You are on page 1of 136

‫ل ث للتاريخ‬

‫مقدمة‬
‫المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا ممد وعلى‬
‫آله وصحبه وسلم‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫كنجا فج جعيجة صجلح الديجن نتحدث عجن الاججة إل كتاب‬
‫مت صر عن أ صول الشي عة الث ن عشر ية شري طة أن ي ستفيد م نه‬
‫العا مة والا صة‪ ،‬وبين ما ك نا نب حث ع من يكت به من أ هل العلم‬
‫والخت صاص و صلنا هذا الكتاب "ل‪ ..‬ث للتار يخ" لؤل فه ال سيد‬
‫حسجي الوسجوي مجن علماء النججف‪ ،‬وبعجد قراءتجه وجدناه يفجي‬
‫بالغرض وزيادة‪.‬‬
‫أما الزيادة الت نعنيها‪ ،‬فهي مؤلف الكتاب الذي يعتب عالا من‬
‫كبار علماء الشيعة‪ ،‬وبكم دراسته وتدريسه ف حوزات النجف‪،‬‬
‫فقد كانت صلته قوية مع كبار علماء وآيات الشيعة من أمثال‪:‬‬
‫كاشف الغطاء‪ ،‬والوئي‪ ،‬والصدر‪ ،‬والمين‪ ،‬وعبد السي شرف‬
‫الديجن الذي كان يتردد على النججف‪ ،‬وفضلً عجن هذا وذاك فقجد‬
‫كان والد الؤلف عالا من علماء الشيعة‪.‬‬
‫تدث الؤلف ف كتا به عن غرائب تار به مع مرا جع الشي عة‬
‫بأسلوب شيق ومتصر‪ ،‬وبعد ذكر ما كان يدث له معهم كلهم‬
‫أو مع واحد منهم كان يرد قراءه إل أمهات كتبهم الت تنص على‬
‫مشروعية هذا الفعل القبيح‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وكجل مجن يتناول هذا الكتاب بالقراءة التأنيجة سجوف يلمجس‬
‫صدق الؤلف [ول نز كي على ال أحدا]‪ ،‬واختلف طريق ته عن‬
‫طري قة من سبقه من الؤلف ي الشي عة الذ ين نقدوا ب عض أ صول‬
‫مذهبهم‪.‬‬
‫جزى ال الؤلف كل خي على هذا الكتاب النفيس‪ ،‬وأبعد عنه‬
‫شرور الاقد ين الوتورين‪ ،‬فقد سعنا أنجهم يتربصون به الدوائر‬
‫ولذا فإنجه ل يذكجر اسجه الصجحيح‪ ،‬خوفا مجن أن يكتشجف أمره‬
‫وي صل له ما ل ي مد عقباه[ان ظر (ص ‪ )91‬من الكتاب]‪ ،‬وال‬
‫نسأل أن يعل أعمالنا خالصة لوجهه الكري‪.‬‬

‫جعية صلح الدين اليية‬


‫‪14‬‬
‫صفر ‪1422‬‬

‫‪6‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا المي‪ ،‬وآله‬


‫الطيبي الطاهرين‪ ،‬والتابعي لم بإحسان إل يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فإن السلم يعلم أن الياة تنتهي بالوت‪ ،‬ث يتقرر الصي‪:‬‬
‫إمجا إل النجة وإمجا إل النار‪ ،‬ول شجك أن السجلم حريجص على أن‬
‫يكون من أهل النة‪ ،‬لذا ل بد أن يعمل على إرضاء ربه جل وعل‪،‬‬
‫وأن يبتعد عن كل ما نجهى عنه‪ ،‬ما يوقع النسان ف غضب ال ث‬
‫ف عقا به‪ ،‬ولذا نرى السلم يرص على طا عة ر به و سلوك كل ما‬
‫يقر به إل يه‪ ،‬وهذا دأب ال سلم من عوام الناس‪ ،‬فك يف إذا كان من‬
‫خواصهم؟‪.‬‬
‫إن الياة كمجا هجو معلوم فيهجا سجبل كثية ومغريات وفية‪،‬‬
‫والعاقل من سلك السبيل الذي ينتهي به إل النة وإن كان صعبا‪،‬‬
‫وأن يترك السبيل الذي ينتهي به إل النار وإن كان سهلً ميسورا‪.‬‬
‫هذه روا ية صيغت على ش كل ب ث‪ ،‬قلت ها بل سان‪ ،‬وقيدت جها‬
‫ببنان قصدت بجها وجه ال ونفع إخوان ما دمت حيا قبل أن‬
‫أُدرج ف أكفان‪.‬‬
‫ولدت ف كربلء‪ ،‬ونشأت ف بيئة شيعية ف ظل والدي التدين‪.‬‬
‫در ست ف مدارس الدي نة ح ت صرت شابا يافعا‪ ،‬فب عث ب‬
‫والدي إل الوزة العلميجة النجفيجة أم الوزات فج العال لنججهل‬

‫‪7‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫مجن علم فحول العلماء ومشاهيهجم فج هذا العصجر أمثال سجاحة‬
‫المام السيد ممّد آل السي كاشف الغطاء‪.‬‬
‫درسجنا فج النججف فج مدرسجتها العلميجة العليجة‪ ،‬وكانجت‬
‫المنيجة أن يأتج اليوم الذي أصجبح فيجه مرجعا دينيا أتبوأ فيجه‬
‫زعامة الوزة‪ ،‬وأخدم دين وأمت وأنجهض بالسلمي‪.‬‬
‫وكنجت أطمجح أن أرى السجلمي أمجة واحدة‪ ،‬وشعبا واحدا‪،‬‬
‫يقودهجم إمام واحجد‪ ،‬فج الوقجت عينجه أرى دول الكفجر تتحطجم‬
‫وتتهاوى صروحها أمام أمة السلم هذه‪ ،‬وهناك أمنيات كثية ما‬
‫يتمناها كل شاب مسلم غيور‪ ،‬وكنت أتساءل‪:‬‬
‫مجا الذي أدى بنجا إل هذه الال الزريجة مجن التخلف والتمزق‬
‫والتفرق؟!‬
‫وأت ساءل عن أشياء أخرى كثية ت ر ف خاطري‪ ،‬ك ما ت ر ف‬
‫خاطر كل شاب مسلم‪ ،‬ولكن ل أجد لذه السئلة جوابا‪.‬‬
‫ويسجر ال تعال ل اللتحاق بالدراسجة وطلب العلم‪ ،‬وخلل‬
‫سنوات الدراسة كانت ترد عليّ نصوص تستوقفن‪ ،‬وقضايا تشغل‬
‫بال‪ ،‬وحوادث تي ن‪ ،‬ول كن ك نت أت جهم نف سي ب سوء الف هم‬
‫جد‬‫جن ذلك على أحج‬ ‫وقلة الدراك‪ ،‬وحاولت مرة أن أطرح شيئا مج‬
‫السجادة مجن أسجاتذة الوزة العلميجة‪ ،‬وكان الرججل ذكيا إذ عرف‬
‫كيجف يعال ف ّ هذه السجئلة‪ ،‬فأراد أن يهجز عليهجا فج مهدهجا‬
‫بكلمات يسية‪ ،‬فقال ل‪:‬‬
‫ماذا تدرس ف الوزة؟‬
‫قلت له‪ :‬مذهب أهل البيت طبعا‬
‫‪8‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فقال ل‪ :‬هل تشك ف مذهب أهل البيت؟!‬
‫فأجبته بقوة‪ :‬معاذ ال‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إذن أب عد هذه الو ساوس عن نف سك فأ نت من أتباع أ هل‬
‫الب يت (علي هم ال سلم) وأ هل الب يت تلقوا عن ممّد صلى ال عل يه‬
‫وآله‪ ،‬وممد تلقى من ال تعال‪.‬‬
‫سكت قليلً ح ت ارتا حت نف سي‪ ،‬ث قلت له‪ :‬بارك ال ف يك‬
‫شفيتن من هذه الوساوس‪.‬‬
‫ث عدت إل دراست‪ ،‬وعادت إلّ تلك السئلة والستفسارات‪،‬‬
‫وكلمجا تقدمجت فج الدراسجة ازدادت السجئلة وكثرت القضايجا‬
‫والؤاخذات‪.‬‬
‫ال هم أ ن أن جهيت الدرا سة بتفوق ح ت ح صلت على إجاز ت‬
‫العلمية ف نيل درجة الجتهاد من أوحد زمانه ساحة العميد ممّد‬
‫ال سي آل كا شف الغطاء زع يم الوزة‪ ،‬وع ند ذلك بدأت أف كر‬
‫جديا ف هذا الوضوع‪ ،‬فن حن ندرس مذ هب أ هل الب يت‪ ،‬ول كن‬
‫أ جد في ما ندر سه مطا عن ف أ هل الب يت (علي هم ال سلم) ندرس‬
‫أمور الشريعة لنعبد ال بجها‪ ،‬ولكن فيها نصوصا صرية ف الكفر‬
‫بال تعال‪.‬‬
‫أي ر ب ما هذا الذي ندر سه؟! أي كن أن يكون هذا هو مذ هب‬
‫أهل البيت حقا؟!‬
‫إن هذا يسجبب انفصجاما فج شخصجية الرء‪ ،‬إذ كيجف يعبجد ال‬
‫وهو يكفر به؟‬
‫كيف يقتفي أثر الرسول صلى ال عليه وآله‪ ،‬وهو يطعن به؟!‬
‫‪9‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ك يف يت بع أ هل الب يت ويب هم ويدرس مذهب هم‪ ،‬و هو ي سبهم‬
‫ويشتمهم؟!‬
‫رحاك ر ب ولط فك ب‪ ،‬إن ل تدرك ن برح تك لكو نن من‬
‫الضالي بل من الاسرين‪ .‬وأعود وأسأل نفسي‪ :‬ما موقف هؤلء‬
‫السادة والئمة وكل الذين تقدموا من فحول العلماء‪ ،‬ما موقفهم‬
‫من هذا؟ أ ما كانوا يرون هذا الذي أرى؟ أ ما كانوا يدر سون هذا‬
‫الذي درست؟‪.‬‬
‫بلى‪ ،‬بل إن الكثي من هذه الكتب هي مؤلفاتجهم هم‪ ،‬وفيها‬
‫ما سطرته أقلمهم‪ ،‬فكان هذا يدمي قلب ويزيده ألا وحسرة‪.‬‬
‫وك نت با جة إل ش خص أش كو إل يه هو مي وأ بث أحزا ن‪،‬‬
‫فاهتديت أخيا إل فكرة طيبة وهي دراسة شاملة أعيد فيها النظر‬
‫ف مادت العلمية‪ ،‬فقرأت كل ما وقفت عليه من الصادر العتبة‬
‫وح ت غ ي الع تبة‪ ،‬بل قرأت كل كتاب و قع ف يدي‪ ،‬فكا نت‬
‫ت ستوقفن فقرات ون صوص ك نت أش عر با جة لن أعلق علي ها‪،‬‬
‫فأخذت أنقل تلك النصوص وأعلق عليها با يول ف نفسي‪ ،‬فلما‬
‫انتهيجت مجن قراءة الصجادر العتجبة‪ ،‬وجدت عندي أكداسجا مجن‬
‫ق صاصات الورق فاحتف ظت ب جها ع سى أن يأ ت يوم يق ضي ال‬
‫فيه أمرا كان مفعولً‪.‬‬
‫وبقيت علقات حسنة مع كل الراجع الدينية والعلماء والسادة‬
‫الذ ين قابلت هم‪ ،‬وك نت أخالط هم ل صل إل نتي جة تعين ن إذا ما‬
‫اتذت يوما القرار الصجعب‪ ،‬فوقفجت على الكثيج حتج صجارت‬
‫قناع ت تا مة ف اتاذ القرار ال صعب‪ ،‬ولك ن ك نت انت ظر الفر صة‬
‫‪10‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫الناسبة‪ .‬وكنت أنظر إل صديقي العلمة السيد موسى الوسوي‬
‫فأراه مثلً طيبا عندما أعلن رفضه للنراف الذي طرأ على النهج‬
‫الشيعي‪ ،‬وماولته الادة ف تصحيح هذا النهج‪ .‬ث صدر كتاب‬
‫الخ ال سيد أح د الكا تب (تطور الف كر الشي عي) وب عد أن طالع ته‬
‫وجدت أن دوري قجد حان فج قول القج وتبصجي إخوانج‬
‫الخدوعي‪ ،‬فإننا كعلماء مسؤولون عنهم يوم القيامة فل بد لنا من‬
‫تبصيهم بالق وإن كان مرا‪.‬‬
‫ولعل أسلوب يتلف عن أسلوب السيدين الوسوي والكاتب ف‬
‫طرح نتاجاتنا العلمية‪ ،‬وهذا بسبب ما توصل إليه كل منا من خلل‬
‫دراسته الت قام بجها‪.‬‬
‫ولعل السيدين الذكورين ف ظرف يتلف عن ظرف‪ ،‬ذلك أن‬
‫كلً منهما قد غادر العراق واستقر ف دولة من دول الغرب‪ ،‬وبدأ‬
‫العمل من هناك‪.‬‬
‫أما أنا فما زلت داخل العراق وف النجف بالذات‪ ،‬والمكانات‬
‫التوافرة لدي ل ترقى إل إمكانات السيدين الذكورين‪ ،‬لن وبعد‬
‫تفكي طويل ف البقاء أو الغادرة‪ ،‬قررت البقاء والعمل هنا صابرا‬
‫متسجبا ذلك عنجد ال تعال‪ ،‬وأنجا على يقيج أن هناك الكثيج مجن‬
‫السادة من يشعرون بتأنيب الضمي لسكوتجهم ورضاهم ما يرونه‬
‫ويشاهدونه‪ ،‬وما يقرأونه ف أمهات الصادر التوافرة عندهم‪ ،‬فأسأل‬
‫ال تعال أن ي عل كتا ب حافزا ل م ف مراج عة الن فس وترك سبيل‬
‫الباطل وسلوك سبيل الق‪ ،‬فإن العمر قصي والجة قائمة عليهم‪،‬‬
‫فلم يبق لم بعد ذلك من عذر‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وهناك بعجض السجادة منج تربطنج بججهم علقات اسجتجابوا‬
‫لدعوتج لمج ‪ -‬والمجد ل ‪ -‬فقجد اطلعوا على هذه القائق التج‬
‫توصلت إليها وبدؤوا هم أيضا بدعوة الخرين فنسأل ال تعال أن‬
‫يوفقنا وإياهم لتبصي الناس بالقيقة‪ ،‬وتذيرهم من مغبة النراف‬
‫ف الباطل‪ ،‬إنه أكرم مسؤول‪.‬‬
‫جب‬ ‫جض والتكذيج‬ ‫جيلقى الرفج‬ ‫وإن ج لعلم أن كتاب ج هذا سج‬
‫والتجهامات الباطلة‪ ،‬وهذا ل يضرن‪ ،‬فإن قد وضعت هذا كله‬
‫ف حساب‪ ،‬وسيتهمونن بالعمالة لسرائيل أو أمريكا‪ ،‬أو يتهمونن‬
‫أ ن ب عت دي ن وضميي بعرض من الدن يا‪ ،‬وهذا ل يس ببع يد ول‬
‫بغريب‪ ،‬فقد اتجهموا صديقنا العلمة السيد موسى الوسوي بثل‬
‫هذا‪ ،‬حت قال السيد علي الغروي‪ :‬إن ملك السعودية فهد بن عبد‬
‫العزيجز قجد أغرى الدكتور الوسجوي بامرأة جيلة مجن آل سجعود‬
‫وبتحسجي وضعجه الادي‪ ،‬فوضجع له مبلغا مترما فج أحجد البنوك‬
‫المريكية لقاء انراطه ف مذهب الوهابيي!!‪.‬‬
‫فإذا كان هذا نصجيب الدكتور الوسجوي مجن الكذب والفتراء‬
‫والشاعات الرخي صة‪ ،‬ف ما هو ن صيب أ نا وماذا سيشيعون ع ن؟!‬
‫ولعلهم يبحثون عن ليقتلون كما قتلوا قبلي من صدع بالق‪ ،‬فقد‬
‫قتلوا ن ل مول نا الرا حل آ ية ال العظ مى المام ال سيد أ ب ال سن‬
‫ال صفهان أ كب أئ مة الشي عة من ب عد ع صر الغي بة ال كبى وإل‬
‫اليوم‪ ،‬و سيد علماء الشي عة بل منازع عند ما أراد ت صحيح من هج‬
‫الشيعة ونبذ الرافات الت دخلت عليه‪ ،‬فلم يرق لم ذلك‪ ،‬فذبوا‬
‫نله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا المام عن منهجه ف تصحيح‬
‫‪12‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫النراف الشي عي‪ ،‬ك ما قتلوا قبله ال سيد أح د الك سروي عند ما‬
‫أعلن براءتجه مجن هذا النراف‪ ،‬وأراد أن يصجحح النهجج الشيعجي‬
‫فقطعوه إربا إربا‪.‬‬
‫وهناك الكثيون م ن انتهوا إل مثجل هذه النهايجة جراء رفضهجم‬
‫تلك العقائد الباطلة ال ت دخلت إل التش يع‪ ،‬فل يس بغر يب إذا ما‬
‫أرادوا ل مثل هذا الصي‪.‬‬
‫إن هذا كله ل يهمن‪ ،‬وحسب أن أقول الق‪ ،‬وأنصح إخوان‬
‫وأذكر هم وأل فت نظر هم إل القي قة‪ ،‬ولو ك نت أر يد شيئا من‬
‫متاع الياة الدنيجا فإن التعجة والمجس كفيلن بتحقيجق ذلك ل‪،‬‬
‫كما يف عل الخرون حت صاروا هم أثرياء البلد وبعضهم يركب‬
‫أف ضل أنواع ال سيارات بأحدث موديلت جها‪ ،‬ولك ن وال مد ل‬
‫أعر ضت عن هذا كله م نذ أن عر فت القي قة‪ ،‬وأ نا الن أك سب‬
‫رزقي ورزق عائلت بالعمال التجارية الشريفة‪.‬‬
‫ل قد تناولت ف هذا الكتاب موضوعات مددة‪ ،‬لي قف إخوا ن‬
‫كل هم على القي قة‪ ،‬ح ت ل تب قى هناك غشاوة على ب صر أي فرد‬
‫كان منهم‪.‬‬
‫وفج النيجة تأليجف كتجب أخرى تتعلق بوضوعات غيج هذه‪،‬‬
‫ليكون ال سلمون جيعا على بي نة‪ ،‬فل يب قى عذرا لغا فل أو ح جة‬
‫لاهل‪.‬‬
‫وأنا على يقي أن كتاب هذا سيلقى القبول عند طلب الق ‪-‬‬
‫وهم كثيون والمد ل ‪ -‬وأما من فضل البقاء ف الضللة ‪-‬لئل‬
‫يسر مركزه فتضيع منه التعة والمس‪ -‬من (أولئك) الذين لبسوا‬
‫العمائم وركبوا عجلت (الر سيدس) و(ال سوبر) فهؤلء ل يس ل نا‬
‫‪13‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫معهجم كلم‪ ،‬وال حسجيبهم على مجا اقترفوا ويقترفون فج يوم ل‬
‫ينفع فيه مال ول بنون‪ ،‬إل من أتى ال بقلب سليم‪.‬‬
‫والمد ل الذي هدانا لذا‪ ،‬وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫عبد الله بن سبأ‬


‫إن الشائع عندنا ‪-‬معاشر الشيعة‪ -‬أن عبد ال بن سبأ شخصية‬
‫وهية ل حقيقة لا‪ ،‬اخترعها أهل السنة من أجل الطعن بالشيعة‬
‫ومعتقدات جهم‪ ،‬فن سبوا إل يه تأ سيس التش يع‪ ،‬لي صدوا الناس عن هم‬
‫وعن مذهب أهل البيت‪.‬‬
‫و سألت ال سيد ممّد ال سي آل كا شف الغطاء عن ا بن سبأ‬
‫فقال‪:‬‬
‫إن ابن سبأ خرافة وضعها المويون والعباسيون حقدا على آل‬
‫البيجت الطهار‪ ،‬فينبغجي للعاقجل أن ل يشغجل نفسجه بججهذه‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ولك ن وجدت ف كتا به العروف (أ صل الشي عة وأ صولا) ص‬
‫‪ 41-40‬مجا يدل على وجود هذه الشخصجية وثبوتججها حيجث‬
‫قال‪" :‬أمجا عبجد ال بجن سجبأ الذي يلصجقونه بالشيعجة أو يلصجقون‬
‫الشيعة به‪ ،‬فهذه كتب الشيعة بأجعها تعلن بلعنه والباءة منه‪."..‬‬
‫ول شك أن هذا ت صريح بوجود هذه الشخ صية‪ ،‬فل ما راجع ته‬
‫ف ذلك قال‪ :‬إنا قلنا هذا تقية‪ ،‬فالكتاب الذكور مقصود به أهل‬
‫ال سنة‪ ،‬ولذا اتب عت قول الذكور بقول بعده‪" :‬على أ نه ل يس من‬
‫البعيجد رأي القائل أن عبجد ال بجن سجبأ (وأمثاله) كلهجا أحاديجث‬
‫خرافة وضعها القصاصون وأرباب السمر الجوف"‪.‬‬
‫و قد ألف ال سيد مرت ضى الع سكري كتا به (ع بد ال بن سبأ‬
‫وأساطي أخرى) أنكر فيه وجود شخصية ابن سبأ‪ ،‬كما أنكرها‬
‫‪15‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫أيضا ال سيد ممّد جواد مغن ية ف تقدي ه لكتاب ال سيد الع سكري‬
‫الذكور‪.‬‬
‫وعبد ال بن سبأ هو أحد السباب الت ينقم من أجلها أغلب‬
‫الشيعة على أهل السنة‪ .‬ول شك أن الذين تدثوا عن ابن سبأ من‬
‫أ هل ال سنة ل ي صون كثرة ول كن ل يعول الشي عة علي هم ل جل‬
‫اللف معهم‪.‬‬
‫بيد أننا إذا قرأنا كتبنا العتبة ند أن ابن سبأ شخصية حقيقية‬
‫وإن أنكرها علماؤنا أو بعضهم‪ .‬وإليك البيان‪:‬‬
‫‪ -1‬عن أ ب جع فر ‪( :‬أن ع بد ال بن سبأ كان يد عي النبوة‬
‫ويز عم أن أم ي الؤمن ي هو ال ‪-‬تعال عن ذلك‪ -‬فبلغ ذلك أم ي‬
‫الؤمني فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال‪ :‬نعم أنت هو‪ ،‬وقد كان‬
‫قد ألقى ف روعي أنت ال وأن نب‪ ،‬فقال أمي الؤمني ‪ :‬ويلك‬
‫قد سخر منك الشيطان‪ ،‬فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب‪ ،‬فأب‪،‬‬
‫فحب سه‪ ،‬وا ستتابه ثل ثة أيام‪ ،‬فلم ي تب‪ ،‬فأحر قه بالنار وقال‪" :‬إن‬
‫الشيطان استهواه‪ ،‬فكان يأتيه ويلقي ف روعه ذلك")‪.‬‬
‫وعن أب عبد ال أنه قال‪( :‬لعن ال عبد ال بن سبأ‪ ،‬إنه ادعى‬
‫الربوب ية ف أم ي الؤمن ي ‪ ،‬وكان وال أم ي الؤمن ي عبدا ل‬
‫طائعا‪ ،‬الويل لن كذب علينا‪ ،‬وإن قوما يقولون فينا ما ل نقوله ف‬
‫أنفسجنا نجبأ إل ال منهجم‪ ،‬نجبأ إل ال منهجم)‪( ،‬معرفجة أخبار‬
‫الرجال) للكشي (‪ ،)71-70‬وهناك روايات أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال الامقانج‪( :‬عبجد ال بجن سجبأ الذي رججع إل الكفجر‬
‫وأظهجر الغلو) وقال‪( :‬غال ملعون‪ ،‬حرقجه أميج الؤمنيج بالنار‪،‬‬
‫‪16‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وكان يزعم أن عليا إله‪ ،‬وأنه نب) (تنقيح القال ف علم الرجال)‪،‬‬
‫(‪.)184 ،2/183‬‬
‫‪ -3‬وقال النوبت‪( :‬السبئية قالوا بإمامة علي وأنجها فرض من‬
‫ال عز و جل و هم أ صحاب ع بد ال بن سبأ‪ ،‬وكان م ن أظ هر‬
‫الط عن على أ ب ب كر وع مر وعثمان وال صحابة و تبأ من هم وقال‪:‬‬
‫"إن عليا أمره بذلك" فأخذه عل يّ فسأله عن قوله هذا‪ ،‬فأقر به‬
‫ل يدعو إل‬ ‫فأمر بقتله فصاح الناس إليه‪ :‬يا أمي الؤمني أتقتل رج ً‬
‫حب كم أ هل الب يت وإل ولي تك والباءة من أعدائك؟ ف صيه إل‬
‫الدائن‪.‬‬
‫وح كى جا عة من أ هل العلم أن ع بد ال بن سبأ كان يهوديا‬
‫فأسلم ووال عليا وكان يقول وهو على يهوديته ف يوشع بن نون‬
‫بعد موسى عليه السلم بجهذه القالة‪ ،‬فقال ف إسلمه ف علي بن‬
‫أب طالب بثل ذلك‪ ،‬وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي‬
‫وأظهر الباءة من أعدائه ‪ ..‬فمن هنا قال من خالف الشيعة‪ :‬إن‬
‫أصل الرفض مأخوذ من اليهودية) (فرق الشيعة)‪.)44-32( ،‬‬
‫‪ -4‬وقال سعد بن عبد ال الشعري القمي ف معرض كلمه‬
‫عن السبئية‪( :‬السبئية أصحاب عبد ال بن سبأ‪ ،‬وهو عبد ال بن‬
‫و هب الرا سب المدا ن‪ ،‬و ساعده على ذلك ع بد ال بن خر سي‬
‫وا بن ا سود وه ا من أ جل أ صحابه‪ ،‬وكان أول من أظ هر الط عن‬
‫على أبج بكجر وعمجر وعثمان والصجحابة وتجبأ منهجم) (القالت‬
‫والفرق)‪.)20( ،‬‬
‫‪ -5‬وقال الصدوق‪:‬‬
‫‪17‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وقال أمي الؤمني ‪( :‬إذا فرغ أحدكم من الصلة فليفع يديه‬
‫إل السماء وينصب ف الدعاء‪ ،‬فقال ابن سبأ‪ :‬يا أمي الؤمني أليس‬
‫ال عجز وججل بكجل مكان؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فلم يرفجع يديجه إل‬
‫السماء؟‬
‫ُونج‬
‫ُمج وَم َا تُو َعد َ‬
‫السجمَا ِء رِ ْزقُك ْ‬
‫فقال‪ :‬أو مجا تقرأ‪ :‬وَف ِي ّ‬
‫[الذاريات‪ ،]22:‬فمجن أيجن يطلب الرزق إل موضعجه؟ وموضعجه‬
‫‪-‬الرزق‪ -‬ما وعد ال عز وجل السماء) (من ل يضره الفقيه) (‬
‫‪.)1/229‬‬
‫‪ -6‬وذكر ابن أب الديد أن عبد ال بن سبأ قام إل علي وهو‬
‫يطجب فقال له‪( :‬أنجت أنجت‪ ،‬وجعجل يكررهجا‪ ،‬فقال له ‪-‬علي‪-‬‬
‫ويلك من أ نا‪ ،‬فقال‪ :‬أ نت ال‪ ،‬فأ مر بأخذه وأ خذ قوم كانوا م عه‬
‫على رأيه)‪ ،‬شرح نجهج البلغة (‪.)5/5‬‬
‫‪ -7‬وقال السيد نعمة ال الزائري‪:‬‬
‫(قال عبد ال بن سبأ لعلي ‪ :‬أنت الله حقا‪ ،‬فنفاه علي إل‬
‫الدائن‪ ،‬وق يل أنه كان يهوديا فأسلم‪ ،‬وكان ف اليهود ية يقول ف‬
‫يوشع بن نون وف موسى مثل ما قال ف علي) (النوار النعمانية)‬
‫(‪.)2/234‬‬
‫فهذه سجبعة نصجوص مجن مصجادر معتجبة ومتنوعجة بعضهجا فج‬
‫الرجال وبعضها ف الفقه والفرق‪ ،‬وتركنا النقل عن مصادر كثية‬
‫لئل نطيل كلها تثبت وجود شخصية اسها عبد ال بن سبأ‪ ،‬فل‬
‫يكن نا ب عد ن في وجود ها خ صوصا وإن أم ي الؤمن ي قد أنزل‬
‫با بن سبأ عقابا على قوله ف يه بأ نه إله‪ ،‬وهذا يع ن أن أم ي الؤمن ي‬
‫‪18‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫قد التقى عبد ال بن سبأ وكفى بأمي الؤمني حجة فل يكن‬
‫بعد ذلك إنكار وجوده‪.‬‬
‫نستفيد من النصوص التقدمة ما يأت‪:‬‬
‫‪ -1‬إثبات وجود شخصجية ابجن سجبأ ووجود فرقجة تناصجره‬
‫وتنادي بقوله‪ ،‬وهذه الفرقة تعرف بالسبئية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن ابجن سجبأ هذا كان يهوديا فأظهجر السجلم‪ ،‬وهجو وإن‬
‫أظ هر ال سلم إل أن القي قة أ نه ب قي على يهودي ته‪ ،‬وأ خذ ي بث‬
‫سومه من خلل ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬إننه هجو الذي أظهجر الطعجن فج أبج بكجر وعمجر وعثمان‬
‫وال صحابة‪ ،‬وكان أول من قال بذلك‪ ،‬و هو أول من قال بإما مة‬
‫أمي الؤمني ‪ ،‬وهو الذي قال بأنه وصى النب صلى ال عليه‬
‫وآله‪ ،‬وأنه نقل هذا القول عن اليهودية‪ ،‬وأنه ما قال هذا إل مبة‬
‫لهل البيت ودعوة لوليتهم‪ ،‬والتبؤ من أعدائهم ‪-‬وهم الصحابة‬
‫ومن ولهم بزعمه‪.-‬‬
‫إذن شخصجية عبجد ال بجن سجبأ حقيقجة ل يكجن تاهلهجا أو‬
‫إنكارهجا‪ ،‬ولذا ورد التنصجيص عليهجا وعلى وجودهجا فج كتبنجا‬
‫وم صادرنا الع تبة‪ ،‬ولل ستزادة ف معر فة هذه الشخ صية‪ ،‬ان ظر‬
‫الصادر التية‪:‬‬
‫الغارات للثقفججي‪ ،‬رجال الطوسججي‪ ،‬الرجال للحلي‪ ،‬قاموس‬
‫الرجال للتسجتري‪ ،‬دائرة العارف السجماة بقتبجس الثجر للعلمجي‬
‫الائري‪ ،‬الك ن واللقاب لعباس الق مي‪ ،‬حل الشكال لح د بن‬
‫طاووس التوفج سجنة (‪ ،)673‬الرجال لبجن داود‪ ،‬التحريجر‬
‫‪19‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫للطاوو سي‪ ،‬م مع الرجال للقهبائي‪ ،‬ن قد الرجال للتفر شي‪ ،‬جا مع‬
‫الرواة للمقدسي الردبيلي مناقب آل أب طالب لبن شهر أشوب‪،‬‬
‫مرآة النوار لحمجد بجن طاهجر العاملي‪ ،‬فهذه على سجبيل الثال ل‬
‫ال صر أك ثر من عشر ين م صدرا من م صادرنا ت نص كل ها على‬
‫وجود ا بن سبأ‪ ،‬فالعجب كل العجب من فقهائ نا أمثال الرتضى‬
‫الع سكري وال سيد ممّد جواد مغن ية وغيه ا ف ن في وجود هذه‬
‫الشخصية‪ ،‬ول شك أن قولم ليس فيه شيء من الصحة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫الحقيقة في انتساب الشيعة لهل البيت‬


‫إن من الشائع عند نا معا شر الشي عة‪ ،‬اخت صاصنا بأ هل الب يت‪،‬‬
‫فالذهب الشيعي كله قائم على مبة أهل البيت ‪-‬حسب رأينا‪ -‬إذ‬
‫الولء والباء مع العا مة ‪-‬و هم أ هل ال سنة‪ -‬ب سبب أ هل الب يت‪،‬‬
‫والباءة من الصحابة وف مقدمتهم اللفاء الثلثة وعائشة بنت أب‬
‫ب كر ب سبب الو قف من أ هل الب يت‪ ،‬والرا سخ ف عقول الشي عة‬
‫جيعا صغيهم وكبيهم‪ ،‬عالهم وجاهلهم‪ ،‬ذكرهم وأنثا هم‪ ،‬أن‬
‫الصجحابة ظلموا أهجل البيجت‪ ،‬وسجفكوا دماءهجم واسجتباحوا‬
‫حرماتجهم‪.‬‬
‫وإن أهجل السجنة ناصجبوا أهجل البيجت العداء‪ ،‬ولذلك ل يتردد‬
‫أحدنا ف تسميتهم بالنواصب‪ ،‬ونستذكر دائما دم السي الشهيد‬
‫‪ ،‬ولكن كتبنا العتبة عندنا تبي لنا القيقة‪ ،‬إذ تذكر لنا تذمر‬
‫أ هل الب يت صلوات ال علي هم من شيعت هم‪ ،‬وتذ كر ل نا ما فعله‬
‫الشيعة الوائل بأهل البيت‪ ،‬وتذكر لنا من الذي سفك دماء أهل‬
‫البيجت عليهجم السجلم‪ ،‬ومجن الذي تسجبب فج مقتلهجم واسجتباحة‬
‫حرماتجهم‪.‬‬
‫قال أميج الؤمنيج ‪( :‬لو ميزت شيعتج لاج وجدتججهم إل‬
‫واصفة‪ ،‬ولو امتحنتهم لا وجدتجهم إل مرتدين‪ ،‬ولو تحصتهم لا‬
‫خلص من اللف واحد) (الكاف‪/‬الروضة ‪.)8/338‬‬
‫وقال أمي الؤمني ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫(يجججا أشباه الرجال ول رجال‪ ،‬حلوم الطفال وعقول ربات‬
‫الجال‪ ،‬لوددت أن ل أركم ول أعرفكم معرفة جرت وال ندما‬
‫وأعقبجت صجدما‪ ..‬قاتلكجم ال لقجد ملتج قلبج قيحا‪ ،‬وشحنتجم‬
‫صجدري غيظا‪ ،‬وجرعتمونج نغجب التهام أنفاسجا‪ ،‬وأفسجدت علي‬
‫رأيي بالعصيان والذلن‪ ،‬حت لقد قالت قريش‪ :‬إن ابن أب طالب‬
‫رججل شجاع ولكجن ل علم له بالرب‪ ،‬ولكجن ل رأي لنج ل‬
‫يطاع) (نجهج البلغة ‪.)71 ،70‬‬
‫وقال لم موبا‪ :‬منيت بكم بثلث‪ ،‬واثنتي‪:‬‬
‫( صم ذوو أ ساع‪ ،‬وب كم ذوو كلم‪ ،‬وع مي ذوو أب صار‪ ،‬ل‬
‫أحرار صدق عند اللقاء‪ ،‬ول إخوان ثقة عند البلء ‪ ..‬قد انفرجتم‬
‫عن ابن أب طالب انفراج الرأة عن قبلها) (نجهج البلغة ‪.)142‬‬
‫قال لم ذلك بسبب تاذلم وغدرهم بأمي الؤمني وله فيهم‬
‫كلم كثي‪.‬‬
‫وقال المام السي ف دعائه على شيعته‪:‬‬
‫(اللهم إن متعتهم إل حي ففرقهم فرقا‪ ،‬واجعلهم طرائق قددا‪ ،‬ول‬
‫ترض الولة عنهجم أبدا‪ ،‬فإنججهم دعونجا لينصجرونا ثج عدوا علينجا‬
‫فقتلونا) (الرشاد للمفيد ‪.)241‬‬
‫وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم‪ ،‬فكان ما قال‪:‬‬
‫(لكنكم استسرعتم إل بيعتنا كطية الدبا‪ ،‬وتجهافتم كتهافت‬
‫الفراش‪ ،‬ث نقضتموها‪ ،‬سفها وبعدا وسحقا لطواغيت هذه المة‬
‫وبقيجة الحزاب ونبذة الكتاب‪ ،‬ثج انتجم هؤلء تتخاذلون عنجا‬
‫وتقتلوننا‪ ،‬أل لعنة ال على الظالي) (الحتجاج ‪.)2/24‬‬
‫‪22‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وهذه النصوص تبي لنا من هم قتلة السي القيقيون‪ ،‬إنجهم‬
‫شيعته أهل الكوفة‪ ،‬أي أجدادنا‪ ،‬فلماذا نمل أهل السنة مسؤولية‬
‫مقتل السي ؟!‬
‫ولذا قال السيد مسن المي‪:‬‬
‫(بايع السي من أهل العراق عشرون ألفا‪ ،‬غدروا به وخرجوا‬
‫عليه وبيعته ف أعناقهم‪ ،‬وقتلوه) (أعيان الشيعة‪/‬القسم الول ‪.)34‬‬
‫وقال السن ‪:‬‬
‫(أرى وال معاوية خيا ل من هؤلء يزعمون أنجهم ل شيعة‪،‬‬
‫ابتغوا قتلي وأخذوا مال‪ ،‬وال لن آ خذ من معاو ية ما أح قن به‬
‫من دمي وآمن به ف أهلي خي من أن يقتلون فيضيع أهل بيت‪،‬‬
‫وال لو قاتلت معاو ية لخذوا بعن قي ح ت يدفعوا ب إل يه سلما‪،‬‬
‫ووال لن أسجاله وأنجا عزيجز خيج مجن أن يقتلنج وأنجا أسجي)‬
‫(الحتجاج ‪.)2/10‬‬
‫وقال المام زين العابدين لهل الكوفة‪:‬‬
‫(هجل تعلمون أنكجم كتبتجم إل أبج وخدعتموه وأعطيتموه مجن‬
‫أنف سكم الع هد واليثاق ث قاتلتموه وخذلتموه ‪ ..‬بأي ع ي تنظرون‬
‫إل ر سول ال صلى ال عل يه وآله و هو يقول ل كم‪ :‬قاتل تم عتر ت‬
‫وانتهكتم حرمت فلستم من أمت) (الحتجاج ‪.)2/32‬‬
‫وقال أيضا عنهم‪:‬‬
‫(إن هؤلء يبكون علينجا فمجن قتلنجا غيهجم؟) (الحتجاج‬
‫‪.)2/29‬‬
‫وقال الباقر ‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫(لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلثة أرباعهم بنا شكاكا‬
‫والربع الخر أحق) (رجال الكشي ‪.)79‬‬
‫وقال الصادق ‪:‬‬
‫(أمجا وال لو أججد منكجم ثلثجة مؤمنيج يكتمون حديثجي مجا‬
‫استحللت أن أكتمهم حديثا) (أصول الكاف ‪.)1/496‬‬
‫وقالت فاط مة الصجغرى علي ها ال سلم ف خط بة لاج ف أ هل‬
‫الكوفة‪:‬‬
‫(يا أهل الكوفة‪ ،‬يا أهل الغدر والكر واليلء‪ ،‬إنا أهل البيت‬
‫ابتل نا ال ب كم‪ ،‬وابتل كم ب نا فج عل بلء نا ح سنا ‪ ..‬فكفرتو نا‬
‫وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حللً وأموالنا نجهبا ‪ ..‬كما قتلتم جدنا‬
‫بالمجس‪ ،‬وسجيوفكم تقطجر مجن دمائنجا أهجل البيجت ‪ ..‬تبا لكجم‬
‫فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم ‪ ..‬ويذيق بعضكم بأس‬
‫ما تلدون ف العذاب الليم يوم القيامة با ظلمتمونا‪ ،‬أل لعنة ال‬
‫على الظالي‪ .‬تبا لكم يأهل الكوفة‪ ،‬كم قرأت لرسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله قبلكم‪ ،‬ث غدرت بأخيه علي بن أب طالب وجدي‪،‬‬
‫وبنيه وعترته الطيبي‪.‬‬
‫فرد علينا أحد أهل الكوفة مفتخرا فقال‪:‬‬
‫نن قتلنا عليا وبن علي بسيوف هندية ورماحِ‬
‫وسبينا نساءهم سب تركٍ ونطحناه مُ فأيّ نطا حِ (الحتجاج‬
‫‪)2/28‬‬
‫وقالت زينب بنت أمي الؤمني صلوات ال عليها لهل الكوفة‬
‫تقريعا لم‪( :‬أما بعد يا أهل الكوفة‪ ،‬يا أهل التل والغدر والذل‬
‫‪24‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ ..‬إن ا مثل كم كم ثل ال ت نق ضت غزل ا من ب عد قوة أنكاثا‪ ،‬هل‬
‫في كم إل ال صلف والع جب والش نف والكذب ‪ ..‬أتبكون أ خي؟!‬
‫ل فقد ابليتم بعارها ‪ ..‬وان‬‫أجل وال فابكوا كثيا واضحكوا قلي ً‬
‫ترخصون قتل سليل خات النبوة ‪( )..‬الحتجاج ‪.)30-2/29‬‬
‫نستفيد من هذه النصوص وقد ‪-‬أعرضنا عن كثي غيها‪ -‬ما‬
‫يأت‪:‬‬
‫‪ -1‬ملل وضجر أمي الؤمني وذريته من شيعتهم أهل الكوفة‬
‫لغدرهم ومكرهم وتاذلم‪.‬‬
‫‪ -2‬تاذل أ هل الكو فة وغدر هم ت سبب ف سفك دماء أ هل‬
‫البيت واستباحة حرماتجهم‪.‬‬
‫‪ -3‬إن أهجل البيجت عليهجم السجلم يملون شيعتهجم مسجؤولية‬
‫مق تل ال سي و من م عه و قد اعترف أحد هم برده على فاط مة‬
‫ال صغرى بأن جهم هم الذ ين قتلوا عليا وبن يه و سبوا ن ساءهم ك ما‬
‫قدمنا لك‪.‬‬
‫‪ -4‬إن أهل البيت عليهم السلم دعوا على شيعتهم ووصفوهم‬
‫بأنججهم طواغيجت هذه المجة وبقيجة الحزاب ونبذة الكتاب‪ ،‬ثج‬
‫زادوا على تلك بقول م‪ :‬أل لع نة ال على الظال ي ولذا جاؤوا إل‬
‫أب عبد ال ‪ ،‬فقالوا له‪:‬‬
‫(إنا قد نبزنا نبزا أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا‪ ،‬واستحلت له‬
‫الولة دماءنا ف حديث رواه لم فقهاؤهم‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه‬
‫السجلم‪ :‬الرافضجة؟ قالوا‪ :‬نعجم‪ ،‬فقال‪ :‬ل وال مجا هجم سجوكم ‪..‬‬
‫ولكن ال ساكم به) (الكاف ‪.)5/34‬‬
‫‪25‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫فبي أبو عبد ال أن ال ساهم (الرافضة) وليس أهل السنة‪.‬‬
‫لقد قرأت هذه النصوص مرارا‪ ،‬وفكرت فيها كثيا‪ ،‬ونقلتها ف‬
‫ملف خاص و سهرت الليال ذوات العدد أن عم الن ظر في ها ‪-‬و ف‬
‫غي ها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقل ته لك‪ -‬فلم أنت به لنف سي‬
‫إل وأ نا أقول ب صوت مرت فع‪ :‬كان ال ف عون كم يا أ هل الب يت‬
‫على ما لقيتم من شيعتكم‪.‬‬
‫نن نعلم جيعا ما لقاه أنبياء ال ورسله عليهم السلم من أذى‬
‫أقوام هم‪ ،‬و ما لقاه نبي نا صلى ال عل يه وآله‪ ،‬ولك ن عج بت من‬
‫اثني‪ ،‬من موسى وصبه على بن إسرائيل‪ ،‬إذ نلحظ أن القرآن‬
‫الكري تدث عن موسى أكثر من غيه‪ ،‬وبي صبه على أكثر‬
‫أذى بن إسرائيل ومراوغاتجهم وحبائلهم ودسائسهم‪.‬‬
‫وأعجب من أهل البيت سلم ال عليهم على كثرة ما لقوه من‬
‫أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم صبهم على أهل الكوفة مركز‬
‫الشي عة‪ ،‬على خيانت هم ل م وغدر هم ب جهم وقتل هم ل م و سلبهم‬
‫أموالم‪ ،‬وصب أهل البيت على هذا كله‪ ،‬ومع هذا نلقي باللئمة‬
‫على أهل السنة ونملهم السؤولية!‪.‬‬
‫وعندمجا نقرأ فج كتبنجا العتجبة ندج فيهجا عجبا عجابا‪ ،‬قجد ل‬
‫يصدق أحدنا إذا قلنا‪ :‬إن كتبنا معاشر الشيعة ‪-‬تطعن بأهل البيت‬
‫عليهم السلم وتطعن بالنب صلى ال عليه وآله‪ -‬وإليك البيان‪:‬‬
‫عن أم ي الؤمن ي إن غُفيا ‪-‬حار ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وآله‪ -‬قال له‪ :‬بأب أنت وأمي ‪-‬يا رسول ال‪ -‬إن أب حدثن عن‬
‫أب يه عن جده عن أب يه‪( :‬أ نه كان مع نوح ف ال سفينة‪ ،‬فقام إل يه‬
‫‪26‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫نوح فم سح على كفله ث قال‪ :‬يرج من صلب هذا المار حار‬
‫يركبه سيد النبيي وخاتهم‪ ،‬فالمد ل الذي جعلن ذلك المار)‬
‫(أصول الكاف ‪.)1/237‬‬
‫وهذه الرواية تفيدنا با يأت‪:‬‬
‫‪ -1‬المار يتكلم!‬
‫‪ -2‬المار ياطب رسول ال صلى ال عليه وآله بقوله‪ :‬فداك‬
‫أب وأمي!‪ ،‬مع أن السلمي هم الذين يفدون رسول ال صلوات‬
‫ال عليه بآبائهم وأمهاتجهم ل المي‪.‬‬
‫‪ -3‬المار يقول‪( :‬حدثن أب عن جدي إل جده الرابع!) مع‬
‫أن ب ي نوح وم مد ألوفا من ال سني‪ ،‬بين ما يقول المار أن جده‬
‫الرا بع كان مع نوح ف ال سفينة‪ .‬ك نا نقرأ أ صول الكا ف مرة مع‬
‫بعض طلبة الوزة ف النجف على المام الوئي فرد المام الوئي‬
‫قائلً‪:‬‬
‫انظروا إل هذه العجزة‪ ،‬نوح سجلم ال عليجه يبج بحمجد‬
‫وبنبوته قبل ولدته بألوف السني‪.‬‬
‫بقيت كلمات المام الوئي تتردد ف مسمعي مدة وأنا أقول ف‬
‫نفسي‪:‬‬
‫وكيجف يكجن أن تكون هذه معجزة وفيهجا حار يقول لرسجول‬
‫ال صلى ال عل يه وآله‪ :‬بأ ب أ نت وأ مي؟! وك يف ي كن لم ي‬
‫الؤمني سلم ال عليه أن ينقل مثل هذه الرواية؟!‪.‬‬
‫لكن سكت كما سكت غيي من السامعي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ون قل ال صدوق عن الر ضا ف قوله تعال‪ :‬وَِإذْ تَقُولُ لِّلذِي‬
‫ك َزوْ َج كَ وَاتّ قِ اللّ هَ‬
‫أَنعَ مَ اللّ هُ عَلَْي هِ َوأَنْعَمْ تَ َعلَيْ هِ أَمْ سِكْ عَلَْي َ‬
‫وَُتخْفِي فِي نِفْ سِكَ مَا اللّ هُ مُْبدِي هِ [الحزاب‪ ،]37:‬قال الر ضا‬
‫مفسرا هذه الية‪:‬‬
‫(إن رسول ال صلى ال عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة ف أمر‬
‫أراده‪ ،‬فرأى امرأ ته زي نب تغت سل فقال ل ا‪ :‬سبحان الذي خل قك)‬
‫(عيون أخبار الرضا ‪.)112‬‬
‫فهل ينظر رسول ال صلى ال عليه وآله إل امرأة رجل مسلم‬
‫ويشتهي ها ويع جب ب جها ث يقول ل ا سبحان الذي خل قك؟!‪،‬‬
‫أليس هذا طعنا برسول ال صلى ال عليه وآله؟!‪.‬‬
‫وعن أمي الؤمني أنه أتى رسول ال صلى ال عليه وآله وعنده‬
‫أ بو ب كر وع مر (فجل ست بي نه وب ي عائ شة‪ ،‬فقالت عائ شة‪ :‬ما‬
‫وجدت إل فخذي وفخجذ رسجول ال؟ فقال‪ :‬مجه يجا عائشجة)‬
‫(البهان ف تفسي القرآن ‪.)4/225‬‬
‫وجاء مرة أخرى فلم يدج مكانا فأشار إليجه رسجول ال‪ :‬ههنجا‬
‫‪-‬يع ن خل فه‪ -‬وعائ شة قائ مة خل فه وعلي ها ك ساء‪ :‬فجاء علي‬
‫فقعجد بيج رسجول ال وبيج عائشجة‪ ،‬فقالت وهجي غاضبجة‪( :‬مجا‬
‫وجدت لسجتك ‪-‬دبرك أو مؤخرتجك‪ -‬موضعا غيج حجري؟‬
‫فغضجب رسجول ال وقال‪ :‬يجا حياء ل تؤذينج فج أخجي) (كتاب‬
‫سليم بن قيس ‪.)179‬‬
‫وروى الجل سي أن أم ي الؤمن ي قال‪ ( :‬سافرت مع ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬ل يس له خادم غيي‪ ،‬وكان له لاف ل يس له‬
‫‪28‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫غيه‪ ،‬ومعه عائشه‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وآله ينام بين‬
‫وبيج عائشجة ليجس علينجا ثلثتنجا لاف غيه‪ ،‬فإذا قام إل الصجلة‬
‫‪-‬صلة الليل‪ -‬يط بيده اللحاف من وسطه بين وبي عائشة حت‬
‫يس اللحاف الفراش الذي تتنا) (بار النوار ‪.)40/2‬‬
‫هجل يرضجى رسجول ال صجلى ال عليجه وآله أن يلس علي فج‬
‫ح جر عائ شة امرأ ته؟ أل يغار ر سول ال صلى ال عل يه وآله على‬
‫امرأته وشريكة حياته إذا تركها ف فراش واحد مع ابن عمه الذي‬
‫ل يعتب من الحارم؟ ث كيف يرتضي أمي الؤمني ذلك لنفسه؟!‪.‬‬
‫قال ال سيد علي غروي أ حد أ كب العلماء ف الوزة‪( :‬إن ال نب‬
‫صلى ال عل يه وآله ل بد أن يد خل فرجه النار‪ ،‬ل نه و طئ ب عض‬
‫الشركات) يريد بذلك زواجه من عائشة وحفصة‪ ،‬وهذا كما هو‬
‫معلوم ف يه إ ساءة إل ال نب صلى ال عل يه وآله‪ ،‬ل نه لو كان فرج‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه وآله يد خل النار فلن يد خل ال نة أ حد‬
‫أبدا‪.‬‬
‫أكت في ب جهذه الروايات ال ست التعل قة بر سول ال صلوات‬
‫ال عليه لنتقل إل غيها‪.‬‬
‫فقد أوردوا روايات ف أمي الؤمني هذه بعضها‪:‬‬
‫عن أب عبد ال قال‪( :‬أتى عمر بامرأة قد تعلقت برجل من‬
‫النصجار كانجت تججهواه‪ ،‬فأخذت بيضجة وصجبت البياض على‬
‫ثياب جها وب ي فخذي ها فقام علي فن ظر ب ي فخذي ها فات جهمها)‬
‫(بار النوار (‪.)40/303‬‬

‫‪29‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ون ن نت ساءل هل ين ظر أم ي الؤمن ي بي فخذي امرأة أجنبية؟‬
‫وهجل يعقجل أن ينقجل المام الصجادق هذا البج؟ وهجل يقول هذا‬
‫الكلم رجل أحب أهل البيت؟‬
‫و عن أ ب ع بد ال قال‪ :‬قا مت امرأة شني عة إل أم ي الؤمن ي‬
‫وهو على النب فقالت‪ :‬هذا قاتل الحبة‪ ،‬فنظر إليها وقال لا‪:‬‬
‫( يا سلفع يا جريئة يا بذيّة يا مذكرّة يا ال ت ل ت يض ك ما‬
‫تيجض النسجاء يجا التج علي منهجا شيجء بيج مدل) (البحار‬
‫‪.)41/293‬‬
‫ف هل يتل فظ أم ي الؤمن ي ب ثل هذا الكلم البذئ؟ هل يا طب‬
‫امرأة بقوله يا الت علي منها شيء بي مدل؟ وهل ينقل الصادق‬
‫مثل هذا الكلم الباطل؟ لو كانت هذه الروايات ف كتب أهل‬
‫السنة لقمنا الدنيا ول نقعدها‪ ،‬ولفضحناهم شر فضيحة‪ ،‬ولكن ف‬
‫كتبنا نن الشيعة!‬
‫وف الحتجاج للطبسي أن فاطمة سلم ال عليها قالت لمي‬
‫الؤمني ‪:‬‬
‫يجا ابجن أبج طالب! اشتملت مشيمجة النيج وقعدت حجرة‬
‫الظن ي‪ .‬وروى الطب سي ف الحتجاج أيضا ك يف أن ع مر و من‬
‫معه اقتادوا أمي الؤمني والبل ف عنقه وهم يرونه جرا حت‬
‫انتهى به إل أب بكر ث نادى بقوله‪ :‬ابن أم إن القوم استضعفون‬
‫وكادوا يقتلونن!! ونن نسأل يا ترى أكان أمي الؤمني جبانا إل‬
‫هذا الد؟‬
‫وانظر وصفهم لمي الؤمني إذ قالت فاطمة عنه‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫(إن ن ساء قر يش تدث ن ع نه إ نه ر جل دحداح الب طن‪ ،‬طو يل‬
‫الذراع ي ض خم الكراد يس‪ ،‬أنزع‪ ،‬عظ يم العين ي‪ ،‬لنك به مشاش‬
‫كمشاش البعيج‪ ،‬ضاحجك السجن ل مال له) (تفسجي القمجي‬
‫‪.)2/336‬‬
‫وعن أب إسحاق أنه قال‪:‬‬
‫(أدخلن أب السجد يوم المعة فرفعن فرأيت عليا يطب على‬
‫ال نب شيخا‪ ،‬أصلع‪ ،‬ناتئ البهة‪ ،‬عريض ما ب ي النكبي ف عينه‬
‫اطرغشاش (يعن لي ف عينه) مقاتل الطالبي)‪.‬‬
‫فهل كانت هذه أوصاف أمي الؤمني ؟؟‬
‫نكتفي بجهذا القدر لننتقل إل روايات تتعلق بفاطمة سلم ال‬
‫عليها‪.‬‬
‫روى أبجو جعفجر الكلينج فج أصجول الكافج أن فاطمجة أخذت‬
‫بتلب يب ع مر إلي ها‪ ،‬و ف كتاب سليم بن ق يس (أن جها سلم ال‬
‫عليها تقدمت إل أب بكر وعمر ف قضية فدك وتشاجرت معهما‪،‬‬
‫وتكلمت ف وسط الناس وصاحت وجع الناس إليها) (‪.)253‬‬
‫فهل كانت عرمة حت تفعل هذا؟‬
‫وروى الكلينج فج الفروع أنججها سجلم ال عليهجا مجا كانجت‬
‫راض ية بزواج ها من علي إذ د خل علي ها أبو ها و هي تب كي‬
‫فقال لا‪ :‬ما يبكيك؟ فوال لو كان ف أهلي خي منه ما زوجتكه‪،‬‬
‫وما أنا زوجتك ولكن ال زوجك‪ ،‬ولا دخل عليها أبوها صلوات‬
‫ال عليجه ومعجه بريده‪ :‬لاج أبصجرت أباهجا دمعجت عيناهجا‪ ،‬قال مجا‬
‫يبكيجك يجا بنيتج؟ قالت‪( :‬قلة الطعجم‪ ،‬وكثرة المج‪ ،‬وشدة الغجم‪،‬‬
‫‪31‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وقالت فج روايجة‪ :‬وال لقجد اشتجد حزنج واشتدت فاقتج وطال‬
‫سجقمي) (كشجف الغمجة ‪ )150-1/149‬وقجد وصجفوا عليا‬
‫وصجفا جامعا فقالوا‪( :‬كان أسجر مربوعا‪ ،‬وهجو إل القصجر‬
‫أقرب‪ ،‬عظيجم البطجن‪ ،‬دقيجق الصجابع‪ ،‬غليجظ الذراعيج حَمِش‬
‫ال ساقي ف عي نه ل ي عظ يم اللح ية أ صلع‪ ،‬نا تئ الب هة) (مقا تل‬
‫الطالبي ‪.)27‬‬
‫فإذا كانت هذه أوصاف أمي الؤمني كما يقولون فكيف يكن‬
‫أن ترضى به؟ ونكتفي بجهذه النصوص حرصا على عدم الطالة‪،‬‬
‫وكا نت الرغ بة أن نن قل ما ورد من ن صوص ب ق كل وا حد من‬
‫الئمجة عليهجم السجلم‪ ،‬ثج عدلنجا عجن ذلك إل الكتفاء بمجس‬
‫روايات وردت ب ق كل وا حد‪ ،‬ث رأي نا أن ال مر أيضا يطول إذ‬
‫نقلنجا خ س روايات وردت ب ق النجب صجلوات ال عل يه وخ سا‬
‫أخرى بق أمي الؤمني وخسا أخرى بق فاطمة سلم ال عليها‬
‫فاستغفرق ذلك صفحات عديدة‪ ،‬لذلك سنحاول أن نتصر أكثر‬
‫حت نطلع على خفايا أكثر‪.‬‬
‫نقل الكلين ف الصول من الكاف‪ :‬أن جبيل نزل على ممّد‬
‫صلى ال عليه وآله فقال له‪ :‬يا ممّد إن ال يبشرك بولود يولد من‬
‫فاطمة تقتله أمتك من بعدك فقال‪ :‬يا جبيل وعلى رب السلم‪ ،‬ل‬
‫حاجة ل ف مولود يولد من فاطمة‪ ،‬تقتله أمت من بعدي‪ ،‬فعرج ث‬
‫هبط فقال مثل ذلك‪ :‬يا جبيل وعلى رب السلم‪ ،‬ل حاجة ل ف‬
‫مولود تقتله أمتج مجن بعدي‪ .‬فعرج ثج هبجط فقال مثجل ذلك‪ :‬يجا‬
‫جب يل وعلى ر ب ال سلم ل حا جة ل ف مولود تقتله أم ت من‬
‫بعدي‪ .‬فعرج جب يل إل ال سماء‪32‬ث ه بط فقال‪ :‬يا ممّد إن ر بك‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫يقرئك السجلم ويبشرك بأنجه جاعجل فج ذريتجه المامجة والوليجة‬
‫والو صية‪ ،‬فقال‪ :‬إ ن رض يت‪ ،‬ث أر سل إل فاط مة أن ال يبشر ن‬
‫بولود يولد لك تقتله أمت من بعدي‪ ،‬فأرسلت إليه أن ل حاجة ل‬
‫ف مولود تقتله أمتك من بعدك‪ ،‬وأرسل إليها إن ال عز وجل جعل‬
‫ف ذريته المامة والولية والوصية‪ ،‬فأرسلت إليه إن رضيت‪ ،‬فحملته‬
‫كرها ‪ ..‬ووضعته كرها ول يرضع السي من فاطمة عليها السلم‬
‫ول من أنثى‪ ،‬كان يؤتى بالنب صلى ال عليه وآله فيضع إبجهامه ف‬
‫فيه فيمص ما يكفيه اليومي والثلثة)‪.‬‬
‫ولست أدري هل كان رسول ال صلى ال عليه وآله يرد أمرا‬
‫بشره ال بجه؟ وهجل كانجت الزهراء سجلم ال عليهجا ترد أمرا قجد‬
‫قضاه ال وأراد تبشيها به فتقول‪( :‬ل حاجة ل به)؟‪ .‬وهل حلت‬
‫بالملي و هي كار هة له ووضعته وهي كار هة له؟ وهل امتنعت‬
‫عن ارضا عه ح ت كان يؤ تى بال نب صلوات ال عل يه ليض عه من‬
‫إبجهامه ما يكفيه اليومي والثلثة؟‬
‫إن سيدنا ومولنا ال سي الشه يد سلم ال عل يه أ جل وأع ظم‬
‫من أن يقال بقه مثل هذا الكلم‪ ،‬وهو أجل وأعظم من أن تكره‬
‫أمه حله ووضعه‪ .‬إن نساء الدنيا يتمني أن تلد كل واحدة منهن‬
‫عشرات الولد مثل المام السي سلم رب عليه‪ ،‬فكيف يكن‬
‫للزهراء الطاهرة العفيفة أن تكره حل السي وتكره وضعه وتتنع‬
‫عن إرضاعه؟؟‬
‫ف جلسة ضمت عددا من السادة وطلب الوزة العلمية تدث‬
‫المام الوئي فيها عن موضوعات شت ث ختم كلمه بقوله‪ :‬قاتل‬
‫‪33‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ال الكفرة‪ .‬قلنجا‪ :‬مجن هجم؟ قال‪ :‬النواصجب ‪-‬أهجل السجنة‪ -‬يسجبون‬
‫السي صلوات ال عليه بل يسبون أهل البيت!!‪.‬‬
‫ماذا أقول للمام الوئي؟!‬
‫ل ا زوج أم ي الؤمن ي ابن ته أم كلثوم من ع مر بن الطاب‪،‬‬
‫نقل أبو جعفر الكلين عن أب عبد ال أنه قال ف ذلك الزواج‪:‬‬
‫(إن ذلك فرج غصبناه!!!) (فروع الكاف ‪.)2/141‬‬
‫ونسجأل قائل هذا الكلم‪ :‬هجل تزوج عمجر أم كلثوم زواجا‬
‫شرعيا أم اغتصجبها غصجبا؟ إن الكلم النسجوب إل الصجادق‬
‫واضح الع ن‪ ،‬ف هل يقول أبو عبد ال م ثل هذا الكلم الباطل عن‬
‫ابنة الرتضى ؟‬
‫ث لو كان عمر اغتصب أم كلثوم فكيف رضي أبوها أسد ال‬
‫وذو الفقار وفت قريش بذلك؟!‪.‬‬
‫عند ما نقرأ ف الرو ضة من الكا ف (‪ ،)8/101‬ف حد يث أ ب‬
‫ب صي مع الرأة ال ت جاءت إل أ ب ع بد ال ت سأل عن (أ ب ب كر‬
‫وعمر) فقال لا‪ :‬توليهما‪ ،‬قالت‪ :‬فأقول لرب إذا لقيته أنك أمرتن‬
‫بوليتهما؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ف هل الذي يأ مر بتول ع مر نته مه بأ نه اغت صب امرأة من أ هل‬
‫البيت؟؟‬
‫ل ا سألت المام الوئي عن قول أ ب ع بد ال للمرأة بتول أ ب‬
‫بكر وعمر‪ ،‬قال‪ :‬إنا قال لا ذلك تقية!!‪.‬‬
‫وأقول للمام الوئي‪ :‬إن الرأة كانجت مجن شيعجة أهجل البيجت‪،‬‬
‫وأبو بصي من أصحاب الصادق فما كان هناك موجب للقول‬
‫‪34‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بالتق ية لو كان ذلك صحيحا‪ ،‬فال ق إن هذا ال تبير الذي قال به‬
‫أبو القاسم الوئي غي صحيح‪.‬‬
‫ج السجن فقجد روى الفيجد فجالرشاد عجن أهجل الكوفجة‬ ‫وأم ا‬
‫أن جهم‪ :‬شدوا على ف سطاطه وانتهبوه ح ت أخذوا م صله من ت ته‬
‫فبقى جالسا متقلدا السيف بغي رداء) (ص ‪ )190‬أيبقى السن‬
‫بغي رداء مكشوف العورة أمام الناس؟ أهذه مبة؟‪.‬‬
‫ود خل سفيان بن أ ب ليلى على ال سن و هو ف داره فقال‬
‫للمام ال سن‪( :‬ال سلم عل يك يا مذل الؤمن ي! قال و ما عل مك‬
‫بذلك؟ قال‪ :‬عمدت إل أمر المة فخلعته من عنقك‪ ،‬وقلدته هذه‬
‫الطاغية يكم بغي ما أنزل ال؟) (رجال الكشي ‪.)103‬‬
‫هل كان ال سن مذلً للمؤمن ي؟ أم أ نه كان معزا ل م ل نه‬
‫حقن دمائهم ووحد صفوفهم بتصرفه الكيم ونظره الثاقب؟‬
‫فلو أن ال سن حارب معاو ية وقاتله على الل فة لر يق ب ر‬
‫مجن دماء السجلمي‪ ،‬ولقتجل منهجم عدد ل يصجيه إل ال تبارك‬
‫وتعال‪ ،‬ولزقت المة تزيقا ولا قامت لا قائمة من ذلك الوقت‪.‬‬
‫وللسجف فإن هذا القول ينسجب إل أبج عبجد ال ووال إنجه‬
‫لبيء من هذا الكلم وأمثاله‪.‬‬
‫وأما المام الصادق فقد ناله منهم شت أنواع الذى ونسبوا إليه‬
‫كل قبيح‪ ،‬اقرأ معي هذا النص‪:‬‬
‫عجن زرارة قال‪( :‬سجألت أبجا عبجد ال عجن التشهجد ‪ ..‬قلت‬
‫التحيات والصجلوات ‪ ..‬فسجألته عجن التشهجد فقال كمثله‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫التحيات وال صلوات‪ ،‬فل ما خر جت ضر طت ف لي ته وقلت‪ :‬ل‬
‫يفلح أبدا) (رجال الكشي ‪.)142‬‬
‫حق لنا أن نبكي دما على المام الصادق نعم ‪..‬كلمة قذرة‬
‫كهذه تقال ف حق المام أب عبد ال؟ أيضرط زرارة ف لية أب‬
‫عبد ال ؟! أيقول عن الصادق ل يفلح أبدا؟؟‬
‫لقجد مضجى على تأليجف كتاب الكشجي عشرة قرون‪ ،‬وتداولتجه‬
‫أيدي علماء الشي عة كل هم على اختلف فرق هم‪ ،‬ف ما رأ يت أحدا‬
‫من هم اعترض على هذا الكلم أو أنكره أو ن به عل يه‪ ،‬وح ت المام‬
‫الوئي‪ ،‬لا شرع ف تأليف كتابه الضخم (معجم رجال الديث)‬
‫فإ ن ك نت أ حد الذ ين ساعدوه ف تأل يف هذا ال سفر و ف ج ع‬
‫الروايات مجن بطون الكتجب‪ ،‬لاج قرأنجا هذه الروايجة على مسجمعه‬
‫أطرق قليلً‪ ،‬ثج قال‪ :‬لكجل جواد كبوة ولكجل عال هفوة‪ ،‬مجا زاد‬
‫على ذلك‪ ،‬ول كن أي ها المام الل يل إن الفوة تكون ب سبب غفلة‬
‫أو خ طأ غ ي مق صود‪ ،‬إن قوة العل قة بك إذا ك نت لك بن جزلة‬
‫الولد للوالد‪ ،‬وك نت م ن بن جزلة الوالد لولده ت تم علي أن أح ل‬
‫كلمك على حسن النية وسلمة الطوية وإل لا كنت أرضى منك‬
‫السكوت على هذه الهانة على المام الصادق أب عبد ال ‪.‬‬
‫وقال ث قة ال سلم الكلي ن (حدث ن هشام بن ال كم وحاد عن‬
‫زرارة قال‪ :‬قلت فج نفسجي‪ :‬شيجخ ل علم له بالصجومة ‪-‬والراد‬
‫إمامه‪)-‬‬
‫وقد كتبوا ف شرح هذا الديث‪:‬‬
‫إن هذا الشيخ عجوز ل عقل له ول يسن الكلم مع الصم‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فهل المام الصادق (ل عقل له)؟‪.‬‬
‫إن قلبج ليعتصجر ألا وحزنا‪ ،‬فإن هذا السجباب وهذه الشتائم‬
‫وهذه الرأة ل يستحقها أهل البيت الكرام‪ ،‬فينبغي التأدب معهم‪.‬‬
‫وأما العباس وابنه عبد ال‪ ،‬وابنه الخر عبيد ال‪ ،‬وعقيل عليهم‬
‫السلم جيعا فلم يسلموا من الطعن والغمز واللمز‪ ،‬اقرأ معي هذه‬
‫النصوص‪.‬‬
‫شيُ‬
‫ْسج الْعَ ِ‬
‫ْسج اْلمَ ْولَى وَلَبِئ َ‬
‫روى الكشجي أن قوله تعال‪ :‬لَبِئ َ‬
‫نزلت فيه ‪-‬أي ف العباس‪( -‬رجال الكشي ‪.)54‬‬
‫وقوله تعال‪ :‬وَمَن كَانَج فِي هَججذِهِ أَعْمَى َف ُهوَ فِي الخِرَةِ‬
‫ِنج‬
‫ُصجحِي إ ْ‬ ‫ُمج ن ْ‬
‫سجبِيلً وقوله تعال‪َ :‬ولَ يَنفَعُك ْ‬ ‫أَعْم َى وََأضَلّ َ‬
‫َأرَدْتّ أَ نْ أَن صَحَ لَكُ مْ نزلنا فيه (‪ )53-52‬وروى الكشي أيضا‬
‫أن أم ي الؤمن ي د عا على ع بد ال بن العباس وأخ يه عبيدال‬
‫فقال‪( :‬اللهجم العجن ابنج فلن ‪-‬يعنج عبجد ال وعجبيدال‪ -‬واعجم‬
‫أبصارها كما عميت قلوبجهما الجلي ف رقبت‪ ،‬واجعل عمى‬
‫أبصارها دليلً على عمى قلوبجهما) (‪.)52‬‬
‫وروى ث قة ال سلم أ بو جع فر الكلي ن ف الفروع عن المام‬
‫الباقر قال ف أمي الؤمني‪( :‬وبقي معه رجلن ضعيفان ذليلن‬
‫حديثا عهد بالسلم‪ ،‬عباس وعقيل)‬
‫إن اليات الثلث التج زعجم الكشجي أنججها نزلت فج العباس‬
‫معناها الكم عليه بالكفر واللود ف النار يوم القيامة‪ ،‬وإل قل ل‬
‫بال عل يك ما مع ن قوله‪َ :‬ف ُهوَ فِي الخِرَةِ أَعْمَى وََأضَلّ سَبِيلً‬
‫؟‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وأمجا أن أميج الؤمنيج دعجا على ولدي العباس عبجد ال‬
‫وعبيدال باللعن وعمى البصر وعمى القلب فهذا تكفي لما‪.‬‬
‫إن عبد ال بن العباس تلقبه العامة ‪-‬أهل السنة‪ -‬بترجان القرآن‬
‫و حب ال مة‪ ،‬فك يف نلع نه ن ن وند عي م بة أ هل الب يت علي هم‬
‫السلم؟‬
‫وأما عقيل فهو أخو أمي الؤمني فهل هو ذليل وحديث عهد‬
‫بالسلم؟!‬
‫وأما المام زين العابدين علي بن السي فقد روى الكلين‪ :‬أن‬
‫يزيد بن معاوية سأله أن يكون عبدا له‪ ،‬فرضي أن يكون عبدا‬
‫ليز يد إذ قال له‪ ( :‬قد أقررت لك ب ا سألت‪ ،‬أ نا ع بد مكره فإن‬
‫شئت فأمسك وإن شئت فبع) (الروضة من الكاف ‪.)8/235‬‬
‫فانظر قوله وانظر معناه‪:‬‬
‫(قجد أقررت بأنج عبجد لك‪ ،‬وأنجا عبجد مكره فإن شئت فأبقنج‬
‫عبدا لك وإن شئت أن تجبيعن فبعنج) فهجل يكون المام عبدا‬
‫ليزيد يبيعه مت شاء‪ ،‬ويبقي عليه مت شاء؟‬
‫إذا أرد نا أن ن ستقصي ما ق يل ف أ هل الب يت جيعا فإن الكلم‬
‫يطول بنا إذ ل يسلم واحد منهم من كلمة نابية أو عبارة قبيحة أو‬
‫عمجل شنيجع فقجد نسجبت إليهجم أعمال شنيعجة كثية وفج أمهات‬
‫مصادرنا وسيأتيك شيء من ذلك ف فصل قادم‪.‬‬
‫إقرأ معي هذه الرواية‪:‬‬
‫عن أب عبد ال ‪( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله ل ينام‬
‫حت يقبل عرض وجه فاطمة) (بار النوار ‪.)43/42‬‬
‫‪38‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫(وكان يضع وجهه الكري بي ثديي فاطمة عليها السلم) (بار‬
‫النوار ‪.)43/78‬‬
‫إن فاطمة سلم ال عليها امرأة بالغة فهل يعقل أن يضع رسول‬
‫ال وجهه بي ثدييها؟! فإذا كان هذا نصيب رسول ال صلوات ال‬
‫عليه ونصيب فاطمة فما نصيب غيها؟ لقد شكوا ف المام ممّد‬
‫القانع هل هو ابن الرضا أم أنه ابن (‪.)..‬‬
‫إقرأ معي هذا النص‪:‬‬
‫عن علي بن جعفر الباقر أنه قيل للرضا ‪:‬‬
‫(ما كان فينا إمام قط حائل اللون ‪-‬أي تغي واسود‪ -‬فقال لم‬
‫الر ضا ‪ :‬هل اب ن‪ ،‬قالوا‪ :‬فإن ر سول ال صلى ال عل يه وآله قد‬
‫قضجى بالقافجة ‪-‬مفردهجا قائف وهجو الذي يعرف الثار والشباه‬
‫ويكم بالنسب‪ -‬فبيننا وبينك القافة‪ ،‬قال‪ :‬ابعثوا أنتم إليه فأما أنا‬
‫فل‪ ،‬ول تعلموهم لا دعوتجهم ولتكونوا ف بيوتكم‪.‬‬
‫فلمجا جاءوا أقعدونجا فج البسجتان واصجطف عمومتجه واخوتجه‬
‫وأخوا ته‪ ،‬وأخذوا الرضا ‪ ،‬وألبسوه جبة صوف وقلن سوة منها‪،‬‬
‫ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له‪ :‬ادخل البستان كأنك تعمل‬
‫فيه‪ ،‬ث جاءوا بأب جعفر فقالوا‪ :‬القوا هذا الغلم بأبيه‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫ليس له ههنا أب ولكن هذا عم أبيه‪ ،‬وهذا عمه وهذه عمته‪ ،‬وإن‬
‫يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان‪ ،‬فإن قدميه وقدميه واحدة‪،‬‬
‫فلما رجع أبو السن قالوا‪ :‬هذا أبوه) (أصول الكاف ‪،)1/322‬‬
‫أي أنجهم شكوا ف كون ممّد القانع سلم ال عل يه ا بن الرضا‬
‫‪ ،‬بين ما يؤ كد الر ضا أ نه اب نه‪ ،‬وأ ما الباقون فإن جهم أنكروا‬
‫ذلك ولذا قالوا‪( :‬ما كان في نا إمام قط حائل اللون) ول شك أن‬
‫‪39‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫هذا ط عن ف عرض الر ضا وات جهام لمرأ ته و شك ف عفت ها‪،‬‬
‫ولذا ذهبوا فأتوا بالقا فة‪ ،‬وح كم القا فة بأن ممدا القا نع هو ا بن‬
‫الرضا لصلبه‪ ،‬عند ذلك رضوا وسكتوا‪.‬‬
‫من المكن اتجهام الخرين بثل هذه التهمة‪ ،‬وقد يصدق الناس‬
‫ذلك‪ ،‬أما اتجهام أهل البيت صلوات ال عليهم فهذا من أشنع ما‬
‫يكون‪ ،‬ولل سف فإن م صادرنا ال ت نز عم أن جها نقلت علم أ هل‬
‫البيت مليئة بثل هذا الباطل ول حول ول قوة إل بال‪ .‬عندما قرأنا‬
‫هذا ال نص أيام درا ستنا ف الوزة مر عل يه علماؤ نا ومراجع نا مرور‬
‫الكرام‪ ،‬وما زلت أذكر تعليل الوئي عندما عرضت عليه هذا النص‬
‫إذ قال ناق ًل عن ال سيد آل كا شف الغطاء‪ :‬إن ا فعلوا ذلك لر صهم‬
‫على بقاء نسلهم نقيا!!‪.‬‬
‫بل ات جهموا الر ضا سلم ال عل يه بأ نه كان يع شق ب نت عم‬
‫الأمون وهي تعشقه‪( ،‬انظر عيون أخبار الرضا ‪.)153‬‬
‫ولقبوا جعفرا بعفر الكذاب فسبوه وشتموه مع أنه أخو السن‬
‫الع سكري فقال الكلي ن‪ ( :‬هو معلن الف سق فا جر‪ ،‬ما جن شر يب‬
‫للخمور أقل ما رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه‪ ،‬خفيف قليل ف‬
‫نفسه) (أصول الكاف ‪.)1/504‬‬
‫فهل ف أهل البيت سلم ال عليهم شريب خر؟! أو فاسق؟ أو‬
‫فاجر؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف تفاصيل أكثر فعلينا أن نقرأ الصادر العتبة‬
‫عندنا لنعرف ماذا قيل ف حق الباقي منهم عليهم السلم‪ ،‬ولنعرف‬
‫كيف قتلت ذرياتجهم الطاهرة وأين قتلوا؟ ومن الذين قتلهم؟‬
‫‪40‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫لقد قتل عدد كبي منهم ف ضواحي بلد فارس بأيدي أناس من‬
‫تلك النا طق‪ ،‬ولول أ ن أخ شى الطالة أك ثر م ا ذكرت‪ ،‬لذكرت‬
‫أ ساء من أح صيته من هم وأ ساء من قتل هم‪ ،‬ول كن أح يل القارئ‬
‫الكري إل كتاب مقاتل الطالبي للصفهان فإنه كفيل ببيان ذلك‪.‬‬
‫وأعلم أن أكثر من تعرض للطعن والغمز واللمز المامان ممّد‬
‫البا قر واب نه جع فر ال صادق عليه ما ال سلم وعلى آبائه ما‪ ،‬ف قد‬
‫نسبت إليهم أغلب السائل كالقول بالتقية والتعة واللواطة بالنساء‬
‫وإعارة الفرج و‪ ..‬و‪ ..‬إل‬
‫وها سلم ال عليهما بريئان من هذا كله‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫المتعة وما يتعلق بها‬
‫كنت أود أن أجعل عنوان هذا الفصل (الرأة عند الشيعة) لكن‬
‫عدلت عن ذلك ل ن رأ يت أن كل الروايات ال ت روت جها كتب نا‬
‫تنسب إل النب صلى ال عليه وآله وإل أمي الؤمني وأب عبد ال‬
‫وغيها من الئمة‪.‬‬
‫فما أردت أن يصيب الئمة عليهم السلم أي طعن لن ف تلك‬
‫الروايات من قبيح الكلم ما ل يرضاه أحدنا لنفسه فكيف يرضاه‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وآله وللئمة عليهم السلم‪.‬‬
‫ل قد ا ستغلت الت عة أب شع ا ستغلل‪ ،‬وأهي نت الرأة شر إها نة‪،‬‬
‫وصجار الكثيون يشبعون رغباتججهم النسجية تتج سجتار التعجة‬
‫وباسم الدين‪ ،‬عملً بقوله تعال‪َ :‬فمَا ا سْتَمْتَعُْتمْ ِب هِ مِْنهُنّ فَآتُوهُنّ‬
‫ُأجُورَهُنّ فَرِيضَةً [النساء‪ ،]24:‬لقد أوردوا روايات ف الترغيب‬
‫بالت عة‪ ،‬وحددوا أو رتبوا علي ها الثواب وعلى تارك ها العقاب‪ ،‬بل‬
‫اعتجبوا كجل مجن ل يعمجل بججها ليجس مسجلما‪ .‬اقرأ معجي هذه‬
‫النصوص‪:‬‬
‫قال النب صلى ال عليه وآله‪( :‬من تتع بامرأة مؤم نة كأنا زار‬
‫الكعبة سبعي مرة) فهل الذي يتمتع كمن زار الكعبة سبعي مرة؟‬
‫وبن؟ بامرأة مؤمنة؟ وروى الصدوق عن الصادق قال‪:‬‬
‫(إن التعة دين ودين آبائي فمن عمل بجها عمل بديننا‪ ،‬ومن‬
‫أنكرهجا أنكجر ديننجا‪ ،‬واعتقجد بغيج ديننجا) (مجن ل يضره الفقيجه‬
‫‪ )3/366‬وهذا تكفي لن ل يقبل بالتعة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وقيل لب عبد ال ‪ :‬هل للمتمتع ثواب؟ قال‪( :‬إن كان يريد‬
‫بذلك وجه ال ل يكلمها كلمة إل كتب ال له بجها حسنة‪ ،‬فإذا‬
‫دنا منها غفر ال له بذلك ذنبا‪ ،‬فإذا اغتسل غفر ال له بقدر ما مر‬
‫من الاء على شعره) (من ل يضره الفقيه ‪.)3/366‬‬
‫وقال النب صلى ال عليه وآله‪( :‬من تتع مرة أمن سخط البار‪،‬‬
‫ومن تتع مرتي حشر مع البرار‪ ،‬ومن تتع ثلث مرات زاحن ف‬
‫النان) (من ل يضره الفقيه ‪ ،)3/366‬قلت‪ :‬ورغبة ف نيل هذا‬
‫الثواب فإن علماء الوزة ف الن جف وج يع ال سينيات ومشا هد‬
‫الئمجة يتمتعون بكثرة‪ ،‬وأخجص بالذكجر منهجم السجيد الصجدر‬
‫والبوجرودي والشيازي والقزوينج والطباطبائي‪ ،‬والسجيد الدنج‬
‫إضافة إل الشاب الصاعد أبو الارث الياسري وغيهم‪ ،‬فإنجهم‬
‫يتمتعون بكثرة و كل يوم رغ بة ف ن يل هذا الثواب ومزاح ة ال نب‬
‫صلوات ال عليه ف النان‪.‬‬
‫وروى ال سيد ف تح ال الكاشا ن ف تف سي من هج ال صادقي عن‬
‫النجب صجلى ال عليجه وآله أنجه قال‪ :‬مجن تتجع مرة كانجت درجتجه‬
‫كدرجة السي ‪ ،‬ومن تتع مرتي فدرجته كدرجة السن ‪،‬‬
‫و من ت تع ثلث مرات كا نت درج ته كدر جة علي بن أ ب طالب‬
‫ومن تتع أربع فدرجته كدرجت)‪.‬‬
‫لو فرضنجا أن رجلً قذرا تتجع مرة أفتكون درجتجه كدرججة‬
‫السي ؟ وإذا تتع مرتي أو ثلثا أو أربعا كانت درجة السن‬
‫وعلي والنجب عليهجم السجلم؟ أمنججزلة النجب صجلوات ال عليجه‬
‫ومنجزلة الئمة هينة إل هذا الد؟؟‬
‫وحت ولو كان التمتع هذا قد بلغ ف اليان مرتبة عالية أيكون‬
‫كدرجة السي؟ أو أخيه؟ أو أبيه أو جده؟‬
‫‪43‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫إن مقام ال سي أ سى وأعلى من أن يبل غه أ حد مه ما كان قوي‬
‫اليان‪ ،‬ودر جة ال سن وعلي وال نب علي هم ال سلم جيعا ل يبلغ ها‬
‫أحد مهما سا وعل إيانه‪.‬‬
‫ل قد أجازوا التم تع ح ت بالاش ية ك ما روى ذلك الطو سي ف‬
‫(التهذيب ‪.)2/193‬‬
‫أقول‪ :‬إن الاشيات أرفع من أن يتمتع بجهن‪ ،‬فهن سليلت‬
‫النبوة ومن أهل البيت فحاشا لن ذلك‪ ،‬وسيأت السبب إن شاء‬
‫ال‪ ،‬وقجد بيج الكلينج أن التعجة توز ولو لضجعجة واحدة بيج‬
‫الرججل والرأة‪ ،‬وهذا منصجوص عليجه فج فروع (الكافج‬
‫‪.)5/460‬‬
‫ول يشترط أن تكون التمتع بجها بالغة راشدة‪ ،‬بل قالوا يكن‬
‫التم تع ب ن ف العاشرة من الع مر ولذا روى الكلي ن ف (الفروع‬
‫‪ ،)5/463‬والطوسي ف (التهذيب ‪ ،)7/255‬أنه ق يل لب عبد‬
‫ال ‪:‬‬
‫(الار ية ال صغية هل يتم تع ب جها الر جل؟ فقال‪ :‬ن عم إل أن‬
‫تكون صبية تدع‪ .‬ق يل‪ :‬و ما ال د الذي إذا بلغ ته ل تدع؟ قال‪:‬‬
‫عشر سني)‪.‬‬
‫وهذه النصجوص كلهجا سجيأت الرد عليهجا إن شاء ال‪ ،‬ولكنج‬
‫أقول‪ :‬إن ما نسب إل أب عبد ال ف جواز التمتع بن كانت‬
‫ف العاشرة من عمر ها‪ ،‬أقول‪ :‬قد ذ هب بعض هم إل جواز التم تع‬
‫بن هي دون هذا السن‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ل ا كان المام المي ن مقيما ف العراق ك نا نتردد إل يه ونطلب‬
‫م نه العلم حت صارت علقتنا م عه وثي قة جدا‪ ،‬وقد ات فق مرة أن‬
‫وجهت إليه دعوة من مدينة تلعفر وهي مدينة تقع غرب الوصل‬
‫على مسجية سجاعة ونصجف تقريبا بالسجيارة‪ ،‬فطلبنج للسجفر معجه‬
‫ف سافرت م عه‪ ،‬فا ستقبلونا وأكرمو نا غا ية الكرم مدة بقائ نا ع ند‬
‫إحدى العوائل الشيعية القيمة هناك‪ ،‬وقد قطعوا عهدا بنشر التشيع‬
‫فج تلك الرجاء ومجا زالوا يتفظون بصجورة تذكاريجة لنجا تج‬
‫تصويرها ف دارهم‪.‬‬
‫ول ا انت هت مدة ال سفر رجع نا‪ ،‬و ف طر يق عودت نا ومرور نا ف‬
‫بغداد أراد المام أن نرتاح مجن عناء السجفر‪ ،‬فأمجر بالتوججه إل‬
‫منط قة العطيف ية ح يث ي سكن هناك ر جل إيرا ن ال صل يقال له‬
‫سيد صاحب‪ ،‬كانت بينه وبي المام معرفة قوية‪.‬‬
‫فرح سجيد صجاحب بجيئنجا‪ ،‬وكان وصجولنا إليجه عنجد الظهجر‪،‬‬
‫فصجنع لنجا غداء فاخرا واتصجل ببعجض أقاربجه فحضروا وازدحجم‬
‫من جزله احتفاء ب نا‪ ،‬وطلب سيد صاحب إلي نا ال بيت عنده تلك‬
‫الليلة فوافجق المام‪ ،‬ثج لاج كان العشاء أتونجا بالعشاء‪ ،‬وكان‬
‫الاضرون يقبلون يد المام وي سألونه وي يب عن أ سئلتهم‪ ،‬ول ا‬
‫حان وقت النوم وكان الاضرون قد انصرفوا إل أهل الدار‪ ،‬أبصر‬
‫المام المي ن صبية بع مر أر بع سنوات أو خ س ولكن ها جيلة‬
‫جدا‪ ،‬فطلب المام من أبيها سيد صاحب إحضارها للتمتع بجها‬
‫فوا فق أبو ها بفرح بالغ‪ ،‬فبات المام المي ن وال صبية ف حض نه‬
‫ونن نسمع بكاءها وصريها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ال هم أ نه أم ضى تلك الليلة فل ما أ صبح ال صباح وجل سنا لتناول‬
‫الفطار نظجر إل فوججد علمات النكار واضحجة فج وجهجي؛ إذ‬
‫كيجف يتمتجع بججهذه الطفلة الصجغية وفج الدار شابات بالغات‬
‫راشدات كان بإمكانه التمتع بإحداهن فلم يفعل؟‬
‫فقال ل‪ :‬سيد حسي ما تقول ف التمتع بالطفلة؟‬
‫قلت له‪ :‬سيد القول قولك‪ ،‬وال صواب فعلك‪ ،‬وأ نت إمام مت هد‪،‬‬
‫ج تراه أنجت أو تقوله‪- ،‬ومعلوم‬
‫ول ي كن لثلي أن يرى أو يقول إل م ا‬
‫أن ل يكنن العتراض وقتذاك‪.-‬‬
‫فقال‪ :‬سجيد حسجي؛ إن التمتجع بججها جائز ولكجن بالداعبجة‬
‫والتقبيل والتفخيذ‪.‬‬
‫أما الماع فإنجها ل تقوى عليه‪.‬‬
‫وكان المام المين يرى جواز التمتع حت بالرضيعة فقال‪( :‬ل‬
‫بأس بالتمتجع بالرضيعجة ضما وتفخيذا ‪-‬أي يضجع ذكره بيج‬
‫فخذيها‪ -‬وتقبيلً) انظر كتابه (ترير الوسيلة ‪ 2/241‬مسألة رقم‬
‫‪.)12‬‬
‫جل ست مرة ع ند المام الوئي ف مكت به‪ ،‬فد خل علي نا شابان‬
‫يبدوا أن جهما اختل فا ف م سألة فاتف قا على سؤال المام الوئي‬
‫ليدلما على الواب‪.‬‬
‫فسجأله أحدهاج قائلً‪ :‬سجيد مجا تقول فج التعجة أحلل هجي أم‬
‫حرام؟‬

‫‪46‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ن ظر إل يه المام الوئي و قد أو جس من سؤاله أمرا ث قال له‪:‬‬
‫أ ين ت سكن؟ قال الشاب ال سائل‪ :‬أ سكن الو صل وأق يم ه نا ف‬
‫النجف منذ شهرين تقريبا‪.‬‬
‫قال له المام‪ :‬أنت سن إذن؟‬
‫قال الشاب‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال المام‪ :‬التعة عندنا حلل وعندكم حرام‪.‬‬
‫فقال له الشاب‪ :‬أنا هنا منذ شهرين تقريبا غريب ف هذه الديار‬
‫فهل زوجتن ابنتك لتتع بجها ريثما أعود إل أهلي؟‬
‫فحملق فيجه المام هنيهجة ثج قال له‪ :‬أنجا سجيد وهذا حرام على‬
‫السادة وحلل عند عوام الشيعة‪.‬‬
‫ون ظر الشاب إل ال سيد الوئي و هو مبت سم ونظر ته تو حي أ نه‬
‫علم أن الوئي قد عمل بالتقية‪.‬‬
‫ث قا ما فان صرفا‪ ،‬فا ستأذنت المام الوئي ف الروج فلح قت‬
‫بالشابي فعلمت أن السائل سن وصاحبه شي عي اختلفا ف التعة‬
‫أحلل أم حرام فاتفقجا على سجؤال الرججع الدينج المام الوئي‪،‬‬
‫فلمجا حادثجت الشابيج انفججر الشاب الشيعجي قائلً‪ :‬يجا مرميج‬
‫تبيحون لنفسكم التمتع ببناتنا وتبوننا بأنه حلل وأنكم تتقربون‬
‫بذلك إل ال‪ ،‬وترمون علينا التمتع ببناتكم؟‬
‫وراح يسجب ويشتجم‪ ،‬وأقسجم أنجه سجيتحول إل مذهجب أهجل‬
‫ال سنة‪ ،‬فأخذت أهدئ به ث أق سمت له أن الت عة حرام وبي نت له‬
‫الدلة على ذلك‪.‬‬
‫إن الت عة كا نت مبا حة ف الع صر الاهلي‪ ،‬ول ا جاء ال سلم‬
‫أب قى علي ها مدة ث حر مت يوم خ يب‪ ،‬ل كن التعارف عل يه ع ند‬
‫‪47‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫الشيعة عند جاهي فقهائنا أن عمر بن الطاب هو الذي حرمها‪،‬‬
‫وهذا ما يرويه بعض فقهائنا‪.‬‬
‫والصواب ف السألة أنجها حرمت يوم خيب‪.‬‬
‫قال أمي الؤمني صلوات ال عليه‪:‬‬
‫(حرم ر سول ال صلى ال عل يه وآله يوم خ يب لوم ال مر‬
‫الهليجة ونكاح التعجة) انظجر (التهذيجب ‪( ،)2/186‬السجتبصار‬
‫‪( ،)2/142‬وسائل الشيعة ‪.)14/441‬‬
‫وسئل أبو عبد ال ‪:‬‬
‫(كان السجلمون على عهجد رسجول ال صجلى ال عليجه وآله‬
‫يتزوجون بغي بينة؟ قال‪ :‬ل) (انظر التهذيب ‪.)2/189‬‬
‫وعلق الطوسجي على ذلك بقوله‪ :‬إنجه ل يرد مجن ذلك النكاح‬
‫الدائم بل أراد منه التعة ولذا أورد هذا النص من باب التعة‪.‬‬
‫ل شك أن هذ ين الن صي ح جة قاط عة ف ن سخ ح كم الت عة‬
‫وإبطاله‪.‬‬
‫وأمي الؤمني صلوات ال عليه نقل تريها عن النب صلى ال‬
‫عليه وآله وهذا يعن أن أمي الؤمني قد قال برمتها من يوم خيب‪،‬‬
‫ول شك أن الئ مة من بعده قد عرفوا ح كم الت عة ب عد علم هم‬
‫بتحريها‪ ،‬وهنا نقف بي أخبار منقولة وصرية ف تري التعة وبي‬
‫أخبار منسوبة إل الئمة ف الث عليها وعلى العمل بجها‪.‬‬
‫وهذه مشكلة يتار السلم إزاءها أيتمتع أم ل؟‬
‫إن الصواب هو ترك التعة لنجها حرام كما ثبت نقله عن أمي‬
‫الؤمنيج ‪ ،‬وأمجا الخبار التج نسجبت إل الئمجة؛ فل شجك أن‬
‫نسبتها إليهم غي صحيحة بل هي‪ 48‬أخبار مفتراة عليهم‪ ،‬إذ ما كان‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫للئ مة علي هم ال سلم أن يالفوا أمرا حر مه ر سول ال صلى ال‬
‫عل يه وآله و سار عل يه أم ي الؤمن ي من بعده‪ ،‬و هم ‪-‬أي الئ مة‪-‬‬
‫الذ ين تلقوا هذا العلم كابرا عن كابر لن جهم ذر ية بعض ها من‬
‫بعض‪.‬‬
‫ل ا سئل أ بو ع بد ال ‪( :‬كان ال سلمون على ع هد ر سول ال‬
‫صجلى ال عليجه وآله يتزوجون بغيج بينجة؟ قال‪ :‬ل) فلول علمجه‬
‫بتحري التعة لا قال‪ :‬ل‪ ،‬خصوصا وإن الب صحيح ف أن السؤال‬
‫كان عن الت عة وأن أ با جع فر الطو سي راوي ال ب أورده ف باب‬
‫التعة كما أسلفنا‪.‬‬
‫وما كان لب عبد ال والئمة من قبله ومن بعده أن يالفوا أمر‬
‫ر سول ال صلوات ال عل يه أو أن يلوا أمرا حر مه أو أن يتبدعوا‬
‫شيئا ما كان معروفا ف عهده ‪.‬‬
‫وبذلك ي تبي أن الخبار ال ت ت ث على التم تع ما قال الئ مة‬
‫من ها حرفا واحدا‪ ،‬بل افترا ها وتقول ا علي هم أناس زناد قة أرادوا‬
‫الطعن بأهل البيت الكرام والساءة إليهم‪ ،‬وإل ب تف سر إباحتهم‬
‫التمتع بالاشية وتكفيهم لن ل يتمتع؟‬
‫مع أن الئمة عليهم السلم ل ينقل عن واحد منهم نقلً ثابتا‬
‫أنجه تتجع مرة أو قال بليجة التعجة‪ ،‬أيكونون قجد دانوا بغيج ديجن‬
‫السلم؟‬
‫فإذا توضح لنا هذا ندرك أن الذين وضعوا تلك الخبار هم قوم‬
‫زنادقة أرادوا الطعن بأهل البيت والئمة عليهم السلم‪ ،‬لن العمل‬
‫بتلك الخبار فيه تكفي للئمة ‪ ..‬فتنبه‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫روى الكلي ن عن أ ب ع بد ال أن امرأة جاءت إل ع مر بن‬
‫الطاب فقالت‪( :‬إ ن زن يت‪ ،‬فأ مر أن تر جم‪ ،‬فأ خب أم ي الؤمن ي‬
‫فقال‪ :‬كيف زنيت؟‬
‫فقالت‪ :‬مررت بالبادية فأصابن عطش شديد فاستسقيت أعرابيا‬
‫فأب إل إن مكن ته من نف سي‪ ،‬فل ما أجهدن الع طش وخفت على‬
‫نف سي سقان فأمكن ته من نف سي‪ ،‬فقال أم ي الؤمن ي ‪ :‬تزو يج‬
‫ورب الكعبة) (الفروع ‪.)2/198‬‬
‫إن الت عة ك ما هو معروف تكون عن تراض ب ي الطرف ي و عن‬
‫رغبة منهما‪.‬‬
‫أما ف هذه الرواية فإن الرأة الذكورة مضطرة ومبورة فساومها‬
‫على نف سها مقا بل شر بة ماء‪ ،‬ولي ست هي ف ح كم الزان ية ح ت‬
‫تطلب مجن عمجر أن يطهرهجا وفوق ذلك ‪-‬وهذا مهجم‪ -‬إن أميج‬
‫الؤمن ي هو الذي روى تر ي الت عة ف نقله عن ال نب صلى ال‬
‫عل يه وآله يوم خيب فكيف يفت هنا بأن هذا نكاح متعة؟! وفتواه‬
‫على سبيل الل والقرار والرضا منه بفعل الرجل والرأة!!؟‬
‫إن هذه الفتوى لو قالاج أحجد طلب العلم لعدت سجقطة بجل‬
‫غلطة يعاب عليه بسببها‪ ،‬فكيف تنسب إل أمي الؤمني وهو‬
‫من هو ف العلم والفتيا؟‬
‫إن الذي نسب هذه الفتوى لمي الؤمني إما حاقد أراد الطعن‬
‫به‪ ،‬وإما ذو غرض وهو اخترع هذه القصة فنسبها لمي الؤمن ي‬
‫ليض في الشرع ية على الت عة كي ي سوغ لنف سه ولمثاله ا ستباحة‬

‫‪50‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫الفروج باسجم الديجن حتج وإن أدى ذلك إل الكذب على الئمجة‬
‫عليهم السلم بل على النب صلى ال عليه وآله‪.‬‬
‫وإن الفاسد الترتبة على التعة كبية ومتعددة الوانب‪:‬‬
‫‪ -1‬فهي مالفة للنصوص الشرعية لنجها تليل لا حرم ال‪.‬‬
‫‪ -2‬لقد ترتب على هذا اختلق الروايات الكاذبة ونسبتها إل‬
‫الئمة عليهم السلم مع ما ف تلك الروايات من مطاعن قاسية ل‬
‫يرضاها لم من كان ف قلبه مثقال ذرة من إيان‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن مفاسدها إباحة التمتع بالرأة الحصنة ‪-‬أي التزوجة‪-‬‬
‫رغم أنجها ف عصمة رجل دون علم زوجها‪ ،‬وف هذه الالة ل‬
‫يأمجن الزواج على زوجاتججهم فقجد تتزوج الرأة متعجة دون علم‬
‫زوج ها الشر عي ودون رضاه‪ ،‬وهذه مف سدة ما بعد ها مف سدة‪،‬‬
‫انظجر (فروع الكافج ‪( ،)5/463‬تججهذيب الحكام ‪،)7/554‬‬
‫(ال ستبصار ‪ ،)3/145‬ول يت شعري ما رأي الر جل و ما شعوره‬
‫إذا اكتشف أن امرأته الت ف عصمته متزوجة من رجل آخر غيه‬
‫زواج متعة؟!‬
‫جد‬‫جهم الباكرات إذ قج‬ ‫‪ -4‬والباء أيضا ل يأمنون على بناتجج‬
‫يتزوجن متعة دون علم آبائهن‪ ،‬وقد يفاجأ الب أن ابنته الباكر قد‬
‫حلت‪ .. ،‬ل؟ كيجف؟ ل يدري ‪ ..‬منج؟ ل يدري أيضا فقجد‬
‫تزوجت من واحد فمن هو؟ ل أحد يدري لنه تركها وذهب‪.‬‬
‫‪ -5‬إن أغلب الذ ين يتمتعون‪ ،‬يبيحون لنف سهم التم تع ببنات‬
‫الناس‪ ،‬ولكن لو تقدم أحد لطبة بناتجهم أو قريباتجهم فأراد أن‬
‫يتزوج ها مت عة‪ ،‬ل ا وا فق ول ا ر ضي‪ ،‬ل نه يرى هذا الزواج أش به‬
‫‪51‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫بالزنا وإن هذا عار عليه‪ ،‬وهو يشعر بجهذا من خلل تتعه ببنات‬
‫الناس فل شك أ نه يت نع عن تزو يج بنا ته للخر ين مت عة‪ ،‬أي أ نه‬
‫يبيجح لنفسجه التمتجع ببنات الناس وفج القابجل يرم على الناس أن‬
‫يتمتعوا ببناته‪.‬‬
‫إذا كانجت التعجة مشروعجة أو أمرا مباحا‪ ،‬فلم هذا التحرج فج‬
‫إباحة تتع الغرباء ببناته وقريباته؟‬
‫‪ -6‬إن التعجة ليجس فيهجا إشهاد ول إعلن ول رضجى ول أمجر‬
‫الخطوبة‪ ،‬ول يقع شيء من مياث التمتع للمتمتع بجها‪ ،‬إنا هي‬
‫مستأجرة كما نسب ذلك القول إل أب عبد ال فكيف يكن‬
‫إباحتها وإشاعتها بي الناس؟‬
‫‪ -7‬إن التعجة فتحجت الجال أمام السجاقطي والسجاقطات مجن‬
‫الشباب والشابات ف ل صق ما عند هم من فجور بالد ين‪ ،‬وأدى‬
‫ذلك إل تشويه صورة الدين والتديني‪.‬‬
‫وبذلك يتجبي لنجا أضرار التعجة دينيا واجتماعيا وخلقيا‪ ،‬ولذا‬
‫حر مت الت عة ولو كان في ها م صال ل ا حر مت‪ ،‬ول كن ل ا كا نت‬
‫كثية الفاسد حرمها رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وحرمها أمي‬
‫الؤمني ‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫سألت المام الوئي عن قول أم ي الؤمن ي ف تر ي الت عة يوم‬
‫خيب‪ ،‬وعن قول أب عبد ال ف إجابة السائل عن الزواج بغي بينة‬
‫أكان معروفا على عهد النب ؟ فقال‪ :‬إن قول أمي الؤمني ف‬

‫‪52‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫تريج التعجة يوم خيجب إناج يشمجل تريهجا فج ذلك اليوم فقجط ل‬
‫يتعدى التحري إل ما بعده‪.‬‬
‫وأما قول أب عبد ال للسائل‪ ،‬فقال المام الوئي‪ :‬إنا قال أبو‬
‫عبد ال ذلك تقية وهذا متفق عليه بي فقهائنا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬والق إن قول فقهائنا ل يكن صائبا‪ ،‬ذلك أن تري التعة‬
‫يوم خيجب صجاحبه تريج لوم المجر الهليجة وتريج لوم المجر‬
‫الهلية جرى العمل عليه من يوم خيب وإل يومنا هذا وسيبقى إل‬
‫قيام الساعة‪.‬‬
‫فدعوى تصجيص تريج التعجة بيوم خيجب فقجط دعوى مردة ل‬
‫يقم عليها دليل‪ ،‬خصوصا وأن حرمة لوم المر الهلية والت هي‬
‫قرينة التعة ف التحري بقي العمل عليها إل يومنا هذا‪.‬‬
‫وفوق ذلك لو كان تر ي الت عة خاصجا بيوم خ يب ف قط‪ ،‬لورد‬
‫التصريح من النب صلى ال عليه وآله بنسخ تلك الرمة‪ ،‬على أنه‬
‫يب أن ل يغيب عن بالنا أن علة إباحة التعة هي السفر والرب‪،‬‬
‫فكيف ترم ف تلك الرب والقاتل أحوج ما يكون إليها خصوصا‬
‫وأنه ف غربة من أهله وما ملكت يينه‪ ،‬ث تباح ف السلم؟‬
‫إن مع ن قوله إن جها حر مت يوم خ يب أي أن بدا ية تري ها‬
‫كان يوم خ يب وأما أقوال فقهائنا إن ا هو تل عب ف الن صوص ل‬
‫أكثر‪.‬‬
‫فالق إن تري التعة ولوم المر الهلية متلزمان‪ ،‬نزل الكم‬
‫برمتها يوم خيب وهو با قٍ إل قيام الساعة‪ ،‬وليس هناك من دا عٍ‬
‫لتأويجل كلم أميج الؤمنيج مجن أججل إشباع رغبات النفجس‬
‫‪53‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وشهواتجها ف البحث الدائم عن الميلت والفاتنات من النساء‬
‫للتمتع بجهن والتلذذ باسم الدين وعلى حسابه‪.‬‬
‫وأما أن قول أب عبد ال ف جوابه للسائل كان تقية‪ ،‬أقول‪:‬‬
‫إن ال سائل كان من شي عة أ ب ع بد ال فل يس هناك ما يبر القول‬
‫بالتق ية خ صوصا وا نه يوا فق ال ب النقول عن الم ي ف تر ي‬
‫التعة يوم خيب‪.‬‬
‫إن الت عة ال ت أباح ها فقهاؤ نا تع طي ال ق للر جل ف أن يتم تع‬
‫بعدد ل حصر له من النسوة‪ ،‬ولو بألف امرأة وف وقت واحد‪.‬‬
‫وكم من متمتع جع بي الرأة وأمها‪ ،‬وبي الرأة وأختها‪ ،‬وبي‬
‫الرأة وعمتها أو خالتها وهو ل يدري‪.‬‬
‫جاءتن امرأة تستفسر من عن حادثة حصلت معها‪ ،‬إذ أخبتن‬
‫أن أحد السادة وهو السيد حسي الصدر كان قد تتع بجها قبل‬
‫أكثر من عشرين سنة فحملت منه‪ ،‬فلما أشبع رغبته منها فارقها‪،‬‬
‫وبعجد مدة رزقجت ببنجت‪ ،‬وأقسجمت أنججها حلت منجه هجو إذ ل‬
‫يتمتع بجها وقتذاك أحد غيه‪.‬‬
‫وبعجد أن كجبت البنجت وصجارت شابجة جيلة متأهلة للزواج‪،‬‬
‫اكتشفجت الم أن ابنتهجا حبلى‪ ،‬فلمجا سجألتها عجن سجبب حلهجا‪،‬‬
‫أخبت جها الب نت أن ال سيد الذكور ا ستمتع ب جها فحملت م نه‪،‬‬
‫فده شت الم وفقدت صوابجها‪ ،‬إذ أ خبت ابنت ها أن هذا ال سيد‬
‫هو أبوها وأخبتجها القصة‪ ،‬فكيف يتمتع بالم واليوم يأت ليتمتع‬
‫بابنتها الت هي ابنته هو؟‬

‫‪54‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ث جاءتن مستفسرة عن موقف السيد الذكور منها ومن ابنتها الت‬
‫ولدتجها منه‪.‬‬
‫إن الوادث من هذا النوع كثية جدا‪ ،‬ف قد ت تع أحد هم بفتاة‬
‫تبي له فيما بعد أنجها أخته من التعة‪ ،‬ومنهم من تتع بامرأة أبيه‪.‬‬
‫و ف إيراد الوادث من هذا القب يل ل ي ستطيع أ حد ح صرها‪،‬‬
‫ف الّذِينَج لَ َيجِدُون َج‬
‫جعْفِ ِ‬ ‫وقجد رأينجا ذلك بقول ال تعال‪َ :‬ولْيَس ْتَ‬
‫نِكَاحا حَتّى يُغْنَِيهُ مُ اللّ هُ مِن َفضِْل هِ [النور‪ ،]23:‬فمن ل يتمكن‬
‫من الزواج الشرعي بسبب قلة ذات اليد فعليه بالستعفاف ريثما‬
‫يرزقه ال من فضله كي يستطيع الزواج‪.‬‬
‫فلو كانجت التعجة حللً لاج أمره بالسجتعفاف والنتظار ريثمجا‬
‫تتيسر أمور الزواج بل لرشده إل التعة كي يقضي وطره بدلً من‬
‫الكوث والتحرق بنار الشهوة‪.‬‬
‫ج‬‫ج َط ْولً أَن يَنكِح َ‬
‫جتَ ِطعْ مِنكُم ْ‬ ‫ج يَس ْ‬
‫وقال ال تعال‪ :‬وَمَجن لّم ْ‬
‫ُمج‬
‫َتج أَْيمَانُكُم مّنج فَتَيَاتِك ُ‬
‫ِنج مّاج مَلَك ْ‬ ‫َاتج َفم ْ‬
‫ت الْ ُمؤْمِن ِ‬
‫ْصجنَا ِ‬
‫اْل ُمح َ‬
‫ُمج وَأَن‬
‫َتج مِنْك ْ‬
‫ِيج الْعَن َ‬
‫َنج َخش َ‬ ‫ِكجلِم ْ‬ ‫َاتج ‪-‬إل قوله‪َ -‬ذل َ‬ ‫اْل ُمؤْمِن ِ‬
‫َتصْبِرُواْ خَيْرٌ لّ ُكمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ [النساء‪.]25:‬‬
‫فأرشد الذين ل يستطيعون الزواج لقلة ذات اليد أن يتزوجوا ما‬
‫ملكت أيانجهم‪ ،‬ومن عجز حت عن ملك اليمي؛ أمره بالصب‪،‬‬
‫ولو كانت التعة حللً لرشده إليها‪.‬‬
‫ول بد لنا أن ننقل نصوصا أخرى عن الئمة عليهم السلم ف‬
‫إثبات تري التعة‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫عن عبد ال بن سنان قال سألت أبا عبد ال عن التعة فقال‪:‬‬
‫(ل تدنس نفسك بجها) (بار النوار ‪.)100/318‬‬
‫وهذا صريح ف قول أب عبد ال إن التعة تدنس النفس ولو‬
‫كا نت حللً ل ا صارت ف هذا ال كم‪ ،‬ول يك تف ال صادق‬
‫بذلك بل صرح بتحريها‪:‬‬
‫عن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال ل ولسليمان بن خالد‪( :‬قد‬
‫حر مت عليك ما الت عة) (فروع الكا ف ‪( ،)2/48‬و سائل الشي عة‬
‫‪.)14/450‬‬
‫وكان يو بخ أ صحابه ويذر هم من الت عة فقال‪ :‬أ ما ي ستحي‬
‫أحدكجم أن يرى موضجع فيحمجل ذلك على صجالي إخوانجه‬
‫وأصحابه؟ (الفروع ‪( ،)2/44‬وسائل الشيعة ‪.)1/450‬‬
‫ولا سأل علي بن يقطي أبا السن عن التعة أجابه‪( :‬ما أنت‬
‫وذاك؟ قججد أغناك ال عنهججا) (الفروع ‪ ،)2/43‬الوسججائل (‬
‫‪.)14/449‬‬
‫نعم إن ال تعال أغن الناس عن التعة بالزواج الشرعي الدائم‪.‬‬
‫ولذا ل ينقل أن أحدا تتع بامرأة من أهل البيت عليهم السلم‪،‬‬
‫فلو كان حللً لفعلن‪ ،‬ويؤيد ذلك أن عبد ال بن عم ي قال لب‬
‫جعفجر ‪( :‬يسجرك أن نسجاءك وبناتجك وأخواتجك وبنات عمجك‬
‫يفعلن؟ ‪-‬أي يتمتعن‪ -‬فأعرض عنه أبو جعفر حي ذكر نساءه‬
‫وبنات عمجه) (الفروع ‪( ،)2/42‬التهذيجب ‪ ،)2/186‬وبججهذا‬
‫يتأكد لكل مسلم عاقل أن التعة حرام‪ ،‬لخالفتها لنصوص القرآن‬
‫الكري وللسنة ولقوال الئمة عليهم السلم‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫والنا ظر لليات القرآن ية الكري ة والن صوص التقد مة ف تر ي‬
‫الت عة ‪-‬إن كان طالبا لل حق مبا له‪ -‬ل يلك إل أن ي كم ببطلن‬
‫تلك الروايات التج تثج على التعجة لعارضتهجا لصجريح القرآن‬
‫و صريح ال سنة النقولة عن أ هل الب يت علي هم ال سلم ول ا يتر تب‬
‫عليها من مفاسد ل حصر لا بينا شيئا منها فيما مضى‪.‬‬
‫إن من العلوم أن دين السلم جاء ليحث على الفضائل وينهى‬
‫عجن الرذائل‪ ،‬وجاء ليحقجق للعباد الصجال التج تسجتقيم بججها‬
‫حياتجهم‪ ،‬ول شك أن التعة ما ل تستقيم بجها الياة إن حققت‬
‫للفرد مصجلحة واحدة ‪-‬افتراضا‪ -‬فإنججها تسجبب مفاسجد جلة‬
‫أجلناها ف النقاط الاضية‪.‬‬
‫إن انتشار العمجل بالتعجة ججر إل إعارة الفرج‪ ،‬وإعارة الفرج‬
‫معناها أن يعطي الرجل امرأته أو أمته إل رجل آخر فيحل له أن‬
‫يتمتع بجها أو أن يصنع بجها ما يريد‪ ،‬فإذا ما أراد رجل ما أن‬
‫يسجافر أودع امرأتجه عنجد جاره أو صجديقه أو أي شخجص كان‬
‫يتاره‪ ،‬فيبيح له أن يصنع بجها ما يشاء طيلة مدة سفره‪ .‬والسبب‬
‫معلوم حتج يطمئن الزوج على امرأتجه لئل تزنج فج غيابجه (!!)‬
‫وهناك طريقجة ثانيجة لعارة الفرج إذا نزل أحجد ضيفا عنجد قوم‪،‬‬
‫وأرادوا إكرامجه فإن صجاحب الدار يعيج امرأتجه للضيجف طيلة مدة‬
‫إقامته عندهم‪ ،‬فيحل له منها كل شيء‪ ،‬وللسف يروون ف ذلك‬
‫روايات ينسبونجها إل المام الصادق وإل أبيه أب جعفر سلم‬
‫ال عليه‪.‬‬
‫روى الطوسي عن ممّد عن أب جعفر عليه السلم قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫‪57‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫(الرجل يل لخيه فرج جاريته؟ قال‪ :‬نعم ل بأس به له ما أحل‬
‫له منها) (الستبصار ‪.)3/136‬‬
‫وروى الكلين والطوسي عن ممّد بن مضارب قال‪ :‬قال ل أبو‬
‫عبد ال ‪( :‬يا ممّد خذ هذه الارية تدمك وتصيب منها‪ ،‬فإذا‬
‫خرجججت فارددهججا إلينججا) (الكافجج؟)‪( ،‬الفروع ‪،)2/200‬‬
‫(الستبصار ‪.)3/136‬‬
‫قلت‪ :‬لو اجتمعجت البشريجة بأسجرها فأقسجمت أن الماميج‬
‫الصادق والباقر عليهما السلم قال هذا الكلم ما أنا بصدق؟‬
‫إن المامي سلم ال عليهما أجل وأعظم من أن يقول مثل هذا‬
‫الكلم البا طل‪ ،‬فل يبي حا هذا الع مل القزز الذي يتنا ف مع اللق‬
‫السلمي الرفيع‪ ،‬بل هذه هي الدياثة‪ ،‬ل شك أن الئمة سلم ال‬
‫عليهجم ورثوا هذا العلم كابرا عجن كابر فنسجبة هذا القول وهذا‬
‫العمل إليهما إنا هو نسبة إل رسول ال صلى ال عليه وآله فهو‬
‫إذن تشريع إلي‪.‬‬
‫فج زيارتنجا للهنجد ولقائنجا بأئمجة الشيعجة هناك كالسجيد النقوي‬
‫وغيه مررنا بماعة من الندوس وعبدة البقر والسيخ وغيهم من‬
‫أتباع الديانات الوثنيجة‪ ،‬وقرأنجا كثيا فمجا وجدنجا دينا مجن تلك‬
‫الديان الباطلة يبيح هذا العمل ويله لتباعه‪.‬‬
‫فك يف ي كن لد ين ال سلم أن يب يح م ثل هذا الع مل ال سيس‬
‫الذي يتناف مع أبسط مقومات الخلق؟‬
‫زرنجا الوزة القائميجة فج إيران فوجدنجا السجادة هناك يجبيحون‬
‫إعارة الفروج‪ ،‬ومنج أفتج بإباحجة ذلك السجيد لطجف ال الصجاف‬
‫وغيه ولذا فإن موضوع إعارة الفرج منتشججر فجج عموم إيران‪،‬‬
‫‪58‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وا ستمر الع مل به ح ت ب عد الطا حة بالشاه ممّد ر ضا ب جهلوي‬
‫وميء آية ال العظمى المام المين الوسوي‪ ،‬وبعد رحيل المام‬
‫المين أيضا استمر العمل عليه‪ ،‬وكان هذا أحد السباب‪ ))1‬الت‬
‫أدت إل فشل أول دولة شيعية ف العصر الديث‪ ،‬كان الشيعة ف‬
‫عموم بلد العال يتطلعون إلي ها‪ ،‬م ا حدا بع ظم ال سادة إل ال تبء‬
‫من ها‪ ،‬بل ومهاجت ها أيضا‪ ،‬فهذا صديقنا العل مة ال سيد مو سى‬
‫الو سوي ساها (الثورة البائ سة) وألف كتبا وبوثا ون شر مقالت‬
‫ف مهاجتها وبيان أخطائها‪.‬‬
‫وقال السيد جواد الوسوي‪ :‬إن الثورة ال سلمية ف إيران ليس‬
‫لا من السلم إل السم‪.‬‬
‫وكان آية ال العظمى السيد ممّد كاظم شريعتمداري من أشد‬
‫العارضي لا لا رآه من انراف واضح عن جادة السلم‪.‬‬
‫وهناك كثيج مجن السجادة منج أعرفهجم معرفجة شخصجية انتقدوا‬
‫حكومة المام المين ونفروا منها‪.‬‬
‫وم ا يؤ سف له أن ال سادة ه نا أفتوا بواز إعارة الفرج‪ ،‬وهناك‬
‫كثي من العوائل ف جنوب العراق وف بغداد ف منطقة الثورة من‬
‫يارس هذا الفعل بناء على فتاوى كثي من السادة منهم السيستان‬
‫والصجدر والشيازي والطباطبائي والبوجردي وغيهجم‪ ،‬وكثيج‬

‫‪ - )1‬ل قد خاب ظ ن و ظن كث ي من ال سادة بكو مة المام المي ن‪ ،‬فك نا نتو قع أن تكون إيران مع قل‬ ‫(‬

‫السلم‪ ،‬ولكن للسف فقد بدأت تصفية العارضي وإراقة دمائهم مع عوائلهم‪ ،‬وصارت أنجهار الدماء‬
‫تري بل رحة‪ ،‬وكان يفترض أن يتم القضاء على ما أحدثه آل بجهلوي من فساد‪ ،‬ولكن الفساد استمر‬
‫حت بعد ميء المام المين‪ ،‬فالمامات متلطة رجا ًل ونساءً‪ ،‬والزنا كان علنا وأصبح سرا ولكن بصورة‬
‫أوسع‪ ،‬والتبج بقي كما هو بيث ترج الرأة بالبنطال وبكامل زينتها وقد وضعت فقط غطاء الرأس عدا‬
‫الرشوة والسرقة وغيها‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫من هم إذا حل ضيفا ع ند أ حد ا ستعار م نه امرأ ته إذا رآ ها جيلة‪،‬‬
‫وتبقى مستعارة عنده حت مغادرته‪.‬‬
‫إن الواجب أن نذر العوام من هذا الفعل الشنيع‪ ،‬وأن ل يقبلوا‬
‫فتاوى ال سادة بإبا حة هذا الع مل القزز الذي كان لل صابع الف ية‬
‫الت تعمل من وراء الكواليس الدور الكبي ف دسه ف الدين ونشره‬
‫بي الناس‪.‬‬
‫ول يقتصجر المجر على هذا‪ ،‬بجل أباحوا اللواطجة بالنسجاء ورووا‬
‫أيضا روايات نسجبوها إل الئمجة سجلم ال عليهجم‪ ،‬فقجد روى‬
‫الطوسي عن عبد ال بن أب اليعفور قال‪( :‬سألت أ با عبد ال‬
‫عن الر جل يأ ت الرأة من دبر ها قال‪ :‬ل بأس إذا رض يت‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فأين قول ال تعال‪ :‬فَأْتُوهُنّ مِ نْ حَيْ ثُ أَمَ َركُ مُ اللّ هُ فقال‪ :‬هذا‬
‫ف طلب الولد‪ ،‬فاطلبوا الولد من ح يث أمر كم ال‪ ،‬إن ال تعال‬
‫ج )‬ ‫ج أَنّىج شِئْتُم ْ‬
‫ج فَأْتُواْ حَرْثَكُم ْ‬
‫ج لّكُم ْ‬
‫يقول‪ :‬نِسجَاؤُ ُكمْ حَرْث ٌ‬
‫(الستبصار ‪.)3/243‬‬
‫وروى الطوسي أيضا عن موسى بن عبد اللك عن رجل قال‪:‬‬
‫(سألت أبا السن الرضا عن إتيان الرجل الرأة من خلفها ف‬
‫دبر ها فقال‪ :‬أحلت ها آ ية من كتاب ال قول لوط ‪ :‬هَ جؤُلءِ‬
‫ج فقجد علم أنججهم ل يريدون الفرج)‬ ‫بَنَاتِجي هُنّج أَ ْطهَرُ لَكُم ْ‬
‫(الستبصار ‪.)3/243‬‬
‫وروى الطوسي عن علي بن الكم قال‪ :‬سعت صفوان يقول‪:‬‬
‫قلت للرضا ‪( :‬إن رجلً من مواليك أمرن أن أسألك عن مسألة‬
‫فها بك واستحي م نك أن يسألك‪ ،‬قال‪ :‬ما هي؟ قال‪ :‬للرجل أن‬
‫يأت امرأته ف دبرها؟ قال‪ :‬نعم ذلك له) الصدر السابق‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ل شجك أن هذه الخبار معارضجة لنجص القرآن‪ ،‬إذ يقول ال‬
‫تعال‪ :‬يَ سَْألُونَكَ َع ِن اْلمَحِي ضِ قُلْ ُهوَ أَذًى فَاعْتَ ِزلُوْا النّ سَا َء فِي‬
‫اْل َمحِيضِج َولَ تَقْرَبُوهُنّ حَتّىجَي ْطهُرْنَج [البقرة‪ ،]222:‬فلو كان‬
‫إتيان الدبر مباحا لمجر اعتزال الفرج فقجط ولقال (فاعتزلوا فروج‬
‫النساء ف الحيض)‪.‬‬
‫ولكن لا كان الدبر مرما إتيانه أمر باعتزال الفروج والدبار ف‬
‫ميض النساء بقوله‪َ :‬ولَ تَقْرَبُوهُنّ ‪.‬‬
‫ث بي ال تعال بعد ذلك من أين يأت الرجل امرأته فقال تعال‪:‬‬
‫فَإِذَا َت َطهّرْ َن فَأْتُوهُنّ مِنْ حَْيثُ أَمَ َر ُكمُ اللّهُ [البقرة‪.]222:‬‬
‫وال تعال أمر بإتيان الفروج فقال‪ :‬نِسَاؤُ ُكمْ حَرْثٌ لّكُ ْم فَأْتُواْ‬
‫ُمج [البقرة‪ ،]223:‬والرث هجو موضجع طلب‬ ‫ُمجأَنّىج شِئْت ْ‬
‫حَرْثَك ْ‬
‫الولد‪.‬‬
‫إن روا ية أ ب اليعفور عن أ ب ع بد ال مفهوم ها أن طلب الولد‬
‫يكون ف الفروج لقوله ف قوله تعال‪ :‬نِ سَا ُؤكُمْ َحرْ ثٌ لّكُ مْ‬
‫هذا ف طلب الولد‪ ،‬فمفهوم الرواية تصيص الفروج لطلب الولد‪،‬‬
‫وأما قضاء الوطر والشهوة فهو ف الدبار‪ ،‬وسياق الرواية واضح‬
‫ف إعطاء هذا الفهوم‪.‬‬
‫وهذا غلط لن الفروج ليسجت مصجصة لطلب الولد فقجط بجل‬
‫لقضاء الو طر والشهوة أيضا‪ ،‬وهذا وا قع العشرة ب ي الزواج من‬
‫لدن آدم وحت يرث ال الرض ومن عليها‪ ،‬وأبو عبد ال أجل‬
‫وأرفجع مجن أن يقول هذا القول الباطجل‪ .‬ولو افترضنجا جواز إتيان‬
‫الدبر ل ا كان هناك مع ن لل ية الكري ة فَإِذَا َت َطهّرْ َن فَأْتُوهُنّ مِ نْ‬
‫ّهج لنجه قجد علم ‪-‬على الفتراض الذكور‪ -‬أن‬ ‫ُمج الل ُ‬
‫ْثجأَمَ َرك ُ‬
‫حَي ُ‬
‫‪61‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫التيان يكون فج القبجل والدبر وليجس هناك موضجع ثالث يكجن‬
‫إتيانه‪.‬‬
‫فلم يبق أي معن للية ول للمر الوارد فيها‪.‬‬
‫ولكجن لاج كان أحجد الوضعيج مرما ل يوز إتيانجه‪ ،‬والخجر‬
‫حللً احت يج إل بيان الو ضع الذي ي ب أن يؤ تى‪ ،‬فكان أ مر ال‬
‫تعال بإتيان الرث‪ ،‬والرث هو مو ضع طلب الولد وهذا الو ضع‬
‫يؤتى لطلب الولد ولقضاء الوطر أيضا‪.‬‬
‫أمجا الروايجة النسجوبة إل الرضجا فج إباحجة اللواطجة بالنسجاء‬
‫واستدلله بقولة لوط ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬إن تفسي الية قول ال تعال‪ :‬هَجؤُلءِ بَنَاتِي ُهنّ أَ ْطهَرُ‬
‫لَكُ مْ [هود‪ ،]78:‬قد ورد ف آية أخرى ف قوله تعال‪َ :‬ولُوطا‬
‫إِ ْذ قَالَ لِقَوْمِ هِ إِنّكُ مْ لَتَأْتُو َن الْفَا ِحشَةَ مَا سَبَقَ ُكمْ بِهَا ِم نْ َأ َحدٍ مّ نَ‬
‫الْعَالَمِيَ * أَئِنّكُ مْ لَتَأْتُو نَ الرّجَالَ وَتَقْطَعُو نَ ال سّبِيلَ [العنكبوت‪:‬‬
‫‪ ،]28‬وقطع السبيل ل يعن ما يفعله قطاع الطرق وحدهم ‪ ..‬ل‪،‬‬
‫وإنا معناه أيضا قطع النسل بالتيان ف غي موضع طلب الولد أي‬
‫جتمر الناس فج إتيان الدبار ‪-‬أدبار الرجال‬ ‫فج الدبار‪ ،‬فلو اسج‬
‫والنسجاء‪ -‬وتركوا أيضا طلب الولد لنقرضجت البشريجة وانقطجع‬
‫النسل‪.‬‬
‫فالية الكرية تعطي هذا العن أيضا وباصة إذا لحظنا سياق‬
‫الية ما قبلها‪ .‬ول مرية أن هذا ل يفى على المام الرضا فثبت‬
‫بذلك كذب نسبة تلك الرواية إليه‪.‬‬
‫إن إتيان النسجاء فج أدبارهجن ل يقجل بجه إل الشيعجة وبالذات‬
‫المامية الثنا عشرية‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫اعلم أن ج يع ال سادة ف حوزة الن جف والوزات الخرى بل‬
‫وف كل مكان يارسون هذا الفعل‪.‬‬
‫وكان صديقنا الجة السيد أحد الوائلي يقول بأنه منذ أن اطلع‬
‫على هذه الروايات بدأ مار سة هذا الف عل وقليلً ما يأ ت امرأة ف‬
‫قبلها‪.‬‬
‫وكلما التقيت واحدا من السادة وف كل مكان فإن أسأله ف‬
‫حر مة إتيان الن ساء ف الدبار أو حله فيقول ل بأ نه حلل ويذ كر‬
‫الروايات ف حليتها منها الروايات الت تقدمت الشارة إليها‪.‬‬
‫ول يكتفوا بإباح ية اللوا طة بالن ساء بل أباح كث ي من هم ح ت‬
‫اللوا طة بالذكور وبالذات الردان‪ .‬كنا أحد اليام ف الوزة فوردت‬
‫الخبار بأن ساحة السيد عبدالسي شرف الدين الوسوي قد وصل‬
‫بغداد‪ ،‬و سيصل إل الوزة ليلت قي سجاحة المام آل كا شف الغطاء‪.‬‬
‫وكان السيد شرف الدين قد سطع نمه عند عوام الشيعة وخواصهم‪،‬‬
‫خاصة بعد أن صدر بعض مؤلفاته كالراجعات‪ ،‬والنص والجتهاد‪.‬‬
‫ولا وصل النجف زار الوزة فكان الحتفاء به عظيما من قبل‬
‫الكادر الوزي علماء وطلبا و ف جل سة له ف مك تب ال سيد آل‬
‫كاشجف الغطاء ضمجت عددا مجن السجادة وبعجض طلب الوزة‪،‬‬
‫وكنجت أحجد الاضريجن‪ ،‬وفج أثناء هذه اللسجة دخجل شاب فج‬
‫عنفوان شبابجه فسجلم فرد الاضرون السجلم‪ ،‬فقال للسجيد آل‬
‫كاشف الغطاء‪:‬‬
‫سجيد عندي سجؤال‪ ،‬فقال له السجيد‪ :‬وججه سجؤالك إل السجيد‬
‫شرف الديجججججججججججججججججججججججن‬
‫‪-‬فأحاله إل ضيفه السيد شرف الدين تقديرا وإكراما له‪-‬‬
‫‪63‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫قال السائل‪ :‬سيد أنا أدرس ف لندن للحصول على الدكتوراه‪،‬‬
‫وأنجا مجا زلت أعزب غيج متزوج‪ ،‬وأريجد امرأة تعيننج هناك ‪-‬ل‬
‫يفصح عن قصده أول المر‪ -‬فقال له السيد شرف الدين‪:‬تزوج ث‬
‫خذ زوجتك معك‪.‬‬
‫فقال الرججل‪ :‬صجعب علي أن تسجكن امرأة مجن بلدي معجي‬
‫هناك‪.‬‬
‫فعرف السيد شرف الدين قصده فقال له‪ :‬تريد أن تتزوج امرأة‬
‫بريطانية إذن؟‬
‫قال الر جل‪ :‬ن عم‪ ،‬فقال له شرف الد ين‪ :‬هذا ل يوز‪ ،‬فالزواج‬
‫باليهودية أو النصرانية حرام‪.‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬كيف أصنع إذن؟‬
‫فقال له السجيد شرف الديجن‪ :‬ابثج عجن مسجلمة مقيمجة هناك‬
‫عربية أو هندية أو أي جنسية أخرى بشرط أن تكون مسلمة‪.‬‬
‫فقال الرججل‪ :‬بثجت كثيا فلم أججد مسجلمات مقيمات هناك‬
‫تصلح إحداهن زو جة ل‪ ،‬وحت أردت أن أتتع فلم أجد‪ ،‬ول يس‬
‫أمامي خيار إما الزنا وإما الزواج وكلها متعذر علي‪.‬‬
‫أ ما الز نا فإ ن مبت عد ع نه ل نه حرام‪ ،‬وأ ما الزواج فمتعذر علي‬
‫ك ما ترى وأ نا أب قى هناك سنة كاملة أو أك ثر ث أعود إجازة لدة‬
‫شهر‪ ،‬وهذا كما تعلم سفر طويل فماذا أفعل؟‬

‫‪64‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪))1‬‬
‫سجكت السجيد شرف الديجن قليلً ثج قال‪ :‬إن وضعجك هذا‬
‫مرج فعلً ‪ ..‬على أ ية حال أذكجر أنج قرأت روايجة للمام جعفجر‬
‫ال صادق ‪ ،‬إذ جاءه ر جل ي سافر كثيا ويتعذر عل يه ا صطحاب‬
‫امرأ ته أو التم تع ف البلد الذي ي سافر إل يه ب يث أ نه يعا ن مثل ما‬
‫تعا ن أ نت‪ ،‬فقال له أ بو ع بد ال ‪( :‬إذا طال بك ال سفر فعل يك‬
‫بنكح الذكر)‪ ))2‬هذا جواب سؤالك‪.‬‬
‫خرج الرججل وعليجه علمات الرتياب مجن هذا الواب‪ ،‬وأمجا‬
‫الاضرون ومن هم ال سيد زع يم الوزة فلم ين بس أ حد من هم بب نت‬
‫شفة‪.‬‬
‫ضبجط أحجد السجادة فج الوزة وهجو يلوط بصجب أمرد مجن‬
‫الدار سي ف الوزة‪ .‬و صل ال ب إل أ ساع الكثي ين‪ ،‬و ف اليوم‬
‫التال بين ما كان ال سيد الشار إل يه يتم شى ف الرواق‪ ،‬اقترب م نه‬
‫سيد آخر من علماء الوزة أيضا‪ -‬وكان قد بلغه الب ‪-‬فخاطبه‬
‫بالفصحى مازحا‪ :‬سيد ما تقول ف ضرب اللق‪))2‬؟‬
‫فأجابجه السجيد الول بزاح أشجد قائلً له وبالفصجحى أيضا‪:‬‬
‫يستحسن إدخال الشفة فقط‪ ،‬وقهقه الثنان بقوة!!؟؟‬

‫‪ - )1‬يبدو أ نه احتار ف جواب ال سائل‪ ،‬ول ا سنحت ل فر صة النفراد بال سيد آل كا شف الغطاء‬ ‫(‬

‫سألته عن هذه الروا ية ال ت ذكرها ال سيد شرف الدين فقال ل‪ :‬ل أ قف عليها في ما قرأت‪ ،‬وم نذ‬
‫ذلك الو قت وأ نا أحاول أن أ جد م صدر تلك الروا ية ف كل ما قرأت‪ ،‬و كل ما و قع بيدي من‬
‫كتب الخبار؛ فلم أعثر على مصدر لا‪ ،‬وأظن أنه ارتلها لئل يرج بالواب أمام الاضرين‪.‬‬
‫‪ - )2‬أخبن بعض تلميذ السيد شرف الدين أنه ف زيارته لوروبا كان يتمتع بالوربيات كثيا وباصة‬ ‫(‬

‫الميلت من هن‪ ،‬فكان ي ستأجر كل يوم واحدة‪ ،‬وكان متزوجا من شا بة م سيحية مارون ية‪ ،‬فلماذا ي ل‬
‫لنفسه ما يرمه على غيه؟‪.‬‬
‫‪ - )1‬يريد بذلك حلقة الدبر‪.‬‬ ‫(‬

‫‪65‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وهناك سجيد مجن علماء الوزة مشهور باللواطجة‪ ،‬رأى صجبيا‬
‫يشي مع سيد آخر من علماء الوزة أيضا‪ ،‬فسأله‪ :‬من هذا الصب‬
‫الذي معك؟‬
‫فأجابه‪ :‬هذا ابن فلن‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬ل ل تر سله إلي نا لنقوم بتدري سه وتعلي مه كي ي صبح‬
‫عالا مثلك؟‬
‫فأجابه ساخرا‪ :‬أيها السافل القي أتريد أن آتيك به لتفعل به‬
‫(كذا وكذا)!؟‬
‫وهذه الادثة حدثن بجها أحد الثقات من أساتذة الوزة‪.))3‬‬
‫لقد رأينا الكثي من هذه الوادث‪ ،‬وما سعناه أكثر بكثي حت‬
‫إن صججديقنا الفضال السججيد عباس جعجج حوادث كثية جدا‬
‫ودونججها بتفاصجيلها وتواريهجا وأسجاء أصجحابجها‪ ،‬وهجو ينوي‬
‫إصجدارها فج كتاب أراد أن يسجميه (فضائح الوزة العلميجة فج‬
‫النججف) لن الواججب كشجف القائق للعوام مجن الشيعجة أولئك‬
‫ال ساكي الذ ين ل يعلمون ما يري وراء الكوال يس‪ ،‬ول يعلمون‬
‫مجا يفعله السجادة‪ ،‬فيسجل أحدهجم امرأتجه أو بنتجه أو أختجه لغرض‬
‫الزيارة أو لطلب الولد أو لتقد ي (مراد للح سي) في ستلمها ال سادة‬
‫وخا صة إذا كا نت جيلة ليفجروا ب جها ويفعلوا ب جها كل من كر‬
‫ول حول ول قوة إل بال‪.‬‬

‫‪ - )2‬وليس بغريب ول عجيب‪ ،‬فإن بعض النظومات الت كنا نقرؤها تنص على ذلك نصا ل شبهة له‪ ،‬أل‬ ‫(‬

‫‪66‬‬
‫يقل الناظر "وجائز نكاح الغلم المرد‪."..‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫الخمس‬
‫إن ال مس ا ستغل هو ال خر ا ستغل ًل بشعا من ق بل الفقهاء‬
‫والجتهديجن‪ ،‬وصجار موردا يدر على السجادة والجتهديجن أموالً‬
‫طائلة جدا‪ ،‬مع أن ن صوص الشرع تدل على أن عوام الشي عة ف‬
‫حل من د فع ال مس‪ ،‬بل هو مباح ل م ل ي ب علي هم إخرا جه‪،‬‬
‫وإنا يتصرفون فيه كما يتصرفون ف سائر أموالم ومكاسبهم‪ ،‬بل‬
‫إن الذي يد فع ال مس لل سادة والجتهد ين يع تب آثا ل نه خالف‬
‫النصوص الت وردت عن أمي الؤمني وأئمة أهل البيت سلم ال‬
‫عليهم‪.‬‬
‫وحتج يقجف القارئ اللبيجب على حقيقجة هذا المجس وكيفيجة‬
‫التصرف فيه سنستعرض موضوع المس وتطوره تارييا‪ ،‬وندعم‬
‫بذلك نصوص الشرع وأقوال الئمة وفتاوى الجتهدين الذين يعتد‬
‫بجهم ويعول على كلمهم‪.‬‬
‫‪ -1‬عن ضريس الكنان قال أبو عبد ال ‪ :‬من أين دخل على‬
‫الناس الزنا؟‬
‫قلت ل أدري جعلت فداك‪ ،‬قال من قبل خسنا أهل البيت إل‬
‫شيعت نا الط يبي فإ نه ملل ل م ليلد هم (أ صول الكا ف ‪)2/502‬‬
‫شرح الشيخ مصطفى‪.‬‬
‫‪ -2‬عن حكيم مؤذن بن عيسى قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عن‬
‫قوله تعال‪:‬‬
‫وَاعَْلمُوا أَنّمَا غَِنمْتُ مْ مّ ن شَ ْي ٍء فَأَنّ للّ هِ ُخمُ سَهُ َولِلرّ سُولِ َولِذِي‬
‫الْقُرْبَى [النفال‪ ،]41:‬فقال أ بو ع بد ال برفق يه على ركبت يه‬
‫‪67‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ثج أشار بيده فقال‪( :‬هجي وال الفادة يوما بيوم إل أن أبج جعجل‬
‫شيعته ف حل ليزكوا) (الكاف ‪.)2/499‬‬
‫‪ -3‬عن ع مر بن يز يد قال‪ :‬رأ يت م سمعا بالدي نة و قد كان‬
‫ح ل إل أ ب ع بد ال تلك ال سنة مال فرده أ بو ع بد ال ‪ ..‬إل أن‬
‫قال‪ :‬يا أ با سيار قد طيبناه لك‪ ،‬وأحللناك م نه ف ضم إل يك مالك‬
‫و كل ما ف أيدي شيعت نا من الرض ف هم ف يه مللون ح ت يقوم‬
‫قائمنا) (أصول الكاف ‪.)2/268‬‬
‫‪ -4‬عن ممّد بن م سلم عن أحده ا قال‪ :‬إن أ شد ما ف يه‬
‫الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب المس فيقول‪ :‬يا رب خسي‪،‬‬
‫و قد طيب نا ذلك لشيعت نا لتط يب ولدات جهم ولتزكوا ولدات جهم‬
‫(أصول الكاف ‪.)2/502‬‬
‫‪ -5‬عن أب عبد ال قال‪( :‬إن الناس كلهم يعيشون ف فضل‬
‫مظلتنجا إل أنجا أحللنجا شيعتنجا مجن ذلك) (مجن ل يضره الفقيجه‬
‫‪.)2/243‬‬
‫‪ -6‬عنن يونجس بجن يعقوب قال‪ :‬كنجت عنجد أبج عبجد ال‬
‫فدخل عليه رجل من القناطي فقال‪( :‬جعلت فداك‪ ،‬تقع ف أيدينا‬
‫الرباح والموال والتجارات ونعرف أن حقكجم فيهجا ثابجت وإنجا‬
‫عجن ذلك مقصجرون‪ ،‬فقال ‪ :‬مجا أنصجفناكم إن كلفناكجم ذلك)‬
‫(من ل يضره الفقيه ‪.)2/23‬‬
‫‪ -7‬عن علي بن مهزيار أ نه قال‪ :‬قرأت ف كتاب ل ب جع فر‬
‫جاءه رججل يسجأله أن يعله فج حجل مجن مأكله ومشربجه مجن‬
‫المس‪ ،‬فكتب بطه‪( :‬من أعوزه شيء من حقي فهو ف حل)‬
‫‪68‬‬
‫(من ل يضره الفقيه ‪.)2/23‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -8‬جاء رجل إل أمي الؤمني ‪ ،‬قال‪ :‬أصبت مالً أرمضت‬
‫فيه أفلي توبة؟ قال‪( :‬اتن بمسي‪ ،‬فأتاه بمسه‪ ،‬فقال ‪ :‬هو لك‬
‫إن الرجل إذا تاب تاب ماله معه) (من ل يضره الفقيه ‪.)2/22‬‬
‫فهذه الروايات وغيها كثي صرية ف إعفاء الشيعة من المس‬
‫وإن جهم ف حل من دف عه ف من أراد أن ي ستخلصه لنف سه أو أن‬
‫يأكله ول يدفع منه لهل البيت شيئا فهو ف حل من دفعه وله ما‬
‫أراد ول إث عليه‪ ،‬بل ل يب عليهم الدفع حت يقوم القائم كما‬
‫ف الرواية الثالثة‪.‬‬
‫ولو كان المام موجودا فل يعطجى له حتج يقوم قائم أهجل‬
‫البيت‪ ،‬فكيف يكن إذن إعطاؤه للفقهاء والجتهدين؟!‬
‫فتاوى الفقهاء العتمدين ف إعفاء الشيعة من دفع المس‪.‬‬
‫بناء على الن صوص التقد مة وعلى غي ها كث ي ال صرحة بإعفاء‬
‫الشيعجة مجن دفجع المجس صجدرت فتاوى مجن كبار الفقهاء‬
‫والجتهدين من لم باع ف العلم واحتلوا مكانة رفيعة بي العلماء‪،‬‬
‫ف إباحة المس للشيعة وعدم دفعه لي شخص كان حت يقوم‬
‫قائم أهل البيت‪:‬‬
‫‪ -1‬الحقنق اللي نمج الديجن جعفجر بجن السجن التوفج (‬
‫‪676‬هج)‪.‬‬
‫أكد ثبوت إباحة النافع والساكن والتجر حال الغيبة وقال‪ :‬ل‬
‫يب إخراج حصة الوجودين من أرباب المس منها (انظر كتاب‬
‫شرائع السلم ‪ 183-182‬كتاب المس )‪.‬‬
‫‪ -2‬يي بن سعيد اللي التوف (‪690‬هج)‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫مال إل نظريجة إباحجة المجس وغيه للشيعجة كرما مجن الئمجة‬
‫وفضلً كما ف (كتابه الامع للشرائع ص ‪.)151‬‬
‫‪ -3‬ال سن بن الط هر اللي الذي عاش ف القرن الثا من أف ت‬
‫بإبا حة ال مس للشي عة وإعفائ هم من دف عه ك ما ف (كتاب تر ير‬
‫الحكام ‪.)75‬‬
‫‪ -4‬الشه يد الثا ن التو ف (‪966‬ه ج) قال ف (م مع الفائدة‬
‫والبهان ‪ )358-4/355‬ذ هب إل إبا حة ال مس بش كل مطلق‬
‫وقال‪ :‬إن الصح هو ذلك كما ف كتاب (مسالك الفهام ‪.)68‬‬
‫‪ -5‬القدس الردبيلي التوفج (‪993‬هجج) وهجو أفقجه فقهاء‬
‫عصجره حتج لقبوه بالقدس قال بإباحجة مطلق التصجرف فج أموال‬
‫الغائب للشيعجة خصجوصا مجع الحتياج‪ ،‬وقال‪ :‬إن عموم الخبار‬
‫تدل على السجقوط بالكليجة فج زمان الغيبجة والضور بعنج عدم‬
‫الوجوب والتجم لعدم وجود دليجل قوي على الرباح والكاسجب‬
‫ولعدم وجود الغنيمة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقوله هذا مستنبط من قوله تعال‪ :‬وَا ْعَلمُوا َأّنمَا َغِن ْمُت ْم مّن‬
‫َش ْي ٍء [النفال‪ ،]41 :‬ث بي أن هناك روايات عن الهدي تقول أبنا‬
‫المس للشيعة‪.‬‬
‫‪ -6‬العل مة سلر قال‪ :‬إن الئ مة قد أحلوا ال مس ف زمان‬
‫الغيبة فضلً وكرما للشيعة خاصة انظر كتاب (الراسيم ‪.)633‬‬
‫‪ -7‬السيد ممّد علي طباطبائي التوف أول القرن الادي عشر‬
‫قال‪ :‬إن الصح هو الباحة (مدارك الفهام ‪.)344‬‬
‫‪ -8‬ممّد با قر ال سبزواري التو ف أوا خر القرن الادي ع شر‬
‫قال‪:‬‬
‫‪70‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫الستفاد من الخبار الكثية ف بث الرباح كصحيحة الارث‬
‫بن الغية وصحيحة الفضلء ورواية ممّد بن مسلم ورواية داود‬
‫بن كث ي وروا ية إ سحاق بن يعقوب وروا ية ع بد ال بن سنان‬
‫وصجحيحة زرارة وصجحيحة علي بجن مهزيار وصجحيحة كريجب‪:‬‬
‫إباحة المس للشيعة‪.‬‬
‫وتصجدى للرد على بعجض الشكاليات الواردة على هذا الرأي‬
‫وقال‪ :‬إن أخبار الباحجة أصجح وأصجرح فل يسجوغ العدول عنهجا‬
‫بالخبار الذكورة‪.‬‬
‫وبالملة فإن القول بإبا حة ال مس ف زمان الغي بة ل يلو من‬
‫قوة انظر (كتاب ذخية العاد ‪.)292‬‬
‫‪ -9‬ممّد ح سن الف يض الكاشا ن ف كتا به مفات يح الشري عة (‬
‫‪ )229‬مفتاح (‪ )260‬اختار القول بسجقوط مجا يتجص بالهدي‪،‬‬
‫قال‪ :‬لتحليل الئمة ذلك للشيعة‪.‬‬
‫‪ -10‬جع فر كا شف الغطاء التو ف (‪1227‬ه ج) ف ك شف‬
‫الغطاء (‪ :)364‬ذ كر إبا حة الئ مة للخ مس وعدم وجوب دف عه‬
‫إليهم‪.‬‬
‫‪ -11‬ممّد حسن النجفي التوف (‪ )1266‬ف (جواهر الكلم‬
‫‪.)16/141‬‬
‫قطع بإباحة المس للشيعة ف زمن الغيبة بل والضور الذي هو‬
‫كالغيبة‪ ،‬وبي أن الخبار تكاد تكون متواترة‪.‬‬
‫‪ -12‬ون تم بالش يخ ر ضا المدا ن التو ف (‪1310‬ه ج) ف‬
‫كتابجججججججه مصجججججججباح الفقيجججججججه‬
‫‪71‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫(‪ :)155‬فقجد أباح المجس حال الغيبجة‪ ،‬والشيجخ المدانج هذا‬
‫متأخر جدا قبل حوال قرن من الزمان أو أكثر‪.‬‬
‫وهكذا نرى أن القول بإباحة المس للشيعة وإعفائهم من دفعه‬
‫هو قول مشت هر ع ند كل الجتهد ين التقدم ي من هم والتأخر ين‪،‬‬
‫وقد جرى العمل عليه إل أوائل القرن الرابع عشر فضلً عن كونه‬
‫ما وردت النصوص بإباحته‪ ،‬فكيف يكن والال هذه دفع المس‬
‫إل الفقهاء والجتهديجن؟‪ ،‬مجع أن الئمجة سجلم ال عليهجم رفضوا‬
‫ال مس وأرجعوه إل أ صحابه وأعفو هم من دف عه‪ ،‬أيكون الفقهاء‬
‫والجتهدون أفضل من الئمة سلم ال عليهم؟‬
‫إن فتاوى إباحجة المجس للشيعجة ل تقتصجر على هؤلء الذيجن‬
‫ذكرنجا مجن الفقهاء والجتهديجن ل وإناج هناك أضعاف هذا العدد‬
‫الذي ذكرنا وعلى مر هذه القرون ولكننا اخترنا من كل قرن واحدا‬
‫من الفقهاء القائلي بعدم دفع المس لكي يتضح لنا أن القول بعدم‬
‫وجوب المس قد قال به كثي من الفقهاء وعلى مر الزمان لنه هو‬
‫القول الرا جح ف ال سألة‪ ،‬ولوافق ته للن صوص وع مل الئ مة علي هم‬
‫السلم‪.‬‬
‫ولنأ خذ فتوتي ي لعلم ي من أعلم الن هج الشي عي ه ا‪ :‬الش يخ‬
‫الفيد والشيخ الطوسي‪ ،‬قال الشيخ الفيد‪:‬‬
‫قد اختلف قوم من أصحابنا ف ذلك ‪-‬أي المس‪ -‬عند الغيبة‪،‬‬
‫وقد ذهب كل فريق منهم إل مقال (ث يذكر عدد القالت) منها‬
‫قوله‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪))1‬‬
‫من هم من ي سقط قول إخرا جه لغي بة المام ‪ ،‬و ما تقدم من‬
‫الرخص فيه من الخبار‪ .‬وبعضهم يوجب كنجزه ‪-‬أي دفنه‪-‬‬
‫ويتأول خجبا ورد‪( :‬إن الرض تظهجر كنوزهجا عنجد ظهور‬
‫المام‪ ،‬وأنجه إذا قام دله ال على الكنوز فيأخذهجا مجن كجل‬
‫مكان)‪.‬‬
‫ث يتار قولً منها فيقول‪:‬‬
‫بعزل المس لصاحب ال مر ‪-‬يعن الهدي‪ -‬فإن خشي إدراك‬
‫الوت ق بل ظهوره و صى به إل من ي ثق به ف عقله وديان ته ح ت‬
‫يسلم إل المام‪ ،‬إن أدرك قيامه‪ ،‬وإل وصى به إل من يقوم مقامه‬
‫بالثقة والديانة‪ ،‬ث على هذا الشرط إل أن يقوم المام‪ ،‬قال‪ :‬وهذا‬
‫القول عندي أوضح من جيع ما تقدم‪ ،‬لن المس حق لغائب ل‬
‫يرسم فيه قبل غيبة رسا يب النتهاء إليه‪.‬‬
‫ثج قال‪ :‬ويري ذلك مرى الزكاة التج يقدم عنجد حلولاج‬
‫مستحقها فل يب عند ذلك سقوطها‪ ،‬وقال‪ :‬إذا ذهب ذاهب إل‬
‫ما ذكرناه من شطر المس الذي هو خالص المام‪ ،‬وجعل الشطر‬
‫ال خر ليتام آل ممّد وأبناء سبيلهم م ساكينهم على ما جاء ف‬
‫القرآن‪.‬‬
‫قال‪ :‬فمن فعل هذا ل تبعد إصابته الق ف ذلك بل كان على‬
‫صواب‪ ،‬وإنا اختلف أصحابنا ف هذا الباب انظر (القنعة ‪.)46‬‬

‫‪ - )1‬يعن إذا كان المام غائبا فلمن يعطيه؟‬ ‫(‬

‫‪73‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وقال الشيخ الطوسي التوف (‪460‬ه_) مؤسس الوزة النجفية‬
‫وأول زع يم ل ا‪ :‬ب عد أن ذ كر أحكام ال مس قال‪ :‬هذا ف حال‬
‫ظهور المام‪.))1‬‬
‫ث قال‪ :‬فأما ف حال الغيبة فقد رخصوا لشيعتهم التصرف ف‬
‫حقوقهم من الناكح والتجر والساكن‪.‬‬
‫فأما ما عدا ذلك فل يوز التصرف فيه على حال‪ ،‬وما يستحقونه‬
‫مجن الخاس فجالكنوز وغيهجا فجحال الغيبجة‪ ،‬فقجد اختلف قول‬
‫أصحابنا فيه وليس نص معي‪ ،))2‬إل أن كل واحد منهم ‪-‬أي فقهاء‬
‫الشيعة‪ -‬قال قو ًل يقتضيه الحتياط‪.‬‬
‫ث حصر الطوسي هذه القوال ف أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬قال بعضهم أنه جار ف حال الستتار مرى ما أبيح لنا من‬
‫الناكجح والتاججر ‪-‬يعنج طالاج كان المام غائبا أو مسجتترا فكجل‬
‫شيء مباح‪ -‬وهذا هو أصح القوال لنه موافق للنصوص الواردة‬
‫عن الئمة‪ ،‬وبه قال كثي من الفقهاء‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال قوم أنه ي ب الحتفاظ به أو حف ظه ما دام النسان‬
‫حيا‪ ،‬فإذا حضرتجه الوفاة وصجى بجه إل مجن يثجق بجه مجن إخوانجه‬
‫الؤمني ليسلمه إل صاحب المر إذا حضر‪ ،‬أو يوصى به حسبما‬
‫وصى به إل أن يوصله إل صاحب المر‪.‬‬

‫‪ - )1‬مع ن ذلك أن ال مس ف حال ظهور المام له ح كم‪ ،‬و ف حال غي بة هذا المام أو عدم تك نه فله‬ ‫(‬

‫حكم آخر‪.‬‬
‫‪ - )2‬قوله لعدم وجود نص معي فيه نظر ذلك أن هناك نصوصا كثية ف إباحة المس للشيعة ف زمن‬ ‫(‬

‫‪74‬‬
‫الغيبة وقد أسلفنا بعضها‪.‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -3‬وقال قوم‪ :‬يب أن يقسم المس ستة أقسام‪ ،‬ثلثة أقسام‬
‫للمام تد فن أو تودع ع ند من يو ثق به‪ ،‬وهذا القول قد اختاره‬
‫الطوسي‪.‬‬
‫والقسجام الثلثجة الخرى وتوزع على مسجتحقيها مجن أيتام آل‬
‫ممّد صجلى ال عليجه وآله ومسجاكنهم وأبناء سجبيلهم‪ ،‬وهذا ماج‬
‫ينبغي العمل عليه‪.‬‬
‫وهذا القول مطابق لفتوى الفيد ف قياس المس على الزكاة‪.‬‬
‫ث يقول‪( :‬ولو إن الن سان ا ستعمل الحتياط وع مل على أ حد‬
‫القوال القدم ذكر ها من إجزاء الد فن أو الو صاة ل ي كن مأثوما)‬
‫انتهى بتصرف يسي‪.‬‬
‫لقد حصر الشيخ الطوسي التصرف ف المس حال الغيبة ف‬
‫هذه القوال الربعة التقدمة واختار هو القول الرابع منها‪ ،))1‬وبي‬
‫أن الن سان إذا اختار أي قول من هذه القوال وع مل به ل ي كن‬
‫آثا‪.‬‬
‫وننجنلحجظ هذه القوال الربعجة‪ ،‬فهجي وإن اختلف بينهجا فج‬
‫بعض التفاصيل لكنها أجعت على شيء واحد نن بصدد بيانه وهو‬
‫أن هذه الموال ‪-‬أي ال مس‪ -‬ال ت هي حق المام الغائب أو حق‬
‫غيه ل تصرف للسادة ول الجتهدين‪.‬‬
‫ورغجم أن القوال الربعجة التقد مة اختلفجت من ج هة صرف‬
‫أموال ال مس‪ ،‬إل أن جها ل يس في ها تلم يح فضلً عن الت صريح‬
‫بوجوب أو إباحة إعطاء المس أو جزء منه للسادة والجتهدين‪.‬‬
‫‪ - )1‬وهو قول كثي من الفقهاء‪.‬‬ ‫(‬

‫‪75‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫إن القول الرابجع والذي اختاره الشيجخ الطوسجي هو الذي كان‬
‫عل يه الشي عة‪ ،‬والطو سي ك ما ل ي فى هو مؤ سس الوزة العلم ية‬
‫وهو شيخ الطائفة‪.‬‬
‫ترى أكان الشيجخ وجاهيج الشيعجة فج عصجره وقبله وبعده‬
‫مطئي؟‬
‫فهذه فتوى أول زعيم للحوزة العلمية النجفية‪.‬‬
‫ولنر فتوى آ خر زع يم للحوزة نف سها مولنا المام الرا حل أب‬
‫القاسجم الوئي ليتضجح لنجا أن الفتوى بيج أول زعيجم للحوزة‪،‬‬
‫وفتوى آخر زعيم لا‪.‬‬
‫قال المام الوئي ف بيان مستحق المس ومصرفه‪:‬‬
‫يقسم المس ف زماننا زمان الغيبة نصفي‪:‬‬
‫نصجف لمام العصجر الججة النتظجر (عجج)‪ ،))1‬وجعجل أرواحنجا‬
‫فداه‪.‬‬
‫ونصف لبن هاشم أيتامهم ومساكينهم وأبناء السبيل ‪ ..‬إل أن‬
‫قال‪:‬‬
‫النصجف الذي يرججع للمام عليجه وعلى آبائه أفضجل الصجلة‬
‫وال سلم‪ ،‬ير جع ف يه ف زمان الغي بة إل نائ به و هو الفق يه الأمون‬
‫العارف ب صارفه‪ ،‬إ ما بالد فع إل يه أو ال ستئذان م نه ‪ ..‬ال ان ظر‬
‫كتاب (ضياء الصججالي مسججألة ‪ 1259‬ص ‪ ،)347‬إن فتوى‬
‫المام الوئي تتلف عن فتوى الش يخ الطو سي‪ ،‬فالش يخ الطو سي‬
‫ل يقول بإعطاء المس أو شيء منه إل الفقيه الجتهد وقد عمل‬
‫بنص فتواه جاهي الشيعة العاصرون له‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ - )1‬هذه عند الشيعة معناها عجل ال فرجه‪.‬‬ ‫(‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بين ما نرى فتوى مول نا الرا حل المام الوئي ت نص على إعطاء‬
‫المس أو جزء منه للفقيه والجتهد‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬

‫ملخص تطور نظرية الخمس‬

‫القول الول‪:‬‬
‫بعد انقطاع سلسلة المامة وغيبة المام الهدي هو أن المس‬
‫من حق المام الغائب‪ ،‬وليس لفقيه ول سيد ول متهد حق فيه‪،‬‬
‫ولذا ادعى أكثر من عشرين شخصا النيابة عن المام الغائب‪ ،‬من‬
‫أ جل أن يأخذوا ال مس فقالوا‪ :‬ن ن نلت قي المام الغائب‪ ،‬ويكن نا‬
‫إعطاؤه أخاس الكاسب الت ترد‪.‬‬
‫وكان هذا ف ز من الغي بة ال صغرى‪ ،‬وب قي بعد ها مدة قرن أو‬
‫قرني من الزمان‪ ،‬ول يكن المس يعطى للمجتهد أو السيد‪ ،‬وف‬
‫هذه الفترة ظهرت الكتجب الربعجة العروفجة بالصجحاح الربعجة‬
‫الول‪ ،‬وكل ها تن قل عن الئ مة إبا حة ال مس للشي عة وإعفاء هم‬
‫منه‪.‬‬
‫ول تكن هناك أية فتوى ف إعطاء الخاس للسادة والجتهدين‪.‬‬
‫القول الثان‪:‬‬
‫ث تطور المر‪ ،‬بعد أن كان الشيعة ف حل من دفع المس ف‬
‫زمجن الغيبجة كمجا سجبق بيانجه؛ تطور المجر فقالوا بوجوب إخراج‬
‫المجس‪ ،‬إذا أراد أصجحاب الغراض التخلص مجن القول الول‪،‬‬
‫فقالوا يبج إخراج المجس على أن يدفجن فج الرض حتج يرج‬
‫المام الهدي‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫القول الثالث‪:‬‬
‫ث تطور المر فقالوا يب أن يودع عند شخص أمي‪ ،‬وأفضل‬
‫من ي قع عل يه الختيار لذه الما نة هم فقهاء الذ هب‪ ،‬مع الت نبيه‬
‫على أن هذا للسجتحباب وليجس على سجبيل التجم واللزام‪ ،‬ول‬
‫يوز للفقيه أن يتصرف به بل يتفظ به حت يوصله إل الهدي‪.‬‬
‫وهنا ترد ملحظة مهمة وهي‪:‬‬
‫من الفقهاء من ح فظ الموال الود عة عنده‪ ،‬ث ب عد مو ته قال‬
‫ذووه عن ها ل نا أموال مود عة عنده ي ب أن تودع ع ند من يأ ت‬
‫بعده؟‬
‫ل شك أن الواب الصحيح هو‪ :‬ل يوجد مثل هذا الشخص‪،‬‬
‫ول ن سمع أو نقرأ عن ش خص كهذا ث بت أن أموال الناس ‪-‬أع ن‬
‫المس‪ -‬كانت مودعة عنده ث انتقلت إل من يأت بعده‪.‬‬
‫وال صواب‪ :‬إن كل من أود عت عند هم الموال جاء ورثت هم‬
‫فاقتسموا تلك الموال بينهم على أنجها مال موروث من آبائهم‪،‬‬
‫فذ هب خ س المام إل ور ثة الفق يه الم ي‪ ،‬هذا إذا كان الفق يه‬
‫أمينا ول يستخلص ذلك الال لنفسه!!‪.‬‬
‫ومن الدير بالذكر أن القاضي ابن بجهراج أو براج طور هذا‬
‫المجر مجن السجتحباب إل الوجوب‪ ،‬فكان أول مجن قال بضرورة‬
‫إيداع سهم المام ع ند من يو ثق به من الفقهاء والجتهد ين ح ت‬
‫ي سلمه إل المام الغائب إن أدر كه‪ ،‬أو يو صي به إل من ي ثق به‬
‫منج يأتج بعده ليسجلمه للمام‪ .‬وهذا منصجوص عليجه فج كتاب‬
‫(الهذب ‪ )8/80‬وهذه خطوة مهمة جدا‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫القول الرابع‪:‬‬
‫ث جاء العلماء التأخرون فطوروا السألة شيئا فشيئا‪ ،‬ح ت كان‬
‫التطور قبجل الخيج فقالوا بوجوب إعطاء المجس للفقهاء لكجي‬
‫يقسجموه بيج مسجتحقيه مجن اليتام والسجاكي مجن أهجل البيجت‪،‬‬
‫والر جح أن الفق يه ا بن حزة هو أول من مال إل هذا القول ف‬
‫القرن ال سادس‪ ،‬ك ما نص على ذلك ف كتاب (الو سيلة ف ن يل‬
‫الفضيلة ‪ )182‬واعتب هذا أفضل من قيام صاحب المس بتوزيعه‬
‫بنفسه وباصة‪ ،‬إذا ل يكن يسن القسمة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫القول الامس‪:‬‬
‫واستمر التطور شيئا فشيئا ف الزمنة التأخرة ‪-‬وقد يكون قبل‬
‫قرن مجن الزمان‪ -‬حتج جاءت الطوة الخية فقال ب عض الفقهاء‬
‫بواز التصرف بسهم المام ف بعض الوجوه الت يراها الفقيه مثل‬
‫النفاق على طلبة العلم‪ ،‬وإقامة دعائم الدين وغي ذلك‪ ،‬كما أفت‬
‫به السيد مسن الكيم ف مستمسك (العروة الوثقى ‪.)9/584‬‬
‫هذا مجع قوله‪ :‬بعدم الاججة فج الرجوع إل الفقيجه فج صجرف‬
‫حصة المام‪.‬‬
‫وهذا يع ن أن صرف ح صة الفق يه هي قض ية ظهرت ف هذه‬
‫الزمان التأخرة جدا‪ ،‬فهجم ينظرون إل واقعهجم فيون مدارسجهم‬
‫ومطابعهم وما تتاجه من نفقات‪.‬‬
‫وكذلك ينظرون فج حاجاتججهم الشخصجية‪ ،‬فكيجف يكنهجم‬
‫جديد هذه الاجات؟ علما أن هذا يتطلب‬ ‫معالة ج هذا كله وتسج‬
‫مبالغ طائلة‪.‬‬
‫فكانت نظرتجهم إل المس كأفضل مورد يسد حاجاتجهم‬
‫كلهجا‪ ،‬ويقجق لمج منافجع شخصجية وثروات ضخمجة جدا‪ ،‬كمجا‬
‫نلحظه اليوم عند الفقهاء والجتهدين‪.‬‬
‫إن القضية مرت ف أدوار وتطورات كثية‪ ،‬حت استقرت أخيا‬
‫على وجوب إعطاء أخاس الكا سب للفقهاء والجتهد ين‪ ،‬وبذلك‬
‫يتبي لنا أن المس ل ينص عليه كتاب ول سنة ول قول إمام‪ ،‬بل‬
‫هو قول ظهر ف الزمن التأخر‪ ،‬قاله بعض الجتهدين‪ ،‬وهو مالف‬

‫‪81‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫للكتاب والسجنة وأئمجة أهجل البيجت ولقوال وفتاوى الفقهاء‬
‫والجتهدين والعتد بجهم‪.‬‬
‫وإ ن أه يب بإخوا ن وأبنائي الشي عة أن يتنعوا عن د فع أخاس‬
‫مكاسبهم وأرباحهم إل السادة الجتهدين‪ ،‬لنجها حلل لم هم‬
‫وليجس للسجيد أو الفقيجه أي حجق فيهجا‪ ،‬ومجن أعطجى المجس إل‬
‫الجتهد أو الفقيه فإنه يكون قد ارتكب إثا لخالفته لقوال الئمة‬
‫إذ أن المس ساقط عن الشيعة حت يظهر القائم‪.‬‬
‫وأرى مجن الضروري أن أذكجر قول آيجة ال العظمجى المام‬
‫المي ن ف ال سألة‪ ،‬فإ نه كان قد تدث عنها ف ماضرات ألقا ها‬
‫على مسجججججججامعنا جيعا فججججججج الوزة عام‬
‫(‪1389‬ه ج)‪ ،‬ث جع ها ف كتاب الكو مة ال سلمية أو ول ية‬
‫الفقيه‪:‬‬
‫فكان م ا قال‪ :‬يا لق صر الن ظر لو قل نا إن تشر يع ال مس جاء‬
‫لتأمي معايش ذرية الرسول صلى ال عليه وآله فحسب‪.‬‬
‫أ نه يكفي هم ويزيد هم جزء ضل يل من آلف ‪-‬كذا قال‪ -‬جزء‬
‫من هذه الالية الضخمة‪ ،‬بل تكفيهم أخاس سوق واحد كسوق‬
‫بغداد مثلً مجن تلك السجواق التجاريجة الضخمجة كسجوق طهران‬
‫ودمشجق وإسجلم بول ومجا أشبجه ذلك‪ ،‬فماذا يصجبح حال بقيجة‬
‫الال؟‪.‬‬
‫ث يقول‪ :‬إن ن أرى ال كم ال سلمي العادل ل يتطلب تكال يف‬
‫باهظة ف شؤون تافهة أو ف غي الصال العامة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ث يقول‪ :‬ل تكن ضريبة المس جباية لتأمي حاجة السادة آل‬
‫الرسول صلى ال عليه وآله فحسب‪ ،‬أو الزكاة تفريقا على الفقراء‬
‫والساكي‪ ،‬وإنا تزيد على حاجاتجهم بأضعاف‪.‬‬
‫ف هل ب عد ذلك يترك ال سلم جبا ية ال مس والزكاة و ما أش به‬
‫نظرا إل تأميج حاججة السجادة والفقراء‪ ،‬أو يكون مصجي الزائد‬
‫طعمة ف البحار أو دفنا ف التراب أو نو ذلك؟‬
‫كان عدد السادة من يوز لم الرتزاق بالمس يوم ذاك ‪-‬يعن‬
‫فج صجدر السجلم‪ -‬ل يتجاوز الائة‪ ،‬ولو نفرض عددهجم نصجف‬
‫مليون‪ ،‬هل من العقول أن نت صور اهتمام ال سلم بفرض ال مس‬
‫هذه الاليجة الضخمجة‪ ،‬التج تتضخجم وتزداد فج تضخمهجا كلمجا‬
‫توسعت التجارة والصناعات كما هي اليوم كل ذلك لغاية إشباع‬
‫آل الرسول صلى ال عليه وآله؟‬
‫كل انظجر كتابجه الذكور (‪ )42-40-1/39‬طبعجة مطبعجة‬
‫الداب ف النجف‪.‬‬
‫إن المام المي ن ي صرح بأن أموال ال مس ضخ مة جدا‪ ،‬هذا‬
‫ف ذلك الوقت لا كان المام ياضر ف الوزة‪ ،‬فكم هي ضخمة‬
‫إذن ف يومنا هذا؟‬
‫وي صرح المام أيضا أن جزءا واحدا من آلف الجزاء من هذه‬
‫الالية الضخمة يكفي أهل بيت النب صلى ال عليه وآله‪ ،‬فماذا يفعل‬
‫بالجزاء الكثية التبقية؟؟‪.‬‬
‫ل بجد أن توزع على الفقهاء والجتهديجن حسجب مفهوم قول‬
‫المام المين‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ولذا فإن المام المي ن كان ذا ثروة ضخ مة جدا ف إقام ته ف‬
‫ج فإنجه حول‬
‫ج للقامجة فيه ا‬
‫العراق حتجأنجه لاجأراد السجفر إل فرنس ا‬
‫ر صيده ذلك من الدينار العرا قي إل الدولر المري كي وأود عه ف‬
‫مصارف باريس بفوائد مصرفية ضخمة‪.‬‬
‫إن ف ساد الن سان يأ ت من طريق ي‪ :‬ال نس والال‪ ،‬وكله ا‬
‫متوافر للسادة‪.‬‬
‫فالفروج والدبار عجن طريجق التعجة وغيهجا‪ .‬والال عجن طريجق‬
‫المس وما يلقى ف العتبات والشاهد‪ ،‬فمن منهم يصمد أمام هذه‬
‫الغريات‪ ،‬وبا صة إذا علم نا أن بعض هم ما سلك هذا الطر يق إل‬
‫من أجل إشباع رغباته ف النس والال؟؟!!‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫لقد بدأ التنافس بي السادة والجتهدين للحصول على المس‪،‬‬
‫ولذا بدأ كل منهم بتخفيض نسبة المس الأخوذة من الناس حت‬
‫يتوا فد الناس إل يه أك ثر من غيه فابتكروا أ ساليب شيطان ية‪ ،‬ف قد‬
‫جاء رجل إل السيد علي السيستان فقال له‪:‬‬
‫إن القوق ‪-‬المس‪ -‬الترتبة علي خسة مليي‪ ،‬وأنا أريد أن‬
‫أد فع ن صف هذا البلغ أي أر يد أن أد فع مليون ي ون صف ف قط‪،‬‬
‫فقال له ال سيد ال سيستان‪ :‬هات الليون ي والن صف‪ ،‬فدفع ها إل يه‬
‫الر جل‪ ،‬فأخذ ها م نه ال سيستان‪ ،‬ث قال له‪ :‬قد وهبت ها لك ‪-‬أي‬
‫ارجع البلغ إل الرجل‪ -‬فأخذ الرجل البلغ‪ ،‬ث قال له السيستان‪:‬‬
‫أد فع البلغ ل مرة ثان ية‪ ،‬فدف عه الر جل إل يه‪ ،‬فقال له ال سيستان‪:‬‬
‫صار الن مموع ما دفعته إل من المس خسة مليي فقد برأت‬
‫‪84‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ذمتجك مجن القوق‪ .‬فلمجا رأى السجادة الخرون ذلك‪ ،‬قاموا هجم‬
‫أيضا بتخفيجض نسجبة المجس واسجتخدموا الطريقجة ذاتججها بجل‬
‫ابتكروا طرقا أخرى حتج يتحول الناس إليهجم‪ ،‬وصجارت منافسجة‬
‫(شريفجة!) بيج السجادة للحصجول على المجس‪ ،‬وصجارت نسجبة‬
‫ال مس أش به بالناق صة وكث ي من الغنياء قام بد فع ال مس ل ن‬
‫يأخذ نسبة أقل‪.‬‬
‫ولا رأى زعيم الوزة أن النافسة على المس صارت شديدة‪،‬‬
‫وأن نسبة ما يرده هو من المس صارت قليلة‪ ،‬أصدر فتواه بعدم‬
‫جواز دفع المس لكل من هب ودب من السادة‪ ،‬بل ل يدفع إل‬
‫لشخصيات معدودة وله حصة السد أو لوكلئه الذين وزعهم ف‬
‫الناطق‪.‬‬
‫وبعجد اسجتلمه هذه الموال‪ ،‬يقوم بتحويلهجا إل ذهجب بسجبب‬
‫وضجع العملة العراقيجة الاليجة‪ ،‬حيجث يلك الن غرفتيج ملوءتيج‬
‫بالذهب‪.‬‬
‫وأما ما يسرقه الوكلء دون علم السيد فحدث ول حرج‪.‬‬
‫قال أم ي الؤمن ي ‪( :‬طو ب للزاهد ين ف الدن يا الرا غبي ف‬
‫الخرة‪ ،‬أولئك اتذوا الرض بسجاطا وترابججها فراشا‪ ،‬وماءهجا‬
‫طيبا والقرآن شعارا والدعاء دثارا‪ ،‬ثج قرضوا الدنيجا قرضا على‬
‫منهاج السجيح ‪ ..‬إن داود قام فج مثجل هذه السجاعة مجن الليجل‬
‫فقال‪ :‬إنججها سجاعة ل يدعجو فيهجا عبدا إل اسجتجيب له‪ ،‬إل أن‬
‫يكون عشارا أو عريفا أو شرطيا) (نججهج البلغجة ‪ )4/24‬قارن‬
‫ب ي كلم الم ي وب ي أحوال ال سادة واح كم بنف سك‪ ،‬إن هذا‬
‫‪85‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫النص وغيه من النصوص العظيمة ليس لا أي صدى عند السادة‬
‫والفقهاء‪ ،‬وحياة الترف والنعيجم والبذخ التج يعيشونججها أنسجتهم‬
‫ز هد أم ي الؤمن ي‪ ،‬وأع مت أب صارهم عن تدبر كل مه واللتزام‬
‫بضمونه‪.‬‬
‫إن العشار هو الذي يأ خذ ضري بة الع شر‪ ،‬فل ي ستجاب دعاؤه‬
‫كما قال ‪ ،‬فكيف بالماس؟ الذي يأخذ المس من الناس؟ إن‬
‫الماس ل ي ستجاب له من باب أول‪ ،‬لن ما يأخذه من ال مس‬
‫ضعف ما يأخذه العشار‪ ،‬نسأل ال العافية‪.‬‬
‫تنبيه آخر‪:‬‬
‫عرفنجا ماج سجبق أن المجس ل يعطجى للفقهاء ول الجتهديجن‪،‬‬
‫وات ضح ل نا هذا ال مر من خلل ب ث الوضوع من كل جوان به‪،‬‬
‫ويسن بنا أن ننبه إل أن الفقهاء والراجع الدينية يزعمون أنجهم‬
‫من أ هل الب يت فترى أحد هم يروي لك سلسلة ن سبه إل الكا ظم‬
‫‪ .‬اعلم أ نه ي ستحيل أن يكون هذا ال كم الائل من فقهاء العراق‬
‫وإيران وسورية ولبنان ودول الليج والند وباكستان وغيها من‬
‫أهجل البيجت‪ ،‬ومجن أحصجى فقهاء العراق وججد أن مجن الحال أن‬
‫يكون عددهجم الذي ل يصجى مجن أهجل البيجت‪ ،‬فكيجف إذا مجا‬
‫أح صينا فقهاء البلد الخرى ومتهدي ها؟ ل شك أن عدد هم يبلغ‬
‫أضعافا مضاعفجة‪ ،‬فهجل يكجن أن يكون هؤلء جيعا مجن أهجل‬
‫البيت؟؟‬
‫وفوق ذلك إن شجرة الن ساب تباع وتشترى ف الوزة‪ ،‬ف من‬
‫أراد الصول على شرف النسبة لهل البيت فما عليه إل أن يأت‬
‫‪86‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بأخته أو امرأته إذا كانت جيلة إل أحد السادة ليتمتع بجها‪ ،‬أو‬
‫أن يأتيجه ببلغ مجن الال وسجيحصل بإحدى الطريقتيج على شرف‬
‫النسبة‪.‬‬
‫وهذا أمر معروف ف الوزة‪.‬‬
‫لذلك أقول‪ :‬ل يغرنكم ما يصنعه بعض السادة والؤلفي عندما‬
‫ي ضع أحد هم شجرة ن سبه ف ال صفحة الول من كتا به ليخدع‬
‫البسطاء والساكي كي يبعثوا له أخاس مكاسبهم‪.‬‬
‫وفج ختام مبحجث المجس ل يفوتنج أن أذكجر قول صجديقي‬
‫الفضال الشاعجر البارع الجيجد أحدج الصجاف النجفجي رحهج ال‪،‬‬
‫والذي تعرفجت عليجه بعجد حصجول على درججة الجتهاد فصجرنا‬
‫صديقي حيمي رغم فارق السن بين وبينه‪ ،‬إذ كان يكبن بنحو‬
‫ثلثي سنة أو أكثر عندما قال ل‪ :‬ولدي حسي ل تدنس نفسك‬
‫بال مس فإ نه سحت‪ ،‬وناقش ن ف موضوع ال مس ح ت أقنع ن‬
‫برمتجه‪ ،‬ثج ذكجر ل أبياتا كان قجد نظمهجا بججهذا الصجوص‬
‫احتفظت بجها ف مفظة ذكريات وأنقلها للقراء الكرام بنصها قال‬
‫رحه ال‪:‬‬
‫وكيف يسوغ الشحذ للرجل‬ ‫عجبجت لقوم شحذهم‪ ))1‬باسجم‬
‫جججججججججججم الشهجججججججججججم‬ ‫دينهج‬
‫لئن كان تصجيل العلوم مسجوغا لذاك فإن الهجل خيج مجن العلم‬
‫وهل كان ف عهد النب عصابة يعيشون من مال النام بذا السم‬
‫لئن أوججب ال الزكاة فلم تكجن لتعطجي بذل بجل لتؤخجذ بالرغجم‬
‫أتانجا بججها أبناء سجاسان حرفجة ول ت كُ ف أبناء يعرب من قِدم‬
‫‪ - )1‬الشحذ‪ :‬الستجداء أو التسول‪.‬‬ ‫(‬

‫‪87‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬

‫‪88‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫الكتب السماوية‬
‫ل شك عند السلمي جيعهم أن القرآن هو الكتاب السماوي‬
‫الن جزل من عند ال على نب السلم ممّد بن عبد ال صلوات‬
‫ال عليه‪.‬‬
‫ولكن كثرة قراءت ومطالعت ف مصادرنا العتبة‪ ،‬أوقفتن على‬
‫أساء كتب أخرى يدعي فقهاؤها أنجها نزلت على النب صلوات‬
‫ال عليه‪ ،‬وأنه اختص بجها أمي الؤمني ‪ ،‬وهذه الكتب هي‪:‬‬

‫‪ -1‬الامعة‪:‬‬
‫عجن أبج بصجي عجن أبج عبجد ال قال‪ :‬أنجا ممجد‪ ،‬وإن عندنجا‬
‫الامعة‪ ،‬وما يدريهم ما الامعة؟!‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك وما الامعة؟‪.‬‬
‫قال‪ :‬صحيفة طول ا سبعون ذارعا بذراع ر سول ال صلى ال‬
‫عليجه وآله وإملئه مجن فلق فيجه وخجط علي ‪ ،‬فيهجا كجل حلل‬
‫وحرام‪ ،‬وكل شيء يتاج الناس إليه حت الرش ف الدش‪..‬‬
‫إل انظر (الكاف ‪( ،)1/239‬بار النوار ‪.)26/22‬‬
‫وهناك روايات أخرى كثية تد ها ف الكا ف والبحار وب صائر‬
‫الدرجات ووسجائل الشيعجة إناج اقتصجرنا على روايجة واحدة روما‬
‫للختصار‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫لسجت أدري إذا كانجت الامعجة حقيقجة أم ل‪ ،‬وفيهجا كجل مجا‬
‫يتا جه الناس إل يوم القيا مة؟ فلماذا أخف يت إذن؟ وحرم نا من ها‬
‫وماج فيهجا ماج يتاججه الناس إل يوم القيامجة مجن حلل وحرام‬
‫وأحكام؟ أليس هذا كتمانا للعلم؟‪.‬‬
‫‪ -2‬صحيفة الناموس‪:‬‬
‫عن الر ضا ف حد يث علمات المام قال‪ :‬وتكون صحيفة‬
‫عنده فيهجا أسجاء شيعتهجم إل يوم القيامجة‪ ،‬وصجحيفة فيهجا أسجاء‬
‫أعدائهجم إل يوم القيامجة‪ .‬انظجر (بار النوار ‪( ،)25/117‬وملد‬
‫‪ 26‬ففيه روايات أخرى)‪.‬‬
‫وأنا أتساءل‪ :‬أية صحيفة هذه الت تتسع لساء الشيعة إل يوم‬
‫القيامة؟!!! لو سجلنا أساء شيعة العراق ف يومنا هذا لحتجنا إل‬
‫مائة ملد ف أقل تقدير‪ .‬فكيف لو سجلنا أساء شيعة إيران والند‬
‫وباكستان وسورية ولبنان ودول الليج وغيها؟ بل كم نتاج لو‬
‫سجلنا أساء جيع الذين ماتوا من الشيعة وعلى مدى كل القرون‬
‫الت مضت منذ ظهور التشيع وإل عصرنا!‪.‬‬
‫و كم نتاج لت سجيل أ ساء الشي عة ف القرون القاد مة إل يوم‬
‫القيامة؟‪.‬‬
‫وكجم نتاج لتسججيل أسجاء خصجومهم منجذ ظهور صجحيفة‬
‫الناموس وإل يوم القيامة؟!‬

‫‪90‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫لو أن الب حر صار مدادا و من ورائه سبعة أب ر‪ ،‬ل ا كان كافيا‬
‫لتسجيل هذا الكم الائل من الساء‪.‬‬
‫ولو جعنجا كجل الكومجبيوترات والعقول اللكترونيجة بأحدث‬
‫أنواعها لا استطاعت أن تستوعب هذا الرقم اليال بل التعجيزي‬
‫من الساء‪.‬‬
‫إن عقول العامة من الناس ل يكنها أن تقبل هذه الرواية وأمثالا‬
‫فكيف يقبلها العقلء؟!‪.‬‬
‫إن من الحال أن يقول الئ مة عليهجم ال سلم م ثل هذا الكلم‬
‫الذي ل يقبله عقجل ول منطجق‪ ،‬ولو اطلع عليجه ‪-‬أي على هذه‬
‫الروايجة‪ -‬أعداؤنجا لتكلموا باج يلو لمج‪ ،‬ولطعنوا بديجن السجلم‪،‬‬
‫ولتكلموا وتندروا با يشفي غيظ قلوبجهم‪ ،‬ول حول ول قوة إل‬
‫بال‪.‬‬
‫‪ -3‬صحيفة العبيطة‪:‬‬
‫عن أم ي الؤمن ي قال‪ .. :‬وأ ي ال إن عندي ل صحفا كثية‬
‫قطائع رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وأهل بيته وإن فيها لصحيفة‬
‫يقال لا العبيطة‪ ،‬وما ورد على العرب أشد منها‪ ،‬وإن فيها لستي‬
‫قجبيلة مجن العرب بججهرجة‪ ،‬مالاج فج ديجن ال مجن نصجيب (بار‬
‫النوار ‪.)26/37‬‬

‫‪91‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫إن هذه الرواية ليست مقبولة ول معقولة‪ ،‬فإذا كان هذا العدد من‬
‫القبائل ل يس ل ا ن صيب ف د ين ال فمع ن هذا أ نه ل يو جد م سلم‬
‫واحد له ف دين ال نصيب‪.‬‬
‫ث تصيص القبائل العربية بجهذا الكم القاسي يشم منه رائحة‬
‫الشعوبية وسيأت توضيح ذلك ف فصل قادم‪.‬‬
‫‪ -4‬صحيفة ذؤابة السيف‪:‬‬
‫عن أب بصي عن أب عبد ال أنه كان ف ذؤابة سيف رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله صحيفة صغية فيها الحرف الت يفتح كل‬
‫حرف منها ألف حرف‪.‬‬
‫قال أبو بصي‪ :‬قال أبو عبد ال‪ :‬فما خرج منها إل حرفان حت‬
‫الساعة (بار النوار ‪.)26/56‬‬
‫قلت‪ :‬وأيججن الحرف الخرى؟ أل يفترض أن ترج حتجج‬
‫يستفيد منها شيعة أهل البيت؟ أم أنجها ستبقى مكتومة حت يقوم‬
‫القائم؟‬
‫‪ -5‬صنحيفة علي وهني صنحيفة أخرى وجدت فن ذؤابنة‬
‫السيف‪:‬‬
‫عن أب عبد ال قال‪ :‬وجد ف ذؤابة سيف رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله صحيفة فإذا فيها مكتوب‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪،‬‬
‫إن أعت الناس على ال يوم القيامة من قتل غي قاتله‪ ،‬ومن ضرب‬
‫‪92‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫غي ضاربه‪ ،‬ومن تول غي مواليه فهو كافر با أنزل ال تعال على‬
‫ممجد صجلى ال عليجه وآله‪ ،‬ومجن أحدث حدثا أو آوى مدثا ل‬
‫يق بل ال م نه يوم القيا مة صرفا ول عدلً (بار النوار ‪،27/65‬‬
‫‪.)104/375‬‬
‫‪ -6‬الفر‪ :‬وهو نوعان‪ :‬الفر البيض والفر الحر‪:‬‬
‫عن أب العلء قال‪ :‬سعت أبا عبد ال يقول‪ :‬إن عندي الفر‬
‫البيض قال‪ :‬فقلت‪ :‬أي شيء فيه؟‬
‫قال‪ :‬زبور داود‪ ،‬وتوراة موسجى‪ ،‬وإنيجل عيسجى‪ ،‬وصجحف‬
‫إبراهيم عليهم السلم واللل والرام‪ ،..‬وعندي الفر الحر‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وأي شيء ف الفر الحر؟‬
‫قال‪ :‬السجلح‪ ،‬وذلك إناج يفتجح للدم يفتحجه صجاحب السجيف‬
‫للقتل‪.‬‬
‫فقال له ع بد ال بن أ ب اليعفور‪ :‬أ صلحك ال‪ ،‬أيعرف هذا ب نو‬
‫السن؟‬
‫فقال‪ :‬أي وال ك ما يعرفون الل يل أ نه ل يل والنهار أ نه ن جهار‪،‬‬
‫ولكن هم يمل هم ال سد وطلب الدن يا على الحود والنكار‪ ،‬ولو‬
‫طلبوا الق بالق لكان خيا لم (أصول الكاف ‪.)1/24‬‬
‫وقد سألت مولنا الراحل المام الوئي عن الفر الحر‪ ،‬من‬
‫الذي يفتحه ودم من الذي يراق؟‬
‫‪93‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫فقال‪ :‬يفتحه صاحب الزمان عجل ال فرجه‪ ،‬ويريق به دماء‬
‫العامنة النواصنب ‪-‬أهنل السننة‪ -‬فيمزقهنم شذر مذر‪ ،‬ويعنل‬
‫دماءهنم تري كدجلة والفرات‪ ،‬ولينتقمنن منن صننمي قرينش‬
‫‪-‬يق صد أ با ب كر وع مر‪ -‬وابنتيه ما ‪-‬يق صد عائ شة وحف صة‪-‬‬
‫ومنن نعثنل ‪-‬يقصند عثمان‪ -‬ومنن بنن أمينة والعباس فينبنش‬
‫قبورهم نبشا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إن قول المام الوئي فيه إسراف إذ أن أهل البيت عليهم‬
‫ال سلم‪ ،‬أ جل وأع ظم من أن ينبشوا قب م يت م ضى على مو ته‬
‫قرون طويلة‪.‬‬
‫إن الئمجة سجلم ال عليهجم كانوا يقابلون إسجاءة السجيء‬
‫بالحسجان إليجه والعفجو والصجفح عنجه‪ ،‬فل يعقجل أن ينبشوا قبور‬
‫الموات لينتقموا منهجم‪ ،‬ويقيموا عليهجم الدود‪ ،‬فاليجت ل يقام‬
‫عليه حد‪ ،‬وأهل البيت سلم ال عليهم عرفوا بالوداعة والسماحة‬
‫والطيب‪.‬‬
‫‪ -7‬مصحف فاطمة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عن علي بن سعيد عن أب عبد ال قال‪ ..( :‬وعندنا وال‬
‫مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب ال‪ ،‬وإنه لملء رسول ال‬
‫صلوات ال عليه وآله بط علي بيده) (بار النوار ‪.)26/41‬‬
‫ب‪ -‬وعن ممد بن مسلم عن أحدها ‪..( :‬وخلفت فاطمة‬
‫مصجحفا‪ ،‬مجا هجو قرآن‪ ،‬ولكنجه كلم مجن كلم ال أنزل عليهجا‪،‬‬
‫‪94‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إملء رسجول ال صجلى ال عليجه وآله وخجط علي ) (البحار‬
‫‪.)26/42‬‬
‫ج_عنن علي بجن أبج حزة عجن أبج عبجد ال ‪..( :‬وعندنجا‬
‫مصحف فاطمة عليها السلم‪ ،‬أما وال ما فيه حرف من القرآن‪،‬‬
‫ولك نه إملء ر سول ال صلى ال عل يه وآله و خط علي) (البحار‬
‫‪.)26/48‬‬
‫قلت‪ :‬إذا كان الكتاب من إملء رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫وخط علي‪ ،‬فلم كتمه عن المة؟ وال تعال قد أمر رسوله صلى‬
‫ال عل يه وآله أن يبلغ كل ما أنزل إل يه قال ال تعال‪ :‬يَ جأَّيهَا‬
‫الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ ِإلَيْكَ مِن رّبّكَ وَإِن لّمْ تَفْعَ ْل َفمَا َبلّغْتَ رِسَالَتَهُ‬
‫[الائدة‪.]67:‬‬
‫فكيجف يكجن لرسجول ال صجلى ال عليجه وآله أن يكتجم عجن‬
‫السلمي جيعا هذا القرآن‪ ،‬وكيف يكن لمي الؤمني والئمة‬
‫من بعده أن يكتموه عن شيعتهم؟!‪.‬‬
‫‪ -8‬التوراة والنيل والزبور‪:‬‬
‫عجن أبج عبجد ال أنجه كان يقرأ النيجل والتوراة والزبور‬
‫بالسجييانية انظجر (الججة مجن الكافج ‪ ،)1/207‬باب أن الئمجة‬
‫علي هم ال سلم عند هم ج يع الك تب ال ت نزلت من ال عز و جل‪،‬‬
‫وأنجهم يعرفونجها كلها على اختلف ألسنتها‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫‪ -9‬القرآن‪:‬‬
‫والقرآن ل يتاج لثباته نص‪ ،‬ولكن كتب فقهائنا وأقوال جيع‬
‫متهدينا تنص على أنه مرف‪ ،‬وهو الوحيد الذي أصابه التحريف‬
‫من بي كل تلك الكتب‪.‬‬
‫وقجد جعج الحدث النوري الطبسجي فج إثبات تريفجه كتابا‬
‫ض خم ال جم ساه‪( :‬ف صل الطاب ف إثبات تر يف كتاب رب‬
‫الرباب) جع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف‪ ،‬وجع‬
‫فيه أقوال جيع الفقهاء وعلماء الشيعة ف التصريح بتحريف القرآن‬
‫الوجود ب ي أيدي ال سلمي ح يث أث بت أن ج يع علماء الشي عة‬
‫وفقهائهجم التقدميج منهجم والتأخريجن يقولون إن هذا القرآن‬
‫الوجود اليوم بي أيدي السلمي مرف‪.‬‬
‫قال السيد هاشم البحران‪ :‬وعندي ف وضوح صحة هذا القول‬
‫‪-‬أي القول بتحريجف القرآن‪ -‬بعجد تتبجع الخبار وتفحجص الثار‬
‫بيث يكن الكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع‪ ،‬وأنه من‬
‫أكب مقاصد غصب اللفة فتدبر (مقدمة البهان‪ ،‬الفصل الرابع‬
‫‪.)49‬‬
‫وقال السججيد نعمججة ال الزائري ردا على مججن يقول بعدم‬
‫التحريف‪:‬‬
‫إن ت سليم تواتره عن الو حي الل ي‪ ،‬وكون ال كل قد نزل به‬
‫الروح المي يفضي إل طرح الخبار الستفيضة‪ ،‬مع أن أصحابنا‬
‫قجد أطبقوا على صجحتها والتصجديق بججها‪( ،‬النوار النعمانيجة‬
‫‪ ،)2/357‬ولذا قال أ بو جع فر ك ما ن قل ع نه جابر‪ ( :‬ما اد عى‬
‫‪96‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫أحد من الناس أنه جع القرآن كله إل كذاب‪ ،‬وما جعه وحفظه‬
‫ك ما نزل إل علي بن أ ب طالب والئ مة من بعده) (ال جة من‬
‫الكاف ‪.)1/26‬‬
‫ول شك أن هذا ال نص صريح ف إثبات تر يف القرآن الوجود‬
‫اليوم عند السلمي‪.‬‬
‫والقرآن القيقجي هجو الذي كان عنجد علي والئمجة مجن بعده‬
‫عليهجم السجلم‪ ،‬حتج صجار عنجد القائم عليجه وعلى آبائه الصجلة‬
‫والسلم‪.‬‬
‫ولذا قال المام الوئي ف و صيته ل نا و هو على فراش الوت‪،‬‬
‫عندما أوصانا كادر التدريس ف الوزة‪:‬‬
‫(عليكم بجهذا القرآن حت يظهر قرآن فاطمة)‬
‫وقرآن فاطمة الذي يقصده المام هو الصحف الذي جعه علي‬
‫والذي تقدمت الشارة إليه آنفا‪.‬‬
‫إن مجن أغرب المور وأنكرهجا أن تكون كجل هذه الكتجب قجد‬
‫نزلت مجن عنجد ال‪ ،‬واختجص بججها أميجالؤمنيجسجلم ال عليجه‬
‫والئمة من بعده‪ ،‬ولكنها تبقى مكتومة عن المة وبالذات عن شيعة‬
‫أهل البيت‪ ،‬سوى قرآن بسيط قد عبثت به اليادي فزادت فيه ما‬
‫زادت‪ ،‬وأنقصت منه ما أنقصت ‪ -‬على حد قول فقهائنا‪-‬‬
‫إذا كانت هذه الكتب قد نزلت من عند ال حقا‪ ،‬وحازها أمي‬
‫الؤمني صدقا فما معن إخفائها عن المة وهي من أحوج ما تكون‬
‫إليها ف حياتجها وف عبادتجها لربجها؟‬
‫علل كثي من فقهائنا ذلك لجل الوف عليها من الصوم!!‬
‫‪97‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ولنا أن نسأل‪ :‬أيكون أمي الؤمني وأسد بن هاشم جبانا بيث‬
‫ل يستطيع أن يدافع عنها؟!‬
‫أيكتم أمرها ويرم المة منها خوفا من خصومه؟!‬
‫ل والذي ر فع ال سماء بغ ي ع مد‪ ،‬ما كان ل بن أ ب طالب أن‬
‫ياف غي ال وإذا سألنا‪ :‬ماذا يفعل أمي الؤمني والئمة من بعده‬
‫بالزبور والتوراة والن يل ح ت يتداولو ها في ما بين هم ويقرؤون جها‬
‫ف سرهم؟‬
‫إذا كا نت الن صوص تد عي أن أم ي الؤمن ي وحده حاز القرآن‬
‫كاملً وحاز كل تلك الك تب وال صحائف الخرى؛ ف ما حاج ته‬
‫إل الزبور والتوراة والنيجل؟ وباصجة إذا علمنجا أن هذه الكتجب‬
‫نسخت بنجزول القرآن؟‬
‫إنج أشجم رائحجة أيجد خبيثجة فهجي التج دسجت هذه الروايات‬
‫وكذ بت على الئ مة و سيأت إثبات ذلك ف ف صل خاص إن شاء‬
‫ال‪.‬‬
‫ن ن نعلم أن ال سلم ل يس له إل كتاب وا حد هو القرآن الكر ي‪،‬‬
‫ج هجو‬
‫ج تعدد الكتجب فهذا مجن خصجائص اليهود والنصجارى كم ا‬ ‫وأم ا‬
‫واضح ف كتبهم القدسة التعددة‪.‬‬
‫فالقول بأن أميج الؤمنيج حاز كتبا متعددة‪ ،‬وأن هذه الكتجب‬
‫كل ها من ع ند ال‪ ،‬وأن جها ك تب حوت قضا يا شرع ية هو قول‬
‫باطل‪ ،‬أدخله إلينا بعض اليهود الذين تستروا بالتشيع‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫نظرة الشيعة إلى أهل السنة‬


‫عندما نطالع كتبنا العتبة وأقوال فقهائنا ومتهدينا ند أن العدو‬
‫الوحيد للشيعة هم أهل السنة‪ ،‬ولذا وصفوهم بأوصاف وسوهم‬
‫بأ ساء‪ :‬ف سموهم (العا مة) و سوهم النوا صب‪ ،‬و ما زال العتقاد‬
‫عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيلً ف دبره‪ ،‬وإذا‬
‫ش تم أحد هم ال خر وأراد أن يغلظ له ف الشتي مة قال له‪( :‬ع ظم‬
‫سن ف قب أب يك) وذلك لنجا سة ال سن ف نظر هم إل در جة لو‬
‫اغتسل ألف مرة لا طهر ولا ذهبت عنه ناسته‪.‬‬
‫ما زلت أذ كر أن والدي رح ه ال الت قى رجلً غريبا ف أ حد‬
‫أ سواق الدي نة‪ ،‬وكان والدي رح ه ال مبا للخ ي إل حد بع يد‪،‬‬
‫فجاء به إل دارنا ليحل ضيفا عندنا ف تلك الليلة فأكرمناه با شاء‬
‫ال تعال‪ ،‬وجل سنا لل سمر ب عد العشاء وك نت وقت ها شابا ف أول‬
‫دراست ف الوزة‪ ،‬ومن خلل حديثنا تبي أن الرجل سن الذهب‬
‫ومن أطراف سامراء جاء إل النجف لاجة ما‪ ،‬بات الرجل تلك‬
‫الليلة‪ ،‬ولاج أصجبح أتيناه بطعام الفطار فتناول طعامجه ثج هجم‬
‫بالرحيل‪ ،‬فعرض عليه والدي رحه ال مبلغا من الال فلربا يتاجه‬
‫ف سفره‪ ،‬شكر الرجل حسن ضيافتنا‪ ،‬فلما غادر أمر والدي برق‬
‫الفراش الذي نام فيجه وتطهيج الناء الذي أكجل فيجه تطهيا جيدا‬
‫لعتقاده بنجا سة ال سن وهذا اعتقاد الشي عة جيعا‪ ،‬إذ أن فقهاء نا‬
‫‪99‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫قرنوا السجن بالكافجر والشرك والنججزير وجعلوه مجن العيان‬
‫النجسة ولذا‪:‬‬
‫‪ -1‬وجب الختلف معهم‪ :‬فقد روى الصدوق عن علي بن‬
‫أسباط قال‪ :‬قلت للرضا ‪ :‬يدث المر ل أجد بدا من معرفته‪،‬‬
‫وليس ف البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك؟ قال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫ائت فقيه البلد فاستفته ف أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بلفه فإن‬
‫الق فيه (عيون أخبار الرضا ‪ 1/275‬ط‪.‬طهران)‪.‬‬
‫وعن السي بن خالد عن الرضا أنه قال‪( :‬شيعتنا السلمون لمرنا‪،‬‬
‫الخذون بقول نا الخالفون لعدائ نا‪ ،‬ف من ل ي كن كذلك فل يس م نا)‬
‫(الفصول الهمة ‪ 225‬ط‪.‬قم)‪.‬‬
‫وعن الفضل بن عمر عن جعفر أنه قال‪( :‬كذب من زعم أنه‬
‫من شيعتنا وهو متوثق بعروة غينا) (الفصول الهمة ‪.)225‬‬
‫‪ -2‬عدم جواز العمل با يوافق العامة ويوافق طريقتهم‪:‬‬
‫وهذا باب عقده الر العاملي ف كتابه وسائل الشيعة فقال‪:‬‬
‫والحاد يث ف ذلك متواترة ‪ ..‬ف من ذلك قول ال صادق ف‬
‫الديثيج الختلفيج‪ :‬أعرضوهاج على أخبار العامجة‪ ،‬فمجا وافجق‬
‫أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه‪.‬‬
‫وقال الصجادق ‪ :‬إذا ورد عليكجم حديثان متلفان فخذوا باج‬
‫خالف القوم‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وقال ‪ :‬خذ با فيه خلف العامة‪ ،‬وقال‪ :‬ما خالف العامة ففيه‬
‫الرشاد‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬ما أنتم وال على شيء ما هم فيه‪ ،‬ول هم على شيء‬
‫ما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من النيفية على شيء‪.‬‬
‫وقوله ‪ :‬وال ما جعل ال لحد خية ف أتباع غينا‪ ،‬وإن من‬
‫وافقنا خالف عدونا‪ ،‬ومن وافق عدونا ف قول أو عمل فليس منا‬
‫ول نن منه‪.‬‬
‫وقول الع بد ال صال ف الديث ي الختلف ي‪ :‬خذ ب ا خالف‬
‫القوم‪ ،‬وما وافق القوم فاجتنبه‪.‬‬
‫وقول الرضجا ‪ :‬إذا ورد عليكجم خجبان متعارضان فانظروا إل‬
‫ما يالف منهما العامة فخذوه‪ ،‬وانظروا با يوافق أخبارهم فدعوه‪.‬‬
‫وقول ال صادق ‪ :‬وال ما ب قي ف أيدي هم ش يء من ال ق إل‬
‫استقبال القبلة انظر (الفصول الهمة ‪.)326-325‬‬
‫وقال ال ر عن هذه الخبار بأن جها‪( :‬قد تاوزت حد التوا تر‪،‬‬
‫فالعجب من بعض التأخرين حيث ظن أن الدليل هنا خب واحد)‪.‬‬
‫وقال أيضا‪( :‬واعلم أنه يظهر من هذه الحاديث التواترة بطلن‬
‫أكثر القواعد الصولية الذكورة ف كتب العامة) (الفصول الهمة‬
‫‪.)326‬‬
‫‪ -3‬أننهم ل يتمعون مع السنة على شيء‪ :‬قال السيد نعمة‬
‫ال الزائري‪:‬‬
‫‪101‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫(إنا ل نتمع معهم ‪-‬أي مع السنة‪ -‬على إله ول على نب ول‬
‫على إمام‪ ،‬وذلك أنجهم يقولون‪ :‬إن ربجهم هو الذي كان ممد‬
‫نبيه وخليفته من بعده أبو بكر‪.‬‬
‫وننج ل نقول بججهذا الرب ول بذلك النجب‪ ،‬بجل نقول‪ :‬إن‬
‫الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ول ذلك النب نبينا)‪.))1‬‬
‫(النوار الزائرية ‪ ،)2/278‬باب نور ف حقيقة دين المامية‬
‫والعلة الت من أجلها يب الخذ بلف ما تقوله العامة‪:‬‬
‫عقد الصدوق هذا الباب ف علل الشرائع فقال‪:‬‬
‫عن أب إسحاق الرجائي رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد ال ‪:‬‬
‫أتدري ل أمرت بالخذ بلف ما تقوله العامة؟‬
‫فقلت‪ :‬ل ندري‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إن عليا ل ي كن يد ين ال بد ين إل خالف عل يه ال مة إل‬
‫غيه إرادة لبطال أمره‪ .‬وكانوا يسجألون أميج الؤمنيج عجن‬
‫الشيجء الذي ل يعلمونجه فإذا أفتاهجم جعلوا له ضدا مجن عندهجم‬
‫ليلبسوا على الناس) (‪ 531‬طبع إيران)‬
‫ويتبادر إل الذهان السؤال الت‪:‬‬

‫‪ - )1‬إن الواقع يثبت أن ال تعال هو رب العالي‪ ،‬وممد صلى ال عليه وآله هو نبيه‪ ،‬وأبو بكر خليفة‬ ‫(‬

‫ممد على المة سواء كانت خلفته شرعية أم ل‪ ،‬فكلم السيد الزائري خطي للغاية فهو يعن‪ :‬إذا ثبت‬
‫أن أبا بكر خليفة ممد‪ ،‬وممد نب ال فإن السيد الزائري ل يعترف بجهذا الله ول نبيه ممد‪ ،‬والواقع‬
‫يث بت أن أ با ب كر خلي فة م مد سواء كا نت خلف ته شرع ية أم ل‪ ،‬و قد عر ضت ال مر على المام الوئي‬
‫فسألته عن الكم الشرعي ف الوضوع بصورة غي مباشرة ف قصة مشابة فقال‪ :‬إن من يقول هذا الكلم‬
‫‪102‬‬
‫فهو كافر بال ورسوله وأهل البيت عليهم السلم‪.‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫لو فرضنا أن الق كان مع العامة ف م سألة ما أيب علي نا أن‬
‫نأ خذ بلف قول م؟ أجاب ن ال سيد م مد با قر ال صدر مرة فقال‪:‬‬
‫نعم يب الخذ بلف قولم‪ ،‬لن الخذ بلف قولم وإن كان‬
‫خطأ فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الق عندهم ف‬
‫تلك السألة‪.‬‬
‫إن كراه ية الشي عة ل هل ال سنة لي ست وليدة اليوم‪ ،‬ول ت تص‬
‫بالسنة العاصرين بل هي كراهية عميقة تتد إل اليل الول لهل‬
‫ال سنة وأع ن ال صحابة ما عدا ثل ثة من هم و هم أ بو ذر والقداد‬
‫وسلمان‪ ،‬ولذا روى الكلين عن أب جعفر قال‪( :‬كان الناس أهل‬
‫ردة بعجد النجب صجلى ال عليجه وآله إل ثلثجة القداد بجن السجود‬
‫وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري) (روضة الكاف ‪.)8/246‬‬
‫لو سألنا اليهود‪ :‬من هم أفضل الناس ف ملتكم؟‬
‫لقالوا‪ :‬إنجهم أصحاب موسى‪.‬‬
‫ولو سألنا النصارى‪ :‬من هم أفضل الناس ف أمتكم؟‬
‫لقالوا‪ :‬إنجهم حواريو عيسى‪.‬‬
‫ولو سألنا الشيعة‪ :‬من هم أسوأ الناس ف نظركم وعقيدتكم؟‬
‫لقالوا‪ :‬إنجهم أصحاب ممد صلى ال عليه وآله‪.‬‬
‫إن أصحاب ممد هم أكثر الناس تعرضا لسب الشيعة ولعنهم‬
‫وطعنهم وبالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا‬
‫ال نب صلوات ال عل يه‪ ،‬ولذا ورد ف دعاء صنمي قر يش‪( :‬الل هم‬
‫‪103‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ال عن صنمي قر يش ‪-‬أ بو ب كر وع مر‪ -‬وجبتيه ما وطاغوتيه ما‪،‬‬
‫وابنتيهمجا ‪-‬عائشجة وحفصجة‪..‬ال) وهذا دعاء منصجوص عليجه فج‬
‫الكتب العتبة‪ .‬وكان المام المين يقوله بعد صلة الصبح كل‬
‫يوم‪.‬‬
‫عن حزة بن ممد الطيار أنه قال‪ :‬ذكرنا ممد بن أب بكر عند‬
‫أب عبد ال فقال‪( :‬رحه ال وصلى عليه‪ ،‬قال ممد بن أب بكر‬
‫لم ي الؤمن ي يوما من اليام‪ :‬أب سط يدك أباي عك‪ ،‬فقال‪ :‬أو ما‬
‫فعلت؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬فبسط يده‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أشهد أنك إمام مفترض طاعته‪ ،‬وإن أب ‪ -‬يريد أبا بكر أباه ‪-‬‬
‫ف النار) (رجال الكشي ‪.)61‬‬
‫و عن شع يب عن أ ب ع بد ال قال‪ ( :‬ما من أ هل ب يت إل‬
‫وفيهم نيب من أنفسهم‪ ،‬وأنب النجباء من أهل بيت سوء ممد‬
‫بن أب بكر) (الكشي ‪.)61‬‬
‫وأما عمر فقال السيد نعمة ال الزائري‪:‬‬
‫(إن عمر بن الطاب كان مصابا بداء ف دبره ل يهدأ إل باء‬
‫الرجال) (النوار النعمانية ‪.)1/63‬‬
‫واعلم أن ف مدينة كاشان اليرانية ف منطقة تسمى (باغي في)‬
‫مشهدا على غرار الندي الجهول ف يه قب وه ي ل ب لؤلؤة فيوز‬
‫الفار سي الجو سي قا تل اللي فة الثا ن ع مر بن الطاب‪ ،‬ح يث‬
‫‪104‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫أطلقوا عليجه مجا معناه بالعربيجة (مرقجد باب شجاع الديجن) وباب‬
‫شجاع الديجن هجو لقجب أطلقوه على أبج لؤلؤة لقتله عمجر بجن‬
‫الطاب‪ ،‬وقجد كتجب على جدران هذا الشهجد بالفارسجي (مرك بر‬
‫أبو بكر‪ ،‬مرك بر عمر‪ ،‬مرك بر عثمان) ومعناه بالعربية‪ :‬الوت لب‬
‫بكر الوت لعمر الوت لعثمان‪.‬‬
‫وهذا الشهجد يزار مجن قبجل اليرانييج‪ ،‬وتلقجى فيجه الموال‬
‫والتبعات‪ ،‬وقد رأيت هذا الشهد بنفسي‪ ،‬وكانت وزارة الرشاد‬
‫اليرانية قد باشرت بتوسيعه وتديده‪ ،‬وفوق ذلك قاموا بطبع صورة‬
‫الشهد على كارتات تستخدم لرسال الرسائل والكاتيب‪.‬‬
‫روى الكلي ن عن أ ب جع فر قال‪..( :‬إن الشيخ ي ‪-‬أ با ب كر‬
‫وعمر‪ -‬فارقا الدنيا ول يتوبا ول يذكرا ما صنعا بأمي الؤمني‬
‫فعليهمجا لعنجة ال واللئكجة والناس أجعيج) (روضجة الكافج‬
‫‪.)8/246‬‬
‫وأما عثمان فعن علي بن يونس البياضي‪ :‬كان عثمان من يلعب‬
‫به وكان منثا (الصراط الستقيم ‪.)2/30‬‬
‫وأ ما عائ شة ف قد قال ا بن ر جب الب سي‪( :‬إن عائ شة ج عت‬
‫أربعي دينارا من خيانة (مشارف أنوار اليقي ‪.)86‬‬
‫وإنج أتسجاءل‪ :‬إذا كان اللفاء الثلثجة بججهذه الصجفات فلم‬
‫بايعهجم أميج الؤمنيج ؟ ول صجار وزيرا لثلثتهجم طيلة مدة‬
‫خلفتهم؟‬
‫‪105‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫أكان يافهم؟ معاذ ال‪.‬‬
‫ث اذا كان اللي فة الثا ن ع مر بن الطاب م صابا بداء ف دبره‬
‫ول يهدأ إل باء الرجال كمجا قال السجيد الزائري‪ ،‬فكيجف إذن‬
‫زوجه أمي الؤمني ابنته أم كلثوم؟ أكانت إصابته بجهذا الداء‪،‬‬
‫خافيجة على أميج الؤمنيج وعرفهجا السجيد الزائري؟!‪ ..‬إن‬
‫الوضوع ل يتاج إل أكثر من استعمال العقل للحظات‪.‬‬
‫وروى الكلين‪( :‬إن الناس كلهم أولد زنا أو قال بغايا ما خل‬
‫شيعتنا) (الروضة ‪.)8/135‬‬
‫ولذا أباحوا دماء أ هل ال سنة وأموال م ف عن داود بن فر قد قال‪:‬‬
‫قلت لب عبد ال ‪ :‬ما تقول ف قتل الناصب؟‬
‫فقال‪ :‬حلل الدم‪ ،‬ولكنج أتقجي عليجك‪ ،‬فإن قدرت أن تقلب‬
‫عل يه حائطا أو تغر قه ف ماء لكيل يش هد عل يك فاف عل) (و سائل‬
‫الشيعة ‪( ،)18/463‬بار النوار ‪.)27/231‬‬
‫وعلق المام المينج على هذا بقوله‪ :‬فإن اسجتطعت أن تأخجذ‬
‫ماله فخذه‪ ،‬وابعث إلينا بالمس‪.‬‬
‫وقال السجيد نعمجة ال الزائري‪( :‬إن علي بجن يقطيج وزيجر‬
‫الرشيد اجتمع ف حبسه جاعة من الخالفي‪ ،‬فأمر غلمانه وهدموا‬
‫أسجقف الحبجس على الحبوسجي فماتوا كلهجم وكانوا خسجمائة‬
‫رجل) (النوار النعمانية ‪.)3/308‬‬

‫‪106‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وتدثنا كتب التاريخ عما جرى ف بغداد عند دخول هولكو‬
‫في ها‪ ،‬فإ نه ارت كب أكب مزرة عرف ها التار يخ‪ ،‬ب يث صبغ ن جهر‬
‫دجلة باللون الح ر لكثرة من ق تل من أ هل ال سنة‪ ،‬فان جهار من‬
‫الدماء جرت ف نجهر دجلة‪ ،‬ح ت تغي لو نه ف صار أح ر‪ ،‬وصبغ‬
‫مرة أخرى باللون الزرق لكثرة الكتب الت ألقيت فيه‪ ،‬وكل هذا‬
‫ب سبب الوزير ين الن صي الطو سي وم مد بن العلق مي ف قد كا نا‬
‫وزير ين للخلي فة العبا سي‪ ،‬وكا نا شيعي ي‪ ،‬وكا نت تري بينه ما‬
‫وب ي هول كو مرا سلت سرية ح يث تك نا من إقناع هول كو‬
‫بدخول بغداد وإ سقاط الل فة العبا سية ال ت كا نا وزير ين في ها‪،‬‬
‫وكانجت لمجا اليجد الطول فج الكجم‪ ،‬ولكنهمجا ل يرتضيجا تلك‬
‫الل فة لن جها تد ين بذ هب أ هل ال سنة‪ ،‬فد خل هول كو بغداد‬
‫وأسقط اللفة العباسية‪ ،‬ث ما لبثا حت صارا وزيرين لولكو مع‬
‫أن هولكو كان وثنيا‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن المام المين يترضى على ابن يقطي والطوسي‬
‫والعلقمي‪ ،‬ويعتب ما قاموا به يعد من أعظم الدمات الليلة لدين‬
‫السلم‪.‬‬
‫وأختجم هذا الباب بكلمجة أخية وهجي شاملة وجامعجة فج هذا‬
‫الباب قول السجيد نعمجة ال الزائري فج حكجم النواصجب (أهجل‬
‫ال سنة) فقال‪ :‬إن جهم كفار أناس بإجاع علماء الشي عة المام ية‪،‬‬
‫وإنججهم شجر مجن اليهود والنصجارى‪ ،‬وإن مجن علمات الناصجب‬
‫‪107‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫تقديج غيج علي عليجه فج المامجة) (النوار النعمانيجة ‪-2/206‬‬
‫‪.)207‬‬
‫وهكذا نرى أن حكم الشيعة ف أهل السنة يتلخص با يأت‪:‬‬
‫أن جهم كفار‪ ،‬أناس‪ ،‬شر من اليهود والن صارى‪ ،‬أولد بغا يا‪،‬‬
‫ي ب قتلهم وأخذ أموال م‪ ،‬ل يكن اللتقاء معهم ف شيء ل ف‬
‫رب ول ف نب ول ف إمام ول يوز موافقت هم ف قول أو ع مل‪،‬‬
‫ويب لعنهم وشتمهم وبالذات اليل الول أولئك الذين أثن ال‬
‫تعال عليهم ف القرآن الكري‪ ،‬والذين وقفوا مع رسول ال صلى‬
‫ال عل يه وآله ف دعو ته وجهاده ‪ ..‬وإل ف قل ل بال عل يك من‬
‫الذي كان مع النب صلوات ال عليه ف كل العارك الت خاضها‬
‫مع الكفار؟‪ ،‬فمشاركتهم ف تلك الروب كلها دليل على صدق‬
‫إيانجهم وجهادهم فل يلتفت إل ما يقوله فقهاؤنا‪.‬‬
‫لاج انتهجى حكجم آل بججهلوي فج إيران على أثجر قيام الثورة‬
‫السجلمية وتسجلم المام المينج زمام المور فيهجا‪ ،‬توججب على‬
‫علماء الشيعة زيارة وتجهنئة المام بجهذا النصر العظيم لقيام أول‬
‫دولة شيعية ف العصر الديث يكمها الفقهاء‪.‬‬
‫وكان واجب التهنئة يقع علي شخصيا أكثر من غيي لعلقت‬
‫الوثيقجة بالمام المينج‪ ،‬فزرت إيران بعجد شهجر ونصجف ‪-‬ورباج‬
‫أكثجر‪ -‬مجن دخول المام طهران إثجر عودتجه مجن منفاه باريجس‪،‬‬

‫‪108‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فر حب ب كثيا‪ ،‬وكا نت زيار ت منفردة عن زيارة و فد علماء‬
‫الشيعة ف العراق‪.‬‬
‫و ف جل سة خا صة مع المام قال ل‪ :‬سيد ح سي آن الوان‬
‫لتنفينذ وصنايا الئمنة صنلوات ال عليهنم‪ ،‬سننسفك دماء‬
‫النواصنب ونقتنل أبناءهنم ونسنتحيي ن ساءهم‪ ،‬ولن نترك أحدا‬
‫من هم يفلت من العقاب‪ ،‬و ستكون أموال م خال صة لشي عة أ هل‬
‫البينت‪ ،‬وسننمحو مكنة والديننة منن وجنه الرض لن هاتين‬
‫الدينت ي صارتا مع قل الوهابي ي‪ ،‬ول بد أن تكون كربلء أرض‬
‫ال الباركة القدسة‪ ،‬قبلة للناس ف الصلة وسنحقق بذلك حلم‬
‫الئ مة علي هم ال سلم‪ ،‬ل قد قا مت دولت نا ال ت جاهد نا سنوات‬
‫طويلة من أجل إقامتها‪ ،‬وما بقي إل التنفيذ!!‪.‬‬
‫ملحظة‪:‬‬
‫اعلم أن حقد الشيعة على العامة ‪-‬أهل السنة‪ -‬حقد ل مثيل له‪،‬‬
‫ولذا أجاز فقهاؤنا الكذب على أهل السنة وإلصاق التهم الكاذبة‬
‫بجهم والفتراء عليهم ووصفهم بالقبائح‪.‬‬
‫والن ينظجر الشيعجة إل أهجل السجنة نظرة حاقدة بناء على‬
‫توجيهات صدرت من مراجع عليا‪ ،‬وصدرت التوجيهات إل أفراد‬
‫الشي عة بوجوب التغل غل ف أجهزة الدولة ومؤ سساتجها وبا صة‬

‫‪109‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫الهمة منها كاليش والمن والخابرات وغيها من السالك الهمة‬
‫فضلً عن صفوف الزب‪.‬‬
‫وينتظجر الميجع ‪-‬بفارغ الصجب‪ -‬سجاعة الصجفر لعلن الهاد‬
‫والنقضاض على أ هل ال سنة‪ ،‬ح يث يت صور عموم الشي عة أن جهم‬
‫بذلك يقدمون خد مة ل هل الب يت صلوات ال علي هم‪ ،‬ون سوا أن‬
‫الذي يدفعهم إل هذا أناس يعملون وراء الكواليس ستأت الشارة‬
‫إليهم ف الفصل الت‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫أثر العناصر الجنبية في صنع التشيع‬


‫عرف نا ف الف صل الول من هذا الكتاب دور اليهودي ع بد ال‬
‫بن سبأ ف صنع التشيع وهذه حقيقة يتغافل عنها الشيعة جيعا من‬
‫عوامهم وخواصهم‪.‬‬
‫ل قد فكرت كثيا ف هذا الوضوع وعلى مدى سنوات طوال‪،‬‬
‫فاكتشفت كما اكتشف غيي أن هناك رجالً لم دور خطي ف‬
‫إدخال عقائد باطلة وأفكار فاسدة إل التشيع‪.‬‬
‫إن مكوثي هذه الدة الطويلة ف حوزة النجف العلمية الت هي‬
‫أم الوزات‪ ،‬واطلعجي على أمهات الصجادر جعلنج أقجف على‬
‫حقائق خطية يهلهججا أو يتجاهلهججا الكثيون‪ ،‬واكتشفججت‬
‫شخصيات مريبة كان لا دور كبي ف انراف النهج الشيعي إل‬
‫ما هو عليه اليوم‪ ،‬فما فعله أهل الكوفة بأهل البيت عليهم السلم‬
‫وخيانتهجم لمج كمجا تقدم بيانجه يدلك على أن الذيجن فعلوا ذلك‬
‫بجهم كانوا من التسترين بالتشيع والوالة لهل البيت‪.‬‬
‫ولنأخذ ناذج من هؤلء التسترين بالتشيع‪:‬‬
‫هشام بن الكم‪:‬‬
‫وهشام هذا حديثه ف الصحاح الثمانية وغيها‪.‬‬
‫إن هشام ت سبب ف سجن المام الكا ظم و من ث قتله‪ ،‬ف في‬
‫رجال الك شي (أن هشام بن ال كم ضال م ضل شرك ف دم أ ب‬
‫السن ‪.) 229‬‬

‫‪111‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫(قال هشام ل ب ال سن ‪ :‬أو صن‪ ،‬قال أو صيك أن تت قي ال‬
‫ف دمي) (رجال الكشي ‪.)226‬‬
‫و قد طلب م نه أ بو ال سن أن ي سك عن الكلم‪ ،‬فأم سك‬
‫شهرا ث عاد فقال له أ بو ال سن‪ ( :‬يا هشام أي سرك أن تشرك ف‬
‫دم امرئ مسلم؟‬
‫قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬وكيف تشرك ف دمي؟ فإن سكت وإل فهو الذبح‪.‬‬
‫فمجا سجكت حتج كان مجن أمره مجا كان ) (رجال الكشجي‬
‫‪.)231‬‬
‫أي كن لر جل ملص ل هل الب يت أن يشرك ف ق تل هذا المام‬
‫؟‪.‬‬
‫اقرأ معي هذه النصوص‪:‬‬
‫عن م مد بن الفرج الرخ جي قال‪ :‬كت بت إل أ ب ال سن‬
‫أسجأله عمجا قال هشام بجن الكجم فج السجم‪ ،‬وهشام بجن سجال‬
‫‪-‬الواليقي‪ -‬ف الصورة‪.‬‬
‫فك تب‪ :‬دع ع نك حية اليان وا ستعذ بال من الشيطان ل يس‬
‫القول مجا قال الشامان (أصجول الكافج ‪ ،1/105‬بار النوار‬
‫‪ ،3/288‬الفصول الهمة ‪.)51‬‬
‫لقد زعم هشام بن الكم أن ال جسم‪ ،‬وزعم هشام بن سال‬
‫أن ال صورة‪.‬‬
‫و عن إبراه يم بن م مد الزاز‪ ،‬وم مد بن ال سي قال‪ :‬دخل نا‬
‫على أب السن الرضا ‪ ،‬فحكينا له ما روي أن ممدا رأى ربه‬
‫‪112‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ف هيئة الشاب الوفق ف سن أبناء الثلثي سنة‪ ،‬رجله ف خضره‪،‬‬
‫وقلنا‪:‬‬
‫(إن هشام بجن سجال وصجاحب الطاق واليثمجي يقولون‪ :‬إنجه‬
‫أجوف إل ال سرة والبا قي صمد‪..‬ال) (أ صول الكا ف ‪،)1/101‬‬
‫(بار النوار ‪.)4/40‬‬
‫فهل يعقل أن ال تعال ف هيئة شاب ف ثلثي سنة‪ ،‬وأنه أجوف‬
‫إل السرة؟؟‪.‬‬
‫إن هذا الكلم يوا فق بالض بط قول اليهود ف تورات جهم أن ال‬
‫عبارة عن إنسان كبي الجم وهذا منصوص عليه ف سفر التكوين‬
‫من توراة اليهود‪.‬‬
‫فهذه آثار يهود ية أدخلت إل التش يع على يد هشام بن ال كم‬
‫التسبب والشترك ف مقتل المام الكاظم ‪ ،‬ويد هشام بن سال‬
‫وشيطان الطاق واليثمي علي بن إساعيل صاحب كتاب المامة‪.‬‬
‫ولو نظرنا ف كتبنا العتبة كالصحاح الثمانية وغيها لوجدنا‬
‫أحاديث هؤلء ف قائمة الصدارة‪.‬‬
‫زرارة بن أعي‪:‬‬
‫قال الش يخ الطو سي‪( :‬إن زرارة من أ سرة ن صرانية‪ ،‬وإن جده‬
‫(سنسن وقيل سبسن) كان راهبا نصرانيا‪ ،‬وكان أبوه عبدا روميا‬
‫لر جل من ب ن شيبان) (الفهرست ‪ ،)104‬وزرارة هو الذي قال‪:‬‬
‫(سجألت أبجا عبجد ال عجن التشهجد ‪ ..‬إل أن قال‪ :‬فلمجا خرججت‬
‫ضرطت ف ليته وقلت‪ :‬ل يفلح أبدا)‪( ))1‬رجال الكشي ‪.)142‬‬
‫ويقول عنه ل يفلح أبدا ل يكن أن يكون مسلما وملصا لهل‬ ‫‪ - )1‬إن من يضرط ف لية أب عبد ال‬ ‫(‬

‫‪113‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وقال زرارة أيضا‪( :‬وال لو حدثت بكل ما سعته من أب عبد‬
‫ال لنتفخجت ذكور الرجال على الشجب)‪( ))2‬رجال الكشجي‬
‫‪.)123‬‬
‫عن ابن مسكان قال‪ :‬سعت زرارة يقول‪:‬‬
‫(رحم ال أبا جعفر‪ ،‬وأما جعفر فإن ف قلب عليه لفتة‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬وما حل زرارة على هذا؟‬
‫قال‪ :‬حله على هذا أن أبجا عبجد ال أخرج مازيجه) (الكشجي‬
‫‪.)131‬‬
‫ولذا قال أبو عبد ال فيه‪( :‬لعن ال زرارة) (‪.)133‬‬
‫)‬
‫وقال أبو عبد ال أيضا‪ :‬اللهم لو ل تكن جهنم إل سكرجة‬
‫‪ )3‬لوسعها آل أعي بن سنسن (‪.)133‬‬
‫وقال أبو عبد ال‪ :‬لعن ال بريدا‪ ،‬لعن ال زرارة (‪.)134‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬ل يوت زرارة إل تائها عليجه لعنجة ال (‪،)134‬‬
‫وقال أ بو ع بد ال أيضا‪ :‬هذا زرارة بن أع ي‪ ،‬هذا وال من الذ ين‬
‫وصججججفهم ال تعال فجججج كتابججججه العزيججججز‬
‫َوقَدِمْنَا ِإلَى مَا َعمِلُواْ ِم نْ َعمَ ٍل َفجَعَلْنَا هُ هَبَاءً مّنثُورا [الفرقان‪:‬‬
‫‪( ]23‬رجال الكشي ‪.)136‬‬

‫البيت عليهم السلم‪.‬‬


‫‪ - )2‬وهذا ات جهام م نه ل ب ع بد ال ومراده أن أ با ع بد ال قد حد ثه بقضا يا مز ية كثيا شهوة الرجال‬ ‫(‬

‫بيث ل يكنهم ضبط النفس عند ساعهم ذلك إل إذا قضى أحدهم شهوته حت ولو على خشبة‪.‬‬
‫القليل‪ ،‬وهذه الكلمة فارسية معربة‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ - )3‬سكرجة‪ :‬هو إناء صغي يؤكل فيه الشيء‬ ‫(‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وقال‪ :‬إن قوما يعارون اليان عارية‪ ،‬ث يسلبونه‪ ،‬فيقال لم يوم‬
‫القيامة العارون‪ ،‬أما إن زرارة بن أعي لنهم (‪ )141‬وقال أيضا‪:‬‬
‫إن مرض فل تعده‪ ،‬وإن مات فل تشهد جنازته‪.‬‬
‫فقيجل له‪ :‬زرارة؟ متعجبا‪ ،‬قال نعجم زرارة شجر مجن اليهود‬
‫والن صارى و من قال إن ال ثالث ثل ثة‪ .‬إن ال قد ن كس زرارة‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن زرارة قد شك ف إمامت فاستوهبته من رب‪.)138())1‬‬
‫قلت‪ :‬فإذا كان زرارة مجن أسجرة نصجرانية وكان قجد شجك فج‬
‫إمامة أب عبد ال‪ ،‬وهو الذي قال بأنه ضرط ف لية أب عبد ال‬
‫وقال عنه ل يفلح أبدا فما الذي نتوقع أن يقدمه لدين السلم؟؟‪.‬‬
‫إن صحاحنا طاف حة بأحاد يث زرارة‪ ،‬و هو ف مر كز ال صدارة‬
‫بي الرواة‪ ،‬وهو الذي كذب على أهل البيت وأدخل ف السلم‬
‫بدعا مجا أدخجل مثلهجا أحجد كمجا قال أبجو عبجد ال‪ ،‬ومجن راججع‬
‫صحاحنا و جد م صداق هذا الكلم‪ ،‬ومثله بر يد ح ت إن أ با ع بد‬
‫ال لعنهما‪.‬‬
‫أبو بصي ليث بن البختري‪.‬‬
‫أ بو ب صي هذا ترأ على أ ب ال سن مو سى الكا ظم عند ما‬
‫سئل عن رجل تزوج امرأة لا زوج ول يعلم‪.‬‬

‫‪ - )1‬إن عامة مراجعنا وعلمائنا يفسرون قول أب عبد ال وطعنه ف زرارة على أنه من باب التقية‪ ،‬وهذا طبعا‬ ‫(‬

‫مردود فإذا كان قول أب عبد ال من باب التقية‪ ،‬فماذا يكون قول زرارة وطعنه ف أب عبد ال عندما قال لعنه‬
‫ال بأنه ضرط ف لية أب عبد ال أهو تقية أيضا؟؟‪.‬‬
‫ل إن هذا يث بت ل نا أن قطي عة كا نت ب ي أ ب ع بد ال وزرارة سببها أقوال زرارة وأفعاله الشني عة وبد عه‬
‫النكرة وإل لا قال فيه أبو عبد ال ما قال‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫قال أبو السن ‪( :‬ترجم الرأة وليس على الرجل شيء إذا ل‬
‫يعلم) ‪ ..‬فضرب أبو ب صي الرادي على صدره يكها وقال‪ :‬أ ظن‬
‫صاحبنا ما تكامل علمه (رجال الكشي ‪.)154‬‬
‫أي أنه يتهم الكاظم بقلة العلم!!‪.‬‬
‫ومرة تذاكر ابن أب اليعفور وأبو بصي ف أمر الدنيا‪ ،‬فقال أبو‬
‫بصي‪:‬‬
‫أ ما إن صاحبكم لو ظ فر ب جها ل ستأثر ب جها‪ ،‬فأغ فى ‪-‬أ بو‬
‫بصجي‪ -‬فجاء كلب يريجد أن يشغر‪ ))1‬عليجه‪ ،‬فقام حاد بجن عثمان‬
‫ليطرده‪ ،‬فقال له ا بن أ ب يعفور‪ :‬د عه‪ ،‬فجاءه ح ت ش غر ف أذن يه‬
‫(رجال الكشي ‪.)154‬‬
‫أي أ نه يت هم أ با ع بد ال بالركون إل الدن يا و حب ال ستئثار‬
‫بجها فعاقبه ال تعال بأن أرسل كلبا فبال بأذنيه جزاء له على ما‬
‫قال ف أب عبد ال‪.‬‬
‫و عن حاد الناب قال‪ :‬جلس أ بو ب صي على باب أ ب ع بد ال‬
‫ليطلب الذن‪ ،‬فلم يؤذن له فقال‪ :‬لو كان مع نا ط بق لذن‪ ،‬قال‬
‫فجاء كلب فشغر ف وجه أب بصي‪ ،‬فقال ‪-‬أبو بصي‪ -‬أف أف‬
‫ما هذا‪))2‬؟‪.‬‬
‫فقال له جليسجه‪ :‬هذا كلب شغجر فج وجهجك (رجال الكشجي‬
‫‪.)155‬‬
‫أي أنه يتهم أبا عبد ال بب الثريد والطعام اللذيذ بيث ل‬
‫يأذن ل حد بالدخول عل يه إل إذا كان م عه ط بق طعام‪ ،‬ل كن ال‬
‫‪ - )1‬رفع رجله ليبول‪.‬‬ ‫(‬

‫‪116‬‬
‫‪ - )2‬لنه كان أعمى البصر‪.‬‬ ‫(‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫تعال عاقبه أيضا فأرسل كلبا فبال ف وجهه عقابا له على ما قال‬
‫ف أب عبد ال ‪.‬‬
‫ول ي كن أ بو ب صي موثوقا ف أخل قه‪ ،‬ولذا قال شاهدا على‬
‫نف سه بذلك‪ :‬ك نت أقرئ امرأة ك نت أعلم ها القرآن‪ ،‬فمازحت ها‬
‫بشيء!!‬
‫قال‪ :‬فقد مت على أ ب جع فر ‪-‬أي تشتك يه‪ -‬قال‪ :‬فقال ل‬
‫أبو جعفر‪ :‬يا أبا بصي أي شيء قلت للمرأة؟‬
‫قال‪ :‬قلت بيدي هكذا وغطى وجهه!!‬
‫قال‪ :‬فقال أبو جعفر‪ :‬ل تعودن عليها (رجال الكشي ‪.)154‬‬
‫أي أن أبا بصي مد يده ليلمس شيئا من جسدها بغرض الداعبة‬
‫(!!) والمازحة‪ ،‬مع أنه كان يقرئها القرآن!!‪.‬‬
‫وكان أبو بصي ملطا‪:‬‬
‫فعن ممّد بن مسعود قال‪ :‬سألت علي بن السن عن أب بصي‬
‫فقال‪:‬‬
‫أبجو بصجي كان يكنج أبجا ممّد وكان مول لبنج أسجد وكان‬
‫مكفوفا‪.‬‬
‫فسجألته هجل يتهجم بالغلو؟ فقال‪ :‬أمجا الغلو فل‪ ،‬ل يكجن يتهجم‬
‫ولكن كان ملطا‪( .‬رجال الكشي ‪.)154‬‬
‫قلت‪ :‬أحادي ثه ف ال صحاح كثية جدا وفي ها ع جب عجاب‪،‬‬
‫فإذا كان ملطا فماذا أدخل ف الدين من تليط؟‬
‫إن أحاديثه فيها عجب عجاب أليست هي من تليطه؟؟‬
‫علماء طبستان‪:‬‬
‫‪117‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫لقد ظهر ف طبستان جاعة تظاهروا بالعلم‪ ،‬وهم من اندسوا‬
‫ف التشيع لغرض الف ساد والف ساد‪ .‬من العلوم أن النسان تشهد‬
‫عليجه آثاره‪ ،‬فإن كانجت آثاره حسجنة فهذا دليجل حسجن سجلوكه‬
‫وخلقجه واعتقاده وسجلمة سجريرته‪ ،‬والعكجس بالعكجس فإن الثار‬
‫ال سيئة تدل على سوء من خلف ها سواء ف سلوكه أو خل قه أو‬
‫اعتقاده وتدل على فساد سريرته‪.‬‬
‫إن بعجض علماء طبسجتان تركوا ملفات تثيج الشكوك حول‬
‫شخصياتجهم‪ ،‬ولنأخذ ثلثة من أشهر من خرج من طبستان‪:‬‬
‫‪ -1‬اليزا حسني بنن تقني النوري الطبسني مؤلف كتاب‬
‫(فصجل الطاب فج إثبات تريجف كتاب رب الرباب) جعج فيجه‬
‫أكثر من ألفي رواية من كتب الشيعة ليثبت بجها تريف القرآن‬
‫الكر ي‪ .‬وج ع أقوال الفقهاء والجتهد ين‪ ،‬وكتا به و صمة عار ف‬
‫جبي كل شيعي‪.‬‬
‫إن اليهود والنصجارى يقولون بأن القرآن مرف‪ ،‬فمجا الفرق بيج‬
‫كلم الطبسجي وبيج كلم اليهود والنصجارى؟ وهجل هناك مسجلم‬
‫صادق ف إ سلمه يش هد على الكتاب الذي أنزله ال تعال وتك فل‬
‫بفظه‪ ،‬يشهد عليه بالتحريف والتزوير والتبديل؟؟‪.‬‬
‫‪ -2‬أح د بن علي بن أ ب طالب‪ ))1‬الطب سي صاحب كتاب‬
‫(الحتجاج)‪.‬‬

‫‪ - )1‬أطلق على نفسه هذا السم لقصد التمويه حت يتسن له بث سومه‪ ،‬وإل فإن مثله ل يصح أن ينسب‬ ‫(‬

‫علما أنه ل يعرف له أصل ول تعرف له ترجة‪.‬‬


‫‪118‬‬
‫نفسه للتراب الذي كان يدوسه أمي الؤمني ‪.‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫أورد ف كتا به روايات م صرحة بتحر يف القرآن‪ ،‬وأورد أيضا‬
‫روايات ز عم في ها أن العل قة ب ي أم ي الؤمن ي وال صحابة كا نت‬
‫سجيئة جدا‪ ،‬وهذه الروايات هجي التج تتسجبب فج تزيجق وحدة‬
‫السلمي‪ ،‬وكل من يقرأ هذا الكتاب يد أن مؤلفه ل يكن سليم‬
‫النية‪.‬‬
‫‪ -3‬فضل بن السن الطبسي صاحب ممع البيان ف تفسي‬
‫القرآن‪ ،‬ذاك التفسجي الذي شحنجه بالغالطات والتأويجل التكلف‬
‫والتفسي الاف الخالف لبسط قواعد التفسي‪.‬‬
‫إن منطقجة طبسجتان والناطجق الجاورة لاج مليئة باليهود الزر‪،‬‬
‫وهؤلء الطبسجيون هجم مجن يهود الزر التسجترين بالسجلم‪،‬‬
‫فمؤلفاتجهم من أكب الكتب الطاعنة بدين السلم بيث لو قارنا‬
‫بيج (فصجل الطاب) وبيج مؤلفات السجتشرقي الطاعنجة بديجن‬
‫ال سلم لرأي نا (ف صل الطاب) أ شد طعنا بال سلم من مؤلفات‬
‫أولئك الستشرقي‪.‬‬
‫وهكذا مؤلفات الخرين‪.‬‬
‫توف أحد السادة الدرسي ف الوزة النجفية‪ ،‬فغسلت جثمانه‬
‫مبتغيا بذلك وججه ال‪ ،‬وسجاعدن فج غسجله بعجض أولده‪،‬‬
‫فاكتشفت أثناء الغسل أن الفقيه الراحل غي متون!! ول أستطيع‬
‫الن أن أذكجر اسجم هذا (الفقيجد) لن أولده يعرفون مجن الذي‬
‫غسجل أباهجم فإذا ذكرتجه عرفونج وعرفوا بالتال أنج مؤلف هذا‬
‫الكتاب واكتشف أمري ويصل ما ل يمد عقباه‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫وهناك بعجض السجادة فج الوزة ل عليهجم ملحظات تثيج‬
‫الشكوك حول م والر يب‪ ،‬وأ نا وال مد ل دائب الب حث والتحري‬
‫للتأكد من حقيقتهم‪.‬‬
‫ولنر لونا آخر من آثار العناصر الجنبية ف التشيع‪ ،‬فقد عبثت‬
‫هذه العنا صر بكتب نا الع تبة ومراجع نا اله مة‪ ،‬ولنأ خذ ناذج يطلع‬
‫القارئ من خللا على حجم هذا العبث ومداه‪.‬‬
‫إن كتاب الكاف هو أعظم الصادر الشيعية على الطلق‪ ،‬فهو‬
‫موثق من قبل المام الثان عشر العصوم الذي ل يطئ ول يغلط‪،‬‬
‫إذ لا ألف الكلين كتاب الكاف عرضه على المام الثان عشر ف‬
‫سردابه ف سامراء‪ ،‬فقال المام الثان عشر سلم ال عليه (الكاف‬
‫كاف لشيعتنا) (انظر مقدمة الكاف ‪.)25‬‬
‫قال السجيد الحقجق عباس القمجي‪( :‬الكافج هجو أججل الكتجب‬
‫السجلمية وأعظجم الصجنفات الماميجة والذي ل يعمجل للماميجة‬
‫مثله)‪ ،‬قال الول ممّد أمي السترابادي ف مكي فوائده‪( :‬سعنا‬
‫من مشاي نا وعلمائ نا أ نه ل ي صنف ف ال سلم كتاب يواز يه أو‬
‫يدانيه) (الكن واللقاب ‪.)3/98‬‬
‫ولكن اقرأ معي هذه القوال‪:‬‬
‫قال الوانسجاري‪( :‬اختلفوا فج كتاب الروضجة الذي يضجم‬
‫مموعة من البواب هل هو أحد كتب الكاف الذي هو من تأليف‬
‫الكلين أو مزيد عليه فيما بعد؟) (روضات النات ‪.)6/118‬‬
‫قال الشيخ الثقة السيد حسي بن السيد حيدر الكركي العاملي‬
‫التو ف (‪1076‬ه ج)‪( :‬إن كتاب الكا ف خ سون كتابا بال سانيد‬
‫‪120‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ال ت ف يه ل كل حد يث مت صل بالئ مة علي هم ال سلم) (روضات‬
‫النات ‪.)6/114‬‬
‫بينما يقول السيد أبو جعفر الطوسي التوف (‪460‬هج)‪.‬‬
‫(إن كتاب الكافج مشتمجل على ثلثيج كتابا) (الفهرسجت‬
‫‪.)161‬‬
‫يتبي لنا من القوال التقدمة أن ما زيد على الكاف ما بي القرن‬
‫الامجس والقرن الادي عشجر‪ ،‬عشرون كتابا وكجل كتاب يضجم‬
‫الكثي من البواب‪ ،‬أي أن نسبة ما زيد ف كتاب الكاف طيلة هذه‬
‫الدة يبلغ ‪ %40‬عدا تبديجل الروايات وتغييج ألفاظهجا وحذف‬
‫فقرات وإضافة أخرى فمن الذي زاد ف الكاف عشرين كتابا؟ ‪..‬‬
‫أيكن أن يكون إنسانا نزيها؟؟‬
‫و هل هو ش خص وا حد أم أشخاص كثيون تتابعوا طيلة هذه‬
‫القرون على الزيادة والتغيي والتبديل والعبث به؟؟!!‬
‫ون سأل‪ :‬أما زال الكاف موثقا من ق بل العصوم الذي ل يطئ‬
‫ول يغلط؟؟!!‬
‫ولنأخذ كتابا آخر يأت بالرتبة الثانية بعد الكاف وهو أيضا أحد‬
‫ال صحاح الرب عة الول‪ ،‬إ نه كتاب (ت جهذيب الحكام) للش يخ‬
‫الطو سي مؤ سس حوزة الن جف‪ ،‬فإن فقهاء نا وعلماء نا يذكرون‬
‫على أنجه الن (‪ )13590‬حديثا‪ ،‬بينمجا يذكجر الطوسجي نفسجه‬
‫مؤلف الكتاب ‪-‬كمجا فج عدة الصجول‪ -‬أن تججهذيب الحكام‬
‫هذا أكثر من (‪ )5000‬حديث‪ ،‬أي ل يزيد ف كل الحوال عن‬
‫(‪ )6000‬حديث‪ ،‬فمن الذي زاد ف الكتاب هذا الكم الائل من‬
‫الحاديث الذي جاوز عدده العدد الصلي لحاديث الكتاب؟ مع‬
‫‪121‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ملحظة البليا الت رويت ف الكاف وتجهذيب الحكام وغيها‪،‬‬
‫فل شك أنجها إضافات ل يد خفية ت سترت بال سلم‪ ،‬وال سلم‬
‫منهجا بريجء‪ ،‬فهذا حال أعظجم كتابيج فمجا بالك لو تابعنجا حال‬
‫الصجادر الخرى ماذا ندج؟؟ ولذا قال السجيد هاشجم معروف‬
‫السن‪:‬‬
‫(و ضع ق صاص الشي عة مع ما وض عه أعداء الئ مة عددا كثيا‬
‫من هذا النوع للئمة الداة) وقال أيضا‪:‬‬
‫(وبعد التتبع ف الحاديث النتشرة ف ماميع الديث كالكاف‬
‫والوافج وغيهاج ندج أن الغلة والاقديجن على الئمجة الداة ل‬
‫يتركوا بابا مجن البواب إل ودخلوا منجه لفسجاد أحاديجث الئمجة‬
‫والسجاءة إل سجعتهم) (الوضوعات ‪ )253 ،165‬وقجد اعتذر‬
‫بذلك الش يخ الطو سي ف مقد مة التهذ يب فقال‪( :‬ذاكر ن ب عض‬
‫الصدقاء بأحاديث أصحابنا وما وقع فيها من الختلف والتباين‬
‫والنافاة والتضاد‪ ،‬حت ل يكاد يتفق خب إل وبإزائه ما يضاده‪ ،‬ول‬
‫يسلم حديث إل وف مقابله ما ينافيه‪ ،‬حت جعل مالفونا ذلك من‬
‫أعظجم الطعون على مذهبنجا) ورغجم حرص الطوسجي على صجيانة‬
‫كتابه إل أنه تعرض للتحريف كما رأيت‪.‬‬
‫ف زيار ت لله ند التق يت ال سيد دلدار علي فأهدا ن ن سخة من‬
‫كتابه (أساس الصول) جاء ف (ص ‪( :)51‬إن الحاديث الأثورة‬
‫عن الئ مة متل فة جدا ل يكاد يو جد حد يث إل و ف مقابله ما‬
‫يناف يه‪ ،‬ول يت فق خب إل وبإزائه ما يضاده) وهذا الذي د فع ال م‬
‫الغفي إل ترك مذهب الشيعة‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ولننظجر فج القول بتحريجف القرآن‪ ،‬فإن أول كتاب نجص على‬
‫التحر يف هو كتاب سليم بن ق يس اللل (ت ‪ 90‬ه ج) فإ نه‬
‫أورد روايت ي ف قط‪ ،‬و هو أول كتاب ظهر للشي عة‪ ،‬ول يو جد ف يه‬
‫غي هاتي الروايتي‪.‬‬
‫ولكن إن رجعنا إل كتبنا العتبة والت كتبت بعد كتاب سليم‬
‫بن قيس بدهور فإن ما وصل إلينا منها طافح بروايات التحريف‪،‬‬
‫ح ت ت سن للنوري الطب سي ج ع أك ثر من أل في روا ية ف كتا به‬
‫(فصل الطاب)‪.‬‬
‫فمجن الذي وضجع هذه الروايات؟ وباصجة إذا رجعنجا إل مجا‬
‫ذكرناه آنفا ف بيان ما أضيف إل الكتب وبالذات الصحاح تبي‬
‫أن هذه الروايات وضعت ف الزمان التأخرة عن كتاب سليم بن‬
‫ق يس و قد يكون ف القرن ال سادس أو ال سابع‪ ،‬ح ت أن ال صدوق‬
‫التوفج (‪381‬هجج) قال‪( :‬إن مجن نسجب للشيعجة مثجل هذا القول‬
‫‪-‬أي التحر يف‪ -‬ف هو كاذب) ل نه ل ي سمع ب ثل هذه الروايات‪،‬‬
‫ولو كانت موجودة فعلً لعلم بجها أو لسمع‪.‬‬
‫وكذلك الطوسجي أنكجر نسجبة هذا المجر إل الشيعجة كمجا فج‬
‫تف سي (ال تبيان ف تف سي القرآن) ط‪ .‬الن جف (‪1383‬ه ج) وأ ما‬
‫كتاب سليم بن قيس فهو مكذوب على سليم بن قيس وضعه أبان‬
‫بن أب عياش ث نسبه إل سليم‪.‬‬
‫وأبان هذا قال عنه ا بن الطهر اللي والردبيلي‪( :‬ضع يف جدا‬
‫وين سب أ صحابنا و ضع كتاب سليم بن ق يس إل يه) ان ظر (رجال‬
‫اللي ص ‪( ،)206‬جامع الرواة للردبيلي ‪.)1/9‬‬
‫‪123‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ولا قامت الدولة الصفوية صار هناك مال كبي لوضع الروايات‬
‫وإلصاقها بالمام الصادق وبغيه من الئمة سلم ال عليهم‪ .‬بعد‬
‫هذا الو جز ال سريع تبي ل نا أن م صنفات علمائ نا ل يو ثق ب جها‪،‬‬
‫ول يعتمجد عليهجا‪ ،‬إذ ل يعتج بججها‪ ،‬ولذا عبثجت بججها أيدي‬
‫العدى‪ ،‬فكان من أمرها ما قد عرفت‪.‬‬
‫والن نريد أن نعرج على لون آخر من آثار العناصر الجنبية ف‬
‫التشيع‪.‬‬
‫إنجها قضية المام الثان عشر وهي قضية خطية جدا‪.‬‬
‫لقد تناول الخ الفاضل السيد أحد الكاتب هذا الوضوع فبي‬
‫أن المام الثان عشر ل حقيقة له‪ ،‬ول وجود لشخصه‪ ،‬وقد كفانا‬
‫الفاضجل الذكور مهمجة البحجث فج هذا الوضوع‪ ،‬ولكنج أقول‪:‬‬
‫ك يف يكون له وجود و قد ن صت كتب نا العتجبة على أن ال سن‬
‫العسجكري ‪-‬المام الادي عشجر‪ -‬توفج ول يكجن له ولد‪ ،‬وقجد‬
‫نظروا ف نسائه وجواريه عند موته فلم يدوا واحدة منهن حاملً‬
‫أو ذات ولد‪ .‬راجع لذلك كتاب (الغيبة للطوسي ‪( ،)74‬الرشاد‬
‫للمف يد ‪( ،)345‬أعلم الورى للف ضل الطب سي ‪( )380‬القالت‬
‫والفرق للشعري للقمي ‪.)102‬‬
‫و قد ح قق الخ الفا ضل ال سيد أح د الكا تب ف م سألة نواب‬
‫المام الثان عشر‪ ،‬فأثبت أنجهم قوم من الدجلة ادعوا النيابة من‬
‫أجل الستحواذ على ما يراد من أموال المس وما يلقى ف الرقد‬
‫أو عند السرداب من تبعات‪.‬‬
‫ولنر ما يصنعه المام الثان عشر العروف بالقائم أو النتظر عند‬
‫خروجه‪:‬‬
‫‪124‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -1‬يضع السيف ف العرب‪:‬‬
‫(روى الجلسي أن النتظر يسي ف العرب با ف الفر الحر‬
‫وهو قتلهم) (بار النوار ‪.)52/318‬‬
‫وروى أيضا‪( :‬ما بقي بيننا وبي العرب إل الذبح) (بارا لنوار‬
‫‪.)52/349‬‬
‫وروى أيضا‪( :‬ا تق العرب فإن ل م خب سوء‪ ،‬أ ما إ نه ل يرج‬
‫مع القائم منهم واحد) (بار النوار ‪.)52/333‬‬
‫قلت‪ :‬فإذا كان كث ي من الشي عة هم من أ صل عر ب؛ أيش هر‬
‫القائم السيف عليهم ويذبهم؟؟‬
‫ل ‪ ..‬ل‪ ..‬إن وراء هذه النصجوص رجالً لعبوا دورا خطيا فج‬
‫بث هذه السموم‪ .‬ل تستغربن ما دام كسرى قد خلص من النار‬
‫إذ روى الجلسجي عجن أميج الؤمنيج‪( :‬إن ال قجد خلصجه ‪-‬أي‬
‫كسرى‪ -‬من النار وإن النار مرمة عليه) (البحار ‪.)41/4‬‬
‫هل يعقل إن أمي الؤمني صلوات ال وسلمه عليه يقول إن ال‬
‫قد خلص كسرى من النار‪ ،‬وإن النار مرمة عليه؟؟‬
‫‪ -2‬يهدم السجد الرام‪ ،‬والسجد النبوي‪.‬‬
‫روى الجلسجي‪( :‬أن القائم يهدم السججد الرام حتج يرده إل‬
‫أسجاسه والسججد النبوي إل أسجاسه) (بار النوار ‪،)52/338‬‬
‫(الغيبة للطوسي ‪.)282‬‬
‫وبي الجلسي‪( :‬أن أول ما يبدأ به ‪-‬القائم‪ -‬يرج هذين ‪-‬يعن‬
‫أبا بكر وعمر‪ -‬رطبي غضي ويذريهما ف الريح ويكسر السجد)‬
‫(البحار ‪.)52/386‬‬
‫‪125‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫إن من التعارف عليه‪ ،‬بل السلم به عند جيع فقهائنا وعلمائنا‬
‫أن الكعبة ليس لا أهية‪ ،‬وأن كربلء خي منها وأفضل‪ ،‬فكربلء‬
‫ح سب الن صوص ال ت أورد ها فقهاؤ نا هي أف ضل بقاع الرض‪،‬‬
‫و هي أرض ال الختارة القد سة البار كة‪ ،‬و هي حرم ال ور سوله‬
‫وقبلة السلم وف تربتها الشفاء‪ ،‬ول تدانيها أرض أو بقعة أخرى‬
‫حت الكعبة‪.‬‬
‫وكان أسجتاذنا السجيد ممّد ال سي آل كاشجف الغطاء يتم ثل‬
‫دائما بجهذا البيت‪:‬‬
‫لكربل بانججَ علوّ الرتبججة‬ ‫جث كربل‬ ‫جن حديج‬ ‫ومج‬
‫ججججججججة‬ ‫والكعبج‬

‫وقال آخر‪:‬‬
‫فمجا لكجة معنج‬ ‫هي الطفوف فطف سبعا بغناها‬
‫مثل معناها‬
‫دانجت وطأطجأ‬ ‫أرض ولكنها السبع الشداد لا‬
‫أعلها لدناها‬
‫ول نا أن ن سأل‪ :‬لاذا يك سر القائم ال سجد ويهد مه ويرج عه إل‬
‫أساسه؟‬
‫والواب‪ :‬لن من سيبقى من ال سلمي ل يتجاوزون ع شر‬
‫عددهم كما بي الطوسي‪:‬‬
‫(ل يكون هذا ال مر ح ت يذ هب ت سعة أعشار الناس) (الغي بة‬
‫‪.)146‬‬
‫عموما وف السلمي خصوصا‪.‬‬ ‫‪126‬‬
‫بسبب إعمال القائم سيفه‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -3‬يقيم حكم آل داود‪:‬‬
‫وع قد الكلي ن با با ف أن الئ مة علي هم ال سلم إذا ظ هر أمر هم‬
‫حكموا بكم آل داود‪ ،‬ول يسألون البينة ث روى عن أب عبد ال‬
‫قال‪( :‬إذا قام قائم آل ممّد حكم بكم داود وسليمان ول يسأل‬
‫بينة) (الصول من الكاف ‪.)1/397‬‬
‫وروى الجلسي‪( :‬يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء‬
‫جديد) (البحار ‪( ،)52/354‬غيبة النعمان ‪.)154‬‬
‫وقال أبو عبد ال ‪( :‬لكأن انظر إليه بي الركن والقام يبايع‬
‫الناس على كتاب جديد) (البحار ‪( ،)52/135‬الغيبة ‪.)176‬‬
‫ون تم هذه الفقرة ب جهذه الروا ية الرو عة‪ ،‬ف قد روى الجل سي‬
‫عجن أبج عبجد ال ‪( :‬لو يعلم الناس مجا يصجنع القائم إذا خرج‬
‫لحب أكثرهم أل يروه ما يقتل من الناس ‪ ..‬حت يقول كثي من‬
‫الناس‪ :‬ليجس هذا مجن آل ممجد‪ ،‬ولو كان مجن آل ممّد لرحجم)‬
‫(البحار ‪( ،)52/353‬الغيبة ‪.)135‬‬
‫وا ستوضحت ال سيد ال صدر عن هذه الروا ية فقال‪( :‬إن الق تل‬
‫الا صل بالناس أكثره م تص بال سلمي) ث أهدى ل ن سخة من‬
‫كتا به (تار يخ ما ب عد الظهور) ح يث كان قد ب ي ذلك ف كتا به‬
‫الذكور‪ ،‬وعلى النسخة الهداء بط يده‪.‬‬
‫ول بد لنا من التعليق على هذه الروايات فنقول‪:‬‬
‫لاذا يعمل القائم سيفه ف العرب؟ أل يكن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله عربيا؟‬
‫أل يكن أمي الؤمني وذريته الطهار من العرب؟‬
‫‪127‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫بل القائم الذي يع مل سيفه ف العرب ك ما يقولون أل يس هو‬
‫نفسه من ذرية أمي الؤمني؟ وبالتال أليس هو عربيا؟!‬
‫أليس ف العرب الليي من يؤمن بالقائم وبروجه؟‬
‫فلماذا يصص العرب بالقتل والذبح؟ وكيف يقال‪ :‬ل يرج‬
‫مع القائم منهم واحد؟‬
‫وك يف ي كن أن يهدم ال سجد الرام وال سجد النبوي؟ مع أن‬
‫ال سجد الرام هو قبلة ال سلمي ك ما نص عل يه القرآن وب ي أ نه‬
‫أول ب يت و جد على و جه الرض‪ ،‬وكان ر سول ال صلوات ال‬
‫عليه قد صلى فيه‪ ،‬وصلى فيه أيضا أمي الؤمني والئمة من بعده‬
‫وخصوصا المام الصادق الذي مكث فيه مدة طويلة‪.‬‬
‫لقد كان ظننا أن القائم سيعيد السجد الرام بعد هدمه إل ما‬
‫كان عليه زمن النب صلى ال عليه وآله وقبل التوسعة‪ ،‬ولكن تبي‬
‫ل فيمجا بعجد أن الراد مجن قوله (يرجعجه إل أسجاسه) أي يهدمجه‬
‫ويسويه بالرض‪ ،‬لن قبلة الصلة ستتحول إل الكوفة‪.‬‬
‫روى الف يض الكاشا ن‪ ( :‬يا أ هل الكو فة ل قد حبا كم ال عز‬
‫و جل ب ا ل ي ب أ حد من ف ضل‪ ،‬مصلكم بيت آدم وب يت نوح‬
‫وب يت إدر يس وم صلى إبراه يم ‪ ..‬ول تذ هب اليام ح ت ين صب‬
‫الجر السود فيه) (الواف ‪.)1/215‬‬
‫إذن ن قل ال جر ال سود من م كة إل الكو فة وج عل الكو فة‬
‫م صلى ب يت آدم ونوح وإدر يس وإبراه يم دل يل على اتاذ الكو فة‬
‫قبلة للصلة بعد هدم السجد الرام‪ ،‬إذ بعد هذا ل معن لرجاعه‬
‫إل ما كان عل يه ق بل التو سعة ول تب قى له فائدة‪ ،‬فل بد له من‬
‫‪128‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫الزالة والدم ‪-‬ح سبما ورد ف الروايات‪ -‬وتكون القبلة وال جر‬
‫السود ف الكوفة‪ ،‬وقد علمنا فيما سبق أن الكعبة ليست بذات‬
‫أهيمة عند فقهائنا‪ ،‬فل بد إذن من هدمها‪.‬‬
‫ونعود لن سأل مرة أخرى‪ :‬ما هو ال مر الد يد الذي يقوم به‬
‫القائم؟‬
‫وما هو الكتاب الديد والقضاء الديد؟‬
‫إن كان المر الذي يقوم به من صلب حكم آل ممّد فليس هو‬
‫إذن بديد‪.‬‬
‫وإن كان الكتاب من الك تب ال ت ا ستأثر ب جها أم ي الؤمن ي‬
‫حسبما تدعيه الروايات الواردة ف كتبنا فليس هو بكتاب جديد‪.‬‬
‫وإن كان القضاء ف أقضية ممّد وآله‪ ،‬والكتاب من غي كتبهم‬
‫والقضاء مجن غيج أقضيتهجم فهجو فعل أمجر جديجد وقضاء جديجد‬
‫وكيف ل يكون جديدا والقائم سيحكم بكم آل داود كما مر؟‬
‫أ نه أ مر من ح كم آل داود‪ ،‬وكتاب من كتب هم‪ ،‬وقضاء من‬
‫جة‪:‬‬‫جم‪ .‬ولذا كان جديدا‪ ،‬ولذلك ورد فج الروايج‬ ‫قضاء شريعتهج‬
‫(لكأن أنظر إليه بي الركن والقام يبايع الناس على كتاب جديد)‬
‫كما مر بيانه‪.‬‬
‫بقي أن تعلم أن ما يصنعه القائم حسبما جاء ف الرواية الروعة‪،‬‬
‫فإنه سيثخن ف القتل بيث يتمن الناس أل يروه لكثرة ما يقتل من‬
‫الناس وبصورة بشعة ل رحة فيها ولشفقة‪ ،‬حت يقول كثي من‬
‫الناس ليس هذا من آل ممد‪ ،‬ولو كان من آل ممّد لرحم!!‪.‬‬
‫وبدورنجا نسجأل‪ :‬بنج سجيفتك القائم؟ ودماء مجن هذه التج‬
‫سيجريها بجهذه الصورة البشعة؟!‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫إن جها دماء ال سلمي ك ما ن صت عل يه الروايات‪ ،‬وك ما ب ي‬
‫السيد الصدر‪.‬‬
‫إذن ظهور القائم سيكون نقمة على السلمي ل رحة لم‪ ،‬ولم‬
‫ال ق إن قالوا أ نه ل يس من آل ممّد ن عم لن آل ممّد يرحون‬
‫ويشفقون على السلمي‪ ،‬أما القائم فإنه ل يرحم ول يشفق‪ ،‬فليس‬
‫هو إذن من آل م مد‪ ،‬ث أل يس هو ‪-‬أي القائم‪ -‬سيمل الرض‬
‫عدلً وقسطا بعد أن ملئت جورا وظلما؟‬
‫فأيجن العدل إذن إذا كان سجيقتل تسجعة أعشار الناس وخاصجة‬
‫السجلمي؟ وهذا ل يفعله فج تاريجخ البشريجة أحجد‪ ،‬ول حتج‬
‫الشيوعيون الذيجن كانوا حريصجي على تطجبيق نظريتهجم على‬
‫حساب الناس‪ .‬فتأمل!!‬
‫لقد أسلفنا أن القائم ل حقيقة له‪ ،‬وأنه غي موجود‪ ،‬ولكنه إذا‬
‫قام فسجيحكم بكجم آل داود وسجيقضي على العرب والسجلمي‬
‫ويقتلهجم قتل ل رحةج فيجه ول شفقجة‪ ،‬ويهدم السججد الرام‬
‫وم سجد ال نب صلى ال عل يه وآله‪ ،‬ويأ خذ ال جر ال سود‪ ،‬ويأ ت‬
‫بأ مر جد يد وكتاب جد يد‪ ،‬ويق ضي بقضاء جد يد‪ ،‬ف من هو هذا‬
‫القائم؟ وما القصود به؟‬
‫إن القي قة ال ت تو صلت إلي ها ب عد درا سة ا ستغرقت سنوات‬
‫طوالً ومراجعة لمهات الصادر هي أن القائم كناية عن قيام دولة‬
‫إسرائيل أو هو السيح الدجال‪ ،‬لن السن العسكري ليس له ولد‬
‫ك ما أ سلفنا وأثبت نا‪ ،‬ولذا روى عن أ ب ع بد ال ‪-‬و هو بر يء‬

‫‪130‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫من ذلك‪( :-‬ما لن خالفنا ف دولتنا نصيب‪ ،‬إن ال قد أحل لنا‬
‫دماءهم عند قيام قائمنا) (البحار ‪.)52/376‬‬
‫ولاذا حكجم آل داود؟ أليجس هذا إشارة إل الصجول اليهوديجة‬
‫لذه الدعوة؟‬
‫وقيام دولة إسجرائيل لبجد أن يسجودها حكجم آل داود‪ ،‬ودولة‬
‫إسجرائيل إذا قامجت‪ ،‬فإن مجن مططاتججها القضاء على العرب‬
‫خصجوصا السجلمي والسجلمي عموما كمجا هجو مقرر فج‬
‫بروتوكولتجهم‪ ،‬تقضي عليهم قضاء مبما وتقتلهم قتلً ل رحة‬
‫فيه ول شفقة‪.‬‬
‫وحلم دولة إ سرائيل هو هدم قبلة ال سلمي وت سويتها بالرض‪،‬‬
‫ث هدم ال سجد النبوي والعودة إل يثرب ال ت أخرجوا من ها‪ ،‬وإذا‬
‫قامجت فسجتفرض أمرا جديدا‪ ،‬وتضجع بدل القرآن كتابا جديدا‪،‬‬
‫وتقضجي بقضاء جديجد‪ ،‬ول تسجأل بينجة‪ ،‬لن سجؤال البينجة مجن‬
‫خصائص السلمي‪ ،‬ولذا تسود الفوضى والظلم بسبب العنصرية‬
‫اليهودية‪.‬‬
‫ويسن بنا أن ننبه إل أن أصحابنا اختاروا لم اثن عشر إماما‪،‬‬
‫وهذا ع مل مق صود فهذا العدد ي ثل عدد أ سباط ب ن إ سرائيل‪ ،‬ول‬
‫يكتفوا بذلك بل أطلقوا على أنف سهم ت سمية (الث ن عشر ية) تيمنا‬
‫بججهذا العدد‪ ،‬وكرهوا جبيجل والروح الميج كمجا وصجفه ال‬
‫تعال ف القرآن الكري‪ ،‬وقالوا إنه خان المانة إذ يفترض أن ينجزل‬
‫على علي ‪ ،‬ولكنجه حاد عنجه‪ ،‬فنججزل إل ممّد ‪ ،‬فخان بذلك‬
‫المانة‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫ولذا كرهوا جبيل‪ ،‬وهذه هي صفة بن إسرائيل ف كراهتهم‬
‫له‪ ،‬ولذا رد ال علي هم بقوله تعال‪ :‬قُلْ مَن كَا نَ َع ُدوّا ّلجِبْرِيلَ‬
‫فَإِنّهُ نَ ّزلَهُ َعلَى قَلْبِكَ بِِإذْنِ اللّهِ مُصَدّقا ّلمَا بَيْنَ َيدَيْهِ وَ ُهدًى وَُبشْرَى‬
‫لِ ْلمُؤْمِنِيَ * مَن كَا نَ َع ُدوّا للّ هِ وَمَلئِكَتِ هِ َورُ سُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ‬
‫فَإِنّ اللّ هَ َع ُدوّ لّلْكَافِرِي نَ [البقرة‪ ،]98-97:‬فو صف من عادى‬
‫جبيل بالكفر‪ ،‬وأخب أن من عاداه فإنه عدو ل تعال‪.‬‬
‫و من أع ظم آثار العنا صر الجنب ية ف حرف التش يع عن ر كب‬
‫المة السلمية هو القول بترك المعة وعدم جوازها إل وراء إمام‬
‫معصوم‪.‬‬
‫لقد صدرت ف الونة الخية فتاوى توز إقامة صلة المعة‬
‫ف السينيات‪ ،‬وهذا عمل عظيم‪ ،‬ول والمد ل جهود كبية ف‬
‫حث الرا جع العل يا على هذا العمل وإ ن احت سب أجري عند ال‬
‫تعال‪.‬‬
‫ولك ن أت ساءل‪ :‬من الذي ت سبب ف حرمان كل تلك الجيال‬
‫وعلى مدى ألف سنة تقريبا من صلة المعة؟ فأية يد خبيثة هذه‬
‫ال ت ا ستطاعت بدهائ ها و سيطرتجها أن ترم الشي عة من صلة‬
‫المعجة‪ ،‬مجع وجود النجص القرآنج الصجريح فج وجوب إقامجة‬
‫المعة؟؟!‬
‫و ما زالت اليادي الف ية تع مل وت بث سومها‪ ،‬ف قد أ صدرت‬
‫زعامة الوزة ف يومنا هذا تعليمات بوجوب إكثار الفساد والظلم‬
‫ونشره بيج الناس‪ ،‬لن كثرة الفسجاد تعججل فج خروج المام‬
‫الهدي ‪-‬القائم‪ -‬مجن سجردابه‪ ،‬وقجد اسجتجاب كثيج مجن الشيعجة‬
‫‪132‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫لذلك‪ ،‬وطبقوا هذه التعليمات ومارسوا الفساد بكل ألوانه‪ ،‬وكان‬
‫السيد البوجردي يشرف على تطبيقها ف مدينة الثورة ف بغداد‪،‬‬
‫فإذا مجا مشجى رججل فج أحجد شوارع الثورة فرأى امرأة أعجبتجه‪،‬‬
‫فإنججها تسجتجيب له بابتسجامة منجه أو إشارة بطرف عينجه‪ .‬ول‬
‫تكتف زعامة الوزة بذلك‪ ،‬بل أرادت تعميم هذا الفساد ليشمل‬
‫كل أناء العراق‪ ،‬ولذا قاموا باستئجار باصات نقل كبية لغرض‬
‫السياحة والصطياف ف شال العراق‪.‬‬
‫وقاموا بترغيجب العوائل السجاكنة فج مدن النوب بالسجفر إل‬
‫الشمال‪ ،‬فترى العوائل ال سافرة تتكون كل عائلة من ها من ر جل‬
‫عجوز وامرأ ته الطاع نة ف ال سن بثياب ر ثة ل يلك أحد هم ث ن‬
‫وجبة عشاء فضلً عن نفقة السياحة والصطياف‪ ،‬وقد اصطحبت‬
‫كجل عائلة معهجا عددا مجن الفتيات الميلت‪ ،‬فإذا مجا وصجلت‬
‫القافلة إل مافظجة مجن الحافظات التج ترج بججها وهجي‪ ،‬صجلح‬
‫الدين‪-‬تكريت‪-‬الوصل‪ ،‬دهوك‪ ،‬أربيل‪ ،‬كركوك‪ ،‬حط السافرون‬
‫رحالمج فيهجا أياما‪ ،‬ثج تبدأ الفتيات بالنججزول إل أسجواق تلك‬
‫الحافظة‪ ،‬فيعرضن أنفسهن على الشباب لتتم (الصفقات الحرمة)‬
‫وأمجا فترة بقاء العوائل فج الصجايف فإنج أعججز عجن وصجف مجا‬
‫يري‪.‬‬
‫إن الغا ية من إ صدار هذه التعليمات هي ن شر الف ساد وتدم ي‬
‫البلد‪ ،‬وأ ما خروج المام الثا ن ع شر العروف بالقائم فأ نا وا ثق‬
‫بأنجهم يدركون أن ل وجود لذا المام‪.‬‬
‫فانظروا إل هذه اليدي البيثة ماذا فعلت وماذا تفعل!!!‬

‫‪133‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬

‫الخاتمة‬
‫ب عد هذه الرحلة الره قة ف بيان تلك القائق الؤل ة‪ ،‬ما الذي‬
‫يب علي فعله؟‬
‫هجل أبقجى فج مكانج ومنصجب وأجعج الموال الضخمجة مجن‬
‫الب سطاء وال سذج با سم ال مس وال تبعات للمشا هد‪ ،‬وأر كب‬
‫السجيارات الفاخرة (!!) وأتتجع بالميلت؟ أم أترك عرض الدنيجا‬
‫الزائل وأبت عد عن هذه الحرمات‪ ،‬وأ صدع بال ق ‪-‬لن ال ساكت‬
‫عن الق شيطان أخرس‪-‬؟‬
‫لقد عرفت أن عبد ال بن سبأ اليهودي هو الذي أسس التشيع‪،‬‬
‫وفرق السلمي وجعل العداوة والبغضاء بينهم‪ ،‬بعد أن كان الب‬
‫واليان ي مع بين هم‪ ،‬ويؤلف قلوب جهم‪ ،‬وعر فت أيضا ما صنعه‬
‫أجدادنا ‪-‬أهل الكوفة‪ -‬بأهل البيت‪ ،‬وما روته كتبنا ف نبذ الئمة‬
‫والطعن بجهم‪ ،‬وضجر أهل البيت من شيعتهم كما سبق القول‪،‬‬
‫ويكفي قول أمي الؤمني ف بيان حقيقتهم‪:‬‬
‫(لو ميزت شيعت لا وجدت جهم إل وا صفة‪ ،‬ولو امتحنتهم لا‬
‫وجدتجهم إل مرتدين‪ ،‬ولو تحصتهم لا خلص من اللف واحد)‬
‫(الكاف ‪.)8/338‬‬
‫وعرفت أنجهم يكذبون ال تعال‪ ،‬فإن ال تعال بي أن القرآن‬
‫الكري ل تعبث به اليادي‪ ،‬ولن تقدر لن ال تكفل بفظه‪ ،‬وأما‬
‫‪134‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫جا فيقولون إن القرآن مرف‪ ،‬فيدون بذلك قول ال تعال‪،‬‬ ‫فقهاؤنج‬
‫ف من أ صدق؟ أأ صدقهم؟ أم أ صدق ال تعال؟ وعر فت أن الت عة‬
‫مر مة‪ ،‬ول كن فقهاؤ نا أباحو ها‪ ،‬وجرت إباحت ها إل إبا حة غي ها‬
‫وكان آخرها اللواط بالردان من الشباب‪.‬‬
‫وعرفجت أن المجس ل يبج على الشيعجة دفعجه ول إعطاؤه‬
‫للفقهاء والجتهديجن بجل هجو حجل لمج حتج يقوم القائم‪ ،‬ولكجن‬
‫فقهاؤنجا هجم الذيجن أوجبوا على الناس دفعجه وإخراججه وذلك‬
‫لآربجهم ‪-‬أي الفقهاء‪ -‬الشخصية ومنافعهم الذاتية‪.‬‬
‫وعرفت أن التشيع قد عبثت به أياد خفية هي الت صنعت فيه‬
‫ما صنعت ‪ -‬كما أوضحنا ف الفصول السابقة ‪ -‬فما الذي يبقين‬
‫ف التشيع بعد ذلك؟‬
‫ولذا ورد عن ممّد بن سليمان عن أبيه قال‪ :‬قلت لب عبد ال‬
‫‪:‬‬
‫(جعلت فداك‪ ،‬فإنا قد نبزنا نبزا أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا‪،‬‬
‫واستحلت ل الولة دماءنا ف حديث رواه لم فقهاؤهم‪.‬‬
‫قال أبو عبد ال ‪ :‬الرافضة؟ فقلت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل وال ما هم سوكم به ولكن ال ساكم به) (روضة الكاف‬
‫‪.)5/34‬‬
‫فإذا كان أبو عبد ال قد شهد عليهم بأنجهم رافضة ‪-‬لرفضهم‬
‫أهل البيت‪ -‬وأن ال تعال ساهم به فما الذي يبقين معهم؟ وعن‬
‫‪135‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫الفضل بن عمر قال‪ :‬سعت أبا عبد ال يقول‪( :‬لو قام قائمنا بدأ‬
‫بكذاب الشيعة فقتلهم) (رجال الكشي ‪ )253‬ترجة ابن الطاب‪،‬‬
‫لاذا يبدأ بكذاب الشيعة فيقتلهم؟‬
‫يقتلهم قبل غيهم لقباحة ما افتروه وجعلوه دينا يتقربون به إل ال‬
‫تعال به كقولم بإباحة التعة واللواط‪ ،‬وقولم بوجوب إخراج خس‬
‫الموال‪ ،‬وكقولمجبتحريجف القرآن والبدء ل تعال ورجعجة الئمجة‪،‬‬
‫و كل ال سادة والفقهاء والجتهد ين يؤمنون ب جهذه العقائد وغي ها‪،‬‬
‫فمن منهم سينجو من سيف القائم ‪-‬عجل ال فرجه‪-‬؟؟‬
‫وعن أب عبد ال قال‪( :‬ما أنزل ال سبحانه آية ف النافقي‬
‫إل وهي فيمن ينتحل التشيع) (رجال الكشي ‪ 254‬أب الطاب)‪.‬‬
‫صدق أبو عبد ال بأب هو وأمي‪ ،‬فإذا كانت اليات الت نزلت‬
‫ف النافقي منطبقة على من ينتحل التشيع‪ ،‬فكيف يكنن أن أبقى‬
‫معهم؟؟‬
‫وهجل يصجح بعجد هذا أن يدعوا أنججهم على مذهجب أهجل‬
‫البيت؟؟‪ ،‬وهل يصح أن يدعوا مبة أهل البيت؟‬
‫لقد عرفت الن أجوبة تلك السئلة الت كانت تين وتشغل‬
‫بال‪.‬‬
‫ب عد وقو ف على هذه القائق وعلى غي ها‪ ،‬أخذت أب ث عن‬
‫سجبب كونج ولدت شيعيا‪ ،‬وعجن سجبب تشيجع أهلي وأقربائي‪،‬‬
‫فعر فت أن عشي ت كا نت على مذ هب أ هل ال سنة‪ ،‬ول كن ق بل‬
‫‪136‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫حوال مائة وخسجي سجنة جاء مجن إيران بعجض دعاة التشيجع إل‬
‫جنوب العراق‪ ،‬فاتصجلوا ببعجض رؤسجاء العشائر‪ ،‬واسجتغلوا طيجب‬
‫قلوبججهم وقلة علمهجم‪ ،‬فخدعوهجم بزخرف القول‪ ،‬فكان ذلك‬
‫سجبب دخولمج فج النهجج الشيعجي‪ ،‬فهناك الكثيج مجن العشائر‬
‫والبطون تشيعت بجهذه الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل‬
‫السنة‪.‬‬
‫ومن الضروري أن أذكر بعض هذه العشائر أداء لمانة العلم‪:‬‬
‫فمنهم بنو ربيعة‪ ،‬بنو تيم‪ ،‬الزاعل‪ ،‬الزبيدات‪ ،‬العمي وهم بطن‬
‫من تيم‪ ،‬الزرج‪ ،‬شرطوكة الدوار‪ ،‬الدفافعة‪ ،‬آل ممّد وهم من‬
‫عشائر العمارة‪ ،‬عشائر الديوانيجة وهجم آل أقرع وآل بديجر وعفجج‬
‫والبور والليحة‪ ،‬وعشية كعب‪ ،‬وبنو لم وغيها كثي‪.‬‬
‫وهؤلء العشائر كل هم من العشائر العراق ية ال صيلة العرو فة ف‬
‫العراق‪ ،‬وهجم معروفون بشجاعتهجم وكرمهجم ونوتججهم‪ ،‬وهجم‬
‫عشائر كجبية لاج وزنججها وثقلهجا إذ هجم مجن العشائر العربيجة‬
‫الصيلة‪ ،‬ولكن مع السف تشيعوا منذ أكثر من مائة وخسي سنة‬
‫بسبب موجات دعاة الشيعة الذين وفدوا إليهم من إيران‪ ،‬فاحتالوا‬
‫عليهم وشيعوهم بطريقة أو بأخرى‪.‬‬
‫ون سيت هذه العشائر البا سلة ‪-‬ر غم تشيع ها‪ -‬أن سيف القائم‬
‫ينت ظر رقاب جهم ليف تك ب جهم ك ما مر بيا نه‪ ،‬إذ أن المام الثا ن‬
‫ع شر العروف بالقائم سيقتل العرب شر قتلة ر غم كون جهم من‬
‫‪137‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫شيعته‪ ،‬وهذا ما صرحت به كتبنا ‪-‬معاشر الشيعة‪ -‬فلتنتظر تلك‬
‫العشائر سيف القائم ليفتك بجها‪.‬‬
‫ل قد أخذ ال تعال العهد على أهل العلم أن يبينوا للناس ال ق‪،‬‬
‫و ها أ نا ذا أبي نه للناس‪ ،‬وأو قظ النيام وأن به الغافل ي‪ ،‬وأد عو هذه‬
‫العشائر العربية الصيلة أن ترجع إل أصلها‪ ،‬وأل تبقى تت تأثي‬
‫أصجحاب العمائم الذيجن يأخذون منهجم أموالمج باسجم المجس‬
‫وال تبعات للمشا هد‪ ،‬ويعتدون على شرف ن سائهم با سم الت عة‪،‬‬
‫وكل من المس والتعة مرم كما سبق بيانه‪ ،‬وأدعو هذه العشائر‬
‫ال صيلة لراج عة تاري ها وتار يخ أ سلفها ليقفوا على القي قة ال ت‬
‫طم سها الفقهاء والجتهدون وأ صحاب العمائم حر صا من هم على‬
‫بقاء منافعهم الشخصية‪.‬‬
‫وبجهذا أكون قد أديت جزءا من الواجب‪.‬‬
‫ال أسألك بحبت لنبيك الختار وبحبت لهل بيته الطهار أن‬
‫تضجع لذا الكتاب القبول فج الدنيجا والخرة‪ ،‬وأن تعله خالصجا‬
‫لوج هك الكر ي‪ ،‬وأن تن فع به الن فع العم يم‪ ،‬وال مد ل من ق بل‬
‫ومن بعد‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫الفهرست‬
‫القدمة‪5..................................................‬‬
‫مقدمة الكاتب‪7..........................................‬‬
‫مقدمة‪5........................................................................‬‬
‫‪6‬‬‫جعية صلح الدين اليية‪................................‬‬
‫عبد ال بن سبأ‪15.............................................................‬‬
‫القيقة ف انتساب الشيعة لهل البيت‪21.......................................‬‬
‫التعة وما يتعلق با‪42...........................................................‬‬
‫المس‪67.....................................................................‬‬
‫ملخص تطور نظرية المس‪78..................................................‬‬
‫القول الول‪78........................................................... :‬‬
‫القول الثان‪78............................................................ :‬‬
‫القول الثالث‪79........................................................... :‬‬
‫القول الرابع‪80............................................................:‬‬
‫القول الامس‪81...........................................................:‬‬
‫تنبيه‪84................................................................ ....:‬‬
‫الكتب السماوية‪89............................................................‬‬
‫‪ -1‬الامعة‪89.............................................................:‬‬
‫‪ -2‬صحيفة الناموس‪90....................................................:‬‬
‫‪ -3‬صحيفة العبيطة‪91.....................................................:‬‬
‫‪ -4‬صحيفة ذؤابة السيف‪92................................................:‬‬

‫‪139‬‬
‫كشف الستار وتبئة الئمة الطهار‬
‫‪ -5‬صحيفة علي وهي صحيفة أخرى وجدت ف ذؤابة السيف‪92.............:‬‬
‫‪ -6‬الفر‪ :‬وهو نوعان‪ :‬الفر البيض والفر الحر‪93.......................:‬‬
‫‪ -7‬مصحف فاطمة‪94.....................................................:‬‬
‫‪ -8‬التوراة والنيل والزبور‪95..............................................:‬‬
‫‪ -9‬القرآن‪96.............................................................:‬‬
‫نظرة الشيعة إل أهل السنة‪99..................................................‬‬
‫ملحظة‪109..............................................................:‬‬
‫أثر العناصر الجنبية ف صنع التشيع‪111........................................‬‬
‫الاتة ‪134.....................................................................‬‬
‫الفهرست‪139.................................................................‬‬

‫‪140‬‬

You might also like