Professional Documents
Culture Documents
قضية فلسطين كانت دوما ً القضية المركزية لمصر ،فمنذ قيام دولة إسرائيل عام 1948
واغتصاب الراضي الفلسطينية ،تصدرت مشكلة فلسطين أولويات العمل القومى
المصرى وسياسة مصر الخارجية ،وبذلت مصر جهودا ً متواصلة من أجل إستعادة الشعب
الفلسطينى حقوقه الوطنية المشروعة ،وإقامة دولة فلسطينية مستقلة علي الراضي
.الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس
فكانت تضحيات مصر فى الحرب دفاعا ً عن فلسطين وأرضها ،ودعم مصر فى السلم
لمساندة قضية فلسطين فى العواصم والمحافل الدولية ،تأكيدا ً ل يقبل التشكيك على
.حقيقة إلتزام مصر الثابت تجاه شعب فلسطين وقضيته العادلة
ول يخفى أنه كان بفضل جهود مصر وتحركها المكثف خلل العقدين الماضيين أن حقق
الجانب الفلسطينى مكاسب ملموسة ،فكانت رعاية مصر لتفاقات أوسلو منذ بداية
التسعينيات التى مهدت لنسحاب إسرائيل من مدن فلسطينية وحوالي %42من أراضى
الضفة الغربية ،وعودة القيادة الوطنية الفلسطينية الى أراضى الضفة الغربية وقطاع غزة،
وتأمين قيام السلطة الوطنية الفلسطينية لتشكل نواة الدولة الفلسطينية المستقبلية
وذلك لول مرة فى تاريخ القضية ،وبذلك وُضعت القضية الفلسطينية على مسار ثابت نحو
.التسوية بما يحفظ الحقوق الوطنية للشعب الفلسطينى
وقد تواكب ذلك مع تحرك مصر المتواصل فى المحافل الدولية حتى تبلور إجماع دولى
بضرورة تحقيق التسوية للقضية الفلسطينية إستنادا ً الى الثوابت العربية والمتمثلة فى
إنسحاب إسرائيل من كافة الراضى الفلسطينية حتى حدود ،1967وقيام الدولة
الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس ،وإيجاد حل عادل لمشكلة
اللجئين الفلسطينيين ،وكل ذلك مدعوما ً بموقف عربى موحد متمثل ً فى المبادرة العربية
.للسلم
وتأتى رؤية الحزب متوافقة مع ثوابت الموقف المصرى ،ودعما ً لتحرك حكومات الحزب
.المتعاقبة لصالح القضية الفلسطينية
فقد أكد الحزب مرارا ً على ضرورة الوقوف ضد أية محاولت إسرائيلية لفرض أي واقع
جديد علي الرض في المناطق المحتلة ،سواء من خلل تمادى إسرائيل فى بناء
المستوطنات ،أو إقامة جدار الفصل العنصرى ،أو العمل على تكريس النقسام بين الضفة
.الغربية وقطاع غزة
كما أكد الحزب على أهمية الدفع بإتجاه إحياء مسار التسوية السلمية تجنبا ً لمنح إسرائيل
المزيد من الوقت لفرض حقائق جديدة على الرض ،وإزالة العقبات التي تعوق العملية
السلمية ،وبناء قدرات مؤسساته الوطنية ،والنهوض ببنيته الساسية ،وتنمية موارده
.البشرية
كما جاء دعم الحزب لجهود الحكومة المصرية فى استعادة وحدة الصف الفلسطينى
ة بعد إستيلء حركة حماس بقوة السلح
وتجاوز النقسام بين حركتى حماس وفتح ،وخاص ً
على قطاع غزة ،وإنقلبها على الشرعية الفلسطينية ممثلة فى السلطة الوطنية
الفلسطينية ،حيث إستشعرت مصر أن تعميق هذا النقسام والبقاء عليه يمثل إنتكاسة
خطيرة تهدد بتصفية القضية الفلسطينية برمتها ،وضياع الحقوق الفلسطينية وسط الشرخ
العميق الذى أصاب الحركة الوطنية الفلسطينية ،وأن تفاقم هذا الخلف وإستمراره يفتح
.الباب أمام إسرائيل للمضى فى مخططها بالفصل بين شطرى الراضى الفلسطينية
وجاء العدوان السرائيلي الحالي على قطاع غزة ليعكس بشكل واضح خطورة الوضع
الناجم عن إنقسام الصف الفلسطينى ،وغياب أفق التسوية للقضية الفلسطينية،
.والتهديدات التى تتربص بمقدرات الشعب الفلسطينى
ومن هنا يدين الحزب العدوان السرائيلى الوحشى ضد الشعب الفلسطينى ويحمل
ة لما لحق بشعب غزة من قتل ودمار وتشريد ،ويقدم دعمه إسرائيل المسئولية كامل ً
ومساندته لموقف مصر الساعى الى وقف آلة الحرب السرائيلية فى هجومها على غزة،
وذلك في إطار التزامها القومي بالدفاع عن القضية الفلسطينية ،باعتبارها قضية أمن
.قومي مصري
كما يؤكد الحزب دعمه لقرار مصر بإبقاء معبر رفح مفتوحا ً لتلبية الحتياجات النسانية
لهل غزة وإستقبال الجرحى الفلسطينيين للعلج فى المستشفيات المصرية ،وتقديم كل
.أنواع المساعدات لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى جراء العدوان العسكرى السرائيلى
وقد رأي الحزب في هذا الصدد أهمية توضيح أبعاد الموقف المصري إزاء
.التطورات الحالية في قطاع غزة ...بشكل مبسط..في سؤال وجواب
ما هو الموقف المصري إزاء العدوان السرائيلي المستمر منذ أيام علي 1.
قطاع غزة؟
تدين مصر بشدة العدوان السرائيلي علي قطاع غزة ،وتستنكر استخدام إسرائيل للقوة
العسكرية ضد الشعب الفلسطيني ،والذي يعتبر بمثابة عقاب جماعي عليه يحظره القانون
النساني الدولي .وتطالب مصر الحكومة السرائيلية بالوقف الفوري للعتداءات
العسكرية علي الشعب الفلسطيني ،وهي اعتداءات تتنافي مع المبادئ النسانية وجميع
.القوانين والعراف الدولية
وتحمل مصر إسرائيل المسئولية الكاملة عن التطورات المأسوية للحداث ،وعن إراقة
دماء الشهداء والمصابين الفلسطينيين من رجال ونساء وأطفال ،وذلك باعتبارها سلطة
.الحتلل
وبالتوازى مع ذلك تتحرك مصر على الساحة الدولية ،بالتنسيق مع الدول العربية،
لستصدار قرار من مجلس المن يطالب بالوقف الفورى لعدوان إسرائيل على غزة ،من
منطلق الرفض الكامل لستخدام السلح ضد شعب فلسطين العزل ،والحيلولة دون
توسيع العمليات العسكرية السرائيلية فى غزة ،وعودة التهدئة بين الجانبين الفلسطينى
والسرائيلى حفاظا ً على أرواح الفلسطينيين ،وضرورة وجود آلية تضمن إلتزام الطراف
.بأى إتفاق يتم التوصل اليه لوقف إطلق النار
وكما ذكر السيد الرئيس مبارك في بيانه بتاريخ 30ديسمبر ،2008ستواصل مصر وقوفها
إلى جانب الشعب الفلسطينى بصدق وتجرد 00تعلى مصالحه فوق مصالح الفصائل 00
تعى أن قضيته هى إنهاء الحتلل وإقامة الدولة الفلسطينية 00وتبذل أقصى الجهد لنهاء
.معاناته وتحقيق تطلعاته المشروعة
ما هي طبيعة الجهود التي بذلتها مصر لتهدئة الوضاع قبل وقوع 2.
العدوان السرائيلي؟
منذ انقلب حركة حماس بقوة السلح علي السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة في
يونيو ،2007وسيطرتها علي القطاع ،واتجاه المور نحو التصعيد بين حماس وإسرائيل،
شرعت مصر فى تحرك مكثف للوساطة بين الجانبين وصول ً الى إتفاق التهدئة بينهما فى
19يونيو 2008لمدة ستة أشهر ،وذلك من منطلق حرص مصر على تجنيب أهل غزة
ويلت المواجهة العسكرية ،وإعطاء الوقت لستكمال جهود الوساطة المصرية بين حركتى
.فتح وحماس بهدف توحيد الصف الفلسطينى
ومع إقتراب نهاية مهلة التهدئة ،قامت مصر ببذل جهود متواصلة خلل الشهر الماضية
لوقف التصعيد في الراضي الفلسطينية المحتلة ،مطالبة الجانبين الفلسطيني
والسرائيلي بضبط النفس .وقد تركزت تلك الجهود علي العمل علي تحقيق هدفين :تثبيت
التهدئة في قطاع غزة بين حماس والجانب السرائيلي من ناحية ،والوصول الى صيغة
(.للتوافق بين جميع الفصائل الفلسطينية ( 13فصيل
ما هو الموقف المصري إزاء الخلفات بين الطراف الفلسطينية3.
المختلفة؟
بذلت مصر جهودا ً مكثفة خلل الفترة الماضية لتوحيد الصف الفلسطيني ،وذلك من أجل
استئناف الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية المختلفة ،وتحقيق المصالحة الوطنية
المنشودة .غير أن بعض تلك الفصائل تعمدت إفشال المساعي المصرية ،رغم إدراكها
التام بأن استمرار الخلفات الداخلية الفلسطينية يساهم في ضعف الموقف الفلسطيني،
ويصب في نهاية المر في مصلحة إسرائيل ،بما يترتب عليه ضررا ً بالغا ً على القضية
.الفلسطينية برمتها
ما هي طبيعة التحركات الدولية التي تقوم بها مصر لوقف العدوان4.
السرائيلي؟
تقوم مصر باتصالت متواصلة مع أمين عام المم المتحدة وأعضاء مجلس المن الدولي
واللجنة الرباعية الدولية لمطالبتهم بالضطلع بمسئولياتهم الدولية إزاء العدوان
السرائيلي علي غزة ،وبممارسة ضغوط حقيقية علي إسرائيل لكي توقف نزيف الدم
الذي أودي بحياة مئات الفلسطينيين ،ولكي تسهل إدخال المعونات النسانية إلي قطاع
غزة .كما تتوجه مصر ضمن وفد عربى الى مجلس المن الدولى بهدف إستصدار قرار
يطالب بالوقف الفورى للهجوم السرائيلى على غزة ،والعمل على إستعادة التهدئة بين
.حماس وإسرائيل ،حقنا ً للدم الفلسطينى وحفاظا ً على أرواح الفلسطينيين
ما هي عناصر التحرك الذي تقترحه مصر للتوصل إلي اتفاق لوقف5.
العمليات العسكرية السرائيلية؟
يستند التحرك الذي تقترحه مصر إلي وقف فوري لطلق النار ،والعودة إلي التهدئة التي
كانت سارية حتى يوم 19ديسمبر ،2008وفتح المعابر لرفع الحصار المفروض علي
الفلسطينيين ،والحصول علي ضمانات إقليمية ودولية لبقاء المعابر مفتوحة ،ووضع آلية
دولية أو عربية للتأكد من التنفيذ الحرفي لهذا التفاق .وفي مرحلة لحقة ،تري مصر
ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها ضمانة لعدم تكرار العدوان السرائيلي
.علي الشعب الفلسطيني
أن الوضع القانوني لقطاع غزة هو أنه مازال واقعا ً تحت الحتلل السرائيلي .فالنفصال
أحادي الجانب الذي قامت به إسرائيل من القطاع لم يترتب عليه "تحرير القطاع" من
الحتلل ،حيث أن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية هم وحدة جغرافية واحدة
ل يمكن التعامل معهم كُل علي حدة .كما أن إسرائيل هي التي ما زالت تسيطر علي
.المجالين الجوي والبحري ،ومعظم حدود القطاع ،ومنافذ الدخول والخروج التجارية
موقف مصر من معبر رفح يرتبط برؤية أشمل لمخطط إسرائيل تجاه وضع قطاع غزة.
فقد أيقنت مصر تداعيات هذا المخطط السرائيلي مبكرا ً الذى يستهدف تكريس واقع
جديد بتكريس الفصل بين الضفة الغربية والقطاع ،وهو ما يطرح مخاطر جمة علي مجمل
القضية الفلسطينية ،واحتمالت قيام الدولة الفلسطينية مستقبلً .ومن هنا جاء موقف
مصر الذى يؤكد على أن قطاع غزة ل يزال تحت الحتلل السرائيلي ،وليس محررا ً كما
تحاول أن تروج إسرائيل .ولذلك تتحسب مصر من أي تجاوب مع فكرة أن القطاع محرر،
حيث سيُعد ذلك تجاوبا ً مع المخطط السرائيلي الرامي للفصل بين الضفة والقطاع،
وإلقاء عبء إدارة القطاع علي مصر ،وهو ما نرفضه بشكل تام ،خاصة أن ذلك سيعتبر
خروجا ً مثاليا وسهل ً لسرائيل من مأزق الحتلل ،وإلقاء تبعات ذلك علي مصر ،وإلقاء
عبء الضفة الغربية علي الردن مستقبلً ،مما سينتج عنه تصفية القضية الفلسطينية
بفصل الضفة عن غزة .فمصر ل يمكن أن تشارك في تكريس الفصل بين الضفة
والقطاع ،بل تتصدى له بكل قوة حرصا ً على القضية الفلسطينية وتماسك الدولة
.الفلسطينية جغرافيا ً وإقتصادياً
من هذا المنطلق ،واحتراما ً لتفاقية 2005التي تحدد الدخول والخروج من كافة المعابر،
بما فيها معبر رفح ،والموقعة بين إسرائيل والتحاد الوروبي والسلطة الفلسطينية،
تمسكت مصر بعدم فتح معبر رفح بشكل رسمي فى غياب السلطة الشرعية للشعب
الفلسطينى والمتمثلة فى السلطة الوطنية الفلسطينية ووجود مراقبى التحاد الوروبى،
وذلك حفاظا ً على وحدة الراضى الفلسطينية ،وتجنبا ً لمنح إسرائيل الذريعة للتنصل من
إلتزاماتها تجاه القطاع بصفتها قوة إحتلل ،والمضى فى مخططها للفصل التام والدائم
بين شطرى الدولة الفلسطينية .فمنذ انقلب 2007عندما استولت حماس علي السلطة
في غزة ،وطردت أفراد السلطة الوطنية الفلسطينية الذين يقومون بواجبهم المني
والشراف علي إدارة المعبر ،وانسحاب المراقبين الوروبيين ،لم يعد الطرف الفلسطيني
المخول ذو الهلية القانونية في إدارة المعبر من الجانب الخر موجوداً .وقد عملت مصر
منذ ذلك الوقت علي عودة الطرف الشرعي ذو الصلحية القانونية في إدارة معبر رفح
حتى تتوفر الصلحيات القانونية لعادة فتحه بشكل رسمي وفقا ً لتفاقية ،2005إل أن
تعنت حركة حماس ،وإصرارها علي التمسك بالسلطة التي استولت عليها بالقوة في غزة
في ،2007عرقل كافة الجهود المصرية لعادة فتح معبر رفح بشكل رسمي وللتخفيف
من محنة الشعب الفلسطيني في غزة .وتجدر الشارة إلي أن المعبر ظل يعمل بشكل
.منتظم وبدون مشكلت تُذكر قبل استيلء حماس عليه بعد انقلبها العسكري
وبالتوازي مع ذلك تضغط مصر بقوة للزام إسرائيل على فتح باقى المعابر البرية لقطاع
غزة ،وحرصت على تضمين هذا المطلب ضمن عناصر الموقف المصرى لنهاء الزمة
الحالية ،حيث دعت الى ضرورة إيجاد آلية دولية تضمن بقاء كافة المعابر لغزة مفتوحة بما
يسمح بتشغيلها دون إنقطاع .فمع حرص مصر على إبقاء معبر رفح مفتوحا ً أمام الحالت
النسانية ،إل أنها تدرك أن هذا المعبر ،كونه أساسا ً معبر للفراد وليس للبضائع ،ل يمكن
أن يلبى إحتياجات القطاع بالكامل ،ولذلك فهى تضغط على إيجاد صيغة لبقاء كافة المعابر
.الخرى لغزة مفتوحة بشكل دائم
هل امتنعت مصر إذاً ،مع انهيار التفاقية الخاصة بإدارة معبر رفح ،عن8.
توفير المساعدات النسانية للفلسطينيين في قطاع غزة؟
قطعا ً ل .فقد سمحت مصر ،نظرا ً لصعوبة الوضع النساني في غزة ،وفي إطار اضطلعها
بمسئولياتها إزاء الشعب الفلسطيني ،بمرور ما يزيد عن 20ألف فلسطيني علي مدار
الشهر العشرة الماضية ،دخول ً وخروجا ً من وإلي القطاع في مناسبات مختلفة ولسباب
إنسانية متعددة .كما تعاونت مصر بشكل كامل لتسهيل مرور حجاج غزة ،حيث فتحت
معبر رفح ،وبشكل استثنائي ولعدة أيام ،إل أن حماس منعتهم من المرور ،مستخدمة في
.ذلك العنف تجاههم
وقد قدمت مصر علي مدار تسعة أشهر مواد غذائية وأدوية بقيمة 25مليون جنيه مصري
من خلل الهلل الحمر المصري .هذا فضل ً عن استقبال مصر للف المرضي والقيام
بعلجهم علي نفقتها .كما تمد مصر قطاع غزة بحوالي %10من احتياجاته من الكهرباء
.بدون مقابل
ما هي طبيعة الجهود النسانية التي بذلتها مصر خلل السابيع القليلة9.
الماضية للتخفيف من محنة الشقاء الفلسطينيين في غزة؟
أصدر الرئيس مبارك توجيهاته منذ بدء العدوان السرائيلي علي غزة بفتح معبر رفح البري
بشكل فوري أمام الجرحى والمصابين من الشعب الفلسطيني ،وبتقديم كافة المساعدات
الطبية والنسانية لهم ،من إسعافات وأدوية وأطقم طبية ،واستقبالهم بمستشفيات سيناء
.والسماعيلية والقاهرة
وتجدر الشارة إلي أن مصر قد قدمت خلل الفترة من نهاية نوفمبر وحتى يوم 30
ديسمبر 2008إجمالي مساعدات بلغت حوالي 190طنا من المساعدات النسانية،
تتضمن مساعدات غذائية وطبية ،منها حوالي 22طنا تم تقديمها بعد بدء العدوان
السرائيلي علي غزة .وقد فتحت مصر معبر رفح ،وسمحت بدخول أكثر من 600
فلسطيني من العالقين علي الجانب المصري .كما جهزت وزارة الصحة حوالي 1100
.سريرا إضافيا ً لستقبال المصابين من جراء العمليات العسكرية السرائيلية
وتجدر الشارة إلي أنه تم كذلك إدخال معونات إنسانية إلي قطاع غزة من خلل المعابر
.السرائيلية ،وذلك بعد ضغط من مصر علي إسرائيل
هل تقوم دول أخري بإرسال مساعدات إلي قطاع غزة؟ وكيف يتم10.
ذلك؟
قام عدد من الدول العربية بإرسال مساعدات إنسانية للشقاء الفلسطينيين في غزة،
وتسهل مصر عملية دخول تلك المساعدات العربية ،التي يتوالي إرسالها حتى تاريخه ،إلي
قطاع غزة عبر معبر رفح ،وذلك رغم الصعوبات التي تواجهها بسبب إستمرار العمليات
العسكرية السرائيلية بالقرب من منطقة الحدود ،وكون معبر رفح معبر للفراد وليس
للبضائع وغير مجهز لعبور الشاحنات ،ومن هنا تضغط مصر ليجاد صيغة يتم بمقتضاها
.ضمان بقاء كافة المعابر البرية لقطاع غزة مفتوحة بشكل دائم
تأتى الزمة الحالية فى غزة على خلفية حالة من الستقطاب القليمى فتحت الباب أمام
قوى إقليمية لمحاولة إستهداف مصر والنيل من أمنها القومى .وليس ذلك غريبا ً على
مصر بحكم كونها الدولة المركزية فى المنطقة التى تقف دائما ً فى مواجهة مشروعات
الهيمنة فى الشرق الوسط والمنطقة العربية ،سواء من جانب قوى إقليمية أو أطراف
.دولية ،وهو ما يجعل مصر دائما ً عرض ً
ة لمحاولت تحييدها والنيل من أمنها
واليوم تسعي إيران وسوريا إلي استغلل الحداث الجارية في غزة لبسط نفوذهما في
المنطقة علي حساب المن القومي المصري .وقد سعت كل منهما من قبل من خلل
التدخل في الشئون الفلسطينية واللبنانية ودعم قيادات من حماس وحزب الله إلي
إجهاض الجهود المصرية للوصول إلي صيغة للتوافق بين حركتي فتح وحماس وتثبيت
التهدئة وتمديدها بين إسرائيل وحماس .كما عملت كل منهما أيضا ً علي إثارة التوتر
.والقلق وعدم الستقرار داخل لبنان
ويؤكد الحزب في هذا الصدد علي دعمه الكامل لموقف الرئيس مبارك الرافض لي
محاولة لفرض أي نوع من الهيمنة القليمية والتي تتعارض مع المصالح المصرية .كما يؤكد
علي مساندته التامة لجهود حكومته الرامية إلي وقف العدوان السرائيلي المستمر علي
.غزة ،والعودة إلي التهدئة ،واستئناف الحوار الفلسطيني من أجل تحقيق الوفاق الوطني
ما هي أبعاد الحملة التي تقودها إيران لبسط سيطرتها علي المنطقة؟12.
تسعي إيران لعادة موازين القوى القليمية فى المنطقة ،والسعى لبسط نفوذها فى
العراق للنيل من عروبته ،وتحريك حلفائها القليميين لحداث حالة من التصعيد
والضطراب فى لبنان وفلسطين ،هذا فضل ً عن سعيها المتواصل لفرض نفوذها على
منطقة الخليج العربى .ويأتى ذلك فى مسعى واضح لتعظيم المصالح اليرانية على حساب
القضايا العربية ومصالح المن القومى المصرى .فكان دفع إيران لحزب الله على إشعال
جبهة الجنوب اللبنانى فى صيف ،2006بما ترتب عليه عدوان إسرائيلى ظالم جلب
الدمار والخراب للبنان ،كما أن سعى إيران لستقطاب حركة حماس نتج عنه ضررا ً بالغاً
للقضية الفلسطينية .فبدل ً من تحرير الرض ،نرى عودة الحتلل السرائيلى الى المدن
والراضى الفلسطينية التى إنسحبت منها فى إطار مفاوضات السلم ،وبعد أن حقق
الجانب الفلسطينى خطوات ملموسة نحو إقامة دولته ،قامت حماس بالنقلب على
السلطة الشرعية الفلسطينية ،وبدل ً من تدعيم جهود مصر لتمديد التهدئة بين حماس
وإسرائيل بما يجنب أهل غزة ويلت الحرب والدمار ،تفاجأ مصر برفض حماس لهذا
المسعى وإعطاء إسرائيل الذريعة لشن عدوانها على القطاع .وبعد أن كادت تقترب
الوساطة المصرية من النجاح فى التوفيق بين حركتى فتح وحماس ،نجد الخيرة تتصلب
فى مواقفها لتخريب الجهود المصرية ،بما يبقى على حالة النقسام والتشرذم الفلسطينى
.وتعريض قضيته لنتكاسة حقيقية
يرفض الحزب بشكل قاطع محاولت البعض استغلل تطور الحداث في غزة للمزايدة
على التزام مصر الثابت تجاه الشعب الفلسطيني ،حيث أنها تستند إلي مغالطات تتجاهل
عمدا ً ما قدمته مصر علي مدار العقود الماضية ،ولزالت تقدمه ،من أجل القضية
الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني ،سواء في كفاحهم من أجل الستقلل ،أو لرفع
المعاناة المستمرة التي يعانون منها من جراء الحتلل السرائيلي .ويؤكد الحزب رفضه
.التام لحملت التشهير والتحريض التي تستهدف تشويه صورة مصر
من هنا جاء إستنكار الحزب ،متوافقا ً مع موقف شعبى لكافة القوى الوطنية ماعدا
الجماعة المحظورة ،لخطاب التحريض الفج الذى أطلقه زعيم حزب الله حسن نصر الله،
والذى كشف بشكل واضح عن الهداف الحقيقية لمشروع الهيمنة اليرانى تجاه مصر
والسعى لستهداف مصالحها القومية .حيث دعى السيد نصر الله إلى عصيان مدنى،
والزج بأبناء جيش مصر الباسل فى خط المواجهة ،متجاهل ً أن قرار الحرب والسلم لمصر
هو قرار مصرى ،ينبع من إرادة وطنية أصيلة ،ل تقبل بإقحام أطراف خارجية فى قضايا
مصيرية تمس مقدرات ومكتسبات تحققت بفضل تضحيات شعب عظيم فى سبيل القضايا
.العربية ،وعلى رأسها القضية الفلسطينية
ولعل أبلغ دليل على تداعيات الزمة الراهنة على مصالح مصر وأمنها جاء فى صورة
استشهاد الضابط المصرى الرائد ياسر عيسوى ،من قوات حرس الحدود المصرية ،نتيجة
لهجوم مسلح وقع على نقطة الحراسة داخل الراضى المصرية ،وذلك بتعليمات صادرة
من قادة حماس بهدف إشاعة الفوضى على الحدود مع مصر والعبث بأمنها ،فى انتهاك
.صارخ للسيادة المصرية التى أفدى أبن عزيز من أبناء مصر حياته دفاعا ً عنها
يؤكد الحزب دعمه لموقف مصر الثابت دعما ً للحقوق الفلسطينية ودفاعا ً عن المصالح
الوطنية المصرية ،ومن هنا يدين العدوان السرائيلى على قطاع غزة وما ألحقته آلة
الحرب السرائيلية ضد الفلسطينيين العزل من قتل ودمار .كما يعرب الحزب عن دعمه
لقرار القيادة المصرية بفتح معبر رفح لعبور الفلسطينيين ضحايا الهجمة السرائيلية
وتوفير خدمات العلج فى المستشفيات والمرافق المصرية ،فضل ً عن الجهود المتواصلة
لضمان وصول المساعدات النسانية من مصر ودول أخرى إلى أهل القطاع .ويكرر
الحزب نداءه إلى كافة القوى الفلسطينية لستعادة وحدة الصف الفلسطينى ،ويدعم
جهود حكومة الحزب لستئناف الجهود المصرية للوفاق بين الفصائل الفلسطينية ،كما
.يدعم تحرك مصر على الساحة الدولية لوقف العدوان بشكل فورى
ويرفض الحزب بشكل مطلق أية محاولت من قبل إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية
من خلل السعي للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة ،والتنصل من مسئوليتها عن غزة،
وتحميل مصر بتبعاتها .فهذا المخطط غير مقبول .ومصر لن تشارك تحت أي ظرف من
الظروف في تكريس هذا الفصل بين الضفة والقطاع .كما يرفض الحزب بشكل قاطع
محاولت البعض استغلل تطور الحداث في غزة لتحقيق مكاسب إقليمية علي حساب
المصالح المصرية .فمصر لن تسمح لي طرف في المنطقة بالسعي نحو بسط نفوذه أو
فرض أي نوع من السيطرة القليمية التي تتعارض مع المن القومي العربي والمصالح
.العربية العليا
ويؤكد الحزب دعمه لحكومته في رفضها التام للمخطط الذي يقف ورائه بعض الطراف
القليمية للمساس بالمن القومي المصري...فالمن القومي المصري خط أحمر لجميع
المصريين...بكافة طوائفهم وفئاتهم .القاهرة في 6يناير 2009م