Professional Documents
Culture Documents
ستيوارت إيسترلينغ
إن الرأسمالية نظام اقاتصادي ميال ،في جمموهره ،إلممى الوقامموع فمي الزأمممات.
وتدفعه قاوى تجعله غير مستقر ،وفوضوي ،ونازأعا للتدمير الممذاتي .هممذا المممر
ينطبق عليه اليوم كما انطبق عليه قابل 150عاما ،حين وصف كارل ممماركس
ومعمماونه فريممدريك إنجلممز الرأسمممالية فممي »البيممان الشمميوعي« بأنهمما مجتمممع
»أبدع ،كما في السحر ،وسائل النتاج والتبادل الضخمة ،يشبه المشعوذ الذي
فقد سيطرته على القوى الجهنمية التي استحضرها«.
حقمما ،فمجتمعنمما الحاضممر ذو طفممرات وانهيممارات سمموق السممهم ،والتسممريح
المتواتر والبطالة طويلة المدى ،وفضمائح الشمركات وانقط اع الكهربماء ،يبمدو
مماثل لوصفهما أكثر من أي وقات سبق .والنكماش القاتصادي الحممالي ليممس
استثناء.٭ فالوليات المتحدة ،اليوم ،في وسممط أطممول مممدة خسممارة وظممائف
منذ الكساد الكبير في ثلثينممات القمرن الماضمي .حقيقممة ،القاتصمماد المريكمي
اليوم يقل عما كان عليه قابل عامين بحوالي 2،6مليون وظيفة .في المقابل،
خسر مليون شممخص تغطيممة التممأمين الصممحي ،وأممما الفلسا الشخصممي فقممد
وصل لمستوى قاياسي قاممدره 1،5مليممون منممزل خلل عمام .2002باختصممار،
الزأمات القاتصادية ،الركود والكساد ،كانت جزءا من الرأسمالية منمذ ولدتهما،
ورغم الوعود القائلة بالعكس ،ما تزال هذه الزأمات تشوب النظام حتى يومنا
هذا.
طريقة ماركس
كان هدف ماركس هو »تعرية قاانون الحركممة القاتصممادية للمجتمممع الحاضممر«.
بماذا تختص طريقته القاتصادية كي تتمكن من توضيح كيفية سير الرأسمالية؟
جادل آدم سميث ،وهو عالم اقاتصاد بورجوازأي عاصر القرن الثامن عشممر ،أن
الرأسمالية والسوق الحر قادما من »ميل في الطبيعة البشرية…إلى مقايضممة
ومبادلة شيء مقابل شيء آخر« .وزأعم عالم اقاتصاد رأسمممالي آخممر ،ليونيممل
روبنز ،أن الرأسمالية تتكون من »سلسلة من العلقاات المستقلة بين الرجال
والبضممائع القاتصممادية« .فممي رأيهممم ،العلقاممات القاتصممادية بيممن الشممخاص
المختلفين ليس ما هو مهم ،بل العلقاة بين الناسا والمنتجات .بعبممارة أخممرى،
علقاتك مع علبة صابون »تايممد« للغسمميل أكممثر أهميممة لفهممم الرأسمممالية مممن
علقاتك برئيسك.
فممي المقابممل ،يجممادل ممماركس فممي »رأسا المممال« أن »العلقاممة بيممن العمممل
المأجور ورأسا المال تحدد الطبيعة الكلية لنمط النتمماج ]الرأسمممالي[« .كممان
هدفه هو تجاوزأ الدراسممة المحصممورة بعمليممة التبممادل )الممبيع والشممراء( ،الممتي
تخفي ما يحدث تحت السطح .وعلى حد تعبير ماركس» :العامل الذي يشتري
رغيف خبز والمليونير الذي يقوم بالفعل ذاته يبدوان في هذا النشمماط كمجممرد
مشتريين ،مثلما… يبدو البقال كمجرد بائع .كمل أوجمه ]القاتصماد[ الخمرى هنما
تدثر« .عن طريق التركيز فقط على قاواعممد وآليممات التبممادل ،سمميزعم علممماء
القاتصمماد البورجوازأيممون أننمما جميعمما نسمماهم كممأفراد متكممافئين فممي القاتصمماد
الرأسمالي؛ الجميع ،سواء أكانوا أغنياء أم فقراء ،لديهم حق شراء رغيف خبز
)أو يخت( بسممعر معيممن .ولكممن ،وعممن طريممق تحليممل مجممال النتمماج وبجممواره
»العلقاممة بيممن العمممل المممأجور ورأسا المممال« ،يتمكممن ممماركس مممن كشممف
التناقاضممات الطبقيممة الكامنممة داخممل النظممام الممتي يتجاهلهمما علممماء القاتصمماد
الرأسماليون.
كممما أن علممماء القاتصمماد البورجمموازأيين يممرون العلقاممات الرأسمممالية بصممفتها
الترتيب الطبيعي للمور ،نابعة عن »ميل في الطبيعة البشرية« ،كما زأعممم آم
سميث .والنتيجة ،بالنسبة لهم ،هي ،كما يشير ماركس ،أن »السوق العالمي،
وأحواله ،وحركة أسعار السوق ،وفترات الدين ،والدورات الصناعية والتجارية،
وتقلبات الطفرات والزأمات ،تبدو…كقوانين طبيعية غالبممة تفممرض ،بصممورة ل
تقاوم ،إرادتها عليهم ،وتواجههم كضرورة عميمماء« .جممادل ممماركس ،بممدل عممن
ذلك ،أن »عملية النتاج الرأسمالية هممي شممكل محممدد تاريخيمما لعمليممة النتمماج
الجتماعية عموما« .وسعى لتحليل الرأسمالية والسوق تاريخيا ،ليممس كنتيجممة
غير متغيرة لم »قاوانين طبيعية« ،إنما كنظام ديناميكي ينبثق إلى الوجود ،مثله
مثل مجتمعات طبقية أخرى ،في مرحلة معينة من التاريخ البشممري ،وتقوضممه
تناقاضاته بشكل منتظم.
ْ ق ماركس ،وقاع النتاج في قالب كل المجتمعات البشمرية :تحويمل الطبيعمة وف
لنتمماج المممور اللزأمممة للحفمماظ علممى بقمماء ذلممك المجتمممع .فممي المجتمعممات
الطبقية ،العنصر المفتمماحي هممو أن إحممدى طبقممات المجتمممع تأخممذ جممزءا مممن
منتجات عمل طبقة أخرى وتحتفظ بها لنفسها .ففي ظل النظممام القاطمماعي،
على سبيل المثال ،يأخذ اللمموردات جممزءا مممن منتجممات عمممل القانممان :قاضممى
القانان جزءا من أسبوع عملهممم لنتمماج بضممائع لنفسممهم ،وجممزءا مممن عملهممم
استنفذ لنتاج بضائع للورد؛ بإمكان القن أن ينتممج أكممثر مممما يسممتهلك ،والزائممد
يممذهب إلممى النبلء .سمممى ممماركس هممذا العمممل الزائممد بممم »فممائض العمممل«،
واستخراج الفائض هذا سماه بالستغلل[1].
في ظل الرأسمالية ،النقيضممان ليسمما اللمموردات والقانممان ،إنممما الرأسممماليون
والعمال .وعنصر مركممزي فممي تحليممل ممماركس للرأسمممالية هممو كيفيممة تمكممن
الرأسماليين من الحصول على فائض العمل من العمال .وبسبب كيفيممة سممير
السوق ،يتخذ الستغلل فمي ظمل الرأسممالية صمورة أكممثر تقنعما ممن أنمماط
النتاج السممابقة .وإن »نظريممة القيمممة« أو »نظريممة العمممل للقيمممة« الخاصممة
بماركس لهي أداة مهمة في كشف هذه العملية.
الخروج من الزأمة
دون إسقاط الرأسمالية ،سيتعافى القاتصاد الرأسمالي في آخر المطاف مممن
الزأمة .فكما أشار الثوري الروسي ليون تروتسكي ذات مرة:
تعيش الرأسمالية فعل بالزأممات والطفمرات ،بالضممبط مثلمما يعيممش النسمان
بالشهيق والزفير .أول هنالك طفممرة فممي الصممناعة ،ومممن ثممم توقاممف ،وبعممدها
أزأمة ،يتبعها توقاف في الزأمة ،ومن ثمة تحسن ،وطفرة أخرى ،وتوقاممف آخممر،
وهلممم جممرا…حقيقممة أن الرأسمممالية ممما تممزال تتقلممب دوريمما…تشممير إلممى أن
ْ بعد ليممس إل ،وأننمما ل نتعامممل مممع جثممة .طالممما ل تسممقط
الرأسمالية لم تمت
الرأسمالية بثورة بروليتارية ،ستسمر في العيممش فممي دورات ،متأرجحممة إلممى
العلممى والسممفل .كممانت الزأمممات والطفممرات متأصمملة فممي الرأسمممالية منممذ
ولدتها عينها ،وستظل تصاحبها إلى قابرها.
ولكن من أجل الهرب من أي أزأمة ،يجب على القاتصاد أن ينبعث من »نقطممة
بدايممة« مختلفممة عممن »نقطممة النهايممة« الممتي بممدأت بهمما الزأمممة .فكممما يشممير
ماركس» ،وإن تعثر النتاج…يهيئ لتوسع لحق ،في نطاق الحدود الرأسمالية.
وهكذا تدور الدائرة من جديد« .نقطة البدء الجديدة ستسمح للممتراكم المربممح
لرأسا المال بالستئناف .يستلزم ذلك رفع معدل الربح ،إذ يحقممق ذلممك عممادة
حين يقلص )يخفض( أثر الزأمة من سعر مممدخلت عمليممة النتمماج الرأسمممالي
بصورة كافية :رأسا المال الثابت والمتغير .بالضافة إلى ذلك ،سممتزيد الزأمممة
من حدة التنافس بين الرأسماليين أنفسممهم ،حيممث يحمماول كممل منهممم النجمماة
والبقاء ،واستعادة تراكمممه الخمماص ،علممى حسمماب منافسمميه .فممي النهايممة ،إن
إرساء أساسا توسع النتاج اللحق هذا يأتي عممادة بتكلفممة إنسممانية واجتماعيممة
هائلة.
أحد العوامل لستعادة تراكم مربح هو خفض سعر رأسا المممال المتغيممر )قامموة
عمل العمال( ،أو ،بعبمارة أخممرى ،خفمض الجمور والفوائمد المسمددة للعممال.
يلخص ممماركس همذه العمليمة كالتممالي» :تعمثر النتماج قاممد يصميب قاسمما ممن
الطبقة العاملة بالعطالة ،ويضممع بممذلك القسممم المسممتخدم منهمما فممي ظممروف
ترغمه على القبول بهبوط فممي الجممور حممتى دون المتوسممط ،ولهممذا الظممرف
تأثير على رأسا المال يماثل تممأثير ارتفمماع فمائض القيمممة…ممع بقماء متوسممط
الجور على حاله« .مثال معاصر على هممذا المممر يتضمممن قاطمماع البرمجيممات.
ينفذ عمال القطاع التكنولوجي ما متوسطه 50سمماعة مممن العمممل أسممبوعيا،
ولكن مع التزايد الخير في التسريح ،نراهم يقبلون أجورا ورواتب أقاممل فأقاممل
مقابل عملهم ،وهم ينتجون ،في الوقات نفسه ،القيمممة ذاتهمما )أو أكممثر أحيانمما(
لصالح أرباب عملهم .هذا العامل يسمماعد علممى اسممتعادة وزأيممادة تراكممم رأسا
المال لقطاع من الطبقة الرأسمالية.
تنتج الزأمات القاتصادية أيضا محمماولت يائسممة بواسممطة الرأسممماليين لزيممادة
ربحهم على حساب بعضهم البعض .فكما يشير ماركس» ،ولكن ما إن تتعلممق
القضية بتقاسم الخسائر ل الرباحا ،فإن كل واحد منهم يسعى ،قاممدر المكممان،
إلى أن يقلل حصته من هممذه الخسممارة ،وأن ويلقيهمما علممى كاهممل غيممره…أممما
مقدار ما يتحمله كل رأسمالي مفرد منها ،وما مدى النصمميب الممذي يتعيممن أن
يقع عليه عموما ،فتلك مسألة تتوقاف على القوة والدهاء ،وتتحول المنافسممة،
عندئذ ،إلى صممراع بيممن الخمموة العممداء« .علممى سممبيل المثممال ،عنممد مواجهممة
مشاكل في استخراج فائض القيمة من العمال ،أو في تحقيق فممائض القيمممة،
كمثيرا م ا سيفضمل الرأسمماليون توظيمف »المموال غيمر المسمتغلة« بغمرض
المضاربة في أمور مثل السهم والعملت ،عوضا عن الستثمار فممي رأسمممال
جديد [ 17].يحدث ذلك عند نهاية كل دورة تجارية مممع بممدئ انخفمماض الربمماحا.
من هنا أتت ،حسب وصف رئيس مجلس نظام الحتيمماطي الفممدرالي السممابق
آلن جرينسبان» ،الوفرة الطائشة« في سوق السهم أواخر التسعينات.
ولكن مضاربة أسعار كهذه في وسط الرأسماليين ل تزيد القيمة الممتي تتحكممم
بها الطبقة الرأسمالية ككل ،فهي ل تتضمن إل احتيالهم على بعضهم البعممض:
»بإمكان طرف أن ينتصر بمقابل ما يخسره الطممرف الخممر .كممل ممما يمكنهممم
تقسيمه بين بعض بعضهم البعض هو فائض القيمممة ]المنتممج بواسممطة الطبقممة
العاملة[ .ولكن هذه الحصص تفتح المجال للخداع الفردي…والذي ل علقاة له
بتحديد القيمة بحد ذاتها« .بعبارة أخرى ،إن شراء سهم ما »بسممعر منخفممض«
وحمل رأسمالي آخر على شرائه »بسعر عالي« ل يؤدي لخلق ثروة إضممافية،
وإنما يوزأعها بصورة مختلفة بين الرأسماليين فحسب) .كثيرا ما يسمممي تجممار
السهم هذا المر بم »نظرية المستثمر الكثر حماقاممة«( .سمممى ممماركس هممذه
الممثروة الناتجممة عممن المضمماربات »رأسا المممال الخيممالي« .ولكممن إن تمكممن
رأسمالي معين من الكسب على حساب إخوته ،فلربما سيمتلك أفضل فرصة
للنجمماة مممن الزأمممة .وأكممثر النتائممج تجليمما لمضمماربة السممهم هممذه هممي خلممق
»أرستقراطية مالية جديدة ،صمنف جديمد ممن الطفيلييمن ف ي رداء مخططمي
مشاريع ،ومؤسسين ،ومدراء محض إسميين؛ وينشئ نظاما كامل من النصممب
والحتيال في مجالت التأسيس وإصدار السهم والمتاجرة بها« .يمكن لنتيجممة
مثل هذه المضاربة أن تكون انهيارا وهلعا بالغا حين تنهار العملية بأكملهمما ،ول
يرغممب أحممد بالشممراء بسممعر أعلممى )أي ،ل يجممد أحممد منهممم »مسممتثمرا أكممثر
حماقاة«( .ومن يبيعون في المموقات المناسممب سممينجون بجلممدهم ،أممما البمماقاين
فسيتكبدون أضرار النهيار ،بل وسينهارون معه على الرجح.
إن رخص سعر رأسا المال الثابت )الدوات واللت( عامل آخر فممي اسممتعادة
مراكمة مربحة .خذ بعين العتبار مثال رأسمممالي ممما اشممترى حاسمموبا مقابممل
1000دولر ،وأفلس بعممد سممنتين ،وأراد أحممد منافسمميه حينهمما شممراء أصمموله.
بحلول ذلك الوقات ،انخفضت قايمة تلك اللة )إذ يمكن إنتاجهمما بسممرعة أعلممى
بكثير( وبالتالي يصبح السممعر 750دولر فقممط .إن اقاتنمماء الحاسمموب بالسممعر
الجديد يؤدي للحط مممن قايمممة رأسا المممال ،كممما وصممفنا أعله فممي حالممة آلممة
»تيكان« .ولكن ،دعنا نفترض أن الرأسمالي المفلممس هممذا مسممتميت لتفريممغ
حمولة أصوله من أجل تسديد ديونه ،وبالتالي يبيع حاسمموبه مقابممل 500دولر
فقط .فاللة أيضا ،بالتالي تنخفض قايمتهمما .والكممثر أهميممة هممو أن الرأسمممالي
الناجي من الزأمة سيستفيد من هذا المر.
يمكن لرأسا المال الثابت أن تنخفض قايمته في ظروف معينة من خلل فيض
النتاج؛ أي في حال فاض إنتاج الحواسيب بشدة ،يمكن للرأسماليين الساعين
لسمتعادة سمميرورة المتراكم أن يشممتروها بسمعر رخيمص .أثنماء همذه الزأممات
بالتالي ،وكما يشير ماركس ،هنالممك »قاسممم مممن السمملع الماثلممة فممي السمموق
يعجز عن القيام بعملية تداوله وتجديد إنتاجه ]الشراء والبيع[ إل بتقليص هائممل
في أسعار هذا القسم…وتهبط قايمة عناصر رأسا المال الساسي ،على النحو
ذاتممه ،بهممذا القممدر أو ذاك« .يممدمر ببسمماطة ،فممي حممالت أخممرى ،رأسا المممال
المتعذر توظيفه بصورة مربحة :يمكن للت مصنع فولذ مفلس مثل أن تممترك
مممن غيممر تشممغيل حممتى تصممدأ .عممن طريممق عمليممة هبمموط القيمممة ،والهتلك،
والتدمير ،يقدر الرأسماليون الناجون على ترميم عملية تراك رأسمال مربحة.
ولكن هوية الرابح والخاسر يحممددها ،كممما أسمملفنا» ،صممراع الخمموة العممداء«.
يسهب ماركس في ذلك قاائل:
كيف يمكن إذن تسوية هذ النزاع ،واسممتعادة العلقاممات الموائمممة لممم »عافيممة«
سير النتاج الرأسمالي؟…يقوم أسلوب التسوية في ترك رأسا المال بائرا أو
تممدميره جزئيمما ،بمقممدار مممن القيمممة يسمماوي رأسا المممال الضممافي ]الفممائض
إنتاجه[…أو جزءا منه على القال…غير أن توزأيع الخسارة ل يتم بأي حال علممى
نحمو متسمماو بيمن مختلمف رؤوسا الممموال المفمردة ،بمل يتقمرر بفعممل صممراع
تنافسي تتوزأع فيه الخسارة…تبعا للمزايا الخاصممة والمواقاممع الممتي ظفممر بهمما،
بحيث أن رأسمال يهجع بائرا ،وثانيا يتعرض للدمار ،وثالثا يمنى بخسارة نسبية
ليس إل أو يتعرض إلى هبوط مؤقات في القيمة ل أكثر.
يمكممن لهممذا »الصممراع التنافسممي« أن يممؤدي لعممواقاب وخيمممة فممي اقاتصممادنا
الحاضر ،وذلك نتيجة لما أشار له ماركس بعبارة »مركزة )(concentration
وتمركز )(centralizationمم رأسا المال« ،وهو أن وحدات رأسا المال تممزداد
حجما أكثر فممأكثر ،وتقممل عممددا علممى نحممو مماثممل ،نتيجممة تراكممم رأسا المممال
والندماج .منذ عام ،1983على سبيل المثال ،حظيت أقال من 3بالمئممة مممن
الشركات بممم 77بالمئممة مممن مجمممل المبيعمات فمي الوليممات المتحممدة ،بينممما
امتلكت »سيتيكورب« و»إيكسون« مجتمعتين أصول أكثر من جميممع العمممال
الصممغيرة فممي البلد .كممل القاتصممادات الرأسمممالية تصممبح متكونممة مممن هممؤلء
العمالقة القاتصاديين ،حيث أن »كبار السماك« ستمتلكن أفضل فرص النجاة
في كل أزأمة متتالية[18].
غير أنه في سمياق الزأممات همذا ،تخلمق عمليتما مركمزة وتمركمز رأسا الممال
هاتين مشاكل عصيبة للقاتصاد الرأسمالي .أول :يصبح إفلسا شركة رئيسممية،
أو صناعة رئيسية ،أمرا ذو تكلفة بالغة الشدة ،إذ تزداد احتماليممة تأديممة انهيممار
شركة كبيرة ،أو عدة لعبين رئيسيين في صناعة معينة ،إلى جر بقية القاتصاد
الوطني ،إن لم يكن العالمي ،إلى أزأمممة شممديدة .فممي اقاتصممادنا الحاضممر ،إذا،
هنالك احتماليمة أن تكممون الزأممات التاليمة للطفمرات أشمد بكمثير ،وأن تكمون
إدارتها أعسر على الدولمة الرأسممالية بكمثير .وح الت الفلسا الخيمرة المتي
ضربت أرقااممما قاياسممية لشممركة »إينممرون« )بأصممول قاممدرها 63مليممار دولر(،
و»كونسيكو« )بأصول قادرها 61مليار دولر( ،و»وولردكوم« )بأصممول قاممدرها
103ميار دولر( تسلط الضمموء علممى النمممو المسممتمر لهممذه العمليممة .تسممتمر
عملية هبوط قايمة رأسا المال الثابت عن طريق الفلسا أو الندماج ،غيممر أن
ذلك يأتي بتكلفة إنسانية متزايدة ،بينما النظام يصبح مكونا ،أكممثر فممأكثر ،مممن
شركات كممبيرة طويلممة العهممد كممثر ممما تكممون غيممر ناجعممة] .[19تتنممافس هممذه
الشركات مع بعضها البعض ،وتممواجه انحسممارا فممي الربحيممة وتحمماول توظيممف
الليات العتيادية لزيادة ربحها :رفع درجة الستغلل ،وخفض الجور إلى أقاممل
من قايمتها ،والنخراط في التجارة والستثمار الخارجيين ،والمطالبة بضممرائب
أقال من الدولة الرأسمالية .وفي حممالت معينممة ،تممدخل المحاسممبة المشممبوهة
قاديمة الطرازأ حيز التنفيذ .أضف على ذلك أنه ،في أوقاات الزأمممات العصمميبة،
قاد يحاول الرأسماليون السطو على فائض القيمة من رأسممماليي أمممة أخممرى
عن طريممق الحممرب .ووفقما لممماركس ،كمل همذا حصميلة الممديناميات الداخليمة
لتراكم رأسا المال عينها.
خاتمة
لم تغير الرأسمالية طبيعتهمما الميالممة للزأممات منممذ زأمممن ممماركس .وممما يممزال
محكوما عليها أن تجعل حياة قاطمماع كممبير مممن الطبقممة العاملممة أكممثر تزعزعمما
واضطرابا وبؤسا .حقا ،فالوعود الممتي قاطعهمما فرسممان الرأسمممالية لممم تمموفى
لمليارات من الناسا في أرجمماء العممالم ،بممل غالبمما ممما ضمممنت الزأمممات وقامموع
العكمس ،كمما يمكمن للعماملين فمي بلمدان تمتمد م ن الرجنمتين وحمتى كوري ا
والوليات المتحدة أن يشهدوا .جادل ممماركس فممي »رأسا المممال« قابممل أكممثر
من قارن من الزمن قاائل:
إن جميع طرائق رفع قادرة النتاجيممة الجتماعيممة للعمممل تتحقممق ،فممي النظممام
الرأسمالي ،على حساب العامل الفرد؛ وإن جميع وسائل تطوير النتاج تتحول
إلى وسائل للهيمنة على المنتجين واستغللهم ،وهي تشوه العامل وتحيله إلى
كسممرة مممن حطممام إنسممان ،وتنممزل بممه إلممى درك ملحممق تممابع لللممة ،وتممدمر
المضمون اليجابي لعمله بما تضفي عليه من عذاب ،وتسممتلب منممه الطاقاممات
الذهنية الكامنة في عملية العمل…إنها تجعممل شممروط عملممه فظيعممة ،وتملممي
عليه ،أثناء عملية العمل ،استبدادا وضيعا ،ممقوتا…يترتب على ذلممك أن حممال
العامل ل بد من أن تزداد سوءا ،كلممما تقممدم تراكممم رأسا المممال ،سممواء كممان
مستوى الجور مرتفعا أو منخفضا…إن هذا القانون يقيد العامل برأسا المممال
أشد من تقييد مطرقاة هيفايستوسا لبروميممثيوسا٭ إلممى الصممخرة .فهممو يملممي
تراكم البؤسا ،بموازأاة تراكم رأسا المال .وإن تراكم الثروة في هذا القطممب،
هو فممي عينممه تراكممم للبممؤسا وعممذابات العمممل والعبوديممة والجهممل ،والقسمموة
والنحطاط الخلقي ،في القطب المعاكس.
الحل الوحيد بالنسبة لماركس وإنجلز هو التخطيط القاتصادي الممديموقاراطي،
أل وهو الشتراكية:
فلو أن المنتجين ،بصفتهم هذه ،يعرفون أية كميممة يحتمماج إليهمما المسممتهلكون،
ولممو أنهممم ينظمممون النتمماج ،ويوزأعممونه فيممما بينهممم ،لسممتحالت التذبممذبات
المزاحمة واستحال ميلها إلى الزأمة .ابدأوا النتاج عن وعي ،ككائنات بشممرية
– وليس كذرات منتشرة ،ل تعي وحدتها الصمملية – تتخلصمموا مممن جميممع هممذه
المتضادات الصطناعية والباطلة .ولكن ما دمتممم تواصمملون النتمماج بالسمملوب
الحالي ،غير الواعي ،غير المعقول ،الموضوع في حكم الصدفة ،فإن الزأمممات
التجارية ستبقى أيضا؛ ول بد لكل أزأمة لحقة أن تكون أكممثر شمممول ،وبالتممالي
أشممق مممن الزأمممة السممابقة ،ول بممد لهمما أن تخممرب عممددا أكممبر مممن صممغار
الرأسماليين ،وتزيد بصورة أسرع فأسرع تعداد أفراد الطبقة التي ل تعيش إل
بالعمل.
لم يؤمن ماركس أو إنجلز أن الرأسمالية ستنتج الشتراكية من تلقمماء نفسممها.
فلو قابلت الطبقة العاملة بتممداعيات كمل أزأمممة ،سيسممتمر النظمام الرأسممالي
حتى ينتج »خرابا مشاعا« للجميع .فالثورة ليست أمرا مسمملما بممه ،أو خاضممعا
لمسار التاريخ .فكما جادل ماركس وإنجلممز ذات مممرة» :ل يقمموم التاريممخ بممأي
شيء… ول ›يشن أي معارك‹ .إن النسان ،النسان الحقيقممي الحمي ،همو ممن
يقوم بكل ذلك ،هو من يمتلك ويحارب؛ إن ›التاريخ‹ ليس…بشخص منفصممل،
يوظف النسان لتحقيق أغراضه الخاصة؛ ليس التاريخ سمموى نشمماط النسممان
الساعي نحو أهدافه« .هدفنا يجب أن يكون إسقاط نظام الرأسمالية المثقممل
بالزأمات ،واستبداله بالشتراكية.
المصدر :إنترناشنال سوشالست رفيو
—
ملحظات فريق الترجمة:
٭ نشر هذا المقال في أواخر عام .2003
٭ بالنجليزية:
»«We’re not in the business of making steel. We’re in the business of making money
٭ بروميثيوسا :في الميثولوجيا الغريقية :سارق نار اللهة ،حكم عليه بربطممة
إلى صخرة لتنهش الصقور من لحمه.
ملحظات الكاتب:
] [١جادل ماركس أيضا أن تطور فائض العمممل تاريخيمما خلممق إمكانيممة التقممدم
البشري ،لن البشر أصبح بإمكممانهم إثممر ذلممك أن ينتجمموا أكممثر مممما يسممتهلكوا
مباشرة.
] [٢كما أشار ماركس في رسالته إلى لودفيغ كوغلمان» :كل طفل يعرف أن
ْ توقافت عن العمل ،لن أقاول لسنة ،بل حتى لسابيع قاليلة ،ستهلك. أي أمة إن
كل طفل يعلم ،أيضا ،أن كتل المنتجات…تستلزم كتل مختلفممة ومحممددة كميمما
من مجموع عمل المجتمع .وكون هممذه الضممرورة لتقسمميم العمممل الجتممماعي
إلممى حصممص محممددة ل يمكممن إلغاؤهمما بواسممطة شممكل محممدد مممن النتمماج
الجتماعي ،ول يمكن أن يتغيممر إل نمممط مظهرهمما ،لهممو أمممر بممديهي .ل يمكممن
لقوانين الطبيعة أن تلغى .ما يمكن أن يتغير فممي الظممروف المختلفممة تاريخيمما
ليس إل الشكل الذي تفرض به هذه القوانين ذاتها«.
] [٣يصف إنجلز هذه العملية بتفصيل أكبر» :القليل الذي وجب على مثل هذه
العائلة اقاتنمماؤه بواسممطة المقايضممة أو الشممراء مممن الغربمماء…تكممون ،بصممورة
رئيسية ،من المنتجات الحرفية ،وهي تلك الشياء التي لم تكن طبيعممة صممنعها
مجهولة لدى الفلحا بأي شكل من الشكال ،وهو لم ينتجهمما إممما بنفسممه لعممدم
امتلكه المواد الخام أو لن البضاعة التي اشتراها أعلى جودة أو أرخص ليممس
إل .ففلحا القرون الوسطى علم بدقاة ،إلى حد ما ،وقات العمل اللزأم لصناعة
المواد التي اقاتناها أثناء المقايضة .فحداد القرية وصانع العربات فيها عمل في
مجال رؤيته؛ وكذلك كان الخياط والسكافي…كان الفلحممون ،والنمماسا الممذين
اشتروا منهم ،هم أنفسهم عمال؛ والبضائع المتبادلممة كممانت صممنيعة كممل واحممد
منهم .ما الذي أنفقمموه فممي صممناعة هممذه المنتجممات؟ العمممل والعمممل وحممده:
لستبدال الدوات ،ولصنع المواد الخام ،ولمعالجتها ،لم ينفقوا إل قاوة عملهمم؛
كيف يمكن إذا لهؤلء أن يستبدلوا هذه المنتجات الخاصة بهم بتلك الناتجة عن
عمل المنتجين الخرين بطريقة ل تسممتند علممى نسممبة العمممل المبممذول فيهمما؟
وليس وقات العمل المبذول على هذه المنتجات المقيمماسا المناسممب للتحديممد
الكمي للقيم المقصود مبادلتها فحسب :لم يوجد مقياسا آخمر البتممة .أم يظمن
أن الفلحين والحرفيين كانوا بالحماقاة بمكان بحيث سيسلمون منتجات عشممر
ساعات من عمل فرد ما مقابل منتج ساعة واحدة من عمل آخر؟«
] [٤يناقاش إنجلز المممدى التمماريخي لقمانون القيمممة ومكانممة »النتمماج السمملعي
البسيط« بتفصيل أكبر كما يلي» :بإيجازأ :إن قاممانون القيمممة الماركسمي يظممل
صالحا على نحو عام ،بقدر ما تكون القوانين القاتصادية صالحة ل أكثر ،لمممدة
النتاج السلعي البسيط كاملة ،أي :حتى تشهد هذه الخيرة تعديلت من خلل
ظهور شكل النتاج الرأسمالي .حتى ذلك الوقات ،تنجذب السممعار نحممو القيممم
المحددة وفق القانون الماركسي وتتذبذب حول هذه القيم .وهكذا مع اكتمال
تطور النتاج السمملعي البسمميط ،يممزداد تزامممن متوسممط السممعار ،علممى مممدى
فترات طويلة ل تقطعها اضطرابات خارجية عنيفممة ،مممع القيممم ضمممن هممامش
يسير .فقانون القيمة الماركسي ،بالتممالي ،يحممول المنتجممات إلممى سمملع ،حممتى
القرن الخامس عشمر للعصمر الحاضمر .ولكمن تبمادل السملع يعمود إلمى فمترة
سابقة لكل التاريخ المكتوب ،هي في مصر تعود على القامل إلمى 2500قابمل
الميلد ،ولربما 5000قابل الميلد ،وفي بابل إلمى 4000قابمل الميلد ،ولربم ا
6000قابل الميلد؛ فقانون القيمة ساد في فممترة تمتممد ممما بيممن خمسممة آلف
إلى سبعة آلف سنة«.
] [٥أحد السئلة التي كثيرا ما تسممأل تتعلممق بكيفيممة مقارنممة ممماركس لعمممال
ذات مهارات مختلفة ،فساعة من عمل الحداد ،مثل ،ل تعممادل بالتأكيممد سمماعة
من عمل حفار القبور .يقيس ماركس وقات العمممل باسممتخدام وحممدة يسممميها
»العمل البسيط ،المجرد« .ساعة من العمل الماهر تتكون مممن مقممدار عمممل
مجرد أكبر من ساعة من العمل غير الماهر .هممذا صممحيح لن عمممل العامممل/ة
الماهر/ة يتضمن عمل العامل/ة التي علمته/ا تلك المهارة.
] [٦وفممق عممالم القاتصمماد البلشممفي إسممحاق إليتممش روبيممن» ،فممي القاتصمماد
السلعي البسيط ،إن تبادل 10ساعات من العمل في فرع واحد مممن النتمماج،
مثل صناعة الحذية ،مقابل منتوج ثماني سمماعات مممن العمممل فممي فممرع آخممر،
صنع الملبس مثل ،يؤدي بالضرورة )إن كان السكافي وصممانع الملبممس ذوي
مؤهلت متكافئة( لمتيازأات متفاوتة في النتاج في الفرعين ،وإلى نقل العمل
من صنع الحذية إلى إنتاج الملبس .وعلى فرض قاابلية كاملممة لحركممة العمممل
في القاتصاد السلعي ،يولد كل اختلف معتبر ،بهذا القممدر أو ذاك ،فممي امتيممازأ
النتاج ميل نحو نقل العمل من فممرع النتمماج القاممل امتيممازأا إلممى الفممرع الكممثر
امتيممازأا .هممذا الميممل يظممل حممتى يممواجه الفممرع القاممل امتيممازأا خطممر النهيممار
القاتصادي المباشر ويرى اسممتحالة اسممتمرارية النتمماج بسممبب الظممروف غيممر
المؤاتية لبيع منتجاتها في السوق«.
] [٧اندفاع التراكم هذا يجعل الرأسممماليين مختلفيممن عممن الطبقممات الحاكمممة
السمابقة .فكممما أشممار مماركس ،يجممب علمى الرأسممماليين اسممتخدام أمموالهم
لممتراكم رأسا المممال »عوضمما عممن…إنفمماقاه ،فلنقممل مثممل الملمموك المصممريين
القدامى أو النبلء القديسين التروسكانيين ،على الهرام وما إلى ذلك…فمممن
دون التراكم ،ل يمكن لرأسا المال أن يشممكل أسمماسا النتماج ،إذ أنممه سمميبقى
راكدا ،ولن يكون عنصر تقدم ،يقتضيه مجرد تزايد التعممداد السممكاني إلممخ…إن
لم يتجاوزأ استخدام فائض القيمة استهلكه ،فلن يكون رأسا المممال قاممد حقممق
ذاته كرأسمممال ،ولممن يكممون قاممد أنتممج ذاتممه كرأسمممال ،أي كقيمممة تنتممج قايمممة
]أكبر[«.
] [٨أحد المثلة الحديثة على هذه الحقيقة هي شممركة اسمممها »إكسمموديوسا«
للتصالت ،والتي تمتلك عتاد حواسيب لستضافة المواقاع على الشبكة .وفممق
صحيفة »نيو يورك تايمز«» ،منذ بداية هذا العام ] [1999وحتى نهايممة ،2000
تتوقاع الشممركة إنفمماق أكممثر مممن 750مليممون دولر…علممى 15مقممر إضممافي،
أغلبها ستبنى في هذه البلد .وهو إنجازأ كبير بالنسبة لشركة لم تحقق عائداتها
إل حوالي 200مليون دولر هذا العام…يقول آدم ويغنير ،نائب رئيس الشركة
ومستشمممارها العمممام… إنمممه دون النفممماق الضمممخم علمممى التوسمممع ،سمممتكون
›إكسمموديوسا‹ مربحممة اليمموم .ولكنممه يشممير إلممى مممأزأق :بممدون هممذا التوسممع،
سيخرج المنافسون ›إكسوديوسا‹ من تجارة إدارة المواقاع«.
] [٩يسمي ماركس ذلك »تسليع قاوة العمل« ،ويعني ذلك أنممك كعامممل/ة فمي
ظممل الرأسمممالية ،قاممد يكممون لممديك عمممل تنفممذه/ينممه يحتمماجه المجتمممع )إممما
كممرض/ة ،أو كمعلم/ة ،أو كعامل/ة بناء ،أو كممل المهممارات الخممرى تقريبمما(،
ولكن ليس بإمكانك تنفيذ هذا العمل لجل المجتمع إل إن أقانعت/ي رأسممماليا
ما أن يكافئك عليممه .بعبممارة أخممرى ،مممن أجممل العمممل وخلممق قايممم اسممتعمالية
للناسا الخرين ،يجب عليك أن تذهب/ي لرأسمالي ما وتقنعيه أن بإمكانك أن
تحقق/ي له أرباحا جراء عملك.
] [١٠ينوه ماركس إلى أن مال الرأسمممالي »دون العمممل المممأجور ،لممن يظممل
رأسا مال« .بعبارة أخرى ،المال الذي يتحكم به الرأسمالي ل يتحول إلى مال
أكثر دون عمل العامل/ة.
] [١١ولكممن ،لحممظ أن ممماركس وإنجلممز ل يقبلن بمنطممق الحجممة »النقممص
استهلكية« ،والتي تصرحا بأن الزأمات ناتجة عممن حقيقممة أن العمممال ل يمكممن
لهم استهلك البضائع التي أنتجوها ليس إل .يشير إنجلممز إلممى أن هممذه حقيقممة
تنطبق على كممل المجتمعممات» :إن نقمص السممتهلك عنممد الجمماهير واقاتصممار
استهلكها على ما هو ضروري ،بل جدال ،للبقاء على الحياة ومواصلة النوع –
ظمماهرة ليسممت جديممدة إطلقامما .فهممي موجممودة منممذ أن وجممدت الطبقممات
الستغللية والطبقات المستغلة .وحتى فممي الفممترات التاريخيممة عنممدما كممانت
أوضاع الجماهير جيدة تماما ،في بريطانيا ،مثل ،في القرن الخامس عشر ،لم
يكن الستهلك لديها كافيا مع ذلك .ولممم يكممن فممي متناولهمما البتممة كممل منتمموج
عملها السنوي لكي تلبي به حاجاتها .وهكذا يشممكل نقممص السممتهلك ظمماهرة
تاريخية ثابتة طوال آلف السنين ،في حين أن الركود العام الذي يظهممر فجممأة
في التصمريف أثنماء الزأممات بسمبب فيمض النتماج قامد لموحظ فمي السمنوات
الخمسممين الخيممرة فقممط…إن نقممص السممتهلك عنممد الجممماهير هممو الشممرط
الضروري لكل أشكال المجتمع المسممتندة إلممى السممتغلل ،بممما فيهمما الشممكل
الرأسمممالي ،ولكممن الشممكل الرأسمممالي للنتمماج هممو ممما يوصممل المممور إلممى
الزأمات .وبالتالي فإن نقمص السمتهلك عنمد الجمماهير واحمدة م ن مقمدمات
الزأمة وهو يلعب فيها دورا معترفا به منذ زأمن ،ولكنه قالما يخبرنا سممواء عممن
أسباب الزأمات القائمة حاليا أو عن أسباب انعدامها في السابق«.
علوة على ذلك ،يشير ماركس إلى أن أزأمات فيممض النتمماج كممثيرا ممما تحممدث
في فممترات ارتفمماع الجممور إلممى مسممتويات عاليممة تاريخيمما» :وممما القممول بممأن
الزأمات تنشأ عن قاصور في الستهلك الفعممال أو فممي المسممتهلكين الفعممالين
]القادرين على الدفع[ ،إل لغو فممارغ…فممالقول إن السمملع غيممر قاابلممة للممبيع ،ل
يعني سوى أنها ل تجممد الشممارين القممادرين علممى الممدفع…مممن أجممل اسممتهلك
إنتاجي أو فردي .وإذا ما سعى أحمد لعط اء همذا اللغمو مظهمر تعليمل أعم ق،
بالقول إن الطبقة العاملة ل تحظى ممن منتوجهما همي بغيمر نصميب أقامل مم ا
يجب ،وإن هذه الفة ستزول ما إن يزداد نصيبها فيه ،أي برفع الجور .بالتالي،
فحسبنا الشارة إلى أن الزأمات إنما يتمهد طريقها كل مرة بفترة ترتفع فيهمما
الجور بشكل عام ،وتنال خللها الطبقممة العاملممة ،فعل ،نصمميبا أكممبر فممي ذلممك
الجزء من المنتوج السنوي المخصص للستهلك .ويفترض بفترة كهممذه ،علممى
العكس – ،من وجهة نظر فرسان الحممس البشممري السممليم و›البسمميط‹ )!( –
أن تبعد الزأمة«.
ْن الشركات ،فلنأخذ مممرة أخممرى حالممة ] [١٢من أجل مثال حديث آخر لدور دي
شركة »إكسوديوسا« للتصممالت» :جمعممت ›إكسمموديوسا‹ 1،52مليممار دولر
فممي سمموق السممندات ،مممن خلل أربعممة عممروض ذات عوائممد عاليممة ]أي أنهمما
اقاترضممت 1،52مليممار دولر[ .كممان هممذا النمموع مممن السممندات يسمممى فممي
الثمانينممات بممم ›السممندات القمامممة‹ ،وهممو مصممطلح لممم يعممد يسممتخدم مممع أن
مخاطره العالية ما تزال هي ذاتها .آخر وأكبر العروض ،ومقممداره مليممار دولر،
حصل هذا الشهر ،وعلى ›إكسمموديوسا‹ الن تسممديد 100مليممار دولر سممنويا
من الفوائد« .يجب على »إكسوديوسا« أن تبيع خدماتها مهما كممانت التكلفممة،
فقط لتتمكن من تسديد ديونها ،قابممل أن تتمكممن مممن تحقيممق »قاممانون سمماي«
وتخممرج لشممراء المزيممد مممن البضممائع )رأسا مممال ثممابت ومتغيممر( .ولكممن
»إكسوديوسا« أفلست بالفعل في آخر المطاف عام .2001
] [١٣معنى البيع »دون القيمة« هو تحقيق فائض قايمة أقال ،أو بعبممارة أخممرى:
لدى الرأسمالي مال أقال .تراكم رأسا المال الخاص به يبدأ بممالثبط فممي أقاممل
الحوال ،إن لم ينقطع بالمرة.
] [١٤باستخدام صياغة مماركس ،حيممث »ف« همي فمائض القيمممة و»ث« همي
رأسا المال الثابت ،وأمما »م« فهمي رأسا الممال المتغيمر ،وبهممذا فمإن معمدل
الربح هو ف)/ث+م( .إن زأادت »ث« بينما »ف« ظلت مسممتقرة ،سممينخفض
معدل الربح .يستجيب الرأسمالي بالقيام بكل ما هممو ممكممن لزيممادة »ف« أو
إنقاص تكلفة »م«.
] [١٥يناقاش ماركس الظروف المعارضة في الفصل الرابع عشر من المجلممد
الثمممالث لمممم »رأسا الممممال« ،وبإيجمممازأ فمممي الفصمممل الخمممامس عشمممر ممممن
»الغروندريسة« ،حيث يسرد بعض العوامل الضافية» :إن هبوط معدل الربح
يمكن تأخيره أكثر بإلغاء القاتطاع الحالي من الربممح ،مثل بتخفيممض الضممرائب،
وتخفيض الدخل العقاري وهلم جرا…فهذه المور ذاتها لهي أجزاء مممن الربممح
بمسمى آخر ،ويستحوذ عليها أناسا غير الرأسماليين أنفسهم ]وهممم الدولمة أو
ملك العقارات[ .إن انخفاض ]معدل الربح[ ،بالمثل ،يؤخره خلممق أفممرع إنتمماج
جديدة تزيد فيها الحاجة للعمل المباشر عن الحاجممة لممرأسا المممال« .وهنالممك
ظروف معارضة أخرى ،يناقاشها ماركس فمي أمماكن أخمرى ،تتضممن الجيمش
وغيره من النفاق »المهمدر« .إن أمكمن الدولمة حمرف مس ار السمتثمار إلمى
مناطق ل تنتج سلعا رأسمالية أكثر )»القسم الول« و»القسممم الثمماني« لممدى
ماركس( ،يمكنها بذلك كبح معدل نمو التركيب العضوي لرأسا المال.
] [١٦كممما وصممفها ممماركس» :إن التضمماؤل الممدوري فممي قايمممة رأسا المممال
الموجود ،وهو وسيلة ملزأمممة لنمممط النتمماج الرأسمممالي ،تكبممح هبمموط معممدل
الربح وتعجل مراكمة القيمة-رأسمال ممن خلل تكمموين رأسمممال جديمد ،يخمل
بالعلقاات المتكونمة المتي تجمري فمي إطارهما عمليمة التمداول وعمليمة تجديمد
النتاج ،ويقترن ،لذلك ،بتوقافات فجائية وأزأمات في عملية النتاج«.
] [١٧تذكر أن السهم هممو مجممرد شممهادة تممبين أن المسمماهم يملممك نسممبة ممن
شركة محددة ،وبالتالي له حممق فممي نسممبة مممن أرباحهمما .وبهممذا قاممد تممدفع 10
دولرات مقابل سممهم يمنحممك ملكيممة 10بالمئممة مممن شممركة ممما ،فممإن كممانت
أرباحها 100دولر في العام المقبل ،فمسممتحقاتك هممي 10دولر ،وسممتعوض
عما دفعت مباشرة .بعبارة أخرى ،لممدى سممهمك »نسممبة أربمماحا إلممى السممعر«
جيدة ،وهي =$10/$10مم ) 1كلما قالت نسبة الرباحا إلى الس عر ،كلمما كمانت
أفضل( .ولكن مع مضاربة مستفحلة ،يمكن لنسبة الرباحا إلى السعر أن تصل
إلى المئات )بعبارة أخرى ،سيلزمك مئات السنين لتعويض المال المنفق على
شراء السهم ،نظرا للرباحا الحالية( .في هذه الحالة ،ل تشممترى السممهم مممن
أجل الرباحا المستقبلية ،إنما بغرض محاولممة بيعهمما لشممخص آخممر ليممس إل )أو
أحيانا ،بالمراهنة بأن الرباحا المستقبلية سترتفع بشكل عال(.
] [١٨يناقاش ماركس بإسهاب أكثر بعض مسممببات نجمماة »السممماك الكممبيرة«
الرأسمالية وعدم نجاة »السماك الصغيرة« .لحظ أنه حتى لو انخفض معدل
الربح ،طالما يمكن للرأسماليين الكبمار توسميع اسمتثماراتهم بصمورة معتمبرة،
يمكن لهم البقاء على كميممة الربممح الجمممالي ذاتهمما .فكممما أشممرنا سممابقا ،إن
حققوا ربحا قادره 10بالمئة على مليون دولر مستثمرة ،وربح قادره 8بالمئممة
فقط على مليوني دولر مستثمرة ،سيظلون متقممدمين علممى البقيممة بمسممافة
طويلة .وكما يشير ماركس في »رأسا الممال«» :رأسممال كمبير بمعمدل ربمح
صغير يراكم أسرع من رأسا مال صغير بمعدل ربح كبير« .يظل الرأسمالي ون
الكبار يملكون كتلة ربح متنامية للدخول في استثمارات أكبر فممأكبر فممي رأسا
المال الثابت ورأسا المال المتغير .ل يملك الرأسماليون الصغر اليسممر الممذي
يتيح لهم التوسع بوتيرة مكافئة .استثمرت »جنيرال إلكتريك« ،مثلا ،اسممتثمارا
معتبرا لتأسيس شبكة سلسلة توريد إلكترونية لمورديها المئممة ألممف .ل يملممك
العديد من منافسي »جنيرال إلكتريك« كتلة الربمح للمباشمرة )أو المخماطرة(
بمثممل هممذا السممتثمار ،وبالتممالي يتممأخرون» ،بممل إن المعاينممة الكممثر سممطحية
للمنافسة« ،كما يشير ماركس» ،تبين علوة على ذلممك أنممه إذا أراد رأسمممالي
أكبر ،في ظل ظروف معينة ،أثناء الزأمممة ،مثلا ،أن يحتممل لنفسممه مكانمما أكممبر
في السوق وأن يزيح رأسماليين أصغر منه ،فإنه…يخفض معدل ربحه بصورة
متعمدة ،لقاصاء الرأسممماليين الصممغار مممن الميممدان…فممالتعويض عممن هبمموط
معممدل الربممح بزيممادة فممي كتلممة الربممح ل يتسممم بأهميممة فعليممة إل…بالنسممبة
للرأسماليين الكبار الذين يملكون مشاريع قاائمة .ول يجد رأسا المال…الجديد
الناشط بصورة مستقلة ،أية شروط جاهزة مسبقا لمثل هذا التعويض«.
] [١٩يشير ماركس إلى أنه ،بسبب موقاعهم الحتكمماري ،وبسممبب تمكممن كتلممة
ربحهم من النمو حتى مممع معممدل ربممح منخفممض ،تخسممر وحممدات رأسا المممال
الكبيرة الندفاع نحو البداع» :ولو غدا تكوين رأسا المال من نصيب قالممة مممن
رؤوسا الموال الكبيرة وحسب ،وهممي الممتي تتفمموق عنممدها كتلممة الربممح علممى
معدله ،لخبت النار التي تغذي النتاج ولهجع هذا النتاج في سممبات« .ولكنهممم،
كما أشرنا سالفا ،يحافظون علممى أفضمملية مقابممل منافسمميهم الصممغر ،الممذين
كثيرا ما يكونون أكثر فعالية.
https://ma-
alamal.com/2017/01/05/%d9%86%d8%b8%d8%b1%d9%8a
%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%83%d8%b3-
%d9%84%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a7%d8%a
a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa
/%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9
مصدر
http://isreview.org/issues/32/crisis_theory.shtml