You are on page 1of 5

‫)‪(6‬‬

‫حليم صادق‬
‫‪1992‬‬
‫ضربت بأغلى عامين من عمريا‪ -‬أمضيتها مجاهدا بروحي في القرب من موليا‪ -‬عرض الحائط‪ ،‬حين دفعني‬
‫جرف الهوى الجامح‪ ،‬فألقيت بروحي في نهر مريم غير عابئ بما كان من أمريا وما قد يكون‪ ..‬ولم يبق لي من رحيق‬
‫العامين الماضين ورصيدهما سوى التمسك بالصلةا‪.‬‬
‫هاتفني في برقة خاطفة بينما أقف على محطة التاسعة والربعين‪ .‬تناسيته في البداية فلم يغفل عني "وأنا الذيا‬
‫غفلت عن موليا"‪ .‬تجاهلته فصار يباغتني قبل الشروق وبعد الغروب وآناء الليل حتى انتبهت إلى إلحاحه‪ ..‬عندما‬
‫اقتربت من نهاية المحطة كان يراودني في صحوى ومنامي وذهابي إوايابي وقيامي وقعوديا وجلوسي ووقوفي وركوعي‬
‫وسجوديا إلى ال فيقول لي‪ :‬مريم‪ ..‬مريم‪ ..‬مريم!‬
‫ظننته جاءني بالخلصا بعد طول ارتقاب‪ ،‬فإذا به يجيء بتساؤلت جديدةا حول الجبال الرواسي والشمس التي‬
‫تغرب في الغرب والقلب الذيا يعشق حتى الرمق الخير‪ ،‬والصديق الوفي‪ ،‬والزمن الذيا يفوت ول يعود‪ ،‬والذاكرةا التي تنمو‬
‫ثم تذبل جارفة معها أشلء الحباء والخصوم‪.‬‬
‫حدثني عن قنطرةا صغيرةا أعبر عليها من الرغبة إلى الراحة‪ ،‬وقال إني لم أكن من قبل شيئا مذكورا‪ ،‬إوانني‬
‫سوف ل أدريا بعد العبور ماذا سيكون من أمريا إوالى أين سيكون اتجاهي‪ .‬سألته المشورةا فطالبني بالجهاد والمكابدةا‬
‫وبشرني بالسعادةا البدية وقال لي‪:‬‬
‫‪-‬آن الوان كي تتوقف وتفكر وتتأمل على أعتاب الراحة فربما كنت من الناجين‪.‬‬
‫***‬
‫كان اليوم كالمس كالغد‪ ..‬موظفون أراهم ول أبصرهم‪ ،‬أقبع في غرفتي أجتر التكرار في رضا أحيانا وفي ثورةا‬
‫حبيسة أحيانا أخرى‪ ..‬غير أن سماء نافذتي زرقاء تطل على مراكب صيد ونوارس تحلق في الفق ورجال يسعون وموج‬
‫يهيم في رحلة أزلية أبدية‪ ..‬وحين يسود الصمت فل صوت إل وشوشات الموج وهسيس أغصان شجرةا عتيقة تقع تحت‬
‫نافذتي‪ ،‬ووصوصات عصافير تتناوب في رضايا وثورتي بين الفرحة والشجن‪ ..‬أرى المس في اليوم في الغد فل أبالي‬
‫بزمني‪ .‬أصلي بحرقة إلى ال لئذا بما تبقى لي من عطر العامين الماضيين الروحاني الجميل‪ ..‬واق أر الفاتحة على أرواح‬
‫الموتى القابعين في جوار المتحف‪ ..‬رهبان وقسس وكهان ونحاتون وفلسفة ومتصوفون وعلماء فلك ورياضة كانوا‬
‫ينيرون الدنيا يوما بفنونهم وعلومهم وآدابهم‪ ..‬رفات عمره ثلثة وعشرون قرنا من الزمان الغابر ل يجاورني فحسب‬
‫إوانما يغمرني ويحويني وأحبه‪.‬‬
‫من بين الرفات وأمام السور الذيا يفصل بين حديقة المبني وشارع البحر‪ ،‬لمحتها بين مجموعة من السياح‬
‫ترتديا ثوبا في لون المصيصا المصريا‪ .‬تشير بيدها في حركة رشيقة واثقة إلى أحد المقابر الملصقة للمبني‪ .‬توقفت‬
‫قليل عن الحديث واستندت في تلقائية بإحدى ساقيها على السور وراحت تعبث بهدوء في شعرها‪ .‬وحين اقتربت من‬
‫أسفل نافذتي العالية رأيته بعيني قلبي يرفرف من فوقها حامل تحت جناحيه الرقيقين كنانتين حريريتين مليئتين بسهام‬
‫من ذهب ورصاصا‪ .‬ثم حام قليل فوق المقابر وحط فوق النافذةا فصار في مواجهتي‪ .‬فنظرت إليه في ذهول فأنا لست‬
‫أعرف كيف أخاطب الملئكة ول أفهم لغة الطيور‪ .‬أدرك ما بي من هول فنفحني سهما ذهبيا ونظرةا حنون‪ ،‬وغاب في‬
‫زمنه السحيق‪.‬‬
‫الوجه المصريا الخمريا الذيا ل ينسى‪ .‬العينان العسليتان الذهبيتان ‪.‬الشعر الكستنائي المتماوج‪ ..‬ونفس‬
‫البتسامة الغائصة في لجة من السرار‪ .‬الدكتورةا مريم عبد الشهيد التي تكبرني الن بما يقرب من أربعة أعوام‪ ..‬شبيهة‬
‫شقيقتي الحبيبة بسمة‪ ..‬ومعيدتي التي درست لي الثار لعامين متتالين قبل تخرجي في عام ‪.1964‬‬
‫لكن ما الذيا جاء بها إلى هذا المكان وقد حسبت أنها أصبحت أستاذةا في السلك الجامعي وأنها شغلت به‬
‫منصبا مرموقا وقد تجاوزت الن الخمسين‪.‬‬
‫كان العناق ال زلي بين المواج عبقا برائحة التاريخ‪ ،‬وكانت حديقة الموت تدعوني للتحقق من تلك المفاجأةا‪.‬‬
‫مازلت يا مريم مليكة على عرش الجمال الفرعوني الفريد‪ .‬الزمن ألعوبة بين يديك وحدك والكل رفع له راية الستسلم‪..‬‬
‫هي مريم ول أحد سواها‪ .‬تمشي في خيلء أوزةا برية‪ .‬أسمع وقع خطواتها بقلب هش تتهادى على نغمات عود شجية‬
‫بين المرمر المصريا والرخام اليوناني وتماثيل الموتى وتوابيتهم‪ ..‬أسافر إلى الدانوب وأعود إلى النيل في حلم خاطف‪.‬‬
‫أجلس في مقهى شعبي أدخن المعسل‪ .‬تتجه بنظراتها نحوى لنلتقي بعد فراق قدريا بين طالب ومعيدته تجاوز من الزمان‬
‫ربع قرن وبضع سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬بعد آخر عودةا لي من أمريكا انتدبتني و ازرةا الثقافة للعمل كمرشدةا سياحية بناء على طلبي‪ ،‬وأنت ماذا تفعل‬
‫هنا؟‬
‫تعجبت كيف ارتضت لنفسها بهذه الوظيفة غير اللئقة بمقامها وعلمها ما لم يكن هناك دافع جوهريا لذلك‪.‬‬
‫أنا مدير المتحف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ياه‪ ..‬بعد كل هذا العمر نلتقي لنعمل معا في مبنى واحد؟!‬ ‫‪-‬‬
‫المبنى واحد لكني أعمل مع الموات وأنت تعملين مع الحياء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لست أدريا أينا ينبغي أن يحسد الخر‪ ..‬عموما فأنا قادمة لتوى من الكنيسة ولقد طلبت من الرب الخلصا‬ ‫‪-‬‬
‫للحياء والموات معا‪.‬‬
‫ولماذا تركت الجامعة؟‬ ‫‪-‬‬
‫خلفات عديدةا مع الرؤساء والزملء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لماذا؟‪ ..‬التنافس على الترقية أم البعثات؟‬ ‫‪-‬‬
‫وهناك أسباب أخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كنت أوجزها لزملئي في القسم بالفتنة الغامضة‪ ،‬كل العيون تشتهيها في تكتم صاخب عنيف‪ ،‬ولول صمتها‬
‫الوقور ونظرتها الحزينة الحانية لثارت القتال عليها بين جنس الرجال بل تفرقة بين طلبة أو أساتذةا أو سعاةا‪.‬‬
‫كان سر قوتها الطاغية يكمن في عينيها‪ ،‬به تصمت فتتكلمان‪ ،‬وتهمس فتوحيان‪ ،‬وتومئ فتبتسمان‪ ،‬وتفكر‬
‫فتشردان‪ ..‬أما فمها الجميل فكان دائما مغلقا على لسانها كخرساء منذ مولدها‪.‬‬
‫كنت أتحاشي النظر إلى عينيها بقدر كراهيتي لكل ما هو غامض‪ ،‬ورغم ذلك لم أشعر تجاهها يوما برفض أو‬
‫كراهية‪ ،‬كما لم أقع في كمين فتنتها الخفي الذيا وقع فيه العديد من زملئي الطلبة وزملئها من المعيدين‪ ،‬إوانما كان‬
‫يداخلني قدر من العجاب بشخصها على وجه العموم‪ .‬وكن واثقا أنها تستشعر بدقة متناهية ما يجول في خواطرنا‬
‫جميعا تجاهها كأنثى ذات جمال متفرد في طبعه‪ ،‬وأنها كانت تخفي سعادتها الفائقة به في براعة ودهاء‪ ،‬وكأنما إعجاب‬
‫الرجال بها – دون أن تمنح أحدهم أمل في اقتحام عالمها الصموت الغامض – هو الحافز الوحد لبقائها على قيد‬
‫الحياةا‪.‬‬
‫ويوما قال لي زميلي سمير زخاريا إنها تخفي غرو ار قاتل خلف ابتسامتها الحيية وتواضعها الشديد وعينيها‬
‫السيانتين‪ ،‬فاتهمته بالحقد لنقطاع أمله في مجرد القتراب من عالم الجمال الذيا يحف بكيانها ليبهر الجميع‪ ،‬وقلت له‬
‫ساخرا‪:‬‬
‫‪ -‬قصر ذيل يا أذعر‪ ..‬مع أنكما من قبيلة واحدةا‪.‬‬
‫ولم يكن هناك ما يدعو للستفاضة من جانبي في الحديث عنها إذ كانت نظرتي الغالبة‪ ،‬هي نظرةا التلميذ إلى معيدته‪،‬‬
‫على عكس نظرتي الصريحة الودود تجاه معيدتنا الخرى "مدينه محمود" التي يتسم سلوكها دوما بالوضوح والصدق‬
‫وشدةا الحياء‪.‬‬
‫***‬
‫رغم دهشتها للمفاجأةا القدرية التي جمعتنا فقد أقلت – كعادتها التي لم يغيرها الزمن – من الحديث وأتقنت‬
‫الستماع والحوار بعينيها دون كلمات ‪ .‬أما الذيا أدهشني بحق فهو أنها تذكرتني مثلما تذكرتها تماما دون لحظة تفكر‬
‫أو تأمل أو استرجاع للزمن‪ ،‬وكأننا لم نفترق إل منذ أيام قلئل‪.‬‬
‫لخصت لي عمرها الفائت في ابنها " بشارةا " الذيا تزوج وأنجب واستقر في القاهرةا وقتيا‪ ،‬تمهيدا لهجرته‬
‫النهائية إلى أمريكا‪ ..‬وفي زوجها الدكتور وفيق‪ ،‬ذلك الطبيب الذيا وهب حياته للخوف من المستقبل‪ .‬امتدحت في‬
‫خصاله كثيرا‪ .‬قالت إنها تناديه قائلة يا "بابا"‪ ،‬فالشعور عنده بالرحمة البوية قوى‪ ،‬وهو ل يحرمها من شيء تطلبه‪،‬‬
‫لكنه دائم الخوف أن تفارقه يوما لسبب من السباب وتبقى بأمريكا إلى البد‪ ،‬المر الذيا يجعله يضاعف من تدليلها‬
‫ومعاملتها معاملة الب العطوف لصغرى بناته‪.‬‬
‫ثم قالت إنها ترتاح لهذا السلوب فى الحياةا لنها ل تستطيع أن تحتمل منغصات العيش مع شاب تنقصه خبرةا‬
‫فن التعامل مع امرأةا ذات مواصفات خاصة مثلها‪.‬‬
‫لم أسمع رنة غرور أو كبرياء في حديثها ولكنها كانت تتكلم عن أمر عاديا جدا يخصها‪ ..‬ثم قالت إنها في‬
‫النهاية لم يبق أمامها من معالم الرحلة إل الوظيفة التي تكرهها وتتمنى أن تتخلصا منها‪ ،‬والكنيسة التي ل تزورها إل‬
‫قليل والنشاط الجتماعي المحدد الخذ في الفتور‪ ،‬والزيارات التي ل تنقطع للم – صديقاتها الوحيدةا في الحياةا –‬
‫وزيارات أخرى للبن صارت تتباعد بمرور السنوات‪.‬‬
‫لست أدريا لماذا لم أصدق توصيفها الخامل لحياتها فأنا أعرف أنها شعلة من الحركة والطموح‪ ،‬ولكن لماذا‬
‫تكذب إن صدق حدسى؟! لقد انتابتني رغبة عنيفة في أن أفرغ لها في هذا اللقاء الخاطف كل ما بجعبة حياتى من أفراح‬
‫وأتراح رغم أنها لم تبد اهتماما مماثل بالسؤال عن حياتي‪ .‬كانت تتحدث وتستمع وتشعر وتفكر بعينيها المشعتين بقوةا‬
‫كالسحر تعبث بالزمن فأعجز عن قراءتها بالتقويم المسيحي أو الهجريا أو العبريا أو القبطي‪.‬‬
‫قرأت على كفها تعويذةا فرعونية لجلب الحظ وتمنيت النجاةا من قدرةا عينيها على استنطاقي للبوح بما أريد وما‬
‫ل أريد‪ ،‬وقرأت على صفحة الهالة الجميلة الداكنة تحت عينيها أن هناك بئ ار عميقا يحويا أس ار ار ل يباح بها قابعا خلف‬
‫هاتين العينين الذهبيتين‪.‬‬
‫أعادني حياؤها الصامت المتقن إلى تلك اليام الساحرةا من العمر حين لم أكن أدريا أن بلوغ قمم السعادةا‬
‫والمتعة والفرح ل بد أن يفضي في النهاية إلى الخوف من فواتها‪ ،‬وأن كل لذةا مآلها الزوال‪ ،‬فالموت لها ولنا بالمرصاد‪.‬‬
‫كنت أظن أنك لن تتذكريني بسهولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مثلك ل ينسى يا حليم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لماذا؟‬ ‫‪-‬‬
‫ل أعرف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كلمات مقتضية يستحيل إيجازها بأكثر مما أوجزتها مريم فلم تزد عليها‪ .‬مجرد كلمات أفرزتها اللحظة‪ .‬لكنها‬
‫تطن في أذني بإلحاح عجيب قبل أن أتمكن من النوم‪.‬‬
‫قال لي الهاتف أنك في الطريق إلى الخمسين يا هذا‪ ..‬والنبض قد بدأ في الخفوت والح اررةا أخذت في‬
‫النخفاض‪ ،‬أما المشاعر فتجمدت وأصبح الحب الوحد والموت قرينين مترادفين ل ينجح في الفصل بينهما شعور‬
‫بالذنب أو اجتهاد في إصلح ما أفسدته اليام أو محاولة يائسة لستنهاض خفقة قلب قديمة أو لقاء حب مسروق أو‬
‫قبلة مراهقة خاطفة أو حتى تسلق نخلة واحتضان عناقيدها الفتية والعبث بثمارها مع النداد‪.‬‬
‫إني أدعى السعادةا بأسرتي مثلما تدعى أسرتي السعادةا بكوني ربها البار العطوف بالزوجة والولد‪ ..‬يحيط بنا‬
‫الحب والتفاهم ويضمنا ويحوينا‪.‬‬
‫رغم ذلك فقد ظللت أنتظر طلوع صباح اليوم التالي طيلة الليل بشوق ما ظننت أبدا أنني سوف أكابد حلو‬
‫مرارته في العمر مرةا ثانية‪.‬‬
‫وفي بحر الحلم سألتني عروس البحر عن عشقي للرقصا والشعر والصحبة والكأس والسهر‪ ،‬فخلعت عني‬
‫نفسي لغرق بإرادتي حتى أستنشق نسمة من عبير الحياةا مرةا أخريا من جديد قبل أن تولى بل عودةا‪.‬‬
‫قالت لي العروس‪:‬‬
‫‪-‬أنت تريد أن تبدأ من حيث كان ينبغي أن تستعد في أمان للنتهاء‪.‬‬
‫كانت تقترب من السور في ثوب بلون النجيل وبصحبتها بعض من عمال البناء‪ ،‬ترتديا نظارةا شمسية وتضع على‬
‫شعرها منديل أسود ذا حواش مطرزةا‪ .‬طال تأملي لها من النافذةا واجتاحني شعور غريب وأيقنت أنني كنت أخشى أل‬
‫تحضر مثلما كنت أخشى أن أزوها في مكتبها‪ ،‬وحين توارت عن أنظاريا ألم بي حزن عجيب‪ ،‬اقترن بطيف بسمة وقول‬
‫زوجها" ألم تكن أرض ال واسعة فتهاجروا فيها"‪ ..‬وكان الجو غائما ودموعي تنهال في المطار الكئيب من قلبي وعيني‬
‫ومن أنفي وفمي قبل أن تهاجر بسمة إلى أبعد قارات الدنيا‪ ..‬ارتعشت قدمايا وكنت واثقا أنني لن أراها مرةا ثانية‪.‬‬
‫ولما عادت مريم سألتها عبر التليفون‪:‬‬
‫لماذا انصرفت مبك ار من الموقع؟‬ ‫‪-‬‬
‫كان لديا عمل بعمود السواريا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كنت أفكر في دعوتك لتناول الشايا بمكتبي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صعب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لماذا؟‬ ‫‪-‬‬
‫ربما لظروف العمل أو أسلوب تفكير الموظفين‪ ..‬ل أعرف ماذا أقول‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كانت بسمة مقلة هي الخرى في كلماتها‪ ،‬حتى البتسامتان متشابهتان إلى حد كبير‪ ،‬وكأنما نفخ مفتاح الحياةا في فم‬
‫كل منهما في نفس اللحظة‪.‬‬
‫لكني لن أريا بسمة ولن أنعم حتى بصمتها مرةا أخرى‪ ..‬ولماذا جاءت مريم بصمتها هي الخرى لتجلس في‬
‫الطابق الرضي من نفس المبني لعامين أو ثلثة من حياتي أو ربما لسبعة أعوام حتى تحال إلى التقاعد؟!‬
‫قال لي الهاتف‪ " :‬إن حياتك بحاجة ماسة إلى من تعرف كيف تجلس على عرش قلبك وتتمطى في قلبه وتنام‬
‫قريرةا العين‪ ..‬ويومها سوف تحظى بنعمة القلق الجميل"‬
‫***‬

You might also like