You are on page 1of 102

‫أبجدية اإللكرتونيات‬

‫أفكار لفهم العناصر الإل كترونية‬

‫في عالم اإللكترونيات كلما أحرقت أكثر‪..‬كلما تعلمت أكثر‬

‫وسيم الخاير‬

‫‪1‬‬
‫هذا الكتاب حر ومخصص للتوزيع املجاني للجميع بنسخته اإللكرتونية‪ ،‬ولك‬

‫حرية نرشه أو بعض من أجزاءه لكن برشط اإلشارة إلى املصدر‪.‬‬

‫كافة األسماء والشعارات والعالمات التجارية الواردة في هذا الكتاب هي ملك‬

‫ألصحابها!‬

‫ال يجوز استخدام هذا العمل بأي صورة تجارية إال بعد أخذ إذن املؤلف‪.‬‬

‫إعداد وتحرير‬

‫وسيم الخاير‬

‫للتواصل مع المؤلف‪:‬‬

‫‪www.dadlab.xyz‬‬

‫‪2‬‬
‫الحمد لله معلم اإلنسان مالم يعلم‪ ،‬الذي علمنا السؤال ليفتح عقولنا لنتفكر في عظيم خلقه ونزداد إعمارا‬

‫ألرضه‪ ،‬وصلى هللا على نبيه محمد القائل‪( :‬فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر‬

‫الكواكب)‪.‬‬

‫ففي عصر تتسارع فيه تقنيات االتصال وتتقارب فيه المسافات وتزداد فيه وتيرة التطبيقات العملية لعلم‬

‫اإللكترونيات‪ ،‬فال نكاد نمر بيوم حتى نسمع أو نشاهد تطبيقا جديدا يفتح أفقا واسعة للمهتمين بعالم‬

‫اإللكترونيات بل حتى غير المهتمين‪ .‬فكان البد لنا أن نساهم في فهم مايدور حولنا ‪-‬على أقل تقدير‪ -‬وأن‬

‫نعمل على المشاركة في دفع هذه العجلة وأن نصطف مع كبار المساهمين في نهضة اإلنسان‪ .‬ومع كثرة‬

‫التطبيقات وتسارع وتيرة توالدها وانتشارها‪ ،‬أيقنت أنه من المستحيل أن نناقش كل شيء! فالبد إذا من‬

‫تركيز الجهد على مناقشة األبجديات والتطبيقات الرئيسة التي منها يمكن االنطالق إلى فضاءات أوسع‪ ،‬ونقل‬

‫‪3‬‬
‫أفكارنا هنا إلى مجاالت أخرى لم يتم طرحها في الكتاب ألننا على يقين أن أساسيات علم اإللكترونيات‬

‫التقليدية لم تتغير بشكل كبير في يومنا هذا‪ ،‬وإنما أغلب ما يتم طرحه هو تطبيقات جديدة بطرق إبداعية‪.‬‬

‫ً‬
‫إذا نحن نتناقش سوية لنضع حجر األساس لنهضة فكرية في مجال التصميم الهندسي لفن اإللكترونيات‪.‬‬

‫سنعمل معا على طرح حيل وأفكار يتم تطبيقها في أغلب المنتجات الحالية والتي يمكن استنساخها إلى‬

‫تطبيقات أخرى متروك فيها المجال لخيال القارىء‪.‬‬

‫هذا الكتاب البد له أن يكون ضمن سلسلة الحقة –أسأل هللا أن يعينني عليها‪ -‬تغطي جوانب مختلفة‬

‫ومستويات متعددة‪ .‬وكتابنا هذا هو نقطة االنطالق لمعرفة الخطوط العريضة لمعرفة كيفية عمل الدارات‬

‫اإللكترونية من حولنا‪ .‬لذلك سنركز في هذا الكتاب على موضوعين رئيسين‪ :‬العناصر اإللكترونية وآلية عملها‪،‬‬

‫والحيل المستخدمة لتصميم المنتجات اإللكترونية بطريقة احترافية‪.‬‬

‫سيكون هذا الكتاب مجانيا لكل إنسان مهتم بالقراءة ونشر المعرفة‪ ،‬فالعلم ليس حكرا ألحد ونشره واجب‬

‫على كل إنسان قادر عليه‪ .‬والحقيقة أننا لن ننتقل من دائرة الدول النامية في عصرنا الحالي إلى دائرة الدول‬

‫الصناعية المتقدمة ما لم نزرع في أفكارنا ونؤمن أن نتشارك في نشر العلم ونفع اآلخرين باختالف معتقداتهم‬

‫وآراءهم وأعراقهم‪ .‬لذلك أحث أي مطلع على هذا الكتاب أن يساهم في نسخه وطباعته ونشره لكل مهتم‪،‬‬

‫فبذلك نتقدم جميعا ونساهم معا لتحقيق نهضة في أفكارنا لتتطور مجتمعاتنا‪.‬‬

‫توجه إلى مكتبتك التي اعتدت شراء كتبك العلمية منها واسأل البائع عن أي كتاب يتعلق بعلم اإللكترونيات‬

‫ستجد إما ترجمات لكتب أجنبية تم نقلها حرفيا‪ ،‬أو كتب أكاديمية بحتة تتعامل مع هذا العلم على أساس‬

‫‪4‬‬
‫رياضي بحت أو أخرى تم تأليفها منذ تسعينيات القرن المنصرم ومن النادر أن تجد ما يلبي شغفك المعرفي‬

‫من مطالعة طرق التصميم الحالية في منتجاتنا اليومية أو وجود مرجعية واضحة المعالم لتصميم منتجات‬

‫ذات جودة عالية‪ .‬وفي خضم ذلك الواقع نجد كيف أن العالم المتقدم من حولنا وصل إلى ثورات علمية في‬

‫هذا التخصص من ناحية التطبيقات‪ ،‬فكيف بنا أن نواكب ونفهم مابجري حولنا ونحن نفتقر إلى فهم‬

‫األساسيات العملية وفن هذ العلم‪ .‬فهذا الكتاب يأتي للمساهمة الفعالة للنهضة بفن علم اإللكترونيات في مجال‬

‫التطبيقات العملية في العالم العربي‪.‬‬

‫أهدف من هذا الكتاب أن أساعد المهتمين بتخصص اإللكترونيات الباحثين عن آلية عمل العناصر اإللكترونية‬

‫من حولهم والمتعطشين إلى االطالع على طرق تصميم الدارات بطريقة احترافية‪ ،‬وذلك من خالل مشاركتي‬

‫لخبرتي العملية البسيطة في مجال التصميم الهندسي اإللكتروني لكشف الخفايا التي قد تبدو بسيطة في‬

‫بعض األحيان أو معقدة نوعا ما في أحيان أخرى‪ ،‬وبذلك آمل أن أضع حجر األساس للقارئ كي ينطلق إلى‬

‫فضاء التصميم ليبحر في التخصصات المختلفة والمتنوعة‪ .‬أطمح أن يصل القارئ إلى تصميم داراته أو‬

‫أجهزته اإللكترونية بطريقة احترافية منطلقا من أسس سليمة ليصل بأعماله درجة االحترافية‪.‬‬

‫سنفترض قبل مطالعة هذا الكتاب أن القارئ على معرفة بسيطة بالمبادئ الرئيسية لهذا العلم كنظرية الدارات‬

‫الكهربائية و مبادىء اإللكترونيات‪ ،‬أو رموز الدارات والعناصر اإللكترونية‪ .‬سنفترض أن القارىء سبق له‬

‫التعامل أو قراءة مخططات الدارات‪ .‬إال أن ذلك اليمنع أن يطلع على الكتاب أي مهتم‪ ،‬لذلك راعينا في لغة‬

‫‪5‬‬
‫كتابته السالسة ومحاولة البعد قدر اإلمكان عن المعادالت الرياضية الصماء‪ .‬إذا الكتاب لكل مهتم أو متابع أو‬

‫ممارس لفن تصميم اإللكترونيات يبحث عن إضافة عملية لخبرته مها كانت‪.‬‬

‫التجربة والبرهان في المختبر أو المعمل هي الفلسفة التي يقوم عليها الكتاب‪ .‬فلن ننتقل إلى االستنتاج بدءا‬

‫من المعادلة الرياضية بل العكس‪ ،‬سنناقش الدليل العملي لننقلها معا بشكل ما إلى معادلة رياضية‪ .‬وهي‬

‫منهجية قد تخالف ما اعتدنا عليه في دراستنا بشكل عام‪ ،‬حيث أن الدارس يبتدئ من المعادالت الرياضية‬

‫ليتم اقناعه بحتمية النتيجة العملية‪ .‬برأيي أن هذه المنهجية ليست سليمة تماما في مجال الهندسة‬

‫اإللكترونية على أقل تقدير‪ .‬فأساس العلوم الهندسية وتحديدا مجال اإللكترونيات هو التجربة والجانب‬

‫العملي والذي من خالله نحاول جاهدين الستنتاج عالقة رياضية تساعدنا على فهم وتوقع تصرف الدارات‬

‫المشابهة مستقبال‪.‬‬

‫التجربة! نعم كل ماسيتم مناقشته يعتمد على تجارب قمت بها بنفسي في المختبر أو اطلعت عليها من‬

‫مشاركات المختصين في هذا المجال‪ .‬وهنا البد أن نشير إلى أن نجاح تجربة ضمن ظروف معينة اليعني‬

‫ضمان التفسير الصائب من غير خطأ على كل ماشابهها! فما كنت أمتلكه من أدوات في الوقت الذي أجريت‬

‫فيه التجربة أو الظروف البيئية المحيطة قد تخرج نتائج خارجة عن التوقعات‪ .‬لذلك أحث كل قارىء مهتم‬

‫أن يشارك اآلخرين نتائج قراءاته وأن يساهم في نهضة هذا العلم‪ .‬في نهاية هذا الكتاب ستجدون قسم‬

‫‪6‬‬
‫للمراجع اوالمصادر التي ستساعدكم على ممارسة فن تصميم اإللكترونيات بشكل أفضل‪ ،‬وهي تتنوع في‬

‫مستوياتها‪ :‬المبتدئ والمتوسط والمحترف‪.‬‬

‫وضعت الكتاب في جزئين‪ :‬األول ‪-‬هذا الكتاب‪ -‬يتناول العناصر اإللكترونية الشائعة حيث سيتم مناقشتها‬

‫ضمن سلسلة قصصية لم نعتد عليها من قبل‪ .‬سنطلع على أهم تطبيقات تلك العناصر ودورها في الدارات‬

‫اإللكترونية‪ .‬أما الجزء الثاني فهو مخصص لطرح أفكار في المجاالت التالية‪ :‬األنظمة المدمجة أو المضمنة‪،‬‬

‫دارات التغذية المستمرة‪ ،‬دارات الحماية من التشويش والكهرباء الساكنة والصواعق والقصر وعكس القطبية‬

‫والجهود العابرة والحماية من األحمال التفاضلية‪ ،‬دارات اإلرسال‪ ،‬دارات الطاقة المنخفضة المخصصة‬

‫لتطبيقات تعتمد البطاريات‪ .‬وبرأيي سيكون للممارسين أو المختصين بشكل أكبر في تصميم الدارات‪.‬‬

‫وسيم عبدالحميد الخاير‬

‫‪ 28‬ربيع األول ‪1437‬‬

‫‪ 8‬كانون الثاني ‪2016‬‬

‫‪7‬‬
‫إهداء‪..‬‬
‫كثر هم من يستحقون إهداء هذا الكتاب!‬

‫فابتداء بكل من علمني حرفا‪،‬‬

‫إلى كل حالم بنهضة علمية لإلنسان‪،‬‬

‫إلى والدي ‪-‬رحمه هللا‪ -‬الذي رحل مبكرا عنا‬

‫ولم نوفه حقه‪ ،‬فلعل ذلك يكون صدقة جارية عنه‪ ،‬أسأل هللا أن يجمعنا‬

‫بك في جنات النعيم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫فهرس الكتاب‬

‫فهرس الكتاب ‪9 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫صاحب القلب الكبير‪ :‬المكثف ‪10 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫العم دايود حارس الدارات اإللكترونية ‪25 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫الجدة والحفيدة ‪..‬والعم ترانزستور ‪33 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫الخريجة والحفيدة‪..‬والعم ترانزستور ‪43 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫السيدة حلزونة‪..‬رمز النضال والمقاومة ‪54 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫المرحل ‪..‬الريالي ‪62 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫المفتاح المغناطيسي ‪69 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫عزام والشيخ والثنائي المشع للضوء ‪72 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫فدائيو الدارات اإللكترونية ‪:‬الفواصم المنصهرة ‪79 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫يا أصحاب الضوء‪..‬المقاومة الضوئية ‪84 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫االنتفاخ الغريب! ‪91 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫العتاد المفتوح ‪96 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫قائمة بالمصادر والمراجع ‪101 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪9‬‬
‫صاحب القلب الكبير‪ :‬المكثف‬

‫بدأ يرن هاتفي الجوال‪ ،‬تناولته ألقرأ اسم المتصل‪ ،‬وإذا به "المنزل يتصل بك"‬

‫المتصل‪ :‬أسعفنا فاألمر مهم جدا !‬

‫أجبته‪ :‬ما المشكلة؟‬

‫المتصل‪ :‬خزان الماء فارغ تماما وليس لدينا قطرة ماء‪.‬‬

‫قلت له‪ :‬حسنا‪ ،‬لكن أليس اليوم هو موعد ضخ الماء حسب جدول مؤسسة المياه األسبوعي؟‬

‫المتصل‪ :‬صحيح‪ ،‬لكن ال يمكننا أن نمأل خزانا بهذه السعة وبسرعة فنحن بحاجة إلى شحنة مياه‬
‫كبيرة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫قلت له‪ :‬العليك‪..‬سأفعل ذلك‪.‬‬

‫انتهت المكالمة ‪. .‬‬

‫بدأت أردد تلك الكلمات التي جرت خالل المكالمة ‪:‬خزان‪..‬شحنة أكبر ‪..‬وقت أقل‪.‬‬

‫وشيئا فشيئا أغمضت عيني ألعود بذاكرتي إلى ذلك الشيء اإللكتروني الذي يتعامل مع تلك‬
‫الخواص في الدارات اإللكترونية‪ :‬خزان ‪..‬شحنة أكبر ‪..‬وقت أقل‪.‬‬

‫هل عرفتموه؟‬

‫إنه المكثف أو المواسع كما يحلو للبعض تسميته‪ ،‬وهذا هو رمزه المستخدم في الدارات اإللكترونية‪:‬‬

‫بدأت بتذكر هذا الصاحب العزيز على قلبي الذي التكاد دارة إلكترونية تخلو من بصمته المميزة‪.‬‬
‫بدأت أقلب أوراقي القديمة كي أحاول أن أتذكر كيف تعرفت عليه‪ ،‬فهل ماكنت أقرأه من مواضيع‬
‫منتشرة في المنتديات والمواقع العربية عن المكثف كانت كافية لي كمصمم كي أعرف أساسيات‬
‫استخدام هذا العنصر المهم؟ أم هل كانت الكتب األكاديمية كافية للتعرف على اآللية الكهربائية أو‬
‫العملية له؟‬

‫طأطأت رأسي وقلت في نفسي‪ :‬بكل صراحة ال! ففي كل مرة كنت أقرأ عن المكثف كانت عملية‬
‫البحث تنتهي بشيء مقارب للنتيجة التالية ‪:‬‬

‫المكثف هو عنصر إلكتروني يتكون من صفيحتين متقابلتين يفصل بينهما مادة عازلة كالهواء أو‬
‫الميكا أو الورق أو غيرها‪ .‬يتم شحن إحدى الصفيحتين بشحنة موجبة واألخرى بشحنة سالبة‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫وذلك من خالل تطبيق فرق جهد بينهما باستخدام مصدر خارجي‪ .‬وللمكثف أنواع متعددة‪ ،‬ووحدة‬
‫قياسه هي الفاراد‪ .‬له معادالت خاصة تحكم عملية الشحن والتفريغ وله معادالت تحكم مرور‬
‫الترددات من خالله‬

‫حسنا إذا‪...‬ماذا بعد! فما فائدة المكثف في الدارة؟ ولم أصال نحن بحاجة للشحن؟ ولم تحتاج الدارات‬
‫أصال للشحنة؟ أليس وجود مصدر الطاقة كالبطارية أو جهد التغذية كافيا لالستغناء عن المكثف؟‬
‫وماهي القيمة التي يجب اختيارها للمكثف في حال احتجناه؟ وهل هناك سر وراء الجهد الكهربائي‬
‫الذي يتحمله المكثف كــ ‪ 25‬فولت أو ‪ 35‬فولت أو ‪ 50‬فولت؟ أسئلة عديدة كانت تدور في ذهني ولم‬
‫أتمكن من معرفة اإلجابة عن أغلبها حتى التحقت بالعمل وتعلمت الكثير عن هذا المكثف‪.‬‬

‫فلنستمتع بمشاهدة هذا الشرح عن المكثف باإلضافة إلى أنه يحتوي طريقة مبسطة لصنع مكثف‬
‫بأدوات منزلية‪ ،‬تجربة ممتعة ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫كما شاهدتم في المقطع‪ ،‬يعود اكتشاف المكثف إلى عام ‪1745‬م عن طريق تجارب قام بها علماء‬
‫ألمان‪ ،‬واستمروا بالعمل الدؤوب حتى أوصلوا الراية للعالم فاراداي الذي أوصل لنا فكرة المكثف‬
‫كما نعرفها في يومنا هذا‪ ،‬فاألمر إذا هو تراكم جهود حتى وصلنا إلى مانحن عليه اآلن‪ .‬ومنذ ذلك‬
‫الحين استخدمت وحدة الفاراد لقياس سعة المكثف نسبة للعالم فاراداي ‪.‬‬

‫ولتبسيط فكرة المكثف من الناحية الفيزيائية التطبيقية‪ ،‬يمكننا تشبيهه بالخزان المائي الذي تحدثت‬
‫عنه في بداية الموضوع‪ ،‬حيث يقوم المكثف بما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬يقوم بتخزين الشحنات الكهربائية بين طرفيه بطريقة مشابهة لخزان الماء الموجود في‬
‫منازلنا‬
‫‪ .2‬ويسمح فقط بمرور التيار المتردد و يمنع التيار المستمر من االنتقال بين طرفيه ‪.‬‬

‫دعونا نتناول أهم تطبيقات الخاصية األولى للمكثف‪ ،‬ثم سننتقل لمناقشة تطبيقات الخاصية الثانية ‪:‬‬

‫تخزين الشحنات في دوائر وحدات التغذية‬ ‫‪.1‬‬

‫كما شاهدنا في مقطع الفيديو فالمكثف يقوم بخزن الشحنات داخله وعندما يتم فصل المصدر‬
‫الكهربائي "البطارية في هذه الحالة" عن المكثف يبدأ المكثف بتفريغ شحنته في الحمل المتصل به‬
‫"كان في الفيديو الثنائي المشع للضوء"‪ ،‬ونظريا يمكن أن تبقى الشحنة داخل المكثف إلى ماالنهاية‬
‫في حالة عدم وجود حمل متصل به‪ ،‬لكن في الحقيقة فإن الشحنة البد أن تضمحل بعد فترة من‬
‫الزمن بسبب وجود ما يعرف بالمقاومة الداخلية للمكثف‪ .‬يمكن االستفادة من خاصية احتفاظ‬
‫المكثف بالشحنات أثناء تصميم وحدات التغذية الكهربائية كالموجودة في الحاسب أو األجهزة‬
‫المحمولة التي تعمل على الكهرباء‪ ،‬كيف؟‬

‫تخيلوا معي هذا الموقف‪ :‬كنت تكتب بحثا معينا على حاسبك الشخصي مستخدما برنامج تحرير‬
‫نصوص‪ ،‬وفجأة انقطع التيار الكهربائي ! ياللمصيبة‪ ،‬فذهب جهدك سدى إن لم تقم بعملية حفظ‬
‫بحثك‪ .‬فما الحل في مثل هذه الحالة؟‬

‫‪13‬‬
‫البد من وجود مصدر آخر ليقوم بإمداد طاقة كهربائية احتياطية لفترة ضئيلة تكون كافية لحفظ‬
‫المعلومات وذلك في حالة االنقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي‪ .‬وهنا يأتي دور صاحب القلب‬
‫الكبير‪ ..‬دور المكثف‪ ،‬فسيقوم صاحبنا بإمداد وحدة المعالجة في كمبيوترك بطاقة كافية لحفظ آخر‬
‫ما تم كتابته‪ .‬فحاليا تصميم أغلب وحدات التغذية الحديثة تأخذ في عين اعتبارها إمداد الحمل‬
‫بطاقة احتياطية بسيطة كافية إلجراء حفظ آخر تعديالت قمنا بها في برنامج تحرير النصوص حال‬
‫االنقطاع المفاجئ للتيار‪ .‬بمعنى آخر سيقوم الخزان "المكثف" بتفريغ شحنته التي اكتسبها سابقا‬
‫وخزنها بين صفيحتيه إلعطاءنا طاقة احتياطية حال تم فصل المصدر الرئيسي‪ .‬سؤال منطقي‪:‬‬
‫ماهي أقصى طاقة يمكن لخزاننا العجيب المكثف أن يحتفظ بها؟ وهل يمكنني تشغيل حمل أكبر‬
‫كالكمبيوتر لفترة ساعة مثال بعد انقطاع التيار الكهربائي؟‬

‫نظريا‪ ،‬األمر ممكن بالطبع‪ ،‬لكن عمليا ‪-‬وفي وقتنا الحالي‪ -‬فاألمر مستحيل خاصة مع محدودية‬
‫المساحة التي تشغلها أجهزة الحاسب‪ ،‬فتذكروا أنه للحصول على طاقة تخزينية أعلى في المكثف‬
‫فيجب أن نبقي نصب أعيينا المعادلة التالية ‪:‬‬

‫𝑄‬
‫𝑞‬ ‫‪1 𝑄2 1 2‬‬
‫𝑔𝑛𝑖𝑔𝑟𝑎‪𝑊𝑐ℎ‬‬ ‫∫=‬ ‫= 𝑞𝑑‬ ‫𝑑𝑒𝑟𝑜𝑡𝑠𝑊 = 𝑉𝐶 =‬
‫‪0‬‬ ‫𝐶‬ ‫‪2‬‬ ‫𝐶‬ ‫‪2‬‬

‫بالن ظر للمعادلة سنجد أنه إذا أردنا طاقة تخزينية أعلى فنحن بحاجة إلى أحد أمرين ‪:‬إما أن نزيد‬
‫الجهد المطبق أو بزيادة سعة المكثف‪ ،‬ولكن تذكروا أنه كلما زادت سعة المكثف كلما زاد حجمه ‪:‬‬

‫𝐴‬
‫‪𝐶 = 𝜀𝑟 𝜀0‬‬
‫𝑑‬
‫وبالتالي سيصبح األمر مزعجا ولن نتمكن من تصميم أجهزة صغيرة الحجم‪ ،‬لذلك أكبر ما يمكن‬
‫الحديث عنه في موضوع خزن شحنات من هذا النوع هو بالثواني فقط والحقيقة فالتفريغ يعتمد‬
‫أساسا على الحمل المتصل بالمكثف فهو ماسيحدد سرعة تفريغ المكثف‪ .‬لكن بسبب تطور صناعة‬
‫المكثفات المخصصة لهذا النوع من التطبيقات فقد تحصل على مكثف بسعة ‪ 950‬فاراد وبحجم‬
‫صغير وبجهد قد يصل لـ ‪ 2.5‬فولت!‬

‫‪14‬‬
‫خالصة القول‪ ،‬تستخدم المكثفات في تخزين الشحنات وذلك لقدرتها على إمداد الحمل المتصل بها‬
‫في حال فصل جهد المصدر ‪.‬‬

‫حسنا‪ ،‬دعونا نتعلم كيف نصمم دارة بسيطة نقوم بها بشحن المكثف وتفريغ شحنته‪.‬‬

‫أبسط دارة لهذا الغرض تتكون من مكثف ومقاومة ومصدر جهد كهربائي‪ .‬انظرو إلى الشكل التالي ‪:‬‬

‫في حال وصلنا المفتاح إلى البطارية‪ ،‬سيبدأ المكثف بعملية الشحن بواسطة مصدر الجهد ومن خالل‬
‫المقاومة ويكون المنحنى البياني لعملية الشحن هو كما في الرسم البياني الموضح في أسفل الداراة‪.‬‬
‫انظروا جيدا‪ ،‬سترون أن المنحنى هو لمعادلة مشهورة‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬ففي حال فصلنا المفتاح‬
‫عن مصدر الجهد سيبدأ المكثف بتفريغ الشحنة عبر المقاومة‪.‬‬

‫معادلة الشحن ‪:‬‬

‫) ‪Vc = V( 1 - e - t / RC‬‬

‫‪15‬‬
‫وللتسهيل عليكم‪ ،‬فإن الزمن الذي سيستغرقه المكثف في عملية الشحن أو التفريغ يعطى بثابت‬
‫يسمى تاو وقيمته تساوي‬

‫𝐶×𝑅×‪τ=5‬‬
‫فيمكننا ببساطة استخدام هذه المعادلة ‪ ،‬وبداللة قيمة المكثف والمقاومة نستطيع تحديد الزمن الذي‬
‫سيستغرقه المكثف في عملية الشحن‪ ،‬لكن ما السر وراء الرقم خمسة؟‬

‫كما نبهنا سابقا فإن األساس في هذه المعادالت هو االختبار‪ ،‬فبعد سلسلة اختبارات لهذه الدارة تبين‬
‫للباحثين أن المكثف يصل إلى حوالي ‪ % 93‬من شحنته بعد حوالي خمسة أضعاف الثابت المكون‬
‫من حاصل ضرب قيمة المكثف بقيمة المقاومة المتصلة به‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تفضلوا هذا الموقع الذي يسهل عليكم عملية الحساب‪ ،‬فقط قوموا بإدخال قيم المكثف والمقاومة‬
‫والجهد لتعرفوا بقية المجاهيل‪ ،‬يمكنكم محاكاة دارة الشحن والتفريغ من هنا‪ .‬وإليكم مثال عملي‬
‫في هذه الصفحة‬

‫‪ .2‬تنعيم الموجات‬

‫وهو تطبيق مهم للغاية ويدخل في تصميم وحدات التغذية الموجودة من حولنا كشواحن األجهزة‬
‫الذكية‪ .‬ما المقصود بالتنعيم؟‬

‫لنتخيل أن لدينا دارة متصلة بمصدر جهد مستمر‪ ،‬إال أن ذلك المصدر ذي الجهد المستمر يحصل على‬
‫دخله من دارة أخرى تقوم بتحويل الجهد المتردد إلى مستمر‪ ،‬مايعني أن الجهد الناتج لن يكون ناعما‬
‫أو خاليا من الشوائب والتشوهات‪ .‬وللتخلص من تلك النتوءات والتشوهات وبمعنى آخر لتنعيم تلك‬
‫الموجة الناتجة نقوم بعملية تنظيف لها‪.‬‬

‫اآلن‪ ،‬فبما أن المكثف تعلمنا أنه يقوم بتخزين الشحنات فنستفيد من هذه الخاصية أنه في حال‬
‫كانت لدينا موجة جيبية تم تقويمها بواسطة قنطرة دايود وأردنا تنعيمها أو بمعنى آخر إزالة‬
‫التشوهات أو التموجات التي بها فسيقوم المكثف بهذه العملية بكل بساطة‪ .‬كيف؟‬

‫ألم نتفق أن المكثف سيتم شحنه وتفريغ شحنته اعتمادا على قيمته؟ تخيلوا معي أننا اخترنا مكثفا‬
‫ذا سعة كبيرة نسبيا بحيث أنه عندما نطبق عليه جهدا مستمرا يحوي على تشوهات أو موجة جيبية‪،‬‬
‫سيبدأ المكثف بالشحن‪ ،‬ولنفترض أننا اخترنا معامل شحن للمكثف طويال نسبيا بحيث يكون أبطأ‬
‫من سرعة الموجة الجيبية المحمولة على الجهد المستمر‪ ،‬فذلك سيؤدي إلى أن المكثف سيشحن‬
‫وسينتهي الجزء الموجب من الموجة الجيبية قبل أن ينتهي المكثف من شحن نفسه‪ ،‬ليبدأ الجزء‬
‫السالب من الموجة الجيبية المحمولة على الجهد المستمر بعملية تفريغ للمكثف‪ ،‬لكن بما أن المكثف‬
‫له معامل تفريغ كبير‪ ،‬سيأخذ ذلك وقتا طويال‪ .‬وستبدأ دورة الشحن مرة أخرى قبل أن ينتهي التفريغ‪.‬‬
‫ما سيؤدي إلى التخلص من كثير من التشوهات الموجودة على الجهد المستمر‪.‬‬

‫الصورة التالية توضح شكل الموجة قبل وبعد إضافة مكثف التنعيم‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫لننتقل إلى الخاصية الثانية للمكثف وهي صاحبة النصيب األكبر من تطبيقات المكثف‪ ،‬فما الذي‬
‫يجعل الجهد المتردد يمر بسهولة خالل المكثف ويجعله مستحيال بالنسبة للجهد المستمر؟‬

‫الجواب هو الممانعة الكهربائية‪ .‬مامعنى ممانعة المكثف الكهربائية؟‬

‫هي أن المكثف بتصميمه المكون من صفائح وبينهما عازل ستعمل على ممانعة مرور أي تيار مستمر‪.‬‬
‫وبعد عمليات التمحيص في المختبر سنصل إلى أنه إذا زاد تردد التيار أو الموجة المطبقة على‬
‫المكثف قلما انخضفت ممانعته لها والعكس صحيح‪ .‬يمكن اختصار ذلك بمعادلة الممانعة الكهربائية‬
‫للمكثف وهي ‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫𝑗‪−‬‬ ‫𝑗‪−‬‬


‫=𝑍‬ ‫=‬ ‫=‬
‫𝐶𝑓𝜋‪𝑗𝜔𝐶 𝜔𝐶 2‬‬

‫‪18‬‬
‫دققوا جيدا في المعادلة سترون أن مقام الكسر يحتوي على متغيرين هامين‪ ،‬هما ‪:‬السعة والتردد ‪.‬‬
‫معنى ذلك أنه كلما زاد التردد قلت الممانعة الكهربائية مايؤدي بطبيعة الحال إلى أن المكثف سيكون‬
‫أشبه بسلك أو موصل‪ ،‬والعكس صحيح‪ .‬وللتسهيل عليكم‪ ،‬يمكنكم استخدام هذه الحاسبة البسيطة‬
‫لمعرفة ممانعة المكثف بداللة التردد‪ .‬وهاهي بعض تطبيقات هذه المعادلة ‪:‬‬

‫‪ .1‬منع الجهود المستمرة من االنتقال بين أجزاء معينة في الدارة‬

‫تذكروا أنه في معادلة المكثف السابقة نرى أنه كلما قل التردد زادت ممانعة المكثف‪ ،‬فماذا لو كان‬
‫التردد صفرا؟ ستكون الممانعة ال نهائية أو بمعنى أصح كبيرة جدا للجهد المستمر وتكون صغيرة‬
‫جدا بالنسبة للترددات العالية‪ .‬انظرا الشكل التالي والحظوا أن المكثف في هذه الحالة سيمنع مرور‬
‫أي جهد مستمر للطرف اآلخر من الدارة وذلك ألنه سيكون ذو ممانعة عالية جدا ‪.‬‬

‫حسنا ومافائدة هذا التطبيق؟ أحيانا تكون الموجة أو الجهد المطبق الذي نتعامل معه مركب من‬
‫جزء جيبي "متردد" وجزء آخر هو مستمر ونرغب باالحتفاظ بالجزء المتردد فقط والتخلص من‬
‫الجهد المستمر‪ .‬ففي الدارة في األسفل عند قياس الجهد على الطرف األيمن من المكثف فيفترض‬
‫أنه سيكون صفرا ألن المكثف سيمنع وصول الـ ‪ 12‬فولت‪ ،‬لكن كيف حصل ذلك؟ أليس المكثف سيبدأ‬
‫بالشحن؟ مستخدما مصدر الجهد المستمر ‪ 12‬فولت؟‬

‫صحيح! لكن ذلك سيحصل بزمن سريع جدا قد اليتجاوز ‪ 100‬ميكرو ثانية‪ .‬وبعد ذلك سيتوقف عن‬
‫الشحن وتمرير أي جهد مستمر‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ .2‬مجنب التيار المتردد عند مداخل الدارة‬

‫وهنا لي مالحظة‪ ،‬فالأخفيكم أنني كثيرا ماكنت أرى مكثفا أو اثنين عند مدخل كل دارة رقمية‬
‫وتحديدا عند الطرف الخاص بمدخل الجهد في الدارات المتكاملة‪ ،‬انظروا الصورة التالية لتفهموا ما‬
‫أقصده ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫وظيفة هذا المكثف ‪ C2‬هي منع القفزات العابرة من الجهود التي قد تصدر من جهة مصدر الجهد‬
‫الكهربائي والتي قد تؤثر على عمل الدارة المتكاملة‪ ،‬فما يقوم به المكثف هو أن يقوم بإخماد هذه‬
‫الجهود أو التشويشات التي تصدر من المنبع وتأريضها للتخلص منها ‪.‬حيث أن المكثف يتم وصله‬
‫على التوازي مع مصدر الجهد الكهربائي بحيث أنه سيكون ذو ممانعة كبيرة جدا عند وجود جهد‬
‫مستمر‪ ،‬وعند وجود أي تشويش أو جهد متردد أو قفزات عابرة فإن المكثف سيكون ذو ممانعة قليلة‬
‫جدا مما يسمح بمرور تلك الجهود من خالله وبالتالي إخمادها وحماية الدارة المتكاملة ‪.‬‬

‫السؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬ماهي قيمة تلك المكثف؟ وهل أقصى جهد يتحمله مهمة في عملية‬
‫االختيار؟‬

‫قيمة ذلك المكثف تتراوح مابين ‪ 0.1‬ميكروفاراد و ‪ 10‬نانو فاراد‪ .‬لم هاتان القيمتان؟‬

‫ألنهما يقومان بالتخلص من أغلب الترددات المزعجة التي تصدر من منابع او مصادر الجهد‬
‫الكهربائي‪ .‬كيف؟‬

‫‪21‬‬
‫الحظوا الرسم البياني‪ ،‬فهو يبين قيمة الممانعة الخاصة بقيم مختلفة للمكثفات بداللة التردد‪ .‬فمثال‪:‬‬
‫مكثف بقيمة ‪ 100‬نانو فاراد (‪ 0.1‬ميكرو) تقل ممانعته بعد الـ ‪ 1‬ميجاهرتز‪ .‬بينما الـ ‪ 1‬نانو فاراد تقل‬
‫ممانعته بعدالـ ‪ 10‬ميجا هرتز‪ .‬لذلك ترى كثيرا من مصنعي الدارات الرقمية في يومنا هذا يذكرون‬
‫في ملف المواصفات الفنية قيمة مقترحة لذلك المكثف‪ .‬لكن كقاعدة عامة يمكنكم استخدام ‪0.1‬‬
‫ميكروفاراد من النوع السيراميكي لحماية الدارات المتكاملة في تصاميمكم ‪.‬‬

‫ماذا بخصوص الجهد الذي يتحمله المكثف؟‬

‫نصيحتي لكم هي أن تختاروا دوما قيمة جهد المكثف ضعف جهد المصدر ما استطعتم‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ :‬لو كان لدينا دارة أو تصميم يعتمد ‪ 5‬فولت كجهد مصدر‪ ،‬فيمكننا استخدام مكثف ‪ 0.1‬ميكرو‬
‫بجهد ‪ 10‬فولت أو أكبر‪ .‬ليس معنى ذلك أن ما هو أقل لن يعمل! بل بإمكانكم استخدام ‪ 6.3‬فولت‬
‫مثال‪ .‬لكن كما قلت أفضل أن تكون القيمة ضعف المصدر ‪ .‬والسبب هو أننا نحاول التخلص من‬
‫تشوهات جهد المصدر التي غالبا ما تتجاوز ‪ 30‬إلى ‪ %50‬من قيمة الجهد الحقيقية‪.‬‬

‫المرشحات أو الفالتر‬ ‫‪.3‬‬

‫درسنا وتعلمنا المرشح أو الفلتر في مرحلتنا الجامعية‪ ،‬فلنتذكر تعريف المرشح‪ :‬هو دارة تقوم بمنع‬
‫مجموعة من الترددات من االنتقال لجزء معين من الدارة عند تردد قطع معين بحيث تسمح بمرور‬
‫ترددات أخرى عند تردد القطع ‪.‬ماذا يعني ذلك؟‬

‫إن استخدامنا ألبسط أنواع الفالتر "الترددات المنخفضة" مبني على استخدام الدارة البسيطة‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫دققوا جيدا لتجدوا أنها تستخدم المكثف الذي سيقوم بتحييد أي تردد أكبر من تردد القطع الذي‬
‫يمكن حسابه بالمعادلة التالية ‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫= 𝑐𝑓‬ ‫=‬
‫𝐶𝑅𝜋‪2𝜋𝜏 2‬‬
‫فالنتيجة أن المكثف هو قلب الهجوم في تصميم أي فلتر سواء كان بسيطا كما شاهدنا في األعلى‬
‫أم كان معقدا يعتمد على عناصر مثل مضخمات العمليات‪ .‬واآللية كما ناقشناها سابقا هي أن ممانعة‬
‫المكثف تقل بزيادة التردد والعكس صحيح‪ .‬بالتالي إذا مرت موجة ذات تردد منخفض ازدادت‬
‫ممانعة المكثف‪ ،‬وبما أنه متصل على التوالي مع المقاومة فسيتم مشاهدة الجزء األكبر من الموجة‬
‫‪ Vout‬على طرفي المكثف حيث أن جهد المصدر سينقسم إلى جزئين‪ :‬األول سيظهر على طرفي‬
‫المقاومة ‪ R‬والثاني على طرفي المكثف‪ .‬وبزيادة ممانعة المكثف سيزداد نصيب الجهد الظاهر على‬
‫طرفي المكثف‪.‬‬

‫‪ .4‬دارات التوقيت‬

‫كما عرفنا أن المكثف يقوم بتخزين الشحنات داخله وأن ذلك يتم عن طريقة عملية الشحن التي تتم‬
‫ضم ن زمن معين محكومة بقيمة ذلك المكثف وأي مقاومة متصلة على التوالي مع ذلك المكثف‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬إذا أردنا تأخير عملية معينة يمكننا استخدام المكثف لذلك الغرض‪ ،‬ولكن األمر في يومنا‬
‫هذا أبسط من ذلك‪ ،‬فهناك العديد من الدارات المنتشرة التي تفي بالغرض والتي تعتمد بشكل أساسي‬
‫على وجود المكثف‪ .‬منها مثال دارة الـ ‪ .555‬كما أن استخدام المتحكمات الدقيقة أدى إلى تسهيل تلك‬
‫العملية من خالل برمجة مخارج المتحكم‪.‬‬

‫سأختم بمالحظات بسيطة قد تكون جديدة لمستخدمي المكثفات‪:‬‬

‫تنبيهات عند اختيار المكثف ‪:‬‬

‫العمر االفتراضي للمكثف‪ :‬هناك معادلة حسابية يتم استخدامها لحساب العمر االفتراضي‬ ‫‪‬‬

‫للمكثف وهي تعطي تصورا مبدئيا عن عدد الساعات التي يمكن أن يعملها المكثف بشكل‬

‫‪23‬‬
‫متواصل‪ .‬وهي تفيد المصممين في تحديد كفاءة المكثف بعد سنوات معينة‪ .‬هذا األمر مهم‬
‫لتقدير عمر المنتج خصوصا في دارات التغذية التي تعمل بشكل مستمر‪.‬‬
‫المقاومة التسلسلية المكافئة‪ :‬وهي مقاومة صغيرة نسبيا موجودة ضمن المكثف ويبدو‬ ‫‪‬‬

‫تأثيرها واضحا عند الحديث عن الترددات العالية نسبيا فينبغي التنبه إليها‪ .‬وكل شركة‬
‫مصنعة تذكر قيمتها في ملف مواصفات المكثف‬
‫تحمله للحرارة‪ :‬كثيرا ما يخطئ المصممون في اختيار المكثف الغير مناسب للبيئة التي صمم‬ ‫‪‬‬

‫من أجلها ما يؤدي في نهاية المطاف إلى أن يعطب المكثف ‪.‬ولكل مكثف درجة حرارة‬
‫مخصصة كي يعمل بها‪ ،‬والغالبية مخصصة حتى ‪ 85‬فلذلك إذا أردنا تصميما صناعيا فالبد‬
‫من اختيار مكثف ذي تحمل أعلى‪ .‬هل رأيتم مكثفا ينفجر؟‬

‫‪24‬‬
‫العم دايود حارس الدارات اإللكترونية‬

‫فلنتحدث بداية عن تاريخ اختراع الدايود‪ ،‬فأول من اكتشف خواصه هو الفيزيائي األلماني فرناند‬
‫براون في عام ‪ 1874‬عندما كان يعمل على أبحاث متعلقة بالخواص الكهربائية لما يعرف بالمهتز‬
‫الكريستالي‪ .‬ومنذ ذلك الوقت تم اكتشاف أنه عندما نقوم بتشكيل مادة شبه موصلة من السيليكون‬
‫وإضافة بعض الشوائب إليها فإننا سنحصل على مادة شبه موصلة موجبة‪ ،‬وبنفس الطريقة نضيف‬
‫مادة شائبة أخرى لنحصل على مادة شبه موصلة سالبة‪ ،‬اآلن عند وصل هاتين القطعتين ببعضهما‬
‫البعض نكون قد صنعنا الدايود‪ .‬فالدايود له طرفان‪ :‬األول الموجب ويعرف بالمصعد‪ ،‬واآلخر السالب‬
‫ويعرف بالمهبط‪ ،‬ويرمز للدايود بالدوائر اإللكترونية بالرمز الموضح بالصورة أدناه‪ :‬حيث أن المهبط‬
‫يحتوي على خط في طرفه ليرمز إليه‪ ،‬والمصعد ليس له خط‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫حسنا‪..‬وماذا عن الناحية الكهربائية‪..‬فما الذي يقوم به الدايود؟‬

‫يمكن تشبيه عمل الدايود بأنه صمام أمان‪ ،‬تخيلوا معي صماما مائيا أو صنبور ماء يسمح بمرور الماء‬
‫باتجاه واحد فقط وال يسمح للماء بالعودة للخلف‪ .‬بنفس المبدأ يقوم الدايود بالسماح للتيار‬
‫الكهربائي في الدارة الكهربائية بالمرور باتجاه واحد فقط‪ -‬ضمن شرط معين ‪ -‬وال يسمح له بالعودة‬
‫بالعكس ‪.‬والشرط المعين الذي يسمح به الدايود للتيار بالمرور من المصعد للمهبط هو ما يعرف بجهد‬
‫العتبة وذلك عندما يكون الجهد الكهربائي المطبق على المصعد أكبر من المهبط بقيمة ‪ 0.7‬فولت على‬
‫األقل‪ .‬ومن الناحية العملية فإن جهد العتبة هذا قيمته تتغير من نوع دايود إلى نوع آخر ومن شركة‬
‫مصنعة إلى أخرى لكن الفروق غالبا ما تكون بسيطة وتدندن حول ‪0.7‬‬

‫ً‬
‫حسنا‪..‬وما الفائدة إذا من الدايود في تطبيقاتنا العملية؟ كيف أستفيد منه في تصميمي الهندسي؟‬

‫خذوا مثاال بسيطا‪ ،‬مثل أي جهاز إلكتروني يعمل عن طريق البطارية كجهاز التحكم بالتلفاز‪ ،‬ماذا لو‬
‫قمنا بت ركيب البطارية باالتجاه الخاطئ أي وضعنا السالب مكان الموجب والعكس داخل علبة‬
‫البطارية؟ ما الذي سيحصل؟‬

‫سابقا كان األمر مزعجا‪ ،‬خاصة لدى بعض األجهزة الحساسة مثل المتحكمات الدقيقة‪ ،‬حيث أن‬
‫عكس قطبية البطاريات قد يؤدي إلى تلف الجهاز المستخدم‪ ،‬لكن مع وجود الدايود فال داعي‬
‫للخوف‪ ،‬فهو سيسمح للتيار بالمرور في اتجاه واحد فقط وسيمنعه من ذلك عند عكس البطارية‪ ،‬أي‬
‫أننا في حالة عكسنا قطبية البطارية فسيعمل الدايود على إيقاف مرور التيار حتى يتم تصحيح‬
‫وضعية البطارية‪ .‬فدور الدايود هو أن يقوم بالسماح للبطارية بتزويد الجهاز بالتيار الكهربائي عندما‬
‫يكون طرف البطارية الموجب متصال بالمصعد ما يعني أن هناك فرق جهد بين المصعد والمهبط هو‬
‫‪ 0.7‬فولت على‪ .‬وفي حال عكست البطارية‪ ،‬فإن جهد المهبط سيكون أعلى من المصعد وبالتالي فلن‬
‫يعمل الدايود وبذلك نكون قد وفرنا حماية للجهاز اإللكتروني ‪.‬‬

‫سؤال ‪ :‬هل هناك حد أقصى للجهد السالب المطبق على طرفي الدايود يعني هل يمكنني تطبيق جهد‬
‫سالب حتى ما ال نهاية؟ وما هو أقصى تيار يمكن أن يمر خالل الدايود؟‬

‫‪26‬‬
‫سؤال جيد‪..‬يعرف أقصى جهد سالب يمكن تطبيقه على الدايود دون أن يعطب بجهد االنهيار وعادة‬
‫ماتذكر قيمته داخل ملف المواصفات الفنية للشركة المصنعة‪ .‬وكذلك األمر بالنسبة للتيار فلكل دايود‬
‫قدرة وجهد عتبة وجهد انهيار خاص به يختلف من مصنع إلى آخر ‪.‬‬

‫هل لنا بدارة بسيطة كي نوضح ما تعلمناه؟‬

‫تفضلوا هذه الدارة البسيطة التي يمكنكم تطبيقها على أي جهاز إلكتروني يعمل بالبطاريات لتأمين‬
‫الحماية له ضد عكس القطبية‪ :‬وهي تتكون من الدايود ‪D1 1N4148‬‬

‫وقمت باستخدام مصدر جهد قدره ‪ 9‬فولت للتجربة فقط ولكن يمكنكم تغيير المصدر حسب رغبتكم‪.‬‬
‫والحمل الموضح بالصورة هو مقاومة ويمكن أيضا استبدالها بأي جهاز أو دارة أخرى ‪.‬‬

‫وللحصول على معلومات عن الدايود وعن جهد انهياره وتفاصيله هذه هي الداتاشيت‬

‫وعند التدقيق في أقصى تيار يمرره الدايود سنجد أنه ‪ 300‬ميللي أمبير وجهد االنهيار هو ‪100‬‬
‫فولت‪ .‬وهنا لدي تنبيه وهو خطأ قد يقع فيه بعض الهواة‪ ،‬عند استخدامنا للدايود في الحماية من‬
‫عكس القطبية سنجد أنه في حالة تشغيل الدايود في الوضع الطبيعي " الموجب مع المصعد‬
‫والسالب مع المهبط" فإننا سنخسر جزءا من جهد المصدر تبلغ قيمته حوالي ‪ 0.7‬فولت‪ .‬فلذلك قد‬

‫‪27‬‬
‫تكون هذه الخسارة كبيرة في بعض األحيان خصوصا عند التعامل مع تطبيق جهده ال يتعدى ‪3‬‬
‫فولت ما يعني خسارة كبيرة في المصدر ينبغي أن تؤخذ في عين االعتبار‪ .‬ولحل هذه المشكلة‬
‫يمكنكم رفع جهد المصدر كي تتجاوزوا المشكلة ‪ .‬أو يمكننا وصل دايودين على التوازي! وبتلك‬
‫الطريقة سيتم تقلليل فاقد جهد المصدر إلى النصف تقريبا كما سنذكر الحقا‪.‬‬

‫ما هي أهم تطبيقات الدايود في الدارات اإللكترونية؟‬

‫‪ .1‬كما اتفقنا سابقا فهو يستخدم في الحماية من عكس قطبية البطارية‬


‫‪ .2‬تقليل الجهد الكهربائي‪ :‬فلنفترض أننا نستخدم معالجا دقيقا أو دارة متكاملة تعمل على جهد‬
‫‪ 3.6‬فولت ولدينا مصدر جهده ‪ 5‬فولت‪ ،‬فكيف يمكنني حل مشكلة هذا المصدر؟ وهل يمكنني‬
‫استخدامه وتشغيل الدارة؟ نعم يمكن ذلك من خالل الدايود بوضع دليودين على التوالي‬
‫كي نحصل في النهاية على جهد دخل قدره ‪ 3.6‬فولت‪ .‬والسبب أن كل دايود سيقلل جهد‬
‫المصدر بقيمة ‪ 0.7‬فولت والمحصلة هي ‪ 1.4‬فولت مما يعني ‪:‬‬

‫‪5- 1. 4= 3. 6‬‬

‫‪ 3.‬دارات تقويم التيار المتناوب "المحول الكهربائي"‪ :‬فكما اتفقنا فإن الدايود سيحجز الجهود‬
‫السالبة‪ ،‬وكما نعلم جميعا فإن مقابس التيار الكهربائي في منازلنا هي موجات جيبية‪ ،‬وإذا أردنا أن‬

‫‪28‬‬
‫نقوم بتحويلها لموجات موجبة فقط فنحن نقوم بما يسمى بتقويمها أي حجز الجزء السالب منها‪.‬‬
‫وهنا يمكننا استخدام دارة التقويم الموجودة في األسفل ‪:‬‬

‫‪ 4.‬تطبيق دايودات اإلشارة‪ :‬حيث أن هناك أنواعا معينة من الدايودات تستخدم في دارات‬
‫االستقبال الراديوي وذلك كمرشح للترددات السمعية‬

‫‪ 5.‬يستخدم الدايود دائما مع الريالي أو المرحل وذلك لحماية الدارة المتصلة به من خطر عودة‬
‫الجهد العكسي للدارة بعد إطفاء الريالي مما قد يؤدي لعطب الدارة‪ .‬انظروا الشكل التالي‪ :‬الحظوا‬
‫وجود الدايود بين طرفي الريالي كي يؤمن مسارا لتفريغ الجهد العكسي عند إطفاء الريالي‬

‫‪29‬‬
‫أخيرا‪ ،‬هناك أنواع أخرى من الدايود مثل الزينر‪ ،‬شوتكي‬
‫وغيرها ولكل تطبيق خاص به‪.‬‬

‫مثال الزينر يستخدم لتحديد الجهود الداخلة على دارة معينة‬


‫لضمان استقرار ذلك الجهد في حال زيادة المصدر عن الحد‬
‫المطلوب‪ ،‬فلو افترضنا أن لدينا مصدر جهد ‪ 4.1‬فولت‪،‬‬
‫والحمل لدينا بحاجة إلى ‪ 3.3‬فولت فقط‪ .‬يمكننا استخدام‬
‫الدارة التالية لتثبيت الجهد وتخفيضه من ‪ 4.1‬إلى ‪ 3.3‬فولت‪ .‬لكن هذا اليعني أن الزينر سيعمل بدقة‬
‫منظهم الجهد‪ ،‬بل هو ينظم لكن نسبة خطئه عالية ويعتمد بشكل كبير على التيار المار من خالله‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫أما دايود شوتكي فهو نسبة إلى العالم شوتكي فهو دايود يتميز بانخفاض جهد العتبة مقارنة بالدايود‬
‫العادي‪ .‬فمثال‪ ،‬لو كان لدينا دارة تعمل بالبطارية ونود تقليل الفقد في الجهد الواصل من البطارية‬
‫للدارة بعد تأمين حماية من عكس القطبية فأحد الحلول أن يتم استخدام الشوتكي‪ .‬غالبا أن جهد‬
‫العتبة له يتراوح ما بين ‪ 0.2‬إلى ‪ 0.4‬فولت وهي تختلف من مصنع إلى آخر‪ .‬وأحد األرقام الشهيرة‬
‫للشوتكي هو‪ BAT 54 :‬ويقوم بإنتاجه عدة مصنعين‪ .‬حسنا‪ ،‬ماذا لو أردنا تقليل الجهد المفقود من‬
‫المصدر بشكل أكبر؟‬

‫يمكننا استخدام الحيلة التالية‪ :‬فمن خالل توصيل الدايودين على التوازي سيتم اختزال قيمة الجهد‬
‫المفقود إلى النصف تقريبا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫لتتعرفوا أكثر على الدايود شاهدوا هذا المقطع الممتع ‪:‬‬

‫أخيرا ‪. .‬كيف يمكننا اختبار الدايود إذا كان يعمل بشكل صحيح أم ال؟ كي نتعلم كيفية اختبار‬
‫الدايود فلنشاهد سوية هذه التجربة‬

‫‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫الجدة والحفيدة ‪..‬والعم ترانزستور‬

‫ياله من مكان مظلم وضيق جدا! فهو يشبه الصندوق الذي ال يكاد يتجاوز ارتفاعه المترين‪ ،‬وعرضه‬
‫المتر ونصف‪ ،‬ودرجة الحرارة داخله حوالي ‪40‬م ! !‬

‫ألوانه الرمادية الكئيبة من الداخل وكتابة صبيان الحي على جدرانه تضيف مزيدا من التعاسة عليه‪.‬‬
‫على مضض‪ ،‬أمسكت الجدة باب ذلك المصعد المتهالك بيدها الحانية وفتحته لحفيدتها التي حضرت‬
‫معها إليصالها‪ .‬كانت حينها الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساءا‪ ،‬صعدت الجدة وحفيدتها داخل‬
‫المصعد وضغطت على الرقم ‪ 11‬للصعود لمنزل الجدة‪ .‬أقفلت الجدة الباب‪ ،‬وبدأ المصعد باالرتفاع‬

‫‪33‬‬
‫ودون سابق إنذار‪ ،‬انقطع التيار الكهربائي عن المصعد‪..‬وياللمصيبة!! فالتزاالن في الدور الرابع‪ ،‬وهنا‬
‫تغيرت معالم وجه الحفيدة واتسعت حدقات عينيها‪ ،‬وماهي إال ثوان حتى بدأت تصيح خوفا من‬
‫توقف المصعد وانقطاع التيار‪ .‬حينها‪ ،‬أمسكت بيد جدتها وضمتها إلى صدرها خوفا من ذلك الظالم‬
‫الدامس والهدوء الصارخ الذي بدأ يحيط بالمصعد‪ .‬تناولت الجدة المسكينة آنذاك منديال لتحاول‬
‫مسح دموع حفيدتها المسكينة‪ ،‬ومن ثم فتحت حقيبتها اليدوية وتناولت هاتفها المحمول‪ ،‬وحاولت‬
‫جاهدة االتصال بالطوارئ أو حارس العمارة‪ ،‬لكن هيهات‪..‬هيهات! فال توجد تغطية للشبكة الخليوية‬
‫داخل ذلك المصعد المتهالك ‪ ،‬حاولت الجدة ضغط زر الطوارئ في المصعد وال نتيجة‪..‬فحتى هذا‬
‫الزر معطل!‬

‫ما الحل؟‬

‫بدأت ضربات قلب الجدة تتزايد خاصة مع اشتداد بكاء تلك الطفلة‪ ،‬وبدأت الوساوس تأخذها يمنة‬
‫ويسرة‪ ،‬وضعت يدها على مقدمة رأسها وأغمضت عينيها لعلها تهتدي إلى حل‪ .‬بدأت بالتفكير‪.‬‬
‫وضعت الطفلة رأسها في حضن جدتها وضمتها بشدة لعلها بذلك تنسى هول الحادث الجلل الذي ألم‬
‫بهم‪ .‬فتحت الجدة عينيها ووضعت يديها على رأس حفيدتها وبدأت تالعب شعرها وتقول لها‪:‬‬
‫حبيبتي‪..‬التخافي‪ ،‬فإن هللا معنا وسيأتي الحارس كي يخرجنا‪ ،‬فقط اصبري قليالً‪.‬‬

‫هنا ردت الحفيدة‪ :‬لكن ياجدتي الساعة اآلن متأخرة‪ ،‬والحارس يغط في سبات عميق‪.‬‬

‫قالت الجدة‪ :‬ال عليك! ستفرج إن شاء هللا‪ .‬وطلبت من حفيدتها أن تنادي على الحارس لعله يسمعهما‪.‬‬
‫بدأ صوت الحفيدة يمأل المصعد‪..‬محاولة بكل مالديها من قوة كي تلفت انتباه الحارس‪ ،‬وماهي إال‬
‫لحظات حتى سمع قرع أقدام تقترب منهم‪ ،‬وبدأت حينها بالصراخ‪ :‬النجدة‪..‬ساعدونا‬

‫صرخ الحارس وهو يقترب من باب المصعد‪:‬من هنا؟‬

‫فردت الجدة‪..‬أرجوك أخرجنا فنحن محتجزون داخل المصعد‬

‫‪34‬‬
‫فرد الحارس‪ :‬ال تخافوا! فلقد نجوتم‪ ،‬وقال للجدة وهو يضع فمه بالقرب من باب المصعد‪ :‬اضغطي‬
‫على الزر األخير والزر األول في آن واحد‬

‫وبالفعل‪ ،‬ضغطت الجدة الزرين معا‪ ،‬وما هي إال لحظات حتى فتح الباب‪ ،‬وخرجت الجدة مع حفيدتها‬
‫وكأنهن خرجن من الجحيم للنعيم‪ .‬وهنا انهمرت دموع الجدة وحمدت هللا‪.‬‬

‫وتعالت ضحكات الحفيدة وقالت للجدة‪ :‬ما هو سر هذين الزرين يا جدتي؟ فردت الجدة‪ :‬بهما شيء‬
‫يسمى ترانزستور‪.‬‬

‫قالت الحفيدة‪ :‬ترانزستور؟!؟ ما هذا ياجدتي؟ وكيف يعمل؟ وهل وضعه الحارس مسبقا؟‬

‫تعالوا نشاهد هذا المقطع الممتع لنتعرف على صاحبنا الترانزستور‪:‬‬

‫تعود قصة اختراع الترانزستور إلى بدايات القرن العشرين‪ .‬والجدير بالذكر أنه من الخطأ أن ننسب‬
‫ذلك االختراع العظيم إلى شخص واحد أو عالم بعينه‪ ،‬بل هو نتاج بحث وتطوير مجموعة من‬

‫‪35‬‬
‫العلماء‪ ،‬فلقد ابتدأت بخطوات بسيطة كان يقوم بها باحثون وانتهت فيما وصل إليه الباحثون في‬
‫معهد أبحاث بل في أمريكا عام ‪. 1947‬‬

‫ما هو الترانزستور؟‬

‫الترانزستور هو نبيطة (عنصر) إلكتروني شبه‬


‫موصل يشبه العم الدايود‪ ،‬أي أنه أحيانا يوصل‬
‫التيار الكهربائي وأحيانا يمنعه وذلك اعتمادا‬
‫على مقاومته الداخلية التي تعتمد على كمية‬
‫الجهد المطبق على أحد أطرافه (قاعدته)‪.‬‬

‫للترانزستور ثالثة أطراف‪ :‬انظروا الشكل التالي‬


‫للتعرف على أطراف الترانزستور‬

‫الترانزستور له ثالثة أطراف‪ :‬القاعدة والباعث والمشع‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫فمن ناحية التركيب الداخلي‪ ،‬يتكون الترانزستور من شريحتين ملتصقتين ببعضهما البعض‬
‫مصنوعتان من مواد شبه موصلة كالسليكون والذي يضاف إليه شوائب من مادة أخرى كالجرمانيوم‬
‫لنكون حينها قادرين على صنع نوعين مختلفين من الشرائح‪ ،‬األولى من نوع م‪-‬س "موجب ‪-‬سالب"‬
‫واألخرى س‪-‬م "سالب ‪-‬موجب"‪ .‬وعند دمج هاتين الشريحتين ببعضهما البعض بطريقة هندسية‬
‫معينة يتحول ذلك التشكيل لشيء يشبه لحد كبير الدايود‪ .‬وعند دمج شريحتين مختلفتين في‬
‫القطبية ببعضهما نحصل على الترانزستور الظاهر في الصورة أدناه ‪:‬‬

‫وهنا ننبه أن للترانزستور نوعان‪ :‬م‪-‬س‪-‬م واآلخر س‪-‬م‪-‬س الفرق فقط في القطبية لكن آلية العمل‬
‫واحدة‬

‫حسنا‪..‬هذا كله كالم قرأناه وسمعنا به‪ ،‬مالذي يقوم به الترانزستور؟‬

‫للترانزستور تطبيقات رئيسية ‪:‬‬

‫األول هو أن يستخدم كمفتاح كهربائي‬

‫والثاني أن يستخدم كمكبر لإلشارة‬

‫الثالث أن يستخدم كمذبذب‬

‫‪37‬‬
‫والرابع كمنظم جهد‬

‫ففي التطبيق األو ل يمكننا تشبيه عمل الترانزستور ببساطة بأنه مفتاح كهربائي سيسمح بمرور‬
‫التيار بين طرفين من أطرافه‪ :‬من المجمع "يرمز له بحرف سي" إلى الباعث"المشع يرمز له بحرف‬
‫‪ ،"E‬وذلك بشرط أن يكون هناك جهد مطبق على قاعدته‪ .‬شاهدوا الصورة التالية ‪:‬‬

‫الشكل األيمن هو للترانزستور من نوع س‪-‬م‪-‬س ‪ ،‬بينما األيسر فهو لنوع م‪-‬س‪-‬م‬

‫تخيلوا معي كما في الشكل األعلى أن الترانزستور عبارة عن مفتاح يتم التحكم به من خالل القاعدة‪،‬‬
‫بحيث أن التيارالمتواجد على المجمع ينتظر إشارة التحرك لالنتقال للباعث‪ ،‬وإشارة البدء هي أن‬
‫نقوم بتطبيق جهد كهربائي صغير وتيار صغير على القاعدة بحيث يكون أكبر من جهد الباعث بمقدار‬
‫‪ 0.6‬فولت كحد أدنى‪ ،‬وعندها سيبدأ التيار باالنتقال من المجمع للباعث‪ .‬وهناك شرط آخر أيضا هو‬
‫أن يكون جهد المجمع أكبر من جهد الباعث كذلك‪ .‬هذا كان في حالة نوع س‪-‬م‪-‬س‪ .‬والعكس الصحيح‬
‫في حالة النوع الثاني ‪.‬‬

‫الجدير بالذكر أن نوع م‪-‬س‪ -‬م ‪ ،‬ال يحظى بشهرة كبيرة بين المستخدمين وذلك ألنه في بداية‬
‫اختراعه كان صعب التصنيع فلجأ أغلب المصممين االعتماد على النوع س‪-‬م‪-‬س‪ .‬لكن ذلك ال يعني‬
‫أن النشاهد نوع م‪-‬س‪-‬م في الدارات اإللكترونية ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ومالحظة بسيطة‪ :‬فإن الترانزستور سيعمل كمفتاح وفي حالة عدم تطبيق أي جهد على القاعدة فإنه‬
‫لن يسمح بمرور التيار بين المجمع والباعث‪ ،‬لكن في واقع األمر فإن هناك تيارا صغيرا جدا سيتسرب‬
‫بين المجمع والباعث بالرغم من عدم قدح الترانزستور ‪.‬‬

‫إذا لنلخص ما ذكرته بالنقاط التالية ‪:‬‬

‫< يمكن تشبيه عمل الترانزستور بمفتاح بين طرفين هما الباعث والمجمع‬

‫< لن يبدأ التيار بالمرور بين الباعث والمشع "الباعث" حتى يكون جهد القاعدة أكبر من الباعث بـ ‪0.6‬‬
‫فولت كحد أدنى‬

‫< ال بد أن يكون كذلك جهد المجمع أكبر من الباعث‬

‫< أغلب المصممين يعتمدون نوع س‪-‬م‪-‬س في تصاميمهم‬

‫هذا ولننتبه أنه في حالة تطبيق الجهد على القاعدة فالبد من حمايتها بوضع مقاومة على التسلسل‬
‫كي نحميها من قيم التيار الكبيرة التي ستمر خالل القاعدة ‪.‬‬

‫هل هناك دارة عامة بحيث يمكن استخدامها لتنفيذ تطبيق‬


‫الترانزستور كمفتاح؟‬

‫نعم تفضلوا هذه الدارة‪ .‬الجهد المستخدم في هذه الدارة‬


‫رمزنا له بـ ‪ 12 V‬ويمكنكم استخدام أي مصدر مع مراعاة‬
‫تحمل الترانزستور والمقاومة والحسابات المتعلقة بها‪.‬‬

‫وإليكم الخطوات التالية كي نتعلم اختيار الترانزستور‬


‫المناسب لتطبيقنا ولنحدد قيمة مقاومة القاعدة الالزمة‬
‫لتشغيل الترانزستور ‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫يجب معرفة أقصى قيمة لتيار المجمع وهي في هذه الحالة قيمة التيار القصوى لتيار الحمل‬ ‫‪.1‬‬
‫والتي يمكن حسابها ببساطة بقسمة قيمة الجهد على مقاومة الحمل ‪.‬‬

‫مثال‪ :‬لنفترض أن مقاومة الحمل هي ‪ 100‬أوم وجهد الحمل هو ‪ 10‬فولت فإن تيار الحمل سيكون‬
‫‪ 0.1 =100‬أمير‬
‫‪10‬‬

‫أي أن قيمة تيار المجمع هي ‪ 0.1‬أمبير‬

‫‪hF E‬‬ ‫‪ .2‬يجب أن نحدد قيمة الكسب أو الربح الخاصة بالترانزستور والتي يرمز لها اختصارا‬

‫وهذه القيمة تذكر في ملف المواصفات الفنية للترانزستور‪ .‬وليعمل الترانزستور كمفتاح‪ ،‬فالبد‬
‫أن تساوي قيمة الكسب خمسة أضعاف قيمة تيار المجمع أو تيار الحمل المتصل بالترانزستور‬
‫مقسوما على تيار القاعدة ‪.‬ففي مثالنا السابق بما أن تيار الحمل الذي حسبناه كان ‪ 0.1‬أمبير وتيار‬
‫القاعدة يمكن فرضه على أنه ذو قيمة لنقل تجاوزا أنها ‪ 5‬ميللي أمبير فمعنى ذلك أن قيمة الكسب‬
‫التي يجب توفرها في الترانزستور هي ‪:‬‬

‫‪0.1‬‬
‫‪= 20‬‬
‫‪0.005‬‬

‫ويجب أن تكون خمسة أضعاف هذا الرقم أي ‪100= 5×20‬‬

‫‪ .3‬اختيار قيمة مقاومة القاعدة التي تحميه من أقصى تيار يمر من خالله‪ .‬واختصارا نستخدم‬
‫العالقة التالية ‪:‬‬

‫‪R B = 0. 2 × R L × h F E‬‬

‫ويمكننا تعويض القيم التي استخدمناها في مثالنا السابق للتعويض والحصول على قيمة مقاومة‬
‫القاعدة ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫‪Rb= 0. 2×100×100= 2000 Ohm‬‬

‫هذا كان مثاال مبسطا للغاية عن‬


‫استخدام الترانزستور في تطبيقات‬
‫المفتاح ‪.‬‬

‫لنشاهد الدارة التالية اآلن‪ :‬فهي تحتوي‬


‫على ترانزستورين من نوعين مختلفين‪:‬‬
‫األول م‪-‬س‪-‬م واآلخر س‪-‬م‪-‬س‪ .‬هذه‬
‫الدارة ببساطة تستخدم كمفتاح لتشغيل‬
‫مصدر الـ ‪ 5‬فولت ليصل إلى الحمل‬
‫المؤلف من المقاومة ‪ R7‬والمكثف ‪.C1‬‬
‫يعل‬ ‫أن‬ ‫وهو‬ ‫شرط‪:‬‬ ‫ضمن‬ ‫لكن‬
‫الترانزستور السفلي ‪ T 1‬من خالل‬
‫تطبيق فرق جهد على قاعدته‪.‬‬

‫نحتاج هذه الدارة ألمر بسيط‪ ،‬فلنقل أن لدينا متحكما يعمل بفرق جهد ‪ 5‬فولت‪ ،‬ولنتخيل أنه متصل‬
‫بمتحكم آخر يعمل بفرق جهد ‪ 3.3‬فولت بحيث أن هذا المتحكم هو الرئيسي الذي له القرار في تحديد‬
‫متى سيعمل المتحكم اآلخر ذي الـ ‪ 5‬فولت‪ .‬فلتشغيل وإطفاء هذا المتحكم من خالل متحكمنا‬
‫الرئيس وبمعرفة أننا نعمل بجهد ‪ 3.3‬فولت البد لنا من مفتاح ذكي يستطيع عزل الـ‪ 3.3‬فولت‬
‫واستخدامها لتشغيل الـ ‪5‬فولت‪ .‬كيف؟‬

‫بما أن ترانزستور ‪ Q1‬هو من نوع ‪ PNP‬فليعمل فهو بحاجة لفرق جهد بين المشع والقاعدة أقل من‬
‫‪ 0.7‬فولت‪ .‬بمعنى أصح إن كانت القاعدة متصلة باألرضي والمشع متصل بالمصدر ال‪ 5‬فولت فسيعمل‬
‫الترانزستور‪ .‬حسنا‪ ،‬لتأمين األرضي أو فرق جهد أقل من ‪ 0.7‬فولت بين القاعدة والمشع‪ ،‬نوصل‬
‫القاعدة بترانزستور ‪ T 1‬من نوع ‪ NPN‬بحيث أن هذا الترانزستور يعمل كمفتاح ليؤمن لنا فرق جهد‬
‫اليتجاوز ‪ 0.2‬فولت بين المجمع والمشع‪ .‬وبما أن المجمع الخاص بهذا الترانزستور متصل بقاعدة‬

‫‪41‬‬
‫الترانزستور ‪ Q1‬فسيؤدي ذلك إلى إجبار قاعدته على إتصالها مجازا باألرضي‪ .‬حسنا‪ R4 ،‬و ‪ R6‬هما‬
‫لقدح الترانزستور‪ ،‬لكن ‪ R5‬لماذا؟‬

‫لهذه المقاومة دور رئيسي‪ ،‬ففي حال عدم تشغيل الترانزستور السفلي بمعنى لو تخيلناه غير موجود‪،‬‬
‫فتلك المقاومة ستعمل على وصل جهد المشع بالقاعدة‪ ،‬مايعني أنهما متساويان وبالتالي سيؤدي‬
‫ذلك إلى إجبار الترانزستور على عدم االنحياز أو العمل‪.‬‬

‫لكن هنا أتذكر سؤاال لطالما تكرر علي عشرات المرات ‪ :‬فلماذا نحن نحتاج للترانزستور للقيام بتطبيق‬
‫بسيط كمفتاح؟ أليس من األسهل أن نستخدم مفتاحا ميكانيكيا و نريح أنفسنا من العناء؟‬

‫تخيلوا معي أننا نمتلك معالجا دقيقا به منفذ رقمي جهده األعظمي هو ‪ 3.3‬فولت ولدينا حمل أو‬
‫لمبة مثال تعمل بجهد ‪ 12‬فولت فكيف سنستخدم متحكما للقيام بالتحكم بهذه اللمبة؟ فجهد اللمبة‬
‫أكبر من المتحكم‪ .‬لذا البد من موجود مفتاح بسيط يتخاطب مع المتحكم من جهة‪ ،‬ويتحكم بالحمل‬
‫أو اللمبة من جهة أخرى‪ ..‬فدور الترانزستور هنا محوري فليس مجرد مفتاح بسيط بل هو الوسيلة‬
‫الوحيدة للتعامل مع أحمال ال تتناسب مع جهد المتحكم‪.‬‬

‫أما التطبيق الثاني وهو المهم كذلك خاصة في دارات اإلرسال والسمعيات فهو ‪:‬استخدام‬
‫الترانزستور كمكبر لإلشارة‬

‫المصادر ‪:‬‬

‫‪Ma k e E l e c t r oni c s Book‬‬

‫آلة حاسبة خاصة بالترانزستور‬

‫استخدام الترانزستور كمفتاح‬

‫‪42‬‬
‫الخريجة والحفيدة‪..‬والعم ترانزستور‬

‫كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا من يوم الخميس‪ ،‬وهو وقت حصة مختبر اإللكترونيات‪!! ،‬‬
‫ياللتوقيت السيء ‪. . .‬هكذا بدأت الخريجة تحدث نفسها‪ ،‬وقالت‪ :‬في كل مرة أتمنى أن يتم تغيير‬
‫موعد محاضرة المختبر‪ ،‬فهذا الموعد مزعج للغاية فهو نهاية األسبوع ونهاية اليوم!‬

‫ياللفظاظة‪..‬لكن عزائي الوحيد أنها سنتي األخيرة في الجامعةـ فصبر جميل وهللا المستعان على‬
‫هذه الحصة الغليظة‪ .‬حملت خريجتنا أمتعتها‪ ،‬وارتدت معطفها الصوفي األخضر الذي جهزته لها‬

‫‪43‬‬
‫الوالدة خصيصا لهذا التوقيت من السنة الذي بدأ فيه الزمهرير متقدما كغير عادته‪ .‬و َدعت والدتها‬
‫قائلة‪ :‬أمي أنا ذاهبة لمختبر الغالظة‪..‬أقصد اإللكترونيات ‪...‬هل تريدين شيئا قبل أن أذهب؟‬

‫ردت األم‪ :‬بالتوفيق يا بنيتي‪...‬‬

‫فتحت خريجتنا الباب‪ ،‬وبدأ صوت صريره المزعج ‪..‬تيييك‪..‬فهذه هي ضريبة فصل الشتاء‪ ،‬كل شيء‬
‫يحتاج لتزييت‪ .‬ثم خرجت وضغطت زر المصعد‪ ،‬وماهي ثوان إال وقد وصل‪ ،‬أمسكت قبضة الباب‬
‫الرمادية اللون وكانت باردة للغاية وفتحت الباب‪ ،‬وفوجئت بوجود فتاة صغيرة داخل المصعد‪،‬‬
‫فابتسمت في وجهها وأغلقت الباب وضغطت زر الطابق األرضي ‪.‬‬

‫بدأت الطفلة الصغيرة تنظر إليها بتمعن وخاصة أنها كانت تمسك بكراستها اإللكترونية‪ ،‬وعليها‬
‫العنوان البراق ‪. . .‬الترانزستور‬

‫ضحكت الفتاة الصغيرة‪ ،‬وهنا استغربت الخريجة!! وقالت لها‪ :‬مابالك يا صغيرتي؟ ما المضحك في‬
‫األمر؟‬

‫ردت الطفلة‪ :‬كنت في زيارة لمنزل جدتي باألمس‪ ،‬وحصلت لنا قصة مخيفة في هذا المصعد‪ ،‬وتمكنا‬
‫من حلها بفضل هللا ثم بسبب العم ترانزستور‪ ،‬فتبسمت الخريجة ضاحكة‪ :‬ها؟ ترانزستور؟ ومن أين‬
‫لك ياعزيزتي بمعرفته؟ حدثيني عنه ‪. .‬‬

‫فقالت الطفلة‪ :‬الترانزستور يعمل كمفتاح‪ ،‬فهل له تطبيقات أخرى؟‬

‫ردت عليها‪ :‬بالتأكيد نعم‪..‬واليوم في المختبر سأتعلم عن تطبيق المكبر ‪. .‬ولعلي ألتقي بك مرة أخرى‬
‫يا عزيزتي كي أشرحه لك ‪. .‬‬

‫وما إن انتهت الطفلة حتى وصل المصعد للطابق األرضي‪ ،‬وفتحت الخريجة الباب ووضعت يدها‬
‫على رأس الطفلة وقالت لها‪ ،‬مع السالمة‪..‬هال الزلتم تذكرون الجدة وحفيدتها وقصة المصعد؟‬

‫سبق وأن عرفنا أن للترانزستور عدة استخدامات ‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫‪1.‬دوائر االهتزاز (المذبذبات)‬

‫‪2.‬مفتاح إلكتروني‬

‫‪3.‬التكبير‬

‫وسنناقش اليوم موضوع استخدام الترانزستور كمكبر ‪.‬‬

‫دعوني أتحدث عن مغامراتي مع الترانزستور منذ الصغر‪ ،‬حيث كنت في بداياتي كمهتم‬
‫با إللكترونيات أتعامل مع الدارات دون معرفة تفاصيلها الدقيقة‪ ،‬ودون اإللمام الكامل بماتعنيه كل‬
‫قطعة وسبب وجودها في الدارة‪ ،‬فكان كل اهتمامي آنذاك هو أن تعمل الدارة بإصدار صوت أو ومضة‬
‫ثنائي مشع للضوء‪ .‬كنت أقرأ عن شرح للعناصر اإللكترونية في الكتب التي وقعت تحت يدي‪ ،‬لكنها‬
‫كانت تغص بشروحات ومعادالت لم تجب فضولي‪ ،‬ولم أتمكن من معرفة السر الحقيقي وراء‬
‫الترانزستور مثال وكيفية عمله الحقيقي أو طريقة اختباره أو أساسيات تطبيقاته‪.‬تساؤالت هي‬
‫بسيطة للغاية لكنك لن تجد إجابة شافية في الكتب األكاديمية أو الكتب المتوفرة في األسواق‪،‬‬
‫إجابات ألسئلة ستراودك كثيرا في بدايات معرفتك لهواية اإللكترونيات ‪.‬‬

‫‪ .1‬كنت أتساءل‪ :‬كيف يتم تكبير التيار في الترانزستور في دوائر التكبير؟ من أين يأتي بقدرته هذه‪،‬‬
‫فهل هو كبطارية مثال ويمكن أن تنضب بعد فترة وينتهي عمر الترانزستور؟ كيف يمكن له تكبير‬
‫اإللكترونات القادمة إلى قاعدته؟ وهل هو من سيعمل على إمدادها بالطاقة؟ هل هو إذا منبع للطاقة‬
‫يكمن أن ينضب بعد فترة من استخدامه ؟‬

‫‪ .2‬هل يمكن تكبير أي إشارة دخل بواسطة الترانزستور؟ فهل يمكن تكبير إشارة تيار مستمر؟ أم‬
‫متردد؟ وماهي قيمتها القصوى؟الدنيا؟ هل هناك حدود؟ هل هناك حدود بالنسبة لتردد إشارة‬
‫الدخل؟‬

‫‪ .3‬لماذا أجد أرقاما معينة للترانزستور في الدارات؟ هل وضعت بشكل دقيق؟ وهل تعني شيئا أصال؟‬
‫وهل يمكنني استبدالها بمكافئات أخرى؟‬

‫‪45‬‬
‫‪ .4‬كنت حين ذهابي لمحالت شراء القطع اإللكترونية أنزعج كثيرا إذا قال لي البائع عفوا‪..‬هذا‬
‫الترانزستور غير موجود‪ .‬لكنه كان يقدم المساعدة من خالل كتاب المكافئات أو العناصر التي يمكن‬
‫استخدامها بدل الترانزستور الذي أطلبه‪ .‬فكيف يتم اختيار ذلك البديل؟‬

‫هذا كان مجمل ما كنت أعانيه كمبتدئ في هذا المجال‪.‬‬

‫كم مرة شاهدتم دارة كالتي في الصورة أدناه ‪:‬‬

‫حسنا‪ :‬ماهو دور الترانزستور ‪ T R1‬؟‬

‫تخيلوا معي أننا نعيش في منزل معين ولدينا خزانان من الماء‪ ،‬األول خزان علوي في سطح المنزل‬
‫واألخر في قاع المنزل‪ .‬ولنفترض جدال أن الخزان العلوي فارغ تقريبا من الماء‪ ،‬وأننا أردنا أن‬
‫نستخدم ذلك الخزان للحصول على الماء‪ ،‬فكيف يمكنني أن أستغل الماء الموجود في الخزان‬
‫السفلي وأقوم بدفعه للخزان العلوي بحيث أتمكن من االستفادة منه واستخدامه في المنزل؟هنا‬

‫‪46‬‬
‫يأتي دور مضخة الماء التي يجب أن تكون في أسفل المنزل ومتصلة بالخزان السفلي‪ .‬ألسنا نقوم‬
‫بتشغيل المضخة في كل مرة نحتاج إلى ماء كي نمأل به الخزان العلوي؟‬

‫إذا المضخة هي الالعب الرئيسي في هذه الحيلة‪ ،‬فهي بمثابة العقل المدبر الذي سيعمل على تحويل‬
‫طاقة المصدر" الخزان السفلي" وإجبارها على التحرك للحمل "الخزان العلوي" كي نستفيد منها ‪.‬‬

‫بنفس الطريقة يعمل الترانزستور كمكبر‪ ،‬فهو كالمضخة التي ستقوم باالستفادة من جهد وتيار الحمل‬
‫"بطارية مثال" بحيث تضيف طاقة لإلشارة الضعيفة التي دخلت إلى قاعدة الترانزستور لتكبيرها‪.‬‬
‫فاألمر بشكل تجريدي‪ ،‬لدينا إشارة ضعيفة جدا "كالماء القليل الموجود في الخزان العلوي في‬
‫المنزل"‪ ،‬ونريد إرسال تلك اإلشارة الضعيفة للحمل أو الخرج "مجمع الترانزستور" مكبرة بحيث‬
‫نستغل وجود بطارية أو مصدر خارجي للتيار "مثل الخزان السفلي" وبذلك نكون قد حللنا مشكلة‬
‫اإلشارة الضعيفة وقمنا بتكبيرها بالشكل المطلوب‪.‬ونالحظ أن كمية التكبير تعتمد أساسا على قدرة‬
‫الترانزستور "المضخة" وعلى نوعية اإلشارة وشكلها وحجمها‪ ،‬وأيضا على قدرة الجهد المتصل‬
‫بالمجمع "البطارية"‪ .‬حتى هذه النقطة نكون قد عرفنا أن الترانزستور هو عنصر له القدرة على‬
‫التحكم أو استغالل مصدر معين ‪ -‬كالبطارية مثال‪ -‬لتكبير إشارة ما داخلة إلى قاعدته‪ ،‬فلذلك هو‬
‫ليس مولد للطاقة بذاته بل هو مجرد عنصر له القدرة على إضافة طاقة خارجية على إشارة ضعيفة‬
‫لتكبر بالحجم المطلوب باستغالل المصدر الخارجي للطاقة‪ ،‬لذلك فإن الترانزستور لن يضمحل بعد‬
‫فترة من استخدامه بل سيبقى يعمل مادام هناك مصدر يمده بالطاقة ‪.‬‬

‫ننتقل للسؤال الثاني‪ :‬هل يمكن تكبير أي إشارة واردة إلى قاعدة الترانزستور؟‬

‫بالتأكيد ال! فكما أن لكل مضخة قدرة تعمل ضمن حدودها‪ ،‬كذلك فإن للترانزستور مجاال معينا يعمل‬
‫ضمنه وبالتالي فهو ليس قادرا على تكبير أي إشارة ضعيفة تدخل إلى قاعدته فإن ذلك يحدث ضمن‬
‫شروط معينة‪ .‬ومايحكم ذلك عادة‪ :‬هو تردد اإلشارة الداخلة مثال‪ :‬فالترانزستور يتأثر بتردد اإلشارة‬
‫الداخلة وال يمكننا إدخال أي إشارة دون مراعاة أقصى تردد يدعمه الترانزستور‪ .‬فتخيلوا أننا نريد‬
‫تكبير إشارة صوت ضعيفة‪ ،‬فتردد إشارة الصوت لن يتجازو الـ ‪ 20‬كيلو هرتز‪ .‬ويمكن القول تجاوزا‬
‫أن أي ترانزستور قادر على التعامل معها‪ .‬لكن لو أردنا التعامل مع إشارة موجة ‪ F M‬ذات تردد ‪108‬‬

‫‪47‬‬
‫ميجاهرتز مثال‪ ،‬فليس كل ترانزستور قادر على معالجة تلك اإلشارة‪ .‬وأيضا‪ ،‬لكل ترانزستور نسبة‬

‫وهي في العادة تكون ذات قيمة قد تصل لـ ‪ 100‬أو ‪ 200‬مرة‪،‬‬ ‫تكبير محددة تعرف بمعامل التكبير ‪β‬‬
‫فمعنى ذلك أنه إذا أردنا تكبير إشارة دخل ترددها ‪ 1 -‬كيلو هرتز مثال‪ -‬وقيمتها ‪ 1‬ميللي فولت لتكون‬
‫‪ 1‬فولت على الخرج‪ ،‬باستخدام ترانزستور معامل تكبيره ‪ 200‬فلن نتمكن من ذلك‪ ،‬ألن الكسب‬
‫المطلوب في حالتنا يجب أن يكون ‪ 1000‬مرة في أقل تقدير كي نصل للقيمة المطلوبة ‪.‬‬

‫وللتذكير فإن تحمل الترانزستور محكوم بأمور رئيسية مثل ‪:‬‬

‫‪ .1‬جهد الحمل‪ :‬القيمة القصوى‬

‫‪ .2‬تردد إشارة الدخل المراد تكبيرها‪ :‬هل هي في مجال الجيجا هرتز أم ميجاهرتز؟ أم الكيلو هرتز؟‬

‫‪ .3‬قيمة إشارة الدخل‪ :‬هل هي في مجال الميللي فولت‪.‬‬

‫‪ .4‬كمية تيار الحمل أو تيار المجمع‪.‬‬

‫أنتقل للسؤال الثالث‪ :‬هل األرقام الموجودة على الترانزستور تعني شيئا للمصمم؟ مثل ‪:‬‬
‫‪2N2222‬أو ‪ AC128‬أو ‪ MMBT 3904‬هل هناك فرق حقيقي بينها أم أنها مجرد طالسم؟‬

‫نعم هناك فرق شاسع بينها‪ .‬فلكل ترانزستور مواصفات معينة خاصة به‪ ،‬فمثال ‪:‬هناك كما عرفنا سابقا‬
‫ترانزستور نوع موجب‪ -‬سالب‪ -‬موجب وهناك آخر من نوع سالب موجب سالب‪ ،‬وهناك من له قدرة‬
‫تكبير تصل لـ ‪ 100‬مرة‪ ،‬ومنها من يعمل على فرق جهد ‪ 12‬فولت وآخر حتى ‪ 60‬فولت‪ .‬منها ما يستطيع‬
‫تكبير تيارات دخل حتى ‪ 200‬ميللي أمبير‪ .‬فترقيم أو تسمية الترانزستور أمر ضروري وال مفر منه‪.‬‬
‫فهو كاسم الشخص! فاليمكننا التعامل مع الترانزستور دون معرفة رقمه‪ .‬وإذا عرفنا رقمه تمكنا من‬
‫قراءة ملف المواصفات الفنية ‪ DAT AS HE E T‬التي ستوضح كافة المعلومات الخاصة بالترانزستور ‪.‬‬

‫السؤال األخير‪ :‬كيف يمكن معرفة المكافئات أو البدائل ألي ترانزستور؟‬

‫‪48‬‬
‫بمجرد معرفة مواصفات الترانزستور األساسي من خالل ملف المواصفات ومقارنتها بما نحتاجه فعال‬
‫في الدارة يمكننا التوجه للمواقع الشهير ة مثل ديجي كي والبحث عن أي بديل يلبي الغرض‪ ،‬وكما‬
‫قلت سابقا فأرقام الترانزستور الموجودة في أي دارة والتي يختارها المصمم ليست آية منزلة بل‬
‫هي اجتهاد قد يصلح لفترة وقد اليتناسب أحيانا مع القطع المتوفرة في األسواق‪ .‬فعلينا االجتهاد‬
‫بأنفسنا إذا واجهنا مشكلة الحصول على الترانزستور األساسي ‪.‬‬

‫حسنا‪..‬لكن كيف يتم تصميم أي دارة تكبير بسيطة باستخدام الترانزستور؟ ما هي األسس‬
‫الصحيحة لذلك؟ هل هناك معادالت البد من استخدامها؟ ماهي الطريقة الصحيحة لتوصيل‬
‫الترانزستور كي يعمل كمكبر؟‬

‫كي نقوم بعملية التكبير‪ ،‬فالبد أن يتم قدح "تشغيل" الترانزستور وتهيئة الظروف المحيطة به كي‬
‫يدخل في وضع التكبير‪ .‬وهناك عدة أشكال لدوائر القدح التي يتم من خاللها عملية تشغيل‬
‫الترانزستور وتأمين انحياز أمامي بين القاعدة والمشع وانحياز عكسي بين المجمع والقاعدة‪ .‬وما‬
‫نعنيه بدوائر القدح‪ ،‬هو أننا نقوم بتوصيل مجموعة مقاومات ومكثفات بأطراف الترانزستور كي‬
‫يكون مستعدا للعمل في وضعية التكبير‪ .‬وإحدى أشهر تلك الدارات ما يعرف بدارة المشع المشترك‬
‫الموضحة في الصورة أدناه ‪:‬‬

‫لنحلل تلك الدارة ‪:‬‬

‫‪ .1‬إلى اليسار وتحديدا عند طرف‬


‫المكثف ‪ C1‬تشاهدون إشارة الدخل‬
‫المراد معالجتها وتكبيرها‬

‫مهمة المكثف ‪ C1‬هي عزل أي‬ ‫‪.2‬‬


‫جهد مستمر قد يكون قادما ضمن‬

‫‪49‬‬
‫إشارة الدخل‪ .‬والهدف من عزلها‪ ،‬كي ال نؤثر على عملية قدح الترانزستور وعادة قيمته تتراوح بين‬
‫‪ 0.1‬إلى ‪ 1‬ميكروفاراد‬

‫‪ R1, R2 .3‬هي مقاومات مخصصة لقدح الترانزستور باستخدام جهد المصدر " البطارية" كي نوفر‬
‫جهد انحياز أمامي لنبيطة القاعدة‪-‬المشع والذي يجب أن تكون أكبر من ‪ 0.7‬فولت كي تكون نبيطة‬
‫القاعدة‪-‬المشع منحازة أماميا وكذلك لتأمين جهد انحياز عكسي لنبيطة القاعدة ‪-‬المجمع لتكون أقل‬
‫من ‪0.7‬فولت وقيمتها تتعلق بجهد البطارية المتصل بالترانزستور ‪ .‬فيجب أن نختار قيما بحيث‬
‫نضمن وصول جهد أكبر من ‪ 0.7‬فولت ولنقل جدال أنه ‪ 2‬فولت‪ .‬فإذا كان جهد المصدر ‪ 10‬فولت معنى‬
‫ذلك إذا قررنا جعل قيمة ‪100 R1‬كيلو أوم فيجب أن تكون أقل قيمة لـ ‪ R2‬هي ‪ 25‬كيلو أوم‬

‫‪ R3 .4‬كي نستطيع أن نمرر تيارا محددا في المجمع دون تجاوز قيمة معينة‪ ،‬فلنقل أننا نريد كحد‬
‫أقصى ‪ 100‬ميللي أمبير ولدينا جهد بطارية ‪ 10‬فولت فعلى فرض أن الجهد بين المشع والمجمع في‬
‫حالة التكبير للترانزستور سيكون حوالي ‪ 2‬فولت "تذكروا أن هذه القيمة ستكون حوالي ‪ 0.2‬فولت‬
‫في وضعية اإلشباع وهي عند استخدام الترانزستور كمفتاح" "فقيمة المقاومة يجب ان تكون ‪:‬‬

‫‪10−2‬‬
‫=‪R3‬‬ ‫‪= 80 Ohm‬‬
‫𝐴𝑚‪100‬‬

‫لكن أيضا قيمة تلك المقاومة مرتبطة بالمعادلة التالية ‪:‬‬

‫‪I c = β×I b‬‬

‫حيث إن ‪ β‬هي كسب الترانزستور و ‪ I b‬هو تيار القاعدة‬

‫إذا أقصى كمية تيار مجمع مرتبطة بتيار القاعدة والكسب الخاص بالترانزستور‪ ،‬وذلك يعني أنه إذا‬
‫حددنا تيار القاعدة ليكون ‪ 0.1‬ميللي أمبير مثال فيجب أن ال يتجاوز تيار المجمع ‪10 = 100*0.1‬‬
‫ميللي‪ ،‬وهي ما سيغير قيمة المقاومة المتصلة بالمجمع ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ C2 .5‬الهدف منه هو عزل أي جهد مستمر من االنتقال من الترانزستور إلى الحمل‪ ،‬ويمكن اختيار‬
‫قيمة بين ‪ 0.1‬ميكرو فاراد وحتى ‪ 1‬ميكروفاراد‬

‫‪RL .6‬هي مقاومة الحمل‬

‫‪ R4 .7‬هي مقاومة المشع وتستخدم لتحديد تيار المشع ‪.‬‬

‫‪ C3 .8‬ويستخدم لتثبيت نقطة القدح الخاصة بالترانزستور بحيث ال تتأثر بأي موجة جيبية عابرة‬

‫هذا بشكل مبسط أشهر دارة قدح يستخدمها هواة الترانزستور‪،‬‬

‫اآلن سأذكر لكم أهم المعادالت التي يستخدمها المصمم الذي يتعامل مع دوائر التكبير في‬
‫الترانزستور‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪1. I c = β×I b‬‬

‫حوالي ‪ 2‬فولت ‪Vc e :‬‬

‫‪3. I e = I b+ I c‬‬

‫‪4. 𝑉𝐶𝐸 ≥ 0.2‬‬

‫‪5. 𝑉𝐸 < 𝑉𝐵 < 𝑉𝐶 f or NPN‬‬

‫وهي المعادالت الرئيسية التي يستخدمها أي مصمم ترانزستور يحاول إدخاله في حالة التكبير‪،‬‬
‫ويمكن معرفة القيم القصوى لتلك التيارات والجهود التي ذكرتها في األعلى بالرجوع لملف‬
‫المواصفات الفنية للترانزستور الذي يحوي كافة األرقام الدقيقة‪ ،‬وبناء عليها يتم تحديد القيم‬
‫الخاصة بالمقاومات التي تحدثنا عنها في دارة قدح الترانزستور السابقة ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫لكن كل هذه المعادالت كيف توصلنا إليها؟ ولم قلنا أن تيار المشع هو حاصل جمع تيار القاعدة مع‬
‫تيار المجمع؟ ولم عرفنا إن فرق الجهد بين المجمع والمشع هو حوالي ‪ 2‬فولت في حالة أن‬
‫الترانزستور يعمل كمكبر؟‬

‫كل ذلك تم في المختبر! لم يتم كتابة أي معادلة من الفراغ‪ ،‬ولم تصلنا إال بعد اآلف من التجارب حتى‬
‫وصلنا إلى نموذج واستنتاجات يمكننا تعميمها كنظرية لتصرف الترانزستور بشكل عام‪ .‬ودوما نركز‬
‫أن كل ترانزستور مختلف عن األخر‪ .‬فحتى لو افترضنا أن نتعامل مع نفس الرقم فالبد من وجود‬
‫اختالفات طفيفة في القيم الخاصة بالتكبير والقدح‪.‬‬

‫ً‬
‫حسنا ‪ ،‬أليست العملية معقدة؟ فهل يجب أن نقوم بالحسابات في كل مرة نحاول تغيير قيم التيار‬
‫المار في المجمع؟ هل هناك حيل إلجراء الحسابات بطرق أسرع؟‬

‫تذكروا أن مايميز المهندس المحترف عن الهاوي البسيط هو قدرة المهندس على استخدام المعادالت‬
‫التي توصل إليها المهندسون في المختبر إلعادة محاكاة دارات أخرى مشابهة‬

‫هل سبق وأن سمعتم ببرنامج ‪PS Pi c e‬‬

‫هو برنامج شهير لتحليل الدارات اإللكترونية من شركة ‪ Ca de nc e‬وأنصح كل مهندس أو طالب أو‬
‫هاو أن يستخدمه في تحليل داراته‪ .‬فما يقوم به البرنامج أنه يسمح للمستخدم برسم أي دارة ومن‬
‫ثم يتم تحليل تلك الدارة ورسم الدوال البيانية الخاصة بالتيار أو الجهد عند أي نقطة مرغوبة في‬
‫الدارة‪ .‬مما يسهل على المصمم أن يقوم بإجراء أي تعديل بسيط على دارته ومن ثم يضغط زر‬
‫المحاكاة والتحليل لتخرج النتيجة‪ .‬البرنامج يعتمد في ذلك على معادالت رياضية خاصة بكل عنصر‬
‫إلكتروني موجودة ضمن قاعدة بيانات البرنامج فما يقوم به البرنامج هو معالجة تلك المعلومات‬
‫الواردة فيها‪ .‬لذلك اليمكننا اعتبار التحليل الوارد في البرنامج حقيقي ‪100%‬فالحكم الحقيقي يكون‬
‫بإجراء التجربة في المختبر حيث أن البرنامج غير قادر على محاكاة كافة الظروف الحقيقية المتعلقة‬
‫بالعنصر أو الظروف المحيطة به كالحرارة والرطوبة والتشويش المحيط ‪.‬لكن باختصار يمكننا‬
‫استخدام البرنامج كي نأخذ تصورا عاما عن أداء الدارة قبل الشروع في شراء عناصرها وتركيبها‬
‫في المختبر ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫تفضلوا موقع البرنامج وهنا نسخة مجانية للطالب‬

‫حسنا ‪ ،‬ماذا لو أردنا استخدام ترانزستور ? ‪MOS F E T‬‬

‫كان نقاشنا السابق يتعلق بترانزستور من نوع ‪ BJ T‬فما هو الفرق بينه وبين ترانزستور التأثير‬
‫المجالي المصنوع من المعدن واألكسيد والمعدن أو مايعرف بالموسفت؟ ‪ MOS F E T‬؟‬

‫ويمكننا القول بأن الفرق الرئيسي بين هذين النوعين هو أن التحكم في التيار المار يتم من خالل‬
‫تيار القاعدة في نوع الـ ‪ BJ T‬أما في نوع الموسفت فيتم التحكم في التيار المار في المصرف من‬
‫خالل جهد البوابة ‪.‬‬

‫ختاما‪ ،‬أترككم مع هذا المقطع الذي يختصر جزءا من نقاشنا السابق ‪:‬‬

‫المصادر‬

‫‪.‬مصدر مميز‬

‫‪53‬‬
‫السيدة حلزونة‪..‬رمز النضال والمقاومة‬

‫كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرا وكان الشارع خاليا من المارة‪ ،‬إال من بعض قطط الحي التي ال‬
‫زالت تعبث في قمامة المنازل‪ .‬هدوء صارخ‪..‬ونسمة هواء باردة تضفي مزيدا من الشاعرية في هذا‬
‫الوقت من الليل‪ .‬وفجأة‪..‬صوت قرع أقدام عند مقدمة الشارع ‪. .‬‬

‫وماهي إال لحظات حتى ترجلت مجموعة ملثمة!‬

‫‪54‬‬
‫بدؤوا بطرق أحد األبواب بشكل هستيري مستخدمين كل وسائل القوة لديهم‪ .‬كانوا ملثمين‬
‫بأقنعة سوداء‪..‬ومدججين بأسلحة بيضاء! أفاق الجيران على صوت ذلك الضجيج‪..‬وكل بدأ‬
‫يسترق النظر من خلف الشبابيك‪..‬متخفين خلف الستائر خوفا من أن يشاهدهم أولئك الملثمون‬

‫بدأت المجموعة الملثمة تتحرك بسرعة هائلة‪ 50..‬مليون اهتزازة بالثانية‬

‫الهدف كان واضحا‪..‬القضاء على من بداخل هذا البيت الصغير المتواضع وتمزيق أفراده إربا‬

‫وفجأة ‪. .‬ودون سابق إنذار‪ ،‬فتح الباب وبدا صمت عجيب‪ .‬بدأت المجموعة مصدومة‪..‬فلم تتوقع‬
‫وجود ذلك العنصر المفاجئ!‬

‫سيدة‪..‬نعم‪..‬مجرد سيدة رشيقة تدعى السيدة حلزونة‪ ،‬وما هي إال صرخات بسيطة حتى اضمحل‬
‫الملثمون لألبد‪ .‬فمن هم أولئك الملثمون؟ومن هي السيدة حلزونة؟ تعالوا نتابع أوال هذا الفيديو‬

‫من هي السيدة حلزونة؟‬

‫‪55‬‬
‫هل عرفتموها؟ نعم السيدة حلزونة هي الملف ‪. .‬‬

‫فالملف هو أحد أهم العناصر اإللكترونية الرئيسية التي يتعامل معها المصمم اإللكتروني‪ .‬وهو‬
‫ببساطة عبارة عن سلك ملفوف كما في الشكل التالي‬

‫سلك؟!؟‬

‫نعم بكل بساطة الملف هو سلك ملفوف بطريقة معينة‪ ،‬ولهذا السلك مواصفات معينة تحدد خصائصه‬
‫الكهربائية مثل ‪ :‬مساحة مقطع السلك‪ ،‬طوله‪ ،‬نوع المادة المصنوع منها‪ ،‬وغيرها‪ .‬عند مرور تيار في‬
‫هذا السلك سينشأ حقل مغناطيسي حول الملف تعتمد شدته على شدة التيارالمار خالل السلك وعلى‬
‫عوامل أخرى مثل شكل الملف هل هو حلزوني أم دائري أم مستقيم‪ .‬فإن استمر ذلك التيار بالمرور‬
‫دون تغير في الشدة أو االتجاه "تيار مستمر" فسيبقى الحقل المغناطيسي الناتج ثابتا ولن يكون‬
‫هناك أي تأثيرعلى التيار المار ‪.‬‬

‫اآلن‪ ،‬عند تغيير قيمة التيار المار خالل الملف أو اتجاهه سينشأ ما يعرف بقوة الحث المغناطيسي‬
‫للملف والتي ستعمل على ممانعة مرور التيار خالل السلك والحد منه ‪ .‬والسبب وراء ذلك أن المجال‬
‫المغناطيسي حول الملف يقوم بتوليد قوة مغناطيسية في الملف تولد تيارا يعاكس اتجاه التيار‬

‫‪56‬‬
‫األصلي وبالتالي ستمنع التيار من المرور خالل الملف‪ .‬وتعتمد قوة الحث هذه على مشتقة التيار المار‬
‫خالل الملف بالنسبة للزمن فكلما زادت سرعة صعود أو هبوط التيار زادت قوة الحث للملف‪.‬وتقاس‬
‫وحدة حث الملف بالهنري نسبة للعالم األمريكي هنري‪ .‬بالنسبة للملف‪ ،‬فيخزن تيارا يقوم بإرجاعه‬
‫للدارة عند فصل التيار الرئيسي‬

‫ويقاس حث الملف كما في المعادلة التالية ‪:‬‬

‫𝐴 ‪𝜇0 𝐾𝑁 2‬‬
‫=𝐿‬
‫𝑙‬
‫حسنا‪..‬فما الذي يفعله ذلك الملف؟ وما هو مبدأ عمله؟‬

‫ببساطة شديدة‪ ،‬تخيلوا الملف عبارة عن مقاومة‪ ،‬قيمتها تكون صغيرة جدا في حالة مرور تيار‬
‫مستمر‪ ،‬ومقاومتها عالية في حالة مرور تيار متردد‬

‫ماهي المعادلة التي تحكم ذلك؟‬

‫𝐿𝑓𝜋‪𝑋𝐿 = 𝜔𝐿 = 2‬‬
‫الحظوا وجود التردد ‪ f‬في المعادلة فكل ما زاد التردد زادت الممانعة‬

‫وماهو سبب تخزينه للشحنات؟ هل تعني أنه يخزن الشحنة كالمكثف؟‬

‫سبب تخزينه للشحنات يعود لقدرته على توليد مجال مغناطيسي له القدرة على منح الملف‬
‫تخزين الشحنة ‪.‬‬

‫طيب ماذا لو كان التيار المار عبر الملف غير متغير؟‬

‫سيرحب الملف بذلك ولن يمنعه‪ .‬فكما وضحنا في المعادلة السابقة فإن ممانعة الملف هي مطردة‬
‫ومحكومة بتردد التيار المار‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫حسنا إذا ومافائدة الملف إذا؟ ماهي تطبيقاته؟‬

‫‪ .1‬دوائر الحماية‬

‫عند الحديث عن حماية مداخل وحدات التغذية أو التطرق لمداخل الدارات الرقمية فالبد من ذكر‬
‫الملف‪ .‬انظروا الشكل التالي ‪:‬‬

‫هذه الدارة هي فلتر بسيط للترددات العابرة التي قد تتواجد عند مداخل وحدة التغذية‪ .‬فدور هذا‬
‫الفلتر هو منع التشويش قبل وصوله لمدخل الدارة الرقمية ‪.‬فالملف في هذه الحالة سيتصرف وكأنه‬
‫مقاومة ذات ممانعة عالية جدا عند حدوث أي تشويش على مدخل التغذية ليقوم بامتصاصه‬
‫ومجابهته بقوة الحث المغناطيسية ‪.‬‬

‫تصميم الفالتر أو المرشحات‬ ‫‪.2‬‬

‫المرشحات يدخل في تصميمها ثالثة عناصر رئيسية ‪ :‬الملف‪ ،‬المقاومة والمكثف‪ .‬شاهدوا الصورة‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫فهذه الصورة تختصر أنواع الفالتر المشهورة‪ :‬الترددات المنخفضة‪ ،‬المرتفعة‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬

‫المحوالت الكهربائية‬ ‫‪.3‬‬

‫‪59‬‬
‫فالمحول ما هو إال عبارة عن ملفين‪ :‬ابتدائي وثانوي وما يختلف هنا هو نوع القالب الذي يلف عليه‬
‫الملف فقد يكون حديديا ‪ .‬فقدرة الملف على توليد مجال مغناطيسي ووجود ملف بالقرب منه سيولد‬
‫تيارا مستحثا في ذلك الملف ‪.‬‬

‫‪ .4‬إشارات المرور‬

‫تعتمد إشارات المرور الذكية في كشفها لوجود السيارات‬


‫على خاصية الحث المغناطيسي‪ .‬حيث أنه يمكننا وضع ملف‬
‫كبير الحجم على أرض الشارع وعند مرور جسم معدني‬
‫كبير "مثل السيارة" فوق الملف سيتغير حثه ومن ثم يمكننا استخدام تلك الخاصية لفتح اإلشارة‬
‫وتشغيلها ‪.‬‬

‫كاشف المعادن‬ ‫‪.5‬‬

‫هناك أنواع من كواشف المعادن التي يعتمد عملها على‬


‫تغير حث الملف وذلك عند وجود معدن بالقرب منها‪.‬‬

‫هذه بعض من تطبيقات الملفات‪ ،‬واسرحوا بخيالكم‬


‫لتجدوا أنه يمكنكم استخدام خاصية الحث المغناطيسي للقيام بتطبيقات عديدة جدا ‪.‬‬

‫مالحظات هامة عند اختيار الملفات‪:‬‬

‫‪1.‬القيمة القصوى للتيار‬

‫وهي أقصى قيمة يمكن للملف أن يتحملها‪ ،‬فانتبه عند اختيار الملف أن تأخذ في عين االعتبار شدة‬
‫التيار المار خالل الملف‪ .‬ويفضل هنا أن تضع نسبة زيادة كأقل تقدير ‪%20‬‬

‫‪2.‬التشبع‬

‫‪60‬‬
‫وهو عدم قدرة الملف على تخزين الطاقة المغناطيسية‪ .‬كم هي القيمة العظمى التي سيفقد بعدها‬
‫الملف قدرته على العمل كما هو مصمم له‪.‬‬

‫‪ 3.‬تردد االهتزاز الذاتي‬

‫وهو التردد الذي يبدأ عنده الملف بتوليد اهتزاز ذاتي بسبب وجود مكثف تخيلي يظهر تأثيره بعد‬
‫ترددات معينة فائقة‪ .‬بمعنى آخر أن الملف بشكل تجريدي هو ليس مجرد ملف فقط بل داخليا‬
‫يحتوي على مكثف متوار عن األنظار يظهر تأثيره عند ارتفاع تردد اإلشارة الداخلة للملف‪ .‬لذلك‬
‫يجب مراعاة التردد الذي نستخدم فيه الملف كي النتداخل مع التردد الذاتي للملف‪.‬‬

‫ختاما‪..‬هل عرفتم أولئك الملثمين؟‬

‫نعم إنهم التيار الكهربائي‪ ،‬والذي حاول اقتحام دارة إلكترونية في وسط الظالم‬

‫لكن ‪..‬الملف العزيز‪..‬حلزوني الشكل كان له بالمرصاد‬

‫المصادر ‪:‬‬

‫المصدر األول‪ ،‬المصدر الثاني‪ ،‬المصدر الثالث‬

‫‪61‬‬
‫المرحل ‪..‬الريالي‬

‫ما هو ذلك العنصر؟ وكيف يمكن استخدامه؟ وماهي تطبيقاته؟ إيجابياته؟ سلبياته؟ تعالوا نخوض‬
‫أسرار المرحِ ل ونتعرف عليه ‪.‬لنشاهد هذا الفيديو الذي يحتوي شرحا مبسطا عن المرحِ ل‬

‫‪62‬‬
‫مم يتكون؟‬

‫ً‬
‫داخليا يتكون‬ ‫الريالي هو عنصر ميكانيكي‪/‬إلكتروني‪ ،‬ويمكننا تخيله على شكل مفتاح أو زر كهربائي‪،‬‬
‫من جزئين رئيسيين‪ :‬األول‪ :‬سلك ملفوف حول قالب حديدي‪ ،‬وفي مقدمة ذلك القالب يتوضع الجزء‬
‫الثاني‪ :‬وهو لسان أو قطعة معدنية مستطيلة الشكل تقع أمام القالب‪/‬الملف وهي بمثابة المفتاح فهي‬
‫تحتوي على تماسات معدنية يتم من خاللها توصيل حمل كهربائي ليعمل الريالي على فصله أو‬
‫تشغيله بحسب وضع الملف في الريالي ‪.‬‬

‫ماهو الرمز اإللكتروني للريالي في الدارات اإللكترونية؟‬

‫يرمز للريالي بالشكل التالي‪ :‬حيث الجزء األيسر هو الملف واأليمن هو رمز‬
‫المفتاح الكهربائي‬

‫كيف يعمل؟‬

‫‪63‬‬
‫عندما يتم تطبيق فر ق جهد على طرفي الملف الداخلي للريالي‪ ،‬سيمر تيار في الملف ليتحول‬
‫بواسطته الملف لمغناطيس كهربائي مولدا مجاال مغناطيسيا سيقوم بدوره بجذب ذلك اللسان أو‬
‫القطعة المواجهة للملف بحيث تغلق التماسات الكهربائية‪ ،‬وعند فصل الجهد المطبق سيتالشى التيار‬
‫تدريجيا ليختفي ذلك المجال المغناطيسي‪ ،‬وهناك زنبرك سيقوم بإعادة اللسان لوضعه الطبيعي‬
‫وفصل التماسات وفتح المفتاح الذي أغلق ‪.‬‬

‫انظروا الشكل التالي كي يتضح الشرح ‪:‬‬

‫إذا بكل بساطة فالريالي هو مفتاح كهربائي ميكانيكي‪ ،‬ما إن يتم تطبيق جهد على ملفه‪ ،‬يبدأ بالعمل‬
‫ليجذب تماسات معدنية ستعمل على غلق أو فتح دارة خارجية متصلة بها ‪.‬‬

‫ومافائدته إذا؟ أال يمكننا استخدام مفتاح كهربائي مباشرة؟ لم ال نختصر الطريق؟‬

‫تخيلوا معي أننا قمنا بتصميم دارة إلكترونية بها معالج دقيق يعمل على فرق جهد مستمر مثل‪3.3 :‬‬
‫فولت‪ ،‬ولدينا حمل كهربائي أو دارة خرج هي مصباح كهربائي أو لمبة مثال تعمل على فرق جهد‬
‫متردد قيمته ‪ 110‬فولت‪ .‬منطقيا‪ ،‬ال يمكننا تشغيل ذلك الحمل من خالل دارتنا البسيطة فهي غير‬
‫مؤهلة لقيادة تلك اللمبة‪ ،‬وهنا يأتي دور الريالي فهو سيقوم بعملية قيادة ألي حمل ذي حجم كبير‬
‫من خالل فرق جهد صغير‪ ،‬والسر يمكن وراء تشغيل الملف بجهد صغير مثل ‪3.3‬فولت لنقوم بتشغيل‬

‫‪64‬‬
‫المصباح الذي سيتم توصيله على أطراف التماسات التي سيجذبها الملف داخل الريالي‪ .‬إذا للريالي‬
‫فائدة عظيمة كونه سيعمل على ترحيل جهد وتيار صغير لقيادة حمل كبير‪ .‬وأيضا ميزة الريالي تكمن‬
‫في قدرته على العزل التام ما بين دارة المصدر والحمل "الخرج"‪ ،‬فهما معزوالن تماما ولكل واحد‬
‫منهما نقطة أرضية مرجعية مختلفة عن األخرى‪ ،‬وهذا له فائدة كبيرة في منع انتقال التشويش‬
‫والجهود العابرة لدارتنا وبمعنى أصح حمايتها‪ .‬أخيرا‪ ،‬يمكن استخدام الريالي في التحكم عن بعد‪،‬‬
‫أي وضع الريالي بالقرب من الجهاز ومد سلك للدراة التي تصدر األوامر ‪.‬‬

‫أنواع الريالي ‪:‬‬

‫كما اتفقنا فإن الريالي هو بمثابة المفتاح‪ ،‬والمفاتيح الكهربائية لها أنواع متعددة تعتمد على عدد‬
‫أقطابها وتحويالتها‪ .‬المقصود بالقطب هو المفتاح ‪ ،‬والتحويلة هي وضعية المفتاح هل هو مغلق أم‬
‫مفتوح في الحالة الطبيعية‬

‫بناء على ذلك هناك األنواع التالية من الريالي ‪:‬‬

‫‪1.‬أحادي القطب أحادي التحويلة‬

‫‪2.‬ثنائي القطب أحادي التحويلة‬

‫‪3.‬أحادي القطب ثنائي التحويلة‬

‫‪. 4‬ثنائي القطب ثنائي التحويلة‬

‫ولكم أن تتخيلو االحتماالت العديدة التي يمكن بناؤها‪ ،‬انظروا الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫عيوبه ‪:‬‬

‫لكل عنصر إلكتروني فوائد وسلبيات ‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة للريالي‪ ،‬فأهم سلبياته هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬بما أنه يعتمد على الملف ‪-‬وهو حثي‪ -‬فلذلك ستتولد فيه قوة دافعة كهربائية عكسية عند مرور‬
‫تيار به (تعرف بقاعدة لنز) عند التوصيل وعند الفصل مما قد يؤدي لعطب الدارة المتصلة به‪ .‬إال أنه‬
‫يمكننا تجاوز هذه المشكلة البسيطة بواسطة وضع عنصر الدايود بين طرفي الملف وذلك لمنع عودة‬
‫تلك القوة الدافعة العكسية ‪.‬‬

‫‪ .2‬حدوث ارتدادات ميكانيكية عند كل تحويل من وضع الفصل الى وضع التوصيل أو العكس‪ .‬مما‬
‫قد يؤدي لعطب الحمل‬

‫‪ .3‬يحتاج إلى دائرة موائمة لكى يعمل جيدا مع األنظمة اإللكترونية‪ .‬وعادة تكون هذه الدارة هي‬
‫مكونة من ترانزستور‬

‫‪66‬‬
‫‪ .4‬يوجد ربط سعوى بين التالمسات‪ .‬مما قد يؤثر سلبا على نوعية اإلشارة التي يتم إيصالها للحمل‬
‫أي أنه ستقل نسبة العزل بين التالمسات‬

‫‪ .5‬العمر االفتراضى للريالي صغير نسبيا خصوصا فى الدوائر التى تتطلب عددا كبيرا من مرات‬
‫الوصل والفصل‪ .‬وعادة ما تذكر قيمة عدد مرات الفصل والوصل القصوى لكل ريالي في ملف‬
‫المواصفات الفنية‬

‫دارة عملية الستخدام الريالي مع الدارات اإللكترونية‬

‫عند اختيار أي ريالي فالبد من االنتباه لألمور التالية كي نتمكن من االختيار الصحيح ومعرفة البدائل‬
‫التي يمكن استخدامها في حالة عدم توفر الريالي المناسب ‪:‬‬

‫‪ .1‬فرق الجهد الالزم لتشغيل الملف الداخلي للريالي‪ :‬فلو كان لدينا دارة تعمل على فرق جهد ‪5‬‬
‫فولت فيجب اختيار ريالي له فرق جهد لملفه هو ‪ 5‬فولت‪ ،‬وفي حالة تعذر ذلك يمكننا استخدام‬
‫جهد أكبر بعد استخدام دارة مواءمة تعتمد الترانزستور كمفتاح ‪.‬‬

‫‪ .2‬أقصى تيار الزم لتشغيل ملف الريالي‪ :‬وغالبا هذه القيمة ال تعطى بشكل واضح بل يتم ذكر مقاومة‬
‫الملف بدال منها‪ ،‬ومن خالل قسمة فرق جهد الملف على مقاومته يتم حساب التيار األعظم‪ .‬وهي‬
‫قيمة مهمة جدا كي نعرف هل يمكننا تشغيل ووصل الريالي بدارتنا مباشرة أو البد من وضع دارة‬
‫مواءمة‪.‬‬

‫‪ .3‬جهد وتيار مرحلة الخرج أو التماسات‪ ،‬وهنا يجب معرفة ما يحتاجه الحمل ومقارنته بالريالي‬
‫وينبغي دائما أن يتم اختيار قيمة تيار عظمى تزيد عن القيمة المطلوبة بنسبة ‪10‬إلى ‪%20‬‬

‫‪ .4‬العمر االفتراضي لتماسات الريالي وعادة ما تعطى بماليين المرات‬

‫ننتقل اآلن للدارة العملية ‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫التحكم‪ 0 :‬منطقي يطفأ الريالي‬

‫‪ 1‬منطقي يعمل الريالي‬

‫الدارة كما تشاهدون تتكون من ثالثة عناصر‪:‬‬

‫ترانزستور من نوع ‪ NPN‬ومقاومة لحماية قاعدته لتحديد قيمة التيار‪ .‬ودايود يتم ربطه بالتوازي مع‬
‫ملف الريالي‪ .‬الترانزستور يعمل في حالة التشبع بوضعية مفتاح‪ ،‬بالتالي ففرق الجهد بين المجمع‬
‫والمشع أو الباعث هو حوالي ‪ 0.2‬فولت‪ .‬رقم الترانزستور هنا يراعى فيه تحمله للتيار الخاص‬
‫بالريالي‪ .‬فلو كان الريالي بحاجة ل‪ 45‬ميللي أمبير‪ ،‬فيفضل اختيار ترانزستور يتحمل ‪ 75‬أو ‪100‬‬
‫ميللي أمبير‪ .‬هناك العديد من التصاميم التي تغفل استخدام الدايود وهو خطأ كبير! فهذا الدايود‬
‫يشكل حماية رئيسة للترانزستور في حالة اطفاء الترانزستور‪ .‬ففي اللحظة التي كان فيها الريالي‬
‫يعمل وتم فصل الترانزستور أي إطفاؤه فسيبقى هناك جهد على طرفي الملف ستجد طريقها‬
‫للترانزستور وستكون كبيرة جدا مما يؤدي إلى تكون تيار كبير سيحرق الترانزستور‪ .‬لذا يفضل‬
‫استخدام الدايود بشكل دائم مع أي دارة للريالي‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫المفتاح المغناطيسي‬

‫هو عنصر ميكانيكي إلكتروني تم اختراعه عام ‪ 1936‬في معامل بل من قبل إيلوود‪ .‬يتكون من جزئين‬
‫معدنيين على شكل سلكين‪ ،‬يبعدان عن بعضهما مسافة صغيرة جدا ‪ ،‬ويوجدان داخل إسطوانة‬
‫زجاجية معزولة ومملوءة بغاز معين‪ .‬وفي حال اقتراب مغناطيس خارجي من اإلسطوانة‪ ،‬فإن‬
‫السلكين سيتأثران بفعل المغناطيس وسينجذبان لبعضهما ويغلقان المفتاح‪ ،‬أو العكس‪ ،‬فهما في‬
‫األصل متصالن ببعضهما وسيبتعدان في حالة اقتراب مغناطيس منهما‪ .‬بمعنى آخر مفتاح ريد ما هو‬
‫إال مفتاح كهربائي أو إلكتروني‪ ،‬لكن الفرق في المفاتيح العادية هو وجود قوة ميكانيكة أو كهربائية‬
‫لتشغيلها‪ ،‬أما مفتاح ريد فيتم فتحه أو قفله بتأثير المغناطيس ‪.‬‬

‫ويبدو مفتاح ريد كما هو واضح في الصورة التالية‪ :‬فداخله السلكان المعدنيان ويحيط بهما‬
‫اإلسطوانة الزجاجية‪ .‬ويأتي بأحجام مختلفة منها الصغير و الكبير ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫لنشاهد المقطع التالي لنتعرف عن قرب على هذا العنصر ‪:‬‬

‫بعض من تطبيقات وفوائد مفتاح ريد ‪:‬‬

‫‪ .1‬يدخل مفتاح ريد في العديد من التطبيقات الصناعية‪ :‬أجهزة الحماية من اللصوص مثل كشف‬
‫فتح األبواب‪ ،‬أجهزة التحكم‪ ،‬أجهزة القياس وتحديد مستوى السوائل‪ ،‬الخ‬

‫‪ .2‬له القدرة على تحمل تيارات وجهود عالية‬

‫‪ .3‬يعمل عند ترددات قد تصل لـ‪ 500‬هرتز‬

‫‪ .4‬زمن االستجابة سريع ويصل إلى أجزاء من الميللي ثانية‬

‫‪70‬‬
‫‪ .5‬مقاومة توصيله صغيرة‬

‫وكما عرفنا سابقا‪ ،‬فلكل قطعة إلكترونية سلبية ال يمكن إهمالها‪ ،‬فمفتاح ريد هو قطعة ميكانيكية‬
‫في نهاية المطاف‪ ،‬وبالتالي فإن عدد مرات غلق وفتح أقطابه الداخلية له عمر افتراضي‪ ،‬مما يعني‬
‫عدم كفاءته في التطبيقات التي تحتاج عدد مرات استخدام عالية نسبيا‪ .‬وإضافة إلى ذلك فإن‬
‫وجود غالف زجاجي حول المفتاح قد يشكل خطرا أحيانا حيث أنه سيكون معرضا للكسر ‪.‬‬

‫هل من دارة بسيطة لتجربة مفتاح ريد؟‬

‫إليكم هذه الدارة البسيطة "دارة حماية منزلية ضد السرقة" وهدفها هو إصدار تنبيه مرئي أو صوتي‬
‫عند فتح باب معين‪ .‬حيث يمكننا تثبيت مفتاح ريد مع دارته ومصدر التغذية على طرف الباب‬
‫الثابت‪ ،‬ووضع مغناطيس على الجزء المتحرك من الباب‪ ،‬فعند إغالق الباب سيكون المغناطيس‬
‫بالقرب من مفتاح ريد‪ ،‬وبالتالي سيتم فتح التماسات ولن يصدر أي صوت‪ ،‬ألن الدارة مفتوحة‪ .‬وعند‬
‫فتح الباب‪ ،‬سيبتعد المغناطيس ويعود مفتاح ريد لوضعه الطبيعي ويتم إغالق تماساته الداخلية‬
‫ويصدر التنبيه المرئي أو الصوتي‪ .‬في دارتي البسيطة هذه وضعت ثنائيا مشعا للضوء‪ ،‬ويمكنكم‬
‫استبداله بأي خرج بشرط أن يتم إعادة حساب التيار وفرق الجهد الالزم للتشغيل‪ .‬مفتاح ريد أشرت‬
‫إليه في الدارة بالرمز ‪ .U2‬ويمكنكم وضع المغناطيس بالقرب منه لتجربته‬

‫وهذا التطبيق هو مجرد‬


‫توسيع للمدارك‪ ،‬فيمكنكم‬
‫استخدام هذه الدارة في أي‬
‫تطبيق حماية آخر ‪.‬‬

‫المصادر ‪:‬‬

‫ملف المواصفات الفنية ألحد‬


‫مفاتيح الريد‬

‫‪71‬‬
‫عزام والشيخ والثنائي المشع للضوء‬

‫كان يمشي وسط األحراش في عتمة الليل في منطقة نائية تبعد حوالي ‪ 6‬كم عن قريته‪ ،‬حيث اعتاد‬
‫ً‬
‫صوتا‬ ‫أن يسلك هذا الطريق كل ليلة حين عودته من عمله‪.‬وبينما هو يمشي في طريقه‪ ،‬بدأ يسمع‬
‫وكأنه استغاثة من بعيد! بدأ يفرك عينيه ويلتفت يمنة ويسرة‪..‬توقف لبرهة‪ ،‬ثم أكمل السير‪ .‬وأخذ‬
‫يحدث نفسه‪ :‬البد أنني مرهق كثيرا وبدأ يخيل لي أنني أسمع أصواتا من شدة التعب‪ .‬لقد حان وقت‬
‫النوم يا عزام‪ .‬نظر لساعته المتهالكة‪ ،‬ورفع يده للسماء لعله يتمكن من قراءة عقاربها‪ ،‬نعم إنها‬
‫ً‬
‫مساءا‪ .‬آه لقد تأخرت على والدي‪ ،‬فلقد حان وقت تجهيزي لعشائهما‪ .‬ولم يكد ينه حديثه‬ ‫العاشرة‬
‫مع نفسه حتى سمع الصوت ينادي مرة أخرى‪ .‬ياللهول! إنه نفس الصوت‪ ،‬فهل الزلت أتخيل ! توقف‬
‫محاوال أن يبحث عن مصدر ذلك الصوت‪ ،‬وظهر له أنه يأتي من جهة األحراش القريبة‪ .‬اقترب‬
‫عزام أكثر! وإذا به يسمع صوت استغاثة‪ .‬وبدا وكأنه شيخ كبير يصرخ قائال‪ :‬أرجوكم ساعدوني‬

‫‪72‬‬
‫انتفض بطلنا عزام ونزع لثامه الذي كان يلف به رقبته وربطه حول يده‪ ،‬وبدأ إزاحة األعشاب ليبحث‬
‫عن ذلك الشيخ‪ .‬وبدأ يناديه‪ :‬لبيك عماه أين أنت؟‬

‫ناداه الشيخ‪ :‬أنا هنا يابني ‪.‬‬

‫عزام‪ :‬حسنا‪..‬هاقد جئتك‪ ..‬فال تخف‪.‬‬

‫رد الشيخ‪ :‬يا بني‪- :‬وبدأ سعال شديد وإعياء على وجهه الذي يعلوه نور ‪-‬أرجوك أن تحضر لي‬
‫مصباحا وتنير لي به كوخي الصغير في نهاية هذا الطريق‪ ،‬فال مال لدي‪ ،‬هنا كتم عزام عبرته وقال‬
‫للشيخ‪ :‬أبشر‪..‬لك ما تريد‪ .‬وأخرج عزام من جيبه بضع حبابات زجاجية‪ ،‬تبدو وكأنها مصابيح لكنها‬
‫من نوع غريب‪ .‬فهي صغيرة وذات ألوان مبهجة! وقام عزام بربطها بطريقة معينة ومن ثم أعطاها‬
‫للشيخ وقال له‪ :‬شيخي العزيز‪ ،‬هاقد صنعت لك مصباحا صغيرا يعمل بالبطارية لينير لك كوخك في‬
‫هذه الليلة‪ ،‬فدعني أوصلك إلى بيتك‪.‬‬

‫رد الشيخ‪ :‬شكرا لك يا بني‬

‫وفعال‪..‬حمل عزام الشيخ على ظهره وانطلق به للكوخ الذي كان يبعد حوالي المئة متر‪ .‬وعندما وصلوا‬
‫وفتح الباب‪ ،‬وإذا بداخله فتى صغير يغط في سبات عميق‪ .‬صعق عزام وقال للشيخ من هذا؟‬

‫رد الشيخ‪ :‬ال تخف إنه حفيدي‪ ،‬وهو يتيم ‪ .‬واعتدنا أن نقرأ سوية كل ليلة بعضا من القرآن‪ ،‬لكننا‬
‫توقفنا عن ذلك منذ أن انقطع التيار الكهربائي عن كوخنا ‪..‬وفجأة استيقظ الفتى على صوت الحوار‬
‫وقال‪ :‬جدي مابك؟ومن هذا الغريب؟‬

‫أجابه الجد‪ :‬ال تقلق يا بني إنه شاب ساعدني وأحضر لنا مصباحا من نوع غريب لعلنا نستطيع أن‬
‫نرى في عتمة هذا الليل‪.‬‬

‫رد الفتى‪ :‬حسنا جدي‪ ،‬لكن كيف يعمل هذا المصباح؟ ولم شكله غريب بعض الشيء؟‬

‫قال عزام‪ :‬إنه مصباح مصنوع من ثنائيات مشعة للضوء‬

‫‪73‬‬
‫الفتى‪ :‬ثنائيات ضوئية؟ عم تتحدث؟‬

‫حينها بدأ عزام بشرح آلية عمل الثنائيات المشعة للضوء وكان مما قاله‪:‬‬

‫الثنائي المشع للضوء‪ ،‬هو أحد أنواع أشباه الموصالت‪ ،‬فهو ينتمي إلى قبيلة العم دايود حارس‬
‫الدارات اإللكترونية ‪.‬فهو إذا نبيطة أو عنصر إلكتروني يتكون من مادة شبه موصلة إذا تم تطبيق‬
‫جهد انحياز أمامي معين على طرفيها يقوم حينها الثنائي بإشعاع الضوء ‪.‬كانت بداية اكتشاف هذا‬
‫العنصر الهام عام ‪ 1907‬في معامل ماركوني من قبل البريطاني هنري‪ ،‬ومنذ ذلك الحين حتى هذا‬
‫اليوم واليزال هذا العنصر في تطور مستمر‪ .‬وله ألوان متعددة تعتمد على نوعية المادة شبه الموصلة‬
‫التي يصنع منها الثنائي الضوئي وليس على لون الحبابة الزجاجية التي تغلف الثنائي‪ .‬له عدة أشكال‬
‫وأحجام‪ ،‬فمنها الصغير ومنها الكبير ومنها الدائري ومنها المستطيل ‪.‬‬

‫فلنتعرف على هذا العنصر الممتع عن قرب ‪:‬‬

‫ما هو رمز الثنائي المشع للضوء؟ وكيف يمكنني استخدامه في الدارة؟‬

‫‪74‬‬
‫للثنائي المشع للضوء‪ -‬كما للدايود‪ -‬طرفان ‪ ،‬المصعد والمهبط‪ ،‬وعادة ما يكون المصعد أطول من‬
‫المهبط كما هو واضح في الصورة أعاله‪ ،‬وفي أحيان أخرى يكون هناك خط مستقيم إلى جهة‬
‫المهبط‪ .‬وليتمكن الثنائي من إشعاع الضوء فالبد أن يكون جهد المصعد أكبر من المهبط بـ ‪2‬فولت‬
‫كحد أدنى‪ ،‬وطبعا هذه القيمة ليست مقدسة! فهي تعتمد على نوعية الثنائي وبشكل أخص على‬
‫اللون الذي يقوم بإشعاعه فلكل لون فرق جهد خاص به يجب تطبيقه‪ .‬األمر اآلخر أنه يجب األخذ‬
‫بعين االعتبار قيمة التيار القصوى التي يحتاجها الثنائي الضوئي‪ ،‬وهي أهم أمر قد يخطئ فيه بعض‬
‫الهواة! وقيمة هذا التيار أيضا تختلف من ثنائي آلخر‪ ،‬لكن بشكل عام يمكننا أن نعتبر أن تلك القيمة‬
‫هي ‪ 5‬إلى ‪ 10‬ميللي أمبير تجاوزا ‪ .‬وكلما زادت قيمة التيار زادت شدة اإلضاءة‪ ،‬لكن الحكم هنا ملف‬
‫المواصفات الفنية الذي سيوضح هذه النقطة‪ .‬فبعضها مثال يذكر أن أقصى تيار هو ‪ 20‬ميللي‪ .‬واآلخر‬
‫يعتبرها المتوسط‪.‬إذا اآلن لدينا قيمتان مهمتان يجب أن ننتبه لهما في حال استخدام الليد أو الثنائي‬
‫الضوئي في أي دارة‪ :‬الجهد المطبق والتيار المار خالل الثنائي ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫حسنا‪ ،‬وكيف نعرف تلك القيم؟ وكيف نستخدمها في التصميم ونقوم بالحسابات؟‬

‫نعرفها من خالل ملف المواصفات الفنية " الداتاشيت" الخاص بالثنائي الضوئي‪ ،‬وبواسطة تلك القيم‬
‫سنقوم بتصميم الدارة الخاصة بتشغيل الثنائي ‪.‬‬

‫هل من مثال توضيحي؟‬

‫لنفترض أننا سنستخدم مصدر جهد للتيار المستمر قيمته ‪ 12‬فولت‪ .‬ولنفترض أنني سأستخدم أحد‬
‫الثنائيات الضوئية التي لها العالقة بين فرق الجهد والتيار كما هو واضح في الرسم البياني التالي ‪:‬‬

‫الحظوا أنه عند تطبيق فرق جهد مقداره ‪ 2‬فولت فإن القيمة المفترضة للتيار يجب أن تكون ‪15‬‬
‫ميللي أمبير‪ .‬وبما أننا نستخدم مصدر جهد مقداره ‪ 12‬فولت فال مشكلة إذا لدينا من ناحية فرق‬
‫الجهد ألنها أكبر من المطلوب "‪ 2‬فولت "‪ ،‬لكن المشكلة ستكون في التيار المار خالل الثنائي‪ .‬فإذا‬
‫طبقنا الـ ‪ 12‬فولت مباشرة دون تحديد قيمة التيار المار خالل الثنائي فسيؤدي ذلك الحتراقه ‪.‬لذلك‬
‫فيجب أن تكون قيمة التيار ‪ 15‬ميللي‪ .‬ولنقوم بذلك فالبد أن نستخدم مقاومة قيمتها تعطى بالمعادلة‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫‪R = ( VS - VL ) / I‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪VS‬هو جهد المصدر‬

‫‪VL‬هو جهد الليد‬

‫‪ I‬قيمة التيار المسموح بها‬

‫وفي مثالنا ‪:‬‬

‫‪R = 12- 2/ 0. 015= 666 Ohm‬‬

‫إذا يجب استخدام مقاومة قيمنها حوالي ‪ 666‬أوم توصل على التوالي مع الثنائي "قبله أو بعده"‬
‫لحمايته ولتحديد قيمة التيار العظمى المارة خالل الثنائي‪ .‬وللتسهيل عليكم‪ ،‬تفضلوا هذه الحاسبة‬
‫البسيطة التي تمكنكم من معرفة فيمة المقاومة بمعرفة متغيرات الليد وأيضا ستعرض لكم صورة‬
‫مبسطة للمقاومة كما في الشكل‪ :‬وعند تطبيق مثالنا سنحصل على نفس النتيجة‪ ،‬لكن إذا دققتم‬
‫النظر ستجدوا أن قيمة المقاومة مختفلة بعض الشيء ‪.‬والسبب أن هذه الحاسبة ستقترح عليكم‬
‫القيم المتواجدة في السوق األقرب للقيمة المحسوبة‪ .‬ففي مثالنا كان الجواب ‪ 666‬أوم لكنها قيمة‬
‫غير قياسية في األسواق‪ ،‬لذلك اتجهت الحاسبة ألقرب نتيجة عملية وهي ‪ 680‬أوم ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫أخيرا‪ ،‬الذي جعل هذه الثنائيات تنتشر في يومنا هذا عدة أمور منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬استهالكها القليل للطاقة مقارنة بالمصابيح العادية مما يعني توفيرا أكبر‬

‫‪ .2‬طول عمرها االفتراضي‬

‫‪ .3‬سهولة تصنيعها‬

‫‪ .4‬قلة االنبعاثات الحرارية الصادرة منها‬

‫‪ .5‬رخص ثمنها‬

‫‪ .6‬تعدد ألوانها وأشكالها وأحجامها وقدرتها‬

‫والجدير بالذكر أن كبار شركات التصنيع اإللكترونية في يومنا هذا بدأت بالتسويق لمنتجات‬
‫الثنائيات الضوئية وأجهزة التحكم الخاصة بها من دارات وملحقات خاصة بها‪.‬‬

‫المصادر ‪:‬المصدر‬

‫‪78‬‬
‫فدائيو الدارات اإللكترونية ‪:‬الفواصم‬

‫المنصهرة‬

‫الفواصم المنصهرة أو الصواهر أو ‪ F us e s‬كلمات مترادفة لنفس المفهوم‪ ،‬حماية الدارت الكهربائية‬
‫واإللكترونية من خطر القصر أو التأثير على مصدر التيار واألسالك الواصلة بينهما ‪.‬‬

‫الـ ‪ F us e‬أو المصهر أو المنصهرة هو قطعة إلكترونية بسيطة للغاية تم التعرف عليها بداية في عام‬
‫‪1847‬وذلك لتأمين حماية أسالك التلغراف من خطر الصواعق الكهربائية‪ ،‬ومن ثم تم تسجيل براءة‬
‫اختراع لها عام ‪ 1890‬على يد المخترع الشهير إديسون ‪.‬يتكون المصهر من سلك معدني مصنوع من‬

‫‪79‬‬
‫النحاس أو الزنك أو األلومونيوم أو خالئط أخرى‪ ،‬وهو ذو مقطع نحيف ويحاط بغالف زجاجي أو‬
‫بالستيكي‪ .‬ويرمز للمصهر في الدارات اإللكترونية بالشكل الموضح أدناه ‪:‬‬

‫ودور المصهر هو أنه سيكون حلقة وصل بين دارتين كهربائيتين‪ :‬األولى هي مصدر التيار واألخرى‬
‫هي دارة الحمل‪ .‬تخيلوا معي أن المصدر هو بطارية جافة من نوع ‪ 12‬فولت والحمل ليكن مروحة‬
‫مثال‪ ،‬فعندما يقوم الحمل "المروحة" بطلب كمية تيار أكبر من استطاعة المصدر"البطارية"‪ ،‬فإن ذلك‬
‫قد يؤدي إلى احتراق األسالك أو التوصيالت الواصلة بين الطرفين وقد يؤدي أحيانا إلى تلف المصدر‬
‫واحتراقه‪ .‬فدور المصهر هو أنه سيعمل كحارس أمان بحيث أنه سيتأكد من كمية التيار المارة من‬
‫خالله‪ ،‬فإذا تجاوزت حدا معينا‪ ،‬قام حينها بمنعها وذلك عن طريق صهر نفسه بدل أن تصهر األسالك‬
‫والمصدر‪ .‬ويتم تحديد القيمة القصوى للتيار باألخذ بعين االعتبار المصدر "البطارية" المتصل بها‬
‫قبل تحديد هذه القيمة‪ ،‬وأيضا استطاعة وتحمل األسالك الواصلة ‪.‬‬

‫ماهي الخواص الكهربائية الخاصة بالمصهر؟ وكيف يتم تحديدها؟‬

‫‪ .1‬القيمة القصوى للتيار‪ :‬فلكل مصهر أو فيوز قيمة قصوى للتيار الذي يمكن أن يمر من خالله وهي‬
‫تسمى في بعض ملفات المواصفات الفنية ‪ T r i p Cur r e nt‬وهي القيمة التي يجب عندها أن يقطع‬
‫المصهر الطريق الواصل بين الحمل والمصدر‬

‫‪80‬‬
‫‪ .2‬سرعة االستجابة‪ :‬وهي الزمن الذي يستغرقه المصهر كي يقوم بفتح الدارة ‪.‬وهو زمن يفترض أن‬
‫يكون ضمن أجزاء من الثانية‪ .‬وهو مهم جدا عند الحديث عن الدارات الحساسة‬

‫‪ .3‬فرق الجهد‪ :‬ويقصد به فرق الجهد الذي سيعمل المصهر ضمنه‪ ،‬هل هو ‪ 220‬فولت؟ ‪ 5‬فولت مستمر؟‬
‫أم جهد مستمر ومتردد؟‬

‫‪ .4‬تاثير الحرارة‪ :‬وهنا يغفل الكثير من الهواة والمصممين إلى أن أغلب المصاهر يتم تصنيعها لتعمل‬
‫ضمن درجة حرارة ‪ 25‬مئوية إال أن الواقع في بالدنا العربية هو أن أغلب األجهزة تعمل ضمن مجال‬
‫قد يصل أحيانا إلى ‪ 45‬درجة‪ ،‬فهنا يجب التأكد من ملف المواصفات الفنية الخاص بالفيوز حيث إن‬
‫قيمة التيار القصوى تتناسب عكسيا وتنخفض عند زيادة الحرارة بنسبة قد تصل أحيانا لـ ‪ %25‬من‬
‫قيمة التيار األصلي‬

‫‪ .5‬انخفاض الجهد‪ :‬ويقصد به كم هو فرق الجهد الذي سيخسره التيار عند مروره خالل المصهر‪،‬‬
‫ً‬
‫جدا كي تقل نسبة الخسارة الحاصلة في جهد المصدر‪ ،‬خاصة عند الحديث‬ ‫ً‬
‫صغيرا‬ ‫ويجب أن يكون‬
‫ً‬
‫سلبا‬ ‫عن دارة فرق جهدها مثال ‪ 3.3‬فولت‪ ،‬فخسارة ‪0. 5‬فولت في هذه الحالة تعني الكثير وقد تؤثر‬
‫على عمل الدارة كليا‬

‫تطبيقات المصاهر ‪:‬‬

‫تستخدم المصاهر في العديد من التطبيقات الصناعية والمنزلية واليومية مثل‪ :‬السيارات‪ ،‬األجهزة‬
‫الكهربائية المنزلية‪ ،‬محطات التوليد الكهربائية‪ ،‬الخ‬

‫أشكال المصاهر وأنواعها ‪:‬‬

‫تتعدد أشكال المصاهر حسب التطبيق الذي تستخدم ألجله‪ ،‬فمنها السطحي الشكل‪ ،‬ومنها ماهو على‬
‫شكل قرص‪ ،‬ومنها الدائري‪ ،‬وإليكم صورة لمصاهر تستخدم في السيارات وفيها يظهر داخل الغالف‬
‫البالستيكي سلك المصهر‬

‫‪81‬‬
‫وهل لها أنواع غير معروفة لدينا؟‬

‫هناك نوع قد يبدو غريبا للبعض‪ ،‬وهو نوع يعرف باسم ‪ Re s e t t a bl e F us e‬وهو غريب حقا‪ ،‬فهذا‬
‫النوع لديه القدرة على فصل الدارة لحظة ارتفاع التيار وعند زوال ذلك التيار العالي‪ ،‬يعود ليعمل‬
‫بشكل طبيعي بخالف المصهر العادي الذي يجب أن يستبدل في حال انصهاره‪ ،‬وبالتالي فإنه يمكن‬
‫تشبيه عمله بالمفتاح الذي يقفل ويفتح على حسب نسبة التيار المارة خالله‪ ،‬فكلما زادت قام بفصل‬
‫الدارة والعكس صحيح‪ .‬ومبدأ عمله يعتمد على زيادة مقاومته الحرارية عند مرور تيار عال فيفصل‬
‫الحمل ‪ .‬وبكل تأكيد فإن سعره سيكون أغلى مقارنة بالمصاهر العادية ‪.‬‬

‫هل يمكنني صنع الفيوز الخاص بي يدويا في المنزل؟‬

‫نعم يمكنكم‪ .‬فكما عرفنا سابقا فإن المكون الرئيس للمصهر هو سلك معدني‪ ،‬ومعنى ذلك أنه لو قمنا‬
‫بوضع سلك مكان المصهر فسيؤدي الغرض وستعمل الدارة بشكل طبيعي‪ .‬لكن المشكلة هنا أنه لن‬
‫يكون هناك أي حماية للمصدر من خطر حصول دارة قصر في الحمل مما قد يؤدي كما ذكرنا سابقا‬
‫لتلف المصدر ‪.‬‬

‫هل من فيديو يلخص ماذكر؟‬

‫تفضلوا الفيديو ‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫المصادر ‪:‬‬

‫‪1.‬ويكيبيديا‬

‫‪2.‬شركة ‪L i t t l e F us e‬‬

‫‪83‬‬
‫يا أصحاب الضوء‪..‬المقاومة الضوئية‬

‫قال أسلم ‪:‬خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى حرة واقم (وهي الحرة الشرقية للمدينة المنورة) حتى‬
‫إذا كنا بسرار مرتفع من األرض إذا نار‪ ،‬فقال‪ :‬يا أسلم إني ألرى ها هنا ركب قصر بهم الليل والبرد‪،‬‬
‫انطلق بنا‪ .‬فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم‪ ،‬فإذا بامرأة معها صبيان صغار وقدر منصوبة على نار‪،‬‬
‫وصبيانها يتضاغون (يصيحون ويبكون) فقال عمر ‪:‬السالم عليكم يا أصحاب الضوء‪ ،‬فقالت المرأة‪:‬‬
‫وعليك السالم‪ .‬فقال أدنو‪..‬؟ فقالت‪ :‬أدن بخير أو دع‪ ،‬فقال‪ :‬ماذا بكم؟ قالت‪ :‬قصر بنا الليل والبرد‪،‬‬
‫قال‪ :‬فما لهؤالء الصبية يتضاغون؟ قالت‪ :‬الجوع‪ ،‬قال‪ :‬فأي شيء في هذه القدر؟ قالت ‪:‬ماء أسكتهم‬
‫به حتى يناموا‪ ،‬وهللا بيننا وبين عمر ! !فقال ‪:‬أي رحمك هللا‪ ،‬وما يدري عمر بكم ؟ قالت المرأة‪ :‬نحن‬
‫علي فقال‬
‫ّ‬ ‫في الصحراء وحدنا ال نجد طعاما ويتولى عمر أمرنا ثم يغفل عنا ! قال أسلم‪ :‬فأقبل‬

‫‪84‬‬
‫انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى أتينا دار الدقيق‪ ،‬فأخرج عدال من دقيق وكبة من شحم‪ ،‬فقال‪ :‬احمله‬
‫علي‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا أحمله عنك! قال‪ :‬أنت تحمل عني وزري يوم القيامة؟ ال أم لك !فحملته عليه فانطلق‬
‫ّ‬
‫ي‬
‫وانطلقت معه إليها نهرول فألقى ذلك عندها وأخرج من الدقيق شيئا فجعل يقول للمرأة‪ :‬دري عل ّ‬
‫وأنا أحرك لك‪ ،‬وجعل ينفخ تحت القدر حتى يشتعل‪ ،‬ثم أنزلها فقال‪ :‬أبغينى شيئا أسكب فيه‪ ،‬فأتته‬
‫بصحفة فأفرغها فيه‪ ،‬ثم جعل يقول لها‪ :‬أطعميهم وأنا أصفح لهم‪ ،‬فلم يزل حتى شبعوا‪ ،‬وترك عندها‬
‫فضل ذلك بقية الكيس وقام وقمت معه‪ ،‬فجعلت تقول‪ :‬جزاك هللا خيرا كنت أولى بهذا األمر من أمير‬
‫المؤمنين! أنت أولى بالخالفة من أمير المؤمنين‪ ،‬فيقول‪ :‬قولي خيرا إذا جئت أمير المؤمنين‬
‫وحدثيني هناك إن شاء هللا ثم تنحى ناحية عنها فابتعد ثم استقبلها ينظر إلى مكانها من بعيد فضرب‬
‫ضربة فقلنا له إن لنا شأنا غير هذا وال يكلمنى حتى رأى الصبية يصطرعون ثم ناموا وهدئوا فقال يا‬
‫أسلم إن الجوع أسهرهم وأبكاهم فأحببت أن ال أنصرف حتى أرى ما أحب( تاريخ الطبري الجزء‬
‫‪..)5‬بتصرف‬

‫ماعالقة هذا باإللكترونيات ؟ ألسنا نتحدث عن المقاومات الضوئية؟‬

‫بلى‪..‬لكن ما شدني هو حساسية عين عمر بن الخطاب لشدة الضوء‪ ،‬التي دفعته ليغير الواقع‪..‬وهذا‬
‫ماتقوم به فعال المقاومة الضوئية ‪.‬‬

‫هل سبق وأن الحظتم أن أنوار الشوارع في المدن الكبيرة تضاء تلقائيا عند حلول الظالم؟ وهل‬
‫ركبتم سيارة حديثة وانتبهتم إلى أنه عند دخول نفق مظلم تضاء أنوار السيارة آليا؟ كيف يتم ذلك؟‬
‫وماهي الدارة التي تقف خلف ذلك التطبيق الشائع؟‬

‫يطلق عليها أحيانا المقاومة الضوئية‪ ،‬وأحيانا أخرى الخلية الضوئية‪ ،‬وفي لغة مصممي اإللكترونيات‬
‫نسميها ‪:‬‬

‫‪ L DR L i g ht De pe nde nt Re s i s t or‬وكلها تسميات لنفس العنصر اإللكتروني‪ :‬المقاومة‬


‫الضوئية‪ ،‬فهي مقاومة تتغير قيمتها "األوم" حسب شدة الضوء الساقط عليها‪ .‬لماذا؟‬

‫‪85‬‬
‫السر وراء ذلك يقف وراء وجود مادة شبه موصلة تتأثر مقاومتها للتيار فور سقوط الضوء عليها‪.‬‬
‫فهي تصنع من مادة كبريتيد الكادميوم‪ ،‬على شكل نبيطة إلكترونية بحيث يتم وضع طبقة منها فوق‬
‫طبقة سيراميك كما هو واضح في الصورة أدناه ‪:‬‬

‫ما هو الرمز المستخدم للمقاومة الضوئية في الدارات اإللكترونية؟‬

‫فالمقاومة الضوئية ماهي إال أحدى أنواع المقاومات‪ ،‬فهي عنصر إلكتروني تتأثر مقاومته حسب‬
‫كمية الضوء التي يتعرض لها‪ .‬لذلك يمكننا اعتبارها في أي دارة بمثابة المقاومة العادية التي تحمل‬

‫‪86‬‬
‫قيمة متغيرة تعتمد على حسب شدة الضوء‪ .‬مايعني أنه يمكننا استبدال أي مقاومة موجودة في‬
‫دارة إلكترونية بسيطة بمقاومة ضوئية ورؤية تأثيرها باستخدام الضوء‪ .‬وتتميز بمايلي ‪:‬‬

‫‪1.‬توفرها بأحجام وأشكال مختلفة‬

‫‪2.‬رخيصة الثمن وقد تصل لـ درهم واحد !‬

‫‪3.‬مقاومتها تتناسب عكسيا مع شدة الضوء حيث إنها تبدأ من ‪ 10‬كيلو أوم تقريبا عند الضوء‬
‫الساطع وتتغير حتى تصل إلى حوالي الـ‪10‬ميجا أوم في الظالم الدامس‬

‫‪4.‬حساسيتها للضوء تبدأ من الطول الموجي ‪ 400‬نانومتر "اللون البنفسجي" وحتى ‪ 600‬نانومتر‬
‫"اللون البرتقالي "‬

‫‪5.‬تتحمل فرق جهد قد يصل إلى ‪ 100‬فولت أو أكثر‬

‫وكما تعلمنا سابقا‪ ،‬فليس هناك شيء كامل في الحياة‪ ،‬فكما أن لكل عنصر إلكتروني إيجابيات فله‬
‫أيضا سلبيات ونقاط ضعف‪ ،‬يمكن اختصارها بمايلي ‪:‬‬

‫‪1.‬تختلف قيمة مقاومتها من قطعة ألخرى فهي ليست دقيقة حتى وإن كانت منتجة من نفس‬
‫الشركة المصنعة وتحمل نفس الرقم! فنسبة الخطأ فيها عالية جدا وقد تصل إلى ‪ !!%50‬مما يعني‬
‫أنه ال يمكن االعتماد عليها فعليا في قياس شدة اإلضاءة بشكل دقيق بل فقط تنحصر تطبيقاتها في‬
‫التأكد من وجود الضوء من عدمه ‪.‬‬

‫‪2.‬ليس لها القدرة على تحسس كافة األطوال الموجية‪ ،‬ما يعني أنه اليمكننا تحسس وجود ضوء‬
‫ذي طول موجي قيمته أكثر من ‪ 600‬نانومتر‬

‫كيف يمكن اختبار المقاومة الضوئية ومعرفة أنها تعمل بشكل صحيح؟‬

‫أحضروا الملتيميتر "جهاز القياس" وقوموا باختيار مقياس المقاومة ومن ثم أوصلوا طرفي‬
‫الملتيميتر بالمقاومة الضوئية كما هو واضح في الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫الحظوا تغير قيمة المقاومة بعد تغطيتها بقطعة قماش سوداء‪ :‬ستجدون أن القيمة ستتغير بشكل‬
‫كبير من الكيلو أوم وحتى الميجا أوم ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫هل يمكن أن تعمل المقاومة الضوئية مباشرة مع الجهد المتناوب المنزلي كـ ‪ 220‬فولت مثال؟ أم‬
‫أنها مخصصة فقط للتعامل مع الجهد المستمر؟ وهل هناك دارة يمكنني اعتمادها لهذا التطبيق؟‬

‫كما عرفنا فإن المقاومة الضوئية هي مقاومة عادية فبالتالي يمكننا استخدامها في التعامل مع‬
‫الجهود المستمرة أو المترددة بشرط أن يتم التأكد من ملف المواصفات الفنية الخاص بالمقاومة‬
‫الضوئية الذي سيوضح أقصى قيمة جهد يمكن أن يطبق على طرفي المقاومة‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬فإن‬
‫المصمم المحترف للدارات دائما مايحاول أن يعزل دارته اإللكترونية عن الجهود المتناوبة أو العالية‬
‫وذلك من خالل عناصر كالعوازل الضوئية أو المرحل "الريالي "بحيث يتم تحسس الضوء واتخاذ‬
‫القرار إلكترونيا ضمن الجهود المنخفضة كجهد بطارية ‪ 9‬فولت مثال‪ ،‬ويتم وضع الحمل على الريالي‬
‫ليكون معزوال تماما عن الدارة الرئيسية‪ .‬فإذا أردنا التحكم في إضاءة المنزل مثال أو تشغيل أي جهاز‬
‫كهربائي بتحسس الضوء المحيط‪ ،‬كفتح الستائر عند شروق الشمس أو إضاءة المصابيح عند حلول‬
‫الظالم‪ .‬يمكننا استخدام هذه الدارة التي ستعمل على تشغيل المرحل "الريالي" عند سقوط ضوء‬
‫على المقاومة الضوئية‪ .‬فهذه الدارة حساسة للضوء‪ ،‬وإذا أردنا تشغيلها كحساس للظالم فما عليكم‬
‫إال تغيير موقع المقاومة الضوئية بحيث تكون بين القاعدة واألرضي ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫هل هناك رقم معين لمقاومة ضوئية شهيرة كي نتمكن من شرائها؟‬

‫نعم يمكنك استخدام رقم ‪ PDV - P9004‬وللحصول على ملف المواصفات الفنية الخاص بها اضغطوا‬
‫هنا ‪.‬ولشرائها يمكنكم التوجه لموقع ديجي كي مباشرة وإدخال ذلك الرقم ‪.‬‬

‫حسنا ‪ ،‬إليكم مشروعا يعتمد على المقاومة الضوئية باستخدام األردوينو‪ :‬تصميم بسيط‬
‫للمصممة ليمور باإلَضافة لشفرة البرنامج من هنا ‪.‬‬

‫بعض المصادر ‪:‬‬

‫‪1.‬تطبيقات المقاومات الضوئية‬

‫‪2.‬المصممة ليمور‬

‫‪3.‬منتدى القرية اإللكترونية‬

‫‪90‬‬
‫االنتفاخ الغريب!‬

‫صوت منبهات سيارات اإلسعاف بدأ يمأل المكان ! ما األمر في هذه الساعة المبكرة من الصباح؟‬

‫اصطف الفضوليون حول سيارة اإلسعاف محاولين معرفة مايجري هناك ‪ .‬حينها خرج المسعفون من‬
‫السيارة‪ ،‬وفتحوا األبواب الخلفية‪ ،‬سحبوا النقالة للخارج فوضعوا المريض فوقها وهو مغطى بغطاء‬
‫أبيض يغطي جسده النحيل‪...‬نعم فلقد كان نحيال للغاية!‬

‫لكن كان هناك أمرغريب أثار انتباه الفضوليين‪ ،‬فما هذا االنتفاخ الغريب الذي يبدو مختفيا تحت‬
‫الغطاء ؟‬

‫اقترب الناس محاولين بفضولهم أن يعرفوا من هو ذلك الشخص صاحب الجسم النحيل والذي‬
‫يعاني من انتفاخ كبير‪ ،‬وحينها ركض المسعفون بسرعة نحو غرفة اإلسعاف ساحبين نقالتهم وبها‬

‫‪91‬‬
‫صاحبنا النحيل‪ ،‬ولحقهم الفضوليون بكاميرات جواالتهم كي يتناقلوا خبر ذلك النحيل‪ .‬حضر الطبيب‬
‫المناوب‪ ،‬وطلب من الممرضين إزاحة الغطاء ‪ ،‬وهنا بدأ الفضوليون استراق النظر من خالل الشبابيك‬
‫بعضهم فوق بعض ‪ .‬وشيئا فشيئا‪ ،‬ظهر صاحب الجسم النحيل‪ ،‬وانكشف للناس ذلك االنتفاخ ‪.‬‬

‫عالمات تعجب!! فلماذا هذا االنتفاخ في هذه المنطقة من الجسم؟ هل هو مرض عضال؟ أم ماذا‬
‫بالضبط؟ انظروا إلى الصورة التالية التي تم تسريبها من أحد أولئك الفضوليين‪:‬‬

‫نعم إنه صاحب الجسم النحيل واالنتفاخ الكبير‪..‬إنه أحد أنواع أسالك المنفذ التسلسلي العام ( ‪)US B‬‬
‫التي اعتدنا استخدامها وال نعلم سبب انتفاخ نهايتها‪ .‬لنتعرف على شرح مبسط بداية من خالل هذا‬
‫الفيديو ‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫غالبا ما نستخدم أسالك ‪ US B‬وعند التدقيق سنالحظ وجود هذا النتوء الغريب في أخر السلك‪ .‬وهذا‬
‫االنتفاخ كما شاهدنا في الفيديو فهو مجرد مرشح "فلتر" للترددات العالية التي قد تنتج بسبب مرور‬
‫البيانات أو التيار داخل السلك ‪.‬‬

‫لماذا نرشح الترددات؟‬

‫الجواب ببساطة ألننا يجب أن النشوش على األجهزة األخرى القريبة من السلك والتي قد تتأثر‬
‫بسبب وجود هذه الترددات مما يؤدي إلى حدوث خلل في عمل تلك األجهزة ‪.‬‬
‫فالهدف إذا هو منع تداخل الموجات أو الترددات إن صح التعبير وذلك ألن سلك اليو إس بي في‬
‫هذه الحالة سيكون بمثابة الهوائي الذي يطلق هذه الترددات في الهواء ويعمل على التشويش على‬
‫األجهزة األخرى‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن أي جهاز إلكتروني يحتوي داخله على مصدر للترددات "مثل‬
‫جهاز الحاسب اآللي‪ ،‬الجوال‪ ،‬الخ" فإنه يعتبر مصدر للتشويش إذا تم وصل أي هوائي "سلك يو إس‬
‫بي مثال" به‪ .‬فلذلك تصدر دائما لوائح تلزم المصنعين بأن يقللوا من تلك الترددات واالنبعاثات‬
‫الصادرة عن أجهزتهم وهناك منظمات تحكم أقصى كمية يمكن للجهاز إطالقها ‪.‬‬

‫ومم يتكون هذا الفلتر أو االنتفاخ؟‬

‫‪93‬‬
‫هذا االنتفاخ هو عبارة عن سلك ملفوف على قلب مصنوع من مادة الفيرايت "وهو مادة شبه‬
‫مغناطيسية" كما في الشكل التالي ‪:‬‬

‫ما هو مبدأ العمل؟‬

‫مايقوم به هذا الملف الموجود حول قالب الفيريت هو أنه مرشح للترددات ‪.‬دعونا نطلق تجاوزا‬
‫مسمى حبابة الفيريت على هذه القطعة التي يمكن تشبيهها بمقاومة تعتمد قيمتها على التردد المار‬
‫من خاللها‪ ،‬فكلما زاد التردد زادت المقاومة وبالتالي قل التشويش‪ .‬وكلما قل التردد انخفضت‬
‫المقاومة وبالتالي سيتمكن التردد المنخفض المسموح له من االنتقال عبر الملف‪ .‬انظروا للرسم‬
‫البياني الذي يوضح زيادة الممانعة مع زيادة التردد المار خالل الحبابة‬

‫‪94‬‬
‫ماهي أسس اختيار حبابة الفيريت؟‬

‫البد من األخذ بعين االعتبار التردد الذي نحن بصدد منعه ‪ .‬كما يجب التنبه للمقاومة المستمرة‬
‫وأقصى تيار يمر في الحبابة كي يتم االختيار بالطريقة الصحيحة ‪.‬‬

‫هل يمكننا االستغناء عن ذلك النوع المنتفخ من األسالك؟ سواء كانت يو إس بي أم غيرها؟ مثال‬
‫تلك التي تكون في شاحن الالبتوب؟‬

‫بالتأكيد نعم فهو لن يؤثر بشكل واضح على عمل جهازك وبإمكانك االستغناء عنه واستخدام أي نوع‬
‫آخر ‪ .‬قائمة ببعض المصادر ‪:‬‬

‫‪1.‬ويكبيديا‬

‫‪2.‬تطبيقات ‪:‬ملف يوضح كيفية اختيار أنواع الفيريت المختلفة‬

‫‪3.‬فيريت بيد ‪:‬ملف رائع وبه شرح واف عن هذا الموضوع‬

‫‪95‬‬
‫العتاد المفتوح‬

‫قضية مهمة أخذت حيزا إعالميا ضخما في السنوات الخمس األخيرة ‪.‬العتاد المفتوح المصدر أو‬
‫المتحكمات ذات المصادر المفتوحة‪ ،‬كما يروق للبعض تسميتها‪ ،‬هي محاولة واعدة من هواة‬
‫اإللكترونيات حول العالم لجعل التصاميم اإللكترونية مفتوحة المصدر كما هو األمر بالنسبة للعديد‬
‫من التطبيقات البرمجية المفتوحة المصدر مثل لينوكس ‪ .‬فلقد بدأ الحديث فعليا عن هذا المجال‬
‫في أمريكا حتى بدأت العدوى تنتشر في أوروبا واليابان والمناطق األخرى‪ ،‬فظهرت لدينا العديد من‬
‫المنتجات التي تعتمد مبدأ المصادر المفتوحة ‪.‬فلقد ابتدع الهواة مبدأ يحاولون من خالله منع نشر‬
‫التصاميم "المغلقة" أو التي لم تعرف هويتها أو تفاصيلها الداخلية‪.‬‬

‫فما هو المقصود بذلك؟‬

‫نعني بمصطلح العتاد المفتوح المصدر أنه عند القيام بأي تصميم إلكتروني ألي دارة فالبد من نشر‬
‫كافة تفاصيل التصميم كقيم العناصر المستخدمة‪ ،‬شيفرة برنامج‪ ،‬حسابات متعلقة بالتصميم‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫بحيث يتمكن أي شخص من إعادة تعديل التصميم واستخدامه بالشكل الذي يحلو له ‪.‬‬

‫حسنا‪..‬ومالفائدة من نشر التصاميم مجانا دون مقابل؟‬

‫الحقيقة فإن الجواب ذو شقين‪ :‬الجانب األول هو الحرص على خدمة المجتمع بنشر العلم وتمكين‬
‫أكبر شريحة ممكنة من ممارسة التقنية بالطريقة السليمة‪ .‬الجانب الثاني وهو قد يبدو اقتصاديا‬

‫‪96‬‬
‫ربحيا‪ ،‬فلكما انتشرت دارة معينة كاألردوينو مثال ستبدأ شركات كبيرة بالعمل وأخرى صغيرة وأفراد‬
‫كثر لتتسع دائرة المستفيدين ماليا وهو أمر محمود لتنمية اقتصاد الدول وحث الشباب على عدم‬
‫االعتماد على الوظيفة بل االنطالق للعمل الحر‪ .‬وكما تقول المصممة ليمور فريد‪ ،‬فإن الهدف حقيقة‬
‫هو بناء قيمة اجتماعية بين المصممين كي يتمكنوا جميعا من المشاركة في بناء تصاميم ذات جودة‬
‫عالية وليتم تبادل األفكار وتناقحها بين المصممين في العالم أجمع‪ .‬فمن خالل نشر المعلومة‬
‫المجانية نكون قد ساهمنا في تفعيل هذه الفكرة الرائدة‪.‬‬

‫حسنا‪..‬ولكن من الذي سيضمن حقوق الملكية الفكرية؟ وكيف إذا تم سرقتها؟‬

‫تذكروا أننا هنا نتحدث عن تصاميم في مستوى الهواة ولسنا نتحدث عن تطبيقات صناعية أو‬
‫منتجات استهالكية لشركة معروفة‪ ،‬فكل ما هنالك أننا نوفر معلومة تخص منتجات ليس لها عالقة‬
‫بالشركات‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن العمل ال يزال جار لوضع أسس تحكم عملية نشر المعلومة عن طريق‬
‫موقع ‪ Cr e a t i v e Commons‬الذي يقوم بصياغة نظم تحفظ حق الناشر وتوفر المعلومة المجانية‬
‫في نفس الوقت ‪.‬‬

‫وأين يمكنني أن أجد عتادا مفتوح المصدر؟ و كيف أجد تطبيقات في هذا المجال؟ دارات‬
‫عملية مثال؟‬

‫أفضل وأشهر مثال هو لوحة اختبار األردوينو ‪.‬وهي لوحة مطبوعة تم انتاجها في إيطاليا سنة‬
‫‪ 2005‬كحل لمشاريع الطالب‪ ،‬وتطورت شيئا فشيئا وحاليا يتم تصنيعها من قبل شركة تسمى‬
‫‪ At me l‬وبه عدد من المداخل والمخارج‬ ‫‪. S ma r t Pr oj e c t s‬يوجد عليها متحكم من شركة‬
‫المنطقية والتماثلية‪ ،‬وهناك سلك ‪ US B‬ليتم برمجة المتحكم من خالله عند وصل اللوحة بالحاسب‪.‬‬
‫وكل المداخل والمخارج متصلة بمفاتيح سهلة الوصول كي تسهل على المستخدم استغاللها في‬
‫تصاميمه‪ .‬الدارة الكاملة للوحة األردوينو موضحة في األسفل ‪:‬‬

‫‪97‬‬
‫وماهي مواصفات لوحة اختبار األردوينو؟ ماهي مواصفات المتحكم؟‬

‫المتحكم‬ ‫‪AT meg a 328‬‬


‫جهد التشغيل‬ ‫‪5V‬‬
‫جهد المصدر‬ ‫‪7- 12V‬‬
‫جهد المصدر( األقصى‬ ‫‪6- 20V‬‬
‫المداخل والمخارج‬ ‫) ‪14 ( of whi c h 6 pr ov i de PWMout put‬‬
‫المداخل التماثلية‬ ‫‪6‬‬
‫التيار المستمر لكل مدخل‬ ‫‪40mA‬‬

‫‪98‬‬
‫التيار المستمر لكل مدخل‬ ‫‪50mA‬‬
‫‪3.3‬فولت‬
‫‪F l a s h Memor y‬‬ ‫‪32KB ( AT me g a 328) of whi c h 0. 5 KB us e d by‬‬
‫‪boot l oa de r‬‬
‫‪S RAM‬‬ ‫)‪2KB ( AT me g a 328‬‬
‫‪E E PROM‬‬ ‫)‪1KB ( AT me g a 328‬‬
‫سرعة المعالج‬ ‫‪16MHz‬‬

‫بناء على ما تقدم يمكن للمصمم أن يقوم ببناء لوحة اختبار األردوينو خاصته بطريقته المفضلة‬
‫اعتمادا على الدارة الموضحة أعاله‪ .‬وإليكم الخطوات التفصيلية‪ ،‬أو يمكن شراؤها من الموقع‬
‫الرسمي لألردوينو من هنا‬

‫ومن أين نبدأ تعلم األردوينو؟‬

‫أفضل ما قرأته حقيقة هو للمصممة ليمور فرايد على موقعها الشخصي من هنا‪ ،‬فهو يحتوي سلسلة‬
‫أكثر من رائعة كافية لتعليمك الخطوات األساسية لخوض عالم األردوينو‪ .‬والحقيقة نصيحتي لكل‬
‫من يتطلع لتعلم المتحكمات الدقيقة هي أن يبدأ باألردوينو وذلك لسهولة تعلمه وكثرة مصادره‬
‫الموثوقة التي يمكن االعتماد عليها في بناء مشاريع مميزة‪ .‬فعالم األردوينو ما هو إال مجال من‬
‫مجاالت المتحكمات الدقيقة التي صنعها الهواة ‪.‬‬

‫وهل عالم األردوينو هو المثال الوحيد للعتاد المفتوح؟‬

‫بالطبع ال! فهناك أمثلة أخرى على الساحة مثل لوحة ‪. . Be a g l e‬فهذه اللوحة تم تطويرها من قبل‬
‫شركة تكساس فهي تستخدم متحكم ‪OMAP3530 pr oc e s s or‬‬

‫‪ Ra s pbe r r y Pi‬السوق وصارت منصة جديدة لهواة العتاد‬ ‫ومؤخرا غزت لوحة فطيرة التوت‬
‫المفتوح‪ .‬طبعا لن أفصل كثيرا بل سأترك المجال للكاتب المحترف عبدهللا علي عبدهللا من خالل‬
‫هذا الرابط حيث أنه أبدع بتأليفه لكتاب أكثر من رائع لهواة الراسبري باي‪ .‬كما أنه له كتابا آخر عن‬

‫‪99‬‬
‫األردوينو‪ .‬مايميز لوحة التوت عن األردوينو أنها مبنية على معالج وليس مجرد متحكم بسيط‬
‫باإلضافة المتالكها معالج رسوميات ومدخل مخصص للكاميرا وآخر كمخرج للصوت‪ .‬تطبيقاتها‬
‫تفوق مستوى األردوينو خصوصا في ناحية المرئيات ومعالجة الصور والوسائط المتعددة‪ .‬بها مدخل‬
‫إيثرنت ومداخل ‪ .US B‬تم في نهاية ‪ 2015‬طرح نسخة مصغرة منها بسعر ‪ 5‬دوالر! الننس أن نشير‬
‫إلى أنها تعتمد على اللينكس في برمجتها فنواة معالجها مبنية على هذا األساس‪.‬‬

‫هل لديك قائمة بأهم المصادر التي يمكننا االستفادة منها لتعلم وتطبيق مشاريع أردوينو؟‬

‫موقع أردوينو ببساطة‬

‫الموقع الرسمي لألردوينو‬

‫سلسلة دروس تعلم األرودينو من المصممة ليمور‬

‫موقع يضم مشاريع األردوينو‬

‫‪100‬‬
‫قائمة بالمصادر والمراجع‬
‫ البعض منها يحتوي كتبا تعليمية‬،‫هذه قائمة بأغلب المصادر التي استفدت كثيرا منها وأنصح بمتابعتها‬

‫ وأخرى‬،‫ والبعض منها قنوات يوتيوب لهواة تصميم‬،‫ وبعض منها يحتوي مشاريع مجانية‬،‫مفتوحة المصدر‬

.‫تحتوي دورات تعليمية أو ملفات تطبيقية من الشركات الشهيرة‬

‫ كتب عربية حرة‬/ht t p: / / l i br ebook s . or g .1

‫ الهندسة الكهربائية واإللكترونية‬/ht t p: / / www. el et or i a l . c om .2

‫ القرية الهندسية‬/ht t p: / / www. ev - c ent er . c om .3

‫ عتاديات‬/ht t p: / / www. a t a di a t . c om .4

ht t ps : / / www. y out ube. c om/ us er / E E Vbl og .5

ht t ps : / / www. y out ube. c om/ c ha nnel / UCKx RARS pa hF 1Mt - 2v bPug - g .6

ht t ps : / / www. y out ube. c om/ c ha nnel / UCi qd3GL T l uk 2s _I Bt 7p_L j A .7

ht t ps : / / www. y out ube. c om/ us er / s 4my k .8

ht t p: / / www. t i . c om/ a pps / doc s / a ppt ec hdoc . t s p? a ppI d=120&v i ewT y pe=mos .9

t us e f ul &doc Ca t eg or y I d=1

ht t p: / / www. a na l og . c om/ l i br a r y / a na l og di a l og ue/ a ppl i c a t i on_not es . ht .10

ml

ht t p: / / www. mi c r oc hi p. c om/ wwwc a t eg or y / T a x onomy S ea r c h. a s px ? s how=App .11

l i c a t i on%20Not es &S howF i el d=no

/ht t ps : / / www. r a s pber r y pi . or g .12

ht t p: / / bea g l eboa r d. or g / bone .13

/ht t ps : / / www. ha c k s t er . i o .14

/ht t p: / / ma k ez i ne. c om .15

/ht t p: / / www. i ns t r uc t a bl es . c om .16

/ht t p s : / / www. a r dui no. c c .17

101
/ht t ps : / / www. i f i x i t . c om .18

/ht t ps : / / l ea r n. a da f r ui t . c om .19

ht t ps : / / l ea r n. s pa r k f un. c om/ ? _g a =1. 121128588. 502260392. 1452272091 .20

/ht t p: / / www. s eeeds t udi o. c om/ depot .21

/ht t p: / / www. es p8266. c om .22

/ht t p: / / f r i t z i ng . or g / l ea r ni ng .23

/ht t ps : / / upv er t er . c om/ l ea r n/ a r / l ea r n - el ec t r oni c s .24

ht t ps : / / www. y out ube. c om/ us er / mi k es el ec t r i c s t uf f / v i deos .25

102

You might also like