You are on page 1of 24

‫حكم السيد أحمد الرفاعي‬

‫للمام السيد الشيخ أحمد الرفاعي رضي ال عنه‬


‫‪ 578 – 512‬هجرية‬

‫حقّقه وعلق عليه‬


‫عبد الغني نكه مي‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة المحقق‬

‫الحمد ل الذي جعلنا من المة المحمدية‪ ،‬والصلة والسلم على سيدنا محمد‬
‫سيد البرية‪ ،‬والرضا على جميع الل والصحب والذرية ‪.‬‬
‫وبعمد‪ ،‬فإن بيمن يديمك أخمي القارئ رسمالة " الحكمم " وهمي – كمما ترى –‬
‫صغيرة في حجمها كبيرة في فوائدها‪ ،‬قالها بفمه السيد الجليل‪ ،‬الشيخ المام‬
‫"أحمد الرفاعي" رضي ال عنه ‪.‬‬
‫وك يف ل تكون كبيرة في فوائد ها‪ ،‬وال هو الفتاح على قائل ها‪ ،‬و من ب عد‬
‫على قارئها ومطبق ما فيها من الجواهر المكنونة ‪.‬‬
‫ول قد قال ال تعالى‪{ :‬يؤ تي الحك مة من يشاء‪ ،‬و من يؤت الحك مة ف قد أو تي‬
‫خيرا كثيرا} (البقرة‪ .)269:‬إذن‪ ،‬فالخير الكثير يكون في الحكمة وتطبيقها‪،‬‬
‫و من يغ مض عين يه‪ ،‬وي سد أذن يه عن سماع الخ ير‪ :‬يكون قد بر هن لنف سه‬
‫على أنمه عدو الحكممة والحكماء‪ ،‬أسمأل ال السمداد فمي القول والعممل‪ ،‬لي‪،‬‬
‫ولحبائي‪ ،‬ولجميع المسلمين ‪.‬‬

‫وهذا وقت الشروع في تقديم ترجمة موجزة عن حياة سيدنا أحمد الرفاعي‬
‫رضي ال عنه‪:‬‬

‫ترجمة المؤلف‬

‫نسبه‪:‬‬
‫هو ال سيد الجل يل‪ ،‬الق طب الوارث المحمدي‪ :‬أح مد بن على بن يح يي بن‬
‫ثابمت‪ ،‬بمن على الحازم بمن أحممد بمن على بمن الحسمن – الملقمب‪ :‬برفاعمة‬
‫الهاشمي المكي – ابن المهدي بن محمد‪ ،‬بن الحسن‪ ،‬بن الحسين بن أحمد‬
‫بن مو سى الثا ني‪ ،‬ا بن إبراه يم المرت ضي‪ ،‬ا بن المام مو سى الكا ظم‪ ،‬ا بن‬
‫المام جع فر ال صادق ا بن المام مح مد البا قر بن المام ز ين العابد ين على‬
‫ابمن المام الحسمين – الشهيمد بكربلء – ابمن سميدنا على رضمي ال عنمه‪،‬‬
‫وعنهم أجمعين ‪.‬‬

‫مولـده‪:‬‬
‫ولد رضي ال عنه في " قرية حسن " بالبطائح في شهر رجب الفرد‪ ،‬سنة‬
‫‪ 512‬هجرية ‪.‬‬

‫نشأتـه‪:‬‬
‫درس القرآن الكريمم‪ ،‬ول ما بلغ ممن الع مر سبع سنين‪ ،‬توفمي والده ببغداد‪،‬‬
‫فكفله خاله الش يخ من صور البطائ حي‪ ،‬الن صاري الح سيني ر ضي ال ع نه‪،‬‬
‫ونقله ووالدته وإخوته‪ ،‬إلى بلدة نهر دقلي – من أعمال واسط بالعراق – ثم‬
‫نقله إلى واسمط‪ ،‬وأدخله على المام العلممة‪ ،‬المقرئ الحجمة الشيمخ‪ :‬على‬
‫أبي الفضل الواسطي رحمه ال تعالى‪ ،‬فتولى أمر تربيته وتعليمه وتأديبه‪،‬‬
‫فبرع في العلوم النقلية والعقلية‪ ،‬واشتهر وأحرز قصب السبق على أقرانه‪،‬‬
‫ول زال يعظمم أمره‪ ،‬وينممو علممه‪ ،‬حتمى تفرد فمي زمانمه‪ ،‬ورجمع إليمه‬
‫اشياخه‪ ،‬وقد أفاض ال عليه من العلوم والداب الشئ الكثير‪ ،‬من فضل ال‬
‫تعالى ولطيف توفيقه‪.‬‬

‫أخلقه وعلمـه‪:‬‬
‫كان رضمي ال عنمه‪ :‬يسمكت حتمى يقال‪ :‬إنمه ل يتكلم‪ ،‬فإذا تكلم بلّ بعذوبمة‬
‫كلممه الغليمل‪ ،‬ترك نفسمه وتواضمع للناس‪ ،‬ممن غيمر حاجمة إلى مالهمم أو‬
‫جاههم‪ ،‬وكان لين العريكة‪ ،‬هين المؤونة‪ ،‬سهل الخلق‪ ،‬كريم النفس‪ ،‬حسن‬
‫المعاشرة‪ ،‬بساما من غير ضحك‪ ،‬اجتمعت فيه مكارم الخلق‪..‬‬
‫وكان رضمي ال عنمه فقيهما‪ ،‬عالمما‪ ،‬مقرئا‪ ،‬مجودا‪ ،‬محدثا‪ ،‬مفسمرا‪ ،‬وله‬
‫إجازات وروايات عاليات‪ ،‬يعلم الناس سنن الرسمول صملى ال عل يه وسملم‬
‫ويأممر بالمعروف وينهمى عمن المنكمر‪ .‬وكان إذا قال قول‪ :‬أتبعمه بصمحة‬
‫العلم‪ ،‬وصدق القول‪ ،‬ولم يخالف قوله فعله قط‪.‬‬

‫من ثناء الئمة عليه‪:‬‬


‫قال المام الذهمبي عنمد ترجممة المام الرفاعمي‪ :‬المام‪ ،‬القدوة‪ ،‬العابمد‪،‬‬
‫الزاهد‪ ،‬شيخ العارفين‪.‬‬
‫وقال المؤرخ ابمن العماد الحنبلي عنمد ذكمر وفاة المام الرفاعمي‪ :‬الشيمخ‪،‬‬
‫الزاهد‪ ،‬القدوة ‪.‬‬
‫وقال ابمن خلكان‪ :‬كان رجل صمالحا‪ ،‬شافعيما فقيهما‪ ،‬انضمم إليمه خلق ممن‬
‫الفقراء وأحسنوا العتقاد فيه‪ ،‬وهم الطائفة الرفاعية ويقال لهم‪ :‬الحمدية‪.‬‬
‫وفاته‪:‬‬
‫انتقل إلى رحمة ال تعالى وقت الظهيرة‪ ،‬في اليوم الثاني عشر من جمادى‬
‫الولى‪ ،‬سمنة (‪ )578‬هجريمة‪ ،‬ودفمن فمي "أم عمبيدة" فمي قبتمه المباركمة‬
‫ما بالعلم‬
‫ما قضاهم‬
‫متون عامم‬
‫متة وسم‬
‫مه‪ :‬سم‬
‫مت مدة حياتم‬
‫المشهورة‪ ،‬فكانم‬
‫والعمل‪،‬والذكر والتذكير‪ ،‬وخرج من الدنيا‪ ،‬فم يصب منها‪ ،‬ولم تصب منه‪،‬‬
‫لزهده وور عه‪ ،‬فر ضي ال تعالى ع نه‪ ،‬و عن أ سلفه الطاهر ين ‪ ,‬وفرو عه‬
‫الطيبين‪ ،‬وعنا بهم‪ ،‬وعن جميع المسلمين‪ ،‬والحمد ل رب العالمين ‪.‬‬

‫حلب – جامعة العثمانية‬


‫في اليوم الول من شهر ذي الحجة سنة ‪ / 1407 /‬هم‬
‫المفتقر إلى عفو ربه عبد الغني نكه مي‬

‫مقدمة الواسطي‬

‫الح مد ل‪ ،‬وال صلة وال سلم على سيدنا ومول نا ونبي نا مح مد ر سول ال‪،‬‬
‫وعلى آله وصحبه ومن واله ‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فيقول فقير رحمة ربه‪ ،‬على أبو الفضل الواسطي الشافعي‪ ،‬أحسن‬
‫ال إليه بالعفو والمغفرة‪ ،‬آميمن‪.‬‬
‫" رأ يت في خزائن ال حبر الجل يل "‪ ،‬العر يق ال صيل‪ ،‬الش يخ ع بد ال سميع‬
‫الهاشمي – نفعنا ال بعلومه – هذه الرقاع بخط السيد الكبير‪ ،‬والولي المقدم‬
‫الشه ير‪ ،‬ش يخ المشا يخ‪ ،‬الج بل الرا سخ‪ ،‬ب حر المعارف‪ ،‬وك نز العوارف ‪،‬‬
‫رب اليمد البيضاء‪ ،‬والمنقبمة العظممى‪ ،‬تاج أولياء عصمره‪ ،‬أبمي العباس‪،‬‬
‫القطب الشريف السيد أحمد محيي الدين‪ ،‬صاحب العلمين ابن السيد الجليل‬
‫ولي ال أ بي الح سن على الح سيني الرفاعي‪ ،‬قدس ال سره‪ ،‬ور ضي عنه‪،‬‬
‫وقد كتب على حاشيتها شيخنا الشيخ عبد السميع الهاشمي بخطه‪" :‬هذه حكم‬
‫الغوث الشريف‪ ،‬سيدنا السيد أحمد الرفاعي الحسيني‪ ،‬رضي ال عنه‪ ،‬تكرم‬
‫بها عل يّ‪ ،‬وأمرني بحفظها‪ ،‬وهي من أنفس الذخائر لمن وفقه ال تعالى" ‪.‬‬
‫انتهى ‪.‬‬

‫الحكم‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫الح مد ل رب العالم ين‪ ،‬و صلى ال و سلم على سيدنا مح مد‪ ،‬وآله و صحبه‬
‫أجمعين‪ ،‬والسلم علينا وعلى عباد ال الصالحين‪.‬‬
‫من العبد اللشيئ‪ :‬أحيمد‪ ،‬إلى الشيخ المحتشم أخينا عبد السميع الهاشمي‪،‬‬
‫كان ال لنا وله وللمسلمين ‪...‬آمين ‪.‬‬
‫أي أخمي‪ :‬أوصميك بتقوى ال‪ ،‬وإتباع سمنة رسموله صملى ال عليمه وسملم‪،‬‬
‫وأحب أن تحرص على نصيحتي هذه‪ ،‬فهي نافعة لك ولمثالك إن شاء ال‪،‬‬
‫وإياك أن تودعها غير أهلها فتظلمها !‬
‫أي عبد السميع‪:‬‬

‫‪ -1‬الفقير إذا انتصر لنفسه تعب‪ ،‬وإذا سلم المر إلى ال تعالى نصره من‬
‫غير عشيرة ول أهل ‪.‬‬
‫‪ -2‬العقل كنز الفوائد‪ ،‬وكيمياء السعادة ‪.‬‬
‫‪ -3‬العلم شرف في الدنيا‪ ،‬وعز في الخرة‬
‫‪ -4‬ما أقام مع المستعار إل المحجوب‬
‫‪ -5‬ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة ‪.‬‬
‫‪ -6‬كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس وكم أذهبت من دين!‬
‫‪ -7‬لفظتان ثلمتان فمي الديمن‪ :‬القول بالوحدة والشطمح المجاوز حمد التحدث‬
‫بالنعمة‪.‬‬
‫‪ -8‬دفتر حال الرجل‪ :‬أصحابه‬
‫‪ -9‬تعب الناس وحسابهم على الرئاسة والشهوة وفيهما الغايات!‪.‬‬
‫‪ -10‬كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة‪.‬‬
‫‪ -11‬غاية المعرفة بال‪ :‬اليقان بوجوده تعالى‪ ،‬بل كيف ول مكان‪.‬‬
‫‪ -12‬ث قل مرض الموت‪ ،‬أول قنا طر المعر فة بال ع ند المحجوب ين‪ ،‬ولهذا‬
‫ق يل ل نا‪ :‬موتوا ق بل أن تموتوا ‪ .‬حضرة الموت تك شف الح جب‪ ،‬ك ما ورد‪:‬‬
‫"الناس نيام‪ ،‬فإذا ماتوا انتبهوا"‪.‬‬
‫‪ -13‬كل توحيدك قبل تنزيهه تعالى شرك‪ ،‬التوحيد‪ :‬وجدان في القلب يمنع‬
‫عن التعطيل والتشبيه ‪.‬‬
‫‪ -14‬رح وتعال‪ ،‬كلك خيال‪ ،‬إنزل يا مسكين عن فرس عجبك‪.‬‬
‫‪ -15‬رب عثرة‪ ،‬أوصلت الحفرة‪ ،‬رب علم ثمرته جهل‪ ،‬ورب جهل ثمرته‬
‫علم ‪.‬‬
‫‪ -16‬كيف يصبح لك عز العلم وأنت كسوت علمك ثوب الذل؟‪.‬‬
‫‪ -17‬ل تظن أن صبغك يستر شيبك‪ ،‬غيره وما ستره ‪.‬‬
‫‪ -18‬لو خ طا الر جل من قاف إلى قاف‪ ،‬كان جلو سه أف ضل‪ ،‬ولو تكلم عن‬
‫الذات والصفات‪ ،‬كان سكوته أفضل‪.‬‬
‫‪ -19‬ممن تطاول على الخلق‪ ،‬قصمر عنمد الخالق‪ ،‬ممن تعالى على العباد‪،‬‬
‫سقط من عين المعبود ‪!.‬‬
‫‪ -20‬كل حال تحوله فيه‪ ،‬وكل ظاهر به ما يخفيه ‪.‬‬
‫‪ -21‬من أدرع بدرع الصبر‪ ،‬سلم من سهام العجلة ‪.‬‬
‫‪ -22‬الرجمل المتمكمن إذا نصمب له سمنان على أعلى جبمل شاهمق فمي‬
‫الرض‪ ،‬وهبت عليه رياح الليالي الثمان ما غيرت منه شعرة واحدة ‪.‬‬
‫‪ -23‬الكاذب يقف مع المبدعات‪ ،‬والعاقل غايته وراءها ‪.‬‬
‫من كمل أنفت نفسه من كل شيء غير ربه ‪.‬‬
‫‪ -24‬الخلق كل هم ل يضرون ول ينفعون ح جب ن صبها لعباده‪ ،‬ف من ر فع‬
‫تلك الحجب وصل إليه ‪.‬‬
‫‪ -25‬الطمئنان بغيره تعالى خوف‪ ،‬والخوف منه اطمئنان من غيره ‪.‬‬
‫‪ -26‬ت حت كل حالة‪ ،‬حال ربا ني‪ ،‬لو عرف ته لعلمت أ نك ت سكن به وت سعى‬
‫به وأنت مسخر‪" :‬اعملوا ول تتكلون‪ ،‬فكل ميسر لما خلق له" ‪.‬‬
‫الصوفي‪ :‬من صفا‪ ،‬فلم ير لنفسه على غيره مزية ‪.‬‬
‫‪ -27‬كل الغيار حجب قاطعة‪ ،‬فمن تخلص منها وصل‪.‬‬
‫الوقت سيف يقطع من قطعه‬
‫‪ -28‬عل مة العا قل‪ :‬ال صبر ع ند المح نة‪ ،‬والتوا ضع ع ند ال سعة‪ ،‬وال خذ‬
‫بالحوط‪ ،‬وطلب الباقي سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫‪ -29‬علمة العارف‪ :‬كتمان الحال‪ ،‬وصحة المقال‪ ،‬والتخلص من المال ‪.‬‬
‫‪ -30‬الدنيا والخرة بين كلمتين‪ :‬عقل ودين ‪.‬‬
‫‪ -31‬العلم ما رفعك عن رتبة الجهل‪ ،‬وأبعدك عن‬
‫منزل العزة‪ ،‬وسلك بك سبيل أولي العزم ‪.‬‬
‫‪ -32‬الشيخ من إذا نصحك أفهمك‪ ،‬وإذا قادك دلك‪ ،‬وإذا أخذك نهض بك ‪.‬‬
‫‪ -33‬الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة‪ ،‬ويبعدك عن المحدثة والبدعة ‪.‬‬
‫‪ -34‬الشيخ ظاهرة الشرع‪ ،‬وباطنه الشرع ‪.‬‬
‫‪ -35‬الطريقة‪ :‬الشريعة‪ ،‬لوث هذه الخرقة كذاب قال‪ :‬الباطن غير الظاهر!‬
‫العارف يقول‪ :‬الباطن باطن الظاهر‪ ،‬وجوهره الخالص‪.‬‬
‫‪ -36‬القرآن بحر الحكم كلها ولكن أين الذن الواعية ؟!‬
‫‪ -37‬ر نة النجاح ت سمع ع ند قرع باب الر ضا من ال‪ ،‬أرض عن ال‪ ،‬و نم‬
‫مرضيا‪ ،‬ولك المن ‪.‬‬
‫‪ -38‬ما شم رائ حة المعر فة من افت خر‪ :‬بأب يه وأ مه‪ ،‬وخاله وع مه‪ ،‬وماله‪،‬‬
‫ورجاله ليس عند ال على شيء من رأى نفسه !‬
‫‪ -39‬لو عبد ال العابد بعباده الثقلين‪ ،‬وفيه ذرة من الكبر فهو من أعداء ال‬
‫وأعداء رسوله صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ -40‬ثلث خصمال ممن كمن فيمه ل يكون وليما إل إذا طهره ال منهمن‪:‬‬
‫الحمق‪ ،‬والعجب‪ ،‬والبخل ‪.‬‬
‫‪ -41‬أكذب الناس على ال والخلق‪ :‬من رأى نفسه خيرا من الخلق‪.‬‬
‫‪ -42‬كمل الظلم‪ :‬التعالي على الناس‪ .‬الظلم حرص الرجمل على المراتمب‬
‫الكاذبة الدنيوية‪ ،‬ومنها أن يحب الرتفاع على أخيه بكلمه أو جلسة ل حق‬
‫له به‪ ،‬وعلى ذلك تقاس المراتب ‪!.‬‬
‫‪ -43‬من أخذ الناس بقوته القاهرة ترك في قلوبهم الضغائن عليه كيف كان‪.‬‬
‫ومن أخذ الناس بانكساره ترك في قلوبهم العتراف له‪ ،‬عز أو هان ‪.‬‬
‫‪ -44‬نعم الرفيق في بلد ال تقوى ال ونعم المراح الخلص‪.‬‬
‫‪ -45‬لن يصل العبد إلى مرتبة أهل الكمال‪ ،‬وفيه بقية من حروف‪ :‬أنما ‪.‬‬
‫‪ -46‬الشطاح يقف مع شطحه حالة الشطح‪ ،‬إذا لم يسقط والكامل ل يشتغل‬
‫عن خدمته‪.‬‬
‫‪ -47‬الدعوى‪ :‬بق ية رعو نة في الن فس‪ ،‬ل يحتمل ها القلب فين طق ب ها ل سان‬
‫الحمق!‪.‬‬
‫‪ -48‬التحدث بالنعمة ذكر القربية‪ ،‬والتخلص من تجاوز مرتبة العبدية ‪.‬‬
‫‪ -49‬العارف ل ينظر إلى الدنيا ول إلى الخرة ‪.‬‬
‫‪ -50‬كمل الكمال ترك الغيار‪ ،‬وطرح السمتبشار بحوادث الكوان‪ ،‬والذل‬
‫بكسوة الفناء‪ ،‬بين يدي الحي الذي ل يموت‪.‬‬
‫‪ -51‬ل تجعل رواق شيخك حرما وقبره صنما وحاله دفة الكدية ‪.‬‬
‫‪ -52‬الرجل من يفتخر به شيخه‪ ،‬ل من يفتخر بشيخه‪.‬‬
‫‪ -53‬من أ صم أ سماعه عن أ صوات الغيار سمع نداء‪{ :‬ل من الملك اليوم}‬
‫فنزل عن فرس‪:‬كذبه‪ ،‬وعجبه‪ ،‬وأنانيته‪ ،‬وحوله وقوته‪ ،‬ووحدته‪ ،‬وانقهر في‬
‫مقام عبوديته‪.‬‬
‫‪ -54‬إياك والقول بالوحدة التي خاض بها بعض المتصوفة ‪.‬‬
‫‪ -55‬إياك والشطمح‪ ،‬فإن الحجاب بالذنوب أولى ممن الحجاب بالكفمر‪{ :‬إن‬
‫ال ل يغفر أن يشرك به‪ ،‬ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}‪.‬‬
‫‪ -56‬إذا رأيمت الرجمل يطيمر فمي الهواء فل تعتمبره‪ ،‬حتمى تزن أقوال همو‬
‫أفعاله بميزان الشرع ‪.‬‬
‫‪ -57‬إياك والنكار على الطائفة في كل قول وفعل سلم لهم أحوالهم‪ ،‬إل إذا‬
‫ردها الشرع فكن معه ‪.‬‬
‫‪ -58‬التكلم بالحقائق قبل هجر الخلئق من شهوات النفوس‪.‬‬
‫‪ -59‬من عدل عن الحق إلى الباطل تبعا لهوى في نفسه‪ ،‬فهو من الضلل‬
‫بمكان‬
‫‪ -60‬أول أبواب المعر فة‪ :‬ال ستئناس بال سبحانه وتعالى‪ ،‬والز هد أول قدم‬
‫القاصدين إلى ال عز وجل‪.‬‬
‫‪ -61‬ممن مات محبما مات شهيدا‪ ،‬وممن عاش مخلصما عاش سمعيدا‪ ،‬وكل‬
‫المرين بتوفيق ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ -62‬من سلك الطريق بنفسه أعيد قسراَ‪ ،‬هذه الطريقة ل تورث عن الب‬
‫وال جد إن ما هي طري قة الع مل وال جد‪ ،‬والوقوف عند ال حد وذر الدموع على‬
‫الخد‪ ،‬والدب مع ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ -63‬ظمن بعمض الجهلة أن هذه الطريقمة تنال بالقيمل والقال‪ ،‬والدرهمم‬
‫والمال‪ ،‬وظواهمر العمال! ل وال‪ ،‬إنمما نيلهما بالصمدق والنكسمار‪ ،‬والذل‬
‫والفتقار وإتباع سنة النبي المختار‪ ،‬وهجر الغيار‪.‬‬
‫‪ -64‬من اعتز بذي العزة عز ومن اعتز بغيره وقف معه بل عز‪.‬‬
‫‪ -65‬كتاب ال آية جامعة اندرجت فيها اليات الربانيات‪.‬‬
‫‪ -66‬من أنعم ال عليه بفهم بواطن كتابه‪ ،‬والتزام ظاهر الشرع‪ ،‬فقد جمع‬
‫بين الغنيمتين‪ ،‬ومن أخذ برأيه ضل‪ ،‬وانقطع عن الباطن والظاهر‪.‬‬
‫‪ -67‬ذكر ال جنة من كل نازلة سماوية‪ ،‬وحادثة أرضية‪ ،‬أجل‪ ،‬إن الذاكر‬
‫جليس الحق ‪ ،‬فعليه أن يتأدب مع المذكور‪ ،‬لكيل يقطع عن المجالسة‪ ،‬التي‬
‫هي بركة القبول والطهارة عن الغفلة ‪.‬‬
‫‪ -68‬كل ل سان يتل كم مترج ما عن حضرة القلب‪ :‬يظ هر بضاعت ها‪ ،‬ويف تح‬
‫خزانتهما‪ ،‬فممن طهرت حضرة قلبمه طاب لسمانه‪ ،‬وعذب بيانمه‪ ،‬فإن اعتمبر‬
‫بالفتمح السميال على لسمانه‪ ،‬واعتنمى بتطهيمر حضرة القلب‪ :‬ازداد عرفانمه‬
‫وبرهانه‪ ،‬ومن اكتفى بحظ اللسان بقى مع القوال‪ ،‬قصير الباع عن تناول‬
‫ثمرات الفعال‪.‬‬
‫‪ -69‬روح جسم المعرفة النتباه الدائم والسر السليم والقلب الرحيم‪ ،‬والقدم‬
‫الثابت‪.‬‬
‫‪ -70‬ممن الحكممة‪ :‬أن تودع المعروف أهله‪ ،‬وممن الصمدق‪ :‬أن ل تمنعمه‬
‫أهله‪ ،‬وثمرة الصنيعين من ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ -71‬إذا أودعت معروفا فل تكفره فإنه ثقيل عند ال ‪.‬‬
‫‪ -72‬ما أفلح من دس‪ ،‬ول عز من ظلم‪ ،‬ول ي تم حال لباغ‪،‬ول يخذل ع بد‬
‫ل ونصيرا‪.‬‬
‫رضي بال وكي ً‬
‫‪ -73‬مشكك ل يفلح‪ ،‬ودساس ل يصل‪ ،‬وبخيل ل يسود‪ ،‬وحسود ل ينصر‪،‬‬
‫وكلب الدنيا ل يستولى على لحم جيفتها وال محول الحوال‪.‬‬
‫‪ -74‬غارة ال تقصمم وتقهمر‪ ،‬وتدممر وتفعمل‪ ،‬وتقلب حال مملكمة كسمروية‬
‫لكسر قلب عبد مؤمن انتصر بال ‪.‬‬
‫‪ -75‬كل الناس يرون أنف سهم فيُغان على قلوب هم‪ ،‬فالمحمدي ي ستغفر ويد فع‬
‫الحجاب والمحجوب يزداد طمسا على طمس‪ ،‬والمعصوم من عصمه ال ‪.‬‬
‫‪ -76‬ل دواء للحمق ول دافع للحق ول صحبة للمغرور‪ ،‬ول عهد للغادر‪،‬‬
‫ول نور للغافل‪ ،‬ول إيمان لمن ل عهد له ‪.‬‬
‫‪ -77‬كتمب ال على كمل نفمس زكيمة أن تعذب فمي الدنيما بأيدي الشرار‪،‬‬
‫وألسمنة الفجار‪ .‬وكتمب على كمل نفمس خبيثمة أن تسميء للمحسمن‪ ،‬وتمكمر‬
‫بالمجمل‪.‬‬
‫والعون اللهي محيط بالعبد المخلص المنكسر‪{ :‬وما للظالمين من أنصار}‬
‫‪ -78‬علمة العدو‪ :‬أن يرغب بما في يدك‪ ،‬وأن يرغب عنك إذا قل مالك‪،‬‬
‫وان يسمتل سميف لسمانه بغيبتمك‪ ،‬وأن يكره أن تمدح! فدعمه ل‪ ،‬فهمو عثور‬
‫على رأسه‪ ،‬كالنار تأكل حطبها‪{ :‬وكفى بال نصيرا} وعلمة الصديق‪ :‬أن‬
‫يحبك ل فالصق به‪ ،‬فإن أهل المحبة ل قليل‪.‬‬
‫‪ -79‬أوّل كلم بعمض الفقراء‪ ،‬وكأنمك تدرأ الحدود بالشبهات‪ ،‬لو كنمت فمي‬
‫ز من الحلج لفت يت مع من أف تى بقتله‪ ،‬إذا صح ال خبر‪ ،‬ولخذت بالتأو يل‬
‫الذي يدرأ عنمه الحمد‪ ،‬ولقنعمت منمه بالتوبمة والرجوع إلى ال‪ ،‬فإن باب‬
‫الرحمن ل يغلق ‪.‬‬
‫‪ -80‬و هب ال عبادا من عباده رت با رفي عة أطلع علي ها أ هل الو هب‪ ،‬ف من‬
‫أدرك سر ال في طي هذه الموا هب‪ :‬توا ضع للخلق جمي عا‪ ،‬فإن الخوات يم‬
‫مجهولة‪ ،‬و ساحة الكرم‪ ،‬و سيعة‪ ،‬ول ق يد في حضرة الو هب‪{،‬يف عل ال ما‬
‫يشاء} {يختص برحمته من يشاء}‪.‬‬
‫‪ -81‬قال ب عض العا جم من صوفية خرا سان‪ :‬إن روحان ية ا بن شهريار‬
‫الصوفي الكبير قدس سره يتصرف في ترتيب جموع الصوفية في العرب‬
‫والعجم إلى ما شاء ال! ذلك لم يكن إل ل الوهاب الفعال‪.‬‬
‫‪ -82‬النيا بة المحمد ية ع ند أ هل القلوب ثاب تة‪ ،‬تدور بنو بة أ هل الو قت على‬
‫مراتب هم وت صرف الروح ل ي صح لمخلق‪ ،‬إن ما الكرم الل هي يش مل أرواح‬
‫ب عض أوليائه‪ ،‬بل كل هم في صلح شأن من يتو سل ب هم إلى ال‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫{نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الخرة} ‪ .‬هذا الحد‪.‬‬
‫‪ -83‬إياك وفرط العاجم‪ ،‬فإن في أعمال بعضهم الطراء الذي نص عليه‬
‫الحبيب‪ ،‬عليه صلوات ال وسلمه‪.‬‬
‫‪ -84‬وإياك ورؤيمة الفعمل فمي العبمد حيما كان أو ميتا‪ ،‬فإن الخلق كلهمم ل‬
‫يملكون لنفسهم ضرا ول نفعا‪ .‬نعم خذ محبة أحباب ال وسيلة إلى ال‪ ،‬فإن‬
‫محبمة ال تعالى لعباده سمر ممن أسمرار اللوهيمة يعود صمفة للحمق‪ ،‬ونعمم‬
‫الوسيلة إلى ال سر ألوهيته‪ ،‬وصفة ربوبيته ‪.‬‬
‫‪ -85‬الولي ممن تمسمك كمل التمسمك بأذيال النمبي صملى ال عليمه وسملم‬
‫ورضي بال وليا‪.‬‬
‫‪ -86‬ممن اعتصمم بال جمل وممن اعتممد على غيمر ال ذل وممن اسمتغنى‬
‫بالغيار قل‪ ،‬ومن اتبع غير طريق الرسول ضل‪.‬‬
‫‪ -87‬العلم نور‪ ،‬والتواضع سرور ‪.‬‬
‫‪ -88‬الهمة حالة الرجل مع ال‪ ،‬يتفاوت علو مرتبة اليمان بعلو الهمة‪.‬‬
‫‪ -89‬من أيقن أن ال الفعال المطلق‪ :‬صرف همته عن غيره‪.‬‬
‫‪ -90‬من علت في ال هم ته‪ ،‬صحت إلى ال عزيم ته‪ ،‬وانفصلت عن غير‬
‫ال هجرته‪.‬‬
‫‪ -91‬مائدة الكرام يجلس عليها البر والفاجر‪.‬‬
‫مف على عباده فوق حنان الوالدة على‬
‫مم حنان ولطم‬
‫مد الخواتيم‬
‫‪ -92‬ل عنم‬
‫ولدها‪.‬‬
‫‪ -93‬إن ال إذا وهب عبده نعمة ما استردها ‪.‬‬
‫‪ -94‬فيوضات المواهب اللهية فوق مدارك العقول وتصورات الوهام ‪.‬‬
‫‪ -95‬من علم أن ال يفعل ما يريد‪ ،‬فوض المر إلى الفعال المقتدر‪ ،‬وفرش‬
‫جبينه على تراب التسليم ‪.‬‬
‫‪ -96‬كل الحقائق إذا انجلت يقرأ في صحائفها سطر‪ { :‬كل ش يء هالك إل‬
‫وجه}‪.‬‬
‫‪ -97‬إذا أمعنمت النظمر فمي دوائر الكوان‪ :‬رأيمت العجمز محيطما بهما‪،‬‬
‫والفتقار قائما معها‪ ،‬ولربك الحول والقوة‪ ،‬والغنى والقدرة‪ ،‬وحده ل شريك‬
‫له ‪.‬‬
‫‪ -98‬مزالق القدام‪ :‬الدعوى‪ ،‬ورؤيا النفس‪ ،‬ومعارضة القدار!‬
‫‪ -99‬لو كان لك ما ادعيت من الحول والقوة والقدرة لما مت ‪.‬‬
‫‪ -100‬أين أنت يا عبد الرياسة‪ ،‬أين أنت يا عبد الدعوى؟ أنت على غرة‪،‬‬
‫تنح عن رياستك وغرتك‪ ،‬والبس ثوب عبديتك وذلتك‪.‬‬
‫‪ -101‬كل دعواك كاذ بة‪ ،‬و كل ريا ستك وغر تك هزل‪ ،‬القول الف صل‪ { :‬قل‬
‫كل من عند ال}‪.‬‬
‫‪ -102‬سر بين الحائطين‪ :‬حائط الشرع‪ ،‬وحائط العمل‪.‬‬
‫‪ -103‬اسلك طريق التباع‪ ،‬فإن طريق التباع خير وطريق البتداع شر‪،‬‬
‫وبين الخير والشر بون بيّن ‪.‬‬
‫‪ -104‬مرغ خدك على الباب ‪ ،‬وافرش جبينك على التراب‪ ،‬ول تعتمد على‬
‫عملك‪ ،‬والجمأ إلى رحمتمه تعالى وقدرتمه‪ ،‬وتجرد منمك وممن غيرك‪ ،‬علك‬
‫تلحق بأهل السلمة‪{:‬الذين آمنوا وكانوا يتقون}‪.‬‬
‫‪ -105‬بركة العبد في الوقت الذي يتقرب به إلى ال عز وجل‪.‬‬
‫‪ -106‬الولياء ل هم الحر مة في الباب الل هي‪ ،‬ولو ل أن ج عل ال ل هم هذه‬
‫القسمة لما اختصهم دون غيرهم بوليته سبحانه وتعالى‪ ،‬هؤلء حزب ال‪،‬‬
‫جيشه العرمرم الذي أيد ال به الشريعة ونصر به الحقيقة‪ ،‬وصان به شرف‬
‫نبيه صلى ال عل يه و سلم وألح قه به ‪.‬قال تعالى‪ { :‬يا أي ها ال نبي ح سبك ال‬
‫ومن اتبعك من المؤمنين}‪.‬‬
‫‪ -107‬المعرفة بال على أقسام‪ ،‬وأعظم أقسامها‪ :‬تعظيم أوامر ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ -108‬ب ين الع بد وب ين الرب حجاب الغفلة ل غ ير‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬فاذكرو ني‬
‫أذكركم}‪.‬‬
‫‪ -109‬العبمد العارف يفزع إلى ال‪ ،‬ويتوقمع سمر ال‪ ،‬وسمر ال‪ :‬العون‬
‫الناشيء من محض الكرم والفضل من دون سابقة صنع ول عمل‪.‬‬
‫‪ -110‬القلب يتقلب بين أصبعي قدرة الرحمن‪ ،‬فاسألوا ال أن يثبت القلوب‬
‫على محبته ودينه {وكفى بال وليا}‪.‬‬
‫‪ -111‬المظاهمر البارزة منهما مما قيمض للخيمر‪ ،‬ومنهما مما قيمض للشمر‪،‬‬
‫والمتصرف فيها باريها‪ ،‬فالمظهر المقيض للخير يشكر‪ ،‬والمظهر المقيض‬
‫للشر ينكر‪ ،‬وال في الحالين يذكر‪.‬‬
‫‪ -112‬ل يتمم نظام رجمل أقاممة ال مظهرا للشمر‪ ،‬لن ال لو أراد أن يتمم‬
‫نظامه لما أقامة مظهرا فيما يكرهه ‪.‬‬
‫‪ -113‬دع عنمك الهتمام بتقويمم المعوج قبمل بروز السماعة المقوممة‪ ،‬فإن‬
‫سحاب الخير يمطر بإبانه‪ ،‬ول يطلب قبل أوانه‪.‬‬
‫‪ -114‬ل تسقط همتك بيد همك فتنقلب عن المطالب العلية‪ ،‬فإن الهم كافور‬
‫الهمة والقدام عنبرها‪ ،‬والمقضي كائن وغيره ل يكون ‪.‬‬
‫‪ -115‬قمف عنمد أفعالك التمي وهبمت لك‪ ،‬ول تكلف نفسمك تبديمل مما‬
‫اضطررت بفعله‪ ،‬ول تراك مجبورا ول مختارا‪ ،‬فإن المر بين المرين ‪.‬‬
‫‪ -116‬كل ولي يقول ويصول فهو في حجاب القول والصولة‪ ،‬حتى ينقهر‬
‫ت حت سطوة الربوب ية ‪ ،‬ويف يء إلى أ مر ال‪ ،‬فإذا فاء د نا فتدلى ب صدقه إلى‬
‫قاب قوسي المتابعة المحمدية‪ ،‬وحينئذ تصح له رتبة العبودية التي هي أكمل‬
‫الر تب وأعل ها‪ ،‬وأقرب ها من ال وأدنا ها‪ ،‬وأعظم ها و سيلة إل يه وأقوا ها‪،‬‬
‫وليس للخلق سواها‪.‬‬
‫ْمم اليقيمن‪ ،‬وحمق اليقيمن‪ :‬أن‬
‫‪ -117‬كمل ممن اكتحمل بإثممد التوفيمق علَم ِم عل َ‬
‫المباطن والمظاهر تحت قهر الباطن الظاهر‪.‬‬
‫‪ -118‬صمفاء القلب والبصميرة‪ ،‬ونفاذ نور البصمر يكون ممن قلة الطعام‬
‫والشراب‪ ،‬لن الجوع يز يل ال كبير والتعا ظم والت جبر‪ ،‬و به تعذ يب النفمس‬
‫ح تى ت صير مشغولة بال حق‪ ،‬و ما رأ يت شيئا يك سر الن فس م ثل الجوع قط‪،‬‬
‫وأمما الشبمع فإنمه يورث قسموة القلب وظلمتمه‪ ،‬وعدم نفاذ نور البصميرة‪،‬‬
‫وتكثر بسببه الغفلة‪.‬‬
‫‪ -119‬رعايمة خواطمر الجيران أولى ممن رعايمة خواطمر القارب‪ ،‬لن‬
‫القارب خواطرهم مجبورة بالقرابة‪ ،‬والجيران ل ‪.‬‬
‫‪ -120‬القلب المنور يميل إلى صحبة الصلحاء والعارفين‪ ،‬وينفر من صحبة‬
‫المتكبرين والجاهلين‪.‬‬
‫‪ -121‬معاملة عباد ال بالح سان‪ ،‬تو صل الع بد إلى الديان‪ ،‬وال صلة على‬
‫ر سول صلى ال عل يه و سلم ت سهل المرور على ال صراط‪ ،‬وتج عل الدعاء‬
‫مسمتجابا‪ ،‬والصمدقة تزيمل غضمب ال والحسمان للوالديمن يهون سمكرات‬
‫الموت‪.‬‬
‫‪ -122‬صحبة الشرار‪ ،‬والحمقى والظلمة وأهل الحسد‪ :‬ظلمة سوداء‪.‬‬
‫‪ -123‬العارف ممن كان على جانمب كمبير ممن سملوك طريمق الحمق‪ ،‬ممع‬
‫المواظبة والستقامة عليه فل يتركه دقيقة واحدة‪.‬‬
‫‪ -124‬الصموفي يتباعمد عمن الوهام والشكوك‪ ،‬ويقول بوحدانيمة ال تعالى‬
‫في ذا ته‪ ،‬و صفاته‪ ،‬وأفعاله‪ ،‬ل نه ل يس كمثله ش يء‪ ،‬يعلم ذلك عل ما يقي نا‪،‬‬
‫ليخرج من باب العلم الظني‪ ،‬وليخلع من عنقه ربقة التقليد‪.‬‬
‫‪ -125‬الصوفي ل يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى ال عليه وسلم‬
‫فل يجعل حركاته وسكناته إل مبنية عليه ‪.‬‬
‫‪ -126‬الصوفي ل يصرف الوقات في تدبير أمور نفسه‪ ،‬لعلمه أن المدبر‪:‬‬
‫الحق عز وجل‪ ،‬ول يلجأ في أموره ويعول على غير ال تعالى ‪.‬‬
‫‪ -127‬ال صوفي يتج نب مخال طة الخلق مه ما أم كن‪ ،‬لن ال صوفي كل ما زاد‬
‫اختلطمه بالخلق ظهرت عيوبمه‪ ،‬والتبمس عليمه الممر‪ ،‬وإذا خالط البعمض‬
‫فليختر لنفسه صحبة الصالحين‪ ،‬فإن المرء على دين خليله‪.‬‬
‫‪ -128‬نفس الفقير مثل الكبريت الحمر ل يصرف إل بحق لحق‪.‬‬
‫‪ -129‬من لم يزن أقواله وأفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة‪ ،‬ولم‬
‫يتهم خواطره لم يثبت عندنا في ديوان الرجال‪.‬‬
‫‪ -130‬من علم ما يحصل له هان عليه ما يبذل‪.‬‬
‫‪ -131‬ممن اسمتقام بنفسمه اسمتقام بمه غيره ‪ ،‬كيمف يسمتقيم الظمل والعود‬
‫أعوج؟!‬
‫‪ -132‬الفق ير إذا ك سر نف سه‪ ،‬وذل وانداس‪ ،‬واحترق بنار الشوق وال صدق‪،‬‬
‫وثبمت فمي ميدان السمتقامة بيمن يدي ال تعالى‪ ،‬صمار معدن الخيرات‪،‬‬
‫ومقصمد المخلوقات‪ ،‬وصمار كالغيمث‪ :‬أيمن وقمع نفمع‪ ،‬ويكون حينئذ رحممة‬
‫وسكينة على خلق ال تعالى‪.‬‬
‫‪ -133‬ربمما اتبمع الكاذب وهجمر الصمادق‪ ،‬وكثرت طقطقمة النعال حول‬
‫المغرور ين‪ ،‬وتبا عد الناس عن المتروك ين‪ ،‬فل تع جب من ذلك‪ ،‬فإن حال‬
‫النفس‪ :‬تحب القبة المزينة‪ ،‬والقبر المنقوش‪ ،‬والرواق الوسيع‪ ،‬وتألف الشيخ‬
‫الكبير العمامة‪ ،‬الوسيع الكم‪ ،‬الكثير الحشمة‪ .‬فسير همة القلب ل همة النفس‬
‫لكشف هذه الحجب‪ ،‬وقل لنفسك‪ :‬لو رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على ح صيرة و قد أثرت في جن به الشر يف ورأ يت أ هل بي ته –رضوان ال‬
‫وسلمه عليهم– ل طعام لهم ول حشم‪ ،‬ثم رأيت كسرى العجم على سريره‬
‫المرصمع بالجواهمر واليواقيمت‪ ،‬وأهمل بيتمه مسمتغرقين بالترف والنعيمم‪،‬‬
‫محاطين بالخدم والحشم‪ ،‬أين تكونين؟ ومع أي صنف تنصرفين؟ فل بد إن‬
‫وفق ها ال‪ ،‬أن ت حب مع ية ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وأ هل بي ته‪ ،‬ف قد‬
‫بهذا الشأن هممة القلب إلى أهمل الحال المحمدي تحسمب فمي حزب ال‪ :‬إن‬
‫حزب ال هم الغالبون‪.‬‬
‫مة وأدب‬
‫مك شيئا‪ ،‬فإن الجوع بل معرفم‬
‫مر حال تقشفم‬
‫‪ -134‬وإياك أن تنظم‬
‫محمدي‪ ،‬وصف من أوصاف الكلب !‬
‫‪ -135‬فار فع قدرك بالدب المحمدي إلى مرا تب أ هل الو صلة من صدور‬
‫القوم‪ ،‬واقطع عنك رؤية العمل‪ ،‬واطمس حروف أنانيتك فإنها بقية إبليس‪،‬‬
‫وكن عبدا محضا تفز بقرب سيدك‪ ،‬وكفى بال وليا‪.‬‬
‫‪ -136‬تعلق الناس اليوم بأهمممل الحرف والكيمياء والوحدة والشطمممح‪،‬‬
‫والدعوى العريضمة‪ ،‬إياك ومقاربمة مثمل هؤلء الناس‪ ،‬فإنهمم يقودون ممن‬
‫اتبعهم إلى النار‪ ،‬وغضب الجبار‪ ،‬ويدخلون في دين ال ما ليس منه! ومن‬
‫من جلدتنا‪ ،‬إذا رأيتهم حسبتهم سادات الدعاة إلى ال تعالى‪ ،‬حسبك ال‪ ،‬إذا‬
‫رأيت أحدا منهم قل‪{ :‬يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين}‪.‬‬
‫‪ -137‬جاهل من أهل هذه الخرقة يلحق يدك بيد القوم‪ ،‬ويأمرك بذكر ال‪،‬‬
‫وملزمة الكتاب والسنة‪ ،‬خير من تلك الطائفة كلها‪ ،‬فر منهم كفرارك من‬
‫السد‪ ،‬كفرارك من المجذوم‪.‬‬
‫‪ -138‬قال حذيفة رضي ال عنه ‪" :‬كانوا يسألون رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن الخير‪ ،‬وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال ! إ نا ك نا في جاهل ية و شر‪ ،‬فجاء نا ال بهذا الخ ير‪ ،‬ف هل ب عد هذا الخ ير‬
‫من شر؟ قال‪ :‬ن عم‪ .‬قلت‪ :‬و هل ب عد ذلك ال شر من خ ير ؟ قال‪ :‬ن عم‪ ،‬وف يه‬
‫د خن‪ ،‬قلت‪ :‬و ما دخ نه؟ قال‪ :‬قوم ي ستنون بغ ير سنتي ويهدون بغ ير هد يي‪،‬‬
‫تعرف منهمم وتنكمر‪ ،‬فقلت‪ :‬فهمل بعمد ذلك ممن شمر؟ قال‪ :‬دعاة على أبواب‬
‫جهنم‪ ،‬من أجابهم إليها قذفوه فيها‪ .‬فقلت يا رسول ال صفهم لنا ؟ قال‪ :‬هم‬
‫من جلدت نا يتكلمون بأل سنتنا‪ ،‬قلت‪ :‬ف ما تأمر ني إن أدرك ني ذلك؟ قال‪ :‬تلزم‬
‫جما عة الم سلمين وإمام هم‪ ،‬قلت‪ :‬فإن لم يكون ل هم جما عة ول إمام ؟ قال‪:‬‬
‫فاعتزل تلك الفرق كلها‪ ،‬ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت‬
‫وأ نت على ذلك " ‪ ..‬هذه و صية نب يك الم ين‪ ،‬سيدنا و سيد العالم ين‪ ،‬عل يه‬
‫صلوات ال وسلمه‪ ،‬فاحفظها واعمل بها ‪.‬‬
‫‪ -139‬وإياك والتعزز بالطريمق‪ ،‬فإن ذلك ممن سموء الدب ممع ال والخلق‬
‫وإن ما ب نى هذا الطر يق على التذلل‪ ،‬فإن القوم ذلوا ح تى أتا هم ال ب عز من‬
‫عنده‪ ،‬وافتقروا حتى أتاهم بغنى من فضله‪.‬‬
‫‪ -140‬واحذر صمحبة الفرقمة التمي دأبهما تأويمل كلمات الكابر‪ ،‬والتفكمه‬
‫بحكايات هم و ما ن سب إلي هم‪ ،‬فإن أك ثر ذلك مكذوب علي هم‪ ،‬و ما كان ذلك إل‬
‫من عقاب ال للخلق‪ ،‬ل ما جهلوا ال حق وحر صوا على الخ ير! فابتل هم ال‬
‫بأناس ممن ذوي الجرأة السمفهاء‪ ،‬فأدخلوا على رسمول ال صملى ال عليمه‬
‫و سلم أحاد يث‪ ،‬تنزه مقام ر سالته على ال صلة وال سلم عن ها‪ ،‬من المرغ بة‬
‫والمرهبة‪ ،‬والغامضة والظاهرة وسلط ال – أيضا – أناسا من أهل البدعة‬
‫والضللة فكذبوا على القوم وأكابر الرجال‪ ،‬وأدخلوا فمي كلمهمم مما ليمس‬
‫منه‪ ،‬فتبعهم البعض‪ ،‬فألحقوا بالخسرين أعمال!‪.‬‬
‫‪ -141‬فعل يك بال‪ ،‬وتم سك للو صول إل يه بذ يل نبيه عليه الصلة وال سلم‪،‬‬
‫والشرع الشريف نصب عينيك وجادة الجماع ظاهرة لك‪.‬‬
‫‪ -142‬ل تفارق الجما عة أ هل ال سنة‪ ،‬تلك الفر قة الناج ية‪ ،:‬واعت صم بال‪،‬‬
‫واترك ما دونه‪ ،‬وقل في سرك – أي سيدي – قولي‪:‬‬
‫وليتك تخلو والحياة مريمرة *** وليتك ترضى والنام غضاب‬
‫وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب‬
‫إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب‬
‫‪ -143‬ل تعمل عمل أهل الغلو‪ ،‬فتعتقد العصمة في المشايخ أو تعتمد عليهم‬
‫فيما بينك وبين ال‪ ،‬فإن ال غيور‪ ،‬ل يجب أن يدخل فيما آل إلى ذاته بينه‬
‫وبين عبده أحدا‪.‬‬
‫‪ -144‬نعم هم أدلء على ال‪ ،‬ووسائل إلى طريقه‪ ،‬يؤخذ عنهم حال رسول‬
‫ال صلى ال عل يه و سلم‪{ :‬ر ضي ال عن هم ورضوا ع نه}‪ .‬نتو سل إلى ال‬
‫برضا ال عنهم‪ ،‬ل يخزي ال عباده الذين أحبهم‪ ،‬وهو أكرم الكرمين ‪.‬‬
‫‪ -145‬أترك الفضول وانق طع عن الع مل بالرأي‪ ،‬وإذا أدر كك زمان رأ يت‬
‫الناس فيه على ما قلناه‪ ،‬فاعتزل الناس‪ ،‬فقد قال عليه الصلة والسلم‪" :‬إذا‬
‫رأيت شحا مطاعا‪ ،‬وهوى متبعا‪ ،‬ودنيا مؤثرة‪ ،‬وإعجاب كل ذي رأي برأيه‬
‫فعليك بخويصة نفسك"‪.‬‬
‫‪ -146‬تخلق بخلق نبيك‪ ،‬كن لين العريكة‪ ،‬حسن الخلق‪ ،‬عظيم الحلم‪ ،‬وفير‬
‫العفمو‪ ،‬صمادق الحديمث‪ ،‬سمخي الكمف‪ ،‬رقيمق القلب‪ ،‬دائم البشمر‪ ،‬كثيمر‬
‫الحتمال والغضاء‪ ،‬صحيح التواضع‪ ،‬مراعيا للخلق‪ ،‬راعيا حق الصحبة‪،‬‬
‫متوا صل الحزان‪ ،‬دائم الفكرة‪ ،‬كث ير الذ كر‪ ،‬طو يل ال سكوت‪ ،‬صبورا على‬
‫المكاره‪ ،‬متكل على ال‪ ،‬منتصمرا بال‪ ،‬محبا للفقراء والضعفاء‪ ،‬غضوبما ل‬
‫إذا انتهكت محارم ال ‪.‬‬
‫‪ -147‬كمل مما وجدت‪ ،‬ول تتكلف لمما فقدت ول تأكمل متكئا والبمس خشمن‬
‫الثياب كي يقتدي بك الغنياء‪ ،‬ول تحزن لجديد ثيابك قلوب الفقراء‪ ،‬وتختم‬
‫بالعقيق‪ ،‬ونم على فراش حشي بالليف‪ ،‬أو على الحصير‪ ،‬أو على الرض‪،‬‬
‫قائ ما ب سنة نب يك صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬في الحركات وال سكنات‪ ،‬والفعال‪،‬‬
‫والقوال والحوال‪.‬‬
‫‪ -148‬حسن الحسن‪ ،‬وقبح القبيح‪ ،‬ول تجلس ول تقم إل على ذكر‪ ،‬وليكن‬
‫مجل سك مجلس حلم وعلم‪ ،‬وتقوى وحياء وأما نة‪ ،‬وجلي سك الفق ير‪ ،‬ومؤاكلك‬
‫المسكين‪.‬‬
‫‪ -149‬ول تكمن صمخابا ول فحاشما ول تذم أحدا ول تتكلم إل فيمما ترجمو‬
‫ثوابه‪ ،‬وأعط كل جليس لك نصيبه‪ ،‬ول تدخر عن الناس برك‪.‬‬
‫‪ -150‬واحذر الناس‪ ،‬واحترس من هم‪ ،‬ول ت طو عن أ حد من هم بِشْرك‪ ،‬ول‬
‫تشافه أحد بما يكره‬
‫‪ -151‬وصن لسانك وسماعك عن الكلم القبيح‪ ،‬ول تنهر الخادم‪ ،‬ول ترد‬
‫من سألك حاجة إل بها‪ ،‬أو بما يسر من القول‪.‬‬
‫‪ -152‬وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما‪ ،‬ما لم يكن مأثما‪.‬‬
‫‪ -153‬وأجب دعوة الداع وتفقد أصحابك وإخوانك واعف عمن ظلمك‪ ،‬ول‬
‫تقابمل على السميئة بالسميئة‪ ،‬وقمم الليمل باكيما فمي الباب‪ ،‬وطمب بال وحده‪،‬‬
‫وكفى بال وليا‪.‬‬
‫‪ -154‬قال إمامنا الشافعي رضي ال عنه‪:‬‬
‫من شهد في نفسه الضعف‪ :‬نال الستقامة ‪.‬‬
‫وقال‪ :‬أركان المروءة أرب عة‪ :‬ح سن الخلق‪ ،‬والتوا ضع‪ ،‬وال سخاء‪ ،‬ومخال فة‬
‫النفس‪.‬‬
‫وقال‪ :‬التواضع يورث المحبة‪ ،‬والقناعة تورث الراحة ‪.‬‬
‫وقال‪ :‬الكيس العاقل‪ :‬الفطن المتغافل‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إنما العلم ما نفع‪.‬‬
‫‪ -155‬فاش هد نف سك بالض عف والف قر ت ستقم‪ ،‬وش يد أركان المروءة تح سب‬
‫من أهلها‪ ،‬وتواضع واقنع تصر محبوبا مستريحا‪ ،‬وتغافل تكن كيسا‪.‬‬
‫‪ -156‬وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلت على ربك فإن الدنيا خيال‪ ،‬وكلها‬
‫زوال‪ ،‬وال محول الحوال‪.‬‬
‫يا أيها المعدود أنفاسه *** ل بد يوما أن يتم العدد‬
‫ل بد من يوم بل ليله *** وليلة تأتي بل يوم غد‬
‫‪ -157‬إن ال طوى أولياءه في برد ستره ت حت قبابه‪ ،‬وحجبهم عن غيره‪،‬‬
‫ل يعرف هم إل هو‪ ،‬وهذا إلزام بح سن ال ظن في الخلق‪ ،‬فإياك و سوء ال ظن‬
‫بأحد‪ ،‬إل إذا قامت لك عليه حجة شرعية‪ ،‬فراع شرع ال من دون انتصار‬
‫إلى نفسك‪ ،‬آخذا بالخلص‪ ،‬متجردا من غرض نفسك ومرض قلبك‪ ،‬وقبح‬
‫ما قبحه الشرع‪ ،‬وحسن ما حسنه الشرع‪ ،‬ول يكن قولك وفعلك إل ل ‪.‬‬
‫‪ -158‬وإذا لم تقم لك حجة شرعية على الرجل ل تأخذ الخلق أو تؤاخذهم‬
‫بالشبهات‪ ،‬عليمك بحسمن الظمن‪ ،‬فإن ل ممع الخلق مضمرات أسمرار يغار‬
‫عليها‪ ،‬ل يعلمها إل هو سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪{ -159‬ول كل وج هة هو مولي ها} فلت كن وجه تك المح جة البيضاء‪ ،‬شري عة‬
‫سيد النبياء عليه صلوات ال وسلمه‪{ :‬وكفى بربك هاديا ونصيرا{‬
‫‪ -160‬أ بى الع قل إل إعقال ما بل غه بوا سطة الف هم‪ ،‬وأ بى القلب إل التر قي‬
‫إلى ما فوق الفهم‪ ،‬فاجعل همتك قلبية‪ ،‬وحكمتك عقلية تفلح‪.‬‬
‫‪ -161‬في ال كف عرق مت صل بالقلب‪ ،‬إذا أ خذ به ش يء من الدن يا ت سري‬
‫آفتها إلى القلب ! وهذه آفة عظيمة مخفية‪ ،‬ل يطلع عليه الخلئق‪.‬‬
‫‪ -162‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم " حب الدن يا رأس كل خطيئة"‪,‬‬
‫ازهد في الدنيا‪ ،‬وتباعد عن لذائذها ‪.‬‬
‫‪ -163‬وإياك ونوم الليل كالدابة‪ ،‬فإن ل في الليل تجليات ونفحات‪ ،‬يغتنمها‬
‫أهل القيام‪ ،‬ويحرم ثمرتها أهل التلذذ بالمنام‪.‬‬
‫‪ -164‬قل للمغرور بأمنه‪ ،‬المتلذذ بنومه‪ ،‬المشغول القلب عن ربه‪:‬‬
‫يا نؤوم الليل في لذته *** إن هذا النوم رهن بسهر‬
‫ليس ينساك وإن نسيته *** طالع الدهر وتصريف الغير‬
‫إن ذا الدهر سريع مكره *** إن عل حط‪ ،‬وإن أوفى غدر‬
‫أوثق الناس به في أمنه *** خائف يقرع أبواب الحمذر‬
‫‪ -165‬المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقين‪ ،‬وحق اليقين‪ ،‬فمن‬
‫حماه ال ممن البعمد والغفلة‪ ،‬وتقرب إلى ال بعلم اليقيمن وحمق اليقيمن –‬
‫بمع نى‪" :‬أع بد ال كأ نك تراه‪ ،‬فإن لم ت كن تراه فإ نه يراك" ف قد د خل حضرة‬
‫الشهود وهمي هذه ل غيمر‪ ،‬وإل فالمشاهدة لغمة ل تصمح لمخلوق فمي هذه‬
‫الدار‪ .‬وحسبك قصة موسى عليه السلم‪.‬‬
‫‪ -166‬حضرة المشاهدة ل غة ومع نى‪ ،‬ح ضر اخ تص ب ها صاحب قو سين‪،‬‬
‫بالقلب والعيمن‪ ،‬والختلف فيهما معلوم‪ ،‬واختصماصه بهما عنمد أهمل ال‬
‫مجزوم‪.‬‬
‫‪ -167‬فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيه‪ ،‬تحسب من أهل تلك الحضرة‪،‬‬
‫بنص‪ " :‬ل يزال عبدي يتقرب إليه بالنوافل" الحديث‪.‬‬
‫‪ -168‬هدى ال هو الهدى‪ ،‬وكفى بال وليا‪.‬‬
‫‪ -169‬من تمشيخ عليك تتلمذ له‪ ،‬ومن مد لك يده لتقبلها فقبل رجلة‪ ،‬وكن‬
‫آخر شعرة في الذنب‪ ،‬فإن الضربة أول ما تقع في الرأس !‬
‫‪ -170‬إذا ب غى عل يك ظالم‪ ،‬وانقط عت حيل تك عن دفا عه‪ ،‬فاعلم أ نك حينئذ‬
‫وصلت بطبعك إلى صحة اللتجاء إلى ال تعالى‪ ،‬فاصرف وجهة قلبك عن‬
‫غيره وا سقط مرادك في با به‪ ،‬واترك ال مر إل يه تن صرف إل يك مادة المدد‪،‬‬
‫فتفعل لك ما ل يخطر ببالك‪ ،‬وهذا سر التسليم وصدق اللتجاء إلى ال ‪.‬‬
‫‪ -171‬وإن ارتفعمت همتمك إلى الرضما بالقدر‪ ،‬كمما وقمع للمام موسمى‬
‫الكاظمم‪ ،‬سملم ال عليمه ورضوانمه حيمن اعتقله الرشيمد – غفمر ال له –‬
‫وحمله من المدينة إلى بغداد مقيدا‪ ،‬وحبسه‪ ،‬فبقى في حبسه‪ ،‬فلم يفرج عنه‬
‫ح تى مات ر ضي ال ع نه‪ ،‬وأخرج مي تا م سموما‪ ،‬وقيده ف يه‪ ،‬و ما انحرف‬
‫عن قبلة الر ضا ح تى مات راض يا عن ال ‪.‬فتلك مرت بة الفوز العظ يم ال تي‬
‫در جت ما ل ع ين رأت ول أذن سمعت‪ ،‬ول خ طر على قلب ب شر‪{ :‬إن ما‬
‫يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}‪.‬‬
‫‪ -172‬وقمد اندرج أئممة أهمل البيمت – عليهمم سملم ال ورضوانمه – على‬
‫الرضا الخالص‪ ،‬مع قوة الكرامة ورفعة القدر عند ال‪.‬‬
‫‪ -173‬فقمد صمح أن عبمد الملك بمن مروان الموي حممل المام عليا زيمن‬
‫العابدين سلم ال عليه ورضوانه – من المدينة مقيدا مغلول في أثقل قيود‬
‫وأغلظ أغلل! فد خل عل يه الزهري – رح مه ال – يود عه‪ ،‬فب كى‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫وددت أني مكانك يا ابن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬تطمن أن ذلك يكربنمي؟ لو شئت لمما كان‪ ،‬وإنمه ليذكرنمي عذاب ال‬
‫تعالى‪ ،‬ثم أخرج يد يه ورجل يه من الق يد ثم أعاد ها‪ ،‬فعلم الزهري ‪ -‬رح مه‬
‫ال – أن المام حمل منزلة الرضما‪ ،‬ووصمل مقام التسمليم المحمض‪ ،‬ودخمل‬
‫حضرة الفوز العظيم‪ ،‬فطاب صدره‪ ،‬وسل حزنه ‪.‬‬
‫‪ -174‬فزن نفسمك‪ ،‬فإن قدرت على المرتبمة العليما‪ -‬وهمي رتبمة الرضما –‬
‫فافعل‪ ،‬وإل فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي مرتبة صدق اللتجاء إلى ال‬
‫ممع قطمع النظمر عمن تدبيرك‪ ،‬وحولك وقوتمك‪ ،‬وكلك وجزئك‪ ،‬وهمو تعالى‬
‫يفعل بك بنصره وقدرته فوق إرادتك وتدبيرك‪{ :‬وكفى بال نصيرا}‪.‬‬

‫‪ -175‬إذا هر عت إلى ال‪ ،‬والتجأت إل يه‪ ،‬فاج عل و سيلتك حبي بة صلى ال‬
‫عليه وسلم تسليما‪ ،‬وأكثر من الصلة والسلم عليه مهما أمكنك‪ ،‬وقف في‬
‫باب ال بالعمل بسنته عليه الصلة والسلم‪ ،‬واسأل ال سبحانه معتمدا عليه‬
‫تعالى‪ ،‬مستعينا به متوكلً عليه ‪.‬‬
‫‪ -176‬وإذا أغلقمت عليمك البواب‪ ،‬فترقمب ممن الفتاح فتمح الباب‪ ،‬فمما سمد‬
‫الخلق طري قا إل فت حه الخالق‪ ،‬انفرادا بربوي ته‪ ،‬وتعززا بألوهي ته‪ ،‬فل تق نط‬
‫من رحمته‪ ،‬ول تيأس من روحه‪ ،‬وعليك به {وكفى بال وليا}‪.‬‬
‫‪ -177‬التوفيق في جميع الحوال إنما هو من ال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ -178‬دع هم الحسود‪ ،‬فهمه بك فوق همك به‪ ،‬خل جانب الحمق فكدرك‬
‫به فوق كدره بنفسه!‬
‫‪ -179‬لزم مجالس العقلء‪ ،‬وخمذ الحكممة أيمن رأيتهما‪ ،‬فإن العاقمل يأخمذ‬
‫الحك مة ل يبالي على أي حائط كت بت و عن أي ر جل نقلت‪ ،‬و من أي كا فر‬
‫سمعت‬
‫‪ -180‬هذه الدنيا خلقت للعبرة‪ ،‬والعبرة بكل ما فيها عقل‪ ،‬فخذ بقوة عقلك‬
‫العبرة من كل مأخذ‪ ،‬واصرف نظرك عن محلها ‪.‬‬
‫‪ -181‬إياك والتقرب ممن أهمل الدنيما‪ ،‬فإن التقرب منهمم يقسمي القلب‪،‬‬
‫والتواضع لهم موجب لغضب الرب‪ ،‬وتعظيمهم يزيد في الذنوب‪.‬‬
‫‪ -182‬اتخذ الفقراء أصحابا وأحبابا‪ ،‬وعظمهم‪ ،‬وكن مشغول بخدمتهم‪ ،‬وإذا‬
‫جاءك واحد منهم فانتصب له على أقدامك وتذلل له‪.‬‬
‫‪ -183‬وإذا وقعت خدمتك لدى الفقراء موقع القبول فاسألهم الدعاء الصالح‪،‬‬
‫واجت هد أن تع مر لك مقا ما في قلوب هم‪ ،‬فإن قلوب الفقراء موا طن الرح مة‪،‬‬
‫ومواقع النظرالقدسي‪ ،‬وصف خاطرك من الرعونات البشرية‪.‬‬
‫‪ -184‬و من كان لك عليه حق أو له عليك حق‪ ،‬فداره ح تى يعطيك ح قك‪،‬‬
‫أو إلى أن تعطيمه حقمه‪ ،‬وإن قدرت فسمامح ممن لك عليمه حمق يعوض ال‬
‫عليك ‪.‬‬
‫‪ -185‬وكن مع الخلق بالدب‪ ،‬فإنه أدب مع الخالق‪.‬‬
‫‪ -186‬تب بكليتك من رؤية نفسك‪ ،‬ونسبك‪ ،‬وأهلك‪ ،‬فإن "من أبطأ به عمله‪،‬‬
‫لم يسرع به نسبه"‪.‬‬
‫‪ -187‬قم بصلة رحم رسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عظم ذوي قرابته‪ ،‬فإن‬
‫طوق من ته في أعناق نا‪ ،‬قال تعالى‪ { :‬قل ل أ سألكم عل يه أجرا إل المودة في‬
‫القربى}‪.‬‬
‫‪ -188‬صمحح الحمب لجميمع أصمحابه رضوان ال وسملمه عليهمم‪ ،‬فإنهمم‬
‫مصمابيح الهدى‪ ،‬ونجوم القتداء‪ ،‬قال عليمه الصملة والسملم‪ " :‬أصمحابي‬
‫كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"‪.‬‬
‫‪ -189‬خف ال‪ ،‬خف ال "رأس الحك مة مخا فة ال"‪ .‬عل يك بتقوى ال فإن ها‬
‫جماع كل خير هذه نصيحتي لك ‪.‬‬
‫‪ -190‬أي أخمي‪ ،‬أخذتنمي سمكرة التعليمم إل أنمي جربمت الزمان وأهله‪،‬‬
‫وعاركمت النفمس‪ ،‬وخدممت الشرع‪ ،‬وانتفعمت بصمحبة أهمل الصمفا‪ .‬فاقبمل‬
‫نصيحتي‪ ،‬فإنه إن شاء ال نشأت بإخلص عن حب لك‪ .‬رب حامل فقه إلى‬
‫من هو أفقه منه‪.‬‬
‫‪ -191‬أي ع بد ال سميع‪ ،‬اع مل بن صيحتي ول تر ني رجل إن قال لك قائل‪:‬‬
‫إن فمي مملكمة الرحممن مخلوقما همو أضعمف ممن هذا اللشيمء أحيممد فل‬
‫تصدقه‪ ،‬بل أقول‪ :‬يسر ال عل يّ وعليك الطريق‪ ،‬وجعلنا وإياك والمسلمين‬
‫ممن المصمطفين الخيار والمخلصمين البرار‪ ،‬أحباب ال ورسموله {وكفمى‬
‫بال وليا} والحمد ل رب العالمين‪.‬‬
‫تم‬

You might also like