You are on page 1of 25

- 2010 – ‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس‬

‫ عاما‬25 ‫ حصاد‬: ‫محكمة التحكيم الرياضى‬


‫بقلــم‬

‫ ميناس ختشادوريان‬.‫د‬
‫المدير التنفيذي لمركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم‬
‫السأتاذ الزائر للقانون التجارى والتحكيم بالجامعات‬

Abstract

Arbitration is considered a successful and efficient method to settle several kinds


of disputes in the World. On such account, arbitration seems to play a key role in
the settlement of sport related disputes through a Court of Arbitration composed
of legal experts in the Sport laws and regulations as professional sport has
become a big business accounting for more than 3% of world trade and creating
millions of jobs around the Globe. Therefore, the Court of Arbitration for Sport
(CAS) based at Lausanne in Switzerland is considered actually the highest
authority in the settlement of sport disputes. The CAS which is celebrating its 25 th
anniversary was the brainchild of the former International Olympic Committee
President, Juan Antonio Samaranch, who foresaw the need for a specialized body
to resolve sporting disputes outside the normal court system.

‫فهرس‬
‫مقدمــة‬ (1)
‫الرياضة الحترافية وعقود استغللا البطولتا الرياضية‬ (2)
‫نشأة محكمة التحكيم الرياضى‬ (3)
‫طريقة اختيار الوسطاء والمحكمين‬ (4)
‫كيفية التفاق على اختصاص محكمة التحكيم الرياضى بنظر المنازعاتا‬ (5)
‫نظامى التحكيم امام المحكمة‬ (6)
‫النقاط الرئيسية والهامة فى مباشرة اجراءاتا التحكيم‬ (7)
‫قواعد الوساطة فى لئحة التحكيم الرياضى‬ (8)
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫التفاعــلا القــائم بيــن ق ـ ارراتا لجــان الج ـزاءاتا داخــلا التحــاداتا الدوليــة للعبــة ومــدى قابليتهمــا‬ ‫)‪(9‬‬

‫للستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضى‬

‫النصوص القانونية الخاصة بلئحتى الفيفا و بمحكمة التحكيم الرياضى‬ ‫)‪(10‬‬

‫أمثلة لبعض المنازعاتا المتعلقة بالرياضة التى عرضتا أمام محكمة التحكيم الرياضى‬ ‫)‪(11‬‬
‫الخاتمــة‬ ‫)‪(12‬‬

‫)‪ (1‬مقدمــة ‪:‬‬


‫انتشرت ثقافة التحكيم كوسيلة بديلة للقضاء العادى فى حل المنازعات‬
‫منذ اكثر من نصف قرن من الزمان فى الكثير من الدول ثم توسعت‬
‫رقعة التحكيم لتشمل جميع دول العالم تقريبا ونجحت آلية التحكيم من‬
‫خلل إبراز خصائصه الجوهرية فى استقطاب الشركات التجارية بهدف‬
‫إنهاء المنازعات بشكل سريع وغير علنى ‪.‬‬
‫ونتيجة تشجيع المشرع الوطنى للجوء إلى التحكيم تعددت تطبيقات‬
‫التحكيم فى العديد من المجالت التجارية مثل عقود الستثمار واستغلل‬
‫)‪(1‬‬
‫حقوق الملكية الفكرية نقل التكنولوجيا والتأمين وغيرها‬
‫إل أن هناك مجال فسيحا للتحكيم فى المنازعات المتعلقة بالرياضة لم‬
‫يلتفت إليه بالقدر الكافى من خلل عرض تلك المنازعات أول على لجان‬
‫ذو طبيعة قضائية مشكلة داخل التحادات الدولية للعبات المختلفة‬
‫وتستأنف القرارات التى تصدرها هذه اللجان أمام محكمة فريدة من‬
‫نوعها أنشأتها اللجة الوليمبية الدولية منذ ربع قرن هى محكمة التحكيم‬
‫الرياضى التى تصدر أحكاما نهائية وملزمة مثلها مثل أى مركز دائم أو‬
‫محكمة تحكيم على النحو الذى سيعرض فى حينه‪.‬‬

‫إذن ‪ ،‬فالتحكيم الرياضى واقع ملموس وتباشر محكمة التحكيم الرياضى‪-‬‬


‫التى تقع مقرها فى مدينة لوزان بسويسرا ‪ -‬مهمة الفصل فى أنواع‬
‫مختلفة من المنازعات تكون أطرافها الرياضيين والندية الرياضية‬
‫والتحادات الوطنية لمختلف اللعبات والتحادات القارية لتلك اللعبات‬
‫واللجان الوليمبية الوطنية واللجنة الوليمبية الدولية كما قد تشمل أحيانا‬
‫الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات وفى بعض الحالت الخرى‬

‫)(‬ ‫‪1‬‬
‫أنظر مقالتنا ‪ :‬نظرة مقطعية لمنظومة التحكيم فى مصر – مجلة التحكيم العربى العدد العاشر – سبتمبر ‪ – 2007‬ص ‪ 281‬وما‬
‫بعده‪.‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫المدربين الرياضيين ووكلء اللعبين ووكلء تنظيم المباريات ‪ ،‬الخ ‪...‬‬


‫وبجانب المنازعات المرتبطة بنتائج المسابقات الرياضية تختص محكمة‬
‫التحكيم الرياضى بحسم بعض الخلفات التجارية الناشئة عن عقود رعاية‬
‫شركات إنتاج الملبس والدوات الرياضية والفرق الرياضية أو عقود‬
‫تنظيم البث التلفزيونى للمباريات‪.‬‬

‫وخلصة القول أن ممارسة الرياضة ل تعتبر فقط نشاطا ترويحيا يساعد‬


‫النسان على الحتفاظ بلياقة بدنية عالية بل أصبحت الرياضة الحترافية‬
‫مجال للعمل والربح والستثمار تبلورها مجموعة عقود تشمل العمل‬
‫والوكالة والدعاية فى ظل تنظيم قانونى لها مما جعلنا نجزم بالنشأة‬
‫)‪(2‬‬
‫التدريجية لما يسمى ‪ Lex Sportiva‬أو قانون الرياضة‬
‫)‪ (2‬الرياضة الحترافية وعقود استغلل البطولت‬
‫الرياضية ‪-:‬‬
‫شاهدنا على شاشات التلفزيون الكثير من المسابقات الرياضية الدولية‬
‫وقد لفت نظرنا اللعبين المحترفين ما بين وثب عالى أو كرة قدم أو‬
‫جولف أو تنس أو سباحة الذين يرتدون قبعات ‪ ،‬نظارات ‪ ،‬ملبس ‪،‬‬
‫ساعات ‪ ،‬جوارب ‪ ،‬أحذية ‪ ،‬قفازات ‪ ،‬مضارب أو كرات تحمل علمة‬
‫تجارية معينة وتتسع جوانب الملعب الرياضية لتضم إعلنات مضيئة‬
‫متحركة تلفت نظر المشاهد فى الملعب أو خارجه المتابع للمباراة أمام‬
‫الشاشة ‪ ..‬بل قد تمتد العلنات إلى نوع المياه المعدنية التى يشربها‬
‫لعب التنس المحترف فى الستراحات بين المجموعات والشواط أو‬
‫نوع الكرة التى تستخدمها بطولة معينة للجولف أو الساعة التى تحسب‬
‫أزمنة المتسابقين فكل هذه العناصر تمثل مجموعة من العلقات‬
‫التعاقدية بين اللعب المحترف وشركات إنتاج هذه الدوات ناهيك عن‬
‫علقة العمل الحترافى التى تربط اللعب وعلى رأسهم لعبى كرة‬
‫القدم وكرة السلة بالنوادى الرياضية الكثر شهرة فى العالم‪.‬‬
‫خلصة القول أن الحدث الرياضى مثل بطولة العالم أو بطولة المم‬
‫الوربية أو مسابقات قارية أفريقية أو مراسم افتتاح دورة اللعاب‬
‫الوليمبية أو دورة ألعاب البحر البيض المتوسط أو دورة دول الكومنولث‬
‫أو دول الفرانكوفونية أصبحت مجال خصبا للستغلل التجارى على هامش‬
‫المنافسات الرياضية ‪.‬‬

‫) (‬ ‫‪2‬‬
‫يمثلا حجم النفاق على الرياضة حوالى ‪ %3‬من حجم التجارة الدولية وهناك فى دولا التحــاد الوروبــى أكــثر مــن ‪ 2‬مليــون وظيفــة‬
‫ترتبط بشكلا مباشر أو غير مباشر بمجالا الرياضة ‪.‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫ومليين الدولرات تدفع لشراء لعب كرة قدم أو انتقال لعب كرة سلة‬
‫أو سائق سيارة فورمول وأن ‪ Formula One‬وترصد جوائز مالية ضخمة‬
‫لستقطاب أفضل اللعبين فى بطولة معينة أصبحت للرياضة الحترافية‬
‫سوقا رائجة قد تنتج عنه منازعات يجب العمل على حسمها وفقا لقواعد‬
‫قانونية أمام محكمة تحكيم رياضى تعتبرالن السلطة القضائية العلى‬
‫فى مجال الرياضة يستوى فى ذلك الرياضة التى يمارسها المحترفين أو‬
‫الهواة ‪ ،‬السوياء أو ذوى الحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫)‪ (3‬نشأة محكمة التحكيم الرياضى ‪-:‬‬


‫يرجع الفضل فى إنشاء محكمة التحكيم الرياضى إلى السيد‪/‬خوان‬
‫انطونيو سمرانش – الرئيس السابق للجنة الوليمبية الدولية والذى رأى‬
‫من الضرورى وجود كيان دولى متخصص فى حسم المنازعات المرتبطة‬
‫بشئون الرياضة والرياضيين بدل من رفع المر إلى جهات القضاء العادى‬
‫أو اللجوء للمحاكم الوطنية فى كل دولة ‪.‬‬
‫وإذا كان الهدف المرجو من إنشاء محكمة التحكيم الرياضى فى بداية‬
‫المر هى حل الخلفات التى تنشأ خلل دورات اللعاب الوليمبية إل أنه‬
‫أصبح من الواضح امتداد اختصاص محكمة التحكيم الرياضى )‪(CAS‬‬
‫بنظر جميع الخلفات الخاصة بالمسابقات الرياضية الدولية ‪.‬‬
‫وكان الرئيس الول للمحكمة هو السنغالى الراحل كيبا أمبايه ‪Kiba‬‬
‫)‪ Mbaye(1984- 2007‬والذى تولى رئاسة المحكمة بتكليف من السيد‬
‫سمرانش لمدة تزيد على ‪ 23‬عاما وكان قاضيا بمحكمة العدل الدولية‬
‫بلهاى أما رئيسها الحالى فهو المحامى اليطالى مينو اوليتا ‪Mino‬‬
‫‪ Auletta‬والذى تولى المهمة بعد وفاة )أمبايه( منذ ‪ 2007‬ويشرف على‬
‫محكمة التحكيم الرياضى من النواحى الدارية والمالية منذ ‪1994‬‬
‫المج لس ا لدولى للتحك يم الريا ضى)‪The International Council of(3‬‬
‫‪Arbitration‬‬ ‫‪for‬‬ ‫‪Sport‬‬ ‫)‪(ICAS‬‬
‫)‪(4‬‬
‫الم كون من ع شرون ع ضوا وا لذى ي ضم ب ين صفوفه ع ضوين عربي ين‬
‫بارزين هما السورى القاضى‪ /‬عبد الله الحانى والمصرى السفير‪ /‬نبيل‬
‫العربى‪.‬‬
‫ويقع المقر الرئيسى لمحكمة التحكيم الرياضى بمدينة لوزان بسويسرا‬
‫كما يتبع المحكمة فرعين لها أحدهما فى مدينة نيويورك بالوليات‬
‫المتحدة المريكية والخر فى مدينة سيدنى باستراليا كما يتم إنشاء فروع‬

‫) ( أن مهمــة المجلــس ‪ ICAS‬هى تســهيلا الفصــلا فــى المنازعــاتا المتصــلة بالرياضــة مــن خللا التحكيــم أو الوســاطة وكــذلك الحفــاظ‬ ‫‪3‬‬

‫على استقللية محكمة التحكيم الرياضى ‪ CAS‬وعلى حقوق الطراف )مادة ‪ S2‬من اللئحة(‬
‫‪( )4‬‬
‫المادة )‪ (13‬من لئحة الهيئاتا العاملة فى حسن المنازعاتا المتعلقة بالرياضة ‪.‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫مؤقتة ‪ Ad Hoc‬لها بمناسبة انعقاد دورات اللعاب الوليمبية العادية‬


‫وكذلك اللعاب الصيفية والشتوية ولعل ما يؤكد نجاح محكمة التحكيم‬
‫الرياضى فى مهمتها هو أنها نظرت منذ إنشائها وحتى الن أكثر من‬
‫‪ 1200‬نزاع‪.‬‬
‫ولمحكمة التحكيم الرياضى لئحة ‪ ( (Code‬تتكون من مجموعة قواعد‬
‫تفصيلية تنظم إجراءات مباشرة وإنهاء المنازعات المختلفة من خلل إما‬
‫)الوساطة(أو)التحكيم( تم وضعها عام ‪ 1994‬ومراجعتها فى عام ‪2003‬‬
‫ثم تم تعديلها مرة اخرى ليبدأ العمل باللئحة الجديدة اعتبارا من الول‬
‫من يناير ‪ 2010‬ويتولى الفصل فى المنازعات عدد من المحكمين‬
‫ل يقل عددهم عن‬ ‫ل) يقل عددهم عن ‪150‬محكم( وعدد من الوسطاء )‬
‫‪ 50‬وسيط( يتم تعينهم لمدة ‪ 4‬سنوات بقرار من المجلس الدولى‬
‫للتحكيم الرياضى )‪.(ICAS‬‬

‫)‪ (4‬طريقة اختيار الوسطاء والمحكمين‪:‬‬


‫جاءت المادة )‪ (S14‬من لئحة الهيئات العاملة فى حسم المنازعات‬
‫ةةد ة( مت ض‬
‫ةةمةةةنة‬ ‫ةةدةة )باللئةةة‬
‫حةةة الجد ي‬ ‫ةةاةة ب ع‬
‫ةةاةة في م‬ ‫ةةةةةة‪ 5‬ويةةاش‬
‫ةةةةر إلي ه‬ ‫ةةةةة بالريا ض‬
‫المتعل ق‬
‫المجلس‬ ‫جانب‬ ‫من‬ ‫المحكمين‬ ‫اختيار‬ ‫طريقة‬
‫) ‪(ICAS‬فذكرت وجوب توافر صفات منها المؤهلت القانونية والخبرة‬
‫المعترف بها فى مجال قانون الرياضة والتحكيم الدولى وأن تكون له‬
‫دراية جيدة بالرياضة وان يتقن لغة واحدة على القل من اللغات‬
‫المعمول بها أمام المحكمة )النجليزية أو الفرنسية(‪.‬‬
‫ثم جاءت نفس المادة متضمنة الطريق الواجب اتباعه فى اختيار‬
‫المحكمين على النحو التى‪- :‬‬
‫‪ 1/5 ‬المحكمين يتم اختيارهم من بين الشخاص المرشحة من قبل‬
‫اللجنة الوليمبية الدولية سواء كانوا من داخل أو خارج اللجنة‪.‬‬
‫‪ 1/5 ‬المحكمين يتم اختيارهم من بين الشخاص المرشحة من قبل‬
‫التحادات الدولية سواء كانوا أعضاء فيها أم ل‪.‬‬
‫‪ 1/5 ‬المحكمين يتم اختيارهم من بين الشخاص المرشحة من قبل‬
‫اللجان الوليمبية الوطنية سواء كانوا أعضاء بها أم ل‪.‬‬
‫‪ 1/5 ‬المحكمين يتم اختيارهم بعد إجراء المشاورات اللزمة بالمجلس‬
‫‪ ICAS‬على أساس يهدف إلى مصالح الرياضيين‪.‬‬
‫‪ 1/5 ‬المحكمين يتم اختيارهم من بين الشخاص المستقلين عن‬
‫الهيئات المختلفة أعله‪.‬‬

‫‪- Related Disputes Statutes of the Bodies Working for the Settlement of Sports ()5‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫وبناء على ما سبق‪ :‬فإن المجلس )‪ (ICAS‬يقوم بتسمية المحكمين‬


‫لمدة أربعة سنوات قابلة للتجديد مراعيا بقدر المكان تمثيل عادل‬
‫ةةإةةن‬
‫ةةطةةةاء‪ ،‬ف‬ ‫ةةةةة )‪ (6‬وبالنةةبس‬
‫ةةةةة للو س‬ ‫ةةاةةت القانونةةيةةة المختل ف‬
‫ةةاةةرات وللثقا ف‬
‫لل ق‬
‫)‪ (ICAS‬يقوم بإعداد قائمة بالوسطاء من ضمن قائمة‬ ‫المجلس‬
‫المحكمين أو من خارجها ويتم اختيارهم لمدة ‪ 4‬سنوات وتكون عضويتهم‬
‫قابلة للتجديد ‪.‬‬

‫)‪ (5‬كيفية التفاق على اختصاص محكمة التحكيم‬


‫الرياضى بنظر المنازعات‪- :‬‬
‫تنص المادة )‪ (R27‬من اللئحة تحت عنوان ) تطبيق القواعد الجرائية‬
‫للتحكيم (‪ " :‬تطبق هذه القواعد الجرائية عند اتفاق الطراف على إحالة‬
‫أى منازعات متعلقة بالرياضة إلى محكمة التحكيم الرياضى وذلك بناء‬
‫على أما شرط تحكيم صحيح يحتويه عقد أو لئحة وأما على مشارطة‬
‫تحكيم )بالنسبة لجراءات التحكيم العادية( أو كان ذلك واستنادا على‬
‫طلب استئناف لقرار صادر من اتحاد رياضى أو رابطة أو هيئة رياضية فى‬
‫حالة النص على ذلك فى متن النظام الداخلى أو اللئحة الخاصة بتلك‬
‫الجهات أو فى حالة وجود اتفاق خاص على إحالة الستئناف إلى محكمة‬
‫التحكيم الرياضى )بالنسبة لجراءات التحكيم الستئنافى( ‪.‬‬
‫وقد صاغت محكمة التحكيم الرياضى شروط نموذجيا ا مختلفة للتحكيم‬
‫فذكرت نوعين من شروط التحكيم‪ ،‬أحدهما لما قد يرد داخل عقد من‬
‫العقود المتصلة بعمل الرياضيين أو المدرب على سبيل المثال والخر لما‬
‫قد يرد داخل لئحة اتحاد رياضى أو ما شابه ذلك به آلية معينة للفصل‬
‫فى المنازعات من خلل لجنة نظامية أو جزائية تصدر قرارات يجوز‬
‫استئنافها عن طريق التحكيم أمام المحكمة الرياضية بلوزان‪.‬‬

‫)أ( شرط التحكيم فى إطار التحكيم العادى الواجب إدراجه‬


‫فى العقد ‪:‬‬
‫" أى خلف ينشأ عن هذا العقد سوف يحسم عن طريق محكمة التحكيم‬
‫الرياضى بلوزان )سويسرا( بشكل نهائى طبقا لجراءات لئحة التحكيم‬
‫فى المنازعات المتعلقة بشئون الرياضة ويمكن إضافة العبارات التية‪- :‬‬
‫سوف تشكل هيئة التحكيم من محكم واحد ‪ /‬ثلثة محكمين‬ ‫‪-‬‬
‫وتكون لغة التحكيم ‪....................‬‬ ‫‪-‬‬
‫"‬
‫‪( )6‬‬
‫انظر المادة ‪ S 16‬من اللئحة الجديدة‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫)ب( شرط التحكيم الواجب إدراجه فى لوائح التحادات‬


‫الرياضية وما شابه‪-:‬‬
‫" أى قرار صادر عن )يذكر أسم لجنة الجزاءات والنظام وما شابه‬
‫بالتحاد الرياضى – الرابطة أو أى كيان رياضى( يقبل استئنافه بشكل‬
‫حصرى أمام محكمة التحكيم الرياضى الكائنة فى لوزان سويسرا والذي‬
‫سوف تفصل فى النزاع بشكل نهائى طبقا للئحة التحكيم الرياضى‬
‫ويجب تقديم طلب الستئناف فى ميعاد أقصاه ‪ 21‬يوما من تاريخ استلم‬
‫القرار"‪.‬‬
‫وعليه يجب على الرياضيين المقيدين بهذه التحادات بان يوافقون كتابة‬
‫على هذا الشرط وقد يكون اما عاما فيشمل جميع المنازعات التى قد‬
‫تثور فى المستقبل فى أية بطولة رياضية واما خاصا أى مقصورا على‬
‫بطولة رياضية معينة‪.‬‬

‫)‪ (6‬نظامى التحكيم امام المحكمة‬


‫من أهم ما يميز محكمة التحكيم الرياضى هو احتوائها على نظامين أو‬
‫قسمين متوازيين فى التحكيم يسميان على النحو التى ‪-:‬‬
‫‪ .1‬التحكيم العادى ‪Ordinary Arbitration‬‬
‫‪ .2‬التحكيم الستئنافى ‪Appeal Arbitration‬‬
‫و يرأس كل قسم شخصية عامة رياضية تديره من الناحية الدارية‪.‬‬
‫وعليه يوجد فى )لئحة التحكيم الخاصة بالمحكمة( مجموعة من القواعد‬
‫المشتركة كمكان التحكيم و لغته ثم مجموعة أخرى من القواعد التى‬
‫تختلف بحسب تطبيقها أمام التحكيم العادى أو التحكيم الستئناقى و بناء‬
‫على ذلك هناك‪:‬‬
‫‪ .1‬قواعد خاصة بقسم التحكيم العادى أى القواعد المنظمة للفصل‬
‫فى منازعة متعلقة بالرياضة ترفع إمام المحكمة الرياضية الدولية‬
‫ابتداء دون أن يكون قد سبق الفصل فيها وذلك بناء على وجود‬
‫اتفاق تحكيم صحيح ونافذ بين أطرافه‪.‬‬
‫‪ .2‬قواعد خاصة بقسم التحكيم الستئنافى أى القواعد المنظمة‬
‫لجراءات الفصل فى منازعة صدر بصددها قرار من لجنة النظام أو‬
‫الجزاءات أو من كيان ذو طبيعة قضائية أو ما شابه ذلك تابعا لتحاد‬
‫رياضى بشرط أن تشير لئحة هذا التحاد إلى جواز استئناف تلك‬
‫الحكام أمام المحكمة الرياضية الدولية‪.‬‬
‫ولما كانت التحادات الدولية للعبات المختلفة )‪International Sport‬‬
‫‪ (Federations‬تحتوى فى لوائحها على قواعد خاصة بالمخالفات التى‬
‫يرتكبها اللعبين أو الندية الرياضية والجزاءات المترتبة عليها على غرار‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫قواعد التحاد الدولى لكرة القدم )الفيفا ‪ ،(FIFA‬التحاد الدولى لكرة‬


‫السلة )الفيبا ‪ ،(FIBA‬التحاد الدولى للفروسية )‪ (FEI‬و التحاد الدولى‬
‫للسباحة )الفينا ‪ ، (FINA‬فإن قراراتها الصادرة يجوز استئنافها أمام‬
‫المحكمة الرياضية‪.‬‬
‫ويلحظ أن مهام محكمة التحكيم الرياضى تشمل بجانب الفصل فى‬
‫المنازعات التى ترفع إليها سوءا فى التحكيم العادى أو الستئنافى إبداء‬
‫أراء استشارية غير ملزمة)‪ (7‬بناء على طلب اللجنة الوليمبية والتحادات‬
‫الدولية للعبات واللجان الوليمبية الوطنية والوكالة العالمية لمكافحة‬
‫المنشطات ) ‪.(WADA‬‬
‫)‪ (7‬النقاط الرئيسية والهامة فى مباشرة اجراءات التحكيم‪:‬‬
‫أشارت اللئحة تحت عنوان " القواعد الجرائية" على العديد من الحكام‬
‫الخاصة بمباشرة اجراءات التحكيم من حيث تشكيل هيئة التحكيم ومكان‬
‫التحكيم ولغته ومشتملت بيان الدعوى أو الدفاع والقانون الواجب‬
‫التطبيق على موضوع النزاع وطريقة صدور حكم التحكيم ومدى قابليته‬
‫للطعن فيه ‪ . .‬ألخ إل أنها قد فرقت بين اجراءات التحكيم العادى‬
‫والستئنافى على النحو التى‪:‬‬
‫العادى والتحكيم‬ ‫بين التحكيم‬ ‫المشتركة‬ ‫للقواعد‬ ‫أمثلة‬ ‫‪-‬‬
‫الستئنافى‬
‫والتحكيم‬ ‫العادى‬ ‫التحكيم‬ ‫بين‬ ‫المختلفة‬ ‫للقواعد‬ ‫أمثلة‬ ‫‪-‬‬
‫الستئنافى‬

‫أمثلة للقواعد المشتركة بين التحكيم العادى والتحكيم‬ ‫‪-‬‬


‫الستئنافى‬
‫( مكان التحكيم ‪) R 28‬من اللئحة‬
‫يقع مقر محكمة التحكيم الرياضى وهيئات التحكيم المشكلة بها بلوزان‬
‫)سويسرا(‪ .‬إل أنه يجوز لرئيس هيئة التحكيم أو فى حالة عدم تسميته‬
‫بعد لرئيس قسم التحكيم أن يقررا عقد الجلسات فى مكان آخر بعد‬
‫التشاور مع جميع الطراف‪.‬‬

‫لغة ‪) R 29‬من اللئحة‬


‫( التحكيم‬

‫‪()7‬‬
‫المواد ‪ R60- R62‬من اللئحة الجديدة ‪.‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫أن اللغات المستخدمة أمام محكمة التحكيم الرياضى هى الفرنسية‬


‫والنجليزية وفى حالة عدم اتفاق الطراف على لغة معينة‪ ،‬فإن رئيس‬
‫هيئة التحكيم أو فى حالة عدم تعينه بعد سوف يختار رئيس قسم التحكيم‬
‫أحدى اللغتين كلغة للتحكيم أخذا فى العتبار جميع الظروف المحيطة‪.‬‬
‫ومن ثم تسير جميع الجراءات بتلك اللغة دون غيرها إل إذا اتفق‬
‫الطراف وهيئة التحكيم معا على خلف ذلك كما يجوز للطراف التفاق‬
‫على لغة آخرى بخلف اللغتين المستخدمتين )كالعربية أو السبانية أو‬
‫اليطالية ‪ ( ..‬بشرط موافقة هيئة التحكيم على ذلك وعليه يجب اخطار‬
‫المحكمة بذلك وقد تقرر هيئة التحكيم أن يتحمل الطراف كل أو جزء‬
‫من مصروفات الترجمة‪.‬‬

‫طريقة تشكيل هيئة التحكيم العادى ‪ (R 43‬من اللئحة(‬


‫‪ -‬تشكل هيئة التحكيم من محكم واحد أو ثلثة محكمين وعند عدم شمول‬
‫اتفاق التحكيم على عدد المحكمين ‪ ،‬يقوم رئيس قسم التحكيم العادى‬
‫بتحديد عددهم أخذا فى العتبار قيمة النزاع ودرجة صعوبة النزاع ‪.‬‬
‫ويتم اختيار المحكم‪/‬المحكمين طبقا للطريقة التى يتفق عليها الطراف‬
‫فإذا لم يتفقا الطراف مع الطريقة الواجب اتباعها أعطيت لهم مهلة ‪15‬‬
‫يوم لذلك فى حالة المحكم الفرد فإن فشل فى ذلك أصبح من سلطة‬
‫) رئيس القسم( أختياره‪.‬‬
‫أما إذا كان المطلوب اختياره محكما لكل طرف ‪ ،‬جاء قرار )رئيس‬
‫القسم( متضمنا المهلة المعطاة لكل طرف لتسمية محكما فإن فشل أى‬
‫منهما أو كلهما ‪ ،‬قام رئيس القسم بتسميته ‪ /‬وعندئذ يتوصل المحكمان‬
‫الى تسمية محكما ثالث يكون رئيسا لهيئة التحكيم ‪ .‬وأخيرا عند عدم‬
‫توصلهما إلى تسمية هذا المحكم الخير ‪،‬يقوم )رئيس القسم( بتسميته ‪.‬‬

‫‪( R 50‬من‬ ‫طريقة تشكيل هيئة التحكيم الستئنافى ‪:‬‬


‫اللئحة(‬

‫سوف يطرح النزاع على هيئة مكونة من ثلثة أعضاء مالم يقدم‬
‫المستأنف الدليل على اتفاق جميع الطراف على محكم فرد أو ما لم‬
‫يقرر رئيس قسم التحكيم الستئنافى بإحالة النزاع الى محكم فرد أخذا‬
‫‪ .‬فى العتبار الظروف المحيطة للنزاع‬

‫مصروفات التحكيم واتعاب المحكمين ‪:‬‬


‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫ذكرت اللئحة بيانا تفصيليا عن المصروفات الخاصة بالتحكيم شامل رسم‬


‫تقديم طلب التحكيم والرسوم الدارية واتعاب المحكم ‪ /‬المحكمين‬
‫بحسب الحوال‪.‬‬

‫رسم تسجيل طلب التحكيم ‪Court Office Fees 1-‬‬


‫وتكون قيمته )‪ (500‬خمسمائة فرنك سويسرى‪ 8‬لترد فى حالة‬
‫عدم استكمال مقدم الطلب باقى الجراءات على أن يخصم هذا‬
‫‪ .‬المبلغ من المصروفات الدارية فيما بعد عند إنتهاء التحكيم‬

‫المصروفات الدارية ‪Administrative Fees :2-‬‬

‫وهى تمثل مبلغا ثابتا يضاف إليه نسبة مئوية من قيمة النزاع طبقا لجدول‬
‫‪ .‬معلن عنه‬
‫اتعاب المحكمين ‪Arbitrators Fees :3-‬‬
‫ويحددها المين العام للمحكمة بناء على تقرير يعده المحكم عن العمل‬
‫الذى قام به وعدد الساعات التى أستغرقها بواقع جدول متدرج‪ 9‬لتعاب‬
‫‪:‬المحكمين جاءت به اللئحة الجديدة على الوجه التى‬
‫‪ -‬أى نزاع تبلغ قيمته حتى ‪ 1000000‬فرنك سويسرى ‪ 250 :‬فرنك‬
‫سويسرى‪ /‬لكل ساعة عمل‬
‫‪ -‬أى نزاع تبلغ قيمته من ‪ 1000001‬حتى ‪ 2500000‬فرنك سويسرى ‪:‬‬
‫‪ 270‬فرنك سويسرى‪ /‬لكل ساعة عمل‬
‫‪ -‬أى نزاع تبلغ قيمته من ‪ 2500001‬حتى ‪ 5000000‬فرنك سويسرى ‪:‬‬
‫‪ 300‬فرنك سويسرى‪ /‬لكل ساعة عمل‬
‫‪ -‬أى نزاع تبلغ قيمته من ‪ 5000001‬حتى ‪ 10000000‬فرنك سويسرى ‪:‬‬
‫‪ 350‬فرنك سويسرى‪ /‬لكل ساعة عمل‬
‫‪ -‬أى نزاع تزيد قيمته عن ‪ 10000000‬فرنك سويسرى ‪ 400 :‬فرنك‬
‫سويسرى‪ /‬لكل ساعة عمل‪.‬‬
‫إل أنه يجوز رفع هذه القيمة أو خفضها تبعا للظروف المحيطة بكل نزاع‬
‫بناء على اقتراح يقدمه المين العام ويستحق المحكم بالضافة إلى ما‬
‫سبق استرداد كل ما ينفقه بشأن مصروفات النتقالت )تذكرة الطائرة ‪/‬‬
‫القطار ‪ /‬ألخ ( ومصروفات القامة بالفندق و الوجبات كما يسدد له مبلغ‬
‫مائتى فرنك سويسرى مقابل نفقات التليفون والفاكس والبريد وأعمال‬
‫السكرتارية لكل قضية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬بمعنى أن ‪ 500‬فرانك سويسري =‪ 500‬دولرتقريبا )سعر صرف الفرنك السويسرى مقارب لسعر صرف الدولر المريكى(‬

‫‪ 9‬يلحظ أن اللئحة السابقة ‪ 2004‬كانتا تقرر ‪ 250‬فرنك سويسرى‪ /‬لكلا ساعة عملا كأتعاب ثابتة للمحكم بغض النظر عن قيمة النزاع‪.‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫أمثلة للقواعد المختلفة بين التحكيم العادى والتحكيم‬ ‫‪-‬‬


‫الستئنافى ‪:‬‬
‫نعطى هنا امثلة لبعض الختلفات الجوهرية للقواعد المطبقة فى التحكيم‬
‫العادى والتحكيم الستئنافى مثل القانون الواجب التطبيق على موضوع‬
‫النزاع و كيفية صدور حكم التحكيم و طرق الطعن فيه‪.‬‬

‫القانون الواجب التطبيق على موضوع )‪ )R45‬من اللئحة‬


‫‪ :‬النزاع فى التحكيم العادى‬
‫تطبق هيئة التحكيم على موضوع النزاع القواعد القانونية التى يختارها‬
‫الطراف‪ ،‬فى حالة عدم اختيارهم لتلك القواعد‪ ،‬تطبق هيئة التحكيم‬
‫القانون السويسرى كما يجوز للهيئة ‪ -‬اذا اجاز الطراف ذلك لها – ان‬
‫تفصل فى النزاع وفقا لمبادىء العدل والنصاف )‪.ex–aequo et bono‬‬

‫القانون الواجب التطبيق على موضوع )‪)R 58‬من اللئحة‬


‫النزاع فى التحكيم الستئنافى‬

‫تفصل هيئة التحكيم فى النزاع وفقا للوائح وقواعد القانون السارية التى‬
‫اختارها الطراف وفى غياب ذلك يكون طبقا لقانون الدولة التى يقع بها‬
‫مقر التحاد الرياضى أو طبقا لقواعد القانون التى تقررهيئة التحكيم‬
‫ملئمتها لموضوع النزاع وفى هذه الحالة وجب على الهيئة تبرير قرارها ‪.‬‬

‫‪ -1‬كيفية صدور حكم التحكيم العادي و طرق الطعن فيه )‬


‫‪(R46‬‬
‫‪ " -‬يصدر حكم التحكيم بالغلبية فإذا لم تتوافر الغلبية يجوز أن يصدر‬
‫الحكم من المحكم الرئيسى وحده ‪ .‬ويكون الحكم مكتوبا ويذكر أسباب‬
‫الحكم بشكل مختصر مالم يتفق الطراف على غير ذلك ويكتفى بتوقيع‬
‫المحكم الرئيسى فقط ‪.‬‬
‫وقبيل صدور الحكم سوف تحال مسودة الحكم الى المين العام‬
‫للمحكمة الذى يراجع النقاط الشكلية للحكم ويبدى ملحظاته بحسب‬
‫الحوال وقد يلفت انتباه هيئة التحكيم إلى بعض النقاط الجوهرية‬
‫أما الفقرة الثانية من نفس المادة ‪ R 46‬فقد نصت على ‪:‬‬
‫"أن حكم التحكيم سوف يكون نهائيا وملزما لجميع الطراف وليمكن‬
‫الطعن عليه طالما لم يكن للطراف المتنازعة مقرا أومحل إقامة سكنى‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫أو مهني فى سويسرا من ناحية أولى وإنهم قد حددوا صراحة فى اتفاق‬


‫التحكيم أو اتفاق لحق نهائية الحكم الصادر فى النزاع من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬كيفية صدور حكم التحكيم الستئنافى وطرق الطعن فيه )‬


‫‪(R59‬‬
‫جاءت المادة )‪ (R59‬متشابهة مع المادة ‪ R46‬ال انها اختلفت معها فى‬
‫بعضالجزاء من حيث‪:‬‬
‫‪ -1‬يجوز لهيئة التحكيم أن تقوم بإبلغ الطراف بمنطوق حكم التحكيم‬
‫‪ Operative part of the award‬قبل إعلن السباب ويصبح‬
‫الحكم نافذا منذ تاريخ البلغ‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن يتم إبلغ الطراف بمنطوق الحكم فى موعد غايته ‪3‬‬
‫شهور من تاريخ تسليم ملف الدعوى لهيئة التحكيم لرئيس‬
‫الهيئة‪.10‬‬
‫‪ -3‬سوف ينشر حكم التحكيم او ملخص له و‪/‬او تقديم تنويه صحفى‬
‫‪ Press release‬بنتائج الجراءات ما لم يتفق الطراف على‬
‫خلف ذلك بمعنى منع نشر الحكم‪.‬‬

‫و تعتبر هذة الحكام نهائية و ل يجوز الطعن فيها‪.‬‬

‫)‪ (8‬قواعد الوساطة فى لئحة التحكيم الرياضى‪:‬‬


‫تضمنت لئحة التحكيم الرياضى عددا من النصوص بشأن قواعد الوساطة‬
‫كطريق ودى لحل المنازعات يلجأ إليها ذوى الشأن باعتبارها وسيلة‬
‫اختيارية غير ملزمة يقوم فيها الوسيط بمحاولة التوصل الى تسوية بين‬
‫الطراف معتمدا على مهارات شخصية‪.‬‬
‫بل أنه يمكن القول بأن الوساطة كاسلوب ودى لتسوية الخلفات تتمشى‬
‫تماما مع الروح الرياضية ومع الدفاع عن قواعد اللعب النظيف‪. 11‬‬
‫ومن المؤكد أن أختيار الوسيط من بين الشخاص الذين لديهم معرفة و‬
‫دراية كاملة بالرياضة و باساليب التفاوض يزيد فرص إيجاد حلول عملية‬

‫‪10‬‬
‫يلحظ ان اللئحة الجديدة قد جاءتا بتعديلا من حيث المدة الزمنية لصدار الحكم حيث اصبحتا ثلثة شـهور بـدل مـن اربعـة مـع‬
‫م ارعـاة ان بدايـة المهلـة الزمنيـة كـانتا مـن تاريـخ تقـديم طلـب السـتئناف فـى ظـلا اللئحـة ‪ 2004‬وليـس مـن تاريـخ تسـليم ملـف الـدعوى‬
‫لهيئة التحكيم فى ظلا اللئحة ‪.2010‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Ian Blackshaw: Mediating Sports Disputes: National and International Perspectives‬‬
‫‪,T.M.C. Asser Press, 2002‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫تتناسب مع النشاط الرياضى والهداف التي ترمى إليها الرياضة بشكل‬


‫عام ‪.‬‬
‫وهذه الوسيلة متاحة لكل من للرياضيين ‪ ،‬الندية ‪ ،‬اتحادات اللعبة ‪،‬‬
‫منظمى المباريات ‪ ،‬رعاة الحداث الرياضية و قنوات البث التليفزيونى‪.‬‬
‫وإذا كانت هناك الكثير من المنازعات التى تقبل الوساطة ‪ ،‬إل أن هناك‬
‫انواع معينة من الخلفات التي ل تقبل إجراء الوساطة فيها ‪:‬‬
‫‪ -1‬المنازعات المرتبطة بالجزاءات‬
‫‪ -2‬حالت تعاطى المنشطات‬
‫‪ -3‬الخلفات المرتبطة بقرارات صادرة من اللجنة الولمبية الوطنية أو‬
‫التحادات الدولية أو الوطنية للعبات‬

‫كيفية إختيار الوسيط ؟‬


‫أعدت محكمة التحكيم الرياضى قائمة من الوسطاء )ليقل عددهم‬
‫بحسب اللئحة عن ‪ 50‬وسيطا ( ويتم تعيين الوسيط بناء على ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختيار مشترك من الطرفين على وسيط معين على ان يعتمده رئيس‬
‫المحكمة‬
‫‪ -2‬فى حالة عدم القيام أوعدم التوصل الى إختيار وسيط معين يقوم‬
‫رئيس المحكمة باختياره من قائمة الوسطاء بعد التشاور مع الطراف ‪.‬‬

‫مهمة الوسيط ‪:‬‬


‫يسعى الوسيط الى التقريب بين وجهات النظر المختلفة للطراف‬
‫وتسهيل عملية التصال المباشر بينهم و مناقشة نقاط الخلف واقتراح‬
‫حلول ودية مناسبة دون فرضها على أى منهما ‪.‬‬
‫السرية‬
‫عنصر السرية فى الوساطة يساعد على زيادة فرص نجاحها وعليه ليجوز‬
‫لى من الوسيط ‪ ،‬الطراف ‪ ،‬ممثليهم ‪ ،‬المحامون أو الخبراء الذين‬
‫يستعان بهم بأن يفصحوا للغير عن أية معلومات سرية علموا بها ولن‬
‫يحتفظ الوسيط بأية مستندات يقدمها له الطراف ويتم إعادتها إلى‬
‫‪ .‬أصحابها‬

‫مدة اجراء الوساطة‬


‫تكون المدة محددة بتسعون يوما ويجوز لرئيس محكمة التحكيم الرياضى‬
‫مد هذه الفترة بناء على طلب يقدمه الوسيط أو أحد الطراف ‪.‬‬

‫مصروفات الوساطة‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫يسدد كل طرف مبلغ ‪ 500‬فرنك سويسرى كمصروفات إدارية كما‬


‫يتحمل مصروفات الخبراء والشهود الذين يستعين بهم ونفقات الترجمة‬
‫وخلفه و أخيرا يتحمل الطرفان مناصفة اتعاب الوسيط طبقا للجدول‬
‫المعد لذلك ‪.‬‬

‫كيف تنتهى الوساطة‬


‫تنتهى اجراءات الوساطة فى احدى الحالت التية ‪:‬‬
‫‪ -1‬عند التوقيع على اتفاق للتسوية بين الطراف‬
‫‪ -2‬انتهاء المدة المقررة دون التوصل إلى اتفاق تسوية‬
‫‪ -3‬عند التصريح الكتابى للوسيط بأن جهود الوساطة قد توقفت أوفشلت‬
‫‪ -4‬عند التصريح الكتابى لحد الطرفين أوكلهما بتوقف الوساطة‬

‫ماذا بعد عدم نجاح جهود الوسيط ؟‬


‫بخلف الحالة الولى المذكورة فى الفقرة السابقة فإن الحالت الخرى‬
‫تعتبر فى حكم عدم نجاح الوساطة و بالتالى تكون الخطوة التالية لذلك‬
‫هي اللجوء الى التحكيم أمام محكمة التحكيم الرياضى وهنا تثور أهمية‬
‫صياغة شرط الوساطة‪/‬التحكيم بحيث تشمل اللجوء أول الى الوساطة‬
‫فإذا لم تنجح لى من السباب السابق ذكرها يعبر الطراف الى المرحلة‬
‫التالية وهى التحكيم ‪.‬‬

‫"شرط الوساطة" المقترح ادراجه فى العقود ‪:‬‬


‫"أى خلف أو نزاع ينشأ بسبب هذا العقد أويتصل به يتعلق بتكوينه ‪،‬‬
‫بصحته ‪،‬بأثره الملزم بتفسيره ‪ ،‬بتنفيذه ‪،‬بالخلل به أو بانهاءه أو أية‬
‫مطالبات غير تعاقدية سوف تتم تسويته عن طريق الوساطة وتبعا‬
‫للقواعد المتبعة فى محكمة التحكيم الرياضى وسوف تكون اللغة‬
‫المستخدمة فى الوساطة )تحدد اللغة( ‪" .‬‬

‫شرط الوساطة ثم التحكيم المقترح ادراجه فى العقود ‪:‬‬


‫"فإذا لم يتم تسوية الخلف خلل ‪ 90‬يوما من بداية اجراءات أو طلب‬
‫الطراف وقف تلك الجراءات أو عدم السير فيها قبل انتهاء المدة‬
‫المقررة سوف يحال الخلف الى التحكيم وفقا للقواعد المتبعة امام‬
‫محكمة التحكيم الرياضي ‪،‬وعند الضرورة يجوز للوسيط من تلقاء نفسه‬
‫أو بناء على طلب أحد الطراف مد فترة الوساطة من رئيس محكمة‬
‫التحكيم الرياضى‪".‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫)‪(9‬التفاعل القائم بين قرارات لجان الجزاءات داخل‬


‫التحادات الدولية للعبة ومدى قابليتهما للستئناف أمام‬
‫محكمة التحكيم الرياضى‬
‫ذكرنا آنفا وجود نظامين أو درجتين للتحكيم داخل محكمة التحكيم‬
‫الرياضى وعلى عكس النظام المتبع فى التحكيم التجارى الذى ل يعرف‬
‫فكرة التحكيم الستئنافى أو بمعنى أدق استئناف قرارات صادرة من‬
‫جهات مختلفة ذات تشكيل نظامى أو شبه قضائى بحسب الحوال أمام‬
‫هيئة للتحكيم ‪.‬‬
‫فإننا سوف نأخذ كمثال لهذا التفاعل بين قرارات صادرة من لجان‬
‫الجزاءات الرياضية تلك التى تصدر من التحاد الدولى لكرة القدم )الفيفا‬
‫ةةةةة التحكةةيمةة‬
‫ةةاةةم محك م‬
‫ةةةةن أ م‬
‫ةةنةة ذوى الةةأش‬ ‫) ‪ (*)FIFA‬وكيفةةيةةة ا س‬
‫ةةتةةةئنافها م‬
‫الرياضى‪.‬‬

‫الفيفا وهيئاتها النظامية)الجزائية( المختلفة ‪-:‬‬


‫حتى نعطى للحديث مدلول عمليا يعود بالقائدة على القراء‪ ،‬وجب علينا‬
‫أن نشير إلى الكيانات النظامية شبه القضائية التى تحتويها )الفيفا(‬
‫وتشكيل واختصاصات كل منها وطبيعة القرارات التى تصدرها ونوع‬
‫النزاعات التى تعرض عليها وقد يؤدى بنا المر بطبيعة الحال إلى إلقاء‬
‫الضوء على إحداث مباراة مصر والجزائر الخيرة ضمن التصفيات‬
‫المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم التى سوف تقام فى جنوب أفريقيا‬
‫‪2010‬‬
‫جاءت لئحة الفيفا لعام ‪ 2009‬متضمنا عدد من الهيئات النظامية على‬
‫النحو التى‪-:‬‬

‫‪ -1‬لجنة النظام ‪Disciplinary Committee‬‬


‫وتمارس هذة اللجنة اختصاصات شبيهة بالكيانات القضائية حيث جاءت‬
‫تحت عنوان ‪ Judicial Bodies‬فى لئحة الفيفا )مواد ‪ 57‬وما بعدها(‬
‫وتشير)لئحة جزاءات الفيفا( )‪ (FIFA Disciplinary Code‬إلى أنواع‬
‫الجزاءات المختلفة التى توقعها لجنة النظام فى حالت الخلل والشغب‬
‫على التحادات الوطنية لكرة القدم أو الندية أو اللعبين وكذلك على‬
‫المخالفات التى تقع من وكلء اللعبين أو وكلء تنظيم مباريات كرة القدم‬
‫الدولية ‪.‬‬
‫*)* (‬
‫تعود نشأة التحاد الدولى لكرة القدم )الفيفا( لعام ‪ 1904‬فى فرنسا و يبلــغ عـدد العضـاء الن ‪ 205‬عضـوا فـى حيـن يبلــغ عـدد الـدولا‬

‫العضاء فى منظمة المم المتحدة ‪ 192‬عضوا‪.‬‬


‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫وتشكل لجنة النظام من رئيس ونائب رئيس‪ 12‬وعدد مناسب من العضاء‬


‫لنظر المنازعات التى تقدم لهم وتصدر هذه اللجنة قراراتها فى حضور‬
‫ثلثة أعضاء على القل كما يجوز طبقا للمادة ‪ 57‬فقرة ثانية من لئحة‬
‫)الفيفا( أن يصدر القرار من رئيس اللجنة منفردا ‪.‬‬
‫وهذه هى اللجنة التى رفع إليها أخيرا التحاد المصرى لكرة القدم مذكرة‬
‫وشكوى عما بدر من لعبى الجزائر وجماهيره فى المباراة التى جرت بأم‬
‫درمان بالسودان حيث حدد التحاد الدولى لكرة القدم شهر فبراير ‪2010‬‬
‫لصدار قرارها والذى يجوز استئنافه أمام ما يسمى اللجنة الستئنافية‬
‫‪Appeal Committee‬على النحو الذى سنبينه فيما يلى‬

‫‪ -2‬اللجنة الستئنافية ‪Appeals Committee‬‬


‫قد نصت المادة )‪ (60‬من لئحة الفيفا على تشكيل لجنة استئنافية‬
‫مشابهة من حيث تشكليها للجنة النظام )رئيس ونائب رئيس وعدد‬
‫مناسب من العضاء( إل أن مهمتها هى النظر فى أية طعون استئنافية‬
‫ضد القرارات الصادرة من لجنة النظام المشار إليها آنفا كما أن لهذه‬
‫اللجنة الستئنافية اختصاص أخر هى النظر فى الطعون الخاصة )بلجنة‬
‫شئون اللعبين(‪.‬‬
‫وتكون القرارات الصادرة من اللجنة الستئنافية نهائية وملزمة ول يجوز‬
‫الطعن فيها سوى أمام محكمة التحكيم الرياضى طبقا للفقرة ‪ 4‬من‬
‫المادة )‪ (60‬من لئحة الفيفا‪.‬‬

‫‪Player’s‬‬ ‫‪Status‬‬ ‫اللعبين‬ ‫‪ -3‬لجنة شئون‬


‫‪Committee‬‬
‫وهى شبيهة للجنة النظام أو اللجنة الستئنافية من حيث تشكيلها إل أن‬
‫اختصاصاتها يتعلق بنظر المنازعات ذات الطابع الدولى التى تثور بين أحد‬
‫الندية وأحد المدربين الجانب أو التى تقع بين الندية وبعضها فى دول‬
‫مختلفة بمناسبة انتقال اللعبين الناشئين بها وما شابه ذلك ‪.‬‬
‫ويمكن استئناف قرارات لجنة شئون اللعبين أمام اللجنة الستئنافية‬
‫)للفيفا( على نفس النحو المتقدم بالنسبة للجنة النظام ‪.‬‬

‫‪Dispute‬‬ ‫‪Resolution‬‬ ‫المنازعات‬ ‫حل‬ ‫غرفة‬ ‫‪-4‬‬


‫‪-: Chamber‬‬
‫‪12‬‬
‫كان ســمو الشــيخ سـلمان بـن ابراهيــم الا خليفــة القطـرى يشـغلا منصـب نــائب الرئيــس الـى وقــتا قريــب ول يـزالا الســيد حميـد حجـاج الج ازئــرى‬

‫عضوا باللجنة‪.‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫أنشئت )الفيفا( هذه الغرفة فى عام ‪ 2001‬على غرار محكمة مصغرة‬


‫وتتكون غرفة حل المنازعات من ‪ 20‬عضوا يمثلون على التساوى مصالح‬
‫الندية)‪ 10‬أعضاء( ومصالح اللعبين)‪ 10‬أعضاء( من دول مختلفة يضاف‬
‫إليهم رئيس الغرفة وينتمى هؤلء الواحد والعشرون عضوا إلى ‪18‬‬
‫جنسية مختلفة ويتم اختيار هؤلء العضاء بناء على ترشيحات يقدمها كل‬
‫من جمعيات المحترفين لكرة القدم والندية أو الرابطات الرياضية ‪.‬‬
‫و تختص الغرفة بنظر المنازعات ذات الطابع الدولى بين اللعبين والندية‬
‫فى حالة إخلل من جانب أى من اللعبين أو النادى الذى يلعب فى‬
‫صفوفه مثل نزاع قائم بين لعب كرة مصرى يلعب فى نادى برتغالى أو‬
‫لعب تركى يلعب فى نادى ألمانى ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫وقد نظرت الغرفة أكثر من خمسمائة نزاع حتى الن وتدور معظمها حول‬
‫علقة العمل التعاقدية بين اللعب والنادى وتبلغ نسبة رفع اللعب‬
‫للدعوى ‪ %95‬من مجموع الدعاوى التى تنظرها الغرفة والتى تشكل‬
‫هيئاتها من خمسة أعضاء ) أى من عضوين يمثلن مصالح اللعبين‬
‫وعضوين يمثلن مصالح الندية ورئيس للهيئة هو فى الوقت نفسه رئيس‬
‫الغرفة وهو التونسى‪ /‬سليم علولو وهناك تمثيل عربى آخر داخل الغرفة‬
‫هو الماراتى عيسى صالح الحصانى‪ -‬الذى يمثل مصالح الندية‪.‬‬
‫وبناء على المادة ‪ 60‬فقرة أولى من لئحة )الفيفا( – يجوز استئناف‬
‫القرارات التى تصدرها غرفة حل المنازعات أمام محكمة التحكيم‬
‫الرياضى شريطة أن يقدم طلب الستئناف خلل مدة ل تتجاوز ‪ 10‬أيام‬
‫من تاريخ استلم الحكم على أن يقدم بيان الستئناف والحجج القانونية‬
‫خلل ‪ 10‬أيام التالية للمدة المحددة لقبول الستئناف ‪.‬‬

‫)‪ (10‬النصوص القانونية الخاصة بلئحتى )الفيفا( و بمحكمة التحكيم الرياضى ‪-:‬‬
‫)أ( بجانب النصوص التى شملتها لئحة )الفيفا( بشأن نظر النزاعات‬
‫وكيفية الطعن عليها داخل التحاد الدولى لكرة القدم ‪ ،‬فإن هناك قواعد‬
‫أخرى بنفس المعنى تؤيد ما سبق ذكره جاءت بها المادة )‪ (62‬من نفس‬
‫اللئحة التى تعطى الختصاص الحصرى لمحكمة التحكيم الرياضى بنصها‬
‫‪.‬‬
‫" أن محكمة التحكيم الرياضى هى جهة الختصاص الوحيدة فى نظر أى‬
‫خلف أو نزاع ينشأ بين )الفيفا( من جهة أولى وأى من أعضاء الفيفا‬
‫والتحادات الوطنية والرابطات الرياضية والندية والممثلين الداريين لكل‬
‫منها وكذلك اللعبين ووكلئهم من جهة أخرى" ‪.‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫وبطبيعة الحال يتم تطبيق القواعد الجرائية لمحكمة التحكيم الرياضى‬


‫عند نظر أى نزاع أمامها أما من الناحية الموضوعية فيتم تطبيق قواعد‬
‫ولوائح الفيفا وإذا لزم المر يتم الستعانة بالقانون السويسرى‬
‫الموضوعى حيث أن كل )الفيفا( و)محكمة التحكيم الرياضى( يقع مقرها‬
‫فى سويسرا ويجب أن ترفع الدعاوى أمام محكمة التحكيم الرياضى‬
‫خلل مدة ل تزيد عن ‪ 21‬يوما من تاريخ صدور قرار اللجنة الستئنافية أو‬
‫قرار غرفة حل المنازعات بالفيفا ‪.‬‬

‫ب‪ -‬وفى متن لئحة التحكيم للمحكمة جاء نصا شبيها بالمادة )‪(62‬‬
‫سابقة الذكرهى المادة ‪ R47‬إل أن نطاق تطبيقه بطبيعة الحال يشمل‬
‫جميع قرارات التحادات الرياضية وليس فقط قرارات التحاد الدولى‬
‫لكرة القدم ‪.‬‬
‫" يرفع الستئناف ضد أى قرار يصدره اتحاد رياضى أو كيان مرتبط‬
‫ب شئون الريا ضة أ مام محك مة التحك يم الريا ضى)*( طال ما كانت اللوا ئح‬
‫المنظمة لهذه التحادات أو الكيانات المذكورة تنص صراحة على ذلك أو‬
‫طالما أبرم الطراف اتفاق تحكيم فيما بينهم بشرط أن يكون طالب‬
‫الستئناف قد استنفد جميع الوسائل القانونية المتاحة له قبل تقديم‬
‫الطلب للوائح الكيانات المرتبطة بشئون الرياضة " ‪.‬‬

‫)‪ (11‬أمثلة لبعض المنازعات المتعلقة بالرياضة التى عرضت‬


‫أمام محكمة التحكيم الرياضى‬
‫وقع اختيارنا على عينة صغيرة من المنازعات التى طرحت أمام‬
‫محكمة التحكيم الرياضى وهى مثيرة للهتمام إما لطرافتها أما لهميتها‬
‫القانونية وإما لوجود أطراف عربية بها ‪.‬‬
‫ونبدأ بأول القضايا المشهورة بإسم‪ /‬قضية السباح التونسى "‬
‫أسامة ملولى " بطل العالم فى سباحة ‪ 400‬متر و ‪ 800‬متر حرة‬
‫والتى صدر فيها حكم التحكيم فى ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2007‬ما بين كل من‬
‫التحاد الدولى للسباحة )‪(FINA‬و السباح ‪ /‬أسامة ملولى المقيد فى‬
‫سجلت التحاد والتحاد التونسى للسباحة حيث سافر السباح فى صيف‬
‫‪ 2002‬ليدرس هندسة الحاسبات فى جامعة كاليفورنيا بالوليات المتحدة‬
‫المريكية ويلعب ضمن فريق السباحة فى دورى الجامعات المريكية ذات‬
‫الشهرة الواسعة فقد استطاع هذا السباح العالمى أن يجمع بين الدراسة‬
‫والتدريب اليومى ليحصل على بكالوريوس الهندسة عام ‪ 2007‬وحيث‬
‫كانت تقع عليه أعباء دراسية كبيرة فى السنة النهائية ومنها إعداده‬
‫*)* (‬
‫بمعنى قسم التحكيم الستئنافى ‪.‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫لمشروع التخرج المسمى )‪ (EE450‬والتى تمثل درجاته ‪ %10‬من‬


‫مجموع الدرجات الكلية ‪.‬‬
‫فقد اشترك أسامة ملولى مع زميلين من زملء الدراسة فى إعداد‬
‫المشروع حتى ساعة متأخرة من الليل وقد بادر أحدهما بإعطاء أسامة‬
‫قرصا من دواء يساعد على السهر والتركيز يسمى ) ‪ (Adderall‬والتى‬
‫ل تمثل أى أثار سلبية على الصحة ‪.‬‬
‫إل أنه بعد مرور ‪ 48‬ساعة على تناول هذا القرص ذهب أسامة فى‬
‫‪30‬نوفمبر ‪ 2006‬إلى أنديانابوليس للشتراك بناء على تعليمات مدربه‬
‫فى البطولة المفتوحة للسباحة بالوليات المتحدة المريكية فى سباق‬
‫‪ 400‬متر سباحة حرة فيها لم يحقق مركزا متقدما ولم يحقق رقمه‬
‫القياسى ‪ ،‬إل أنه قد تم اختياره بشكل عشوائى للكشف عن مدى تعاطيه‬
‫لية عقاقير منشطة والتى أشارت على وجود مادة ) ‪(Amphetamine‬‬
‫فى العينة التى أخذت منه مما جعل لجنة الجزاءات بالتحاد الدولى‬
‫للسباحة توقع عليه ما قررته المادة ‪ 10‬فقرة ‪ 3‬من لئحة الجزاءات‬
‫المطبقة بها والتى قضت بوقف السباح لمدة عامين وذلك بسبب علم‬
‫التحاد التونسى بتلك الواقعة واكتفائها بتوجيه إنذار له وعند عرض المر‬
‫على محكمة التحكيم الرياضى فقد صدر الحكم مخففا للحكم السابق‬
‫بإيقاف السباح )أسامة ملولى( لمدة ‪ 18‬شهر تبدأ فى ‪ 30‬نوفمبر‬
‫‪ 2006‬وعدم العتداء بأية نتائج رياضية وما يستتبع ذلك من سحب‬
‫الميداليات والنقاط والجوائز المتعلقة بها ونتج عن ذلك سحب الميداليات‬
‫الذهبية التى حصدها فى بطولة العالم باستراليا ‪.‬‬
‫ونذكر مثال أخر يتعلق بالدورة الوليمبية الخيرة ببكين ‪ 2008‬حيث‬
‫أنه قد قررت اللجنة الولمبية الدولية للمسابقات تجريد اللعب البحرينى‬
‫رشيد رمزى ذو الصول المغربية )‪ 29‬سنة( من الميدالية الذهبية فى‬
‫سباق ‪ 1500‬متر عدو وأربعة لعبين آخرين بسبب ثبوت تعاطيهم لمادة‬
‫منشطة تسمى )‪ (CERA‬يساعد على التحمل ووقفه من الشتراك فى‬
‫أية بطولت لمدة عامين ‪.‬‬
‫وطلب تطبيق ذلك من التحاد البحرينى للعاب القوى حيث تطبق‬
‫اللجنة الوليمبية الدولية معيارا حازما يسمى ‪Zero–Tolerance Policy‬‬
‫وقد استخدمت اللجنة الوليمبية – التى تحتفظ بالعينات من‬
‫اللعبين واللعبات لمدة ‪ 8‬سنوات – تقنيات حديثة لم تكن معروفة عند‬
‫إجراء المسابقات للكشف عن هذا الهرمون المنشط المسمى‬
‫‪CERA‬بالتعاون مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ‪ WADA‬ومعامل‬
‫الختبار الموجودة فى لوزان وباريس وكولونيا‪.‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أنه قد يمتد أثر المنشطات لغير الرياضيين‬


‫أنفسهم حيث أنه فى بعض الرياضات كالفروسية يعتمد الفارس على‬
‫سرعة جواده الذى يتفوق بشكل مخالف للحقيقة على غيره من‬
‫المتسابقين بعد تناوله المنشطات‪.‬‬
‫وهنا نشير إلى نزاع نشأ بين سمو الشيخ الفارس الماراتى هزاع‬
‫بن سلطان بن زايد آل نهيان وبين الفارسة الفرنسية بربارا ليساراج‬
‫‪ Lissarague‬بمناسبة فوز الشيخ هزاع بسباق التحمل للفروسية الذي‬
‫نظم بمدينة دبى عام ‪ 2005‬حيث قطع جواده )هاشم( مسابقة ‪160‬كم‬
‫فى ‪ 7‬ساعات و ‪ 3‬دقائق و ‪ 2‬ثانية بينما جاءت الفارسة الفرنسية على‬
‫جوادها )جورجاه( فى المركز الثانى بفارق ‪ 52‬ثانية فقط!‬
‫وبعد إعلن فوز الشيخ هزاع بالمركز الول إدعت الفارسة‬
‫الجواد‬ ‫أن‬ ‫الفرنسية‬
‫)هاشم( كان يجرى بسرعة غير عادية معللة ذلك بأنه قد تناول عقاقير‬
‫منشطة‬
‫وعندما رفع المر للجنة المختصة بالتحاد الدولى للفروسية )‪ (FEI‬قررت‬
‫القيام بأخذ عينتين من الجواد ثبت عند أخذ العينة )أ( أنها تحتوى على‬
‫مادة محظور تناولها هى ‪ Methylprednislone‬وأكد تحليل العينة )ب(‬
‫وجود نفس المادة إل أن هذا التحليل الثانى تم فى غياب الشيخ هزاع ‪.‬‬
‫وعندما اعترض الفارس العربى الماراتى على ذلك واعتبره عيب‬
‫جوهرى فى الجراءات‪ ،‬أقرت اللجنة الخاصة بالتحاد الدولى للفروسية‬
‫بهذا الخلل وعليه لم تقبل شكوى الفارسة الفرنسية وأكدت اللجنة فوز‬
‫الشيخ هزاع بالجائزة‪.‬‬
‫عندئذ‪ ،‬قام التحاد الفرنسى والفارسة الفروسية بتقديم طلب‬
‫تحكيم استئنافى أمام محكمة التحكيم الرياضى واللجنة المنظمة لبطولة‬
‫دبى ضد سمو الشيخ هزاع والتحاد الدولى للفروسية )‪ (FEI‬والتى قضت‬
‫فيه باستبعاد قرار اللجنة الفنية للتحاد الدولى للفروسية وسحب اللقب‬
‫من سمو الشيخ هزاع بن نهيان إل أنه استطاع أن يرفع دعوى بطلن ضد‬
‫حكم محكمة التحكيم أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية بهذا الشأن‪.‬‬
‫وأخيرا ل يفوتنا أن نذكر نزاعات أخرى عرضت على محكمة‬
‫التحكيم الرياضى كانت أطرافها نوادى عربية مثل نادى الزمالك ونادى‬
‫السماعيلية ونادى الهلل السعودى ونادى التحاد السعودي واتحادات‬
‫وطنية للكرة مثل التحاد القطرى والتحاد العراقى ‪.‬‬
‫ومثال آخر غير مسبوق بطله – بمعنى الكلمة – هو اللعب الجنوب‬
‫أفريقى أوسكار بستوريوس ‪ Oscar Pistorius‬الذى بترت ساقاه وهو‬
‫فى السنة الولى من عمره إل أنه تأقلم مع العاقة وأصبح يستخدم‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫الطراف الصناعية بمهارة مما جعله قادرا فى أن يشارك زملئه فى‬


‫ممارسة الجرى واللعب فى المدرسة ومع بلوغه سن الشباب بدأ يشارك‬
‫فى مسابقات الجرى للمعوقين ويحصل على بطولت عديدة ثم اتجه إلى‬
‫الشتراك فى اللعاب الوليمبية الخاصة للمعوقين ‪Paralympic Games‬‬
‫وحصد الكثير من البطولت العالمية فى مسابقات الجرى بشكل يدعو‬
‫إلى العجاب به وبالتحدى الذى يمثله ‪.‬‬
‫إل أنه فكر فى أن يطالب التحاد الدولى للعاب القوى )‪(IAAF‬‬
‫بأن يشارك بجوار اللعبون الصحاء فى المسابقات الدولية مرتديا‬
‫أطراف صناعية ذات تكنولوجيا عليه صنعت خصيصا من مادة ) فيبر‬
‫الكربون( أطلق عليها ‪ Cheetas‬وذلك فى حارة خاصة به فى مضمار‬
‫ألعاب القوى ويقارن بين نتائجه ونتائج السوياء من اللعبين وفى نفس‬
‫الثناء قام التحاد الدولى للعاب القوى بتعديل لئحة المسابقات الخاصة‬
‫به بشكل يمنع على أى لعب الستعانة بأى أجهزة مساعدة تعطيه ميزة‬
‫على غيره من المتسابقين وهنا ثارت مشكلة بسبب الطراف الصناعية‬
‫عالية التكنولوجيا ما بين التحاد الدولى واللعب )بستوريوس( الذى تقدم‬
‫بطلب للشتراك فى اللعاب الوليمبية ببكين ‪ 2008‬بجانب الصحاء‬
‫وليس المعوقين وقد نظرت محكمة التحكيم الرياضى هذه المشكلة وتم‬
‫انتداب أحد الخبراء اللمان المتخصصين فى دراسة كيفية استخدام هذه‬
‫الطراف الصناعية ومدى إعطاءه ميزة الشكل تجعله يتفوق على غيره‬
‫من الصحاء‪.‬‬
‫وقد قررت محكمة التحكيم الرياضى نهائيا وفى حكم فريد‬
‫بالسماح للعب )بستوريوس( الشتراك فى اللعاب الوليمبية طالما لم‬
‫يثبت بعد بشكل قاطع أن الطراف الصناعية التى يستعين بها اللعب‬
‫تعطيه ميزة بشكل غير عادل مقارنة بباقى اللعبين الصحاء‪.‬‬
‫وهكذا يكون اللعب الفذ )بستوريوس( هو أول لعب معاق ينجح‬
‫فى مد الجسر بين رياضة الصحاء ورياضة المعوقين‪.‬‬
‫ونزاعا يتسم بالطرافة هو الذى نظرته محكمة التحكيم الرياضى‬
‫بين اللجنة الولمبية الدولية والتحاد الفرنسى للجمباز بمناسبة حصول‬
‫لعبين من فريقها القومى ‪ Poujade & Varounian‬على ميداليات‬
‫أولمبية والذهاب لستلمها على منصة التتويج ‪.‬‬
‫حيث أنه من المعروف أن الشركات المصنعة للملبس الرياضية‬
‫وخاصة لملبس لعبى ولعبات الجمباز تقوم بوضع علمة تجارية مميزة‬
‫تدل على نفسها‪.‬‬
‫ففى حالة التحاد الفرنسى للجمباز كان التعاقد قد تم مع شركة‬
‫صينية تسمى ‪ MING‬لتوريد ملبس جميع الرياضيين وأدوات التدريب‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫الخاصة بهم وعند اعتلء اللعبين الفرنسيين منصة استلم الميداليات‬


‫لحظ مسئولى اللجنة الولمبية الدولية وضوح السم والعلمة التجارية‬
‫للشركة المصنعة للملبس بشكل ظاهر وخاصة أن الحجم كان يزيد عن‬
‫‪12‬سم مربع ) أى على شكل مستطيل طوله ‪ 4‬سم وعرضه‬ ‫مساحة‬
‫‪ 3‬سم ( المسموح بها حسب اللئحة الخاصة باللعاب الولمبية ‪.‬‬
‫وكانت نقطة الخلف هى عن كيفية تحديد مساحة ‪12‬سم مربع‬
‫القانونية‪ :‬هل العبرة بالمساحة المسموحة عند ارتداء الزى أى بمعنى‬
‫عندما يكون الزى ملصقا بجسم الرياضى ومشدودا عليه أم العبرة عند‬
‫وجود الزى بشكل خارجى دون ارتداؤه‪.‬‬
‫وقد حكمت محكمة التحكيم الرياضى أن العبرة بقياس مساحة‬
‫العلمة هى عند ارتداء اللعب لهذا الزى وليس قبله‪.‬‬

‫وننتقل إلى مجال كرة القدم لنقدم لكم قضية اللعب السكتلندى‬
‫)وبستر( حيث تعاقد نادى )هارت أوف ميدليثيان( الذى يلعب فى الدورى‬
‫السكتلندى مع اللعب )وبستر( ‪ Webster‬لمدة ‪ 4‬سنوات تنتهى فى ‪30‬‬
‫يونيو ‪ 2007‬إل أنه بعد مرور ثلث سنوات على تعاقده واجه ‪Webster‬‬
‫بعض النتقادات الفنية الخاصة بمستواه وملحقة النقاد الرياضيين‬
‫والجمهور حتى بات أنه لن يتم تجديد عقده مع نفس النادى ‪.‬‬
‫وعندئذ أرسل ‪ Webster‬إنذارا إلى ناديه يطلب فيه إنهاء تعاقده‬
‫دون وجود سبب جدى ‪ termination without just cause‬طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 17‬فقرة ‪ 3‬من لئحة )الفيفا( الخاصة بانتقال اللعبين باعتبار أن‬
‫‪ Webster‬قد طلب إنهاء عقده بعد مرور فترة الثلث سنوات الولى‬
‫على تعاقده المسموح بها‪.‬‬
‫وعليه ترك ‪ Webster‬نادى هارت فى ‪ 30‬يونيو ‪ 2006‬وأنتقل‬
‫للعب فى صفوف نادى )ويجان( فى ‪ 9‬أغسطس ‪ 2006‬مما حدا نادى‬
‫)هارت( لرفع المر إلى غرفة حل المنازعات )‪ (DRC‬داخل التحاد‬
‫الدولى لكرة القدم مطالبة بتعويض قدرة ‪ 4‬مليون جنية إسترلينى والذى‬
‫يمثل قدرا من قيمة الصفقة للعب مع نادية الجديد‪.‬‬
‫وفى أبريل ‪ ، 2007‬قررت غرفة حل المنازعات )‪ (DRC‬بأن يسدد‬
‫كل من وبستر ونادية الجديد ‪ Wigan‬على وجه التضامن مبلغ ‪625000‬‬
‫جنية إسترلينى استنادا على نص الفقرة الولى من المادة )‪ (17‬من‬
‫اللئحة وذكرت الفرقة أنها توصلت إلى تحديد قيمة التعويض المستحق‬
‫لنادى )هارت( بناء على ما اكتسبته من خبره فى مجال كرة القدم على‬
‫مر السنوات ودون تحديد معيار موضوعى لحتساب مبلغ التعويض الذى‬
‫أمرت به ويبدو أن القرار المذكور لم يلقى قبول من أى من الطراف‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫الثلثة ‪ :‬الناديين واللعب مما جعلهم يقدمون طلب تحكيم استئنافى أمام‬
‫محكمة التحكيم الرياضى ‪.‬‬
‫وقد انتقدت المحكمة بشدة غياب معيار موضوعي واضح في‬
‫طريقة حساب التعويض المقرر لنادى )هارت( وذكرت انه من الصالح‬
‫العام لكرة القدم وجود معيار واضح يمكن استخدامه بقدر المكان‪.‬‬
‫وأنه طبقا للفقرة )‪ (1‬من المادة ‪ 17‬من اللئحة فإن المعايير التى‬
‫يجوز استخدامها سوف تشمل‪:‬‬
‫‪ (1‬أجر اللعب والمزايا الخرى الذي يحصل عليها من نادية القديم‬
‫ونادية الجديد‪.‬‬
‫‪ (2‬المدة المتبقية على انتهاء العقد بحد أقصى ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫‪ (3‬ما أنفقه نادية السابق مقاسا على المدة الكلية للعقد‪.‬‬
‫‪ (4‬مدى حدوث النتهاء المبتسر للعقد فى الفترة التالية لثلث سنوات‬
‫الولى للعقد من عدمه ‪.‬‬
‫وعليه فقد رفضت محكمة التحكيم الرياضى الحكم بمبلغ ‪ 4‬مليون‬
‫جنية إسترلينى التى طالب بها نادى )هارت( بل ذكرت صراحة أن قيمة‬
‫صفقة انتقال اللعب إلى نادية الجديد ل تدخل ضمن المعايير المذكورة‬
‫فى المادة )‪ (17‬وأضافت المحكمة أنه من المصلحة المشتركة لكرة‬
‫القدم تطبيق لئحة الفيفا الموحدة دون غيرها من القواعد القانونية‬
‫لتحديد مبلغ التعويض وعدم تطبيق قانون دولة معينة يخضع لها عند‬
‫احتراف اللعب )كالقانون السكتنلندى فى هذا الصدد ( والتى قد تختلف‬
‫من دولة إلى أخرى ‪.‬‬

‫‪“It is in the interests of football that solutions to‬‬


‫‪compensation be based on uniform criteria rather than on‬‬
‫‪provisions of national law that may vary considerably from‬‬
‫”‪country to country.‬‬

‫وأضافت المحكمة أنه لبد من الموازنة بين ثبات العقد وتنفيذه من‬
‫ناحية أولى وبين حاجة اللعبين إلى حرية النتقال من ناحية أخرى ومن‬
‫ثم‪ ،‬عالجت محكمة التحكيم الرياضى هذا النزاع بكل حكمة وطبقت أكثر‬
‫من معيار مما ذكرتهم المادة ‪ (1) 17‬دون الجمع بالضرورة بينهم جميعا‪.‬‬
‫فأعطت تفصيلت عديدة خاصة بالمعايير التى يحدد التعويض على‬
‫أساسها وخاصة فيما يتعلق بقيمة صفقة اللعب مع نادية الجديد وانتقدت‬
‫استخدام هذا المعيار الخير باعتبار أنه يكون ذو صبغة جزائية ضد اللعب‬
‫) ‪. (Potentially punitive‬‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫بل أنه يكفي استخدام على القيمة المالية للعقد التى تماثل المدة‬
‫المتبقية من العقد )‪ (Residual value of the contract‬التى تعتبر‬
‫الرابطة بين قيمة اللعب وأجرة المحدد فى العقد وانتهت إلى حكم قرر‬
‫تعويض نادى )هارت( بمبلغ ‪ 150000‬جنية إسترلينى‪.‬‬
‫ومن أشهر القضايا الرياضية التى نظرتها محكمة التحكيم الرياضى‬
‫هى تلك المتعلقة بثبوت تلقى حكام مباريات الدورى البرتغالى‬
‫ومساعديهم مبالغ مالية على سبيل الرشوة فى الموسم ‪2007/2008‬‬
‫والتى تناولت نادى بورتو حيث ثبت تورط رئيس نادى بورتو فى واقعتى‬
‫رشوة وهى مبارياتى بورتو مع نادى ‪Futebol Estrela da Amadora‬‬
‫ومع نادى ‪ Deportivo la Coruna‬على التوالى‪.‬‬
‫وقد حقق فى الواقعة التحاد البرتغالى لكرة القدم ومن بعدها‬
‫تقدم نادى )بورتو( للشتراك فى كأس أوروبا لكرة القدم مما جعل‬
‫التحاد الوروبى )‪ (UEFA‬يكثف من تحقيقاته حول موضوع الرشاوى‬
‫وتصدر لجنة الجزاءات التابعة له قرارا بمنع اشتراكه النادى فى كأس‬
‫أوروبا وحلول ناد أخر بدل منه وعند استئناف قرار التحاد الوروبى لكرة‬
‫القدم أمام محكمة التحكيم الرياضى حكمت فى ‪ 15‬يوليو ‪ 2008‬بتأييد‬
‫الحكم الصادر من التحاد الوروبى الصادر فى ‪ 13‬يونيو ‪.2008‬‬

‫)‪ (12‬الخاتمــة‬
‫أصبحت الرياضة محفل خصبا للتحكيم فى منازعات تدور حول النتائج‬
‫الرياضية للمسابقات وقرارات اللجان المنظمة للبطولت أو قرارات‬
‫التحادات الرياضية واللجان الوليمبية ونتائج تحليل المنشطات وما قد‬
‫يستتبعه من شطب للنتائج ووقف اللعب أو حرمانه‪.‬‬
‫وأرجو أن نكون قد نجحنا فى إلقاء الضوء على محكمة التحكيم الرياضى‬
‫وحصاد ‪ 25‬عاما من عمرها وأشرنا إلى اختصاصاتها المختلفة من خلل‬
‫ما تنفرد به هذه المحكمة من وجود نظامين للتحكيم العادى والستئنافي‬
‫ولئحة تفصيلية تشير إلى اختصاصات كل منها وخاصة إلى القانون أو‬
‫القواعد القانونية واجبة التطبيق على موضوع النزاع فى كل منهما على‬
‫حدة‪.‬‬
‫وأرتبطت التحادات الرياضية الدولية للعبات بهذه المحكمة الفردية من‬
‫نوعه المهيمنة على شئون الرياضة والتى تعمل من خلل هيئات تحكيم‬
‫مؤلفة من محكمين على دراية كاملة بشئون الرياضة ولوائح المحكمة‬
‫ولوائح التحادات الدولية للعبات المختلفة‪.‬‬
‫بقى أن نذكر أن هناك مخرجا أخيرا يوجد ‪-‬طبقا التشريع السويسري‪-‬‬
‫يسمح برفع دعوى بطلن ضد أحكام محكمة التحكيم الرياضي أمام‬
‫المجلة العالمية للتحكيم العربى – العدد السادس – ‪- 2010‬‬

‫المحكمة الفيدرالية السويسرية ‪ Tribunal Federal Suisse‬وهى تماثل‬


‫محكمة النقض وذك طلبا لبطال حكم التحكيم طبقا للمادة ‪LDIP 190‬‬
‫وأن جاءت أسباب قبول دعوى البطلن فى أضيق الحدود وحصرها‬
‫المشرع السويسرى فى ‪ 5‬حالت فقط وهى نفس حالت الطعن‬
‫بالبطلن فى أحكام التحكيم التجارى أوغيرها ‪.‬‬

You might also like