You are on page 1of 4

‫‪ :Wiki‬الرض‬

‫‪ .1 .2‬نشأة الحياة على كوكب الرض‬

‫ةةةةة ةةةةةةة‪ ،‬إحدى أقدم أشكال الحياة الباقية على سطح الرض‪.‬‬

‫يعتبر كوكب الرض‪ ،‬حتى الوقت الحالي‪ ،‬الكوكب الوحيد الذي توجد عليه بيئة عامرة بأسباب الحياة‪ [٢٤].‬فمنذ حوالي ‪4‬‬
‫مليارات سنة‪ ،‬نتج عن التفاعلت الكيميائية المليئة بالطاقة التي حدثت على كوكب الرض جزئيات لديها القدرة على‬
‫مضاعفة نفسها‪ ،‬ثم بعد مرور نصف مليار سنة تقريًبا‪ ،‬نشأ الكائن الحي أو السللة التي تطورت منها النواع اللحقة على‬
‫سطح الرض‪ [٢٥].‬إن التخليق الضوئي )تخليق مركبات كيميائية في الضوء( يسمح باستغلل الطاقة الناتجة عن الشمس‬
‫بشكل مباشر في الحياة بجميع أشكالها؛ حيث يتراكم الكسجين الناتج عن هذه العملية في الغلف الجوي مكوًنا طبقة‬
‫الوزون )‪ (O3‬في الجزء العلوي من الغلف الجوي‪ .‬هذه النظرية توضح أصل الميتوكندوريا والبلستيدات )أجزاء الخليا‬
‫النباتية المحتوية على الكلوروفيل( والتي تعتبر وحدات فرعية مكونة لخليا إيوكاريوت )التي تفتقر إلى النواة والغشاء‬
‫النووي(‪ .‬ينتج عن اندماج الخليا الصغيرة داخل الخليا الكبيرة تكوين خليا معقدة يطلق عليها خليا حقيقية النواة )أي أنها‬
‫تتميز بنواة واحدة(‪ .‬وتتخذ الكائنات ـ متعددة الخليا الحقيقية ـ والتي تكونت في شكل خليا داخل مستعمرات سمات أكثر‬
‫خصوصية‪ [٢٦].‬وبفضل امتصاص طبقة الوزون للشعة فوق البنفسجية الضارة‪ ،‬فقد استقرت الحياة على سطح كوكب‬
‫]‪[٢٧‬‬
‫الرض‪.‬‬
‫اصطدام الكويكب الذي ُيعتقد أنه سّبب انقراض العصر الطباشيري‪.‬‬

‫خلل عقد الستينات من القرن العشرين‪ ،‬افترض بعض العلماء أن عاصفة ثلجية شديدة قد هبت على الرض خلل الفترة‬
‫الممتدة بين ‪ 750‬و ‪ 580‬مليون سنة‪ ،‬وذلك أثناء العصر الفجري الحديث‪ ،‬مما أدى إلى تغطية معظم أجزاء الكوكب بصفائح‬
‫أو ألواح من الجليد‪.‬وقد تم إطلق مصطلح "الرض كرة ثلجية" على هذا الفتراض‪ ،‬ويحظى هذا الحدث باهتمام كبير؛ لنه‬
‫يسبق النفجار الكمبري‪ ،‬أي عندما بدأت الكائنات متعددة الخليا في الظهور على سطح كوكب الرض‪ [٢٨].‬وعقب النفجار‬
‫الذي حدث في العصر الكمبري‪ ،‬منذ حوالي ‪ 535‬مليار سنة‪ ،‬حدثت خمسة حالت انقراض كبرى‪ [٢٩].‬وكان آخر حدث‬
‫انقراض قد وقع منذ ‪ 65‬مليون سنة‪ ،‬عندما أدى اصطدام حجر نيزكي بالرض إلى انقراض الديناصورات والزواحف‬
‫الخرى الكبيرة‪ ،‬ولكن بقيت الحيوانات الصغيرة مثل الثدييات‪ ،‬التي كانت تشبه في ذلك الوقت الزبابة )حيوانات آكلة‬
‫الحشرات شبيهة بالفأر(‪.‬وقد اختلفت وتنوعت أشكال الثدييات على مدى ‪ 65‬مليون سنة‪ ،‬فقد استطاعت إحدى أسلف‬
‫النسان‪ ،‬الشبيه بالقرود‪ ،‬الوقوف على ساقيها منتصبًة منذ مليين السنيين وفًقا لنظرية داروين‪ [٣٠]،‬وقد أدى ذلك إلى تطور‬
‫مقدرتها على استخدام الدوات وتشجيع التواصل بين الفراد منها ـ مما ساهم بدوره في ارتفاع كفائة توفير الغذاء وأوجد‬
‫التحفيز الملئم‪ ،‬الذي ساعد في نهاية المطاف على زيادة حجم المخ‪ ،‬ووصول النسان إلى ما هو عليه اليوم وفق هذه‬
‫النظرية‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬أدى ظهور النشاط الزراعي والحضارات إلى أن يخلف النسان تأثيًرا كبيًرا على الرض خلل‬
‫عا إلى التأثير على أشكال الحياة الخرى من حيث الطبيعة‬ ‫فترة قصيرة‪ ،‬لم يحدث أن مثلها من قبل ـ المر الذي أدى تبا ً‬
‫والكم‪ [٣١].‬بدأ النمط الحالي للعصور الجليدية منذ حوالي ‪ 40‬مليون سنة‪ ،‬ثم تكاثف خلل العصر الحديث القرب منذ حوالي‬
‫‪ 3‬مليين سنة‪ .‬ومنذ ذلك الحين خضعت المناطق القطبية لدورات متكررة من هطول وذوبان للجليد‪ ،‬تتكرر خلل فترة تمتد‬
‫]‪[٣٢‬‬
‫بين كل ‪ 40‬و ‪ 100.000‬عام‪ ،‬وقد انتهى العصر الجليدي الخير منذ ‪ 10,000‬سنة‪.‬‬

‫‪ .2 .2‬المستقبل‬
‫ل‪ ،‬يترتب على التراكم المطرد لعنصر الهيليوم والعناصر‬ ‫يرتبط مستقبل كوكب الرض بشكل كبير بمستقبل الشمس‪ .‬فمث ً‬
‫الثقيلة الخرى في جوف الشمس زيادة بطيئة في الضاءة الكلية للشمس؛ حيث ستزيد إضاءة الشمس بنسبة ‪ %10‬على‬
‫مدى ‪ 1.1‬مليار سنة قادمة‪ ،‬وبنسبة ‪ %40‬على مدى ‪ 3.5‬مليارات سنة قادمة‪ [٣٣].‬وجدير بالذكر أن البحاث المتعلقة‬
‫بالحوال المناخية تدل على أن ارتفاع نسبة الشعاعات التي تصل إلى الرض قد ينتج عنها عواقب وخيمة‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫العواقب الفقد المحتمل للمسطحات المائية الموجودة على كوكب الرض‪ [٣٤].‬يعمل ارتفاع درجة حرارة سطح الرض على‬
‫تسريع دورة ثاني أكسيد الكربون غير العضوية والتقليل من مستوى تركيزها ليصل بها إلى مستويات تؤدي إلى هلك‬
‫النباتات )‪ 10‬أجزاء في المليون ـ ‪PPM‬ـ للتمثيل الضوئي ‪ (C4‬في غصون ‪ 900‬مليون سنة‪ .‬بالضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن عدم‬
‫وجود نباتات على سطح الرض سيؤدي إلى انعدام الكسجين في الغلف الجوي‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فإن الحيوانات ستنقرض في‬
‫خلل عدة مليين أخرى من السنيين‪ [٣٥].‬ولكن حتى إذا كانت الشمس خالدة ولن تمر بأية تغيرات‪ ،‬فإن التبريد المستمر الذي‬
‫يحدث لجوف الرض سيؤدي إلى فقدها لمعظم غلفها الجوي والمحيطات الموجودة عليها‪ ،‬وذلك نتيجة قلة النشاط‬
‫البركاني‪ [٣٦].‬وبعد مرور مليار سنة أخرى فإن جميع المسطحات المائية ستختفي‪ [٧]،‬وسيصل الحد الدنى لدرجة حرارة‬
‫]‬
‫الكون إلى ‪ 70‬درجة مئوية‪ .‬ومن المتوقع أن تصبح الرض صالحة للحياة عليها لمدة حوالي ‪ 500‬مليون سنة أخرى فقط‪.‬‬
‫‪[٣٧‬‬

‫دورة حياة الشمس‪.‬‬

‫يقول العلماء أن الشمس ستصبح نجًما عملًقا أحمر‪ ،‬كجزء من تطورها‪ ،‬في غضون ‪ 5‬مليارات سنة‪ .‬فقد أوضحت‬
‫الدراسات أن الشمس سيتمدد حجمها بنسبة تعادل حوالي ‪ 250‬مرة من نصف قطرها الحالي‪ ،‬أي ما يعادل تقريًبا حوالي‬
‫وحدة فلكية واحدة )‪ 150,000,000‬كم(‪ ،‬أي أن نصف قطرها سوف يطل على الرض‪ ،‬ولكن بحلو ذلك الوقت ستكون‬
‫الحياة على الرض قد انتهت منذ مئات مليين السنين‪ ،‬ذلك لن الحياة على الرض ل تتحمل أرتفاع كبير في دراجات‬
‫الحرارة يفوق تلك الموجودة حالًيا‪ [٣٨].‬وبما أن الشمس ستصبح نجًما عملًقا أحمر‪ ،‬فإنها ستفقد تقريًبا ‪ %30‬من كتلتها‪،‬‬
‫وبذلك فمن غير وجود تأثيرات مدية وجزرية‪ ،‬ستتحرك الرض إلى مدار يقع على بعد ‪ 1.7‬وحدات فلكية )‬
‫‪ 250.000.000‬كيلومتر( من الشمس عندما يصل النجم إلى أقصى نصف قطر له‪ .‬وبناًء على ذلك‪ ،‬فإنه من المتوقع‪ ،‬أن‬
‫تهرب الرض من الغلف المحيط بها وذلك بفعل تمدد الغلف الجوي الخارجي غير الكثيف الذي يحيط بالشمس‪ .‬وبذلك‬
‫فإن معظم‪ ،‬إن لم يكن كل‪ ،‬مظاهر الحياة المتبقية على سطح الرض ستتدمر بسبب ضوء الشمس المتزايد‪ [٣٣].‬بينما أشارت‬
‫دراسة أحدث من الدراسة السابقة‪ ،‬إلى أن مدار الرض سيهلك بسبب تأثيرات المد والجزر على الرض مما سيؤدي إلى‬
‫]‪[٣٨‬‬
‫دخولها إلى الغلف الجوي للنجم الحمر العملق وهلكها‪.‬‬

‫‪ .3‬تكوين كوكب الرض وتركيبه‬

‫مقال تفصيلي ‪:‬علوم الرض‬

‫تعتبر الرض كوكًبا أرضًيا‪ ،‬مما يعني أنها عبارة عن جسم صخري‪ ،‬وليست جسًما غازًيا عملًقا مثل كوكب المشتري‪ .‬كما‬
‫أنها تعتبر أكبر الكواكب الرضية الربعة الموجودة في النظام الشمسي‪ ،‬من حيث الحجم والكتلة‪ .‬بالضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن‬
‫ضا بأعلى نسبة كثافة وأعلى مستوى من الجاذبية على سطحها وأقوى‬ ‫كوكب الرض يتمتع من بين هذه الكواكب الربعة أي ً‬
‫]‪[٤٠‬‬
‫ل عن أنه الكوكب الرضي الوحيد التي توجد عليه ألواح تكتونية نشطة‪.‬‬
‫مجال مغناطيسي وأسرع دوران‪ [٣٩].‬فض ً‬

‫‪ .1 .3‬شكل كوكب الرض‬

‫إن شكل كوكب الرض قريب جًدا من الشكل الكروي المفلطح‪ ،‬فهي جسم كروي مفلطح عند القطبيين‪ ،‬ومنبعج عند خط‬
‫الستواء‪ [٤١].‬وينتج عن هذا النبعاج دوران كوكب الرض‪ ،‬كما أنه يتسبب في أن قطر الرض عند خط الستواء يكون‬
‫أكبر من قطرها عند القطبين بحوالي ‪ 43‬كم‪ [٤٢].‬هذا ويكون متوسط قطر الجسم الكروي المرجعي حوالي ‪ 12,742‬كم‪،‬‬
‫الذي يعادل تقريًبا ‪ 40,000‬كم‪TT/‬؛ حيث إن المتر كان يساوي في الصل ‪ 1/10.000.000‬من المسافة الواقعة بداية من‬
‫]‪[٤٣‬‬
‫خط الستواء وحتى القطب الشمالي عبر مدينة باريس في فرنسا‪.‬‬
‫مقارنة بين حجم الكواكب الداخلية )من اليسار إلى اليمين(‪ :‬عطارد والزهرة والرض والمريخ‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن الطبوغرافيا المحلية تختلف عن هذا الشكل الكروي المثالي‪ ،‬على الرغم من أن هذه الختلفات بسيطة‬
‫على النطاق الكوني‪ :‬فالرض لها معدل تفاوت حوالي جزء من أصل ‪ ،584‬أو ‪ %0.17‬من الجسم الكروي المرجعي‪،‬‬
‫وهي نسبة أقل من ‪ %0.22‬من نسبة التفاوت المسموح بتواجده بين كرات البلياردو‪ [٤٤].‬هذا وتتمثل أكبر معدلت تفاوت أو‬
‫انحراف محلية في السطح الصخري لكوكب الرض في قمة إيفرست )التي يصل ارتفاعها إلى ‪ 8,848‬متر عن سطح‬
‫البحر(‪ ،‬وكذلك في منخفض مريانا )الذي يصل انخفاضه إلى ‪ 10,911‬متر تحت سطح البحر(‪ .‬وبسبب انبعاج الكرة‬
‫]‪[٤٦][٤٥‬‬
‫الرضية عند خط الستواء‪ ،‬فإن جبل شيمبورازو الذي يقع في الكوادور يعتبر أبعد جزء عن مركز الرض‪.‬‬

‫جدول كلرك للكسيدات المكونة للقشرة الرضية‬


‫التركيب‬ ‫المركب الصيغة‬
‫السيليكا ‪% 59.71 SiO2‬‬
‫اللومينا ‪% 15.41 Al2O3‬‬
‫الجير ‪% 4.90 CaO‬‬
‫المغنيسيا ‪% 4.36 MgO‬‬
‫أكسيد الصوديوم ‪% 3.55 Na2O‬‬
‫ثاني أكسيد الحديد ‪% 3.52 FeO‬‬
‫أكسيد البوتاسيوم ‪% 2.80 K2O‬‬
‫ثالث أكسيد الحديد ‪% 2.63 Fe2O3‬‬
‫ماء ‪% 1.52 H2O‬‬
‫ثاني أكسيد التيتانيوم ‪% 0.60 TiO2‬‬
‫خماسي أكسيد الفسفور ‪% 0.22 P2O5‬‬
‫الجمالي ‪% 99.22‬‬

‫‪ .2 .3‬التكوين الكيميائي لكوكب الرض‬

‫تزن كتلة كوكب الرض حوالي ‪ 10٢٤ × 5.98‬كيلوغرام تقريًبا‪ ،‬ويتكون معظمها من الحديد )‪ (%32.1‬والكسجين )‬
‫‪ (%30.1‬والسليكون )‪ (%15.1‬والماغنسيوم )‪ (%13.9‬والكبريت )‪ (%2.9‬والنيكل )‪ (%1.8‬والكالسيوم )‪(%1.5‬‬
‫واللمونيوم )‪ ،(%1.4‬أما الجزء المتبقي‪ ،‬الذي يمثل ‪ ،%1.2‬فيتكون من كميات قليلة من عناصر أخرى‪ .‬وحيث إن‬
‫العناصر الثقل حجًما تنجذب نحو المركز في حين أن العناصر الخف حجًما تبعد نحو المركز فيما يعرف باسم "الفصل‬
‫بين النجوم" أو "إعادة توزيع النجوم"‪ ،‬يعتقد البعض أن عنصر الحديد هو المكون الساسي للب الرض؛ حيث تصل نسبته‬
‫]‪[٤٧‬‬
‫إلى ‪ ،%88.8‬وذلك مع كميات قليلة من النيكل بنسبة ‪ %5.8‬والكبريت بنسبة ‪ %4.5‬وأقل من ‪ %1‬من عناصر أخرى‪.‬‬

‫هذا وقد أوضح عالم الكيمياء الرضية "فرانك ويغلسورث كلرك" أن أكثر من ‪ %47‬من القشرة الرضية يتكون من‬
‫عا والتي تتكون منها القشرة الرضية هي عبارة عن أكسيدات تقريًبا‪،‬‬ ‫الكسجين‪ .‬وتعتبر كل المكونات الصخرية الكثر شيو ً‬
‫أما الكلور والكبريت والفلور فتعتبر من العناصر المهمة المستثناة من ذلك فقط‪ ،‬وعادة ما تمثل الكمية الجمالية منها في أي‬
‫صخرة أقل من ‪ %1‬بكثير‪ .‬هذا وتشتمل الكسيدات الساسية على السليكا واللومنيا وأكسيدات الحديد والجير والمغنيسيا‬
‫والبوتاس والصودا‪ .‬وجدير بالذكر أن السليكا تعمل بشكل أساسي كحمض وتساهم في تكون السليكات‪ ،‬كما أن كل العناصر‬
‫ضا‪ .‬وقد استنتج كلرك‪ ،‬من خلل إحصائية اعتمدت على‬ ‫المعدنية الشائعة في الصخور البركانية تتمتع بهذه الخصائص أي ً‬
‫‪ 1,6729‬دراسة تحليلية لجميع أنواع الصخور‪ ،‬أن ‪ %99.22‬من هذه الصخور يتكون من أكسيدات‪ ،‬بينما توجد العناصر‬
‫]معلومة ‪[٢‬‬
‫الخرى بكميات قليلة جًدا‪.‬‬

You might also like