Professional Documents
Culture Documents
عقيدة
الشيعة
المامية
إعداد
فؤاد بن عبد العزيز
الشلهوب
بسم ال الرحمن الرحيم
(مقدمة)
إن الحمممد ل نحمده ونسممتعينه ونسممتغفره ونتوب إليممه ،ونعوذ بال مممن شرور
أنفسممنا وسممئيات أعمالنمما ،مممن يهده ال فل مضممل له ،ومممن يضلل فل هادي له،
وأشهمد أن ل إله إل ال وحده ل شريمك له ،وأشهمد أن محمداً عبده ورسموله،صملى
ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين.
وبعممد :فأضممع بيممن يدي القارئ الكريممم بعض ًا مممن المسممائل التممي تتعلق بالمعتقممد
الشيعممي (الرافضممي) ،حاولت فيهمما أن أُجلي الصممورة عممن خفايمما هذا المعتقممد ،أو
أصحح بعض الفكار تجاه هذا المعتقد الذي جرّ على المة ويلت ومحن ! .
ولقد دعاني إلى كتابة تلك المسائل هو جهل كثير من أهل السنة بحقيقة المعتقد ،بل
وحتمى كثيمر ممن عوام الشيعمة يجهلون حقيقمة مذهبهمم ! .ويتردد على ألسمنة كثيمر
ممممممممن الناس أن أولئك القوم يشهدون أن ل إله إل ال وأن محمدًا رسمممممممول ال ،
ويصملون معنما ،ويصمومون ..إلخ ..ممن تلكمم العبارات .ولكن كثيمر ممن أهمل السمنة
ل يعلمون بحقيقممة عقيدة التقيممة التممي يحتمممي بهمما أولئك القوم ويتقربون بهمما إلى
مولهم ،ول يعلمون بالعقائد التي يخفونها ويتدينون بها .
وسموف نأتمي فمي هذه الرسمالة على بعمض عقائد الشيعمة الماميمة الذي همو غالب مما
يعتقده الشيعة اليوم في معظم أجزاء المعمورة .
بقممي أن أشيممر إلى أن مادة هذه الرسممالة مسممتقاة مممن كتاب السممنة النبويممة لشيممخ
السملم بمن تيميمة-رحممه ال -وكتاب أصمول مذهمب الشيعمة الثنما عشريمة للشيمخ
ناصر القفاري –حفظه ال -وهذا من باب رد الحق إلى أهله فجزاهما ال خيرا .
فأسمأل مولنما الجليمل أن يعيننما على إكمال مابدأناه ،إنمه ولي ذلك والقادر عليمه ،فبمه
المستعان وعليه التكلن ،وبال التوفيق .
2
-1مؤسس المذهب ،وإنقسام الشيعة إلى ثلثة طوائف في مرحلة النشأة .
تظافرت الروايات التمي ل تدع مجالً للشمك ،بأن واضمع بذرة التشيمع الولى همو
عبمد ال بمن سمبأ اليهودي الديانمة .قدم ممن اليممن بغرض إفسماد ديمن المسملمين ،كمما
أفسمد اليهود ديمن النصمارى عندمما دخمل (بولص) فمي النصمرانية وتسمنم المناصمب
العاليمة التمي مكنتمه ممن إدخال الضللت إلى ديمن النصمارى .وعبمد ال بمن سمبأ (ابمن
السوداء) هاله ما رأى من علو السلم والمسلمين ،فأعلن إسلمه وأظهر الديانة،
ولكنه استبطن النفاق والكفر وأضمر الشر والكيد للسلم .
فجاء إلى المدينممة زمممن عثمان بممن عفان –رضممي ال عنممه -وكان هممو محرك
الناس على إمامهمم إذ ذاك عثمان بمن عفان –رضمي ال عنمه -والذي على إثرهما قُتمل
شهيدًا –رضي ال عنه – وجمعنا بنبينا صلى ال عليه وسلم وبصحابته الكرام .
ولمما تولى علي-رضمي ال عنمه -إماممة المسملمين ،وجمد ابمن السموداء أن هناك
جماعمة ممن الناس تتشيمع لعلي-رضمي ال عنمه – وأهمل بيتمه ،وكانمت تلك تُعظمم علياً
وتحبمه لقربمه ممن رسمول ال صملى ال عليمه وسملم ،ولم تكمن تفضله على الشيخيمن
أبمي بكمر وعممر-رضمي ال عنهمما ،-إل ممن ألحمد وغلى (انظمر منهاج السمنة لبمن
تيميممة .)7/391فاسممتفاد ابممن السمموداء مممن هذه المحبممة ،فعمممل على تأجيجهمما فممي
النفوس ،ووضعمت الحايمث فمي فضائل علي –رضمي ال عنمه ، -التمي أوجدت نوعاً
مممن التعظيممم غيممر اللئق بمقام البشريممة والصممحبة ،وكانممت تلك مهيئة للنفوس لممما
بعدها .ثم لما تمكن التعظيم الغالي من قلوب فريق من الشيعة ،أظهر ابن السوداء
عبدال ابن سباً القول بإلهية علي –رضي ال عنه ،-المر الذي أفقد أمير المؤمنين
–علي رضي ال عنه -صوابه ! كيف يعبد من دون ال ؟ ! .فأمر بالخاديد وخدت،
وبالنار فأضرمت وأنشد :
أججت ناري ودعوت قنبراً لما رأيت المر أمرًا منكراً
فكان كمل ممن ل يرجمع عمن مقولتمه النكراء تلك يرممي فمي النار .وقيمل إنمه كان
يقتلهمم ثمم يرميهمم فمي النار .ولكمن الثابمت أن ابمن عباس أنكمر عليمه طريقمة قتله ل
أصمل القتمل ،فهمم مرتدون يجمب قتلهمم .قال ابمن عباس :لو كنمت أنما لقتلتهمم لقول
صملى ال عليمه وسملم ( :ممن بدل دينمه فاقتلوه ) .والعجمب يأخذك إذا علممت أنمه
وبعممد أن أمممر علي رضممي ال عنممه بإضرام النار -وعقوبممة كممل مممن لم يرجممع عممن
مقالتممه تلك – قال أولئك المفتونون :ل يعذب بالنار إل رب النار !! ،فتلعممب بهممم
الشيطان وأرداهم .
وفائدة القول :
أن طوائف الشيعة في زمن علي رضي ال عنه ثلث طوائف :
الطائفة الولى :هم الذين زعموا أن علياً إلههم .وهؤلء لما علم بهم أحرق من
لم يرجع عن قوله ويتوب .
الطائفمة الثانيمة :همم الذيمن كانوا يسمبون أبما بكمر وعممر (رضمي ال عنهمما) وهذا
يتمثل في ابن السوداء ،وهذا لما طلبه علي بن أبي طالب هرب وترك المدينة .
الطائفممة الثالثممة :هممم الذيممن يفضلونممه على أبممي بكممر وعمممر :وهؤلء رد عليهممم
مراراً ،وقال على منمبر الكوفمة :خيمر هذه الممة بعمد نبيهما أبمو بكمر ثمم عممر .وكان
3
يقول :ل أوتمى بأحمد يفضلنمي على أبمي بكمر وعممر إل جلدتمه حمد المفتري ( .انظمر
فتاوى ابن تيمية )34-13/32
-2تفريق السلف في التعامل بين الشيعة والخوارج .
كان ظهور فرقتا الشيعة والخوارج متزامنا بعض الشيء ،إل أن السلف فرقوا في
التعامل بين الفرقتين ،والناظر في كتب التاريخ والحديث يرى أن وطأة السلف على
الخوارج أشد ،وذلك لن السلف قاتلوا الخوارج ولم يقاتلوا الشيعة ،ثم إنك تجد أن
المحدثين يجوزون النقل عن الخوارج ول يجوزونه عن الروافض ! .وقد يذهب
العقل كل مذهب ويحتار في موقف السلف من الفرقتين .ولكن يزول عجبك وحيرتك
إذا علمت أن السلف فرقوا في علج كلتا الفرقتين لعتبارات وفروق بينهما :
الفرق الول :أن الخوارج أهل زهد وعبادة مريدون للحق ،لكن أخطأوا وضلوا
السبيل ،ولم يكن لهم قدوة في العلم واليمان يأخذون عنهم دينهم ،فأولوا القرآن
وضلوا في ذلك ضل ًل مبيناً ،فكان ذلك وبالً عليهم ،فكان من سوء تأويلهم أنهم
حكموا بالكفر على كثير من المسلمين بموجب تأويلهم الفاسد ،فكانوا يقتلون أولد
المسلمين لما حكموا بكفر آبائهم ويرددون قول ال تعالى { :وقال نوحٌ رب ل تذر
على الرض من الكافرين دياراً .إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ول يلدوا إل فاجراً
كفار } [نوح ، ]27-26:وقتلوا خبيب بن عدي رضي ال عنه وبقروا بطن جاريته
ولم يروا بذلك بأساً ،وكانوا يتحرجون الكل من مزارع أهل الكتاب ! .
وأما الرافضة :فأصل دينهم زندقة وخروج عن ملة السلم ،وواضع دينهم يبتغي
الكيد للسلم والنيل منه ،ولذا تجد في عقائدهم كثير من الخرافات المستمدة من
الفرس والمجوس والنصارى واليهود ،فهي عقائد مركبة –وسوف يأتي الكلم
على ذلك إن شاء ال .-ولذلك حكم كثير من علماء أهل السلم بإسلم الخوارج،
كقول علي رضي ال عنه فيهم لما سألوه :أكفار هم ؟ .فقال رضي ال عنه :من
الكفر فروا .وأما الروافض ،فالغلة منهم ل شك في كفرهم ،وأما من دونهم فمن
جاء بناقض من نواقض السلم حُكم بكفره ،ومن لم يأتي بناقض فهو على البراءة
وهذا عزيزٌ الن فيهم .
الفرق الثاني :أن الكذب في الرافضة كثير وهو مشهور عنهم ولذلك يقال :أكذب
من رافضي .وأما الخوارج فغالبهم أهل زهد وعبادة ويتحرجون من الكذب لنه
كبيرة من كبائر الذنوب ،ومرتكب الكبيرة على أصل الخوارج مخلد في النار ! .
ولذلك هم يتقون الكذب ويتحرزون من الوقوع فيه ،ولذلك تجد بعض المحدثين
يجوز النقل عن الخوارج ،كما أخرج البخاري لعمر بن عبيد وهو من رؤوس
الخوارج .ولم يخرج المحدثون من كان غالياً في التشيع ،ولكنهم كانوا يروون
عمن فيه تشيع خفيف ،وكانوا يدققون النظر في الروايات التي تقوي مذهبهم أو
تدعو إليه-وأنظر هذا مبسوطاً في كتب الجرح والتعديل . -
الفرق الثالث :أن من أصول الخوارج ،الخروج على الئمة بالسيف ،وهم يرون هذا
تدين ًا يدينون ال به ،وأما الروافض فهم أجبن من ذلك ،ويعللون ذلك بأنهم ل
4
يخرجون إل بعد عودة إمامهم فيصرونه ويقتلون (العامة) أي أهل السنة والجماعة
وينكلون بهم .
ولذلك قاتل السلف الخوارج وقتلوهم ،وذلك لنهم حملوا السيف على المسلمين،
ي رضي ال عنهم لما اعتزلوه ،لم يمنعهم من الصلة ومخالطة إخوانهم وعل ٌ
المسلمين ،حتى استباحوا الدم المعصوم وقتلوا خبيباً ،ولما طالبهم بمن قتله ،أبوا
وقالوا :كلنا قتله ! .فعندئذ قاتلهم علي رضي ال عنه .وله في هذا أصل وسلف :
أما الصل :فهو إخبار المعصوم صلى ال عليه وسلم عنهم وبخروجهم ،
وتوعدهم صلى ال عليه وسلم بالقتل ،وذكر أجر قاتهلم .
وأما السلف :فإن عمر رضي ال عنه لما قُتل في اليمن رجل ،وكان القاتلة عدد
من الرجال ،قتلهم عمر وقال :لو تمال عليه أهل صنعاء أو اليمن [-الشك مني ]-
لقتلتهم به .أضف إلى ذلك أن علي ًا رضي ال عنه ،خليفة راشد وله سنة متبعة .
تلكم بعض الفروق بين الخوارج والرافضة ،والتي تبين كيف تعامل السلف مع كل
الفرقتين .
5
-3أكثر عقائد وعبادات الشيعة ملفقة من عقائد المم الكافرة.
أصل دين الشيعة وواضع بذورها هو عبد ال بن سبأ اليهودي الصل ،تظاهر
بالسلم لفساده ،كما أفسد بولص دين النصرانية .قال الشيخ ناصر القفاري-
حفظه ال -ولهذا أشار القمي ،والنوبختي ،والكشي ،وهم من شيوخ الشيعة
القدامى ..وذلك حين استعرضوا آراء ابن سبأ والتي أصبحت فيما بعد من أصول
الشيعة قالوا( :فمن هنا قال من خالف الشيعة :إن أصل الروافض كان مأخوذا من
اليهودية ) [(انظر :أصول مذهب المامية ( )1/82وفي الحاشية ذكر المصادر:
القمي :المقالت والفرق ص ، 20والبوبختي :فرق الشيعة ص ،22رجال الكشي
ص . ]) 108
وعلى هذا فل تعجب أخي إن رأيت كثيراً مما عليه الرافضة في معتقداتهم
وعباداتهم ،قد جلبوه من أمم كافرة حرفت كتبها ،وأشركت بربها ،وضلت عن
الصراط المستقيم ،أو من فرق خالفت نهج محمد صلى ال عليه وسلم وابتدعت في
دين ال ما لم يأذن به .وسوف نتعرض لمشابهة الشيعة للمم السابقة لترى كيف
ركبوا دينهم من أديان مختلفة .يقول شيخ السلم ابن تيمية في المنهاج (: )7/210
فالرافضة فيهم شبه من اليهود من وجه ،وشبه من النصارى من وجه .ففيهم شرك
وغلو وتصديق بالباطل كالنصارى ،وفيهم جبن وكِبر وحسد وتكذيب بالحق كاليهود
.
-فالنصارى أدعوا بأن عيسى إلها فعبدوه من دون ال ،وكذا الشيعة ادعوا في
علي بن أبي طالب رضي ال عنه اللهية .وهم الن وإن كانوا ل يصرحون
بذلك ،إل أنهم خلعوا عليه من الصفات والفعال ،ما ليقدر عليها إل ال ،كجلب
النفع ،ودفع الضر ،وإغاثة المستغيث ،وإجابة الداعي ...إلخ .
-وقالت اليهود :إن إلياس عليه السلم ،وفنحاس بن عازار بن هارون عليه
السلم ،أحياء إلى اليوم ( .انظر :أصول مذهب الشيعة للقفاري ( )1/83والفصل
لبن حزم ، )5/37 :والمجوسية تدعي أن لهم منتظراً حي ًا باقيًا مهدياً من ولد
بشتاف ابن بهراسف يقال له :أبشاوثن ،وأنه في حصن عظيم من خراسان
والصين (أصول مذهب المامية .)2/833:وكذلك الشيعة؛ فإن عبد ال بن سبأ لما
جاءه خبر موت علي بن أبي طالب كذبه وقال :لو أتيتمونا بدماغه في سبعين
صرة ما صدقنا موته ،ول يموت حتى يمل الرض عدلً كما ملئت جوراً .وكذا
قولهم في محمد بن الحسن العسكري بأنه حي لم يمت ،وسوف يخرج آخر
الزمان من سرداب سامراء ،يمل الرض عدلً كما ملئت جوراً( . ! ..وللفائدة
انظر :أصول مذهب الشيعة المامية.])2/824( :
-وقالت اليهود -أيضاً -بالبداء ،وهذا موجود في التوراة التي حرفها اليهود،
ونقلها ابن سبأ إلى الشيعة ،والسبأية تقول بذلك .وعقيدة البداء من أصول
عقيدة الشيعة ،وهم يعظمونها تعظيماً شديداً ،فقالوا ( :ما عبد ال بشيء مثل
البداء ) ( ،ولو علم الناس ما في القول بالبداء من الجر ما فتروا عن الكلم
فيه ) ( أصول الكافي لبن بابويه )148 ،1/146 :انظر أصول مذهب المامية
. )2/937والبداء معناه :الظهور بعد الخفاء ،أو نشاة الرأي الجديد .وليضاح
6
ذلك يقال :إن أئمة الروافض لما كان عندهم أن أئمتهم معصومون من الكذب،
أو الخبار بخلف الواقع ،وكانوا يخبرون بالمغيبات .فإذا وقع المر خلف
قولهم لجأوا إلى عقيدة البداء ،وقالوا :قد بدا لربكم كذا وكذا ،أي أن ال ظهر
له أمر آخر جعله يغير حكمه أو خبره .وهذا القول منهم ضلل وكفر ،لنه
ينسب الجهل إلى ال –تعالى عما يقولون علواً كبيرا ً . -
-والفرس تدين بالملك ووراثة الحكم في البيت المالك ،ول تقيم للشورى وانتخاب
الخليفة وزناً ،وكذلك الشيعة فإنهم يعدون أبا بكر وعمر قد اغتصبا حق علي في
الخلفة ،فهو من بيت النبوة (من آل البيت) ،وهم دون ذلك .يقول محمد أبو
زهرة ( :إنا نعتقد أن الشيعة قد تأثروا بالفكار الفارسية حول الملك والوراثة
والتشابه بين مذهبهم ونظام الملك الفارسي واضح ،ويزكي هذا أن أكثر أهل
فارس من الشيعة ،وأن الشيعة الولين كانوا من فارس ) [تاريخ المذاهب
ل من أصول مذهب المامية للقفاري (.] )1/85 السلمية )1/38( :نق ً
-والبوذية القديمة :تقول بتناسخ الرواح :وكذا قالت الكيسانية بتناسخ
الرواح .قال ابن حزم ( :وبهذا كان يقول السيد الحميري الشاعر لعنه ال،
ويبلغ المر بمن ذهب إلى هذا أن يأخذ أحدهم البغل والحمار فيعذبه ،ويضربه،
ويعطشه ،ويجيعه ،على أن روح أبي بكر وعمر رضي ال عنهما فيه [ .أي :
حلت فيه ] !! (انظر :الفصل ، ] )116-3/115 :وقال أحمد أمين ( :وتحت التشيع
ظهر القول بتناسخ الرواح ،وتجسيم ال ،والحلول ،ونحو ذلك من القوال التي
كانت معروفة عند البراهمة والفلسفة والمجوس قبل السلم) (انظر :فجر
السلم . )277 :وبعد فإن الكلم حول هذا يطول ولكن نختم بكلم المحدث :
عامر الشعبي-رحمه ال -فيهم ،وهو قبل كان رأساً من رؤوسهم ،ولكنه آثر
الحق على الهوى ،فهُدي إلى السنة .قال يخاطب مالك ابن مغول ... ( :يا مالك
إن محنتهم محنة اليهود .قالت اليهود :ل يصلح الملك إل في آل داود ،وكذلك
قالت الرافضة :ل تصلح المامة ال في ولد علي .وقالت اليهود :ل جهاد في
سبيل ال حتى يبعث ال المسيح الدجال وينزل سيف من السماء ،وكذلك قال
الرافضة قالوا :ل جهاد في سبيل ال حتى يخرج الرضا من آل محمد وينادي
مناد من السماء :اتبعوه .....واليهود عادوا جبريل فقالوا :هو عدونا ،وكذلك
الرافضة قالوا :أخطأ جبريل بالوحي .واليهود يستحلون أموال الناس ...وكذلك
الرافضة يستحلون مال كل مسلم .. .إلخ ) (انظر منهاج السنة ل بن تيمية -1/29
33بتصرف ) .
7
منهاج السنة النبوية . )73-1/72 :ومن المعلوم من دين المسلمين ،وعليه أهل
السنة والجماعة أن ال ليس كمثله شيء .
-وأول من فتح باب تحريفات الملحدة الباطنية في كلم ال وكلم رسوله صلى
ال عليه وسلم هم الجهمية والشيعة .قالوا في قوله تعالى ( :والشجرة
الملعونة في القرآن ) هم بنو أمية .وقالوا إن البقرة المأمور بذبحها :هي
عائشة رضي ال عنها .وقالوا المراد باللؤلؤ والمرجان :هما الحسن
والحسين ( .انظر فتاوى ابن تيمية . )5/550 :
-أول من أظهر دعوى النبوة من المنتسبين إلى السلم المختار بن عبيد وكان
من الشيعة وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :سيكون في ثقيف كذاب
ومبير ) فأما الكذاب فهو المختار ،وأما المبير فهو الحجاج .قاله ابن تيمية في
المنهاج. )3/459 ( :
-وأول من أحدث المشاهد هم القرامطة العبيدية القداحية ،وذلك عندما ضعفت
خلفة بني العباس ،وتسلطت على الحكم في مصر ،فنشرت بدع الشيعة من
إقامة المشاهد ،وإقامة شعار الرفض في يوم عاشوراء وغير ذلك ( .انظر
فتاوى ابن تيمية )27/466 :والدرسات التاريخية لثار القبور أثبتت رجوع أوائل
تلك المشاهد إلى هذه الفترة ( .انظر كتاب :دمعة على التوحيد حقيقة القبورية
وآثارها في واقع المة ص 17ومابعدها ) .
-وأول من أحدث النوح والحزن والصراخ واللطم في يوم عاشوراء هم الشيعة .
قال شيخ السلم ابن تيمية :وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي ال عنه
يُحدث للناس بدعتين :بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء ،من اللطم والصراخ
والبكاء والعطش وإنشاد المراثي ،وما يُفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنهم،
وإدخال من ل ذنب له مع ذووي الذنوب ،حتى يُسب السابقون الولون ،وتُقرأ
أخبار مصرعه التي كثير منها كذب ،وكان قصد من سنّ ذلك فتح باب الفتنة
والفرقة بين المة؛ فإن هذا ليس واجبا ول مستحبا باتفاق المسلمين ،بل إحداث
الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه ال ورسوله ( ..منهاج
السنة النبوية . )4/554 :
-5دين الشيعة مبني على الضللت والجهل ،ل على العلم الصحيح المؤصل ! .
الشيعة ليس لهم طريق علمي صحيح يقيمون به دينهم ،بل هي ضللت،
وجهالت ،وأكاذيب يروجون بها على عوامهم ،لشدهم وربطهم بدينهم .
وسوف نستعرض بعض المور والتي بها يتبين لنا فساد دينهم وخراب عقائدهم .
-1بطلن أدلتهم :وهي ل تخلو من نقل كاذب وهذا كثير في أخبارهم وكتبهم ،أو
نقل صحيح ولكنه دللة مجملة مشبهة ل تقاوم الدلة المحكمة ،أو قياس فاسد لعدم
تحقق شروط القياس أو لمخالفته النصوص الصحيحة الصريحة ( .انظر منهاج
السنة . )7/419 :
-2جهلهم الشديد بدين السلم :ومن تأمل كتبهم ،تبين له خفة عقولهم وسماجتها .
وإليك أمثلة :منها :نتف النعجة يريدون بذلك النيل من عائشة أم المؤمنين رضي
8
ال عنها ،ومنها :شق جوف الكبش كأنهم يشقون جوف عمر بن الخطاب رضي
ال عنه ،ومنها :كراهيتهم للفظ العشرة ،وتفضيلهم للفظ التسعة .مع أن القرآن
ذكر لفظ العشرة في مواضع كقوله تعالى { :والفجر وليال عشر } وقوله تعالى :
{وأتممناها بعشر } .وأما لفظ التسعة فجاءت في معرض الذم كقوله تعالى { :وكان
في المدينة تسعة رهط يفسدون في الرض ول يصلحون} ( .انظر المنهاج -7/416
، )417ومنها :ضربهم لصدورهم وجباههم في يوم عاشوراء تكفيراً عن تركهم
لنصرة الحسين حتى قُتل ! .ولو تأملوا قليلً وفكروا لبان لهم جهلهم وضللهم من
ناحيتين ،الولى :أن الحسين رضي ال عنه قتل شهيداً ،والنبي صلى ال عليه
وسلم أخبر أنه من أهل الجنة ،فما الداعي الن إلى ضرب الصدور وشق الجيوب
وإسالة الدماء مع أنه رضي ال عنه يتنعم الن .و الثانية :أن القوم الذين
يعذبون أنفسهم الن ،لم يتخاذلوا عن نصرة الحسين ،فلم يؤخذون بجريرة غيرهم،
وال سبحانه يقول{ :ول تزر وازرة وزر أخرى } ،فكان الولى بهذا [ليس هذا من
باب القرار ولكن من باب بيان الولوية ] أولئك القوم الذين تخلوا عن نصرة
الحسين وتقاعسوا عن القتال معه .
-3أحاديثهم التي يروونها أكثرها كذب وليس لها إسناد :وإن وجدت فهي إما
منقطعة تنتهي إلى أئمتهم ،أو رواتها مجاهيل ل يعرفون وهذا الغالب عليها .
والكذب ظاهر في رواتهم ولذا منع كثير من المحدثين الرواية عنهم لما عهدوا
منهم الكذب وعدم توقيه ،وفي مقابل ذلك قبلوا من بعض الخوارج روايتهم لما رأوا
فيهم الصدق وتحريه .ويكفي في بيان وهن رواياتهم وجهالة رجالها أن تعلم أن
أول كتاب ظهر للشيعة هو كتاب سليم بن قيس الهللي رواه عن ابان بن عياش
(انظر الفهرست لبن النديم ، )322-321قال الشيخ القفاري –حفظه ال( : -وقد أكثر
الشيعة من مدحه وتوثيقه والثناء على كتابه ،رغم أنني لم أجد لمؤلفه ذكراً فيما
رجعت إليه من مصادر ،ولو صدق بعض ما تذكره الشيعة فيه لكان شيئاً مذكوراً،
ولكنه لم يذكر إل في كتب الشعية وحدها ،بل إن من متقدمي الشيعة من قال (( :إن
سليماً ل يعرف ول ذكر في خبره )) .وإن كان هذا ليس بمرضي عند متأخري
الشيعة .ورغم أن الكتاب يحمل أخطر آراء السبئية وهو تأليه علي ووصفه
بأوصاف ل يوصف بها إل رب العالمين[ .أصول مذهب الشيعة المامية-1/221 :
.]222وقد حمل بعض الشيعة على هذا الكتاب وبينوا أنه موضوع ،ل لنه يحمل تلك
الراء؛ بل لجل أنه يقرر أن الئمة ثلثة عشر ! .فلجل ذا حملوا عليه ،وكما قال
الشيخ القفاري :ولقد كفونا مؤنة ذلك ) .وإذا تبين أن هذا الكتاب موضوع
ومصنوع ،فإن كتاب (بصائر الدرجات في علوم آل محمد وما خصهم ال به )
لمؤلفه أبو جعفر القمي محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمي (ت )290قد يكون
أول كتبهم حيث حوى مجموعة من أحاديثهم (انظر أصول مذهب الشيعة المامية
،)1/352وبالنظر إلى تاريخ وفاة القمي هذا يتبين الفاصل الزمني بينه وبين عصر
الرسالة الذي يوحي لنا استحالة اتصال أسانيدهم إلى رسول ال صلى ال عليه
وسلم.
9
-4والشيعة تعمد إلى المور المتواترة فتنكرها ،وإلى المور المعدومة فتثبتها :
وذلك أن هناك من الحداث التي علمها القاصي والداني ،والتي يستحيل أن يتواطأ
العدد الكثير من الناس على الكذب ،كحادثة الجمل وصفين ،وظهور مسيلمة
الكذاب ،والسود العنسي ،وغيرها من المور المعلومة والتي تواتر النقل بها جيلً
عن جيل ،وامتلت بها كتب التاريخ والسير ..إلخ .
ولكن الشيعة لشدة كذبهم وتعنتهم ينكرون بعض هذه المور التي تواتر النقل بها
وأصبحت معلومة لدى الصغير والكبير ،ثم إنهم لم يكتفوا بذلك ،بل أثبتوا أموراً
يعلم بطلنها وكذبها .فمن ذلك :أن الشيعة تنكر أن مسيلمة الكذاب ادعى النبوة
وأن المسلمين قاتلوه على ذلك .وأنكر بعضهم أن يكون أبو بكر وعمر قد دفنا
بجانب رسول ال صلى ال عليه وسلم .ومنها :أنهم يدعون أن أبا بكر وعمر
رضي ال عنهما ارتدوا عن السلم ...إلخ (انظر :مناج السنة .)4/492
-5الشيعة تجعل المامة أهم مطالب الدين وأشرف مسائل المسلمين :قال شيخ
السلم ابن تيمية :وهذا كذب بإجماع المسلمين سنيهم وشيعيهم؛ بل هذا كفر .
(المنهاج .)1/75 :ويكفي في بطلنه أن أركان السلم خمسة ،وأصول اليمان أو
أركانه ستة ،وليس من بينها ذكر المامة ! .وهم إنما ذكروا ذلك لتعظيم بدعتهم
التي انتحلوها في الئمة .
-6إدعاء الشيعة للعلم المكتوم :وأن ذلك مما خُص به أهل البيت ،ولهذا انتسبت
إليهم الباطنية والقرامطة .فهم يدعون أن عندهم من الحقائق والسرار اللهية ما
ليس عندهم ،وهم يدعون أنهم أخذوها من أهل البيت ،وهم كاذبون فيما ادعوه .
وقد كان هذا يحدث في زمن علي رضي ال عنه ،فقد كان يدعي ناس من الشيعة
بأن علياً اختصهم بعلم ،فإذا سأل أصحاب علي؛ علياً عن ذلك نفى ذلك وبينه للناس
.فعن أبي جحيفة قال ( :سألت علي ًا :هل عندكم شيء ليس في القرآن؟ فقال :ل ،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ،ما عندنا إل ما في القرآن ،إل فهما يعطيه ال
الرجل في كتابه ...الحديث ) والحديث مخرج في البخاري .وسؤال أبي ححيفة
لعلي إنما كان بعد أن أشيع أن آل البيت اختصوا بعلم ل يعلمه غيرهم ،فأراد معرفة
حقيقة ذلك ،فنفى علي رضي ال عنه ذلك المر .
10
الناس ) [رواه مسلم ] .وفي الحديث المشهور إن هذه المة ( :ل تجتمع على
ضللة ) .
ولكن أبى الشيعة إل مخالفة الحق والركون إلى الباطل حسداً وبغياً وعدواناً
وإمعاناً في الضلل .
ففي أصول الكافي سؤال لحد أئمتهم يقول :إذا ( ...وجدنا أحد الخبرين موافقاً
للعامة (يعني أهل السنة) والخر مخالفاً لهم بأي الخبرين يؤخذ ؟ .فقال :ما خالف
العامة ففيه الرشاد ،فقلت (القائل هو الراوي ) :جعلت فداك ،فإن وافقهما
الخبران جميعاً ؟ قال :ينظر إلى ما هم إليه أميل حكامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ
بالخر ! ،فقلت :فإن وافق حكامهم الخبران جميعاً ؟ قال :إذا كان ذلك فارجئه حتى
تلقى إمامك ،فإن الوقوف عند الشبهات خير من القتحام في الهلكات ! ) [ الكليني /
أصول الكافي ،68-1/67 :ابن بابويه القمي /من ل يحضره الفقيه ( 3/5 :نقلً من
عقيدة الشيعية المامية . ] )1/413
وذكر ثقتهم الكليني أن من وجوه التمييز عند اختلف رواياتهم قول إمامهم:
( دعوا ما وافق القوم [أي أهل السنة والجماعة] فإن الرشد في خلفهم ) ،وقال
أبو عبد ال –كما يفترون ( -إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف
القوم ) [عقيدة الشيعية المامية للشيخ القفاري . ] )1/414
وهم أي الشيعة ينطلقون في المخالفة من نصوص وآثار وضعت لهم من قبل
زنادقة –كما مر معنا-همها أن تعيش هذه الطائفة في الضلل المبين ،وعمق تلك
الهوة علماء السوء والضلل .
فيروون عن علي بن أسباط قال :قلت للرضا –رضي ال عنه ( : -يحدث المر ل
أجد بداً من معرفته ،وليس في البلد الذي أنا فيه أحد استفتيه من مواليك ،قال :ائت
فقيه البلد ،فاستفته عن أمرك ،فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلفه ،فإن الحق فيه ! ) .
وعلق الحر العاملي على ذلك في اليقاظ من الهجعة ص 70فقال ( :ومن جملة
نعماء ال على هذه الطائفة المحقة أنه خلى بين الشيطان وبين علماء العامة [أي
علماء أهل السنة والجماعة] ،فأضلهم في جميع المسائل النظرية حتى يكون الخذ
بخلفهم ضابطة لنا ،ونظيره ما ورد في حق النساء شاوروهن وخالفوهن )
[عقيدة الشيعية المامية للشيخ القفاري . ])1/415
ولذلك لم تنفرد الشيعة عن أهل السنة بصواب قط ،فكل مخالفة لهل السنة
والجماعة فهم مخطئون فيه قطعاً ،لن ال عصم هذه المة أن تجتمع على ضللة
(انظر منهاج السنة النبوية .)3/409 ، 3/98
والشيعة خالفت أهل البيت في عامة الصول :يقول شيخ السلم ابن تيمية :
( ولكن المامية تخالف أهل البيت في عامة أصولهم ،فليس في أئمة أهل البيت مثل
علي بن الحسين ،وأبي جعفر الباقر ،وابنه جعفر بن محمد الصادق ،من كان ينكر
الرؤية ،أو يقول بخلق القرآن ،أو ينكر القدر ،أو يقول بالنص على علي ،أو
بعصمة الئمة الثني عشر ،أو يسب أبا بكر وعمر .والمنقولت الثابتة المتواترة
عن هؤلء معروفة موجودة ،وكانت مما يعتمد عليه أهل السنة ) [منهاج السنة
النبوية . ]369-2/368 :
11
ومن مخالفة الشيعة :أنهم أعظم الناس مخالفة لولة أمور المسلمين ،والخروج
عن طاعتهم ،ول يدخلون في الطاعة إل كرهاً [ .انظر المنهاج .]1/111
12
-الحج إلى المشاهد أعظم عند الشيعة من الحج إلى بيت ال الحرام .قال شيخ
السلم ابن تيمية ( :حدثني الثقات أن فيهم من يرى الحج إلى المشاهد أعظم
من الحج إلى بيت ال العتيق ،فيرون الشراك بال أعظم من عبادة ال وحده،
وهذا من أعظم اليمان بالطاغوت ) [ ...قال الشيخ القفاري ]:جاء في الكافي
وغيره( :أن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة ،وأفضل من عشرين
عمرة ) .وحينما قال أحد الشيعة لمامه (إني حججت تسع عشرة حجة ،وتسع
عشرة عمرة أجابه المام بأسلوب يشبه السخرية قائلً :حج حجة أخرى،
واعتمر عمرة أخرى ،تكتب لك زيارة قبر الحسين عليه السلم ) (أصول الشيعة
المامية . )454-2/453 :
-زيارة كربلء يوم عرفة أفضل من سائر اليام .فمن أحاديثهم ( :من أتى قبر
الحسين عارفاً بحقه في غير يوم عيد كتب ال له عشرين حجة وعشرين عمرة
.....قال :ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقه كتب ال له ألف حجة وألف عمرة
مبرورات متقبلت ،وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل ) [الكليني /فروع
الكليني ، 1/324وابن بابويه من ل يحضره الفقيه . 1/182 :انظر أصول الشيعة
المامية . ]2/460 :وفي حديث آخر قال ( :إن ال يبدأ بالنظر إلى زوار قبر
الحسين بن علي عشية عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف (قال الراوي وكيف
ذلك ؟ ) قال أبو عبد ال –كما يزعمون -لن في أولئك أولد زنا وليس في
هؤلء أولد زنا ) [الفيض للكاشاني /الوافي /المجلد الثاني . 8/222 :انظر أصول
الشيعة المامية ]2/460وأولد الزنا عند الشيعة هم غير الشيعة من المسلمين .
قلت :ل اخالك ل تعرف السبب من وضع مثل هذه الحاديث ،فمقصودهم واضح
جلي ،وهو صرف الشيعة عن حج بيت ال الحرام ،وزيادة في إيغالهم في
الشرك ! .
-كربلء أفضل من الكعبة :قال علي بن الحسين –كما يفترون عليه – ( اتخذ ال
أرض كربلء حرم ًا آمن ًا مباركاً قبل أن يخلق ال أرض الكعبة ،ويتخذها حرماً
بأربعة وعشرين ألف عام ،وقدسها وبارك عليها ،فما زالت قبل خلق ال الخلق
المقدسة مباركة ،ول تزال كذلك حتى يجعلها ال أفضل أرض في الجنة)...
[بحار النوار .101/107انظر أصول الشيعة المامية . ]464-2/463قلت :فيه
تكذيب لكتاب ال ،ولرسوله صلى ال عليه وسلم .وفيه صرف الشيعة عن
قصد بيت ال الحرام والحج إليه أو العمرة .
قاصمة :
المام علي-رضي ال عنه -تدعي الشيعة أنه مدفون بالنجف ،وهذا كذب ،بل
مات في الكوفة ودفن في قصر المارة بالكوفة ( .انظر البداية والنهاية – 7/365
أحدث سنة أربعين من الهجرة )
والحسين-رضي ال عنه -له ثلثة أضرحة؛ ضريحٌ في عسقلن ،وضريحٌ في
القاهرة ،وضريحٌ في النجف ،وكلهم يدعون أن رأس الحسين موجودٌ عندهم .
والصحيح من الدلة التاريخية أن الحسين لما قتل وقطعت رأسه أُرسل إلى المدينة
13
ودفن بها (.انظر فتاوى ابن تيمية ( . )510-507ثم نحن نعلم يقيناً أن الحسين –
رضي ال عنه -ليس له إل رأس واحد !.
.انظر كتاب دمعة على التوحيد (حقيقة القبورية وأثرها في واقع المة) ص
)37-25من إصدارات المنتدى السلمي ط1420.هم
-8الشيعة توالي الكفار وتنصرهم ،وتعادي المسلمين وتكفرهم ! .
موالة الشيعة للكفار من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين ونصرهم على
المسلمين أمرٌ ظاهر ،شهدت به كتب التاريخ ،وقبل أن نسوق صوراً من موالتهم
للكفار ومعاداتهم للمسلمين ،لعل سائل يقول :كيف تنصر الشيعة الكفار على
المسلمين ؟ والجواب :أنهم ل يعدوننا مسلمين بل كفار .بل إن الصحابة عندهم
كفار إل ثلثة نفر .
-فقد جاء في رجال الكشي ( ...عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه
السلم قال :كان الناس أهل الردة بعد النبي صلى ال عليه وسلم إل ثلثة ،فقلت:
ومن الثلثة ؟ فقال :المقداد بن السود ،وأبو ذر الغفاري ،وسلمان الفارسي) ...
[رجال الكشي :ص ،6والكافي ،كتاب الروضة ِ -12/322 :انظر أصول مذهب الشيعة
المامية . ]2/719وأهل بيت النبي صلى ال عليه وسلم لم يسلم من التكفير –ولول
الطالة لسقت النصوص التي تدل على ذلك ولكن انظر :أصول مذهب المامية
للشيخ القفاري 2/734وما بعده . -
-وهم يكفرون حكام المسلمين وخلفائهم :يقول المجلسي عن الخلفاء الراشدين في
بحار النوار ( : 4/385 :إنهم لم يكونوا إل غاصبين جائرين مرتدين عن الدين لعنة
ال عليهم على من اتبعهم في ظلم أهل البيت من الولين والخرين ) .وفي
الكافي ( :كل راية ترفع قبل راية القائم رضي ال عنه صاحبها طاغوت ) [انظر
أصول مذهب الشيعة المامية .]2/738
-وهم يحكمون على بلد المسلمين بأنها دار كفر ! .ففي أصول الكافي أنهم
يقولون( :أهل الشام شر من أهل الروم (يعني شر من النصارى) وأهل المدينة شر
من أهل مكة ،وأهل مكة يكفرون بال جهرة ) [ . ]2/409وفي في بحار النوار 60/208
( :بئس أبناء مصر لعنوا على لسان داود عليه السلم ،فجعل ال منهم القردة
والخنازير . ) ..ولم يستثنى من ذلك إل الكوفة ! ،فقد جاء في بحار النوار ()60/209
( :إن ال عرض ول يتنا على أهل المصار فلم يقبلها إل أهل الكوفة ) [انظر
أصول مذهب الشيعة المامية .]741-2/739 :
وعلى هذا فإنه ل يستغرب أن تعين الشيعة الكفار على المسلمين متى وجدت إلى
ل .يقول شيخ السلم ابن تيمية ( :ولهذا يوالون أعداء الدين ،الذين ذلك سبي ً
يعرف كل أحد معاداتهم ،من اليهود والنصارى المشركين :مشركي الترك ،ويعادون
أولياء ال الذين هم خيار أهل الدين ،وسادات المتقين ،وهم الذين أقاموه وبلغوه
ونصروه .ولهذا كان الرافضة من أعظم السباب في دخول الترك الكفار إلى بلد
السلم .وأما قصة الوزير ابن العلقمي وغيره ،كالنصير الطوسي ،مع الكفار،
وممالتهم على المسلمين -فقد عرفها الخاصة والعامة .وكذلك من كان منهم
14
بالشام :ظاهروا المشركين على المسلمين ،وعاونوهم معاونة عرفها الناس .
وكذلك لما انكسر عسكر المسلمين ،لما قدم غازان ،ظاهروا الكفار النصارى
وغيرهم من أعداء المسلمين ،وباعوهم أولد المسلمين-بيع العبيد -وأموالهم،
وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة ،وحمل بعضهم راية الصليب .وهم كانوا من
أعظم السباب في استيلء النصارى قديما على بيت المقدس ،حتى استنقذه
المسلمون منهم ) [منهاج السنة النبوية .]7/414 :
ونكتفي بهذا القدر ،وال الهادي إلى سواء السبيل .
15
-9عقيدة الشيعة المامية في القرآن (. ) 1
بداية ل بد من الشادة بالجهد الذي بذله فضيلة الشيخ ناصر القفاري –حفظه ال-
عند إخراجه رسالته لنيل درجة الدكتوراة في عقيدة الشيعة المامية .فالمطلع على
هذه الرسالة يرى أنه اطلع على كثير من كتبهم وقرأ الكثير منها ،ونقل لنا
خلصتها ،ولذا فإن من يقرأ هذه الرسالة الموسومة بم( :أصول مذهب الشيعة
المامية الثني عشرية – عرض ونقد ) ،يكاد يلم بهذا المذهب .ولذلك فإنك سوف
تجدني أكثر النقل منه وحق لنا أن ننقل منه ! .وقد يقول قائل :لما ذا المامية
بالذات من بين فرق الشيعة ؟ والجواب :أن يقال إن الشيعة المامية يكاد يكون
مذهبهم هو الغالب الن بين الشيعة .وثانياً :أن دولة إيران تتبنى هذا المذهب
وتدعو إليه وسفاراتها في الدول بمثابة مراكز دعوة لهذا المذهب ! .ثالثاً :عظم
تأثيرها في المة بما تحمله من أفكار وعقائد.
-وسوف نستعرض عقيدة الشيعة المامية في القرآن ،وفي الحقيقة هي جملة من
العقائد ،نستعرضها واحدة واحدة ونستعين بمولنا في بيان بطلنها وفسادها :
أ -اعتقادهم وقولهم :بأن القرآن ليس بحجة إل بقيم .
ففي أصول الكافي للكليني ... ( :إن القرآن ل يكون حجة إل بقيم ..وأن علياً كان
قيم القرآن ،وكانت طاعته مفترضة ،وكان الحجة على الناس بعد رسول ال )
[ أصول الكافي . ]1/188 :ومعنى ذلك أن النص القرآني ل يمكن الحتجاج به إل
بالرجوع إلى المام ! ،ومؤدى كلمهم ولزمه أن أن القرآن بنفسه ليس بحجة بل
ل بد من إمام يبين معانيه ويسفر عن مرامه .! ،وهو قو ٌل لم يسبقه إليهم أحد من
طوائف المسلمين .ولذلك فهم يروون عن علي رضي ال عنه أنه قال ( :هذا
كتاب ال الصامت ،وأنا كتاب ال الناطق ) [ الحر العاملي /الفصول المهمة ص
. ]235وفي أصول الكافي ( :ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم ،أخبركم عنه ....
) [ أصول الكافي . ]1/61وحاصل كلمهم :أن كلم إمامهم أفصح من كلم الرحمن
وأبين ! .ولشك أن هذا القول مصادم لنصوص الكتاب والسنة ،وإجماع أهل العلم
.وفساد هذا القول يُعلم بتصوره وعرضه علىالنصوص .
يقول الشيخ القفاري عن هذه المصادمة والمخالفة الصريحة قال :إنها أقوال
يضرب بعضها ببعض ،وهو برهان أكيد على أنها من وضع زنديق يريد إفساد دين
المسلمين [ .أصول مذهب المامية . ]1/129
ب -اعتقادهم بأن الئمة اختصوا بمعرفة القرآن ل يشركهم فيه أحد.
تحرير المسألة :
نزل القرآن بلغة العرب وبالتحديد بلغة قريش ،وأعجزهم ببيانه وفصاحته ،وكان
الواحد منهم إذا سمع آية منه فهم المراد منها إل جوانب يسيرة يُشكل معناها عليهم
فيبينها لهم رسول ال صلى ال عليه وسلم .والصحابة نزل عليهم القرآن،
وشاهدوا مواقع التنزيل ،وحضروا الوقائع مع رسول ال صلى ال عليه وسلم..
فكانوا أولى و أجدر من غيرهم في فهم معاني القرآن ومعرفة المراد منه .فإذا
جاءنا مدعي وقال إن معاني القرآن ل تعلم إل عند آل البيت ،أو عند الطائفة الفلنية
16
.رددنا عليه قوله؛ وقلنا :وما ذا كان يصنع الناس قبل وجود طائفتكم هل كانوا
على ضللة ؟ فإن قالوا:نعم .فقد كذبوا .لن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخبر
أن هذه المة ل تجتمع على ضللة .
والشيعة المامية تدعي أن لدى أئمتها علم في معرفة معاني القرآن ل يشركهم فيه
أحد ول يعرفه غيرهم ،ويتبين هذا بالرواية التالية التي وضعها ابن سبأ قال ( :أن
القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند علي ) [الجوزجاني /أحوال الرجال ص
. ]38وفي تفسير فرات ... ( :إنما على الناس أن يقرأوا القرآن كما أنزل ،فإذا
احتاجوا إلى تفسيره ،فالهتداء بنا وإلينا ) [تفسير فرات ص /91ووسائل الشيعة
. ]18/149وفي الكافي والبحار –وهي من أعظم كتبهم – مجموعة من البواب التي
رتبوا عليها أحاديث كثيرة :
-باب :أهل الذكر الذين أمر اله الخلق بسؤالهم هم الئمة [ .أصول الكافي :
.]1/210
-باب :إنهم [أي الئمة] خزان ال على علمه [ .البحار . ]105- /26
-وفي وسائل الشيعة للحر العاملي :باب عدم جواز استنباط الحكام النظرية
وظواهر القرآن إل بعد معرفة تفسيرها من كلم الئمة رضي ال عنهم .وفيه
ثمانون حديثاً من أحاديثهم [ .وسائل الشيعة . ]152-18/129
-قلت :وهذه الفرية منقوضة ،فندها علي بن أبي طالب رضي ال عنه :فعن
أبي جحيفة( سألت علياً :هل عندكم شيء ليس في القرآن؟ فقال :ل ،والذي
فلق الحبة وبرأ النسمة ،ما عندنا إل ما في القرآن ،إل فهما يعطيه ال الرجل
في كتابه ...الحديث ) والحديث مخرج في البخاري .وهذا السؤال من أبي
جحيفة بعدما أشيع أن أهل البيت اختصوا بعلم وفهم للقرآن ل يشركهم فيه أحد
.وبظهور هذه العقيدة ،فإنها تحيل بين الشيعة وبين معرفة ما أراد ال من
عباده معرفته ،إذ أنها تسوغ لئمتهم وعلمائهم أن يحدثوا في دين ال ما شاءوا
فيصدونهم عن الحق المبين .
ت -اعتقادهم أن قول المام ينسخ القرآن ،ويقيد مطلقه ،ويخصص عامه.
وهذه عقيدة تخفى على كثير من الناس ،وهي أن المام عند الشيعة المامية له حق
نسخ القرآن ،وله حق أن يقيد ما أطلقه القرآن ،وله حق أن يخصص ما عممه
القرآن ! .وعند التأمل نجد أن هذه العقيدة محصلة للعقيدة الولى التي سقناها
وهي أن القرآن ليس بحجة إل بقيم .والقيم هو المام الذي يبين غامضه ويحل
إشكاله ،ويصرف ظاهره إلى معنى آخر .ومن كان كذلك فإنه ل يمنع من نسخ
بعض آي القرآن أو تقيد مطلقه أو تخصص عامه ،مادام أنه هو القيم ! .والحق
أقول :أنني كنت سابقاً اتعجب من تأويلت الشيعة المامية لنصوص الكتاب
والسنة ،ولكن بعد إطلعي على هذه العقيدة زال عجبي وعلمت أن بيان القرآن
والسنة عند الشيعة ليس إلى القرآن وليس إلى ال ،بل إلى علمائهم وأئمتهم !! .
يقول المازندراني في شرحه على الكافي ( :أن حديث كل واحد من الئمة
الطاهرين قول ال عزوجل ،ول اختلف في أقوالهم كما ل اختلف في قول ال
تعالى ) [. ]2/272
17
ويقول أحد المعاصرين هو :محمد حسين كاشف آل الغطاء ( :أن حكمة التدريج
اقتضت بيان جملة من الحكام وكتمان جملة ،ولكنه –سلم ال عليه -أودعها
عند أوصيائه :كل وصي يعهد به إلى الخر لينشرها في الوقت المناسب لها حسب
الحكمة من عام مخصص ،او مطلق أو مقيد ،أو مجمل مبين ،إلى أمثال ذلك .فقد
ل بل يودعهيذكر النبي عام ًا ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته ،وقد ل يذكره أص ً
عند وصيه إلى وقته ) [أصل الشيعة ص . ]77
قلت :وقولهم ذا يقتضي أن محمد صلى ال عليه وسلم توفي ولم تكتمل شريعته،
وال أخبر أنها قد كملت ( :اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت
لكم السلم ديناً ) .ونحن أمامنا كتاب ال يخبرنا أن الشريعة قد كملت ،وأمامنا
نصوص الشيعة المامية التي تدل على أن أئمتهم عندهم علم مودع يظهر في حينه
ووقته! .فهل نترك كتاب ربنا لخزعبلت وبواطيل ؟! .
قال أبو جعفر اننحاس في الناسخ والمنسوخ :وقال آخرون :باب الناسخ
والمنسوخ إلى المام ينسخ ما شاء .فقال أبو جعفر بعد أن بين أن شنع على هذه
المقالة وعدها من الكفر ،قال :لن النسخ لم يكن إلى النبي صلى ال عليه وسلم إل
بالوحي من ال عزوجل ،إما بقرآن مثله على قول ،وإما بوحي من غير القرآن ،
فلما ارتفع هذان بموت النبي صلى ال عليه وسلم ،ارتفع النسخ ) ( ص . )9-8
ث -اعتقاد الشيعة بأن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهرة :
إن تفسير القرآن بمعانٍ أخرى غير ما دلت عليه ظواهر اليات ،طريق الفلسفة
والملحدة الذين أخضعوا نصوص القرآن لما توصلت إليه فلسفة اليونان ونظارهم
من مقدمات ونتائج وأفكار ،ولما حصلوه بأنفسهم من خواطر نفسية ،وأوهام
وخيالت .فجعلوا للقرآن ظاهر وباطن؛ فالظاهر لعوام الناس ،والباطن للخواص !
.
وطريقة جعل القرآن له ظاهر وباطن ،ل يمكن أن تأتي بها شريعة من الشرائع،
وحتى الرسل الذين كانوا يُرسلون إلى أممهم بخاصة لم يفرقوا في دعوتهم بين
الخواص والعوام ،ولم تكن التوراة والنجيل وغيرها من الكتب لفئة معينة ،فكيف
بالقرآن الذي نزل لهداية الجن والنس إلى صراط ال المستقيم ،فهل يعقل أن يقال
إن له معانٍ ظاهرة وباطنة ،ثم يختص الشيعة بمعرفة معانيها الباطنة دون الناس
كلهم !! ،هذا ل يمكن بحال؛ إل أن يقولوا بمقولة اليهود بأنهم شعب ال المختار !
.
وجعل القرآن له ظاهر وباطن طريقة تحير الناس وتجعلهم في شك من قبول ظواهر
النصوص القرآنية ،بل حتى الشيعة أنفسهم قد يتردد الواحد منهم في قبول النص
القرآني حتى يسأل إمامه عن معناه الباطن ! .ونحن ل نتجنى على القوم ،وإليك
نصوص أئمتهم وعلمائهم في هذا :
-جاء في أصول الكافي ...( :عن محمد بن منصور قال :سألت عبدًا صالح ًا [يعنون
به :موسى الكاظم ] عن قول ال عز وجل { :قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر
منها وما بطن } .قال :إن القرآن له ظهر وبطن ،فجميع ما حرم ال في القرآن هو
الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور[وأئمة الجور عندهم :كل ما عدا أئمتهم فهم
18
أئمة جور ] ،وجميع ما أحل ال تعالى في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة
الحق ! [ .أصول الكافي. ]1/374 :
-بل يظهر هذا جلياً في الرواية التالية :عن جابر الجعفي قال ( :سألت أبا جعفر
عن شيء من تفسير القرآن فأجابني ،ثم سألت ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت:
جعلت فداك كنت قد أُجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم ،فقال لي :يا
جابر .إن للقرآن بطناً ،وللبطن بطناً وظهراً ،وللظهر ظهراً يا جابر ...إلخ )
[تفسير العياشي . ]1/11
ج -اعتقادهم بأن جل القرآن نزل فيهم وفي اعدائهم :
يزعم الشيعة أن جل القرآن إنما نزل فيهم (أي في أئمتهم الثني عشرية) وفي
أوليائهم ،وفي اعدائهم [ .تفسير الصافي . ] 1/24وبهذا القول يتبين لنا بطلن
زعمهم فإننا نقرأ القرآن ول نجد ما يزعمونه ،بل ل نجد ذكر أئمتهم ل من قريب
ول من بعيد ،فكيف يقال جل القرآن نزل في أئمتهم وفي اعدائهم !! .إل إذا حرفوا
القرآن وقلبوا ظاهره وجعلوا له معانٍ باطنة،فسيستقيم لهم ما يريدون ،وهذا هو
عين ما فعلوه .
-يقول أبو الحسن الشريف –أحد شيوخهم ( :-إن الصل في تنزيل آيات القرآن إنما
هو الرشاد إلى ولية النبي والئمة –صلوات ال وسلمه عليهم -بحيث ل خير
خبّر ال به إل وهو فيهم وفي أتباعهم وعارفيهم ،ول سوء ذكر فيه إل وهو
صادق على أعدائهم وفي مخالفيهم ) [مرآة النوار (مقدمة البرهان) ص . ] 4
-ويقول :الفيض الكاشاني ( :وردت أخبار جمة عن أهل البيت في تأويل كثير من
آيات القرآن بهم وبأوليائهم ،وبأعدائهم حتى أن جماعة من أصحابنا صنفوا كتباً
في تأويل القرآن على هذا النحو جمعوا فيها ما ورد عنهم في تأويل القرآن آية آية،
إما بشيعتهم ،أو بعدوهم على ترتيب القرآن [ )....الكاشاني /تفسير الصافي -1/24 :
. ]25
قال الشيخ ناصر القفاري –حفظه ال -رداً على زعمهم السابق ...( :-أنك لو
فتشت في كتاب ال وأخذت معك قواميس اللغة العربية كلها وبحثت عن اسم من
أسماء هؤلء الثني عشر فلن تجد لها ذكراً ،ومع ذلك فإن شيخهم البحراني يزعم
بأن علياً وحده ذكر في القرآن ( )1154مرة ويؤلف في هذا الشأن كتاباً سماه :
(اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية )[طبع في المطبعة العلمية
بقم 1394هم] يحطم فيه كل مقاييس لغة العرب ،ويتجاوز فيه أصول العقل والمنطق،
ويفضح من خلله قومه على رؤوس الشهاد بتحريفاته التي سطرها في هذا
الكتاب ( )...أصول الشيعة المامية الثني عشرية . )1/156
ح -نماذج من تأويلت الشيعة للقرآن الكريم :
اعلم أن الصحابة رضي ال عنهم جميعاً لم يُشكل عليهم فهم القرآن ،فهو قد نزل
بلغتهم أي بلغة العرب ،وبالتحديد بلغة قريش ،وكان الصحابة إذا أشكل عليهم فهم
آية يأتون رسول ال صلى ال عليه وسلم فيخبرهم بمراد ال منها ،وأما أغلب آيات
القرآن فكانوا يفهمونها حين نزولها على ما تقتضيه اللغة العربية .ولم يُحتج إلى
19
التفسير إل بعد القرون المفضلة –فيما أعلم . -وطريقة السلف للتفسير وهي
الصح والسلم :أنهم كانوا يفسرون القرآن بالقرآن ،فإن لم يوجد في القرآن طلبوا
تفسيره في السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى ال عليه وسلم ،فإن لم يجدوه
في سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم طلبوا تفسيره من أقوال الصحابة وما قالوا
في تفسير الية ،وإن لم يجدوه في تفسير الصحابة وتأويلهم ،ذهب بعض العلم إلى
الخذ بأقوال التابعين .
هذه هي الطريقة السليمة في تأويل كلم ال ،ولكن الشيعة لم تسلك هذا المسلك ولم
ترتضه ديناً ،بل اعتمدت في تفسيرها ليات ال على أحاديث أسانيدها منقطعة ،أو
رواتها مجاهيل ل يعرفون ،أو أقوال أئمتهم ليس لها زمام ول خطام ...إلخ .ول
شك أن هذه الطريقة ل يمكن العتماد عليها بحال في تأويل كلم ال ،ولكن ما ذا
نفعل بالشيعة التي سلكت في هذا الباب مسالك القول على ال بغير علم ،والفتراء
على ال .
وسوف نسوق بعض تأويلهم لليات ،ورغبة في الختصار فإننا لن نسوق أقوال
السلف في تفسير الية فمظانها معروفة .فمن تأويلتهم لليات :
-في قوله تعالى{ :وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } قالوا :إنه علي .
[اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية :هاشم البحراني :ص
. ]323-321
-في قوله تعالى{ :والشجرة الملعونة في القرآن } قالوا :بأنها بنو أمية .
[تفسير القمي ، 2/12 :تفسير العياشي ،2/29:تفسير الصافي ،202-3/199 :البرهان
. ] ..2/424 :
-في قوله تعالى{ :فقاتلوا آئمة الكفر } قالوا :المراد بها طلحة والزبير –رضي
ال عنهما[ !! -البرهان ،107-2/106تفسير الصافي ،2/324 :تفسير العياشي :
.]78-2/77
-وفي قوله تعالى{ :وقال الشيطان لما قُضي المر } قال أبو جعفر :هو الثاني
وليس في القرآن شيء .وقال الشيطان إل وهو الثاني [ .يريد بذلك عمر بن
الخطاب –رضي ال عنه[ ]-تفسير العياشي ،2/223:وتفسير الصافي،3/84 :
وبحار النوار . ]3/378وفي الكافي عن أبي عبد ال قال( :وكان فلن شيطان ًا )،
قال المجلسي في شرحه على الكافي :المراد بفلن عمر ) [الكافي المطبوع
بمرآة العقول ]4/416 :
-وفي قوله تعالى{ :ل تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد } قال أبو عبد ال :
-كما يزعمون :-يعني بذلك ل تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد !!! [ .تفسير
العياشي ،2/261 :والبرهان في تفسير القرآن ،2/373 :وتفسير نور الثقلين :
. ]3/60
-وفي قوله تعالى{ :اهدنا الصراط المستقيم } :هو أمير المؤمنين عندهم [تفسير
القمي.]1/28 :
واكتفي بهذا القدر من تأويلت الشيعة التي يعلم المسلمون بطلنها وفسادها .
وال الهادي إلى صراطه المستقيم .
20
- 10عقيدة الشيعة في القرآن :هل القرآن ناقص أو محر ف أو مبدل ؟ (. )2
هل الشيعة تقول بأن كتاب ال الذي بين أيدينا ناقص أو محرف ومبدل ؟ .
بادي ذي بدء يجب أن ل نعمم الحكم على جميع الشيعة بأنهم يقولون بهذه المقالة،
وهذا من العدل والنصاف الذي أمرنا به ال جل في عله .فالشيعة المتقدمين
أكثرهم لم يقولوا بهذه المقالة ،وكذا هناك فرق من الشيعة ل تقول بذلك ،ومنها
الزيدية ،وقد يكون هناك أفراد منهم يقولون بذلك ،ولكن ل يكون هذا حكماً عاماً
ينسحب على الطائفة كلها .وأغلب المتأخرين يقولون بهذه المقالة الشنيعة وإن كان
فيهم أفراد ينكرون هذا القول ويأباه .
ودراستنا لهذه المقالة التي اشتهرت عن الشيعة ل لجل الرد عليها ،لن ال تكفل
بحفظ كتابه { :إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} .فل خوف علىكتاب ال من
التحريف والتبديل ما دام أن الذي أنزله تكفل بحفظه .ولكن نريد أن نبين نسبة هذه
المقالة إلى الشيعة من كتبهم ورسائلهم.
وقبل ذكر مصادرهم يحسن بنا أن نعرج على ما قاله أهل السنة في هذه الفرية
الشنيعة .قال أبو بكر محمد بن القاسم النباري (المولود سنة 271هم) :لم يزل أهل
الفضل والعقل يعرفون شرف القرآن وعلو منزلته ..حتى نبغ في زماننا هذا زائغ
عن الملة وهجم على المة بما يحاول به إبطال الشريعة ..فزعم أن المصحف الذي
جمعه عثمان-رضي ال عنه -باتفاق أصحاب رسول ال –صلى ال عليه وسلم-
على تصويبه فيما فعل ل يشتمل على جميع القرآن ،إذ كان قد سقط منه خمسمائة
حرف( ...ثم قال ابن النباري ) :وأخذ هذا الزنديق يقرأ آيات من القرآن على غيره
وجهها زندقة وإلحاداً فكان يقرأ ( :ولقد نصركم ال ببدر [بسيف علي] وأنتم
أذلة !!)[تاريخ بغداد . ]186-3/181وكلم الملطي (ت 377هم) يشير إلى أن هذا
الزنديق هو هشام بن الحكم [المطلي /التنبيه والرد :ص ،]338فهو قد زعم بأن
القرآن الذي بأيدي الناس من وضع عثمان ،وقال بالتجسيم ،وله أمور كثيرة
منكرة .
وجنوح الشيعة الغلة إلى هذه الفرية ،هو إيجاد مستند لهم في إثبات المامة؛ لن
القرآن ليس فيه ذكر للمامة والئمة ل من قريب ول من بعيد ،فأحدثوا هذا القول
حتى يقولوا إن ذكر المامة والئمة في اليات التي سقط أو حُرف وبُدل ! .
21
و هذا المبحث وإن طال –بعض الشيء -سوف نتكلم عن عدة أمور وهي :
-1التطور التأريخي لهذه العقيدة .
-2هل لدى الشيعة مصحف آخر غير الذي بين أيدينا ،يتلونه
ويتدارسونه بينهم ؟ .
-3هل الشيعة مجتمعة على هذه العقيدة ؟ .
فأو ًل :التطور التأريخي لعقيدة أن القرآن ناقص وفيه تحريف وتبديل .
أول مصدر من مصادر الشيعة يطالعنا بهذه الفرية هو كتاب سليم بن قيس الهللي
المتوفي سنة (90هم) .وقد سبق الكلم عن هذا الكتاب ،وذكرنا أن الشيعة كفتنا
مؤنة إبطال هذا الكتاب وبيان زيفه -مع ضعف ناقله وهو أبان بن عياش المتفق
على ضعفه ،-ومع ذلك فهذا الكتاب معظم عند أكثرهم ،ومن طريقه ظهرت بعض
العقائد .
وفي هذا الكتاب أول إشارة إلى فرية التحريف ولكنها لم تكن صريحة ،فقد جاء في
كتاب سليم ( :أن علياً لزم بيته حتى جمعه وكان في الصحف والرقاع ) [كتاب
سليم بن قيس :ص ]81وفي رواية أخرى بينت سبب تأخر علي بن أبي طالب –
رضي ال عنه -عن إجابة أبو بكر الصديق والمسارعة في بيعته قال –أي :علي بن
أبي طالب( :-إني آليت أل آخذ ردائي إل للصلة حتى أجمع القرآن ،فجمعه) وقد
ضعف ابن حجر هذه الرواية في فتح الباري [ .]13-12-9ولنا على هذه الرواية
الضعيفة ملحظتان :
الولى :أن الجمع الذي أشار إليه علي بن أبي طالب ،ليس صريحًا في أنه يجمع
قرآناً غير الذي بأيدينا ،فقد يكون علي ًا يجمع مصحف ًا لنفسه ،كما كان عند ابن
مسعود مصحفاً خاص ًا به .
الثانية :أن هذه الرواية تنسف ما يقرره الشيعة من أن تأخر علي رضي ال عنه
كان من أجل أن الصحابة غصبوا حقه في الخلفة وعهدوا بها إلى أبي بكر الصديق
.ففي هذه الرواية أن تأخر علي رضي ال عنه كان من أجل جمع القرآن !! .ولكن
الشيعة كما قال الشيخ ناصر القفاري عنهم ...( :وهذه سمة مطردة في كثير من
المسائل التي يريدون إثباتها ..حيث يثبتونها من وجه تنتفي معه العقيدة الخرى )
[أصول مذهب الشيعة . ]1/236 :
المرحلة الثانية :
توضحه روايات ذكرها الطبرسي (صاحب كتاب الحتجاج)-وسوف يأتي بيانه-
حيث تبين هذه الروايات أن أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب حاول قتل علي بن
أبي طالب !! ،ولما لم يقدرا على ذلك حاول استدراج علي بن أبي طالب وأخذ
القرآن الذي معه لتلفه أو تحريفه ولكنهما عجزا عن ذلك .
وسأل عمر عن هذا المصحف متى أوان ظهوره ؟ فقال –أي :علي – ( إنه سيظهر
مع القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به ) [الحتجاج
للطبرسي 228-1/225ط :النجف ] .
وهنا تكمن عدة أسئلة :
22
-1مادام أن محاولت الشيخان والصحابة باءت بالفشل ،فلم لم يظهر
علي المصحف المذكور ؟
-2ثم لما ذا لم يخرج علي رضي ال عنه هذا المصحف في فترة
خلفته ،وقد أمن ؟ .
-3والمهم في المر أنه كيف تُترك المة طوال هذه القرون الطويلة وهم
بدون هداية ،وهم يقرؤون كتاب محرف مبدل ناقص .وهل هذا من
المانة ،وهل هذا إل غش للمة ؟ .إن من يتأمل في هذه الروايات
يجزم أن هذه الروايات مصنوعة لخدمة المذهب الشيعي ،وإل كيف
ننسب لعلي بن أبي طالب هذه اللوازم التي ل محيد عنها ! ؟ .
ولقد عجز الشيعة عن الجابة عن هذه المسائل المحرجة ،وتخلص شيخهم
نعمة ال الجزائري بجواب ،تصوره كافٍ في بيان فساده وبطلنه .قال ( :ولما
جلس أمير المؤمنين –عليه السلم -على سرير الخلفة لم يتمكن من إظهار ذلك
القرآن وإخفاءه هذا لما فيه من إظهار الشناعة على من سبقه ) [النوار
النعمانية . ]2/362 :أي :أن علي بن أبي طالب رضي ال عنه ،راعى شعور
من سبقه من الصحابة ولم يظهر هذا المصحف لمافيه من إظهار الشناعة
عليهم ،ول يهم بعد ذلك أن تضل المة قروناً طويلة حتى يخرج المهدي !! .
وهنا كل ٌم جميل لم استطع تجاوزه ،قال الشيخ القفاري( :ومعنى هذا أن المة
ضائعة كل هذه القرون الطويلة ..منذ وفاة النبي صلى ال عليه وسلم ليس
معها إل ثلث كتابها ..والئمة تقف موقف المتفرج ..لديها القرآن الكامل –كما
يزعمون – ول تبلغه للمة ،لتتركها أسيرة ضللها ،ل تعرف وليها من عدوها،
وتعدهم بظهوره مع منتظرهم ،وتمر آلف السنين ول غائب يعود ،ول مصحف
يظهر فإن كانت المة تهتدي بدونه فما فائدة ظهوره مع المنتظر ،وإن كان
أساساً في هدايتها فلماذا يحول الئمة بينه وبين المة ،لتبقى المة في نظر
هؤلء حائرة ضالة تائهة ،وهل أنزل ال سبحانه كتابه ليبقى أسيرًا مع المنتظر
ل سبيل للمة الوصول إليه؟ مع أن ال سبحانه لم يترك حفظ كتابه ل لنبي
معصوم ول لمنتظر موهوم ،بل تكفل بحفظه سبحانه ) [أصول مذهب الشيعة
المامية . . ]1/248 :
المرحلة الثالثة :
جاءت هذه المرحلة لبيان ماهية الناقص من القرآن الذي بأيدينا ،وقد صرحوا
بذلك ،وزعموا أن الجزء الناقص من القرآن فيه ذكر النص على المامة ،وذكر
الئمة الثني عشر من نسل علي بن أبي طالب رضي ال عنه.
جاء في بعض الروايات ( :لول أنه زيد في كتاب ال ونقص منه لما خفي حقنا
على ذي حجى ) [البرهان -المقدمة-ص ، 37وبحار النوار ،19/30 :وتفسير
الصافي . ]1/41 :
وأخرى تقول( :لو قريء القرآن كما أنزل للفينا مسمين به )[تفسير العياشي،1/13 :
بحار النوار ،92/55 :وتفسير الصافي. ]1/41 :
23
وقد افتروا على ال سورة الولية يتداولونها بينهم ،ويزعمون أنها مما نقص من
القرآن ،ومن قرأ العربية ،ويقرأ هذه السورة المزعومة يعلم أنها من جنس قرآن
مسيلمة الكذاب شيطان اليمامة [ .انظر :الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب :
ص 12حيث نشر هذه السورة وأخبر أنها مصورة من مصحف إيراني مخطوط عند
المستشرق براين ] .
المرحلة الرابعة :
وهي بمثابة توطيد هذه الفرية وتمكينها في المعتقد الشيعي ،وقد تزعم هذه
المرحلة بعض شيوخ القرن الثالث والرابع ،حيث قاد زمامها شيخهم علي بن
إبراهيم القمي ،وتبعه تلميذه الكليني ،فعمل علىنشرها في كتبهم .وقد اتخذت
هذه المرحلة إقحام بعض الكلمات التي تدعم قولهم بالنص على المامة وذكر الئمة
في القرآن الذي بأيدينا وزعم أنه من القرآن ولكنه أًسقط على أيدي الصحابة ،بناء
على ما يعتقدونه في القرآن من النقص ،قال المازندراني شارح الكافي ( :إن آي
القرآن ستة آلف وخمسمائة ،والزائد على ذلك مما سقط بالتحريف )[شرح جامع
للكافي. ]11/76 :
وطريقة إقحام الكلمات في نصوص القرآن تتخذ الشكل التالي :
-فالكلمات التي فيها لفظ ( :أنزل ال إليك) أو ( :أنزلنا إليك ) يجعلون بعدها
لفظ ( :في علي ) .وشاهد ذلك ما يرويه الكليني عن القمي بسنده إلى جابر
الجعفي عن أبي جعفر قال :نزل جبرائيل بهذه الية على محمد -:بئسما اشتروا
به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل ال (في علي)بغيًا [ . -أصول الكافي . ]1/417 :
-والكلمات التي فيها لفظ ( :اشركوا أو كفروا) يأتون بعدها لفظ (في ولية
علي ) .ففي قوله تعالى ( :فلنذيقن الذين كفروا ) [يزيدون] (بتركهم ولية
أمير المؤمنين عليه السلم عذاباً شديداً في الدنيا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا
يعملون ) [ .سورة فصلت آية (27والتحريف من الكافي ])1/421 :
-والكلمات التي فيها ذكر (أمة) ،يجعلونها (أئمة ) .فقالوا في قوله تعالى( :كنتم
خير أمة أخرجت للناس ) يجعلونها (خير أئمة أخرجت للناس )[تفسير القمي :
]1/110
المرحلة الخامسة :
وهذه المرحلة فاقت كل المراحل بشدة إظهار هذه الفرية وإشاعتها في المذهب
الشيعي ،وحمل لوائها كثير من مشايخة الشيعة في زمن الدولة الصفوية ،فقد تجرأ
شيوخ الشيعة في هذه الفترة علىالتصريح بهذه الفرية لمنهم من العقوبة ول
رتفاع التقية قليلً .
ولذا تجد في كلم (المجلسي ،ونعمة ال الجزائري ،وأبي الحسن الشريف،
والمازندراني ،والكاشاني ) ممن عاش في القرن السادس ،ما ل تجده عند غيرهم
وسبقوهم في القرن الرابع – .وسوف نأتي بكلمهم في حلقة قادمة إن شاء ال –
وفائدة القول :
24
إن الشيعة في أول أمرها لم تعرف هذه المقالة النكراء ،ولم تتكون كعقيدة إل في
أواخر القرن الثاني وبداية الثالث تقريباً ،ولم يعرف في صدر السلم هذه المقالة
الشنيعة من الشيعة إل بعد زمن .والمشهور عنهم في أول أمرهم وكلمهم حول
المامة ،أما زعمهم بنقص القرآن وتحريفه فلم يعهد إل بعد مدة من الزمن .
ثاني ًا :هل لدى الشيعة مصحف آخر غير الذي بين أيدينا ،يتلونه ويتدارسونه
بينهم ؟
نشمر محمب الديمن الخطيمب فمي الخطوط العريضمة (ص )12صمورة فوتغرافيمة لسمورة
الولية ،وقال إنها مصورة من مصحف إيراني مخطوط عند المستشرق (براين ) .
وهذه السورة مما يدعي الشيعة أنها مما نقص من القرآن .
ل بمذهبهم أو تقية وهم الكثمر . وكثيمر من الشيعة إذا حدثتهم بهذا ينكرونه إما جه ً
ولكن سوف نخاصمهم بكتب أئمتهم والتي أُلفت لهم وبها يتدارسون وبها يعملون،
فل تقية حينئذٍ .وقبل ذكر هذه الروايات نود أن نوضح أن أخبارهم في هذه المسألة
اتخذت ثلثة إتجاهات :
التجاه الول :أخبار جاءت بالممر بقراءة القرآن الذي بيمن أيدينما والعممل بمه حتمى
يقوم القائم (مهديهمم المنتظمر ) .وممن نصموص هذا التجاه مما يحدث بمه المفيمد قال:
(إن الخمبر قمد صمح ممن أئمتنما –عليهمم السملم -أنهمم أمروا بقراءة القرآن مما بيمن
الدفتين وأن ل نتعداه بل زيادة فيه ول نقصان منه ،حتى يقوم القائم –عليه السلم-
فيقرأ الناس القرآن على مما أنزله ال تعالى وجمعمه أميمر المؤمنيمن-عليمه السملم) -
[بحار النوار . ]92/74 :
-وكذلك ما أخبر به شيخهم نعمة ال الجزائري ( :قد روي في الخبار أنهم عليهم
السملم أمروا شيعتهمم بقراءة هذا الموجود ممن القرآن فمي الصملة وغيرهما والعممل
بأحكاممه حتمى يظهمر مولنما صماحب الزمان فيرتفمع هذا القرآن ممن أيدي الناس إلى
السممماء ويخرج القرآن الذي ألفممه أميممر المؤمنيممن فيقرأ ويعمممل بأحكامممه ) [النوار
النعمانية . ]364-2/363 :
التجاه الثانمي :أخبار جاءت لتزهيمد الناس فمي القرآن الذي بيمن أيدينما ،وممن حفظمه
فإنه يعسر عليه حفظ القرآن الذي يأتي به القائم .
-ومن نصوص هذا التجاه :ما رواه المفيد بإسناده إلى جعفر الجُعفي عن أبي
جعفممر أنممه قال ( :إذا قام قائم آل محمممد صمملى ال عليممه وآله ،ضرب فسمماطيط،
ويعلم الناس القرآن على ممما أنزل ال عممز وجممل ،فأصممعب ممما يكون على مممن
حفظه اليوم ،لنه يخالف فيه التأليف ) [الرشاد :ص . ]413
قلت :ول يخفممى أن هذه الروايممة وأشباههمما تجعممل الشيعممي ل يحرص كثيراً على
تلوة القرآن أو حفظمه فضلً عمن تدبره والعممل بمه .والواقمع يشهمد بذلك فإنمك تجمد
الشيعمة ل يحرصمون على تلوة كتاب ال أو حفظمه إيماناً منهمم بالعقيدة المزعوممة
بظهور القرآن الذي كتبه علي رضي ال عنه ،وعهده به إلى الئمة من بعده .
25
ومممن تأمممل هذه الرويات التممي فممي هذا الصممدد يجزم أنهمما مصممنوعة والذي صممنعها
يبتغي الكيد للسلم.
التجاه الثالث :أخبار تشير إلى وجود مصحف غير المصحف الذي بأيدينا ،ل
يطلع عليه إل الخواص .ومن روايات هذا التجاه :ما رواه المجلسي في بحار
النوار ... ( :عن ابن عبد الحميد قال :دخلت على أبي عبد ال –رضي ال عنه-
فأخرج إلي مصحفاً ،قال :فتصفحته فوقع بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب
( :هذه جهنم التي كنتم بها تكذبان .فاصليا فيها ل تموتان فيها ول تحييان ) .قال
المجلسي ( :يعني الولين ) [بحار النوار . ]92/48:أي أبا بكر وعمر !!
-وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال :دفع إلي أبو الحسن مصحفاً وقال ( :ل
تنظر فيه ،ففتحته وقرأت فيه :لم يكن الذين كفروا .فوجدت فيه اسم سبعين رجلً
من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم .قال :فبعث إليّ ،ابعث إليّ بالمصحف )
[أصول الكافي. ]2/631 :
قلت :وهذا التجاه يدعم ما نشره محب الدين الخطيب لسورة الولية .ولكن
الحيرة تنتاب كل من يطالع هذه الرويات المتعارضة ،فإن كان عندهم مصحفاً فلم
لم يخرجوه ويهتدي به العباد في دينهم ودنياهم ،وقد أمنوا في زمن الدولة
الصفوية ،ثم ما يمنعهم الن وقد بُسط المذهب الشيعي في إيران وأظهروا شعائر
دينهم ،فأين القرآن المزعوم ،ولما ذا يتسترون بالتقية ؟ ! .ثم إن كان المصحف
عند إمامهم المنتظر فما هذا المصحف الذي تشيره إليه هذه الروايات ،وقد أخبر
عنه ابن النديم ( :بأنه رأى قرآناً بخط علي يتوارثه بيت من البيوت المنتسبة
للحسن ) [ .الفهرست :ص .] 28
وخلصة القول:
أن الشيعة مضطربة حائرة في كتاب ربها ،هل تقرأ في الكتاب الموجود الن ؟ هل
تحفظه؟ هل تعمل به ؟ أو تنتظر حتى يقوم القائم ؟ ! .
وأهل السنة والجماعة كفتهم آية في كتاب ربهم { :إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون} .وهي تقضي على كل خبر مهما عل سنده أو تواتر نقله .فلله الحمد
والمنة على برد اليقين في القلوب.
ثالثاً :هل الشيعة مجتمعة علىهذه العقيدة ،مع بيان اختلف مشايخ وعلماء
الشيعة في مسألة هل القرآن ناقص أو محرف ومبدل ! .
أ – موقف علماء الشيعة المتقدمين :
وبعد فإن الناظر في كتب الشيعة والمطلع عليها ليحتار أشد الحيرة عندما يرى
اختلفهم وتناقض أقوالهم على مسألة تُعد من أهم مسائل الدين ،وهو بيان المصدر
الول للتشريع :هل هو محفوظ بحفظ ال ؟ أم أنه قد ناله التحريف والتبديل
والنقصان ؟
أقول :انقسم علماء الشيعة في تقرير هذه المسألة إلى فريقين :
26
الفريق الول وهم القل:أنكروا أن يكون القرآن قد ناله النقص أو التحريف والتبديل
.ومنهم :
-1ابن بابويه القمي (ت 381هم) يلقب عند الشيعة بالصدوق ،صاحب (من ل يحضره
الفقيه) وهو أحد صحاحهم الربعة في الحديث والموصوف عندهم برئيس المحدثين
.أنكر مقالة التحريف وقال ( :اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله ال تعالى على نبينا
محمد هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك . ...ومن
نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب )[العتقادات :ص . ]102-101
-2أبو الفضل الطبرسي صاحب كتاب (مجمع البيان) وهو غير الطبرسي الخر
صاحب كتاب (الحتجاج) .حيث أنكر الطبرسي الول هذه المقالة وبرأ الشيعة منها
فقال( :ومن ذلك الكلم في زيادة القرآن ونقصانه ،فإنه ل يليق بالتفسير ،فأما
الزيادة فيه فمجمع على بطلنها ،وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا
وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً ،والصحيح من مذهب
أصحابنا خلفه وهو الذي نصره المرتضى قدس ال روحه [ ) ...انظر مجمع البيان
. . ]1/31 :قلت :وفي قوله –آخر كلمه -إن حشوية العامة خالفوا في ذلك .مراده
بذلك أن أهل السنة اختلفوا في هذه المسألة كما اختلف الشيعة .وهذا كذب ترده
كتب أهل السنة قاطبة ،فإنهم أجمعوا على أن القرآن الذي بأيديهم تام كامل محفوظ
بحفظ ال .ولكنه –أي الطبرسي – حاول أن يجد لقومه العذر في هذا الختلف،
فأراد أن يشرك أهل السنة مع بني قومه في هذا الختلف الضال .
-3الشريف المرتضى (ت )436كان ينكر هذه المقالة ويكفر من قال بها( :إن العلم
بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب
المشهورة وأشعار العرب المسطورة ،فإن العناية اشتدت والدواعي توافرت على
نقله وحراسته [ ....إلى أن قال ]:فكيف يجوز أن يكون مغيرًا أو منقوصاً مع العناية
الصادقة والضبط الشديد[ ...انظر أصول مذهب الشيعة المامية ]1/293
-4الطوسي (ت )450صاحب كتابين من كتب الحديث الربعة المعتمدة عندهم،
وصاحب كتابين من كتب الرجال الربعة المعتمدة عندهم .يقول( :وأما الكلم في
زيادته ونقصانه ممما ل يليق به أيضاً ،لن الزيادة فيه مجمع على بطلنها،
والنقصان منه فالظاهر أيضاًَ من مذهب المسلمين خلفه وهو الليق بالصحيح من
مذهبنا ،ورويت روايات كثيرة من جهة العامة والخاصة بنقصان كثير من آي
القرآن ونقل شيء منه من موضع إلى موضع ،لكن طريقها الحاد التي ل توجب
علماً ،فالولى العراض عنها ،وترك التشاغل بها لنه يمكن تأويلها[ )...التبيان :
. ]1/3
وبعد أن سقنا كلم بعض مشايخ الشيعة علمائها المعتبرين عندهم ،ل بد أن نذكر
جملة من كلم الطرف الخر المؤيد لمقالة وقوع النقص والتحريف في كتاب ال
عز وجل .فمنهم :
-1شيخهم المفيد (ت 413هم) فقد سجل في كتابه أوائل المقالت إجماع طائفته على
وقوع النقص والتحريف في القرآن فقال( :إن الخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة
27
الهدى من آل محمد صلى ال عليه وسلم باختلف القرآن وما أحدثه بعض
الطاعنين فيه من الحذف والنقصان ) [أوئل المقالت ص . . ]54
-2علي بن إبراهيم القمي –شيخ الكليني صاحب الكافي – له تفسير باسمه (تفسير
القمي ) حشاه من هذا القول المفترى وصرح في مقدمته بهذا [انظر على سبيل
المثال :تفسيره .] .. 118 ،110 ،100 ،1/84قال الكاشاني –وهو من شيوخ الشيعة-
عن تفسيره ( :فإن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه ) [تفسير الصافي .]1/52 :
ونود أن نشير إلى أن علي بن إبراهيم القمي هذا معظم عند بعض المعاصرين
ككبير علماء الشيعة اليوم (الخوئي ) فهو يوثق روايتها كلها فقال( :ولذا نحكم
بوثاقة جميع مشايخ علي بن إبراهيم القمي الذي روى عنهم في تفسيره مع انتهاء
السند إلى أحد المعصومين ) [أبو القاسم الخوئي :معجم رجال الحديث . ]1/63 :
-3الكليني (ت 328هم) وهو يلقب عند الشيعة بم (ثقة السلم) ومؤلف أصح كتاب
من كتبهم الربعة المعتمدة في الرواية وهو (الكافي ) وروياته عند شيوخ الشيعة
في أعلى درجات الصحة .يقول الكليني ( :إن القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى
محمد (ص) [هكذا] وآله وسلم ،سبعة عشر ألف آية ) [أصول الكافي . ]2/134 :
والمعلوم أن آيات القرآن أقل من هذا العدد بكثير ،ومعنى القول :أن هناك آيات
كثيرة ساقطة من القرآن .ولذا فإن الكاشاني يقول عن الكليني ( :إنه كان يعتقد
التحريف والنقصان في القرآن ،لنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي
ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول كتابه أنه يثق بما رواه ) [تفسير
الصافي :المقدمة السادسة ص ]52ط :العلمي .
-4ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي :مؤلف كتاب ( :فصل الخطاب في
إثبات تحريف كتاب رب الرباب ) .وهذا الكتاب هو الذي أظهر خلف الشيعة في
هذه المسألة ،أو بمعنى آخر أجج الخصومة بين الشيعة ،حيث حشد فيه من الدلة
وأقوال من سبقوه على إثبات التحريف والنقص في كتاب ال ،ورد على المخالفين
الذين ينكرون التحريف .ول نحتاج إلى أن نعزو شيئ ًا من صفحاته ،بل تأمله من
أوله إلى منتهاه فإنه ل تخلو صفحة منه من تقرير أن القرآن الذي بأيدينا ناقص
ومحرف ومبدل .
هذا غيض من فيض ولقد تركنا ذكر بعض مشايخ الشيعة خوفاً من الطالة،
ونكتفي بسرد سريع لهم :
-6العياشي في تفسيره (.)1/13،168،169
-7فرات بن إبراهيم الكوفي ( تفسير فرات :ص )85 ،18
-8محمد بن إبراهيم النعماني ،كتاب الغيبة (ص .)218
-9إبو القاسم الكوفي :كتاب الستغاثة (ص .)29
-10الطبرسي (صاحب كتاب الحتجاج ) (ص .)14
-11المجلسي (ت ( )1111مرآة العقول .)2/536 :
-12نعمة ال الحزائري :النوار النعمانية . 2/356
-13المازندراني (ت )1081شارح الكافي )11/76( :
وغيرهم .
28
ولكن ومع ظهور مقالت الشيعة وتكاثرها في كتبهم إل أنك ل تظفر بشيء منهم
فيما لو ناقشتهم في هذه المسألة ،فتارة يحيلونك إلى التقية ،وتارة إلى أن هذا المر
لم يكن من طريق التواتر ،وغير ذلك من الطرق الملتوية التي يلبسونها على غير
شيعتهم ،ولكنهم فيما بينهم مختلفون ،فمنهم من يقر بهذا التحريف وأنه واقع في
القرآن وهم الكثر ،ومنهم من ل يقر به وهم القليل .وصاحب كتاب فصل الخطاب
:يهون من شأن المخالفين له ويصف بعضهم بقلة العلم كما قاله في حق
الطوسي ،قال( :والطوسي في إنكاره [يعني لتحريف القرآن ] معذور لقلة تتبعه
الناشيئ من قلة تلك الكتب عنده) [فصل الخطاب ورقة . ]175
أو يلجأ إلى التقية إن لم يجد ما يفند به قول خصمه .وأما الخلف بينهم فهو واقع
وتشهد به كتبهم .والحمد ال الذي هدانا ولم يضلنا في كتابه .
29
ب :موقف علماء الشيعة المعاصرون وكتابها من عقيدة نقصان القرآن وتحريفه .
اختلف علماء الشيعة المعاصرون في هذه المسألة كما اختلف اسلفهم ،ولكن مع
اختلف بسيط فيما بينهم .وسوف يأخذ البحث محورين :
المحور الول :إنكار بعض المعاصرين من الشيعة لمقالة التحريف .
المحور الثاني :العتراف بوجود هذه المقالة في كتبهم ومحاولة تبريرها .
فالول :إنكار بعض المعاصرين من الشيعة لمقالة التحريف .
ومنهم :
-1عبد الحسين المين النجفي في كتابه الغدير .حيث خطأ ابن حزم في نسبة هذه
المقالة إلى شيعته ،فقال ( :ليت هذا المجتريء أشار إلى مصدر فريته من كتاب
للشيعة موثوق به ،أو حكاية عن عالم من علمائهم تقيم له الجامعة وزناً ....ثم قال
:وهذه فرق الشيعة في مقدمتهم المامية مجمعة على أن ما بين الدفتين هو ذلك
الكتاب ل ريب فيه ) [الغدير. ]86-3/94 :
والجواب عنه :قول النجفي هذا تقية بل شك ،وإل هل يُعقل أن يجهل شيخ من
شيوخهم ما تحتويه بعض كتب الشيعة من إنكار هذه الفرية ،أو حتى ذكر الخلف
فيه .وقوله إن المامية مجمعة على ذلك :كذب ل شك فيه ،تكذبه كتب الشيعة .
وقد سقنا في الحلقات الماضية ما يثبت ذلك من واقع كتبهم .
-2عبد الحسين شرف الدين الموسوي قال( :نسب إلى الشيعة القول بالتحريف
بإسقاط كلمات وآيات ،فأقول نعوذ بال من هذا القول ونبرأ إلى ال من هذا الجهل،
وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفتر علينا ،فإن القرآن الحكيم
متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته ) [أجوبة مسائل جار ال . . ]29-28 :
والجواب عنه :أما تعوذه بال من هذا القول فنحن نوافقه على ذلك ،وأما إنكار
نسب هذا القول لبعض مشايخ الشيعة فيقال فيه ما قيل في الجواب السابق .ولكن
ينبغي أن يلحظ أن قوله ( :فإن القرآن الحكيم متواتر من طرقنا . ) ..ففي هذا
القول إيهام للقاريء .فماذا يقصد من طرقنا ؟ فإن كان يقصد من طريق المسلمين
جميعهم فنحن نوافقه ،فالقرآن تواتر عند المسلمين جميعهم .وإن كان يقصد تواتر
من طرقهم أي من طرق الئمة المعصومين ،أي القرآن المنتظر الغائب ،فهذا هو
الذي لنوافقه عليه بل نضلل قائله .
-3لطف ال الصافي ،وأغا برزك الطهراني .حيث ذهبا إلى محاولة (غبية مكشوفة
) في بيان قصد النوري الطبرسي من تأليفه كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف
كتاب رب الرباب) .فقال :إن مراد المؤلف هو الرد على من أثبت هذه الفرية،
والقصد من تأليفه هو محاربة هذه المقالة !! .
والجواب عنه :أن اسم الكتاب ظاهر من عنوانه ل يحتاج معه إلى تأويل .وثانياً
:أن مؤلف الكتاب نفسه قد صرح بهذا الغرض في مقدمة كتابه ،وكتابه كله في
تقرير هذه المسألة وبيان وقوع التحريف والنقص في كتاب ال .وبهذا يتبين فساد
قول الصافي والطهراني .
المحور الثاني :العتراف بوجود هذه المقالة في كتب الشيعة ومحاولة تبريرها .
30
وهذا الصنف من علماء الشيعة لم يسعهم إنكار ما سطرته كتبهم واطلع عليها
المسلمون وغيرهم ،فلم يمكنهم من إنكار ما تحويه كتبهم فيكونوا مكذبين لعلمائهم
ومشايخهم ،فذهب أولئك إلى تلمس العذار وجلب التأويلت ،والبحث في بطون
كتبهم علهم يجدون شيئا يتشبثون به .وقد اختلفوا في تبرير هذه المقالة ،وهي
محاولة منهم لحفظ عقيدة الشيعة من الظهور أمام المسلمين بمخالفتها لما استقر
عندهم من حفظ ال لكتابه .
-1فذهبت طائفة إلى القول :أن الروايات التي فيها ذكر هذه المقالة ( :ضعيفة شاذة
وأخبار آحاد ل تفيد علماً ول عملً ،فأما أن تؤول بنحو من العتبار أو يضرب بها
الجدار )[محمد حسين آل كاشف الغطا (أصل الشيعة . ])64-63
والجواب عنه :
إن ذكر أن هذه الخبار ضعيفة وشاذة وأخبار آحاد ،ل يستقيم مع ما ذكره
علمائهم ومشايخهم المعتبرين عندهم كالمفيد والكاشاني والمجلسي الذين صرحوا
باستفاضة هذه الروايات وتواترها عندهم وشهرتها وصحتها .واعتماد هذا القول
من شيخهم المعاصر ينسف ما قرره أولئك الوائل ! .فبأي قول تأخذ الشيعة ؟ أم
أن المر يعود تقية ؟ هذا ما نخشاه ! .
-2وذهبت طائفة إلى القول بأن القرآن الذي بأيدينا ليس فيه تحريف ،ولكنه ناقص
قد سقط منه ما يختص بولية علي ( وكان الولى أن يعنون المبحث تنقيص الوحي
أو يصرح بنزول وحي آخر وعدمه حتى ل يتمكن الكفار من التمويه على ضعفاء
العقول بأن في كتاب السلم تحريف ًا باعتراف طائفة من المسلمين ) [أغا برزك
الطهراني (الذريعة . . ])313-3
والجواب عنه :
ما الفرق بين أن يقال تحريف القرآن ،أو تنقيص القرآن ؟ .كلهما تلعب باليات.
والدعوى بأن ما سقط هو ما يختص بولية علي رضي ال عنه ،هو تأكيد لما
يقرره جمهور الشيعة من وجود النقصان في القرآن الذي بأيدينا ! .ول يخفى
عليك أخي ما تحمله كلمة (باعتراف طائفة من المسلمين ) .فهو يريد التلبيس على
المسلمين بأن فيهم من قال بهذه المقالة ،والحق أن هذا القول انفرد به الشيعة دون
غيرهم من الطوائف .
-3وذهبت طائفة إلى القول :بأن القرآن الذي بين الدفتين هو كلم ال الذي أنزله
على محمد صلى ال عليه وسلم بدون زيادة ول نقصان ،ولكن ( :أننا معاشر
الشيعة –الثني عشرية – نعترف بأن هناك قرآن ًا كتبه المام علي رضي ال عنه
بيده الشريفة ،بعد أن فرغ من كفن رسول ال صلى ال عليه وسلم وتنفيذ وصاياه،
فجاء به إلى المسجد النبوي فنبذه الفاروق عمر بن الخطاب قائلً للمسلمين حسبنا
كتاب ال وعندكم القرآن فرده المام علي إلى بيته ولم يزل كل إمام يحتفظ به
كوديعة إلهية إلى أن ظل محفوظاً عند المام المهدي القائم عجل ال تعالى فرجنا
بظهوره ) [الخراساني (السلم على ضوء التشيع . . ])204 :
والجواب عنه :
31
إن كان مصحف علي رضي ال عنه ،كما كان عند ابن مسعود مصحف خاص
به ،ل يختلف عن مصاحف المسلمين ،فل حاجة بنا إلى رد هذه المقالة ل تفاقنا
وإياهم على ذلك .وإن كان مصحف علي رضي ال عنه الذي عهد به إلى الئمة
بعده يخالف ما عندنا وفيه زيادة على القرآن الذي بين أيدينا ،عاد المر إلى أصله
وهو أننا نقرأ في قرآن ناقص ،وأن قوله تعالى { :إنانحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون} ليس على حقيقته – .نعوذ بال من ذلك . -ثم إن غياب هذا المصحف
طوال هذه القرون إلى أن يظهر المهدي فيه إشقاق على الناس وضللهم عن الهدى
.
-4وطائفة تقول ( :وقع بعض علمائنا المتقدمين بالشتباه فقالوا بالتحريف ولهم
عذرهم ،كما لهم اجتهادهم ،وإن أخطأوا بالرأي ،غير أنا حينما فحصنا ذلك ثبت
عندنا عدم التحريف فقلنا به وأجمعنا عليه ) [الشيعة والسنة في الميزان ،محاكمة
بقلم س خ ،نشر نادي الخاقاني ص . ]49-48
والجواب عنه :
ونحن نقول بأن القرآن لم يحرف ،وأن جمهور علماء الشيعة كانوا في ضلل في
هذا الباب ،ونحن نطالب بأن يكون هذا هو الذي تجمع الشيعة عليه الن ل تقية .
ولكن الواقع يكذب ذلك ول يصدقه ،فما تزال بعض الكتب المعاصرة الشيعية تطفح
بهذا المقالة وتنصرها ،وإن كان العم الغلب منها يقررها ولكن بطرق خفية .
والحاصل :أن المعاصرين من علماء الشيعة إن كانوا صادقين فيما يدعونه
فليظهروا هذا المر وليطبقوه واقعاً وليشهروه علنا صريح ًا بل مواربة .أما سرد
العبارات الملبسة أو الصريحة المغلفة بالتقية بدون عمل فل .ويبقى المر في
خلفهم كما هو في سلفهم .
-11السنة عند الشيعة ،وطرق تلقي العلم والوحي عند الئمة .
يذكر بعض علماء السنة أن الشيعة وبعض الفرق الخرى رفضوا الخذ بسنة
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وذلك لتكفيرهم الصحابة رواة الخبار [ .انظر
الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي ص . ]322ولكن جاءت بعض الخبار في
كتب الشيعة لتنفي هذا الزعم الذي أُلصق بها ومن ذلك قولهم عن أئمتهم( :أن كل
شيء مردود إلى الكتاب والسنة ،وكل حديث ل يوافق كتاب ال فهو زخرف )
[البهبودي /صحيح الكافي . ]1/11 :
ولكن الناظر في كتب الشيعة والمدقق لها يجد روايات أخرى كثيرة تخالف ما
قرروه سابقاً ،بل إنك لتعجب من مخالفتهم لما قرره علماء السلم في سنة رسول
ال صلى ال عليه وسلم -الصل الثاني-من أصول التلقي -المفسر لكتاب ال
الشارح له -على مدى قرون طويلة .وسوف نعرض لشيء من هذه المخالفة
على وجه اليجاز ،وإل فبسطه يطول جداً .
32
-1وأول شيء تطالعنا به كتبهم أن إتصال السند إلى رسول ال صلى ال عليه
وسلم في أحاديثهم ليست لزمة في صحة النقل عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،بل يكفي أن يروي إمامهم المعصوم الحديث ،فيُعلم بذلك صحته ونسبته إلى
رسول ال صلى ال عليه وسلم؛ بل عندهم أن المام المعصوم إذا حدث بحديث
يجوز لك أن تقول :قال ال !! .
يقول عبد ال فياض–أحد الشيوخ المعاصرين( : -إن العتقاد بعصمة الئمة جعل
الحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى
ال عليه وسلم كما هو الحال عند أهل السنة ) [تاريخ المامية . ]140 :ويصف
محمد رضا المظفر ذلك بأنه ( استمرار للنبوة ) [عقائد المامية . ]66 :
ويقول المازندراني شارح الكافي ( :يجوز من سمع حديثاً عن أبي عبد ال-رضي
ال عنه -أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده ،بل يجوز أن يقول قال ال تعالى
!!) [المازندراني :شرح جامع على الكافي . ]2/272 :
قلت :وبهذا يُنسف كل ما قرره علماء الحديث وغيرهم لثبوت صحة الحديث
المنسوب إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم من اتصال السند وعدالة رواته،
وموافقته للصول العامة في متنه ،وعدم غرابته ونكارته ،وعدم مخالفته للقرآن
والحاديث الصحيحة الخرى...إلخ .كل هذا يُنسف برواية عن إمامهم المعصوم ! .
ليس لها زمام ول خطام .
وإن اعتقاد هذا يفتح باب الكذب على رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلى ال .
نسأل ال العافية .
-2جعل الشيعة المامية لئمتهم سنة معتبرة كما لرسول ال صلى ال عليه
وسلم ! ،وفي هذا يقول محمد تقي الحكيم ( :وألحق الشيعة المامية كل ما يصدر
عن أئمتهم ال ثنا عشر من قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة ) [سنة أهل البيت
:ص . ]9
ومن هذا ومما سبق يتضح أن الشيعة المامية جعلت كلم أئمتها حجة واجب
التباع من طريقين :الول كونها سنة معتبرة كسنة النبي صلى ال عليه وسلم،
وسنة النبي صلى ال عليه وسلم طريقها الوحي ،والثاني :أنهم يأخذون علمهم من
الئمة المعصومين قبلهم .وبهذا فإن الشيعة ل مناص لها ول محيد عنها من الخذ
بما يقوله أئمتهم وقبوله على وجه الذعان والتسليم حتى ولو خالف النصوص
القرآنية أو الحاديث الصريحة الصحيحة ،بل حتى ولو خالف إجماع المسلمين .
-3طرق تلقي العلم عند الئمة يكاد يضاهي بل ضاهى ما يحصل لرسول ال صلى
ال عليه وسلم عند تلقيه للوحي من ربه .ويبين هذا رواية في الكافي عن موسى
بن جعفر قال –كما يزعمون ( : -مبلغ علمنا على ثلثة وجوه :ماض ،وغابر ،
وحادث .فأما الماضي فمفّسر ،وأما الغابر فمزبور ،وأما الحادث فقذف في القلوب
ونقر في السماع وهو أفضل علمنا ول نبي بعد نبينا ) [أصول لكافي . ]1/264 :
قلت :يعنون بالماضي المفسر هو ما حدث به رسول ال صلى ال عليه وسلم .وأما
الغابر المزبور :فهو ما كتبه علي بن أبي طالب رضي ال عنه بيده إملء من
رسول ال صلى ال عليه وسلم أو من الملئكة مثل الجامعة .وأما الحادث :فهو
33
علمٌ يحدث لئمتهم المعصومين من ال مباشرة بل واسطة ملك ،ثم هذا الحادث
متنوع فهو إما قذف في القلوب فيحدث العلم في قلب المام المعصوم بمجرد القذف،
وإما نقر في السماع حيث يحدثه الملك بما كان أو يكون أو نحو ذلك .
ثم قال ( :وهو أفضل علمنا ول نبي بعد نبينا ) .أقول :إن هذه الجملة الخيرة
تناقض ما ذُكر قبل ،وبيانه :أن النبي بشر كسائر الناس إل أن ال اصطفاه وخصه
بالرسالة وبالوحي لتبليغ شرع ال ودينه إلىالناس .قال تعالى آمراً نبيه أن يقول :
{قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ..الية } [الكهف . ]110 :ولكن ما يحدث للئمة
المعصومين عند الشيعة المامية من تلقي الوحي والنكت في السماع والقذف في
القلوب ،لهو من خصائص النبوة والرسالة التي ل تكون لحد غيرهم ،وبهذا يظهر
أن الذي وضع هذه الرواية لم يُحسن سبكها ! .
-4اعتقاد أن هناك علماً ووحياً إلهياً مودعاً عند الئمة المعصومين .و ل يظهر
إلى عند الحاجة إليه .يقول شيخهم محمد بن حسين آل كاشف الغطا –وهو من
المعاصرين ( : -أن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الحكام وكتمان جملة ،
ولكنه –سلم ال عليه -أودعها عند أوصيائه :كل وصي يعهد به إلى الخر
لينشرها في الوقت المناسب لها حسب الحكمة من عام مخصص ،او مطلق أو
مقيد ،أو مجمل مبين ،إلى أمثال ذلك .فقد يذكر النبي عاماً ويذكر مخصصه بعد
ل بل يودعه عند وصيه إلى وقته ) [أصل الشيعة برهة من حياته ،وقد ل يذكره أص ً
ص . ]77ويقول شيخهم بحر العلوم –وهو معاصر أيضاً ( : -لما كان الكتاب العزيز
متكفلً بالقواعد العامة دون الدخول في تفصيلتها ،احتاجوا إلى سنة النبي ...
والسنة لم يكمل بها التشريع ! ،لن كثيراً من الحوادث المستجدة لم تكن على عهده
صلى ال عليه وسلم ،احتاج أن يدخر علمها عند أوصيائه ليؤدوها عنه في
أوقاتها ) [مصابيح الصول :ص . ]4وذهب إلى مثل ذلك آيتهم العظمى شهاب
الدين النجفي في تعليقه على إحقاق الحق . 289-2/288 :
قلت :سبق بيان كلم الغطا والرد عليه ،وأما بحر العلوم :فنقول له ولشيعته :نعم
كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم جاءت بالقواعد العامة والضوابط
والصول ولم تدخل في كل جزئية إذ هذا متعذر ويصعب حفظه وضبطه – إل ما
دعت الحاجة إلى تفصيله ، -وهذا من عظمة التشريع وحكمة الباري إذ جعل قواعد
وأصول تُرد إليها الجزئيات والتفصيلت الدقيقة في كل ما يستجد للناس من
أحوال ،ولو أن الشريعة جاءت بتفصيلت فقط لوقعنا في حرج عظيم الن لما
يحصل من مستجدات ونوازل يحتاج معها إلى حكم يوافق الشرع .وقوله أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم ادخر هذا العلم عند الوصياء ،فنقول له { :قل
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } .ولن تجد ذلك أبداً إل في روياتهم عن أئمتهم ! .
وقد سبق الكلم على ما تزعمه الشيعة من وجود علم ل يعلمه إل آل البيت مما جعل
أبو جحيفة يسأل علي بن أبي طالب عن ذلك ،فعن أبي جحيفة قال ( :سألت علي ًا :
هل عندكم شيء ليس في القرآن؟ فقال :ل ،والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ،ما
عندنا إل ما في القرآن ،إل فهما يعطيه ال الرجل في كتابه ...الحديث ) والحديث
مخرج في البخاري .
34
-5بقي أن يقال ما موقف الشيعة المامية من السنة التي بين أيدينا ،مع أنهم
يستشهدون بها أحيانا في كتبهم .والجواب عن ذلك أن يقال :هم يستشهدون بها
في كتبهم لقناعنا بطروحاتهم وأفكارهم ،ليس إل ،وإل فهل يعقل أن يؤخذ الحديث
عن كافر ؟ لنهم يعدون جل الصحابة كفاراً ارتدوا بعد رسول ال صلى ال عليه
وسلم .ولهذا فهم ل يذكرون الحاديث التي تُظهر بطلن عقيدتهم وإن ذكروها
أولوها وبدلوا في معناها .اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ،وأرنا الباطل باطلً
وارزقنا اجتنابه .آمين .
- 12بداية تدوين الحديث عند الشيعة
ليممس مقصممودنا هنمما تتبممع بدايممة تدويممن الحديممث والكلم على كتممب الحديممث عندهممم
ومناقشتها من الناحية الحديثية ،ل .وإنما غرضنا هو بيان للمعتقدات التي ارتكزت
على هذه الكتب هل كانت تقوم على أسس وقواعد اصطلحية كتتبع السانيد وبيان
عدالة الرواة ،ونقمد المتمن وهمل همو موافمق للصمول والقواعمد الشرعيمة العاممة ،أو
للقرآن ،أو للحاديث الخرى .
-فأول كتاب ظهمر للشيعمة وهمو كتاب سمليم بمن قيمس الهللي ،وقمد صمرح بهذا ابمن
النديمم فمي الفهرسمت [ . ]219والشيعمة تعظمم أممر سمليم بمن قيمس ،وكثيمر ممن كتبهمم
تعتمد على الصول التي وردت في كتاب سليم بن قيس .ولكن بعض علماء الشيعة
ينفمي نسمبة هذا الكتاب لهمم وأظهروا فيمه ممن التناقضات والخطاء التمي يظهمر بهما
بطلن نسممبة هذا الكتاب إلى الشيعممة وأنممه منحول عليهممم .وقممد تسممتغرب أن ينفممي
بعمض علماء الشيعمة نسمبة هذا الكتاب إليهمم ممع أن كتبهمم تذهمب إلى بعمض مما قُرر
فممي هذا الكتاب .وحتممى يزول عجبممك اعلم أن سممبب نفيهممم للكتاب كان مممن أجممل أن
مؤلفمه صمرح بأن الئممة ثلثمة عشمر .بينمما كتبهمم ورواياتهمم تنمص على أنهمم أثنمي
عشممر ،وهذا تناقممض صممارخ ،فممما كان منهممم إل أن ينقدوا الكتاب ويظهروا عواره
للناس حتى ل يكون هناك تناقض بينه وبين كتبهم .ولكن يقال لمن نفى نسبة هذا
الكتاب إليهمم :أنتمم فررتمم ممن شيمء ووقعتمم فمي آخمر أعظمم منمه ،وهمو أن بعمض
العقائد والقوال والمرويات فمي كتاب سمليم بمن قيمس الهللي-وهمو أقدم كتاب ينسمب
للشيعة ،-تروى وتقرر في كتبكم ،فكما أنكم نسفتم نسبة هذا الكتاب إليكم ،أل ينبغي
أن يعاد النظممر فممي المرويات والقوال التممي نادى بهمما كتاب سممليم بممن قيممس وهممو
موجودة بنصوصها في كتبكم الن ؟ ! .
-وبعمد ذلك يأتمي فمي التسملسل الزمنمي كتاب (بصمائر الدرجات فمي علوم آل محممد
وما خصهم ال به ) لبي جعفر القمي محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمي (ت
)290همو أوسمع كتاب يحوي أحاديثهمم .وقمد اعتمبره بعمض النقاد ممن المسملمين
والشيعممة و المسممتشرقين المؤسممس الحقيقممي لفقممه الماميممة والناشممر لمروياتهمما .
[انظر أصول مذهب المامية . ]1/352 :
-وفي القرن الرابع جدد الكليني تأليف كتابه الكافي ،ثم تتابعت الكتب عند الشيعة
بعد ذلك .
35
-13كتب الحديث المعتمدة عند الشيعة .
الكتب الرئيسية المعتمدة عند الثني عشرية ،ثمانية كتب ،وهي مصادر أخبارهم
وهي كالتالي : وآثارهم .
-المصادر الربعة المتقدمة وهي :
-1الكافي :لمحمد بن يعقوب الكليني .قال الشيخ ناصر القفاري :وهو يعد من
أصمح الكتمب الربعمة المعتمدة عندهمم ،وأنمه كتبمه فمي فترة الغيبمة الصمغرى التمي
بواسطتها يجد طريقاً إلى تحقيق منقولته ، ...مع أنه الكتاب الوحيد من بين الكتب
الربعة التي ورد فيه أساطير الطعن في كتاب ال ،وبلغت أحاديث الكافي كما يقول
العاملي 16099 :حديث ًا [.أصول مذهب المامية 1/353حاشية . ]4
قلت :أشدد على قول الشيمخ :ممع أنمه الكتاب الوحيمد ممن بيمن الكتمب الربعمة التمي
ورد فيممه أسمماطير الطعممن فممي كتاب ال .اهمم .مممما يوضممح لك أن هذه الرويات فممي
الطعمممن فمممي كتاب ال مصمممنوعة منحولة ،وإل لماذا لم تذكرهممما الكتمممب الخرى
وخصوصاً التي سبقتها ككتاب بصائر الدرجات للصفار !.
176 -2كتاب من ل يحضره الفقيه .لشيخهم محمد بن بابويه القمي .وقد اشتمل على
باب ًا و ( )9044حديثاً ،وقممد حذف أسممانيدها لئل تكثممر الطرق عليممه ،وقال :بأنممه
اسمتخرجها ممن كتمب مشهورة عندهمم وعليهما المعول ،ولم يورد فيهما إل مما يؤممن
صحته [ .انظر مقدمة الكتاب ] .
قلت :حذف السممانيد لئل تكثممر الطرق ليممس سممبباً كافياً عنممد أهممل الحديممث لقبول
الحديمث ،و ل نرتضمي حديثاً بدون زمام ول خطام ،ثمم ننسمبه إلى رسمول ال صملى
ال عليمه وسملم ،ثمم نقيمم عليمه ديننما ! .فمما يكون صمحيحاً عنمد محدث قمد ل يكون
صممحيحاً عنممد آخممر .ولكنهممم قوم أعجزهممم السممناد لعلمهممم بأن هناك نقاداَ سممبروا
الرجال ومحصممموهم ،وعرفوا الطرق وخبروهممما ،وبينوا صمممحيحها ممممن سمممقيمها .
فخافوا إن هممم سممموا رجالً أن يُفضحوا ،فأتوا بأحاديثهممم وروياتهممم هكذا ل يعرف
سندها ول رجالها وذلك ليتسنى لهم أن يضعوا من الحديث ما شاءوا .
-3كتاب تهذيب الحكام .
-4كتاب الستصار :وكلهما لبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 360هم)
وقمد أُلف تهذيمب الحكام لمعالجمة التناقمض والختلف الواقمع فمي رواياتهمم .وأمما
الستبصار فهو يقع في ثلثة أجزاء .وعدد أحاديثه حسب حصر المؤلف له ()5511
وقال المؤلف :حصمرتها لئل يقمع فيهما زيادة أو نقصمان .اهمم .ولكمن جاء فمي كتاب
الذريعمة( )2/14أن عدد أحاديثمه بلغمت ( . )6531ممما يدل على أن الطبعات الخيرة
أضافممت إليممه أحاديممث كثيرة لم يضعهمما المؤلف ،مممما يدل على أن أيدي التحريممف
بالزيادة والنقصان تلعبت بكتاب الستبصار .
-وهذه الكتمب الربعمة قال عنهما الفيمض الكاشان (ت 1091همم)ي ( :إن مدار الحكام
الشرعيممة اليوم على هذه الصممول الربعممة ،وهممو المشهود عليهمما بالصممحة مممن
36
مؤلفيهما ) [الوافمي . ]1/11 :وقال أغما بزرك الطهرانمي ممن المعاصمرين ( :الكتمب
الربعممة والمجامممع الحديثيممة التممي عليهمما اسممتنباط الحكام الشرعيممة حتممى اليوم )
[الذريعة [ . ]2/14 :انظر أصول مذهب المامية . ]355-1/354/
-ويلي ذلك المجاميمع الربعمة أو المصمادر الربعمة المتأخرة التمي أُلفمت فمي القرن
الحادي عشر وهي :
-1الوافي :لمحمد بن مرتضى المعروف بمل محسن الفيض الكاشاني .
-2بحار النوار الجامعمة لدرر أخبار الئممة الطهار .لمحممد باقمر المجلسمي .قيمل
عنه إنه أجمع كتاب في الحديث .
-3كتاب وسمائل الشيعمة إلى تحصميل مسمائل الشريعمة :لمحممد بمن الحسمن الحمر
العاملي . ،وهمو ممن أجممع الكتمب عندهمم وقمد جمعهما ممن الكتمب المعتمبرة الربعمة
عندهم وزاد عليها من كتب أخرى .
-4كتاب مستدرك الوسائل لحسين النوري الطبرسي .وهذا الكتاب من المعاصرين
من أيده بشدة كأغا بزرك الطهراني ،ومنهم من انتقده كصاحب أحسن الوديعة .
37
-14الملحظات العامة على كتب الشيعة المامية الثمانية .
نسموق هنما بعمض الملحظات التمي ظهرت على الكتمب الثمانيمة المعتمدة أو المصمادر
المعتمدة عند الشيعة :
أولً :أن بعض هذه الكتب الثمانية إما جمعاً لبعض الكتب الخرى أو اختصاراً لها،
أو تلعبت بها أيدي الشيعة بعد وضعها وتصنيفها من مؤلفها .
فكتاب الوافي :وإن عدوه أصلً معتمداً فهو ل يعدوا أن يكون جمعاً لحاديث الكتب
الربعة (الكافي-التهذيب -الستبصار -من ل يحضره الفقيه )
وكتاب السممتبصار للطوسممي :هممو فممي حقيقتممه اختصمماراً لكتاب تهذيممب الحكام
للطوسي ،وقد صرح بذلك الطوسي في مقدمة الستبصار فكيف يُعد أصلً متسقلً .
[انظر :الستبصار . ] 2 /1
وكتاب بحار النوار للمجلسي :جعله مؤلفه في ( )25مجلدًا ،وكان المجلد الخامس
والعشرين كبيراً ،فجاء من بعده وقسموه إلى قسمين فأصبح ( )26مجلداً .ولما جاء
المعاصممرون أضافوا له كتباً كثيرة ليسممت مممن وضممع المؤلف كجنممة المأوى للنوري
الطبرسمي وغيره .فأصمبح هذا الكتاب الذي أصمله ( )25مجلدًا )110 ( ،مجلدًا ! .بمل
ومن العجب أن المجلد الول يحمل الرقم ( )0صفر .
ثاني ًا :تشابه كثير من مسائلهم الفقهية مع أهل السنة ،مما يؤكد ما ذهب إليه شيخ
السلم من أن الشيعة أخذوا فقههم عن أهل السنة ،وخالفوهم في أمور كثيرة .فما
وافقوا أهل السنة فقد أصابوا ،وما خالفوهم فيه فقد ضلوا فيه وأخطأوا .قال شيخ
السلم ( :والحق أن أهل السنة لم يتفقوا قط على خطأ ،ولم تنفرد الشيعة عنهم قط
بصواب ،بل كل ما خالفت فيه الشيعة جميع أهل السنة فالشيعة فيه مخطئون ...ثم
قال :وإن كان كثير من المسلمين قد يخطئ ) [منهاج السنة النبوية . ]3/98 :فنحن
ل ننكر أن يكون من علماء أهل السنة من يخطئ ،ولكنهم إذا اتفقوا ليخرج الحق
عنهم بحال أبداً .
ثالث ًا :الحاديمث التي يرويها الشيعة سواء كانت منسموبة إلى النمبي صلى ال عليمه
وسلم أو إلى أئمتهم ،ل يفرقون بينها في التلقي والعصمة ،فالكل حق عندهم .
وأما أهل السنة والجماعة فإنهم يفرقون بين الحديث المنسوب إلى النبي صلى ال
عليه وسلم ،وبين من دونه .في العصمة والتلقي .فمن دون النبي صلى ال عليه
وسلم دائ ٌر بين القبول والرد ،فإن وافق النصوص الشرعية قبل وإل رد .
رابعاً :قلنا أن الكتب المعتمدة عندهم ثمانية أربعة منها متقدمة وهي الكافي ومن
ل يحضره الفقيه ،وكتاب تهذيب الحكام ،والستبصار .
وأربعمممة منهممما متأخرة وهمممي :الوافمممي ،بحار النوار ،وسمممائل الشيعمممة ،وكتاب
مستدرك الوسائل .
38
وهذه الكتممب المتأخرة لم تدون إل بعممد القرن الحادي عشممر الهجري وآخرهمما تأليفاً
هو كتاب مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي (ت 1320هم ) .
والملحظ على هذه الكتب أن فيها كماً هائلً من الحاديث ل توجد في الكتب الربعة
المعتمدة المتقدمة .وفيها ما يقرب من ثلثة وعشرين ألف حديث عن الئمة [انظر
الذريعة . ]21/7 :
والسمؤال الذي يطرح نفسمه :أيمن السمند الذي يثبمت صمحة هذه المرويات علىمدى
أحد عشر قرن ًا ؟! .ويجيب عن هذا السؤال بعض علمائهم وشيوخهم :بأنه توفرت
عندهم كتب كثيرة غير الكتب الربعة المتقدمة ،وفيها أحاديث كثيرة ،وبها أخرجنا
هذه الحاديث .
ولكن هذه الحجة رد عليها شيخهم وعالمهم -المتقدم-الطوسي ،فإنه قال :أنه جمع
فممي كتابممه تهذيممب الحكام جميممع ممما يتعلق بالفقممه مممن أحاديممث أصممحابهم وكتبهممم
وأوصولهم لم يتخلف عن ذلك إل نادر قليل وشاذ يسير [ .الستبصار . ]1/2 :
خامسمممماً :اختلف وتضاد الروايات والحاديممممث التممممي فممممي كتبهممممم اختلف ًا كثيرًا
متضاداً ،ولقمد تألم شيخهمم محممد بمن الحسمن الطوسمي ممن هذا كثيراً لمما آلت إليمه
كتبهممم وأحاديممث مممن التضاد والختلف والمنافاة والتبايممن ،وقال ( :ل يكاد يتفممق
خمبر إل وبإزائه مما يضاده ،ول يسملم حديمث إل وفمي مقابلتمه مما ينافيمه ) [انظمر :
تهذيمب الحكام . ]3-2 /1 :ثمم حاول الطوسمي أن يجمد عذراً لقوممه فأحال اختلف
المر إلى التقية ،ويال كم ضيع دين الشيعة باسم التقية ! .
وكذا الفيمض الكاشانمي صماحب الوافمي فقمد اشتكمى ممن ذلك كثيراً فقال عمن علمائهمم:
(تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قو ًل أو ثلثين قولً أو أزيد؛ بل
لو شئت أقول لم تبممق مسممألة فرعيممة لم يختلفوا عليهمما أو فممي بعممض متعلقاتهمما )
[الوافي ،المقدمة :ص . ]9
بل اشتكى قبلهم إمامهم .جاء في رجال الكشي –أحد كتبهم المعتبرة في الرجال: -
اشتكى الفيض بن المختار إلى أبي عبد ال قال ( :جعلني ال فداك ،ماهذا الختلف
الذي بيممن شيعتكممم ؟ فقال :وأي الختلف ؟ فقال :إنممي لجلس فممي حلقهممم بالكوفممة
فأكاد أشك في اختلفهم في حديثهم ..فقال :أبو عبد ال أجل هو ما ذكرت أن الناس
أولعوا بالكذب علينمما ،وإن أحدث أحدهممم بالحديممث ،فل يخرج مممن عندي ،حتممى
يتأوله على غيممر تأويله ،وذلك أنهممم ل يطلبون بحديثنمما وحبنمما ممما عنممد ال ،وإنممما
يطلبون الدنيما ،وكمل يحمب أن يدعمى رأسماً ) [رجال الكشمي :ص ، 136-135وكذلك
بحار النوار. ]2/246 :
سادساً :أول كتاب في الرجال عند الشيعة كان في المائة الرابعة الهجرية ،وهو
رجال الكشي ،وهو كتاب في غاية الختصار ،وفيه أخبار متعارضة في الجرح
والتعديل ،وفيه أخطاء كثيرة وواشتباه في أسامي الرجال أو آبائهم أو كناهم أو
القابهم [ .انظر :الممقاني /تنقيح المقال . ]1/177 :بل قال الطوسي –وهو قد جمع
ثلثة كتب في رجال الشيعة( : -إن كثيراً من مصنفي أصحابنا ينتحلون المذاهب
الفاسدة-ومع هذا يقول -إن كتبهم معتمدة ! ) [انظر الفهرست للطوسي :ص -24
39
. ]25وكلم الطوسي هذا يشعر بأن فساد المذهب ليس بلزم في تحقيق الرواية
وقبولها ما دام أنه ينتنحل المذهب الشيعي ! .
قاصمة :
تعتمد كثيراً من مرويات الشيعة على رجال يكثر ذكرهم في السانيد ،كجابر الجعفي
وزرارة بن أعين .وهاذان قد أكثر الئمة من ذمهما بل ولعنهما ،ومع ذلك فإن كتب
الشعية تروي لهما الكثير من الحاديث .يقول الحر العاملي عن جابر الجعفي :
( روى سبعين ألف حديث عن الباقر عليه السلم وروى مائة وأربعين ألف حديث،
والظاهر أنه ما روى بطريق المشافهة عن الئمة عليهم السلم ) [وسائل الشيعة :
. ]20/151وذكر الخوئي أن مجموع رواياته ف كتبهم الربعة تبلغ )2094( :مورداً .
[الخوئي /معجم رجال الحديث . ]7/247 :
وإذا علمنا أن مجموع أحاديث الكتب الربعة لم تبلغ سوى ( )44244حديثاً [انظر :
أعيان الشيعة . ]1/280 :تبين لنا أن هذين قد رويا كثيراً من أحاديث الشيعة وهي
معتمدة عندهم ولها قبول .
جاء في رجال الكشي :أن زرارة بن أعين قال ( :سألت أبا عبد ال عليه السلم
عن أحاديث جابر ؟ فقال ما رأيته عند أبي قط إل مرة واحدة ،وما دخل علي قط )
[رجال الكشي :ص . ] 191وطبعًا جنح شيوخ الشيعة إلى حمل هذه الرواية
علىالتقية [انظر :معجم رجال الحديث 5/25 :للخوئي ] .وقال النجاشي عن
الجعفي ( :وكان في نفسه مخلطاً ) [رجال النجاشي /ص . ]100وقال هاشم معروف
( :إن جابر الجعفي من المتهمين عند أكثر المؤلفين في الرجال ) [الموضوعات في
الثار والخبار . ]234 :
ومما قاله أهل السنة في جابر الجعفي ،قال أبو حنيفة ( :ما رأيت أحداً أكذب من
جابر الجعفي) ،وقال ابن حبان ( :كان سبئيا من أصحاب عبد ال بن سبأ ،)..وقال
جرير بن عبد الحميد ( :ل استحل أن أحدث عن جابر الجعفي ،وقال هو كذاب
يؤمن بالرجعة ) [انظر :العقيلي /الضعفاء الكبير ،1/196 :وابن حبان /
المجروحين . ]1/208 :
وأما زرارة بن أعين :فقد تكلم فيه علماء الحديث من أهل السنة وأجمعوا على أن
زرارة بن أعين لم يرى أبا جعفر فكيف يحدث عنه [ .انظز لسان الميزان . ]2/474 :
وبالتأكيد أن الشيعة لتقبل كلماً من نقاد الحديث من أهل السنة .ونقول لهم جاء
في الفهرست للطوسي :أن زرارة بن أعين من أسرة نصرانية وجده يدعى (سنسن
) كان راهباً في بلد الروم ،وكان أبوه عبدًا رومياً لرجل من بني شيبان .
[الفهرست للطوسي . ]104 :
وفي رجال الكشي :قال أبو عبد ال ( :ما أحدث أحد في السلم ما أحدث زرارة بن
أعين من البدع عليه لعنة ال ) [رجال الكشي . ]149 :
وقال ( :زرارة شر من اليهود والنصارى ،ومن قال :إن مع ال ثالث ثلثة )
[رجال الكشي . ]160 :ونقل الكشي أن ابا عبد ال لعنه ثلث ًا وقال( :إن ال نكس
قلب زرارة [ )..رجال الكشي . ]160 :
40
ونقول :ما مصير الروايات التي جاءت من طريق هذين ؟ سؤال ننترك الجابة
عليه لكل شيعي ! ؟
[انظر هذا المبحث بتوسع في :منهاج السنة المجلد الثالث .
و أصول مذهب الشيعة المامية الثني عشرية للشيخ ناصر القفاري حفظه ال ( .
] 366-353 /1
41
-15حقيقة الجماع عند الشيعة ! .
الجماع هو الصل الثالث عند المسلمين بعد الكتاب والسنة .
يقول ال في محكم كتابه { :ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع
غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً } .استدل بهذه
الية علماء السلم على أن المخالف لما أجمع عليه المسلمون ،متبع لغير سبيل
المؤمنين ،وخارج عنهم ،وبهذا استدل الشافعي وغيره على تحريم مخالفة الجماع
.مع الرويات الكثيرة عنه صلى ال عليه وسلم أن هذه المة :ل تجتمع على
ضللة .والحديث تكلم عليه كثير من نقاد الحديث .واستشهد به كثير من أصحاب
الصول إحتجاج ًا به .
والشيعة هل تقول بهذا الصل كأهل السنة والجماعة ؟
كعادتنا لن نسوق كلم أهل السنة في بيان ما ذهب إليه الشيعة في هذا الجانب،
ولكن سوف نحاجهم بكتبهم وكلم علمائهم ومشايخهم .
يقول ابن المطهر الحلي ( :الجماع إنما هو حجة عندنا ) ،وليت هذا المر يقف
عند هذا الحد فنسلم لهم بموافقة أهل السنة على ذلك؛ بل إن الشيعة تنحو منحىً
آخر في تفسير معنى الجماع .
فالجماع عندهم ل ينعقد و ليصح إل إذا كان موافقاً لقول المعصوم .فيقول
المطهر بن الحلي ( :الجماع إنما هو حجة عندنا ل شتماله على قول المعصوم،
فكل جماعة كثرت أو قلت كان قول المام في جملة أقوالها ،فإجماعها حجة لجله،
ل لجل الجماع ) [تهذيب الوصول إلى علم الصول :ص . ]70
وعلى هذا لو اجتمع علماء المسلمين كلهم من السنة والشيعة لم ينعقد الجماع إل
إذا وافق قول المام المعصوم ،ولو اجتمع اثنان من العلماء لكان اجماعاً معتبرًا !!
.وبهذا يتبين أن الجماع عند الشيعة ليس من شرطه إجماع المة؛ بل بوجود نص
المعصوم .ففي معالم الدين قالوا( :أما الجماع فعندنا هو حجة بانضمام
المعصوم ،فلو خل المائة ،من فقهائنا عن قوله لما كان حجة ،ولو كان في اثنين
لكان قولهما حجة ،ل باعتبار اتفاقهما بل باعتبار قوله ) [ص . ]405
وقد أوضح محمد جواد مغنية –وهو من شيوخهم المعاصرين – عن مذهب الشيعة
في الجماع فقال ( :أن ثمة تباينًا بين موقف متقدمي الشيعة وبين موقف متأخريهم
من مسألة الجماع ،حيث اتفق المتقدمون (من الشيعة) على أن مصادر التشريع
أربعة :الكتاب ،والسنة ،والجمع ،والعقل ،وغالوا في العتماد على الجماع حتى
كادوا يجعلونه دليلً على كل أصل وكل فرع ،وعد المتأخرون لفظ الجماع مع هذه
المصادر ولكنهم أهملوه ،بل لم يعتمدوا عليه إل منضماً مع دليل آخر في أصل
معتبر ) [أصول الفقه للشيعة المامية بين القديم والحديث /بحث بمجلة رسالة
السلم ،السنة الثانية ،العدد الثالث :ص . ]286-284
قلت :ولم يسلم بعض مشايخ الشيعة بما تضمنه كلمه عن المتأخرين ،فهذا
الشعراني في تعاليق علمية على شرح جامع المازندراني[ : ]2/414يؤكد على أن
الجماع حجة مستقلة ثم ساق نصوصاً عن بعض مشايخهم و علمائهم .وهذا
يوضح أن علماء ومشايخ الشيعة المعاصرين مختلفون في هذا الصل .وأرجع
42
الشيخ القفاري حفظه ال ،الخلف في هذا بين الصوليين والخباريين من
الشيعة ،فالولون ذهبوا إلى حجية الجماع .والخباريون جعلوا وجود قول
المعصوم شرطاً في قبوله .
وقبل أن نختم هذا المبحث ل بد أن نوضح حقيقة مهمة جدًا وهي :أن الجماع
الذي يسوقه مشايخ الشيعة وعلمائهم يضاد بعضه بعض ًا ،بل إن إجماعهم أصبح
كروياتهم تضارب بعضها بعض ًا !! .وقد اشتكى بعض مشايخ الشيعة من استفحال
هذا المر .
فهذا الطريحي صاحب جامع المقال يقول عن ابن بابويه القمي الملقب عنده
بالصدوق إنه ...( :ليدعي الجماع في مسألة ويدعي إجماعاً آخر على خلفها
وهو كثير ) [جامع المقال فيما يتعلق بأحوال الحديث والرجال :ص . ]15
وهذا النوري الطبرسي يقول ( :ربما يدعي الشيخ والسيد إجماع المامية على أمر
وإن لم يظهر به قائل !!!) [فصل الخطاب :ص . ]34قلت :وهذه طامة كبرى .
فإنه من الممكن أن يُدعى الجماع على أمر قال به إثنان أو ثلثة ونحو ذلك ،أما أن
يُدعى الجماع على أمر لم يقل به أحد فهذه شنيعة كبرى !! .
43
}...وقوله في آخرها { :بل ال فاعبد وكن من الشاكرين } .فأين ذكر علي ؟ إل
أن يكون مرادهم بال هو علي ؟ ! نعوذ بال من الضلل بعد الهدى .
-وفي قوله تعالى { :وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا
فاعبدون } .جاء في تفسير العياشي (( : )3/134ما بعث ال نبياً قط إل بوليتنا
والبراءة من أعدائنا) ،وفي أصول الكافي (( : )1/437ول يتنا ولية ال التي لم
يبعث نبياً قط إل بها ) .
ولقد صرح صاحب مرآة النوار ( )202فقال( :إن الخبار متضافرة في تأويل الشرك
بال الشرك بعبادته بالشرك في الولية والمامة ،أي يشرك مع المام من ليس من
أهل المامة ،وأن يتخذ مع ولية آل محمد رضي ال عنهم (أي :الئمة الثنا
عشر ) ولية غيرهم ) .
والتناقض في كتب الشيعة كثير ،وإليك هذه الرواية التي تبطل مزاعمهم :جاء في
تفسير البرهان (( : )4/78عن حبيب ابن معلى الخثعمي قال :ذكرت لبي عبد ال
ي ما يقول .قال :في قوله عز و
رضي ال عنه ما يقول أبو الخطاب ،فقال :أجل إل ّ
جل {وإذا ذكر ال وحده } أنه أمير المؤمنين { ،وإذا ذكر الذين من دونه} فلن
وفلن [أي أبو بكر وعمر] .قال أبو عبد ال :من قال هذا فهو مشرك بال عز
وجل ثلثاً أنا إلى ال منهم بريء ثلثاً . ) ...
ب -الولية عند الشيعة المامية هي أصل قبول العمال .
فالعمل إن سلم من الشرك رُجي لصاحبه الجنة ،برحمة ال وعفوه وغفرانه { :إن
ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } .
ولكن قبول العمل عند الشيعة المامية ،ل يكون إل باليمان بولية الئمة ! .فمن
كان مؤمن ًا بولية الئمة ولو جاء بقراب الرض خطايا فهو مقبول مغفور له عند
الشيعة .ومن جاء بأعمال صالحة كالجبال ولكنه لم يؤمن بولية الئمة فهو حابط
العمل في النار ! وإليك شيئاً من أخبارهم :
-ففي بحار النوار ( )27/169زعموا أن ال قال لنبيه ( :يا محمد لو أن عبدًا يعبدني
حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لوليتهم ما أسكنته جنتي ول
أظللته تحت عرشي ) .
-وفي أمالي الشيخ الطوسي ( )1/314قال( :لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال
الجبال ولم يجيء بولي علي بن أبي طالب لكبه ال عز وجل بالنار ) .
قلت :والشواهد على هذا كثيرة من كتب الشيعة ،وينقض دعوىالشيعة المامية،
أن القرآن بين أيدينا وليس في ذكرٌ للمامة لمن قريب ول من بعيد ،ومسألة
عظيمة كهذه ل يمكن أن تخفى علىالمسلمين ،ولم يكن ال ليجعل خلقه في ضلل
فإن هذا ل يليق بال جل جلله، ل يعرف هذا الصل العظيم وهو المامة ،
ولما لم يذكر في القرآن ،ولم تحوه كتب السنة المعتبرة ،عُلم أنه مما وضعته
الشيعة ليجاد سبيل إلى تعظيم الئمة وتثبيت عقيدة الئمة الثني عشر .
ت -الئمة هم الواسطة بين ال وبين خلقه .
44
أهل السنة والجماعة يؤمنون بأن النبياء والرسل وسائط بين ال وبين الخلق
في تبليغ الشرائع ،وأمر الناس بما أوجبه عليهم ،ونهيهم عما حرمه عليهم .
أما أن تكون الوسائط لها ما ل من جلب النفع ودفع الضر ،وتفريج الكربات،
وإجابة الدعوات ،وتحليل الحرام ،وتحريم الحلل ...إلخ .فهذا هو الكفر و
الشرك بال عز وجل .
والشيعة المامية تقول :أن أئمتهم وسائط بين ال وبين خلقه في تبليغ
الشرائع ،وتفريج الكربات ،ورفع الشدائد ،وتحصيل المنافع ودفع المضار .
يقول المجلسي عن أئمته (بحار النوار ( : )23/97فإنهم حجب الرب ،والوسائط
بينه وبين الخلق ) .
ث -الدعاء عند الشيعة المامية ل ينفع ول يُرفع إل إذا كان باسم الئمة ! .
جاء في البحار ( )23/103و وسائل الشيعة (( : )4/1142من دعا ال بنا أفلح ،ومن
دعا بغيرنا هلك واستهلك ) .وفي بحار النوار ( ،)26/325و وسائل الشيعة (
)4/1143عن الرضا عليه السلم قال ( :لما أشرف نوح عليه السلم على الغرق
دعا ال بحقنا فدفع ال عنه الغرق ،ولما رمي إبراهيم عليه السلم في النار دعا
ال بحقنا فجعل ال النار عليه برداً وسلماً ،وإن موسى عليه السلم لما ضرب
طريقا في البحر دعا ال بحقنا فجعله يبساً ،وإن عيسى عليه السلم لما أراد
اليهود قتله دعا ال بحقنا فنجي من القتل فرفعه ال ) .
قلت :هذه الروايات تنسف ما يقرره القرآن ،وما تقرره السنة الصحيحة من
إخلص الدعاء ل وحده { .وقال ربكم ادعوني استجب لكم} ،وقال تعالى :
{وادعوه مخلصين له الدين} ،وقال تعالى { :فادعوا ال مخلصين له الدين ولو
كره الكافرون} .وغير ذلك من اليات .
وإن صرف الدعاء لغير ال شرك ،وصاحبه من أهل النار { .وقال ربكم ادعوني
استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } .
ثاني ًا :هل كان النبياء والرسل في حاجة إلى يسألوا الئمة الذين لم يوجدوا بعد
في إجابة ال سؤلهم ودفع الضر عنهم وهم أقرب الخلق إلى ربهم ومليكهم ؟
وهذه الروايات والنصوص جعلت كثيراً من الشيعة تعلق قلوبها بأئمتها دون
ال ،فهو إن دعا كان أول ما يخطر بعقله وقلبه إمامه المعصوم ،فيظن أنه لن
تُجاب دعوته إل عن طريق إمامه ،فوقع في الشرك من حيث يشعر ومن حيث ل
يشعر .
ج -جواز الستغاثة بالئمة عند الشيعة المامية .
الستغاثة في المور التي ل يقدر عليها إل ال شرك أكبر ،كجلب النفع أو دفع
الضر ،أو رفع البلء ،أو استنزال النصر { .أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف
السوء} { .إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم } .
ولكن الشيعة المامية تجوز أن يستغاث بالئمة؛ بل إنها جعلت لكل إمام وظيفة عند
طلب الغوث ! .فقد جاء في بحار النوار ( ...( : )94/33أما علي بن الحسين فللنجاة
من السلطين ونفث الشياطين ،وأما محمد بن علي وجعفر بن محمد فللخرة وما
تبتغيه من طاعة ال عز وجل ،وأما موسى بن جعفر فالتمس به العافية من ال عز
45
وجل ،وأما علي بن موسى فاطلب به السلمة في البراري والبحار ،وأما محمد بن
علي فاستنزل به الرزق من ال تعالى ،وأما علي بن محمد فللنوافل وبر الخوان
وما تبتغيه من طاعة ال عز وجل ،وأما الحسن بن علي فللخرة ،وأما صاحب
الزمان فإذا بلغ منك السيف الذبح فاستعن به فإنه يعينك ) .
وانظر ما جاء في بحار النوار -أيضاً )94/37( -في وصف المام المنتظر قال..( :
أركان البلد ،وقضاة الحكام ،وأبواب اليمان ...،منائح العطاء ،بكم إنفاذه محتوماً
مقروناً ،فما شيء منه إل وأنتم له السبب وإليه السبيل ..فل نجاة ول مفزع إل
أنتم ،ول مذهب عنكم يا أعين ال الناظرة . ) ..فانظر إلى هذا التأليه وما ذا أبقوا
ل عز وجل .
وفي الرقاع التي يكتبها الشيعة المامية ويضعونها عند قبور أئمتهم ! دعاء باسم
الئمة واستغاثة بهم ،فمن ذلك ( :بسم ال الرحمن الرحيم ،كتبت إليك ما مولي
صلوات ال عليك مستغيثاً ،...فأغثني يا مولي صلوات ال عليك عند اللهف ،وقدم
المسألة ل عز وجل في أمري قبل حلول التلف وشماتة العداء ،فبك بسطت النعمة
علي ،واسأل ال[خطاب للمام صاحب القبر] جل جلله لي نصراً عزيزًا ( )..بحار
النوار . )30-94/29 :
ح -الحج إلى المشاهد أعظم من الحج إلى بيت ال الحرام .
فمن أركان السلم الحج .وهو حج بيت ال الحرام لمن استطاع إليه سبيلً ،ولم
يخالف في ذلك أحد إل الشيعة وغلة الصوفية .
فالشيعة المامية جعلت التقرب إلى مشهد المام أعظم من الطواف ببيت ال
الحرام ،ففي الكافي ()1/324وتهذيب الحكام للطوسي ( ،)2/16وفي وسائل الشيعة
للحر العاملي ( : )10/348( :إن زيارة الحسين تعدل عشرين حجة ،وأفضل من
عشرين عمرة وحجة ) .
ولما قال أحد الشيعة المامية لمامه ( :إني حججت تسع عشرة حجة ،وتسع عشرة
عمرة ) أجابه المام بأسلوب يشبه السخرية – قائلً ( : -حج حجة أخرى ،واعتمر
عمرة أخرى ،تكتب لك زيارة قبر الحسين عليه السلم ) !! ( [ .تهذيب الحكام
للطوسي ،)2/16( :وبحار النوار ،)101/38( :ووسائل الشيعة . ] )10/348( :
فانظروا إلى أي درجة وصل تعظيم القبور ،أن جُعل زيارة قبر الحسين أعظم من
حج بيت ال الحرام والعمرة فيه بعشرين مرة !! .
وعلى هذا فنقول للشيعة المامية :أن المعظم للقبر الراجي من صاحبه النفع ،أو
دفع الضر ،أو الغوث ..قد خلع على صاحب القبر صفة اللوهية ،فمن يجلب النفع
إل ال ،ومن يدفع الضر إل ال ،ومن يجيب دعوة الداعي إل ال ،ومن يجيب
المضطر إذا دعاه إل ال .فإذا كان ال هو الخالق ،الرازق ،المالك ،المتصرف،
المحيي ،المميت ،كان من الواجب أن يصرف له الدعاء ،ويسأل الرحمة والمغفرة،
ويطلب منه دفع الضر ،وجلب النفع ، ...وصرف تلك العبادات لغيره ظلم شرك بال
عز وجل .ثم هو ظلم للمخلوق المدعو في قبره الذي يرجو رحمة ربه وتجاوزه
عنه ،ثم إنهم عباد فقراء إلى ال فكيف تسألونهم من دون ال ؟ {إن الذين تدعون
من دون ال عبادٌ أمثالكم } .
46
ومع كثرة الروايات في كتب الشيعة من هذا الشرك إل أنك تجد في بعض الروايات
ما يضادها ،وهذه عادة مستمرة في كتب الشيعة أنك تجد التناقض في كثير من
مسائلهم .
( ...فعن حنان قلت لبي عبد ال عليه السلم :ما تقول في زيارة قبر الحسين
صلوات ال وسلمه عليه ،فإنه بلغنا عن بعضكم أنه قال :تعدل حجة وعمرة ؟
قال ،فقال :ما أضعف هذا الحديث ،ما تعدل هذا كله؛ ولكن زوروه ول تجفوه فإنه
سيد شباب أهل الجنة ) [بحار النوار. ]101/35 :
قلت وكعادة مشايخ الشيعة ردت هذا المر إلى التقية عند تأويل كلم أبي عبد
ال ! ،فها هو المجلسي يقول ( :لعل المراد أنها ل تعدل الواجبين من الحج
والعمرة ،والظهر أنه محمول على التقية ) [بحار النوار. ]101/35 :
وحتى ل نطيل في الكلم عن عقيدة الشيعة المامية في الئمة المقبورين ،نسرد لكم
بعض عبادتهم عند قبور أئمتهم بشكل موجز :
-1الطواف بقبور أئمتهم :
لم يبح ال لمتهم طوافاً قط إل ببيته المعظم (الكعبة ) ،والشيعة المامية من دينها
الطواف على قبور أئمتها ،مع أنه جاء عن بعض أئمتهم تحريم ذلك فقال ...( :ل
تشرب وأنت قائم ،ول تطف بقبر .... ،فإن من فعل ذلك فل يلومن إل نفسه ،ومن
فعل شيئاً من ذلك لم يكن يفارقه إل ما شاء ال [ ) ..علل الشرع ل بن بابويه ص
،283وبحار النوار . ]100/126 :ولم يرتض المجلسي هذا الكلم من إمامهم فأجهد
نفسه في تأويل قوله (ول تطف بقبر) حتى أخرجه عن معناه الصحيح إلى معنى
يُضحك المجانين فقال ( :يحتمل أن يكون المراد بالطواف المنفي هنا التغوط !!) .
[بحار النوار . ]100/127 :قلت :في أي قاموس تجد أن من معاني الطواف ،التغوط
.نسأل ال السلمة والعافية .
-2الصلة عند القبر :
وهذه مخالفة أخرى تسجلها كتب الشيعة المامية ،حيث وضعوا أحاديث في فضائل
الصلة عند قبور الئمة ،ففي بحار النوار (( : )138-100/137من زار الرضا أو واحد
من الئمة فصلى عنده ،فإنه يكتب له بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف
حجة ،واعتمر ألف عمرة ،وأعتق ألف رقبة وكأنما وقف في سبيل ال ألف ألف
مرة مع نبي مرسل ،وله بكل خطوة مائة حجة ،ومائة عمرة ،وعتق مائة رقبة في
سبيل ال ،وكتب له مائة حسنة ،وحط عنه مائة سيئة ) .
قلت :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :لعن ال اليهود والنصارى اتخذوا
قبور أنبيائهم مساجد) [البخاري مع فتح الباري ]1/532 :وفي رواية :وصالحيهم .
والناظر لتركيب هذه الجور العظيمة على مجرد زيارة لقبر إمام من الئمة ليعلم
علم اليقين أن هذا الحديث مصنوع ،صنعه ووضعه من أراد صد الناس عن مساجد
ال ،وإيقاعهم في البدع والشرك والخرافات .
-3النكباب على القبر .
يقول الطوسي في وصفه لعمال زيارة يوم الجمعة .... ( :ثم تنكب على القبر
وتقول :مولي ..الخ ) [مصباح المجتهد للطوسي :ص .]195وفي بحار النوار (
47
)101/257قال ( :فإذا اتيت فقف خارج القبة ،وأوم بطرفك نحو القبر وقل :يا مولي
....ثم قال :ثم انكب على القبر وقل :يا مولي أتيتك خائفاً فآمني ،وأتيتك
مستجيراً فأجرني ) .اهم .
أقول :و وال إن اللسان ليعجز أن يقول مثل هذا الكلم لغير ال سبحانه وتعالى ،
فما بال الشيعة أوغلت في الشرك ،وهل هذا النكباب على القبر إل سجود لغير
ال ،وهل هذا الكلم والتضرع إل دعاء غير ال ! .
-4إتخاذ قبور الئمة قبلة .
سئل المام المهدي الغائب المنتظر ! عند الشيعة عن الصلة عند القبور فقال :
(أما الصلة فإنها خلفه ويجعل القبر أمامه ،ول يجوز أن يصلي بين يديه ول عن
يمينه ول عن يساره ،لن المام صل ال عليه ل يتقدم عليه ول يساوى)
[الحتجاج للطبرسي . ]2/312 :
قلت :ومع أن قبلة المسلمين واحدة ،وهي الكعبة المشرفة ،إل أن الشيعة المامية
جعلت من قبور أئمتهم قبلة أينما كانوا ! .
وفي المقابل جاءت بعض الروايات التي تضاد هذه التجاه ،كقول أبي جعفر محمد
الباقر ( :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :ل تتخذوا قبري قبلة ول مسجداً،
فإن ال عز وجل لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) [ابن بابويه في علل
الشرائع ص ،358وبحار النوار . ]100/128 :
وكعادة المجلسي حمل قول الباقر على التقية ورجح القول النص السابق .فنعوذ
بال من الخذلن .
48
-17حقيقة توحيد الربوبية عند الشيعة .
بسم ال الديان .
توحيد الربوبية هو توحيد ال بأفعاله ،فهو الرازق المحيي المميت المالك
المتصرف . ...وصرف شيء من صفات الرب للمخلوق شرك بالخالق .ولم يعرف
عن أمة من المم أنها أنكرت أن يكون هناك رب ًا سوى ال ،وإنما جعلت بعض المم
المشركة أن ثم خالقاً خلق بعض الخلق .ولكن ماهي نظرت الشيعة المامية تجاه
الرب ،وهل صرفت له ما يستحقه من الصفات ؟ هذا سوف يتبين في المسائل
التالية :
أ -خلعهم على بعض الئمة صفة الربوبية :
جاء في [مرآة النوار (ص ،)59وهو بصائر الدرجات للصفار ] :أن علياً
-زعموا -قال ( :أنا رب الرض الذي يسكن الرض به ) .
قلت :وأين هذا القول من قوله تعالى ...{ :فقالوا ربنا رب السموات والرض لن
ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا} .أو قوله تعالى { :قل من رب السموات
والرض قل ال قل أفاتخذتم من دونه أولياء ل يملكون لنفسهم نفعا ول
ضرا}..الية .
ب -قولهم :بأن الدينا والخرة كلها للمام يتصرف بها كيف يشاء .
ففي أصول الكافي : )410-1/407( :باب ( :أن الرض كلها للمام ) .ومما جاء فيه
من الروايات ( :)1/409عن أبي بصير عن أبي عبد ال عليه السلم قال( :أما علمت
أن الدنيا والخرة للمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من
ال . )..
قلت :من دعاء المؤمنين أنهم يقولون { :ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة
حسنة وقنا عذاب النار } .فمن هو الرب الذي يدعى ؟ أهو ال الخالق الرازق
المحيي المميت ؟ أم هو علي رضي ال عنه –تعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيراً
-؟.
ثم إنك تلحظ في تلك الرواية قوله ( :ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من ال ) .
حيث ترى تستراً خفياً ،الغرض منه إيجاد مسوغ لمثل هذه الرويات ،التي تنشر
الكفر الصريح !! .
ت -قولهم :بإسناد الحوادث الكونية إلى الئمة .
حيث تطالعنا الرواية المشهورة ( :فعن سماعة بن مهران قال :كنت عند أبي عبد
ال عليه السلم فأرعدت السماء وأبرقت ،فقال أبوعبد ال عليه السلم :أما إنه ما
كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فهو من أمر صاحبكم ،قلت :ومن صاحبنا؟
قال :أمير المؤمنين عليه السلم ) [المفيد /الختصاص ص ،327وبحار النوار ( :
،)27/33والبرهان . ] )2/482( :
قلت :هذا مما تنطق به كتب الشيعة ،فأمر السماء والرعد والبرق ليس بيد ال ،بل
هو بيد أمير المؤمنين !! .ولذا تجدهم إذا أرعدت السماء أو أبرقت ينادون باسم
علي ! ،فكفر بال صريح ،وخروج عن الصراط المستقيم ،وبعد عن سنة المصطفى
49
الذي أمر بالتسبيح عند سماع الرعد { ويسبح الرعد بحمده والملئكة من خيفته
ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في ال وهو شديد المحال}.
فبال عليكم كيف يتجرأ قلم أو ينطق لسان بمثل هذا ،ألم يقرأوا قوله تعالى{ :هو
الذي يريكم البرق خوف ًا وطمع ًا وينشيء السحاب الثقال } .
بل لم يق المر عند هذا الحد حتى جعلوا تسيير السحاب بأمر علي رضي ال
عنه ! ،ففي أحد رواياتهم ...( :ما كان من سحاب فيه رعد صاعقة وبرق
فصاحبكم يركبه ،أما أنه سيركب السحاب ،ويرقى في السباب أسباب السموات
والرضين السبع ،خمس عوامر وثنتان خراب ) [الختصاص :ص ،199وبحار
النوار . ]27/32 :
قلت :وإنا لنجد حرجا في سوق مثل هذه الروايات ،ولكن ما لنا من بيان الحق بد،
ولعل الشيعة يرجعون ،ولعلهم يعلمون ما في كتبهم من الكفر المبين .أسأل ال أن
يهديهم إلى الحق المبين .آمين .
ث -قولهم بحلول جزء من الله في الئمة :
تزعم الشيعة المامية أن أئمتهم أُعطوا قدرات مطلقة من ال ،جعلت لهم ما ل من
القدرات .قال أبو عبد ال ( :ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا )[أصول الكافي:
، ]1/440وأخرى ...( :ولكن ال خلطنا بنفسه ) [أصول الكافي . ]1/435 :
ولذا تجد عند الشيعة المامية كم هائل من الروايات التي تضفي علىالئمة صفات
الخالق ،ثم هي مدعمة ببعض العبارات التي توهم القارئ بأن تلك القدرات من ال،
وهذا أسلوب مخادع موهم ،وإل فالنصوص المحكمة لم تدع مجالً للشك بأن ل
صفاته التي ل ينازعها فيها أحد من الرزق والحياء والماته ...إلخ .ولعلك تعجب
مثلي أن ترى أن من الصفات التي خُعلت على علي رضي ال عنه زورًا وبهتاناً ،
أن جعلوا له صفة إحياء الموتى .فهم يزعمون أن علي ًا أحييى موتى مقبرة الجبانة
بأجمعهم [بحار النوار ، ]41/194 :وضرب الحجر فخرجت منه مائة ناقة [بحار
النوار ،]41/198 :وقال سلمان –كما يفترون( : -لو أقسم أبو الحسن على ال أن
يحيى الولين والخرين لحياهم ) [بحار النوار .] 41/201 :ومع أن له تلك الصفة
إل أنه لم يقدر إلى إنجاء نفسه من الموت !! ،أليس هذا عجيب ًا وغريباً ؟ .فأين
عقولكم يا شيعة ! .
وكالعادة تجد روايات أخرى تناقض هذا الكفر الصريح ،ففي رجال الكشي أن جعفر
بن محمد قال ( :فو ال ما نحن إل عبيد الذي خلقنا واصطفانا ،ما نقدر على ضر
ول نفع ،وإن رحمنا فبرحمته ،وإن عذبنا فبذنوبنا ،وال ما لنا على ال من
حجة ،ولمعنا من ال براءة وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون
وموقوفون ومسؤولون .ويلهم ما لهم لعنهم ال فقد آذوا ال ،وآذوا رسول ال في
قبره ،وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن
علي صلوات ال عليه [ )...رجال الكشي :ص . ]226-225
ول حاجة بنا أن نقول ما ذا فعلوا بمثل هذه الروايات ،فباب التقية لم يدع للحق
مقالً .نسأل ال السلمة .
ج -التطير عند الشيعة المامية .
50
ثبت عن ابن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ( :الطيرة شرك،
الطيرة شرك ،ثلثاً ) [رواه أبو داود ( )3910وغيره] .والطيرة من الشرك ،وهو
ينافي التوكل على ال ،الذي هو عبادة ل .
وكتب الشيعة فيها التشاؤم والتطير ببعض اليام والرويات فيها متناقضة متضاربة
.فقد جاء في من ل يحضره الفقيه ( ،1/95ووسائل الشيعة )8/253قال أبو عبد ال :
(ل تخرج يوم الجمعة فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك ) ،
وقال ( :السبت لنا ،والحد لبني أمية) [من ل يحضره الفقيه ،2/342 :وسائل
الشيعة . ]8/253 :
قلت :واضع هذه الرواية ل شك أنه يهودي حيث فضل يوم السبت وعظمه،
واليهود تعظم يوم السبت .وجعل الجمعة يوماً مشئوماً ،وهو عيد المسلمين ! .
ويناقضها من حيث الوضع الرواية التالية :قال أمير المؤمنين -زعموا ( : -يوم
السبت يوم مكر وخديعة ،ويوم الحد يوم غرس وبناء ،ويوم الثنين يوم سفر
وطلب ،ويوم الثلثاء يوم حرب ودم ،ويوم الربعاء يوم شؤم يتطير فيه الناس،
ويوم الخميس يوم الدخول على المراء وقضاء الحوائج ،ويوم الجمعة يوم خطبة
ونكاح ) [علل الشرائع :ص ،199والخصال ،2/82 :عيون الخبار :ص . ]137
قلت :وعلى هذا ل يكون عند الشيعي سوى أربعة أيام يجد فيها الراحة والنس
والعمل ،لن الرواية السابقة جعلت يوم السبت والثلثاء والربعاء أيام شؤم ! .
لكن ومع هذا جاءت روايات أُخر تنفي هذا التطير وتحذر منه :قال أبو عبد ال :
(ل طيرة) [روضة الكافي ،196 :وسائل الشيعة ،]8/262 :وقال( :كفارة الطيرة
التوكل ) [روضة الكافي ،198 :وسائل الشيعة . ]8/262 :وهناك روايات أخرى لما
أرى ذكرها خشية الطالة .ول نحتاج مع هذا أن نذكركم أنهم يفسرون هذا
التناقض بالتقية !! فما ذا بعد الحق إل الضلل .
51
الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي :ص ]68،69 ،65حيث نقل عن هشام بن
سالم الجواليقي بأنه كان يقول بأن معبوده على صورة إنسان ،وأنه ذو حواس
خمس كحواس النسان ! .ويقول ابن المرتضى اليماني وهو من الزيدية ( :بأن
جل الروافض على التجسيم إل من اختلط منهم بالمعتزلة ) [المنية والمل :ص ]19
.
ولقد دافع شيوخ المامية ومنهم المجلسي عن الهشامين في بحار النوار )3/288( :
فقال( :ولعل المخالفين نسبوا إليهما هذين القولين معاندة ) ويقصد بالقولين :
القول بالتجسيم والصورة .
قلت :الروايات في أصول الكافي وغيره ل تساعد المجلسي على إنكار هذه المقولة
عن الهشامين ،ففي أصول الكافي ( :يروي القمي [الصدوق] عن سهل قال :كتبت
إلى أبي محمد سنة (255هم) قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول
هو جسم ،ومنهم من يقول هو صورة ،فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما
أقف عليه ول أجوزه فعلت متطولً على عبدك ؟ ...إلخ ) [أصول الكافي ،1/103 :
والتوحيد لبن بابويه . ]102-101 :وعن محمد بن الفرج الرخجي قال ( :كتبت إلى
أبي الحسن عليه السلم أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم
في الصورة ،فكتب :دع عنك حيرة الحيران واستعذ بال من الشيطان ،ليس
القول ما قال الهشامان ) [أصول الكافي . ]1/105 :قلت :وهذا دليل على أن هذه
المقولة كانت موجودة عندهم ،ومحاولة المجلسي وغيره من شيوخ الشيعة
المامية لنكارها ترده النصوص التي ذكرناها وغيرها مما لم نذكرها؛ ولكن كان
الولى بدل أن يحاول بعض مشايخ الشيعة من طمس هذه الحقيقة عن بعض
متقدميهم ،أن ينكروا هذه المقالة ويشنعوا على قائلها ،ولكن هو التعصب لشيوخ
المذهب أعماهم عن قول الحق ! .مع أنه هناك روايات كثيرة عن الشيعة المامية
تنفي هذه المقالة وتذم قائلها .وأصبح المذهب الشيعي يتنازعه إتجاهان ،التجاه
الول إتجاه تنزيه المولى جل في عله ،وهذا هو مذهب أهل البيت وهو الحق ،
والتجاه الثاني هو مذهب التجسيم والقول بالصورة ،وهذا يتزعمه الهشامان وهو
الباطل .وللشيعة المامية أن تختار ؟ .
ب -الشيعة المامية تقول بالتعطيل .
في أواخر المائة الثالثة اتجه معتقد مذهب الشيعة المامية إلى القول بالتعطيل بعد
أن كان يقول بالتجسيم ،وبين القولين تضاد ! ،فكيف نفسر ذلك ؟ والجواب :هو
أنه في تلك الفترة أخذ علماء الشيعة المامية يقررون ما يقرره المعتزلة في مسائل
الصفات ،وكذلك تبعوهم في كثير من مسائلهم كقولهم بالقدر ،وخلق القرآن وغير
ذلك؛ بل إنك لتجد كتب الشيعة المامية في الصفات مطابقة لكتب المعتزلة حذو
القذة بالقذة ،حتى الشبهات التي يثيرها المعتزلة على أهل السنة هي نفس الشبهات
التي يثيرها متأخري الشيعة؛ ولكن مع فرق واحد وهو :أن الشيعة المامية دعمت
قولها بروايات تدل على صدق دعواهم ! ،وهي ل تعدوا كونها روايات موضوعة
ومصنوعة .
52
ومما يدل على فساد هذا المذهب :أن صفات ال واسمائه تقريرها عن طريق
السمع ،أي عن طريق النصوص من القرآن والسنة ،ول مدخل للعقل في إثبات
صفة أو نفي صفة عن ال ،كما هو ديدن أهل الكلم من المعتزلة والشاعرة
والجهمية وغيرهم .
والطريقة التي اعتمدها المفيد في النكت العتقادية ،والمطهر في نهج
المسترشدين ،وغيرهم في تقرير صفات ال وإثباته أو نفيها هي طريقة المعتزلة
الكلمية ،ولكنهم –أي علماء الشيعة المامية الذين خاضوا في الصفات -فارقوا
المعتزلة بإيراد روايات عن الئمة المعصومين تشد من قولهم وتقويه .ولذلك
سوف نسوق بعض الروايات المفتراة في تقرير عقيدة التعطيل .
يقول الزنجاني –شيخ معاصر -في عقائد المامية الثني عشرية (ص )28تحت
عنوان طريقة معرفة الصفات( :هل يبقى مجال للبحث عن الصفات ،وهل له طريق
إل الذعان بكلمة أمير المؤمنين رضي ال عنه :كمال الخلص نفي الصفات
عنه ) اهم .و وال ما كان لعلي بن أبي طالب أن يكذب بكلم ال { :ليس كمثله
شيء وهو السميع البصير } فربنا يثبت لنفسه أنه سميع بصير ،ثم يأتي متقول
على علي بن أبي طالب بكلم كذب ! .سبحانك هذا بهتان عظيم .
والشيعة المامية تبعت المعتزلة في تعطيل صفات ال ،ووصفه بالصفات السلبية ،
فهذا شيخهم محمد الحسيني القزويني[قلئد الخرائد في أصول العقائد ص ،50
وانظر كذلك :نهج المسترشدين ابن المطهر :ص ،]47-45يقول في وصف ال
سبحانه وتعالى ...( :ل جزء له ،وما ل جزء له ل تركيب فيه ،وما ليس بمركب
ليس بجوهر ول عرض ،وما ليس بجوهر ) ...إلخ هذه العبارات التي تخالف
طريقة القرآن في إثبات الصفات .فإن القرآن جاء بإثبات مفصل ونفي مجمل :
{ليس كمثله شي ء} نفي مجمل {وهو السميع البصير} إثبات مفصل .
ت -الئمة هم اسماء ال وصفاته عند الشيعة المامية ! .
أوغلت الشيعة المامية وغلت في هذا الباب غلواً كبيرًا ،وخلعت على أئمتها
أوصاف اللوهية ،وتجرأت على كتاب ربها وأولت معانيه ليوافق ما ذهبت إليه .
وتوحيد السماء والصفات من أبواب التوحيد العظيمة الذي به يعرف الخالق جل
في عله ،وتعرف اسمائه الحسنى وصفاته العلى ،فتطمئن النفس إلى بارئها،
وتتعلق القلوب بخالقها الخلق العليم السميع البصير الول الخر الظاهر الباطن
العزيز الجبار الحي القيوم ..إلخ من الوصاف والنعوت الحميدة التي ل تكون إل
ل .ولكن ما سطرته كتب الشيعة المامية يجل عن الوصف ،ولول بيان الحق ما
سقنا رواياتهم.
في أصول الكافي عن أبي عبد ال في قول ال عز وجل { :ول السماء الحسنى
فادعوه بها } قال :نحن وال السماء الحسنى ،التي ل يقبل ال من العباد عملًَ إل
بمعرفتنا ) [أصول الكافي. ]144-1/143 :
وهذا من التفسير الباطني الذي الذي ل يعرف بحال ،وإل ففي أي معجم من معاجم
اللغة يأتي مثل هذا التفسير ؟ إل على مذهب الباطنية .ولم تكتف الرويات بهذا؛ بل
تعدته إلى أمور أخرى أشنع وأعظم .
53
فعن أبي عبد ال –كما يزعمون( : -إن ال خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في
عباده ،ولسانه الناطق في خلقه ،ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة،
ووجهه الذي يؤتى منه ،وبابه الذي يدل عليه ،وخزانه في سمائه وأرضه ،بنا
أثمرت الشجار ،وأينعت الثمار ،وجرت النهار ،وبنا ينزل غيث السماء وينبت
عشب الرض ،وبعبادتنا عبد ال ولو لنا ما عبد ال ) [أصول الكافي ،1/144 :ابن
بابويه /التوحيد ،152-151 :بحار النوار. ]24/197 :
وزعموا أن علي بن أبي طالب قال ( :أنا عين ال ،وأنا يد ال ،وأن جنب ال ،وأنا
باب ال ) [اصول الكافي ،1/145 :بحار النوار . ]24/194 :وقال –كما يزعمون: -
(أنا علم ال ،وأنا قلب ال الواعي ،ولسان ال الناطق ،وعين ال الناظرة ،وأنا
جنب ال ،وأنا يد ال ) [ابن بابويه /التوحيد ص ،164بحار النوار . ]24/198 :
قلت :ولو أنهم يخشون أن تثور عليهم (العامة)[وصف أطلقه الشيعة على أهل
السنة] ،لتموا الرواية بقولهم ( :وأنا ال ) .أما الشيعة فهم قد أغلقوا عقولهم
وأوصدوا البواب في طريق التفكير في مصدر هذه الرويات ومخالفتهم للدين
والعقل والحس؛ بل جاء في وصفهم لمامهم علي بن أبي طالب وهو منهم براء ،أن
علياً قال ( :أنا وجه ال ،أنا جنب ال ،وأنا الول ،وأنا الخر ،وأنا الظاهر ،وأنا
الباطن [ )..رجال الكشي :ص ،211وانظر بحار النوار . ]94/180 :
قلت :قال ال تعالى { :هو الول والخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}
[سورة الحديد .]3 :فال يصف ذاته المقدسة بهذا الوصف ،ثم يأتي الشيعة
المامية ويجعلون هذا الوصف الذي ل يكون إل للخالق ،ويجعلونه للمخلوق !
.سبحانك هذا بهتان عظيم .
وفي أصول الكافي )1/261( :قال أبو عبد ال –افتراء عليه( :-إني لعلم ما في
السموات وما في الرض ،وأعلم ما في الجنة ،وأعلم ما في النار ،وأعلم ما كان
وما يكون ! )..
قلت :قال ال تعالى { :وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو ويعلم ما في البر
والبحر وما تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة في ظلمات الرض ول رطب ول
يابس إل في كتاب مبين} [النعام .]59:
وقال تعالى { :قل ل يعلم من في السموات والرض الغيب إل ال وما يشعرون
أيان يبعثون} [النمل . ]65 :
والروايات في ذلك عن الشيعة المامية كثيرة ،ولبعض شيوخهم محاولت في
اللجوء إلى المجاز كباب من أبوب التأويل أو إيجاد العذر لمثل هذه الروايات التي
تؤله الئمة صراحة [انظر على سبيل المثال :بحار النوار للمجلسي . ])24/202( :
ولكن ما تقول الشيعة المامية في الروايات الموجودة في كتبهم ،والتي ترد هذه
الروايات وتنسفها ،أفل قالوا بها وتبرأوا من الركام الهائل من الروايات التي تؤله
الئمة ؟ .وإليكم بعض تلك الروايات التي تبين بطلن الروايات السابقة :
قال أبو عبد ال ( :يا عجباً لقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ،ما يعلم الغيب إل ال عز
وجل ،لقد هممت بضرب جاريتي فلنة فهربت مني ،فما علمت في أي بيوت الدار
54
هي [ )..أصول الكافي . ]1/257 :فها هو أبو عبد ال ل يعلم أين اختفت جاريته ؟
فكيف يعلم غيب السموات والرض ! .
وفي بحار النوار ،25/301 [:ورجال الكشي ]323 :أن أبا عبد ال حينما قيل له :
( إن المفضل بن عمر يقول :إنكم تقدرون أرزاق العباد .فقال :وال ما يقدر
أرزاقنا إل ال ،ولقد احتجب إلى طعام لعيالي فضاق صدري وأبلغت بي الفكرة في
ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي ،لعنه ال –يريد بذلك المفضل -وبريء
منه ) .
55
جعل الكلم الذي كُلم به موسى ليس من ال بل من الشجرة ! وهذا هو عين ما
تذهب إليه المعتزلة ،فقال محسن المين ... ( :يوجد الكلم في بعض مخلوقاته
كالشجرة حين كلم موسى ،وكجبريل حين أنزله ال بالقرآن ) [أعيان الشيعة :
. ]1/453
ومع هذا ومع ثبوت نسبة هذه المقالة عن الشيعة المامية إل أن ابن بابويه القمي
حاول أن يجد عذراً لمن قال بأنه مخلوق ،حيث نهج في هذا مسلكان :
الول :جعل معنى مخلوق أي :مكذوب .قال ( :وإنما امتنعنا من إطلق المخلوق
عليه لن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوباً ،ويقال :كلم ال مخلوق أي
مكذوب ) [التوحيد ،225 :وكذا البحار . ]92/119 :قلت :محاولة التأويل هذه يردها
الختلف الكبير الذي حصل بين أهل السنة والجماعة (السلف) ،وبين المعتزلة
والجهمية حول هذه المسألة وهي معروفة ومشهورة.
والثاني :جعل هذه المقالة من باب التقية ،فقد نقل آيتهم البرو جردي في كتابه
تفسير الصراط المستقيم ( )1/304عن ابن بابويه قوله ( :ولعل المنع من إطلق
الخلق على القرآن إما للتقية مماشاة للعامة ،أو كونه موهماً لمعنى آخر . )..
قلت :هذه من المسائل المستشنعة التي تفوه بها المعتزلة والجهمية قبلهم،
وتابعهم عليها الشيعة المامية ،وحقيقتها نفي صفة الكلم ل ،وال سبحانه يتكلم
كيف شاء متى شاء حيث شاء ،ونفي هذه الصفة أعني صفة الكلم ،فيه نسبة
النقص إلى ال .فإن المخلوق الخرس ناقص الخلقة ،وال جل في عله -وله
المثل العلى -تنزه عن المشابهة وهو الكامل المنزه من كل نقص وعيب .ثم إن
نفي كون القرآن كلم ال ،يلزم منه عدم قدسية القرآن ويؤدي إلى إهمال نصوصه
لكونه مخلوقاً كأحد مخلوقاته وليس كلمه ! .
56
والشيعة المامية تابعت المعتزلة فيما ذهبت إليه في رؤية ال عز وجل ،فنفت أن
يرى المؤمنون ربهم في الخرة ،وحججهم هي نفس حجج المعتزلة ،ولكن زادوا
عليهم أن لهم روايات وأخبار تؤكد هذه العقيدة ،فيروون عن أبي عبد ال جعفر
الصادق بأنه سئل ( :عن ال تبارك وتعالى هل يرى في المعاد ؟ فقال :سبحان ال
وتعالى عن ذلك علوا كبيراً ..إن البصار ل تدرك إل ما له لون وكيفية ،وال خالق
الكوان والكيفية ) [بحار النوار -4/31 :وعزاه إلى أمالي الصدوق ] .قلت :كأنك
تلحظ في هذه الرواية نفي وجود الرب ،والسلف وأهل السنة والجماعة ،ل ينفون
ذات ال ،ولكن ينفون معرفة كيفيته ،وكيف هو .كما في قول مالك في الستواء :
(الستواء معلوم ،والكيف مجهول ، )...أي أننا نعلم كيف الستواء وما معنى
الستواء ،ولكن استواء ربنا كيف هو ل نعلمه وهو مجهول لدينا ،ل ننا ل نعرف
ذات ال فكيف نصف استواءه كيف هو .وفي الرواية السابقة ..( :إن البصار ل
تدرك إل ماله لون وكيفية ،وال خالق الكوان والكيفية) ،فيه تعرض لكنه ذات
الرب ،وهذا ل يعلمه إل ال ! .
ويناقض الرواية السابقة ما رواه الكليني في الكافي ( )1/85عن أبي عبد ال أنه قال
...( :ولكن ل بد من إثبات أن له كيفية ل يستحقها غيره ،ول يشارك فيه ول يحاط
بها ول يعلمها غيره ) .
قلت :فهذا رد على الرواية السابقة ،وبيان خطأ ما روي في بحار النوار .
وقد غل جعفر النجفي صاحب كشف الغطاء في هذه المسألة كثيراً وكفّر من قال
بالرؤية ،قال ( :ولو نسب إلى ال بعض الصفات ...كالرؤية حكم بارتداده )
[كشف الغطا ص . ]417وجعل الحر العاملي هذه المسألة من أصول الدين ،فعقد
لهذه المسألة باباً في وسماه ( :أن ال سبحانه ل تراه عين ول يدركه بصر في
الدنيا ول في الخرة ) [الفصول المهمة في أصول الئمة ص . ]12
قلت يكفينا في ذلك ما رواه ابن بابويه القمي عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قلت :له أخبرني عن ال عز وجل هل يراه المؤمنون يوم القيامة ؟
قال :نعم ) [ابن بابويه /التوحيد ص ،117وبحار النوار . ]4/44 :
وخلصة القول :إن الشيعة المامية إما أن تقول بمقالة المعتزلة وتنفي رؤية ال
عز وجل في الخرة ،فتكون مكذبة لما روته كتبهم عن أئمتهم في رؤية المؤمنين
لربهم في الخرة .أو تتبرأ من مقالة المعتزلة وتكون متبعة لمنهج السلف
وجمهور المسلمين .
-20اليمان ومفهومه عند الشيعة المامية .
اليمان عند أهل السنة والجماعة ،هو قول وعمل واعتقاد ،قول باللسان وعمل
بالركان واعتقاد بالجنان ،يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان .وأركانه ستة هي :
اليمان بال وملئكته وكتبه ورسله وباليوم الخر وبالقدر خيره وشره .
فهل هذا هو مفهوم اليمان عند الشيعة المامية ؟
لعلنا نستعرض سريعاً بعض ما تذهب إليه الشيعة المامية في ذلك .
57
أولً :أحدثت الشيعة في اليمان أمراً لم يأت في قرآن ول سنة ،وهو اليمان
بالئمة الثني عشر ،وأدخلوه في مسمى اليمان .وباليمان بالئمة فسرت الشيعة
قوله تعالى { :قولوا آمنا بال وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم ...إلى قوله :
فإنما هم في شقاق } [ .انظر تفسير العياشي ،1/62 :وتفسير الصافي . ]1/92 :
ولهذا يقول المطهر ابن الحلي ( :إن مسألة المامة (إمامة الثني عشر ) ...هي أحد
أركان اليمان المستحق بسببه الخلود في الجنان والتخلص من غضب الرحمن )
[منهاج الكرامة في معرفة المامة :ص . ]1ويقول محمد جواد العاملي ( :اليمان
عندنا إنما يتحقق بالعتراف بإمامة الئمة الثني عشر عليهم السلم ،إل من مات
في عهد أحدهم فل يشترط في إيمانه إل معرفة إمام زمانه ومن قبله ) [مفتاح
الكرامة . ]2/80 :
قلت :لم يرتب ال على دخول الجنان ،اليمان بالئمة الثني عشرية ،ولم يرد
ذكرهم في القرآن والسنة ول حتى إشارة إلى ذكرهم فضلً على اليمان بهم .ول
نجد ذكرهم إل في نصوص القرآن المحرفة عند الشيعة المامية ،فإنهم أكثروا من
ذكرهم في كتاب ال دس ًا وتحريفاً ،ونسجوا من الساطير عن أئمتهم روايات كثيرة
في اليمان بهم وتعظيمهم والحث على العناية بهم .
ثاني ًا :أحدثت الشيعة المامية شهادة ثالثة ،فل يكمل اليمان حتى يشهد المسلم
بأن ل إله إل ال ،وأن محمدًا رسول ال ،وأن علياً ولي ال ! .ولذا تراهم يرددون
في أذانهم ويلقون موتاهم الشهادة بأن علياً ولي ال وكذا الولية للئمة .
فعن أبي بصير عن جعفر عليه السلم قال ... ( :لقنوا موتاكم عند الموت شهادة
أن ل إله إل ال والولية ) [ فروع الكافي ،1/34 :تهذيب الحكام . ]1/82 :
وأما شهادتهم بالولية لعلي بن أبي طالب ورفعها على المنابر والمآذن ،فهذا
أشهر من أن يجهل الن ،ول نبعد كثيرًا حتى نسمع هذا الذكر فمآذن القطيف وما
جاورها تشهد بذلك. !..
ثالث ًا :القول بالرجاء مما تذهب إليه الشيعة المامية .
يتبين هذا بالمرويات الكثيرة التي توضح هذه النزعة ،فقد جاء في الكافي باب :
(أن اليمان ل يضر معه سيئة ،والكفر ل ينفع معه حسنة ) [أصول الكافي ]2/463 :
.وأورد فيها مجموعة من الرويات نأخذ منها على سبيل المثال قول أبي عبد ال :
(اليمان ل يضر معه عمل ،وكذلك الكفر ل ينفع معه عمل ) [أصول الكافي ]2/464 :
.
قلت :هذا هو عين مذهب المرجئة وطريقتهم ،وبه يتبين أن الشيعة أخذت من
عقائد الطوائف ما يحلو لها ،فضربت من كل طائفة بسهم .وهذا المنهج هو سمة
غالبة فيهم؛ بل ولما قال شيخ السلم ابن تيمية –رحمه ال( : -إن أكثر الشيعة
يعتقدون أن حب علي حسنة ل يضر معها سيئة ) [منهاج السنة ، ]1/31 :رد عليه
محمد مهدي الكاظمي –شيخ معاصر -فقال ( :ما نسبه إلى كثير من الشيعة من
القول بأن حب علي حسنة ليس يضر معها سيئة ،فإنه بهتان منه ،فإنهم جميعاً
58
متفقون على ذلك ،فتخصيصه الكثير منهم بهذه العقيدة ليس له وجه سوى الكذب )
[منهاج الشريعة في الرد على ابن تيمية . ]1/98 :
59
-21اليمان بالملئكة في عقيدة الشيعة المامية .
بسم ال رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل .
سبق وأن تكلمنا عن معتقد الشيعة المامية في توحيد اللوهية والربوبية والسماء
والصفات ،ول حاجة بنا ههنا إلى تسطيره مرة أخرى ،وسوف نستكمل بعون ال
الذي نعبده ،ما تبقى من أركان اليمان لنرى هل الشيعة المامية تابعت المسلمين
في اليمان بالملئكة كما جاء في كتاب ال وفي سنة رسوله صلى ال عليه وسلم
أم حادت عن الصراط المستقيم .
والملئكة خلقهم ال من نور ،ولهم أعمال كثيرة ،منها ما أخبرنا ال عنها في
كتابه ،ومنها ما أخبرنا عنها رسوله صلى ال عليه وسلم .
فجبريل أعظم الملئكة قدرًا وأعظمهم شأناً عند ال ،كان رسول ال إلى رسله
وانبيائه من البشر لتبليغ دين ال ونشره في الرض ،وميكائيل موكل بالقطر
والنبات ،وإسرافيل للنفخ في الصور ،وملك الموت لقبض أرواح الخلق ،وملئكة
موكلة بإحصاء أعمال العباد ،وملئكة لحفظ بعض الخلق ،وملئكة ركعاً سجداً ل،
وملئكة لحمل العرش ،وملئكة خزنة للجنة والنار ....إلخ .
ولكن ما هو معتقد الشيعة المامية في الملئكة ؟ .
-فمما ذهبوا إليه قولهم أن الملئكة خلقت من نور الئمة ! ،ففي كنز جامع
الفوايد [ص ،334:وبحار النوار ( : ] 23/320 :خلق ال من نور وجه علي بن
أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة ) .وفي
المعالم الزلفى [ص ( : ]249خلق ال الملئكة من نور علي ) .
قلت :هذه الرواية وما شاكلها ترفع علي بن أبي طالب من مرتبة البشرية إلى
مرتبة اللوهية .وهي فتح لطريق عبادته من دون ال .
-ومن معتقدهم في الملئكة قولهم :بأن الملئكة تتردد على زيارة قبر الحسين
والبكاء عليه ،وزيارة قبره أمنية ملئكة السماء .ففي وسائل الشيعة [10/318ن
وفروع الكافي( : ]1/325 :وكل ال بقبر الحسين أربعة الف ملك شعث غير
يبكونه إلى يوم القيامة !) ،وفي التهذيب للطوسي [ ،2/16ووسائل الشيعة :
]10/322قال :وليس شيء في السموات إل وهم يسألون ال أن يؤذن لهم في
زيارة الحسين ففوج ينزل وفوج يعرج ) .
قلت :وهذه العقيدة تغذي شرك القبور ،وإقامة المآتم على الحسين رضي ال عنه
.
-ومن معتقدهم في الملئكة قولهم :بأن الملئكة خدم لئمتهم ومحبيهم ،ففي
بحار النوار [ ]26/335قالوا( :إن الملئكة لخدامنا وخدام محبينا) .وفي بحار
النوار [ ]26/356قال أبو عبد ال ( :إن الملئكة لتنزل علينا في رحالنا وتتقلب
على فرشنا ،وتحضر موائدنا ،وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس...
إلخ ) .
60
قلت :رد هذه الفرية شيخ السلم ابن تيمية فقال ( :فتسمية جبريل رسول ال إلى
محمد صلى ال عليه وسلم خادماً عبارة من ل يعرف قدر الملئكة وقدر إرسال ال
لهم إلى النبياء . ]2/158[ )..ثم هو مخالف لكلم ال ،فال يصفه بأنه رسول كريم،
والشيعة المامية تصفه بأنه خادم ! فأي الوصفين أحق بالخذ والعتبار ؟ .
-ومن معتقدهم في الملئكة :أنها لم تشرف –أي الملئكة -إل بولية علي
[الحتجاج للطبرسي:ص ،31وبحار النوار . ]26/338 :وأن ل هم لها إل الصلة
والسلم على الئمة :فم ( :ليس لهم طعام ول شراب إل الصلة على علي بن
أبي طالب ومحبيه ،والستغفار لشيعته المذنبين ) [بحار النوار . ]26/349 :
هذا بعض ما لدى الشيعة المامية نحو ملئكة ال الكرام الكاتبين ،جعلوهم خدم لهم
ول هم لها إل الستغفار للشيعة والعناية بها وزيارة أئمتها والبكاء على قبورها ! .
فنسألك اللهم لزوم صراطك المستقيم حتى نلقاك .
61
عنه كانت من السبئية ،ومقدمهم عبد ال بن سبأ الذي زعم أن نبي ال كتم تسعة
أعشار القرآن [انظر الجوزجاني /أحوال الرجال ص . ]38وفي رسالة الرجاء
لمحمد بن يحيى العدني قالوا( :هدينا لوحي ضل عنه الناس ،وزعموا أن نبي ال
كتم تسعة أعشار القرآن ) [هذه الرسالة ضمن كتاب اليمان ص (250-249مخطوط)]
.
وسوف نعرض في عجالة بعض المزاعم الموجودة في كتب الشيعة المامية عن
كتب لها من القدسية كقدسية القرآن :
أو ًل :مصحف فاطمة :
جاء في الكافي ... :إن ال تعالى ل قبض نبيه صلى ال عليه وآله ،دخل على
فاطمة عليها السلم من وفاته من الحزن ما ل يعلمه إل ال عز وجل ،فأرسل ال
إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين رضي ال عنه فقال:
إذا أحسست بذلك ،وسمعت الصوت قولي لي ،فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين
رضي ال عنه يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً ..أماإنه ليس فيه شيء
من الحلل والحرام ولكن فيه علم ما يكون ) [أصول الكافي ،1/240 :وبحار النوار:
،26/44وبصائر الدرجات :ص . ]43
قلت :هذا الذي يزعمونه ويدعونه يسمى بمصحف فاطمة .ثم هذه الرواية تناقض
كلم ال ،فال يقول لرسوله قل لهم { :ولو كنت أعلم الغيب ل ستكثرت من
الخير }الية .وهذه الرواية تقول :أن هذا المصحف فيه علم ما يكون !! .
وفي الكافي -أيضاً -تصور هذه المحاورة بين أبي بصير وأبي عبد ال حجم هذا
المصحف .قال أبو عبد ال ( :وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلم .قلت
[القائل:أبو بصير] وما مصحف فاطمة عليها السلم ؟ قال :مصحف فيه مثل
قرآنكم هذا ثلث مرات ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) [أصول الكافي. ]1/239 :
ولكن ثمة رويات أخر تخالف ما جاء في الكافي في أن علي ًا كتب مصحف فاطمة
إملءً من الملك ،ففي دلئل المامة :أن (جبرائيل وإسرافيل وميكائيل . ..فهبطوا
به [أي مصحف فاطمة] وهي قائمة تصلي ،فما زالوا قياماً حتى قعدت ،ولما فرغت
من صلتها سلموا عليها وقالوا :السلم يقرئك السلم ووضعوا المصحف في
حجرها ) ...وفي آخر الرواية :قال ( :قلت :جعلت فداك فلمن صار ذلك المصحف
بعد مضيها ؟ قال :دفعته إلى أمير المؤمنين ،فلما مضى صار إلى الحسن ثم
الحسين ،ثم عند أهله حتى يدفعوه إلى صاحب المر [)..محمد بن جرير بن رستم
الطبري /دلئل المامة :ص ( 28-27ابن جرير الطبري هذا غير الطبري صاحب
التفسير وصاحب التاريخ فليتنبه له ،فإن بعض كتاب الشيعة قد موه على أهل السنة
لجل التشابه بين السماء فنسبوا إلى ابن جرير الطبري السني أموراً لم يقلها إنما
هي من كلم ابن جرير الشيعي )] .
62
ثانياً :كتاب أنزل على الرسول صلى ال عليه وسلم قبل موته وعُهد به إلى علي
بن أبي طالب .
ثم عهد به علي ًا رضي ال عنه إلى الئمة من بعده .
يوضح هذه رواية بحار النوار (( :)193-36/192عن أبي عبد ال الصادق قال :إن
ال عز وجل أنزل على نبيه كتاباً قبل أن يأتيه الموت فقال :يا محمد هذا الكتاب
وصيتك إلى النجيب من أهل بيتك ،فقال :ومن النجيب من أهلي يا جبرائيل؟ فقال :
علي بن أبي طالب عليه السلم ،وكان علىالكتاب خواتيم من ذهب ،فدفعه النبي
صلى ال عليه وسلم إلى علي عليه السلم وأمره أن يفك خاتمًا منها ويعمل بما
فيه ،ففك عليه السلم خاتم ًا وعمل بما فيه ،ثم دفعه إلى ابنه الحسن ... )....ثم دفعه
الحسن إلى الحسين .....ثم دفعه إلى علي بن الحسين ( :ففك خاتمه فوجد فيه
اصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ففعل )...وهكذا إلى قيام المهدي
.
قلت :هذه الرواية فيها إغضاء من قدر النبي صلى ال عليه وسلم ،حتى أنه ل
يعلم من هو النجيب من أهل بيته إل عند وفاته ! .
ثم إن الوصية لعلي بن الحسين تناقض ما أثر عنه ،فقد جاء في طبقات ابن سعد(
: )5/214أن علي بن الحسين قال مخاطباً الشيعة ( :أحبونا حب السلم فو ال ما
زال بنا ما تقولون حتى بغضتمونا إلى الناس ) .فهذه مقالة علي بن الحسين فلم
يصمت ولم يلزم بيته بل قال الحق الذي كان يجب أن يقال .
ثالث ًا :لوح فاطمة :
وهو غير مصحف فاطمة ،وهذا اللوح أهدي إلى فاطمة رضي ال عنها –كما
يزعمون – في حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وأما مصحف فاطمة
فروياتهم تدل على أنه كان بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم كما سبق .
وسوف نسوق مقطع من رواية ذكرها الكليني في الكافي [ ،528-1/527وكذلك عند
الفيض الكاشاني في الوافي :المجلد الول . ]2/72 :حيث دار بين أبي عبد ال
وجابر بن عبد ال النصاري ،فقال أبو عبد ال ... ( :يا جابر أخبرني عن عن
اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وآله ،وما
أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب ،فقال جابر :أشهد بال أني دخلت على
أمك فاطمة عليها السلم في حياة رسول ال صلى ال عليه وآله ،فهنيتها بولدة
الحسين ،فرأيت في يديها لوحاً أخضر ظننت أنه من زمرد ،ورأيت فيه كتاب ًا أبيض
شبه لون الشمس فقلت لها :بأبي وأمي أنت يا بنت رسول ال صلى ال عليه
وسلم ما هذا اللوح فقالت :هذا لوح أهداه ال تعالى إلى رسوله صلى ال عليه
وسلم فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الوصياء من ولدي أعطانيه أبي
ليبشرني بذلك ) ...ونص هذا اللوح موجود في كتب الشيعة وأوله :بسم ال
الرحمن الرحيم هذا كتاب من ال العزيز الحكيم ،لمحمد نبيه ونوره وسفيره
وحجابه ودليله ،نزل به الروح المين من عند رب العالمين ،عظم يا محمد أسمائي
واشكر نعمائي [...نص اللوح تجده في :الكافي1/527 :ي،و انظر الطبرسي /
الحتجاج . ]87-1/84 :
63
قلت :هذه الرويات وأشبابها الغرض منها تعميق عقيدة الئمة في أنفس الشيعة
المامية ،وإيجاد الشرعية لها من خلل كثرة النصوص الورادة في ذلك .وإل
فالمامة والئمة لم يرد لهم ذكر ل في الكتاب ول في السنة ،وخفاء مثل هذا المر
وعدم ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم له ،مع عظمته عند الشيعة دليل على
انتحاله من قبل بعض رواتهم ،والكذب سيماهم والنصوص عن بعض أهل البيت
تذكر أن كثيرا من الرواة يكذبون عليهم .
رابعاً :دعوى تنزل اثني عشر صحيفة من السماء فيها ذكر كل إمام وصفته :
وهذا من المزاعم التي تطفح بها كتب الشيعة ،وليس هذا بمستغرب عنهم :
فيذكر ابن بابويه القمي في إكمال الدين [ص ]263أن رسول ال صلى ال عليه
ي اثني عشر خاتماً، وسلم يقول-زعموا ....( : -إن ال تبارك وتعالى أنزل عل ّ
واثني عشر صحيفة ،اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته ) .
قلت :هذه الرواية باطلة من أوجه :
أولً :أن اليمان بهذه الكتب ،يتضمن التكذيب بالقرآن الذي ختم به الكتب السابقة،
وكتاب ال القرآن هو خاتم الكتب كما أن محمدًا صلى ال عليه وسلم هو خاتم
الرسل ،وعلى هذا الكتاب والسنة والجماع .بل والرويات في كتب الشيعة المامية
تؤيد ذلك ،منها يقول الرضا ( :شريعة محمد صلى ال عليه وسلم ل تنسخ إلى يوم
القيامة ،فمن ادعى بعده نبوة ،أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع
ذلك منه ) [بحار النوار.]79/221 :
ثانياً :أنها أتت بذكر اثني عشر صحيفة ،أي أن هناك علماً إلهياً ل يعلمه إل الشيعة
المامية ،واختصوا به دون غيرهم ،والشريعة المحمدية ل تختص بقوم ول مكان
ول زمان .فالشريعة المحمدية للجن والنس ،وإلى أن يرث ال الرض ومن
عليها ،ودعواهم هذا فيه إتهام لرسول ال صلى ال عليه وسلم –وهو منزه عنه: -
بأنه كتم العلم عن غير الشيعة المامية وهذا محال .
ثالثاً :أن هذه الرواية كسابقتها من الروايات تغذي عقيدة المامية والئمة ،فهي
مصنوعة منحولة .
-23اليمان بالرسل في عقيدة الشيعة المامية .
اليمان بالنبياء والرسل أصل من أصول اليمان ،فنؤمن بأنهم رسل ال إلى خلقه،
اصطفاهم ال على الناس جميع ًا لتبليغ شريعته ،وال يخلق ما يشاء ويختار ،وال
أعلم حيث يجعل رسالته ،وهم أكمل الناس حالً ،وأوفرهم عقلً ،وأطوعهم لربهم،
فحازوا قصب السبق ،وأكرموا بأعظم وظيفة .فكان حقاً على الناس أن تعرف لهم
فضلهم وتقر لهم بذلك .وهذا أمرٌ متقرر عند أهل السنة والجماعة ،والخوض فيه
عندهم قد يكون تحصيل حاصل .
ولكن ماذا نفعل بقوم حطوا من قدر أنبياء ال ورسله ،وأنزلوهم عن مرتبتهم التي
أنزلهم ال إياها ،ورفعوا عليهم رجالً أفضلهم حالً حاز فضيلة الصحبة والمصاهرة
.ولهم في هذا طريقين :
64
الول :خلع صفات وأوصاف على الئمة ل تكون إل لمن عصمه ال من النبياء
والرسل ،وهم في هذا الطريق فضلوا الئمة على النبياء والرسل شاءوا أم أبوا ،
كما قال شيخ السلم ( :فمن جعل بعد الرسول معصوماً يجب اليمان بكل ما يقوله،
فقد أعطاه معنى النبوة وإن لم يعطه لفظها ) [منهاج السنة .]3/174 :ويظهر هذا
جلياً في المعجزات التي أحيط بها الولي ،كما قال البحراني في [ينابيع المعاجز :ص
:] 2إن ال ( أظهر على أيديهم المعاجز والدلئل لنهم حجته على عباده ) .فمنها
:
-ما قاله البحراني في الباب الخامس ( :إن عندهم عليهم السلم علم ما في
السماء وعلم ما في الرض ،وعلم ما كان ،وعلم ما يكون ،وما يحدث بالليل
والنهار ،وساعة وساعة [)..ينابيع المعاجز وأصول الدلئل . ]42-35 :
-ومن معجزات علي رضي ال عنه - :وهي كثيرة – فقد ذكر البحراني في ينابيع
المعاجز ..أن له ( )550معجزة ،كميلده [ص ،]5ومناجاة ال له [ص ، ]9وعروجه
للسماء [ص ، ]12وكلم الرض معه [ص ، ]16وكلم إبليس معه [.. ]16
-وهناك معجزات عند مشاهد الئمة وأضرحتهم :كشفاء المريض عند الضريح،
وحصول البصر للعمى ! [انظر :بحار النوار.. ] 42/317 :
وهناك معجزات كثيرة ل يتسع المقام لسردها ،وهي أساطير بل أضغاث أحلم .
الطريق الثاني :تفضيل الئمة على النبياء :
وكتبهم تصرح بذلك ،ولهم في ذكر أخبار ورويات كثيرة ،بل إن النبياء يجب عليهم
اليمان بولية علي ! .فعن حبة العرني :قال ( :قال أمير المؤمنين عليه السلم:
إن ال عرض ول يتي على أهل السموات والرض ،أقر بها من أقر ،وأنكرها من
أنكر ،أنكرها يونس فحبسه ال في بطن الحوت حتى أقر بها ) [بحار النوار :
،26/282بصائر الدرجات :ص . ]22
وعقد المجلسي في بحار النوار باب ًا وسماه ( :باب تفضيلهم عليهم السلم على
النبياء وعلى جميع الخلق وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملئكة وعن سائر الخلق،
وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات ال عليهم ) وفيه ثمان
وثمانون رواية ! [بحار النوار . ]26/267 :
-وجنح ابن بابويه القمي إلى تفضيل محمد صلى ال عليه وسلم على الخلق ،وقرن
به الئمة ،فقال ( :يجب أن يعتقد أن ال عز وجل لم يخلق خلق ًا أفضل من محمد
صلى ال عليه وآله وسلم والئمة ،وأنهم أحب الخلق إلى ال عز وجل وأكرمهم
وأولهم إقرارًا به لما أخذ ال ميثاق النبيين في الذر [ )....اعتقادات ابن بابويه :
ص ،107-106وانظر:بحار النوار.]298-26/297 :
قلت :المتأمل في كلم ابن بابويه ،يلحظ تفضيل الئمة على النبياء خل محمد
صلى ال عليه وسلم ،وهذا خلف نهج السلف ونهج أهل السنة والجماعة .ثم
إنهم جعلوا ذكر محمدًا صلى ال عليه وسلم ستاراً يخفون من ورائه تعظيم الئمة،
فهم إن اظهروا فضل الئمة على الخلق كلهم لم يسلموا من تشغيب الناس عليهم
والنكار عليهم ،فجعلوا في ذكر محمد صلى ال عليه وسلم ستاراً يموهون به على
عوام الناس وبسطائهم .
65
والحاصل :أن المسلمين كلهم ل يقدمون على النبياء أحداً من البشر ،فما بال
الشيعة المامية خالفت نهج المسلمين وطريقتهم .
66
-24اليمان باليوم الخر في عقيدة الشيعة المامية الثني عشرية .
بسم ال مالك يوم الدين .
من حكمة ال وعدله جل في عله أن جعل هناك يوماً آخراً ،يعود فيه الجن والنس
إلى ربهم ليحكم بينهم –وهو الحكيم الخبير -فيما عملوه على ظهر الدنيا من
حسنات وسيئات ،فمن أحسن ،أحسن إليه موله الكريم وضاعف له أجره ما شاء
ال ،ومن أساء فعليه إساءته ول يظلم ربك أحداً .
واليات والحاديث في ذلك كثيرة ،ولسنا في حاجة لتقرير هذا المر لدى عامة
المسلمين إنما غرضنا بيان مذهب الشيعة المامية في اليمان باليوم الخر،
وسوف نعرض شيئاً مما ورد في كتبهم عن اليمان باليوم الخر لننظر هل هم
متابعون لهل السنة والجماعة فيما تذهب إليه في ذلك أم ل .
-فأعظم ما تتفوه به كتبهم في هذا الباب ما رواه الكليني في أصول الكافي [،]1/409
الذي تقول عنه الشيعة المامية :الكافي ،كافي لشيعتنا !! .قال صاحب الكافي :
(الخرة للمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من ال ) .
قلت :وما ذا بقي ل ! ،وال يقول في كتابه { :مالك يوم الدين } .ثم ل تغتر بقوله
(جائز له ذلك من ال ) .فهي عبارة أُريد بها ذر الرماد في العيون والتلبيس بها
على الناس .
ثم الشيعة المامية تفسر كثير من آيات القرآن الكريم التي جاءت بذكر اليوم الخر،
وتريد بها الرجعة ،وهي عقيدة طالما دندن عليها مشايخ الشيعة وعلمائها ،ولنا
معها وقفة مستقلة إن شاء ال الول الخر الظاهر الباطن .
-وفي العتقادات لبن بابويه [ :ص ( : ]107-106ويجب أن يعتقد أنه لولهم[أي:
لول الئمة] لما خلق ال سبحانه السماء والرض ول الجنة ول النار ،ول آدم ول
حواء ،ول الملئكة ،ول شيئاً مما خلق ) .
-وفي المعالم الزلفى (ص ( : )249إن ال خلق الجنة من نور الحسين ) .ويروون
أيضاً :أن الشيخ الطوسي يروي في مجالسه عن أبي بصير عن أبي عبد ال قال :
إن ال تعالى أمهر فاطمة رضي ال عنها ربع الدنيا ،فربعها لها ،وأمهرها الجنة
والنار ،تدخل أعداءها النار وتدخل أولياءها الجنة ) [المعالم الزلفى :ص . ]350
قلت :ما أسخف عقول تصدق بهذا ،فكيف تكون الجنة مخلوقة من نور الحسين،
وهي قبل كانت مهراً لفاطمة !! ،أل تستيقظ الشيعة من سباتها وغفلتها وانسياقها
وراء هذه الشنائع التي يعلم بطلنها الطفال ؟ .ثم أين نذهب بالنصوص الكثيرة في
القرآن والسنة والتي ل تدع مجالً للشك بأن ال هو المتصرف في خلقه يدخل من
يشاء الجنة برحمته ،ويدخل من يشاء النار بعدله .
-وفي العتقادات للمجلسي[ ]94-39قال :يجب القرار بحضور النبي والئمة الثني
عشر صلوات ال عليهم عند موت البرار والفجار والمؤمنين والكفار ،فينفعون
المؤمنين بشفاعتهم في تسهيل غمرات الموت وسكراته عليهم ،ويشددون على
67
المنافقين ومبغضي أهل البيت صلوات ال عليهم ،ول يجوز التفكر في كيفية ذلك
إنهم يحضرون -كذا -في الجساد الصلية أو المثالثة أو بغير ذلك ! ) .
قلت :اليات القرآنية والسنن النبوية الصحيحة ،نصت على أن الملئكة هي التي
تحضر ساعات النزع ،فتشدد على الكفار ،وتهون على المؤمنين البرار .وأما
حضور الئمة الثني عشر فليس له وجود إل في كتب الشيعة ! .فكيف يخفى هذا
المر الجلل عن جل المة وعلمته الشيعة ! .وعلى قولهم :فإن تخفيف سكرات
الموت تكون على الشيعة المامية ومن تابعه فقط ،وغيرهم مسلمهم وكافرهم
يعذب ،وعندهم ما ثم مسلم إل هم ومن دان بدينهم ،وأهل السنة عندهم كفار لنهم
ممن يبغض آل البيت ! فأهل السنة مشدد عليهم في النزع ل محالة ! .
-وجاء في أصول الكافي [ ،]2/606والمعالم الزلفى [ص : ]133عن حفص قال :
سمعت موسى بن جعفر يقول :الرجل يحب البقاء في الدنيا؟ قال :نعم ،فقال :ولم
؟ قال :لقراءة قل هو ال أحد .فسكت عنه فقال له بعد ساعة :يا حفص من مات
من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع به ال من درجته ،فإن
درجات الجنة على قدر آيات القرآن ) .
قلت :وهذه من فرائد الشيعة المامية ،فإن العمل ينقطع بعد الموت ،إل ما استنثي
من صدقة جارية ،أو ولد صالح يدعو له ،أو علم ينتفع به .
وفي هذه الرواية دعوة مبطنة إلى تجاهل كتاب ال في الدنيا ،إمعانا في إضلل
الشيعة وإبعادهم وصرفهم عن تلوة كتاب ال وحفظه .
-وخالفت الشيعة المامية المسلمين في سؤال منكر ونكير في القبر ،فزعمت أن
أول سؤال يسأل عنه الميت هو :حب الئمة الثني عشر .ففي بحار النوار [
( : ]27/79أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت ) .والملئكة تسأل الميت (من
يعتقده من الئمة واحد بعد واحد ،فإن لم يجب عن واحد منهم يضربانه بعمود من
نار يمتليء قبره ناراً إلى يوم القيامة ) [العتقادات للمجلسي :ص . ]95وأما من
رد على أسئلتهم وأجاب عنها فإنه يكون في رغد العيش إلى يوم القيامة [انظر :
محمد الحسيني الجللي :السلم عقيدة ودستور :ص . ]77
قلت :الدلة متضافرة على أن الملكين يسألن الميت ثلثة أسئلة :من ربك ؟ وما
دينك ؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ .وأما السؤال عن حب الئمة الثني عشر،
فما ندري ما هو ،إن هو إل من بدع الشيعة ،ورغبتهم في تأصيل هذه العقيدة في
نفوس شيعتهم .
-وتؤمن الشيعة المامية بأن هناك حشرًا قبل يوم الحشر ،وذلك في زمن القائم،
وذلك من أجل أن تقر أعينهم ،برؤية أئمتهم ،وعذاب أعدائهم .يقول المجلسي في
العتقادات [ص ( : ]98يحشر ال تعالى في زمن القائم أو قبيله جماعة من
المؤمنين لتقر أعينهم برؤية أئمتهم ودولتهم ،وجماعة من الكافرين والمخالفين
للنتقام عاجلً في الدنيا ) .
قلت :يؤمنون بهذا كله ،ويجزمون أن هناك يوم ًا يبعث فيه أبا بكر وعمر وغيرهم
من الصحابة ثم يعذبوا ويقتلوا شر قتلة .
68
ونحن نجزم أنه ل بعث بعد الموت إل بعد نفخة الصور الثانية ،عندها يخرج الناس
من قبورهم إلى أرض المحشر لملقاة ربهم والمجازاة بأعمالهم ،وعلى هذا الدلة
من القرآن والسنة .ومن العجب أن الشيعة المامية (أهل قم ) غلبتهم العنصرية
والعصبية حتى جعلوا أهل قم يحشرون إلى الجنة بدون حساب ،تقول أخبارهم :
(إن أهل مدينة قم ،يحاسبون في حفرهم ويحشرون من حفرهم إلى الجنة) [بحار
النوار ،60/218 :وانظر عباس القمي في الكنى واللقاب . ]3/71 :بل زاد بعض
المعاصرين من شيوخهم أن جعل ثلثة من أبواب الجنة الثمانية لهل قم !،
فيذكرون عن الرضا أنه قال ( :للجنة ثمانية أبواب ،فثلثة منها لهل قم ) [محمد
مهدي الكاظمي :أحسن الوديعة /ص . ]314-313
قلت :واضع هذا الفك رجل من قم ل نشك في ذلك .ثم هنيئاً لهل قم أن سبقوا
النبياء والرسل إلى الجنة ،فإن النبياء والرسل تشهد المشاهد مع أقوامهم ،وأما
أهل قم فهم يجتازون المحشر إلى الجنة ! .
-وفي الفصول المهمة في أصول الئمة للحر العاملي [ص : ]171أن حساب جميع
الخلق يوم القيامة إلى الئمة .وفي رجال الكشي [ص ( :]337إلينا الصراط ،وإلينا
الميزان ،وإلينا حساب شيعتنا ) .
قلت :ما ذا أبقوا ل .وال يقول :لمن الملك اليوم ،فيجيب نفسه ل الواحد القهار
.والشيعة المامية جعلت اليوم الخر في يد أئمتها وتحت تصرفهم .
وختاماً :لول خشية الطالة لسقت كثيراً مما حوته كتب الشيعة من هذا الباطل الذي
تزخر به كتبهم ،وتؤمن به شيعتهم ،هداهم ال للحق ،وبصرهم بعقيدة المسلمين
الصحيحة .
69
-يذكر ابن بابويه القمي في عقائد الصدوق[ص ( : ]75اعتقادنا في أفعال العباد أنها
مخلوقة خلق تقدير ل خلق تكوين ،ومعنى ذلك أنه لم يزل ال عالماً بمقاديرها ) .
قلت :تحلظ في هذه المقالة إثبات علم ال عز وجل بأعمال العباد ،ولكنها تنفي أن
يكون ال خالقاً لفعال العباد .وهذا القول لم يرتضه شارح عقائد الصدوق وهو
المفيد فقال متعقبًا ( :الصحيح عن آل محمد صلى ال عليه وآله وسلم أن أفعال
العباد غير مخلوقة ل ،والذي ذكره أبو جعفر قد جاء به حديث غير معمول به ،ول
مرضي السناد ،والخبار الصحيحة بخلفه ،وليس يعرف من لغة العرب أن العلم
بالشي هو خلق له ) [شرح عقائد الصدوق :ص . ]12
والمفيد نفسه يقول بخلق أفعال العباد وأنهم خالقون لها ولكنه ل يطلق عليهالفظ
الخلق ،بل يسلك بها مسلكاً آخر ،فاختلفت اللفاظ واتفقت المعاني ،والعبرة بالمعاني
ل بالمباني ،فقال ( :أقول إن الخلق يفعلون ،ويحدثون ،ويخترعون ،ويصنعون،
ويكتسبون ول أطلق القول عليهم بأنهم يخلقون ولهم خالقون ،ول أتعدى ذكر ذلك
فيما ذكره ال تعالى ول أتجاوز به مواضع القرآن وعلى هذا القول إجماع المامية
والزيدية [ )....أوائل المقالت :ص . ]25
قلت :يعتقد المفيد إنه تابع أهل السنة والجماعة في عدم إطلق لفظ الخلق على
أفعال العباد ،ولكن المعنى الذي ذهب إليه ل يساعده ،والجماع الذي ذكره لم
يستمر على حال ،بل بانت عقيدة المعتزلة في القدر في عبارات بعض شيوخ
الشيعة المامية ،فقد عقد الحر العاملي باباً في الفصول المهمة في أصول الئمة
[ص ]80وسماه ( :باب أن ال سبحانه خالق كل شيء إل أفعال العباد ) ،وقال :
(أقول مذهب المامية والمعتزلة أن أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها )
[الفصول المهمة ...ص . ]81وذهب إلى مثل هذا شيخهم الطبطبائي في مجالس
الموحدين في بيان أصول الدين [ص ]21فقال ( :ذهب المامية والمعتزلة إلى أن
أفعال العباد وحركاتهم واقعة بقدرتهم واختيارهم فهم خالقون لها . )...
قلت :كتب الحديث لدى الشيعة المامية تخالف كثيراً ما ذهب إليه مشائخهم في
القول بخلق أفعال العباد ،وسوف نعرض لبعض الروايات التي وردت في كتب
الحديث عندهم لبيان مخالفة مشائخهم لما قال به علماء آل البيت .
-قال أبو جعفر وأبو عبد ال :إن ال أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب،
ثم يعذبهم عليها ،وال أعز من أن يريد أمراً فل يكن ،قال :فسئل عليهما السلم هل
بين الجبر والقدر منزلة ثالثة ؟ قال :نعم أوسع ما بين السماء والرض ) [أصول
الكافي. ]1/159 :
-وقال أبو عبد ال ( :إنك لتسأل عن كلم أهل القدر وما هو من ديني ول دين
آبائي ،ول وجدت أحداً من أهل بيتي يقول به ) [بحار النوار ،5/56 :والبرهان:
. ]1/398
-وقال أبو عبد ال ( :ويح القدرية أما يقرأون هذه الية {إل امرأته قدرناها من
الغابرين} ويحهم من قدرها إل ال تبارك وتعالى ) [بحار النوار . ]5/56 :
-وقبل أن أختم هذا المبحث أجدني مضطراً إلى أن أسوق معنى نفيساً ذكره المظفر
في عقائد المامية [ص ]68-67فقال ( :أن أفعالنا من جهة هي أفعالنا حقيقة ونحن
70
أسبابها الطبيعية ،وهي تحت قدرتنا واختيارنا ،ومن جهة أخرى هي مقدورة ل
تعالى وداخله تحت سلطانه ،لنه هو مفيض الوجود ومعطيه ،فلم يجبرنا على
أفعالنا حتى يكون قد ظلمنا في المعاصي ،لن لنا القدرة والختيار فيما نفعل ،ولم
يفوض إلينا خلق أفعالنا حتى يكون قد أخرجها عن سلطانه بل له الخلق والمر
وهو قادر على كل شيء ومحيط بالعباد ) .قلت :هذا الكلم موافق لما عليه أهل
السنة والجماعة ،ونرجو أن يكون هذا الكلم علىحقيقته وليس تقية ،فإنه معنى
جيداً .
وختاماً المثلة على هذا كثير من كتب الحديث عندهم ،ومنهم يُعلم أن بعض مشايخ
الشيعة المامية لم يتابعوا أئمتهم القدماء على العتقاد بقول سلف هذه المة كما
جاء في كتاب ربها وعلى لسان رسولها ،فوافقوا المعتزلة ،وخالفوا الحق .وال
الهادي إلى صراطه المستقيم .
71
-26الصول التي خالفت فيها الشيعة المامية أهل السنة والجماعة (مقدمة) .
بسم ال الرحمن الرحيم .
لم ترتض الشيعة ما رضيه ال لعباده ،وشرع لهم من الدين حتى أحدثوا عقائد ما
أنزل ال بها من سلطان ،أهلكت الشيعة عامتهم وخاصتهم وصدتهم عن سبيل ال،
وسوف نعرض إن شاء مولنا ،بعض تلك الصول في حلقات متوالية بشيء من
اليجاز ،وإل فإن المهتمين بنقد معتقد الشيعة أفردوا لها كتب ًا مستقلة ،ونحن نحاول
أن نقرب المسألة المخالف فيها أو الصل المخالف فيه ثم ننقده بما ييسره لنا
مولنا ،ول حول ول قوة إل بال .
ومن تلك الصول المخالفة التي ننوي أن نفردها بالدراسة :
-1المامة .
-2التقية .
-3الغيبة .
-4الرجعة .
-5الظهور .
-6البداء .
-7الطينة .
72
-27المامة عند الشيعة المامية .
أ -ل يكمل إيمان عبد عند الشيعة حتى يقر ويؤمن بعقيدة المامة ،وإنك لتعجب من
هذا الصل العظيم عند الشيعة ،الذي أفرد لجله الرسائل والكتب الشيعية ،ثم ل تجد
لكلمة المامة ذكراً في القرآن ،ول في سنة نبيه صلى ال عليه وسلم ،وكيف
يخطر بال امرء أن يغفل رسول ال صلى ال وسلم عن ذكر هذه المسألة المهمة
من مسائل الدين!{ ،وما كان ربك نسيا} .
نعم .للمامة ذكرٌ في نصوص القرآن التي يدعي الشيعة المامية أنها مما تصرفت
فيها أيدي السنة ،وكذلك في رواياتهم بإسانيدهم ،وفي غير هذين الموضعين ل
تجد ذكراً لها ! .
وأول من أشاع فكرة المامة عند الشيعة هو عبد ال ابن سبأ اليهودي الصل،
وبهذا نطقت كتب الشيعة كما في رجال الكشي (( : )109-108كان أول من أشهر
القول بفرض إمامة علي ،وأظهر البراءة من أعدائه ،وكاشف مخالفيه وكفرهم )
.ويقول ابن بابويه القمي في عقائد الصدوق (ص ( : )106يعتقدون –أي الشيعة –
بأن لكل نبي وصياً أوصى إليه بأمر ال تعالى ).
قلت :فكرة الوصاية ،عقيدة يهودية ،فإن اليهود يرون أن لكل نبي وصياً ،وأن
يوشع بن نون وصي موسى عليه السلم ،ومن هنا دخلت فكرة الوصاية على معقتد
الشيعة ،ولذلك يذكر المجلسي في أخباره (أن علياً هو آخر الوصياء) (بحار النوار
.)39/342 :
ب -والمامة عند الشيعة تختلف عن المامة في الدين عند أهل السنة والجماعة،
فالمام عند الشيعة له من الخصائص كما للنبي ! ،يقرر ذلك محمد حسين آل كاشف
الغطا –شيخ معاصر -ي كتابه أصل الشيعة وأصولها (ص )85يقول( :أن المامة
منصب إلهي كالنبوة ،فكما أن ال سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة
والرسالة ،ويؤيد بالمعجزة التي هي كنص من ال عليه ..فكذلك يختار للمامة من
يشاء ويأمر نبيه بالنص عليه وأن ينصبه إماماً للناس من بعده ) .
قلت :كلم الغطا وقبله المجلسي ،من جنس كلم غلة الصوفية ،الذين يزعمون
أن الولي له من المنزلة التي تفوق الرسل فيقول شاعرهم :
فويق الرسول ودون النبي مقام الولية في برزخ
فغلة الصوفية جعلوا مرتبة الولية في مرتبة وسطى ما بين النبوة والرسالة ،ومن
جهلهم أن جعلوا مقام النبوة أعلى من مقام الرسالة ! ،والشيعة المامية تعدت ذلك
وجعلت منصب المام أعلى من منصب النبي والرسول ،يقول نعمة ال الجزائري
في زهر الربيع (ص ( : )12المامة العامة التي هي فوق درجة النبوة والرسالة ) ؛
بل إن أحد آياتهم في هذا العصر وهو هادي الطهراني أخذ منحنى عجيباً في هذا
الباب إذ يقول ( :المامة أجل من النبوة ،فإنها مرتبة ثالثة شرف ال تعالى بها
إبراهيم بعد النبوة والخلة ( )...ودايع النبوة :ص . )114
73
ولما قال بعض غلة الصوفية إنه آخر الولياء ،كما أن محمداً صلى ال عليه وسلم
آخر النبياء ،قالت الشيعة المامية بأن علي ًا رضي ال عنه هو آخر الوصياء ! .
فالمر ل يعدوا كونه متابعة لليهود أوغلة الصوفية .
ت -والمامة عند الشيعة أحد مباني السلم الخمسة ،أعني أركان السلم
الخمسة ،فهم يعتقدون كما جاء في أصول الكافي عن أبي جعفر أنه قال ( :بني
السلم على خمس ،على الصلة ،والزكاة ،والصوم ،والحج والولية ،ولم يناد
بشيء كما نودي بالولية ،فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه –يعني الولية( )-أصول
الكافي )2/18 :وفي الشافي شرح الكافي تصحيح لهذا الحديث (. )5/28
قلت :تواترت الحاديث على ذكر الشهادتين وأنها أحد مباني السلم الخمسة،
وأسقطتها الشيعة المامية ،وأحلت بدلً منها اليمان بالولية .أقول :هذا الحديث
من شنائع الشيعة وصنع رواتها ،وإل فهذا الحديث قد بلغ شهرة عظيمة ل يكاد
يجهله أحد من أبناء السلم ،فهل وعت الشيعة المامية هذا .
ثم بأي شيء يكون المرء مسلماً إن لم يأت بالشهادتين ! ،وكأن واضع هذا الحديث
أراد أن يحرم الشيعة من الدخول في دين السلم ،وإل فما معنى إسقاط الشهادتين
التي هي مفتاح الدخول في السلم ؟ فهل تعي الشيعة ذلك ؟ .
ث-و قلنا إن المامة لم يرد لها ذكر في كتاب ول سنة ،ولم تعرف لها ذكر في
العصور المتقدمة العصور الفاضلة ،وهذا المر أقلق الشيعة مما جعلها تصنع
الرويات وتختلقها في أن المامة من السرار التي ل ينبغي إذاعتها ونشرها ! ،
فعن علي الرضا قال ( :ول ية ال أسرها إلى جبرائيل ،وأسرها جبرائيل إلى محمد،
وأسرها محمد إلى علي ،وأسرها علي إلى من شاء ال ،ثم أنتم تذيعون ذلك ،من
الذي أمسك حرفًا سمعه) (المازندراني :شرح جامع ،)9/123 :ومعنى الجملة
الخيرة( ،من الذي أمسك حرفًا سمعه) أي أن هذا الذي ينبغي له ان يكتم أشيع
ونشر ! .
وعن جعفر -زعموا -أنه قال ( :المذيع حديثنا كالجاحد له ) [أصول الكافي. ]2/224 :
وتشير بعض رواياتهم إلى أن الكيسانية هي أول من أذاعت هذا السر وكشفته ،ففي
أصول الكافي ( : )2/223( :ما زال سرنا مكتوماً حتى صار في ولد كيسان ،فتحدثوا
به في الطريق وقرى السواد ).
ج-مما تميزت به عقيدة المامة لدى الشيعة المامية هو قولهم بتعدد الئمة
وحصرها في عدد معين ،وهم اثناعشر إمام ًا .وتشير بعض الرويات إلى أن من
أشاع هذه المقالة الكاذبة هو (شيطان الطاق) وهذا هو اسمه عند أهل السنة
والجماعة ،وأما الشيعة المامية فتسميه مؤمن الطاق ،وله قصص في الكذب على
ال وتحريف بعض آي القرآن الكريم ( ،انظر :رجال الكشي :ص ،186و أصول
الكافي. )1/174 :
ففي باديء المر أظهر شيطان الطاق فكرة المام مفترض الطاعة بمعاونة هشام
بن الحكم الرافضي ،وأنتشرت في الكوفة ،وأنكرها أبو عبد ال جعفر إنكاراً بليغاً،
فيروي سعيد العرج كما جاء في رجال الكشي :أنه قال كنا عند أبي عبد ال
74
فاستأذن رجلن ،فأذن لهما ،فقال أحدهما :أفيكم إمام مفترض الطاعة؟ قال :ما
أعرف ذلك فينا ،قال :بالكوفة قوم يزعمون أن فيكم إمام ًا مفترض الطاعة ،وهو ل
يكذبون أصحاب ورع واجتهاد ..منهم عبد ال بن يعفور وفلن وفلن ،فقال أبو عبد
ال رضي ال عنه :ما أمرتهم بذلك ،ول قلت لهم أن يقولوه ،قال-القائل أبو عبد
ال :-فما ذنبي ! وأحمر وجهه وغضب غضباً شديداً ،قال :فلما رأيا الغضب في
وجهه قاما فخرجا [ ) ..رجال الكشي :ص . ]427
قلت :النكار الشديد من أبي عبد ال لهو دللة على فساد هذه العقيدة وبطلنها
وأنها مخترعة لصد وإفساد دين الشيعة .ولكن الشيعة تكذب بهذا دائمًا وتضعف
هذه الرويات أو تحملها على التقية ! .
ح-ثم إن المتأمل لروايات الشيعة المامية فيما يتعلق بالمامة يجد أنها لم تحدد
اثني عشر إماماً في أول المر ،وإنما تم ذلك بعد وفاة الحسن العسكري-وسوف
يأتي الحديث عنه ،-إذ جاءت روايات تشير إلى أن عليًا يسر بهذا المر إلى من
يشاء ،وجاءت رويات تقول بأن القائم هو سابع سبعة :كما في رجال الكشي ()373
( :سابعنا قائمنا) وهذا هو المر المستقر عند السماعيلية .ولكن الموسوية أو
القطعية زادتهم إلى اثني عشر فسميت بالثني عشرية .
ولم يقف المر عند ذلك فقد جاء في كتاب سليم بن قيس الذي تكلمناعنه في حلقة
سابقة أنه ذكر أن الئمة ثلثة عشر ،مما جعل بعض مشايخ الشيعة قديماً وحديثاً
يطعن في هذا الكتاب ،مع احتوائه على أصول عقائد الشيعة المامية الن .وللدللة
على ذلك (انظر :أصول الكافي ،1/534 :والغيبة :ص ،92وأصول الكافي )-1/532 : :
.وهذه الحالت نذكرها لمن أراد الوقوف على حقيقة القول ،ليرى حجم التناقض
بين الروايات وتضاربها .
خ -ويحتج الشيعة المامية على عقيدة المامة وثبوتها بأدلة من القرآن ،والسنة،
والرويات الكثيرة في كتب الشيعة .
-1فأما استدللهم بالقرآن فهو تحريف لكتاب ال ،وتأويله على غير مراد ال،
وصرفه عن دللته ،ففي قوله تعالى { :إنما وليكم ال ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } -.هذه أكبر دليل عند الشيعة المامية
حيث يستدلون بها على ولية علي رضي ال عنه -فيقول الطبرسي ( :وهذه الية
من أوضح الدلئل على صحة إمامة علي بعد النبي صلى ال عليه وسلم ) [مجمع
البيان . ]2/182 :فيقولون في تفسير هذه الية ( :اتفق المفسرون والمحدثون من
العامة والخاصة أنها نزلت في علي لما تصدق بخاتمه على المسكين في الصلة
بمحضر من الصحابة [) ..انظر ابن المطهر الحلي في منهاج الكرامة حيث عده
البرهان الول (ص . ])147وقد رد على هذا الستدلل ابن تيمية في منهاج أهل
السنة وغيره من عدة أوجه ،نسوقها مختصرة ،ونترك الوجه الخرى لمن اراد
الستزادة :
75
أ -بطلن زعمهم أن المفسرين أ جمعوا على أن علياً هو المقصود وأنه تصدق
بخاتمه على المسكين وهو يصلي ! ،إل أن يكون مرادهم بالجماع؛ إجماع الشيعة
المامية ! فهذا قد يكون ،أما أهل السنة فل يعرف لهم ذلك .
ب -الشيعة المامية تمدح بذلك علياً أن تصدق بخاتمه وهو يصلي ،وهذا منقصة
وذماًَ في حق علي رضي ال عنه ،فإن لب الصلة الخشوع ،والتصدق على
المساكين في الصلة يذهب الخشوع وينافيه ،والنبي صلى ال عليه وسلم أخبر في
ل .وعلى هذا فإن الشيعة أرادت أن تمدح علي ًا بأمر في الحديث إن في الصلة لشغ ً
حقيقته ذم ،وهو منزه عنه رضي ال عنه .
ت-هناك فرقاً كبيراً بين الولية بالكسر التي هي بمعنى المحبة والنصرة التي ضد
العداوة ،والولية بالفتح التي هي بمعنى المارة .والية جاءت بالمعنى الول
وهي الولية التي بمعنى المحبة والنصرة ،ومراد الشيعة هو الولية التي بمعنى
المارة ،فهناك فرقٌ ظاهر في اللغة .فتأمل .
-2وأما استدللهم بالسنة فهو ليس من باب اليمان بالحاديث التي جاءت عن
طريق أهل السنة ،ولكنهم وجدوا في بعض الحاديث التي يرويها أهل سنداً
لمعتقدهم فرووها واستدلوا بها على ما يريدون .
فهم يحتجون بما رواه جابر بن سمرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم :
(يكون اثنا عشر أميراً فقال :كلمة لم أسمعها فقال أبي إنه قال :كلهم من قريش )
البخاري ( ، )8/127وعند مسلم عن جابر قال ( :سمعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال :ل يزال السلم عزيزاً إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها .
فقلت لبي :ما قال ؟ فقال ( :كلهم من قريش ) (مسلم . )2/1453 :وهناك الفاظ
أخرى لهذا الحديث .
فالشيعة المامية يتمسكون بهذه النصوص التي وردت عن طريق السنة ،ل
ليمانهم بما جاء فيها ،فهم ل يأخذون عن كفار ،إنما لن فيها ما يوافق معتقدهم
في الئمة الثني عشر .وهم يأخذون بنقلهم ول يأخذون بتفسيرهم لهذا الحديث ! ،
ولكن ليس في هذا الحديث حجة ول مستمسك لهم به ،وذلك من أوجه ثلثة نكتفي
بها :
أ -وصفوا هولء الئمة بأنهم يكونون في عزة ومنعة وأن السلم عزيزاً ما داموا،
وبالنظر إلى حال الئمة الثني عشر نجد أنه قد تفاوتت أزمانهم ،والسلم في بعض
أزمانهم لم يكن عزيزًا ،بل إن مهديهم مختبيء الن منذ أزمان طويلة خائف على
نفسه ! .
ب-أن المامة واجتماع الناس وانقيادهم للمام لم يحصل إل لعلي بن أبي طالب
رضي ال عنه ،وزمنًا يسيراً للحسن رضي ال عنه .وأما باقي الئمة فلم تحصل
لهم المامة التي يجتمع عليه الناس .
ت -الخلفاء الربعة ومن خلفهم من حكام بني أمية معاوية وابنه يزيد ثم عبد الملك
وأولده ،اجتمع في حقهم الوصاف التي وردت في الحديث ،فكلهم من قريش،
والسلم في تلك الفترة كان في عزة ومنعة ،والسلم وشرائعه ظاهرة . .إلخ .
76
-3وأما احتجاجهم بالرويات التي جاءت عن طريق أهل السنة وعن طريق الشيعة ،
كحديث غدير خم .
فأما أهل السنة فقد نقلوا هذه الواقعة بأمانه ،وليس فيها دليل صريح على إمامة
الئمة ،وكل ما فيه هو الحث على العناية بأهل بيت الرسول صلى ال عليه وسلم
وتوقيرهم والبر بهم ،ولهم منا ذلك سمع ًا وطاعة لرسول ال صلى عليه وسلم ،
وحباً فيه وفي أهل بيته .
وأما روايات الشيعة لهذه الواقعة فقد زادوا فيها وحرفوا وبدلوا لتأسيس هذه
العقيدة في نفوس الشيعة .ول يتسع المقام لبسط هذه الواقعة ،والراغب في
الستزادة فليرجع إلىكتاب شيخ السلم ابن تيمية منهاج السنة فقد فصل القول في
هذه المسألة .
-4وأما الروايات التي جاءت عن طريق كتب الشيعة المامية ،فهي رويات منقطعة
السناد ،ورواتها مجهولون أو اشتهر عنهم الكذب على رسول ال صلى ال عليه
وسلم وعلى الناس ،أو مطعون في ديانتهم ،وقد سقنا من قبل نصوص ًا كثيرة وتبين
حجم تحريف الشيعة المامية وتلعبهم بالنصوص لدعم معتقداتهم وإقرارها .ولعل
ال ييسر لنا بسط هذه المسألة أكثر .
قاصمة :
من أبين الدلئل على أن معتقد الشيعة المامية في الئمة الثني عشرية مأخوذ من
دين اليهود ،ماوجده ابو الحسين بن المنادى في كتاب دانيال ،وفيه :إذا مات
المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الكبر ،ثم خمسة من ولد السبط
الصغر ،ثم يوصي آخرهم بالخلفة لرجل من ولد السبط الكبر ،ثم يملك بعده ولده
فيتم بذلك اثنا عشر ملكاً ،كل واحد منهم إمام مهدي ( .انظر :فتح الباري )4/213 :
77
أما مع المن والعزة والقوة فل تقية حينئذ ،يقول معاذ بن جبل ومجاهد رضي ال
عن الجميع ( :كانت التقية في جدة السلم قبل قوة المسلمين ،أما اليوم فقد أعز
ال المسلمين أن يتقوا منهم تقاة ) [انظر :تفسير القرطبي ،4/57 :وكذا فتح القدير
للشوكاني . ]1/331 :
ول ينقضي عجبك من معتقد الشيعة المامية ،فإنهم جعلوا التقية من أركان الدين
كالصلة والصيام وسائر الركان ،بل وعدوها أعظم شعائر الدين؛ بل هي الدين ! .
يقول ابن بابويه ( :اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها بمنزلة من ترك الصلة
)[العتقادات :ص . ]114بل جعلوا هذا من كلم محمد صلى ال عليه وسلم –وهو
منه براء – فقالوا على لسان نبينا عليه أفضل الصلة والسلم ( :تارك التقية
كتارك الصلة ) [جامع الخبار :ص ،110وبحار النوار. ]75/412 :
وهي –أعني التقية – تسعة أعشار الدين ،فيرون أن جعفراً بن محمد قال ( :إن
تسعة أعشار الدين في التقية ول دين لمن ل تقية له ) [أصول الكافي ،2/217 :بحار
النوار ،75/423 :و وسائل الشيعة ]11/460 :؛ بل وتارك التقية ذنباً ل يغفر كالشرك ،
فقد جاء في أخبارهم ( :يغفر ال للمؤمن كل ذنب ،يظهر منه في الدنيا والخرة ،ما
خل ذنبين :ترك التقية ،وتضييع حقوق الخوان) [تفسير الحسن العسكري :ص
،130وسائل الشيعة ،11/474بحار النوار. ]75/415 :
والتقية عند أهل السنة تكون في حالت فردية وفي أوقات مخصصة حال الضطرار
والخوف من الكافر ،وأما عند الشيعة فالتقية عندهم سلوك جماعي ،ينبغي أن
تسلكه الشيعة حال المن وحال الخوف ! مع المسلمين وغيرهم فقد جاء في
أخبارهم ( :عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه ،
لتكون سجيته مع من يحذره)[أمالي الطوسي ،1/199:وسائل الشيعة ،11/466 :بحار
النوار ]75/395 :؛ بل ما ثم غير شيعتهم مؤمن ،وباقي الناس كافر الكفر الكبر .
ولذلك فهم يسمون كل البلد غير بلدهم ،حتى بلد أهل السنة( :دار التقية)( ،دولة
الظالمين)( ،دولة الباطل)[انظر :جامع الخبار :ص ، 110وبحار النوار 411، /75 :
.]421 ،412
والشيعة لجأت إلى استعمال التقية وجعلها عقيدة لزمة للشيعي لتحقيق عدة أمور :
أولً :لما كانت خلفة الثلثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم جميعاً ،غير
معتبرة عند الشيعة ول مرضية لهم ،ولما كان علي رضي ال عنه بايعهم وتابعهم
على ذلك ،لجأوا إلى هذه العقيدة كتبرير لفعل علي بين أبي طالب ومبايعته لهم،
وقالوا :إنما كان هذا تقية منه رضي ال عنه.
ثانياً :أن الئمة عندهم ل يخطئون ول ينسون أي معصومون ،فإذا ثبت عنهم أمراً
يخالف ما أصلوه في دينهم قالوا :إنما صدر ذلك منهم على سبيل التقية ! ،وهو
تبرير لكل مايصدر عن أئمتهم يخالف أصول معتقدهم .فشيخ الطائفة الطوسي يرد
خبر علي رضي ال عنه عندما غسل رجليه في الوضوء وقال ( :هذا خبر موافق
للعامة [يعني أهل السنة] وقد ورد مورد التقية لن المعلوم الذي ل يتخالج منه
الشك من مذاهب أئمتنا عليهم السلم ،القول بالمسح على الرجلين ،ثم قال :إن
78
رواة هذا الخبر كلهم عامة ،ورجال الزيدية وما يختصون به ل يعمل به )
[السبتصار . ]1/65،66 :ولهم في هذا الباب أخبار كثيرة ليس هذا مكان بسطها .
وكلما كان الشيعي مظاهرًا بالتقية أكثر كلما كان معظماً أكثر ،فهذا محمد باقر
الصدر يثني على الحسين بن روح [وهو الباب الثالث من أبواب مهديهم !] فيقول:
بأنه قام بمهمة البابية خير قيام لنه (كان من مسلكه اللتزام بالتقية المضاعفة،
بنحو ملفت للنظر بإظهار العتقاد بمذهب أهل السنة ) [تاريخ الغيبة الصغرى ص
. ]411
وحاصل القول :أن التقية من أعظم العقائد التي صرفت كثيراً من الشيعة عن إتباع
الحق ،وموهت بها عليهم ،وصدتهم عن سبيل ال ،وصدتهم عن كشف التناقضات
الكثيرة في نصوص الشيعة .فآه لناس سلمت عقولها لمشايخها تلعب بها كيف
شاءت .
هداهم ل للزوم طريق الحق .
-29عقيدة الغيبة عند الشيعة المامية. .
أ -المنشأ والسباب .
بسم ال المبدي المعيد ..
عقيدة الغيبة أو فكرة اليمان بالمام الغائب أو المام الخفي ،موجودة عند معظم
فرق الشيعة ،وهي تختلف فيما بينها في تحديد الغائب ،فالسبئية اتباع عبد ال ابن
سبأ (ابن السوداء اليهودي) ،تؤمن بعودة علي بن أبي طالب وأنه يملك الرض،
فإنه لما بلغ عبد ال بن سبأ خبر نعي علي بن أبي طالب ،قال للذي نعاه ( :كذبت
لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة ،وأقمت على قتله سبعين عدل لعلمنا أنه لم يمت
ولم يقتل و ل يموت حتى يملك الرض ) [فرق الشيعة :ص ،23والمقالت والفرق :
ص . ]21ثم ظلت تنتظر عودته من غيبته .وكذلك فرقة الكربية من الكيسانية
تنتظر محمد بن الحنفية وتدعي أنه ( حي لم يمت وهو في جبل رضوى بين مكة
والمدينة عن يمينه أسد وعن يساره نمر موكلن به يحفظانه إلى أوان خروجه
وقيامه )وقالوا إنه المهدي المنتظر [مسائل المامة :ص ،26وفرق الشيعة :ص
، ]27وزعموا أنه سيغيب عنهم سبعين عاماً ثم يعود ويقتل الظلمة والجبابرة من
بني أمية ،ولما انقضت تلك المدة ولم يظهر -ولن يظهر ،-أظهروا مقولة بأنه
سوف يظهر ولو عُمر عمر نوح ،فيقول شاعرهم :
منا النفوس بأنه سيؤوب لو غاب عنا عمر نوح أيقنت
قد كان يأمل يوسفا يعقوب إني لرجوه وآمله كما
وهكذا كل فرقة إذا مات إمامها تدعي بأنه غائب مدة كذا وسيعود ! ،ولهم في ذلك
خلف كبير ،ولذلك قال السمعاني ( :ثم إنهم في انتظارهم المام الذي انتظروه
مختلفون اختلف ًا يلوح عليه حمق بليغ ) [النساب . ]1/345 :
79
والجارودية من الزيدية لم تسلم من هذا التجاه بل تاهت فيه كما تاهت فيه من
قبلها من الفرق الشيعية .ومن الملحظ أن عودة المام من غيبته عند فرق الشيعة
عامة ارتبطت بشخصيات لها وجود ومعروفة ،ولكن هل هذا هو نفس التجاه لدى
الشيعة المامية الثني عشرية ؟
يتبين هذا بمعرفة نشأة فكرة الغيبة عند الشيعة المامية الثني عشرية .
ونشأة هذه الغيبة ،أنه لما مات الحسن –وهو المام الحادي عشر للشيعة
المامية ، -لم يكن له خلف ولم يعقب ،واقتسم ميراثه أخوه جعفر وأمه [ .انظر:
المقالت والفرق :ص ،102وفرق الشيعة :ص . ]96وكتب الشيعة تعترف بهذا ! .
ولما وقع هذا المر احتارت الشيعة في أمرها وافترقت إلى فرق كثيرة وصلت إلى
أربع عشرة أو خمس عشرة [كما يينقل ذلك النوبختي في في فرق الشيعة :ص ،96
والقمي في المقالت والفرق :ص . ]102بل إن المر زاد عن ذلك حتى وصل إلى
عشرين فرقة .
وحقيقة المر إن موت الحسن –المام الحادي عشر ،-كاد أن يقوض عروش عقيدة
المامية الثني عشرية .لن المامية الثني عشرية تذهب إلى أن الرض لو بقيت
بغير إمام لساخت [انظر :أصول الكافي . ]1/188 :فالمام أمان لهل الرض وهو
الحجة على أهل الرض ،ول دين بدون إمام ! .
وكان من أثر ذلك ان افترقوا ،ففرقة ذهبت إلى القول بغيبة الحسن العسكري،
وفرقة ذهبت إلى إمامة جعفرمن بعده ،وفرقة أبطلت إمامة الحسن لنه مات عقيماً
.وفرقة قالت بأن للحسن العسكري ولداً ( كان قد أخفي مولده ،وستر أمره لصعوبة
الوقت وشدة طلب السلطان له ...فلم يظهر ولده في حياته ،ول عرفه الجمهور بعد
وفاته ) [المفيد /الرشاد :ص . ]389وفرقة ذهبت بانقطاع المامة ووقوفها عند
الحسن العسكري وكثير من هؤلء بان لهم زيف هذه العقيدة ورجعوا عما هم فيه
...الخ .
ولكن يا ترى ما سبب إصرار آيات ومشايخ الشيعة على توطين الناس على هذه
العقيدة ؟ والجواب عن ذلك يتضح بما ذكره الطوسي عن أحداث غيبة موسى
الكاظم ،يقول ناقل قول طائفة موسى الكاظم ( :مات أبو إبراهيم (موسى الكاظم)
وليس من قوامه [أي نوابه ووكلؤه ] أحد إل وعنده المال الكثير ،وكان ذلك سبب
وقفهم وجحدهم موته طمعاً في الموال ،وكان عند زياد بن مروان القندي سبعون
ألف دينار ،وعند علي بن حمزة ثلثون ألف دينار[)...الغيبة للطوسي :ص .]43-42
فالداعي إذا هو طمعاً في المال وتسابقاً إليه ،ول يكون إل بهذا ! .
وهناك أسباباً أخرى أهمها وهو محاولة منهم إلى إيجادكيان مستقل للشيعة ،وبث
المل في نفوس شيعتهم بأن الغلبة لهم في النهاية حتى يصبروا .وكما قلنا سابقاً :
أن عقيدة الشيعة تأثرت بالديانات الخرى وخصوصاً اليهودية ،واليهود لديهم مثل
هذا المعتقد ،حيث يعتقدون بأن إيليا رفع إلى السماء وسيعود آخر الزمان [جولد
سيهر /العقيدة والشريعة :ص ، ]192وهناك من رجح أن هذه العقيدة مأخوذة من
المجوس ،لكون أكثر الشيعة من الفرس كما ذهب إلى ذلك بعض الباحثين وساقوا
على ذلك الدلة من كتب المجوس .
80
ب -فكرة الباب والوكلء .
بسم الله الحق
أول من أثر عنه بشكل ظاهر بارز ،أنه أدعى بأنه السفير بين محمد بن الحسن
العسكري الغائب وبين الشيعة هو عثمان بن سعيد العمري ،حيث كان يتلقى
اسئلتهم ومشكلتهم ،ويتلقى أموالهم التي يتقربون بها ،ومن ثم يوصلها إلى المام
الغائب .وقد تسابق كثير من الشيعة وادعوا بأنهم الباب ،ويقومون بنقل مسائلهم
ومشاكلهم إلى المام الغائب ،طمعا في الموال الوفيرة التي يجنونها من وراء ذلك،
ولعثمان بن سعيد هذا وكلء في البلد السلمية يجبون الموال ويحلون المشكلت
عن طريق المام الغائب المزعوم ! .والفرق بين الباب والوكيل ،أن الباب يلتقي
بالمام مباشرة ،أما الوكيل فإنه يقابل الباب فقط ول يقابل المام .ولما مات
عثمان بن سعيد أوصى بمنصب البابية بعده لبنه محمد،ولكن كثير من الشيعة لم
ترتض هذا ،وحصل بينهم هرج كبير ،واستفحل هذا المر كل يطلب هذا المنصب
للحصول على المال ول يهمه بعد ذلك ضل الناس أو اهتدوا .وأصبح يلعن بعضهم
بعضا ويكفر بعضهم بعضاً ،فيذكر الطوسي في كتابه الغيبة (ص ،244ص )214-213
:بابين أحدهما ( :باب :ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم ال ) ،و (باب :
ذكر المذمومين من وكلء الئمة ) .
وبعد محمد بن عثمان بن سعيد ،تسلم البابية رجل يدعى أبا القاسم الحسين بن
روح ،وحصل جدل كبير حيث اختير ابا القاسم الحسين بن روح وترك غيره أكثر
علماً وفضل منه ،كالنوبختي ،الذي اعتذر له بأن ابا القاسم اختير لنه كان أحفظ
للسر من غيره ! .ومع ذلك لم يسلم أبا القاسم من اللعن وحصل بعد ذلك خلف
كبير [انظر :الغيبة ص .]240ثم تسلمها من بعده رجل يقال له :أبا الحسن علي
بن محمد السمري ،وفي وقته بدأ الناس يتكشف للناس زيف هذا المر .وبعد ثلث
سنوات ولما قيل له من توصي بعدك قال :ل أمر هو بالغه ) [الغيبة للطوسي]242 :
.وبهذا تصل دعوى الغيبة إلى طريق مسدود حيث لم تنجح فكرة البابية .ولكن هل
وقف المر عند هذا الحد ،ل ؛ بل اخترعوا بعدها منصب جديد أسموه النيابة .
ت -قصة المهدي عند الشيعة المامية .
بسم ال الواحد الحد
قصة المهدي -بدء من زواج الحسن بأمه المزعومة وحتى حملها بالمهدي ،وكذا
ولدة المهدي ،ونموه -لهي من أعجب القصص ،حتى فاقت أساطير الولين في
حبكها وغرابتها ،ويطول بنا المقام لو سردنا قصته من البداية ولكن أحاول
تلخيصها في سطور قلئل :
...أول ذلك أن أرسل الحسن خادمه إلى السوق ليشتري له جارية وأعطاه
أوصافها الدقيقة ،وأرس معه كتاب بالرومية ،فلما رأى الخادم تلك الوصاف أراها
الكتاب فلما رأته بكت بكاء شديداً ،ثم ذكرت قصتها في بلدها في بلد الروم وأنه
81
رأت في منامها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ! وهو يخطبها من المسيح !!
للحسن العسكري !!! - ...ثم تقول السطورة :-ثم تزوجها الحسن وحملت بمحمد
ولم يظهر عليها آثار الحمل حتى يوم ولدتها ! [،قلت :لعل هذا هروبا مما فعله
جعفر أخو الحسن بعد وفاته حيث حبس نساء الحسن ل ستبرائهن ،حتى يثبت
للقاضي براءة أرحامهن من الحمل ،فكان أن نسجت هذه الحادثة كمهرب ] .. .ثم
أن يوم الولدة عجيب حيث خرج محمد من بطن أمه ( :جاثياً على ركتبتيه ،رافعاً
سبابته إلى السماء ثم عطس فقال :الحمد ل رب العالمين ،وصلى ال على محمد
وآله ،زعمت الظلمة أن حجة ال داحضة لو أذن لنا في الكلم لزال الشك ) [إكمال
الدين :ص ،408والغيبة للطوسي :ص . ] 147ثم عرج بالمولود إلى السماء
بواسطة طيور خضر ...ونمو هذا المولود غريباً ،حيث أنه أصبح يمشي على
الرض وله أربعون يوم ًا !! [انظر :الغيبة للطوسي :ص . ]144
قلت :هذه السطورة ل تروج على المجانين والصبيان ،فكيف راجت على
الشيعة ؟ ! .
ثم تروي كتب الشيعة عن طريق حكيمة –امرأة – قصة غيبة المهدي .والعجب أن
الشيعة المامية ل تقبل ول تؤمن بالرويات إل عن طريق المعصوم ،فكيف قبلت
هذه الرواية التي تقوم عليها عقيدة الغيبة من طريق امرأة !! .ومبدأ غيبته
تضاربت فيها الروايات ،فرواية قالت إنه غاب بعد ثلث من مولده ،ورواية بعد
سبعة أيام من مولده ،والرواية السابقة أنها رأته بعد أربعين يوم ًا وهو يمشي ،
وروايات أخرى أن حكيمة تزوره كل أربعين يوماً [انظر :الغيبة للطوسي :ص
. ]144-142
ولقد حاولت الشيعة المامية معرفة مكان المهدي الغائب ،ولكن الباب –الذي له
صلة به – أخرج توقيع ًا سري ًا ينسب للمهدي يقول فيه ..( :إن عرفوا المكان دلوا
عليه )[أصول الكافي ، ]1/333 :واختلفت بعد الروايات في تحديد مكانه ،فرواية
تشير إلى أنه في مكان ما في طيبة [أصول الكافي ،]1/333 :ورواية تشير إلى أنه
مختبئ في جبل رضوى [الغيبة :ص ، ] ،103ورواية أنه مختفي في بعض وديان
مكة [تفسير العياشي ،]2/56 :وأما أدعيتهم ومقامات زياراتهم للقبور ففيها بيان
أنه في سرداب بسامراء [انظر :علي بن طاووس/مصباح الزائر ص . ]229وأما
سبب اختفائه هو خوفه وعدم المن على نفسه ،وسوف يظهر عند المن وينتصر
للشيعة من الظلمة ،ويحكم في الرض بالعدل ...
قلت :ل زال كثير من الشيعة يؤمنون إلى الن بعودة مهديهم ،ويجتمعون عند
السرداب يناجون مهديهم الغائب ويناشدونه بالخروج والنتصار لهم من الظلمة !،
ولهم في ذلك أدعية كثيرة يطول سردها ،حتى أن هذا المر أصبح بعد مثار سخرية
الناس وتعييرهم بذلك حتى قال القائل:
ما آن للسرداب أن يلد الذي ........كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفا فإنكم ......ثلثتم العنقاء والغيلنا [انظر :الصواعق المحرقة
ص .]168
82
وأما مدة غيبته فالرويات متضاربة كالعادة ،قيل ستة أيام ،وقيل ستة أشهر ،وقيل
ست سنين [انظر :أصول الكافي . ]1/338 :ثم وقت بسبعين سنة ،ثم ما ئة وأربعين
،ثم لما طالت الغيبة جعل ظهوره إلى أمد [ ..انظر :الغيبة للطوسي :ص ،263
والغيبة للنعماني :ص . ]197وجاءت أخبار تكذب بالتوقيت وأنه لم يوقت لخروجه
بشيء كالرواية التي تقول ( :كذب الوقاتون إنا أهل بيت ل نوقت )[أصول الكافي :
. ]1/368
قلت :هكذا تتضارب الخبار ويعيش الشيعي المامي في حيرة واضطراب ،وأماني
خادعة ،وسراب ل ينقشع .وهنا تكمن عدة أسئلة .لماذا لم يخرج المهدي إلى الن
مع كثرة الروايات التي حددت خروجه؟ .ثاني ًا :ما ذا يمنع المهدي المنتظر من
الخروج وقد أمن الشيعة وكان لهم سطوة وقوة في عهد الدولة الصفوية ،وكذلك
لماذا ل يظهر الن وعدد الشيعة المامية الن يقارب ستين مليوناً إن لم يكن أكثر ؟
[التشيع والشيعة :ص . ]42
وهكذا فإن هذه العقيدة ،عقيدة اليمان بالمهدي المنتظر الغائب ،كادت تودي
بالشيعة المامية ،وتقض عروشهم ،ولكن صناعة الحاديث والرويات التي تشد من
أزرهم وتصبرهم ،حالت دون وقوع ذلك ،ومع ذلك فإنه ما زالت الشكوك تحيط بهذه
العقيدة ،وتثير ألف سؤال وسؤال عند طالبي الحق من الشيعة المامية ،وأما الذين
سلموا عقولهم لمشايخهم وآياتهم فهم في غيهم يترددون .
. ث -دفاع الشيعة المامية عن طول أمد الغيبة
تحاول الشيعة المامية أن تبرهن للناس ولشيعتهم قبل ،أن إمامهم المنتظر الغائب
منذ أحد عشر قرناً سيعود ،وأن غيبته لها نظائر ،وهناك دلئل على صحة الغيبة ! .
ويلجم الشيعة المامية حديث في صحيح البخاري أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال في آخر عمره ( :أرأيتكم ليلتكم هذه ،فإن على رأس مائة سنة منها ل
يبقى على وجه الرض ممن هو اليوم عليها أحد) .وهذا نص قاطع في زوال من
كان حياً في ذاك العصر ولو لسنة واحدة فإنه ل يبقى أكثر من مائة سنة .
ولكن للشيعة المامية تعلق بأشباه أدلة يذكرونها كمستند لهم وهي دليل عليهم .
حيث يشبهون أعمار الئمة والقائم المنتظر ببعض النبياء كنوح الذي عمر الف
سنة إل خمسين عاماً ،فيذكرون أن علياً بن الحسين قال ( :في القائم سنة من نوح
عليه السمل وهو طول العمر )[إكمال الدين ص . ]488
قلت :أوردوا هذه المقارنة حتى يبعثوا المل في أنفس الشيعة المامية ،وحتى
يخصموا الخصوم ،وهم مخصومون ومجوجون في ذلك ،فإن زمن نوح عليه
السلم ليس كزماننا ،والنبي صلى ال عليه وسلم أخبر بأن أعمار أمته ما بين
الستين إلى السبعين وقليل من يجاوز ذلك .فإن قيل المهدي عمر كعمر نوح أو
سيعمر عمر نوح فقد كذبنا بقول نبينا صلى ال عليه وسلم ،ول ندع كلم خير
البرية ،لرواية ل يدرى خطامها من زمامها .
ثانياً :استشهدوا ببقاء عيسى عليه السلم ،والخضر وإلياس ،بل عقدوا المقارنة
حتى مع أبليس !.
83
قلت :ل مستمك لهم بذلك فإن عيسى عليه السلم ،وإبليس عليه لعائن ال
المتتابعة ،قد قضى ال فيهم في كتابه ،وعلم أمرهما ،وأما الخضر وإلياس فقصة
بقائه أنكرها كثير من العلماء ومستندهم في ذلك ما سقناه قبل من حديث رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،ولم يتمسك ببقائه إل الصوفية ،ولهم في ذلك مآرب .
والصحيح أنهما ماتا .
وحاول بعض مشايخ الشيعة المعاصرين أن يقرب هذه الغيبة إلى الفهم ومخاطبة
الناس بلغة العصر يقول المظفر ( :وطول الحياة أكثر من العمر الطبيعي أو الذي
يتخيل أنه العمر الطبيعي ل يمنع منه الطب ول يحيلها ،غير أن الطب بعد لم
يتوصل إلى ما يمكنه من تعميره حياة النسان ،وإذا عجز عنه الطب فإن ال قادر
على كل شي ) [عقائد المامية ص .]108
قلت :ل يمكن العلم الحديث أن يخالف النقل الصحيح عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم البتة ،وكلم المظفر ما هو إل إضفاء للشرعية على عقيدة الغيبة ،وإيهام
العوام بأن ذلك المر ل يحيله الطب ! .ونحن نقول ل تحيلنا على مجهول .
ويستدل محمد حسين آل كاشف الغطا( :بأن أكابر فلسفة الغرب قالوا :بإمكان
الخلود في الدنيا للنسان ) [أصل الشيعة ص . ]70
قلت :قال الشيخ ناصر القفاري :هذه مقالة شيعية اعتزالية ،مبنية على مذهب
المعتزلة الذين يقولون بأن القاتل قد قطع على المقتول أجله ،وهي مقالة مخالفة
لما ثبت في الكتاب والسنة ،بأن كل من مات فقد استكمل أجله .
ونختم بقول علي الرضا ،كما ورد في رجال الكشي :أن علياً الرضا قيل له إن
قوماً وقفوا على أبيك ويزعمون أنه لم يمت قال ( :كذبوا وهم كفار بما أنزل ال عز
وجل على محمد صلى ال عليه وسلم ،ولو كان ال يمد في أجل أحد ،لمد في أجل
رسول ال صلى ال عليه وآله ) [رجال الكشي :ص . ]458
. ج -المهدي بعد عودته المزعومة
بسم ال المبديء المعيد .
المطلع على الرويات التي تخص عودة المهدي المنتظر ،يرى فيها أمورًا يستشف
منها خبايا صدور الشيعة المامية ،ول نقول هذا القول تخرصاً وعصبي ًة ،بل هي
الرويات كما سنذكرها :
فمن الرويات ما جاء العتقادات لبن بابويه ،حيث يذكر عن الصادق أنه قال ( :إن
ال آخى بين الرواح في الظلة ،قبل أن يخلق البدان بألفي عام ،فلو قد قام قائمنا
أهل البيت ،أورث الخ الذي آخى بينهما في الظلة ،ولم يرث الخ من الولدة )
[العتقادات :ص .]83
قلت :مما يظهر من الرواية التعصب المقيت للشيعة ،حيث أنها تركت العلقة
الظاهرة هي علقة النسب ،إلى علقة الظلة .
ومن الرويات :ما جاء في بحار النوار أن قائمهم ل يأخذ الجزية ول يقبلها ( :ول
يقبل صاحب هذا المر الجزية كما قبلها رسول ال صلى ال عليه وسلم ) [بحار
النوار. ]52/349 :
84
قلت :عدم قبول مهديهم المزعوم للجزية دائر بين ثلثة أمور :
الول :رفضه لشريعة محمد صلى ال عليه وسلم ،وهذا كفر وزندقة .
الثاني :نقمته على ما سبق من أخذ الجزية من مجوس هجر ،ومن أهل الكتاب،
لكون واضعي روايات الشيعة ل تسلم من أيدي يهودية أو مجوسية .فعبد ال بن
سبأ رأس الطائفة يهودي أسلم ظاهرًا وبقي على يهوديته في الباطن .
الثالث :تشبهاً بعيسى عليه السلم عند نزوله ،فهو ل يقبل الجزية إما السلم أو
القتل .
ومن الرويات :
أن القائم المنتظر إذا عاد فإنه يحكم بحكم آل داود ! ،فقد جاء في الكافي وغيره :
(قال أبو عبد ال :إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود عليه السلم ول
يحتاج إلى بينة ) [المفيد /الرشاد ص ،413الطبرسي /أعلم الورى :ص .]433
قلت :ال ختم بمحمد صلى ال عليه وسلم الشرائع السابقة ،والحكم بشريعة
منسوخة ردة عن دين السلم .
ثاني ًا :هذه الرواية تقرر ماقلنا سابقاً أن اليدي اليهودية تلعبت كثيرًا بكتب
الشيعة ،فنكاد نجزم بأن واضع هذه الرواية يهودي ،وإل فلما فُضل داود على غيره
من الرسل ! .
ومن الرويات:
أن مهديهم إذا عاد يهدم المسجد الحرام ويرده إلى أساسه ،ويتجه إلى قبر رسول
ال صلى ال عليه وسلم ثم يكسر الحائط الذي على القبر :ثم يخرج أبا بكر وعمر
رضي ال عنهما غضين طريين ثم يعلنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما ثم ينزلهما
ويحرقهما ثم يذريهما في الريح [انظر بحار النوار . ]52/368 :وعند ابن بابويه :
(وهذا القائم … هو الذي يشفي قلوب شيعتنا من الظالمين والجاحدين والكافرين ،
فيخرج اللت والعزى (أي أبي بكر وعمر ) طريين فيحرقهما) [عيون أخبار الرضا:
،1/58وبحار النوار. ]52/379 :
قلت :رضي صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ينال شرف جوار رسول
ال صلى ال عليه وسلم ومن بينهم علي والحسن والحسين ،ولم ترضى الشيعة
بذلك ،بل نال منهم كل أذى .وليس بضارهما ذلك شيئا بل هو أعظم لجرهما ،وكما
قيل :انقطع عنهم العمل فأحب ال أن ل ينقطع عنهم الجر ،أو كلمة نحوها .
ومن روياتهم :
أن العرب موعودين بالستئصال على يد قائمهم ،فيروي النعماني في الغيبة ( :عن
الحارث بن المغيرة وذريح المحاربي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ما بقي
بيننا وبين العرب إل الذبح) [الغيبة :ص ،155وبحار النوار. ]52/349 :وأما العرب
من الشيعة فإنهم سيمحصون ول يبقى إل القليل .
قلت :العدواة للعرب وتخصيص القتل بهم ،لتدل على مدى الحقد الدفين على
جنس العرب ،وإل فإن الواجب هو استئصال غير الشيعة ،سواء عربي أو غير
عربي ،أما وقد خصص بجنس العرب ،لهو دللة على حقد واضع هذه الرويات .
85
ومن الرويات ونختم بها :أن عائشة أم المؤمنين تبعث من قبرها ويقام عليها
الحد !! ؟ ،فتنص أساطيرهم كما في بحار النوار ]315-52/314 [:أن أبا جعفر-
زعموا -يقول :أما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء [لقب لعائشة] ،حتى يجلدها
الحد ..إلخ .
قلت :ال الموعد ،وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
وبهذا نختم هذا المبحث ،ولقد تركنا كثيراً من الجزئيات خوفا من إملل القاريء،
وال المستعان .
86
إما يعذبهم أو يتوب عليهم [انظر بحار النوار ،8/363 :والعتقادات للمجلسي ص
. )]100
قلت :وهذا التقسيم يؤيد ما قلناه آنفاً :فبرجعة الئمة يفرح الشيعة المامية بملقاة
أئمتهم وخصوصاً المهدي الذي طالما اشتاقت إليه نفوسهم ،وبعودة الئمة تكون
الغلبة لهم والرفعة لهم .وبرجعة الخلفاء الذين اغتصبوا الخلفة ،تطيب نفوسهم،
وتشفى صدورهم بالنتقام ممن اغتصب الخلفة من علي وهم أبو بكر وعمر
وعثمان –رضي ال عن الجميع.-
وفي رجعة المؤمنين (أي الشيعة المامية أهل اليمان المحض ! ) ،والكافرين
(وهم غير الشيعة المامية) تتمة لسرورهم برؤية أعدائهم وهم يعذبون وينكل بهم
.فكان الولى أن تسمى عقيدة التنكيل والنتقام بدلً من عقيدة الرجعة ،لنها مبنية
على النتقام والتشفي .ويدل لذلك ما رواه في بحار النوار [ ]53/40أن أبا عبد ال
قال ( :كأني بحمران بن أعين ،وميسر ابن عبد العزيز ،يخبطان الناس بأسيافهما
بين الصفا والمروة !) .
وأما زمن الرجعة فمنهم من خصها بزمن قيام المهدي [انظر أوائل المقالت للمفيد
ص ،]95ومنهم من أبى ذلك وقال الرجعة غير الظهور ،فالمام الغائب حي
وسيظهر ،والرجوع غير الظهور .ومنهم من قال بأن مبدأ الرجعة يكون عند
رجوع الحسين بن علي –رضي ال عنهما ،-فم ( :أول من تنشق الرض عنه
ويرجع إلى الدنيا ،الحسين بن علي عليه السلم ) [بحار النوار . ]53/39 :وبعض
الرويات حددت الرجعة بهدم الحجرة النبوية وإخراج جسد أبي بكر وعمر رضي ال
عنهما .ففي بحار النوار [ ]105-53/104أن منتظرهم يقول ( :وأجيء إلى يثرب،
فأهدم الحجرة ،وأخرج من بها وهما طريان ،فآمر بهما تجاه البقيع ،وآمر بخشبتين
يصلبان عليهما ،فتورقان من تحتهما ،فيفتتن الناس بهما أشد من الول ،فينادي
منادي الفتنة من السماء :ياسماء انبذي ،ويا أرض خذي ،فيومئذ ل يبقى على وجه
الرض إل مؤمن [أي شيعي]ثم يكون بعد ذلك الكرة والرجعة ) .
-والحداث التي تصاحب الرجعة كثيرة وغريبة :فالنبياء والرسل يكونون جنداً
لعلي بن أبي طالب ! ،فتقول روياتهم ( :لم يبعث ا ل بنبي ًا ول رسولً إل رد
جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ) [بحار
النوار . ]53/41 :قلت :صفوة الخلق ،ورسل ال إلى خلقه يكونون جنداً لعلي بن
أبي طالب ! .اللهم نبرأ إليك مما يقولون .
-وفي الرجعة يخير الشيعي بين المقام في قبره مكرماً وبين الرجعة ! ،ويقال له :
(يا فلن هذا إنه قد ظهر صاحبك فإن تشأ أن تلحق به فالحق وإن تشأ أن تقيم في
كرامة ربك فأقم ) [الغيبة للطوسي ص ،276وبحار النوار . ]53/92 :
قلت :ومع هذا فالشيعة المامية تتقي وتنكر أن يكون الرجعة من مذهبها
وعقيدتها ،فقد جاء في بعض كتب الشيعة عن أبي جعفر قال ( :ل تقولوا الجبت
والطاغوت ،ول تقولوا الرجعة ،فإن قالوا لكم فإنكم قد كنتم تقولون ذلك فقولوا :أما
اليوم فل نقول ) [بحار النوار . ]53/39 :ويروون أن الصادق قال ( :ل تقولوا
87
الجبت والطاغوت ،وتقولوا الرجعة ،فإن قالوا :قد كنتم تقولون ؟ قولوا :الن ل
نقول :وهذا من باب التقية التي تعبد ال بها عبادة في زمن الوصياء )
88
-31عقيدة الظهور عند الشيعة المامية .
بسم ال
يعتقد بعض الناس أن عقيدة الرجعة عند الشيعة المامية هي عقيدة الظهور ،وهو
ليس كذلك ،فعقيدة الظهور تعني أن يظهر المام أو غيره بعد موته لناس معينين،
ولذا فقد بوب المجلسي في بحار النوار ،باب :أنهم يظهرون [أي الئمة] بع
موتهم ،ويظهر منهم الغرائب [بحار النوار . ]27/303 :وهذا الظهور خاضع لرادة
المام فمتى أراد أن يظهر ظهر .فتذكر كتب الشيعة أن أبا الحسن الرضا كان يقابل
أباه بعد موته ،ويتلقى وصاياه وأقواله [بحار النوار ،27/303 :وبصائر الدرجات :
ل من شيعتهم دخل على أبي عبد ال فقاله له :تشتهي ص . ]78ويزعمون أن رج ً
أن ترى أبا جعفر (أي بعد موتته) ؟ قال :فقلت :نعم ،قال :قم فادخل البيت،
فدخلت فإذا هو أبو جعفر ) [بحار النوار. ]27/303 :
وزعموا أن أبا عبد ال قال :أتى قوم من الشيعة الحسن بن علي عليه السلم بعد
مقتل أمير المؤمنين عليه السلم ،فسألوه فقال :تعرفون أمير المؤمنين إذا
رأيتموه ؟ قالوا :نعم ،قال :فارفعوا الستر فرفعوه ،فإذا هم بأمير المؤمنين عليه
السلم ل ينكرونه [ .المصدر السابق ] .
ول يقتصر الظهور بالئمة ،بل حتى أعداء الشيعة يظهرون لهم وينتقمون منهم
!! ،فيزعمون –كما يفترون -أن محمد الباقر قام يرمي خمسة حجارة في غير
موضع رمي الجمار ،ولما قيل له في ذلك قال ( :إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقين
الغاصبين [يريدون بذلك أبا بكر وعمر رضي ال عنهما –ومعاذ ال أن يكونا كذلك
]-ثم يفرق بينهما ههنا ل يراهما إل إمام عدل ،فرميت الول اثنتين ،والخر ثلثة،
لن الخر أخبث من الول )[بحار النوار ،27/305 :وبصائر الدرجات :ص . ]82
قلت :رويات الشيعة في هذا الباب أعني عقيدة الظهور ،ل عاضد لها ل من نقل
صحيح ،ول عقل صريح ،وهي تتمة لسلسلة الرويات التي ينسجها الشيعة لشد
الشيعة المامية إلى مذهبهم ،والثبات عليه ،وتعليقهم بأماني كاذبة خادعة .وإل
فمن مات في الدنيا ل يعود حتى يبعث ال من في القبور ل من نبي مرسل ،ول إمام
معظم ،فالكل في دار البرزخ إما منعم ،أو معذب حتى يرث ال الرض ومن عليها .
وال يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم .
89
-32عقيدة البداء عند الشيعة المامية .
بسم ال الخلق العليم .
البداء عند الشيعة المامية هو بمعنى نشأة الرأي الجديد ،أو ظهور رأي آخر غير
الول ،ويعنون بذلك أن ال قد يظهر له رآي آخر أو أمر آخر غير الول .وسوف
نتكلم عن فساد هذا المعتقد بعد أن نذكر مكانة هذه العقيدة عند الشيعة المامية .
فالبداء تعده الشيعة المامية من أصولها التي ل بد من اليمان والقرار بها .فمما
جاء فيه ( :ما عبد ال بشيء مثل البداء) [أصول الكافي ،1/146 :والتوحيد لبن
بابويه :ص . ]332وقالوا( :ما عظم ال عز وجل بمثل البداء ) [أصول الكافي:
،1/146والتوحيد لبن بابويه :ص . ] 333وقالوا ( :ولو علم الناس ما في القول
بالبداء من الجر ما فتروا من الكلم فيه ) [أصول الكافي ،1/148 :التوحيد لبن
بابويه :ص ،334وبحار النوار ،]4/108 :وقالوا ( :ما بعث ال نبياً قط إل بتحريم
الخمر وأن يقر ل بالبداء ) [نفس المصدر السابق ] .
ويتضح من سياق الرويات أن البداء عند الشيعة المامية جزء ل يتجزأ من توحيد
ال ،وهذا مالم نره في كتاب ربنا ،ولم نرى له ذكراً على لسان نبينا محمد صلى
ال عليه وسلم المبلغ عن ربه ،وخفاء عقيدة كهذه فيه إتهام للنبي صلى ال عليه
وسلم بعدم تبليغ رسالة ربه ! وهذا محال .وكون الشيعة المامية اختصت من دون
الناس بمعرفة هذه العقيدة فيه إجحاف بأمم عظيمة ل يعلم قدرها إل ال ،وشريعة
ال ليست خاصة بأمة ول بنحلة ،فليتنبه لهذا { .قل يا أيها الناس إني رسول ال
إليكم جميع ًا }..الية .فقال يا أيها الناس الدالة على أن دعوته تعم كل الناس .
وأعظم مما سبق أن البداء فيه نسبة الجهل إلى ال وأنه ل يعلم حقيقة المور
ومآلها –تعالى الخلق العليم عن ذلك ،-وال يعلم ما كان وما يكون وما سيكون أن
لو كان كيف يكون .فكيف يستجيز عاقل لنفسه أن يؤمن بهذه العقيدة التي تنسب
الجهل إلى ربه ! ؟ .اللهم غفراً
ل يقول :ما غرض الشيعة المامية من إحداث هذه العقيدة ،ونشرها بين ولعل سائ ً
الناس ؟
والجواب :أن من عقيدة الشيعة المامية أن أئمتهم يعلمون الغيب ،ويعلمون ما
كان وما سيكون ،وأنهم ل يخفى عليهم شيء ! .فإذا أخبر أئمتهم بأمر مستقبل
وجاء المر على خلف ما قالوا ،فإما أن يكذبوا بالمر وهذا محال لوقوعه بين
الناس ،وإما أن يكذبوا أئمتهم وينسبوا الخطأ إليهم ،وهذا ينسف عقيدتهم التي
أصلوها فيهم من علمهم للغيب .
فكان أن أحدثوا عقيدة البداء .فإذا وقع المر على خلف ما قاله المام قالوا :بد ل
كذا ،أي أن ال قد غير أمره .
ولكن الشيعة المامية وقعت في شر أعمالها ،فهي أرادت أن تنزه إمامها عن
الخلف في الوعد وعن الكذب في الحديث ،فاتهمت ربها من حيث تشعر أو ل تشعر
بالجهل ! .
90
فقد جاء في البحار عن أبي حمزة الثمالي قال :قال أبو جعفر وأبو عبد ال عليهما
السلم ( :يا أبا حمزة إن حدثناك عن بأمر أنه يجيء من هاهنا فجاء من هاهنا،
فإن ال يصنع ما يشاء ،وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غداً بخلفه فإن ال
يمحو ما يشاء ويثبت ) [بحار النوار ،4/119 :وتفسير العياشي . ]2/217 :
قلت :هذه رويات نسجوها على لسان أبي جعفر وأبي عبد ال وهما منها براء .
والمقصد بيناه آنفاً .ولقد كان بعض شيوخ الشيعة المامية في إحدى الفترات
يمنون شيعتهم بأن المر سيعود إليهم والغلبة ستكون لهم ولدولتهم بعد سبعين
سنة ،ولما انقضت تلك المدة ولما يتحقق من ذلك شيء ،لجاءوا إلى البداء وقالوا
قد بدا ل سبحانه ! [ .انظر :تفسير العياشي ،2/218 :والغيبة للطوسي :ص . ]263
ثم لما رأت الشيعة المامية ممثلة في مشايخها أن هذه العقيدة قد تجلب الشناعة
على مذهبهم ،نسجوا رويات أخرى تحدث أن البداء قد منع الئمة من التحديث بما
سيكون من المور المستقبلة .فهاهم يزعمون أن علي بن الحسين يقول ( :لول
البداء لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة ) [تفسير العياشي ،2/215 :وبحار النوار :
. ]4/118إذا المانع للئمة من التحديث بأخبار الغيب هو خوفهم من أن يبدوا ل أمراً
آخر بخلف ما حدثوا به ! .وهذا كله مهرب من التحديث بأمر ل يعلمه إل ال،
وهو علم الغيب الذي أخبر ال في مواضع كثيرة من كتابه أن الغيب ل يعلمه إل
هو .فما للشيعة ل يفقهون حديثاً.
ثمة أمر لبد من الشارة إليه وهو يقطع الطريق على الشيعة المامية وهو أن
بعض مشايخة الشيعة المامية قد يوهم الناس بأن البداء كالنسخ الذي أخبر ال
عنه في كتابه أو أنه هو .وليس كذلك ،فالنسخ ليس هو ظهور أمر جديد ل ،بل
ال عالم بالمر المنسوخ والمر الناسخ ،ولكن ال يأمر بأمر في وقت من الوقات
يناسب الحال وقت ذاك ،ثم ينسخه بأمر معلوم عنده في الزل .أما البداء فهو أن
ال يظهر له أمر جديد لم يكن يعلمه في السابق ،وبين النسخ والبداء كما بين
السماء والرض ،وأين هذا من هذا ؟ .
قاصمة :
جاء في التوراة ( :فرأى الرب أنه كثر سوء الناس على الرض ....فندم الرب
خلقه النسان على الرض وتنكد بقلبه ،وقال الرب :لمحون النسان الذي خلقته
على وجه الرض ) [سفر التكوين ،الفصل السادس ،فقرة ]5 :وتكرر هذا المعنى
في التوراة .وهذا هو البداء بعينه .
والسؤال :هل مؤسس الطائفة الشيعية ابن سبأ قد أخذه هذه العقيدة من اليهود
وأشاعها في الشيعة ؟ ويكفي في الجابة أن تعلم ،أن فرق السبأية ( كلهم يقولون
بالبداء وأن ال تبدوا له البداوات ) [انظر :الملطي /التنبيه والرد ص . ]19
91
عَل ْيهَا وَ َل َتزِ ُر وَا ِزرَ ٌة ِو ْزرَ
ضلّ َ
ضلّ فَ ِإ ّنمَا َي ِ
ن َ
سهِ َومَ ْ
{ مَنِ ا ْهتَدَى فَ ِإ ّنمَا َيهْتَدِي ِلنَ ْف ِ
ث َرسُولً} [السراء . ]15 : حتّى َنبْعَ َخرَى َومَا ُكنّا مُعَ ّذبِينَ َ أُ ْ
عقيدة الطينة من العقائد التي تواصى أرباب العلم في البيت الشيعي على كتمانها
وإخفائها على عوامهم ،لنهم يخشون من عاقبة وبالها عليهم .والشيعي لو اطلع
على هذه العقيدة لم ( تعمد أفعال الكفار لحصول اللذة الدنيوية ،ولعلمه بأن وبالها
الخروي إنما هو على غيره ) [النوار النعمانية . ]1/295 :
وملخص هذه العقيدة كما ذكرها الشيخ القفاري-حفظه ال ( : -أن الشيعي خلق من
طينة خاصة والسني خلق من طينة أخرى ،وجرى المزج بين الطينتين بوجه
معين ،فما في الشيعي من معاصي وجرائم هو من تأثره بطينة السني ،وما في
السني من صلح وأمانة هو بسبب تأثره بطينة الشيعي ،فإذا كان يوم القيامة فإن
سيئات وموبقات الشيعة توضع على أهل السنة ،وحسنات أهل السنة تعطى
للشيعة ) [أصول مذهب الشيعة المامية . ]2/956 :
ولم يوافق على هذه العقيدة بعض عقلء الشيعة المتقدمين ،وأنكروها وقالوا ما
وجد في كتب الشيعة من أخبارها ،إنما هي أخبار آحاد تخالف الكتاب والسنة
والجماع فيجب ردها [انظر :النوار النعمانية . ]1/293 :ولكن شيخهم نعمة ال
الجزائري أبى ذلك وقال بأن النصوص قد استفاضت واشتهرت ولم يبقى مجال
للنكارها والحكم عليها بأنها أخبار آحاد [انظر :النوار النعمانية . ]1/293 :
وهذه العقيدة مذكورة في أهم كتب الشيعة ،فقد بوب الكليني في كافيه بقوله :باب
.طينة المؤمن وطينة الكافر .وأدرج تحته سبعة أحاديث [انظر :أصول الكافي :
.]6-2/2وعقد المجلسي في بحار النوار باب ًا وعنونه بم :باب الطينة والميثاق .
وأدرج تحته سبعة وستين حديثاً [بحار النوار . ]276-5/225 :ولذلك فإن منكر هذه
العقيدة من الشيعة المامية إما مكذب بكتب شيعته أو متقي ،فهما أمران أحلهما
مر ! .
بقي أن يقال ما سبب ظهور هذه العقيدة ؟ والجواب :أن كثرة الشكاوي من بعض
الشيعة المامية لما يجدونه من الموبقات التي يرتكبها كثير من الشيعة ،وفي
المقابل كثرة العمال الصالحة والحسنات التي يعملها أهل السنة ،أوجد لديهم
شكوك حيال شيعتهم ،فكان منهم أن أحدثوا القول بالطينة لجل تسكين ما في
قلوبهم من شك وحيرة ! .
ويتضح المر بالرواية التالية :
يقول أسحاق القمي لبي جعفر ( :جعلت فداك أرى المؤمن الموحد [أي الشيعي]
الذي يقول بقولي ،ويدين ال بوليتكم ،وليس بيني وبينه خلف ،يشرب السكر،
ويزني،ويلوط ،وآتيه في حاجة واحدة فأصيبه معبس الوجه ،كالح اللون ،ثقيلً في
حاجتي ،بطيئاً فيها ،وقد أرى الناصب المخالف لما أنا عليه ،ويعرفني بذلك [أي
يعرف أنني شيعي] ،فآتيه في حاجة ،فأصيبه طلق الوجه ،حسن البشر ،متسرعاً
في قضاء حاجتي ،فرحاً بها ،يحب قضاءها ،كثير الصلة ،كثير الصوم ،كثير
92
الصدقة ،يؤدي الزكاة ،ويُستودع فيؤدي المانة ) [علل الشرائع لبن بابويه :ص
،490-489وبحار النوار. ]247-5/246 :
ولقد أجاب مشايخ الشيعة عن هذه الشكوك والحيرة التي انتبابت بعض شيعتهم
برويات فحواها أن ال في الزل جمع بين طينة الشيعة –وهي غير طينة الئمة-
وطينة أهل السنة ،فما كان من حسنات وخير عند أهل السنة فسبب طينة الشيعة ،
وما كان من فجور وشر عند الشيعة فهو من جراء طينة أهل السنة .يقول أبو جعفر
-زعموا -لبي اسحاق القمي :ثم إذا كان ( يوم القيامة نزع ال عز وجل مسحة
اليمان منهم [أي من أهل السنة] فردها إلى شيعتنا ،ونزع مسحة الناصب بجميع
ما اكتسبوا من السيئات فردها على أعدائنا ،وعاد كل شيء إلى عنصره الول ...
قلت :جعلت فداك تؤخذ حسناتهم فترد إلينا؟ وتؤخذ سيئاتنا فترد إليهم؟ قال :إي
وال الذي لإله إل هو ) [علل الشرائع لبن بابويه :ص ،490-489وبحار النوار:
. ]247-5/246
قلت :عقيدة الطينة مخالفة للكتاب والسنة والجماع ،التي تخبر أن النسان ل
يحمل وزر غيره ،إل إذا كان محدثاً فعليه آثام من تبعه ل ينقص ذلك من آثامهم
شي ،ول يكسب النسان حسنات غيره إل إذا سن في السلم سنة حسنة فله مثل
حسناتهم ل ينقص ذلك من حسناتهم شيء .والقول بمقالة الشيعة هذه ،فيه
اجتراء على ال ونسب الظلم إليه ،فالعدل سبحانه ل يظلم الناس شيئ ًا ،ول يبخس
العامل عمله .وال الهادي .
93
الخاتمة .
وكتبه :
فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب
94