Professional Documents
Culture Documents
مقدمة المحقق
الحمد ل الذي جعلنا من المة المحمدية ،والصلة والسلم على سيدنا محمد
سيد البرية ،والرضا على جميع الل والصحب والذرية .
وبعمد ،فإن بيمن يديمك أخمي القارئ رسمالة " الحكمم " وهمي – كمما ترى –
صغيرة في حجمها كبيرة في فوائدها ،قالها بفمه السيد الجليل ،الشيخ المام
"أحمد الرفاعي" رضي ال عنه .
وك يف ل تكون كبيرة في فوائد ها ،وال هو الفتاح على قائل ها ،و من ب عد
على قارئها ومطبق ما فيها من الجواهر المكنونة .
ول قد قال ال تعالى{ :يؤ تي الحك مة من يشاء ،و من يؤت الحك مة ف قد أو تي
خيرا كثيرا} (البقرة .)269:إذن ،فالخير الكثير يكون في الحكمة وتطبيقها،
و من يغ مض عين يه ،وي سد أذن يه عن سماع الخ ير :يكون قد بر هن لنف سه
على أنمه عدو الحكممة والحكماء ،أسمأل ال السمداد فمي القول والعممل ،لي،
ولحبائي ،ولجميع المسلمين .
وهذا وقت الشروع في تقديم ترجمة موجزة عن حياة سيدنا أحمد الرفاعي
رضي ال عنه:
ترجمة المؤلف
نسبه:
هو ال سيد الجل يل ،الق طب الوارث المحمدي :أح مد بن على بن يح يي بن
ثابمت ،بمن على الحازم بمن أحممد بمن على بمن الحسمن – الملقمب :برفاعمة
الهاشمي المكي – ابن المهدي بن محمد ،بن الحسن ،بن الحسين بن أحمد
بن مو سى الثا ني ،ا بن إبراه يم المرت ضي ،ا بن المام مو سى الكا ظم ،ا بن
المام جع فر ال صادق ا بن المام مح مد البا قر بن المام ز ين العابد ين على
ابمن المام الحسمين – الشهيمد بكربلء – ابمن سميدنا على رضمي ال عنمه،
وعنهم أجمعين .
مولـده:
ولد رضي ال عنه في " قرية حسن " بالبطائح في شهر رجب الفرد ،سنة
512هجرية .
نشأتـه:
درس القرآن الكريمم ،ول ما بلغ ممن الع مر سبع سنين ،توفمي والده ببغداد،
فكفله خاله الش يخ من صور البطائ حي ،الن صاري الح سيني ر ضي ال ع نه،
ونقله ووالدته وإخوته ،إلى بلدة نهر دقلي – من أعمال واسط بالعراق – ثم
نقله إلى واسمط ،وأدخله على المام العلممة ،المقرئ الحجمة الشيمخ :على
أبي الفضل الواسطي رحمه ال تعالى ،فتولى أمر تربيته وتعليمه وتأديبه،
فبرع في العلوم النقلية والعقلية ،واشتهر وأحرز قصب السبق على أقرانه،
ول زال يعظمم أمره ،وينممو علممه ،حتمى تفرد فمي زمانمه ،ورجمع إليمه
اشياخه ،وقد أفاض ال عليه من العلوم والداب الشئ الكثير ،من فضل ال
تعالى ولطيف توفيقه.
أخلقه وعلمـه:
كان رضمي ال عنمه :يسمكت حتمى يقال :إنمه ل يتكلم ،فإذا تكلم بلّ بعذوبمة
كلممه الغليمل ،ترك نفسمه وتواضمع للناس ،ممن غيمر حاجمة إلى مالهمم أو
جاههم ،وكان لين العريكة ،هين المؤونة ،سهل الخلق ،كريم النفس ،حسن
المعاشرة ،بساما من غير ضحك ،اجتمعت فيه مكارم الخلق..
وكان رضمي ال عنمه فقيهما ،عالمما ،مقرئا ،مجودا ،محدثا ،مفسمرا ،وله
إجازات وروايات عاليات ،يعلم الناس سنن الرسمول صملى ال عل يه وسملم
ويأممر بالمعروف وينهمى عمن المنكمر .وكان إذا قال قول :أتبعمه بصمحة
العلم ،وصدق القول ،ولم يخالف قوله فعله قط.
مقدمة الواسطي
الح مد ل ،وال صلة وال سلم على سيدنا ومول نا ونبي نا مح مد ر سول ال،
وعلى آله وصحبه ومن واله .
أما بعد ،فيقول فقير رحمة ربه ،على أبو الفضل الواسطي الشافعي ،أحسن
ال إليه بالعفو والمغفرة ،آميمن.
" رأ يت في خزائن ال حبر الجل يل " ،العر يق ال صيل ،الش يخ ع بد ال سميع
الهاشمي – نفعنا ال بعلومه – هذه الرقاع بخط السيد الكبير ،والولي المقدم
الشه ير ،ش يخ المشا يخ ،الج بل الرا سخ ،ب حر المعارف ،وك نز العوارف ،
رب اليمد البيضاء ،والمنقبمة العظممى ،تاج أولياء عصمره ،أبمي العباس،
القطب الشريف السيد أحمد محيي الدين ،صاحب العلمين ابن السيد الجليل
ولي ال أ بي الح سن على الح سيني الرفاعي ،قدس ال سره ،ور ضي عنه،
وقد كتب على حاشيتها شيخنا الشيخ عبد السميع الهاشمي بخطه" :هذه حكم
الغوث الشريف ،سيدنا السيد أحمد الرفاعي الحسيني ،رضي ال عنه ،تكرم
بها عل يّ ،وأمرني بحفظها ،وهي من أنفس الذخائر لمن وفقه ال تعالى" .
انتهى .
الحكم
الح مد ل رب العالم ين ،و صلى ال و سلم على سيدنا مح مد ،وآله و صحبه
أجمعين ،والسلم علينا وعلى عباد ال الصالحين.
من العبد اللشيئ :أحيمد ،إلى الشيخ المحتشم أخينا عبد السميع الهاشمي،
كان ال لنا وله وللمسلمين ...آمين .
أي أخمي :أوصميك بتقوى ال ،وإتباع سمنة رسموله صملى ال عليمه وسملم،
وأحب أن تحرص على نصيحتي هذه ،فهي نافعة لك ولمثالك إن شاء ال،
وإياك أن تودعها غير أهلها فتظلمها !
أي عبد السميع:
-1الفقير إذا انتصر لنفسه تعب ،وإذا سلم المر إلى ال تعالى نصره من
غير عشيرة ول أهل .
-2العقل كنز الفوائد ،وكيمياء السعادة .
-3العلم شرف في الدنيا ،وعز في الخرة
-4ما أقام مع المستعار إل المحجوب
-5ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة .
-6كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس وكم أذهبت من دين!
-7لفظتان ثلمتان فمي الديمن :القول بالوحدة والشطمح المجاوز حمد التحدث
بالنعمة.
-8دفتر حال الرجل :أصحابه
-9تعب الناس وحسابهم على الرئاسة والشهوة وفيهما الغايات!.
-10كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة.
-11غاية المعرفة بال :اليقان بوجوده تعالى ،بل كيف ول مكان.
-12ث قل مرض الموت ،أول قنا طر المعر فة بال ع ند المحجوب ين ،ولهذا
ق يل ل نا :موتوا ق بل أن تموتوا .حضرة الموت تك شف الح جب ،ك ما ورد:
"الناس نيام ،فإذا ماتوا انتبهوا".
-13كل توحيدك قبل تنزيهه تعالى شرك ،التوحيد :وجدان في القلب يمنع
عن التعطيل والتشبيه .
-14رح وتعال ،كلك خيال ،إنزل يا مسكين عن فرس عجبك.
-15رب عثرة ،أوصلت الحفرة ،رب علم ثمرته جهل ،ورب جهل ثمرته
علم .
-16كيف يصبح لك عز العلم وأنت كسوت علمك ثوب الذل؟.
-17ل تظن أن صبغك يستر شيبك ،غيره وما ستره .
-18لو خ طا الر جل من قاف إلى قاف ،كان جلو سه أف ضل ،ولو تكلم عن
الذات والصفات ،كان سكوته أفضل.
-19ممن تطاول على الخلق ،قصمر عنمد الخالق ،ممن تعالى على العباد،
سقط من عين المعبود !.
-20كل حال تحوله فيه ،وكل ظاهر به ما يخفيه .
-21من أدرع بدرع الصبر ،سلم من سهام العجلة .
-22الرجمل المتمكمن إذا نصمب له سمنان على أعلى جبمل شاهمق فمي
الرض ،وهبت عليه رياح الليالي الثمان ما غيرت منه شعرة واحدة .
-23الكاذب يقف مع المبدعات ،والعاقل غايته وراءها .
من كمل أنفت نفسه من كل شيء غير ربه .
-24الخلق كل هم ل يضرون ول ينفعون ح جب ن صبها لعباده ،ف من ر فع
تلك الحجب وصل إليه .
-25الطمئنان بغيره تعالى خوف ،والخوف منه اطمئنان من غيره .
-26ت حت كل حالة ،حال ربا ني ،لو عرف ته لعلمت أ نك ت سكن به وت سعى
به وأنت مسخر" :اعملوا ول تتكلون ،فكل ميسر لما خلق له" .
الصوفي :من صفا ،فلم ير لنفسه على غيره مزية .
-27كل الغيار حجب قاطعة ،فمن تخلص منها وصل.
الوقت سيف يقطع من قطعه
-28عل مة العا قل :ال صبر ع ند المح نة ،والتوا ضع ع ند ال سعة ،وال خذ
بالحوط ،وطلب الباقي سبحانه وتعالى .
-29علمة العارف :كتمان الحال ،وصحة المقال ،والتخلص من المال .
-30الدنيا والخرة بين كلمتين :عقل ودين .
-31العلم ما رفعك عن رتبة الجهل ،وأبعدك عن
منزل العزة ،وسلك بك سبيل أولي العزم .
-32الشيخ من إذا نصحك أفهمك ،وإذا قادك دلك ،وإذا أخذك نهض بك .
-33الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة ،ويبعدك عن المحدثة والبدعة .
-34الشيخ ظاهرة الشرع ،وباطنه الشرع .
-35الطريقة :الشريعة ،لوث هذه الخرقة كذاب قال :الباطن غير الظاهر!
العارف يقول :الباطن باطن الظاهر ،وجوهره الخالص.
-36القرآن بحر الحكم كلها ولكن أين الذن الواعية ؟!
-37ر نة النجاح ت سمع ع ند قرع باب الر ضا من ال ،أرض عن ال ،و نم
مرضيا ،ولك المن .
-38ما شم رائ حة المعر فة من افت خر :بأب يه وأ مه ،وخاله وع مه ،وماله،
ورجاله ليس عند ال على شيء من رأى نفسه !
-39لو عبد ال العابد بعباده الثقلين ،وفيه ذرة من الكبر فهو من أعداء ال
وأعداء رسوله صلى ال عليه وسلم .
-40ثلث خصمال ممن كمن فيمه ل يكون وليما إل إذا طهره ال منهمن:
الحمق ،والعجب ،والبخل .
-41أكذب الناس على ال والخلق :من رأى نفسه خيرا من الخلق.
-42كمل الظلم :التعالي على الناس .الظلم حرص الرجمل على المراتمب
الكاذبة الدنيوية ،ومنها أن يحب الرتفاع على أخيه بكلمه أو جلسة ل حق
له به ،وعلى ذلك تقاس المراتب !.
-43من أخذ الناس بقوته القاهرة ترك في قلوبهم الضغائن عليه كيف كان.
ومن أخذ الناس بانكساره ترك في قلوبهم العتراف له ،عز أو هان .
-44نعم الرفيق في بلد ال تقوى ال ونعم المراح الخلص.
-45لن يصل العبد إلى مرتبة أهل الكمال ،وفيه بقية من حروف :أنما .
-46الشطاح يقف مع شطحه حالة الشطح ،إذا لم يسقط والكامل ل يشتغل
عن خدمته.
-47الدعوى :بق ية رعو نة في الن فس ،ل يحتمل ها القلب فين طق ب ها ل سان
الحمق!.
-48التحدث بالنعمة ذكر القربية ،والتخلص من تجاوز مرتبة العبدية .
-49العارف ل ينظر إلى الدنيا ول إلى الخرة .
-50كمل الكمال ترك الغيار ،وطرح السمتبشار بحوادث الكوان ،والذل
بكسوة الفناء ،بين يدي الحي الذي ل يموت.
-51ل تجعل رواق شيخك حرما وقبره صنما وحاله دفة الكدية .
-52الرجل من يفتخر به شيخه ،ل من يفتخر بشيخه.
-53من أ صم أ سماعه عن أ صوات الغيار سمع نداء{ :ل من الملك اليوم}
فنزل عن فرس:كذبه ،وعجبه ،وأنانيته ،وحوله وقوته ،ووحدته ،وانقهر في
مقام عبوديته.
-54إياك والقول بالوحدة التي خاض بها بعض المتصوفة .
-55إياك والشطمح ،فإن الحجاب بالذنوب أولى ممن الحجاب بالكفمر{ :إن
ال ل يغفر أن يشرك به ،ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
-56إذا رأيمت الرجمل يطيمر فمي الهواء فل تعتمبره ،حتمى تزن أقوال همو
أفعاله بميزان الشرع .
-57إياك والنكار على الطائفة في كل قول وفعل سلم لهم أحوالهم ،إل إذا
ردها الشرع فكن معه .
-58التكلم بالحقائق قبل هجر الخلئق من شهوات النفوس.
-59من عدل عن الحق إلى الباطل تبعا لهوى في نفسه ،فهو من الضلل
بمكان
-60أول أبواب المعر فة :ال ستئناس بال سبحانه وتعالى ،والز هد أول قدم
القاصدين إلى ال عز وجل.
-61ممن مات محبما مات شهيدا ،وممن عاش مخلصما عاش سمعيدا ،وكل
المرين بتوفيق ال تعالى .
-62من سلك الطريق بنفسه أعيد قسراَ ،هذه الطريقة ل تورث عن الب
وال جد إن ما هي طري قة الع مل وال جد ،والوقوف عند ال حد وذر الدموع على
الخد ،والدب مع ال تعالى .
-63ظمن بعمض الجهلة أن هذه الطريقمة تنال بالقيمل والقال ،والدرهمم
والمال ،وظواهمر العمال! ل وال ،إنمما نيلهما بالصمدق والنكسمار ،والذل
والفتقار وإتباع سنة النبي المختار ،وهجر الغيار.
-64من اعتز بذي العزة عز ومن اعتز بغيره وقف معه بل عز.
-65كتاب ال آية جامعة اندرجت فيها اليات الربانيات.
-66من أنعم ال عليه بفهم بواطن كتابه ،والتزام ظاهر الشرع ،فقد جمع
بين الغنيمتين ،ومن أخذ برأيه ضل ،وانقطع عن الباطن والظاهر.
-67ذكر ال جنة من كل نازلة سماوية ،وحادثة أرضية ،أجل ،إن الذاكر
جليس الحق ،فعليه أن يتأدب مع المذكور ،لكيل يقطع عن المجالسة ،التي
هي بركة القبول والطهارة عن الغفلة .
-68كل ل سان يتل كم مترج ما عن حضرة القلب :يظ هر بضاعت ها ،ويف تح
خزانتهما ،فممن طهرت حضرة قلبمه طاب لسمانه ،وعذب بيانمه ،فإن اعتمبر
بالفتمح السميال على لسمانه ،واعتنمى بتطهيمر حضرة القلب :ازداد عرفانمه
وبرهانه ،ومن اكتفى بحظ اللسان بقى مع القوال ،قصير الباع عن تناول
ثمرات الفعال.
-69روح جسم المعرفة النتباه الدائم والسر السليم والقلب الرحيم ،والقدم
الثابت.
-70ممن الحكممة :أن تودع المعروف أهله ،وممن الصمدق :أن ل تمنعمه
أهله ،وثمرة الصنيعين من ال تعالى .
-71إذا أودعت معروفا فل تكفره فإنه ثقيل عند ال .
-72ما أفلح من دس ،ول عز من ظلم ،ول ي تم حال لباغ،ول يخذل ع بد
ل ونصيرا.
رضي بال وكي ً
-73مشكك ل يفلح ،ودساس ل يصل ،وبخيل ل يسود ،وحسود ل ينصر،
وكلب الدنيا ل يستولى على لحم جيفتها وال محول الحوال.
-74غارة ال تقصمم وتقهمر ،وتدممر وتفعمل ،وتقلب حال مملكمة كسمروية
لكسر قلب عبد مؤمن انتصر بال .
-75كل الناس يرون أنف سهم فيُغان على قلوب هم ،فالمحمدي ي ستغفر ويد فع
الحجاب والمحجوب يزداد طمسا على طمس ،والمعصوم من عصمه ال .
-76ل دواء للحمق ول دافع للحق ول صحبة للمغرور ،ول عهد للغادر،
ول نور للغافل ،ول إيمان لمن ل عهد له .
-77كتمب ال على كمل نفمس زكيمة أن تعذب فمي الدنيما بأيدي الشرار،
وألسمنة الفجار .وكتمب على كمل نفمس خبيثمة أن تسميء للمحسمن ،وتمكمر
بالمجمل.
والعون اللهي محيط بالعبد المخلص المنكسر{ :وما للظالمين من أنصار}
-78علمة العدو :أن يرغب بما في يدك ،وأن يرغب عنك إذا قل مالك،
وان يسمتل سميف لسمانه بغيبتمك ،وأن يكره أن تمدح! فدعمه ل ،فهمو عثور
على رأسه ،كالنار تأكل حطبها{ :وكفى بال نصيرا} وعلمة الصديق :أن
يحبك ل فالصق به ،فإن أهل المحبة ل قليل.
-79أوّل كلم بعمض الفقراء ،وكأنمك تدرأ الحدود بالشبهات ،لو كنمت فمي
ز من الحلج لفت يت مع من أف تى بقتله ،إذا صح ال خبر ،ولخذت بالتأو يل
الذي يدرأ عنمه الحمد ،ولقنعمت منمه بالتوبمة والرجوع إلى ال ،فإن باب
الرحمن ل يغلق .
-80و هب ال عبادا من عباده رت با رفي عة أطلع علي ها أ هل الو هب ،ف من
أدرك سر ال في طي هذه الموا هب :توا ضع للخلق جمي عا ،فإن الخوات يم
مجهولة ،و ساحة الكرم ،و سيعة ،ول ق يد في حضرة الو هب{،يف عل ال ما
يشاء} {يختص برحمته من يشاء}.
-81قال ب عض العا جم من صوفية خرا سان :إن روحان ية ا بن شهريار
الصوفي الكبير قدس سره يتصرف في ترتيب جموع الصوفية في العرب
والعجم إلى ما شاء ال! ذلك لم يكن إل ل الوهاب الفعال.
-82النيا بة المحمد ية ع ند أ هل القلوب ثاب تة ،تدور بنو بة أ هل الو قت على
مراتب هم وت صرف الروح ل ي صح لمخلق ،إن ما الكرم الل هي يش مل أرواح
ب عض أوليائه ،بل كل هم في صلح شأن من يتو سل ب هم إلى ال ،قال تعالى:
{نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الخرة} .هذا الحد.
-83إياك وفرط العاجم ،فإن في أعمال بعضهم الطراء الذي نص عليه
الحبيب ،عليه صلوات ال وسلمه.
-84وإياك ورؤيمة الفعمل فمي العبمد حيما كان أو ميتا ،فإن الخلق كلهمم ل
يملكون لنفسهم ضرا ول نفعا .نعم خذ محبة أحباب ال وسيلة إلى ال ،فإن
محبمة ال تعالى لعباده سمر ممن أسمرار اللوهيمة يعود صمفة للحمق ،ونعمم
الوسيلة إلى ال سر ألوهيته ،وصفة ربوبيته .
-85الولي ممن تمسمك كمل التمسمك بأذيال النمبي صملى ال عليمه وسملم
ورضي بال وليا.
-86ممن اعتصمم بال جمل وممن اعتممد على غيمر ال ذل وممن اسمتغنى
بالغيار قل ،ومن اتبع غير طريق الرسول ضل.
-87العلم نور ،والتواضع سرور .
-88الهمة حالة الرجل مع ال ،يتفاوت علو مرتبة اليمان بعلو الهمة.
-89من أيقن أن ال الفعال المطلق :صرف همته عن غيره.
-90من علت في ال هم ته ،صحت إلى ال عزيم ته ،وانفصلت عن غير
ال هجرته.
-91مائدة الكرام يجلس عليها البر والفاجر.
مف على عباده فوق حنان الوالدة على
مم حنان ولطم
مد الخواتيم
-92ل عنم
ولدها.
-93إن ال إذا وهب عبده نعمة ما استردها .
-94فيوضات المواهب اللهية فوق مدارك العقول وتصورات الوهام .
-95من علم أن ال يفعل ما يريد ،فوض المر إلى الفعال المقتدر ،وفرش
جبينه على تراب التسليم .
-96كل الحقائق إذا انجلت يقرأ في صحائفها سطر { :كل ش يء هالك إل
وجه}.
-97إذا أمعنمت النظمر فمي دوائر الكوان :رأيمت العجمز محيطما بهما،
والفتقار قائما معها ،ولربك الحول والقوة ،والغنى والقدرة ،وحده ل شريك
له .
-98مزالق القدام :الدعوى ،ورؤيا النفس ،ومعارضة القدار!
-99لو كان لك ما ادعيت من الحول والقوة والقدرة لما مت .
-100أين أنت يا عبد الرياسة ،أين أنت يا عبد الدعوى؟ أنت على غرة،
تنح عن رياستك وغرتك ،والبس ثوب عبديتك وذلتك.
-101كل دعواك كاذ بة ،و كل ريا ستك وغر تك هزل ،القول الف صل { :قل
كل من عند ال}.
-102سر بين الحائطين :حائط الشرع ،وحائط العمل.
-103اسلك طريق التباع ،فإن طريق التباع خير وطريق البتداع شر،
وبين الخير والشر بون بيّن .
-104مرغ خدك على الباب ،وافرش جبينك على التراب ،ول تعتمد على
عملك ،والجمأ إلى رحمتمه تعالى وقدرتمه ،وتجرد منمك وممن غيرك ،علك
تلحق بأهل السلمة{:الذين آمنوا وكانوا يتقون}.
-105بركة العبد في الوقت الذي يتقرب به إلى ال عز وجل.
-106الولياء ل هم الحر مة في الباب الل هي ،ولو ل أن ج عل ال ل هم هذه
القسمة لما اختصهم دون غيرهم بوليته سبحانه وتعالى ،هؤلء حزب ال،
جيشه العرمرم الذي أيد ال به الشريعة ونصر به الحقيقة ،وصان به شرف
نبيه صلى ال عل يه و سلم وألح قه به .قال تعالى { :يا أي ها ال نبي ح سبك ال
ومن اتبعك من المؤمنين}.
-107المعرفة بال على أقسام ،وأعظم أقسامها :تعظيم أوامر ال تعالى .
-108ب ين الع بد وب ين الرب حجاب الغفلة ل غ ير ،قال تعالى{ :فاذكرو ني
أذكركم}.
-109العبمد العارف يفزع إلى ال ،ويتوقمع سمر ال ،وسمر ال :العون
الناشيء من محض الكرم والفضل من دون سابقة صنع ول عمل.
-110القلب يتقلب بين أصبعي قدرة الرحمن ،فاسألوا ال أن يثبت القلوب
على محبته ودينه {وكفى بال وليا}.
-111المظاهمر البارزة منهما مما قيمض للخيمر ،ومنهما مما قيمض للشمر،
والمتصرف فيها باريها ،فالمظهر المقيض للخير يشكر ،والمظهر المقيض
للشر ينكر ،وال في الحالين يذكر.
-112ل يتمم نظام رجمل أقاممة ال مظهرا للشمر ،لن ال لو أراد أن يتمم
نظامه لما أقامة مظهرا فيما يكرهه .
-113دع عنمك الهتمام بتقويمم المعوج قبمل بروز السماعة المقوممة ،فإن
سحاب الخير يمطر بإبانه ،ول يطلب قبل أوانه.
-114ل تسقط همتك بيد همك فتنقلب عن المطالب العلية ،فإن الهم كافور
الهمة والقدام عنبرها ،والمقضي كائن وغيره ل يكون .
-115قمف عنمد أفعالك التمي وهبمت لك ،ول تكلف نفسمك تبديمل مما
اضطررت بفعله ،ول تراك مجبورا ول مختارا ،فإن المر بين المرين .
-116كل ولي يقول ويصول فهو في حجاب القول والصولة ،حتى ينقهر
ت حت سطوة الربوب ية ،ويف يء إلى أ مر ال ،فإذا فاء د نا فتدلى ب صدقه إلى
قاب قوسي المتابعة المحمدية ،وحينئذ تصح له رتبة العبودية التي هي أكمل
الر تب وأعل ها ،وأقرب ها من ال وأدنا ها ،وأعظم ها و سيلة إل يه وأقوا ها،
وليس للخلق سواها.
ْمم اليقيمن ،وحمق اليقيمن :أن
-117كمل ممن اكتحمل بإثممد التوفيمق علَم ِم عل َ
المباطن والمظاهر تحت قهر الباطن الظاهر.
-118صمفاء القلب والبصميرة ،ونفاذ نور البصمر يكون ممن قلة الطعام
والشراب ،لن الجوع يز يل ال كبير والتعا ظم والت جبر ،و به تعذ يب النفمس
ح تى ت صير مشغولة بال حق ،و ما رأ يت شيئا يك سر الن فس م ثل الجوع قط،
وأمما الشبمع فإنمه يورث قسموة القلب وظلمتمه ،وعدم نفاذ نور البصميرة،
وتكثر بسببه الغفلة.
-119رعايمة خواطمر الجيران أولى ممن رعايمة خواطمر القارب ،لن
القارب خواطرهم مجبورة بالقرابة ،والجيران ل .
-120القلب المنور يميل إلى صحبة الصلحاء والعارفين ،وينفر من صحبة
المتكبرين والجاهلين.
-121معاملة عباد ال بالح سان ،تو صل الع بد إلى الديان ،وال صلة على
ر سول صلى ال عل يه و سلم ت سهل المرور على ال صراط ،وتج عل الدعاء
مسمتجابا ،والصمدقة تزيمل غضمب ال والحسمان للوالديمن يهون سمكرات
الموت.
-122صحبة الشرار ،والحمقى والظلمة وأهل الحسد :ظلمة سوداء.
-123العارف ممن كان على جانمب كمبير ممن سملوك طريمق الحمق ،ممع
المواظبة والستقامة عليه فل يتركه دقيقة واحدة.
-124الصموفي يتباعمد عمن الوهام والشكوك ،ويقول بوحدانيمة ال تعالى
في ذا ته ،و صفاته ،وأفعاله ،ل نه ل يس كمثله ش يء ،يعلم ذلك عل ما يقي نا،
ليخرج من باب العلم الظني ،وليخلع من عنقه ربقة التقليد.
-125الصوفي ل يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى ال عليه وسلم
فل يجعل حركاته وسكناته إل مبنية عليه .
-126الصوفي ل يصرف الوقات في تدبير أمور نفسه ،لعلمه أن المدبر:
الحق عز وجل ،ول يلجأ في أموره ويعول على غير ال تعالى .
-127ال صوفي يتج نب مخال طة الخلق مه ما أم كن ،لن ال صوفي كل ما زاد
اختلطمه بالخلق ظهرت عيوبمه ،والتبمس عليمه الممر ،وإذا خالط البعمض
فليختر لنفسه صحبة الصالحين ،فإن المرء على دين خليله.
-128نفس الفقير مثل الكبريت الحمر ل يصرف إل بحق لحق.
-129من لم يزن أقواله وأفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ،ولم
يتهم خواطره لم يثبت عندنا في ديوان الرجال.
-130من علم ما يحصل له هان عليه ما يبذل.
-131ممن اسمتقام بنفسمه اسمتقام بمه غيره ،كيمف يسمتقيم الظمل والعود
أعوج؟!
-132الفق ير إذا ك سر نف سه ،وذل وانداس ،واحترق بنار الشوق وال صدق،
وثبمت فمي ميدان السمتقامة بيمن يدي ال تعالى ،صمار معدن الخيرات،
ومقصمد المخلوقات ،وصمار كالغيمث :أيمن وقمع نفمع ،ويكون حينئذ رحممة
وسكينة على خلق ال تعالى.
-133ربمما اتبمع الكاذب وهجمر الصمادق ،وكثرت طقطقمة النعال حول
المغرور ين ،وتبا عد الناس عن المتروك ين ،فل تع جب من ذلك ،فإن حال
النفس :تحب القبة المزينة ،والقبر المنقوش ،والرواق الوسيع ،وتألف الشيخ
الكبير العمامة ،الوسيع الكم ،الكثير الحشمة .فسير همة القلب ل همة النفس
لكشف هذه الحجب ،وقل لنفسك :لو رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم
على ح صيرة و قد أثرت في جن به الشر يف ورأ يت أ هل بي ته –رضوان ال
وسلمه عليهم– ل طعام لهم ول حشم ،ثم رأيت كسرى العجم على سريره
المرصمع بالجواهمر واليواقيمت ،وأهمل بيتمه مسمتغرقين بالترف والنعيمم،
محاطين بالخدم والحشم ،أين تكونين؟ ومع أي صنف تنصرفين؟ فل بد إن
وفق ها ال ،أن ت حب مع ية ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وأ هل بي ته ،ف قد
بهذا الشأن هممة القلب إلى أهمل الحال المحمدي تحسمب فمي حزب ال :إن
حزب ال هم الغالبون.
مة وأدب
مك شيئا ،فإن الجوع بل معرفم
مر حال تقشفم
-134وإياك أن تنظم
محمدي ،وصف من أوصاف الكلب !
-135فار فع قدرك بالدب المحمدي إلى مرا تب أ هل الو صلة من صدور
القوم ،واقطع عنك رؤية العمل ،واطمس حروف أنانيتك فإنها بقية إبليس،
وكن عبدا محضا تفز بقرب سيدك ،وكفى بال وليا.
-136تعلق الناس اليوم بأهمممل الحرف والكيمياء والوحدة والشطمممح،
والدعوى العريضمة ،إياك ومقاربمة مثمل هؤلء الناس ،فإنهمم يقودون ممن
اتبعهم إلى النار ،وغضب الجبار ،ويدخلون في دين ال ما ليس منه! ومن
من جلدتنا ،إذا رأيتهم حسبتهم سادات الدعاة إلى ال تعالى ،حسبك ال ،إذا
رأيت أحدا منهم قل{ :يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين}.
-137جاهل من أهل هذه الخرقة يلحق يدك بيد القوم ،ويأمرك بذكر ال،
وملزمة الكتاب والسنة ،خير من تلك الطائفة كلها ،فر منهم كفرارك من
السد ،كفرارك من المجذوم.
-138قال حذيفة رضي ال عنه " :كانوا يسألون رسول ال صلى ال عليه
وسلم عن الخير ،وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ،فقلت :يا رسول
ال ! إ نا ك نا في جاهل ية و شر ،فجاء نا ال بهذا الخ ير ،ف هل ب عد هذا الخ ير
من شر؟ قال :ن عم .قلت :و هل ب عد ذلك ال شر من خ ير ؟ قال :ن عم ،وف يه
د خن ،قلت :و ما دخ نه؟ قال :قوم ي ستنون بغ ير سنتي ويهدون بغ ير هد يي،
تعرف منهمم وتنكمر ،فقلت :فهمل بعمد ذلك ممن شمر؟ قال :دعاة على أبواب
جهنم ،من أجابهم إليها قذفوه فيها .فقلت يا رسول ال صفهم لنا ؟ قال :هم
من جلدت نا يتكلمون بأل سنتنا ،قلت :ف ما تأمر ني إن أدرك ني ذلك؟ قال :تلزم
جما عة الم سلمين وإمام هم ،قلت :فإن لم يكون ل هم جما عة ول إمام ؟ قال:
فاعتزل تلك الفرق كلها ،ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت
وأ نت على ذلك " ..هذه و صية نب يك الم ين ،سيدنا و سيد العالم ين ،عل يه
صلوات ال وسلمه ،فاحفظها واعمل بها .
-139وإياك والتعزز بالطريمق ،فإن ذلك ممن سموء الدب ممع ال والخلق
وإن ما ب نى هذا الطر يق على التذلل ،فإن القوم ذلوا ح تى أتا هم ال ب عز من
عنده ،وافتقروا حتى أتاهم بغنى من فضله.
-140واحذر صمحبة الفرقمة التمي دأبهما تأويمل كلمات الكابر ،والتفكمه
بحكايات هم و ما ن سب إلي هم ،فإن أك ثر ذلك مكذوب علي هم ،و ما كان ذلك إل
من عقاب ال للخلق ،ل ما جهلوا ال حق وحر صوا على الخ ير! فابتل هم ال
بأناس ممن ذوي الجرأة السمفهاء ،فأدخلوا على رسمول ال صملى ال عليمه
و سلم أحاد يث ،تنزه مقام ر سالته على ال صلة وال سلم عن ها ،من المرغ بة
والمرهبة ،والغامضة والظاهرة وسلط ال – أيضا – أناسا من أهل البدعة
والضللة فكذبوا على القوم وأكابر الرجال ،وأدخلوا فمي كلمهمم مما ليمس
منه ،فتبعهم البعض ،فألحقوا بالخسرين أعمال!.
-141فعل يك بال ،وتم سك للو صول إل يه بذ يل نبيه عليه الصلة وال سلم،
والشرع الشريف نصب عينيك وجادة الجماع ظاهرة لك.
-142ل تفارق الجما عة أ هل ال سنة ،تلك الفر قة الناج ية ،:واعت صم بال،
واترك ما دونه ،وقل في سرك – أي سيدي – قولي:
وليتك تخلو والحياة مريمرة *** وليتك ترضى والنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب
-143ل تعمل عمل أهل الغلو ،فتعتقد العصمة في المشايخ أو تعتمد عليهم
فيما بينك وبين ال ،فإن ال غيور ،ل يجب أن يدخل فيما آل إلى ذاته بينه
وبين عبده أحدا.
-144نعم هم أدلء على ال ،ووسائل إلى طريقه ،يؤخذ عنهم حال رسول
ال صلى ال عل يه و سلم{ :ر ضي ال عن هم ورضوا ع نه} .نتو سل إلى ال
برضا ال عنهم ،ل يخزي ال عباده الذين أحبهم ،وهو أكرم الكرمين .
-145أترك الفضول وانق طع عن الع مل بالرأي ،وإذا أدر كك زمان رأ يت
الناس فيه على ما قلناه ،فاعتزل الناس ،فقد قال عليه الصلة والسلم" :إذا
رأيت شحا مطاعا ،وهوى متبعا ،ودنيا مؤثرة ،وإعجاب كل ذي رأي برأيه
فعليك بخويصة نفسك".
-146تخلق بخلق نبيك ،كن لين العريكة ،حسن الخلق ،عظيم الحلم ،وفير
العفمو ،صمادق الحديمث ،سمخي الكمف ،رقيمق القلب ،دائم البشمر ،كثيمر
الحتمال والغضاء ،صحيح التواضع ،مراعيا للخلق ،راعيا حق الصحبة،
متوا صل الحزان ،دائم الفكرة ،كث ير الذ كر ،طو يل ال سكوت ،صبورا على
المكاره ،متكل على ال ،منتصمرا بال ،محبا للفقراء والضعفاء ،غضوبما ل
إذا انتهكت محارم ال .
-147كمل مما وجدت ،ول تتكلف لمما فقدت ول تأكمل متكئا والبمس خشمن
الثياب كي يقتدي بك الغنياء ،ول تحزن لجديد ثيابك قلوب الفقراء ،وتختم
بالعقيق ،ونم على فراش حشي بالليف ،أو على الحصير ،أو على الرض،
قائ ما ب سنة نب يك صلى ال عل يه و سلم ،في الحركات وال سكنات ،والفعال،
والقوال والحوال.
-148حسن الحسن ،وقبح القبيح ،ول تجلس ول تقم إل على ذكر ،وليكن
مجل سك مجلس حلم وعلم ،وتقوى وحياء وأما نة ،وجلي سك الفق ير ،ومؤاكلك
المسكين.
-149ول تكمن صمخابا ول فحاشما ول تذم أحدا ول تتكلم إل فيمما ترجمو
ثوابه ،وأعط كل جليس لك نصيبه ،ول تدخر عن الناس برك.
-150واحذر الناس ،واحترس من هم ،ول ت طو عن أ حد من هم بِشْرك ،ول
تشافه أحد بما يكره
-151وصن لسانك وسماعك عن الكلم القبيح ،ول تنهر الخادم ،ول ترد
من سألك حاجة إل بها ،أو بما يسر من القول.
-152وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما ،ما لم يكن مأثما.
-153وأجب دعوة الداع وتفقد أصحابك وإخوانك واعف عمن ظلمك ،ول
تقابمل على السميئة بالسميئة ،وقمم الليمل باكيما فمي الباب ،وطمب بال وحده،
وكفى بال وليا.
-154قال إمامنا الشافعي رضي ال عنه:
من شهد في نفسه الضعف :نال الستقامة .
وقال :أركان المروءة أرب عة :ح سن الخلق ،والتوا ضع ،وال سخاء ،ومخال فة
النفس.
وقال :التواضع يورث المحبة ،والقناعة تورث الراحة .
وقال :الكيس العاقل :الفطن المتغافل.
وقال :إنما العلم ما نفع.
-155فاش هد نف سك بالض عف والف قر ت ستقم ،وش يد أركان المروءة تح سب
من أهلها ،وتواضع واقنع تصر محبوبا مستريحا ،وتغافل تكن كيسا.
-156وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلت على ربك فإن الدنيا خيال ،وكلها
زوال ،وال محول الحوال.
يا أيها المعدود أنفاسه *** ل بد يوما أن يتم العدد
ل بد من يوم بل ليله *** وليلة تأتي بل يوم غد
-157إن ال طوى أولياءه في برد ستره ت حت قبابه ،وحجبهم عن غيره،
ل يعرف هم إل هو ،وهذا إلزام بح سن ال ظن في الخلق ،فإياك و سوء ال ظن
بأحد ،إل إذا قامت لك عليه حجة شرعية ،فراع شرع ال من دون انتصار
إلى نفسك ،آخذا بالخلص ،متجردا من غرض نفسك ومرض قلبك ،وقبح
ما قبحه الشرع ،وحسن ما حسنه الشرع ،ول يكن قولك وفعلك إل ل .
-158وإذا لم تقم لك حجة شرعية على الرجل ل تأخذ الخلق أو تؤاخذهم
بالشبهات ،عليمك بحسمن الظمن ،فإن ل ممع الخلق مضمرات أسمرار يغار
عليها ،ل يعلمها إل هو سبحانه وتعالى.
{ -159ول كل وج هة هو مولي ها} فلت كن وجه تك المح جة البيضاء ،شري عة
سيد النبياء عليه صلوات ال وسلمه{ :وكفى بربك هاديا ونصيرا{
-160أ بى الع قل إل إعقال ما بل غه بوا سطة الف هم ،وأ بى القلب إل التر قي
إلى ما فوق الفهم ،فاجعل همتك قلبية ،وحكمتك عقلية تفلح.
-161في ال كف عرق مت صل بالقلب ،إذا أ خذ به ش يء من الدن يا ت سري
آفتها إلى القلب ! وهذه آفة عظيمة مخفية ،ل يطلع عليه الخلئق.
-162قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم " حب الدن يا رأس كل خطيئة",
ازهد في الدنيا ،وتباعد عن لذائذها .
-163وإياك ونوم الليل كالدابة ،فإن ل في الليل تجليات ونفحات ،يغتنمها
أهل القيام ،ويحرم ثمرتها أهل التلذذ بالمنام.
-164قل للمغرور بأمنه ،المتلذذ بنومه ،المشغول القلب عن ربه:
يا نؤوم الليل في لذته *** إن هذا النوم رهن بسهر
ليس ينساك وإن نسيته *** طالع الدهر وتصريف الغير
إن ذا الدهر سريع مكره *** إن عل حط ،وإن أوفى غدر
أوثق الناس به في أمنه *** خائف يقرع أبواب الحمذر
-165المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقين ،وحق اليقين ،فمن
حماه ال ممن البعمد والغفلة ،وتقرب إلى ال بعلم اليقيمن وحمق اليقيمن –
بمع نى" :أع بد ال كأ نك تراه ،فإن لم ت كن تراه فإ نه يراك" ف قد د خل حضرة
الشهود وهمي هذه ل غيمر ،وإل فالمشاهدة لغمة ل تصمح لمخلوق فمي هذه
الدار .وحسبك قصة موسى عليه السلم.
-166حضرة المشاهدة ل غة ومع نى ،ح ضر اخ تص ب ها صاحب قو سين،
بالقلب والعيمن ،والختلف فيهما معلوم ،واختصماصه بهما عنمد أهمل ال
مجزوم.
-167فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيه ،تحسب من أهل تلك الحضرة،
بنص " :ل يزال عبدي يتقرب إليه بالنوافل" الحديث.
-168هدى ال هو الهدى ،وكفى بال وليا.
-169من تمشيخ عليك تتلمذ له ،ومن مد لك يده لتقبلها فقبل رجلة ،وكن
آخر شعرة في الذنب ،فإن الضربة أول ما تقع في الرأس !
-170إذا ب غى عل يك ظالم ،وانقط عت حيل تك عن دفا عه ،فاعلم أ نك حينئذ
وصلت بطبعك إلى صحة اللتجاء إلى ال تعالى ،فاصرف وجهة قلبك عن
غيره وا سقط مرادك في با به ،واترك ال مر إل يه تن صرف إل يك مادة المدد،
فتفعل لك ما ل يخطر ببالك ،وهذا سر التسليم وصدق اللتجاء إلى ال .
-171وإن ارتفعمت همتمك إلى الرضما بالقدر ،كمما وقمع للمام موسمى
الكاظمم ،سملم ال عليمه ورضوانمه حيمن اعتقله الرشيمد – غفمر ال له –
وحمله من المدينة إلى بغداد مقيدا ،وحبسه ،فبقى في حبسه ،فلم يفرج عنه
ح تى مات ر ضي ال ع نه ،وأخرج مي تا م سموما ،وقيده ف يه ،و ما انحرف
عن قبلة الر ضا ح تى مات راض يا عن ال .فتلك مرت بة الفوز العظ يم ال تي
در جت ما ل ع ين رأت ول أذن سمعت ،ول خ طر على قلب ب شر{ :إن ما
يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
-172وقمد اندرج أئممة أهمل البيمت – عليهمم سملم ال ورضوانمه – على
الرضا الخالص ،مع قوة الكرامة ورفعة القدر عند ال.
-173فقمد صمح أن عبمد الملك بمن مروان الموي حممل المام عليا زيمن
العابدين سلم ال عليه ورضوانه – من المدينة مقيدا مغلول في أثقل قيود
وأغلظ أغلل! فد خل عل يه الزهري – رح مه ال – يود عه ،فب كى ،وقال:
وددت أني مكانك يا ابن رسول ال صلى ال عليه وسلم .
فقال :تطمن أن ذلك يكربنمي؟ لو شئت لمما كان ،وإنمه ليذكرنمي عذاب ال
تعالى ،ثم أخرج يد يه ورجل يه من الق يد ثم أعاد ها ،فعلم الزهري -رح مه
ال – أن المام حمل منزلة الرضما ،ووصمل مقام التسمليم المحمض ،ودخمل
حضرة الفوز العظيم ،فطاب صدره ،وسل حزنه .
-174فزن نفسمك ،فإن قدرت على المرتبمة العليما -وهمي رتبمة الرضما –
فافعل ،وإل فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي مرتبة صدق اللتجاء إلى ال
ممع قطمع النظمر عمن تدبيرك ،وحولك وقوتمك ،وكلك وجزئك ،وهمو تعالى
يفعل بك بنصره وقدرته فوق إرادتك وتدبيرك{ :وكفى بال نصيرا}.
-175إذا هر عت إلى ال ،والتجأت إل يه ،فاج عل و سيلتك حبي بة صلى ال
عليه وسلم تسليما ،وأكثر من الصلة والسلم عليه مهما أمكنك ،وقف في
باب ال بالعمل بسنته عليه الصلة والسلم ،واسأل ال سبحانه معتمدا عليه
تعالى ،مستعينا به متوكلً عليه .
-176وإذا أغلقمت عليمك البواب ،فترقمب ممن الفتاح فتمح الباب ،فمما سمد
الخلق طري قا إل فت حه الخالق ،انفرادا بربوي ته ،وتعززا بألوهي ته ،فل تق نط
من رحمته ،ول تيأس من روحه ،وعليك به {وكفى بال وليا}.
-177التوفيق في جميع الحوال إنما هو من ال سبحانه وتعالى.
-178دع هم الحسود ،فهمه بك فوق همك به ،خل جانب الحمق فكدرك
به فوق كدره بنفسه!
-179لزم مجالس العقلء ،وخمذ الحكممة أيمن رأيتهما ،فإن العاقمل يأخمذ
الحك مة ل يبالي على أي حائط كت بت و عن أي ر جل نقلت ،و من أي كا فر
سمعت
-180هذه الدنيا خلقت للعبرة ،والعبرة بكل ما فيها عقل ،فخذ بقوة عقلك
العبرة من كل مأخذ ،واصرف نظرك عن محلها .
-181إياك والتقرب ممن أهمل الدنيما ،فإن التقرب منهمم يقسمي القلب،
والتواضع لهم موجب لغضب الرب ،وتعظيمهم يزيد في الذنوب.
-182اتخذ الفقراء أصحابا وأحبابا ،وعظمهم ،وكن مشغول بخدمتهم ،وإذا
جاءك واحد منهم فانتصب له على أقدامك وتذلل له.
-183وإذا وقعت خدمتك لدى الفقراء موقع القبول فاسألهم الدعاء الصالح،
واجت هد أن تع مر لك مقا ما في قلوب هم ،فإن قلوب الفقراء موا طن الرح مة،
ومواقع النظرالقدسي ،وصف خاطرك من الرعونات البشرية.
-184و من كان لك عليه حق أو له عليك حق ،فداره ح تى يعطيك ح قك،
أو إلى أن تعطيمه حقمه ،وإن قدرت فسمامح ممن لك عليمه حمق يعوض ال
عليك .
-185وكن مع الخلق بالدب ،فإنه أدب مع الخالق.
-186تب بكليتك من رؤية نفسك ،ونسبك ،وأهلك ،فإن "من أبطأ به عمله،
لم يسرع به نسبه".
-187قم بصلة رحم رسول صلى ال عليه وسلم ،عظم ذوي قرابته ،فإن
طوق من ته في أعناق نا ،قال تعالى { :قل ل أ سألكم عل يه أجرا إل المودة في
القربى}.
-188صمحح الحمب لجميمع أصمحابه رضوان ال وسملمه عليهمم ،فإنهمم
مصمابيح الهدى ،ونجوم القتداء ،قال عليمه الصملة والسملم " :أصمحابي
كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
-189خف ال ،خف ال "رأس الحك مة مخا فة ال" .عل يك بتقوى ال فإن ها
جماع كل خير هذه نصيحتي لك .
-190أي أخمي ،أخذتنمي سمكرة التعليمم إل أنمي جربمت الزمان وأهله،
وعاركمت النفمس ،وخدممت الشرع ،وانتفعمت بصمحبة أهمل الصمفا .فاقبمل
نصيحتي ،فإنه إن شاء ال نشأت بإخلص عن حب لك .رب حامل فقه إلى
من هو أفقه منه.
-191أي ع بد ال سميع ،اع مل بن صيحتي ول تر ني رجل إن قال لك قائل:
إن فمي مملكمة الرحممن مخلوقما همو أضعمف ممن هذا اللشيمء أحيممد فل
تصدقه ،بل أقول :يسر ال عل يّ وعليك الطريق ،وجعلنا وإياك والمسلمين
ممن المصمطفين الخيار والمخلصمين البرار ،أحباب ال ورسموله {وكفمى
بال وليا} والحمد ل رب العالمين.
تم