You are on page 1of 7

‫الموقف المصري إزاء تطورات الوضاع في قطاع‬

‫غزة‪ ....‬في سؤال وجواب‬


‫أصدرت المانة العامة كتيبا يتضمن السئلة الكثر شيوعا حول الحداث‬
‫الجارية والعدوان السرائيلي على غزة والموقف المصرى إزاءها وذلك في‬
‫‪ :‬شكل أسئلة وإجابات‬

‫قضية فلسطين كانت دوما ً القضية المركزية لمصر‪ ،‬فمنذ قيام دولة إسرائيل عام ‪1948‬‬
‫واغتصاب الراضي الفلسطينية‪ ،‬تصدرت مشكلة فلسطين أولويات العمل القومى‬
‫المصرى وسياسة مصر الخارجية‪ ،‬وبذلت مصر جهودا ً متواصلة من أجل إستعادة الشعب‬
‫الفلسطينى حقوقه الوطنية المشروعة‪ ،‬وإقامة دولة فلسطينية مستقلة علي الراضي‬
‫‪.‬الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس‬

‫فكانت تضحيات مصر فى الحرب دفاعا ً عن فلسطين وأرضها‪ ،‬ودعم مصر فى السلم‬
‫لمساندة قضية فلسطين فى العواصم والمحافل الدولية‪ ،‬تأكيدا ً ل يقبل التشكيك على‬
‫‪.‬حقيقة إلتزام مصر الثابت تجاه شعب فلسطين وقضيته العادلة‬

‫ول يخفى أنه كان بفضل جهود مصر وتحركها المكثف خلل العقدين الماضيين أن حقق‬
‫الجانب الفلسطينى مكاسب ملموسة‪ ،‬فكانت رعاية مصر لتفاقات أوسلو منذ بداية‬
‫التسعينيات التى مهدت لنسحاب إسرائيل من مدن فلسطينية وحوالي ‪ %42‬من أراضى‬
‫الضفة الغربية‪ ،‬وعودة القيادة الوطنية الفلسطينية الى أراضى الضفة الغربية وقطاع غزة‪،‬‬
‫وتأمين قيام السلطة الوطنية الفلسطينية لتشكل نواة الدولة الفلسطينية المستقبلية‬
‫وذلك لول مرة فى تاريخ القضية‪ ،‬وبذلك وُضعت القضية الفلسطينية على مسار ثابت نحو‬
‫‪.‬التسوية بما يحفظ الحقوق الوطنية للشعب الفلسطينى‬

‫وقد تواكب ذلك مع تحرك مصر المتواصل فى المحافل الدولية حتى تبلور إجماع دولى‬
‫بضرورة تحقيق التسوية للقضية الفلسطينية إستنادا ً الى الثوابت العربية والمتمثلة فى‬
‫إنسحاب إسرائيل من كافة الراضى الفلسطينية حتى حدود ‪ ،1967‬وقيام الدولة‬
‫الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس‪ ،‬وإيجاد حل عادل لمشكلة‬
‫اللجئين الفلسطينيين‪ ،‬وكل ذلك مدعوما ً بموقف عربى موحد متمثل ً فى المبادرة العربية‬
‫‪.‬للسلم‬

‫وتأتى رؤية الحزب متوافقة مع ثوابت الموقف المصرى‪ ،‬ودعما ً لتحرك حكومات الحزب‬
‫‪.‬المتعاقبة لصالح القضية الفلسطينية‬

‫فقد أكد الحزب مرارا ً على ضرورة الوقوف ضد أية محاولت إسرائيلية لفرض أي واقع‬
‫جديد علي الرض في المناطق المحتلة‪ ،‬سواء من خلل تمادى إسرائيل فى بناء‬
‫المستوطنات‪ ،‬أو إقامة جدار الفصل العنصرى‪ ،‬أو العمل على تكريس النقسام بين الضفة‬
‫‪.‬الغربية وقطاع غزة‬

‫كما أكد الحزب على أهمية الدفع بإتجاه إحياء مسار التسوية السلمية تجنبا ً لمنح إسرائيل‬
‫المزيد من الوقت لفرض حقائق جديدة على الرض‪ ،‬وإزالة العقبات التي تعوق العملية‬
‫السلمية‪ ،‬وبناء قدرات مؤسساته الوطنية‪ ،‬والنهوض ببنيته الساسية‪ ،‬وتنمية موارده‬
‫‪.‬البشرية‬

‫كما جاء دعم الحزب لجهود الحكومة المصرية فى استعادة وحدة الصف الفلسطينى‬
‫ة بعد إستيلء حركة حماس بقوة السلح‬
‫وتجاوز النقسام بين حركتى حماس وفتح‪ ،‬وخاص ً‬
‫على قطاع غزة‪ ،‬وإنقلبها على الشرعية الفلسطينية ممثلة فى السلطة الوطنية‬
‫الفلسطينية‪ ،‬حيث إستشعرت مصر أن تعميق هذا النقسام والبقاء عليه يمثل إنتكاسة‬
‫خطيرة تهدد بتصفية القضية الفلسطينية برمتها‪ ،‬وضياع الحقوق الفلسطينية وسط الشرخ‬
‫العميق الذى أصاب الحركة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬وأن تفاقم هذا الخلف وإستمراره يفتح‬
‫‪.‬الباب أمام إسرائيل للمضى فى مخططها بالفصل بين شطرى الراضى الفلسطينية‬

‫وجاء العدوان السرائيلي الحالي على قطاع غزة ليعكس بشكل واضح خطورة الوضع‬
‫الناجم عن إنقسام الصف الفلسطينى‪ ،‬وغياب أفق التسوية للقضية الفلسطينية‪،‬‬
‫‪.‬والتهديدات التى تتربص بمقدرات الشعب الفلسطينى‬

‫ومن هنا يدين الحزب العدوان السرائيلى الوحشى ضد الشعب الفلسطينى ويحمل‬
‫ة لما لحق بشعب غزة من قتل ودمار وتشريد‪ ،‬ويقدم دعمه‬ ‫إسرائيل المسئولية كامل ً‬
‫ومساندته لموقف مصر الساعى الى وقف آلة الحرب السرائيلية فى هجومها على غزة‪،‬‬
‫وذلك في إطار التزامها القومي بالدفاع عن القضية الفلسطينية‪ ،‬باعتبارها قضية أمن‬
‫‪.‬قومي مصري‬
‫كما يؤكد الحزب دعمه لقرار مصر بإبقاء معبر رفح مفتوحا ً لتلبية الحتياجات النسانية‬
‫لهل غزة وإستقبال الجرحى الفلسطينيين للعلج فى المستشفيات المصرية‪ ،‬وتقديم كل‬
‫‪.‬أنواع المساعدات لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى جراء العدوان العسكرى السرائيلى‬

‫وقد رأي الحزب في هذا الصدد أهمية توضيح أبعاد الموقف المصري إزاء‬
‫‪.‬التطورات الحالية في قطاع غزة‪ ...‬بشكل مبسط‪..‬في سؤال وجواب‬

‫ما هو الموقف المصري إزاء العدوان السرائيلي المستمر منذ أيام علي ‪1.‬‬
‫قطاع غزة؟‬

‫تدين مصر بشدة العدوان السرائيلي علي قطاع غزة‪ ،‬وتستنكر استخدام إسرائيل للقوة‬
‫العسكرية ضد الشعب الفلسطيني‪ ،‬والذي يعتبر بمثابة عقاب جماعي عليه يحظره القانون‬
‫النساني الدولي‪ .‬وتطالب مصر الحكومة السرائيلية بالوقف الفوري للعتداءات‬
‫العسكرية علي الشعب الفلسطيني‪ ،‬وهي اعتداءات تتنافي مع المبادئ النسانية وجميع‬
‫‪.‬القوانين والعراف الدولية‬

‫وتحمل مصر إسرائيل المسئولية الكاملة عن التطورات المأسوية للحداث‪ ،‬وعن إراقة‬
‫دماء الشهداء والمصابين الفلسطينيين من رجال ونساء وأطفال‪ ،‬وذلك باعتبارها سلطة‬
‫‪.‬الحتلل‬

‫وبالتوازى مع ذلك تتحرك مصر على الساحة الدولية‪ ،‬بالتنسيق مع الدول العربية‪،‬‬
‫لستصدار قرار من مجلس المن يطالب بالوقف الفورى لعدوان إسرائيل على غزة‪ ،‬من‬
‫منطلق الرفض الكامل لستخدام السلح ضد شعب فلسطين العزل‪ ،‬والحيلولة دون‬
‫توسيع العمليات العسكرية السرائيلية فى غزة‪ ،‬وعودة التهدئة بين الجانبين الفلسطينى‬
‫والسرائيلى حفاظا ً على أرواح الفلسطينيين‪ ،‬وضرورة وجود آلية تضمن إلتزام الطراف‬
‫‪.‬بأى إتفاق يتم التوصل اليه لوقف إطلق النار‬

‫وكما ذكر السيد الرئيس مبارك في بيانه بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2008‬ستواصل مصر وقوفها‬
‫إلى جانب الشعب الفلسطينى بصدق وتجرد ‪ 00‬تعلى مصالحه فوق مصالح الفصائل ‪00‬‬
‫تعى أن قضيته هى إنهاء الحتلل وإقامة الدولة الفلسطينية ‪ 00‬وتبذل أقصى الجهد لنهاء‬
‫‪.‬معاناته وتحقيق تطلعاته المشروعة‬

‫ما هي طبيعة الجهود التي بذلتها مصر لتهدئة الوضاع قبل وقوع ‪2.‬‬
‫العدوان السرائيلي؟‬

‫منذ انقلب حركة حماس بقوة السلح علي السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة في‬
‫يونيو ‪ ،2007‬وسيطرتها علي القطاع‪ ،‬واتجاه المور نحو التصعيد بين حماس وإسرائيل‪،‬‬
‫شرعت مصر فى تحرك مكثف للوساطة بين الجانبين وصول ً الى إتفاق التهدئة بينهما فى‬
‫‪ 19‬يونيو ‪ 2008‬لمدة ستة أشهر‪ ،‬وذلك من منطلق حرص مصر على تجنيب أهل غزة‬
‫ويلت المواجهة العسكرية‪ ،‬وإعطاء الوقت لستكمال جهود الوساطة المصرية بين حركتى‬
‫‪.‬فتح وحماس بهدف توحيد الصف الفلسطينى‬

‫ومع إقتراب نهاية مهلة التهدئة‪ ،‬قامت مصر ببذل جهود متواصلة خلل الشهر الماضية‬
‫لوقف التصعيد في الراضي الفلسطينية المحتلة‪ ،‬مطالبة الجانبين الفلسطيني‬
‫والسرائيلي بضبط النفس‪ .‬وقد تركزت تلك الجهود علي العمل علي تحقيق هدفين‪ :‬تثبيت‬
‫التهدئة في قطاع غزة بين حماس والجانب السرائيلي من ناحية‪ ،‬والوصول الى صيغة‬
‫‪(.‬للتوافق بين جميع الفصائل الفلسطينية (‪ 13‬فصيل‬
‫ما هو الموقف المصري إزاء الخلفات بين الطراف الفلسطينية‪3.‬‬
‫المختلفة؟‬

‫بذلت مصر جهودا ً مكثفة خلل الفترة الماضية لتوحيد الصف الفلسطيني‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫استئناف الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية المختلفة‪ ،‬وتحقيق المصالحة الوطنية‬
‫المنشودة‪ .‬غير أن بعض تلك الفصائل تعمدت إفشال المساعي المصرية‪ ،‬رغم إدراكها‬
‫التام بأن استمرار الخلفات الداخلية الفلسطينية يساهم في ضعف الموقف الفلسطيني‪،‬‬
‫ويصب في نهاية المر في مصلحة إسرائيل‪ ،‬بما يترتب عليه ضررا ً بالغا ً على القضية‬
‫‪.‬الفلسطينية برمتها‬

‫ما هي طبيعة التحركات الدولية التي تقوم بها مصر لوقف العدوان‪4.‬‬
‫السرائيلي؟‬

‫تقوم مصر باتصالت متواصلة مع أمين عام المم المتحدة وأعضاء مجلس المن الدولي‬
‫واللجنة الرباعية الدولية لمطالبتهم بالضطلع بمسئولياتهم الدولية إزاء العدوان‬
‫السرائيلي علي غزة‪ ،‬وبممارسة ضغوط حقيقية علي إسرائيل لكي توقف نزيف الدم‬
‫الذي أودي بحياة مئات الفلسطينيين‪ ،‬ولكي تسهل إدخال المعونات النسانية إلي قطاع‬
‫غزة‪ .‬كما تتوجه مصر ضمن وفد عربى الى مجلس المن الدولى بهدف إستصدار قرار‬
‫يطالب بالوقف الفورى للهجوم السرائيلى على غزة‪ ،‬والعمل على إستعادة التهدئة بين‬
‫‪.‬حماس وإسرائيل‪ ،‬حقنا ً للدم الفلسطينى وحفاظا ً على أرواح الفلسطينيين‬

‫ما هي عناصر التحرك الذي تقترحه مصر للتوصل إلي اتفاق لوقف‪5.‬‬
‫العمليات العسكرية السرائيلية؟‬

‫يستند التحرك الذي تقترحه مصر إلي وقف فوري لطلق النار‪ ،‬والعودة إلي التهدئة التي‬
‫كانت سارية حتى يوم ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2008‬وفتح المعابر لرفع الحصار المفروض علي‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬والحصول علي ضمانات إقليمية ودولية لبقاء المعابر مفتوحة‪ ،‬ووضع آلية‬
‫دولية أو عربية للتأكد من التنفيذ الحرفي لهذا التفاق‪ .‬وفي مرحلة لحقة‪ ،‬تري مصر‬
‫ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها ضمانة لعدم تكرار العدوان السرائيلي‬
‫‪.‬علي الشعب الفلسطيني‬

‫ما هو الموقف المصري تجاه قطاع غزة؟‪6.‬‬

‫أن الوضع القانوني لقطاع غزة هو أنه مازال واقعا ً تحت الحتلل السرائيلي‪ .‬فالنفصال‬
‫أحادي الجانب الذي قامت به إسرائيل من القطاع لم يترتب عليه "تحرير القطاع" من‬
‫الحتلل‪ ،‬حيث أن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية هم وحدة جغرافية واحدة‬
‫ل يمكن التعامل معهم كُل علي حدة‪ .‬كما أن إسرائيل هي التي ما زالت تسيطر علي‬
‫‪.‬المجالين الجوي والبحري‪ ،‬ومعظم حدود القطاع‪ ،‬ومنافذ الدخول والخروج التجارية‬

‫وما هو موقف مصر من معبر رفح؟‪7.‬‬

‫موقف مصر من معبر رفح يرتبط برؤية أشمل لمخطط إسرائيل تجاه وضع قطاع غزة‪.‬‬
‫فقد أيقنت مصر تداعيات هذا المخطط السرائيلي مبكرا ً الذى يستهدف تكريس واقع‬
‫جديد بتكريس الفصل بين الضفة الغربية والقطاع‪ ،‬وهو ما يطرح مخاطر جمة علي مجمل‬
‫القضية الفلسطينية‪ ،‬واحتمالت قيام الدولة الفلسطينية مستقبلً‪ .‬ومن هنا جاء موقف‬
‫مصر الذى يؤكد على أن قطاع غزة ل يزال تحت الحتلل السرائيلي‪ ،‬وليس محررا ً كما‬
‫تحاول أن تروج إسرائيل‪ .‬ولذلك تتحسب مصر من أي تجاوب مع فكرة أن القطاع محرر‪،‬‬
‫حيث سيُعد ذلك تجاوبا ً مع المخطط السرائيلي الرامي للفصل بين الضفة والقطاع‪،‬‬
‫وإلقاء عبء إدارة القطاع علي مصر‪ ،‬وهو ما نرفضه بشكل تام‪ ،‬خاصة أن ذلك سيعتبر‬
‫خروجا ً مثاليا وسهل ً لسرائيل من مأزق الحتلل‪ ،‬وإلقاء تبعات ذلك علي مصر‪ ،‬وإلقاء‬
‫عبء الضفة الغربية علي الردن مستقبلً‪ ،‬مما سينتج عنه تصفية القضية الفلسطينية‬
‫بفصل الضفة عن غزة‪ .‬فمصر ل يمكن أن تشارك في تكريس الفصل بين الضفة‬
‫والقطاع‪ ،‬بل تتصدى له بكل قوة حرصا ً على القضية الفلسطينية وتماسك الدولة‬
‫‪.‬الفلسطينية جغرافيا ً وإقتصادياً‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬واحتراما ً لتفاقية ‪ 2005‬التي تحدد الدخول والخروج من كافة المعابر‪،‬‬
‫بما فيها معبر رفح‪ ،‬والموقعة بين إسرائيل والتحاد الوروبي والسلطة الفلسطينية‪،‬‬
‫تمسكت مصر بعدم فتح معبر رفح بشكل رسمي فى غياب السلطة الشرعية للشعب‬
‫الفلسطينى والمتمثلة فى السلطة الوطنية الفلسطينية ووجود مراقبى التحاد الوروبى‪،‬‬
‫وذلك حفاظا ً على وحدة الراضى الفلسطينية‪ ،‬وتجنبا ً لمنح إسرائيل الذريعة للتنصل من‬
‫إلتزاماتها تجاه القطاع بصفتها قوة إحتلل‪ ،‬والمضى فى مخططها للفصل التام والدائم‬
‫بين شطرى الدولة الفلسطينية‪ .‬فمنذ انقلب ‪ 2007‬عندما استولت حماس علي السلطة‬
‫في غزة‪ ،‬وطردت أفراد السلطة الوطنية الفلسطينية الذين يقومون بواجبهم المني‬
‫والشراف علي إدارة المعبر‪ ،‬وانسحاب المراقبين الوروبيين‪ ،‬لم يعد الطرف الفلسطيني‬
‫المخول ذو الهلية القانونية في إدارة المعبر من الجانب الخر موجوداً‪ .‬وقد عملت مصر‬
‫منذ ذلك الوقت علي عودة الطرف الشرعي ذو الصلحية القانونية في إدارة معبر رفح‬
‫حتى تتوفر الصلحيات القانونية لعادة فتحه بشكل رسمي وفقا ً لتفاقية ‪ ،2005‬إل أن‬
‫تعنت حركة حماس‪ ،‬وإصرارها علي التمسك بالسلطة التي استولت عليها بالقوة في غزة‬
‫في ‪ ،2007‬عرقل كافة الجهود المصرية لعادة فتح معبر رفح بشكل رسمي وللتخفيف‬
‫من محنة الشعب الفلسطيني في غزة‪ .‬وتجدر الشارة إلي أن المعبر ظل يعمل بشكل‬
‫‪.‬منتظم وبدون مشكلت تُذكر قبل استيلء حماس عليه بعد انقلبها العسكري‬

‫وبالتوازي مع ذلك تضغط مصر بقوة للزام إسرائيل على فتح باقى المعابر البرية لقطاع‬
‫غزة‪ ،‬وحرصت على تضمين هذا المطلب ضمن عناصر الموقف المصرى لنهاء الزمة‬
‫الحالية‪ ،‬حيث دعت الى ضرورة إيجاد آلية دولية تضمن بقاء كافة المعابر لغزة مفتوحة بما‬
‫يسمح بتشغيلها دون إنقطاع‪ .‬فمع حرص مصر على إبقاء معبر رفح مفتوحا ً أمام الحالت‬
‫النسانية‪ ،‬إل أنها تدرك أن هذا المعبر‪ ،‬كونه أساسا ً معبر للفراد وليس للبضائع‪ ،‬ل يمكن‬
‫أن يلبى إحتياجات القطاع بالكامل‪ ،‬ولذلك فهى تضغط على إيجاد صيغة لبقاء كافة المعابر‬
‫‪.‬الخرى لغزة مفتوحة بشكل دائم‬

‫هل امتنعت مصر إذاً‪ ،‬مع انهيار التفاقية الخاصة بإدارة معبر رفح‪ ،‬عن‪8.‬‬
‫توفير المساعدات النسانية للفلسطينيين في قطاع غزة؟‬

‫قطعا ً ل‪ .‬فقد سمحت مصر‪ ،‬نظرا ً لصعوبة الوضع النساني في غزة‪ ،‬وفي إطار اضطلعها‬
‫بمسئولياتها إزاء الشعب الفلسطيني‪ ،‬بمرور ما يزيد عن ‪ 20‬ألف فلسطيني علي مدار‬
‫الشهر العشرة الماضية‪ ،‬دخول ً وخروجا ً من وإلي القطاع في مناسبات مختلفة ولسباب‬
‫إنسانية متعددة‪ .‬كما تعاونت مصر بشكل كامل لتسهيل مرور حجاج غزة‪ ،‬حيث فتحت‬
‫معبر رفح‪ ،‬وبشكل استثنائي ولعدة أيام‪ ،‬إل أن حماس منعتهم من المرور‪ ،‬مستخدمة في‬
‫‪.‬ذلك العنف تجاههم‬

‫وقد قدمت مصر علي مدار تسعة أشهر مواد غذائية وأدوية بقيمة ‪ 25‬مليون جنيه مصري‬
‫من خلل الهلل الحمر المصري‪ .‬هذا فضل ً عن استقبال مصر للف المرضي والقيام‬
‫بعلجهم علي نفقتها‪ .‬كما تمد مصر قطاع غزة بحوالي ‪ %10‬من احتياجاته من الكهرباء‬
‫‪.‬بدون مقابل‬

‫ما هي طبيعة الجهود النسانية التي بذلتها مصر خلل السابيع القليلة‪9.‬‬
‫الماضية للتخفيف من محنة الشقاء الفلسطينيين في غزة؟‬

‫أصدر الرئيس مبارك توجيهاته منذ بدء العدوان السرائيلي علي غزة بفتح معبر رفح البري‬
‫بشكل فوري أمام الجرحى والمصابين من الشعب الفلسطيني‪ ،‬وبتقديم كافة المساعدات‬
‫الطبية والنسانية لهم‪ ،‬من إسعافات وأدوية وأطقم طبية‪ ،‬واستقبالهم بمستشفيات سيناء‬
‫‪.‬والسماعيلية والقاهرة‬

‫وتجدر الشارة إلي أن مصر قد قدمت خلل الفترة من نهاية نوفمبر وحتى يوم ‪30‬‬
‫ديسمبر ‪ 2008‬إجمالي مساعدات بلغت حوالي ‪ 190‬طنا من المساعدات النسانية‪،‬‬
‫تتضمن مساعدات غذائية وطبية‪ ،‬منها حوالي ‪ 22‬طنا تم تقديمها بعد بدء العدوان‬
‫السرائيلي علي غزة‪ .‬وقد فتحت مصر معبر رفح‪ ،‬وسمحت بدخول أكثر من ‪600‬‬
‫فلسطيني من العالقين علي الجانب المصري‪ .‬كما جهزت وزارة الصحة حوالي ‪1100‬‬
‫‪.‬سريرا إضافيا ً لستقبال المصابين من جراء العمليات العسكرية السرائيلية‬

‫وتجدر الشارة إلي أنه تم كذلك إدخال معونات إنسانية إلي قطاع غزة من خلل المعابر‬
‫‪.‬السرائيلية‪ ،‬وذلك بعد ضغط من مصر علي إسرائيل‬

‫هل تقوم دول أخري بإرسال مساعدات إلي قطاع غزة؟ وكيف يتم‪10.‬‬
‫ذلك؟‬

‫قام عدد من الدول العربية بإرسال مساعدات إنسانية للشقاء الفلسطينيين في غزة‪،‬‬
‫وتسهل مصر عملية دخول تلك المساعدات العربية‪ ،‬التي يتوالي إرسالها حتى تاريخه‪ ،‬إلي‬
‫قطاع غزة عبر معبر رفح‪ ،‬وذلك رغم الصعوبات التي تواجهها بسبب إستمرار العمليات‬
‫العسكرية السرائيلية بالقرب من منطقة الحدود‪ ،‬وكون معبر رفح معبر للفراد وليس‬
‫للبضائع وغير مجهز لعبور الشاحنات‪ ،‬ومن هنا تضغط مصر ليجاد صيغة يتم بمقتضاها‬
‫‪.‬ضمان بقاء كافة المعابر البرية لقطاع غزة مفتوحة بشكل دائم‬

‫وماذا عن البعاد القليمية للزمة‪ ،‬وهل هناك إستهداف من قبل بعض‪11.‬‬


‫القوى لمصالح المن القومى المصرى؟‬

‫تأتى الزمة الحالية فى غزة على خلفية حالة من الستقطاب القليمى فتحت الباب أمام‬
‫قوى إقليمية لمحاولة إستهداف مصر والنيل من أمنها القومى‪ .‬وليس ذلك غريبا ً على‬
‫مصر بحكم كونها الدولة المركزية فى المنطقة التى تقف دائما ً فى مواجهة مشروعات‬
‫الهيمنة فى الشرق الوسط والمنطقة العربية‪ ،‬سواء من جانب قوى إقليمية أو أطراف‬
‫‪.‬دولية‪ ،‬وهو ما يجعل مصر دائما ً عرض ً‬
‫ة لمحاولت تحييدها والنيل من أمنها‬

‫واليوم تسعي إيران وسوريا إلي استغلل الحداث الجارية في غزة لبسط نفوذهما في‬
‫المنطقة علي حساب المن القومي المصري‪ .‬وقد سعت كل منهما من قبل من خلل‬
‫التدخل في الشئون الفلسطينية واللبنانية ودعم قيادات من حماس وحزب الله إلي‬
‫إجهاض الجهود المصرية للوصول إلي صيغة للتوافق بين حركتي فتح وحماس وتثبيت‬
‫التهدئة وتمديدها بين إسرائيل وحماس‪ .‬كما عملت كل منهما أيضا ً علي إثارة التوتر‬
‫‪.‬والقلق وعدم الستقرار داخل لبنان‬

‫ويؤكد الحزب في هذا الصدد علي دعمه الكامل لموقف الرئيس مبارك الرافض لي‬
‫محاولة لفرض أي نوع من الهيمنة القليمية والتي تتعارض مع المصالح المصرية‪ .‬كما يؤكد‬
‫علي مساندته التامة لجهود حكومته الرامية إلي وقف العدوان السرائيلي المستمر علي‬
‫‪.‬غزة‪ ،‬والعودة إلي التهدئة‪ ،‬واستئناف الحوار الفلسطيني من أجل تحقيق الوفاق الوطني‬

‫ما هي أبعاد الحملة التي تقودها إيران لبسط سيطرتها علي المنطقة؟‪12.‬‬
‫تسعي إيران لعادة موازين القوى القليمية فى المنطقة‪ ،‬والسعى لبسط نفوذها فى‬
‫العراق للنيل من عروبته‪ ،‬وتحريك حلفائها القليميين لحداث حالة من التصعيد‬
‫والضطراب فى لبنان وفلسطين‪ ،‬هذا فضل ً عن سعيها المتواصل لفرض نفوذها على‬
‫منطقة الخليج العربى‪ .‬ويأتى ذلك فى مسعى واضح لتعظيم المصالح اليرانية على حساب‬
‫القضايا العربية ومصالح المن القومى المصرى‪ .‬فكان دفع إيران لحزب الله على إشعال‬
‫جبهة الجنوب اللبنانى فى صيف ‪ ،2006‬بما ترتب عليه عدوان إسرائيلى ظالم جلب‬
‫الدمار والخراب للبنان‪ ،‬كما أن سعى إيران لستقطاب حركة حماس نتج عنه ضررا ً بالغاً‬
‫للقضية الفلسطينية‪ .‬فبدل ً من تحرير الرض‪ ،‬نرى عودة الحتلل السرائيلى الى المدن‬
‫والراضى الفلسطينية التى إنسحبت منها فى إطار مفاوضات السلم‪ ،‬وبعد أن حقق‬
‫الجانب الفلسطينى خطوات ملموسة نحو إقامة دولته‪ ،‬قامت حماس بالنقلب على‬
‫السلطة الشرعية الفلسطينية‪ ،‬وبدل ً من تدعيم جهود مصر لتمديد التهدئة بين حماس‬
‫وإسرائيل بما يجنب أهل غزة ويلت الحرب والدمار‪ ،‬تفاجأ مصر برفض حماس لهذا‬
‫المسعى وإعطاء إسرائيل الذريعة لشن عدوانها على القطاع‪ .‬وبعد أن كادت تقترب‬
‫الوساطة المصرية من النجاح فى التوفيق بين حركتى فتح وحماس‪ ،‬نجد الخيرة تتصلب‬
‫فى مواقفها لتخريب الجهود المصرية‪ ،‬بما يبقى على حالة النقسام والتشرذم الفلسطينى‬
‫‪.‬وتعريض قضيته لنتكاسة حقيقية‬

‫ما هو موقف مصر من حملت التحريض التي تشنها بعض الطراف‪13.‬‬


‫ضدها؟‬

‫يرفض الحزب بشكل قاطع محاولت البعض استغلل تطور الحداث في غزة للمزايدة‬
‫على التزام مصر الثابت تجاه الشعب الفلسطيني‪ ،‬حيث أنها تستند إلي مغالطات تتجاهل‬
‫عمدا ً ما قدمته مصر علي مدار العقود الماضية‪ ،‬ولزالت تقدمه‪ ،‬من أجل القضية‬
‫الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني‪ ،‬سواء في كفاحهم من أجل الستقلل‪ ،‬أو لرفع‬
‫المعاناة المستمرة التي يعانون منها من جراء الحتلل السرائيلي‪ .‬ويؤكد الحزب رفضه‬
‫‪.‬التام لحملت التشهير والتحريض التي تستهدف تشويه صورة مصر‬

‫من هنا جاء إستنكار الحزب‪ ،‬متوافقا ً مع موقف شعبى لكافة القوى الوطنية ماعدا‬
‫الجماعة المحظورة‪ ،‬لخطاب التحريض الفج الذى أطلقه زعيم حزب الله حسن نصر الله‪،‬‬
‫والذى كشف بشكل واضح عن الهداف الحقيقية لمشروع الهيمنة اليرانى تجاه مصر‬
‫والسعى لستهداف مصالحها القومية‪ .‬حيث دعى السيد نصر الله إلى عصيان مدنى‪،‬‬
‫والزج بأبناء جيش مصر الباسل فى خط المواجهة‪ ،‬متجاهل ً أن قرار الحرب والسلم لمصر‬
‫هو قرار مصرى‪ ،‬ينبع من إرادة وطنية أصيلة‪ ،‬ل تقبل بإقحام أطراف خارجية فى قضايا‬
‫مصيرية تمس مقدرات ومكتسبات تحققت بفضل تضحيات شعب عظيم فى سبيل القضايا‬
‫‪.‬العربية‪ ،‬وعلى رأسها القضية الفلسطينية‬

‫ولعل أبلغ دليل على تداعيات الزمة الراهنة على مصالح مصر وأمنها جاء فى صورة‬
‫استشهاد الضابط المصرى الرائد ياسر عيسوى‪ ،‬من قوات حرس الحدود المصرية‪ ،‬نتيجة‬
‫لهجوم مسلح وقع على نقطة الحراسة داخل الراضى المصرية‪ ،‬وذلك بتعليمات صادرة‬
‫من قادة حماس بهدف إشاعة الفوضى على الحدود مع مصر والعبث بأمنها‪ ،‬فى انتهاك‬
‫‪.‬صارخ للسيادة المصرية التى أفدى أبن عزيز من أبناء مصر حياته دفاعا ً عنها‬

‫خاتمة‪ :‬موقف واضح سندا ً للحقوق الفلسطينية ودفاعا ً عن المصالح‬


‫‪:‬المصرية‬

‫يؤكد الحزب دعمه لموقف مصر الثابت دعما ً للحقوق الفلسطينية ودفاعا ً عن المصالح‬
‫الوطنية المصرية‪ ،‬ومن هنا يدين العدوان السرائيلى على قطاع غزة وما ألحقته آلة‬
‫الحرب السرائيلية ضد الفلسطينيين العزل من قتل ودمار‪ .‬كما يعرب الحزب عن دعمه‬
‫لقرار القيادة المصرية بفتح معبر رفح لعبور الفلسطينيين ضحايا الهجمة السرائيلية‬
‫وتوفير خدمات العلج فى المستشفيات والمرافق المصرية‪ ،‬فضل ً عن الجهود المتواصلة‬
‫لضمان وصول المساعدات النسانية من مصر ودول أخرى إلى أهل القطاع‪ .‬ويكرر‬
‫الحزب نداءه إلى كافة القوى الفلسطينية لستعادة وحدة الصف الفلسطينى‪ ،‬ويدعم‬
‫جهود حكومة الحزب لستئناف الجهود المصرية للوفاق بين الفصائل الفلسطينية‪ ،‬كما‬
‫‪.‬يدعم تحرك مصر على الساحة الدولية لوقف العدوان بشكل فورى‬

‫ويرفض الحزب بشكل مطلق أية محاولت من قبل إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية‬
‫من خلل السعي للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬والتنصل من مسئوليتها عن غزة‪،‬‬
‫وتحميل مصر بتبعاتها‪ .‬فهذا المخطط غير مقبول‪ .‬ومصر لن تشارك تحت أي ظرف من‬
‫الظروف في تكريس هذا الفصل بين الضفة والقطاع‪ .‬كما يرفض الحزب بشكل قاطع‬
‫محاولت البعض استغلل تطور الحداث في غزة لتحقيق مكاسب إقليمية علي حساب‬
‫المصالح المصرية‪ .‬فمصر لن تسمح لي طرف في المنطقة بالسعي نحو بسط نفوذه أو‬
‫فرض أي نوع من السيطرة القليمية التي تتعارض مع المن القومي العربي والمصالح‬
‫‪.‬العربية العليا‬

‫ويؤكد الحزب دعمه لحكومته في رفضها التام للمخطط الذي يقف ورائه بعض الطراف‬
‫القليمية للمساس بالمن القومي المصري‪...‬فالمن القومي المصري خط أحمر لجميع‬
‫المصريين‪...‬بكافة طوائفهم وفئاتهم‪ .‬القاهرة في ‪ 6‬يناير ‪ 2009‬م‬

You might also like