You are on page 1of 119

‫سلسلة كتاب الفوائد‬

‫شبكة الفوائد السلمية‬


‫‪WWW . FWAED . NET‬‬

‫بروتوكولت آيات قــــم‬


‫حول الحرمين المقدسين‬

‫كتاب يكشف‬
‫خطط الروافض السرية للعدوان على الحرمين‬
‫وزوارهما‬

‫تأليف الدكتور ‪:‬‬


‫عبد الله الغفاري‬

‫‪-1-‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫المد ل علم الغيوب الذي يعلم خائنة العي وما تفي الصدور‪ ...‬وبعد‪:‬‬
‫فهذه وثائق خطية لعلها تنشر لول مرة وهي تتضمن مططات‬
‫وبروتوكولت آيات قم حول الرمي الطاهرين ‪.‬‬
‫وما كان لنا أن نتنبأ بغيب مستور‪ ،‬أو ندعي العلم بسر مكنون ‪ ...‬ولكنا‬
‫أطلعنا على بروتوكولت مجوبة عن عموم الناس بندرة الطباعة‪ ،‬واختفائها بي‬
‫آلف الصفحات بيث يستدعي البحث عنها سنوات ‪.‬‬
‫ولقد بليت بقراءتا أعواما متتاليات‪ ،‬وعرفت منها ما ل يعلمه كثي من الناس‪،‬‬
‫وهاأنذا أشرك القارئ ف قراءة بعض هذه النصوص النادرة‪ ،‬والحجوبة‪ ،‬ليتعرف من‬
‫خللا على النوايا والهداف بدون تقليل‪ ،‬أو تويل‪ ،‬بعيدا عن مزايدات الساسة‪،‬‬
‫ومبالغات رجالت العلم ‪.‬‬
‫وأكتب هذه الكلمات نصيحة لمة السلم‪ ،‬وكشفا لناورات الباطنيي‪،‬‬
‫وفضحا لخططاتم ‪.‬‬
‫ول أكتبها ‪ -‬يعلم ال ‪ -‬إرضاء لزعيم‪ ،‬أو تزلفا لفئة‪ ،‬أو ماملة لوضع قائم ‪.‬‬
‫وإذا كان التوقف عن عبادة من العبادات خوف الرياء ل يوز ؛ فإن‬
‫السكوت عن قول كلمة الق خوف أن يقال بأنا إنا تري مع ركب السلطي ف‬
‫بلد ما هو سكوت عن كلمة الق‪ ،‬والساكت عن الق شيطان أخرس ‪.‬‬
‫وإذا كانت بروتوكولت حكماء صهيون قد كشفت بواسطة امرأة فرنسية‬
‫كما هو معلوم من قصتها‪ ،‬فإن كشف مططات الروافض ل يكن له ذات السبب أو‬

‫‪-2-‬‬
‫ما يشابه؛ بل إن الذي كشفه رجال الطائفة نفسها لنم كما تقول أخبارهم ‪:‬‬
‫مبتلون بالنـزف وقلة الكتمان (‪.)1‬‬
‫هذا على الرغم من أن نصوصهم تقول لم ‪:‬‬
‫" إنكم على دين من كتمه أعزه ال‪ ،‬ومن أذاعه أذلة ال " (‪.)2‬‬
‫" اتقوا ال ف دينكم فاحجبوه بالتقية‪ ،‬فإنه اليان لن ل تقية له " (‪.)3‬‬
‫" إن تسعة أعشار الدين ف التقية ول دين لن ل تقية له " (‪.)4‬‬
‫لكنهم خالفوا هذه الوصايا وأذاعوا ‪ ،...‬وقد يكون هذا من نعم ال على‬
‫السلمي ليعرفوا القيقة الت حجبتها غيوم من التقية‪ ،‬وسحب من الكتمان‪ ،‬مُددا‬
‫طويلة ‪.‬‬
‫ووسائل الرافضة لتنفيذ مططاتم متنوعة‪ ،‬حت قال عنها البي بذهبهم‬
‫والعارف بالم عبد العزيز شاه ول ال الدهلوي بأنا‪ " :‬كثية جدا ل تدري اليهود‬
‫بعشرها " (‪.)5‬‬
‫ولكن سأخصص هذه الدراسة لبوتوكولتم حول الرمي لتزايد فتنتهم‬
‫واستعلن شرهم حول الديار القدسة ف هذه اليام‪ ،‬على أن سأحاول إن شاء ال‬
‫أن أقوم بدراسة شاملة وعرض عام للخطط والبوتوكولت عندهم ف مبحث‬
‫لحق‪ .‬كما أن هذه الدراسة ل تعن الستيعاب الكامل لكل خططهم حول الرمي‪،‬‬
‫ولكنها عرض لهم الطط وأخطرها ما هو جديد على الناس ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() أصول الكاف (‪. )1/401‬‬
‫‪2‬‬
‫() الصدر السابق (‪. )2/222‬‬
‫‪3‬‬
‫() الصدر السابق (‪. )2/218‬‬
‫‪4‬‬
‫() الصدر السابق (‪. )2/218‬‬
‫‪5‬‬
‫() متصر التحفة ص(‪. )25‬‬

‫‪-3-‬‬
‫وما أعرضه هنا مأخوذ من وثائقهم ومصادرهم العتمدة عندهم باعترافهم‬
‫فهذه النصوص إما مأخوذة من كتبهم الربعة الت هي عمدة الذهب وعليها العول‬
‫وهي ‪ :‬الكاف‪ ،‬والتهذيب‪ ،‬والستبصار‪ ،‬ومن ل يضره الفقيه ‪.‬‬
‫قال شيخهم العاصر ممد صادق الصدر ‪ " :‬إن الشيعة ممعة على اعتبار‬
‫الكتب الربعة قائلة بصحة كل ما فيها من روايات " (‪ .)1‬وكتبهم الربعة التأخرة‬
‫وهي‪ :‬الواف‪ ،‬وبار النوار‪ ،‬والوسائل‪ ،‬ومستدرك الوسائل ‪.‬‬
‫قال عالهم العاصر ممد صال الائري ‪ " :‬وأما صحاح المامية فهي ثانية ‪:‬‬
‫أربعة منها للمحمدين الثلثة الوائل‪ ،‬وثلثة بعدها للمحمدين الثلثة الواخر‪،‬‬
‫وثامنها لسي العاصر النووي " (‪.)2‬‬
‫فهم يعدون هذه الثمانية صحاحهم العتمدة‪ ،‬أو ما هو ف منـزلة الكتب‬
‫الربعة التقدمة ‪ ،‬حيث إن لم كتبا كثية جدا قالوا ‪ :‬إنا ل تقل عن الكتب الربعة‬
‫التقدمة ف العتماد والعتبار ؛ كما بي ذلك الجلسي ف باره (‪ ،)3‬وكما ترى‬
‫ذلك أيضا ف مقدمات تلك الكتب بأقلم شيوخهم العاصرين ‪.‬‬
‫والخلصة ‪ :‬أنن ل أنقل إل ما يعتمدونه من كتبهم‪ ،‬فالسلم مأمور بالتزام‬
‫منَّك ُـم‬ ‫العدل حت مع طوائف الك فر‪ ،‬وإن وجد ف نف سه ما وجد ‪ { :‬وَل ي َ ْ‬
‫جر َ‬
‫ن قوم ٍ على أن ل تَعدِلوا اعدِلوا هو أقرب للتقوى } (‪.)4‬‬ ‫َ‬
‫شنَآ ُ‬
‫كما أن هذا ما يتفق مع النهج العلمي‪ ،‬ووجوب أداء المانة على وجهها ‪.‬‬
‫هذا وستجد أنن ف عرضي للبوتوكولت قد ل أطيل ف التعقيب والتحليل‪،‬‬
‫وقد أترك البوتوكول يتحدث بنفسه لصراحته ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() الشيعة ص(‪. )127‬‬
‫‪2‬‬
‫() منهاج عملي للتقريب (مقال للحائري ف كتاب الوحدة السلمية) ص(‪. )233‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬بار النوار‪ ،‬ج(‪ ،)1‬ص(‪ )26‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() سورة الائدة‪ ،‬الية‪. )8( :‬‬

‫‪-4-‬‬
‫وما كان ل أن أنشر هذه الوثائق إل بعد أن تفاقم كيد روافض عصرنا ضد‬
‫بيت ال الطهر‪ ،‬وحجاجه‪ ،‬وخفي على كثي من السلمي أن أعمالم وجرائمهم إنا‬
‫تصدر عن اعتقاد كما بينته أصولم ؛ ومصادرهم‪ ،‬وشواهد التاريخ وحقائق الواقع‪،‬‬
‫ولكن أكثر الناس ل يقرءون‪ ،‬وبعدما خرج مذهبهم الديد ف ولية الفقيه‪ ،‬والذي‬
‫ل يعرفه أسلفهم القدماء (‪.)1‬‬
‫هذا ولن ب عض هذه البوتوكولت مبن ية على مبدأ غي بة إمام الث ن عشر ية‪،‬‬
‫وم سألة النيا بة ع نه‪ ،‬أو ما ي سمى بول ية الفق يه‪ ،‬ولن كثيا من الناس ي هل م سألة‬
‫الغي بة وقض ية النيا بة‪ ،‬فإن ن سأقدم تهيدا موجزا أعرف القارئ مبدأ الغي بة عند هم‪،‬‬
‫ومسألة النيابة عن الغائب لدى الروافض الوائل‪ ،‬وعند العاصرين‪ ،‬وقد حاولت أن‬
‫ل أتوسع ف العرض لئل يطول حجب القارئ عن الوضوع الساسي ‪.‬‬
‫وأ سأل ال سبحانه أن يب صر ال سلمي بقي قة أعدائ هم‪ ،‬ويرد ك يد الباطني ي‬
‫والزنادقة والنافقي ف نورهم‪ ،‬ويعز السلم وينصر السلمي ‪.‬‬
‫وصلى ال على نبينا ممد وآله وصحبه أجعي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() تسمى الشيعة بالثن عشرية ‪ :‬لقولا باثن عشر إماما ( ل يوز أن يتول اللفة على السلمي‬
‫سواهم‪ ،‬وأخرهم ل وجود له‪ ،‬ول ظهور‪ ،‬ولكن يتول عنه نواب مصصون؛ ث عممت النيابة عنه‬
‫لميع شيوخ الشيعة على اختلف بي التأخرين منهم ف قدر النيابة كما سيأت ‪.‬‬
‫كما تلقب بالرافضة لرفضها إمامة أب بكر وعمر‪ ،‬أو لرفضها زيد بن علي لا ترضى عن الشيخي‬
‫كما تسمى بالعفرية لنتسابا إل جعفر بن ممد الصادق ‪ .‬ويرى جع من الباحثي أن لفظ الشيعة‬
‫إذا أطلق اليوم ل ين صرف إل إلي هم‪ ،‬ولذا فإ نك ستجد ف هذه الر سالة استخدام هذه الصطلحات‬
‫للتعبي عن حقيقة واحدة‪ ،‬وإن كان ف القيقة من يذهب هذا الذهب ل يت للشيعة بصلة فهم‬
‫روافض ومدعو التشيع‪ ،‬ولكن نستخدم هذا الصطلح لشتهارهم به اليوم ‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫سلسلة كتاب الفوائد‬
‫شبكة الفوائد السلمية‬
‫‪WWW . FWAED . NET‬‬

‫‪-6-‬‬
‫تمهيد ‪ :‬الغيبة والمهدية‬
‫يعتقد الروافض أن إمامه ـم ال سن العسكـري التوف سنة ( ‪2 6 0‬هـ)‬
‫ل يت عقيما كما يقول التاريخ ؛ بل له ولد‪ ،‬اختفى إثر ولدته ‪ ...‬ومنذ ذلك‬
‫الي إل يومنا هذا وهم ينتظرون ظهوره‪ ،‬أي منذ أكثر من أحد عشر قرنا ‪.‬‬
‫وهذه العقيدة ل تزال موجودة ف أذهان الروافض إل اليوم رغم تقدم العلم‪ ،‬وتطور‬
‫وسائل العرفة حت أن آيتهم ممد باقر الصدر (‪ )1‬يقول‪ " :‬كل ما ف المر أنه عليه السلم‬
‫يعيش بشخصية ثانوية متكونة من اسم مستعار‪ ،‬وعمل معي‪ ،‬وأسلوب ف الياة غي ملفت‬
‫للنظر‪ ،‬ول يت إل المامة والقيادة بصلة " (‪ .)2‬أي‪ :‬أنه يعيش بي الناس باسم مزور‪ ،‬وهو‬
‫عندهم الا كم على السلمي‪ ،‬و كل من تول على العال السلمي من خلفاء على امتداد‬
‫التاريخ فهم طواغيت‪ ،‬ومن تابعهم من السلمي فهو ف عداد الشركي‪.‬‬
‫وهذه العقيدة منذ سنة ‪2 6 0‬هـ إل اليوم هي أساس مذهب الروافض‪ ،‬ويهتم‬
‫با آيات الرافضة ومراجعها حت يعدون منكرها أكفر من إبليس (‪.)3‬‬
‫إذ با يستمدون القداسة بي شيعتهم‪ ،‬وبواسطتها يأخذون الموال من اتباعهم‬
‫باسم خس " الغائب " وعن طريقها يدعون الصلة بأهل البيت‪ ،‬وقد اضطروا للقول‬
‫بذه العقيدة البعيدة عن العقول‪ ،‬لنم قد حصروا المامة بأولد السي وبأشخاص‬
‫معيني منهم على اختلف بينهم ف تديد المامة (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() صاحب كتاب " فلسفتنا "‪ ،‬و" اقتصادنا" وفيهما تظهر براعة عقلية‪ ،‬ولكنه حيث يتحدث عن‬
‫عقائدهم تتضاءل عقليته‪ ،‬ويتفي وهج تفكيه ؛ بل يعود كطفل من الطفال ف تعلقه وتيله‬
‫لرافات وأساطي هي عقائد عند قومه ما يدلك على أن التعصب والتحزب يلغي ملكة التفكي ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() تاريخ ما بعد ظهور ص(‪. )272‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر ‪ :‬ابن بابوية‪ ،‬إكمال الدين ص(‪. )13‬‬
‫‪4‬‬
‫() وقد وقعت اختلفات كثية بينهم ف تعيي المام من ذرية السي حت بلغت فرقهم ‪ -‬بنقل‬
‫الرافضة نفسها ‪ -‬ثلثا وسبعي فرقة‪ ،‬مع أنم يزعمون أن ال سبحانه نص على هؤلء الئمة‪،‬‬
‫وأيدهم بالوحي والعجزات‪ ،‬وأنزل عليهم كتبا مقدسة‪...‬ال‪ ،‬ولو كان شيء من ذلك لا وقع‬
‫اختلف بينهم ف تعيي المام ؛ بل ولتغي وجه التاريخ ‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫ولكنهـم فوجئوا فـ سـنة ‪2 6 0‬هــ بوفاة السـن العسـكري ‪ -‬وهـو المام‬
‫الادي عشر عندهم ‪ -‬عقيما فافترقوا ف هذا وتيوا حت بلغت فرق شيعة السن‬
‫أربع عشرة فرقة كما يقول النوبت‪ ،‬أو خس عشرة فرقة‪ ،‬كما يقول القمي‪ ،‬وها‬
‫من الرافضة ومن عايش تلك الحداث إذ ها من شيوخهم ف القرن الثالث ‪.‬‬
‫وساد الشك أوساط الشيعة وغلبت عليهم الية‪ ،‬ذلك أنم قد قالوا لتباعهم‪ :‬إن‬
‫المامة هي أصل الدين وأساسه‪ ،‬حت جاء ف نصوص الكاف أقدس كتاب عندهم ف‬
‫الديث والرواية ‪ :‬أنا أعظم أركان السلم (‪ .)1‬وأنا أهم من النبوة (‪ ....)2‬وأن الرض‬
‫ل تلو من إمام لظة واحدة‪ ،‬ولو بقيت الرض بغي إمام لساخت (‪.)3‬‬
‫"ولو أن المام رفع من الرض ساعة لاجت بأهلها‪ ،‬كما يوج البحر بأهله"(‪)4‬؛‬
‫بل قالوا‪ " :‬إن القرآن ل يكون حجة إل بقيّم " (‪ ،)5‬وهو المام ‪ .‬والجاع ل حجة فيه‪،‬‬
‫وإنا الجة ف قول المام (‪ ،)6‬والوحي ل يتوقف بوفاة الرسول كما أجع السلمون ؛‬
‫بل ا ستمر ؛ لن قول المام ‪ -‬بزعم هم ‪ -‬كقول ال‪ ،‬ح ت قال شيخ هم الازندرا ن ‪:‬‬
‫"يوز لن روى حديثا عن المام أن يقول فيه قال ال " (‪.)7‬‬
‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬أصول الكاف ج(‪ ،)2‬ص(‪. )18‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬أصول الكاف (‪ ،)1/175‬وبذا العن قال شيخهم نعمة ال الزائري ‪ " :‬والمامة العامة‬
‫الت هي فوق درجة النبوة والرسالة " (زهرة الربيع ص ‪. )12‬‬
‫وقال هادي الطهران أحد مراجعهم وآياتم ف هذا العصر‪" :‬المامة أجل من النبوة"‪ ،‬ودائع النبـوة ‪ ،‬ص‬
‫( ‪ . )114‬ولو كان المر كما يقولون لبينه ال ف كتابه غاية البيان‪ ،‬ولبلغه الرسول البلغ البي‪ ،‬ولنقلته‬
‫المة أجع‪ ،‬وأجع عليه السلمون‪ ،‬ولكن هذه الدعاوى من كيد أعداء هذه المة ضد اللفة السلمية ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() أصول الكاف (‪. )1/179‬‬
‫‪4‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدر السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫() أصول الكاف (‪ ،)1/188‬وانظر ‪ :‬رجال الكشى ص (‪ ،)420‬علل الشرائع ص (‪،)192‬‬
‫الحاسن ص(‪ ،)268‬وسائل الشيعة (‪. )18/141‬‬
‫‪6‬‬
‫() انظر ‪ :‬تذيب الوصول إل علم الصول لبن الطهر ص( ‪ ،)70‬أوائل القالت للمفيد ص( ‪-99‬‬
‫‪ )100‬وراجع كتب الصول عندهم عامة ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫() شرح جامع ( على الكاف ) للمازندران (‪. )2/272‬‬

‫‪-8-‬‬
‫وكل هذه الدعاوي وغيها كثي تشتمل عليها عقيدتم ف الئمة ؛ ث فجأة‬
‫ي سقط هذا ال ساس‪ ،‬وتتهاوى م عه مزا عم الراف ضة‪ ،‬وينك شف ال مر أمام التباع‪،‬‬
‫وتتضـح القيقـة لكـل ذي عينيـ بوفاة المام بل عقـب‪ ،‬حتـ قالت كتـب الفرق‬
‫عندهم بأنه مات ‪ " :‬ول ير له خلف‪ ،‬ول يعرف له ولد ظاهر‪ ،‬فاقتسم ما ظهر من‬
‫مياثـه أخوه جعفـر وأمـه " (‪ .)1‬فبدأت التنظيمات السـرية تعمـل لتفادي هذا الطـر‬
‫الحدق قبل أن ينفرط سلك التباع‪ ،‬ويوت الذهب ‪.‬‬
‫وتكي كتب الفرق عندهم تباين اتاهاتم ف الروج من هذا الأزق فمنهم‬
‫مـن قال‪ " :‬إن السـن بـن علي حـي ل يتـ‪ ،‬وإناـ غاب وهـو القائم‪ ،‬ول يوز أن‬
‫يوت ول ولد له ظاهر لن الرض ل تلو من إمام " (‪.)2‬‬
‫وذه بت فر قة أخرى إل العتراف بو ته‪ ،‬ولكن ها قالت‪ :‬بأ نه حي ب عد مو ته‬
‫وهو غائب الن وسيظهر (‪ .)3‬بينما فرق أخرى حاولت أن تنقل المامة من السن‬
‫إل أخيه جعفر‪ ،‬وأخرى أبطلت إمامة السن بوته عقيما (‪.)4‬‬
‫وطائفة أخرى ‪ " :‬وهم السلمون بالشيعة اليوم " زعموا بأن للحسن العسكري‬
‫ولدا ‪ " :‬وكان قد أخ فى ‪ -‬أي ال سن ‪ -‬مولده‪ ،‬و ستر أمره‪ ،‬ل صعوبة الو قت‪ ،‬وشدة‬
‫طلب السلطان له ‪ ...‬فلم يظهر ولده ف حياته‪ ،‬ول عرفه المهور بعد وفاته " (‪.)5‬‬
‫وهذا الولد الزعوم والذي يقول التاريـخ بأنـه ل حقيقـة له‪ ،‬هـو الذي يزعـم‬
‫آيات الشيعة أنم نوابه ‪ -‬كما سيأت ‪ -‬وبواسطته تلصوا من أهل البيت فأصبحوا‬
‫يتبعون معدوما ل وجود له ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() القالت والفرق ص(‪ ،)102‬فرق الشيعة ص(‪. )96‬‬
‫‪2‬‬
‫() القالت والفرق ص(‪ ،)106‬فرق الشيعة ص(‪.)96‬‬
‫‪3‬‬
‫() القالت والفرق ص(‪ ،)107‬فرق الشيعة ص(‪.)97‬‬
‫‪4‬‬
‫() القالت والفرق ص(‪ ،)109‬فرق الشيعة ص(‪.)101-100‬‬
‫‪5‬‬
‫() الرشاد للمفيد ص(‪. )389‬‬

‫‪-9-‬‬
‫عقيدة الغيبة عند فرق الروافض ‪:‬‬
‫وفكرة اليان بإمام خفـي‪ ،‬أو غائب تكاد توجـد لدى معظـم فرق الروافـض‬
‫الت وجدت ف التاريخ السلمي (‪.)1‬‬
‫فتذهب هذه الفرق بعد موت من تدعي المامة فيه من أهل البيت إل إنكار‬
‫مو ته‪ ،‬والقول بلوده‪ ،‬واختفائه عن الناس‪ ،‬وعود ته إل الظهور ف ال ستقبل‪ ،‬مهديا‬
‫يل الرض عدلً كما ملئت ظلما وجورا ‪.‬‬
‫ول تتلف هذه الفرق إل ف تديد المام الذي تدعي له العودة‪ ،‬كما تتلف‬
‫ف تديد الئمة وأعيانم‪ ،‬الذين يعتب المام الغائب واحدا منهم ‪.‬‬
‫وي عد ا بن سبأ اليهودي أول من أد خل هذه العقيدة علي هم‪ ،‬ولذا فإن الق مي‬
‫والنوب ت ‪ -‬وه ا من شيوخ هم ف القرن الثالث ‪ -‬والشهر ستان قالوا‪ :‬بأن ال سبئية‬
‫أول فرقة قالت بالوقف على علي (‪ )2‬وغيبته (‪.)3‬‬
‫ث انتقلت هذه الفكرة من السبئية إل الكيسانية (‪ )4‬حيث قالت لا مات ممد‬
‫بن النفية ‪ ( :‬أحد أبناء أمي الؤمني علي ) وكانت تدعي أنه إمامها قالت‪ " :‬إنه‬
‫حي ل يت‪ ،‬وهو ف جبل رضوى بي مكة والدينة عن يينه أسد‪ ،‬وعن يساره نر‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫() ولذلك سبب كشفته لنا وثائق الرافضة اليوم سيأت ذكره بعد هذا البحث ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() أي‪ :‬ل تسق المامة لن بعده ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬القالت والفرق للقمي ص(‪ ،)20-19‬فرق الشيعة للنويت ص(‪ ،)22‬اللل والنحل‬
‫للشهرستان (‪. )1/174‬‬
‫‪4‬‬
‫() وهي من فرق الروافض تقول‪ :‬بإمامة ممد بن النفية‪ ،‬وسيت كيسانة نسبة للمختار ابن أب‬
‫عبيد الثقفي لنه لقبه كيسان‪ ،‬وكذلك تسمى بالختارية‪ ،‬والكيسانية فرق بلغت عند الشعري‬
‫إحدى عشرة فرقة‪ ،‬وقد ادعى الختار نزول الوحي عليه‪ ،‬وقال‪ :‬بالبداء وضللت أخرى ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬عن الكيسانية‪ :‬مقالت السلميي (‪ ،)1/91‬الفرق بي الفرق ص(‪ ،)53-39 ،23‬مسائل‬
‫المامة للناشئ الكب ص(‪ )25‬وما بعدها‪ ،‬القالت والفرق ص(‪. )22-21‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫موكلن به يفظا نه إل أوان خرو جه وقيا مه‪ ،‬و قد تغ ن شعراؤ هم بذلك ح ت قال‬
‫شاعرهم ( كثي عزة ) ‪:‬‬
‫ولة القيي أربعيية سييواء‬ ‫يش‬
‫ين قريي‬
‫ية مي‬
‫أل إن الئمي‬
‫هيم السيباط لييس بمي خفاء‬ ‫يه‬
‫ين بنيي‬
‫ية مي‬
‫علي يّ والثلثي‬
‫وسيييبط غيبتيييه كربلء‬ ‫فسييبط سييبط إيان وبرّ‬
‫يقود اليييل يقدمهييا اللواء‬ ‫وسيبط ل يذوق الوت حتي‬
‫(‪)1‬‬
‫برضوى عنده عسييل وماء‬ ‫تغييب ل يرى عنيا زمانييا‬

‫و قد حددت الكي سانية مدة غي بة ا بن النف ية ب سبعي عاما‪ ،‬وأ نه سيظل هذه‬
‫الدة ب بل رضوى ؛ ث يظ هر فيق يم ل م اللك ويق تل ل م البابرة من ب ن أم ية (‪،)2‬‬
‫ولكن مضت السبعون سنة‪ ،‬ول تتحقق هذه العودة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬مسائل المامة ص ( ‪ ،)26‬مقالت السلميي ( ‪ ،)93-1/92‬الفرق بي الفرق ص ( ‪،)41‬‬
‫وقـد أوردت كتب القالت أيضا أشعارا ف هذا العن لشعراء آخرين‪ .‬انظر‪ :‬مسائل المامـة ص ( ‪26‬‬
‫‪.)29-‬‬
‫وقد نظم البغداي بعض البيات ف الرد عليها ‪ .‬انظر ‪ :‬الفرق بي الفرق ص(‪. )43-41‬‬
‫‪2‬‬
‫() مسائل المامة ص(‪. )27‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫فاخترعوا عقيدة البداء (‪ )1‬للتخلص من هذه العضلة وما ماثلها‪ ،‬وحاول بعض‬
‫شعرائهم توطي أصحابه‪ ،‬وتسكي ثائرتم‪ ،‬وأن يرضوا بالنتظار‪ ،‬ولو غاب مهديهم‬
‫عمر نوح ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬فقال ‪:‬‬
‫منييا النفوس بأنييه سيييؤوب‬ ‫لو غاب عنيا عمير نوح أيقنيت‬
‫(‪)2‬‬
‫قيد كان يأميل يوسيف يعقوب‬ ‫إنييي لرجوه وآمله كميييا‬
‫ث شاعت دعوى الغيبة بي فرق الروافض‪ ،‬فكل فرقة إذا مات إمامها أنكرت‬
‫مو ته‪ ،‬وزع مت أ نه غائب و سيعود‪ ،‬وتنفرد الث نا عشر ية عن هم بأن ا زع مت وجود‬
‫ولد ل يولد أ صلً‪ ،‬وقالت‪ :‬إ نه غاب و هو رض يع و سيعود‪ ،‬ووراء هذه الدعاوي ف‬
‫الغيبة سر كشفته الثنا عشرية نفسها فاستمع إليه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() وهي عقيدة حاولوا أن ينسبوا الهل فيها إل علم الغيوب ل إل أئمتهم تعال ال عما يقول الظالون‬
‫علوا كبيا‪ ،‬لنم كما يقول أحد رجال الشيعة ‪ :‬قد جعلوا لئمتهم صفة الخبار بالغيبات فإذا أخبوا عن‬
‫الئمة بشيء من الغيب فجاء ذلك الشيء على ما قالوه افتخروا‪ ،‬وقالوا‪ :‬أل نعلمكم أن هذا يكون فنحن‬
‫نعلم من قبل ال‪ ،‬وإن ل يقع ذلك الشيء الذي أخبوا بوقوعه قالوا‪ :‬لشيعتهم بدأ ال ف ذلك ‪.‬‬
‫والبداء ف الصل عقيدة يهودية ضالة ؛ ث قالت بالبداء فرق السبئية الدعية للتشيع‪ ،‬والنتسبة لبن‬
‫سبأ اليهودي‪ ،‬ففرق السبأية كلهم يقولون بالبداء ؛ ث أخذ بفكرة البداء الختار بن أب عبيدة الثقفي‬
‫لنه كان يدعي علم الغيب فكان إذا حدث خلف ما أخب به قال‪ :‬قد بدأ لربكم ‪.‬‬
‫والبداء ف اللغة العربية ‪ -‬كما جاء ف القاموس ‪ -‬يرد بعنيي ‪ :‬الظهور والنكشاف‪ ،‬ونشأة الرأي‬
‫الديد‪ ،‬وكلها يستلزم سبق الهل بالمر‪ ،‬ويتنـزه ال جل عله عن ذلك ‪.‬‬
‫وعقيدة البداء ورثتها الثنا عشرية عن السبئية اليهودية‪ ،‬انظر‪ :‬نصوص البداء عند يهود ف الفصل‬
‫السادس من تكوين التوراة ص(‪ ،)12‬وانظر‪ :‬ف مسألة البداء عند فرق الرافضة القالت والفرق‬
‫للقمي ص(‪ ،)78‬وفرق الشيعة للنوبت ص(‪ ،)55‬أصول الكاف‪ ،‬باب البداء (‪ ،)1/146‬بار‬
‫النوار (‪ ،)129-24/92‬وانظر‪ :‬ف نقد هذه العقيدة الباطلة‪ :‬الوشيعة ص(‪ ،)118-112‬متصر‬
‫التحفة النثى عشرية ص(‪. )315‬‬
‫‪2‬‬
‫() مسائل المامة ص(‪. )29‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫أسباب دعاوي الغيبة ‪:‬‬
‫من خلل الصومة والنـزاع بي فرق الروافض حيث كل طائفة تنادي بإمام‬
‫لاـ أو مهدي‪ ،‬وتكذب الخرى‪ ،‬تسـربت القيقـة‪ ،‬اسـتمع ‪ -‬مثلً ‪ -‬إل مـا ترويـه‬
‫طائفة الثنا عشرية من الرافضة ف تكذيبها طائفة أخرى من الرافضة أيضا‪ ،‬وقفت‬
‫على موسى الكاظم وأنكرت موته‪ ،‬وادعت أنه غاب وسيجع‪ ،‬وخالفت من ذهب‬
‫إل القول بإمامـة ابنـه مـن بعده فقالت‪ :‬الثنـا عشريـة " مات أبـو إبراهيـم (موسـى‬
‫الكاظـم) وليـس مـن قوامـه (‪ )1‬إل وعنده الال الكثيـ‪ ،‬وكان ذلك سـبب وقفهـم‬
‫وجحد هم مو ته‪ ،‬طمعا ف الموال‪ ،‬كان ع ند زياد بن مروان القندي سبعون ألف‬
‫دينار‪ ،‬وع ند علي بن أ ب حزة ثلثون ألف دينار ‪ .)2( " ...‬وجاءت عند هم روايات‬
‫كثية ف هذا العن تكشف ما خفي (‪.)3‬‬
‫إذن وراء دعوى غي بة المام وانتظار رجع ته الرغ بة ف ال ستئثار بالموال ‪...‬‬
‫فإذا ما توف الرجل الذي يدعون إمامته أنكروا موته لتحقيق أمرين ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬لتبقى الموال الت اكتسبوها باسه ف أيديهم ول يسلموها لن بعده‬


‫من ذريته ‪.‬‬

‫الثان ‪ :‬ليستمر دفع الموال إليهم باسم خس المام الغائب ‪.‬‬


‫وهكذا تستمر عمليات النهب والسلب‪ ،‬والضحية هم هؤلء السذج الغفلون‬
‫الذي يدفعون أموالم إل أولئك الخادعي الذين زعموا بأنم نواب المام الغائب ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() نوابه ووكلؤه وهم الذين يأكلون أموال الناس باسم خس المام وحق المام وقد انتشروا ف‬
‫العال السلمي ف ذلك الزمان ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() الغيبة للطوسي ص(‪ ،)43-42‬المامة لبن بابوية ص(‪ ،)75‬وانظر‪ :‬علل الشرائع لبن بابوية‬
‫الصدوق (‪ ،)1/235‬رجال الكشي ص(‪ ،)498-493‬بار النوار (‪. )48/253‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬ذلك ف الغيبة للطوسي ص(‪ )43‬وما بعدها‪ ،‬ورجال الكشي‪ ،‬الروايات رقم (‪،759‬‬
‫‪. )893 ،888 ،871‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫و قد ا ستمرت فرق الراف ضة هذه الغني مة الباردة فل يوت إمام ح ت ت سارع‬
‫طائفة منهم إل إنكار موته‪ ،‬وإعلن غيبته‪ ،‬ودعوى النيابة عنه‪ ،‬والتبشي بعودته من‬
‫قريب مهديا يل الرض عدلً‪ ،‬ويدفع إليهم القناطي القنطرة من الذهب والفضة ‪.‬‬
‫وإل اليوم يتم سك شيوخ الروا فض ومراجع هم بعقيدة الغي بة لي ظل هذا الال‬
‫يتدفق عليهم من كل حدث وصوب فيأخذونه باسم النيابة عن المام الغائد حيث‬
‫فرضوا على التباع المـس للمام‪ ،‬ويأخذه هؤلء اليات بل تعـب‪ ،‬لنمـ يقولون‬
‫يب دفع المس للفقيه زمن الغيبة (‪ .)1‬ومن ل يدفع فهو ف عداد الكافرين ‪.‬‬
‫يقول شيوخ هم ومراجع هم ‪ " :‬من م نع م نه درها أو أ قل كان مندرجا ف‬
‫الظالي لم ( أي لهل البيت ) والغاصبي لقهم ؛ بل من كان مستحلً لذلك كان‬
‫من الكافرين " (‪.)2‬‬

‫ولذا قال د‪ .‬علي السالوس ف السخرية بذا البدأ ‪:‬‬


‫إن مسلمي اليوم إن أرادوا أل يكم عليهم العفرية بالكفر فعليهم أن يمعوا‬
‫خس مكاسبهم ورؤوس أموالم‪ ،‬ويبعثوا با إل علماء العفرية (‪.)3‬‬
‫ويقول ‪ " :‬من واقع العفرية ف هذه اليام ند أن من أراد أن يج يقوم كل‬
‫متلكا ته جيعا ؛ ث يد فع خ س قيمت ها إل الفقهاء الذ ين أفتوا بوجوب هذا ال مس‪،‬‬
‫وعدم قبول حج من ل يدفع‪ ،‬واستحل هؤلء الفقهاء أموال الناس بالباطل " (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬النور الساطع‪ ،‬لشيخهم العاصر علي كاشف الغطا (‪. )1/439‬‬
‫‪2‬‬
‫() العروة الوثقى‪ ،‬لليزدي وبامشها تعليقات مراجعهم ف هذا العصر‪ ،‬ج(‪ ،)2‬ص(‪. )366‬‬
‫‪3‬‬
‫() أثر المامة ف الفقه العفري ص(‪. )394‬‬
‫‪4‬‬
‫() أثر المامة ص(‪. )391‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫قلت‪ :‬ولعـل هذا هـو أحـد العوامـل فـ حرص حكومـة اليات على زيادة‬
‫حصتهم من عدد الجاج ف كل عام‪ ،‬مع أن مسألة المس الذي يقول به هؤلء ل‬
‫يعرفها دين السلم ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ " :‬وأما ما تقوله الرافضة من أن خس مكاسب‬
‫ال سلمي يؤ خذ من هم‪ ،‬وي صرف إل من يرو نه هو نائب المام الع صوم أو إل غيه‬
‫فهذا قول ل يقله قط أ حد من ال صحابة ل على ول غيه‪ ،‬ول أ حد من التابع ي ل م‬
‫بإحسان‪ ،‬ول أحد من القرابة ل بن هاشم ول غيهم ‪.‬‬
‫وكذلك من العلوم بالضرورة أن النب ل يمس أموال السلمي ول طالب‬
‫أحدا قط من السلمي بمس ماله (‪.)1‬‬
‫وهذه الموال الت يأخذها اليات باسم حق المام الغائب تتدفق اليوم عليهم‬
‫كالسيل من كل قطر‪ ،‬وهي من أكب العوامل على بقاء خرافة الغيبة إل اليوم‪ ،‬وإليها‬
‫يعزي حاس الروا فض ف الدفاع عن مذهب هم لن م يرون في من ي س الذ هب أ نه‬
‫ياول قطع أرزاقهم ؛ بل لعل هذا من أسباب بقاء اللف وتوسيع نطاقه مع سائر‬
‫السـلمي‪ ،‬ولذا قال د‪ .‬السـالوس‪ " :‬واعتقـد أنـه لول هذه الموال لاـ ظـل اللف‬
‫قائما بي العفرية وسائر المة السلمية إل هذا الد فكثي من فقهائهم يرصون‬
‫على إذكاء هذا اللف حرصهم على هذه الموال " (‪.)2‬‬
‫هذا وثة أسباب أخرى لنشوء فكرة الغيبة عندهم منها تطلع الرافضة إل قيام‬
‫كيان سياسي ل م‪ ،‬م ستقل عن دولة ال سلم وهذا ما نلم سه ف اهتمام هم ب سألة‬
‫المامة‪ ،‬ولا خابت آمالم‪ ،‬وغلبوا على أمرهم‪ ،‬وانقلبوا صاغرين هربوا من الواقع إل‬
‫المال والحلم كمهرب نفسـي ينقذون بـه أنفسـهم مـن الحباط‪ ،‬وشيعتهـم مـن‬

‫‪1‬‬
‫() منهاج السنة (‪. )3/154‬‬
‫‪2‬‬
‫() أثر المامة ص(‪. )408‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫اليأس‪ ،‬فأخذوا يبثون المـل ويبعثون الرجاء فـ نفوس أصـحابم وينونمـ بأن المـر‬
‫سيكون ف النهاية لم ‪.‬‬
‫ومنها أن التشيع كان مأوى قلوب أصحاب النحل والهواء‪ ،‬لنم يدون من‬
‫خلله الو الناسب لتحقيق أهدافهم والعودة أي معتقداتم فانضم إل ركب التشيع‬
‫أ صناف من أ صحاب الن حل‪ ،‬والتاهات الغال ية وكان هذا الل يط يش طح بالشي عة‬
‫نو معتقداته الوروثة ‪.‬‬
‫ولذا ند مسألة الغيبة لا جذورها ف بعض الديانات والنحل ما ل يستبعد‬
‫معـه أن لتباع تلك الديانات دورا فـ تأسـيس هذه الفكرة فـ أذهان الشيعـة‬
‫كالجوسـية مثلً‪ ،‬فالجوس تدعـي أن لمـ منتظرا حيا باقيا مـن ولد بشتاسـف بـن‬
‫براسف يقال له إبشاوثن وأنه ف حصن عظيم من (‪ )1‬خرسان والصي (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() لعلها ( بي ) ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() تثبيت دلئل النبوة (‪. )1/19‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫النيابة عن المنتظر ‪:‬‬
‫أرسـيت دعائم فكرة الغيبـة لولد السـن العسـكري‪ ،‬وكان لبـد مـن وجود‬
‫وكيل مفوض يتول شؤون التباع ف أثناء فترة الحتجاب‪ ،‬ويكون الواسطة والباب‬
‫للغــائب فـ السـرداب ‪ ،‬أو فـ جبال رضوى ‪ ،‬أو وديان مكـة ‪ -‬على اختلف‬
‫أخبار هم ‪ -‬فكان أول زع يم يتول شؤون الشي عة ‪ -‬ك ما كشفت ذلك أوراق الث نا‬
‫عشر ية ‪ -‬هي امرأة ( و ما أفلح قوم ولوا أمر هم امرأة ك ما قال ال نب (‪ ،)1‬إذ ب عد‬
‫وفاة السن العسكري‪ ،‬وإشاعة وجود الولد الختفي‪ ،‬وبقاء الشيعة بدون إمام ظاهر‪،‬‬
‫بدأ الشي عة يت ساءلون إل من يرجعون‪ ،‬ف في سنة ( ‪26 2‬ه ـ) أي‪ :‬ب عد وفاة ال سن‬
‫العسكري بسنتي‪ ،‬توجه بعض الشيعة (‪ )2‬إل بيت السن العسكري وسأل ‪ -‬كما‬
‫تقول الرواية ‪ -‬خدية بنت ممد ابن علي الرضا عن ولد السن العسكري الزعوم‪،‬‬
‫ف سمته (‪ ،)3‬يقول راوي ال ب ‪ " :‬قلت ل ا فأ ين الولد ؟ قالت ‪ :‬م ستور‪ ،‬فقلت‪ :‬إل‬
‫من تفزع الشيعة ؟ قالت‪ :‬إل الدة أم أب ممد عليه السلم " (‪.)4‬‬
‫ويبدو أن رجال الراف ضة أرادوا أن تب قى النيا بة عن الغائب ف ب يت ال سن‬
‫العسكري‪ ،‬فأشاعوا بي أتباعهم ف بداية المر أن أم السن العسكري هي الوكلية‬
‫النتظرة‪ ،‬ف هي الرئي سة العا مة للم سلمي !! ( بالنيا بة ) ‪ .‬ويظ هر أن هذا " التعي ي "‬
‫كان القصد منه إياد ال و الناسب لنمو هذه الفكرة ب ي التباع لن أم السن هو‬
‫الوصية للحسن بعد وفاته كما تذكر أخبار الشيعة‪ ،‬فكان من الطبيعي أن تتول عن‬
‫ابنـه‪ ،‬إل أن ماربـة بيـ السـن العسـكري لفكرة الولد قد وجـه رجال الشيعـة إل‬
‫‪1‬‬
‫() البخاري ‪ ،‬كتاب الغازي ‪ ،‬باب ‪ :‬كتاب النب إل كسرى وقيصر (‪ ، )5/136‬وكتاب‬
‫الفـت (‪ ،)8/97‬والترمذي‪ ،‬كتاب الفت (‪ ،2262 ،)528-4/527‬والنسائي‪ ،‬باب النهي عن‬
‫استعمال النساء ف الكم (‪ ،)8/227‬وأحد (‪. 51 ،)5/43‬‬
‫‪2‬‬
‫() وهو كما تقول الرواية أحد بن إبراهيم‪ ،‬وانظر‪ :‬رجال حلي ص(‪. )16‬‬
‫‪3‬‬
‫() يلحظ أنم يرمون تسميته حت قالوا من ساه باسه فهو كافر ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() الغيبة للطوسي ص(‪. )138‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫اختيار رجـل مـن خارج أهـل البيـت‪ ،‬ولذا جاء فـ الغيبـة للطوسـي " ولد اللف‬
‫الهدي صلوات ال عليه سنة ست وخسي ومائتي‪ ،‬ووكيله عثمان بن سعيد‪ ،‬فلما‬
‫مات عثمان بن سعيد‪ ،‬أوصى إل أب جعفر ممد بن عثمان‪ ،‬وأوصى أبو جعفر إل‬
‫أ ب الق سام ال سي بن روح‪ ،‬وأو صى أ بو الق سام إل أ ب ال سن علي بن م مد‬
‫السمري ‪.)1( " ...‬‬
‫فهؤلء النواب الربعة لم ما للمام من حق الطاعة‪ ،‬وثقة الرواية‪ ،‬جاء ف الغيبة‬
‫للطو سي‪ :‬أن السن الع سكري قال‪" :‬هذا إمام كم من بعدي (وأشار إل اب نه) وخليف ت‬
‫علي كم أطيعوه ول تتفرقوا من بعدي فتهلكوا ف أديان كم‪ ،‬أل وإن كم ل ترو نه من ب عد‬
‫يوم كم هذا ح ت ي تم له ع مر قاقبلوا من عثمان (الباب الول) ما يقوله‪ :‬وانتهوا إل أمره‬
‫ف هو خلي فة إمام كم وال مر إل يه"(‪ .)2‬ف ما قاله ل كم فع ن بقوله‪ ،‬و ما أدى إلي كم فع ن‬
‫يؤديه(‪.)3‬‬
‫وهكذا أ صبح للباب حق النيا بة عن المام وال مر إل يه‪ ،‬لقوله صفة القدا سة‬
‫والعصمة‪ ،‬لنه ينطق عن المام‪ ،‬ويؤدي عنه‪ ،‬ولذلك فإن من خالف هؤلء البواب‬
‫حلت به اللعنة‪ ،‬واستحق النار ‪ .‬كما جاء ف التواقيع الت خرجت من النتظر ف حق‬
‫من خالف هؤلء البواب (‪.)4‬‬
‫إذن م سألة النيا بة لؤلء الرب عة تول م التشر يع‪ ،‬لن م ينطقون عن الع صوم‪،‬‬
‫وللمعصـوم حـق تصـيص‪ ،‬أو تقييـد‪ ،‬أو نسـخ نصـوص الشريعـة‪ ،‬ولذلك كان‬
‫للتوقيعات الصادرة منهم نفس النـزلة الت لكلم المام ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الغيبة للطوسي ص(‪. )242-241‬‬
‫‪2‬‬
‫() الغيبة للطوسي ص(‪. )217‬‬
‫‪3‬‬
‫() السابق ص(‪. )15‬‬
‫‪4‬‬
‫() انظر‪ :‬الغيبة للطوسي ص(‪. )244‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫وكذلك تول م إ صدار صكوك الغفران أو الرمان‪ ،‬وأ خذ أموال الو قف والزكاة‬
‫والمس باسم المام ‪ ،‬ولكن هذه النيابة انتهت إذ "لـما حضرت السمري الوفاة سئل‬
‫أن يوصي فقال‪ :‬ل أمر هو بالغه‪ ،‬فالغيبة التامة هي الت وقعت بعد السمري " (‪.)1‬‬
‫وقد يكون من أهداف موافقة القواعد الشيعية لغلق السمري للبابية وإشاعة‬
‫ذلك بي التباع هو الحافظة على فكرة غيبة الهدي من افتضاح حقيقتها وانكشاف‬
‫أمرها‪ ،‬حيث كثر الراغبون فيها من شيوخ الشيعة ولسيما ف عهد سلفه أب القاسم‬
‫بن روح‪ ،‬وعظم النـزاع بين هم‪ ،‬ووصل المر إل التلعن والتكفي والتبي‪ ،‬كما‬
‫يل حظ ذلك ف التوقيعات ال ت خرجت على يد البواب من سوبة للمنت ظر (‪ .)2‬فأغلق‬
‫السمري حكاية البابية ‪.‬‬
‫وهنا حصل تطور آخر ف مسألة النيابة‪ ،‬وف الذهب الشيعي عموما‪ ،‬حيث‬
‫جعلت النيابـة حقا مطلقا للشيوخ‪ ،‬فقـد أصـدرت الدوائر الثنـا عشريـة " توقيعا "‬
‫منسـوبا للمنتظـر الوهوم ‪ .‬وخرج بعـد إعلن انتهاء البابيـة على يـد السـمري يقول‬
‫التوقيع ‪ " :‬أما الوقائع الادثة فارجعوا فيها إل رواة حديثنا فإنم حجت عليكم وأنا‬
‫حجة ال " (‪ )3‬فأعلن انقطاع الصلة الباشرة بالهدي وفوض أمر النيابة عن النتظر إل‬
‫رواة حديثهم واضعي أخبارهم ‪.‬‬
‫ولقد حقق هذا " العلن " مموعة من الهداف‪ ،‬فقد أصبحت دعوى البابية‬
‫غي مقصورة على واحد‪ ،‬لئل تنكشف حقيقة أمره بسهولة‪ ،‬وبجرد مراقبة مموعة‬
‫له‪ ،‬ولذلك يلحظ كثرة الشك والتكذيب ف فترات الغيبة الول ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الغيبة للطوسي ص(‪. )242-241‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬الصدر السابق ص(‪ )244‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() الكاف‪-‬مع شرحه مرآة العقول‪ ،)4/55 (-‬إكمال الدين ص( ‪ ،)451‬الغيبة للطوسي ص( ‪،)177‬‬
‫الحتجاج للطبسي ص( ‪ ،)163‬وسائل الشيعة( ‪ ،)18/101‬ممد مكي العاملي‪ ،‬الدرر الطاهرة ص(‬
‫‪.)47‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫كما أن ذلك خفف التنافس على البابية الت كان لا آثارها‪ ،‬فبقيت مشاعة‬
‫بي شيوخ الشيعة‪ ،‬وأطلق على انقطاع البابية الاصة وتولا إل نيابة عامة‪ ،‬الغيبة‬
‫ال كبى‪ ،‬ف صار للمام غيبت نا صغرى و كبى ر غم أن ل م روايات ل تتحدث إل‬
‫عن غيبة واحدة (‪.)1‬‬
‫ولكـن وضعـت روايات تناسـب هذا الوضـع وتتحدث عـن غيبتيـ يقول‬
‫بعضهـا‪ " :‬قال أبـو عبـد ال عليـه السـلم للقائم غيبتان إحداهاـ‪ :‬قصـية‪،‬‬
‫والخرى‪ :‬طويلة‪ ،‬الول ل يعلم بكا نه إل خا صة شيع ته‪ ،‬والخرى ل يعلم إل‬
‫خاصة مواليه ف دينه " (‪.)2‬‬
‫فأنت ترى أن هذه الرواية أثبتت له غيبتي الول يتصل به خاصة شيعته وهذا‬
‫قـد يكون إشارة إل السـفراء الذيـن تناوبوا على دعوى البابيـة‪ ،‬والخرى يتصـل بـه‬
‫خا صة موال يه‪ ،‬و قد أشارت روا ية ف الكا ف إل أن عدد هم ثلثون (‪ ،)3‬فلم ت نف‬
‫رواياته الصلة الباشرة بالنتظر ف الالتي رغم أن السمري حينما حل وظيفة البابية‬
‫أصدر توقيعا على لسان النتظر يقول فيه ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫() جاءت عندهم روايات صنعت ‪ -‬فيما يبدو ‪ -‬ف الفترة الول من موت السن العسكري‬
‫تكي غيبة البن الزعوم للحسن العسكري‪ ،‬يقول بعضها ‪ " :‬إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فل‬
‫تنكروها " أصول الكاف (‪. )1/340‬‬
‫فكأن هذه الروايـة تلقـي بفكرة الغيبـة على التباع بدون تأكيـد لتحسـس ردة الفعـل وتسـب لاـ‬
‫حسابا‪ ،‬وهي تذكر بأن له غيبة واحدة ‪.‬‬
‫وتؤ كد ب عض روايت هم بأ نه ب عد هذه الغي بة سيظهر‪ ،‬جاء ف الكا ف " عن أم ها ن قال‪ :‬سألت أ با‬
‫جعفـر ممـد بـن علي عليهمـا السـلم عـن قول ال تعال ‪ { :‬فل أقسـم بالخنـس * الجوار‬
‫الكنـس } سورة التكو ير‪ ،‬ال ية‪ ،)1 6 -1 5 ( :‬قالت‪ :‬فقال‪ :‬إمام ي نس سنة ستي ومائت ي ث‬
‫يظهر‪ ،‬فما بعد غيبته إل الظهور ‪ .‬أصول الكاف ( ‪ . )1 / 34 1‬فإعلن السمري البابية قد يراد منه‬
‫إشعارهم بقرب الظهور‪ ،‬ولكن مرت اليام والسنون ول يظهر ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪. )113‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬أصول الكاف (‪. )1/340‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫" من اد عى الشاهدة للمنت ظر ف هو كذاب مفتر " (‪ .)1‬وإن شيوخ هم يقولون‪:‬‬
‫بأنه وقعت ف الغيبة الكبى الحرومية العظمى من المام‪ ،‬يقول شيخهم النعمان بعد‬
‫ذكره لخبارهـم ف الغيبتيـ ‪ " :‬هذه الحاديـث التـ يذكـر فيهـا أن للقائم غيبتيـ‬
‫أحاديث قد صحت عندنا " ‪.‬‬
‫فأما الغيبة الول فهي الغيبة الت كانت السفراء فيها بي المام عليه السلم‬
‫وبيـ اللق منصـوبي ظاهريـن موجودي الشخاص والعيان‪ ،‬يرج على أيديهـم‬
‫الشفاء من العلم وعو يص الك مة والجو بة (‪ )2‬عن كل ما كان ي سأل ع نه من‬
‫العضلت والشكلت‪ ،‬و هي الغي بة الق صية ال ت انق ضت أيام ها وت صرمت مدت ا ‪.‬‬
‫والغيبة الثانية ‪ :‬هي الت ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط (‪.)3‬‬
‫ول كن شيوخ الروا فض يدعون ف فترة الغي بة الثا ن النيا بة عن المام النت ظر‬
‫وي ستندون ف ذلك على التوق يع الذي أظهره ال سمري عن منتظر هم‪ ،‬والذي ييل هم‬
‫إل رواة حديثهم ف كل الوادث الواقعة الديدة ‪.‬‬
‫فيلحظ أنه ل يلهم على الكتاب والسنة‪ ،‬وإنا أرجعهم إل الشيوخ‪ ،‬وقد تبوأ‬
‫شيوخ الرفض بذلك منصب النيابة عن الغائب واستمدوا القداسة بي التباع بفضل‬
‫هذه النيابـة عـن المام الذي أضفوا عليـه تلك الصـفات الارقـة‪ ،‬والفضائل الكاملة‪،‬‬
‫ولذلك يطلقون على شيوخ هم الذ ين و صلوا إل من صب " النيا بة عن المام " ا سم‬
‫‪1‬‬
‫() إكمال الدين لبن بابوية (‪ ،)2/193‬الغيبة للطوسي ص(‪. )257‬‬
‫‪2‬‬
‫() هذه الجوبة هي ‪ -‬حسب ما جاء ف كتب الثنا عشرية ‪ -‬من وضع جاهل بالسلم‪ ،‬أو ملحد أراد‬
‫أن ينسب إل دين ال تلك الشذوذات ليصد الناس عن سبيل ال‪ ،‬ففي ها إقرار الشرك بال‪ ،‬ومالفة إجاع‬
‫السلمي ف مسائل كثية‪ ،‬ومناق ضة للعقول ال صرية والفطرة ال سليمة‪ ،‬و مع ذلك هي عند هم من أو ثق‬
‫السنن {فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء } سورة فاطر‪ ،‬الية‪:‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫ان ظر‪ :‬ف هذه الجو بة ك تب الغي بة ع ند الث نا عشر ية‪ ،‬والحتجاج للطب سي ( ‪ )2 / 27 7‬و ما‬
‫بعدها‪ ،‬بار النوار ( ‪ )2 4 6 -5 3 / 1 5 0‬وغيها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪. )115‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫"الراجـع وآيات ال " فهـم مظاهـر المام العصـوم ولذلك يقرر أحـد شيوخهـم‬
‫العاصـرين بأن الراد على النائب عـن المام كالراد على ال تعال‪ ،‬وهـو على حـد‬
‫الشرك بال‪ ،‬وذلك بقتضى عقيدة النيابة ‪ .‬يقول شيخهم الظفر ‪ :‬عقيدتنا ف الجتهد‬
‫الامع للشرائط‪ ،‬أنه نائب للمام ف الفصل ف القضايا والكومة بي الناس‪ ،‬والراد‬
‫عليـه راد على المام‪ ،‬والراد على المام راد على ال تعال‪ ،‬وهـو على حـد الشرك‬
‫كما جاء ف الديث عن صادق آل البيت ‪ -‬عليهم السلم ‪ -‬فليس الجتهد الامع‬
‫للشرائط مرجعا ف الفت يا ف قط ؛ بل له الول ية العا مة في جع إل يه ف ال كم والف صل‬
‫والقضاء‪ ،‬وذلك من متصاته ل يوز لحد أن يتولها دونه إل بإذنه‪ ،‬كما ل يوز إقامة‬
‫الدود والتعزيزات إل بأمره وحكمه ‪ .‬ويرجع إليه ف الموال الت هي من حقوق المام‬
‫ومتصاته ‪.‬‬
‫وهذه الن ـزلة أو الرئا سة العا مة أعطا ها المام عل يه ال سلم للمجت هد الا مع‬
‫للشرائط ليكون نائبا عنه ف حال الغيبة‪ ،‬ولذلك بيسمى ‪ " :‬نائب المام " (‪.)1‬‬
‫فأنت ترى أن شيوخ الرافضة تلوا عن آل البيت رأسا‪ ،‬وتعلقوا بذا العدوم‪،‬‬
‫ووضعوا أنفسهم مكان المام من أهل البيت باسم هذا العدوم‪ ،‬وهذه غنيمة كبية‪،‬‬
‫لذلك ما إن اتفقوا عليها ‪ -‬بعد إخفاق فكرة البابية الباشرة ‪ -‬حت اختفت اللفات‬
‫على منصب البابية‪ ،‬ورجعت فرق شيعية كثية‪ ،‬فدانت بذه الفكرة‪ ،‬لنا تعل من‬
‫كل وا حد من تلك الرموز الشيع ية " إماما " و " مهديا " و " حاكما مطلقا مطاعا‬
‫" و " جابيا للموال " ول يقا سهم ف ذلك أ حد من أ هل الب يت‪ ،‬ول يفضح هم‬
‫ويكشف أوراقهم رجل من أهل البيت ‪.‬‬
‫ويبدو من التوق يع الن سوب للمنت ظر أ نه ي عل لشيوخ الطائ فة حق النيا بة ف‬
‫الفتوى حول ال سائل الديدة إذ هو يقول ‪ " :‬فأ ما ال سائل الواق عة فأرجعوا في ها إل‬
‫روا ية حديث نا " ك ما سلف ‪ ،‬ول يول م النيا بة العا مة‪ ،‬ول كن الشو يخ تو سعوا ف‬
‫‪1‬‬
‫() عقائد المامية ص(‪. )57‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫مفهوم النيابة حت وصلت إل قمة غلوها ف هذا العصر على يد المين وأتباعه كما‬
‫سيأت ‪.‬‬
‫وك ما نل حظ شيئا من هذا ف تقر ير شيخ هم الظ فر لعقيدت م ف هذا الشأن‪،‬‬
‫وكما تراه ف دولتهم الاضرة ‪.‬‬
‫وقد كان لؤلء دعاوي عريضة حول الصلة بالهدي بعد غيبته الكبى‪ ،‬حت‬
‫ألف بعض شيوخهم العاصرين كتابا ف هذا ساه " جنة الأوى فيمن فاز بلقاء الجة‬
‫ومعجزاته ف الغيبة الكبى " (‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫() وهو من تأليف الجوسي اللعي كما يلقبه مب الدين الطيب‪ ،‬ويسمى حسي النووي‬
‫الطبسي (ت ‪132‬هـ) وهو صاحب كتاب " فصل الطاب ف إثبات تريف كتاب رب‬
‫الرباب " الذي يعد العار الكب والفضيحة الكبى على شيعة خين أبد الدهر ‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫مسألة النيابة أو ولية الفقيه ‪:‬‬
‫تعت قد الث نا عشر ية أن الول ية العا مة على ال سلمي منو طة بأشخاص معين ي‬
‫بأسائهم وعددهم‪ ،‬قد اختارهم ال كما يتار أنبياءه (‪. )1‬‬
‫وهؤلء الئ مة أمرهم كأمر ال‪ ،‬وعصمتهم كعصمة رسل ال‪،‬وفضلهم فوق‬
‫فضل أنبياء ال ‪.‬‬
‫ولكن آخر هؤلء الئمة ‪ -‬حسب اعتقادهم ‪ -‬غائب منذ سنة ( ‪26 0‬هـ )‬
‫ولذا فإن الثنا عشرية أن يلي أحد منصبه ف اللفة حت يرج من مبئه‪ ،‬فيقولون ‪:‬‬
‫" كل راية ترفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت " (‪.)2‬‬
‫قال شارح الكاف ‪ :‬وإن كان رافعها يدعو إل الق (‪.)3‬‬
‫وعلى هذا مضى شيعة القرون الاضية ‪ ...‬وقد استطاعوا أن يأخذوا " مرسوما‬
‫إماميا " وتوقيعا من الغائب ‪ -‬على حد زعمهم ‪ -‬يسمح لشيوخهم أن يتولوا بعض‬
‫الصـلحيات الاصـة بـه‪ ،‬ل كـل الصـلحيات وهذا التوقيـع يقول‪ " :‬أمـا الوادث‬
‫الواقعة فارجعوا فيها إل رواة حديثنا " (‪ - )4‬كما مر ‪. -‬‬
‫وواضـح مـن خلل هذا " النـص " أنـه يأمرهـم بالرجوع فـ معرفـة أحكام‬
‫الوادث الواقعة والديدة إل شيوخهم ‪.‬‬
‫ولذا ا ستقر الرأي ع ند الشي عة على أن ول ية فقهائ هم خا صة ب سائل الفتاء‬
‫وأمثالا‪ ،‬كما ينص عليه " توقيع النتظر " أما الولية العامة الت تشمل السياسة وإقامة‬

‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬أصل الشيعة وأصول ص(‪. )58‬‬
‫‪2‬‬
‫() الكاف " مع شرحه للمازندران " (‪. )12/371‬‬
‫‪3‬‬
‫() شرح جامع للمازندران (‪. )12/371‬‬
‫‪4‬‬
‫() الكاف " مع شرحه مرآة العقول " (‪ ،)4/55‬إكمال الدين ص(‪ ،)451‬وسائل الشيعة (‬
‫‪. )18/101‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫الدولة‪ ،‬فهي من خصائص الغائب وهي موقوفة حت يرجع من غيبته‪ ،‬ولذلك عاش‬
‫أتباع هذا الذ هب و هم ينظرون إل خلفاء ال سلمي على أن م غا صبون م ستبدون‪،‬‬
‫ويتحسرون لنم قد استولوا على سلطان إمامهم‪ ،‬ويدعون ال ف كل لظة على أن‬
‫يع جل بفر جه ح ت يق يم دولت هم‪ ،‬ويتعاملون مع الكومات القائ مة بقت ضى عقيدة‬
‫التق ية عند هم‪ ،‬ل كن غي بة ال جة طالت‪ ،‬وتوالت قرون قار بت الث نا عشر ية دون أن‬
‫يظهر‪ ،‬والشيعة مرومون من دولة شرعية حسب اعتقادهم‪ ،‬فبدل فكرة القول بنقل‬
‫وظائف الهدي للفقيه تداعب أفكار التأخرين منهم ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و قد أشار المي ن إل أن شيخ هم النرا قي (‪( )1‬ت ‪12 4 5‬ه ـ)‪ ،‬والنائي ن‬
‫(ت ‪13 5 5‬ه ـ) قد ذه با إل أن للفق يه ج يع ما للمام من الوظائف والعمال ف‬
‫مال الكم والدارة والسياسة (‪.)3‬‬
‫ول يذكر المين أحدا من شيوخهم نادى بذه الفكرة قبل هؤلء ولو وجد‬
‫لذكرة‪ ،‬لنه يبحث عما يبر مذهبه ‪ .‬فإذا ‪ :‬عقيدة عموم ولية الفقيه ل توجد عند‬
‫الثنا عشرية قبل القرن الثالث عشر ‪.‬‬
‫وقد التقط المين هذا اليط الذي وضعه من قبله‪ ،‬وراح ينادي بذه الفكرة‪،‬‬
‫وضرورة إقامة دولة برئاسة نائب المام لتطبيق الذهب الشيعي فهو يقول ‪:‬‬
‫" واليوم ‪ -‬فـعهـد الغيبـة ‪ -‬ل يوجـد نـص على شخـص معيـيديـر شؤون‬
‫الدولة‪ ،‬فما هو الرأي ؟ هل تترك أحكام السلم معطلة ؟ أم نرغب بأنفسنا عن السلم‬
‫؟ أم نقول إن السلم جاء ليحكم الناس قرني من الزمان فحسب ليهملهم بعد ذلك ؟‬
‫أو نقول إن ال سلم قد أه ل أمور تنظ يم الدولة ؟ ون ن نعلم أن عدم وجود الكو مة‬

‫‪1‬‬
‫() أحد بن ممد مهدي النراقي الكاشان (‪1245-1185‬هـ) ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() حسي بن عبد الرحن النجفي النائين (‪1355-1273‬هـ) ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() الكومة السلمية للخمين ص(‪. )74‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫يع ن ضياغ ثغور ال سلم وانتهاك ها‪ ،‬ويع ن تاذل نا عن أرض نا‪ ،‬هل ي سمح بذلك ف‬
‫ديننا ؟ أليست الكومة يعن ضرورة من ضرورات الياة " ( )‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ويقول ف موضع آخر ‪ " :‬قد مر على الغيبة الكبى لمامنا الهدي أكثر من‬
‫ألف عام‪ ،‬وقد تر ألوف السني قبل أن تقتضي الصلحة قدوم المام النتظر ف طول‬
‫هذه الدة الديدة‪ ،‬هـل تبقـى أحكام السـلم معطلة ؟ يعمـل الناس مـن خللاـ مـا‬
‫يشاءون أل يلزم مـن ذلك الرج والرج ‪ .‬القوانيـ التـ صـدع باـ نـب السـلم‬
‫وجهد ف نشرها‪ ،‬وبيانا وتنفيذها طيلة ثلثة وعشرين عاما‪ ،‬هل كان كل ذلك لدة‬
‫مدودة ؟ هل حدد ال عمر الشريعة بائت عام مثل ؟ الذهاب إل هذا الرأي أسوأ ف‬
‫نظري من العتقاد بأن السلم منسوخ " (‪.)2‬‬
‫ثي يقول ‪ " :‬إذن فإن كـل مـن يتظاهـر بالرأي القائل بعدم ضرورة تشكيـل‬
‫الكومـة السـلمية فهـو ينكـر ضرورة تنفيـذ أحكام السـلم‪ ،‬ويدعـو إل تعطيلهـا‬
‫وتميدها‪ ،‬وهو ينكر بالتال شول وخلود الدين السلمي النيف " (‪ .)3‬فخمين يرى‬
‫لذه البرات الت ذكرها ضرورة خروج الفقيه الشيعي وأتباعه للستيلء على الكم ف‬
‫بلد ال سلم نيا بة عن الهدي‪ ،‬و هو يرج بذا عن مقررات دين هم ويالف ن صوص‬
‫أئمته الكثية ف ضرورة انتظار الغائب وعدم التعجيل بالروج (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )48‬‬
‫‪2‬‬
‫() الصدر السابق ص(‪. )26‬‬
‫‪3‬‬
‫() الصدر السابق ص(‪. )27-26‬‬
‫‪4‬‬
‫() فعقيدة النتظار من أصول شيعتهم السابقي ‪ ،‬وقد عقد شيخهم النعمان بابا لا ف كتابـه‬
‫الغيبة ص(‪ )129‬وجاءت رواياتم كثية ف هذا الباب مثل ‪ " :‬كونوا أحلس بيوتكم فإن الفتنة‬
‫على من أثارها "‪ ،‬الغيبة للنعمان ص(‪ ( ،)131‬أوصيك بتقوى ال‪ ،‬وأن تلزم بيتك‪ ،‬وإياك‬
‫والوارج منا فإنم ليسوا على شيء ول إل شيء " قال الجلسي‪ " :‬والوارج منا " أي‪ :‬مثل زيد‬
‫وبن السن " بار النوار (‪ ،)52/136‬الغيبة للنعمان ص(‪ ،)129‬فأنت ترى أن أصولم تنع‬
‫الوارج ولو كان عن طريق أهل البيت كزيد وبن السن فكيف بن عداهم من شيوخ الشيعة ؟! ‪.‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫بل إن أحد آياتم ومراجعهم ف هذا العصر يقول ‪ " :‬وقد توافرت عنهم (ع)‬
‫حر مة الروج على أعدائ هم و سلطي ع صرهم " (‪ ،)1‬وذلك أن من صب الما مة ل‬
‫يصلح عندهم إل النصوص عليه من عند ال ول يعن رضاهم بذه الكومات ‪.‬‬
‫وهذه ال برات ال ت ساقها المي ن لبيان ضرورة إقا مة الدولة الشيع ية‪ ،‬ونيا بة‬
‫الفقيـه عـن الهدي فـ رئاسـتها كان ينبغـي أن توجـه وجهـة أخرى لو كان لشيوخ‬
‫الشيعة صدق ف القول ونصح لتباع هم‪ ،‬وهذه الوج هة هي ن قد الذهب من أ صله‬
‫الذي قام على خرافة الغيبة وانتظار الغائب‪ ،‬والذي انتهى بم إل هذه النهاية ‪.‬‬
‫وعلى كـل فهذه شهادة مهمـة وخطية مـن هذا الجـة واليـة على فسـاد‬
‫مذ هب الراف ضة من أ صله‪ ،‬وأن إجاع طائف ته كل القرون الاض ية كان على ضللة‪،‬‬
‫وأن رأيهـم فـ النـص على إمام معيـ‪ ،‬والذي نازعوا مـن أجله أهـل السـنة طويلً‬
‫وكفرو هم أ مر فا سد أث بت التار يخ والوا قع ف ساده بوضوح تام‪ ،‬و ها هم يضطرون‬
‫للخروج عليه بقولم ( بعموم ولية الفقيه ) بعد أن تطاول عليهم الدهر‪ ،‬ويئسوا من‬
‫خروج من ي سمونه صاحب الزمان‪ ،‬فا ستولوا حينئذ على صلحياته كل ها‪ ،‬وأفرغ‬
‫المين كل مهامه ووظائفه لنفسه‪ ،‬ولبعض الفقهاء من بن جنسه ودينه‪ ،‬لنه يرى‬
‫ضرورة تول مهام منصـب الغائب فـ رئاسـة الدولة ‪ .‬ومـن أجـل إقناع طائفتـه بذا‬
‫البدأ ألف كتابه " الكومة السلمية " أو " ولية الفقيه " ‪.‬‬
‫و هو ل يوا فق على ول ية كل أ حد أمور الدولة ؛ بل ي صص ذلك بفقهاء‬
‫الشيعة‪ ،‬ويصر الكم والسلطان بم‪ ،‬حيث يقول ‪ " :‬وبالرغم من عدم وجود نص‬
‫على شخـص مـن ينوب عـن المام (ع) حال غيبتـه‪ ،‬إل أن خصـائص الاكـم‬
‫الشر عي‪ ...‬موجودة ف مع ظم فقهائ نا ف هذا الع صر‪ ،‬فإذا أجعوا أمر هم كان ف‬
‫ميسورهم إياد‪ ،‬وتكوين حكومة عادلة منقطعة النظي " (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() ممد السين البغدادي النجفي (يلقب بالية العظمى‪ ،‬والراجع الدين العلى) ف كتابه‬
‫وجوب النهضة لفظ البيضة ص(‪. )93‬‬
‫‪2‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )49-48‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫أقول ‪ :‬إذا كانـت حكومـة اليات‪ ،‬والفقهاء ل مثيـل لاـ فـ العدل ‪-‬كمـا‬
‫يقول‪ -‬فما حاجتهم لروج النتظر إذا ؟‪.‬‬
‫وهـو يرى أن وليـة الفقيـه الشيعـي كوليـة رسـول ال يقول‪ « :‬فال جعـل‬
‫الرسـول وليا للمؤمنيـجيعا ‪ ...‬ومـن بعده كان المام (ع) وليا‪ ،‬ومعنـوليتهـا أن‬
‫أوامرها الشرعية نافذة ف الميع » (‪)1‬؛ ث يقول‪ " :‬نفس هذه الولية والاكمية موجدة‬
‫لدى الفقيـه‪ ،‬بفارق واحـد هـو أن وليـة الفقيـه على الفقهاء الخريـن ل تكون بيـث‬
‫يستطيع عزلم‪ ،‬أو نصبهم‪ ،‬لن الفقهاء ف الولية متساوون من ناحية الهلية " (‪.)2‬‬

‫فنظرية المين ‪ -‬كما ترى ‪ -‬ترتكز على أصلي ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬القول بالولية العامة للفقيه ‪.‬‬

‫والثان ‪ :‬أنه ل يلي رئاسة الدولة إل الفقيه الشيعي ‪.‬‬


‫وهذا خروج عن دعوى تعي ي الئ مة‪ ،‬وح صرهم بإث ن ع شر‪ ،‬لن الفقهاء ل‬
‫يصرون بعدد معي‪ ،‬وغي منصوص على أعيانم فيعن هذا أنم عادوا لفهوم المامة‬
‫حسـب مذهـب أهـل السـنة ‪ -‬إل حـد مـا (‪ - )3‬وأقروا بضلل أسـلفهم وفسـاد‬
‫مذهبهم بقتضى هذا القول ‪.‬‬
‫لكنهم يعدون هذا البدأ ( ولية الفقيه ) نيابة عن الهدي حت يرجع‪ ،‬فهم ل‬
‫يتخلوا عـن أصـل مذهبهـم ولذا أصـبح هذا التاه ‪ -‬فـ نظري ‪ -‬ل يتلف عـن‬
‫مذهب البابية لنه يزعم أن الفقيه الشيعي هو الذي يثل الهدي‪ ،‬كما أن الباب يزعم‬
‫ذلك‪ ،‬ولعل الفارق أن المين يعد كل فقهائهم أبوابا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )51‬‬
‫‪2‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدر السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() أقول ‪ -‬إل حد ما ‪ -‬لنم خرجوا من حصر المامة بالشخص إل حصرها بالنوع وهو الفقيه‬
‫الشيعي ‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫وإن شئت قلت إن هذا البدأ أخرج "الهدي النتظـر" عنـد الروافـض‪ ،‬لن‬
‫صلحياته ووظائفه أناطها بالفقيه؛ بل إن هذا البدأ ل يرج " مهديا " واحدا بل‬
‫أخرج العشرات‪ ،‬لن كثيا من شيوخ هم وآيات م ل م الحق ية بذا الن صب يقول‬
‫خين‪" :‬إن معظم فقهائنا ف هذا العصر تتوفر فيهم الصائص الت تؤهلهم للنيابة‬
‫عن المام العصوم " (‪.)1‬‬
‫ويقت ضي هذه النيا بة يكون أمر هم كأ مر الر سول ح يث يقول ‪ " :‬هم ال جة‬
‫على الناس ك ما كان الر سول ح جة ال علي هم‪ ،‬و كل من يتخلف عن طاعت هم‪،‬‬
‫فإن ال يؤاخذه وياسبه على ذلك " (‪.)2‬‬
‫ويقول‪ " :‬وعلى كـل فقـد فرض إليهـم (يعنـ إل شيوخ الروافـض ) النـبياءُ‬
‫جيع ما فُوض إليهم‪ ،‬وائتمنوهم على ما اؤتنوا عليه " (‪.)3‬‬
‫بل أشار إل أن دولة الفقيه الشيعي كدولة مهديهم الوعودة‪ ،‬وقال ‪ " :‬كل ما‬
‫يفقد نا(‪ )4‬هو ع صا مو سى‪ ،‬و سيف علي بن أ ب طالب (‪( )5‬ع) وعزيته ما البارة‪،‬‬
‫وإذا عزمنا على إقامة حكم إسلمي سنحصل على عصا موسى‪ ،‬وسيف علي بن أب‬
‫طالب (‪.)6‬‬
‫والمع بي عصا موسى‪ ،‬وسيف علي بن أب طالب كناي ‪ -‬فيما يبدو ل ‪ -‬عن‬
‫تعاون اليهود مع الشيعة ف دولة اليات‪ ،‬وهذا ما وقع بعضه ف دولتهم الاضرة‪ ،‬كما ف‬
‫فضائح صفقات ال سلحة والتعاون ال سري بينه ما الذي تناقل ته وكالت النباء واشت هر‬
‫أمره ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )113‬‬
‫‪2‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )80‬‬
‫‪3‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدر السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() يريد أن يقول كل ما نفقده أو ‪ :‬ينقصنا ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫() وهذه من مواريث الهدي عن النبياء والئمة‪ ،‬انظر‪ :‬أصول الكاف (‪. )1/231‬‬
‫‪6‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )135‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫والمي ن يقرر أن تشك يل الكو مة الشيع ية ل ي قع من شيع ته الاض ي ح يث‬
‫يقول‪ " :‬فـ السـابق ل نعمـل ول ننهـض سـوية لتشكيـل حكومـة تطـم الائنيـ‬
‫الفسدين " (‪.)1‬‬
‫ويقول‪ " :‬ول تسـنح الفرص لئمتنـا للخـذ بزمام المور‪ ،‬وكانوا بانتظارهـا‬
‫حت آخر لظة من الياة‪ ،‬فعلى الفقهاء العدول أن يتحينوا هم الفرص وينتهزونا من‬
‫أجل تنظيم وتشكيل حكومة " (‪.)2‬‬
‫و قد قا مت حكومات شيع ية‪ ،‬ولكن ها لي ست مكو مة من ق بل " اليات " و‬
‫"نواب العصوم" ولذا عدوا حكومتهم الاضرة أول دولة إسلمية (يعن شيعية) ‪.‬‬
‫قال بعض الروافض ‪ " :‬إن المين " أسس المهورية السلمية العظمى ف‬
‫إيران ‪ ...‬لول مرة فـ تاريـخ السـلم وحقـق حلم النـبياء‪ ،‬والرسـول العظـم‬
‫والئمة العصومي عليهم السلم (‪.)3‬‬
‫ويرى آيتهيم " الطالقاني " أن حكومـة الرسـول وخلفائه ل تصـل إل‬
‫مقام دولتهـم‪ ،‬وأناـ تهيـد لقيامهـا‪ ،‬حيـث يقول‪ " :‬إننـا نعتقـد أن المهوريـة‬
‫السـلمية هـي الؤهلة للحياة فـ هذا الزمان‪ ،‬ول تكـن مؤهلة للحياة فـ فجـر‬
‫السلم ‪ ...‬إن التحولت الجتماعية والسياسية الت شهدها العال منذ الرسول‬
‫واللفاء الراشديـن وحتـ اليوم هـي التـ توفـر السـاس الوضوعـي لقيام‬
‫المهورية السلمية " (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )40‬‬
‫‪2‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )54‬‬
‫‪3‬‬
‫() أحد الفهري ( ويلقبونه بالعلمة ) ف تقديه لكتاب سر الصلة للخمين ص(‪. )10‬‬
‫‪4‬‬
‫() نشرت ذلك جريرة السفي اللبنانية بتاريخ ‪31/3/1979‬م‪ ،‬وقد نقل ذلك‪ :‬ممد جواد مغنية‬
‫واعتبه فهما جديدا للجمهورية السلمية ل يقوله إل من عاش السلم بقلبه وعقله‪ ،‬وانظر‪:‬‬
‫المين والدولة السلمية ص(‪. )113‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫فأنت ترى أن طبيعة النظر الشيعية تنح دائما إل الغلو‪ ،‬وتقديس الشخاص‪،‬‬
‫والتطرف ف العتقادات ‪ ...‬ك ما ترى ف نظرة طالقا ن إل جهور ية خي ن ؛ بل‬
‫ادعى بعضهم أن خين قد بشر به أئمتهم من قبل (‪.)1‬‬
‫هذا و سيأت ف البوتوكولت ن قل ما ترو يه الشي عة عن سية مهدي هم ب عد‬
‫عودته من غيبته ‪ -‬حسب اعتقادهم ‪ -‬وأنه ل ه مّ له ول عمل إل القتل والنتقام‪،‬‬
‫حتـ يقولون إنـه بعـث ‪ " :‬بالفـر الحرـ " وبالذبـح وإنـه يصـ العرب بجازره‬
‫‪...‬ال ‪ ،‬وندـ اليوم هذه السـية الزعومـة قـد بدت ملمهـا فـ دولة اليات فور‬
‫ظهورها‪ ،‬حيث بدأ المين وأعوانه مشروع دولة الهدي بجازرهم الرهيبة ف داخل‬
‫إيران وخارجها‪.‬‬
‫والقيقـة إن واضعـي روايات القتـل العام الوعود بعـد خروج الغائب‬
‫الفقود يدركون أن مسـألة الغيبـة والهديـة ل تعدو أن تكون وها مـن الوهام‬
‫ولكن هم ي عبون ع ما تك نه صدورهم‪ ،‬وت يش به نفو سهم من أحقاد‪ ،‬وكذلك‬
‫مع ظم شيوخ الشي عة غالب هم زناد قة يعرفون أن الهدي خرا فة‪ ،‬ولذلك ف هم إذا‬
‫واتتهم فرصة لتحقيق أمانيهم ف قتل السلمي اهتبلوها ؛ بل ينتظروا فيها خروج‬
‫مهديهم‪ ،‬ل نه يعرفون أنه لن يرج أبدا‪ ،‬ل نه ل يوجد أصلً ول أدل على ذلك‬
‫من أن المي ن نف سه ق بل قيام دولت هم يقرر ف كتا به " تر ير الو سيلة " أن ل‬
‫يوز بسـبب غيبـة مهديهـم البدء فـ الهاد فيقول‪ " :‬فـ عصـر غيبـة ول المـر‬
‫وسـلطان العصـر عجـل ال فرجـه الشريـف يقوم نوابـه‪ ،‬وهـم الفقهاء الامعون‬
‫لشرائط الفتوى‪ ،‬والقضاء مقامـه فـ إجراء السـياسات‪ ،‬وسـائر مـا للمام عليـه‬
‫السلم إل البدأة بالهاد " ( ‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() ممد جواد مغنية‪ ،‬المين والدولة السلمية ص(‪. )39-38‬‬
‫‪2‬‬
‫() ترير الوسيلة (‪. )1/482‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫ولكنه حينما أقام دولته قرر ف دستورها ‪ " :‬أن جيش المهورية السلمية ‪..‬‬
‫ل يتحملن فقط مسؤولية حفظ وحراسة الدود‪ ،‬وإنا يتكفلن أيضا بمل رسالة‬
‫عقائد ية أي‪ :‬الهاد ف سبيل ال‪ ،‬والنضال من أ جل تو سع حاكم ية قانون ال ف‬
‫كافة أرجاء العال " (‪.)1‬‬
‫فأ نت ترى التنا قض واضحا‪ ،‬ف هو ف تر ير الو سيلة ي عل الهاد من وظائف‬
‫الهدي ؛ و ف د ستور دولت هم ب عد قيام ها ي عل الهاد منوطا ييش ها‪ ،‬و من وظائف‬
‫الفق يه‪ ،‬وذلك بقت ضى مذه به الد يد ف ول ية الفق يه‪ ،‬وال ت نقلت في ها صلحيات‬
‫الهدي كلها للشيخ الشيعي ‪ .‬وقد نص أيضا على ذلك دستورهم فقال‪ " :‬ف زمن‬
‫غيبة المام الهدي عجل ال تعال فرجه تعتب ولية المر‪ ،‬وإمامة المة ف جهورية‬
‫إيران السلمية بيد الفقيه ‪.)2( "...‬‬
‫ولذلك ب عد قيام دولت هم أول ما بدأوا به قتال الشعوب ال سلمية بنود هم‬
‫وبالنظمات التابعة لم ف الولء ف بعض أقطار السلمي ‪.‬‬
‫ومع ذلك يزعم المين أحيانا أن هذا يدخل ف نطاق الدفاع‪ ،‬والتأويل ليس‬
‫له حدود فيقول ‪ " :‬إننا ل نريد أن نرفع السلح ونا جم أحدا فالعراق يهاجنا منذ‬
‫مدة‪ ،‬بينما نن ل ناجه‪ ،‬وإنا ندافع فقط فالدفاع أمر واجب " (‪.)3‬‬
‫ولكنه يقرر أنه يريد أن يصدر ثورته حيث يقول ‪ " :‬إننا نريد أن نصدر ثورتنا‬
‫السلمية إل كافة البلد السلمية " (‪ .)4‬وهو ل يريد الت صدير السلمي فحسب ؛‬
‫بل يريد فرض مذهبه على السلمي بالقوة‪ ،‬وقد أشار إل ذلك قبل قيام دولته‪ ،‬وقرر‬

‫‪1‬‬
‫() الدستور لمهورية إيران السلمية ص(‪ ،)16‬منشورات مؤسسة الشهيد‪ ،‬وانظر‪ :‬الطبعة‬
‫الخرى من الدستور‪ ،‬الت أصدرتا وزارة الرشاد اليرانية ص(‪. )10‬‬
‫‪2‬‬
‫() دستور المهورية السلمية ف إيران ص(‪ ،)18‬ط‪ .‬وزارة الرشاد ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() خطاب المين حول مسألة ترير القدس والهدي النتظر ص(‪. )10-9‬‬
‫‪4‬‬
‫() الصدر السابق ص(‪. )10‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫أن سبيل ذلك هو إقامة دولة شيعية تتول هذا المر فيقول ‪ " :‬ونن ل نلك الوسيلة‬
‫إل توحيد المة السلمية (‪ )1‬وترير أراضيها من يد الستعمرين وإسقاط الكومات‬
‫العميلة لم‪ ،‬إل أن نسعى إل إقامة حكومتنا السلمية‪ ،‬وهذه بدورها سوف تكلل‬
‫أعمالاـ بالنجاح يوم تتمكـن مـن تطيـم رؤوس اليانـة‪ ،‬وتدمـر الوثان والصـنام‬
‫البشرية الت تنشر الظلم والفساد ف الرض " (‪.)2‬‬
‫وهؤلء الروافـض ل ينتقدون الكومات لذه السـباب التـ يذكرهـا إذ لو‬
‫كانت الكومة أفضل حكومة على وجه الرض لا نالت إل سخطهم ومقتهم إل أن‬
‫تكون على مذهـب الرفـض‪ ،‬وحسـبك فـ هذا نظرتمـ إل خلفـة اللفاء الثلثـة‬
‫الراشدين ‪ -‬رضوان ال عليهم ‪. -‬‬
‫ول تزال مهمة الهدي الوعودة ف قتل السلمي‪ ،‬تظهر على ألسنة حججهم‬
‫وآيات م‪ ،‬وهذا م سلك الروا فض مع ال سلمي كل ما حا نت ل م فر صة وقا مت ل م‬
‫سلطة‪ ،‬كما يشهد به التاريخ والواقع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() يعن على مذهب الروافض ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )35‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫معارضة بعض شيوخ الشيعة لمذهب عموم ولية الفقيه‬
‫أثار مذهـب المينـ ‪ -‬فـ نقله لوظائف مهديهـم بالكامـل للفقيـه‪ ،‬وحصـر‬
‫الول ية به ‪ -‬ثائرة جلة من شيوخ الشي عة‪ ،‬ون شب صراع حاد ب ي المي ن وأ حد‬
‫مراجع هم الكبار عند هم و هو " شر يعتمداري " (‪ )1‬ك ما أعلن طائ فة من شيوخ هم‬
‫معارضتهم لذا الذهب (‪.)2‬‬
‫وقـد تعجـب شيخهـم ممـد جواد مغنيـة أن يذهـب المينـ هذا الذهـب‪،‬‬
‫وي ساوي ف ال صلحيات ب ي الع صوم والفقهاء فقال ‪ :‬قول الع صوم (‪ )3‬وأمره تاما‬
‫كالتن ـزيل من ال العز يز العل يم ‪ { :‬ومـا ينطـق عـن الهوى * إن هـو إل‬
‫وح يٌـ يُوحـى }(‪ . )4‬ومع ن هذا أن للمع صوم حق الطا عة‪ ،‬والول ية على الرا شد‪،‬‬
‫والقاصر‪ ،‬والعال‪ ،‬والاهل‪ ،‬وأن السلطة الروحية الزمنية ‪ -‬مع وجوده ‪ -‬تنحصر به‬
‫وحده ل شريـك له‪ ،‬وإل كانـت الوليـة عليـه وليـس له‪ ،‬علما بأنـه ل أحـد فوق‬
‫العصوم عن الطأ والطيئة إل من له اللق والمر جل وعز ‪ ...‬أبعد هذا يقال‪ :‬إذا‬
‫غاب العصوم انتقلت وليته بالكامل إل الفقيه ؟ (‪.)5‬‬
‫فهذا ف نظره غا ية الغلو‪ ،‬إذ ك يف ي عل ح كم الفق يه كح كم الع صوم ؛ ث‬
‫يو ضح ذلك بقوله ‪ " :‬ح كم الع صوم من ـزه عن ال شك والشبهات‪ ،‬ل نه دل يل ل‬
‫مدلول‪ ،‬وواقعي ل ظاهري ‪ ...‬أما الفقيه فحكمه مدلول يعتمد على الظاهر‪ ،‬وليس‬
‫هذا ف قط ؛ بل هو عر ضة للن سيان وغل بة الز هو والغرور‪ ،‬والعوا طف الشخ صية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬عبد البار العمر‪ ،‬المين بي الدين والدولة‪ ،‬مبحث المين وشر يعتمداري ص(‪)144‬‬
‫وما بعدها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬الصدر السابق ص(‪. )154-153‬‬
‫‪3‬‬
‫() الئمة عندهم معصومون كرسول ال ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() سورة النجم‪ ،‬الية‪. )3( :‬‬
‫‪5‬‬
‫() المين والدولة السلمية ص(‪. )59‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫والتأثر بالحيط والبيئة‪ ،‬وتغيي الظروف القتصادية والكانة الجتماعية‪ ،‬وقد عاينت‬
‫وعان يت الكث ي من الحكام الائرة‪ ،‬ول يت سع الجال للشوا هد والمثال سوى أ ن‬
‫عرفت فقيها بالزهد والتقوى قبل الرياسة‪ ،‬وبعدها تدث الناس عن ميله مع الولد‬
‫والصهار (‪.)1‬‬
‫وهذه شهادة منه على قومه من فئة الشيوخ‪ ،‬وأنه ما أن تتاح لم فرصة رئاسة‬
‫ح ت تزول ال صورة ال ت يتظاهرون ب ا من الز هد والتع بد‪ ،‬وهؤلء الشيوخ الذي هذا‬
‫وصفهم‪ ،‬يرى المين أنم هم الولة على المة ‪.‬‬
‫وأصحاب هذا التاه العارض لط المين يرون ‪ " :‬أن ولية الفقيه أضعف‬
‫وأضيق من ولية العصوم" (‪ ،)2‬فهي ل تتعدى ما ثبت ف أخبارهم ‪ -‬كما يقولون ‪-‬‬
‫مـن " وليـة الفتوى والقضاء وعلى الوقاف العامـة وأموال الغائب وإرث مـن ل‬
‫وارث له " (‪.)3‬‬
‫وقد استدل مغنية على هذا الذهب بملة من أقوال شيوخهم الكبار عندهم‪،‬‬
‫ون قض ما ساقه المين من أدلة لثبات مذهبه‪ ،‬وب ي أن ا ل تدل على ما يريد من‬
‫القول بعموم الول ية‪ ،‬ول مال ل ستعراض ذلك‪ ،‬ول فائدة م نه‪ ،‬ل كن الفائدة ه نا أن‬
‫المي ن ي كم على مذ هب طائف ته بقت ضى قول م بق صور ول ية الفق يه عن ال كم‬
‫والولية‪ ،‬بأن هذا يعطل أحكام السلم‪ ،‬وأنه بثابة القول بنسخ الدين‪ ،‬لكن المين‬
‫ل ترتقي أدلته ف تأييد مذهبه إل ما يريد فتبقى أحكامه على مذهب طائفته صادقة‪،‬‬
‫وأنه مبن على ما يالف أصول الشرع‪ ،‬ومنطق العقل وطبيعة الشياء ‪.‬‬
‫والتاه الخالف للخمينـ يرجـع أمـر الوليـة إل عموم الناس‪ ،‬ول يصـها‬
‫بشيوخ الشيعة ؛ بل يبقي الشيوخ ف وضعهم الذي وضعوا فيه ووليتهم الاصة حت‬
‫‪1‬‬
‫() المين والدولة السلمية ص(‪. )60-59‬‬
‫‪2‬‬
‫() المين والدولة السلمية ص(‪. )61‬‬
‫‪3‬‬
‫() الصدر السابق ص(‪. )60‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫يرج الغائب فيتول أمور الديـن والدنيـا ‪ .‬وهذه بلغـة هذا العصـر فصـل الديـن عـن‬
‫الدولة‪ ،‬فصار الذهب دائرا بي غلو ف الفقيه‪ ،‬أو دعوة إل فصل الدين عن الدولة‪،‬‬
‫وهكذا كل مذهب باطل لبد أن يرج أمثال هذه التناقضات ‪.‬‬
‫وكل الرأييـ اسـتقرا على بطلن الذهـب فـ دعوى النـص والتعييـ‪ ،‬لن‬
‫كليهما ل يدد الرئيس بشخص معي‪ ،‬إل التعيي الشكلي للغائب الفقود‪ ،‬والذي لن‬
‫يعود‪ ،‬لنه ل حقيقة له ف الوجود ‪.‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫نصوص‬
‫البروتوكولت‬

‫القسم الول ‪ :‬بروتوكولت القتل والتخريب‬


‫والسرق والغتيالت‬

‫القسم الثاني ‪ :‬بروتوكولت للتغيير الفكري‬

‫‪- 37 -‬‬
‫القسم الول ‪:‬‬
‫بروتوكولت القتل والتخريب والسرق‬
‫والغتيالت‬

‫ويشتمل على أربعة فصول ‪:‬‬

‫الفصل الول ‪ :‬خطط العدوان على الحجاج المنين‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬خطط العدوان على بيت الله‬


‫الحرام‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬النواع التي يخصونها بالقتل‬


‫والعتداء‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬من أساليبهم التي يمارسونها في‬


‫العتداء كلما لحت فرصة‬

‫‪- 38 -‬‬
‫الفصل الول ‪:‬‬
‫خطط العدوان على الحجاج المنين‬

‫ويشتمل على ‪:‬‬

‫‪ - 1‬قتل الحجاج بين الصفا والمروة ‪.‬‬


‫‪ - 2‬قطع أيدي وأرجل المشرفين على الحرم‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 3‬سرقة أموال الحجاج واغتصابها كلما‬
‫حانت الفرصة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬القذف العام لحجاج بيت الله الحرام ما‬
‫عدا طائفتهم ‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫‪ - 1‬قتل الحجاج بين الصفا والمروة ‪:‬‬

‫النيص ‪ " :‬كأني بمران بيي أعيي وميسير بين عبيد العزييز يبطان الناس‬
‫بأسيافهما بي الصفا والروة " (‪.)1‬‬
‫هذا ‪ " :‬البوتوكول " مـن أعمال مهديهـم النتظـر والذي يترقبون خروجـه منـذ‬
‫مئات ال سني‪ ،‬ويلمون بتحق يق أعماله ( ومن ها هذا الع مل ) من قد ي الزمان‪ ،‬و سيقوم‬
‫بتنفيذ هذا " البوتوكول " خين بكم مذهبه الديد ف نقل أعمال الهدي ووظائفه إل‬
‫الفقيه الشيعي ليتول جيع أعماله‪ ،‬وينفذ كل مهامه بعد أن طالبت غيبته‪ ،‬وتادى احتجابه‬
‫وأيسوا من خروجه‪ ،‬فلقد تول خين إقامة الدولة ورئاستها نيابة عن الهدي‪ ،‬وهذا من‬
‫أعظم الحرمات ف الذهب الثنا عشرية (‪ .)2‬ومع ذلك انتهكه‪ ،‬وخالف أسلفه وأصول‬
‫مذهبه فكيف با دون ذلك من أعمال لعل من أهونا عليهم قتل الخالفي لم‪ ،‬وهم سائر‬
‫السلمي‪ ،‬ولذلك شرع ف مذهبهم مبدأ الغيلة ‪ -‬كما سيأت الديث عنه ‪ -‬ف فترة الغيبة‬
‫نفسها‪ ،‬أما القتل العام الشامل الكتشفون فهو عندهم مرهون بعودة الغائب‪ ،‬لكن خين‬
‫أظهر هذا الغائب بصورة الفقيه الشيعي وبدأ بنفسه ف تنفيذ مازره باسم النيابة العامة عن‬
‫الهدي‪ ،‬والناس كانوا ينظرون إل ما يقوله الروافض عن مهديهم وعودته نظرة استخفاف‬
‫لكونه معدوما ل وجود له‪ ،‬لكن خين حوله إل حقيقة ‪.‬‬
‫البوتوكول الذي بي يدي القارئ من نصوصهم السرية القدسة ول يظهر إل‬
‫ف الزمان التأخرة (‪ )3‬بعد أن صارت لم قوة وشوكة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() بار النوار للمجلسي ج(‪ ،)53‬ص(‪ )40‬وعزاه إل الختصاص للمفيد ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬ص(‪ )37-36‬من هذا الكتاب ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() وقد كان شيوخهم ‪ -‬قديا ‪ -‬إذا كتبوا ف الغيبة صدروا كتبهم بنصوصهم الت تأمر بكتمان‬
‫أسرارهم عمن ليس من أهلها‪ ،‬انظر‪ - :‬مثلً ‪ -‬كتاب الغيبة للنعمان‪ - ،‬من شيوخهم ف القرن‬
‫الثالث‪ ، -‬والذي قال ف مقدمته " وجعلته أبوابا صدرتا بذكر ما روي ف صوت سر آل ممد‬
‫عمن ليس من أهله " ‪ ،‬الغيبة ص(‪. )17‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫و هو نص خط ي‪ ،‬وحلم راف ضي قد ي‪ ،‬كان اليات ينون أتباع هم ب صوله‪،‬‬
‫فكان الروافض يترقبون وقوعه بي حي وآخر‪ ،‬ولشك بأن هذا النصب وأمثاله يعب‬
‫عن تطلعاتم‪ ،‬ويوصر أحلمهم وأهدافهم ف القيام بجازر دموية ف المة السلمية‪،‬‬
‫وتتار هذه الفئة الاقدة لذلك أشرف موقع وهو بيت ال الرام ‪ -‬كما ترى ‪ -‬فهي‬
‫تعد التباع بدوث هذه اللحمة ف الستقبل حت تسمي بعض أعيانم الذين يقومون‬
‫بالقتل لكنها توقف العمل بذا البوتوكول السري‪ ،‬ريثما تقوم لم دولة ‪.‬‬
‫وكانوا يقولون لتباعهـم بأنـه سـيكون لمـ دولة فـ آخـر الزمان يققون‬
‫بوا سطتها هذه العمال‪ ،‬وال طط‪ ،‬ف هم يقولون ‪ " :‬إن دولت نا آ خر الدول ‪. )1( "...‬‬
‫والطورة الكبى الت ينبغي أن يعرفها السلمون جيعا أن هذا سيجري اليوم تطبيقه‬
‫بوجـب الذهـب الديـد لدولة اليات ‪ .‬فهذا البوتوكول سـينفذ بكـم مبدأ عموم‬
‫ولية الفقيه‪ ،‬التضمن نقل أعمال مهديهم إل الفقيه الشيعي ‪.‬‬
‫ولشك بأن تديد موضع القتل العام بالسجد الرام وبي الصفا والروة يدل‬
‫دللة أكيدة أن الق صود بالق تل هم ال سلمون ؛ بل حجاج ب يت ال الرام‪ ،‬وأن هذا‬
‫ما يلمون به ويططون له ‪.‬‬
‫وما جرى على أرض البلد الطاهر ف العام النصرم ( عام ‪1 4 07‬هـ) هو فيما‬
‫يبدو تهيد لذه الطورة‪ ،‬وتطيط لذا العمل‪ ،‬ولكن خيب ال سبحانه آمالم (‪.)2‬‬
‫كما أن ما قام به القرامطة من قتل الناس ف الرم هو تطبيق لذا البدأ كما‬
‫تد أخبار ذلك ف حوادث سنة ‪ 3 1 7‬ف كتب التاريخ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الرشاد الفيد ص(‪ ،)344‬أعلم الوري للطبسي ص(‪. )432‬‬
‫‪2‬‬
‫() هذا ما كان عند الطبعة الول للكتاب ؛ ث وقع بعد ذلك ف عام ‪1409‬هـ حوادث التفجيات‬
‫الت ذهبت ضحيتها بعد الجاج المني‪ ،‬وكشف ال سبحانه الناة وتبي أن جيعهم من الرافضة‬
‫تصديقا لا قلناه عنهم‪ ،‬وال الستعان ف الدفاع عن بيته الطهر‪ ،‬وعليه التكلن ف كشف شر هؤلء‬
‫الزنادقة ‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫‪ - 2‬قطع أيدي وأرجل المشرفين على الحرم ‪:‬‬

‫يقول النص ‪ " :‬كيف بكم ( يعن الجبة على الكعبة كما يعب النص ) لو‬
‫قد قطعت أيديكم وأرجلكم وعلقت ف الكعبة؛ ث يقال لكم‪ :‬نادوا ن ن سراق‬
‫الكعبة " (‪. )1‬‬

‫ونيص ثا نِ يقول‪ " :‬إذا قام الهدي هدم ال سجد الرام ‪ ...‬وق طع أيدي ب ن‬
‫شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلء سرقة الكعبة " (‪.)2‬‬

‫و نص ثالث يقول‪ " :‬يرد ال سيف على عات قه ثان ية أش هر يق تل هرجا‪ ،‬فأول‬
‫ما يبدأ ببن شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها ف الكعبة‪ ،‬وينادي مناديه هؤلء سراق ال ؛‬
‫ث يتناول قريشا فل يأخذ منها إل السيف ول يعطيها إل السيف " (‪.)3‬‬
‫هذه الن صوص وض عت ف الغالب ف القرن الثا ن تقريبا إ سنادها إل جع فر‬
‫التو ف سنة ( ‪14 8‬ه ـ) ويت مل أن ا موضو عة بعده ‪ .‬وعلى أ ية حال ف هي ت صور‬
‫الرغبة الكامنة ف نفوس هذه الفئة بالنتقام من صلح السلمي‪ ،‬وجيل التابعي الذين‬
‫ياورون ف الرم‪ ،‬وتص منهم من يتول الشراف على شؤون الرمي ‪.‬‬
‫وهي أمنية يتمنون تقيقها‪ ،‬ويعدون أتباعهم بذلك عند ظهور دولتهم على يد‬
‫قائم هم ‪ ..‬ول ا طالت غيب ته أقاموا له دولة يكم ها اليات با سم النيا بة ع نه مالف ي‬
‫بذلك أصول الذهب الثنا عشري الذي يأمر بالنتظار‪ ،‬وينهي عن الروج‪ ،‬ويكفر‬
‫من يالف ذلك (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪. )156‬‬
‫‪2‬‬
‫() الرشاد للمفيد ص(‪ ،)411‬وانظر‪ :‬الغيبة للطوسي ص(‪. )282‬‬
‫‪3‬‬
‫() الغيبة ص(‪. )209‬‬
‫‪4‬‬
‫() انظر‪ :‬ص(‪ )37‬من هذا الكتاب ‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫ولكن لاذا يصون بالتعذيب الشرفي على الرمي‪ ،‬هل لنم ينظمون مسية‬
‫ال ج‪ ،‬ويهيئون الشا عر ل ستقبال زوار ب يت ال‪ ،‬وهذا أ مر ي سوء هذه الفئة‪ ،‬لن ا‬
‫تن شد الفو ضى ف هذه الشا عر‪ ،‬وتب حث ع ما يفرق هذه الموع الجتم عة‪ ،‬ويف سد‬
‫حجمها‪ ،‬إذ أنا ترى ف كعبة ال سبحانه منافسا لشاهدها وكعباتا ‪ -‬كما سيأت ‪-‬‬
‫أم إنم يصونم بذه اللحمة لنم من العرب ‪ " :‬من بن شيبة كما يقول النص " ‪.‬‬
‫والنس العرب يظى ف نصوصهم السرية القدسة بكل رزيئة ومنقصة‪ ،‬ولذا يعدونه‬
‫بقتلة رهيبة شاملة ل تبقي فيهم أحدا وذلك حي تقوم لم دولة ‪ -‬كما سيأت ‪. -‬‬
‫على أية حال هو نص يكشف عن نوايا وأهداف هؤلء الروافض حول حرم‬
‫ال وحجا به‪ ،‬والشرف ي عل يه ‪ .‬إذ ن صوصهم تتناول هذه الفئات جيعا ‪ ..‬ف هل من‬
‫مذكر قبل فوات الوان ووقوع الواقعة ‪.‬‬

‫‪ - 3‬سرقة أموال الحجاج واغتصابها كلما حانت الفرصة ‪:‬‬

‫يقول النص ‪ " :‬خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا المس " (‪.)1‬‬
‫وأهل السنة عندهم ف عداد النواصب‪ ،‬لن من قدم أبا بكر وعمر على علي‬
‫فهي ناصب كما تؤكده أقوالم وتنص عليه أخبارهم (‪.)2‬‬
‫بل إن الزيدية عندهم ‪ -‬وهم شيعة ‪ -‬يعدون ف سلك النواصب‪ ،‬ولذلك جاء‬
‫ف أخبار هم " عن ع مر بن يز يد قال‪ :‬سألت أ با ع بد ال (ع) عن ال صدقة على‬
‫الناصـب وعلى الزيديـة ؟ فقال‪ :‬ل تصـدق عليهـم بشيـء ول تسـقهم مـن الاء إن‬
‫استطعت‪ ،‬وقال ل‪ :‬الزيدية هم النصاب " (‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫() تذيب الحكام للطوسي (‪ ،)1/384‬السرائر لبن إدريس ص(‪ ،)484‬وسائل الشيعة للحر‬
‫العاملي (‪.)6/340‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬السرائر ص( ‪ ،)471‬وسائل الشيعة ( ‪ ،)342-2/341‬بشارة الصطفى لشيخهم الطبي‬
‫ص( ‪ ،)51‬وراجع أيضا ‪ :‬الحاسن النفسانية ف أجوبة السائل الراسانية‪ ،‬السألة السادسة ص( ‪ )138‬وما‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() رجال الكشي ص(‪ )229-228‬رقم(‪. )409‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫وذلك لن زيد بن علي ‪ -‬رحه ال ‪ -‬ترضى عن الشيخي‪ ،‬ولذا فإن شيخهم‬
‫الطوسي يرد رواياته (‪ )1‬مع أنه من أئمة أهل البيت‪ ،‬وقد نص علماء السلمي على أنه‬
‫من الثقات (‪ .)2‬وكذلك يلحقون به ف الكم سائر الزيدية الذين سلكوا مسلكه ف‬
‫الرضا بلفة الشيخي والترضي عنهما‪ ،‬ويرجونم من زمرة التشيع كما نص على‬
‫ذلك شيخ هم الف يد (‪ .)3‬ول ي ستثنون من ذلك أحدا من شارك هم ف مشرب م ف‬
‫تكفي صحابة رسول ال وهم الارودية من الزيدية (‪.)4‬‬

‫ونص ثا نِ قالوا فيه ‪ " :‬مال الناصب وكل شيء يلكه حلل " (‪ )5‬لنم ف‬
‫منـزلة الكفار عندهم ‪.‬‬
‫فهم يستحلون متلكات أهل السنة والشيعة العتدلي وسائر الفرق السلمية‪،‬‬
‫و يبيحون لتباع هم ال ستيلء علي ها إذا حا نت الفرض‪ ،‬وتي سر ال سبيل ب يث ل ينال‬
‫الواحد منهم ضرر من جراء ذلك ‪.‬‬

‫وجاء ف كتب الفقه عندهم ‪ " :‬إذا أغار السلمون على الكفار فأخذوا أموالم‬
‫فالحوط ؛ بل القوى إخراج خسها من حيث كونا غنيمة ولو ف زمن الغيبة‪ ،‬وكذا إذا‬
‫أخذوا بالسرقة والغيلة " (‪.)6‬‬
‫و " لو أخذوا منهم بالربا ‪ ،‬أو بالدعوى الباطلة فالقوى إلاقـه بالفوائد الكتسبة‬
‫فيعتب فيه الزيادة عن مؤنة السنة‪ ،‬وإن كان الحوط إخراج خسة مطلقا " (‪.)7‬‬

‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬الستبصار ج(‪ ،)1‬ص(‪. )66‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬تذيب التهذيب (‪. )420-3/419‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬أوائل القالت ص(‪. )39‬‬
‫‪4‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدر السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫() تذيب الحكام للطوسي (‪ ،)2/48‬وسائل الشيعة للعاملي (‪. )11/60‬‬
‫‪6‬‬
‫() العروة الوثقى لليزدي وبامشها تعليقات مراجع الشيعة ف العصر الاضر (‪. )368-2/367‬‬
‫‪7‬‬
‫() الصدر السابق (‪ ،)2/368‬وانظر أيضا ‪ :‬هداية العباد‪ ،‬لشر يعتمداري ص(‪. )168‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫وينبغي أن يلحظ لعرفة أبعاد هذا النص أن جيع الفرق السلمية عندهم ف‬
‫حكم الكفار حت نقل شيوخهم إجاعهم على ذلك‪ ،‬قال الفيد ‪ " :‬واتفقت المامية‬
‫على أن أصحاب البدع كلهم كفار " (‪.)1‬‬
‫بل هم يعدون م أ شد كفرا من اليهود والن صارى‪ ،‬لن من كر إما مة الث نا‬
‫عشر عندهم أشد كفرا من منكر نبوة أحد النبياء‪ ،‬كما قرره شيخهم ابن الطهر‬
‫اللي وغيه (‪.)2‬‬
‫ولذا قال شيخهـم ابـن بابويـه رئيـس الحدثيـ عندهـم بأن منكـر المام‬
‫الغائب أشد كفرا من إبليس ( ‪ )3‬مع إن المام الغائب ينكره أكثر طوائف الشيعة‬
‫العا صرين لنشأة فكرة الغي بة ؛ بل وأ هل الب يت الذ ين نشأت دعوى الغي بة ف‬
‫عهدهم ( ‪.)4‬‬
‫أقول ‪ :‬إذا لحظنـا هذا‪ ،‬وأن مفهوم الكافـر عنـد الثنـا عشريـة يضـم جيـع‬
‫السلمي باستثناء طائفتهم فهذا يعن بكل وضوح أنم ‪ -‬كما جاء ف النص السابق‬
‫‪ -‬يبيحون الستيلء على أموال السلمي بالغارة والسرقة‪ ،‬والغيلة‪ ،‬ويتسحلون أخذ‬
‫أموالم عن طريق الربا والدعاوي الباطلة ‪ .‬وهذا تترجة الحداث التاريية الت جرت‬
‫منهم‪ ،‬كما يصدقه واقع دولة اليات اليوم ف " اللصوصية " الت يارسونا ف الليخ‬

‫‪1‬‬
‫() أوائل القالت ص(‪. )15‬‬
‫‪2‬‬
‫() اللفي ص(‪. )3‬‬
‫‪3‬‬
‫() إكمال الدين ص(‪. )13‬‬
‫‪4‬‬
‫() انظر‪ - :‬مثلً ‪ -‬ما جاء ف تاريخ الطبي ف حوادث (‪ ،)302‬ج(‪ )13‬ص(‪ )27-26‬ط‪.‬‬
‫السينية‪ ،‬من إنكار مشايخ أب طالب على رجل ادعى أنه ممد بن السن العسكري‪ ،‬وقولم إن‬
‫السن ل يعقب‪ ،‬وانظر‪ :‬ما نقلته كتب الشيعة نفسها من إنكار عائلة السن لدعوى الود وعلى‬
‫رأسها أخوة جعفر‪ ،‬ولذا تسميه الشيعة بعفر الكذاب واعترافهم بأن جعفرا حبس جواري أخيه‬
‫وحلئله حت ثبت لـه براءتن من المل‪ ،‬انظر‪ :‬الغيبة للطوسي ص(‪ ،)75‬وانظر‪ :‬إكمال الدين‬
‫ص(‪ ،)451‬الحتجاج (‪ ،)2/283‬سفينة البحار (‪ ،)1/163‬مقتبس الثر (‪. )14/316‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫وتديدهـم لريـة اللحـة فيـه‪ ،‬واسـتيلئهم على بعـض البواخـر الارة بياه الليـج‬
‫باعتبارها غنائم وهي ملك للمسلمي‪ ،‬وما يططون له ف الستقبل ‪ .‬كما ظهر ذلك‬
‫ف بعض أقوالم وتصريات زعمائهم‪ ،‬وما خفي فهو أعظم ‪.‬‬
‫وكذا ما تقوم به " منظماتم " ف لبنات وغيه من خطف للطائرات ونب‪،‬‬
‫وسلب‪ ،‬ف هم إذا قدروا على شيء من أموال السلمي استحلوا أخذه‪ ،‬ولو كان من‬
‫أموال اليتامى والستضعفي من مالفيهم ‪ .‬ولذا قال المام الشوكان ‪ " :‬وأما وثوب‬
‫هذه الطائفـة على أموال اليتامـى والسـتضعفي‪ ،‬ومـن يقدرون على ظل مة كائنا من‬
‫كان فل يتاج إل برهان ؛ بل يكفي مدعيه إحالة منكره على الستقراء والتتبع فإنه‬
‫سيظفر عند ذلك بصحة ما قلنا " (‪.)1‬‬
‫وهذا البوتوكول و هو العتداء على أموال السلمي يطب قه الراف ضة كل ما حا نت‬
‫فرصة على صعيد الرم‪ ،‬وبي الجاج أو غيهم‪ ،‬وقد يتيسر لم الم ف الج أكثر حيث‬
‫الجتماع والمان‪ .‬فليحذر كل حاج على ماله من كل رافضي ولو رآه ف غاية التدين ف‬
‫الظاهر لن مذهبه يعد سرقة مالفيه من سائر الفرق السلمية من القربات والصالات‬

‫‪ - 4‬القذف العام لحجاج بيت الله الحرام ما عدا طائفتهم ‪:‬‬


‫وتغرس بروتوكولتمـ فـ نفوس أتباع هم كره حجاج بيـت ال حتـ تعدهـم‬
‫كلهم زناة‪ .‬وهذا النوع من التربية والتوجيه قد يكون له أثره ف نوعية تعاملهم مع‬
‫السلمي ف الشاعر ‪.‬‬
‫تقول نصوصهم ‪ " :‬إن ال يبدأ بالنظر إل زوار السي بن علي عشية عرفة‬
‫ق بل نظره إل أ هل الو قف ‪ -‬لن ف أولئك ‪ ( -‬يع ن حجاج ب يت ال ) أولد زناة‬
‫وليس ف هؤلء أولد زنا " (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() طلب العلم ص(‪. )74‬‬
‫‪2‬‬
‫() الواف‪ ،‬الجلد الثان (‪. )8/222‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫يعن أن زوار السي كلهم روافض وهم ليسوا أولد زنا‪ ،‬ف حي الج‬
‫يمع مع الروافض سائر المة السلمية بختلف مذاهبها‪ ،‬وهؤلء حسب معتقد‬
‫الشيعة أولد زنا‪ ،‬ولذلك جاء ف الكاف ‪ " :‬إن الناس كلهم أولد بغايا ما خل‬
‫شيعتنا " ( ‪.)1‬‬
‫وقال يوا ‪ " :‬ما من مولود يولد إل وإبل يس من البال سة بضر ته ‪ ،‬فإن‬
‫علم أن الولد من شيعت نا حج به من ذلك الشيطان‪ ،‬وإن ل ي كن الول ـود من‬
‫شيعتنـا أثبـت الشيطان أصـبعه فـ دبر الغلم فكان مأبونا‪ ،‬وفـ فرج الاريـة‬
‫فكـانت فاجرة " ( ‪.)2‬‬
‫وعقـد الجلسـي فـ البحار بابا لذا العتقاد بعنوان " باب إنـه يدعـي الناس‬
‫بأساء أمهاتم إل الشيعة " وذكر فيه اثنتا عشرة رواية (‪.)3‬‬
‫فهذا قذف شنيـع للمسـلمي جيعا مـن فئة لعلهـا أقرب إل هذا الوصـف‬
‫الذي أصـلقته بالسـلمي‪ ،‬وذلك بكـم قولاـ بالتعـة‪ ،‬والتعـة الدوريـة‪ ،‬وعاريـة‬
‫الفرج‪ ،‬ف نصوص كثية ف كتبهم القدسة فهي كقول القائل ‪ " :‬رمتن بدائها‬
‫وانسلت " ‪.‬‬
‫ول شـك بأن هذه النظرة إل حجاج بيـت ال عنـد هذه الفئة ل تثمـر إل‬
‫الستهانة بالجاج والستخفاف بقوقهم‪ ،‬واستحلل الوقيعة فيهم‪ ،‬وف أعراضهم‪،‬‬
‫وأولد هم‪ ،‬ودمائ هم‪ ،‬وأموال م‪ ،‬ول عل ما يلم سه الج يج من مضايقات من ب عض‬
‫الروافض ف الشاعر إنا يصدر عن هذه التوجيهات الفية‪ ،‬ولو أتيحت لم الفرصة‬
‫كاملة لا أبقوا من أهل اليان والتوحيد باقية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الكاف‪ ،‬الروضة ص(‪ ،)135‬ط‪ .‬لكنو ‪1889‬م‪ ،‬بار النوار (‪. )24/311‬‬
‫‪2‬‬
‫() تفسي العياشي (‪ ،)2/218‬البهان (‪. )2/139‬‬
‫‪3‬‬
‫() بار النوار (‪. )7/237‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫خطط العدوان على بيت الله الحرام‬

‫ويشتمل على ‪:‬‬

‫‪ - 1‬نزع الحجر السود من الكعبة ‪:‬‬

‫‪ - 2‬هدم الحجرة النبوية‪ ،‬وإخراج الجسدين‬


‫الطاهرين للخليفتين الراشدين‪ ،‬وكسر‬
‫المسجد النبوي ( حسب تعبيرهم ) ‪.‬‬

‫‪ - 3‬هدم المسجد الحرام والمسجد النبوي ‪:‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫‪ - 1‬نزع الحجر السود من الكعبة ‪:‬‬

‫يقول النص ‪ " :‬يا أهل الكوفة لقد حباكم ال عز وجل با ل يب أحد من‬
‫فضـل‪ ،‬مصـلكم بيـت آدم وبيـت نوح‪ ،‬وبيـت إدريـس‪ ،‬ومصـلى إبراهيـم ‪ ...‬ول‬
‫تذهب اليام والليال حت ينصب الجر السود فيه " (‪.)1‬‬
‫هذا وعد من زنادقة العصور البائدة أن يقوموا بنقل الجر السود إل أماكن‬
‫العبادات عندهم‪ ،‬وهي الضرحة والقبور‪ ،‬والت يسمونا بالشاهد‪ ،‬ويدد هذا النص‬
‫"الكوفـة"‪ :‬وهـي الوطـن الول التـ نسـج فيهـا ابـن سـبأ اليهودي خيوط مؤامرتـه‪،‬‬
‫ووضع فيها خليته الول‪ ،‬ولذا جاء ف نصوص الروافض إنه ل يقبل دعوتم من بلد‬
‫السلم إل الكوفة (‪.)2‬‬
‫وهذه النصـوص (إسـقاطات) لرغبات مكبوتـة‪ ،‬ونوازع خفيـة لذه الزمرة‬
‫الاقدة‪ ،‬و هي ل ت بق مرد أما ٍن ورغبات فح سب ؛ بل انطلق من ها ترك عملي ف‬
‫جعيات سرية توب العال السلمي ترفع شعارات أشبه بشعارات الاسون مثل "مبة‬
‫أهل البيت" و " النتصار لظلم أهل البيت" و " عودة المامة لهل البيت" مع أنم‬
‫قد انقط عت صلتهم بالل م نذ منت صف القرن الثالث تقريبا‪ ،‬ح يث يتبعون إماما ل‬
‫وجود له ‪ .‬ك ما أن هذا البوتوكول قد ت ت طبيقه على يد القرام طة ح يث اقتلعوا‬
‫الجر السود ( ف أحداث سنة ‪31 7‬هـ) وحلوه إل البحرين ؛ ث نقلوه بعد ذلك‬
‫إل الكوفة (‪ .)3‬وقد بقى عندهم قرابة اثنتي وعشرين سنة (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() الواف‪ ،‬للفيض الكاشان‪ ،‬باب فضل الكوفة ومساجدها‪ ،‬الجلد الثان‪ ،‬ج(‪ ،)1‬ص(‪. )215‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬بار النوار‪ ،‬ج(‪ ،)100‬ص(‪ ،)259‬ج(‪ ،)60‬ص(‪. )209‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬الفرق بي الفرق للبغدادي ص(‪. )291-290‬‬
‫‪4‬‬
‫() وردّ بعد ذلك من الكوفة إل مكة على يد أب إسحاق إبراهيم بن ممد بن حيي النيسابوري‬
‫شيخ نيسابور ف عصره‪ ،‬وأحد العباد الجتهدين التوف سنة (‪362‬هـ) ‪.‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫ولذا حي ألف المام الرقي ‪ -‬رحه ال ‪( -‬التوف سنة ‪3 3 4‬هـ) متصرة‬
‫ف الف قه ف تلك الفترة الع صبية‪ ،‬قال ح ي جاء على ذ كر منا سك ال ج ( ث أ تى‬
‫الجر السود إن كان فاستلمه ) (‪.)1‬‬
‫قال صياحب الغني ‪ " :‬وقول الرقـي " إن كان " يعنـ إن كان الجـر فـ‬
‫موض عه ل يذ هب به ك ما ذه بت به القرام طة ح ي ظهروا على م كة " (‪ .)2‬و كل‬
‫مؤ من يتأ ثر وت تز مشاعره‪ ،‬و هو يت صور هذا الدث الره يب‪ ،‬وهذا اللاد بظلم ف‬
‫بيـت ال الرام ‪ .‬ول يزال أحفاد القرامطـة تراودهـم أحلمهـم لعادة هذا اللاد ؛‬
‫وماولتم لثارة الفت ف حرم ال مرات تنبئ عما تكنه صدورهم‪ ،‬وما تنطوي عليه‬
‫وثائقهم فهل ينتبه الؤمنون إل مكائد الباطني ‪ ..‬ول يلدغ الؤمن من جحر مرتي ‪.‬‬
‫وهناك خبيئة عجيبة هي أن نصوصهم تقول كما يقول شيخهم وأحد آياتم ف هذا‬
‫العصـر ‪ " :‬إن الهدي يبدأ بغزو العال انطلقا مـن الكوفـة‪ ،‬وذلك بإرسـال السـرايا‪،‬‬
‫وبث اليوش التكاملة للقيام بذه الهمة " (‪.)3‬‬
‫ول عل من أهداف إ صرار المي ن على ال ستمرار ف مار بة الش عب العرا قي‬
‫تقيق هذا الدف ‪ ...‬أليس هو الذي يتول القيام بأعمال الهدي كاملة بكم مذهبه‬
‫الذي أعله‪ ،‬وعارضـه جلة مـن الشيعـة فيـه‪ ،‬وقبـل الحتلل قـد يؤتـ بالجـر مـن‬
‫مكانة‪ ،‬فالكوفة مركز النطلقة كيف ل وهم يقولون ف نصوصهم ‪ " :‬إن الكوفة‬
‫حرم ال‪ ،‬وحرم رسـوله ‪ ،‬وحرم أميـ الؤمنيـ‪ ،‬وإن الصـلة فيهـا بألف صـلة‬
‫والدرهم بألف درهم " (‪.)4‬‬
‫فيترجون هذا الف ضل الزعوم ‪ -‬الذي هو ن سيح خيال راف ضي موتور ‪ -‬ين قل‬
‫الجر كفى ال السلمي كيد الباطني وعدوانم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() متصر الرقي مع شرحه الغن (‪. )3/370‬‬
‫‪2‬‬
‫() الغن (‪. )3/371‬‬
‫‪3‬‬
‫() ممد باقر الصدر‪ ،‬تاريخ ما بعد الظهور‪ ،‬ص(‪. )450‬‬
‫‪4‬‬
‫() الواف‪ ،‬الجلد الثان‪ ،‬ج(‪ ،)8‬ص(‪. )215‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫‪ - 2‬هدم الحجرة النبوية‪ ،‬وإخراج الجسدين الطاهرين‬
‫للخليفتين الراشدين‪ ،‬وكسر المسجد النبوي ( حسب تعبيرهم‬
‫)‪.‬‬

‫يقول النص ‪:‬‬


‫" وأ جئ إل يثرب‪ ،‬فأهدم الجرة‪ ،‬وأخرج من ب ا وه ا طريان‪ ،‬فآ مر ب ما‬
‫تاه البقيع‪ ،‬وآمر بشبتي يصلبان عليهما‪ ،‬فتورقان من تتهما‪ ،‬فيفتت الناس بما‬
‫أش ّد من الول " (‪.)1‬‬

‫نص آخر يقول ‪:‬‬


‫" هل تدري أول ما يبدأ به القائم‪ ،‬يعن‪ :‬قائمهم الذي ستيول خين القيام‬
‫بكافة أعماله بكم مذهبه ف رواية الفقيه‪ ،‬ومنها هذا العمل‪ ،‬وغيه من العمال‬
‫‪،‬‬ ‫الت ذكرنا نصوصها " أول ما يبدأ به يرج هذين‪ ،‬يعن‪ :‬خليفت رسول ال‬
‫رطبي غضي فيحرقهما ويذريهما ف الريح ويكسر السجد " (‪.)2‬‬

‫ونص ثالث يقول ‪:‬‬


‫" وهذا القائم ‪ ...‬هو الذي يش في قلوب شيع تك من الظال ي والاحد ين‬
‫والكافريين فيخرج اللت والعزى (يعنون خليفتي رسيول ال أبيا بكير وعمير ‪-‬‬
‫ضيَ ال عَنْهُما ‪ ) -‬طريي فيحرقهما " (‪.)3‬‬
‫رَ ِ‬
‫وهذه النصـوص تكشـف بشكـل جلي واضـح‪ ،‬أن جيوشهـم إذا وصـلت إل‬
‫الدينـة النورة ‪ -‬حفظـه ال حرمـه‪ ،‬وخيـب آمالمـ ‪ -‬فإن أول أعمالاـ هـو هدم‬
‫الجرة النبوية‪ ،‬ونبش القبين الطاهرين‪ ،‬ل لشيء إل للتشفي والنتقام‪ ،‬وما أعظم‬
‫‪1‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج(‪ ،)53‬ص(‪. )105-104‬‬
‫‪2‬‬
‫() بار النوار‪ ،‬ج(‪ ،)52‬ص(‪. )386‬‬
‫‪3‬‬
‫() عيون أخبار الرضا (‪ ،)1/58‬بار النوار (‪. )52/342‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫هذه الحقاد الت تريد التشفي من أموات مضى على موتم مئات السني ‪ ...‬هل‬
‫يو جد مث يل لذا ال قد ف عال الن سان على امتداد التار يخ ‪ ...‬ول شك بأن من‬
‫يتمنـ أن يفعـل مثـل هذا بالموات‪ ،‬فإن أمنيتـه أيضا وحنقـه على الحياء ( منـ‬
‫يترضى عن الشيخي ) ورغبته ف النتقام منهم‪ ،‬والتشفي بقتلهم أشد ‪ .‬كما قال‬
‫ب عض ال سلف ‪ " :‬ل ي غل قلب أ حد على أ حد من أ صحاب ر سول ال ‪ ،‬إل‬
‫كان قلبه على السلمي أغل " (‪.)1‬‬
‫وحسبك أن تعلم أنم يرون أن من يزعم لب بكر وعمر السلم فهو عندهم‬
‫ف عداد الكافرين (‪ .)2‬فهذه أمانيهم عبت عنها نصوصهم أبلغ تعبي ‪.‬‬
‫وهم يتطلعون لتحقيق هذه المان‪ ،‬فقد بدت البغضاء من أفواههم‪ ،‬وما تفي‬
‫صدورهم أكب‪ ،‬وما نقلته الخبار عن ماولتم لنبش بعض قبور الصحابة ف البقيع‬
‫هو تطبيق لبعض هذه الطط ‪ .‬وما يصرح به آياتم من تديد باحتلل الرمي ‪-‬‬
‫كما سيأت ‪ -‬هو لتحقيق هذا الدف وغيه ‪.‬‬
‫ث تاول بروتوكولت م أن ت صور ردة الف عل ال سلمية لذا الع مل الجرا مي‬
‫ضد خلفاء رسول ال لتوطن أتباعهم على قبولا‪ ،‬وامتصاصها بيث ل تؤثر على‬
‫استمرار الذابح الدموية منهم ‪.‬‬
‫حيـث تشيـ بعـض بروتوكولتمـ إل أثـر النبـش والتخريـب عنـد السـلمي‬
‫فتقول‪ ...‬ث يدث حدثا فإذا فعل ذلك قالت قريش ‪ :‬أخرجوا بنا إل هذا الطاغية‪،‬‬
‫فو ال لو كان ممديا ما فعل‪ ،‬ولو كان علويا ما فعل‪ ،‬ولو كان فاطميا ما فعل (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫() البانة لبن بطة ص(‪. )41‬‬
‫‪2‬‬
‫() وقد جاء ذلك ف أصول الكاف‪ ،‬ج(‪ ،)1‬ص(‪ ،)373‬وانظر‪ :‬تفسي العياشي (‪،)1/178‬‬
‫البهان للبحران (‪ ،)1/293‬بار النوار (‪. )8/218‬‬
‫‪3‬‬
‫() تفسي العياشي (‪ ،)2/58‬بار النوار (‪. )52/342‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫قال شيخهم وفخرهم الجلسي ‪ :‬لعل الراد بإحداث الدث إحراق الشيخي‬
‫اللعوني‪ ،‬فلذا يسمونه عليه السلم بالطاغية (‪.)1‬‬
‫انظر إل تعليق شيخهم الجلسي وتفسيه للحديث الذي يدثه مهديهم ( أو‬
‫نائ به ) والذي يث ي ثائرة ال سلمي‪ ،‬تده يقرر أن الدث يع ن إحراق قب ر سول ال‬
‫وصاحبيه‪ ،‬الذي يصهما هذا الفاك باللعن ‪.‬‬
‫وهذا الجلسي هو قدوتم وعمدتم ومن يعتمد قوله ‪ -‬كما يقولون ‪ -‬سواد‬
‫الشيعـة اليوم (‪ )2‬ولذا يصـفونه برئيـس الفقهاء والحدثيـ وملذ الحدثيـ فـ كـل‬
‫الع صار‪ ،‬ومعاذ الجتهد ين ف ج يع الم صار‪ ،‬وأع ظم أعا ظم الفقهاء والحدث ي‪،‬‬
‫وأفخم أفاخم علماء أهل الدين (‪.)3‬‬
‫و هو يقرر هذا ب كل صراحة وبل تق ية‪ ،‬أو مصانعة ل نه يعيش ف ظل الدولة‬
‫ال صفوية ال ت حت مه ففاض ل سانه ب ا ينطوي عل يه قل به‪ ،‬وقلوب زمر ته‪ ،‬ف هو يتحدث‬
‫عـن حلمهـم حول الجرة النبويـة الطاهرة‪ ،‬والريـق الذي يعدون أتباعهـم بإشعاله‬
‫فيها‪ ،‬ويُحَ ّدثُهم بذلك وكأنه أمر سيقع ل مالة ‪.‬‬
‫ويبدو أن هذا الشعور أتاحتـه له فرصـة وجوده فـ دولة شيعيـة هـي الدولة‬
‫الصفوية‪ ،‬وهي وإن ل يكمها آياتم‪ ،‬لكن كان لم فيها تكن ونفوذ ‪.‬‬
‫وهذا هو شعور كل رافضي من هذه الفئة‪ ،‬فهو كما يرى القارئ يقرر لتباعه‬
‫هذه الوعود‪ ،‬وكأ نه يزف ل م البشرى بتحق يق أغلى أماني هم ‪ .‬ف هل تو جد ب عد هذا‬
‫طائفة أشد مناوأ ًة وعداوة لقدسات السلمي من هذه الطائفة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() بار النوار (‪. )52/46‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬الفيض القدسي ص(‪ ،)20-19‬الطبوع مع بار النوار ج(‪. )105‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬الصدر السابق ص(‪ )27 -22-21‬والجلسي من مؤسسي الغلو ف دينهم حت قال‪:‬‬
‫صاحب التحفة الثنا عشرية بأنه لو سي دين الشيعة دين الجلسي لكان ف ملة‪ ،‬ولذا قالوا‪ :‬بأنه ل‬
‫يوجد لـه ف عصره ول قبله قرين ف ترويج دينهم ومذهبهم‪ ،‬انظر‪ :‬الفيض القدسي ص(‪. )17‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫وباسـم وليـة الفقيـه يعلن اليوم البدء فـ تقيـق أعمال دولة الهدي بدعوى‬
‫النيابـة الكاملة عنـه‪ ،‬والسـلمون ل يعلمون شيئا مـن ماطـر هذه الدعوى لنمـ ل‬
‫يعرفون هذه ال سرار‪ ،‬ول يعلمون شيئا عن هذه البوتوكولت ال سرية ول يدركون‬
‫ماذا سيصنعه مهدي الروافض الذي يرتقبون خرو جه‪ ،‬وهو لن يرج لنه ل يو جد‪،‬‬
‫ل كن ال طر ال كب أن يبدأ بتنف يذ أعمال هذا الوهوم‪ ،‬وتق يق مازره الدمو ية فكأن‬
‫مهدي الرافضـة خرج اليوم بصـورة عشرات مـن شيوخ الروافـض ‪ .‬فقـد أخرجوه‬
‫بطريقة ماكرة خبيثة متلبسة بدعوى ولية الفقيه ‪.‬‬
‫وهل هناك بعد هذا أصرح من هذه النصوص ف كشف نوايا الرافضة‪ ،‬ومبلغ‬
‫عدائها للمؤمني‪ ،‬وعظيم حقدها على أهل السلم‪ ،‬وماولتم النتقام كلما حانت‬
‫لا فرصة باسم ولية الفقيه‪ ،‬أو بأي شعار آخر‪ ،‬فخمين وزمرته نفذوها بكم هذا‬
‫الذهب الديد الذي اتبدعه خين بي طائفتي (‪.)1‬‬

‫‪ - 3‬هدم المسجد الحرام والمسجد النبوي ‪:‬‬


‫يقرر القوم عب بروتوكولتم بأن منتظرهم سيقوم بدم السجدين الشريفي‪،‬‬
‫ويتستر بدعوى أنه سيدها إل أساسهما ‪.‬‬
‫يقول نصيهم ‪ " :‬إن القائم يهدم السيجد الرام حتي يرده إل أسياسه‪،‬‬
‫ومسجد الرسول وآله إل أساسه " (‪.)2‬‬
‫ال سلمون يك ثر عدد هم ‪ -‬ول ال مد ‪ -‬على مر اليام‪ ،‬و من ال طبيعي أن م‬
‫يتاجون إل مزيد من التوسعة ف أرض الرمي ل إل هدمهما فما غرض هذه الفئة‬
‫بذه العملية الت يلمون بتحقيقها‪ ،‬ويرون أنا واقعة على أيديهم ل مالة ( خيب ال‬
‫ظنونم وجعل تدبيهم تدميا لم ) ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() أشار ف كتابه الكومة السلمية إل آخرين سبقوه ف هذا الذهب‪ ،‬ولكن ل يتح لم رئاسة‬
‫فيقوموه بذه العمال كحال خين اليوم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() الغيبة للطوسي ص(‪ ،)282‬بار النوار (‪. )52/338‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫هل يريدون بدم الرم ي صرف الناس إل كربلء‪ ،‬وال ت ما ف تئ شيوخ هم‬
‫الغابرون والعاصـرون ينعقون بفضلهـا عندهـم على بيـت ال ‪ -‬كمـا سـيأت ‪ -‬فل‬
‫يط يب ل م ع يش ول يه نأ ل م منام ح ت يولوا الناس إل كعبت هم ‪ ...‬و هم يعدون‬
‫أتباعهم بتحقيق ذلك حي قيام دولتهم ‪.‬‬
‫أم إن م يهدفون إل تقل يص ح جم الرم ي ب سبب أن م ل يرون على ال سلم‬
‫سوى طائفتهم ‪ -‬كما م ّر نقل إجاعهم على ذلك ‪ -‬فهم سيمنعون سائر السلمي‬
‫من دخول الرم ي ب كم أنمك كفار ف اعتقادهم‪ ،‬ف ما يبقى ب عد ذلك من أرض‬
‫الرمي كافٍ لطائفتهم لنم ل يثلون سوى قلة قليلة من السلمي (‪.)1‬‬
‫أم إ نه قد غاظ هم ت مع ال سلمي بكثا فة كبية ف البلد القد سة‪ ،‬والتو سعة‬
‫ال ستمرة ال ت عملت لت ستوعب تلك العداد و هم ف كربلء ومشاهد هم ل يلت فت‬
‫إلي هم أ حد سوى أتباع هم الذي غرورا ب م ف هم يرددون هذه الكلمات للت عبي عن‬
‫هذه الحقاد والتنفيس عن قلوب سود أكلها السد‪ ،‬ومزقتها الضغائن والحقاد ‪.‬‬
‫ول ي ظن ظا نٌ أن هذا البوتوكول من معتقدات قدمائ هم فح سب ؛ بل إن‬
‫آيات م ف هذا الع صر يفخرون بت طبيقه‪ ،‬يقول آيت هم م مد با قر ال صدر إ نه ( أي‪:‬‬
‫مهديهم الذي يتول شيوخهم النيابة عنه ) ‪ " :‬سيقوم بتقليص حجم السجد الرام‬
‫وإرجا عه إل أ سسه ‪ ...‬وبذلك ل تب قى ر بع ال سافة ال ت علي ها ال سجد ف الع صر‬
‫الاضر‪ ،‬وخاصة بعد التوسعات الضخمة الت أدخلت عليه أخيا " (‪.)2‬‬
‫ث يشي إل أنـه ياول تقليص عدد الطائفي مراعـاة لجم البيت حيث يتم‬
‫‪ -‬كمـا يقول ‪ " -‬منـع الطواف السـتحب ‪ ...‬فتعطـى القدمـة لصـاحب الفريضـة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫() يقول بعض الستشرقي ‪ :‬إن نسبتهم ‪ %10‬من مموع السلمي‪ ،‬وما أظنهم يبلغون ذلك‪،‬‬
‫وقد ذكر بعض كتابم أنم سبعون مليون (‪70‬مليون) ومنهم من قال‪ :‬إن عددهم مائة مليون‪ ،‬وهم‬
‫عادة يبالغون ف عددهم كلون من الدعاية الذهبية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() تاريخ ما بعد الظهور ص(‪. )828‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫وبذلك يقل عدد الطائفيي بالبيت إل حد كبي " (‪ .)1‬فإذا كانت هذه أهدافهم فما‬
‫بالم يوجون ويثورون إذا ت تنظيم الجيج ‪ ...‬وهذا ل يعن أننا ندافع عن الطرف‬
‫الخر‪ ،‬لكن الدف أن نبي أن مطالبيتهم برفع نسبة عدد الجاج من طائفتهم ليس‬
‫غايته الرغبة ف الج‪ ،‬ولكن لتحقيق أهداف أخرى ‪.‬‬
‫وب عد ‪ ...‬ف هل من ي سعى لدم الرم ي وتقلي صهما يه مه أ مر ال جر ؟ هل‬
‫هناك بيان لصخامة الكيد‪ ،‬وبالغ القد عندهم ضد مقدسات السلمي أبلغ من هذه‬
‫الطط الت سطرتا أقلمهم ودونت ف كتبهم القدسة‪ ،‬والت يلمون بتطبيقها حي‬
‫يقوم لمـ دولة برئاسـة واحـد منـ يدعون إمامتـه‪ ،‬أو مـن يتول النيابـة عنـه حسـب‬
‫الذهب الديد عندهم فينقضون على حرم ال المن هدما وتريبا ‪.‬‬
‫ووا ضع هذه الن صوص يعلم علم اليق ي أ نه ل يو جد ل م إمام غائب‪ ،‬ولك نه‬
‫يعب عن أحلمه وآماله‪ ،‬ويرسم خططه‪ ،‬ويطط لطموحاته وتطلعاته حي تقوم لم‬
‫دولة برئاسة المام أو نائبه ‪.‬‬
‫وقد قامت دولتهم‪ ،‬وبدأت ماولتم لبث الفتنة ف الرمي ‪ { :‬وإذ يمكر‬
‫بـك الذيـن كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكـر‬
‫الله والله خير الماكرين } (‪.)2‬‬
‫ث ل يفى أن هذه " البوتوكولت " بغض النظر عن العنصر " الراف" فيها‬
‫هي " إ سقاطات واعترافات " ت نم عن دخائل نفو سهم‪ ،‬و ما تك نه صدورهم من‬
‫مناوأة لديـن السـلم‪ ،‬وسـعى فـ الكيـد له حتـ يتمنون أن تتاح لمـ فرصـة لدم‬
‫الرم ي‪ ،‬ونبش القبين الطاهرين‪ ،‬وحينما يسون بعجزهم عن تقيق ذلك يعزون‬
‫أنفسهم بزن هذا لبد أن يتحقق عندما تقوم دولتهم على يد منتظرهم‪ ،‬فهي تكشف‬
‫ف القيقة ماذا سيفعلون لو واتتهم فر صة ال كم والتسلط ‪ .‬ولذلك فرن العاصرين‬

‫‪1‬‬
‫() تاريخ ما بعد الظهور ص(‪. )829‬‬
‫‪2‬‬
‫() سورة النفال‪ ،‬الية‪. )30( :‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫من هم يتمنون ف تح م كة والدي نة ك ما جاء على أل سنة آيات م ليحققوا أحل مه ال ت‬
‫أفصحت عنها أخبارهم ‪.‬‬
‫يقول آيتهيم وشيخهيم العاصير حسييي الراسييان ‪ " :‬إن طوائف‬
‫الشيعـة يترقبون من حيـ لخـر أن يوما قريبا آت يفتـح ال لمـ تلك الراضـي‬
‫القد سة ‪ )1( " ...‬ف هو يلم بفتح ها وكأن ا ب يد الكفار‪ ،‬ذلك أن ل م أهداف هم البي تة‬
‫ضد الديار القدسة ‪.‬‬
‫وف احتفال رسي وجاهيي أقيم ف عبدان ف ‪1 7 / 3 / 1 9 7 9‬م تأييدا لثورة‬
‫خينـ ألقـى أحـد شيوخهـم (د‪ .‬ممـد مهدي صـادقي) خطبـة فـ هذا الحتفال‬
‫سجلت باللغتي العربية والفارسية‪ ،‬ووصفتها الذاعة بأنا مهمة‪ ،‬وما جاء ف هذه‬
‫الطبة ‪" :‬أصرح يا إخوان السلمي ف مشارق الرض ومغاربا أن مكة الكرمة‬
‫حرم ال ال من يتل ها شرذ مة أ شد من اليهود (‪ ..." )2‬ث ذ كر بأ نه ح ي تث بت‬
‫ثورتمـ على أقدامهـا سـينتقلون إل القدس ومكـة الكرمـة وإل أفغانسـتان (‪.)3‬‬
‫وهكذا يرى أن م كة و هي ت ستقبل كل عام الج يج من كل فج عم يق‪ ،‬ويرت فع‬
‫علي ها علم التوح يد‪ ،‬ويأ من في ها كل معت مر وحاج يرى أن هذا كو ضع القدس‬
‫الذي يتله يهود‪ ،‬ووضع أفغانستان الت يتلها اللحدة الشيوعيون ‪ ...‬فأي هدف‬
‫ينشده ف السي إل مكة‪ ،‬لعلـه هو ما أفصحت عنه هذه البوتوكولت ‪ ،‬ولـذا‬
‫نشرت ملة الشه يد اليرا ن ‪ -‬ل سان حال علماء الشي عة ف قم ‪ -‬ف العدد ‪4 6‬‬

‫ال صادر بت ـاريخ ‪1 6‬شوال ‪1 4 0 0‬ه ـ‪ ،‬صورة ت ثل الكع بة الشر فة‪ ،‬وإل جانب ها‬

‫‪1‬‬
‫() السلم على ضوء التشيع ص(‪. )133-132‬‬
‫‪2‬‬
‫() تعد الرافضة جيع السلمي أشد كفرا من اليهود والنصارى‪ ،‬وانظر‪ - :‬مثلً ‪ -‬ما قاله شيخهم‬
‫اللقب عندهم بالعلمة ف كتابه " اللفي " ص(‪. )3‬‬
‫‪3‬‬
‫() أذيعت هـذه الطبة من ( صوت الثورة السلمية من عبادان الساعة ‪ 12‬ظهرا من يوم‬
‫‪17/3/1979‬م‪ ،‬انظر‪ :‬وجاء دور الجوس ص(‪. )344‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫صورة السجد القصى البارك وبينهما ( يد قابضة على بندقية ) وتتها تعليق نصه‬
‫‪ " :‬سنحرر القبلتي " (‪.)4‬‬

‫‪4‬‬
‫() انظر‪ :‬ملة الشهيد‪ ،‬العدد الذكور‪ ،‬وانظر‪ :‬جريدة الدينة السعودية الصادرة ف ‪ 27‬ذي القعدة‬
‫‪1400‬هـ ‪ ،‬وانظر‪ :‬ما كتبه الشيخ ممد عبد القادر آزاد‪ ،‬رئيس ملس علماء باكستان عما‬
‫شاهده ف أثناء زيارته ليران‪ ،‬حيث يقول‪ :‬بأنه رأى على جدران فندق هيلتون ف طهران‪ ،‬والذي‬
‫يقيمون فيه شعارات مكتوبا عليها ‪ " :‬سنحرر الكعبة والقدس وفلسطي من أيدي الكفار ‪"...‬‬
‫انظر‪ :‬الفتنة المينية للشيخ ممد آزاد ص(‪. )9‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬‬
‫النواع التي يخصونها بالقتل والعتداء‬
‫ويشتمل على ‪:‬‬

‫‪ - 1‬قتل أهل السنة ‪:‬‬

‫‪ - 2‬قتل الشيعة غير الغلة ‪:‬‬

‫‪ - 3‬قتل العرب ‪:‬‬

‫‪ - 4‬تخصيص المسلمين بالقتل ‪:‬‬

‫‪ - 5‬الثخان في القتل والستئصال الشامل للبشرية‬


‫‪:‬‬

‫‪ - 6‬قتل السرى والجرحى ‪:‬‬

‫‪ - 7‬القتل صفة دائمة ملزمة له ‪:‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫‪ - 1‬قتل أهل السنة ‪:‬‬

‫يرج قائمهم أو من يقوم بهمته " موتورا غضبان أسفا ‪ ..‬يرد السيف على‬
‫عاتقه " (‪ )1‬فيحصد أهل السنة الذين تلقبهم وثائق الرافضة " بالرجئة " حت قالوا ‪:‬‬
‫"ويح هذه الرجئة (‪ )2‬إل من يلجئون غدا إذا قام قائمنا (‪ " )3‬يذبهم والذي نفسي‬
‫بيده كما يذبح القصاب شاته (‪.)4‬‬
‫وأحيانا تلقبهم بالخالفي وتقول عنهم ‪ " :‬ما لن خالفنا ف دولتنا نصيب إن‬
‫ال قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا " (‪.)5‬‬
‫وحينا ت سميهم بالنوا صب وتقول ‪ " :‬فإذا قام قائم عرضوا كل نا صب عل يه‬
‫فإن أ قر بال سلم و هي الول ية وإل ضر بت عن قه‪ ،‬أو أ قر بالز ية فأدا ها ك ما يؤدي‬
‫أهل الذمة " (‪.)6‬‬
‫ويلحظ التناقض بي هذا وبي ما سيأت من عدم قبوله التوبة منهم ‪.‬‬

‫‪ - 2‬قتل الشيعة غير الغلة ‪:‬‬


‫ول يكتفون بقتل أهل السنة ؛ بل إن قائمهم (أو من ينوب عنه بقتضى نيابة‬
‫شيوخهم عن الهدي ف فترة غيبته الزعومة) يتتبع الشيعة الزيدية غي الغلة فيقتلهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() بار النوار (‪. )52/361‬‬
‫‪2‬‬
‫() قال شيخهم الطرحي وساهم مرجئة ‪ :‬لنم زعموا أن ال تعال أخر نصب المام ليكون نصبه‬
‫باختيار المة بعد النب وآله‪ ،‬ممع البحرين (‪ ،)178-1/177‬وانظر‪ :‬مرآة العقول (‪)4/371‬‬
‫‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)190‬بار النوار (‪. )52/357‬‬
‫‪4‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)191-190‬بار النوار (‪. )357-52‬‬
‫‪5‬‬
‫() بار النوار (‪. )52/376‬‬
‫‪6‬‬
‫() تفسي فرات ص(‪ ،)100‬بار النوار (‪. )52/373‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫تقول نصيوصهم ‪ " :‬إذا قام القائم سـار إل الكوفـة فيخرج منهـا بضعـة عشـر‬
‫آلف أنفس ‪ -‬كذا ‪ -‬يدعون البترية (‪ )1‬عليهم السلح فيقولون له ‪ :‬ارجع من حيث‬
‫جئت فل حاجة لنا ف بن فاطمة فيضع فيهم السيف حت يأت على آخرهم " (‪.)2‬‬

‫‪ - 3‬قتل العرب ‪:‬‬

‫يقولون بأن منتظرهم ( أو من ينوب مقامه من آياتم ) يسي ف العرب با ف‬


‫الفر الحر وهو قتلهم (‪.)3‬‬
‫وكثي من نصوصهم تعد العرب بلحمة على يد غائبهم ل تبقي على رجل‪،‬‬
‫أو امرأة‪ ،‬ول صغي‪ ،‬ول كبي ؛ بل تأخذهم جيعا فل تغادر منهم أحدا‪ ،‬حت قالت‬
‫بروتوكولتم ‪ " :‬ما بقي بيننا وبي العرب إل الذبح " (‪.)4‬‬
‫ويل حظ أن هذا ال ستئصال العام الشا مل للج نس العر ب ل يفرق ب ي شي عي‬
‫وسن‪ ،‬مع أن من العرب من يشايع هذه الزمرة‪ ،‬ولكن أخبارهم تؤكد أنه لن يتشيع‬
‫أ حد من العرب ح ي قيام دولة منتظر هم‪ ،‬ولذا تذر من الغترار ب م‪ ،‬وأن تشيعوا‬
‫فتقول ‪ " :‬أتق العرب فإن لم خب سوء أما إنه ل يرج مع القائم منهم واحد " (‪.)5‬‬
‫ومع أنّ ف الشيعة من العرب كثي إل أنم يقولون بأنم سيمحصون فل يبقى‬
‫منهم إل النذر اليسي (‪.)6‬‬

‫‪1‬‬
‫() البترية ‪ :‬هم أصحاب السي بن صال بن حي‪ ،‬وهم فرقة من الزيدية‪ ،‬وهي أقرب فرق الزيدية‬
‫لهل السنة‪ ،‬انظر عنهم ‪ :‬مقالت السلميي (‪ ،)1/144‬اللل والنحل (‪ ،)1/161‬الطط (‬
‫‪. )2/352‬‬
‫‪2‬‬
‫() الرشاد ص(‪ ،)412-411‬بار النوار (‪. )318 ،52/313‬‬
‫‪3‬‬
‫() بار النوار (‪. )318 ،52/313‬‬
‫‪4‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)155‬بار النوار (‪. )52/349‬‬
‫‪5‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)284‬بار النوار (‪. )52/333‬‬
‫‪6‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)137‬بار النوار (‪. )52/114‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫وحرب المي ن للشعر العراقي ( بل تفريق بي شيعته وسنته ) هي بداية ف‬
‫تطبيق هذا البدأ وهو القتل العام للجنس العرب‪ ،‬وماولة إفنائه ‪.‬‬
‫وقد وضح المر لكل ذي عيني‪ ،‬إن ف ذلك لذكرى لن كان له قلب ‪.‬‬
‫ول يفـى أن تصـيص العرب بالقتـل يدل على تغلغـل التاه الشعوبـ لدى‬
‫واضعـي هذه الروايات ‪ ...‬وهـي تـبي مدى العداوة للجنـس العربـ لدي مؤسـسي‬
‫الرافضة الرغبة ف التشفي منهم بقتلهم وذلك ‪ -‬ف حقيقة المر ‪ -‬ل يعود لنسيتهم‬
‫بل للدين الذي يملونه ‪.‬‬

‫‪ - 4‬تخصيص المسلمين بالقتل ‪:‬‬


‫و قد وردت ف بروتوكولت م ن صوص كثية ت صص ال سلمي بالق تل‪ ،‬ولذا‬
‫اعترف آيتهم الصدر بأن ظاهر رواياتم أن كثرة القتل متصة بالسلمي (‪.)1‬‬

‫‪ - 5‬الثخان في القتل والستئصال الشامل للبشرية ‪:‬‬


‫مهدي الروافض الذي تلم بجيئه وتتوقع خرو جه‪ ،‬والذي يتول شيوخ الروافض‬
‫بكم مذهبهم ف ولية الفقيه القيام بالنيابة عنه‪ ،‬وأداء أعماله وتقيق أهدافه‪.‬‬
‫هذا الوعود ( أو نائبه العام ) سيقوم بعملية قتل شامل‪ ،‬وإفناء كامل للناس ل‬
‫يسلم منه إل القليل وهم الرافضة تقول بروتوكولتم ‪:‬‬

‫‪ " - 1‬ل يكون هذا المير حتي يذهيب تسيعة أعشار الناس " (‪ .)2‬قال‬
‫آيتهم ممد باقر الصدر ‪ " :‬أقول والراد من هذا المر ‪ :‬ظهور الهدي (ع) " (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫() تاريخ ما بعد الظهور ص(‪. )579‬‬
‫‪2‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪. )146‬‬
‫‪3‬‬
‫() تاريخ ما بعد الظهور ص(‪. )482‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫‪ - 2‬وقال جعفر هم ‪ " :‬ل يكون هذا ال مر ح ت يذ هب ثل ثا الناس " فق يل‬
‫له‪ :‬فإذا ذ هب ثل ثا الناس ف ما يب قى ؟ فقال (ع) ‪ :‬أ ما ترضون أن تكونوا ف الثلث‬
‫الباقي (‪.)1‬‬

‫يقول آيتهم الصدر ‪ " :‬وهذا القتل الشامل للبشرية كلها ‪ ...‬يتعي حصوله‬
‫برب عالية شاملة قوية التأثي " (‪.)2‬‬
‫وتتلف ن صوصهم ف تد يد الن سبة الباق ية يقول شيخ هم العا صر ال صدر ف‬
‫توجيـه ذلك ‪ " :‬واختلف هذه النسـب الذكورة فـ الخبار لقلة الناس دال على‬
‫كونا على وجه التقريب ل التحديد ‪ .‬على أنه يكن الخذ بأكب نسبة وهو تسعة‬
‫أعشار لن الخبار بذهاب القل ل يناف الخبار عن ذهاب الكثر " (‪.)3‬‬
‫وهناك تعاليـم يوميـة مسـتمرة للتباع تثهـم وتدعوهـم لطلب الثأر والنتقام‬
‫وذلك عب أدع ية الزيارات ومنا سك الشا هد‪ ،‬وهذا الق تل الشا مل ل ين جو م نه إل‬
‫الرافضة‪ ،‬ومهما أعلن غيهم التوبة والرجوع فل يقبل منهم توبة ول رجوع‪ ،‬يقول‬
‫الصدر ‪ " :‬إن المام الهدي (ع) سوف يضع السيف ف كل النحرفي الفاشلي ف‬
‫التمحيـص‪ ،‬ضمـن التخطيـط السـابق على الظهور فيسـتأصلهم جيعا‪ ،‬وإن بلغوا‬
‫اللف‪ ،‬ول يقبل إعلنم التوبة والخلص " (‪ .)4‬وهذه السية ليست من السلم‬
‫ف شيء ‪ ،‬وهم يعترفون أنا شرعة جديدة مالفة التشيع له‪ ،‬تقول نصوصهم ‪ " :‬إن‬

‫‪1‬‬
‫() بار النوار ج(‪ ،)13‬ص(‪ )156‬ط‪ .‬الجر ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() تاريخ ما بعد الظهور ص(‪. )483‬‬
‫‪3‬‬
‫() تاريخ ما بعد الظهور ص(‪. )483‬‬
‫‪4‬‬
‫() تاريخ ما بعد الظهور ص(‪. )558‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫القائم أمر أن يسي بالقتل ول يستتيب أحدا " (‪)1‬؛ بل أنه يقتل من ل ذنب له‪ ،‬تقول‬
‫رواياتم ‪ " :‬إذا خرج القائم قتل ذراري قتله السي بفعل آبائها " (‪.)2‬‬
‫وت صور ب عض روايات م مبلغ ما ي صل إل يه من سفك دماء الناس ( من غ ي‬
‫طائف ته) ح ت تقول ‪ " :‬لو يعلم الناس ما ي صنع القائم إذا خرج ل حب أكثر هم أل‬
‫يروه ما يقتل من الناس ‪ ...‬حت يقول كثي من الناس ‪ :‬ليس هذا من آل ممد‪ ،‬لو‬
‫كان من آل ممد لرحم " (‪.)3‬‬
‫وهذا قول يد ين القائم بالروج عن سنن الرح ة والعدل ال ت عرف ب ا أ هل‬
‫البيت ؛ بل إنـه خرج عنه سنة الصطفى ‪ ،‬وهذا ما يصرحون با فقط سئل الباقر‬
‫‪ -‬على حد زعم هم ‪ -‬أي سي القائم ب سية ممد ؟ فقال‪ :‬هيهات ! إن ر سول ال‬
‫سار ف أم ته بالل ي‪ ،‬وكان يتألف الناس‪ ،‬والقائم أ مر أن ي سي بالق تل‪ ،‬وأل ي ستتيب‬
‫أحدا ‪ ،‬فويل لن ناوأه " (‪.)4‬‬
‫فالرافضـة تزعـم أنـه أمـر بسـيه تالف سـية رسـول ال ‪ ،‬وقـد أجعـ‬
‫السلمون أن كل ما خالف سيته فهو ليس من السلم‪ ،‬فهل بعث برسالة غي‬
‫رسالة السلم ؟!‪.‬‬
‫وكيف يؤمر بلف سية رسول ال هل هو نب أوحي إليه من جديد ؟‬
‫ول نب ب عد خا ت ال نبياء‪ ،‬ول و حي ب عد وفا ته‪ ،‬و كل من اد عى خلف ذلك ف هو‬
‫مفتر دجال‪ ،‬لعارضته للنصوص القطعية‪ ،‬وإجاع المة على ختم الوحي والنبوة بوفاة‬
‫سيد الرسلي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)153‬بار النوار (‪. )52/353‬‬
‫‪2‬‬
‫() علل الشرائع ص(‪ ،)299‬عيون أخبار الرضا (‪ ،)1/273‬بار النوار (‪. )52/313‬‬
‫‪3‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)154‬بار النوار (‪. )52/354‬‬
‫‪4‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)153‬بار النوار (‪. )52/353‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫ولكـن هذه الروايات تصـور مـا فـ قلوب واضعيهـا مـن حقـد على الناس‪،‬‬
‫ولسيما أمة السلم الت تالفهم ف نجهم‪ ،‬وأنم يتمنون يوما قريبا آتيا يققون فيه‬
‫هذه " الحلم " الت تكشف حقيقتها هذه الروايات‪ ،‬ويترجها واقع الشيعة ف العهد‬
‫الصوف‪ ،‬وف دولة اليات القائمة‪ ،‬وف منظماتم ف لبنان ‪.‬‬
‫ومعلوم أن أميـ الؤمنيـ عليا الذي يزعمون التشيـع له ل يكفرّ مالفيـه‪ ،‬ول‬
‫يقاتل إل من بغى عليه‪ ،‬فقائمهم الذي يفعل هذه الفاعيل ومن تبعه ف نجه‪ ،‬ليس‬
‫مـن شيعـة علي‪ ،‬وقـد اعترفوا فـ روايتهـم أن قائمهـم ل يأخـذ بسـية علي‪ ،‬سـئل‬
‫الصادق ‪ -‬كما يزعمون ‪ " -‬أيسي القائم بلف سية علي ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬وذاك أن‬
‫عليا سار بال ن وال كف لعل مه أن شيع ته سيظهر علي هم من بعده‪ ،‬أ ما القائم في سي‬
‫بالسيف والسب لنه يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبدا " (‪.)1‬‬

‫وقال صادقهم ياطب بعض الشيعة ‪ " :‬كيف أنت إذا رأيت أصاحب القائم‬
‫قـد ضربوا فسـاطيطهم فـ مسـجد الكوفـة ؛ ثـ أخرج الثال الديـد‪ ،‬على العرب‬
‫شديد‪.‬‬

‫قال ( الراوي ) ‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك ما هو ؟ قال‪ :‬الذ بح ‪ .‬قال‪ :‬قلت‪:‬‬


‫بأي ش يء ي سي في هم‪ ،‬ب ا سار علي بن أ ب طالب ف أ هل السواد ؟ قال‪ :‬ل إن‬
‫عليا سار با ف الفر البيض‪ ،‬وهو الكف‪ ،‬وهو يعلم أنه سيظهر على شيعته من‬
‫بعده‪ ،‬وأن القائم يسي با ف الفر الحر وهو الذبح‪ ،‬هو يعلم أنه ل يظهر على‬
‫شيعته (‪.)2‬‬

‫‪ - 6‬قتل السرى والجرحى ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)153‬بار النوار (‪. )52/353‬‬
‫‪2‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)52/318‬وهذه الرواية ف بصائر الدرجات كما أشار إل ذلك الجلسي ‪.‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫ومهدي هم أو نائ به خي ن و من بعده من شيوخ هم إذا تلكوا من ال سلطة ل‬
‫يرحون أحدا ولو كان أسيا‪ ،‬أو جريا‪ ،‬أو موليا فارا‪ ،‬وإن كان من السلمي‪ ،‬لنه‬
‫ل إسلم عندهم إل مذهب الروافض ‪.‬‬

‫يقول النص ‪ " :‬القائم له أن يقتل الولّي ويهز على الريح " (‪.)1‬‬
‫ولعل ما نسمعه من قتل اليرانيي للسرى ف الر الدائرة مع العراق تطبيق‬
‫لذا البدأ وعمل به ‪.‬‬

‫‪ - 7‬القتل صفة دائمة ملزمة له ‪:‬‬

‫تقول نصوصهم ‪ " :‬إن قائمهم ليس شأنه إل القتل فل يستبقي أحدا " (‪، )2‬‬
‫"ول يستتيب أحدا " (‪.)3‬‬
‫والتا بع للخمي ن م نذ ظهوره يرى أ نه قد حاول أن يلتزم بذه ال صفة لتحق يق‬
‫صفة عموم ولية الفقيه الت تبناها ‪ .‬ولن يتوقف عن عملية القتل الستمرة حت يروي‬
‫حقده إن كان لذا سبيل‪ ،‬أو يأ ت يوم ي شى ف يه إزهاق رو حه‪ ،‬أو إ سقاط دول ته‪،‬‬
‫وإل فإن القتـل وإزهاق الرواح عنـد هذه الفئات أحلى مـن العسـل‪ ،‬وإيقاف ذلك‬
‫أشد عليهم من ترع السم الزعاف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪. )121‬‬
‫‪2‬‬
‫() بار النوار (‪. )52/231‬‬
‫‪3‬‬
‫() بار النوار (‪. )52/349‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫من أساليبهم‬

‫التي يمارسونها في العتداء كلما لحت‬


‫فرصة‬

‫ويشتمل على ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مبدأ الغيلة ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الدخول في الدوائر المنية للدول‬


‫السلمية لتحقيق أهدافهم ‪.‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫‪ - 1‬مبدأ الغيلة ‪:‬‬
‫تقرر بروتوكولتم ‪ :‬تصفية السلمي من ل يأخذ بذهبهم بواسطة الغيلة‪ ،‬ول‬
‫تشترط ف ذلك إل شرطا واحدا‪ ،‬وهو أن يأمن الرافضي على نفسه ‪.‬‬

‫واستمع إل ما تقوله نصوصهم القدسة عندهم ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ع ند داود بن فر قد قال‪ :‬قلت ل ب ع بد ال عل يه ال سلم ما تقول ف‬


‫قتل الناصب ؟‬
‫فقال‪ " :‬حلل الدم‪ ،‬ولكن أتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا‪ ،‬أو‬
‫تغرقه ف ماء لكي ل يشهد به عليك فافعل " (‪.)1‬‬
‫أي‪ :‬استخدم أي وسيلة تكنك من قتله بل خوف على نفسك من الطالبات‬
‫بدمك‪ ،‬والنواصب عندهم هم أهل السنة ؛ بل وحت الشيعة العتدلة كالزيدية ‪ -‬كما‬
‫مرّ ‪. -‬‬

‫ب ‪ -‬وين صح إمام هم ب عض أتبا عه بق تل الغيلة‪ ،‬أي‪ :‬اق تل ال في‪ ،‬ف هو‬


‫يقول‪ " :‬أشفق إن قتلته ظاهرا أن تسأل ل قتلته ؟ ول تد السبيل إل تثبيت حجة‪،‬‬
‫ول يكنك إدلء الجة فتدفع ذلك عن نفسك‪ ،‬فيسفك دما مؤمن من أوليائنا بدم‬
‫كافر‪ ،‬وعليكم بالغتيال " (‪.)2‬‬
‫فهذا المام ل يشفق على قتل السلمي‪ ،‬ولكن يشفق على ذلك الرافضي أن‬
‫تقتله الدولة ال سلمية ق صاصا ح ي يق تل أ حد ال سلمي ‪ .‬ولذا يو صيه ببدأ الغيلة‬
‫طريقا وأسلوبا ف التعامل مع الخالفي وهم جيع السلمي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() علل الشرائع لبن بابوية ص(‪ ،)200‬وسائل الشيعة (‪ ،)18/463‬بار النوار (‪. )27/231‬‬
‫‪2‬‬
‫() رجال الكشي ص(‪. )529‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫ج ‪ -‬وف " رجال الكشي " يرفع أحد الروافض بيانا سريا للمسؤول عن‬
‫منظمته السرية يتضمن ذكر الجموعة السلمة الت تكن بطرق خفية من القضاء‬
‫عليها‪ .‬ويشرح بعض هذه الوسائل فيقول ‪:‬‬
‫" منهم من كنت أصعد سطحه بسلّم حت أقتله‪ ،‬ومنهم من دعوته بالليل على‬
‫بابه فإذا خرج عليّ قتلته " (‪.)1‬‬
‫وذكر أنه قتل بذه الطريقة وأمثالا ثلثة عشر مسلما ل ذنب لم إل أنم ل‬
‫يأخذوا بذهبه ‪.‬‬
‫وقد عبّ عن ذلك بقوله ‪ :‬إنم يتبءون من علي (‪ .)2‬والترضي عن الشيخي‬
‫عند هم يع ن الباءة من علي ح ت قالوا ‪ " :‬ل ولء إل بباء " أي‪ :‬ل ول ية لعلي إل‬
‫بالباءة من الشيخ ي ؛ بل إن العتقاد بإ سلم الشيخ ي (فضلً عن تقديه ما على‬
‫ال صحابة أجع ي) عند هم ذ نب ل يغ فر‪ ،‬ومو جب ل ستحلل الدماء الع صومة ف‬
‫الدن يا‪ ،‬ك ما أ نه مو جب للخلود ف النار ف الخرة ح ت جاء ف أو ثق م صادرهم‬
‫عندهم ‪ " :‬ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة‪ ،‬ول يزكيهم ولم عذاب أليم ‪ :‬من ادعى‬
‫إما مة من ال لي ست له (‪ ،)3‬و من ج حد إماما من ال (‪ ،)4‬و من ز عم أن ل ما ف‬
‫السلم نصيبا (‪ ." )5‬وقوله ‪ " :‬لما " يعن‪ :‬لب بكر وعمر ‪َ -‬رضِ يَ ال َعنْهُما ‪-‬‬
‫كما قال ذلك الجلسي ف مرآة العقول ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() رجال الكشي ص(‪. )434-342‬‬
‫‪2‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدر السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() هذا تكفي لميع خلفاء السلمي إل أن تقوم الساعة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() هذا تكفي لكل السلمي عدا طائفتهم الذين يقولون بإمامة الثنا عشر‪ ،‬ول يرون بيعة شرعية‬
‫لي خليفة‪ ،‬ولو كان ف مثل إيان أب بكر وعدل عمر ‪ -‬رَضِيَ ال عَنْهُما ‪ -‬وجهاد علي ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫() أصول الكاف (‪ ، )374-1/373‬الغيبة للنعمان ص(‪ ، )70‬تفسي العياشي (‪ ،)1/178‬بار‬
‫النوار (‪. )25/111‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫د ‪ -‬وتوزييع بروتوكولتمي صيكوك الغفران‪ ،‬وضمان النان على مين‬
‫يقوم بق تل ب عض ال سلمي غيلة ‪ ...‬فهذا هو إمام هم " أ مر بق تل فارس ا بن حا ت‬
‫القزوي ن وض من ل ن قتله ال نة " (‪ .)1‬وقال ف مل سه الاص ‪ " :‬د مه هدر ل كل من‬
‫قتله فمن هذا الذي يرين منه‪ ،‬ويقتله وأنا ضامن له على ال النة " (‪ .)2‬فاندتب لذا‬
‫العمل الجرامي أحد مترف القتل‪ ،‬ويدعي جنيد‪ ،‬الذي وصف لنا كيف تت عملية‬
‫الغتيال فقال‪ " :‬جئت إل فارس ( اسم الرجل القتول ) وقد خرج من السجد بي‬
‫الصـلتي الغرب والعشاء فضربتـه على رأسـه فصـرعته‪ ،‬وثنيـت عليـه فسـقط ميتا‪،‬‬
‫ووق عت الض جة فرم يت ال ساطور ب ي يدي‪ ،‬واجت مع الناس‪ ،‬وأخذت إذا ل يو جد‬
‫هناك أحد غيي‪ ،‬فلم يروا معي سلحا ول سكينا‪ ،‬وطلبوا الزقاق والدور فلم يدوا‬
‫شيئا‪ ،‬ول ير أثر الساطور بعد ذلك (‪.)3‬‬
‫فأ نت ترى أن الغتيال كان ضحي ته أ حد ال سلمي الذي كان قد خرج لتوه‬
‫من السجد ساجدا ل راكعا ‪ ...‬القاتل ل يصلّ‪ ،‬وتَرصَ َد لضحيته فأجهز عليه‪ ،‬وهو‬
‫ينتظر بذا القتل ضمان المام له النة‪ ،‬أو ل يعلم أنه من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه‬
‫جهنم ‪.‬‬
‫قال ال تعال‪ { :‬ومـا كان لمؤمـن أن يقتـل مؤمنا ً إل خطـأ ومـن‬
‫قتل مؤمنا ً خطأ ً فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إل أن‬
‫صدقوا فإن كان مــن قوم عدوٍ لكــم وهــو مؤمــن فتحريــر رقبــة‬ ‫ي ّـَ‬
‫مؤمنـة وإن كان مـن قوم بينكـم وبينهـم ميثاق فديـة مسـلمة إلى‬
‫أهله وتحريـر رقبـة مؤمنـة فمـن لم يجـد فصـيام شهريـن متتابعيـن‬
‫توبة من الله وكان الله عليما ً حكيما ً } (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() رجال الكشي ص(‪. )524‬‬
‫‪2‬‬
‫() رجال الكشي ص(‪. )524‬‬
‫‪3‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدر السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() سورة النساء‪ ،‬الية‪. )92( :‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫وهذا المر بالغتيالت مبدأ سري يطبقونه ضد مالفيهم‪ ،‬فالنصوص الذكورة‬
‫هي أوامر بالغتيالت ف القرن الثالث مع وجود دولة اللفة السلمية الكبى الت‬
‫تنفذ حدود ال ‪.‬‬
‫إن مبدأ الغتيال‪ ،‬وإ صدار صكوك ال نة للقتلة من مبادئ الما مة ال ت هي‬
‫أ ساس الذ هب عند هم‪ ،‬و ما الغتيالت وخ طف الطائرات‪ ،‬وإطلق ال صواريخ على‬
‫الدنييـ‪ ،‬وزرع اللغام وأخـذ التفجرات لرم ال المـن إل تطـبيق لبادئ هذه‬
‫البوتوكولت‪ ،‬وحرصـهم على اغتيال الشخصـيات الكـبية كالزعماء والعلماء‪،‬‬
‫وكبار أهل السلم أشد وأعظم ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الدخول في الدوائر المنية للدول السلمية لتحقيق‬


‫أهدافهم ‪:‬‬
‫وف سبيل الوصول لغراضهم قد يدخلون ف الهات المنية ف الدولة السلمية‬
‫ليتمكنوا بواسـطة ذلك مـن التسـلط على عباد ال الصـالي‪ ،‬وإلاق الضرر والذى‬
‫بخالفيتهم ‪ .‬ولذا فإن شيخهم وآيتهم نعمة ال الزائري ‪ :‬يذكر أن أحد أفرادهم وصل‬
‫إل منصب وزارة ف عهد هارون الرشيد‪ ،‬ويدعى علي بن يقطي (‪ ،)1‬وقد أثن خين ف‬
‫كتابه " الكومة السلمية " على هذا الرجل لدخولـه الشكلي ‪ -‬كما يعب ‪ -‬ف الدولة‬
‫السلمية لنصرة السلم والسلمي (يعن الرافضة ومذهبهم) (‪.)2‬‬
‫فيح كي الزائري ‪ :‬أن ا بن يقط ي ت كن بيلة ل تك شف من ق تل خ سمائة‬
‫م سلم ف يوم وا حد فيقول ‪ " :‬إن علي بن يقط ي و هو وز ير الرش يد قد اجت مع ف‬
‫حب سه جا عة من الخالف ي فأ مر غلما نه وهدموا أ سقف الح بس على الحبو سي‪،‬‬
‫فماتوا كلهم وكانوا خسمائة رجل تقريبا " (‪.)3‬‬
‫‪1‬‬
‫() وقد وصفه الزائري بأنه من خواص الشيعة ‪ ،‬النوار النعمانية (‪ ،)2/308‬وقد ذكر الطبي‬
‫ف تاريه ف حوادث ‪ 169‬بأنه قتل على الزندقة‪ ،‬انظر‪ :‬تاريخ الطبي (‪. )8/190‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬الكومة السلمية ص(‪. )142‬‬
‫‪3‬‬
‫() النوار النعمانية (‪. )2/308‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫وهو بذه العملية يقق هدفي ‪:‬‬
‫الدف الول ‪ :‬ي سيء إل الدولة ال سلمية و سعتها ح يث يتو هم من ي سمع‬
‫بالب أن الدولة قد أودعت هؤلء الساجي ف سجن غي مأمون مهدد بالسقوط ‪.‬‬
‫الدف الثان ‪ :‬التشفي بقتل خصومه ومالفيه ف العتقد بذه الطريقة الاكرة‬
‫الفية ‪.‬‬
‫ويشي شيخهم نعمة ال الزائري إل أن ابن يقطي هذا قد خالف قانونا من‬
‫قوان ي هذه الطائ فة‪ ،‬و هو أن القيام ب ثل هذه العمليات يلزم ا ستئذان القيادة ال سرية‬
‫العليا للطائفة‪ ،‬ول يزال هذا القانون ساريا إل اليوم (‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يقول‪ " :‬فأراد اللص من تبعات دمائ هم‪ ،‬فأر سل إل المام مول نا الكا ظم‬
‫(ع) فكتب إل يه جواب كتا به بأ نك لو كنت تقد مت إل قبل قتل هم ل ا كان عل يك‬

‫‪1‬‬
‫() ولذلك ‪ -‬مثلً ‪ -‬قال شيخهم أحد مغنية عما قام به القمي من إنشاء دار للتقريب ف مصر ‪:‬‬
‫" ليس له ول لغيه أن يقوم بثل هذا العمل بدون إذن الراجع (يعن شيوخهم )‪ ،‬أحد مغنية المين‬
‫أقواله وأفعاله ص(‪. )27‬‬
‫‪2‬‬
‫() يعنون موسى بن جعفر بن ممد‪ ،‬وقد نسبوا إليه أنه يدعي أحقيته باللفة‪ ،‬وقد نفى ذلك نفيا قاطعا‪،‬‬
‫ويبدو أن الذي تول كب إشاعة هذه الفرية عليه هو هشام بن الكم الرافضي‪ ،‬ومن لف لفه‪ ،‬وقد اتمت‬
‫نصوص الشيعة نفسها هشاما بذا المر‪ ،‬وأنه كان وراء سجنه موسى فقال‪ " :‬هشام ابن الكم ضال‬
‫مضل شرك ف دم أب السن "‪ ،‬رجال الكشي ص( ‪ . )268‬وقد طلب منه أبو السن ‪ -‬كما تقول‬
‫أخبارهم ‪ -‬أن يكف عن الكلم‪ ،‬ولكنه أمسك عن الكلم شهرا ث عاد‪ ،‬فقال له أبو السن ‪ :‬أيسرك أن‬
‫ت وإل فهو الذبح ؟ فما سكت‬ ‫تشرك ف دم امرئ مسلم ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬وكيف تشرك ف دمي‪ ،‬فإن سك ّ‬
‫حت كان من أمره ما كان عليه‪ ،‬رجال الكشي ص( ‪. )279 ،271-270‬‬
‫وقد أشار شيخ السلم ابن تيمية ‪ -‬رحه ال ‪ -‬إل أن موسى الكاظم ‪ -‬رحه ال ‪ -‬متهم بالتطلع‬
‫للملك‪ ،‬ولذلك سجنه الهدي ؛ ث الرشيد‪ ،‬منهاج السنة (‪. )2/155‬‬
‫والذي يظهر أن الذي وراء ترويج هذه الشاعة هو ‪ -‬كما قلنا ‪ -‬هشام ‪ .‬ولذلك قال موسى‬
‫الكاظم ‪ -‬رحه ال ‪ -‬للمهدي العباسي لا أخذ عليه العهد أل يرج عليه ول على أحد من أولده‬
‫فقال‪ :‬وال ما هذا من شأن ول حدثت فيه نفسي‪ ،‬البداية والنهاية (‪. )10/183‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫شيء من دمائهم‪ ،‬وحيث أنك ل تتقدم إل فكفر عن كل رجل قتلت منهم بتيس (‪،)1‬‬
‫والتيس خي منه " (‪.)2‬‬
‫فإمامه هنا (‪ )3‬يقره على قتل خسمائة مسلم لجرد أنم ليسوا بروافض‪ ،‬ولكن‬
‫يأمره بالتكف ي بتيس ل لنه قتل جاعة من السلمي‪ ،‬ولكن لنه قد ت صرف بدون‬
‫أ خذ أوا مر من رؤوس الذ هب‪ ،‬و هو ما يكنون ع نه بالمام فخالف قانون الطائ فة‬
‫فكلف بذبـح هذه الذبائح ليحظـى بأكلهـا التباع لتنبثـق خطواتمـ التخريبيـة فـ‬
‫الستقبل من جهة مركزية تنظيمية واحدة (‪.)4‬‬
‫وعلى ذلك إذا استأذن الرافضي إمامه‪ ،‬أو نائبه وهو الفقيه والرجع فليفعل ما‬
‫يريد‪ ،‬وإن ل يستأذن فالمر ل يعود ذبح تيس " !!‪.‬‬
‫و قد علق شيخ هم الزائري على د ية الت يس ال ت يوجبون ا على من ق تل سنيا‬
‫بدون إذن الرجـع بقوله ‪ " :‬فانظـر إل هذه الديـة الزيلة التـ ل تعادل ديـة أخيهـم‬
‫ال صغر‪ ،‬و هو كلب ال صيد‪ ،‬إن دي ته عشرون درها‪ ،‬ول د ية أخي هم ال كب و هو‬
‫اليهود أو الجو سي فإ نه ثانائة در هم ‪ -‬كذا ‪ -‬وحال م ف الخرة أ خس وأن س "‬
‫(‪.)5‬‬

‫‪1‬‬
‫() التيس ‪ :‬ذكر الاعز ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() النوار النعمانية (‪. )2/308‬‬
‫‪3‬‬
‫() ونبئ موسى الكاظم من ذلك إنا هي عصابات الرفض تنسب هذه الوامر والنصوص‬
‫للعلماء‪ ،‬أو للصالي من أهل البيت لتحظى بالقبول والطاعة لدى أتباعهم‪ ،‬فإذا ذهب أحد هؤلء‬
‫التباع ليستوثق من صحة صدور هذه النصوص من هذا المام أو ذاك فأجابه المام بالنكار‬
‫والتبئ‪ ،‬قالت‪ :‬عصابات الرفض للتباع إن هذا النكار منه تقية‪ ،‬والتقية تسعة أعشار الدين ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() وحت المور الشروعة كالج والزواج كانت تلك العصابات السرية تأخذ حي فعلها إذنا من‬
‫المام كما ترى ذلك ف التوقيعات السرية الصادر من النتظر الوهوم ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫() النوار النعمانية (‪. )2/308‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫وهذا قول مـن الشناعـة بكان‪ ،‬ول يتاج إل تعليـق فهـو ينطـق بنفسـه على‬
‫حقدهم على أهل السنة‪ ،‬وأنم أكفر عندهم من الجوس واليهود ‪.‬‬
‫فان ظر ك يف يعيشون ف و سط ال سلمي‪ ،‬ويت سمون با سم ال سلم‪ ،‬و هم‬
‫يتحينون أدن فرصة للقتل‪ ،‬وهذه اعترافاتم تشهد بآثارهم السوداء ‪.‬‬
‫ولعل من يتابعون أخبار خطب الطائرات ينجلي عجبهم وهم يرون الاطفي‬
‫من الروافض يلون سبيل اليهود والنصارى‪ ،‬ويبقون أهل السنة والسلمي‪ ،‬ويقتلون‬
‫بعضهـم أو كلهـم‪ ،‬كمـا يذبون الراف ‪ .‬وهـم يتظاهرون بالسـلم‪ ،‬ويزعمون‬
‫التمسـك بـه والدعوة إليـه ‪ .‬ذلك أن القتـل عندهـم للمسـلمي مـن أعظـم القرب‬
‫والصـالات‪ ،‬وهذا هـو ديـن الروافـض‪ ،‬ل السـلم الذي بعـث ال بـه رسـوله ‪.‬‬
‫والذي فيه من قتل نفسا ‪ -‬بغي حق ‪ -‬فكأنا قتل الناس جيعا ‪.‬‬
‫و قد ش هد المام الشوكا ن ‪ -‬رح ه ال ‪ -‬بذلك و هو م ن عرف الروا فض‬
‫وعاش بين هم فقال ‪ " :‬ل أما نة لراف ضي قط على من يال فه ف مذه به‪ ،‬ويد ين بغ ي‬
‫الرفض ؛ بل يستحل ماله ودمه عند أدن فرصة تلوح له‪ ،‬لنه عنده مباح الدم‪ ،‬والال‬
‫وكل ما يظهره من الودة فهو تقية يذهب أثره بجرد إمكان الفرصة " (‪.)1‬‬
‫وذلك ف هم ل يتورعون عن اقتراف أي جري ة ف الجت مع ال سلمي إذ أمنوا‬
‫العاقبة‪ ،‬لن غيهم ل حرمة له‪ ،‬ول أمان‪ ،‬وهذا ما يعرفه من عاش بينهم ‪.‬‬

‫قال الشوكان ‪ -‬رحه ال ‪ " : -‬وقد جربنا وجرب من قبلنا فلم يدوا رج ً‬
‫ل‬
‫رافضيا يتنـزه عن مرمات الدين كائنا ما كان‪ ،‬ول تغتر بالظواهر‪ ،‬فإن الرجل قد‬
‫يترك الع صية ف الل‪ ،‬ويكون أ عف الناس عن ها ف الظا هر‪ ،‬و هو إذا أمكن ته فر صة‬
‫انتهزها انتهاز من ل ياف نارا‪ ،‬ول يرجو جنة " (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() طلب العلم ص(‪. )71-70‬‬
‫‪2‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدر السابق ‪.‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫ث استشهد على ذلك ببعض مشاهداته الشخصية فقال‪ " :‬وقد رأيت منهم من‬
‫كان مؤذيا ملزما للجماعات فانك شف سارقا (‪ ،)1‬وآ خر كان يؤم الناس ف ب عض‬
‫م ساجد صنعاء‪ ،‬وله ست ح سن وهدي عج يب وملز مة للطا عة‪ ،‬وك نت أك ثر‬
‫التعجب منه‪ ،‬كيف يكون مثله رافضيا ؟ ؛ ث سعت بعد ذلك عنه بأمور تقشعر لا‬
‫اللود‪ ،‬وتر جف من ها القلوب ؛ ث ذ كر رافضيا ثالثا‪ ،‬وقال‪ :‬ك نت أعرف ع نه ف‬
‫مبادئ أمره صلبة وعفة‪ ،‬فقلت‪ :‬إذا كان ولبد من رافضي عفيف فهذا ؛ ث سعت‬
‫منه بفواقر نسأل ال الستر والسلمة " (‪.)2‬‬
‫ومهمـا بذل السـلم لمـ مـن الال‪ ،‬أو أسـدى مـن العروف‪ ،‬أو قدم مـن الب‬
‫والصلة فإنه ل يستطيع أن يزيل ذلك القد السود الرير‪ ،‬أو يتص تلك الضغينة‪ ،‬أو‬
‫يذ يب جبا ًل م الكراه ية والبغضاء غر ستها ترب ية اليام والليال ف ال صغر‪ ،‬وكونت ها‬
‫آلف من الصفحات السود ف مدونات جعلوا لا صفة القداسة‪ ،‬وصاغتها مناسك‬
‫الزيارات وأدعيتها‪ ،‬وليال السينيات‪ ،‬وتثيليات العزاء ف الحرم ما ل يطر على بال‬
‫من ل يض ف تراث الروافض وواقعهم ‪.‬‬
‫ولذلك قال من جرب الياة مع هم ‪ " :‬و قد جرب نا هذا تريبا كثيا فلم ن د‬
‫رافضيا يلص الودة لغي رافضي وإ ْن آثره بميع ما يلكه‪ ،‬وكان له بنـزلة الول‪،‬‬
‫وتودد إليه بكل مكن‪ ،‬ول ند ف مذهب من الذاهب البتدعة ول غيها ما نده‬
‫عند هؤلء لن خالفهم " (‪.)3‬‬
‫ويبدو أن هذا اللون من العداء لغي هم قد أ ثر على علقات م مع بعض هم‪ ،‬أو‬
‫أصبح طبيعة لم‪ ،‬وقد شهدت نصوص عندهم بذا‪ ،‬وأشارت إل البون الكبي بي ما‬
‫عليه أهل السنة من صدق وأمانة ووفاء‪ ،‬وما عليه الروافض من سلوك إجرامي وخلق‬
‫‪1‬‬
‫‪{:‬‬ ‫() لن أخذ مال السلمي بطريق السرقة حلل ف شرعهم ‪ -‬كما مر ‪ -‬كاليهود الذين قالوا‬
‫ليس علينا في الميين سبيل } ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() طلب العلم ص(‪. )73‬‬
‫‪3‬‬
‫() طلب العلم ص(‪. )73‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫رديء ‪ .‬حت قال أحدهم ويدعي عبد ال ابن كيسان لمامه ‪ " :‬إن نشأت ف أرض‬
‫فارس‪ ،‬وإن ن أخالط الناس ف التجارات وغ ي ذلك‪ ،‬فأخالط الر جل فأرى له ح سن‬
‫السمت‪ ،‬وحسن اللق‪ ،‬وكثرة المانة ؛ ث أفتشه فأتبينه عن عداوتكم ( يعن أنه من‬
‫أهل السنة ) وأخالط الرجل فأرى منه سوء اللق‪ ،‬وقلة أمانة وزعارة (‪ )1‬؛ ث أفتشه‬
‫فأتبينه عن وليتكم " (‪ )2‬يعن من الروافض ‪.‬‬
‫فإذا كا نت هذه علقات م مع بعض هم‪ ،‬وعدوان م على ب ن جن سهم ف هم على‬
‫مالفي هم أ شد وأن كى‪ ،‬ولذا ذ كر ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ‪ -‬رح ه ال ‪ " : -‬أن م‬
‫يقولون أنم ‪ -‬يعنون أهل السنة ‪ -‬تنصفوننا أكثر ما ينصف بعضنا بعضا ‪.‬‬
‫وهم حي يعيشون ف دول سنية‪ ،‬أو دول ل تدين بعتقدهم يتجه جهدهم إل‬
‫العمل والتخطيط للتمكي لذهبهم وبن جنسهم‪ ،‬وإلاق الضرر بغيهم‪ ،‬ومن يقرأ‬
‫ما فعله ابن يقطي بالساجي الساكي‪ ،‬ويرى ماولت الروا فض الدائبة ف التسلل‬
‫إل أجهزة ال من من مابرات وشر طة ومبا حث‪ ،‬وكذلك التغل غل ف جيوش الدولة‬
‫السـلمية يعرف أن هدفهـم مـن ذلك ليـس خدمـة الدولة‪ ،‬ول الدفاع عنهـا ضـد‬
‫أعدائ ها‪ ،‬ول كن ا ستغلل هذه الجهزة ف العدوان على ال سلمي‪ ،‬ون صرة الراف ضة‪،‬‬
‫ومذهبهم كلما لحت الفرصة‪ ،‬ولذا يعب خين عن دخولم ف العمل ف الكومات‬
‫السـلمية بالدخول الشكلي‪ ،‬وقـد يضعون مـن التقاريـر ويزينون للحكومات بعـض‬
‫التوجيهات ال ت يدمون ب ا أهداف هم ‪ .‬وق صة ا بن العلق مي الراف ضي الذي ا ستوزره‬
‫الستعصم أربع عشر سنة مشهورة معروفة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الزعارة ‪ :‬سوء اللق‪ ،‬وف بعض النسخ ‪ :‬الدعارة‪ :‬وهو الفساد والفسوق والبث‪ ،‬عن هامش‬
‫الكاف (‪. )2/4‬‬
‫‪2‬‬
‫() أصول الكاف (‪ ،)2/4‬وتفسي نور الثقلي (‪. )4/47‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫فقـد كان هذا الرافضـي مـن أهـم أسـباب سـقوط دولة اللفـة فـ بغداد‪،‬‬
‫واستيلء التتار عليها كما هو معلوم من كتب التاريخ (‪ ،)1‬وقد أثن الروافض على‬
‫صنيعه هذا وعدّوه من أعظم مناقبه (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬ف قصة تآمره ‪ :‬فوات الوفيات لبن شاكر الكتب (‪ ،)2/313‬العب للذهب (‪،)5/225‬‬
‫طبقات الشافعية للسبكي (‪ ،)263-8/262‬البداية والنهاية (‪. )203-13/202‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬روضات النات (‪. )301-6/300‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫القسم الثاني ‪:‬‬

‫بروتوكولت للتغيير الفكري‬

‫ويشتمل على ثلثة فصول ‪:‬‬


‫الفصل الول ‪ :‬محاولة تغيير الكتاب والشريعة‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تغيير أصل الدين ( وهو التوحيد )‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬تحويل المسلمين إلى كربلء‬

‫‪- 78 -‬‬
‫الفصل الول ‪:‬‬

‫محاولة تغيير الكتاب والشريعة‬

‫ويشتمل على ‪:‬‬

‫‪ - 1‬محاولة تغيير القرآن الكريم ‪:‬‬


‫‪ - 2‬الشريعة الجديدة المنتظرة ‪:‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫‪ - 1‬محاولة تغيير القرآن الكريم ‪:‬‬

‫يقول ال نص ‪ " :‬كأ ن بالع جم ف ساطيطهم ف م سجد الكو فة يعلمون الناس‬


‫القرآن كما أنزل‪ ،‬قلت (الراوي) ‪ :‬أوليس كما أنزل فقال‪ :‬ل‪ ،‬مي منه سبعون من‬
‫قر يش بأ سائهم‪ ،‬وأ ساء آباء آبائ هم‪ ،‬و ما ترك أ بو ل ب إل إزراء على ر سول ال‬
‫وآله لنه عمه " (‪.)1‬‬
‫هذه أمنية يتمنوه تقيقها على يد منتظر يزعمون أنه يقيم له دولة ف آخر‬
‫الزمان‪ ،‬وشيوخ هم يزعمون أنمـ سينوبون ع نه ف إقا مة الدولة‪ ،‬وتق يق أما ن‬
‫الرافضة‪ ،‬ولسيما أنم يدعون بأن لم صلة مباشرة بالنتظر‪ ،‬حت ألف واحد من‬
‫أكابر شيوخهم ف هذا العصر كتابا ف هذه " الكذوبة " بعنوان ‪ " :‬جنة الأوي‬
‫فيمن فاز بلقاء الجة ف الغيبة الكبى " ‪ .‬وقال شيخهم ممد تقي الدرسي (‪:)2‬‬
‫" ل نستبعد ‪ -‬بل هو كائن فعلً ‪ -‬وجود علقات سرية بي المام وبي مراجع‬
‫الشي عة‪ ،‬وهذا ل حقي قة له إل ف خيال الراف ضة‪ ،‬وب ي مرا جع الشي عة وهذا هو‬
‫السـر العظيـم " ( ‪ .)3‬وبذه الترهات يدعون أتباعهـم ويضفون على ( آياتمـ )‬
‫صفة القداسة ‪.‬‬
‫فهـل ياولون تريـف القرآن بالقوة‪ ،‬وصـرف الناس عـن كتاب ال بتهديـد‬
‫السـلح إل كتاب‪ ،‬وشريعـة يترعوناـ توافـق أهواءهـم ؟ هذا مـا تشيـ إليـه هذه‬
‫البوتوكولت‪ ،‬وال غالب على أمره‪ ،‬وحافظ كتابه ولو كره الكافرون ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() النعمان‪ ،‬الغيبة ص(‪ ،)172-171‬فصل الطاب ص(‪. )7‬‬
‫‪2‬‬
‫() وقد كان يعيش إل فترة زمنية ريبة ف بعض دول الليج يارس مهمة الدم والتخريب حت ت‬
‫إبعاده لشتراكه ف مؤامرة ضد الكومة القائمة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() الفكر السلمي مواجهة حضارية ص(‪. )305‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫‪ - 2‬الشريعة الجديدة المنتظرة ‪:‬‬
‫والتـ سـيحكم بـه الرافضـة عنـد قيام دولتهـم الكـبى وسـيطرتا على العال‬
‫ال سلمي ‪ -‬ك ما يتمنون فيحكمون ب ا بقت ضى عقيدت م عموم ول ية الفق يه‪ ،‬عن‬
‫الهدي ولذا نص د ستورهم أن سنة الع صومي ( ل سنة ال صطفى ) هي عمدة‬
‫تشريعهم ‪ .‬وآخر العصومي عنده هو هذا الغائب الزعوم الذي ينوب عنه فقهاؤهم‪.‬‬
‫فترى عمدت م وحجت هم ا بن بابو ية ف كتا به العتقادات ال ت ت سمى د ين‬
‫المام ية يش ي إل أن مهدي هم إذا ر جع من غيب ته ين سخ شري عة ال سلم في ما يتعلق‬
‫بأحكام الياث‪ ،‬فيذكر عن الصادق أنه يقول ‪ " :‬إن ال آخى بي الرواح ف الظلة‬
‫قبل أن يلق البدان بألفي عام‪ ،‬فلو قد قام قائمنا أهل البيت أورث الخ الذي آخى‬
‫بينهما ف الظلة ‪ ،‬ول يرث الخ من الولدة " (‪.)1‬‬
‫فهذه الروا ية تك شف ع ما تتلج ف نفوس أرباب تلك الع صابة من رغ بة ف‬
‫إحلل العلقة الزبية والتنظيمية بي أفرادها مل القرابة والولدة ف الياث‪ ،‬ونب‬
‫أموال الناس با سم هذه العل قة والخوة ! و ما تلم به ع ند قيام دولت ها الوعودة من‬
‫تطبيق هذه التطلعات والت أرادت إعطاءها صيغة مقبولة بنسبتها لل البيت ‪.‬‬
‫كما تفصح هذه الرواية عن موقف واضعي هذه الروايات من تطبيق الشريعة‬
‫ال سلمية‪ ،‬ورغبت هم ف تعطيل ها ‪ ...‬؛ ث هي تع كس مضمونا إلاديا ي سعى لدم‬
‫الشريعة‪ ،‬والروج على عقيدة ختم النبوة ‪.‬‬
‫وهذه الدعوى فضلً عن أن ا خروج عن شري عة ال سلم ف هي مال فة لن طق‬
‫الع قل‪ ،‬فالتوارث منوط بالعل قة الظاهرة من الولدة والقرا بة‪ ،‬أ ما الؤاخاة الل ية فل‬
‫يدركها البشر‪ ،‬فكيف تكون أساسا لقسمة الياث ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() العتقادات ص(‪. )83‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫بل إن الكم والقضاء ف دولة النتظر يقام على غي شريعة الصطفى ‪ ،‬جاء‬
‫ف الكاف وغيه‪ ،‬قال أبو عبد ال ‪ " :‬إذا قام قائم آل ممد بكم داود وسليمان ول‬
‫يسأل بينة " (‪ ،)1‬وف لفظ آخر ‪ " :‬إذا قام قائم آل ممد حكم بي الناس بكم داود‬
‫عليه السلم ول يتاج إل بينة " (‪.)2‬‬
‫وقد تبن ثقة دينهم الكلين هذه العقيدة وبوب لا بابا خاصا بعنوان ‪ " :‬باب‬
‫فـ الئمـة عليهـم السـلم أنمـ إذا ظهـر أمرهـم حكموا بكـم داود وآل داود ول‬
‫يسألون البينة " (‪ .)3‬ول يفى ما ف هذا التاه من عنصر يهودي‪ ،‬ولذا علق بعضهم‬
‫على هذا العنوان بقول ـه ‪ " :‬أي أن م ين سخون الد ين الحمدي ويرجعون إل د ين‬
‫اليهود " (‪.)4‬‬
‫فان ظر ك يف يلم مدعوا التش يع ‪ -‬الذ ين لب سوا ثوب التش يع زورا وبتانا ‪-‬‬
‫بدولة تكم بغي شرع السلم ‪.‬‬
‫وتش ي ب عض روايات م إل أ نه ي كم ب كم آدم مرة‪ ،‬ومرة ب كم داود‪ ،‬ومرة‬
‫بقضاء إبراه يم‪ ،‬ول كن يعار ضه ف هذا التاه للح كم بغ ي شري عة ال سلم ب عض‬
‫أتباعهم إل أنه يواجه هذه العارضة بشدة حيث يأمر بم فتضرب أعناقهم (‪.)5‬‬

‫‪1‬‬
‫() أصول الكاف (‪. )1/397‬‬
‫‪2‬‬
‫() الفيد‪ ،‬الرشاد ص(‪ ،)413‬الطبسي‪ ،‬أعلم الورى ص(‪. )433‬‬
‫‪3‬‬
‫() أصول الكاف (‪. )1/397‬‬
‫‪4‬‬
‫() مب الدين الطيب ف تعليقه على النتقى ص(‪( )302‬هامش ‪. )4‬‬
‫‪5‬‬
‫() انظر‪ :‬بار النوار (‪. )52/389‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫وتقدم رواياتم بعض أحكامهم وأقضيته فتقول ‪ :‬إنه يكم بثلث‪ ،‬ول يكم‬
‫با أحد قبله يقتل الشيخ الزان‪ ،‬ويقتل مانع الزكاة‪ ،‬ويورث الخ أخاه ف الظلة (‪،)1‬‬
‫وأنه يقتل من بلغ العشرين ول يتفقه ف الدين ‪ ...‬ال " (‪.)2‬‬
‫كما تقوم دولة الغائب ( أو نائبه حسب مذهب الروافض ) على الكم لهل كل‬
‫ملة بكتابم مع أن السلم ل يز لحد أن يكم بغي شريعة القرآن باتفاق السلمي (‪.)3‬‬

‫تقول بروتوكولت م ‪ " :‬إذا قام القائم ‪ ...‬ا ستخرج التوراة و سائر ك تب ال‬
‫تعال من غاب بأنطاك ية ح ت ي كم ب ي أ هل التوراة بالتوراة‪ ،‬وب ي أ هل الن يل‬
‫بالنيـل‪ ،‬وبيـ أهـل الزبور بالزبور‪ ،‬وبيـ أهـل القرآن بالقرآن " (‪ .)4‬فهذا القانون‬
‫( بغض النظر عن الانب الراف ف الرواية ) يصور ما يطمح إليه شيوخ الروافض ما‬
‫يشبه إل حد كبي فكرة الديانة العالية الت ترفع شعار الاسونية ‪ .‬وهي فكرة إلادية تقوم‬
‫أساسا على إنكار الديانات السماوية تت دعوى حرية الفكر والعقيدة ‪.‬‬
‫كتاب جديد وقضاء جديد يفرضان على الناس بعد الستيلء على مكة ‪:‬‬
‫ف حو مة هذه البوتوكولت ال ت ت سعى لتغي ي كتاب ال سبحانه‪ ،‬وابتداع‬
‫شري عة جديدة ل يأذن ب ا ال‪ ،‬والرجوع إل ح كم داود ل شري عة م مد وت طبيق‬
‫شرائع الديان ل ح كم القرآن ‪ .‬نلت قي ب عد ذلك ببوتوكول آ خر ي عد نتي جة لذه‬
‫القدمات والتغيات ويتم إعلنه بعد الستيلء على مكة الكرمة وهو إلغاء مهديهم (‬
‫أو نائبه وفق التاه لعمون ولية الفقيه ) لكم القرآن وإحلل كتاب آخر مله ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الصال لبن باوية ص(‪ ،)169‬بار النوار (‪ ،)52/259‬بشارة السلمي لشيخهم العاصر‬
‫الكاظمي ص(‪. )275‬‬
‫‪2‬‬
‫() أعلم الورى للطبسي ص(‪ ،)431‬بار النوار (‪. )52/152‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬منهاج السنة النبوية لشيخ السلم ابن تيمية (‪ ،)3/127‬أو متصره للذهب النتقى ص( ‪343‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)157‬بار النوار (‪. )52/351‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫يقول ال نص ‪ " :‬يقوم القائم بأ مر جد يد‪ ،‬وكتاب جد يد‪ ،‬وقضاء جد يد (‪،)1‬‬
‫لكأن انظر إليه بي الركن والقام يبايع الناس على كتاب جديد " (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)154‬بار النوار (‪ ،)52/354‬إلزام الناصب لشيخهم وآيتهم العاصر‬
‫اليزدي الائري (‪. )2/283‬‬
‫‪2‬‬
‫() الغيبة للنعمان ص(‪ ،)176‬بار النوار (‪. )52/135‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تغيير أصل الدين ( وهو التوحيد )‬
‫ومين شعاراتمي في ذلك ‪ :‬إعلن الباءة مين الشركيي ‪ ،‬هذا مـن شعارات‬
‫الروافض ف البلد الرام‪ ،‬ف حج هذه العوام‪ ،‬والذي يهل مذهب هؤلء القوم يظن أن‬
‫القصود الباءة من عبادة غي ال سبحانه‪ ،‬والتبئ من يعبد غي ال ‪ ...‬ولشك بأن من‬
‫أ صول السلم الباءة من الشرك وأهله‪ ،‬ول كن المر ع ند هؤلء خلف ذلك تاما ف هم‬
‫أمروا بر فع هذا الشعار ف هذا التج مع السلم ال كبي ‪ ...‬يريدون بالباءة من الشرك ي‬
‫من حكام السلمي من أب بكر الصديق إل أن تقوم الساعة ‪.‬‬
‫ولو كان حكام ال سلمي اليوم ف م ثل إيان أ ب ب كر وعدل ع مر ل ينفع هم‬
‫ذلك فهم ف عداد الشركي‪ ،‬وهم طواغيث‪ ،‬وأصنام يعبدون من دون ال ‪.‬‬
‫ك ما ل ين فع حجاج ب يت ال الرام إخل صهم ل‪ ،‬ول ينجي هم توحيد هم ل‬
‫من و صمهم بالشرك والشرك ي‪ ،‬إل إذا بايعوا حكام الروا فض و تبءوا من حكام‬
‫السلمي جيعهم من أب بكر إل أن تقوم الساعة ‪.‬‬
‫والطورة الكبى لذا المر أنه ماولة لنسخ دين السلم الذي أساسه وأصله‬
‫التوحيد‪ ،‬وقد استفاضت نصوصهم ف تأويل نصوص التوحيد بالشرك (‪ ،)1‬كما أن‬
‫مفهوم الشرك عند الرافضة يؤكد أن مذهبهم هو عي مذهب الشركي‪ ،‬ولذا ظهر‬
‫خي ن ف كتا به " ك شف ال سرار " داعيا للشرك مدافعا عن ملة الشرك ي‪ ،‬ف هو‬
‫يقول‪ - :‬مثلً ‪ -‬ت ت عنوان ( طلب الا جة من الموات ل يس شركا ) ‪ :‬إن طلب‬
‫الاجة من الموات ليس بشرك ؛ بل يصل به المر إل القول‪ " :‬إن طلب الاجة من‬
‫ال جر أو ال صخر ل يس شركا " (‪ .)2‬ويقول‪ " :‬إن نا نطلب الدد من الرواح القد سة‬
‫للنبياء والئمة من قد منحهم ال القدرة " (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬كتب التفسي عندهم كتفسي القمي‪ ،‬والصاف‪ ،‬والبهان‪ ،‬وتفسي العياشي وغيها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() كشف السرار ص(‪. )49‬‬
‫‪3‬‬
‫() كشف السرار ص(‪. )49‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫ذلك أن الشرك عنـد هذه الفئة هـو أن يتول على بلد السـلمي أحـد مـن غيـ‬
‫طائفتهـم فهذا هـو الرم الكـب‪ ،‬والشرك الذي ل يغفـر‪ ،‬يقول فـ كتابـه (الكومـة‬
‫السلمية) ‪ " :‬توحيد نصوص كثية تصف كل نظام غي إسلمي (يعن رافضي) بأنه‬
‫شرك والاكم‪ ،‬أو السلطة فيه طاغوت‪ ،‬ونن مسئولي عن إزالة آثار الشرك من متمعنا‬
‫السلم ونبعدها تاما عن حياتنا " (‪ .)1‬وقد بدأ ف إعلن تنفيذ هذه الزالة ف حرم ال‬
‫المن‪ ،‬ل لزالة عبادة غ ي ال؛ بل لقا مة الر فض‪ ،‬ول عن ال صحابة وتكفيهم‪ ،‬وت طبيق‬
‫الشرك ف العال السلم كله‪ ،‬لن دين هؤلء الولية ل التوحيد ‪.‬‬
‫ولذا فإن الشرك قد ضرب برانه ف أقطارهم‪ ،‬ول عجب فهم يؤولون كل ما‬
‫جاء من النهي ف كتاب ال من أشرك بالشرك بولية علي‪ ،‬ل الشرك ف عبادة ال ؛‬
‫إليك هذه النصوص من كتبهم ‪:‬‬

‫‪ - 1‬عن أ ب جع فر عل يه ال سلم قال‪ :‬ما ب عث ال نبيا قط إل بوليت نا‬


‫والباء من عدونا وذلك قول ال ف كتابه ‪ { :‬ولقد بعثنا في كل أمة رسولً‬
‫أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من‬
‫حقـت عليـه الضللة فسـيروا فـي الرض فانظروا كيـف كان عاقبـة‬
‫المكذبين } (‪.)2‬‬

‫‪ - 2‬و عن أ ب ع بد ال ف قوله تعال ‪ { :‬وقال الله ل تتخذوا إلهيـن‬


‫اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون } (‪ .)3‬يعن بذلك ول تتخذوا إمامي‬
‫إنا إمام واحد (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() الكومة السلمية ص(‪. )34-33‬‬
‫‪2‬‬
‫() سورة النحل‪ ،‬الية‪ ،)36( :‬انظر‪ :‬تفسي العياشي (‪ ،)2/258‬وتفسي البهان (‪،)2/368‬‬
‫وتفسي الصاف (‪ ،)1/923‬وتفسي نور الثقلي (‪. )3/53‬‬
‫‪3‬‬
‫() سورة النحل‪ ،‬الية ‪. )51( :‬‬
‫‪4‬‬
‫() تفسي العياشي (‪ ،)2/261‬والبهان (‪ ،)2/373‬ونور الثقلي (‪. )3/60‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫‪ - 3‬وعين الباقير في قوله سيبحانه ‪ { :‬ولقــد أوحــي إليــك وإلى‬
‫الذيــن مــن قبلك لئن أشركــت ليحبطــن عملك ولتكونــن مــن‬
‫الخاسـرين } ( ‪ .)1‬قال ‪ :‬لئن أمرت بولية أحد مع ولية علي ‪ -‬عليه السلم‬
‫‪ -‬ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين( ‪.)2‬‬

‫‪ - 4‬و عن ع بد ال ف قوله سبحانه ‪ { :‬قـل إنمـا أنـا بشـر مثلكـم‬


‫يوحـى إلي أنمـا إلهكـم إله واحـد فمـن كان يرجـو لقاء ربـه فليعمـل‬
‫عمل ً صالحا ً ول يشرك بعبادة ربه أحدا ً } (‪ .)3‬قال‪ :‬العمل الصال‪ :‬العرفة‬
‫بالئمة‪ ،‬ول يشرك بعبادة ربه أحدا ‪ :‬التسليم لعلي ل يشرك معه ف اللفة من ليس‬
‫ذلك له‪ ،‬ول هو من أهله (‪ .)4‬وف رواية أخرى لم عن أب عبد ال ‪ -‬عليه السلم ‪-‬‬
‫ف قوله ‪ :‬قال‪ :‬ل يتخذ مع ولية آل ممد ‪ -‬صلوات ال عليهم ‪ -‬غيهم (‪.)5‬‬
‫‪ - 5‬عن جابر العفي عن أب جعفر ف قولـه سبحانه ‪ { :‬وآمنوا بما‬
‫أنزلت مصدقا ً لما معكم ول تكونوا أول كافر به ول تشتروا بآباتي‬
‫ثمنا ً قليل ً وإياي فاتقون } (‪ )6‬قال ‪ :‬يعن عليا (‪.)7‬‬

‫‪1‬‬
‫() سورة الزمر‪ ،‬الية‪. )65( :‬‬
‫‪2‬‬
‫() تفسي الصاف (‪ ،)2/472‬وقد نقل هذه الرواية عن القمي شيخ الكلين ف تفسيه‪ ،‬وانظر‪:‬‬
‫تفسي نور الثقلي (‪. )4/498‬‬
‫‪3‬‬
‫() سورة الكهف‪ ،‬الية ‪. )110( :‬‬
‫‪4‬‬
‫() تفسـي العياشي (‪ ، )2/353‬والبهان (‪ ،)2/497‬وتفسي الصاف (‪ ،)2/36‬وتفسـي نور‬
‫الثقلي (‪. )318-3/317‬‬
‫‪5‬‬
‫() تفسي الصاف (‪. )2/361‬‬
‫‪6‬‬
‫() سورة البقرة‪ ،‬الية‪. )41( :‬‬
‫وهو غي‬ ‫فالضمي يعود كما هو واضح من السياق إل القرآن الكري‪ ،‬وهم أرجعوه إل ( علي )‬
‫مذكور أصلً‪ ،‬والطاب ف الية لبن إسرائيل ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫() تفسي العياشي (‪. )1/42‬‬

‫‪- 87 -‬‬
‫‪ - 6‬و عن جاب ير الع في قال‪ :‬سألت أ با ع بد ال عل يه ال سلم عن قول‬
‫ال‪ { :‬ومـن الناس مـن يتخـذ مـن دون الله أندادا ً يحبونهـم كحـب‬
‫الله والذيـــن آمنوا أشـــد حبا ً لله ولو يرى الذيـــن ظلموا إذ يرون‬
‫العذاب أن القوة لله جميعا ً وأن الله شديد العذاب } (‪ .)1‬قال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫هـم أولياء فلن‪ ،‬وفلن‪ ،‬وفلن ( يعنون أ با ب كر وع مر وعثمان رَضِ يَ ال َعنْهُم )‬
‫اتذوهم أئمة من دون إمام (‪.)2‬‬
‫‪ - 7‬وعين أبي عبيد ال فـ قوله سـبحانه ‪ { :‬فريقا ً هدى وفريقاً‬
‫حـق عليهـم الضللة إنهـم اتخذوا الشياطيـن أولياء مـن دون الله‬
‫ويحسبون أنهم مهتدون } ( ‪ .)3‬قال‪ :‬يعن أئمة دون أئمة الق (‪.)4‬‬
‫‪ - 8‬وعن جابر العفي ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬قال ‪ :‬أما قوله ‪ { :‬إن الله‬
‫ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك‬
‫بالله فقـد افترى إثما ً عظيما ً } (‪ .)5‬يعنـ‪ :‬أنـه ل يغفـر لنـ يكفـر بوليـة‬
‫علي‪ ،‬وأما قوله‪ { :‬إن الله ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك‬
‫لمـن يشاء ومـن يشرك بالله فقـد افترى إثما ً عظيما ً } يع ن‪ :‬ل ن‬
‫وال عليا عليه السلم (‪.)6‬‬
‫والروايات ف هذا الباب كثية‪ ،‬و هي ماولة لدم ال صل الول ف ال سلم‪،‬‬
‫وهـو التوحيـد‪ ،‬وإعطاء الشرك صـفة الشرعيـة‪ ،‬وهـي كذلك ماولة خطية بتفسـي‬
‫التوحيد والشرك والكفر بغي معانيها القيقية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() سورة البقرة‪ ،‬الية‪. )165( :‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬تفسي العياشي (‪ ،)1/72‬والبهان (‪ ،)1/172‬والصاف (‪. )1/156‬‬
‫‪3‬‬
‫() سورة العراف‪ ،‬الية‪. )30( :‬‬
‫‪4‬‬
‫() تفسي الصاف (‪. )1/571‬‬
‫‪5‬‬
‫() سورة النساء‪ ،‬الية‪. )48( :‬‬
‫‪6‬‬
‫() تفسي العياشي (‪ ، )246-2/245‬والصاف (‪ ، )1/361‬والبهان (‪ ، )1/375‬وتفسي نور‬
‫الثقلي (‪. )1/488‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬تحويل المسلمين إلى كربلء‬
‫وب عد الدم والتخر يب الذي يلم به هؤلء الزناد قة للحرم ي الشريف ي فإن م‬
‫يريدون أن ي صرفوا ال سلمي ع نة إل كعبات م ومشاهد هم الا صة ب م‪ ،‬و قد وضعوا‬
‫نصـوصا كثية فـ هذا سـيجري ماولة تطبيقهـا على الدى الطويـل‪ ،‬ونشرهـا بيـ‬
‫السلمي بالقوة تت ستار تصدير الثورة ف العال السلمي وهي تري ي اتاهي ‪:‬‬
‫التاه الول ‪ :‬ماولت يائسـة للنيـل مـن الكعبـة والتطاول على قدسـيتها فمـن‬
‫بروتوكولت م خططهـم العمـل على التهويـب مـن شأن بيـت ال العظيـم‪ ،‬فقـد وضعوا‬
‫ن صوصا خطية ف هذا الشأن ون سبوها ‪ -‬كذبا ‪ -‬لب عض أ هل الب يت كجع فر ال صادق‬
‫وغيه لتحظى بالقبول‪ ،‬وتنال القداسة ف نفوس التباع‪ ،‬لسيما أنم أوهوا هؤلء التباع‬
‫بأن أولئك الل ل يسهون‪ ،‬ول يطئون‪ ،‬ل يغفلون‪ ،‬وقولم كقول ال ورسوله‪ ...‬وهذه‬
‫النصوص ل تبقي ف نفوس من يؤمن با أي قداسة لبيت ال الرام ‪.‬‬
‫تتحدث نصـوصهم ‪ -‬مثلً ‪ -‬عـن ماورة جرت بيـ كربلء والكعبـة فيقول‬
‫جعفرهم (‪ " :)1‬إن أرض الكعبة قالت من مثلي‪ ،‬وقد بن بيت ال على ظهري يأتين‬
‫الناس من كل فج عميق وجعلت حرم ال وأمنه ‪.‬‬
‫ض ُل ما فضلت به في ما‬
‫فأو حى ال إلي ها ‪ -‬ك ما يفترون ‪ -‬أن ك في وقري ما َف ْ‬
‫أعطيت كربلء إل بنـزلة البرة غرست ف البحر فحملت من ماء البحر‪ ،‬ولول تربية‬
‫كربلء ما فضتلك‪ ،‬ولول من تضمنه أرض كربلء ما خلقتك‪ ،‬ول خلقت البيت الذي به‬
‫افتخرت‪ ،‬فقري وا ستقري وكو ن ذنبا متواضعا ذلي ًل مهينا غ ي م ستنكف‪ ،‬ول م ستكب‬
‫لرض كربلء‪ ،‬وإل سخت بك وهويت بك ف نار جهنم " (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() لن العفر الصادق الذي تنقل أقواله كتبهم ليس جعفر العروف عند السلمي ويبوء بإث هذه‬
‫النقولت أولئك الفترون عليه ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() كامل الزيارات ص(‪ ،)270‬بار النوار ج(‪ ،)101‬ص(‪. )109‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫ول كن الكع بة ل تق بل الم الل ي‪ ،‬وتلتزم بالتوا ضع‪ ،‬وت صبح كالذ نب الذل يل‬
‫اله ي لرض كربلء ‪ -‬ك ما تقول ن صوصهم ‪ -‬فحلت ب ا العقو بة من ال ؛ بل إن‬
‫العقوبة حلت بكل أرض وماء لعراضها عن التواضع لكربلء‪ ،‬يقول النص عندهم ‪:‬‬
‫" ف ما من ماء ول أرض إل عوق بت لترك التوا ضع ل‪ ،‬ح ت سلط ال على الكع بة‬
‫الشركي‪ ،‬وأرسل إل زمزم ماء مالا حت أفسد طعمه ‪.)1( "...‬‬
‫فالكع بة ف نظر هم ت ستحق ال سحق من ج يش أبر هة‪ ،‬وزمزم ف ذوق هؤلء‬
‫الزنادقة فاسد الطعم ‪:‬‬
‫يد مرا به الاء الزلل‬ ‫ومن يكن ذا فم مُ ّر مريض‬
‫وهو يستوجب أن يوضع فيه من الواد ما يوله عن عذوبته وحلوته ‪.‬‬
‫كل ذلك لن ال سلمي يتجهون إل ب يت ال الرام‪ ،‬ويتزاحون على الشرب‬
‫من ماء زمزم وهذا ‪ -‬ف نظر هم ‪ -‬تطاول على كعبتهم ( كربلء ) ل ينبغي أن ير‬
‫بدون عقاب لذه القدسات ‪.‬‬
‫وقـد يقومون اليوم بإجراء ضـد كـبياء الكعبـة وزمزم لن الجاج يزيدون‬
‫وتعظيم هم وتوقيهم للكعبه ين مو‪ ،‬وهذا يغ يظ هذه الفئات الاقدة فهو كبياء ضد‬
‫كربلء ‪.‬‬
‫ولذلك فإن ما قام به بعض الروافض ف أعوام خلت من ماولة تدنيس الجر‬
‫ب عليه (‪.)2‬‬
‫السود بعذرة كان يملها هو تعبي عن هذا العن الراف الذي رُ َ‬
‫ث تتحدث نصوصه بأنه ل ينج من العقوبة الكونية العامة إل كربلء ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدرين السابقي ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() ف سنة ‪ 1087‬يوم الميس الوافق ‪ 8‬شوال أصبح الناس‪ ،‬فإذا الكعبة الشرفة ملطخة بعذرة‪،‬‬
‫أو با يشبه العذرة من جيع جوانبها‪ ،‬وكذلك الجر السود والركن اليمان ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬تاري الكعبة العظمة لسي باسلمة ص(‪. )380‬‬

‫‪- 90 -‬‬
‫على الرغم من أنا افتخرت وتكبت وقالت ‪ " :‬أنا أرض ال القدسة الباركة‬
‫الشفاء ف تربت ومائي " (‪.)1‬‬
‫وكثيا ما ياولون أن يغرسوا ف نفوس التباع استشعار مزية كربلء وفضلها‬
‫على بيت ال الرام ‪ .‬فقد نسبوا ‪ -‬مثلً ‪ -‬لعلي بن السي أنه قال‪ " :‬اتذ ال أرض‬
‫كربلء حرما آمنا مباركا قبـل أن يلق ال أرض الكعبـة‪ ،‬ويتخذهـا حرما بأربعـة‬
‫وعشريـن ألف عام‪ ،‬وقدسـها وبارك عليهـا فمـا زالت قبـل خلق ال اللق مقدسـة‬
‫مبار كة‪ ،‬ول تزال كذلك ح ت يعل ها ال أف ضل أرض ف ال نة‪ ،‬وأف ضل من ـزلة‬
‫ومسـكن يسـكن فيـه أولياؤه فـ النـة (‪ ،)2‬ونصـوصهم فـ هذا الباب كثية (‪.)3‬‬
‫وتقديسـهم لرض كربلء لناـ ‪ -‬على حـد زعمهـم ‪ -‬ضمـت جسـد السـي‬
‫فا ستمدت قدا ساتا بوجوده في ها ‪ .‬ف هل كان ال سي مدفونا في ها ق بل خلق الكع بة‬
‫بأربعة وعشرين ألف عام ؟! أم هي معدة لستقباله منذ غابر الزمان ؟!‪.‬‬
‫وإذا كان هذا الفضـل بوجود جسـد السـي فلماذا ل تفضـل الدينـة وفيهـا‬
‫جسد رسول ال ‪.‬‬
‫إن هذا التناقض يكشف أنه ليس الدف تقديس السي‪ ،‬ولكنه الكيد للمة‬
‫ودينها‪ ،‬وصرفها عن قبلتها وحجها ‪.‬‬
‫وقد يقول قائل‪ :‬إن ما سطرته إنا هي مقالت السابقي من الرافضة فكيف‬
‫ياسب هؤلء با سطرته زنادقة العصور الاضية‪ ،‬وأقول إن هذه النصوص منقولة من‬
‫كتـب يعتمـد عليهـا رافضـة هذا العصـر‪ ،‬ويقدسـون نصـوصها‪ ،‬وعليهـا مقدمات‬
‫مراجعهـم العاصـرين وتعليقاتمـ وتقريظاتمـ وتوثيقاتمـ بل اعتراض‪ ،‬أو نقـض لذه‬

‫‪1‬‬
‫() كامل الزيارات ص(‪ ،)270‬بار النوار ج(‪ ،)101‬ص(‪. )109‬‬
‫‪2‬‬
‫() بار النوار ج(‪ ،)101‬ص(‪. )107‬‬
‫‪3‬‬
‫() تد هذه النصوص مع غيها من القوال الت تتعلق بشاهدهم ف كتب الزار عندهم وقد‬
‫خصص الجلسي ثلثة ملدات من كتابه البحار ‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫القالت الزائفة؛ بل ثناء وتأييد ‪ .‬فهي عندهم كصحيح البخاري ومسلم عند جاعة‬
‫ال سلمي‪ ،‬و مع ذلك إذا أردت ب عض أقوال العا صرين ف هذا الشأن فاقرأ ما يقوله‪،‬‬
‫ويترن به كبي مراجعهم وآياتم ف هذا العصر وهو ممد حسي آل كاشف الغطا‬
‫ش يخ مراجع هم الوجود ين‪ ،‬و من ي عد ع ند ب عض أ هل ال سنة الذ ين ل يطلعوا على‬
‫حقيقته من العتدلي‪ ،‬ولذا قدموه إماما لم ف مؤتر القدس الول (‪ )1‬لن له وجهي‬
‫وقولي‪ ،‬والتقية ل تنتهي أسرارها وأساليبها عندهم ‪.‬‬
‫ل لا على بيت ال الرام مالفا لنص القرآن‬
‫يقول ‪ -‬مشيدا بكربلء ‪ -‬ومفض ً‬
‫وإجاع السلمي ‪:‬‬
‫لكربلء بان علوّ الرتبةِ‬ ‫ومن حديث كربلء والكعبة‬
‫ثـ يؤكـد بعـد ذكره لذا البيـت أن هذا مـن ضرورات مذهبهـم فيقول بأن‬
‫كربلء " أشرف بقاع الرض بالضرورة " (‪.)2‬‬
‫وانظر إل ما يقوله أيضا مرجعهم الخر ف هذا العصر‪ ،‬وآيتهم الت ينسبونا‬
‫زورا إل ال و هو ميزا ح سي الائري ( و هو يع يش الن ف ب عض دول الل يج )‬
‫يقول‪ " :‬كربلء تلك التربة الطيبة الطاهرة‪ ،‬والرض القدسة الت قال ف حقها رب‬
‫السـماوات والرضييـ (‪ )3‬ماطبـة للكعبـة حيـ افتخرت على سـائر البقاع ‪ :‬قري‬
‫واستقري لول أرض كربلء وما ضمته لا خلقتك " (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬تعليق ممد رشيد رضا ف النار على تقدي ممد حسي آل كاشف الغطا إماما لم‬
‫الصلة ف ملة النار الجلد (‪ ،)29‬ص(‪. )628‬‬
‫‪2‬‬
‫() الرض والتربة السينية ص(‪. )65-56‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬كيف يفترون الكذب على رب العالي‪ ،‬وإنا يفتري الكذب الذين ل يؤمنون ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() أحكام الشيعة (‪. )1/32‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫ثـ يعقـب على ذلك بقوله ‪ " :‬وكذلك أصـبحت هذه البقعـة الباركـة بعدم ا‬
‫ـ‬
‫صـارت مدفنا للمام علي مزارا للمسـلمي !! وكعبـة للموحديـن !! ومطافا‬
‫للملوك والسلطي !! ومسجدا للمصلي (‪.!! )1‬‬
‫وهذا رافضـي آخـر وهـو منـ نال شهادة علميـة (الدكتوراه) تقتضـي أن ل‬
‫تدخـل مثـل هذه الفكار إل ذهنـه‪ ،‬ولكنـه التعصـب والتحزب الذي يعطـل ملكـة‬
‫العقـل‪ ،‬ويشـل حركـة التفكيـ‪ ،‬فهـا هـو يأخـذ بأسـاطيهم فـ هذا فيقول ‪ :‬بأن‬
‫ن صوصهم قد اع تبت كربلء أف ضل بقاء الرض ف هي تع تب ع ند الشي عة أرض ال‬
‫الختارة القد سة البار كة و هي حرم ال‪ ،‬وق بة ال سلم‪ ،‬و ف تربت ها الشفاء‪ ،‬وهذه‬
‫الزا يا ل تت مع لي بق عة ح ت الكع بة (‪ .)2‬ويقول آيت هم العظ مى م مد الشيازي‬
‫بأننا ‪ " :‬نقبل أضرحتهم كما نقبل الجر السود وكما نقبل جلد القرآن " (‪.)3‬‬
‫هذا مـا تفتريـه هذه الطغمـة‪ ،‬ولكـن ال يقول ‪ { :‬إن أول بيــت وضــع‬
‫للناس للذي ببكـة مباركا ً وهدىً للعالميـن * فيـه آيات بينات مقام‬
‫إبراهيــم ومــن دخله كان آمنا ً ولله على الناس حــج البيــت مــن‬
‫استطاع إليه سبيل ً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } (‪.)4‬‬
‫فهـل بعـد هذا مال لفتراء مفت ٍر ‪ { :‬إن الذيــن كفروا وصــدوا عــن‬
‫سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم } (‪.)5‬‬

‫‪1‬‬
‫() أحكام الشيعة (‪. )1/32‬‬
‫‪2‬‬
‫() د‪ .‬ممد جواد طعمة‪ ،‬تاريخ كربلء ص(‪ ،)116-115‬والكتاب موثق من عدد من آياتم‬
‫(انظر‪ :‬مقدمة الكتاب ) ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() مقالة الشيعة‪ ،‬الرجع الدين ممد الشيازي ص(‪. )8‬‬
‫‪4‬‬
‫() سورة آل عمران‪ ،‬الية‪. )97-96( :‬‬
‫‪5‬‬
‫() سورة ممد‪ ،‬الية‪. )34( :‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫التاه الثا ن ‪ :‬التهو ين من شأن ال ج‪ ،‬وتفض يل ال ج إل الشا هد على‬
‫الج لبيت ال ‪:‬‬
‫وسـأقدم تصـويرا لذا التاه أوضـح فيـه بالمثلة ‪ -‬السـتقاة مـن مصـادرهم‬
‫العتمدة ‪ -‬ماولتم لوضع نصوص كثية منسوبة لبعض أهل البيت ‪ -‬زورا وبتانا‬
‫‪ -‬لتخدمهم ف هذا الغرض ‪.‬‬
‫ث أب ي ت صيصهم لزيارة كربلء يوم عر فة بز ية خا صة‪ ،‬وماذا يقولون عن‬
‫زيارة السي‪ ،‬وزوار السي‪ ،‬والناسك الت وضعوها على غرار بعض مناسك الج‬
‫والعمرة‪ ،‬كمحاولة للقيام بغزو فكري ل صرف ال سلمي عن ب يت رب م‪ ،‬ويبدو أن م‬
‫يقدمون بنشـر هذا التاه الفكري بعـد ماولتمـ إشعال الفتنـة فـ أرض الرميـ‪،‬‬
‫فاستمع الن إل ما يقولون ‪ " :‬قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ -‬رحه ال ‪ " : -‬حدثن‬
‫الثقات أن فيهم من يرى الج إل الشاهد أعظم من الج إل البيت العتيق‪ ،‬فيون‬
‫الشراك بال أعظم من عبادة ال وحده‪ ،‬وهذا من أعظم اليان بالطاغوت " (‪.)1‬‬
‫هذه ال سألة ال ت قال عن ها عال من أ كب علماء أ هل ال سنة العني ي بتت بع أ مر‬
‫الرافضة والرد عليهم بأنه قد وصله خبها عن طريق بعض الثقات هي اليوم مقررة‬
‫ومعل نة ف العت مد من ك تب الث نا عشر ية ف عشرات من الروايات ت نص على أن‬
‫زيارة الشهد أفضل من الج إل بيت ال الرام ‪.‬‬
‫جاء ف الكاف وغيه ‪ " :‬إن زيارة قب ال سي تعدل عشرين حجة‪ ،‬وأفضل‬
‫من عشرين عمرة وحجة " (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫() منهاج السنة (‪. )2/124‬‬
‫‪2‬‬
‫() فروع الكاف (‪ ،)1/324‬ابن بابوية‪ ،‬ثواب العمال ص(‪ ،)52‬الطوسي‪ ،‬تذيب الحكام (‬
‫‪ ،)2/16‬ابن قولوية‪ ،‬كامل الزيارات ص(‪ ،)161‬الر العاملي‪ ،‬وسائل الشيعة (‪. )10/348‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫وحينما قال أحد الرافضة لمامه ‪ " :‬إن حججت تسع عشرة حجة‪ ،‬وتسع‬
‫عشرة عمرة " ‪ -‬أجابه المام بأسلوب يشبه السخرية ‪ -‬قائلً ‪ " :‬حج حجة أخرى‪،‬‬
‫واعتمر عمرة أخرى‪ ،‬تكتب لك زيارة قب السي عليه السلم " (‪.)1‬‬
‫فكأنـه يقول له علم تبذل كـل هذا الهـد‪ ،‬وزيارة قـب السـي أفضـل مـن‬
‫عملك هذا ؛ ث تراه وج هه لكمال عشريـن ح جة وعمرة ليتحقـق له بذلك فضـل‬
‫زيارة واحد لقب السي‪ ،‬ول يوجهه لزيارة السي‪ ،‬وذلك زيادة ف التقريع وإظهار‬
‫السخرية وإبداء التحسر ‪.‬‬
‫وتذهب رواياتم إل البالغة بأفضلية قب السي وقبور سائر المة على الركن‬
‫الامس من أركان السلم حج بيت ال الرام‪ ،‬وتصل ف ذلك إل درك من العته‬
‫والنون‪ ،‬أو الزندقة واللاد ل يكاد يصل إليه أحد ف هذا الباب‪ ،‬حت ليقول القائل‬
‫بأن هذا د ين الشرك ي ل د ين ال سلمي الوحد ين‪ ،‬لن هؤلء يقدمون لنا دينا آ خر‬
‫غي ما يعرفه السلمون‪ ،‬دين شيوخهم وآياتم ل دين رب العالي‪ ،‬وترصات وأوهام‬
‫رجال م‪ ،‬ل و حي سيد الر سلي‪ ،‬ف هي أش به ما تكون بؤامرة تغي ي د ين ال سلمي‪،‬‬
‫وتغيي قبلة السلمي‪ ،‬بيت رب العالي‪ ،‬وتقدم لنا رواياتم هذا العن بصور متلفة‪،‬‬
‫وأساليب متنوعة لتؤثر ف قلوب السذج والهلة‪ ،‬وتدع عقول الناشئة والعجم‪ ،‬فما‬
‫أسرع تأثي البدعة ف هؤلء (‪.)2‬‬
‫فهذا أحـد العراب يشـد الرجـل مـن اليمـن لزيارة السـي ‪ -‬كمـا تزعـم‬
‫أساطيهم ‪ -‬فيلتقي بعفرهم الذي يسمونه بالصادق‪ ،‬لن جعفر بن عبد ال بريء‬
‫من افتراءات هؤلء وأكاذيب هم‪ ،‬في سأله جع فر عن أ ثر زيارة قب ال سي فقال هذا‬
‫العرا ب‪ :‬إنه يرى الب كة من ذلك ف نف سه وأهله وأولده وأمواله وقضاء حوائ جه‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫() الطوسي تذيب الحكام (‪ ،)2/16‬وسائل الشيعة (‪ ،)10/348‬بار النوار (‪. )101/38‬‬
‫‪2‬‬
‫() ولذلك قال أيوب السختيان ‪ -‬كما يروي الللكائي ‪ -‬إن من سعادة الدث العجمي أن‬
‫يوفقهما ال لعال من أهل السنة‪ ،‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة (‪. )1/60‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫فقال أ بو ع بد ال ‪ -‬ك ما تقول الروا ية ‪ : -‬أفل أزيدك من فضله فض ًل يا أ خا الي من ؟‬
‫قـال ‪ :‬زدن يا ابن رسول ال قال ‪ :‬إن زيارة أب عبد ال عليه السلم ‪ -‬يعن نفسه‬
‫‪ -‬تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول ال وآله فتعجب من ذلك‪ ،‬فقال له‪ :‬أي وال‬
‫وحجتي مبورتي متقبلتي زاكيتي مع رسول ال وآله فتعجب‪ ،‬فلم يزل أبو عبد ال‬
‫عليه السلم حت قال‪ :‬ثلثي حجة مبورة متقبلة زاكية مع رسول ال وآله " (‪.)1‬‬
‫بذا ال سلوب الغر يب الذي أش به ما يكون بل عب الطفال وماورات م‪ ،‬يقرر‬
‫جعفرهم أن زيارة الضريح أفضل من ثلثي حجة ‪.‬‬
‫ويفترون أيضا على ر سول ال بأ نه قرر هذا الشرك بن فس هذا ال سلوب‪،‬‬
‫الذي يك شف لف ظه كذب م فضلً عن معناه ح يث تقول روايت هم ‪ " :‬كان ال سي‬
‫عليه السلم ذات يوم ف حجر النب وآله وهو يلعبه ويضاحكه‪ ،‬وأن عائشة قال‪:‬‬
‫يا رسول ال ما أشد إعجابك بذا الصب !! فقال لا ‪ :‬وكيف ل أحبه وأعجب به‬
‫و هو ثرة فؤادي وقرة عي ن‪ ،‬أ ما إن أم ت ستقتله ف من زاره ب عد وفا ته ك تب ال له‬
‫ح جة من حج جي‪ ،‬قالت‪ :‬يا ر سول ال ح جة من حج جك‪ ،‬قال‪ :‬ن عم وحجت ي‪،‬‬
‫قالت‪ :‬وحجتي؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وأربعا فلم تزل تزده وهو يزيد حت بلغ سبعي حجة من‬
‫حجج رسول ال وآله بأعمارها " (‪.)2‬‬
‫وتذهب رواية أخرى إل أن ‪ " :‬من زار قب أب عبد ال كتب له ثاني حجة‬
‫مبورة " (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫() ابن بابوية القمي‪ ،‬ثواب العمال ص(‪ ،)52‬الر العاملي‪ ،‬وسائل الشيعة (‪)351-10/350‬‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() وسائل الشيعة (‪. )352-10/351‬‬
‫‪3‬‬
‫() ثواب العمال ص(‪ ،)52‬كامل الزيارات ص(‪ ،)162‬وسائل الشيعة (‪. )10/350‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫وتز يد روا ية أخرى على ذلك فتقول ‪ " :‬من أ تى قب ال سي عل يه ال سلم‬
‫عارفا بقه كان كما حج مائة حجة مع رسول ال " (‪.)4‬‬
‫وتنافـس رواياتمـ فـ البالغـة فـ العداد للتجاوز الئات إل مرحلة اللف‪،‬‬
‫وتتجاوز ذلك إل ذلك أصناف من الثواب والجر‪ ،‬وكأن الدين هو مرد زيارة قب‪،‬‬
‫والوقوف على ضريح ‪.‬‬
‫فقد جاء ف " وسائل الشيعة " وغيه عن ممد بن مسلم عن أب جعفر قال ‪" :‬‬
‫ـ فـ زيارة السـي عليـه السـلم مـن الفضـل لاتوا شوقا‪ ،‬وتقطعـت‬ ‫لو يعلم الناس م ا‬
‫أنف سهم عل يه ح سرات‪ ،‬قلت‪ :‬و ما ف يه ؟ قال‪ :‬من زاره تشوقا إل يه ك تب ال له ألف‬
‫حجـة متقبلة‪ ،‬وألف عمرة مـبورة‪ ،‬وأجـر ألف شهيـد مـن شهداء بدر‪ ،‬وأجـر ألف‬
‫صـائم‪ ،‬وثواب ألف صـدقة مقبولة‪ ،‬وثواب ألف نسـمة أريـد باـ وجـه ال‪ ،‬ول يزل‬
‫مفوظا سنته من كل آفة أهونا الشيطان‪ ،‬ووكل به ملك كري يفظه من بي يديه‬
‫و عن يي نه‪ ،‬و عن شاله‪ ،‬و من فوق رأ سه‪ ،‬و من ت ت قد مه‪ ،‬فإن مات سنته حضر ته‬
‫ملئكة الرحن يضرون غسله‪ ،‬وإكفانه‪ ،‬والستغفار له‪ ،‬ويشيعونه إل قبه بالستغفار‬
‫له‪ ،‬ويف سخ له ف قبه مد ب صره‪ ،‬ويؤم نه ال من ضغ طه ال قب‪ ،‬و من من كر ونك ي‬
‫يروعا نه‪ ،‬ويف تح له باب إل ال نة‪ ،‬ويع طى كتا به بيمي نه‪ ،‬ويع طى له يوم القيا مة نور‬
‫يضيء لنوره ما بي الشرق والغرب‪ ،‬وينادي مناد هذا َم نْ زار السي شوقا إليه‪ ،‬فل‬
‫يبقى أحد يوم القيامة إل تن يومئذ أنه كان من زوار السي عليه السلم " (‪.)2‬‬
‫وف رواية أخرى ‪ " :‬إن الرجل منكم ليغتسل ف الفرات ؛ ث يأت قب السي‬
‫عارفا ب قه‪ ،‬فيعط يه ال ب كل قدم يرفع ها‪ ،‬أو يضع ها مائة ح جة مقبولة‪ ،‬ومائة عمرة‬
‫مبورة‪ ،‬ومائة غزوة مع نب مرسل أو إمام عادل " (‪.)3‬‬

‫‪4‬‬
‫() ثواب العمال ص(‪ ،)52‬وسائل الشيعة (‪. )10/350‬‬
‫‪2‬‬
‫() كامل الزيارات ص(‪ ،)143‬وسائل الشيعة (‪ ،)1/353‬بار النوار (‪. )101/18‬‬
‫‪3‬‬
‫() وسائل الشيعة (‪ ،)10/379‬كامل الزيارات ص(‪. )185‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫وروا ية ثال ثة تقول ‪ " :‬من زار ال سي عل يه ال سلم يوم عاشوراء ح ت ي ظل‬
‫عنده باكيا لقى ال عز وجل يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة‪ ،‬وألفي ألف عمرة‪،‬‬
‫وأل في ألف غزوة‪ ،‬وثواب كل ح جة وعمرة وغزوة‪ ،‬كثواب من حج واعت مر وغزا‬
‫مع رسول ال وآله ومع الئمة الراشدين صلوات ال عليهم ‪.)1( " ...‬‬
‫ث ذكرت الرواية أن هذا الفضل كله يصل أيضا لن ل يستطيع زيارة قبه ف‬
‫ـ على قاتله‪،‬‬
‫هذا اليوم‪ ،‬ولكـن صـعد على سـطح داره وأومـأ إليـه بالسـلم ؛ ثـ دع ا‬
‫وندب السي وبكاه‪ ،‬ول ينتشر ف يومه هذا ف حاجة " (‪.)2‬‬
‫وعلى غرار هذه عشرات مـن المثلة تكـل اليـد مـن نقلهـا‪ ،‬ويتعـب الفؤاد مـن‬
‫تأملهـا‪ ،‬لناـ روايات الدف منهـا صـرف الناس عـن عبادة الواحـد القهار إل عبادة‬
‫الخلوق ي الضعفاء‪ ،‬وغايت ها التحلل من تكال يف ال سلم‪ ،‬وشرائع الد ين إل مرد ن قل‬
‫القدم إل قـب‪ ،‬ليحصـل بذلك على كـل الجـر‪ ،‬حتـتنتهـي بعتقدهـا إل ضرب مـن‬
‫الباحية‪ ،‬والعراض عن أوامر ال وشرائعه‪ ،‬والتعدي على مارمه ‪ .‬فلو كان شيء من‬
‫هذا حقا لذكره القرآن العظيم ف آياته‪ ،‬لاذا يذكر الج ف آيات عدة من القرآن‪ ،‬ول‬
‫تذكر زيارة قب المام مطلقا‪ ...‬وهي أفضل من الج إل بيت ال الرام ‪ -‬بزعمهم ‪. -‬‬
‫و قد تن به أ حد الشي عة لذلك‪ ،‬وتع جب لاذا ت ص زيارة ال سي بذا الف صل‬
‫الذي ير بو على ف ضل ال ج مئات الرات‪ ،‬ول يس ل ا ذ كر ف القرآن‪ ،‬أل يس هذا دل‬
‫الوضع والفتراء ؟ ‪.‬‬
‫فقال‪ - :‬عبد أن استمع من إمامه لفضائل زيارة قب السي الزعومة ‪ -‬قال‪:‬‬
‫"قد فرض ال على الناس حج البيت‪ ،‬ول يذكر زيارة قب السي عليه السلم " (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)101/290‬كامل الزيارات ص(‪ )176‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() نفس الوضع ف الصدرين السابقي ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)101/33‬كامل الزيارات ص(‪. )266‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫فأجاب إمامهم ‪ :‬بواب يبدو فيه الضطراب‪ ،‬حيث قال‪ " :‬وإن كان كذلك‬
‫فإن هذا شيء جعله ال هكذا " (‪ .)1‬وهذا اعتراف منهم وهم أرباب التأويل الباطن‬
‫يلو القرآن من هذه البدعة‪ ،‬وهذا كاف ف نقض مزاعمهم من كتبهم‪ ،‬فالقرار هو‬
‫سيد الدلة‪ ،‬وبأيديهم يهدمون بيوتم ‪.‬‬
‫وكأن إمام هم ف جوا به هذا يقول ل جواب عندي‪ ،‬ال مر هكذا‪ ،‬ل يبي ال‬
‫لعباده سبيل عبادتم وما يتقون ‪.‬‬
‫ثـ حاول بعـد هذه الكلمـة الضطربـة أن يتلمـس جوا بعيدا عـن الوضوع‬
‫فأردف قائلً ‪ " :‬أما سعت قول أمي الؤمني إن باطن القدم أحق بالسح من ظاهر‬
‫القدم‪ ،‬ولكن ال فرض هذا على العباد " (‪.)2‬‬
‫وهذا اعتراف منهـم أيضا بأن زيارة قـب السـي كباطـن القدم (والصـح‬
‫كباطان ال ف) ل تد خل في ما فرض ال ‪ ...‬؛ ث وا صل العتذار فقال‪ " :‬أو ما‬
‫علمت أن الوقف لو كان ف الرم كان أفضل لجل الرم‪ ،‬ولكن ال صنع ذلك‬
‫ف غي الرم" (‪.)3‬‬
‫وهذا ك سابقه اعتراف بأن الزيارة ل تفرض‪ ،‬وإن كا نت ف ن ظر هذه الزمرة‬
‫أ حق ‪ ..‬؛ ث إن الراف ضة ف اعتذار ها تاول أن ت عل من نف سها رقي بة على تشر يع‬
‫رب العالي‪ ،‬فكأنا تشي بأن ال سبحانه ل يفعل ما هو أول وأحق‪ ( ،‬تعال ال عما‬
‫يقوله الظالون )‪ ،‬حيث ل يعل موقف عرفات ف الرم ؛ بل جعله ف الل‪ ،‬وهكذا‬
‫تتطاول هذه الزمرة اللحدة ال ت وض عت هذه الخبار‪ ،‬وخد عت ب ا الغرار تتطاول‬
‫على شرع ال وحكمته‪ ،‬وتضع من نفسها وصية على أمر ال ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدرين السابقي ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدرين السابقي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)101/33‬كامل الزيارات ص(‪. )266‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫ورواياتم ف هذا كثية للغاية كما أشرت من قبل‪ ،‬وإنن الن أمام زخم هائل‬
‫من الروايات ال ت ل ت طر ببال من ل ي ض غمار هذه ال ساطي‪ ،‬روايات كثية ل‬
‫أدري ما آخذ منها وما أدع‪ ،‬فكل منها يثي العجب والستنكار لكل من كان على‬
‫صلة بكتاب ربه‪ ،‬أو على أدن وعي بأمر دينه‪ ،‬ول يلجم عقله العصب ويغلق فكره‬
‫الوى‪ ،‬وتأخذه العزة بالث تعصبا لبدعته وطائفته ‪.‬‬
‫ولو حاول الراف ضي أن يتخلى عن هذه ال ساطي ال ت تشده إل الظلم‪ ،‬ولو‬
‫ل ظة ث تف كر ف أ مر هذا ال طر ال كب الذي يأ خذ به ليلق يه ف غيا هب الشرك‬
‫وظلماته‪ ،‬لينسى ربه وخالقه‪ ،‬ويتعلق بقب ملوق قد أرم ل يلك لنفسه نفعا ول ضرا‬
‫ول حياة ول نشورا ‪ { :‬إن الذيـن تدعون مـن دون الله عباد أمثالكــم‬
‫فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين }(‪ )1‬لدرك حينئذ أنه ليس‬
‫علي شيء‪ ،‬وأن هذا عي دين الشركي‪ .‬والعجب أنه ورد عندهم بعض الروايات ف‬
‫تفيف هذا الغلو الذي يعل من الشخوص إل القب أفضل من حج بيت ال الرام‪،‬‬
‫ولكن شيخ الروافض الجلسي رد ف ذلك بجة التقية ‪.‬‬
‫تقول روايات م ‪ " :‬عن حنان قلت ل ب ع بد ال عل يه ال سلم ‪ :‬ما تقول ف‬
‫زيارة قب ال سي صلوات ال عل يه‪ ،‬فإ نه بغل نا عن بعض كم أ نه قال‪ :‬تعدل ح جة‬
‫وعمرة ؟ قال فقال‪ :‬مـا أضعـف هذا الديـث مـا تعدل هذا كله‪ ،‬ولكـن زوروه ول‬
‫تفوه فإنه سيد شباب أهل النة ‪.)2( "...‬‬
‫قال الجلسي ف تأويل هذا النص الذي ينقض عشرات الروايات الت جاء با‪،‬‬
‫ويكشـف ضلل مـا عليـه طائفتـه قال‪ " :‬الظهـر أنـه ممول على التقيـة " (‪ ،)3‬أي‬
‫جعفرا يقول هذا الكلم على سبيل الكذب ماملة لهل السنة أو خوفا منهم‪ ،‬وليس‬

‫‪1‬‬
‫() سورة العراف‪ ،‬الية‪. )194( :‬‬
‫‪2‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)101/35‬قرب السناد ص(‪. )48‬‬
‫‪3‬‬
‫() الوضع نفسه من الصدر السابق ‪.‬‬

‫‪- 100 -‬‬


‫من دين الشيعة‪ ،‬وهكذا يفعل شيوخهم بكل رواية عن أهل البيت ل توافق أهواءهم‪،‬‬
‫يبطلون مفعول ا بذه ال جة الاهزة " التق ية " ف صار التش يع يكت سب غلوه على مر‬
‫اليام بفعل شيوخه‪ ،‬وصار دينهم دين شيوخ الرافضة ل دين الئمة ‪...‬‬

‫زيارة كربلء يوم عرفة أفضل من سائر اليام ‪:‬‬


‫ما يكشف أن هذه النصوص هي ثرة مؤامرة ضد المة لصرفها عن بيت‬
‫ربا‪ ،‬والعمل على إفساد أمرها‪ ،‬وتفيق اجتماعها‪ ،‬واليلولة دون تلفيها ف هذا‬
‫الؤت ر ال سنوي العام‪ ،‬أن هذه الروايات خ صت زيارة السـي يوم عر فة بف ضل‬
‫خاص‪ ،‬تقول‪ " :‬من أ تى قب ال سي عارفا ب قه ف غ ي يوم ع يد ك تب ال له‬
‫عشريـن حجـة‪ ،‬وعشريـن عمرة مـبورات مقبولت ‪ ...‬ومـن أتاه فـ يوم عيـد‬
‫كتـب له مائة حجـة‪ ،‬ومائة عمرة‪ ،‬ومـن أتاه يوم عرفـة عارفا بقـه كتـب ال له‬
‫ألف ح جة‪ ،‬وألف عمرة مبورات متقبلت‪ ،‬وألف غزوة مع نب مر سل أو إمام‬
‫عادل " ( ‪.)1‬‬
‫وتكاد بعض رواياته تصرح بالدف‪ ،‬فهذا جعفرهم يقول ‪ " :‬لو إن حدثتكم‬
‫بف ضل زيار ته‪ ،‬وبف ضل قبه لترك تم ال ج رأ سا‪ ،‬و ما حج من كم أ حد‪ ،‬وي ك أ ما‬
‫عل مت أن ال ات ذ كربلء حرما آمنا مباركا ق بل أن يت خذ م كة حرما (‪ .)2‬فأ نت‬
‫تلحظ أنه صرح من طرف خفي أن ترك الج وزيارة كربلء أول ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() انظر‪ :‬الكلين‪ ،‬فروع الكاف (‪ ،)1/324‬ابن بابوية‪ ،‬من ل يضره الفقيه (‪،)1/182‬‬
‫الطوسي‪ ،‬التهذيب (‪ ،)2/16‬ابن قولوية‪ ،‬كامل الزيارات ص(‪ ،)169‬ابن بابوية‪ ،‬ثواب العمال‬
‫ص(‪ ،)50‬الر العاملي‪ ،‬وسائل الشعية (‪. )10/359‬‬
‫‪2‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)101/33‬كامل الزيارات ص(‪. )266‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫وقال ‪ " :‬إن ال يبدأ بالن ظر إل زوار قب ال سي بن علي عش ية عر فة ق بل‬
‫نظره إل أهـل الوقـف ( قال الراوي وكيـف ذلك ؟ ) قال أبـو عبـد ال ‪ -‬كمـا‬
‫يزعمون ‪ -‬لن ف أولئك أولد زنا وليس ف هؤلء أولد زنا (‪.)3‬‬
‫وأولد الز نا ع ند الراف ضة هم ج يع ال سلمي ‪ -‬ك ما سلف ‪ -‬و سيظهر من‬
‫رواياتم أن لذه الساطي تأثيها حت قال أحد نقلة هذه السطورة ورواتا بعد ساعه‬
‫دعاء من جعفر لزوار قب السي قال‪" :‬وال لقد تنيت أن زرته ول أحج" (‪.)2‬‬
‫وتتحدث رواية أخرى أن من أراد ‪ " :‬أن يتنفل بالج والعمرة فمنعه من ذلك‬
‫شغل دنيا‪ ،‬أو عائق فأتى ال سي بن علي ف يوم عرفة أجزأه ذلك من أداء حجته‪،‬‬
‫وضاعـف ال له بذلك أضعافا مضاعفـة‪ ،‬قال الراوي ‪ ( :‬قلت ‪ :‬كـم تعدل حجـة‪،‬‬
‫وكـم تعدل عمرة ؟ قال‪ :‬ل يصـى ذلك‪ ،‬قلت ‪ :‬ألف‪ ،‬قال‪ :‬وأكثـر ؛ ثـ قال‪ :‬وإن‬
‫تعدوا نعمـة ال ل تصـوها) (‪ )3‬وأنـت تلحـظ أن صـدر النـص يشيـ إل أن الجـ‬
‫أفضـل‪ ،‬وأن زيارة السـي هـي البديـل عنـد حصـول عائق‪ ،‬بينمـا عجزه يشيـ إل‬
‫خلف ذلك ‪.‬‬
‫قال شيخ هم الفي ضي الكاشا ن ف التعل يق ع ما تذكره روايات م من فضائل‬
‫زيارة قب ال سي ‪ ( :‬إن هذا ل يس بكث ي على من جعله ال إماما للمؤمن ي‪ ،‬وله خلق‬
‫ال سماوات والرض ي‪ ،‬وجعله صراطه و سبيله‪ ،‬وعي نه‪ ،‬ودليله‪ ،‬وبا به الذي يؤ ت م نه‪،‬‬
‫وحبله التصل بينه وبي عباده من رسل وأنبياء‪ ،‬وحجيج وأولياء هذا مع أن مقابرهم ‪-‬‬
‫ِيـ ال َعنْه ُم ‪ -‬فيهـا أيضا إنفاق أموال‪ ،‬ورجاء آمال‪ ،‬وإشخاص أبدان‪ ،‬وهجران‬
‫َرض َ‬
‫أوطان‪ ،‬وتمل مشاق‪ ،‬وتديد ميثاق‪ ،‬وشهود شعائر‪ ،‬وحضور مشاعر ) (‪.)4‬‬

‫‪3‬‬
‫() الفيض الكاشان‪ ،‬الواف‪ ،‬الجلد الثان (‪. )8/222‬‬
‫‪2‬‬
‫() وسائل الشيعة (‪ ،)10/321‬فروع الكاف (‪ ،)1/235‬ثواب العمال ص(‪. )35‬‬
‫‪3‬‬
‫() الواف‪ ،‬الجلد الثان (‪. )8/223‬‬
‫‪4‬‬
‫() الواف‪ ،‬الجلد الثان‪. )8/224( ،‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫تأمل هذا الغلو‪ ،‬حيث جعل السي هو البل والواسطة بي ال وعباده وأنه‬
‫عي ال وبابه !! ولحظ توجيهه لفضل زيارة قب السي بفعل أسباب الوقوع ف‬
‫الشرك نفسـه مـن شـد الرحال إل القـب‪ ،‬وإنفاق الموال لاـ‪ ،‬أو عندهـا طلبا‬
‫لشفاعت ها‪ ،‬وتعل يق المال علي ها إل آ خر ما ذكره من أعمال الشرك وأ سبابه‪ ،‬و مع‬
‫ذلك فهذا عندهم من أفضل الطاعات (‪. !!! )1‬‬

‫زيارة قبر الحسين أفضل العمال ‪:‬‬


‫وت ضي بروتوكولت م ف ماولة يائ سة ل صرف الناس عن ال ج‪ ،‬وعبادة ال‬
‫وحده‪ ،‬فتج عل زيارة ال سي أف ضل العمال‪ ،‬فلي ست زيارة قب ال سي ع ند هؤلء‬
‫أف ضل من ال ج فح سب ؛ بل هي أف ضل العمال‪ ،‬جاء ف روايات م أن زيارة قب‬
‫السي ( أفضل ما يكون من العمال ) (‪.)2‬‬

‫زوار الحسين تأتيهم الملئكة ويناجيهم الله ‪:‬‬


‫بل وصلت مبالغات الروافض ف الديث عن فضائل زيارة قب السي والئمة‬
‫الخر ين إل در جة ل تت صور ول يقبل ها ذو ع قل‪ ،‬قال جعفر هم ‪ " :‬من خرج من‬
‫من ـزله ير يد زيارة ال سي ك تب ال له ب كل خطوة ح سنة ‪ "...‬إل أن قال‪ " :‬وإذا‬

‫‪1‬‬
‫() ولكن لاذا يعمل شيوخهم بذه الروايات ويدعو الج ‪...‬؟ الواقع أنم ل يفعلوا‪ ،‬لعل ذلك لسباب‬
‫منها ليتمكن هؤلء من نقل شرهم لسائر العال السلمي عب هذا الؤتر العظيم‪ ،‬وخشية التشنيع عليهم من‬
‫قبل السلمي‪ ،‬فيفقدوا الرضية الصالة لنشر دعوتم سيما أنم يرون الفريضة لبد منها‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫هذه الروايات ل تعل ف قلب الؤمن با أي حني إل حج بيت ال الرام‪ ،‬ولذا ما أسهل أن يصدروا قرارا‬
‫بنع التباع من الج لدن خلف سياسي لنم قد خدعوهم بثل هذه الروايات النسوبة للل ‪ -‬زورا ‪-‬‬
‫كذلك لول المس الذي يأكلونه من أموال التباع والذي يفرض على سبيل الفور لن أزمع الج ‪ -‬كما‬
‫مر ‪ -‬وكذلك الرغبة ف تقيق الفتنة ف أرض الشاعر لا طالبوا بزيادة عددهم ف الج ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() كامل الزيارات ص(‪ ،)146‬بار النوار (‪. )101/49‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫قضى مناسكه ‪ ...‬أتاه ملك فقال له‪ :‬أنا رسول ال ربك يقرئك السلم‪ ،‬ويقول لك‪:‬‬
‫استأنف فقد غفر لك ما مضى " (‪.)1‬‬
‫فاللئكـة تقابـل زوار القـب‪ ،‬وتبلغهـم سـلم ال‪ ،‬وتوزع عليهـم صـكوك‬
‫الغفران‪ ...‬هذه دعاوي فوق النون بدرجات‪ ،‬وأعظـم منهـا‪ ،‬وأكـب جرأتمـ على‬
‫القول بأن ال يناجـي ال زوار السـي‪ ،‬قالت رواياتمـ ‪ ... " :‬فإذا أتاه (يعنـ أتـى‬
‫الزائر قب السي) ناجاه ال فقال‪ :‬عبدي سلن أعطك‪ ،‬ادعن أجبك " (‪.)2‬‬
‫وهكذا يفترون الكذب على ال‪ ،‬وإناــ يفتري الكذب على ال الذيــن ل‬
‫يؤمنون‪ ،‬ويزعمون وهم الذين سلكوا مسلك أهل التعطيل ف كلم ال سبحانه‪ ،‬أن‬
‫ال يناجي ويكلم زوار السي ‪ ...‬وهذه فرية خطية ‪ ...‬وبتان عظيم ‪.‬‬
‫ول يكتفوا بذلك كعادتمـ فـ الغلو والبالغـة ؛ بـل زعموا أن ال تعال عمـا‬
‫يقوله الظالون علوا كبيا يزور قبور الئمة مع الشيعة‪ ،‬ففي البحار للمجلسي ‪ " :‬إن‬
‫قب أمي الؤمني يزوره ال مع اللئكة ويزوره النبياء ويزوره الؤمني " (‪.)3‬‬
‫كبت كلمة ترج من أفواههم‪ ،‬وتسطرها أقلمهم إن يقولون إل كذبا ‪.‬‬

‫مناسك المشاهد ‪:‬‬


‫و ف سبيل صرف الناس عن ال ج‪ ،‬وضعوا بديلً ع نه من صنعهم وافتراءات‬
‫أل سنتهم ‪ -‬ف ماولة للء حن ي ال سلم إل ال ج وأداء النا سك بذا ال فك الختلق‬
‫والزور البـي ‪ -‬فاخترعوا مناسـك يضاهئون باـ شرع ال ودينـه‪ ،‬وزيادة فـ تأكيـد‬

‫‪1‬‬
‫() الطوسي‪ ،‬تذيب التهذيب (‪ ، )2/14‬ابن قولوية ‪ ،‬كامل الزيارات ص (‪ ، )132‬ثواب‬
‫العمال ص (‪ ،)51‬وسائل الشيعة (‪. )342-10/341‬‬
‫‪2‬‬
‫() كامل الزيارات ص(‪ ،)132‬وسائل الشيعة (‪ ،)10/342‬وانظر‪ :‬ثواب العمال ص(‪. )51‬‬
‫‪3‬‬
‫() بار النوار (‪. )100/258‬‬

‫‪- 104 -‬‬


‫مع ن الشاب ة سوها ( منا سك الشا هد ) فجعلوا زيارة الضر حة فريضة من فرائض‬
‫مذهبهم(‪ ،)1‬يكفر تاركها (‪.)2‬‬
‫و قد ع قد لذلك اللج سي بابا بعنوان ‪ " :‬باب أن زيار ته (‪ )3‬واج بة مفتر ضة‬
‫مأمور با‪ ،‬وما ورد من الذم والتأنيب والتوعد على تركها " وذكر فيه ( ‪ )40‬حديثا‬
‫من أحاديثهم (‪.)4‬‬
‫ث وضعوا لا مناسك كمناسك الج إل بيت ال الرام ‪.‬‬
‫يقول ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ‪ -‬رح ه ال ‪ " : -‬قد صنف شيخ هم ا بن‬
‫النعمان العروف عندهم بالفيد كتاباص ساه (مناسك الشاهد) جعل قبور الخلوقي‬
‫تج كما تج الكعبة البيت الرام‪ ،‬الذي جعله ال قياما للناس‪ ،‬وهو أول بيت وضع‬
‫للناس‪ ،‬فل يطاف إل به‪ ،‬ول يصلى إل إليه‪ ،‬ول يأمر إل بجه " (‪.)5‬‬
‫وقد كشف لنا اليوم شيخهم أغا بزرك الطهران ف كتابه (الذريعة) إنا صنفه‬
‫شيوخهم ف الزار‪ ،‬ومناسكه قد بلغ ستي كتابا (‪ ،)6‬كلها ألفت لرسال قواعد هذا‬
‫الشرك وتشي يد بنائه‪ ،‬وهذا عدا ما اشتملت عل يه ك تب الخبار العتمدة عند هم من‬
‫أبواب خاصة بالشاهد ‪ -‬كما سيأت ‪ -‬ومن هذه المناسك ما يلي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬الطواف بها ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫() انظر ‪ :‬روايـات ذلك ف تذيب الحكام للطوسي (‪ ،)2/14‬وف كامل الزيارات لبن‬
‫قولويـة ص (‪ ،)194‬ووسائل الشيعة للحر العاملي (‪. )337-10/333‬‬
‫‪2‬‬
‫() ففي الوسائل ( عن هارون بن خارجة عن أب عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عمن ترك زيارة‬
‫قب السي عليه السلم من غي علة‪ ،‬فقال‪ :‬هذا رجل من أهل النار‪ ،‬وسائل الشيعة (‪-10/336‬‬
‫‪ ،)337‬كامل الزيارات ص(‪. )193‬‬
‫‪3‬‬
‫() يعن ‪ :‬زيارة السي ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() انظر ‪ :‬بار النوار (‪. )11-101/1‬‬
‫‪5‬‬
‫() منهاج السنة (‪ ،)1/175‬مموع فتاوى شيخ السلم (‪. )17/498‬‬
‫‪6‬‬
‫() انظر ‪ :‬الذريعة (‪. )326-20/316‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫اتفق السلمون على أنه ل يشرع الطواف إل بالبيت العمور (‪.)1‬‬
‫ول كن شيوخ الروا فض شرعوا لتباع هم الطواف بأضر حة الو تى من الئ مة‪،‬‬
‫ووضعوا من الروايات على آل البيت ما يسندون به هذا الشرك‪ ،‬فقال الجلسي‪ :‬بأنه‬
‫ورد ف بعض زيارات الئمة ( إل أن نطوف حول مشاهدكم ) وف بعض الروايات‬
‫(قبّل جوا نب ال قب ) ك ما قال‪ :‬بأن الر ضا كان ‪ -‬على حد زع مه ‪ -‬يطوف ب قب‬
‫رسول وآله (‪ )2‬وأخذ من ذلك ( شرعية ) هذا ( النسك الوثن ) ف مذهبهم ول‬
‫يلتفت إل نصوص القرآن الصرية الواضحة ف النهي عن الشرك‪ ،‬والوعيد عليه بنار‬
‫جهنم‪ ،‬وبئس الصي‪ ،‬ولكن أشكل عليه روايات لم تناقض ‪ -‬كالعادة ‪ -‬مذهبهم ف‬
‫الشاهد وهي مروية عن أئمتهم فرام التخلص منها بالتأويل ‪.‬‬
‫فقـد جاء فـ رواياتمـ مـا ينهـي عـن الطواف بالقبور كقول إمامهـم ‪ ( :‬ل‬
‫تشرب وأ نت قائم ول ت طف ب قب ‪ ...‬فإن من ف عل ذلك فل يلو من إل نف سه‪ ،‬و من‬
‫ف عل شيئا من ذلك ل ي كن يفر قه إل ما شاء ال (‪ ،)3‬و قد أج هد الجل سي نف سه ف‬
‫تأو يل هذه الروايـة فقال‪ " :‬يت مل أن يكون النهـي عـن الطواف بالعدد الخصـوص‬
‫الذي يطاف بالبيت " (‪.)4‬‬
‫فأ نت ترى أن الجل سي ل ياول أن ي سلك ما يت فق مع كتاب ال سبحانه‪،‬‬
‫و ما عل يه ال سلمون‪ ،‬و ما جاء عند هم أيضا ‪ " :‬ول ت طف على قب " فين صح لنف سه‬
‫وطائفته بالنهي عن هذه البدعة فيقر بذلك‪ ،‬ويؤول ما يالفه لنه شذوذ وانراف‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫() مموع فتاوى شيخ السلم (‪. )4/521‬‬
‫‪2‬‬
‫() بار النوار (‪. )100/126‬‬
‫‪3‬‬
‫() ابن بابوية‪ ،‬علل الشرائع ص(‪ ،)283‬بار النوار (‪. )100/126‬‬
‫‪4‬‬
‫() بار النوار (‪. )100/126‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫وباب من أبواب الشرك بال‪ ،‬ل يف عل ذلك بل تكلف ف تأو يل ن صهم الذي يدل‬
‫على العن الق حت قال‪ " :‬يتمل أن يكون الراد بالطواف النفي هنا التغوط " (‪.)1‬‬
‫فدين الرافضة هو دين الجلسي ل دين الئمة‪ ،‬وعملهم با قاله شيوخهم لما‬
‫قاله إمامهم ‪ ...‬فأعرضوا عن قول المام ‪ " :‬ول تطف بقب " كما أعرضوا من قبل‬
‫عن قول ال ورسوله وإجاع السلمي فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الصلة عند الضريح ‪:‬‬


‫من منا سك الشا هد والضر حة أداء ركعت ي أو أك ثر ع ند قبور الئ مة‪،‬‬
‫ورب ا يتخذون ا قبلة ‪ -‬ك ما سيأت ‪ -‬و كل رك عة تؤدي ع ند القبور تف ضل على‬
‫الجـ إل بيـت ال الرام مئات الرات‪ ،‬جاء فـ أخبارهـم ‪ " :‬الصـلة فـ حرم‬
‫ال سي لك ب كل ركعة تركع ها عنده كثواب من حج ألف ح جة‪ ،‬واعت مر ألف‬
‫عم ـرة‪ ،‬واع تق ألف رق بة‪ ،‬وكأناـ و قف ف سبيل ال ألف ألف مرة مع نب‬
‫مرسل" ( ‪.)2‬‬
‫وليس هذا خاصا بقب السي بل كل قبور أئمتهم كذلك ففي البحار ‪ " :‬من‬
‫زار الرضا (‪ )3‬أو واحدا من الئمة فصلى عنده ‪ ...‬فإنه يكتب له ( ث ذكر ما جاء‬
‫ف النص السابق وزاد ) وله بكل خطوة مائة حجة‪ ،‬ومائة عمرة‪ ،‬وعتق مائة رقبة ف‬
‫سبيل ال‪ ،‬وكتب له مائة حسنة‪ ،‬وحط عنه مائة سيئة " (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() الصدر السابق (‪. )100/127‬‬
‫‪2‬‬
‫() الواف‪ ،‬الجلد الثان (‪. )8/234‬‬
‫‪3‬‬
‫() يعد مرقد علي الرضا أهم الماكن القدسة ف إيران‪ ،‬ومن أضخم الماكن القدسة لدى‬
‫الشيعة‪ ،‬وعليه قبة ضخمة مكسوة بالذهب (عبد ال الفياض‪ ،‬مشاهدات ف إيران‪ ،‬ص(‪ ،)102‬لن‬
‫الضرحة والهتمام با وتقدي أنواع من العبادات لا ف أصول دينهم ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() بار النوار (‪. )138-100/137‬‬

‫‪- 107 -‬‬


‫انظـر كيـف يفضلون الصـلة عنـد القبور على الجـ إل بيـت ال الرام‪،‬‬
‫فيقدمون الشرك على التوح يد ‪ .‬وقديا كان الشركون يقولون بأن دين هم أف ضل من‬
‫دين ال‪ ،‬وأنم أهدى من الذين آمنوا سبيلً ‪.‬‬
‫واتاذ القبور م ساجد ملعون فاعله على ل سان ر سول الدى ح يث قال‪" :‬‬
‫لعنة ال على اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد " (‪.)1‬‬
‫وف الصحيحي أيضا ذكر له ف مرض موته كنيسة بأرض البشة‪ ،‬وذكر له‬
‫من حسنها وتصاوير فيها فقال ‪ " :‬إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصال بنوا على‬
‫قبه مسجدا‪ ،‬وصوروا فيه تلك التصاوير‪ ،‬أولئك شرار اللق عند ال " (‪.)2‬‬
‫وقد ثبت أيضا النهي عن اتاذ القبور مساجد ف كتب الثنا عشرية نفسها‪،‬‬
‫ولكن شيوخهم يؤولونه ‪ -‬كما سيأت ‪. -‬‬

‫ج ‪ -‬النكباب على القبر ‪:‬‬


‫من منا سك الشا هد عند هم النكباب على ال قب‪ ،‬وو ضع ال د عل يه‪ ،‬وتقب يل‬
‫العتاب‪ ،‬ومناجاة صاحب القب حت ينقطع النفس كما يقولون ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() أخرجه البخاري ف الصلة‪ ،‬ف باب ( ‪( )1/532( )55‬البخاري مع فتح الباري) وف النائز‪ ،‬باب‬
‫ما يكره من اتاذ الساجد على القبور ( ‪ ،)3/200‬وباب ما جاء ف قب النب وأب بكر وعمر (‬
‫‪ ،)3/255‬وف النبيـاء ‪ ،‬باب ما ذكر عن بن إسرائيل (‪ ،)6/294‬وف الغـازي ف باب مرض‬
‫النب ووفاته (‪ ،)8/140‬وف اللباس ف باب الكسية والمائل (‪. )10/277‬‬
‫والديث بذا العن ف مسلم‪ ،‬كتاب الساجد‪ ،‬باب النهي عن بناء الساجد على القبور ( ‪،)377-376‬‬
‫وأحـد (‪ ، )275 ،255 ،252 ،229 ،146 ،121 ،84 ،6/80 ،1/218‬والدرامي ‪،‬‬
‫كتاب الصلة‪ ،‬باب النهي عن اتاذ القبور مساجد (‪ )1/326‬وغيها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() أخرجه البخاري ف الصلة‪ ،‬باب هل تنبش قبور مشركي الاهلية‪ ،‬ويتخذ مكانا مساجد (‬
‫‪ ،)1/523‬البخاري مع فتح الباري‪ ،‬وباب الصلة ف البيعة ( ‪ ،)1/531‬وف النائز ف باب بناء‬
‫السجد على القب (‪ ،)2/208‬ومسلم‪ ،‬كتاب الساجد‪ ،‬باب النهي عن بناء الساجد على القبور (‬
‫‪ ،)376-1/375‬وأبو عوانة ف مسنده (‪ ،)1-1/400‬وأحد (‪ ,)6/51‬والبيهقي (‪. )4/80‬‬

‫‪- 108 -‬‬


‫قال الجلسي ‪ " :‬باب ما يستحب فعله عند قبه عليه السلم ‪ )1( "...‬ث ذكر‬
‫أن شيخ طائفتهم الطوسي قال ف وصفه لعمال زيارة المعة ‪ ... " :‬ثّ تنكب على‬
‫ال قب وتقول‪ :‬مولي إما مي مظلوم ا ستعدي على ظال ه الن صر‪ ،‬الن صر ح ت ينق طع‬
‫النفس" (‪.)2‬‬
‫وفـ أكثـر زياراتمـ يؤكدون ف أثنائهـا وخاتتهـا على النكباب على القـب‪،‬‬
‫ودعائه‪ ،‬فهذه زيارة ال سي أو صى ب ا جع فر ال صادق ‪ -‬ك ما يزعمون ‪ -‬وأ مر قبل‬
‫بدء هذه الزيارة بصـيام ثلثـة أيام ثـ الغتسـال‪ ،‬ولبـس ثوبيـ طاهريـن ثـ صـلة‬
‫ركعتي؛ ث قال‪ " :‬فإذا أتيت الباب فقف خارج القبة‪ ،‬وأوم بطرفك نو القب وقل ‪:‬‬
‫يا مولي يا أبا عبد ال يا ابن رسول ال عبدك ابن عبدك وابن أمتك‪ ،‬الذليل بي‬
‫يديك‪ ،‬القصر ف علو قدرك العترف بقك جاء مستجيا بذمتك قاصدا إل حرمك‬
‫متوجها إل مقامك ‪ -‬إل أن قال ‪ -‬ث انكب على القب وقل‪ :‬يا مولي أتيتك خائفا‬
‫فآم ن‪ ،‬وأتي تك م ستجيا فأجر ن‪ ...‬؛ ث ين كب على ال قب ثان ية (‪ ...)3‬إل آ خر‬
‫الزيارة الت يدعو فيها ملوقا من دون ال سبحانه‪ ،‬ويتضرع إليه‪ ،‬وكأنه يتضرع أمام‬
‫ال‪ ،‬فماذا يكون الشرك إذا ل ي كن هذا شركا ‪ ...‬وم ثل ذلك قال مفيد هم ‪ " :‬فإذا‬
‫أردت الروج فان كب على ال قب قبله ‪ -‬إل أن قال ‪ -‬ث ار جع إل مش هد ال سي‬
‫وقل السلم عليك يا أبا عبد ال أنت ل ُجنّة من العذاب " (‪.)4‬‬
‫وهكذا أصبح ف دينهم الشرك بال من الستحبات فهو سجود على القب‪ ،‬أو‬
‫لصـاحب القـب يسـمونه ( النكباب ) ودعاء للميـت الذي ل يلك لنفسـه نفعا ول‬
‫ضرا وكأنم يدعون خالق السماوات والرض القادر على كل شيء ‪ { :‬ومن أضل‬
‫ممـن يدعـو مـن دون الله مـن ل يسـتجيب له إلى يوم القيامـة وهـم‬
‫‪1‬‬
‫() بار النوار (‪. )101/285‬‬
‫‪2‬‬
‫() نفس الوضع من الصدر السابق‪ ،‬مصباح التهجد للطوسي ص(‪. )195‬‬
‫‪3‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)261-101/257‬عن الزار الكبي لحمد الشهدي ص(‪. )144-143‬‬
‫‪4‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)261-101/257‬عن الزار الكبي ص(‪. )154‬‬

‫‪- 109 -‬‬


‫عــن دعائهــم غافلون } (‪ ،)1‬وهـم يعدون هذا مـن أفضـل القربات‪ ،‬ويوهون‬
‫التباع بأن هذا الشرك " يوجـب غفران الذنوب ودخول النـة‪ ،‬والعتـق مـن النار‪،‬‬
‫وحـط السـيئات‪ ،‬ورفـع الدرجات‪ ،‬وإجابـة الدعوات " (‪ " ،)2‬وتوجـب طول العمـر‬
‫وحفظ النفس‪ ،‬والال‪ ،‬وزيادة الرزق‪ ،‬وتنفس الكرب‪ ،‬وقضاء الوائج " (‪ )3‬و" تعدل‬
‫الجـ والعمرة والهاد والعتاق " (‪ )4‬إل آخـر الفضائل الوهومـة ‪ ...‬فشرعوا مـن‬
‫الدين ما ل يأذن به ال ‪.‬‬
‫ول م تعلق ب كل ع مل يت صل بالشرك بال من قر يب أو بع يد‪ ،‬ح ت وإن ل‬
‫يو جد نص يعتم ـدون عل يه من كتب هم الليئة ب ا يغ ن ف باب الشرك وأ سبابـه ‪،‬‬
‫يقول الجلسي ‪ -‬مثلً ‪ " : -‬وأما تقبيل العتاب فلم نقف على نص يعتد به ولكن‬
‫عليـه الماميـة " (‪ )5‬أي‪ :‬أنمـ يتعبدون بذلك ماراة لسـلفهم‪ ،‬وتقليدا لمـ‪ ،‬فكأن‬
‫الشرك وأعمال النتشرة ف أمهات كتبهم‪ ،‬ل تل ما ف نفوسهم‪ ،‬فتعلقوا با عليه من‬
‫سبقهم كحال الشرك ي الذ ين قالوا ‪ { :‬وكذلك مـا أرسـلنا مـن قبلك مـن‬
‫قريـة إل قال مترفوهـا إنـا وجدنـا آباءنـا على أمـة وإنـا على آثارهـم‬
‫مقتدون } (‪.)6‬‬
‫وكل إمام ينسب له من البادئ الشركية الديدة حت (النتظر) الذي ل يولد‬
‫له قوان ي جديدة ف هذا الباب من ها ا ستقبال ال قب ف ال صلة‪ ،‬وا ستدبار الكع بة ‪-‬‬
‫كما سيأت ‪ -‬ومنها ف مسألتنا هذه وضع الد على القب‪ ،‬فقد خرجت الرواية فيها‬
‫‪ -‬ك ما يقولون ‪ -‬من الناح ية القد سة‪ ،‬أي‪ :‬من ق بل الهدي النت ظر الزعوم بوا سطة‬

‫‪1‬‬
‫() سورة الحقاف‪ ،‬الية‪. )5( :‬‬
‫‪2‬‬
‫() هذا من عناوين بار النوار‪ ،‬وقد ضم (‪ )37‬رواية ف هذا العن (‪. )28-101/21‬‬
‫‪3‬‬
‫() هذا أحد عناوين بار النوار أيضا ويه (‪ )17‬رواية (‪. )48-101/45‬‬
‫‪4‬‬
‫() وهذا من عناوين صاحب البحار وقد ضمنه (‪ )84‬رواية (‪. )44-101/28‬‬
‫‪5‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)100/136‬عمدة الزائر ص(‪. )29‬‬
‫‪6‬‬
‫() سورة الزخرف‪ ،‬الية‪. )23( :‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫سفرائه الكذ بة ح يث قال مهدي هم ‪ " :‬والذي عل يه الع مل أن ي ضع خده الي ن على‬
‫القب " (‪.)1‬‬
‫ولذا قرر شيوخ هم أن من آداب زيارة هذه الضر حة ‪ " :‬و ضع ال د الي ن‬
‫عند الفراغ من الزيارة والدعاء " (‪ )2‬وقالوا ‪ " :‬ل كراهة ف تقبيل الضرايح ؛ بل هو‬
‫سنة عندنا ولو كان هناك تقية فتركه أول " (‪.)3‬‬
‫هذه مبادئ جديدة ابتدع ها شيوخ ال سوء من الراف ضة " و قد ات فق ال سلمون‬
‫على أ نه ل يشرع السـتلم والتقبيـل إل للركنيـ اليمانييـ فالجـر ال سود يسـتلم‬
‫ويق بل‪ ،‬واليما ن ي ستلم‪ ،‬و قد ق يل إ نه يق بل و هو ضع يف‪ ،‬وأما غ ي ذلك فل يشرع‬
‫استلمه ول تقبيله كجوانب البيت ‪ ...‬والصخرة والجرة النبوية وسائر قبور النبياء‬
‫والصالي " (‪.)4‬‬
‫والدف من هذه البادئ الصد عن دين ال سبحانه‪ ،‬والدعوة إل الشرك بال‬
‫وتيئة أسـبابه‪ ،‬وقـد وضعـت أدعيـة تقال أثناء هذه العمال فيهـا مـن الشرك بال‬
‫سبحانه‪ ،‬وتأليه الئمة ما يستقل عنده فعل الشركي ‪.‬‬

‫د ‪ -‬اتخاذ القبر قبلة كبيت الله ‪:‬‬


‫قال شيخ الرافضة الجلسي ‪ " :‬إن استقبال القب أمر لزم‪ ،‬وإن ل يكن موافقا‬
‫للقبلة‪ ،‬استقبال القب الزائر منـزلة استقبال القبلة وهو وجه ال أي‪ :‬جهته الت أمر‬
‫الناس باستقبالا ف تلك الالة " (‪.)5‬‬

‫وحينما وجد الجلسي ف روايات قومه نصي متعارضي ‪ -‬كالعادة ‪: -‬‬


‫‪1‬‬
‫() عمدة الزائر ص(‪. )31‬‬
‫‪2‬‬
‫() بار النوار (‪ ،)100/134‬عمدة الزائر ص(‪. )30‬‬
‫‪3‬‬
‫() بار النوار (‪. )100/136‬‬
‫‪4‬‬
‫() مموع فتاوى شيخ السلم (‪. )4/521‬‬
‫‪5‬‬
‫() بار النوار (‪. )101/369‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫الول ‪ :‬عن أ ب جع فر م مد البا قر يقول ‪ " :‬إن ر سول ال قال‪ :‬ل تتخذوا‬
‫قبي قبلة ول مسجدا ‪ ،‬فإن ال عز وجل لعن الذين اتذوا قبور أنبيائهم مساجد " (‪.)1‬‬
‫والثاني ‪ :‬مـن مهديهـم النتظـر ( الذي ل وجود له كمـا يقول أهـل العلم )‬
‫ونصـه ‪ " :‬كتـب الميي (‪ )2‬إل الناحيـة القدسـة (‪ )3‬يسـأل عـن الرجـل يزور قبور‬
‫الئمة عليهم السلم ‪ ...‬هل يوز لن صلى عند بعض قبورهم عليهم السلم أن يقوم‬
‫وراء القب‪ ،‬ويعل القب قبلة‪ ،‬أم يقول عند رأسه أو رجليه ؟ وهل يوز أن يتقدم القب‬
‫ويصلي‪ ،‬ويعل القب خلفه أم ل ؟ فأجاب ( الهدي الزعوم ) ‪ ...." :‬أما الصلة فإنا‬
‫خلفه‪ ،‬ويعل القب أمامه‪ ،‬ول يوز أن يصلي بي يديه‪ ،‬ول عن يينه ول عن يساره‪ ،‬لن‬
‫المام صلى ال عليه ل يتقدم عليه ول يساوي " (‪.)4‬‬
‫حينما وجد الجلسي هذين النصي رجع لقومه العمل بالنص الثان فقال‪" :‬‬
‫ي كن ح ل ال ب ال سابق على التق ية أو على أ نه ل يوز أن ي عل قبور هم بن ـزلة‬
‫الكعبة يتوجه إليها من كل جانب " (‪ .)5‬ومن الصحاب من حل الب الول على‬
‫الصلة جاعة‪ ،‬والب الثان‪ :‬على الصلة فرادى‪ ،‬وسيأت الخبار الؤيدة للخب الثان‬
‫(يعن ف اتاذ القب قبلة ) ف أبواب الزيارات (‪.)6‬‬

‫‪1‬‬
‫() ابن بابوية‪ ،‬علل الشرائع ص(‪ ،)358‬بار النوار (‪. )100/128‬‬
‫‪2‬‬
‫() عبد ال بن جعفر بن مالك الميي‪ ،‬أحد الكذابي الذين يزعمون مكاتبة النتظر الذي ل‬
‫يوجد‪ ،‬ولكنه عندهم من الثقات ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬الفهرست للطوسي ص(‪ ،)132‬رجال الحلى ص(‪. )106‬‬
‫‪3‬‬
‫() الناحية القدسة رمز عندهم على مهديهم النتظر ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() الحتجاج للطبسي (‪ ،)2/312‬ط‪ .‬النجف‪ ،‬بار النوار (‪. )100/128‬‬
‫‪5‬‬
‫() أي‪ :‬أنا قبلة ‪ -‬ف مذهبهم ‪ -‬من جهة واحدة‪ ،‬وليست كالكعبة قبلة من كل الهات‪ ،‬وليس‬
‫ذلك لفضلية الكعبة عندهم‪ ،‬ولكن خشية التقدم على الضريح كما يشي إليه ( التوقيع ) ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫() بار النوار (‪. )100/128‬‬

‫‪- 112 -‬‬


‫ان ظر ك يف يؤ يد شيوخ هم الشرك بال سبحانه‪ ،‬ويردون ال ق ولو جاء ف‬
‫كتبهم‪ ،‬فيجع الجلسي‪ ،‬ما جاء عن النتظر الذي ل حقيقة له‪ ،‬ويرد ما روي عن أب‬
‫جعفر عن رسول ال والوافق للكتاب والسنة وإجاع المة ‪.‬‬
‫و قد تو قف الجل سي أيضا ع ند قول إما مه و هو يبي طري قة زيارة ال قب من‬
‫البعيد عنه قال‪ " :‬اغتسل يوم المعة‪ ،‬أو أي يوم شئت‪ ،‬والبس أطهر ثيابك‪ ،‬واصعد‬
‫إل أعلى موضع ف دارك‪ ،‬أو الصحراء فاستقبل القبلة بوجهك بعد ما تتبي أن القب‬
‫هنالك " ‪ .‬توقف الجلسي عند هذا النص‪ ،‬لن استقبال القب ف دينه أمر لزم فقال‬
‫‪ " :‬قوله فا ستقبل القبلة بوج هك لعله عل يه ال سلم إن ا قال ذلك ل ن أمك نه ا ستقبال‬
‫القـب‪ ،‬والقبلة معا ‪ ...‬ويتمـل أن يكون الراد بالقبلة هنـا جهـة القـب مازا ‪ ...‬ول‬
‫يبعد أن تكون القبلة تصحيف القب " (‪. )1‬‬
‫كل هذه التكلفات والتأولت ل نه يقول بأ نه طائف ته ‪ " :‬حكموا با ستقبال‬
‫القب مطلقا ( أي ف كل أنواع الزيارات )‪ ،‬وهو الوافق للخبار ال خر ف زيارة‬
‫البعيد " (‪.)2‬‬
‫وقال‪ :‬إنه مع بعد الزائر عن القب يستحسن استقبال القب ف الصلة واستدبار‬
‫الكع بة (‪ ،)3‬وذلك ع ند أداء ركع ت الزيارة ال ت قالوا في ها ‪ " :‬إن ركع ت الزيارة ل بد‬
‫منهما عند كل قب " (‪ .)4‬والركعة منها أفضل من ألف حجة وعمرة ‪ -‬كما مر ‪-‬‬
‫وهذا ليس بغريب من قوم زعموا أن كربلء أفضل من الكعبة ‪.‬‬
‫فمـا نسـمي هذا الديـن الذي يأمـر أتباعـه باسـتدبار الكعبـة‪ ،‬واسـتقبال قبور‬
‫الئمة؟ وماذا نسمي هؤلء الشيوخ الذين يدعون لذا الدين ؟ فليسمى بأي اسم إل‬

‫‪1‬‬
‫() بار النوار (‪. )101/369‬‬
‫‪2‬‬
‫() الصدر السابق (‪. )370-101/369‬‬
‫‪3‬‬
‫() الصدر السابق (‪. )100/135‬‬
‫‪4‬‬
‫() بار النوار (‪. )100/134‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫ال سلم د ين التوح يد الذي ن ى ر سوله عل يه ال صلة وال سلم عن ال صلة ف القابر‬
‫فكيف باتاذ القبور قبلة ‪ .‬ومن العجب أن هذا النهي عن اتاذ القبور مسجدا‪ ،‬وقبلة‬
‫ورد ف كتب الشيعة نفسها‪ ،‬كما جاء ف الوسائل للحر العاملي (‪ )1‬وغيه وإن أنكر‬
‫ذلك ب عض شيوخ هم العا صرين‪ ،‬ك ما ورد أيضا بطلن ال صلة إل غ ي القبلة (‪.)2‬‬
‫والتناقض ف هذا الذهب من أعجب العجب ‪.‬‬
‫هذا بعض ما جاء ف مصادرهم العتمدة حول الشاهد‪ ،‬وهو قليل من كثي‪،‬‬
‫ح يث إن ل م عنا ية ظاهرة‪ ،‬واهتماما وا سعا بأ مر الشا هد ومنا سكها كاهتمام هم‬
‫ب سألة الما مة‪ ،‬و قد خ صصت م صادرهم العتمدة له ق سطا خا صا م ا ل تده ف‬
‫كتب السلمي الوحدين ‪ .‬ففي بار النوار للمجلسي‪ ،‬كتاب مستقل ساه (كتاب‬
‫الزار) يتضمن أبوابا كثية‪ ،‬اشتملت على مئات الروايات‪ ،‬وقد استغرق ذلك حوال‬
‫ثلث ملدات (‪ )3‬من طبعة البحار الخية ‪.‬‬
‫وكذلك ف وسائل الشيعة للحر العاملي ذكر ( ‪ )1 0 6‬أبواب بعنوان ‪( :‬أبواب‬
‫الزار ) (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫() روت كتب الشيعة أن علي بن السي قال‪ :‬قال النب وآله ‪ " :‬ل تتخذوا قبي قبلة‪ ،‬ول‬
‫مسجدا فإن ال عز وجل لعن اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد " ‪.‬‬
‫من ل يضره الفقيه (‪ ،)1/57‬وسائل الشيعة (‪ ،)3/455‬ولكن هؤلء دينهم دين شيوخهم الذين‬
‫وضعوا مبدأ خالفوا العامة‪ ( ،‬يعن أهل السنة ) فأضلوا قومهم سواء السبيل ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() وقد ذكر صاحب الوسائل ف هذا العن خس روايات‪ ،‬انظر‪ :‬وسائل الشيعة (‪،)2/227‬‬
‫وانظر‪ :‬بطلن الصلة إل غي القبلة عندهم‪ ،‬من ل يضره الفقيه (‪ ،)122 ،1/79‬وتذيب‬
‫الحكام (‪ ،218 ،192 ،178 ،1/146‬وفروع الكاف (‪. )1/83‬‬
‫‪3‬‬
‫() هي الجلدات (‪. )102 ،101 ،100‬‬
‫‪4‬‬
‫() انظرها ف‪ )10/251( :‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫وف الواف للكاشان الامع لصولم الربعة عقد ثلثة وثلثي بابا بعنوان ‪:‬‬
‫(أبواب الزارات والشاهد ) (‪.)5‬‬
‫وف كتاب من ل يضره الفقيه لبن بابوية ( أحد مصادرهم العتمدة ) أبواب‬
‫عدة حول الشا هد وتعظيم ها كباب تر بة ال سي وحر ي قبه‪ ،‬وأبواب زيارة الئ مة‬
‫وفضلها (‪ .)2‬وف تذيب الحكام للطوسي مموعة كبية من البواب تتضمن تعظيم‬
‫الشاهد والقبور‪ ،‬ومناجاة الئمة بأدعية تتضمن تأليههم (‪.)3‬‬
‫وفـ مسـتدرك الوسـائل سـتة وثانون بابا حوت ( ‪ )2 7 6‬روايـة فـ الزيارات‬
‫والشاهد (‪ .)4‬هذا عدا ما اشتملت عليه كتبهم الخرى الت هي ف منـزلة الصادر‬
‫الثمانية عندهم كثواب العمال لبن بابوية وغيه ‪.‬‬
‫وهذا غي ما ألف ف الزارات من كتب خاصة به ف الاضي والاضر مثل‪:‬‬
‫كال الزيارات لبـن قولويـة‪ ،‬ومفاتيـح النان لعباس القمـي‪ ،‬وعمدة الزائر ليدر‬
‫السين‪ ،‬وضياء الصالي للجوهري وغيها ‪ .‬وكلها تتحدث عن الفضائل الزعومة‬
‫ل ن شد الرحال لزيارة أضر حة الئ مة وطاف ب ا‪ ،‬ود عا ف رجال ا‪ ،‬وا ستغاث ب ن‬
‫فيها‪ ،‬وتذكر مئات الدعية الت فيها من الغلو ف الئمة ما يصل بم إل مقام الالق‬
‫جل شأنه‪ ،‬وفيها من الشرك بال ما ال به عليم ‪.‬‬
‫وكان لهتمامهم بذا العول الادم لصل التوحيد أثر ُه ف ديار الشيعة حيث‬
‫عمرت بيوت الشرك ال ت ي سمونا الشا هد‪ ،‬وعطلت بيوت التوح يد و هي ال ساجد‬
‫وبقي هذا الهتمام إل اليوم ‪ .‬ول حول ول قوة إل بال ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫() انظرها ف الجلد الثان (‪ )8/193‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() انظر‪ :‬من ل يضره الفقيه (‪ )2/338‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() انظر‪ :‬تذيب الحكام (‪ )6/3‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() انظر‪ :‬النووي الطبسي‪ ،‬مستدرك الوسائل (‪. )234-2/189‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫سلسلة كتاب الفوائد‬
‫شبكة الفوائد السلمية‬
‫‪WWW . FWAED . NET‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫فهرس الموضوعات‬

‫رقم‬
‫الموضــــــــــوع‬
‫الصفحة‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪7‬‬ ‫تهيد ‪ :‬الغيبة والهدية‬
‫‪10‬‬ ‫عقيدة الغيبة عند فرق الروافض‬
‫‪13‬‬ ‫أسباب دعاوي الغيبة‬
‫‪17‬‬ ‫النيابة عن النتظر‬
‫‪24‬‬ ‫مسألة النيابة أو ولية الفقيه‬
‫‪34‬‬ ‫معارضة بعض شيوخ الشيعة لذهب عموم ولية الفقيه‬
‫‪37‬‬ ‫نصوص البروتوكولت‬
‫القسم الول ‪ :‬بروتوكولت القتل والتخريب‬
‫‪38‬‬ ‫والسرق والغتيالت‬
‫‪39‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬خطط العدوان على الحجاج‬
‫‪40‬‬ ‫المنين‬
‫‪42‬‬ ‫‪ - 1‬قتل الجاج بي الصفا والروة‬
‫‪43‬‬ ‫‪ - 2‬قطع أيدي وأرجل الشرفي على الرم‬
‫‪46‬‬ ‫‪ - 3‬سرقة أموال الجاج واغتصابا كلما حانت الفرصة‬
‫‪48‬‬ ‫‪ - 4‬القذف العام لجاج بيت ال الرام ما عدا طائفتهم‬
‫‪49‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬خطط العدوان على بيت‬

‫‪- 117 -‬‬


‫رقم‬
‫الموضــــــــــوع‬
‫الصفحة‬
‫الله الحرام‬
‫‪51‬‬ ‫‪ - 1‬نزع الجر السود من الكعبة‬
‫‪54‬‬ ‫‪ - 2‬هدم الجرة النبوية‪ ،‬وإخراج السدين الطاهرين‬
‫‪59‬‬ ‫للخليفتي الراشدين‪ ،‬وكسر السجد النبوي‬
‫‪40‬‬ ‫‪ - 3‬هدم السجد الرام والسجد النبوي‬
‫‪60‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬النواع التي يخصونها‬
‫‪61‬‬ ‫بالقتل والعتداء‬
‫‪62‬‬ ‫‪ - 1‬قتل أهل السنة‬
‫‪62‬‬ ‫‪ - 2‬قتل الشيعة غي الغلة‬
‫‪66‬‬ ‫‪ - 3‬قتل العرب‬
‫‪66‬‬ ‫‪ - 4‬تصيص السلمي بالقتل‬
‫‪ - 5‬الثخان ف القتل والستئصال الشامل للبشرية‬
‫‪67‬‬ ‫‪ - 6‬قتل السرى والرحى‬
‫‪68‬‬ ‫‪ - 7‬القتل صفة دائمة ملزمة له‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬من أساليبهم التي‬
‫‪71‬‬ ‫يمارسونها في العتداء كلما لحت فرصة‬
‫‪78‬‬ ‫‪ - 1‬مبدأ الغيلة‬
‫‪79‬‬ ‫‪ - 2‬الدخول ف الدوائر المنية للدول السلمية لتحقيق‬
‫‪80‬‬ ‫أهدافهم‬

‫‪- 118 -‬‬


‫رقم‬
‫الموضــــــــــوع‬
‫الصفحة‬
‫‪81‬‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬بروتوكولت للتغيير الفكري‬
‫‪84‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬محاولة تغيير الكتاب‬
‫‪88‬‬ ‫والشريعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪ - 1‬ماولة تغيي القرآن الكري‬
‫‪102‬‬ ‫‪ - 2‬الشريعة الديدة النتظرة‬
‫‪102‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬تغيير أصل الدين ( وهو‬
‫‪103‬‬ ‫التوحيد )‬
‫‪105‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬تحويل المسلمين إلى‬
‫‪106‬‬ ‫كربلء‬
‫‪107‬‬ ‫زيارة كربلء يوم عرفة أفضل من سائر اليام‬
‫‪110‬‬ ‫زيارة قب السي أفضل العمال‬
‫‪116‬‬ ‫زوار السي تأتيهم اللئكة ويناجيهم ال‬
‫مناسك الشاهد‬
‫أ ‪ -‬الطواف با‬
‫ب ‪ -‬الصلة عند الضريح‬
‫ج ‪ -‬النكباب على القب‬
‫د ‪ -‬اتاذ القب قبلة كبيت ال‬
‫الفهرس‬

‫‪- 119 -‬‬

You might also like