر و املراجع‪:‬‬


‫ّ‬
‫‪ -1‬أحمد املتوكل‪ ،‬دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪،‬ط‪،1119 ،1‬ص‪.111‬‬
‫‪ -1‬أحمد حساني‪ ،‬دراسات في اللسانيات التطبيقية حقل تعليمية اللغات‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1111‬‬
‫‪ -9‬أحمد عبده عوض‪ ،‬مداخل تعليم اللغة العربية دراسة مسحية نقدية‪ ،‬مكتبة امللك فهد الوطنية‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ط‪.1111 ،1‬‬
‫‪ -1‬أفنان نظير دروزه‪ ،‬النظرية في التدريس و ترجمتها عمليا‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬ط‪.1111 ،1‬‬
‫‪ -9‬آن روبول‪ ،‬جاك موشالر‪ ،‬التداولية اليوم علم جديد في التواصل‪ ،‬ترجمة‪ :‬سيف الدين دعفوس‪ ،‬دار الطليعة للطباعة و النشر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -9‬بوجملين لبوخ‪ ،‬بن قطاية بلقاسم‪ ،‬املنهج اللساني في تعليم اللغة العربية‪ ،‬مجلة ألاثر‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد‪.1111 ،11‬‬
‫‪ -9‬جياللي دالش‪ ،‬مدخل إلى اللسانيات التداولية‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد يحياتن‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.1111 ،‬‬
‫‪ -1‬حسام الخطيب‪ ،‬هموم اللغة العربية في عصرنا‪ ،‬مؤتمر تطوير تدريس علوم اللغة العربية و آدابها‪ ،‬منشورات اتحاد املعلمين‬
‫العرب‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬السودان‪.1191 ،‬‬
‫‪ -1‬حسن خميس امللخ‪ ،‬رؤى لسانية في نظرية النحو العربي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬ط‪.1119 ،1‬‬
‫‪ -11‬حمدي علي الفرماوي‪ ،‬نيروسيكولوجيا معالجة اللغة و اضطرابات التخاطب‪ ،‬مكتبة ألانجلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.1119‬‬
‫‪ -11‬خولة طالب إلابراهيمي‪ ،‬عن التداولية‪ ،‬محاضرة ألقتها بمعهد اللغة العربية و آدابها جامعة الجزائر‪ ،‬ندوة ألاستاذ‪ ،‬فيفري‬
‫‪.1111‬‬
‫‪ -11‬دليل املعلم‪ ،‬السنة ألاولى من التعليم الابتدائي‪ ،‬الديوان الوطني للمطبوعات املدرسية‪ ،‬الجزائر‪.1111 ،‬‬
‫‪ -19‬رشدي أحمد طعيمة‪ ،‬محمد السيد مناع‪ ،‬تدريس العربية في التعليم العام نظريات و تجارب‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ط‪.1111 ،1‬‬
‫‪ -11‬عبد الرحمان الحاج صالح‪ ،‬أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرس ي اللغة العربية‪ ،‬مجلة اللسانيات‪ ،‬معهد العلوم اللسانية‬
‫و الصوتية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬ع‪.،19‬‬
‫‪ -19‬سلطان الزغلول‪ ،‬املقصدية نظرية املعرفة و آفاق اللغة و ألادب‪ ،‬صحيفة الرأي‪ ،‬ملحق الثقافة‪11 ،‬أفريل ‪ ،1111‬عن املوقع‬
‫إلالكتروني‪.www.alrai.com/article/507251 :‬‬
‫‪ -19‬صالح بن رمضان‪ ،‬الرسائل ألادبية من القرن الثالث إلى القرن الخامس للهجرة‪ ،‬دار الفرابي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1119 ،‬‬
‫‪ -19‬صالح اسماعيل عبد الحق‪ ،‬نظرية املعنى في فلسفة بول غرايس‪ ،‬الدار املصرية السعودية للطباعة و النشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.1119 ،‬‬
‫‪ -11‬عامر الحلواني‪ ،‬في القراءة السميائية‪ ،‬مطبعة التسفير الفني‪ ،‬صفاقس‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪ ،1‬جوان ‪.1119‬‬
‫‪ -11‬عبد العزيز شرف‪ ،‬إلاعالم و لغة الحضارة‪ ،‬دار املعارق‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -11‬عمر بلخير‪ ،‬تحليل الخطاب املسرحي في ضوء النظرية التداولية‪ ،‬منشورات الاختالف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪.1119 ،1‬‬
‫‪ -11‬فان ديك‪ ،‬النص و السياق‪ ،‬استقصاء البحث في الخطاب الداللي و التداولي‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد القادرقنيني‪ ،‬دار إفريقيا الشرق‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬املغرب‪.1111 ،‬‬

‫‪156‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬
‫أحـ ـمـ ــد ص ـ ــانع‬ ‫تطبيق املنهج التداولي في تدريس اللغة العربية‬
‫‪ -11‬فرانسواز أرمينكو‪ ،‬املقاربة التداولية‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد علواش‪ ،‬مركز إلانماء القومي‪ ،‬الرباط‪ ،‬املغرب‪.1119 ،‬‬
‫‪ -19‬فضيل عبد القادر‪ ،‬من أجل ترقية اللغة العربية و النهوض بتعليمها‪ ،‬منشورات املجلس ألاعلى للغة العربية‪ ،‬الجزائر‪.1111 ،‬‬
‫‪ -11‬كتاب املشوق في ألادب و النصوص و املطالعة املوجهة‪ ،‬السنة ألاولى من التعليم الثانوي جذع مشترك آداب‪ ،‬الديوان الوطني‬
‫للمطبوعات املدرسية‪ ،‬الجزائر‪.1119 ،‬‬
‫‪ -19‬محمد الحناش‪ ،‬ألاساس املعرفي ملنظومة إلابداع مقاربة لسانية تداولية‪ ،‬مجلة التواصل اللساني‪ ،‬املجلد العاشر‪ ،‬العدد ‪1،1‬‬
‫‪.1111 ،‬‬
‫‪ -19‬محمد صالح سمك‪ ،‬فن التدريس للغة العربية و التربية الدينية‪ ،‬مكتبة ألانجلو املصرية‪.1191 ،‬‬
‫‪ -19‬محمد مهران رشوان‪ ،‬مدخل إلى دراسة الفلسفة املعاصرة‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1111 ،1‬‬
‫تقدم اللسانيات في ألاقطار العربية‪،‬‬ ‫‪-11‬محمود إسماعيل صيني‪ ،‬اللسانيات التطبيقية في العالم العربي‪( ،‬أعمال ندوة‪ّ :‬‬
‫الرباط‪ ،)1119،‬دار الغرب إلاسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.1111 ،1‬‬
‫‪ -11‬مسعود صحراوي‪ ،‬التداولية عند العلماء العرب دراسة تداولية لظاهرة ألافعال الكالمية في التراث اللساني العربي‪ ،‬دار الطليعة‬
‫للطباعة و النشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.1119 ،1‬‬
‫‪ -91‬منهاج اللغة العربية للسنة الرابعة متوسط‪ ،‬اللجنة الوطنية للمناهج‪ ،‬مديرية التعليم ألاساس ي‪ ،‬الديوان الوطني للمطبوعات‬
‫املدرسية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.1111‬‬
‫‪ -91‬نعمان بوقرة‪ ،‬اللسانيات اتجاهاتها و قضاياها الراهنة‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬جدارا للكتاب العالمي‪ ،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.1111‬‬
‫‪32-D.Coste, R. Gallisson (1976), Dictionnaire de didactique des langues, Paris, Hachette.‬‬
‫‪33-Roland Eluerd : La Pragmatique linguistique. Nathan université. Paris. France. 1985.‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ISSN : 247. 0746‬‬ ‫مجلة لغة – كالم‬ ‫عدد ‪7312 /31‬‬ ‫مجلد‪30:‬‬

You might also like