Professional Documents
Culture Documents
ةةةةة ةةةةةةة ،إحدى أقدم أشكال الحياة الباقية على سطح الرض.
يعتبر كوكب الرض ،حتى الوقت الحالي ،الكوكب الوحيد الذي توجد عليه بيئة عامرة بأسباب الحياة [٢٤].فمنذ حوالي 4
مليارات سنة ،نتج عن التفاعلت الكيميائية المليئة بالطاقة التي حدثت على كوكب الرض جزئيات لديها القدرة على
مضاعفة نفسها ،ثم بعد مرور نصف مليار سنة تقريًبا ،نشأ الكائن الحي أو السللة التي تطورت منها النواع اللحقة على
سطح الرض [٢٥].إن التخليق الضوئي )تخليق مركبات كيميائية في الضوء( يسمح باستغلل الطاقة الناتجة عن الشمس
بشكل مباشر في الحياة بجميع أشكالها؛ حيث يتراكم الكسجين الناتج عن هذه العملية في الغلف الجوي مكوًنا طبقة
الوزون ) (O3في الجزء العلوي من الغلف الجوي .هذه النظرية توضح أصل الميتوكندوريا والبلستيدات )أجزاء الخليا
النباتية المحتوية على الكلوروفيل( والتي تعتبر وحدات فرعية مكونة لخليا إيوكاريوت )التي تفتقر إلى النواة والغشاء
النووي( .ينتج عن اندماج الخليا الصغيرة داخل الخليا الكبيرة تكوين خليا معقدة يطلق عليها خليا حقيقية النواة )أي أنها
تتميز بنواة واحدة( .وتتخذ الكائنات ـ متعددة الخليا الحقيقية ـ والتي تكونت في شكل خليا داخل مستعمرات سمات أكثر
خصوصية [٢٦].وبفضل امتصاص طبقة الوزون للشعة فوق البنفسجية الضارة ،فقد استقرت الحياة على سطح كوكب
][٢٧
الرض.
اصطدام الكويكب الذي ُيعتقد أنه سّبب انقراض العصر الطباشيري.
خلل عقد الستينات من القرن العشرين ،افترض بعض العلماء أن عاصفة ثلجية شديدة قد هبت على الرض خلل الفترة
الممتدة بين 750و 580مليون سنة ،وذلك أثناء العصر الفجري الحديث ،مما أدى إلى تغطية معظم أجزاء الكوكب بصفائح
أو ألواح من الجليد.وقد تم إطلق مصطلح "الرض كرة ثلجية" على هذا الفتراض ،ويحظى هذا الحدث باهتمام كبير؛ لنه
يسبق النفجار الكمبري ،أي عندما بدأت الكائنات متعددة الخليا في الظهور على سطح كوكب الرض [٢٨].وعقب النفجار
الذي حدث في العصر الكمبري ،منذ حوالي 535مليار سنة ،حدثت خمسة حالت انقراض كبرى [٢٩].وكان آخر حدث
انقراض قد وقع منذ 65مليون سنة ،عندما أدى اصطدام حجر نيزكي بالرض إلى انقراض الديناصورات والزواحف
الخرى الكبيرة ،ولكن بقيت الحيوانات الصغيرة مثل الثدييات ،التي كانت تشبه في ذلك الوقت الزبابة )حيوانات آكلة
الحشرات شبيهة بالفأر(.وقد اختلفت وتنوعت أشكال الثدييات على مدى 65مليون سنة ،فقد استطاعت إحدى أسلف
النسان ،الشبيه بالقرود ،الوقوف على ساقيها منتصبًة منذ مليين السنيين وفًقا لنظرية داروين [٣٠]،وقد أدى ذلك إلى تطور
مقدرتها على استخدام الدوات وتشجيع التواصل بين الفراد منها ـ مما ساهم بدوره في ارتفاع كفائة توفير الغذاء وأوجد
التحفيز الملئم ،الذي ساعد في نهاية المطاف على زيادة حجم المخ ،ووصول النسان إلى ما هو عليه اليوم وفق هذه
النظرية .وفي الوقت نفسه ،أدى ظهور النشاط الزراعي والحضارات إلى أن يخلف النسان تأثيًرا كبيًرا على الرض خلل
عا إلى التأثير على أشكال الحياة الخرى من حيث الطبيعة فترة قصيرة ،لم يحدث أن مثلها من قبل ـ المر الذي أدى تبا ً
والكم [٣١].بدأ النمط الحالي للعصور الجليدية منذ حوالي 40مليون سنة ،ثم تكاثف خلل العصر الحديث القرب منذ حوالي
3مليين سنة .ومنذ ذلك الحين خضعت المناطق القطبية لدورات متكررة من هطول وذوبان للجليد ،تتكرر خلل فترة تمتد
][٣٢
بين كل 40و 100.000عام ،وقد انتهى العصر الجليدي الخير منذ 10,000سنة.
.2 .2المستقبل
ل ،يترتب على التراكم المطرد لعنصر الهيليوم والعناصر يرتبط مستقبل كوكب الرض بشكل كبير بمستقبل الشمس .فمث ً
الثقيلة الخرى في جوف الشمس زيادة بطيئة في الضاءة الكلية للشمس؛ حيث ستزيد إضاءة الشمس بنسبة %10على
مدى 1.1مليار سنة قادمة ،وبنسبة %40على مدى 3.5مليارات سنة قادمة [٣٣].وجدير بالذكر أن البحاث المتعلقة
بالحوال المناخية تدل على أن ارتفاع نسبة الشعاعات التي تصل إلى الرض قد ينتج عنها عواقب وخيمة ،ومن بين هذه
العواقب الفقد المحتمل للمسطحات المائية الموجودة على كوكب الرض [٣٤].يعمل ارتفاع درجة حرارة سطح الرض على
تسريع دورة ثاني أكسيد الكربون غير العضوية والتقليل من مستوى تركيزها ليصل بها إلى مستويات تؤدي إلى هلك
النباتات ) 10أجزاء في المليون ـ PPMـ للتمثيل الضوئي (C4في غصون 900مليون سنة .بالضافة إلى ذلك ،فإن عدم
وجود نباتات على سطح الرض سيؤدي إلى انعدام الكسجين في الغلف الجوي ،وبذلك ،فإن الحيوانات ستنقرض في
خلل عدة مليين أخرى من السنيين [٣٥].ولكن حتى إذا كانت الشمس خالدة ولن تمر بأية تغيرات ،فإن التبريد المستمر الذي
يحدث لجوف الرض سيؤدي إلى فقدها لمعظم غلفها الجوي والمحيطات الموجودة عليها ،وذلك نتيجة قلة النشاط
البركاني [٣٦].وبعد مرور مليار سنة أخرى فإن جميع المسطحات المائية ستختفي [٧]،وسيصل الحد الدنى لدرجة حرارة
]
الكون إلى 70درجة مئوية .ومن المتوقع أن تصبح الرض صالحة للحياة عليها لمدة حوالي 500مليون سنة أخرى فقط.
[٣٧
يقول العلماء أن الشمس ستصبح نجًما عملًقا أحمر ،كجزء من تطورها ،في غضون 5مليارات سنة .فقد أوضحت
الدراسات أن الشمس سيتمدد حجمها بنسبة تعادل حوالي 250مرة من نصف قطرها الحالي ،أي ما يعادل تقريًبا حوالي
وحدة فلكية واحدة ) 150,000,000كم( ،أي أن نصف قطرها سوف يطل على الرض ،ولكن بحلو ذلك الوقت ستكون
الحياة على الرض قد انتهت منذ مئات مليين السنين ،ذلك لن الحياة على الرض ل تتحمل أرتفاع كبير في دراجات
الحرارة يفوق تلك الموجودة حالًيا [٣٨].وبما أن الشمس ستصبح نجًما عملًقا أحمر ،فإنها ستفقد تقريًبا %30من كتلتها،
وبذلك فمن غير وجود تأثيرات مدية وجزرية ،ستتحرك الرض إلى مدار يقع على بعد 1.7وحدات فلكية )
250.000.000كيلومتر( من الشمس عندما يصل النجم إلى أقصى نصف قطر له .وبناًء على ذلك ،فإنه من المتوقع ،أن
تهرب الرض من الغلف المحيط بها وذلك بفعل تمدد الغلف الجوي الخارجي غير الكثيف الذي يحيط بالشمس .وبذلك
فإن معظم ،إن لم يكن كل ،مظاهر الحياة المتبقية على سطح الرض ستتدمر بسبب ضوء الشمس المتزايد [٣٣].بينما أشارت
دراسة أحدث من الدراسة السابقة ،إلى أن مدار الرض سيهلك بسبب تأثيرات المد والجزر على الرض مما سيؤدي إلى
][٣٨
دخولها إلى الغلف الجوي للنجم الحمر العملق وهلكها.
تعتبر الرض كوكًبا أرضًيا ،مما يعني أنها عبارة عن جسم صخري ،وليست جسًما غازًيا عملًقا مثل كوكب المشتري .كما
أنها تعتبر أكبر الكواكب الرضية الربعة الموجودة في النظام الشمسي ،من حيث الحجم والكتلة .بالضافة إلى ذلك ،فإن
ضا بأعلى نسبة كثافة وأعلى مستوى من الجاذبية على سطحها وأقوى كوكب الرض يتمتع من بين هذه الكواكب الربعة أي ً
][٤٠
ل عن أنه الكوكب الرضي الوحيد التي توجد عليه ألواح تكتونية نشطة.
مجال مغناطيسي وأسرع دوران [٣٩].فض ً
إن شكل كوكب الرض قريب جًدا من الشكل الكروي المفلطح ،فهي جسم كروي مفلطح عند القطبيين ،ومنبعج عند خط
الستواء [٤١].وينتج عن هذا النبعاج دوران كوكب الرض ،كما أنه يتسبب في أن قطر الرض عند خط الستواء يكون
أكبر من قطرها عند القطبين بحوالي 43كم [٤٢].هذا ويكون متوسط قطر الجسم الكروي المرجعي حوالي 12,742كم،
الذي يعادل تقريًبا 40,000كمTT/؛ حيث إن المتر كان يساوي في الصل 1/10.000.000من المسافة الواقعة بداية من
][٤٣
خط الستواء وحتى القطب الشمالي عبر مدينة باريس في فرنسا.
مقارنة بين حجم الكواكب الداخلية )من اليسار إلى اليمين( :عطارد والزهرة والرض والمريخ.
وجدير بالذكر أن الطبوغرافيا المحلية تختلف عن هذا الشكل الكروي المثالي ،على الرغم من أن هذه الختلفات بسيطة
على النطاق الكوني :فالرض لها معدل تفاوت حوالي جزء من أصل ،584أو %0.17من الجسم الكروي المرجعي،
وهي نسبة أقل من %0.22من نسبة التفاوت المسموح بتواجده بين كرات البلياردو [٤٤].هذا وتتمثل أكبر معدلت تفاوت أو
انحراف محلية في السطح الصخري لكوكب الرض في قمة إيفرست )التي يصل ارتفاعها إلى 8,848متر عن سطح
البحر( ،وكذلك في منخفض مريانا )الذي يصل انخفاضه إلى 10,911متر تحت سطح البحر( .وبسبب انبعاج الكرة
][٤٦][٤٥
الرضية عند خط الستواء ،فإن جبل شيمبورازو الذي يقع في الكوادور يعتبر أبعد جزء عن مركز الرض.
تزن كتلة كوكب الرض حوالي 10٢٤ × 5.98كيلوغرام تقريًبا ،ويتكون معظمها من الحديد ) (%32.1والكسجين )
(%30.1والسليكون ) (%15.1والماغنسيوم ) (%13.9والكبريت ) (%2.9والنيكل ) (%1.8والكالسيوم )(%1.5
واللمونيوم ) ،(%1.4أما الجزء المتبقي ،الذي يمثل ،%1.2فيتكون من كميات قليلة من عناصر أخرى .وحيث إن
العناصر الثقل حجًما تنجذب نحو المركز في حين أن العناصر الخف حجًما تبعد نحو المركز فيما يعرف باسم "الفصل
بين النجوم" أو "إعادة توزيع النجوم" ،يعتقد البعض أن عنصر الحديد هو المكون الساسي للب الرض؛ حيث تصل نسبته
][٤٧
إلى ،%88.8وذلك مع كميات قليلة من النيكل بنسبة %5.8والكبريت بنسبة %4.5وأقل من %1من عناصر أخرى.
هذا وقد أوضح عالم الكيمياء الرضية "فرانك ويغلسورث كلرك" أن أكثر من %47من القشرة الرضية يتكون من
عا والتي تتكون منها القشرة الرضية هي عبارة عن أكسيدات تقريًبا، الكسجين .وتعتبر كل المكونات الصخرية الكثر شيو ً
أما الكلور والكبريت والفلور فتعتبر من العناصر المهمة المستثناة من ذلك فقط ،وعادة ما تمثل الكمية الجمالية منها في أي
صخرة أقل من %1بكثير .هذا وتشتمل الكسيدات الساسية على السليكا واللومنيا وأكسيدات الحديد والجير والمغنيسيا
والبوتاس والصودا .وجدير بالذكر أن السليكا تعمل بشكل أساسي كحمض وتساهم في تكون السليكات ،كما أن كل العناصر
ضا .وقد استنتج كلرك ،من خلل إحصائية اعتمدت على المعدنية الشائعة في الصخور البركانية تتمتع بهذه الخصائص أي ً
1,6729دراسة تحليلية لجميع أنواع الصخور ،أن %99.22من هذه الصخور يتكون من أكسيدات ،بينما توجد العناصر
]معلومة [٢
الخرى بكميات قليلة جًدا.