سلسلة الأحاديث الصحيحة (1 - كامل)

‫موقع اللبان على النترنت ‪www.alalbany.
net -‬‬
‫سلسلة الحاديث الصحيحة‬

‫المجلدات ( ‪[ ) 6 – 1‬كاملة]‬
‫للشيخ المام المحدث محمد ناصر‬
‫الدين اللباني‬
‫رحمه الله تعالى‬

‫[المجلد الول]‬
‫موقع اللباني على النترنت‬
‫( ‪) www.alalbany.net‬‬
‫موقع اللبان على النترنت ‪www.alalbany.net -‬‬
‫رقم‬
‫الديث‬
‫" ل يذهب الليل و النهار حت تعبد اللت و العزى ‪ ,‬فقالت عائشة ‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫يا رسول ال إن كنت لظن حي أنزل ال *( هو الذي أرسل رسوله بالدى و دين‬
‫الق ليظهره على الدين كله و لو كره الشركون )* أن ذلك تاما ‪ ,‬قال ‪ :‬إنه سيكون‬
‫من ذلك ما شاء ال " ‪ .‬الديث ‪.‬‬
‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 6 / 1‬‬
‫الستقبل للسلم ‪:‬‬

‫‪------------------‬‬
‫قال ال عز وجل ‪ (* :‬هو الذي أرسل رسوله بالدى و دين الق ليظهره على الدين‬
‫كله و لو كره الشركون )* ‪.‬‬
‫تبشرنا هذه الية الكرية بأن الستقبل للسلم بسيطرته و ظهوره و حكمه على‬
‫الديان كلها ‪ ,‬و قد يظن بعض الناس أن ذلك قد تقق ف عهده صلى ال عليه‬
‫وسلم‬
‫و عهد اللفاء الراشدين و اللوك الصالي ‪ ,‬و ليس كذلك ‪ ,‬فالذي تقق إنا هو‬
‫جزء من هذا الوعد الصادق ‪ ,‬كما أشار إل ذلك النب صلى ال عليه وسلم بقوله ‪:‬‬
‫" ل يذهب الليل و النهار حت تعبد اللت و العزى ‪ ,‬فقالت ‪ #‬عائشة ‪: #‬‬
‫يا رسول ال إن كنت لظن حي أنزل ال *( هو الذي أرسل رسوله بالدى و دين‬
‫الق ليظهره على الدين كله و لو كره الشركون )* أن ذلك تاما ‪ ,‬قال ‪ :‬إنه سيكون‬
‫من ذلك ما شاء ال " ‪ .‬الديث ‪.‬‬
‫رواه مسلم و غيه ‪ ,‬و قد خرجته ف " تذير الساجد من اتاذ القبور مساجد " (‬
‫ص ‪. ) 122‬‬
‫و قد وردت أحاديث أخرى توضح مبلغ ظهور السلم و مدى انتشاره ‪ ,‬بيث ل‬
‫يدع‬
‫مال للشك ف أن الستقبل للسلم بإذن ال و توفيقه ‪.‬‬
‫و ها أنا أسوق ما تيسر من هذه الحاديث عسى أن تكون سببا لشحذ هم العاملي‬
‫للسلم ‪ ,‬و حجة على اليائسي التواكلي ‪.‬‬
‫" إن ال زوى ( أي جع و ضم ) ل الرض ‪ ,‬فرأيت مشارقها و مغاربا و إن أمت‬ ‫‪2‬‬
‫سيبلغ ملكها ما زوي ل منها " ‪ .‬الديث ‪.‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 171 / 8‬و أبو داود ( ‪ ) 4252‬و الترمذي ( ‪ ) 27 / 2‬و‬

‫صححه ‪.‬‬
‫و ابن ماجه ( رقم ‪ ) 2952‬و أحد ( ‪ 278 / 5‬و ‪ ) 284‬من حديث ‪ #‬ثوبان ‪#‬‬
‫و أحد أيضا ( ‪ ) 123 / 4‬من حديث شداد بن أوس إن كان مفوظا ‪.‬‬
‫و أوضح منه و أعم الديث ‪:‬‬
‫" ليبلغن هذا المر ما بلغ الليل و النهار ‪ ,‬و ل يترك ال بيت مدر و ل وبر‬
‫إل أدخله ال هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ‪ ,‬عزا يعز ال به السلم‬
‫و ذل يذل به الكفر " ‪.‬‬
‫" ليبلغن هذا المر ما بلغ الليل و النهار و ل يترك ال بيت مدر و ل وبر إل‬ ‫‪3‬‬
‫أدخله ال هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز ال به السلم‬
‫و ذل يذل به الكفر " ‪.‬‬
‫رواه جاعة ذكرتم ف " تذير الساجد " ( ص ‪ . ) 121‬و رواه ابن حبان ف‬
‫" صحيحه " ( ‪ 1631‬و ‪. ) 1632‬‬
‫و أبو عروبة ف " النتقى من الطبقات " ( ‪. ) 1 / 10 / 2‬‬
‫و ما ل شك فيه أن تقيق هذا النتشار يستلزم أن يعود السلمون أقوياء‬
‫ف معنوياتم و مادياتم و سلحهم حت يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر‬
‫و الطغيان ‪ ,‬و هذا ما يبشرنا به الديث ‪:‬‬
‫" عن أب قبيل قال ‪ :‬كنا عند عبد ال بن عمرو بن العاصي و سئل أي الدينتي‬
‫تفتح أول القسطنطينية أو رومية ? فدعا عبد ال بصندوق له حلق ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فأخرج منه كتابا قال ‪ :‬فقال عبد ال ‪ :‬بينما نن حول رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أي الدينتي تفتح‬
‫أول أقسطنطينية أو رومية ? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" مدينة هرقل تفتح أول ‪ .‬يعن قسطنطينية " ‪.‬‬
‫عن أب قبيل قال ‪ :‬كنا عند عبد ال بن عمرو بن العاصي و سئل أي الدينتي تفتح‬ ‫‪4‬‬
‫أول القسطنطينية أو رومية ? فدعا عبد ال بصندوق له حلق ‪ ,‬قال ‪ :‬فأخرج منه‬
‫كتابا قال ‪ :‬فقال عبد ال ‪ :‬بينما نن حول رسول ال صلى ال عليه وسلم نكتب‬
‫‪ ,‬إذ سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أي الدينتي تفتح أول أقسطنطينية أو‬
‫رومية ? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" مدينة هرقل تفتح أول ‪ .‬يعن قسطنطينية " ‪.‬‬
‫( عن ‪ #‬أب قبيل ‪. ) #‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 176 / 2‬و الدارمي ( ‪ ) 126 / 1‬و ابن أب شيبة ف " الصنف "‬
‫( ‪ ) 2 / 153 / 47‬و أبو عمرو الدان ف " السنن الواردة ف الفت " ( ‪) 2 / 116‬‬
‫و الاكم ( ‪ 422 / 3‬و ‪ ) 508 / 4‬و عبد الغن القدسي ف " كتاب العلم "‬
‫( ‪ , ) 1 / 30 / 2‬و قال ‪ " :‬حديث حسن السناد " ‪.‬‬
‫و صححه الاكم و وافقه الذهب و هو كما قال ‪.‬‬
‫و ( رومية ) هي روما كما ف " معجم البلدان " و هي عاصمة إيطاليا اليوم ‪.‬‬
‫و قد تقق الفتح الول على يد ممد الفاتح العثمان كما هو معروف ‪ ,‬و ذلك بعد‬
‫أكثر من ثانائة سنة من إخبار النب صلى ال عليه وسلم بالفتح ‪ ,‬و سيتحقق‬
‫الفتح الثان بإذن ال تعال و لبد ‪ ,‬و لتعلمن نبأه بعد حي ‪.‬‬
‫و ل شك أيضا أن تقيق الفتح الثان يستدعي أن تعود اللفة الراشدة إل المة‬

‫السلمة ‪ ,‬و هذا ما يبشرنا به صلى ال عليه وسلم بقوله ف الديث ‪:‬‬
‫" تكون النبوة فيكم ما شاء ال أن تكون ‪ ,‬ث يرفعها ال إذا شاء أن يرفعها ث‬
‫تكون خلفة على منهاج النبوة ‪ ,‬فتكون ما شاء ال أن تكون ‪ ,‬ث يرفعها إذا شاء‬
‫أن يرفعها ‪ ,‬ث تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء ال أن تكون ‪ ,‬ث يرفعها إذا شاء‬
‫ال أن يرفعها ‪ ,‬ث تكون ملكا جبيا فتكون ما شاء ال أن تكون ‪ ,‬ث يرفعها‬
‫إذا شاء أن يرفعها ‪ ,‬ث تكون خلفة على منهاج النبوة ‪ ,‬ث سكت " ‪.‬‬
‫" تكون النبوة فيكم ما شاء ال أن تكون ‪ ,‬ث يرفعها ال إذا شاء أن يرفعها‬ ‫‪5‬‬
‫ث تكون خلفة على منهاج النبوة ‪ ,‬فتكون ما شاء ال أن تكون ‪ ,‬ث يرفعها إذا‬
‫شاء أن يرفعها ‪ ,‬ث تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء ال أن تكون ‪ ,‬ث يرفعها إذا‬
‫شاء ال أن يرفعها ‪ ,‬ث تكون ملكا جبيا فتكون ما شاء ال أن تكون ‪ ,‬ث‬
‫يرفعها إذا شاء أن يرفعها ‪ ,‬ث تكون خلفة على منهاج النبوة ‪ .‬ث سكت " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 273 / 4‬حدثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثنا داود بن إبراهيم‬
‫الواسطي حدثنا حبيب بن سال عن النعمان بن بشي قال ‪:‬‬
‫كنا قعودا ف السجد ‪ ,‬و كان بشي رجل يكف حديثه ‪ ,‬فجاء أبو ثعلبة الشن‬
‫فقال ‪:‬‬
‫يا بشي بن سعد أتفظ حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم ف المراء ?‬
‫فقال ‪ #‬حذيفة ‪ : #‬أنا أحفظ خطبته ‪ ,‬فجلس أبو ثعلبة ‪ ,‬فقال حذيفة ‪ :‬فذكره‬
‫مرفوعا ‪.‬‬
‫قال حبيب ‪ :‬فلما قام عمر بن عبد العزيز و كان يزيد بن النعمان بن بشي ف‬
‫صحابته فكتبت إليه بذا الديث أذكره إياه ‪ ,‬فقلت له ‪ :‬إن أرجو أن يكون‬
‫أمي الؤمني ‪ -‬يعن عمر ‪ -‬بعد اللك العاض و البية ‪ ,‬فأدخل كتاب على‬
‫عمر بن عبد العزيز فسر به و أعجبه ‪.‬‬
‫و من طريق أحد رواه الافظ العراقي ف " مجة القرب إل مبة العرب "‬
‫( ‪ ) 2 / 17‬و قال ‪ " :‬هذا حديث صحيح ‪ ,‬و إبراهيم بن داود الواسطي وثقه أبو‬
‫داود الطيالسي و ابن حبان ‪ ,‬و باقي رجاله متج بم ف الصحيح " ‪.‬‬
‫يعن " صحيح مسلم " ‪ ,‬لكن حبيبا هذا قال البخاري ‪ :‬فيه نظر ‪.‬‬
‫و قال ابن عدي ‪ :‬ليس ف متون أحاديثه حديث منكر ‪ ,‬بل قد اضطرب ف أسانيد ما‬
‫يروي عنه ‪ ,‬إل أن أبا حات و أبا داود و ابن حبان وثقوه ‪ ,‬فحديثه حسن على‬
‫أقل الحوال إن شاء ال تعال ‪ ,‬و قد قال فيه الافظ ‪ " :‬ل بأس به " ‪.‬‬
‫و الديث ف " مسند الطيالسي " ( رقم ‪ : ) 438‬حدثنا داود الواسطي ‪ -‬و كان‬
‫ثقة ‪ -‬قال ‪ :‬سعت حبيب بن سال به ‪ ,‬لكن وقع ف متنه سقط فيستدرك من " مسند‬
‫أحد " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 189 / 5‬‬

‫" رواه أحد و البزار أت منه و الطبان ببعضه ف ( الوسط ) ‪ ,‬و رجاله‬
‫ثقات " ‪.‬‬
‫و من البعيد عندي حل الديث على عمر بن عبد العزيز ‪ ,‬لن خلفته كانت‬
‫قريبة العهد باللفة الراشدة و ل تكن بعد ملكي ‪ :‬ملك عاض و ملك جبية ‪ ,‬و‬
‫ال أعلم ‪.‬‬
‫هذا و إن من البشرات بعودة القوة إل السلمي و استثمارهم الرض استثمارا‬

‫يساعدهم على تقيق الغرض ‪ ,‬و تنبء عن أن لم مستقبل باهرا حت من الناحية‬
‫القتصادية و الزراعية قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ل تقوم الساعة حت تعود أرض العرب مروجا و أنارا " ‪.‬‬
‫" ل تقوم الساعة حت تعود أرض العرب مروجا و أنارا " ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫رواه مسلم ( ‪ ) 84 / 3‬و أحد ( ‪ 703 / 2‬و ‪ ) 417‬و الاكم ( ‪ ) 477 / 4‬من‬
‫حديث ‪ #‬أب هريرة ‪. #‬‬
‫و قد بدأت تباشي هذا الديث تتحقق ف بعض الهات من جزيرة العرب با أفاض‬
‫ال عليها من خيات و بركات و آلت ناضحات تستنبط الاء الغزير من بطن أرض‬
‫الصحراء و هناك فكرة بر نر الفرات إل الزيرة كنا قرأناها ف بعض الرائد‬
‫الحلية فلعلها ترج إل حيز الوجود ‪ ,‬و إن غدا لناظره قريب ‪.‬‬
‫هذا و ما يب أن يعلم بذه الناسبة أن قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫" ل يأت عليكم زمان إل و الذي بعده شر منه حت تلقوا ربكم " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ف " الفت " من حديث أنس مرفوعا ‪.‬‬
‫فهذا الديث ينبغي أن يفهم على ضوء الحاديث التقدمة و غيها مثل أحاديث‬
‫الهدي و نزول عيسى عليه السلم فإنا تدل على أن هذا الديث ليس على عمومه‬
‫بل هو من العام الخصوص ‪ ,‬فل يوز إفهام الناس أنه على عمومه فيقعوا ف‬
‫اليأس الذي ل يصح أن يتصف به الؤمن ( إنه ل ييأس من روح ال إل القوم‬
‫الكافرون ) أسأل ال أن يعلنا مؤمني به حقا ‪.‬‬
‫عن أنس قال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫‪7‬‬
‫" ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طي أو إنسان أو بيمة إل كان‬
‫له به صدقة " ‪.‬‬
‫( عن ‪ #‬أنس ‪: ) #‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ 67 / 2‬طبع أوربا ) و مسلم ( ‪ ) 28 / 5‬و أحد ( ‪. ) 147 / 3‬‬

‫عن جابر مرفوعا ‪:‬‬ ‫‪8‬‬
‫" ما من مسلم يغرس غرسا إل كان ما أكل منه له صدقة و ما سرق منه له صدقة و‬
‫ما‬
‫أكل السبع منه فهو له صدقة و ما أكلت الطي فهو له صدقة و ل يرزؤه ( أي ينقصه‬
‫و يأخذ منه ) أحد إل كان له صدقة ( إل يوم القيامة ) " ‪.‬‬
‫( عن ‪ #‬جابر ‪: ) #‬‬
‫رواه مسلم عنه ‪ .‬ث رواه هو و أحد ( ‪ ) 391 / 3‬من طرق أخرى عنه بشيء من‬
‫الختصار ‪ ,‬و له شاهد من حديث أم مبشر عند مسلم و أحد ( ‪ 362 / 6‬و‬
‫‪, ) 240‬‬
‫و له شواهد أخرى ذكرها النذري ف " الترغيب " ( ‪ 224 / 3‬و ‪. ) 245‬‬
‫عن أنس رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬ ‫‪9‬‬
‫" إن قامت الساعة و ف يد أحدكم فسيلة ‪ ,‬فإن استطاع أن ل تقوم حت يغرسها‬

‫فليغرسها " ‪.‬‬
‫( عن ‪ #‬أنس ‪) #‬‬
‫رواه المام أحد ( ‪ ) 191 , 184 , 183 / 3‬و كذا الطيالسي ( رقم ‪) 2068‬‬
‫و البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 479‬و ابن العراب ف " معجمه "‬
‫( ق ‪ ) 1 / 21‬عن هشام بن زيد عنه ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و تابعه يي بن سعيد عن أنس ‪ .‬أخرجه ابن‬
‫عدي‬
‫ف " الكامل " ( ‪. ) 1 / 316‬‬
‫و أورده اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 4 / 63‬متصرا و قال ‪:‬‬
‫" رواه البزار و رجاله أثبات ثقات " ‪.‬‬
‫و فاته أنه ف " مسند أحد " بأت منه كما ذكرناه ‪.‬‬
‫( الفسيلة ) هي النخلة الصغية و هي ( الودية ) ‪.‬‬
‫و ل أدل على الض على الستثمار من هذه الحاديث الكرية ‪ ,‬لسيما الديث‬
‫الخي منها فإن فيه ترغيبا عظيما على اغتنام آخر فرصة من الياة ف سبيل زرع‬
‫ما ينتفع به الناس بعد موته فيجري له أجره و تكتب له صدقته إل يوم القيامة ‪.‬‬
‫و قد ترجم المام البخاري لذا الديث بقوله " باب اصطناع الال " ث روى عن‬
‫الارث بن لقيط قال ‪ :‬كان الرجل منا تنتج فرسه فينحرها فيقول ‪ :‬أنا أعيش حت‬
‫أركب هذه ?‬
‫فجاءنا كتاب عمر ‪ :‬أن أصلحوا ما رزقكم ال ‪ ,‬فإن ف المر تنفسا ‪.‬‬
‫و سنده صحيح ‪.‬‬
‫و روى أيضا بسند صحيح عن داود قال ‪ :‬قال ل عبد ال بن سلم ‪ :‬إن سعت‬
‫بالدجال‬
‫قد خرج و أنت على ودية تغرسها ‪ ,‬فل تعجل أن تصلحه ‪ ,‬فإن للناس بعد ذلك‬
‫عيشا ‪.‬‬
‫و داود هذا هو ابن أب داود النصاري قال الافظ فيه ‪ " :‬مقبول " ‪.‬‬
‫و روى ابن جرير عن عمارة بن خزية بن ثابت قال ‪ :‬سعت عمر بن الطاب يقول‬
‫لب ‪ :‬ما ينعك أن تغرس أرضك ? فقال له أب ‪ :‬أنا شيخ كبي أموت غدا ‪ ,‬فقال له‬
‫عمر ‪ :‬أعزم عليك لتغرسنها ? فلقد رأيت عمر بن الطاب يغرسها بيده مع أب ‪.‬‬
‫كذا ف " الامع الكبي " للسيوطي ( ‪. ) 2 / 337 / 3‬‬
‫و لذلك اعتب بعض الصحابة الرجل يعمل ف إصلح أرضه عامل من عمال ال عز‬
‫وجل‬
‫فروى البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 448‬عن نافع بن عاصم أنه سع‬
‫عبد ال بن عمرو قال لبن أخ له خرج من ( الوهط ) ‪ :‬أيعمل عمالك ? قال ‪ :‬ل‬
‫أدري ‪ ,‬قال ‪ :‬أما لو كنت ثقفيا لعلمت ما يعمل عمالك ‪ ,‬ث التفت إلينا فقال ‪:‬‬
‫إن الرجل إذا عمل مع عماله ف داره ( و قال الراوي مرة ‪ :‬ف ماله ) كان عامل‬
‫من عمال ال عز و جل ‪ .‬و سنده حسن إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و ( الوهط ) ف اللغة هو البستان و هي أرض عظيمة كانت لعمرو بن العاص‬

‫بالطائف‬
‫على ثلثة أميال من ( وج ) يبدو أنه خلفها لولده ‪ ,‬و قد روى ابن عساكر ف‬
‫" تاريه " ( ‪ ) 2 / 264 / 13‬بسند صحيح عن عمرو بن دينار قال ‪ :‬دخل عمرو‬
‫بن‬
‫العاص ف حائط له بالطائف يقال له ‪ ( :‬الوهط ) ( فيه ) ألف ألف خشبة ‪ ,‬اشترى‬
‫كل‬
‫خشبة بدرهم ! يعن يقيم با العناب ‪.‬‬
‫هذه بعض ما أثرته تلك الحاديث ف جلتها من السلف الصال رضي ال عنهم ‪.‬‬
‫و قد ترجم البخاري ف " صحيحه " للحديثي الولي بقوله ‪:‬‬
‫" باب فضل الزرع إذا أكل منه " ‪.‬‬
‫قال ابن الني ‪:‬‬

‫" أشار البخاري إل إباحة الزرع ‪ ,‬و أن من نى عنه كما ورد عن عمر فمحله ما إذا‬
‫شغل الرث عن الرب و نوه من المور الطلوبة ‪ ,‬و على ذلك يمل حديث أب‬
‫أمامة‬
‫الذكور ف الباب الذي بعده " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬سيأت الكلم على الديث الشار إليه ف القال الت إن شاء ال تعال‬
‫‪.‬‬
‫عن أب أمامة الباهلي قال ‪ -‬و رأى سكة و شيئا من آلة الرث فقال ‪ :‬سعت رسول‬ ‫‪10‬‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" ل يدخل هذا بيت قوم إل أدخله ال الذل " ‪.‬‬
‫التكالب على الدنيا يورث الذل ‪:‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫ذكرت ف القال السابق بعض الحاديث الواردة ف الض على استثمار الرض ‪ ,‬ما‬
‫ل يدع مال للشك ف أن السلم شرع ذلك للمسلمي و رغبهم فيه أيا ترغيب ‪.‬‬
‫و اليوم نورد بعض الحاديث الت قد يتبادر لبعض الذهان الضعيفة أو القلوب‬
‫الريضة أنا معارضة للحاديث التقدمة ‪ ,‬و هي ف القيقة غي منافية له ‪,‬‬
‫إذا ما أحسن فهمها ‪ ,‬و خلت النفس من اتباع هواها !‬
‫الول ‪ :‬عن ‪ #‬أب أمامة الباهلي ‪ #‬قال ‪ -‬و رأى سكة و شيئا من آلة الرث فقال‬
‫‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" ل يدخل هذا بيت قوم إل أدخله ال الذل " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " صحيحه " ( ‪ 4 / 5‬بشرح " الفتح " ) ‪ ,‬و رواه الطبان ف‬
‫" الكبي " من طريق أخرى عن أب أمامة مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" ما من أهل بيت يغدو عليهم فدان إل ذلوا " ‪.‬‬
‫ذكره ف " الجمع " ( ‪. ) 120 / 4‬‬
‫و قد وفق العلماء بي هذا الديث و الحاديث التقدمة ف القال الشار إليه‬

‫بوجهي اثني ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن الراد بالذل ما يلزمهم من حقوق الرض الت تطالبهم با الولة من خراج‬
‫أو عشر ‪ ,‬فمن أدخل نفسه ف ذلك فقد عرضها للذل ‪.‬‬
‫قال الناوي ف " الفيض " ‪ " :‬و ليس هذا ذما للزراعة فإنا ممودة مثاب عليها‬
‫لكثرة أكل العواف منها ‪ ,‬إذ ل تلزم بي ذل الدنيا و حرمان ثواب البعض " ‪.‬‬
‫و لذا قال ابن التي ‪ " :‬هذا من أخباره صلى ال عليه وسلم بالغيبات ‪ ,‬لن‬
‫الشاهد الن أن أكثر الظلم إنا هو على أهل الرث " ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أنه ممول على من شغله الرث و الزرع عن القيام بالواجبات كالرب و‬

‫نوه ‪,‬‬
‫و إل هذا ذهب البخاري حيث ترجم للحديث بقوله ‪:‬‬
‫" باب ما يذر من عواقب الشتغال بآلة الزرع ‪ ,‬أو ماوزة الد الذي أمر به " ‪.‬‬
‫فإن من العلوم أن الغلو ف السعي وراء الكسب يلهي صاحبه عن الواجب و يمله‬
‫على‬
‫التكالب على الدنيا و الخلد إل الرض و العراض عن الهاد ‪ ,‬كما هو مشاهد‬
‫من‬
‫الكثيين من الغنياء ‪.‬‬
‫و يؤيد هذا الوجه قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫" إذا تبايعتم بالعينة ‪ ,‬و أخذت أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الهاد‬
‫سلط ال عليكم ذل ل ينعه حت ترجعوا إل دينكم " ‪.‬‬
‫" إذا تبايعتم بالعينة و أخذت أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الهاد‬ ‫‪11‬‬
‫سلط ال عليكم ذل ل ينعه حت ترجعوا إل دينكم " ‪.‬‬
‫و هو حديث صحيح لجموع طرقه ‪ ,‬و قد وقفت على ثلث منها كلها عن ‪ #‬ابن‬
‫عمر ‪#‬‬
‫رضي ال عنه مرفوعا ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن إسحاق أب عبد الرحن أن عطاء الراسان حدثه أن نافعا حدثه عن‬
‫ابن عمر قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( رقم ‪ ) 3462‬و الدولب ف " الكن " ( ‪ ) 65 / 2‬و ابن عدي‬
‫ف‬
‫" الكامل " ( ‪ ) 2 / 256‬و البيهقي ف " السنن الكبى " ( ‪. ) 316 / 5‬‬
‫و تابعه فضالة بن حصي عن أيوب عن نافع به ‪.‬‬

‫رواه ابن شاهي ف جزء من " الفراد " ( ‪ ) 1 / 1‬و قال " تفرد به فضالة "‬
‫و قال البيهقي ‪ " :‬روي ذلك من وجهي عن عطاء بن أب رباح عن ابن عمر " ‪.‬‬
‫يشي بذلك إل تقوية الديث ‪ ,‬و قد وقفت على أحد الوجهي الشار إليهما و هو‬
‫الطريق ‪:‬‬
‫الثانية ‪ :‬عن أب بكر بن عياش عن العمش عن عطاء بن أب رباح عن ابن عمر ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( رقم ‪ ) 4825‬و ف " الزهد " ( ‪ , ) 2 - 1 / 84 / 20‬و الطبان‬
‫ف " الكبي " ( ‪ ) 1 / 207 / 3‬و أبو أمية الطرسوسي ف " مسند ابن عمر "‬
‫( ‪. ) 1 / 202‬‬
‫و الوجه الثان أخرجه الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 1 / 107 / 3‬عن ليث عن‬
‫عبد اللك بن أب سليمان عن عطاء ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن أب الدنيا ف " العقوبات " ( ‪ . ) 1 / 79‬و الرويان ف " مسنده "‬
‫( ‪ ) 2 / 247‬من وجه آخر عن ليث عن عطاء ‪ ,‬أسقط من بينهما ابن أب سليمان ‪,‬‬
‫و كذا رواه أبو نعيم ف " اللية " ( ‪. ) 314 - 313 / 1‬‬
‫الثالثة ‪ :‬عن شهر بن حوشب عن ابن عمر ‪ .‬رواه أحد ( رقم ‪. ) 5007‬‬
‫ث وجدت له شاهدا من رواية بشي بن زياد الراسان ‪ :‬حدثنا ابن جريج عن عطاء‬
‫عن جابر ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه ابن عدي ف ترجة بشي هذا من " الكامل " و قال ‪ " :‬و هو غي معروف ‪,‬‬
‫ف حديثه بعض النكرة " ‪ .‬و قال الذهب ‪ " :‬و ل يترك " ‪.‬‬
‫فتأمل كيف بي هذا الديث ما أجل ف حديث أب أمامة التقدمة قبله ‪ ,‬فذكر‬
‫أن تسليط الذل ليس هو لجرد الزرع و الرث بل لا اقترن به من الخلد إليه‬
‫و النشغال به عن الهاد ف سبيل ال ‪ ,‬فهذا هو الراد بالديث ‪ ,‬و أما الزرع‬
‫الذي ل يقترن به شيء من ذلك فهو الراد بالحاديث الرغبة ف الرث فل تعارض‬
‫بينها و ل إشكال ‪.‬‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫‪12‬‬
‫" ل تتخذوا الضيعة فترغبوا ف الدنيا " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 264 / 4‬و أبو الشيخ ف " الطبقات " ( ‪ ) 298‬و أبو يعلى ف‬
‫" مسنده " ( ‪ ) 1 / 251‬و الاكم ( ‪ ) 222 / 4‬و أحد ( رقم ‪, 2589‬‬
‫‪) 4047‬‬
‫و الطيب ( ‪ ) 18 / 1‬عن شر بن عطية عن مغية بن سعد بن الخرم عن أبيه عن‬
‫‪ #‬ابن مسعود ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و حسنه الترمذي ‪ ,‬و قال الاكم " صحيح السناد " ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫ث رواه أحد ( رقم ‪ ) 4174 , 4181‬من طريق أب التياح عن ابن الخرم رجل من‬
‫طيء‬
‫عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ ‪ " :‬نى عن التبقر ف الهل و الال " ‪.‬‬
‫و تابعه أبو حزة قال ‪:‬‬

‫سعت رجل من طيء يدث عن أبيه عن عبد ال مرفوعا به ‪.‬‬
‫رواه البغوي ف " حديث علي بن العد " ( ج ‪ ) 2 / 20 / 6‬فزاد ف السند عن أبيه‬
‫و هو الصواب لرواية شر كذلك ‪.‬‬
‫و له شاهد من رواية ليث عن نافع عن ابن عمر مرفوعا باللفظ الول ‪.‬‬
‫أخرجه الحاملي ف " المال " ( ‪ , ) 2 / 69‬و سنده حسن ف الشواهد ‪.‬‬
‫و أورده الافظ باللفظ الول مزوما به ف شرح حديث أنس التقدم ف القال‬
‫السابق ث قال ‪:‬‬
‫" قال القرطب ‪ :‬يمع بينه و بي حديث الباب بمله على الستكثار و الشتغال‬
‫به عن أمر الدين ‪ ,‬و حل حديث الباب على اتاذها للكفاف أو لنفع السلمي با‬
‫و تصيل توابعها " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ما يؤيد هذا المع اللفظ الثان من حديث ابن مسعود ‪ ,‬فإن ( التبقر )‬
‫التكثر و التوسع ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و اعلم أن هذا التكثر الفضي إل النصراف عن القيام بالواجبات الت منها‬

‫الهاد ف سبيل ال هو الراد بالتهلكة الذكورة ف قوله تعال ( و ل تلقوا‬
‫بأيديكم إل التهلكة ) و ف ذلك نزلت الية خلفا لا يظن كثي من الناس ! فقد‬
‫قال أسلم أبو عمران ‪:‬‬
‫" غزونا من الدينة ‪ ,‬نريد القسطنطينية ‪ ( ,‬و على أهل مصر عقبة بن عامر ) و على‬
‫الماعة عبد الرحن بن خالد بن الوليد ‪ ,‬و الروم ملصقو ظهورهم بائط الدينة ‪,‬‬
‫فحمل رجل ( منا ) على العدو ‪ ,‬فقال الناس ‪ :‬مه مه ! ل إله إل ال ! يلقي‬
‫بيديه إل التهلكة ! فقال أبو أيوب النصاري ‪ ( :‬إنا تأولون هذه الية هكذا‬
‫أن حل رجل يقاتل يلتمس الشهادة ‪ ,‬أو يبلي من نفسه ! ) إنا نزلت هذه الية‬
‫فينا معشر النصار ‪ ,‬لا نصر ال نبيه و أظهر السلم قلنا ( بيننا خفيا من‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ‪ :‬هلم نقيم ف أموالنا و نصلحها ‪ ,‬فأنزل ال‬
‫تعال ( و أنفقوا ف سبيل ال و ل تلقوا بأيديكم إل التهلكة ) فاللقاء‬
‫باليدي إل التهلكة ‪ :‬أن نقيم ف أموالنا و نصلحها و ندع الهاد ‪.‬‬
‫قال أبو عمران ‪:‬‬

‫" فلم يزل أبو أيوب ياهد ف سبيل ال حت دفن بالقسطنطينية " ‪.‬‬
‫" غزونا من الدينة نريد القسطنطينية ( و على أهل مصر عقبة بن عامر ) و على‬ ‫‪13‬‬
‫الماعة عبد الرحن بن خالد بن الوليد و الروم ملصقوا ظهورهم بائط الدينة‬
‫فحمل رجل ( منا ) على العدو ‪ ,‬فقال الناس ‪ :‬مه مه ! ل إله إل ال ! يلقي‬
‫بيديه إل التهلكة ! فقال أبو أيوب النصاري ‪ ( :‬إنا تأولون هذه الية هكذا‬
‫أن حل رجل يقاتل يلتمس الشهادة أو يبلي من نفسه ! ) إنا نزلت هذه الية فينا‬
‫معشر النصار لا نصر ال نبيه و أظهر السلم قلنا ( بيننا خفيا من رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ) ‪ :‬هلم نقيم ف أموالنا و نصلحها ‪ ,‬فأنزل ال تعال ( و‬
‫أنفقوا ف سبيل ال و ل تلقوا بأيديكم إل التهلكة ) فاللقاء باليدي إل‬
‫التهلكة ‪ :‬أن نقيم ف أموالنا و نصلحها و ندع الهاد ‪.‬‬
‫قال أبو عمران ‪ :‬فلم يزل أبو أيوب ياهد ف سبيل ال حت دفن بالقسطنطينية " ‪.‬‬
‫عن ( ‪ #‬أسلم أبو عمران ‪: ) #‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 393 / 1‬و ابن أب حات ف " تفسيه " ( ‪) 2 / 10 / 1‬‬
‫و الاكم ( ‪ ) 275 / 2‬و قال ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " و وافقه الذهب ‪,‬‬
‫و قد وها ‪ ,‬فإن الشيخي ل يرجا لسلم هذا ‪ ,‬فالديث صحيح فقط ‪.‬‬
‫عن قزعة قال ‪:‬‬ ‫‪14‬‬
‫أرسلن ابن عمر ف حاجة ‪ ,‬فقال ‪ :‬تعال حت أودعك كما ودعن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم و أرسلن ف حاجة له فقال ‪:‬‬
‫" أستودع ال دينك و أمانتك و خواتيم عملك " ‪.‬‬
‫من أدبه صلى ال عليه وسلم عند التوديع ‪:‬‬

‫‪--------------------------------------‬‬
‫فيه ثلثة أحاديث ‪ :‬الول عن ابن عمر ‪ ,‬و له عنه طرق ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬عن قزعة قال ‪:‬‬

‫أرسلن ‪#‬ابن عمر ‪ #‬ف حاجة ‪ ,‬فقال ‪ :‬تعال حت أودعك كما ودعن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم و أرسلن ف حاجة له فقال ‪:‬‬
‫رواه أبو داود ( رقم ‪ ) 2600‬و الاكم ( ‪ ) 97 / 2‬و أحد ( ‪ 25 / 2‬و ‪ 38‬و‬
‫‪) 136‬‬
‫و ابن عساكر ( ‪ 2 / 290 / 14‬و ‪ ) 1 / 469 / 15‬عن عبد العزيز بن عمر ابن‬
‫عبد‬
‫العزيز عنه ‪.‬‬
‫و رجاله ثقات ‪ ,‬لكن اختلف فيه على عبد العزيز ‪ ,‬فرواه بعضهم هكذا ‪ ,‬و أدخل‬
‫بعضهم بينه و بي قزعة رجل ساه بعضهم " إساعيل بن جرير " و ساه آخرون‬
‫" يي بن إساعيل بن جرير " ‪ ,‬و قد ساق الافظ ابن عساكر الروايات الختلفة‬
‫ف ذلك ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " إن الصواب قول من قال ‪ " :‬يي بن إساعيل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ضعيف ‪ ,‬لكن يتقوى الديث بالطرق الخرى ‪ ,‬و ف رواية لبن‬
‫عساكر ‪:‬‬
‫" كما ودعن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فأخذ بيدي يصافحن ‪ ,‬ث قال ‪" :‬‬
‫فذكره ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬عن سال أن ابن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سفرا ‪ :‬ادن من أودعك كما‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يودعنا فيقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ 255 / 2‬طبع بولق ) و أحد ( ‪ ) 7 / 2‬و عبد الغن القدسي‬
‫ف " الزء الثالث و الستون ( ‪ " ) 1 / 41‬عن سعيد بن خثيم عن حنظلة عنه ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سال " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو على شرط مسلم غي أن سعيدا قد خولف ف سنده ‪ ,‬فرواه الاكم‬
‫( ‪ 442 / 1‬و ‪ ) 97 / 2‬عن إسحاق بن سليمان و الوليد بن مسلم عن حنظلة بن‬
‫أب سفيان عن القاسم بن ممد قال ‪:‬‬
‫كنت عند ابن عمر فجاءه رجل فقال ‪ :‬أردت سفرا ‪ ,‬فقال ‪ :‬انتظر حت أودعك ‪:‬‬
‫فذكره ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح على شرط الشيخي " و وافقه الذهب و هو كما قال ‪.‬‬
‫و لعل الترمذي إنا استغربه من حديث سال من أجل مالفة هذين الثقتي ‪ :‬إسحاق‬
‫ابن سليمان و الوليد بن مسلم لبن خثيم حيث جعله من رواية حنظلة عن سال ‪,‬‬
‫و جعله من رواية حنظلة عن القاسم بن ممد عنه ‪ .‬و لعله أصح ‪.‬‬
‫و أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 2 / 270‬من طريق الوليد بن مسلم وحده ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬عن ماهد قال ‪:‬‬

‫" خرجت إل العراق أنا و رجل معي ‪ ,‬فشيعنا عبد ال بن عمر ‪ ,‬فلما أراد أن‬
‫يفارقنا قال ‪ :‬إنه ليس معي ما أعطيكما ( كذا الصل ‪ ,‬و لعله ‪ :‬أعظكما ) ‪,‬‬
‫و لكن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬إذا استودع ال شيئا حفظه ‪,‬‬
‫و إن أستودع ال دينكما و أمانتكما ‪ ,‬و خواتيم عملكما " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 2376‬بسند صحيح ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬عن نافع عنه قال ‪:‬‬

‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا ودع رجل أخذ بيده فل يدعها حت يكون‬
‫الرجل هو يدع يد النب صلى ال عليه وسلم و يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ 255 / 2‬طبع بولق ) و قال ‪ " :‬حديث غريب من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يعن أنه ضعيف لصوص هذه الطريق ‪ ,‬و ذلك لنا من رواية إبراهيم‬
‫ابن عبد الرحن بن زيد بن أمية عن نافع و هو أعن إبراهيم هذا مهول ‪.‬‬
‫لكنه ل ينفرد به ‪ ,‬فقد رواه ابن ماجه ( ‪ 943 / 2‬رقم ‪ ) 2826‬عن ابن أب ليلى‬
‫عنه ‪ .‬و ابن أب ليلى سيء الفظ و اسه ممد بن عبد الرحن ‪ ,‬و ل يذكر قصة‬
‫الخذ باليد ‪.‬‬
‫عن عبد ال الطمي قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن يستودع‬ ‫‪15‬‬
‫اليش ‪ ,‬قال ‪:‬‬

‫( عن ‪ #‬عبد ال الطمي ‪ ) #‬قال ‪:‬‬
‫كان النب صلى ال عليه وسلم إذا أراد أن يستودع اليش ‪ ,‬قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫رواه أبو داود و ابن السن ف " عمل اليوم و الليلة " ( رقم ‪ ) 498‬بإسناد صحيح‬
‫على شرط مسلم ‪.‬‬
‫عن أب هريرة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ودع أحدا قال ‪:‬‬ ‫‪16‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 358 / 2‬عن ابن ليعة عن السن بن ثوبان عن موسى ابن وردان‬
‫عنه‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله موثقون ‪ ,‬غي أن ابن ليعة سيء الفظ و قد خالفه ف متنه الليث‬
‫ابن سعد و سعيد بن أب أيوب عن السن بن ثوبان به بلفظ ‪:‬‬
‫" أستودعك ال الذي ل تضيع ودائعه " ‪.‬‬
‫و هذا عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬أصح و سنده جيد ‪ ,‬رواه أحد ( ‪. ) 403 / 1‬‬
‫ث رأيت ابن ليعة قد رواه بذا اللفظ أيضا عند ابن السن رقم ( ‪. ) 501‬‬
‫و ابن ماجه ( ‪ 943 / 2‬رقم ‪ ) 2825‬فتأكدنا من خطئه ف اللفظ الول ‪.‬‬
‫من فوائد الديث ‪:‬‬

‫‪-----------------‬‬
‫يستفاد من هذا الديث الصحيح جلة فوائد ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬مشروعية التوديع بالقول الوارد فيه " أستودع ال دينك و أمانتك‬
‫و خواتيم عملك " أو يقول ‪ " :‬أستودعكم ال الذي ل تضيع ودائعه " ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬الخذ باليد الواحدة ف الصافحة ‪ ,‬و قد جاء ذكرها ف أحاديث كثية ‪,‬‬
‫و على ما دل عليه هذا الديث يدل اشتقاق هذه اللفظة ف اللغة ‪.‬‬
‫ففي " لسان العرب " ‪ " :‬و الصافحة ‪ :‬الخذ باليد ‪ ,‬و التصافح مثله ‪ ,‬و الرجل‬
‫يصافح الرجل ‪ :‬إذا وضع صفح كفه ف صفح كفه ‪ ,‬و صفحا كفيهما ‪ :‬وجهاها ‪,‬‬
‫و منه‬
‫حديث الصافحة عند اللقاء ‪ ,‬و هي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف و إقبال‬
‫الوجه‬
‫على الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف بعض الحاديث الشار إليها ما يفيد هذا العن أيضا ‪ ,‬كحديث حذيفة‬
‫مرفوعا ‪ " :‬إن الؤمن إذا لقي الؤمن فسلم عليه و أخذ بيده فصافحه تناثرت‬
‫خطاياها كما يتناثر ورق الشجر " ‪.‬‬
‫قال النذري ( ‪: ) 270 / 3‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و رواته ل أعلم فيهم مروحا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و له شواهد يرقى با إل الصحة ‪ ,‬منها ‪ :‬عن أنس عند الضياء القدسي‬
‫ف " الختارة " ( ق ‪ ) 2 - 1 / 240‬و عزاه النذري لحد و غيه ‪.‬‬
‫فهذه الحاديث كلها تدل على أن السنة ف الصافحة ‪ :‬الخذ باليد الواحدة فما‬
‫يفعله بعض الشايخ من التصافح باليدين كلتيهما خلف السنة ‪ ,‬فليعلم هذا ‪.‬‬
‫الفائدة الثالثة ‪ :‬أن الصافحة تشرع عند الفارقة أيضا و يؤيده عموم قوله‬
‫صلى ال عليه وسلم " من تام التحية الصافحة " و هو حديث جيد باعتبار طرقه‬
‫و لعلنا نفرد له فصل خاصا إن شاء ال تعال ‪ ,‬ث تتبعت طرقه ‪ ,‬فتبي ل‬
‫أنا شديدة الضعف ‪ ,‬ل تلصح للعتبار و تقوية الديث با ‪ ,‬و لذلك أوردته ف‬
‫" السلسلة الخرى " ( ‪ . ) 1288‬و وجه الستدلل بل الستشهاد به إنا يظهر‬
‫باستحضار مشروعية السلم عند الفارقة أيضا لقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إذا دخل أحدكم السجد فليسلم ‪ ,‬و إذا خرج فليسلم ‪ ,‬فليست الول بأحق من‬
‫الخرى " ‪ .‬رواه أبو داود و الترمذي و غيها بسند حسن ‪.‬‬
‫فقول بعضهم ‪ :‬إن الصافحة عند الفارقة بدعة ما ل وجه له ‪ ,‬نعم إن الواقف‬
‫على الحاديث الواردة ف الصافحة عند اللقاة يدها أكثر و أقوى من الحاديث‬
‫الواردة ف الصافحة عند الفارقة ‪ ,‬و من كان فقيه النفس يستنتج من ذلك أن‬
‫الصافحة الثانية ليست مشروعيتها كالول ف الرتبة ‪ ,‬فالول سنة ‪ ,‬و الخرى‬
‫مستحبة ‪ ,‬و أما أنا بدعة فل ‪ ,‬للدليل الذي ذكرنا ‪.‬‬
‫و أما الصافحة عقب الصلوات فبدعة ل شك فيها إل أن تكون بي اثني ل يكونا‬

‫قد تلقيا قبل ذلك فهي سنة كما علمت ‪.‬‬
‫" إن نب ال أيوب صلى ال عليه وسلم لبث به بلؤه ثان عشرة سنة فرفضه‬ ‫‪17‬‬
‫القريب و البعيد إل رجلي من إخوانه كانا يغدوان إليه و يروحان ‪ ,‬فقال أحدها‬
‫لصاحبه ذات يوم ‪ :‬تعلم وال لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالي فقال‬
‫له صاحبه ‪ :‬و ما ذاك ? قال ‪ :‬منذ ثان عشرة سنة ل يرحه ال فيكشف ما به فلما‬
‫راحا إل أيوب ل يصب الرجل حت ذكر ذلك له ‪ ,‬فقال أيوب ‪ :‬ل أدري ما تقولن‬
‫غي أن ال تعال يعلم أن كنت أمر بالرجلي يتنازعان ‪ ,‬فيذكران ال فأرجع‬
‫إل بيت فأكفر عنهما كراهية أن يذكر ال إل ف حق ‪ ,‬قال ‪ :‬و كان يرج إل‬
‫حاجته فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حت يبلغ ‪ ,‬فلما كان ذات يوم أبطأ‬
‫عليها و أوحي إل أيوب أن *( اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب )*‬
‫فاستبطأته‬
‫فتلقته تنظر و قد أقبل عليها قد أذهب ال ما به من البلء و هو أحسن ما كان‬
‫فلما رأته قالت ‪ :‬أي بارك ال فيك هل رأيت نب ال هذا البتلى ‪ ,‬وال على‬
‫ذلك ما رأيت أشبه منك إذ كان صحيحا ‪ ,‬فقال ‪ :‬فإن أنا هو ‪ ,‬و كان له أندران‬
‫( أي بيدران ) ‪ :‬أندر للقمح و أندر للشعي ‪ ,‬فبعث ال سحابتي ‪ ,‬فلما كانت‬
‫إحداها على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حت فاض و أفرغت الخرى ف أندر‬
‫الشعي‬
‫الورق حت فاض " ‪.‬‬
‫رواه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 1 / 177 - 1 / 176‬و أبو نعيم ف " اللية "‬
‫( ‪ ) 375 - 374 / 3‬من طريقي عن سعيد بن أب مري حدثنا نافع بن يزيد أخبن‬
‫عقيل عن ابن شهاب عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬مرفوعا و قال ‪:‬‬
‫" غريب من حديث الزهري ل يروه عنه إل عقيل و رواته متفق على عدالتهم تفرد‬
‫به نافع " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة كما قال ‪ ,‬أخرج له مسلم و بقية رجاله رجال الشيخي ‪.‬‬
‫فالديث صحيح ‪ .‬و قد صححه الضياء القدسي فأخرجه ف " الختارة "‬
‫( ‪ ) 2 / 221 - 2 / 220‬من هذا الوجه ‪ .‬و رواه ابن حبان ف " صحيحه " (‬
‫‪) 2091‬‬
‫عن ابن وهيب أنبأنا نافع بن يزيد ‪.‬‬
‫و هذا الديث ما يدل على بطلن الديث الذي ف " الامع الصغي " بلفظ ‪:‬‬
‫" أب ال أن يعل للبلء سلطانا على عبده الؤمن " ‪.‬‬
‫و سيأت تقيق الكلم عليه ف " الحاديث الضعيفة " إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫" حيثما مررت بقب كافر فبشره بالنار " ‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫رواه الطبان ( ‪ )1 / 19 / 1‬حدثنا علي بن عبد العزيز أنبأنا ممد بن أب نعيم‬

‫الواسطي أنبأنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن ‪ #‬عامر بن سعد عن أبيه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫جاء أعراب إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إن أب كان يصل الرحم و كان‬
‫و كان فأين هو ? قال ‪ :‬ف النار ‪ ,‬فكأن العراب وجد من ذلك فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫ال فأين أبوك ? قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فأسلم العراب بعد ذلك ‪ ,‬فقال ‪ :‬لقد كلفن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫تعبا ‪ :‬ما مررت بقب كافر إل بشرته بالنار ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون ‪ ,‬و طرح ابن معي لحمد‬
‫ابن أب نعيم ل يتلفت إليه بعد توثيق أحد و أب حات إياه ‪ ,‬لسيما و قد‬
‫توبع ف إسناده ‪ ,‬أخرجه الضياء ف " الختارة " ( ‪ ) 333 / 1‬من طريقي عن زيد‬
‫بن أخزم حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا إبراهيم بن سعد به و قال ‪:‬‬
‫" سئل الدارقطن عنه فقال ‪ :‬يرويه ممد بن أب نعيم و الوليد بن عطاء بن الغر‬
‫عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد ‪ ,‬و غيه يرويه عن إبراهيم بن‬
‫سعد‬
‫عن الزهري مرسل ‪ ,‬و هو الصواب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه الرواية الت رويناها تقوي التصل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و زيد بن أخزم ثقة حافظ و كذلك شيخه يزيد بن هارون ‪ ,‬فهي متابعة قوية‬
‫لبن أب نعيم الواسطي تشهد لصدقه و ضبطه ‪ ,‬لكن قد خولف زيد بن أخزم ف‬
‫إسناده‬
‫فقال ابن ماجه ( رقم ‪ : ) 1573‬حدثنا ممد بن إساعيل بن البختري الواسطي ‪:‬‬
‫حدثنا يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سال عن أبيه قال ‪ :‬جاء‬
‫أعراب ‪ .‬الديث بتمامه ‪.‬‬
‫و هذا ظاهره الصحة ‪ ,‬و لذلك قال ف " الزوائد " ( ق ‪ " : ) 2 / 97‬إسناده‬
‫صحيح‬
‫رجاله ثقات ‪ ,‬ممد بن إساعيل وثقه ابن حبان و الدارقطن و الذهب ‪ ,‬و باقي‬
‫رجال السناد على شرط الشيخي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن قال الذهب فيه ‪ " :‬لكنه غلط غلطة ضخمة " ‪ .‬ث ساق له حديثا‬
‫صحيحا‬
‫زاد فيه " الرمي عن النساء " و هي زيادة منكرة و قد رواه غيه من الثقات فلم‬
‫يذكر فيه هذه الزيادة ‪ .‬و أقره الافظ ابن حجر على ذلك ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالظاهر أنه أخطأ ف إسناد هذا الديث أيضا فقال فيه ‪ ..‬عن سال عن أبيه‬
‫و الصواب عن عامر بن سعد عن أبيه كما ف رواية ابن أخزم و غيه ‪ ,‬و قد قال‬
‫اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 118 - 117 / 1‬بعد أن ساقه من حديث سعد ‪:‬‬
‫" رواه البزار و الطبان ف " الكبي " و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫من فقه الديث ‪:‬‬

‫‪---------------‬‬
‫و ف هذا الديث فائدة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه ‪ ,‬أل و هي مشروعية تبشي‬
‫الكافر بالنار إذا مر بقبه ‪ .‬و ل يفى ما ف هذا التشريع من إيقاظ الؤمن‬
‫و تذكيه بطورة جرم هذا الكافر حيث ارتكب ذنبا عظيما تون ذنوب الدنيا كلها‬
‫تاهه و لو اجتمعت ‪ ,‬و هو الكفر بال عز و جل و الشراك به الذي أبان ال‬
‫تعال عن شدة مقته إياه حي استثناه من الغفرة فقال ‪ ( :‬إن ال ل يغفر أن‬
‫يشرك به ‪ ,‬و يغفر ما دون ذلك لن يشاء ) ‪ ,‬و لذا قال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أكب الكبائر أن تعل ل ندا و قد خلقك " متفق عليه ‪.‬‬
‫و إن الهل بذه الفائدة ما أودى ببعض السلمي إل الوقوع ف خلف ما أراد‬

‫الشارع الكيم منها ‪ ,‬فإننا نعلم أن كثيا من السلمي يأتون بلد الكفر لقضاء‬
‫بعض الصال الاصة أو العامة ‪ ,‬فل يكتفون بذلك حت يقصدوا زيارة بعض قبور من‬
‫يسمونم بعظماء الرجال من الكفار و يضعون على قبورهم الزهار و الكاليل‬
‫و يقفون أمامها خاشعي مزوني ‪ ,‬ما يشعر برضاهم عنهم و عدم مقتهم إياهم ‪,‬‬
‫مع أن السوة السنة بالنبياء عليهم السلم تقضي خلف ذلك كما ف هذا الديث‬
‫الصحيح و اسع قول ال عز و جل ‪ ( :‬قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم و‬
‫الذين‬
‫معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤ منكم و ما تعبدون من دون ال كفرنا بكم و بدا‬
‫بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبدا ) الية ‪ ,‬هذا موقفهم منهم و هم أحياء‬
‫فكيف و هم أموات ) ?!‬
‫و روى البخاري ( ‪ 120 / 1‬طبع أوربا ) و مسلم ( ‪ ) 221 / 8‬عن ابن عمر أنه‬
‫صلى ال عليه وسلم قال لم لا مر بالجر ‪:‬‬
‫" ل تدخلوا على هؤلء القوم العذبي ‪ ,‬إل أن تكونوا باكي ‪ ,‬فإن ل تكونوا‬
‫باكي فل تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابم " ‪.‬‬
‫" ل تدخلوا على هؤلء القوم العذبي إل أن تكونوا باكي ‪ ,‬فإن ل تكونوا‬ ‫‪19‬‬
‫باكي فل تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابم " ‪.‬‬
‫( و تقنع بردائه و هو على الرحل ) ‪.‬‬
‫( عن ‪ #‬ابن عمر ‪: ) #‬‬
‫و رواه أحد ( ‪ ) 137 , 113 , 96 , 91 , 74 , 72 , 66 , 58 , 9 / 2‬و‬

‫الزيادة‬
‫له ‪.‬‬
‫و قد ترجم لذا الديث صديق خان ف " نزل البرار " ( ص ‪ ) 293‬بـ " باب‬
‫البكاء‬
‫و الوف عند الرور بقبور الظالي و بصارعهم و إظهار الفتقار إل ال تعال‬
‫و التحذير من الغفلة عن ذلك " ‪.‬‬
‫أسأل ال تعال أن يفقهنا ف ديننا و أن يلهمنا العمل به إنه سيع ميب ‪.‬‬
‫" أفل تتقي ال ف هذه البهيمة الت ملكك ال إياها ?! فإنه شكا إل أنك‬ ‫‪20‬‬
‫تيعه و تدئبه " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 400 / 1‬و الاكم ( ‪ ) 100 - 99 / 2‬و أحد ( ‪- 204 / 1‬‬
‫‪) 205‬‬
‫و أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 1 / 318‬و البيهقي ف " دلئل النبوة " ( ج ‪ 2‬باب‬
‫ذكر العجزات الثلث ) و ابن عساكر ف " تاريه " ( ج ‪. ) 1 / 28 / 9‬‬
‫و الضياء ف " الحاديث الختارة " ( ‪ ) 125 - 124‬من طريق ممد بن عبد ال‬
‫ابن أب يعقوب عن السن بن سعد مول السن بن علي عن ‪ #‬عبد ال بن جعفر ‪#‬‬
‫قال ‪ :‬أردفن رسول ال صلى ال عليه وسلم خلفه ذات يوم ‪ ,‬فأسر إل حديثا ل‬
‫أحدث به أحدا من الناس ‪ ,‬و كان أحب ما استتر به رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لاجته هدف أو حائش النخل ‪ ,‬فدخل حائطا لرجل من النصار فإذا جل ‪ ( ,‬فلما‬
‫رأى‬
‫النب صلى ال عليه وسلم حن و ذرفت عيناه ‪ ,‬فأتاه النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فمسح سراته إل سنامه و ذفراه فسكن ) فقال ‪ :‬من رب هذا المل ? لن هذا‬
‫المل ?‬
‫فجاء فت من النصار فقال ‪ :‬ل يا رسول ال ‪ ,‬فقال ‪ :‬فذكر الديث ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " و وافقه الذهب و هو كما قال ‪ ,‬بل إنما قد‬
‫قصرا فإنه صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬فقد أخرجه ف " صحيحه " ( ‪- 184 / 1‬‬
‫‪ ) 185‬بذا‬
‫السناد دون قصة المل ‪ ,‬و ذكر النووي ف " رياض الصالي " ( ص ‪ ) 378‬أن‬
‫البقان رواه بإسناد مسلم بتمامه و كأنه لذا قال ابن عساكر عقبه ‪:‬‬
‫" رواه مسلم " ‪ .‬يعن أصله ل بتمامه ‪.‬‬
‫و الزيادة الت بي القوسي لبن عساكر و الضياء ‪.‬‬
‫" اركبوا هذه الدواب سالة و ايتدعوها سالة و ل تتخذوها كراسي " ‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ 444 / 1‬و ‪ ) 100 / 2‬و البيهقي ( ‪ ) 225 / 5‬و أحد ( ‪/ 3‬‬
‫‪, 440‬‬
‫‪ ) 234 / 4‬و ابن عساكر ( ‪ ) 1 / 91 / 3‬عن الليث بن سعد عن يزيد بن حبيب‬
‫عن‬
‫‪ #‬سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه ‪ - #‬و كانت له صحبة ‪ -‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " و وافقه الذهب و هو كما قال فإن رجاله كلهم‬
‫ثقات ‪ ,‬و سهل بن معاذ ل بأس به ف غي رواية زبان عنه ‪ ,‬و هذه ليست منها ‪.‬‬
‫و قد أخرجه أحد ( ‪ ) 340 , 439 / 3‬من طريق ابن ليعة حدثنا زبان عن سهل به‬
‫و زاد " فرب مركوبة خي من راكبها ‪ ,‬و أكثر ذكرا ل منه " ‪.‬‬
‫و هذه الزيادة ضعيفة لا عرفت من حال رواية زبان عن سهل ‪ ,‬لسيما و فيه‬
‫ابن ليعة و هو ضعيف أيضا ‪ ,‬و ل تغتر بقول اليثمي ( ‪ ) 107 / 8‬عقب هذه‬
‫الرواية بذه الزيادة ‪:‬‬
‫" رواه أحد و الطبان و أحد أسانيد أحد رجاله رجال الصحيح غي سهل بن معاذ‬
‫ابن أنس وثقه ابن حبان و فيه ضعف " ‪.‬‬
‫فإن السند الذي ينطبق عليه هذا الكلم إنا هو سند الرواية الول الت ليس‬
‫فيها هذه الزيادة ‪ ,‬فتنبه ‪.‬‬
‫" إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر ‪ ,‬فإن ال تعال إنا سخرها لكم لتبلغكم‬ ‫‪22‬‬
‫إل بلد ل تكونوا بالغيه إل بشق النفس ‪ ,‬و جعل لكم الرض فعليها فاقضوا‬
‫حاجاتكم " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ( رقم ‪ ) 2567‬و عنه البيهقي ( ‪ ) 255 / 5‬و أبو القاسم‬
‫السمرقندي‬
‫ف " الجلس ‪ 128‬من المال " و عنه ابن عساكر ( ‪ ) 1 / 85 / 19‬من طريقي‬
‫عن‬
‫يي بن أب عمرو السيبان عن أب مري عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬يي بن أب عمرو السيبان ‪ -‬بفتح الهملة و سكون‬
‫التحتانية بعدها موحدة ‪ ,‬و هو ثقة ‪ ,‬و وقع ف ترجة أب مري من " التهذيب "‬
‫" الشيبان " بالشي العجمة و هو تصحيف ‪.‬‬
‫و أبو مري قال العجلي ف " الثقات " ( ص ‪ 94‬من ترتيب السبكي ) ‪ " :‬أبو مري‬
‫مول أب هريرة شامي تابعي ثقة " ‪.‬‬
‫و اعتمده الافظ فقال ف " التقريب " ‪ " :‬ثقة " ‪.‬‬
‫و منه تعلم أن قول ابن القطان الذكور ف " فيض القدير " ‪:‬‬
‫" ليس مثل هذا الديث يصح لن فيه أبا مري مول أب هريرة و ل يعرف له حال ‪,‬‬
‫ث قيل ‪ :‬هو رجل واحد ‪ ,‬و قيل ‪ :‬رجلن ‪ ,‬و كيفما كان فحاله أو حالما مهول‬
‫فمثله ل يصح " ‪.‬‬
‫فمردود بتوثيق العجلي له ‪ ,‬و قد روى عنه جاعة كما ف " التهذيب "‬
‫و بقول أحد ‪ " :‬رأيت أهل حص يسنون الثناء عليه " و ف رواية عنه ‪:‬‬
‫" هو صال معروف عندنا ‪ ,‬قيل له ‪ :‬هذا الذي يروي عن أب هريرة ? قال ‪ :‬نعم " ‪.‬‬
‫ذكره ابن عساكر ‪.‬‬
‫( تنبيه ) ‪:‬‬
‫‪-------------‬‬
‫و قع ف نسخة " سنن أب داود " الت قام على تصحيحها الشيخ ممد مي الدين‬
‫عبد الميد ( ابن أب مري ) و الصواب ( أب مري ) كما ذكرنا ‪.‬‬
‫" اتقوا ال ف هذه البهائم العجمة ‪ ,‬فاركبوها صالة و كلوها صالة " ‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫قال اللبان ف السلسلة الصحيحة ‪: 31 / 1‬‬
‫رواه أبو داود ( رقم ‪ ) 2448‬من طريق ممد بن مهاجر عن ربيعة بن زيد عن أب‬
‫كبشة‬
‫السلول عن ‪ #‬سهل بن النظلية ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" مر رسول ال صلى ال عليه وسلم ببعي قد لق ظهره ببطنه ‪ ,‬فقال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سنده صحيح كما قال النووي ف " الرياض " و أقره الناوي ‪.‬‬
‫و قد تابعه عبد الرحن بن يزيد بن جابر قال ‪ :‬حدثن ربيعة بن يزيد به أت منه‬
‫و لفظه ‪:‬‬
‫" خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حاجة فمر ببعي مناخ على باب السجد‬
‫من أول النهار ‪ ,‬ث مر به آخر النهار و هو على حاله ‪ ,‬فقال ‪ :‬أين صاحب هذا‬
‫البعي ? ! فابتغي فلم يوجد ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اتقوا‬
‫ال ف هذه البهائم ‪ ,‬ث اركبوها صحاحا ‪ ,‬و اركبوها سانا ) كالتسخط آنفا " ‪.‬‬
‫رواه ابن حبان ( ‪ ) 844‬و أحد ( ‪ ) 181 - 180 / 4‬و سنده صحيح على شرط‬
‫البخاري ‪.‬‬
‫( تنبيه ) ‪:‬‬
‫‪-------------‬‬
‫قوله ( كلوها ) قيدوها بضم الكاف من الكل و عليه جرى الناوي ف شرح هذه‬
‫الكلمة ‪ ,‬فإذا صحت الرواية بذلك فل كلم ‪ ,‬و إل فالقرب عندي أنا ( كلوها )‬
‫بكسر الكاف من وكل يكل كل أي اتركووها ‪ ,‬هذا هو التبادر من سياق الديث ‪.‬‬
‫و يؤيده الديث التقدم ( رقم ‪ ) 22‬بلفظ " اركبوا هذه الدواب سالة ‪,‬‬
‫و ايتدعوها سالة ‪ , " ...‬أي اتركوها سالة و ال أعلم ‪.‬‬
‫( العجمة ) ‪ :‬أي الت ل تقدر على النطق فتشكو ما أصابا من جوع أو عطش ‪,‬‬
‫و أصل العجم ‪ :‬الذي ل يفصح بالعربية و ل ييد التكلم با عجميا كان أو عربيا‬
‫سي به لعجمة لسانه ‪ ,‬و التباس كلمه ‪.‬‬
‫" أفل قبل هذا !أتريد أن تيتها موتتي ?! " ‪.‬‬ ‫‪24‬‬
‫رواه الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 1 / 140 / 3‬و " الوسط " ( ‪ 1 / 31 / 1‬من‬
‫زوائده ) و البيهقي ( ‪ ) 280 / 9‬عن يوسف بن عدي حدثنا عبد الرحيم بن‬
‫سليمان‬
‫الرازي عن عاصم الحول عن عكرمة عن ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" مر رسول ال صلى ال عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة ‪ ,‬و هو‬
‫يد‬
‫شفرته و هي تلحظ إليه ببصرها ‪ ,‬فقال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الطبان ‪:‬‬

‫" ل يصله بذا السناد إل عبد الرحيم بن سليمان تفرد به يوسف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ها ثقتان من رجال البخاري و كذلك سائر الرواة فالديث صحيح‬
‫السناد ‪,‬‬
‫و قال اليثمي ( ‪: ) 33 / 5‬‬
‫" رواه الطبان ف " الكبي " و " الوسط " و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و ف نفي الطبان الذكور نظر بي ‪ ,‬فقد أخرجه الاكم ( ‪ 231 / 4‬و ‪ ) 233‬من‬
‫طريق عبد الرحن بن البارك حدثنا حاد بن زيد عن عاصم به و لفظه ‪:‬‬
‫( أتريد أن تيتها موتات ?!هل حددت شفرتك قبل أن تضجعها ?)‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط البخاري " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و قال ف الوضع الخر " على شرط الشيخي " ‪.‬‬
‫" من فجع هذه بولدها ?! ردوا ولدها إليها " ‪.‬‬ ‫‪25‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 382‬و أبو داود ( رقم ‪) 2675‬‬
‫و الاكم ( ‪ ) 239 / 4‬عن ‪ #‬عبد الرحن بن عبد ال عن أبيه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر ‪ ,‬فانطلق لاجة ‪ ,‬فرأينا حرة‬
‫معها فرخان ‪ ,‬فأخذنا فرخيها ‪ ,‬فجاءت المرة فجعلت تفرش ‪ ,‬فجاء النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫و السياق لب داود و زاد ‪ " :‬و رأى قرية نل قد حرقناها ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫من حرق هذه ? قلنا ‪ :‬نن ‪ ,‬قال ‪ :‬إنه ل ينبغي أن يعذب بالنار إل رب النار " ‪.‬‬
‫و سنده صحيح ‪ ,‬و قال الاكم " صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و سيأت بزيادة ف التخريج ‪ ,‬و شاهد لبعضه ( ‪. ) 482 - 481‬‬
‫( المرة ) ‪ :‬بضم الاء و فتح اليم الشددة ‪ :‬طائر صغي كالعصفور أحر اللون ‪.‬‬
‫( تفرش ) ‪ :‬بذف إحدى التاءين كـ ( تذكر ) أي ترفرف بناحيها و تقترب من‬
‫الرض‬
‫‪.‬‬
‫" و الشاة إن رحتها رحك ال " ‪.‬‬ ‫‪26‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 373‬و الطبان ف " العجم الصغي "‬
‫( ص ‪ ) 60‬و ف " الوسط " ( ج ‪ 1 / 121 / 1‬من زوائده ) و كذا أحد ( ‪/ 3‬‬
‫‪, 436‬‬
‫‪ ) 34 / 5‬و الاكم ( ‪ ) 586 / 3‬و ابن عدي ف الكامل ( ق ‪ ) 2 / 259‬و أبو‬
‫نعيم‬
‫ف " اللية " ( ‪ 302 / 2‬و ‪ ) 343 / 6‬و ابن عساكر ( ‪ ) 1 / 257 / 6‬من طرق‬
‫عن ‪#‬‬
‫معاوية بن قرة عن أبيه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" قال رجل ‪ :‬يا رسول ال إن لذبح الشاة فأرحها ‪ ,‬قال ‪ " ...‬فذكره و زاد‬
‫البخاري " مرتي " ‪.‬‬
‫و سنده صحيح ‪ .‬و قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 33 / 4‬‬

‫" رواه أحد و البزار و الطبان ف " الكبي " و " الصغي " ‪ ,‬و له ألفاظ‬
‫كثية و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫" من رحم و لو ذبيحة عصفور رحه ال يوم القيامة " ‪.‬‬ ‫‪27‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 371‬و تام ف " الفوائد "‬
‫( ق ‪ ) 1 / 194‬عن القاسم بن عبد الرحن عن ‪ #‬أب أمامة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سنده حسن ‪ ,‬و قال اليثمي ( ‪ " : ) 33 / 4‬رواه الطبان ف " الكبي "‬
‫و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و رواه الضياء القدسي ف " الختارة " كما ف " الامع الصغي " للسيوطي ‪.‬‬
‫" عذبت امرأة ف هرة سجنتها حت ماتت ‪ ,‬فدخلت فيها النار ‪ ,‬ل هي أطعمتها‬ ‫‪28‬‬
‫و سقتها إذ حبستها و ل هي تركتها تأكل من خشاش الرض " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ف " صحيحه " ( ‪ 78 / 2‬طبع أوربا ) و ف " الدب الفرد "‬
‫( رقم ‪ ) 379‬و مسلم ( ‪ ) 43 / 7‬من حديث نافع عن ‪ #‬عبد ال بن عمر ‪#‬‬
‫و مسلم و أحد ( ‪ ) 507 / 2‬من طرق عن أب هريرة مرفوعا نوه ‪.‬‬
‫( خشاش الرض ) هي الشرات و الوام ‪.‬‬

‫" بينما رجل يشي بطريق ‪ ,‬إذ اشتد عليه العطش ‪ ,‬فوجد بئرا فنل فيها فشرب و‬ ‫‪29‬‬
‫خرج‬
‫فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ‪ ,‬فقال الرجل ‪ :‬لقد بلغ هذا الكلب من‬
‫العطش‬
‫مثل الذي بلغ من ‪ ,‬فنل البئر فمل خفه ‪ ,‬ث أمسكه بفيه حت رقي فسقى الكلب‬
‫فشكر ال له ‪ ,‬فغفر له ‪ ,‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال و إن لنا ف البهائم لجرا ?‬
‫فقال ‪ :‬ف كل ذات كبد رطبة أجر " ‪.‬‬
‫رواه مالك ف " الوطأ " ( ص ‪ ) 930 - 929‬و عنه البخاري ف " صحيحه " ( ‪2‬‬
‫‪77 /‬‬
‫‪ 117 / 4 , 103 , 78 -‬طبع أوربا ) ‪ ,‬و ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 378‬و‬
‫مسلم‬
‫( ‪ ) 44 / 7‬و أبو داود ( رقم ‪ ) 2550‬و أحد ( ‪ ) 517 , 375 / 2‬كلهم عن‬
‫مالك عن‬
‫سي مول أب بكر عن أب صال السمان عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و رواه أحد ( ‪ ) 521 / 2‬من طريق أخرى عن أب صال به متصرا ‪.‬‬

‫" بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش ‪ ,‬إذ رأته بغي من بغايا بن إسرائيل‬ ‫‪30‬‬
‫فنعت موقها ‪ ,‬فاستقت له به فسقته إياه ‪ ,‬فغفر لا به " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ 376 / 2‬طبع أوربا ) و مسلم ( ‪ ) 45 / 7‬و أحد ( ‪) 507 / 2‬‬
‫من حديث ممد بن سيين عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و تابعه أنس بن سيين عن أب هريرة نوه ‪.‬‬

‫و رواه أحد ( ‪ ) 510 / 2‬و سنده صحيح أيضا ‪.‬‬
‫( الركية ) ‪ :‬بئر ل تطو أو طويت ‪.‬‬
‫و من الثار ف الرفق باليوان ‪:‬‬

‫‪---------------------------------‬‬
‫أ ‪ -‬عن السيب بن دار قال ‪:‬‬
‫رأيت عمر بن الطاب ضرب جال ‪ ,‬و قال ‪ :‬ل تمل على بعيك مال يطيق ? !‬
‫رواه ابن سعد ف " الطبقات " ( ‪ ) 127 / 7‬و سنده صحيح إل السيب ابن دار ‪,‬‬
‫و لكن ل أعرف السيب هذا ‪.‬‬
‫ث تبي ل أن الصواب ف اسم أبيه ( دارم ) ‪ ,‬هكذا ورد ف سند هذا الثر عند‬
‫أب السن الخيمي ف " حديثه " ( ق ‪ , ) 2 / 62‬و هكذا أورده ابن أب حات‬
‫ف " الرح و التعديل " ( ‪ ) 294 / 1 / 4‬و قال ‪ " :‬مات سنة ست و ثاني " و ل‬
‫يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪ ,‬و أما ابن حبان فذكره ف " الثقات " ( ‪) 227 / 1‬‬
‫و كناه بأب صال ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬عن عاصم بن عبيد ال بن عاصم بن عمر بن الطاب ‪:‬‬
‫أن رجل حد شفرة و أخذ شاة ليذبها ‪ ,‬فضربه عمر بالدرة و قال أتعذب الروح ?!‬
‫أل‬
‫فعلت هذا قبل أن تأخذها ? ! رواه البيهقي ( ‪. ) 281 - 280 / 9‬‬
‫ج ‪ -‬عن ممد بن سيين ‪:‬‬
‫أن عمر رضي ال عنه رأى رجل ير شاة ليذبها فضربه بالدرة و قال ‪ :‬سقها ‪ -‬ل‬
‫أم لك ‪ -‬إل الوت سوقا جيل ‪.‬‬
‫رواه البيهقي أيضا ‪.‬‬
‫د ‪ -‬عن وهب بن كيسان ‪:‬‬
‫أن ابن عمر رأى راعي غنم ف مكان قبيح ‪ ,‬و قد رأى ابن عمر مكانا أمثل منه ‪,‬‬
‫فقال ابن عمر ‪ :‬ويك يا راعي حولا ‪ ,‬فإن سعت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ‪ " :‬كل راع مسؤول عن رعيته " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( رقم ‪ ) 5869‬و سنده حسن ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬عن معاوية بن قرة قال ‪:‬‬
‫كان لب الدرداء جل يقال له ‪ ( :‬دمون ) ‪ ,‬فكان إذا استعاروه منه قال ‪ :‬ل‬
‫تملوا عليه إل كذا و كذا ‪ ,‬فإنه ل يطيق أكثر من ذلك ‪ ,‬فلما حضرته الوفاة‬
‫قال ‪ :‬يا دمون ل تاصمن غدا عند رب ‪ ,‬فإن ل أكن أحل عليك إل ما تطيق ‪.‬‬
‫رواه أبو السن الخيمي ف " حديثه " ( ‪. ) 1 / 63‬‬
‫و ‪ -‬عن أب عثمان الثقفي قال ‪:‬‬
‫كان لعمر بن عبد العزيز رضي ال عنه غلم يعمل على بغل له يأتيه بدرهم كل يوم‬
‫فجاء يوما بدرهم و نصف ‪ ,‬فقال ‪ :‬أما بدا لك ? قال ‪ :‬نفقت السوق ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫ل و لكنك أتعبت البغل ! أجه ثلثة أيام ‪.‬‬
‫رواه أحد ف " الزهد " ( ‪ ) 1 / 59 / 19‬بسند صحيح إل أب عثمان ‪ ,‬و أما هذا‬
‫فلم أجد له ترجة ‪.‬‬
‫تلك هي بعض الثار الت وقفت عليها حت الن ‪ ,‬و هي تدل على مبلغ تأثر‬
‫السلمي‬
‫الولي بتوجيهات النب صلى ال عليه وسلم ف الرفق باليوان ‪ ,‬و هي ف‬
‫القيقة قل من جل و نقطة من بر ‪ ,‬و ف ذلك بيان واضح أن السلم هو الذى‬
‫وضع‬
‫للناس مبدأ ( الرفق باليوان ) ‪ ,‬خلفا لا يظنه بعض الهال بالسلم أنه من‬
‫وضع الكفار الوربيي ‪ ,‬بل ذلك من الداب الت تلقوها عن السلمي الولي ‪ ,‬ث‬
‫توسعوا فيها ‪ ,‬و نظموها تنظيما دقيقا ‪ ,‬و تبنتها دولم حت صار الرفق باليوان‬
‫من مزاياهم اليوم ‪ ,‬حت توهم الهال أنه من خصوصياتم ! و غرهم ف ذلك أنه ل‬
‫يكاد يرى هذا النظام مطبقا ف دولة من دول السلم ‪ ,‬و كانوا هم أحق با‬
‫و أهلها !‬
‫و لقد بلغ الرفق باليوان ف بعض البلد الوربية درجة ل تلو من الغالة ‪,‬‬
‫و من المثلة على ذلك ما قرأته ف " ملة اللل " ( ملد ‪ 27‬ج ‪ 9‬ص ‪ ) 126‬تت‬
‫عنوان ‪ " :‬اليوان و النسان " ‪:‬‬
‫" إن مطة السكك الديدية ف كوبنهاجن كان يتعشعش فيها الفاش زهاء نصف‬
‫قرن ‪,‬‬
‫فلما تقرر هدمها و إعادة بنائها أنشأت البلدية برجا كلفته عشرات اللوف من‬
‫النيهات ‪ ,‬منعا من تشرد الفاش " ‪.‬‬
‫و حدث منذ ثلث سنوات أن سقط كلب صغي ف شق صغي بي صخرتي ف‬

‫إحدى قرى‬
‫إنكلترا ‪ ,‬فجند له أولو المر مائة من رجال الطافئ لقطع الصخور و إنقاذ‬
‫الكلب ! و ثار الرأي العام ف بعض البلد أخيا عندما اتذ اليوان وسيلة‬
‫لدراسة الظواهر الطبيعية ‪ ,‬حي أرسلت روسيا كلبا ف صاروخها ‪ ,‬و أرسلت أمريكا‬
‫قردا ‪.‬‬
‫" أقيموا صفوفكم و تراصوا ‪ ,‬فإن أراكم من وراء ظهري " ‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ 176 / 2‬بشرح " الفتح " طبع بولق ) و أحد ( ‪, 182 / 3‬‬
‫‪) 263‬‬
‫و الخلص ف " الفوائد " ( ج ‪ ) 2 / 10 / 1‬من طرق عن حيد الطويل ‪ ,‬حدثنا‬
‫‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" أقيمت الصلة فأقبل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بوجهه فقال ‪. " :‬‬
‫زاد البخاري ف رواية ‪ " :‬قبل أن يكب " و زاد أيضا ف آخره ‪ " :‬و كان أحدنا‬
‫يلزق منكبه بنكب صاحبه ‪ .‬و قدمه بقدمه " ‪.‬‬
‫و هي عند الخلص بلفظ ‪:‬‬

‫قال أنس ‪ " :‬فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بنكب صاحبه ‪ ,‬و قدمه بقدمه " ‪.‬‬
‫فلو ذهبت تفعل هذا اليوم لنفر أحدكم كأنه بغل شوس ‪.‬‬
‫و سنده صحيح أيضا على شرط الشيخي و عزاها الافظ لسعيد بن منصور و‬
‫الساعيلي‬
‫و ترجم البخاري لذا الديث بقوله ‪:‬‬
‫" باب إلزاق النكب بالنكب ‪ ,‬و القدم بالقدم ف الصف " ‪.‬‬
‫و أما حديث النعمان فهو ‪:‬‬

‫" أقيموا صفوفكم ثلثا ‪ ,‬و ال لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن بي قلوبكم " ‪.‬‬
‫" أقيموا صفوفكم ثلثا ‪ ,‬وال لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن بي قلوبكم " ‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫أخرجه أبو داود ( رقم ‪ , ) 662‬و ابن حبان ( ‪ , ) 396‬و أحد ( ‪, ) 276 / 4‬‬
‫و الدولب ف " الكن " ( ‪ ) 86 / 2‬عن أب القاسم الدل حسي بن الارث ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬سعت ‪ #‬النعمان بن بشي ‪ #‬يقول ‪:‬‬
‫" أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم على الناس بوجهه فقال ‪ "... :‬فذكره ‪,‬‬
‫قال ‪ " :‬فرأيت الرجل يلصق منكبه بنكب صاحبه ‪ ,‬و ركبته بركبة صاحبه ‪ ,‬و كعبه‬
‫بكعبه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سنده صحيح ‪ ,‬و علقه البخاري مزوما به ‪ ,‬و وصله ابن خزية أيضا ف‬
‫" صحيحه " كما ف " الترغيب " ( ‪ ) 176 / 1‬و " الفتح " ( ‪. ) 176 / 2‬‬
‫ث رواه الدولب من طريق بقية بن الوليد ‪ ,‬حدثنا حريز قال ‪ :‬سعت غيلن‬
‫القرىء يدث عن أب قتيلة مرثد بن وداعة ( قال ‪ :‬سعت ) النعمان بن بشي‬
‫يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و هذا سند ل بأس به ف التابعات ‪ ,‬و رجاله ثقات غي غيلن القرىء ‪,‬‬
‫و لعله غيلن بن أنس الكلب مولهم الدمشقي ‪ ,‬فإن يكن هو ‪ ,‬فهو مهول الال ‪,‬‬
‫روى عنه جاعة ‪ ,‬و قال الافظ ‪ :‬إنه مقبول ‪.‬‬
‫فقه الديث ‪:‬‬

‫‪------------‬‬
‫و ف هذين الديثي فوائد هامة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬وجوب إقامة الصفوف و تسويتها و التراص فيها ‪ ,‬للمر بذلك ‪ ,‬و الصل‬
‫فيه الوجوب إل لقرينة ‪ ,‬كما هو مقرر ف الصول ‪ ,‬و القرينة هنا تؤكد الوجوب‬
‫و هو قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أو ليخالفن ال بي قلوبكم " ‪ .‬فإن مثل هذا‬
‫التهديد ل يقال فيما ليس بواجب ‪ ,‬كما ل يفى ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن التسوية الذكورة إنا تكون بلصق النكب بالنكب ‪ ,‬و حافة القدم‬
‫بالقدم ‪ ,‬لن هذا هو الذي فعله الصحابة رضي ال عنهم حي أمروا بإقامة الصفوف‬
‫و لذا قال الافظ ف " الفتح " بعد أن ساق الزيادة الت أوردتا ف الديث‬
‫الول من قول أنس ‪:‬‬
‫" و أفاد هذا التصريح أن الفعل الذكور كان ف زمن النب صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫و بذا يتم الحتجاج به على بيان الراد بإقامة الصف و تسويته " ‪.‬‬
‫و من الؤسف أن هذه السنة من التسوية قد تاون با السلمون ‪ ,‬بل أضاعوها إل‬
‫القليل منهم ‪ ,‬فإن ل أرها عند طائفة منهم إل أهل الديث ‪ ,‬فإن رأيتهم ف‬
‫مكة سنة ( ‪ ) 1368‬حريصي على التمسك با كغيها من سنن الصطفى عليه‬
‫الصلة‬
‫و السلم بلف غيهم من أتباع الذاهب الربعة ‪ -‬ل أستثن منهم حت النابلة‬
‫‪ -‬فقد صارت هذه السنة عندهم نسيا منسيا ‪ ,‬بل إنم تتابعوا على هجرها و‬
‫العراض‬
‫عنها ‪ ,‬ذلك لن أكثر مذاهبهم نصت على أن السنة ف القيام التفريج بي القدمي‬
‫بقدر أربع أصابع ‪ ,‬فإن زاد كره ‪ ,‬كما جاء مفصل ف " الفقه على الذاهب الربعة‬
‫" ( ‪ , ) 207 / 1‬و التقدير الذكور ل أصل له ف السنة ‪ ,‬و إنا هو مرد رأي ‪,‬‬
‫و لو صح لوجب تقييده بالمام و النفرد حت ل يعارض به هذه السنة الصحيحة ‪,‬‬
‫كما تقتضيه القواعد الصولية ‪.‬‬
‫و خلصة القول ‪ :‬إنن أهيب بالسلمي ‪ -‬و خاصة أئمة الساجد ‪ -‬الريصي على‬
‫اتباعه صلى ال عليه وسلم و اكتساب فضيلة إحياء سنته صلى ال عليه وسلم أن‬
‫يعملوا بذه السنة و يرصوا عليها ‪ ,‬و يدعوا الناس ‪ ,‬إليها حت يتمعوا عليها‬
‫جيعا ‪ .‬و بذلك ينجون من تديد " أو ليخالفن ال بي قلوبكم " ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬ف الديث الول معجزة ظاهرة للنب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و هي رؤيته‬
‫صلى ال عليه وسلم من ورائه ‪ ,‬و لكن ينبغي أن يعلم أنا خاصة ف حالة كونه صلى‬
‫ال عليه وسلم ف الصلة ‪ ,‬إذ ل يرد ف شيء من السنة ‪ ,‬أنه كان يرى كذلك خارج‬
‫الصلة أيضا ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬ف الديثي دليل واضح على أمر ل يعلمه كثي من الناس ‪ ,‬و إن كان‬
‫صار معروفا ف علم النفس ‪ ,‬و هو أن فساد الظاهر يؤثر ف فساد الباطن ‪ ,‬و العكس‬
‫بالعكس ‪ ,‬و ف هذا العن أحاديث كثية ‪ ,‬لعلنا نتعرض لمعها و تريها ف‬
‫مناسبة أخرى إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫الامسة ‪ :‬أن شروع المام ف تكبية الحرام عند قول الؤذن " قد قامت الصلة "‬
‫بدعة ‪ ,‬لخالفتها للسنة الصحيحة كما يدل على ذلك هذان الديثان ‪ ,‬لسيما الول‬
‫منهما ‪ ,‬فإنما يفيدان أن على المام بعد إقامة الصلة واجبا ينبغي عليه القيام‬
‫به ‪ ,‬و هو أمر الناس بالتسوية مذكرا لم با ‪ ,‬فإنه مسؤول عنهم ‪ " :‬كلكم راع‬
‫و كلكم مسؤول عن رعيته ‪. " ...‬‬
‫" يبصر أحدكم القذاة ف عي أخيه ‪ ,‬و ينسى الذع أو الدل ف عينه معترضا " ‪.‬‬ ‫‪33‬‬
‫رواه ابن صاعد ف " زوائد " الزهد " لبن البارك " ( ق ‪ 1 / 165‬من " الكواكب‬
‫"‬
‫‪ ) 575‬و ابن حبان ف " صحيحه ( ‪ ) 1848‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪) 99 / 4‬‬
‫و القضاعي ف " مسند الشهاب " ( ق ‪ ) 1 / 51‬من طرق عن ممد ابن حي قال ‪:‬‬
‫حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الصم عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال أبو نعيم ‪:‬‬
‫" غريب من حديث يزيد تفرد به ممد بن حي عن جعفر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ‪ ,‬و ل علة فيه ‪ ,‬فهو حديث صحيح ‪ ,‬و‬
‫ل‬
‫ينافيه قوله " غريب " لن الغرابة قد تامع الصحة كما هو مقرر ف " مصطلح‬
‫الديث " ‪.‬‬
‫و الديث عزاه السيوطي ف " الامع الصغي " لب نعيم فقط ! و قال الناوي ‪:‬‬
‫" قال العامري ‪ :‬حسن " ‪.‬‬
‫و رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 592‬من طريق مسكي بن بكي الذاء‬
‫الران عن جعفر بن برقان به موقوفا على أب هريرة ‪.‬‬
‫و مسكي هذا صدوق يطىء ‪ ,‬فرواية ابن حي الرفوعة أرجح ‪ ,‬لنه ل يوصف‬
‫بالطأ‬
‫و كلها من رجال البخاري ‪.‬‬
‫" إذا ذكر أصحاب فأمسكوا ‪ ,‬و إذا ذكر النجوم فأمسكوا ‪ ,‬و إذا ذكر القدر‬ ‫‪34‬‬
‫فأمسكوا " ‪.‬‬
‫روي من حديث ‪ #‬ابن مسعود ‪ ,‬و ثوبان ‪ ,‬و ابن عمر ‪ ,‬و طاووس ‪ #‬مرسل ‪ ,‬و‬
‫كلها‬
‫ضعيفة السانيد ‪ ,‬و لكن بعضها يشد بعضا ‪.‬‬
‫أما حديث ابن مسعود ‪ ,‬فأخرجه الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 2 / 78 / 2‬و أبو نعيم‬
‫ف " اللية " ( ‪ ) 108 / 4‬من طريق السن بن علي الفسوي أنبأنا سعيد ابن‬
‫سليمان‬
‫أنبأنا مسهر بن عبد اللك بن سلع المدان عن العمش عن أب وائل عن عبد ال‬
‫و قال أبو نعيم ‪ " :‬غريب من حديث العمش ‪ ,‬تفرد به عنه مسهر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ضعيف ‪ ,‬قال البخاري ‪ " :‬فيه بعض النظر " كذا رواه عنه ابن عدي‬
‫( ‪ ) 1 / 343‬و كذلك هو ف " التهذيب " و ف " اليزان " ‪:‬‬
‫" قال البخاري ‪ :‬فيه نظر " بإسقاط لفظة " بعض " و لعله سهو من الذهب‬
‫أو الناسخ ‪.‬‬
‫و قال النسائي " ليس بالقوي " ‪ .‬و أما ابن حبان فذكره ف " الثقات " ! و قال‬
‫الافظ ف " التقريب " " لي الديث " ‪.‬‬
‫و بقية رجال السناد ثقات رجال الشيخي غي الفسوي هذا ‪ ,‬ترجه الطيب‬
‫( ‪ ) 372 / 7‬و روى عن الدارقطن أنه قال ‪ " :‬ل بأس به " ‪.‬‬
‫و سعيد بن سليمان هو الضب الواسطي ‪ ,‬ثقة حافظ من رجال الشيخي ‪.‬‬
‫و من هذا البيان تعلم خطأ قول اليثمي ( ‪. ) 202 / 7‬‬
‫" رواه الطبان و فيه مسهر بن عبد اللك وثقه ابن حبان و غيه ‪ ,‬و فيه خلف ‪,‬‬
‫و بقية رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫فإن الفسوي هذا ليس من رجال الصحيح بل و ل من رجال سائر الستة !‬
‫و قال الافظ العراقي ف " تريج الحياء " ( ‪ 50 / 1‬طبع الثقافة السلمية ) ‪:‬‬
‫" رواه الطبان من حديث ابن مسعود بإسناد حسن " ‪.‬‬
‫و له عن ابن مسعود طريق آخر ‪ ,‬رواه الللكائي ف " شرح أصول السنة "‬
‫( ‪ 1 / 239‬من " الكواكب " ‪ ) 576‬و ابن عساكر ( ‪ ) 2 / 155 / 14‬عن‬
‫النضر‬
‫أب قحذم عن أب قلبة عن ابن مسعود مرفوعا ‪.‬‬
‫و هذا سند ضعيف و فيه علتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬النقطاع بي أب قلبة ‪ -‬و اسه عبد ال بن زيد الرمي ‪ -‬و ابن‬
‫مسعود ‪ ,‬فإن بي وفاتيهما نو ( ‪ ) 75‬سنة ‪ ,‬و قد ذكروا أنه ل يسمع من جاعة‬
‫من الصحابة منهم علي بن أب طالب ‪ ,‬و قد مات بعد ابن مسعود بثمان سني ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬النضر أبو قحذم و هو ابن معبد ‪ ,‬ضعيف جدا ‪ ,‬قال ابن معي ‪ " :‬ليس‬
‫بشيء " ‪ ,‬و قال أبو حات ‪ " :‬يكتب حديثه " ‪ ,‬و قال النسائي ‪ " :‬ليس بثقة " ‪.‬‬
‫و أما حديث ثوبان فأخرجه أبو طاهر الزيادي ف " ثلثة مالس من المال "‬
‫( ‪ ) 2 / 191‬الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 2 / 71 / 1‬عن يزيد بن ربيعة قال ‪:‬‬
‫سعت أبا الشعث الصنعان يدث عن ثوبان به مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ .‬و هذا سند ضعيف جدا ‪ ,‬يزيد بن ربيعة هو الرحب الدمشقي و هو متروك ‪,‬‬
‫كما قال النسائي و العقيلي و الدارقطن ‪ ,‬و قال أبو حات ‪ " .‬كان ف بدء أمره‬
‫مستويا ‪ ,‬ث اختلط قبل موته ‪ ,‬قيل له فما تقول فيه ? فقال ‪ :‬ليس بشيء ‪ ,‬و أنكر‬
‫أحاديثه عن أب الشعث " ‪.‬‬
‫و قال الوزجان ‪ " :‬أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة " ‪.‬و أما ابن عدي فقال ‪" :‬‬
‫أرجو أنه ل بأس به " !‬
‫و أما حديث ابن عمر ‪ ,‬فأخرجه ابن عدي ( ‪ ) 1 / 295‬و عنه السهمي ف " تاريخ‬
‫جرجان " ( ‪ ) 315‬من طريق ممد بن فضل عن كرز بن وبرة عن عطاء عنه مرفوعا‬
‫به‬
‫دون ذكر النجوم ‪.‬‬
‫و قال ابن عدي ‪ " :‬ممد بن فضل عامة حديثه ما ل يتابعه الثقات عليه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ابن عطية ‪ ,‬قال الفلس ‪ :‬كذاب ‪.‬‬

‫و ضعفه البخاري جدا فقال ‪ " :‬سكتوا عنه " ‪.‬‬
‫و كرز بن وبرة ‪ ,‬ترجم له السهمي ترجة طويلة ( ‪ ) 316 - 295‬و ساق له‬
‫أحاديث‬
‫كثية من روايته عن عبد ال بن عمر ‪ ,‬و الربيع بن خيثم ‪ ,‬و طاووس ‪ ,‬و نعيم‬
‫ابن أب هند ‪ ,‬و عطاء بن أب رباح ‪ ,‬و ماهد ‪ ,‬و أب أيوب ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" إنه كان معروفا بالزهد و العبادة " ‪ .‬و ل يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪.‬‬
‫طريق ثان عن ابن عمر ‪ :‬أخرجه السهمي ( ‪ ) 255 - 254‬من طريق ممد بن عمر‬
‫الرومي‬
‫حدثنا الفرات بن السائب حدثنا ميمون بن مهران عنه مرفوعا بتمامه ‪.‬‬
‫و هذا سند ضعيف جدا ‪ ,‬الفرات هذا قال الدارقطن و غيه ‪ " :‬متروك " ‪.‬‬
‫و قال البخاري ‪ " :‬منكر الديث " ‪ .‬و قال أحد ‪ " :‬قريب من ممد بن زياد‬
‫الطحان‬
‫ف ميمون ‪ ,‬يتهم با يتهم به ذاك " ‪.‬‬
‫و قال ابن عدي ( ‪ " : ) 2 / 314‬و عامة أحاديثه خاصة عن ميمون بن مهران‬
‫مناكي‬
‫"‪.‬‬
‫و ممد بن عمر الرومي لي الديث ‪.‬كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و الديث أورده السيوطي ف " الامع الصغي " من رواية الطبان عن ابن مسعود ‪,‬‬
‫و ابن عدي عنه و عن ثوبان ‪ ,‬و ابن عدي عن عمر ‪ .‬و قال الناوي ف شرحه ‪:‬‬
‫" قال الافظ العراقي ‪ :‬سنده ضعيف ‪ ,‬و قال اليثمي ‪ :‬فيه يزيد بن ربيعة ضعيف ‪.‬‬
‫و قال ابن رجب ‪ ,‬روي من وجوه ف أسانيدها كلها مقال ‪ .‬و به يعرف ما ف رمز‬
‫الؤلف لسنه تبعا لبن صرصري ‪ ,‬و لعله اعتضد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد عرفت أن طرقه كلها ما عدا الول ضعيفة جدا ‪ ,‬فل يتقوى الديث با‬
‫كما‬
‫تقرر ف علم أصول الديث ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫ث إن السيوطي عزاه لبن عدي عن عمر ‪ ,‬و ل أره عنده عن عمر ‪ ,‬بل عن ابنه‬
‫عبد ال بن عمر ‪ ,‬فلعله سقط من قلم السيوطي أو بعض النساخ كلمة ( ابن )‬
‫و ال أعلم ‪.‬‬
‫ث وجدت للحديث شاهدا مرسل ‪ ,‬أخرجه عبد الرزاق ف " المال " ( ‪/ 39 / 2‬‬
‫‪)1‬‬
‫حدثنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه مرفوعا به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح لول إرساله ‪ ,‬و لكنه مع ذلك شاهد قوي لا قبله من‬
‫الشواهد و الطرق ‪ ,‬و خاصة الطريق الول ‪ ,‬فيقوى الديث به ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫" إن ال استقبل ب الشام ‪ ,‬و ول ظهري اليمن ‪ ,‬ث قال ل ‪ :‬يا ممد إن قد‬ ‫‪35‬‬
‫جعلت لك ما تاهك غنيمة و رزقا ‪ ,‬و ما خلف ظهرك مددا ‪ ,‬و ل يزال ال يزيد‬
‫أو قال يعز السلم و أهله ‪ ,‬و ينقص الشرك و أهله ‪ ,‬حت يسي الراكب بي كذا‬
‫‪ -‬يعن البحرين ‪ -‬ل يشى إل جورا ‪ ,‬و ليبلغن هذا المر مبلغ الليل " ‪.‬‬
‫رواه أبو نعيم ( ‪ ) 108 - 107 / 6‬و ابن عساكر ف " تاريخ دمشق " ( ‪/ 1‬‬
‫‪- 377‬‬
‫‪ 378‬ط ) عن ضمرة عن السيبان عن عمرو بن عبد ال الضرمي عن ‪ #‬أب أمامة‬
‫‪#‬‬
‫مرفوعا ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" غريب من حديث السيبان تفرد به ضمرة بن ربيعة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة و كذا السيبان و هو بفتح الهملة و وقع ف " اللية "‬
‫و " التاريخ " ف مواطن عدة ( الشيبان ) بالعجمة و هو تصحيف ‪ ,‬و اسه يي‬
‫ابن أب عمرو ‪.‬‬
‫و أما الضرمي هذا فوثقه العجلي و ابن حبان ‪ ,‬لكن قال الذهب ‪:‬‬
‫" ما علمت روى عنه سوى يي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و لشطره الثان شواهد تقدم أحدها ف القال الول ( رقم ‪. ) 3‬‬
‫و قد تابعه عبد ال بن هانء عند ابن عساكر ‪ ,‬و ل أعرفه ‪.‬‬
‫و الديث عزاه السيوطي ف " الامع الكبي " ( ‪ ) 1 / 141 / 1‬للطبان ف‬

‫" الكبي " أيضا و ابن عساكر ‪.‬‬
‫" الذنان من الرأس " ‪.‬‬ ‫‪36‬‬
‫حديث صحيح له طرق كثية عن جاعة من الصحابة منهم ‪ #‬أبو أمامة ‪ ,‬و أبو‬
‫هريرة ‪,‬‬
‫و ابن عمرو ‪ ,‬و ابن عباس ‪ ,‬و عائشة ‪ ,‬و أبو موسى ‪ ,‬و أنس ‪ ,‬و سرة بن جندب ‪,‬‬
‫و عبد ال بن زيد ‪. #‬‬
‫‪ - 1‬أما حديث أب أمامة ‪ ,‬فله عنه ثلثة طرق ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أب أمامة مرفوعا ‪.‬‬

‫رواه أبو داود ‪ ,‬و الترمذي ‪ ,‬و ابن ماجه ‪ ,‬و الدارقطن ‪ ,‬و البيهقي ‪ ,‬و كذا‬
‫أحد ( ‪ ) 268 / 285 / 5‬و الطحاوي كلهم عن حاد بن زيد عن سنان به ‪.‬‬
‫و هذا سند حسن ل بأس به ف الشواهد ‪ ,‬و ف سنان و شهر ضعف معروف لكنهما‬
‫غي‬
‫متهمان ‪ ,‬و الديث عندهم عن جاعة عن حاد به ‪ .‬و خالفهم سليمان ابن حرب ‪,‬‬
‫فرواه عنه به موقوفا ‪.‬‬
‫و رواية الماعة أول كما بينته ف " صحيح سنن أب داود " ( رقم ‪. ) 123‬‬
‫و ذكرت هناك من قواه من الئمة و العلماء كالترمذي ‪ ,‬فإنه حسنه ف بعض نسخ‬
‫كتابه ‪ ,‬و كالنذري و ابن دقيق العيد و ابن التركمان و الزيلعي ‪ ,‬و أشار‬
‫إل تقويته المام أحد ‪ ,‬فقال الثرم ف " سننه " ( ق ‪ ) 1 / 213‬بعد أن ساق‬
‫الديث ‪:‬‬
‫" سعت أبا عبد ال يسأل ‪ :‬الذنان من الرأس ? قال ‪ :‬نعم " ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬عن جعفر بن الزبي عن القاسم عن أب أمامة به ‪.‬‬

‫أخرجه الدارقطن ( ص ‪ ) 39 - 38‬و قال ‪:‬‬
‫" جعفر بن الزبي متروك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد تابعه أبو معاذ اللان ‪.‬‬

‫أخرجه تام الرازي ف " الفوائد " ( ‪ ) 1 / 246‬من طريق عثمان بن فائد حدثنا‬
‫أبو معاذ به ‪.‬‬
‫و اللان هذا ل أجد من ذكره ‪ ,‬و عثمان بن فائد ضعيف ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬عن أب بكر بن أب مري قال ‪ :‬سعت راشد بن سعد عن أب أمامة به ‪.‬‬
‫أخرجه الدارقطن و قال " أبو بكر بن أب مري ضعيف " ‪.‬‬
‫‪ - 2‬و أما حديث أب هريرة ‪ ,‬فله أربعة طرق ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أخرجه الدارقطن ( ‪ ) 37‬و أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 1 / 298‬عن‬
‫إساعيل بن مسلم عن عطاء عنه مرفوعا ‪ .‬و قال ‪ " :‬ل يصح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و علته إساعيل هذا و هو الكي ضعيف ‪ ,‬و قد اختلف عليه ف إسناده كما‬
‫سيأت ف حديث ابن عباس ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬عن عمرو بن الصي حدثنا ممد بن عبد ال بن علثة عن عبد الكري‬
‫الزري عن سعيد بن السيب عنه ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجه ( رقم ‪ ) 445‬و الدارقطن ( ص ‪ ) 38‬و قال ‪:‬‬
‫" عمرو بن الصي و ابن علثة ضعيفان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الول أشد ضعفا ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬عن البختري بن عبيد عن أبيه عنه ‪.‬‬

‫رواه الدارقطن و قال " البختري بن عبيد ضعيف و أبوه مهول " ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬عن علي بن عاصم عن ابن جريج ‪ ,‬عن سليمان بن موسى ‪ ,‬عن أب هريرة ‪.‬‬
‫أخرجه الدارقطن ( ‪ ) 37‬و عنه ابن الوزي ف " التحقيق " ( ‪) 1 / 29 / 1‬‬
‫و قال الدارقطن ‪:‬‬
‫" وهم علي بن عاصم ف قوله ‪ :‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫و الذي قبله أصح عن ابن جريج " قلت ‪ :‬يعن عن سليمان بن موسى مرسل و‬
‫سيأت‬
‫ص ‪. 51‬‬
‫و أجاب ابن الوزي با خلصته ‪:‬‬
‫أن زيادة الثقة مقبولة ‪ .‬يعن أن علي بن عاصم زاد ف السند أبا هريرة فهي زيادة‬
‫مقبولة ‪ .‬لكن هذا ل يتمشى هنا ‪ ,‬فإن ابن عاصم هذا صدوق يطىء و يصر ‪.‬‬
‫‪ - 3‬و أما ابن عمر ‪ ,‬فله عنه طرق أيضا ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قال الخلص ف " الفوائد النتقاة " ف " الثان من السادس منها "‬
‫( ق ‪ : ) 1 / 190‬حدثنا يي ( يعن ابن صاعد ) قال ‪ :‬حدثنا الراح بن ملد‬
‫قال ‪ :‬حدثنا يي بن العريان الروي قال ‪ :‬حدثنا حات بن إساعيل عن أسامة‬
‫بن زيد عن نافع عنه ‪.‬‬
‫و بذا السند رواه الدارقطن ( ‪ ) 36‬و عنه ابن الوزي ‪ ,‬و رواه الطيب ف‬
‫" الوضح " ( ‪ ) 111 / 1‬عن ابن صاعد ‪ ,‬و ف " التاريخ " ( ‪ ) 161 / 14‬من‬
‫طريقي‬
‫آخرين عن الراح بن ملد به ‪.‬‬
‫و هذا سند حسن عندي ‪ ,‬فإن رجاله كلهم ثقات معروفون غي الروي هذا فقد‬
‫ترجه‬
‫الطيب و ل يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪ ,‬غي أنه وصفه بأنه كان مدثا ‪.‬‬
‫و أما الدارقطن فقد أعله بقوله ‪ " :‬كذا قال ‪ ,‬و هو وهم ‪ ,‬و الصواب عن أسامة‬
‫بن زيد ‪ ,‬عن هلل بن أسامة الفهري ‪ ,‬عن ابن عمر موقوفا " ‪.‬‬
‫و رده ابن الوزي بقوله ‪ " :‬قلنا ‪ :‬الذي يرفعه يذكر زيادة ‪ ,‬و الزيادة من الثقة‬
‫مقبولة ‪ ,‬و الصحاب قد يروى الشيء مرفوعا ‪ ,‬و قد يقوله على سبيل الفتوى " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا كلم صحيح لو كان رجال السند كلهم ثقات ‪ ,‬و قد علمت ما فيه ‪,‬‬
‫على أن‬
‫أسامة بن زيد فيه ضعف يسي ‪ ,‬و قد اختلف عليه فيه ‪ ,‬فرواه حات ابن إساعيل عنه‬
‫مرفوعا ‪ ,‬كما رأيت ‪ .‬و خالفه وكيع فقال عنه به موقوفا على ابن عمر ‪.‬‬
‫أخرجه الطيب ف " الوضح " و قال ‪ " :‬و هو الصواب " ‪.‬‬
‫و تابعه ف رفعه عبيد ال عن نافع ‪.‬‬
‫أخرجه الدارقطن و تام ف " الفوائد " ( ‪ ) 1 / 104‬من طريق ممد بن أب السري‬
‫حدثنا عبد الرزاق عن عبيد ال به ‪.‬‬
‫و قال الدارقطن ‪ " :‬رفعه وهم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و علته ابن أب السري و هو متهم ‪.‬‬

‫و تابعه يي بن سعيد عن نافع به ‪.‬‬
‫أخرجه الدارقطن و ابن عدي " ف الكامل " ( ‪ ) 1 / 11‬عن إساعيل بن عياش عن‬
‫يي به ‪.‬‬
‫و قال ابن عدي ‪:‬‬
‫" ل يدث به عن يي غي ابن عياش " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ابن عياش ضعيف ف الجازيي و هذا منها ‪.‬‬
‫الطريق الثان ‪ :‬عن ممد بن الفضل ‪ ,‬عن زيد ‪ ,‬عن ماهد ‪ ,‬عن ابن عمر مرفوعا ‪.‬‬
‫رواه الدارقطن و قال ‪ " :‬ممد بن الفضل هو ابن عطية ‪ ,‬متروك الديث " ‪.‬‬
‫ث رواه هو و الدولب ف " الكن " ( ‪ , ) 137 / 2‬من طرق عن ابن عمر موقوفا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬و أما حديث ابن عباس ‪ ,‬فله عنه طرق أيضا ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن أب كامل الحدري ‪ ,‬أنبأنا غندر ممد بن جعفر ‪ ,‬عن ابن جريج عن‬
‫عطاء‬
‫عنه مرفوعا ‪.‬‬
‫أخرجه ابن عدي ( ‪ ) 2 - 1 / 218‬و أبو عبد ال الفلكي ف " الفوائد "‬
‫( ‪ , ) 1 / 91‬و الدارقطن ( ‪ ) 36‬و قال ‪:‬‬
‫" تفرد به أبو كامل عن غندر ‪ ,‬و هو وهم ‪ ,‬تابعه الربيع بن بدر ‪ ,‬و هو متروك ‪,‬‬
‫عن ابن جريج ‪ ,‬و الصواب ‪ :‬عن ابن جريج ‪ ,‬عن سليمان بن موسى ‪ ,‬عن النب‬
‫صلى ال‬
‫عليه وسلم مرسل " ‪.‬‬
‫و تعقبه ابن الوزي ف " التحقيق " ( ‪ ) 1 / 29 / 1‬بقوله ‪:‬‬
‫" قلنا ‪ :‬أبو كامل ل نعلم أحدا طعن فيه ‪ ,‬و الرفع زيادة ‪ ,‬و الزيادة من الثقة‬
‫مقبولة ‪ ,‬كيف و وافقه غيه ‪ ,‬فإن ل يعتد برواية الوافق اعتب با ‪ .‬و من عادة‬
‫الحدثي أنم إذا رأوا من أوقف الديث ‪ ,‬و من رفعه ‪ ,‬وقفوا مع الواقف احتياطا‬
‫و ليس هذا مذهب الفقهاء ‪ ,‬و من المكن أن يكون ابن جريج سعه من عطاء‬
‫مرفوعا‬
‫رواه له سليمان عن رسول ال صلى ال عليه وسلم غي مسند " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الق أن هذا السناد صحيح ‪ ,‬لن أبا كامل ثقة ‪ ,‬حافظ ‪ ,‬احتج به مسلم‬
‫‪,‬‬
‫فزيادته مقبولة ‪ ,‬إل أن ابن جريج مدلس و قد عنعنه ‪ .‬فإن كان سعه من سليمان‬
‫فل ميد من القول بصحته ‪ ,‬و قد صرح بالتحديث ف رواية له من الوجه الرسل عند‬
‫الدارقطن‪ ,‬لكن ف الطريق إليه العباس بن يزيد و هو البحران ‪ ,‬و هو ثقة ‪,‬‬
‫و لكن ضعفه بعضهم ‪ ,‬و وصف بأنه يطىء ‪ ,‬فل تطمئن النفس لزيادته لسيما‬
‫و الطريق كلها عن ابن جريج معنعنة ‪ ,‬ث رأيت الزيلعي نقل ف " نصب الراية "‬
‫( ‪ , ) 19 / 1‬عن ابن القطان أنه قال ‪ " :‬إسناده صحيح لتصاله و ثقة رواته " ‪.‬‬
‫ث رد على الدارقطن بنحو ما فعل ابن الوزي ‪ ,‬و تبعه عبد الق على ذلك كما ف‬
‫" تنقيح التحقيق " لبن عبد الادي ( ‪. ) 1 / 241‬‬
‫ث رأيت ف ترجة ابن جريج من " التهذيب " أنه قال ‪ " :‬إذا قلت ‪ :‬قال عطاء ‪:‬‬
‫فأنا سعته منه ‪ ,‬و إن ل أقل ‪ :‬سعت " ‪ ,‬فهذه فائدة هامة ‪ ,‬و لكن ابن جريج ل‬
‫يقل هنا ‪ " :‬قال عطاء " ‪ ,‬و إنا قال ‪ " :‬عن عطاء " ‪ .‬فهل حكمهما واحد ‪ ,‬أم‬
‫يتلف ? الظاهر عندي الول ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و له طريق آخر عن عطاء رواه القاسم بن غصن عن إساعيل بن مسلم عنه ‪.‬‬
‫رواه الطيب ف " التاريخ " ( ‪ , ) 384 / 6‬و الدارقطن و قال ‪ " :‬إساعيل‬
‫بن مسلم ضعيف ‪ ,‬و القاسم بن غصن مثله ‪ ,‬خالفه علي بن هاشم فرواه عن إساعيل‬
‫بن مسلم الكي ‪ ,‬عن عطاء ‪ ,‬عن أب هريرة ‪ ,‬و ل يصح أيضا " ‪.‬‬
‫و تابعه جابر العفي عن عطاء عن ابن عباس ‪.‬‬
‫أخرجه الخلص ف " الثان من السادس من الفوائد النتقاة " ( ‪, ) 1 / 190‬‬
‫و الدارقطن ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" جابر ضعيف و قد اختلف عنه ‪ ,‬فأرسله الكم بن عبد ال أبو مطيع عن إبراهيم‬
‫بن طهمان ‪ ,‬عن جابر عن عطاء ‪ ,‬و هو أشبه بالصواب " ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬عن ممد بن زياد اليشكري حدثنا ميمون بن مهران عنه ‪.‬‬
‫رواه العقيلي ف " الضعفاء " ( ص ‪ , ) 379‬و الدارقطن ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" ممد بن زياد متروك الديث " ‪ ,‬و رواه يوسف بن مهران عن ابن عباس موقوفا ‪.‬‬
‫ث ساقه من طريق علي بن زيد عنه ‪ .‬و ابن زيد فيه ضعف ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬عن قارظ بن شيبة ‪ ,‬عن أب غطفان عنه ‪.‬‬

‫رواه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ : ) 1 / 98 / 3‬حدثنا عبد ال بن أحد‬
‫ابن حنبل ‪ ,‬حدثن أب أنبأنا وكيع عن ابن أب ذئب عن قارظ بن شيبة به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح و رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ل أعلم له علة ‪ ,‬و من الغرائب‬
‫أن هذه الطريق مع صحتها أغفلها كل من خرج الديث من التأخرين كالزيلعي ‪,‬‬
‫و ابن حجر ‪ ,‬و غيها من ليس متصا ف التخريج ‪ ,‬بل أغفله أيضا الافظ اليثمي‬
‫فلم يورده ف " ممع الزوائد " مع أنه على شرطه ! و هذا كله مصداق قول القائل ‪:‬‬
‫" كم ترك الول للخر " ‪ .‬و هو دليل واضح على أهية الرجوع إل المهات عند‬
‫إرادة التحقيق ف حديث ما ‪ ,‬فإنه سيجد فيها ما يعل بثه أقرب ما يكون نضجا‬
‫و صوابا ‪ .‬و ال تعال هو الوفق ‪.‬‬
‫و إذا عرفت هذا فل تغتر بقول الافظ ابن حجر ف " الدراية " ( ص ‪ ) 7‬ف حديث‬
‫ابن عباس هذا ‪:‬‬
‫" أخرجه الدارقطن و اختلف ف وصله و إرساله و الراجح إرساله " ‪.‬‬
‫فإنه يعن الطريق الول ‪ ,‬و قد عرفت أن الصواب وصله ‪ ,‬و أنه صحيح لول عنعنة‬
‫ابن جريج ‪ ,‬على أنه قد عرفت الواب عنها ‪.‬‬
‫‪ - 5‬و أما حديث عائشة ‪ ,‬فأخرجه الدارقطن ( ص ‪ ) 37‬عن ممد بن الزهر‬

‫الوزجان‬
‫أنبأنا الفضل بن موسى السينان ‪ ,‬عن ابن جريج ‪ ,‬عن سليمان بن موسى ‪ ,‬عن‬
‫الزهري‬
‫عن عروة عنها ‪ .‬و قال ‪ " :‬كذا قال ‪ ,‬و الرسل أصح " ‪.‬‬
‫يعن ابن جريج عن سليمان مرسل كما تقدم ف الطريق الول عن ابن عباس ‪ ,‬و‬
‫ممد‬
‫بن الزهر قال الافظ ف " التلخيص " ( ‪ " : ) 33‬كذبه أحد " ‪.‬‬
‫‪ - 6‬و أما حديث أب موسى ‪ ,‬فأخرجه الطبان ف " الوسط "‬

‫( ‪ 1 / 4 / 1‬من زوائده ) ‪ ,‬و ابن عدي ( ‪ , ) 1 / 23‬و الدارقطن ( ‪ ) 38‬من‬
‫طرق‬
‫عن أشعث عن السن عنه ‪ .‬و قال الطبان ‪:‬‬
‫" ل يروى عن أب موسى إل بذا السناد " ‪.‬‬
‫و كذا رواه العقيلي ف " الضعفاء " ( ص ‪ ) 9‬عن أشعث به و قال ‪:‬‬
‫" ل يتابع عليه ‪ ,‬و السانيد ف هذا الباب لينة " ‪.‬‬
‫و قال الدارقطن ‪ " :‬الصواب موقوف ‪ ,‬و السن ل يسمع من أب موسى " ‪.‬‬
‫‪ - 7‬و أما حديث أنس ‪ ,‬فأخرجه ابن عدي ( ‪ ) 1 / 24‬و أبو السن المامي ف‬
‫" الفوائد النتقاة " ( ‪ , ) 2 / 1 / 9‬و الدارقطن ( ‪ ) 39‬من طرق عن عبد الكم‬
‫عنه ‪.‬‬
‫و قال الدارقطن ‪ " :‬عبد الكم ل يتج به " ‪.‬‬
‫‪ - 8‬و أما حديث سرة بن جندب ‪ ,‬فرواه تام الرازي ف " مسند القلي من‬
‫المراء و السلطي " ( رقم ‪ - 3‬نسخت ) ‪ ,‬و عنه ابن عساكر ف " تاريه "‬
‫( ‪ : ) 1 / 387 / 14‬حدثن أبو علي ممد بن هارون بن شعيب ‪ ,‬حدثنا ممد بن‬
‫عثمان‬
‫ابن أب سويد البصري ‪ ,‬حدثنا هدبة بن خالد ‪ ,‬حدثنا هام عن سعيد بن أب عروبة‬
‫قال ‪ :‬كنت عند منب الجاج بن يوسف فسمعته يقول ‪ :‬حدثن سرة بن جندب أن‬
‫رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و أبو علي هذا هو النصاري و هو ضعيف جدا ‪ ,‬و لكنه ل يتفرد به ‪ ,‬فقد أخرجه‬
‫تام ( رقم ‪ ) 4‬من طريق أخرى عن أحد بن سعيد الطبي ‪ ,‬حدثنا هدبة ابن خالد به‬
‫و هدبة و من فوقه ثقات غي الجاج و هو المي الشهور بالظلم ‪.‬‬
‫‪ - 9‬و أما حديث عبد ال بن زيد ‪ ,‬فأخرجه بن ماجة ( رقم ‪ : ) 443‬حدثنا سويد‬
‫ابن سعيد حدثنا يي بن زكريا بن أب زائدة ‪ ,‬عن شعبة عن حبيب ابن زيد ‪,‬‬
‫عن عباد بن تيم ‪ ,‬عن عبد ال بن زيد مرفوعا ‪.‬‬
‫قال الزيلعي ( ‪ " : ) 19 / 1‬و هذا أمثل إسناد ف الباب لتصاله وثقة رجاله ‪,‬‬
‫فابن أب زائدة و شعبة و عباد احتج بم الشيخان ‪ ,‬و حبيب ذكره ابن حبان ف‬
‫" الثقات " ف أتباع التابعي ‪ ,‬و سويد بن سعيد احتج به مسلم " ‪.‬‬
‫و تعقبه الافظ ف " الدراية " ( ص ‪ ) 7‬بأن سويدا هذا قد اختلط ‪.‬‬
‫و قال ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق ف نفسه إل أنه عمي ‪ ,‬فصار يتلقن ما ليس من‬
‫حديثه ‪ ,‬و أفحش فيه ابن معي القول " ‪.‬‬
‫و لذا قال البوصيي ف " الزوائد " ( ق ‪: ) 2 / 33‬‬
‫" هذا إسناد حسن إذا كان سويد بن سعيد حفظه " ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬و لكن ذلك ل ينع أن يكون حسنا لغيه ما دام أن الرجال كلهم ثقات‬
‫ليس فيهم متهم ‪ .‬و إذا ضم إليه طريق ابن عباس الصحيح و طريقه الخر الذي‬
‫صححه‬
‫ابن القطان ‪ ,‬و ابن الوزي ‪ ,‬و الزيلعي و غيهم ‪ ,‬فل شك حينئذ ف ثبوت الديث‬
‫و صحته ‪ ,‬و إذا ضم إل ذلك الطريق الخرى عن الصحابة الخرين ‪ ,‬ازداد قوة ‪,‬‬
‫بل إنه ليتقي إل درجة التواتر عند بعض العلماء ‪.‬‬

‫‪------------‬‬
‫و إذ قد صح الديث ‪ ,‬فهو يدل على مسألتي من مسائل الفقه ‪ ,‬اختلفت أنظار‬
‫العلماء فيها ‪.‬‬
‫أما السألة الول فهي ‪ :‬أن مسح الذني هل هو فرض أم سنة ? ذهب إل الول‬
‫النابلة ‪ .‬و حجتهم هذا الديث ‪ ,‬فإنه صريح ف إلاقهما بالرأس ‪ ,‬و ما ذلك إل‬
‫لبيان أن حكمهما ف السح كحكم الرأس فيه ‪ .‬و ذهب المهور إل أن مسحهما‬
‫سنة‬
‫فقط ‪ ,‬كما ف الفقه على الذاهب الربعة ( ‪ . ) 56 / 1‬و ل ند لم حجة يوز‬
‫التمسك با ف مالفة هذا الديث إل قول النووي ف " الجموع " ( ‪) 415 / 1‬‬
‫إنه ضعيف من جيع طرقه ! و إذا علمت أن المر ليس كذلك ‪ ,‬و أن بعض طرقه‬
‫صحيح ل‬
‫يطلع عليه النووي ‪ .‬و البعض الخر صحيح لغيه ‪ ,‬استطعت أن تعرف ضعف هذه‬
‫الجة‬
‫و وجوب التمسك با دل عليه الديث من وجوب مسح الذني و أنما ف ذلك‬
‫كالرأس ‪,‬‬
‫و حسبك قدوة ف هذا الذهب إمام السنة أبو عبد ال أحد بن حنبل ‪ ,‬و سلفه ف‬
‫ذلك جاعة من الصحابة ‪ ,‬تقدم تسمية بعضهم ف أثناء تريج الديث ‪ ,‬و قد عزاه‬
‫النووي ( ‪ ) 413 / 1‬إل الكثرين من السلف ‪.‬‬
‫و أما السألة الخرى فهي ‪ :‬هل يكفي ف مسح الذني ماء الرأس ‪ ,‬أم لبد لذلك‬
‫من جديد ? ذهب إل الول الئمة الثلثة كما ف " فيض القدير " للمناوي فقال ف‬
‫شرح الديث ‪:‬‬
‫" ( الذنان من الرأس ) ل من الوجه و ل مستقلتان ‪ ,‬يعن فل حاجة إل أخذ ماء‬
‫جديد منفرد لما غي ماء الرأس ف الوضوء ‪ ,‬بل يزىء مسحهما ببلل ماء الرأس ‪,‬‬
‫و إل لكان بيانا للخلقة فقط ‪ ,‬و الصطفى صلى ال عليه وسلم ل يبعث لذلك ‪,‬‬
‫و به قال الئمة الثلثة " ‪.‬‬
‫و خالف ف ذلك الشافعية ‪ ,‬فذهبوا إل أنه يسن تديد الاء للذني و مسحهما على‬
‫النفراد ‪ ,‬و ل يب ‪ ,‬و احتج النووي لم بديث عبد ال بن زيد أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أخذ لذنيه ماء خلف الذي أخذ لرأسه ‪.‬‬
‫قال النووي ف " الجموع " ( ‪: ) 412 / 1‬‬
‫" حديث حسن ‪ ,‬رواه البيهقي ‪ ,‬و قال ‪ :‬إسناده صحيح " ‪.‬‬
‫و قال ف مكان آخر ( ‪: ) 414 / 1‬‬
‫" و هو حديث صحيح كما سبق بيانه قريبا ‪ ,‬فهذا صريح ف أنما ليستا من الرأس ‪,‬‬
‫إذ لو كانتا منه لا أخذ لما ماء جديدا كسائر أجزاء الرأس ‪ ,‬و هو صريح ف أخذ‬
‫ماء جديد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل حجة فيه على ما قالوا ‪ ,‬إذ غاية ما فيه مشروعية أخذ الاء لما ‪,‬‬
‫و هذا ل يناف جواز الكتفاء باء الرأس ‪ ,‬كما دل عليه هذا الديث ‪ ,‬فاتفقا‬
‫و ل يتعارضا ‪ ,‬و يؤيد ما ذكرت أنه صح عنه صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أنه مسح برأسه من فضل ماء كان ف يده " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ف " سننه " بسند حسن كما بينته ف " صحيح سننه " ( رقم ‪) 121‬‬
‫و له شاهد من حديث ابن عباس ف " الستدرك " ( ‪ ) 147 / 1‬بسند حسن أيضا ‪,‬‬
‫و رواه غيه ‪ .‬فانظر " تلخيص البي " ( ص ‪. ) 33‬‬
‫و هذا كله يقال على فرض التسليم بصحة حديث عبد ال بن زيد ‪ ,‬و لكنه غي‬
‫ثابت ‪,‬‬
‫بل هو شاذ كما ذكرت ف " صحيح سنن أب داود " ( رقم ‪ ) 111‬و بينته ف "‬
‫سلسلة‬
‫الحاديث الضعيفة " تت رقم ( ‪. ) 997‬‬
‫و جلة القول ‪ ,‬فإن أسعد الناس بذا الديث من بي الئمة الربعة أحد بن حنبل‬
‫رضي ال عنهم أجعي ‪ ,‬فقد أخذ با دل عليه الديث ف السألتي ‪ ,‬و ل يأخذ‬
‫به ف الواحدة دون الخرى كما صنع غيه ‪.‬‬
‫" غطوا الناء و أوكوا السقاء فإن ف السنة ليلة ينل فيها وباء ل ير بإناء‬ ‫‪37‬‬
‫ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إل نزل فيه من ذلك الوباء " ‪.‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 105 / 6‬و أحد ( ‪ ) 355 / 3‬من طريق القعقاع بن حكيم عن‬
‫‪ #‬جابر بن عبد ال ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫( أوكوا ) أي شدوا رءوسها بالوكاء و هو اليط الذي تشد به القربة و نوها ‪.‬‬
‫و ف رواية لسلم و غيه ‪:‬‬
‫( غطوا الناء ‪ ,‬و أوكوا السقاء ‪ ,‬و أغلقوا الباب ‪ ,‬و أطفئوا السراج ‪ ,‬فإن‬
‫الشيطان ل يل سقاء ‪ ,‬و ل يفتح بابا ‪ ,‬و ل يكشف إناء ‪ ,‬فإن ل يد أحدكم إل‬
‫أن يعرض على إنائه عودا و يذكر اسم ال فليفعل ‪ ,‬فإن الفويسقة ( يعن الفأرة )‬
‫تضرم على أهل البيت بيتهم ) ‪.‬‬
‫و للحديث طرق و ألفاظ أخرى ‪ ,‬و قد سقتها ف " إرواء الغليل ف تريج أحاديث‬
‫منار السبيل " رقم ( ‪ ) 38‬و سيطبع قريبا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫" إذا وقع الذباب ف شراب أحدكم فليغمسه ( كله ) ث لينتزعه ‪ ,‬فإن ف إحدى‬ ‫‪38‬‬
‫جناحيه داء و ف الخرى شفاء " ‪.‬‬
‫ورد من حديث ‪ #‬أب هريرة ‪ ,‬و أب سعيد الدري ‪ ,‬و أنس بن مالك ‪. #‬‬
‫‪ - 1‬أما حديث أب هريرة فله عنه طرق ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬عن عبيد بن حني قال ‪ :‬سعت أبا هريرة يقول ‪ ,‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ 329 / 2‬و ‪ , ) 72 - 71 / 4‬و الدارمي ( ‪ , ) 99 / 2‬و ابن‬
‫ماجه‬
‫( ‪ , ) 3505‬و أحد ( ‪ , ) 398 / 2‬و ما بي الربعي زيادة له ‪ ,‬و هي للبخاري‬
‫ف رواية له ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬عن سعيد بن أب سعيد عنه ‪.‬‬

‫رواه أبو داود ( ‪ ) 3844‬من طريق أحد ‪ ,‬و هذا ف " السند " ( ‪, 229 / 3‬‬
‫‪) 246‬‬
‫و السن بن عرفة ف " جزئه " ( ق ‪ ) 1 / 91‬من طريق ممد بن عجلن عنه به‬
‫و زاد ‪ " :‬و إنه يتقي بناحه الذي فيه الداء ‪ ,‬فليغمسه كله " ‪ .‬و إسناده حسن ‪.‬‬
‫و قد تابعه إبراهيم بن الفضل عن سعيد به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ , ) 443 / 2‬و إبراهيم هذا هو الخزومي الدن و هو ضعيف ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬عن ثامة بن عبد ال بن أنس عنه به ‪.‬‬

‫أخرجه الدارمي و أحد ( ‪ , ) 388 , 355 , 263 / 2‬و سنده صحيح على شرط‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬عن ممد بن سيين عنه به ‪.‬‬

‫رواه أحد ( ‪ , ) 388 , 355 / 2‬و سنده صحيح أيضا ‪.‬‬
‫الامس ‪ :‬عن أب صال عنه ‪.‬‬

‫رواه أحد ( ‪ , ) 340 / 2‬و الفاكهي ف " حديثه " ( ‪ , ) 2 / 50 / 2‬بسند حسن‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 2‬و أما حديث أب سعيد الدري فلفظه ‪:‬‬
‫" إن أحد جناحي الذباب سم و الخر شفاء ‪ ,‬فإذا وقع ف الطعام ‪ ,‬فاملقوه ‪ ,‬فإنه‬
‫يقدم السم ‪ ,‬و يؤخر الشفاء " ‪.‬‬
‫" إن أحد جناحي الذباب سم و الخر شفاء ‪ ,‬فإذا وقع ف الطعام فامقلوه ‪ ,‬فإنه‬ ‫‪39‬‬
‫يقدم السم و يؤخر الشفاء " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ : ) 67 / 3‬حدثنا يزيد قال ‪ :‬حدثنا ابن أب ذئب ‪ ,‬عن سعيد بن خالد‬
‫قال ‪ :‬دخلت على أب سلمة فأتانا بزبد و كتلة ‪ ,‬فأسقط ذباب ف الطعام ‪ ,‬فجعل‬
‫أبو سلمة يقله بأصبعه فيه ‪ ,‬فقلت ‪ :‬يا خال ! ما تصنع ? فقال ‪:‬‬
‫إن ‪ #‬أبا سعيد الدري ‪ #‬حدثن عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره‬
‫‪.‬‬
‫و رواه ابن ماجه ( ‪: ) 3504‬‬

‫حدثنا أبو بكر بن أب شيبة ‪ ,‬حدثنا يزيد بن هارون به مرفوعا دون القصة ‪.‬‬
‫و رواه الطيالسي ف " مسنده " ( ‪: ) 2188‬‬

‫حدثنا ابن أب ذئب به ‪ ,‬و عنه رواه النسائي ( ‪ , ) 193 / 2‬و أبو يعلى ف‬
‫" مسنده " ( ق ‪ ) 2 / 65‬و ابن حبان ف " الثقات " ( ‪. ) 102 / 2‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخي غي سعيد بن خالد و هو‬
‫القارظي‬
‫و هو صدوق كما قال الذهب و العسقلن ‪.‬‬
‫‪ - 3‬و أما حديث أنس ‪:‬‬
‫فرواه البزار و رجاله رجال الصحيح ‪.‬‬

‫رواه الطبان ف " الوسط " كما ف " ممع الزوائد " ( ‪, ) 38 / 5‬‬
‫و ابن أب خيثمة ف " تاريه الكبي " ‪.‬‬
‫قال الافظ ‪ :‬و إسناده صحيح ‪ ,‬كما ف " نيل الوطار " ( ‪. ) 55 / 1‬‬
‫أما بعد ‪ ,‬فقد ثبت الديث بذه السانيد الصحيحة ‪ ,‬عن هؤلء الصحابة الثلثة‬
‫أب هريرة و أب سعيد و أنس ‪ ,‬ثبوتا ل مال لرده و ل للتشكيك فيه ‪ ,‬كما ثبت‬
‫صدق أب هريرة رضي ال عنه ف روايته إياه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫خلفا لبعض غلة الشيعة من العاصرين ‪ ,‬و من تبعه من الزائغي ‪ ,‬حيث طعنوا فيه‬
‫رضي ال عنه لروايته إياه ‪ ,‬و اتموه بأنه يكذب فيه على رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬و حاشاه من ذلك ‪ ,‬فهذا هو التحقيق العلمي يثبت أنه بريء من كل‬
‫ذلك‬
‫و أن الطاعن فيه هو القيق بالطعن فيه ‪ ,‬لنم رموا صحابيا بالبهت ‪ ,‬و ردوا‬
‫حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم لجرد عدم انطباقه على عقولم الريضة !‬
‫و قد رواه عنه جاعة من الصحابة كما علمت ‪ ,‬و ليت شعري هل علم هؤلء بعدم‬
‫تفرد‬
‫أب هريرة بالديث ‪ ,‬و هو حجة و لو تفرد ‪ ,‬أم جهلوا ذلك ‪ ,‬فإن كان الول فلماذا‬
‫يتعللون برواية أب هريرة إياه ‪ ,‬و يوهون الناس أنه ل يتابعه أحد من الصحاب‬
‫الكرام ? ! و إن كان الخر فهل سألوا أهل الختصاص و العلم بالديث الشريف ?‬
‫و ما أحسن ما قيل ‪:‬‬
‫و إن كنت تدري فالصيبة أعظم‬ ‫فإن كنت ل تدري فتلك مصيبة‬
‫ث إن كثيا من الناس يتوهون أن هذا الديث يالف ما يقرره الطباء و هو أن‬

‫الذباب يمل بأطرافه الراثيم ‪ ,‬فإذا وقع ف الطعام أو ف الشراب علقت به تلك‬
‫الراثيم ‪ ,‬و القيقة أن الديث ل يالف الطباء ف ذلك ‪ ,‬بل هو يؤيدهم إذ‬
‫يب أن ف أحد جناحيه داء ‪ ,‬و لكنه يزيد عليهم فيقول ‪ " :‬و ف الخر شفاء "‬
‫فهذا ما ل ييطوا بعلمه ‪ ,‬فوجب عليهم اليان به إن كانوا مسلمي ‪ ,‬و إل‬
‫فالتوقف إذا كانوا من غيهم إن كانوا عقلء علماء ! ذلك لن العلم الصحيح‬
‫يشهد‬
‫أن عدم العلم بالشيء ل يستلزم العلم بعدمه ‪.‬‬
‫نقول ذلك على افتراض أن الطب الديث ل يشهد لذا الديث بالصحة ‪ ,‬و قد‬
‫اختلفت‬
‫آراء الطباء حوله ‪ ,‬و قرأت مقالت كثية ف ملت متلفة كل يؤيد ما ذهب إليه‬
‫تأييدا أو ردا ‪ ,‬و نن بصفتنا مؤمني بصحة الديث و أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ( ما ينطق عن الوى ‪ ,‬إن هو إل وحي يوحى ) ‪ ,‬ل يهمنا كثيا ثبوت الديث‬
‫من وجهة نظر الطب ‪ ,‬لن الديث برهان قائم ف نفسه ل يتاج إل دعم خارجي‬
‫و مع ذلك فإن النفس تزداد إيانا حي ترى الديث الصحيح يوافقه العلم الصحيح ‪,‬‬
‫و لذلك فل يلو من فائدة أن أنقل إل القراء خلصة ماضرة ألقاها أحد الطباء‬
‫ف جعية الداية السلمية ف مصر حول هذا الديث قال ‪:‬‬
‫" يقع الذباب على الواد القذرة الملؤة بالراثيم الت تنشأ منها المراض‬
‫الختلفة ‪ ,‬فينقل بعضها بأطرافه ‪ ,‬و يأكل بعضا ‪ ,‬فيتكون ف جسمه من ذلك مادة‬
‫سامة يسميها علماء الطب بـ " مبعد البيكتريا " ‪ ,‬و هي تقتل كثيا من جراثيم‬
‫المراض ‪ ,‬و ل يكن لتلك الراثيم أن تبقى حية أو يكون لا تأثي ف جسم‬
‫النسان ف حال وجود مبعد البكتريا ‪ .‬و أن هناك خاصية ف أحد جناحي الذباب ‪,‬‬
‫هي أنه يول البكتريا إل ناحيته ‪ ,‬و على هذا فإذا سقط الذباب ف شراب أو طعام‬
‫و ألقي الراثيم العالقة بأطرافه ف ذلك الشراب ‪ ,‬فإن أقرب مبيد لتلك الراثيم‬
‫و أول واق منها هو مبعد البكتريا الذي يمله الذباب ف جوفه قريبا من أحد‬
‫جناحيه ‪ ,‬فإذا كان هناك داء فدواؤه قريب منه ‪ ,‬و غمس الذباب كله و طرحه‬
‫كاف‬
‫لقتل الراثيم الت كانت عالقة ‪ ,‬و كاف ف إبطال عملها " ‪.‬‬
‫و قد قرأت قديا ف هذه الجلة بثا ضافيا ف هذا العن للطبيب الستاذ سعيد‬
‫السيوطي ( ملد العام الول ) و قرأت كلمة ف ملد العام الفائت ( ص ‪) 503‬‬
‫كلمة‬
‫للطبيبي ممود كمال و ممد عبد النعم حسي نقل عن ملة الزهر ‪.‬‬
‫ث وقفت على العدد ( ‪ ) 82‬من " ملة العرب " الكويتية ص ‪ 144‬تت عنوان ‪:‬‬
‫" أنت تسأل ‪ ,‬و نن نيب " بقلم الدعو عبد الوارث كبي ‪ ,‬جوابا له على سؤال‬
‫عما لذا الديث من الصحة و الضعف ? فقال ‪:‬‬
‫" أما حديث الذباب ‪ ,‬و ما ف جناحيه من داء و شفاء ‪ ,‬فحديث ضعيف ‪ ,‬بل هو‬
‫عقل‬
‫حديث مفترى ‪ ,‬فمن السلم به أن الذباب يمل من الراثيم و القذار ‪...‬‬
‫و ل يقل أحد قط أن ف جناحي الذبابة داء و ف الخر شفاء ‪ ,‬إل من وضع هذا‬
‫الديث أو افتراه ‪ ,‬و لو صح ذلك لكشف عنه العلم الديث الذي يقطع بضار‬
‫الذباب‬
‫و يض على مكافحته " ‪.‬‬
‫و ف الكلم على اختصاره من الدس و الهل ما لبد من الكشف عنه دفاعا عن‬
‫حديث‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و صيانة له أن يكفر به من قد يغتر بزخرف‬
‫القول ! فأقول ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬لقد زعم أن الديث ضعيف ‪ ,‬يعن من الناحية العلمية الديثية بدليل‬
‫قوله ‪ " :‬بل هو عقل حديث مفترى " ‪.‬‬
‫و هذا الزعم واضح البطلن ‪ ,‬تعرف ذلك ما سبق من تريج الديث من طرق ثلث‬
‫عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و كلها صحيحة ‪ .‬و حسبك دليل على ذلك أن‬
‫أحدا‬
‫من أهل العلم ل يقل بضعف الديث كما فعل هذا الكاتب الريء !‬
‫ثانيا ‪ :‬لقد زعم أنه حديث مفترى عقل ‪.‬‬

‫و هذا الزعم ليس وضوح بطلنه بأقل من سابقه ‪ ,‬لنه مرد دعوى ل يسق دليل‬
‫يؤيده به سوى الهل بالعلم الذي ل يكن الحاطة به ‪ ,‬ألست تراه يقول ‪:‬‬
‫" و ل يقل أحد ‪ , ...‬و لو صح لكشف عنه العلم الديث ‪. " ...‬‬
‫فهل العلم الديث ‪ -‬أيها السكي ‪ -‬قد أحاط بكل شيء علما ‪ ,‬أم أن أهله الذين ل‬
‫يصابوا بالغرور ‪ -‬كما أصيب من يقلدهم منا ‪ -‬يقولون ‪ :‬إننا كلما ازددنا علما با‬
‫ف الكون و أسراره ‪ ,‬ازددنا معرفة بهلنا ! و أن المر بق كما قال ال تبارك‬
‫و تعال ‪ ( :‬و ما أوتيتم من العلم إل قليل ) ‪.‬‬
‫و أما قوله ‪ " :‬إن العلم يقطع بضار الذباب و يض على مكافحته " !‬
‫فمغالطة مكشوفة ‪ ,‬لننا نقول ‪ :‬إن الديث ل يقل نقيض هذا ‪ ,‬و إنا تدث عن‬
‫قضية أخرى ل يكن العلم يعرف معالتها ‪ ,‬فإذا قال الديث ‪:‬‬
‫" إذا وقع الذباب ‪ " ..‬فل أحد يفهم ‪ ,‬ل من العرب و ل من العجم ‪ ,‬اللهم إل‬
‫العجم ف عقولم و إفهامهم أن الشرع يبارك ف الذباب و ل يكافحه ?‬
‫ثالثا ‪ :‬قد نقلنا لك فيما سبق ما أثبته الطب اليوم ‪ ,‬من أن الذباب يمل ف جوفه‬
‫ما سوه بـ " مبعد البكتريا " القاتل للجراثيم ‪ .‬و هذا و إن ل يكن موافقا لا‬
‫ف الديث على وجه التفصيل ‪ ,‬فهو ف الملة موافق لا استنكره الكاتب الشار‬
‫إليه و أمثاله من اجتماع الداء و الدواء ف الذباب ‪ ,‬و ل يبعد أن يأت يوم‬
‫تنجلي فيه معجزة الرسول صلى ال عليه وسلم ف ثبوت التفاصيل الشار إليها‬
‫علميا ‪ ( ,‬و لتعلمن نبأه ‪ ,‬بعد حي ) ‪.‬‬
‫و إن من عجيب أمر هذا الكاتب و تناقضه ‪ ,‬أنه ف الوقت الذي ذهب فيه إل‬
‫تضعيف‬
‫هذا الديث ‪ ,‬ذهب إل تصحيح حديث " طهور الناء الذي يلغ فيه الكلب أن‬
‫يغسل سبع‬
‫مرات ‪ :‬إحداهن بالتراب " فقال ‪:‬‬
‫" حديث صحيح متفق عليه " فإنه إذا كانت صحته جاءت من اتفاق العلماء أو‬
‫الشيخي‬
‫على صحته ‪ ,‬فالديث الول أيضا صحيح عند العلماء بدون خلف بينهم ‪ ,‬فكيف‬
‫جاز له‬
‫تضعيف هذا و تصحيح ذاك ?!ث تأويله تأويل باطل يؤدي إل أن الديث غي‬
‫صحيح‬
‫عنده ف معناه ‪ ,‬لنه ذكر أن القصود من العدد مرد الكثرة ‪ ,‬و أن القصود من‬
‫التراب هو استعمال مادة مع الاء من شأنا إزالة ذلك الثر !‬
‫و هذا تأويل باطل ‪ ,‬بي البطلن و إن كان عزاه للشيخ ممود شلتوت عفا ال عنه‬
‫‪.‬‬
‫فل أدري أي خطأيه أعظم ‪ ,‬أهو تضعيفه للحديث الول و هو صحيح ‪ ,‬أم تأويله‬
‫للحديث الخر و هو تأويل باطل ! ‪.‬‬
‫و بذه الناسبة ‪ ,‬فإن أنصح القراء الكرام بأن ل يثقوا بكل ما يكتب اليوم ف‬
‫بعض الجلت السائرة ‪ ,‬أو الكتب الذائعة ‪ ,‬من البحوث السلمية ‪ ,‬و خصوصا ما‬
‫كان منها ف علم الديث ‪ ,‬إل إذا كانت بقلم من يوثق بدينه أول ‪ ,‬ث بعلمه‬
‫و اختصاصه فيه ثانيا ‪ ,‬فقد غلب الغرور على كثي من كتاب العصر الاضر ‪ ,‬و‬
‫خصوصا‬
‫من يمل منهم لقب " الدكتور " ! ‪ .‬فإنم يكتبون فيما ليس من اختصاصهم ‪ ,‬و ما‬
‫ل‬
‫علم لم به ‪ ,‬و إن لعرف واحدا من هؤلء ‪ ,‬أخرج حديثا إل الناس كتابا جله ف‬
‫الديث و السية ‪ ,‬و زعم فيه أنه اعتمد فيه على ما صح من الحاديث و الخبار ف‬
‫كتب السنة و السية ! ث هو أورد فيه من الروايات و الحاديث ما تفرد به‬
‫الضعفاء و التروكون و التهمون بالكذب من الرواة كالواقدي و غيه ‪ ,‬بل أورد‬
‫فيه حديث ‪ " :‬نن نكم بالظاهر ‪ ,‬و ال يتول السرائر " ‪ ,‬و جزم بنسبته إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬مع أنه ما ل أصل له عنه بذا اللفظ ‪ ,‬كما نبه‬
‫عليه حفاظ الديث كالسخاوي و غيه ‪ ,‬فاحذروا أيها القراء أمثال هؤلء ‪.‬‬
‫و ال الستع‬
‫" إذا كان جنح الليل ‪ ,‬فكفوا صبيانكم ‪ ,‬فإن الشياطي تنتشر حينئذ ‪ ,‬فإذا ذهبت‬ ‫‪40‬‬
‫ساعة من العشاء فخلوهم " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ , ) 37 - 36 / 4 , 322 / 2‬و مسلم ( ‪ , ) 106 / 6‬و أبو‬

‫داود‬
‫( ‪ ) 3733‬من طريق عطاء بن أب رباح عن ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و رواه أحد ( ‪ ) 388 / 3‬بنحوه و زاد ‪:‬‬

‫" فإن للجن انتشارا و خطفة " و سنده صحيح ‪.‬‬
‫( جنح الليل ) أي ‪ :‬إذا أقبل ظلمه ‪ ,‬قال الطيب ‪ " :‬جنح الليل " ‪ :‬طائفة منه ‪,‬‬
‫و أراد به هنا الطائفة الول منه ‪ ,‬عند امتداد فحمة العشاء ‪.‬‬
‫" يعجب ربكم من راعي غنم ف رأس شظية ببل يؤذن بالصلة و يصلي فيقول ال‬ ‫‪41‬‬
‫عز و جل ‪ :‬انظروا إل عبدي هذا يؤذن و يقيم الصلة ياف من ‪ ,‬فقد غفرت‬
‫لعبدي‬
‫و أدخلته النة " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ف " صلة السفر " رقم ( ‪ , ) 1203‬و النسائي ف " الذان "‬
‫( ‪ ) 108 / 1‬و ابن حبان ( ‪ ) 260‬من طريق ابن وهب عن عمرو بن الارث أن‬
‫أبا عشانة حدثه عن ‪#‬عقبة بن عامر ‪ #‬قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد مصري صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و أبو عشانة اسه حي بن‬
‫يؤمن‬
‫و هو ثقة ‪.‬‬
‫( الشظية ) ‪ :‬قطعة من رأس البل مرتفعة ‪.‬‬

‫و ف الديث من الفقه استحباب الذان لن يصلي وحده ‪ ,‬و بذلك ترجم له النسائي‬
‫‪,‬‬
‫و قد جاء المر به و بالقامة أيضا ف بعض طرق حديث السيء صلته ‪ ,‬فل ينبغي‬
‫التساهل بما ‪.‬‬
‫" من أذن اثنت عشرة سنة وجبت له النة و كتب له بتأذينه ف كل مرة ستون حسنة‬ ‫‪42‬‬
‫و بإقامته ثلثون حسنة " ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجه ( رقم ‪ , ) 728‬و الاكم ( ‪ , ) 205 / 1‬و عنه البيهقي ( ‪/ 1‬‬
‫‪) 433‬‬
‫و ابن عدي ( ‪ , ) 1 / 220‬و البغوي ف " شرح السنة " ( ‪) 2 - 1 / 58 / 1‬‬
‫و الضياء ف " النتقى من مسموعاته برو " ( ‪ , ) 1 / 32‬كلهم عن عبد ال‬
‫بن صال حدثنا يي بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪:‬‬

‫" صحيح على شرط البخاري " و وافقه الذهب !‬
‫و قال النذري ( ‪: ) 111 / 1‬‬

‫" و هو كما قال ‪ ,‬فإن عبد ال بن صال كاتب الليث ‪ ,‬و إن كان فيه كلم فقد‬
‫روى‬
‫عنه البخاري ف ( الصحيح ) ‪ .‬و هذا من النذري أول من موافقة الذهب الطلقة‬
‫على تصحيح الديث لسيما و هو قد أورده ف ترجة عبد ال بن صال هذا ف جلة‬
‫ما أنكر عليه من الحاديث ‪.‬‬
‫و قال ابن عدي عقب الديث ‪:‬‬

‫" ل أعلم من روى بذا السناد عن ابن وهب ( كذا و لعله ابن أيوب ) غي أن‬
‫أب صال ‪ ,‬و هو عندي مستقيم الديث ‪ ,‬إل أنه يقع ف حديثه ف أسانيده و متونه‬
‫غلط ‪ ,‬و ل يتعمد الكذب " ‪.‬‬
‫و قال البغوي ‪:‬‬

‫" عبد ال بن صال كاتب الليث صدوق ‪ ,‬غي أنه وقع ف حديثه مناكي " ‪.‬‬
‫و لذلك قال البوصيي ف " الزوائد " ( ق ‪: ) 2 / 48‬‬
‫" إسناده ضعيف لضعف عبد ال بن صال " ‪.‬‬
‫و للحديث علة أخرى و هي ‪ :‬عنعنة ابن جريج ‪.‬‬
‫و قد قال البيهقي عقبه ‪:‬‬

‫" و قد رواه يي بن التوكل ‪ ,‬عن ابن جريج عمن حدثه ‪ ,‬عن نافع ‪ .‬قال البخاري ‪:‬‬
‫و هذا أشبه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فتبي أن هذا السناد ل تقوم به حجة ‪ ,‬لكن ذكر له الاكم شاهدا من طريق‬
‫ابن وهب ‪ ,‬أخبن ابن ليعة ‪ ,‬عن عبد ال بن أب جعفر ‪ ,‬عن نافع به ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ابن ليعة و إن كان فيه كلم من قبل‬
‫حفظه‬
‫فذلك خاص با إذا كان من غي رواية العبادلة عنه ‪ ,‬و ابن وهب أحدهم ‪.‬‬
‫قال عبد الغن بن سعيد الزدي و الساجي و غيها ‪:‬‬

‫" إذا روى العبادلة عن ابن ليعة فهو صحيح ‪ :‬ابن البارك و ابن وهب و القريء "‬
‫‪.‬‬
‫و بذلك يصي الديث صحيحا ‪ .‬و المد ل على توفيقه ‪.‬‬
‫و ف هذا الديث فضل ظاهر للمؤذن الثابر على أذانه هذه الدة الذكورة فيه‬
‫و ل يفى أن ذلك مشروط بن أذن خالصا لوجه ال تعال ‪ ,‬ل يبتغي من ورائه‬
‫رزقا ‪ ,‬و ل رياء ‪ ,‬و ل سعة ‪ ,‬للدلة الكثية الثابتة ف الكتاب و السنة ‪,‬‬
‫الت تفيد أن ال تعال ل يقبل من العمال إل ما خلص له ‪.‬‬
‫( راجع كتاب الرياء ف أول " الترغيب و الترهيب " للمنذري ) ‪.‬‬
‫و قد ثبت أن رجل جاء إل ابن عمر فقال ‪ :‬إن أحبك ف ال ‪ ,‬قال ‪ :‬فاشهد علي‬
‫أن أبغضك ف ال ! قال ‪ :‬و ل ? قال ‪ :‬لنك تلحن ف أذانك ‪ ,‬و تأخذ عليه‬
‫أجرا !‬
‫و إن ما يؤسف له حقا أن هذه العبادة العظيمة ‪ ,‬و الشعية السلمية ‪ ,‬قد انصرف‬
‫أكثر علماء السلمي عنها ف بلدنا ‪ ,‬فل تكاد ترى أحدا منهم يؤذن ف مسجد ما‬
‫إل ما شاء ال ‪ ,‬بل ربا خجلوا من القيام با ‪ ,‬بينما تراهم يتهافتون على‬
‫المامة ‪ ,‬بل و يتخاصمون ! فإل ال الشتكى من غربة هذا الزمان ‪.‬‬
‫" يا عائشة لول أن قومك حديثو عهد بشرك و ليس عندي من النفقة ما يقوي على‬ ‫‪43‬‬
‫بنائه لنفقت كن الكعبة ف سبيل ال و لدمت الكعبة فألزقتها بالرض ث‬

‫لبنيتها على أساس إبراهيم و جعلت لا بابي بابا شرقيا يدخل الناس منه و بابا‬
‫غربيا يرجون منه و ألزقتها بالرض و زدت فيها ستة أذرع من الجر ‪.‬‬
‫( و ف رواية ‪ :‬و لدخلت فيها الجر ) فإن قريشا اقتصرتا حيث بنت الكعبة ‪ ,‬فإن‬
‫بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي لريك ما تركوه منه ‪ ,‬فأراها قريبا من سبعة‬
‫أذرع " ‪.‬‬
‫و ف رواية عنها قالت ‪:‬‬
‫" سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الدر ( أي الجر ) ‪ ,‬أمن البيت هو ?‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قلت ‪ :‬فلم ل يدخلوه ف البيت ? قال ‪ :‬إن قومك قصرت بم النفقة ‪,‬‬
‫قلت ‪ :‬فما شأن بابه مرتفعا ? قال ‪ :‬فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا و ينعوا من‬
‫شاءوا ‪ ( ,‬و ف رواية ‪ :‬تعززا أن ل يدخلها إل من أرادوا ‪ ,‬فكان الرجل إذا‬
‫أراد أن يدخلها يدعونه يرتقي حت إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط ) و لول أن‬
‫قومك‬
‫حديث عهدهم ف الاهلية ‪ ,‬فأخاف أن تنكر قلوبم ‪ ,‬لنظرت أن أدخل الدر ف‬
‫البيت‬
‫و أن ألزق بابه بالرض ‪.‬‬
‫فلما ملك ابن الزبي هدمها و جعل لا بابي ‪.‬‬
‫( و ف رواية فذلك الذي حل ابن الزبي على هدمه ‪ ,‬قال يزيد بن رومان ‪ :‬و قد‬
‫شهدت ابن الزبي حي هدمه و بناه و أدخل فيه الجر ‪ ,‬و قد رأيت أساس إبراهيم‬
‫عليه السلم حجارة متلحة كأسنمة البل متلحكة ) " ‪.‬‬
‫( عن ‪ #‬عائشة ‪: ) #‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ , ) 412 / 4 , 197 / 3 , 491 , 44 / 1‬و مسلم ( ‪99 / 4‬‬

‫‪) 100 -‬‬
‫و أبو نعيم ف " الستخرج " ( ق ‪ , ) 2 / 174‬و النسائي ( ‪, ) 35 - 34 / 2‬‬
‫و الترمذي ( ‪ ) 166 / 1‬و صححه ‪ ,‬و الدارمي ( ‪ ) 54 - 53 / 1‬و ابن ماجه (‬
‫‪) 2955‬‬
‫و مالك ( ‪ , ) 363 / 1‬و الزرقي ف " أخبار مكة " ( ص ‪218 , 115 - 114‬‬
‫‪) 219 -‬‬
‫و أحد ( ‪, 239 , 179 , 176 , 136 , 113 , 102 , 92 , 67 , 57 / 6‬‬
‫‪, 253 , 247‬‬
‫‪ ) 262‬من طرق عنها ‪.‬‬

‫‪--------------‬‬
‫يدل هذا الديث على أمرين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن القيام بالصلح إذا ترتب عليه مفسدة أكب منه وجب تأجيله ‪ ,‬و منه‬
‫أخذ الفقهاء قاعدتم الشهورة " دفع الفسدة ‪ ,‬قبل جلب الصلحة " ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن الكعبة الشرفة باجة الن إل الصلحات الت تضمنها الديث لزوال‬
‫السبب الذي من أجله ترك رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك ‪ ,‬و هو أن تنفر‬
‫قلوب‬
‫من كان حديث عهد بشرك ف عهده صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و قد نقل ابن بطال عن‬
‫بعض‬
‫العلماء " أن النفرة الت خشيها صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬أن ينسبوه إل النفراد‬
‫بالفخر دونم " ‪.‬‬
‫و يكن حصر تلك الصلحات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬توسيع الكعبة و بناؤها على أساس إبراهيم عليه عليه الصلة و السلم ‪ ,‬و‬
‫ذلك‬
‫بضم نو ستة أذرع من الجر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تسوية أرضها بأرض الرم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬فتح باب آخر لا من الهة الغربية ‪.‬‬
‫‪ - 4‬جعل البابي منخفضي مع الرض لتنظيم و تيسي الدخول إليها و الروج منها‬
‫لكل من شاء ‪.‬‬
‫و لقد كان عبد ال بن الزبي رضي ال عنهما قد قام بتحقيق هذا الصلح‬
‫بكامله إبان حكمه ف مكة ‪ ,‬و لكن السياسة الائرة أعادت الكعبة بعده إل وضعها‬
‫السابق ! و هاك تفصيل ذلك كما رواه مسلم ‪ ,‬و أبو نعيم ‪ ,‬بسندها الصحيح عن‬
‫عطاء‬
‫قال ‪:‬‬
‫" لا احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حي غزاها أهل الشام ‪ ,‬فكان من أمره ما‬
‫كان ‪ ,‬تركه ابن الزبي حت قدم الناس الوسم ‪ ,‬يريد أن يرئهم أو يربم على‬
‫أهل الشام ‪ ,‬فلما صدر الناس قال ‪ :‬يا أيها الناس ‪ ,‬أشيوا على ف الكعبة أنقضها‬
‫ث أبن بناءها ‪ ,‬أو أصلح ما وهي منها ? قال ابن عباس ‪ :‬فإن قد فرق ل رأي‬
‫فيها ‪ :‬أرى أن تصلح ما وهي منها ‪ ,‬و تدع بيتا أسلم الناس عليه ‪ ,‬و أحجارا أسلم‬
‫الناس عليها ‪ ,‬و بعث عليها النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقال ابن الزبي ‪ :‬لو‬
‫كان أحدكم احترق بيته ما رضي حت يده ‪ ,‬فكيف بيت ربكم ?! إن مستخي رب‬
‫ثلثا‬
‫ث عازم على أمري ‪ ,‬فلما مضى الثلث أجع رأيه على أن ينقضها ‪ ,‬فتحاماه الناس ‪,‬‬
‫أن ينل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء ! حت صعده رجل فألقى منه حجارة ‪,‬‬
‫فلما ل يره الناس أصابه شيء ‪ ,‬تتابعوا فنقضوه حت بلغوا به الرض ‪ ,‬فجعل ابن‬
‫الزبي أعمدة فستر عليها الستور حت ارتفع بناؤه ‪.‬‬
‫و قال ابن الزبي ‪ :‬إن سعت عائشة تقول ‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫( فذكر الديث بالزيادة الول ث قال ) ‪ :‬فأنا اليوم أجد ما أنفق و لست أخاف‬
‫الناس ‪ ,‬فزاد فيه خس أذرع من الجر حت أبدى أسا نظر الناس إليه ‪ ,‬فبن عليه‬
‫البناء و كان طول الكعبة ثان عشرة ذراعا ‪ ,‬فلما زاد فيه استقصره فزاد ف طوله‬
‫عشر أذرع ‪ ,‬و جعل له بابي أحدها يدخل منه ‪ ,‬و الخر يرج منه ‪ ,‬فلما قتل‬
‫ابن الزبي كتب الجاج إل عبد اللك بن مروان يبه بذلك ‪ ,‬و يبه أن ابن‬
‫الزبي قد وضع البناء على أس نظر إليه العدول من أهل مكة ‪ ,‬فكتب إليه‬
‫عبد اللك ‪ :‬إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبي ف شيء ‪ ,‬أما ما زاد ف طوله فأقره‬
‫و أما ما زاد فيه من الجر فرده إل بنائه ‪ ,‬و سد الباب الذي فتحه ‪ ,‬فنقضه ‪,‬‬
‫و أعاده إل بنائه " ‪.‬‬
‫ذلك ما فعله الجاج الظال بأمر عبد اللك الاطئ ‪ ,‬و ما أظن أنه يبر له خطأه‬
‫ندمه فيما بعد ‪.‬‬
‫فقد روى مسلم و أبو نعيم أيضا عن عبد ال بن عبيد قال ‪:‬‬
‫" وفد الارث بن عبد ال على عبد اللك بن مروان ف خلفته ‪ ,‬فقال عبد اللك ‪:‬‬
‫ما أظن أبا حبيب ( يعن ‪ :‬ابن الزبي ) سع من عائشة ما كان يزعم أنه سعه منها‬
‫قال الارث ‪ :‬بلى أنا سعته منها ‪ ,‬قال ‪ :‬سعتها تقول ماذا ? قال ‪ :‬قالت ‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬قلت ‪ :‬فذكر الديث ) قال عبد اللك للحارث‬
‫‪:‬‬
‫أنت سعتها تقول هذا ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬فنكث ساعة بعصاه ث قال ‪ :‬وددت أن‬
‫تركته و ما تمل " ‪.‬‬
‫و ف رواية لما عن أب قزعة ‪:‬‬

‫" أن عبد اللك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال ‪ :‬قاتل ال ابن الزبي‬
‫حيث يكذب على أم الؤمني يقول ‪ :‬سعتها تقول ‪ ( :‬فذكر الديث ) ‪.‬‬
‫فقال الارث بن عبد ال بن ربيعة ‪ :‬ل تقل هذا يا أمي الؤمني ‪ ,‬فأنا سعت‬
‫أم الؤمني تدث هذا ‪ ,‬قال ‪ :‬لو كنت سعته قبل أن أهدمه لتركته على ما بن‬
‫ابن الزبي " ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬كان عليه أن يتثبت قبل الدم فيسأل عن ذلك أهل العلم ‪ ,‬إن كان يوز له‬
‫الطعن ف عبد ال بن الزبي ‪ ,‬و اتامه بالكذب على رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫و قد تبي لعبد اللك صدقه رضي ال عنه بتابعة الارث إياه ‪ ,‬كما تابعه جاعة‬
‫كثية عن عائشة رضي ال عنها ‪ ,‬و قد جعت رواياتم بعضها إل بعض ف هذا‬
‫الديث ‪ ,‬فالديث مستفيض عن عائشة ‪ ,‬و لذلك فإن أخشى أن يكون عبد اللك‬
‫على‬
‫علم سابق بالديث قبل أن يهدم البيت ‪ ,‬و لكنه تظاهر بأنه ل يسمع به إل من‬
‫طريق ابن الزبي ‪ ,‬فلما جابه الارث بن عبد ال بأنه سعه من عائشة أيضا أظهر‬
‫الندم على ما فعل ‪ ,‬ولت حي مندم ‪.‬‬
‫هذا ‪ ,‬و قد بلغنا أن هناك فكرة أو مشروعا لتوسيع الطاف حول الكعبة و نقل مقام‬
‫إبراهيم عليه الصلة و السلم إل مكان آخر ‪ ,‬فأقترح بذه الناسبة على‬
‫السؤولي أن يبادروا إل توسيع الكعبة قبل كل شيء و إعادة بنائها على أساس‬
‫إبراهيم عليه السلم تقيقا للرغبة النبوية الكرية التجلية ف هذا الديث ‪,‬‬
‫و إنقاذا للناس من مشاكل الزحام على باب الكعبة الذي يشاهد ف كل عام ‪ ,‬و من‬
‫سيطرة الارس على الباب الذي ينع من الدخول من شاء و يسمح لن شاء ‪ ,‬من‬
‫أجل‬
‫دريهمات معدودات !‬
‫" خياركم من أطعم الطعام " ‪.‬‬ ‫‪44‬‬
‫رواه لوين ف " أحاديثه " ( ‪ : ) 2 / 25‬حدثنا عبيد ال بن عمر عن عبد ال‬
‫بن ممد بن عقيل عن ‪ #‬حزة بن صهيب عن أبيه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قال عمر لصهيب ‪ :‬أي رجل أنت ‪ ,‬لول خصال ثلث فيك ! قال ‪ :‬و ما هن ? قال‬
‫‪:‬‬
‫اكتنيت و ليس لك ولد ‪ ,‬و انتميت إل العرب و أنت من الروم ‪ ,‬و فيك سرف ف‬
‫الطعام ‪ .‬قال ‪ :‬أما قولك ‪ :‬اكتنيت و ل يولد لك ‪ ,‬فإن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كنان أبا يي ‪ ,‬و أما قولك ‪ :‬انتميت إل العرب و لست منهم ‪ ,‬و أنت رجل‬
‫من الروم ‪ .‬فإن رجل من النمر بن قاسط فسبتن الروم من الوصل بعد إذ أنا غلم‬
‫عرفت نسب ‪ ,‬و أما قولك ‪ :‬فيك سرف ف الطعام ‪ ,‬فإن سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و هكذا أخرجه ابن عساكر ( ‪ ) 195 - 194 / 8‬و الضياء القدسي ف "‬
‫الحاديث‬
‫الختارة " ( ‪ ) 1 / 16‬و الافظ ابن حجر ف " الحاديث العاليات " ( رقم ‪) 25‬‬
‫و قال ‪:‬‬
‫" حديث حسن رواه ابن ماجه و أبو يعلى و الطبان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و له شواهد من حديث جابر و غيه ‪ ,‬عند ابن عساكر ‪ ,‬يرتقي با الديث‬
‫إل‬
‫درجة الصحة ‪ .‬أما ابن ماجه فروى ( ‪ ) 3737‬قصة الكنية فقط ‪.‬‬
‫و قال البوصيي ف " الزوائد " ‪ " :‬إسناده حسن " ‪.‬‬
‫و رواه أحد ( ‪ ) 16 / 6‬بتمامه و زاد ‪ " :‬و رد السلم " ‪.‬‬

‫و إسناده حسن ‪ ,‬و هو و إن كان فيه زهي و هو ابن ممد التميمي الراسان فإنه‬
‫من رواية غي الشاميي عنه و هي مستقيمة ‪.‬‬
‫ث رواه أحد ( ‪ ) 333 / 6‬من طريق زيد بن أسلم أن عمر بن الطاب قال لصهيب‬
‫‪:‬‬
‫فذكره نوه ‪ .‬و رجاله ثقات لكنه منقطع بي زيد و عمر ‪.‬‬
‫و له شاهد عند لوين من حديث أب هريرة مرفوعا ‪.‬‬

‫و رجاله ثقات غي أب عبيد مول عبد الرحن الراوي له عن أب هريرة فلم أجد له‬
‫ترجة ‪.‬‬
‫من فوائد الديث‬

‫‪---------------‬‬
‫و ف هذا الديث فوائد ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬مشروعية الكتناء ‪ ,‬لن ل يكن له ولد ‪ ,‬بل قد صح ف البخاري و غيه‬

‫أن النب صلى ال عليه وسلم كن طفلة صغية حينما كساها ثوبا جيل فقال لا ‪:‬‬
‫هذا سنا يا أم خالد ‪ ,‬هذا سنا يا أم خالد " ‪ .‬و قد هجر السلمون لسيما العاجم‬
‫منهم هذه السنة العربية السلمية ‪ ,‬فقلما تد من يكتن منهم و لو كان له طائفة‬
‫من الولد ‪ ,‬فكيف من ل ولد له ? و أقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة ‪,‬‬
‫مثل ‪ :‬الفندي ‪ ,‬و البيك ‪ ,‬و الباشا ‪ ,‬ث السيد ‪ ,‬أو الستاذ ‪ ,‬و نو ذلك ما‬
‫يدخل بعضه أو كله ف باب التزكية النهي عنها ف أحاديث كثية ‪ .‬فليتنبه لذا ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬فضل إطعام الطعام ‪ ,‬و هو من العادات الميلة الت امتاز با العرب‬
‫على غيهم من المم ‪ ,‬ث جاء السلم و أكد ذلك أيا توكيد كما ف هذا الديث‬
‫الشريف ‪ ,‬بينما ل تعرف ذلك أوربا ‪ ,‬و ل تستذوقه ‪ ,‬اللهم إل من دان بالسلم‬
‫منها كاللبان و نوهم ‪ ,‬و إن ما يؤسف له أن قومنا بدؤوا يتأثرون بأوربا ف‬
‫طريقة حياتا ‪ ,‬ما وافق السلم منها و ما خالف ‪ ,‬فأخذوا ل يهتمون بالضيافة‬
‫و ل يلقون لا بال ‪ ,‬اللهم إل ما كان منها ف الناسبات الرسية ‪ ,‬و لسنا‬
‫نريد هذا بل إذا جاءنا أي صديق مسلم وجب علينا أن نفتح له دورنا ‪ ,‬و أن نعرض‬
‫عليه ضيافتنا ‪ ,‬فذلك حق له علينا ثلثة أيام ‪ ,‬كما جاء ف الحاديث الصحيحة ‪,‬‬
‫و إن من العجائب الت يسمعها السلم ف هذا العصر العتزاز بالعربية ‪ ,‬من ل‬
‫يقدرها قدرها الصحيح ‪ ,‬إذ ل ند ف كثي من دعاتا اللفظيي من تتمثل فيه‬
‫الخلق العربية ‪ ,‬كالكرم ‪ ,‬و الغية ‪ ,‬و العزة ‪ ,‬و غيها من الخلق الكرية‬
‫الت هي من مقومات المم ‪ ,‬و رحم ال من قال ‪:‬‬
‫و إنا المم الخلق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلقهم ذهبوا و أحسن منه قول‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إنا بعثت لتم مكارم ( و ف رواية صال ) الخلق " ‪.‬‬
‫" إنا بعثت لتم مكارم ( و ف رواية صال ) الخلق " ‪.‬‬ ‫‪45‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " رقم ( ‪ , ) 273‬و ابن سعد ف " الطبقات "‬
‫( ‪ , ) 192 / 1‬و الاكم ( ‪ , ) 613 / 2‬و أحد ( ‪ , ) 318 / 2‬و ابن عساكر ف‬
‫" تاريخ دمشق " ( ‪ ) 1 / 267 / 6‬من طريق ابن عجلن عن القعقاع بن حكيم‬
‫عن‬
‫أب صال عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و هذا إسناد حسن ‪ ,‬و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ ,‬و وافقه‬
‫الذهب !‬
‫و ابن عجلن ‪ ,‬إنا أخرج له مسلم مقرونا بغيه ‪.‬‬
‫و له شاهد ‪ ,‬أخرجه ابن وهب ف " الامع " ( ص ‪: ) 75‬‬

‫أخبن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرفوعا به ‪.‬‬
‫و هذا مرسل حسن السناد ‪ ,‬فالديث صحيح ‪ .‬و قد رواه مالك ف " الوطأ "‬
‫( ‪ ) 8 / 904 / 2‬بلغا ‪.‬‬
‫و قال ابن عبد الب ‪:‬‬

‫" هو حديث صحيح متصل من وجوه صحاح عن أب هريرة و غيه " ‪.‬‬
‫" هؤلء لذه و هؤلء لذه " ‪.‬‬ ‫‪46‬‬
‫رواه الخلص ف " الفوائد النتقاة " ( ج ‪ , ) 2 / 34 / 1‬و الطبان ف‬

‫" العجم الصغي " ( ص ‪ ) 73‬من حديث ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬مرفوعا بزيادة ‪:‬‬
‫" فتفرق الناس ‪ ,‬و هم ل يتلفون ف القدر " ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح ‪.‬‬

‫" إن ال عز و جل قبض قبضة فقال ‪ :‬ف النة برحت ‪ ,‬و قبض قبضة فقال ‪ :‬ف‬ ‫‪47‬‬
‫النار و ل أبال " ‪.‬‬
‫رواه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 2 / 171‬و العقيلي ف " الضعفاء " ( ص ‪) 93‬‬
‫و ابن عدي ف " الكامل " ( ‪ , ) 2 / 66‬و الدولب ف " الساء و الكن "‬
‫( ‪ ) 48 / 2‬من حديث الكم بن سنان ‪ ,‬عن ثابت ‪ ,‬عن ‪ #‬أنس ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال ابن عدي ‪:‬‬

‫" الكم بن سنان بعض ما يرويه ما ل يتابع عليه " ‪.‬‬
‫و نوه قال العقيلي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد توبع عليه فالديث صحيح ‪ ,‬و قد أشار إل ذلك العقيلي بقوله ‪:‬‬
‫" و قد روي ف القبضتي أحاديث بأسانيد صالة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ها نن موردوها إن شاء ال تعال ‪.‬‬

‫" إن ال عز وجل خلق آدم ‪ ,‬ث أخذ اللق من ظهره و قال ‪ :‬هؤلء إل النة‬ ‫‪48‬‬
‫و ل أبال و هؤلء إل النار و ل أبال ‪ ,‬فقال قائل ‪ :‬يا رسول ال فعلى ماذا‬
‫نعمل ? قال ‪ :‬على مواقع القدر " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 186 / 4‬و ابن سعد ف " الطبقات " ( ‪, ) 417 / 7 , 30 / 1‬‬
‫و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ , ) 1806‬و الاكم ( ‪ ) 31 / 1‬و الافظ عبد الغن‬
‫القدسي ف ( الثالث و التسعي من " تريه " ‪ ) 2 / 41‬من طريق أحد عن‬
‫‪ #‬عبد الرحن بن قتادة السلمي ‪ , #‬و كان من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح " ‪.‬‬
‫و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫" خلق ال آدم حي خلقه فضرب كتفه اليمن ‪ ,‬فأخرج ذرية بيضاء كأنم الذر ‪,‬‬ ‫‪49‬‬
‫و ضرب كتفه اليسرى ‪ ,‬فأخرج ذرية سوداء كأنم المم ‪ ,‬فقال للذي ف يينه ‪:‬‬
‫إل النة و ل أبال و قال للذي ف كتفه اليسرى ‪ :‬إل النار و ل أبال " ‪.‬‬
‫رواه أحد و ابنه ف زوائد " السند " ( ‪ ) 441 / 6‬و ابن عساكر ف‬
‫" تاريخ دمشق " ( ج ‪. ) 1 / 136 / 15‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح ‪.‬‬

‫" إن ال تبارك و تعال قبض قبضة بيمينه فقال ‪ :‬هذه لذه و ل أبال و قبض‬ ‫‪50‬‬
‫قبضة أخرى ‪ ,‬يعن ‪ :‬بيده الخرى ‪ ,‬فقال ‪ :‬هذه لذه و ل أبال " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 68 / 55‬عن ‪ #‬أب نضرة ‪ #‬قال ‪:‬‬

‫" مرض رجل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فدخل عليه أصحابه‬
‫يعودونه ‪,‬‬
‫فبكى ‪ ,‬فقيل له ‪ :‬ما يبكيك يا عبد ال ! أل يقل لك رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬خذ من شاربك ث أقره حت تلقان ? قال ‪ :‬بلى ‪ ,‬و لكن سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬فذكره ‪ ,‬و قال ف آخره ‪ ) :‬فل أدري ف أي‬
‫القبضتي أنا " ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح ‪.‬‬
‫و ف الباب عن أب موسى و أب سعيد و غيها فلياجعها من شاء ف " ممع‬

‫الزوائد " ( ‪. ) 187 - 186 / 6‬‬
‫و حديث أب موسى ف " حديث لوين " ( ‪ ) 1 / 26‬و فيه روح بن السيب و هو‬
‫صويلح‬
‫كما قال ابن معي ‪.‬‬
‫و اعلم أن الباعث على تريج هذا الديث و ذكر طرقه أمران ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن أحد أهل العلم و هو الشيخ ممد طاهر الفتن الندي أورده ف كتابه‬
‫" تذكرة الوضوعات " ( ص ‪ ) 12‬و قال فيه ‪ " :‬مضطرب السناد " ! و ل أدري‬
‫ما‬
‫وجه ذلك فالديث صحيح من طرق كما رأيت ‪ ,‬و ل اضطراب فيه ‪ ,‬إل أن يكون‬
‫اشتبه‬
‫عليه بديث آخر مضطرب أو عن طريقا أخرى من طرقه ‪ ,‬ث ل يتتبع هذه الطرق‬
‫الصحيحة له ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و الثان ‪ :‬أن كثيا من الناس يتوهون أن هذه الحاديث ‪ -‬و نوها أحاديث كثية‬
‫‪ -‬تفيد أن النسان مبور على أعماله الختيارية ‪ ,‬ما دام أنه حكم عليه منذ‬
‫القدي و قبل أن يلق بالنة أو النار ‪ ,‬و قد يتوهم آخرون أن المر فوضى أو حظ‬
‫فمن وقع ف القبضة اليمن كان من أهل السعادة ‪ ,‬و من كان من القبضة الخرى‬
‫كان‬
‫من أهل الشقاوة ‪ ,‬فيجب أن يعلم هؤلء جيعا أن ال ( ليس كمثله شيء ) ل ف‬
‫ذاته و ل ف صفاته ‪ ,‬فإذا قبض قبضة فهي بعلمه و عدله و حكمته ‪ ,‬فهو تعال قبض‬
‫باليمن على من علم أنه سيطيعه حي يؤمر بطاعته ‪ ,‬و قبض بالخرى على من سبق‬
‫ف‬
‫علمه تعال أنه سيعصيه حي يؤمر بطاعته ‪ ,‬و يستحيل على عدل ال تعال أن يقبض‬
‫باليمن على من هو مستحق أن يكون من أهل القبضة الخرى ‪ ,‬و العكس بالعكس‬
‫‪ ,‬كيف‬
‫و ال عز و جل يقول ‪ ( :‬أفنجعل السلمي ‪ .‬كالجرمي ‪ .‬ما لكم كيف تكمون ) ‪.‬‬
‫ث إن كل من القبضتي ليس فيها إجبار لصحابما أن يكونوا من أهل النة أو من‬
‫أهل النار ‪ ,‬بل هو حكم من ال تبارك و تعال عليهم با سيصدر منهم من إيان‬
‫يستلزم النة ‪ ,‬أو كفر يقتضي النار و العياذ بال تعال منها ‪ ,‬و كل من‬
‫اليان أو الكفر أمران اختياريان ‪ ,‬ل يكره ال تبارك و تعال أحدا من خلقه‬
‫على واحد منهما ( فمن شاء فليؤمن ‪ ,‬و من شاء فليكفر ) ‪ ,‬و هذا مشاهد معلوم‬
‫بالضرورة ‪ ,‬و لول ذلك لكان الثواب و العقاب عبثا ‪ ,‬و ال منه عن ذلك ‪.‬‬
‫و من الؤسف حقا أن نسمع من كثي من الناس حت من بعض الشايخ التصريح بأن‬

‫النسان مبور ل إرادة له ! و بذلك يلزمون أنفسهم القول بأن ال يوز له أن‬
‫يظلم الناس ! مع تصريه تعال بأنه ل يظلمهم مثقال ذرة ‪ ,‬و إعلنه بأنه قادر‬
‫على الظلم و لكنه نزه نفسه عنه كما ف الديث القدسي الشهور ‪:‬‬
‫" يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي ‪ " ...‬و إذا جوبوا بذه القيقة ‪ ,‬بادروا‬
‫إل الحتجاج بقوله تعال ‪ ( :‬ل يسأل عما يفعل ) ‪ ,‬مصرين بذلك على أن ال‬
‫تعال قد يظلم و لكنه ل يسأل عن ذلك ! تعال ال عما يقول الظالون علوا‬
‫كبيا ‪ ,‬و فاتم أن الية حجة عليهم لن الراد با ‪ -‬كما حققه العلمة‬
‫ابن القيم و غيه ‪ -‬أن ال تعال لكمته و عدله ف حكمه ليس لحد أن يسأله عما‬
‫يفعل ‪ ,‬لن كل أحكامه تعال عدل واضح فل داعي للسؤال ‪.‬‬
‫و للشيخ يوسف الدجوي رسالة مفيدة ف تفسي هذه الية لعله أخذ مادتا من‬
‫ابن القيم فلتراجع ‪.‬‬
‫هذه كلمة سريعة حول الحاديث التقدمة حاولنا فيها إزالة شبهة بعض الناس حولا‬
‫فإن وفقت لذلك فبها و نعمت ‪ ,‬و إل فإن أحيل القارىء إل الطولت ف هذا‬
‫البحث الطي ‪ ,‬مثل كتاب ابن القيم السابق ‪ ,‬و كتب شيخه ابن تيمية الشاملة‬
‫لواضيع هامة هذه أحدها ‪.‬‬
‫" أيا أهل بيت من العرب و العجم أراد ال بم خيا أدخل عليهم السلم ‪ ,‬ث‬ ‫‪51‬‬
‫تقع الفت كأنا الظلل " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ , ) 477 / 3‬و الاكم ( ‪ , ) 34 / 1‬و البيهقي أيضا ف " الساء "‬
‫( ص ‪ , ) 117‬و ابن العراب ف " حديث سعدان بن نصر " ( ‪. ) 1 / 4 / 1‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح و ليس له علة " ‪.‬‬

‫و أقره الذهب و هو كما قال ‪.‬‬
‫و روى الاكم ( ‪ ) 62 - 61 / 1‬من طريق ابن شهاب قال ‪:‬‬

‫" خرج عمر بن الطاب إل الشام و معنا أبو عبيدة بن الراح ‪ ,‬فأتوا على ماضة‬
‫و عمر على ناقة ‪ ,‬فنل عنها و خلع خفيه فوضعهما على عاتقه ‪ ,‬و أخذ بزمام ناقته‬
‫فخاض با الخاضة ‪ ,‬فقال أبو عبيدة ‪ :‬يا أمي الؤمني ‪ ,‬أأنت تفعل هذا ?! تلع‬
‫خفيك و تضعهما على عاتقك ‪ ,‬و تأخذ بزمام ناقتك و توض با الخاضة ?!‬
‫ما يسرن أن أهل البلد استشرفوك ! فقال عمر ‪ :‬أوه لو يقل ذا غيك أبا عبيدة‬
‫جعلته نكال لمة ممد صلى ال عليه وسلم ! إنا كنا أذل قوم فأعزنا ال‬
‫بالسلم ‪ ,‬فمهما نطلب العز بغي ما أعزنا ال به أذلنا ال " ‪.‬‬
‫" صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫و ف رواية له ‪:‬‬
‫" يا أمي الؤمني ‪ ,‬تلقاك النود و بطارقة الشام و أنت على حالك هذه ?‬
‫فقال عمر ‪ :‬إنا قوم أعزنا ال بالسلم ‪ ,‬فلن نبتغي العز بغيه " ‪.‬‬
‫( الظلل ) ‪ :‬هي كل ما أظلك ‪ ,‬واحدتا ظلة ‪ ,‬أراد كأنا البال و السحب ‪.‬‬
‫" إن ال عز وجل ل يقبل من العمل إل ما كان له خالصا و ابتغي به وجهه " ‪.‬‬ ‫‪52‬‬
‫و سببه كما رواه ‪ #‬أبو أمامة ‪ #‬رضي ال عنه قال ‪:‬‬

‫" جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬أرأيت رجل غزا يلتمس‬
‫الجر‬
‫و الذكر ماله ? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل شيء له ‪ ,‬فأعادها ثلث‬
‫مرات ‪ ,‬يقول له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل شيء له ‪ .‬ث قال ‪" ....‬‬
‫رواه النسائي ف " الهاد " ( ‪ ) 59 / 2‬و إسناده حسن كما قال الافظ العراقي‬
‫ف " تريج الحياء " ( ‪. ) 328 / 4‬‬
‫و الحاديث بعناه كثية تدها ف أول كتاب " الترغيب " للحافظ النذري ‪.‬‬
‫فهذا الديث و غيه يدل على أن الؤمن ل يقبل منه عمله الصال إذا ل يقصد به‬
‫وجه ال عز و جل ‪ ,‬و ف ذلك يقول تعال ‪ ( :‬فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل‬
‫صالا ‪ ,‬و ل يشرك بعبادة ربه أحدا ) ‪ .‬فإذا كان هذا شأن الؤمن فماذا يكون حال‬
‫الكافر بربه إذا ل يلص له ف عمله ? الواب ف قول ال تبارك و تعال ‪:‬‬
‫( و قدمنا إل ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) ‪.‬‬
‫و على افتراض أن بعض الكفار يقصدون بعملهم الصال وجه ال على كفرهم ‪ ,‬فإن‬
‫ال تعال ل يضيع ذلك عليهم ‪ ,‬بل يازيهم عليها ف الدنيا ‪ ,‬و بذلك جاء النص‬
‫الصحيح الصريح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم و هو ‪:‬‬
‫" إن ال ل يظلم مؤمنا حسنته ‪ ,‬يعطى با ( و ف رواية ‪ :‬يثاب عليها الرزق ف‬
‫الدنيا ) و يزى با ف الخرة ‪ ,‬و أما الكافر فيطعم بسنات ما عمل با ل ف‬
‫الدنيا ‪ ,‬حت إذا أفضى إل الخرة ل يكن له حسنة يزى با " ‪.‬‬
‫" إن ال ل يظلم مؤمنا حسنته يعطى با ( و ف رواية ‪ :‬يثاب عليها الرزق ف‬ ‫‪53‬‬
‫الدينا ) و يزى با ف الخرة و أما الكافر فيطعم بسنات ما عمل با ل ف‬

‫الدنيا حت إذا أفضى إل الخرة ل يكن له حسنة يزى با " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ , ) 135 / 8‬و أحد ( ‪ , ) 125 / 3‬و لتمام ف " الفوائد "‬
‫( ‪ ) 879‬الشطر الول ‪.‬‬
‫تلك هي القاعدة ف هذه السألة ‪ :‬أن الكافر يازى على عمله الصال شرعا ف‬
‫الدنيا ‪ ,‬فل تنفعه حسناته ف الخرة ‪ ,‬و ل يفف عنه العذاب بسببها فضل عن‬
‫أن ينجو منه ‪.‬‬
‫و قد يظن بعض الناس أن ف السنة ما يناف القاعدة الذكورة من مثل الديث‬

‫التى ‪:‬‬
‫عن أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب ‪,‬‬
‫فقال ‪ " :‬لعله تنفعه شفاعت يوم القيامة فيجعل ف ضحضاح من نار ‪ ,‬يبلغ كعبيه ‪,‬‬
‫يغلي منه دماغه " ‪.‬‬
‫عن أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب ‪,‬‬ ‫‪54‬‬
‫فقال ‪ " :‬لعله تنفعه شفاعت يوم القيامة فيجعل ف ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي‬
‫منه دماغه " ‪.‬‬
‫عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو‬
‫طالب‬
‫رواه مسلم ( ‪ , ) 135 / 1‬و أحد ( ‪ , ) 55 - 50 / 3‬و ابن عساكر ( ‪/ 19‬‬

‫‪) 1 / 51‬‬
‫و أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪. ) 2 / 86‬‬
‫و جوابنا على ذلك من وجهي أيضا ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أننا ل ند ف الديث ما يعارض القاعدة الشار إليها ‪ ,‬إذ ليس فيه أن‬
‫عمل أب طالب هو السبب ف تفيف العذاب عنه ‪ ,‬بل السبب شفاعته صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬فهي الت تنفعه ‪ .‬و يؤيد هذا ‪ ,‬الديث التال ‪:‬‬
‫عن العباس بن عبد الطلب أنه قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ,‬هل نفعت أبا طالب بشيء ‪,‬‬
‫فإنه كان يوطك و يغضب لك ? قال ‪ " :‬نعم ‪ ,‬هو ف ضحضاح من نار ‪ ,‬و لول أنا‬
‫( أي شفاعته ) لكان ف الدرك السفل من النار " ‪.‬‬
‫عن العباس بن عبد الطلب أنه قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ,‬هل نفعت أبا طالب بشيء‬ ‫‪55‬‬
‫فإنه كان يوطك و يغضب لك ? قال ‪ " :‬نعم هو ف ضحضاح من نار و لول أنا‬
‫( أي‬
‫شفاعته ) لكان ف الدرك السفل من النار " ‪.‬‬
‫( عن ‪ #‬العباس بن عبد الطلب ‪: ) #‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ , ) 135 - 134 / 1‬و أحد ( ‪ . ) 210 , 207 , 206 / 1‬و أبو‬
‫يعلى‬
‫( ‪ 2 / 213‬و ‪ , ) 2 / 313‬و ابن عساكر ( ‪ ) 1 / 51 / 19‬و استقصى طرقه و‬
‫ألفاظه ‪.‬‬
‫فهذا الديث نص ف أن السبب ف التخفيف إنا هو النب عليه السلم ‪ ,‬أي شفاعته‬
‫‪ -‬كما ف الديث قبله ‪ -‬و ليس هو عمل أب طالب ‪ ,‬فل تعارض حينئذ بي‬
‫الديث‬
‫و بي القاعدة السابقة ‪ ,‬و يعود أمر الديث أخيا إل أنه خصوصية للرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ,‬و كرامة أكرمه ال تبارك و تعال با حيث قبل شفاعته ف عمه‬
‫و قد مات على الشرك ‪ ,‬مع أن القاعدة ف الشركي أنم كما قال عز و جل ‪:‬‬
‫( فما تنفعهم شفاعة الشافعي ) ‪ ,‬و لكن ال تبارك و تعال يص بتفضله من شاء ‪,‬‬
‫و من أحق بذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم سيد النبياء ? عليهم جيعا‬
‫صلوات ال ‪.‬‬
‫و الواب الثان ‪ :‬أننا لو سلمنا جدل أن سبب تفيف العذاب عن أب طالب هو‬
‫انتصاره للنب صلى ال عليه وسلم مع كفره به ‪ ,‬فذلك مستثن من القاعدة و ل‬
‫يوز ضربا بذا الديث كما هو مقرر ف علم أصول الفقه ‪ ,‬و لكن الذي نعتمده ف‬
‫الواب إنا هو الول لوضوحه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" كان يأكل القثاء بالرطب " ‪.‬‬ ‫‪56‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ , ) 506 / 2‬و مسلم ( ‪ , ) 122 / 6‬و أبو داود ( رقم‬
‫‪) 3835‬‬
‫و الترمذي ( ‪ , ) 339 / 1‬و الدارمي ( ‪ , ) 103 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 3325‬و‬
‫أحد (‬
‫‪ , ) 203 / 1‬و أبو السن أحد بن ممد العروف بابن الندي ف " الفوائد السان‬
‫" ( ق ‪ , ) 1 / 2‬من حديث ‪ #‬عبد ال بن جعفر ‪ #‬مرفوعا ‪,‬‬
‫و اللفظ لب داود ‪ ,‬و الترمذي ‪ ,‬و قال الخرون ‪ " :‬رأيت " ‪ ,‬بدل ‪ " :‬كان " ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫و ف رواية لحد ( ‪ ) 204 / 1‬بلفظ ‪:‬‬
‫" إن آخر ما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف إحدى يديه رطبات ‪ ,‬و ف‬
‫الخرى قثاء ‪ ,‬و هو يأكل من هذه ‪ ,‬و بعض من هذه " ‪.‬‬
‫و ف إسناده نصر بن باب و هو واه ‪ .‬و عزاه اليثمي ف " ممع الزوائد "‬
‫( ‪ ) 38 / 5‬للطبان ف " الوسط " ف حديث طويل ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" و فيه أصرم بن حوشب و هو متروك " ‪.‬‬
‫و كذلك عزاه إليه فقط الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 496 / 9‬و قال ‪:‬‬
‫" ف سنده ضعف " ‪.‬‬
‫و فاتما أنه ف " السند " أيضا كما ذكرنا ‪ ,‬و ف عبارة الافظ توين ضعف‬
‫إسناده مع أنه شديد كما يشي إل ذلك قول اليثمي ف رواية ‪ " :‬و هو متروك " ‪.‬‬
‫و لذلك أقول ‪ :‬إن الديث بذه الزيادة ضعيف ‪ ,‬و ل يتقوى أحد السنادين بالخر‬
‫لشدة ضعفهما ‪ ,‬نعم له شاهد من حديث أنس بن مالك بلفظ ‪:‬‬
‫" كان يأخذ الرطب بيمينه و البطيخ بيساره ‪ ,‬فيأكل الرطب بالبطيخ ‪ ,‬و كان أحب‬
‫الفاكهة إليه " ‪.‬‬
‫و لكنه ضعيف أيضا شديد الضعف ‪ ,‬فقال اليثمي ‪:‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " ‪ ,‬و فيه يوسف بن عطية الصفار ‪ ,‬و هو متروك " ‪.‬‬
‫و من طريقه أخرجه الاكم ( ‪ , ) 121 / 4‬و ذكر أنه تفرد به يوسف هذا ‪.‬‬
‫قال الذهب ‪ " :‬و هو واه " ‪.‬‬
‫و قول الافظ فيه ‪ " :‬و سنده ضعيف ‪ ,‬فيه ما قلناه آنفا ف قوله التقدم ف حديث‬
‫ابن جعفر ‪.‬‬
‫و هو مع الضعف الذكور فقد ذكر " البطيخ " بدل القثاء ‪ .‬لكن لذا أصل عن جاعة‬
‫من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم منهم أنس رضي ال عنه و يأت بعد هذا ‪.‬‬
‫و أخرج أبو داود ( ‪ ) 3903‬و ابن ماجه ( ‪ ) 3324‬عن عائشة قالت ‪:‬‬
‫" كانت أمي تعالن للسمنة ‪ ,‬تريد أن تدخلن على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فما استقام لا ذلك حت أكلت القثاء بالرطب ‪ ,‬فسمنت كأحسن سنة " ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح ‪ .‬و عزاه الافظ لبن ماجه و النسائي ‪ ,‬و كأنه يعن ف " السنن‬
‫الكبى " ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫" و عند أب نعيم ف " الطب " من وجه آخر عن عائشة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أمر أبويها بذلك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ينظر ف إسناده ‪.‬‬

‫كان يأكل البطيخ بالرطب فيقول ‪ " :‬نكسر حر هذا ببد هذا و برد هذا بر هذا " ‪.‬‬ ‫‪57‬‬
‫رواه الميدي ف " مسنده " ( ‪ , ) 1 / 42‬و أبو داود ( ‪ , ) 3835‬و الترمذي‬
‫( ‪ ) 338 / 1‬و أبو بكر ممد بن عبد ال البري ف " الفوائد " ( ق ‪) 1 / 144‬‬
‫و أبو نعيم ف " أخبار أصبهان " ( ‪ , ) 103 / 1‬و كذا أبو جعفر البحتري ف‬
‫" الفوائد " ( ‪ , ) 2 / 77 / 4‬و أبو بكر بن أب داود ف " مسند عائشة "‬
‫( ‪ ) 2 / 54‬من حديث ‪ #‬عائشة ‪ #‬رضي ال عنها ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ ":‬حديث حسن غريب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناد الميدي صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و إسناد أب داود حسن ‪,‬‬
‫و الزيادة له ‪,‬و عزاه الافظ ( ‪ ) 496 / 9‬للنسائي بدونا و قال ‪:‬‬
‫" سنده صحيح " ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث أنس مثل رواية النسائي أخرجه ابن الضريسي ف " أحاديث‬
‫مسلم‬
‫بن إبراهيم الزدي " ( ‪ ) 1 / 5‬بسند رجاله ثقات ‪.‬‬
‫و رواه ابن ماجه ( ‪ ) 3326‬من حديث سهل بن سعد ‪ ,‬لكن إسناده واه جدا ‪ ,‬فيه‬
‫يعقوب‬
‫بن الوليد كذبه أحد و غيه ‪ .‬ففي حديث عائشة غنية ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ف " زاد العاد " ( ‪ ) 175 / 3‬بعد أن ذكره بالزيادة ‪:‬‬
‫" و ف البطيخ عدة أحاديث ‪ ,‬ل يصح منها شيء غي هذا الديث الواحد ‪ ,‬و الراد‬
‫به الخضر و هو بارد رطب ‪ ,‬و فيه جلء ‪ ,‬و هو أسرع اندارا عن العدة من القثاء‬
‫و اليار ‪ ,‬و هو سريع الستحالة إل أي خلط كان صادفه ف العدة ‪ ,‬و إذا كان‬
‫آكله مرورا انتفع به جدا ‪ ,‬و إن كان مبودا دفع ضرره بيسي من الزنبيل و نوه‬
‫و ينبغي أكله قبل الطعام ‪ ,‬و يتبع به ‪ ,‬و إل غثى و قيأ ‪.‬‬
‫و قال بعض الطباء ‪:‬‬
‫إنه قبل الطعام يغسل البطن غسل ‪ ,‬و يذهب الداء أصل " ‪.‬‬
‫و هذا الذي عزاه لبعض الطباء قد روي مرفوعا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫و لكنه ل يصح ‪ ,‬و قد سبق الكلم عليه ف " الحاديث الضعيفة " ( رقم ‪, ) 144‬‬
‫فلياجعه من شاء ‪.‬‬
‫و قوله ‪ " :‬الراد به الخضر " ‪ ,‬هو الظاهر من الديث ‪ .‬و لكن الافظ رده ف‬
‫" الفتح " و ذكر أن الراد به الصفر ‪ ,‬و احتج بالديث الت ‪ ,‬و يأت الواب‬
‫عنه فيه ‪ .‬و هو ‪:‬‬
‫" كان يأكل الرطب مع الربز يعن البطيخ " ‪.‬‬
‫" كان يأكل الرطب مع الربز ‪ .‬يعن البطيخ " ‪.‬‬ ‫‪58‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 143 , 142 / 3‬و أبو بكر الشافعي ف " الفوائد " ( ‪) 2 / 105‬‬
‫و الضياء ف " الختارة " ( ‪ ) 2 / 86‬عن جرير بن حازم عن حيد عن ‪ #‬أنس ‪#‬‬
‫ث رواه الضياء من طريق أحد حدثنا وهب بن جرير حدثن أب به نوه ث قال ‪:‬‬
‫" و روي عن مهنا صاحب أحد بن حنبل عنه أنه قال ‪ :‬ليس هو صحيحا ‪ ,‬ليس‬
‫يعرف من‬
‫حديث حيد و ل من غي حديث حيد ‪ ,‬و ل يعرف إل من قبل عبد ال بن جعفر ‪.‬‬
‫قلت ‪ - :‬و ال أعلم ‪ -‬رواية أحد له ف " السند " يوهن هذا القول أو ( يؤيد )‬
‫رجوعه عنه بروايته له و تركه ف كتابه و حديث عبد ال بن جعفر ف " الصحيحي "‬
‫‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح ‪ ,‬و ل علة قادحة فيه ‪ ,‬و جرير بن حازم و إن كان اختلط‬
‫فإنه ل يدث ف اختلطه كما قال الافظ ف " التقريب " ‪ ,‬و لذلك صحح إسناده‬
‫ف " الفتح " ( ‪ ) 496 / 9‬بعد أن عزاه للنسائي ‪ .‬يعن ف الكبى ‪ .‬ث قال ‪:‬‬
‫" و ( الربز ) و هو بكسر الاء العجمة و سكون الراء و كسر الوحدة بعدها زاي‬
‫نوع من البطيخ الصفر ‪ ,‬و قد تكب القثاء فتصفر من شدة الر فتصي كالربز كما‬
‫شاهدته كذلك بالجاز ‪ ,‬و ف هذا تعقب على من زعم أن الراد بالبطيخ ف الديث‬
‫الخضر و اعتل بأن ف الصفر حرارة كما ف الرطب ‪ ,‬و قد ورد التعليل بأن‬
‫أحدها‬
‫يطفئ حرارة الخر ‪.‬‬
‫و الواب عن ذلك بأن ف الصفر بالنسبة للرطب برودة ‪ ,‬و إن كان فيه للوته‬
‫طرف‬
‫حرارة ‪ .‬و ال أعلم " ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬و ف هذا التعقب نظر عندي ‪ ,‬ذلك لن الديثي متلفا الخرج ‪ ,‬فالول‬
‫من حديث عائشة ‪ ,‬و هذا من حديث أنس فل يلزم تفسي أحدها بالخر ‪ ,‬لحتمال‬
‫التعدد و الغايرة " لسيما و ف الول تلك الزيادة " نكسر حر هذا ببد هذا ‪...‬‬
‫" و ل يظهر هذا العن تام الظهور بالنسبة إل الربز ‪ ,‬ما دام أنه يشابه‬
‫الرطب ف الرارة ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫‪---------------‬‬
‫قال الطيب ف " الفقيه و التفقه " ( ‪ ) 2 - 1 / 79‬بعد أن ساق إسناده إل‬
‫عبد ال بن جعفر ‪:‬‬
‫" ف هذا الديث من الفوائد أن قوما من سلك طريق الصلح و التزهد قالوا ‪ :‬ل‬
‫يل الكل تلذذا ‪ ,‬و ل على سبيل التشهي و العجاب ‪ ,‬و ل يأكل إل ما لبد منه‬
‫لقامة الرمق ‪ ,‬فلما جاء هذا الديث سقط قول هذه الطائفة ‪ ,‬و صلح أن يأكل‬
‫الكل‬
‫تشهيا و تفكها و تلذذا ‪ .‬و قالت طائفة من هؤلء ‪ :‬إنه ليس لحد أن يمع بي‬
‫شيئي من الطعام ‪ ,‬و ل بي أدمي على خوان ‪ .‬فهذا الديث أيضا يرد على صاحب‬
‫هذا القول و يبيح أن يمع النسان بي لوني و بي أدمي فأكثر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل يعدم هؤلء بعض أحاديث يستدلون با لقولم ‪ ,‬و لكنها أحاديث واهية‬
‫‪,‬‬
‫و قد ذكرت طائفة منها ف " سلسلة الحاديث الضعيفة " ‪ ,‬فانظر( رقم ‪, 241‬‬
‫‪) 257‬‬
‫‪.‬‬
‫" يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك " ‪.‬‬ ‫‪59‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 3856‬و الترمذي ( ‪ ) 3 , 2 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 2442‬و‬

‫أحد‬
‫( ‪ ) 364 / 6‬و الطيب ف " الفقيه و التفقه " ( ‪ ) 2 / 225‬من طريق فليح‬
‫ابن سليمان عن أيوب بن عبد الرحن بن صعصعة النصاري عن يعقوب بن أب‬
‫يعقوب‬
‫عن ‪ #‬أم النذر بنت قيس النصارية ‪ #‬قالت ‪:‬‬
‫" دخل علي رسول ال صلى ال عليه وسلم و معه علي عليه السلم ‪ ,‬و علي ناقه‬
‫و لنا دوال معلقة ‪ ,‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم يأكل منها ‪ ,‬و قام علي‬
‫ليأكل ‪ ,‬فطفق رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لعلي ‪ :‬مه إنك ناقه ‪ ,‬حت كف‬
‫علي عليه السلم ‪ ,‬قالت ‪ :‬و صنعت شعيا و سلقا ‪ ,‬فجئت به ‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره " ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪:‬‬

‫" حديث حسن غريب ل نعرفه إل من حديث فليح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو متلف فيه و قد ضعفه جاعة ‪ ,‬و مشاه بعضهم و احتج به الشيخان ف‬
‫" صحيحيهما " ‪ ,‬و الراجح عندنا أنه صدوق ف نفسه و أنه يطىء أحيانا فمثله‬
‫حسن‬
‫الديث إن شاء ال تعال إذا ل يتبي خطؤه ‪ .‬و قد أخرج حديثه هذا الاكم ف‬
‫" الستدرك " ( ‪ ) 407 / 4‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ .‬و إنا هو حسن فقط كما قال الترمذي ‪.‬‬
‫قال ابن القيم رحه ال ف " زاد العاد " ( ‪ ) 97 / 3‬بعد أن ساق الديث ‪:‬‬
‫" و اعلم أن ف منع النب صلى ال عليه وسلم لعلي من الكل من الدوال و هو‬
‫ناقه أحسن التدبي ‪ ,‬فإن الدوال أقناء من الرطب تعلق ف البيت للكل بنلة‬
‫عناقيد العنب ‪ ,‬و الفاكهة تضر بالناقه من الرض لسرعة استحالتها و ضعف الطبيعة‬
‫عن دفعها ‪ ,‬فإنا بعد ل تتمكن قوتا ‪ ,‬و هي مشغولة بدفع آثار العلة و إزالتها‬
‫من البدن ‪ ,‬و ف الرطب خاصة نوع ثقل على العدة ‪ ,‬فتشتغل بعالته و إصلحه‬
‫عما‬
‫هي بصدده من إزالة بقية الرض و آثاره ‪ ,‬فإما أن تقف تلك البقية ‪ ,‬و إما أن‬
‫تتزايد ‪ .‬فلما وضع بي يديه السلق و الشعي أمره أن يصيب منه ‪ ,‬فإنه من أنفع‬
‫الغذية للناقه ‪ ,‬و لسيما إذا طبخ بأصول السلق ‪ ,‬فهذا من أوفق الغذاء لن ف‬
‫معدته ضعف ‪ ,‬و ل يتولد عنه من الخلط ما ياف منه " ‪.‬‬
‫" نى عن الوحدة ‪ :‬أن يبيت الرجل وحده ‪ ,‬أو يسافر وحده " ‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫رواه أحد ( ‪ ) 91 / 2‬عن عاصم بن ممد عن أبيه عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬و هو على شرط البخاري ‪ ,‬رجاله كلهم من رجال‬
‫الشيخي ‪,‬‬
‫غي أب عبيدة الداد و اسه عبد الواحد بن واصل فمن رجال البخاري وحده و هو‬
‫ثقة ‪ .‬و عاصم بن ممد هو ابن زيد بن عبد ال بن عمر بن الطاب العمري و قد‬
‫روى‬
‫عن العبادلة الربعة و منهم جده عبد ال بن عمر ‪.‬‬
‫و الديث أورده ف " الجمع " ( ‪ ) 104 / 8‬و قال ‪ " :‬رواه أحد و رجاله رجال‬
‫الصحيح " ‪.‬‬
‫و قد رواه جاعة عن عاصم بلفظ آخر ‪ ,‬و هو ‪:‬‬

‫" لو يعلم الناس ف الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده ( أبدا ) " ‪.‬‬
‫" لو يعلم الناس ف الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده ( أبدا ) " ‪.‬‬ ‫‪61‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ ) 247 / 2‬و الترمذي ( ‪ ) 314 / 1‬و الدارمي ( ‪) 289 / 2‬‬
‫و ابن ماجه ( ‪ ) 3768‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ - 1970‬موارد ) و الاكم‬
‫( ‪ ) 101 / 2‬و أحد ( ‪ 23 / 2‬و ‪ ) 120 , 86 , 24‬و البيهقي ( ‪) 257 / 5‬‬
‫و ابن عساكر ( ‪ ) 2 / 89 / 18‬من طرق عن عاصم بن ممد بن زيد بن عبد ال‬
‫بن عمر عن أبيه عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬

‫" صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح ل نعرفه إل من حديث عاصم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد تابعه أخوه عمر بن ممد فقال أحد ( ‪ : ) 112 - 111 / 2‬حدثنا مؤمل‬
‫حدثنا عمر بن ممد به ‪ ,‬و حدثنا مؤمل مرة أخرى و ل يقل ‪ " :‬عن ابن عمر " ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث جابر بزيادة ‪:‬‬

‫" و ل نام رجل ف بيت وحده " ‪.‬‬
‫قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 104 / 8‬‬

‫" رواه الطبان ف الوسط " و فيه ممد بن القاسم السدي وثقه ابن معي ‪,‬‬
‫و ضعفه أحد و غيه ‪ ,‬و بقية رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬السدي هذا قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬كذبوه " فل يستشهد به ‪.‬‬
‫و هذه الزيادة و ردت ف بعض طرق حديث ابن عمر و هو قبل هذا الديث ‪ ,‬فعليه‬
‫العتماد فيها ‪.‬‬
‫" الراكب شيطان و الراكبان شيطانان و الثلثة ركب "‪.‬‬ ‫‪62‬‬
‫مالك ( ‪ , ) 35 / 978 / 2‬و عنه أبو داود ( ‪ , ) 2607‬و كذا الترمذي ( ‪/ 1‬‬
‫‪) 314‬‬
‫و الاكم ( ‪ , ) 102 / 2‬و البيهقي ( ‪ , ) 267 / 5‬و أحد ( ‪) 214 , 186 / 2‬‬
‫من‬
‫طريق ‪ #‬عمرو بن شعيب ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن جده ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و سببه كما ف " الستدرك " و البيهقي ‪:‬‬

‫" أن رجل قدم من سفر ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من صحبت ?‬
‫ما صحبت أحدا ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده حسن ‪ ,‬للخلف ف عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‪ .‬و التقرر‬
‫فيه‬
‫أنه حسن كما فصلت القول فيه ف " صحيح أب داود " ( رقم ‪. ) 124‬‬
‫و ف هذه الحاديث تري سفر السلم وحده و كذا لو كان معه آخر ‪ ,‬لظاهر النهي‬
‫ف الديث الذي قبل هذا ‪ ,‬و لقوله فيه ‪ " :‬شيطان " أي عاص ‪ ,‬كقوله تعال‬
‫( شياطي النس و الن ) فإن معناه ‪ :‬عصاتم كما قال النذري ‪.‬‬
‫و قال الطبي ‪ " :‬هذا زجر أدب و إرشاد لا ياف على الواحد من الوحشة ‪ ,‬و‬
‫ليس‬
‫برام ‪ ,‬فالسائر وحده بفلة ‪ ,‬و البائت ف بيت وحده ل يأمن من الستيحاش ‪,‬‬
‫لسيما إن كان ذا فكرة رديئة أو قلب ضعيف ‪ .‬و الق أن الناس يتفاوتون ف ذلك ‪,‬‬
‫فوقع الزجر لسم الادة فيكره النفراد سدا للباب ‪ ,‬و الكراهة ف الثني أخف‬
‫منها ف الواحد " ‪.‬‬
‫ذكره الناوي ف " الفيض " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و لعل الديث أراد السفر ف الصحارى و الفلوات الت قلما يرى السافر‬
‫فيها أحدا من الناس ‪ ,‬فل يدخل فيها السفر اليوم ف الطرق العبدة الكثية‬
‫الواصلت ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫ث إن فيه ردا صريا على خروج بعض الصوفية إل الفلة وحده للسياحة و تذيب‬
‫النفس ‪ ,‬زعموا ! و كثيا ما تعرضوا ف أثناء ذلك للموت عطشا و جوعا ‪ ,‬أو‬
‫لتكفف‬
‫أيدي الناس ‪ ,‬كما ذكروا ذلك ف الكايات عنهم ‪ .‬و خي الدي هدي ممد صلى‬
‫ال‬
‫عليه و آله وسلم ‪.‬‬
‫" تبايعون على السمع و الطاعة ف النشاط و الكسل و النفقة ف العسر و اليسر و‬ ‫‪63‬‬
‫على المر بالعروف و النهي عن النكر و أن تقولوا ف ال ل تافون ف ال‬

‫لومة لئم و على أن تنصرون فتمنعون إذا قدمت عليكم ما تنعون منه أنفسكم و‬
‫أزواجكم و أبناءكم و لكم النة " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 339 - 323 , 322 / 3‬من طرق عن عبد ال بن عثمان بن خثيم‬
‫عن‬
‫أب الزبي ممد بن مسلم أنه حدثه عن ‪ #‬جابر ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" مكث رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة عشر سني ‪ ,‬يتبع الناس ف منازلم‬
‫بعكاظ و منة ‪ ,‬و ف الواسم بن يقول ‪ :‬من يؤوين ? من ينصرن حت أبلغ رسالة‬
‫رب و له النة ? حت إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر ‪ -‬كذا قال ‪ -‬فيأتيه‬
‫قومه فيقولون ‪ :‬احذر غلم قريش ل يفتنك ‪ ,‬و يشي بي رحالم و هم يشيون إليه‬
‫بالصابع ‪ ,‬حت بعثنا ال إليه من يثرب فآويناه و صدقناه ‪ ,‬فيخرج الرجل منا‬
‫فيؤمن به ‪ ,‬و يقرئه القرآن ‪ ,‬فينقلب إل أهله فيسلمون بإسلمه ‪ ,‬حت ل يبق دار‬
‫من دور النصار إل و فيها رهط من السلمي يظهرون السلم ‪ ,‬ث ائتمروا جيعا‬
‫فقلنا ‪ :‬حت مت نترك رسول ال صلى ال عليه وسلم يطرد ف جبال مكة و ياف ?‬
‫فرحل إليه منا سبعون رجل حت قدموا عليه ف الوسم ‪ ,‬فواعدناه شعب العقبة‬
‫فاجتمعنا عليه من رجل و رجلي حت توافينا ‪ ,‬فقلنا ‪ :‬يا رسول ال نبايعك ?‬
‫قال ‪ ( :‬فذكر الديث ) ‪ ,‬قال ‪ :‬فقمنا إليه فبايعناه ‪ ,‬و أخذ بيده ابن زرارة‬
‫و هو من أصغرهم ‪ -‬فقال ‪ :‬رويدا يا أهل يثرب ‪ ,‬فإنا ل نضرب أكباد البل إل‬
‫و نن نعلم أنه رسول ال صلى ال عليه وسلم و أن إخراجه اليوم مفارقة العرب‬
‫كافة ‪ ,‬و قتل خياركم ‪ ,‬و أن تعضكم السيوف ‪ ,‬فإما أنتم قوم تصبون على ذلك‬
‫و أجركم على ال ‪ ,‬و إما أنتم قوم تافون من أنفسكم جبينة فبينوا ذلك ‪ ,‬فهو‬
‫عذر لكم عند ال ‪ .‬قالوا ‪ :‬أمط عنا يا سعد ! فو ال ل ندع هذه البيعة أبدا‬
‫و ل نسلبها أبدا ‪ .‬قال ‪ :‬فقمنا إليه فبايعناه ‪ ,‬فأخذ علينا و شرط ‪ :‬و يعطينا‬
‫على ذلك النة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و قد صرح أبو الزبي بالتحديث ف‬
‫بعض‬
‫الطرق عنه ‪ ,‬و قال الافظ ابن كثي ف تاريه " البداية و النهاية "‬
‫( ‪: ) 160 - 159 / 3‬‬
‫" رواه أحد و البيهقي ‪ ,‬و هذا إسناد جيد على شرط مسلم ‪ ,‬و ل يرجوه " ‪.‬‬
‫ث رأيته ف " الستدرك " ( ‪ ) 625 - 624 / 2‬من الوجه الذكور ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح السناد ‪ ,‬جامع لبيعة العقبة " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ .‬ث روى قطعة يسية‬
‫و أقره الذهب ‪ .‬من آخره من طريق أخرى عن جابر به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح على شرط مسلم " ‪.‬‬
‫" من قال ‪ :‬سبحان ال العظيم و بمده غرست له نلة ف النة " ‪.‬‬ ‫‪64‬‬
‫رواه ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ‪ ) 2 / 125 / 12‬و الترمذي ( ‪/ 258 / 2‬‬
‫‪) 259‬‬
‫) ‪ ,‬و الاكم ( ‪ ) 502 - 501 / 1‬من طريق أب الزبي عن‬ ‫و ابن حبان (‬
‫‪ #‬جابر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫لكن وقع ف النسخة الطبوعة من " التلخيص " أنه قال ‪ :‬على شرط ( خ ) ‪ .‬و هو‬
‫تريف ‪ ,‬فإن أبا الزبي إنا احتج به مسلم فقط ‪ .‬و لكنه مدلس و قد عنعنه فإن‬
‫كان سعه من جابر فالديث صحيح ‪.‬‬
‫ث وجدت ما يشهد له ‪ .‬و هو ما أخرجه ابن أب شيبة ( ‪ , ) 1 / 127 / 12‬عن‬

‫عمرو‬
‫ابن شعيب عن عبد ال بن عمرو قال ‪:‬‬
‫" من قال ‪ :‬سبحان ال العظيم و بمده ‪ ,‬غرس له با نلة ف النة " ‪.‬‬
‫و رجاله ثقات ‪ ,‬إل أنه منقطع بي عمرو و جده ابن عمرو ‪ ,‬و هو و إن كان موقوفا‬
‫فله حكم الرفوع إذ أنه ل يقال بجرد الرأي ‪.‬‬
‫و له شاهد مرفوع من حديث معاذ بن سهل بلفظ ‪:‬‬

‫" من قال ‪ :‬سبحان ال العظيم نبت له غرس ف النة " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ , ) 440 / 3‬و إسناده ضعيف ‪ ,‬لكن يستشهد به لنه ليس شديد‬
‫الضعف ‪.‬‬
‫" لن يزن الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزن بامرأة جاره ‪ ,‬و لن يسرق‬ ‫‪65‬‬
‫الرجل من عشر أبيات أيسر عليه من يسرق من جاره " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ , ) 8 / 6‬و البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪, ) 103‬‬
‫و الطبان ف " الكبي " ( مموع ‪ ) 2 / 80 / 6‬عن ممد بن سعد النصاري‬
‫قال ‪ :‬سعت أبا ظبية الكلعي يقول ‪ :‬سعت ‪ #‬القداد بن السود ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه ‪:‬‬
‫" ما تقولون ف الزنا ? قالوا ‪ :‬حرمه ال و رسوله ‪ ,‬فهو حرام إل يوم القيامة‬
‫قال ‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فذكر الشطر الول من الديث ث‬
‫سألم عن السرقة ‪ ,‬فأجابوا بنحو ما أجابوا عن الزنا ‪ ,‬ث ذكر صلى ال عليه‬
‫وسلم الشطر الثان منه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪ ,‬و رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و قول الافظ ف الكلعي هذا‬
‫" مقبول " ‪ ,‬يعن عند التابعة فقط ‪ ,‬ليس بقبول ‪ ,‬فقد وثقه ابن معي ‪.‬‬
‫و قال الدارقطن ‪ " :‬ليس به بأس " ‪ .‬و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ( ‪) 270 / 1‬‬
‫فهو حجة ‪.‬‬
‫و قال النذري ( ‪ , ) 195 / 3‬و اليثمي ( ‪: ) 168 / 8‬‬
‫" رواه أحد و الطبان ف " الكبي " و " الوسط و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫" إذا أدرك أحدكم ( أول ) سجدة من صلة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم‬ ‫‪66‬‬
‫صلته‬
‫و إذا أدرك ( أول ) سجدة من صلة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليتم صلته " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " صحيحه " ( ‪ : ) 148 / 1‬حدثنا أبو نعيم قال ‪ :‬حدثنا شيبان‬
‫عن يي عن أب سلمة عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا به ‪ ,‬دون الزيادتي ‪ ,‬و ها عند‬
‫النسائي و البيهقي و غيها ‪ ,‬فقال النسائي ( ‪ : ) 90 / 1‬أخبنا عمرو بن منصور‬
‫قال حدثنا الفضل بن دكي به ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح ‪ ,‬فإن عمرا هذا ثقة ثبت كما ف " التقريب " و باقي الرجال‬
‫معروفون ‪ ,‬و الفضل بن دكي هو أبو نعيم شيخ البخاري فيه و قد توبع هو و‬
‫الراوي‬
‫عنه على الزيادتي ‪.‬‬
‫أما عمرو فتابعه ممد بن السي بن أب الني عند البيهقي ( ‪ ) 368 / 1‬و قال ‪:‬‬
‫" رواه البخاري ف " الصحيح " عن أب نعيم الفضل بن دكي " ‪.‬‬
‫و يعن أصل الديث كما هي عادته ‪ ,‬و إل فالزيادتان ليستا عند البخاري كما‬
‫عرفت‬
‫و أما أبو نعيم فتابعه حسي بن ممد أبو أحد الروذي ‪ :‬حدثنا شيبان به ‪.‬‬
‫أخرجه السراج ف "مسنده " ( ق ‪ . ) 1 / 95‬و حسي هذا هو ابن برام التميمي ‪,‬‬
‫و هو ثقة متج به ف " الصحيحي " ‪.‬‬
‫و للحديث عن أب هريرة ستة طرق و قد خرجتها ف كتاب ‪ " :‬إرواء الغليل ف‬

‫تريج‬
‫أحاديث منار السبيل " الذي أنا ف صدد تأليفه ‪ ,‬يسر ال إتامه ث طبعه ‪.‬‬
‫انظر ( رقم ‪ 250‬منه ) ‪.‬‬
‫و إنا آثرت الكلم على هذه الطريق لورود الزيادتي الذكورتي فيها ‪ ,‬فإنما‬
‫تددان بدقة العن الراد من لفظ " الركعة " الوارد ف طرق الديث و هو إدراك‬
‫الركوع و السجدة الول معا ‪ ,‬فمن ل يدرك السجدة ل يدرك الركعة ‪ ,‬و من ل‬
‫يدرك الركعة ل يدرك الصلة ‪.‬‬

‫‪------------------‬‬
‫و من ذلك يتبي أن الديث يعطينا فوائد هامة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬إبطال قول بعض الذاهب أن من طلعت عليه الشمس و هو ف الركعة الثانية‬
‫من صلة الفجر بطلت صلته ! و كذلك قالوا فيمن غربت عليه الشمس و هو ف‬
‫آخر‬
‫ركعة من صلة العصر ! و هذا مذهب ظاهر البطلن لعارضته لنص الديث كما‬
‫صرح‬
‫بذلك المام النووي و غيه ‪ .‬و ل يوز معارضة الديث بأحاديث النهي عن الصلة‬
‫ف وقت الشروق و الغروب لنا عامة و هذا خاص ‪ ,‬و الاص يقضي على العام‬
‫كما هو‬
‫مقرر ف علم الصول ‪.‬‬
‫و إن من عجائب التعصب للمذهب ضد الديث أن يستدل البعض به لذهبه ف‬

‫مسألة ‪,‬‬
‫و يالفه ف هذه السألة الت نتكلم فيها ! و أن يستشكله آخر من أجلها !‬
‫فإل ال الشتكى ما جره التعصب على أهله من الخالفات للسنة الصحيحة !‬
‫قال الزيلعي ف " نصب الراية " ( ‪ ) 229 / 1‬بعد أن ساق حديث أب هريرة هذا‬
‫و‬
‫غيه ما ف معناه ‪:‬‬
‫" و هذه الحاديث أيضا مشكلة عند مذهبنا ف القول ببطلن صلة الصبح إذا‬
‫طلعت‬
‫عليها الشمس ‪ ,‬و الصنف استدل به على أن آخر وقت العصر ما ل تغرب الشمس‬
‫"‪!.‬‬
‫فيا أيها التعصبون ! هل الشكلة مالفة الديث الصحيح لذهبكم ‪ ,‬أم العكس هو‬
‫الصواب ! ‪.‬‬
‫الفائدة الثانية ‪ :‬الرد على من يقول ‪ :‬إن الدراك يصل بجرد إدراك أي جزء من‬
‫أجزاء الصلة و لو بتكبية الحرام و هذا خلف ظاهر للحديث ‪ ,‬و قد حكاه ف‬
‫" منار السبيل " قول للشافعي ‪ ,‬و إنا هو وجه ف مذهبه كما ف " الجموع "‬
‫للنووي ( ‪ ) 63 / 3‬و هو مذهب النابلة مع أنم نقلوا عن المام أحد أنه قال ‪:‬‬
‫ل تدرك الصلة إل بركعة ‪ .‬فهو أسعد الناس بالديث ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫قال عبد ال بن أحد ف مسائله ( ص ‪: ) 46‬‬

‫" سألت أب عن رجل يصلي الغداة ‪ ,‬فلما صلى ركعة قام ف الثانية طلعت الشمس‬
‫قال ‪ :‬يتم الصلة ‪ ,‬هي جائزة ‪ .‬قلت لب ‪ :‬فمن زعم أن ذلك ل يزئه ? فقال ‪:‬‬
‫قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من أدرك من صلة الغداة ركعة قبل أن تطلع‬
‫الشمس‬
‫فقد أدرك " ‪.‬‬
‫ث رأيت ابن نيح البزاز روى ف " حديثه " ( ق ‪ ) 1 / 111‬بسند صحيح عن سعيد‬
‫ابن السيب أنه قال ‪ " :‬إذا رفع رأسه من آخر سجدة فقد تت صلته " ‪.‬‬
‫و لعله يعن آخر سجدة من الركعة الول ‪ ,‬فيكون قول آخر ف السألة ‪.‬‬
‫الفائدة الثالثة ‪ :‬و اعلم أن الديث إنا هو ف التعمد تأخي الصلة إل هذا‬
‫الوقت الضيق ‪ ,‬فهو على هذا آث بالتأخي ‪ ,‬و إن أدرك الصلة ‪ ,‬لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم " تلك صلة النافق ‪ ,‬يلس يرقب الشمس ‪ ,‬حت إذا كانت بي قرن‬
‫الشيطان ‪ ,‬قام فنقرها أربعا ‪ ,‬ل يذكر ال فيها إل قليل " ‪ .‬رواه مسلم‬
‫( ‪ ) 110 / 2‬و غيه من حديث أنس رضي ال عنه ‪ .‬و أما غي التعمد ‪ ,‬و ليس هو‬
‫إل النائم و الساهي ‪ ,‬فله حكم آخر ‪ ,‬و هو أنه يصليها مت تذكرها و لو عند طلوع‬
‫الشمس و غروبا ‪ ,‬لقوله صلى ال عليه وسلم " من نسي صلة ( أو نام عنها )‬
‫فليصلها إذا ذكرها ‪ ,‬ل كفارة لا إل ذلك ‪ ,‬فإن ال تعال يقول ‪ ( :‬أقم‬
‫الصلة لذكري ) " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم أيضا ( ‪ ) 142 / 2‬عنه ‪ ,‬و كذا البخاري ‪.‬‬
‫فإذن هنا أمران ‪ :‬الدراك و الث ‪:‬‬
‫و الول ‪ :‬هو الذي سيق الديث لبيانه ‪ ,‬فل يتوهن أحد من سكوته عن المر الخر‬
‫أنه ل إث عليه بالتأخي كل ‪ ,‬بل هو آث على كل حال ‪ ,‬أدرك الصلة ‪ ,‬أو ل‬
‫يدرك ‪ ,‬غاية ما فيه أنه اعتبه مدركا للصلة بإدراك الركعة ‪ ,‬و غي مدرك لا‬
‫إذا ل يدركها ‪ ,‬ففي الصورة الول صلته صحيحة مع الث ‪ ,‬و ف الصورة الخرى‬
‫صلته غي صحيحة مع الث أيضا ‪ ,‬بل هو به أول و أحرى ‪ ,‬كما ل يفى على أول‬
‫النهى ‪.‬‬
‫الفائدة الرابعة ‪ :‬و معن قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فليتم صلته " ‪ ,‬أي لنه‬
‫أدركها ف وقتها ‪ ,‬و صلها صحيحة ‪ ,‬و بذلك برئت ذمته ‪ .‬و أنه إذا ل يدرك‬
‫الركعة فل يتمها ‪ .‬لنا ليست صحيحة ‪ ,‬بسبب خروج وقتها ‪ ,‬فليست مبئة للذمة‬
‫‪.‬‬
‫و ل يفى أن مثله و أول منه من ل يدرك من صلته شيئا قبل خروج الوقت ‪ ,‬أنه‬
‫ل صلة له ‪ ,‬و ل هي مبئة لذمته ‪ .‬أي أنه إذا كان الذي ل يدرك الركعة ل‬
‫يؤمر بإتام الصلة ‪ ,‬فالذي ل يدركها إطلقا أول أن ل يؤمر با ‪ ,‬و ليس ذلك‬
‫إل من باب الزجر و الردع له عن إضاعة الصلة ‪ ,‬فلم يعل الشارع الكيم لثله‬
‫كفارة كي ل يعود إل إضاعتها مرة أخرى ‪ ,‬متعلل بأنه يكنه أن يقضيها بعد‬
‫وقتها ‪ ,‬كل ‪ ,‬فل قضاء للمتعمد كما أفاده هذا الديث الشريف و حديث أنس‬
‫السابق ‪ " :‬ل كفارة لا إل ذلك " ‪.‬‬
‫و من ذلك يتبي لكل من أوت شيئا من العلم و الفقه ف الدين أن قول بعض‬
‫التأخرين " و إذا كان النائم و الناسى للصلة ‪ -‬و ها معذوران ‪ -‬يقضيانا بعد‬
‫خروج وقتها ‪ ,‬كان التعمد لتركها أول " ‪ ,‬أنه قياس خاطئ بل لعله من أفسد قياس‬
‫على وجه الرض ‪ ,‬لنه من باب قياس النقيض على نقيضه ‪ ,‬و هو فاسد بداهة ‪ ,‬إذ‬
‫كيف‬
‫يصح قياس غي العذور على العذور و التعمد على الساهي ‪.‬‬
‫و من ل يعل ال له كفارة ‪ ,‬على من جعل ال له كفارة !! و ما سبب ذلك إل‬

‫من الغفلة عن العن الراد من هذا الديث الشريف ‪ ,‬و قد وفقنا ال تعال‬
‫لبيانه ‪ ,‬و المد ل تعال على توفيقه ‪.‬‬
‫و للعلمة ابن القيم رحه ال تعال بث هام مفصل ف هذه السألة ‪ ,‬أظن أنه ل‬
‫يسبق إل مثله ف الفادة و التحقيق ‪ ,‬و أرى من تام هذا البحث أن أنقل منه‬
‫فصلي أحدها ف إبطال هذا القياس ‪ .‬و الخر ف الرد على من استدل بذا الديث‬
‫على نقيض ما بينا ‪.‬‬
‫قال رحه ال تعال بعد أن ذكر القول التقدم ‪:‬‬

‫" فجوابه من وجوه ‪ :‬أحدها العارضة با هو أصح منه أو مثله ‪ ,‬و هو أن يقال ‪:‬‬
‫ل يلزم من صحة القضاء بعد الوقت من العذور ‪ -‬الطيع ل و رسوله الذي ل يكن‬
‫منه تفريط ف فعل ما أمر به و قبوله منه ‪ -‬صحته و قبوله من متعد لدود ال ‪,‬‬
‫مضيع لمره ‪ ,‬تارك لقه عمدا و عدوانا ‪ .‬فقياس هذا على هذا ف صحة العبادة ‪,‬‬
‫و قبولا منه ‪ ,‬و براءة الذمة با من أفسد القياس " ‪.‬‬
‫الوجه الثان ‪ :‬أن العذور بنوم أو نسيان ل يصل الصلة ف غي وقتها ‪ ,‬بل ف‬
‫نفس وقتها الذي وقته ال له ‪ ,‬فإن الوقت ف حق هذا حي يستيقظ و يذكر ‪ ,‬كما‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من نسي صلة فوقتها إذا ذكرها " رواه البيهقي‬
‫و الدارقطن ‪.‬‬
‫فالوقت وقتان ‪ :‬وقت اختيار ‪ ,‬و وقت عذر ‪ ,‬فوقت العذور بنوم أو سهو ‪ ,‬هو‬
‫وقت‬
‫ذكره و استيقاظه ‪ ,‬فهذا ل يصل الصلة إل ف وقتها ‪ ,‬فكيف يقاس عليه من صلها‬
‫ف غي وقتها عمدا و عدوانا ?!‬
‫الثالث ‪ :‬أن الشريعة قد فرقت ف مواردها و مصادرها بي العامد و الناسي ‪ ,‬و بي‬
‫العذور و غيه ‪ ,‬و هذا ما ل خفاء به ‪ .‬فإلاق أحد النوعي بالخر غي جائز ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أنا ل نسقطها عن العامد الفرط و نأمر با العذور ‪ ,‬حت يكون ما‬
‫ذكرت حجة علينا ‪ ,‬بل ألزمنا با الفرط التعدي على وجه ل سبيل له إل‬
‫استدراكها تغليظا عليه ‪ ,‬و جوزنا للمعذور غي الفرط ‪.‬‬
‫( فصل ) ‪:‬‬
‫‪-------‬‬
‫و أما استدللكم بقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من أدرك ركعة من العصر قبل أن‬
‫تغرب الشمس فقد أدرك " فما أصحه من حديث ‪ .‬و ما أراه على مقتضى قولكم !‬
‫فإنكم‬
‫تقولون ‪ :‬هو مدرك للعصر ‪ ,‬و لو ل يدرك من وقتها شيئا البتة ‪.‬‬
‫بعن أنه مدرك لفعلها صحيحة منه ‪ ,‬مبئة لذمته ‪ ,‬فلو كانت تصح بعد خروج وقتها‬
‫و تقبل منه ‪ ,‬ل يتعلق إدراكها بركعة ‪ ,‬و معلوم أن النب صلى ال عليه وسلم ل‬
‫يرد أن من أدرك ركعة من العصر صحت صلته بل إث بل هو آث بتعمد ذلك اتفاقا‬
‫‪.‬‬
‫فإنه أمر أن يوقع جيعها ف وقتها ‪ ,‬فعلم أن هذا الدراك ل يرفع الث ‪ ,‬بل هو‬
‫مدرك آث ‪ ,‬فلو كانت تصح بعد الغروب ‪ ,‬ل يكن فرق بي أن يدرك ركعة من‬
‫الوقت ‪,‬‬
‫أو ل يدرك منها شيئا ‪.‬‬
‫فإن قلتم ‪ :‬إذا أخرها إل بعد الغروب كان أعظم إثا ‪.‬‬
‫قيل لكم ‪ :‬النب صلى ال عليه وسلم ل يفرق بي إدراك الركعة و عدمها ف كثرة‬
‫الث و خفته ‪ ,‬و إنا فرق بينهما ف الدراك و عدمه ‪ .‬و ل ريب أن الفوت‬
‫لجموعها ف الوقت أعظم من الفوت لكثرها ‪ ,‬و الفوت لكثرها فيه ‪ ,‬أعظم من‬
‫الفوت لركعة منها ‪.‬‬
‫فنحن نسألكم و نقول ‪ :‬ما هذا الدراك الاصل بركعة ? أهذا إدراك يرفع الث ?‬
‫فهذا ل يقوله أحد ! أو إدراك يقتضي الصحة ‪ ,‬فل فرق فيه بي أن يفوتا بالكلية‬
‫أو يفوتا إل ركعة منها " ‪.‬‬
‫" قوموا إل سيدكم فأنزلوه ‪ ,‬فقال عمر ‪ :‬سيدنا ال عز وجل ‪ ,‬قال ‪ :‬أنزلوه ‪,‬‬ ‫‪67‬‬
‫فأنزلوه " ‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ ) 142 - 141 / 6‬عن ممد بن عمرو عن أبيه عن علقمة‬
‫ابن وقاص ‪ ,‬قال ‪ :‬أخبتن ‪#‬عائشة ‪#‬قالت ‪:‬‬
‫" خرجت يوم الندق أقفو آثار الناس ‪ ,‬قالت ‪ :‬فسمعت وئيد الرض ورائي ‪ ,‬يعن‬
‫حس‬
‫الرض ‪ ,‬قالت ‪ :‬فالتفت ‪ ,‬فإذا أنا بسعد بن معاذ و معه ابن أخيه الارث بن أوس‬
‫يمل منه ‪ ,‬قالت ‪ :‬فجلست إل الرض ‪ ,‬فمر سعد و عليه درع من حديد قد‬
‫خرجت منها‬
‫أطرافه ‪ ,‬فأنا أتوف على أطراف سعد ‪ ,‬قالت ‪ :‬فمر و هو يرتز و يقول ‪:‬‬
‫ليت قليل يدرك اليجا جل ما أحسن الوت إذا حان الجل قالت ‪ :‬فقمت فاقتحمت‬
‫حديقة ‪ ,‬فإذا فيها نفر من السلمي ‪ ,‬و إذا فيهم عمر ابن الطاب ‪ ,‬و فيهم رجل‬
‫عليه سبغة له ‪ ,‬يعن ‪ :‬مغفرا ‪ ,‬فقال عمر ‪ :‬ما جاء بك ? لعمري و ال إنك لريئة‬
‫! و ما يؤمنك أن يكون بلء أو يكون توز ? قالت ‪ :‬فمازال يلومن حت تنيت أن‬
‫الرض انشقت ل ساعتئذ فدخلت فيها ! قالت ‪ :‬فرفع الرجل السبغة عن وجهه فإذا‬
‫طلحة بن عبيد ال ‪ ,‬فقال ‪ :‬يا عمر إنك قد أكثرت منذ اليوم ‪ ,‬و أين التحوز‬
‫أو الفرار إل إل ال عز و جل ? قالت ‪ :‬و يرمي سعدا رجل من الشركي من قريش‬
‫يقال له ‪ :‬ابن العرقة بسهم له ‪ ,‬فقال له ‪ :‬خذها و أنا ابن العرقة ‪ ,‬فأصاب أكحله‬
‫فقطعه ‪ ,‬فدعا ال عز و جل سعد فقال ‪ :‬اللهم ل تتن حت تقر عين من قريظة ‪,‬‬
‫قالت ‪ :‬و كانوا حلفاء مواليه ف الاهلية ‪ ,‬قالت ‪ :‬فرقى كلمه ‪ ( ,‬أي جرحه )‬
‫و بعث ال عز و جل الريح على الشركي ‪ ,‬فكفى ال الؤمني القتال و كان ال‬
‫قويا عزيزا ‪ ,‬فلحق أبو سفيان و من معه بتهامة ‪ ,‬و لق عيينة بن بدر و من معه‬
‫بنجد ‪ ,‬و رجعت بنو قريظة فتحصنوا ف صياصيهم ‪ ,‬و رجع رسول ال صلى ال‬
‫عليه‬
‫وسلم إل الدينة ‪ ,‬فوضع السلح و أمر بقبة من أدم فضربت على سعد ف السجد ‪,‬‬
‫قالت ‪ :‬فجاء جبيل عليه السلم و إن على ثناياه لنقع الغبار فقال ‪ :‬أو قد وضعت‬
‫السلح ? وال ما وضعت اللئكة بعد السلح ‪ ,‬اخرج إل بن قريظة فقاتلهم ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬فلبس رسول ال صلى ال عليه وسلم لمته و أذن ف الناس بالرحيل أن‬
‫يرجوا ‪ .‬فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم فمر على بن غنم ‪ ,‬و هم جيان‬
‫السجد حوله ‪ ,‬فقال ‪ :‬من مر بكم ? قالوا ‪ :‬مر بنا دحية الكلب ‪ ,‬و كان دحية‬
‫الكلب تشبه ليته و سنه و وجهه جبيل عليه السلم ‪ ,‬فقالت ‪ :‬فأتاهم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فحاصرهم خسا و عشرين ليلة ‪ ,‬فلما اشتد حصرهم ‪ ,‬و اشتد‬
‫البلء قيل لم ‪ :‬انزلوا على حكم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فاستشاروا‬
‫أبا لبابة بن عبد النذر فأشار إليهم أنه الذبح ‪ ,‬قالوا ‪ :‬ننل على حكم سعد‬
‫بن معاذ ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬انزلوا على حكم سعد بن معاذ ‪,‬‬
‫فنلوا ‪ ,‬و بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم إل سعد بن معاذ ‪ ,‬فأت به على‬
‫حار عليه أكاف من ليف ‪ ,‬و قد حل عليه ‪ ,‬و حف به قومه فقالوا ‪ :‬يا أبا عمرو‬
‫حلفاؤك و مواليك و أهل النكاية و من قد علمت ‪ ,‬فلم يرجع إليهم شيئا و ل‬
‫يلتفت‬
‫إليهم ‪ ,‬حت إذا دنا من دورهم التفت إل قومه فقال ‪ :‬قد آن أن ل أبال ف ال‬
‫لومة لئم ‪ ,‬قال ‪ :‬قال أبو سعيد ‪ :‬فلما طلع رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫قوموا إل سيدكم ‪ ...‬الديث ‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬احكم فيهم ‪,‬‬
‫قال سعد ‪ :‬فإن أحكم أن تقتل مقاتلهم ‪ ,‬و تسب ذراريهم ‪ ,‬و تقسم أموالم ‪ .‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لقد حكمت بكم ال عز وجل و حكم رسوله ‪,‬‬
‫قالت‬
‫‪ :‬ث دعا سعد ‪ ,‬قال ‪ :‬اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى ال عليه وسلم من‬
‫حرب‬
‫قريش شيئا فأبقن لا ‪ ,‬و إن كنت قطعت الرب بينه و بينهم فاقبضن إليك ‪ ,‬قالت‬
‫‪ :‬فانفجر كلمه ‪ ,‬و كان قد برئ حت ما يرى منه إل مثل الرص و رجع إل قبته‬
‫الت ضرب عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬قالت عائشة ‪ :‬فحضره رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم و أبو بكر و عمر ‪ ,‬قالت ‪:‬‬
‫فوالذي نفس ممد بيده إن لعرف بكاء عمر من بكاء أب بكر و أنا ف حجرتى ‪,‬‬
‫و كانوا كما قال ال عز و جل ‪ ( :‬رحاء بينهم ) قال علقمة ‪ :‬قلت ‪ :‬أي أمه فكيف‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصنع ? قالت ‪ :‬كانت عينه ل تدمع على أحد‬
‫و لكنه كان إذا وجد فإنا هو آخذ بلحيته " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ .‬و قال اليثمي ف " ممع الزوائد " ( ‪: ) 128 / 6‬‬
‫" رواه أحد و فيه ممد بن عمرو بن علقمة و هو حسن الديث ‪ ,‬و بقية رجاله‬
‫ثقات " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " الفتح " ( ‪ " : ) 43 / 11‬و سنده حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أخرجه البخاري ( ‪ , ) 175 / 4‬و أبو داود ( ‪ , ) 5215‬و أحد ( ‪/ 2‬‬
‫‪, 22‬‬
‫‪ , ) 71‬و أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪ , ) 2 / 77‬من حديث أب سعيد الدري ‪:‬‬
‫" أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد ‪ ,‬فأرسل النب صلى ال عليه وسلم إليه ‪,‬‬
‫فجاء ‪ ,‬فقال ‪ :‬قوموا إل سيدكم ‪ ,‬أو قال ‪ :‬خيكم ‪ ,‬فقعد عند النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬فقال ‪ :‬هؤلء نزلوا على حكمك ‪ ,‬قال ‪ :‬فإن أحكم أن تقتل مقاتلهم ‪,‬‬
‫و تسب ذراريهم ‪ ,‬فقال ‪ :‬لقد حكمت با حكم به اللك " ‪.‬‬
‫فائدتان‬
‫‪-------‬‬
‫‪1‬ـ اشتهر رواية هذا الديث بلفظ ‪ " :‬لسيدكم " ‪ ,‬و الرواية ف الديثي كما‬
‫رأيت ‪ " :‬إل سيدكم " ‪ ,‬و ل أعلم للفظ الول أصل ‪ ,‬و قد نتج منه خطأ فقهي‬
‫و هو الستدلل به على استحباب القيام للقادم كما فعل ابن بطال و غيه ‪ ,‬قال‬
‫الافظ ممد بن ناصر أبو الفضل ف " التنبيه على اللفاظ الت وقع ف نقلها‬
‫و ضبطها تصحيف و خطأ ف تفسيها و معانيها و تريف ف كتاب الغريبي عن أب‬
‫عبيد الروي " ( ق ‪: ) 2 / 17‬‬
‫و من ذلك ما ذكره ف هذا الباب من ذكر السيد ‪ ,‬و قال كقوله لسعد حي قال ‪:‬‬
‫" قوموا لسيدكم " ‪ .‬أراد أفضلكم رجل ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و العروف أنه قال ‪ " :‬قوموا إل سيدكم " ‪ .‬قاله صلى ال عليه وسلم‬
‫لماعة من النصار لا جاء سعد بن معاذ ممول على حار و هو جريح ‪ ...‬أي‬
‫أنزلوه و حلوه ‪ ,‬ل قوموا له ‪ ,‬من القيام له فإنه أراد بالسيد ‪ :‬الرئيس و‬
‫التقدم عليهم ‪ ,‬و إن كان غيه أفضل منه " ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اشتهر الستدلل بذا الديث على مشروعية القيام للداخل ‪ ,‬و أنت إذا‬
‫تأملت‬
‫ف سياق القصة يتبي لك أنه استدلل ساقط من وجوه كثية أقواها قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم " فأنزلوه " فهو نص قاطع على أن المر بالقيام إل سعد إنا كان‬
‫لنزاله من أجل كونه مريضا ‪ ,‬و لذلك قال الافظ ‪ " :‬و هذه الزيادة تدش ف‬
‫الستدلل بقصة سعد على مشروعية القيام التنازع فيه ‪ .‬و قد احتج به النووي‬
‫ف ( كتاب القيام ) ‪. " ...‬‬
‫" لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لن قرأها و ل يتفكر فيها ‪ ( :‬إن ف خلق‬ ‫‪68‬‬
‫السموات و الرض ) الية " ‪.‬‬
‫رواه أبو الشيخ ابن حبان ف " أخلق النب صلى ال عليه وسلم " ( ‪- 200‬‬
‫‪) 201‬‬
‫و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ - 523‬الوارد ) عن يي بن زكريا بن إبراهيم بن‬
‫سويد النخعي أنبأنا عبد اللك بن أب سليمان عن عطاء قال ‪:‬‬
‫" دخلت أنا و عبيد بن عمي على ‪ #‬عائشة ‪ #‬رضي ال عنها ‪ ,‬فقال عبد ال‬
‫ابن عمي ‪ :‬حدثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫فبكت ‪ ,‬و قالت ‪:‬‬
‫" قام ليلة من الليال فقال ‪ :‬يا عائشة ذرين أتعبد لرب ‪ ,‬قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬وال‬
‫إن لحب قربك ‪ ,‬و أحب ما يسرك ‪ ,‬قالت ‪ :‬فقام فتطهر ‪ ,‬ث قام يصلي ‪ ,‬فلم يزل‬
‫يبكي حت بل حجره ‪ ,‬ث بكى ‪ .‬فلم يزل يبكي حت بل الرض ‪ ,‬و جاء بلل يؤذن‬
‫بالصلة ‪ ,‬فلما رآه يبكي قال ‪ :‬يا رسول ال تبكي و قد غفر ال لك ما تقدم من‬
‫ذنبك و ما تأخر ? قال ‪ :‬أفل أكون عبدا شكورا ? لقد نزل " الديث ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات غي يي بن زكريا قال ابن أب حات‬
‫( ‪ " . ) 145 / 2 / 4‬سألت أب عنه ? قال ‪ :‬ليس به بأس ‪ ,‬هو صال الديث " ?‬
‫و الديث عزاه النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 220 / 2‬لبن حبان ف " صحيحه " ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عن عطاء ‪.‬‬
‫أخرجها أبو الشيخ أيضا ( ‪ ) 191 - 190‬و رجالا ثقات أيضا ‪ ,‬غي أب جناب‬
‫الكلب‬
‫و اسه يي بن أب حية ‪ ,‬قال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" ضعفوه لكثرة تدليسه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد صرح هنا بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه ‪.‬‬

‫‪------------‬‬
‫فيه فضل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و كثرة خشيته ‪ ,‬و خوفه من ربه ‪ ,‬و إكثاره‬
‫من عبادته ‪ ,‬مع أنه تعال قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ‪ ,‬فهو النتهى‬
‫ف الكمال البشري ‪ .‬و ل جرم ف ذلك فهو سيد البشر صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫لكن ليس فيه ما يدل على أنه صلى ال عليه وسلم قام الليل كله ‪ ,‬لنه ل يقع‬
‫فيه بيان أن النب صلى ال عليه و سلم ‪ ,‬ابتدأ القيام من بعد العشاء أو قريبا‬
‫من ذلك ‪ ,‬بل إن قوله ‪ " :‬قام ليلة من الليال فقال ‪ " ...‬الظاهر أن معناه " قام‬
‫من نومه ‪ " "....‬أي نام أوله ث قام ‪ ,‬فهو على هذا بعن حديثها الخر " كان‬
‫ينام أول الليل ‪ ,‬و يي آخره ‪. " ...‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪. ) 167 / 2‬‬
‫و إذا تبي هذا فل يصح حينئذ الستدلل بالديث على مشروعية إحياء الليل كله ‪,‬‬
‫كما فعل الشيخ عبد الي اللكنوي ف " إقامة الجة على أن الكثار من التعبد ليس‬
‫بدعة " ‪ ,‬قال ( ص ‪ : ) 13‬فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله ممول‬
‫على‬
‫غالب أوقاته صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يشي بـ " نفي عائشة " إل حديثها الخر ‪:‬‬

‫" و ل يقم رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة يتمها إل الصباح ‪ ,‬و ل يقرأ‬
‫القرآن ف ليلة قط " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 170 - 169 / 2‬و أبو داود ( ‪ ) 1342‬و اللفظ له ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذا نص ف النفي الذكور ل يقبل التأويل ‪ ,‬و حله على غالب الوقات‬
‫إنا يستقيم لو كان حديث الباب صريح الدللة على أنه صلى ال عليه وسلم قام‬
‫تلك الليله بتمامها ‪ ,‬أما و هو ليس كذلك كما بينا ‪ ,‬فالمل الذكور مردود ‪,‬‬
‫و يبقى النفي الذكور سالا من التقييد ‪ .‬و بالتال تبقى دللته على عدم‬
‫مشروعية قيام الليل كله قائمة ‪ ,‬خلفا لا ذهب إليه الشيخ عبد الي ف كتابه‬
‫الذكور ‪ .‬و فيه كثي من الؤاخذات الت ل مال لذكرها الن ‪.‬‬
‫و إنا أقول ‪ :‬إن طابعه تساهل ف سرد الروايات الؤيدة لوجهة نظره ‪ ,‬من أحاديث‬
‫مرفوعة ‪ ,‬و آثار موقوفة ‪ ,‬و حسبك مثال على هذا أنه ذهب إل تسي حديث "‬
‫أصحاب كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " تقليدا منه لبعض التأخرين ‪.‬‬
‫دون أن ينظر ف دعواهم ‪ ,‬هل هي تطابق القيقة ‪ ,‬و توافق القواعد العلمية ?‬
‫مع ما ف التحسي الذكور من الخالفة لنصوص الئمة التقدمي كما بينته ف‬
‫" الحاديث الضعيفة " ( ‪ ) 52‬فراجعه لتزداد بصية با ذكرنا ‪.‬‬
‫" مثل القائم على حدود ال و الواقع ( و ف رواية ‪ :‬و الراتع ) فيها‬ ‫‪69‬‬
‫و الدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة ف البحر فأصاب بعضهم أعلها‬
‫و أصاب بعضهم أسفلها ( و أوعرها ) فكان الذي ( و ف رواية ‪ :‬الذين ) ف أسفلها‬
‫إذا استقوا من الاء فمروا على من فوقهم فتأذوا به ( و ف رواية ‪ :‬فكان الذين‬
‫ف أسفلها يصعدون فيستقون الاء فيصبون على الذين ف أعله فقال الذين ف‬
‫أعلها ‪ :‬ل ندعكم تصعدون فتؤذوننا ) ‪ ,‬فقالوا ‪ :‬لو أنا خرقنا ف نصيبنا خرقا‬
‫فاستقينا منه و ل نؤذ من فوقنا ( و ف رواية ‪ :‬و ل نر على أصحابنا فنؤذيهم )‬
‫فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة ‪ ,‬فأتوه فقالوا ‪ :‬مالك ? قال ‪ :‬تأذيتم ب و‬
‫لبد ل من الاء ‪ .‬فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جيعا و إن أخذوا على أيديهم‬
‫نوا و أنوا جيعا " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ ) 164 , 111 / 2‬و الترمذي ( ‪ ) 26 / 2‬و البيهقي ( ‪/ 10‬‬

‫‪) 288‬‬
‫و أحد ( ‪ ) 273 , 270 , 268 / 4‬من طريق زكريا بن أب زائدة و العمش عن‬
‫الشعب‬
‫عن ‪ #‬النعمان بن بشي ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قد تابعهما مالد بن سعيد عند أحد ( ‪ ) 273 / 4‬و هو ضعيف و ف سياقه زيادة‬
‫" ‪ ...‬مثل ثلثة ركبوا ف سفينة فصار لحدهم أسفلها و أوعرها ‪. " ...‬‬
‫و تابعهما غيه فقال ابن البارك ف " الزاهد " ( ق ‪ : ) 2 / 219‬أنا الجلح عن‬
‫الشعب به و لفظه ‪:‬‬
‫" إن قوما ركبوا سفينة فاقتسموها ‪ ,‬فأصاب كل رجل منهم مكانا ‪ ,‬فأخذ رجل منهم‬
‫الفأس فنقر مكانه ‪ ,‬قالوا ‪ :‬ما تصنع ? فقال مكان أصنع به ما شئت ! فإن أخذوا‬
‫على يديه نوا و نا ‪ ,‬و إن تركوه غرق و غرقوا ‪ ,‬فخذوا على أيدي سفهائكم قبل‬
‫أن تلكوا " ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن البارك ف " حديثه " أيضا ( ج ‪ ) 2 / 107 / 2‬و من طريقه ابن أب‬
‫الدنيا ف " المر بالعروف " ( ق ‪. ) 2 / 27‬‬
‫لكن الجلح هذا ‪ -‬و هو ابن عبد ال أبو حجية الكندي ‪ -‬فيه ضعف ‪ ,‬لسيما عن‬
‫الشعب ‪ ,‬قال العقيلي ‪ " :‬روى عن الشعب أحاديث مضطربة ل يتابع عليها " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا اللفظ هو الذي شاع ف هذا الزمان عند بعض الكتاب و الؤلفي‬
‫فأحببت‬
‫أن أنبه على ضعفه ‪ ,‬و أن أرشد إل أن اللفظ الول هو الصحيح العتمد ‪ ,‬و قد‬
‫ضممت إليه ما وقفت عليه من الزيادات الصحيحة ‪ .‬و ال الوفق ‪.‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ليدلع لسانه للحسن بن علي فيى الصب حرة‬ ‫‪70‬‬
‫لسانه فيبهش إليه " ‪.‬‬
‫رواه أبو الشيخ ابن حبان ف " كتاب أخلق النب صلى ال عليه وسلم و آدابه "‬
‫( ص ‪ ) 90‬من طريق ممد بن عمرو عن أب سلمة عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪.‬‬
‫( قوله ) فيبهش ‪ .‬أي يسرع ‪ .‬ف " النهاية " ‪:‬‬

‫" يقال للنسان إذا نظر إل الشيء فأعجبه و اشتهاه و أسرع إليه ‪ :‬قد بش إليه "‬
‫‪.‬‬
‫" كان إذا قرب إليه الطعام يقول ‪ :‬بسم ال ‪ ,‬فإذا فرغ قال ‪ :‬اللهم أطعمت‬ ‫‪71‬‬
‫و أسقيت و أقنيت و هديت و أحييت ‪ ,‬فلله المد على ما أعطيت " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 375 / 5 , 62 / 4‬و أبو الشيخ ف " أخلق النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ( ص ‪ ) 238‬عن بكر بن عمرو عن عبد ال بن هبية السبائي عن ‪ #‬عبد‬
‫الرحن‬
‫ابن جبي أنه حدثه رجل خدم رسول ال صلى ال عليه وسلم ثان سني ‪ #‬أنه كان‬
‫يسمع رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قرب " ‪ .‬الديث ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ‪.‬‬
‫( أقنيت ) أي ملكت الال و غيه ‪.‬‬
‫و ف هذا الديث أن التسمية ف أول الطعام بلفظ " بسم ال " ل زيادة فيها ‪,‬‬
‫و كل الحاديث الصحيحة الت وردت ف الباب كهذا الديث ليس فيها الزيادة ‪ ,‬و‬
‫ل‬
‫أعلمها وردت ف حديث ‪ ,‬فهي بدعة عند الفقهاء بعن البدعة ‪ ,‬و أما القلدون‬
‫فجوابم معروف ‪ " :‬شو فيها ?!" ‪.‬‬
‫فنقول ‪ :‬فيها كل شيء و هو الستدراك على الشارع الكيم الذي ما ترك شيئا‬
‫يقربنا‬
‫إل ال إل أمرنا به و شرعه لنا ‪ ,‬فلو كان ذلك مشروعا ليس فيه شيء لفعله و لو‬
‫مرة واحدة ‪ ,‬و هل هذه الزيادة إل كزيادة الصلة على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫من العاطس بعد المد ‪.‬‬
‫و قد أنكرها عبد ال بن عمر رضي ال عنه كما ف " مستدرك الاكم " ‪ ,‬و جزم‬
‫السيوطي ف " الاوي للفتاوي " ( ‪ ) 338 / 1‬بأنا بدعة مذمومة ‪ ,‬فهل يستطيع‬
‫القلدون الجابة عن السبب الذي حل السيوطي على الزم بذلك !! قد يبادر بعض‬
‫الغفلي منهم فيتهمه ‪ -‬كما هي عادتم ‪ -‬بأنه وهاب ! مع أن وفاته كانت قبل‬
‫وفاة ممد بن عبد الوهاب بنحو ثلثائة سنة ! ! و يذكرن هذا بقصة طريفة ف بعض‬
‫الدارس ف دمشق ‪ ,‬فقد كان أحد الساتذة الشهورين من النصارى يتكلم عن حركة‬
‫ممد بن عبد الوهاب ف الزيرة العربية ‪ ,‬و ماربتها للشرك و البدع و الرافات‬
‫و يظهر أنه أطرى ف ذلك فقال بعض تلمذته ‪ :‬يظهر أن الستاذ وهاب !!‬
‫و قد يسارع آخرون إل تطئة السيوطي ‪ ,‬و لكن أين الدليل ?!و الدليل معه و هو‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫و ف الباب غيه ما سنجمعه ف كتابنا الاص بالبدعة ‪ ,‬نسأل ال تعال أن ييسر‬

‫لنا إتامه بنه و فضله ‪.‬‬
‫" أحب للناس ما تب لنفسك " ‪.‬‬ ‫‪72‬‬
‫رواه البخاري ف " التاريخ الكبي " ( ‪ ) 3155 / 317 / 4 / 2‬و عبد بن حيد‬
‫ف " النتخب من السند " ( ‪ ) 2 / 53‬و ابن سعد ( ‪ ) 428 / 7‬و القطيعي ف‬
‫" الزء العروف باللف دينار " ( ‪) 2 / 29‬عن سيار عن ‪ #‬خالد بن عبد ال‬
‫القسري عن أبيه ‪: #‬‬
‫" أن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬قال لده يزيد بن أسيد ‪ " ....‬فذكره ‪.‬‬
‫و رواه عن روح بن عطاء بن أب ميمونة ‪ ,‬قال ‪ ,‬حدثنا سيار به إل أنه قال ‪:‬‬
‫حدثن أب عن جدي قال ‪ " :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫أتب النة ? و قال فأحب ‪ " ..‬الديث ‪.‬‬
‫رواه بن عساكر ( ‪ ) 242 / 5‬عن القطيعي من الوجه الثان و الاكم ( ‪) 168 / 4‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و خالد بن عبد ال القسري هو الدمشقي المي قال الذهب ف " اليزان "‬
‫" صدوق ‪ ,‬لكنه ناصب بغيض ظلوم ‪ ,‬قال بن معي ‪ :‬رجل سوء يقع ف علي رضى‬
‫ال‬
‫عنه " ‪ .‬و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ( ‪. ) 72 / 2‬‬
‫و أبوه عبد ال بن يزيد أورده ابن أب حات ( ‪ ) 197 / 2 / 2‬و ل يذكر فيه‬
‫جرحا و ل تعديل ‪ .‬و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ( ‪. ) 123 / 1‬‬
‫و الديث قال اليثمي ف " ممع الزوائد " ( ‪! ) 186 / 8‬‬
‫" رواه عبد ال و الطبان ف " الكبي " و " الوسط " بنحوه و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث أب هريرة بلفظ ‪:‬‬

‫" و أحب للناس ما تب لنفسك تكن مؤمنا " ‪ .‬الديث ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 50 / 2‬و أحد ( ‪. ) 310 / 2‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث غريب ‪ ,‬و السن ل يسمع من أب هريرة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و راويه عن السن ‪ -‬و هو البصري ‪ -‬أبو طارق و هو مهول كما ف "‬
‫التقريب‬
‫"‬
‫و ما يشهد له أيضا ‪:‬‬
‫" ل يؤمن أحدكم حت يب لخيه ما يب لنفسه ( من الي ) " ‪.‬‬
‫" ل يؤمن أحدكم حت يب لخيه ما يب لنفسه ( من الي ) " ‪.‬‬ ‫‪73‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ , ) 11 / 1‬و مسلم ( ‪ , ) 49 / 1‬و أبو عوانة ف " صحيحه "‬
‫( ‪ , ) 33 / 1‬و النسائي ( ‪ , ) 274 , 271 / 2‬و الترمذي ( ‪ , ) 84 / 2‬و‬
‫الدارمي‬
‫( ‪ , ) 307 / 2‬و ابن ماجه ( رقم ‪ , ) 66‬و الطيالسي ( رقم ‪ , ) 2004‬و أحد‬
‫( ‪ ) 278 , 275 , 207 , 177 / 3‬من حديث ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث صحيح " ‪.‬‬

‫و الزيادة لب عوانة و النسائي و أحد ف رواية لم و إسنادها صحيح ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث علي مرفوعا بلفظ ‪:‬‬

‫" للمسلم على السلم ست ‪ ....‬و يب له ما يب لنفسه ‪ ,‬و ينصح له بالغيب " ‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ , ) 276 - 275 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ , ) 1433‬و أحد ( ‪/ 1‬‬
‫‪) 89‬‬
‫بسند ضعيف ‪.‬‬
‫و اعلم أن هذه الزيادة " من الي " زيادة هامة تدد العن الراد من الديث‬
‫بدقة ‪ ,‬إذ أن كلمة ( الي ) كلمة جامعة تعم الطاعات و الباحات الدنيوية‬
‫و الخروية و ترج النهيات ‪ ,‬لن اسم الي ل يتناولا ‪ ,‬كما هو واضح ‪ .‬فمن‬
‫كمال خلق السلم أن يب لخيه السلم من الي مثلما يب لنفسه ‪ .‬و كذلك أن‬
‫يبغض لخيه ما يبغض لنفسه من الشر ‪ ,‬و هذا و إن ل يذكره ف الديث ‪ ,‬فهو من‬
‫مضمونه ‪ ,‬لن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه ‪ ,‬فترك التنصيص عليه اكتفاء كما‬
‫قال‬
‫الكرمان و نقله الافظ ف " فتح الباري " ( ‪ ) 54 / 1‬و أقره ‪.‬‬
‫" ما جلس قوم ملسا ل يذكروا ال فيه و ل يصلوا على نبيهم إل كان عليهم ترة‬ ‫‪74‬‬
‫فإن شاء عذبم و إن شاء غفر لم " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ , ) 242 / 2‬و الاكم ( ‪ , ) 496 / 1‬و إساعيل القاضي ف‬

‫" فضل الصلة على النب صلى ال عليه وسلم ( رقم ‪ 54‬طبع الكتب السلمي ) ‪,‬‬
‫و ابن السن ف " عمل اليوم و الليلة " ( رقم ‪ , ) 443‬و أحد ( ‪453 , 446 / 2‬‬
‫‪,‬‬
‫‪ ) 495 , 484 , 481‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 130 / 8‬عن سفيان الثوري‬
‫عن‬
‫صال مول التوأمة عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬

‫" حديث حسن صحيح ‪ ,‬و قد روي من غي وجه عن أب هريرة مرفوعا " ‪.‬‬
‫ث رواه من طريق أب إسحاق عن الغر أب مسلم عن أب هريرة و أب سعيد معا‬

‫مرفوعا قال ‪ " :‬مثله " ‪ ,‬و ل يسق لفظه ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ " :‬مثله " ‪ ,‬و عندي وقفة ف كون حديث الغر مثله ‪ ,‬فقد أخرجه مسلم‬
‫( ‪ ) 72 / 8‬و ابن ماجه ( ‪ ) 418 / 2‬بلفظ ‪:‬‬
‫" ما جلس قوم ملسا يذكرون ال فيه ‪ ,‬إل حفتهم اللئكة ‪ ,‬و تغشتهم الرحة ‪,‬‬
‫و نزلت عليهم السكينة ‪ ,‬و ذكرهم ال فيمن عنده " ‪.‬‬
‫" ما جلس قوم ملسا يذكرون ال فيه إل حفتهم اللئكة و تغشتهم الرحة و نزلت‬ ‫‪75‬‬
‫عليهم السكينة و ذكرهم ال فيمن عنده " ‪.‬‬
‫و السياق لبن ماجه ‪ ,‬و رواه الترمذي قبل حديث الباب بديثي و قال ‪:‬‬
‫" حسن صحيح " ‪ , .‬و قوله ‪ " :‬مثله " ‪ .‬فال أعلم ‪.‬‬
‫فإن ف شك من ثبوت ذلك عن الترمذي و إن كان ورد ذلك ف بعض نسخ كتابه ‪.‬‬
‫فقد أورد السيوطي ف " الامع الصغي " هذا الديث من رواية الترمذي ‪,‬‬
‫و ابن ماجه عن ‪ #‬أب هريرة و أب سعيد ‪ #‬معا ‪.‬‬
‫و ف عزوه لبن ماجه نظر أيضا ‪ ,‬فإن ل أجد عنده إل اللفظ الثان الذي رواه‬
‫مسلم ‪ .‬و العلم عند ال تعال ‪.‬‬
‫و ل يقع ف نسخة " السنن " الت عليها شرح " تفة الحوذي " سوق هذا السناد‬
‫الثان عقب حديث الباب ‪.‬‬
‫و لذا اللفظ عنده طريق أخرى عن أب هريرة مرفوعا بلفظ ‪:‬‬

‫" ‪ ....‬و ما اجتمع قوم ف بيت من بيوت ال يتلون كتاب ال ‪ ,‬و يتدارسونه‬
‫بينهم ‪ ,‬إل نزلت عليهم السكينة ‪ "...‬و الباقي مثله ‪.‬‬
‫و صال مول التوأمة الذي ف اللفظ الول ضعيف لختلطه ‪ ,‬و لكنه ل يتفرد به‬
‫بل تابعه جاعة منهم ‪ :‬أبو صال السمان ذكوان بلفظ ‪:‬‬
‫" ما قعد قوم مقعدا ل يذكروا فيه ال عز و جل ‪ ,‬و يصلوا على النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬إل كان عليهم حسرة يوم القيامة ‪ ,‬و إن دخلوا النة للثواب " ‪.‬‬
‫" ما قعد قوم مقعدا ل يذكروا فيه ال عز وجل و يصلوا على النب صلى ال‬ ‫‪76‬‬
‫عليه وسلم إل كان عليهم حسرة يوم القيامة و إن دخلوا النة للثواب " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ , ) 463 / 2‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ - 2322‬موارد ) ‪ ,‬و‬
‫الاكم‬
‫( ‪ , ) 492 / 1‬و الطيب ف " الفقيه و التفقه " ( ‪ , ) 1 / 237‬من طريق‬
‫العمش‬
‫عن أب صال عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح ‪ .‬و قال اليثمي ( ‪: ) 79 / 10‬‬

‫" رواه أحد و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن الوزي ف " منهاج القاصدين " ( ‪ ) 2 / 72 / 1‬لكن وقع عنده عن‬
‫أب‬
‫سعيد الدري ‪ ,‬بدل " أب هريرة " ‪ ,‬فلعله وهم من بعض رواته ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رواه سهيل بن أب صال عن أبيه بلفظ ‪:‬‬

‫" ما من قوم يقومون من ملس ل يذكرون ال فيه ‪ ,‬إل قاموا على مثل جيفة حار‬
‫و كان عليهم حسرة يوم القيامة " ‪.‬‬
‫" ما من قوم يقومون من ملس ل يذكرون ال فيه إل قاموا على مثل جيفة حار‬ ‫‪77‬‬
‫و كان عليهم حسرة يوم القيامة " ‪.‬‬
‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪:1/116‬‬
‫( عن ‪ #‬سهيل بن أب صال عن أبيه ‪: ) #‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ , ) 4855‬و الطحاوي ( ‪ , ) 367 / 2‬و أبو الشيخ ف " طبقات‬
‫الصبهانيي " ( ‪ , ) 229‬و ابن بشران ف " المال " ( ‪ 1 / 6 / 30‬عام ‪) 3927‬‬
‫‪,‬‬
‫و ابن السن ( ‪ , ) 439‬و الاكم ( ‪ , ) 492 / 1‬و أبو نعيم ( ‪ ) 207 / 7‬و أحد‬
‫( ‪. ) 527 , 515 , 389 / 2‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫و منهم سعيد بن أب سعيد القبي و لفظه ‪:‬‬

‫" من قعد مقعدا ل يذكر ال فيه ‪ ,‬كانت عليه من ال ترة ‪ ,‬و من اضطجع مضجعا‬
‫ل يذكر ال فيه ‪ ,‬كانت عليه من ال ترة "‪.‬‬
‫" من قعد مقعدا ل يذكر ال فيه كانت عليه من ال ترة و من اضطجع مضجعا‬ ‫‪78‬‬
‫ل يذكر ال فيه كانت عليه من ال ترة "‪.‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ . ) 5059 , 4856‬و الميدي ف " مسنده " ( ‪ ) 1158‬الشطر‬
‫الول‬
‫و ابن السن ( ‪ ) 743‬الشطر الثان فقط من طريق ممد بن عجلن عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪.‬‬
‫و عزاه النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 235 / 2‬لب داود بذا اللفظ و بزيادة ‪:‬‬
‫" و ما مشى أحد مشى ل يذكر ال فيه ‪ ,‬إل كان عليه من ال ترة " ‪,‬‬
‫ث قال ‪ " :‬و رواه أحد و ابن أب الدنيا و النسائي و ابن حبان ف " صحيحه "‬
‫كلهم بنحو أب داود " ‪.‬‬
‫و ل عليه ملحظتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن الزيادة الذكورة ليست عند أب داود ف الوضعي الشار إليهما من‬
‫كتابه و إنا هي عند ابن حبان ( ‪ : ) 2321‬و عنده بدل قضية الضطجاع ‪:‬‬
‫" و ما أوى أحد إل فراشه و ل يذكر ال فيه إل كان عليه ترة " ‪.‬‬
‫( ترة ) أي نقصا ‪ ,‬و الاء فيه عوض من الواو الحذوفة ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن أحد ل يروه من هذا الطريق باللفظ الذكور ‪ ,‬و إنا رواه من طريق‬
‫أخرى باللفظ الت ‪:‬‬
‫و منهم أبو إسحاق مول الارث و لفظه ‪:‬‬
‫" ما جلس قوم ملسا فلم يذكروا ال فيه ‪ ,‬إل كان عليهم ترة ‪ ,‬و ما من رجل مشى‬
‫طريقا فلم يذكر ال عز و جل ‪ ,‬إل كان عليه ترة ‪ ,‬و ما من رجل أوى إل فراشه‬
‫فلم يذكر ال ‪ ,‬إل كان عليه ترة " ‪.‬‬
‫" ما جلس قوم ملسا فلم يذكروا ال فيه إل كان عليهم ترة و ما من رجل مشى‬ ‫‪79‬‬
‫طريقا فلم يذكر ال عز و جل إل كان عليه ترة و ما من رجل أوى إل فراشه‬

‫فلم يذكر ال إل كان عليه ترة " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ , ) 432 / 2‬و ابن السن ( ‪ , ) 375‬و الاكم ( ‪ ) 550 / 1‬عن‬
‫سعيد‬
‫بن أب سعيد عن ‪ #‬أب إسحاق ‪ #‬به ‪.‬‬
‫و قال أحد ‪ " :‬عن إسحاق " و قال الاكم ‪ " :‬عن إسحاق بن عبد ال بن الارث "‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط البخاري " ‪ .‬و قال الذهب ‪ " :‬على شرط مسلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف كل ذلك نظر ‪ ,‬فإن إسحاق هذا إن كان ابن عبد ال بن الارث كما‬
‫وقع لدى الاكم فليس من رجال البخاري و ل مسلم و لكنه ثقة روى عنه جاعة ‪.‬‬
‫و إن كان أبا إسحاق مول الارث فل يعرف كما قال الذهب ‪ ,‬و إن كان إسحاق‬
‫غي منسوب فلم أعرفه ‪.‬‬
‫و ف " الجمع " ( ‪ " : ) 80 / 10‬رواه أحد و أبو إسحاق مول عبد ال بن‬
‫الارث بن نوفل ل يوثقه أحد ‪ ,‬و ل يرحه أحد و بقية رجال أحد إسنادي أحد‬
‫رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث ابن عمرو بلفظ ‪:‬‬

‫" ما من قوم جلسوا ملسا ل يذكروا ال فيه ‪ ,‬إل رأوه حسرة يوم القيامة " ‪.‬‬
‫" ما من قوم جلسوا ملسا ل يذكروا ال فيه إل رأوه حسرة يوم القيامة " ‪.‬‬ ‫‪80‬‬
‫(عن ‪ #‬ابن عمرو ‪: ) #‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 124 / 2‬بإسناد حسن ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ‪ " :‬رواه أحد و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫شاهد ثان ‪ :‬أخرجه الطيالسي ( ‪ ) 1756‬عن جابر بسند على شرط مسلم ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر عن عبد ال بن مغفل مثله ‪.‬‬
‫أخرجه ابن الضريسي ف " أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي " ( ‪) 2 - 1 / 8‬‬
‫بسند‬
‫ل بأس به ف التابعات و الشواهد ‪ ,‬رواه الطبان ف " الكبي " و " الوسط "‬
‫و رجالما رجال الصحيح و البيهقي كما ف " الترغيب " ( ‪. ) 236 / 2‬‬

‫‪------------‬‬
‫لقد دل هذا الديث الشريف و ما ف معناه على وجوب ذكر ال سبحانه و كذا‬
‫الصلة‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم ف كل ملس ‪ ,‬و دللة الديث على ذلك من وجوه‬
‫‪:‬‬
‫أول ‪ -‬قوله ‪ " :‬فإن شاء عذبم ‪ ,‬و إن شاء غفر لم " فإن هذا ل يقال إل فيما‬
‫كان فعله واجبا و تركه معصية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬قوله ‪ " :‬و إن دخلوا النة للثواب " ‪.‬‬

‫فإنه ظاهر ف كون تارك الذكر و الصلة عليه صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬يستحق دخول‬
‫النار ‪ ,‬و إن كان مصيه إل النة ثوابا على إيانه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬قوله ‪ " :‬و إل قاموا على مثل جيفة حار " ‪.‬‬
‫فإن هذا التشبيه يقتضي تقبيح عملهم كل التقبيح ‪ ,‬و ما يكون ذلك ‪ -‬إن شاء ال‬
‫تعال ‪ -‬إل فيما هو حرام ظاهر التحري ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫فعلى كل مسلم أن يتنبه لذلك ‪ ,‬و ل يغفل عن ذكر ال عز و جل ‪ ,‬و الصلة على‬
‫نبيه صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬ف كل ملس يقعده ‪ ,‬و إل كان عليه ترة و حسرة يوم‬
‫القيامة ‪.‬‬
‫قال الناوي ف " فيض القدير " ‪:‬‬

‫" فيتأكد ذكر ال ‪ ,‬و الصلة على رسوله عند إرادة القيام من الجلس ‪ ,‬و تصل‬
‫السنة ف الذكر و الصلة بأي لفظ كان ‪ ,‬لكن الكمل ف الذكر " سبحانك اللهم‬
‫و بمدك ‪ ,‬أشهد أن ل إله إل أنت ‪ ,‬أستغفرك و أتوب إليك ‪ ,‬و ف الصلة على‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ما ف آخر التشهد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الذكر الشار إليه هو العروف بكفارة الجلس ‪ ,‬و قد جاء فيه عدة أحاديث‬
‫أذكر واحدا منها هو أتها ‪ :‬و هو كفارة الجلس ‪:‬‬
‫" من قال ‪ :‬سبحان ال و بمده ‪ ,‬سبحانك اللهم و بمدك ‪ ,‬أشهد أن ل إله إل‬
‫أنت ‪ ,‬أستغفرك و أتوب إليك ‪ ,‬فقالا ف ملس ذكر ‪ ,‬كانت كالطابع يطبع عليه ‪,‬‬
‫و من قالا ف ملس لغو كانت كفارة له " ‪.‬‬
‫" من قال ‪ :‬سبحان ال و بمده سبحانك اللهم و بمدك أشهد أن ل إله إل أنت‬ ‫‪81‬‬
‫أستغفرك و أتوب إليك ‪ ,‬فقالا ف ملس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه و من قالا‬
‫ف ملس لغو كانت كفارة له " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ( ‪ ) 2 / 79 / 1‬و الاكم ( ‪ ) 537 / 1‬من طريق ‪ #‬نافع بن‬

‫جبي‬
‫ابن مطعم عن أبيه ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب و هو كما قال ‪.‬‬
‫و عزاه النذري ( ‪ ) 236 / 2‬للنسائي و الطبان ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫" و رجالما رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ( ‪ 142 / 10‬و ‪ " : ) 423‬رواه الطبان و رجاله رجال الصحيح "‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف رواية للطبان زيادة ‪ " :‬يقولا ثلث مرات " و قد سكت عليها‬
‫اليثمي ‪ ,‬و ليس بيد ‪ ,‬فإن ف سندها خالد بن يزيد العمري و قد كذبه أبو حات‬
‫و يي ‪ ,‬و قال ابن حبان ‪ " :‬يروي الوضوعات عن الثبات " ‪.‬‬
‫فهذه الزيادة واهية ل يلتفت إليها ‪.‬‬
‫" ل أشبع ال بطنه ‪ .‬يعن معاوية " ‪.‬‬ ‫‪82‬‬
‫رواه أبو داود الطيالسي ف " مسنده " ( ‪ : ) 2746‬حدثنا هشام و أبو عوانة عن أب‬
‫حزة القصاب عن ‪ #‬ابن عباس ‪: #‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث إل معاوية ليكتب له ‪ :‬فقال ‪ :‬إنه يأكل‬
‫ث بعث إليه ‪ ,‬فقال ‪ :‬إنه يأكل ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ‪ ,‬و ف أب حزة القصاب‬
‫و اسه عمران بن أب عطاء كلم من بعضهم ل يضره ‪ ,‬فقد وثقه جاعة من الئمة‬
‫منهم أحد و ابن معي و غيها ‪ ,‬و من ضعفه ل يبي السبب ‪ ,‬فهو جرح مبهم غي‬
‫مقبول ‪ ,‬و كأنه لذلك احتج به مسلم ‪ ,‬و أخرج له هذا الديث ف " صحيحه " ( ‪8‬‬
‫‪/‬‬
‫‪ ) 27‬من طريق شعبة عن أب حزة القصاب به ‪.‬‬
‫و أخرجه أحد ( ‪ ) 338 , 335 , 291 , 240 / 1‬عن شعبة و أب عوانة عنه به‬
‫‪ ,‬دون‬
‫قوله ‪ " :‬ل أشبع ال بطنه " و كأنه من اختصار أحد أو بعض شيوخه ‪ ,‬و زاد ف‬
‫رواية ‪ " :‬و كان كاتبه " و سندها صحيح ‪.‬‬
‫و قد يستغل بعض الفرق هذا الديث ليتخذوا منه مطعنا ف معاوية رضي ال عنه ‪,‬‬
‫و ليس فيه ما يساعدهم على ذلك ‪ ,‬كيف و فيه أنه كان كاتب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ? ! و لذلك قال الافظ ابن عساكر ( ‪ " ) 2 / 349 / 16‬إنه أصح ما ورد‬
‫ف‬
‫فضل معاوية " فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى ال عليه وسلم غي مقصود ‪ ,‬بل هو‬
‫ما جرت به عادة العرب ف وصل كلمها بل نية كقوله صلى ال عليه وسلم ف بعض‬
‫نسائه " عقرى حلقى " و " تربت يينك " ‪ .‬و يكن أن يكون ذلك منه صلى ال‬
‫عليه‬
‫وسلم بباعث البشرية الت أفصح عنها هو نفسه عليه السلم ف أحاديث كثية‬
‫متواترة ‪.‬‬
‫منها حديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪:‬‬

‫" دخل على رسول ال صلى ال عليه وسلم رجلن ‪ ,‬فكلماه بشيء ل أدري ما هو‬
‫فأغضباه ‪ ,‬فلعنهما و سبهما ‪ ,‬فلما خرجا قلت ‪ :‬يا رسول ال من أصاب من الي‬
‫شيئا ما أصابه هذان ? قال ‪ :‬و ما ذاك ? قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬لعنتهما و سببتهما ‪,‬‬
‫قال ‪ " :‬أو ما علمت ما شارطت عليه رب ? قلت ‪ :‬اللهم إنا أنا بشر ‪ ,‬فأي‬
‫السلمي لعنته أو سببته فاجعله له زكاة و أجرا " ‪.‬‬
‫" أو ما علمت ما شارطت عليه رب ? قلت ‪ :‬اللهم إنا أنا بشر فأي السلمي لعنته‬ ‫‪83‬‬
‫أو سببته فاجعله له زكاة و أجرا " ‪.‬‬

‫رواه مسلم مع الديث الذي قبله ف باب واحد هو " باب من لعنه النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه و ليس هو أهل لذلك كان له زكاة و أجرا و رحة "‬
‫‪.‬‬
‫ث ساق فيه من حديث ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كانت عند أم سليم يتيمة و هي أم أنس ‪ ,‬فرأى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫اليتيمة ‪ ,‬فقال ‪ :‬آنت هي ? لقد كبت ل كب سنك فرجعت اليتيمة إل أم سليم‬
‫تبكي‬
‫فقالت أم سليم ‪ :‬ما لك يا بنية ? فقالت الارية ‪ :‬دعا علي نب ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن ل يكب سن أبدا ‪ ,‬أو قالت ‪ :‬قرن ‪ ,‬فخرجت أم سليم مستعجله‬
‫تلوث‬
‫خارها حت لقيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬ما لك يا أم سليم ? فقالت يا نب ال ‪ ,‬أدعوت على يتيمت ? قال ‪:‬‬
‫و ما ذاك يا أم سليم ? قالت ‪ :‬زعمت أنك دعوت أن ل يكب سنها ‪ ,‬و ل يكب قرنا‬
‫قال ‪ :‬فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬ث قال ‪:‬‬
‫" يا أم سليم ! أما تعلمي أن شرطي على رب ? أن اشترطت على رب فقلت ‪ :‬إنا‬
‫أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ‪ ,‬و أغضب كما يغضب البشر ‪ ,‬فأيا أحد دعوت‬
‫عليه‬
‫من أمت بدعوة ليس لا بأهل ‪ ,‬أن يعلها له طهورا و زكاة و قربة يقربه با منه‬
‫يوم القيامة " ‪.‬‬
‫" يا أم سليم ! أما تعلمي أن شرطي على رب ? أن اشترطت على رب فقلت ‪ :‬إنا‬ ‫‪84‬‬
‫أنا بشر أرضى كما يرضى البشر و أغضب كما يغضب البشر فأيا أحد دعوت عليه‬
‫من‬
‫أمت بدعوة ليس لا بأهل أن يعلها له طهورا و زكاة و قربة يقربه با منه يوم‬
‫القيامة " ‪.‬‬

‫( عن ‪ #‬أم سليم ‪: ) #‬‬
‫ث أتبع المام مسلم هذا الديث بديث معاوية و به ختم الباب ‪ ,‬إشارة منه‬
‫رحه ال إل أنا من باب واحد ‪ ,‬و ف معن واحد ‪ ,‬فكما ل يضر اليتيمة دعاؤه‬
‫صلى ال عليه وسلم عليه بل هو لا زكاة و قربة ‪ ,‬فكذلك دعاؤه صلى ال عليه‬
‫وسلم على معاوية ‪.‬‬
‫و قد قال المام النووي ف " شرحه على مسلم " ( ‪ 325 / 2‬طبع الند ) ‪:‬‬
‫" و أما دعاؤه صلى ال عليه وسلم على معاوية ففيه جوابان ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أنه جرى على اللسان بل قصد ‪.‬‬
‫و الثان ‪ :‬أنه عقوبة له لتأخره ‪ ,‬و قد فهم مسلم رحه ال من هذا الديث أن‬
‫معاوية ل يكن مستحقا الدعاء عليه ‪ ,‬فلهذا أدخله ف هذا الباب ‪ ,‬و جعله غيه من‬
‫مناقب معاوية لنه ف القيقة يصي دعاء له " ‪.‬‬
‫و قد أشار الذهب إل هذا العن الثان فقال ف " سي أعلم النبلء "‬
‫( ‪: ) 2 / 171 / 9‬‬
‫" قلت ‪ :‬لعل أن ‪ ,‬يقال ‪ :‬هذه منقبة لعاوية لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اللهم‬
‫من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة و رحة " ‪.‬‬
‫و اعلم أن قوله صلى ال عليه وسلم ف هذه الحاديث ‪ " :‬إنا أنا بشر أرضى كما‬
‫يرضى البشر ‪ "..‬إنا هو تفصيل لقول ال تبارك و تعال ‪ ( :‬قل إنا أنا بشر‬
‫مثلكم ‪ ,‬يوحى إل ‪ )....‬الية ‪.‬‬
‫و قد يبادر بعض ذوي الهواء أو العواطف الوجاء ‪ ,‬إل إنكار مثل هذا الديث‬
‫بزعم تعظيم النب صلى ال عليه وسلم و تنيهه عن النطق به ! و ل مال إل مثل‬
‫هذا النكار فإن الديث صحيح ‪ ,‬بل هو عندنا متواتر ‪ ,‬فقد رواه مسلم من حديث‬
‫عائشة و أم سلمة كما ذكرنا ‪ ,‬و من حديث أب هريرة و جابر رضي ال عنهما ‪,‬‬
‫و ورد من حديث سلمان و أنس و سرة و أب الطفيل و أب سعيد و غيهم ‪.‬‬
‫انظر " كن العمال " ( ‪. ) 124 / 2‬‬
‫و تعظيم النب صلى ال عليه وسلم تعظيما مشروعا ‪ ,‬إنا يكون باليان بكل ما‬
‫جاء عنه صلى ال عليه وسلم صحيحا ثابتا ‪ ,‬و بذلك يتمع اليان به صلى ال‬
‫عليه وسلم عبدا و رسول ‪ ,‬دون إفراط و ل تفريط ‪ ,‬فهو صلى ال عليه وسلم بشر‬
‫‪,‬‬
‫بشهادة الكتاب و السنة ‪ ,‬و لكنه سيد البشر و أفضلهم إطلقا بنص الحاديث‬
‫الصحيحة ‪ .‬و كما يدل عليه تاريخ حياته صلى ال عليه وسلم و سيته ‪ ,‬و ما حباه‬
‫ال تعال به من الخلق الكرية ‪ ,‬و الصال الميدة ‪ ,‬الت ل تكتمل ف بشر‬
‫اكتمالا فيه صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و صدق ال العظيم ‪ ,‬إذ خاطبه بقوله‬
‫الكري ‪ ( :‬و إنك لعلى خلق عظيم ) ‪.‬‬
‫" ارحلوا لصاحبيكم و اعملوا لصاحبيكم ! ادنوا فكل " ‪.‬‬ ‫‪85‬‬
‫رواه أبو بكر ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ج ‪ , ) 2 / 149 / 2‬و الفرياب ف‬
‫" الصيام " ( ‪ ) 1 / 64 / 4‬عنه و عن أخيه عثمان بن أب شيبة ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا عمر‬
‫بن سعد أبو داود عن سفيان عن الوزاعي عن يي بن أب كثي عن أب سلمة عن‬
‫‪#‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" أت النب صلى ال عليه وسلم بطعام و هو بـ ( مر الظهران ) ‪ ,‬فقال لب بكر‬

‫و عمر ‪ :‬ادنوا فكل ‪ ,‬فقال ‪ :‬إنا صائمان ‪ ,‬فقال ‪ :‬ارحلوا لصاحبيكم " الديث ‪.‬‬
‫و كذا أخرجه النسائي ( ‪ ) 315 / 1‬و ابن دحيم ف " المال " ( ‪ ) 1 / 2‬من طرق‬
‫أخرى عن عمر بن سعد به ‪.‬‬
‫ث أخرجه النسائي من طريق ممد بن شعيب ‪ :‬أخبن الوزاعي به مرسل ل يذكر أبا‬
‫هريرة ‪ ,‬و كذلك أخرجه من طريق علي ‪ -‬و هو ابن البارك ‪ -‬عن يي به ‪.‬‬
‫و لعل الوصول أرجح ‪ ,‬لن الذي وصله و هو سفيان عن الوزاعي ثقة ‪ ,‬و زيادة‬
‫الثقة مقبولة ما ل تكن منافية لن هو أوثق منه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و رواه ابن خزية ف " صحيحه "‬
‫و قال ‪ " :‬فيه دليل على أن للصائم ف السفر الفطر بعد مضي بعض النهار " ‪.‬‬
‫كما ف " فتح الباري " ( ‪. ) 158 / 4‬‬
‫و أخرجه الاكم ( ‪ ) 433 / 1‬و قال ‪:‬‬

‫" صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ! و إنا هو على شرط مسلم‬
‫وحده ‪,‬‬
‫فإن عمر بن سعد ل يرج له البخاري شيئا ‪.‬‬
‫و الغرض من قوله صلى ال عليه و آله وسلم ‪ " :‬ارحلوا لصاحبيكم ‪ "...‬النكار‬
‫و بيان أن الفضل أن يفطرا و ل يوجا الناس إل خدمتهما ‪ ,‬و يبي ذلك ما روى‬
‫الفرياب ( ‪ ) 1 / 67‬عن ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ " :‬ل تصم ف السفر فإنم‬
‫إذا أكلوا طعاما قالوا ‪ :‬ارفعوا للصائم ! و إذا عملوا عمل قالوا ‪ :‬اكفلوا‬
‫للصائم ! فيذهبوا بأجرك " ‪ .‬و رجاله ثقات ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ففي الديث توجيه كري ‪ ,‬إل خلق قوي ‪ ,‬و هو العتماد على النفس ‪ ,‬و‬
‫ترك‬
‫التواكل على الغي ‪ ,‬أو حلهم على خدمته ‪ ,‬و لو لسبب مشروع كالصيام ‪ ,‬أفليس‬
‫ف‬
‫الديث إذن رد واضح على أولئك الذين يستغلون عملهم ‪ ,‬فيحملون الناس على‬
‫التسارع‬
‫ف خدمتهم ‪ ,‬حت ف حل نعالم ?!‬
‫و لئن قال بعضهم ‪ :‬لقد كان الصحابة رضي ال عنهم يدمون رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أحسن خدمة ‪ ,‬حت كان فيهم من يمل نعليه صلى ال عليه وسلم و هو‬
‫عبد ال بن مسعود ‪.‬‬
‫فجوابنا نعم ‪ ,‬و لكن هل احتجاجهم بذا لنفسهم إل تزكية منهم لا ‪ ,‬و اعتراف‬
‫بأنم ينظرون إليها على أنم و رثته صلى ال عليه وسلم ف العلم حت يصح لم‬
‫هذا القياس ?! واي ال لو كان لديهم نص على أنم الورثة ل يز لم هذا‬
‫القياس ‪ ,‬فهؤلء أصحابه صلى ال عليه وسلم الشهود لم باليية ‪ ,‬و خاصة منهم‬
‫العشرة البشرين بالنة ‪ ,‬فقد كانوا خدام أنفسهم ‪ ,‬و ل يكن واحد منهم يدم من‬
‫غيه ‪ ,‬عشر معشار ما يدم أولئك العنيي من تلمذتم و مريديهم ! فكيف و هم ل‬
‫نص عندهم بذلك ‪ ,‬و لذلك فإن أقول ‪ :‬إن هذا القياس فاسد العتبار من أصله ‪,‬‬
‫هدانا ال تعال جيعا سبيل التواضع و الرشاد ‪.‬‬
‫" من أنظر معسرا فله بكل يوم صدقة قبل أن يل الدين ‪ ,‬فإذا حل الدين فأنظره فله‬ ‫‪86‬‬
‫بكل يوم مثليه صدقة " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 360 / 5‬عن ‪ #‬سليمان بن بريدة عن أبيه ‪ #‬قال ‪ :‬سعت رسول‬
‫ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة ‪ ,‬قال ‪ :‬ث سعته يقول ‪ :‬من أنظر معسرا‬
‫فله بكل يوم مثله صدقة ‪ ,‬قلت ‪ :‬سعتك يا رسول ال تقول ‪ :‬من أنظر معسرا فله‬
‫بكل يوم مثله صدقة ‪ ,‬ث سعتك تقول ‪ :‬من أنظر معسرا فله بكل يوم مثليه صدقة ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬له بكل يوم صدقة قبل أن يل الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم‬
‫مثليه صدقة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح رجاله ثقات متج بم ف " صحيح مسلم " ‪.‬‬
‫ث رأيته ف " الستدرك " ( ‪ ) 29 / 2‬و قال ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " و‬
‫وافقه‬
‫الذهب فأخطأ لن سليمان هذا ل يرج له البخاري ‪ ,‬و إنا الذي أخرج له الشيخان‬
‫هو أخوه عبد ال بن بريدة ‪.‬‬
‫" يدرس السلم كما يدرس وشي الثوب حت ل يدرى ما صيام و ل صلة و ل‬ ‫‪87‬‬
‫نسك و‬
‫ل صدقة و ليسرى على كتاب ال عز و جل ف ليلة فل يبقى ف الرض منه آية و‬
‫تبقى طوائف من الناس ‪ :‬الشيخ الكبي و العجوز ‪ ,‬يقولون ‪ :‬أدركنا آباءنا على هذه‬
‫الكلمة ‪ " :‬ل إله إل ال " فنحن نقولا " ‪.‬‬
‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪:1/127‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 4049‬و الاكم ( ‪ ) 473 / 4‬من طريق أب معاوية عن أب‬
‫مالك‬
‫الشجعي عن ربعي بن حراش عن ‪ #‬حذيفة بن اليمان ‪ #‬مرفوعا به ‪ ,‬و زاد ‪:‬‬
‫" قال صلة بن زفر لذيفة ‪ :‬ما تغن عنهم ل إله إل ال و هم ل يدرون ما صلة‬
‫و ل صيام و ل نسك و ل صدقة ? فأعرض عنه حذيفة ‪ ,‬ث ردها عليه ثلثا ‪ ,‬كل‬
‫ذلك‬
‫يعرض عنه حذيفة ‪ ,‬ث أقبل عليه ف الثالثة فقال ‪ :‬يا صلة ! تنجيهم من النار ‪.‬‬
‫ثلثا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫و قال البوصيي ف " الزوائد " ( ق ‪ " : ) 1 / 247‬إسناده صحيح ‪ ,‬رجاله ثقات "‬
‫‪.‬‬
‫( يدرس ) من درس الرسم دروسا ‪ :‬إذا عفا و هلك ‪.‬‬

‫( وشي الثوب ) نقشه ‪.‬‬

‫‪----------------‬‬
‫و ف هذا الديث نبأ خطي ‪ ,‬و هو أنه سوف يأت يوم على السلم يحى أثره ‪,‬‬
‫و على القرآن فيفع فل يبقى منه و ل آية واحدة ‪ ,‬و ذلك ل يكون قطعا إل بعد‬
‫أن يسيطر السلم على الكرة الرضية جيعها ‪ ,‬و تكون كلمته فيها هي العليا ‪.‬‬
‫كما هو نص قول ال تبارك و تعال ( هو الذي أرسل رسوله بالدى و دين الق‬
‫ليظهره على الدين كله ) ‪ ,‬و كما شرح رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك ف‬
‫أحاديث كثية سبق ذكر بعضها ف القال الول من هذه القالت ( الحاديث‬
‫الصحيحة ) ‪.‬‬
‫و ما رفع القرآن الكري ف آخر الزمان إل تهيدا لقامة الساعة على شرار اللق‬
‫الذين ل يعرفون شيئا من السلم البتة ‪ ,‬حت و ل توحيده !‬
‫و ف الديث إشارة إل عظمة القرآن ‪ ,‬و أن وجوده بي السلمي هو السبب لبقاء‬

‫دينهم و رسوخ بنيانه و ما ذلك إل بتدارسه و تدبره و تفهمه و لذلك تعهد ال‬
‫تبارك و تعال بفظه ‪ ,‬إل أن يأذن ال برفعه ‪ .‬فما أبعد ضلل بعض القلدة‬
‫الذين يذهبون إل أن الدين مفوظ بالذاهب الربعة ‪ ,‬و أنه ل ضي على السلمي‬
‫من ضياع قرآنم لو فرض وقوع ذلك !! هذا ما كان صرح ل به أحد كبار الفتي‬
‫من‬
‫العاجم و هو يتكلم العربية الفصحى بطلقة و ذلك لا جرى الديث بين و بينه‬
‫حول الجتهاد و التقليد ‪.‬‬
‫قال ‪ -‬ما يردده كثي من الناس ‪ : -‬إن الجتهاد أغلق بابه منذ القرن الرابع !‬
‫فقلت له ‪ :‬و ماذا نفعل بذه الوادث الكثية الت تتطلب معرفة حكم ال فيها‬
‫اليوم ?‬
‫قال ‪ :‬إن هذه الوادث مهما كثرت فستجد الواب عنها ف كتب علمائنا إما عن‬
‫عينها‬
‫أو مثلها ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فقد اعترفت ببقاء باب الجتهاد مفتوحا و ل بد !‬
‫قال ‪ :‬و كيف ذلك ?‬
‫قلت ‪ :‬لنك اعترفت أن الواب قد يكون عن مثلها ‪ ,‬ل عن عينها و إذ المر‬
‫كذلك ‪,‬‬
‫فلبد من النظر ف كون الادثه ف هذا العصر ‪ ,‬هي مثل الت أجابوا عنها ‪ ,‬و حي‬
‫ذلك فل مناص من استعمال النظر و القياس و هو الدليل الرابع من أدلة الشرع ‪,‬‬
‫و هذا معناه الجتهاد بعينه لن هو له أهل ! فكيف تقولون بسد بابه ?!و يذكرن‬
‫هذا بديث آخر جرى بين و بي أحد الفتي شال سورية ‪ ,‬سألته ‪ :‬هل تصح الصلة‬
‫ف الطائرة ? قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قلت ‪ :‬هل تقول ذلك تقليدا أم اجتهادا ? قال ‪ :‬ماذا‬
‫تعن ? قلت ‪ :‬ل يفى أن من أصولكم ف الفتاء ‪ ,‬أنه ل يوز الفتاء باجتهاد ‪,‬‬
‫بل اعتمادا على نص من إمام ‪ ,‬فهل هناك نص بصحة الصلة ف الطائرة ? قال ‪ :‬ل ‪,‬‬
‫قلت ‪ :‬فكيف إذن خالفتم أصلكم هذا فأفتيتم دون نص ? قال ‪ :‬قياسا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ما هو القيس عليه ? قال ‪ :‬الصلة ف السفينة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا حسن ‪ ,‬و لكنك خالفت بذلك أصل و فرعا ‪ ,‬أما الصل فما سبق ذكره‬
‫‪,‬‬
‫و أما الفرع فقد ذكر الرافعي ف شرحه أن الصلي لو صلى ف أرجوحة غي معلقة‬
‫بالسقف و ل مدعمة بالرض فصلته باطلة ‪ .‬قال ‪ :‬ل علم ل بذا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فراجع الرافعي إذن لتعلم أن ( فوق كل ذي علم عليم ) ‪ ,‬فلو أنك تعترف‬
‫أنك‬
‫من أهل القياس و الجتهاد و أنه يوز لك ذلك و لو ف حدود الذهب فقط ‪,‬‬
‫لكانت‬
‫النتيجة أن الصلة ف الطائرة باطلة لنا هي الت يتحقق فيها ما ذكره الرافعي‬
‫من الفرضية اليالية يومئذ ‪ .‬أما نن فنرى أن الصلة ف الطائرة صحيحة ل شك ف‬
‫ذلك ‪ ,‬و لئن كان السبب ف صحة الصلة ف السفينة أنا مدعمة بالاء بينها و بي‬
‫الرض ‪ ,‬فالطائرة أيضا مدعمة بالواء بينها و بي الرض ‪ .‬و هذا هو الذي بدا‬
‫لكم ف أول المر حي بثتم استقلل ‪ ,‬و لكنكم لا علمتم بذلك الفرع الذهب‬
‫صدكم عن القول با أداكم إليه بثكم !?‬
‫أعود إل إتام الديث مع الفت العجمي ‪ ,‬قلت له ‪ :‬و إذا كان المر كما‬
‫تقولون ‪ :‬إن السلمي ليسوا باجة إل متهدين لن الفت يد الواب عن عي‬
‫السألة أو مثلها ‪ ,‬فهل يترتب ضرر ما لو فرض ذهاب القرآن ? قال ‪ :‬هذا ل يقع ‪,‬‬
‫قلت ‪ :‬إنا أقول ‪ :‬لو فرض ‪ ,‬قال ‪ :‬ل يترتب أي ضرر لو فرض وقوع ذلك !‬
‫قلت ‪ :‬فما قيمة امتنان ال عز و جل إذن على عباده بفظ القرآن حي قال ‪ ( :‬إنا‬
‫نن نزلنا الذكر و إنا له لافظون ) ‪ ,‬إذا كان هذا الفظ غي ضروري بعد الئمة‬
‫?!‬
‫و القيقة أن هذا الواب الذي حصلنا عليه من الفت بطريق الحاورة ‪ ,‬هو جواب‬
‫كل مقلد على وجه الرض ‪ ,‬و إنا الفرق أن بعضهم ل يرؤ على التصريح به ‪ ,‬و‬
‫إن‬
‫كان قلبه قد انطوى عليه ‪ .‬نعوذ بال من الذلن ‪.‬‬
‫فتأمل أيها القارىء اللبيب مبلغ ضرر ما نشكو منه ‪ ,‬لقد جعلوا القرآن ف حكم‬
‫الرفوع ‪ ,‬و هو ل يزال بي ظهرانينا و المد ل ‪ ,‬فكيف يكون حالم حي يسرى‬
‫عليه ف ليلة ‪ ,‬فل يبقى ف الرض منه آية ?! فاللهم هداك ‪.‬‬
‫حكم تارك الصلة ‪:‬‬

‫‪----------------‬‬
‫هذا و ف الديث فائدة فقهية هامة ‪ ,‬و هي أن شهادة أن ل إله إل ال تنجي‬
‫قائلها من اللود ف النار يوم القيامة و لو كان ل يقوم بشيء من أركان السلم‬
‫المسة الخرى كالصلة و غيها ‪ ,‬و من العلوم أن العلماء اختلفوا ف حكم تارك‬
‫الصلة خاصة ‪ ,‬مع إيانه بشروعيتها ‪ ,‬فالمهور على أنه ل يكفر بذلك ‪ ,‬بل يفسق‬
‫و ذهب أحد إل أنه يكفر و أنه يقتل ردة ‪ ,‬ل حدا ‪ ,‬و قد صح عن الصحابة أنم‬
‫كانوا ل يرون شيئا من العمال تركه كفر غي الصلة ‪ .‬رواه الترمذي و الاكم ‪,‬‬
‫و أنا أرى أن الصواب رأي المهور ‪ ,‬و أن ما ورد عن الصحابة ليس نصا على أنم‬
‫كانوا يريدون بـ ( الكفر ) هنا الكفر الذي يلد صاحبه ف النار و ل يتمل أن‬
‫يغفره ال له ‪ ,‬كيف ذلك و هذا حذيفة بن اليمان ‪ -‬و هو من كبار أولئك الصحابة‬
‫‪-‬‬
‫يرد على صلة بن زفر و هو يكاد يفهم المر على نو فهم أحد له ‪ ,‬فيقول ‪ :‬ما‬
‫تغن عنهم ل إله إل ال ‪ ,‬و هم ل يدرون ما صلة ‪"....‬فيجيبه حذيفة بعد‬
‫إعراضه عنه ‪:‬‬
‫" يا صلة تنجيهم من النار ‪ .‬ثلثا " ‪.‬‬
‫فهذا نص من حذيفة رضي ال عنه على أن تارك الصلة ‪ ,‬و مثلها بقية الركان ليس‬
‫بكافر ‪ ,‬بل هو مسلم ناج من اللود ف النار يوم القيامة ‪ .‬فاحفظ هذا فإنه قد ل‬
‫تده ف غي هذا الكان ‪.‬‬
‫و ف الديث الرفوع ما يشهد له ‪ ,‬و لعلنا نذكره فيما بعد إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫ث وقفت على " الفتاوى الديثية " ( ‪ ) 2 / 84‬للحافظ السخاوي ‪ ,‬فرأيته يقول‬
‫بعد‬
‫أن ساق بعض الحاديث الواردة ف تكفي تارك الصلة و هي مشهورة معروفة ‪:‬‬
‫" و لكن كل هذا إنا يمل على ظاهره ف حق تاركها جاحدا لوجودها مع كونه من‬
‫نشأ بي السلمي ‪ ,‬لنه يكون حينئذ كافرا مرتدا بإجاع السلمي ‪ ,‬فإن رجع إل‬
‫السلم قبل منه ‪ ,‬و إل قتل ‪ .‬و أما من تركها بل عذر ‪ ,‬بل تكاسل مع اعتقاد‬
‫وجوبا ‪ ,‬فالصحيح النصوص الذي قطع به المهور أنه ل يكفر ‪ ,‬و أنه ‪ -‬على‬
‫الصحيح أيضا ‪ -‬بعد إخراج الصلة الواحدة عن وقتها الضروري ‪ ,‬كأن يترك الظهر‬
‫مثل حت تغرب الشمس أو الغرب حت يطلع الفجر ‪ -‬يستتاب كما يستتاب الرتد ‪,‬‬
‫ث يقتل إن ل يتب ‪ ,‬و يغسل و يصلى عليه و يدفن ف مقابر السلمي ‪ ,‬مع إجراء‬
‫سائر أحكام السلمي عليه ‪ .‬و يؤول إطلق الكفر عليه لكونه شارك الكافر ف بعض‬
‫أحكامه ‪ .‬و هو وجوب العمل ‪ ,‬جعا بي هذه النصوص و بي ما صح أيضا عنه‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ :‬خس صلوات كتبهن ال ‪ -‬فذكر الديث ‪ .‬و فيه ‪:‬‬
‫" إن شاء عذبه ‪ ,‬و إن شاء غفر له " و قال أيضا ‪ " :‬من مات و هو يعلم أن ل إله‬
‫إل ال دخل النة " إل غي ذلك ‪ .‬و لذا ل يزل السلمون يرثون تارك الصلة‬
‫و يورثونه و لو كان كافرا ل يغفر له ‪ ,‬و ل يرث و ل يورث " ‪.‬‬
‫و قد ذكر نو هذا الشيخ سليمان بن الشيخ عبد ال ف " حاشيته على القنع " ‪,‬‬
‫( ‪ ) 96 - 95 / 1‬و ختم البحث بقوله ‪:‬‬
‫" و لن ذلك إجاع السلمي ‪ ,‬فإننا ل نعلم ف عصر من العصار أحدا من تاركي‬
‫الصلة ‪ ,‬ترك تغسيله و الصلة عليه ‪ ,‬و ل منع مياث موروثه مع كثرة تاركي‬
‫الصلة ‪ ,‬و لو كفر لثبتت هذه الحكام ‪ .‬و أما الحاديث التقدمة ‪ ,‬فهي على وجه‬
‫التغليظ و التشبيه بالكفار ل على القيقة ‪ ,‬كقوله عليه الصلة و السلم ‪:‬‬
‫" سباب السلم فسوق ‪ ,‬و قتاله كفر " ‪ ,‬و قوله " من حلف بغي ال فقد أشرك "‬
‫و غي ذلك ‪ .‬قال الوفق ‪ :‬و هذا أصوب القولي " ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬نقلت هذا النص من " الاشية " الذكورة ‪ ,‬ليعلم بعض متعصبة النابلة ‪,‬‬
‫أن الذي ذهبت إليه ‪ ,‬ليس رأيا لنا تفردنا به دون أهل العلم ‪ ,‬بل هو مذهب‬
‫جهورهم ‪ ,‬و الحققي من علماء النابلة أنفسهم ‪ ,‬كالوفق هذا ‪ ,‬و هو ابن قدامة‬
‫القدسي ‪ ,‬و غيه ‪ ,‬ففي ذلك حجة كافية على أولئك التعصبة ‪ ,‬تملهم إن شاء ال‬
‫تعال ‪ ,‬على ترك غلوائهم ‪ ,‬و العتدال ف حكمهم ‪.‬‬
‫بيد أن هنا دقيقة ‪ ,‬قل من رأيته تنبه لا ‪ ,‬أو نبه عليها ‪ ,‬فوجب الكشف عنها‬
‫و بيانا ‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬إن التارك للصلة كسل إنا يصح الكم بإسلمه ‪ ,‬ما دام ل يوجد هناك‬
‫ما يكشف عن مكنون قلبه ‪ ,‬أو يدل عليه ‪ ,‬و مات على ذلك ‪ ,‬قبل أن يستتاب كما‬
‫هو‬
‫الواقع ف هذا الزمان ‪ ,‬أما لو خي بي القتل و التوبة بالرجوع إل الحافظة‬
‫على الصلة ‪ ,‬فاختار القتل عليها ‪ ,‬فقتل ‪ ,‬فهو ف هذه الالة يوت كافرا ‪,‬‬
‫و ل يدفن ف مقابر السلمي ‪ ,‬و ل تري عليه أحكامهم ‪ ,‬خلفا لا سبق عن‬
‫السخاوي لنه ل يعقل ‪ -‬لو كان غي جاحد لا ف قلبه ‪ -‬أن يتار القتل عليها ‪,‬‬
‫هذا أمر مستحيل ‪ ,‬معروف بالضرورة من طبيعة النسان ‪ ,‬ل يتاج إثباته إل برهان‬
‫‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال تعال ف " مموعة الفتاوى " ( ‪: ) 48 / 2‬‬
‫" و مت امتنع الرجل من الصلة حت يقتل ‪ ,‬ل يكن ف الباطن مقرا بوجوبا و ل‬
‫ملتزما بفعلها ‪ ,‬و هذا كافر باتفاق السلمي ‪ ,‬كما استفاضت الثار عن الصحابة‬
‫بكفر هذا ‪ ,‬و دلت عليه النصوص الصحيحة ‪ ....‬فمن كان مصرا على تركها حت‬
‫يوت ‪,‬‬
‫ل يسجد ل سجدة قط ‪ ,‬فهذا ل يكون قط مسلما مقرا بوجوبا ‪ ,‬فإن اعتقاد‬
‫الوجوب‬
‫و اعتقاد أن تاركها يستحق القتل ‪ ,‬هذا داع تام إل فعلها ‪ ,‬و الداعي مع القدرة‬
‫يوجب وجود القدور ‪ ,‬فإذا كان قادرا و ل يفعل قط ‪ ,‬علم أن الداعي ف حقه ل‬
‫يوجد " ‪.‬‬
‫" ما اجتمع هذه الصال ف رجل ف يوم إل دخل النة " ‪.‬‬ ‫‪88‬‬
‫رواه مسلم ف " صحيحه " ( ‪ ) 100 / 7‬و البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم‬
‫‪) 515‬‬
‫و ابن عساكر ف " تاريه " ( ج ‪ ) 1 / 288 / 9‬من طريق مروان بن معاوية قال ‪:‬‬
‫حدثنا يزيد بن كيسان عن أب حازم عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" من أصبح منكم اليوم صائما ? قال أبو بكر ‪ :‬أنا ‪ ,‬قال ‪ :‬من عاد منكم اليوم‬
‫مريضا ? قال أبو بكر أنا ‪ ,‬قال ‪ :‬من شهد منكم اليوم جنازة ? قال أبو بكر ‪:‬‬
‫أنا ‪ ,‬قال ‪ :‬من أطعم اليوم مسكينا ? قال أبو بكر ‪ :‬أنا ‪ ,‬قال مروان ‪ :‬بلغن أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و السياق للبخارى ‪ .‬و ليس عند مسلم و ابن عساكر " قال مروان ‪ :‬بلغن " بل هذا‬
‫البلغ عندها متصل بأصل الديث من طريقي عن مروان ‪ .‬و هو الصح إن شاء‬
‫ال‬
‫تعال ‪.‬‬
‫و الديث عزاه النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 162 / 4‬لبن خزية فقط ف "‬
‫صحيحه "‬
‫! و له طريق أخرى عند ابن عساكر عن عطاء بن يسار عن أب هريرة نوه ‪.‬‬
‫و لبعضه شاهد من حديث عبد الرحن بن أب بكر بلفظ ‪:‬‬
‫" هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا ? فقال أبو بكر رضي ال عنه ‪:‬‬
‫دخلت السجد فإذا أنا بسائل يسأل ‪ ,‬فوجدت كسرة خبز ف يد عبد الرحن ‪,‬‬
‫فأخذتا‬
‫منه ‪ ,‬فدفعتها إليه " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود و غيه و إسناده ضعيف كما بينته ف الحاديث " الضعيفة "‬
‫( ‪. ) 1400‬‬
‫و فيه فضيلة أب بكر الصديق رضي ال عنه و البشارة له بالنة ‪ ,‬و الحاديث ف‬
‫ذلك كثية طيبة ‪.‬‬
‫و فيه فضيلة المع بي هذه الصال ف يوم واحد ‪ ,‬و أن اجتماعها ف شخص بشي‬
‫له‬
‫بالنة ‪ ,‬جعلنا ال من أهلها ‪.‬‬
‫" إن أول ما يكفئ ‪ -‬يعن السلم ‪ -‬كما يكفأ الناء ‪ -‬يعن المر ‪ , -‬فقيل ‪:‬‬ ‫‪89‬‬
‫كيف يا رسول ال ‪ ,‬و قد بي ال فيها ما بي ? قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم ‪ :‬يسمونا بغي اسها " ‪.‬‬
‫رواه الدارمي ( ‪ : ) 114 / 2‬حدثنا زيد بن يي حدثنا ممد بن راشد عن أب وهب‬

‫الكلعي عن القاسم بن ممد عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه‬
‫وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن ‪ ,‬القاسم بن ممد هو ابن أب بكر الصديق ‪ -‬ثقة أحد‬
‫الفقهاء‬
‫ف الدينة ‪ ,‬احتج به الماعة ‪.‬‬
‫و أبو وهب الكلعي اسه عبيد ال بن عبيد وثقه دحيم ‪.‬‬
‫و قال ابن معي ‪ :‬ل بأس به ‪.‬‬

‫و ممد بن راشد هو الكحول الزاعي الدمشقي ‪ ,‬وثقه جاعة من كبار الئمة كأحد‬
‫و ابن معي و غيها ‪ ,‬و ضعفه آخرون ‪.‬‬
‫و توسط فيه أبو حات فقال ‪ " :‬كان صدوقا حسن الديث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا هو الراجح لدينا ‪ ,‬و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق يهم " ‪.‬‬
‫و زيد بن يي ‪ ,‬هو إما زيد بن يي بن عبيد الزاعي أبو عبد ال الدمشقي ‪,‬‬
‫و إما زيد بن أب الزرقاء يزيد الوصلي أبو ممد نزيل الرملة ‪ ,‬و ل يترجح لدي‬
‫الن أيهما الراد هنا ‪ ,‬فكلها روى عن ممد بن راشد ‪ ,‬و لكن أيهما كان فهو‬
‫ثقة ‪.‬‬
‫و قد وجدت للحديث طريقا أخرى ‪ ,‬أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪) 1 / 225‬‬
‫و ابن عدي ( ق ‪ ) 2 / 264‬عن الفرات بن سلمان عن القاسم به ‪ ,‬و لفظه ‪:‬‬
‫" أول ما يكفأ السلم كما يكفأ الناء ف شراب يقال له ‪ :‬الطلء " ‪.‬‬
‫ث رواه ابن عدي عن الفرات قال ‪ :‬حدثنا أصحاب لنا عن القاسم به ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬الفرات هذا ل أر التقدمي صرحوا بضعفه ‪ ,‬و أرجو أنه ل بأس به ‪,‬‬
‫لن ل أر ف رواياته حديثا منكرا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قال ابن أب حات ( ‪: ) 80 / 2 / 3‬‬

‫" سألت أب عنه ? فقال ‪ :‬ل بأس به ‪ ,‬مله الصدق ‪ ,‬صال الديث " ‪.‬‬
‫و قال أحد ‪ " :‬ثقة " ‪ .‬كما ف " اليزان " و " اللسان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالسناد صحيح ‪ ,‬و ل يضره جهالة أصحاب الفرات ‪ ,‬لنم جع ينجب به‬
‫جهالتهم ‪ ,‬و لعل منهم أبا وهب الكلعي فإنه قد رواه عن القاسم كما ف الطريق‬
‫الول ‪ ,‬فالديث صحيح ‪ .‬و قول الذهب ف ترجة الفرات ‪ " :‬حديث منكر " منكر‬
‫من‬
‫القول ‪ ,‬و لعله ل يقف على الطريق الول ‪ ,‬بل هذا هو الظاهر ‪.‬‬
‫و الديث ما فات السيوطي فلم يورده ف " الامع الكبي " ‪ ,‬ل ف بابا " إن "‬
‫و ل ف " أول " و إنا أورد فيه ما قد يصلح أن يكون شاهدا لذا فقال‬
‫( ‪: ) 2 / 274 / 1‬‬
‫" أول ما يكفأ أمت عن السلم كما يكفأ الناء ‪ ,‬ف المر ‪ .‬ابن عساكر عن ابن‬
‫عمرو " ‪.‬‬
‫ث رأيته ف " تاريه " ( ‪ ) 1 / 76 / 18‬عن زيد بن يي بن عبيد حدثن ابن ثابت‬
‫ابن ثوبان عن إساعيل بن عبد ال قال ‪ :‬سعت ابن مييز يقول ‪ :‬سعت عبد ال‬
‫بن عمرو يقول فذكره و زاد ف آخره " قال ‪ :‬و قلت ( لعله ‪ .‬و قطب ) رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم " ‪ .‬و هذا إسناد ل بأس به ف الشواهد ‪.‬‬
‫و للحديث طريق أخرى بلفظ آخر عن عائشة ‪ ,‬يأت ف الذي بعده ‪.‬‬
‫( الطلء ) قال ف " النهاية " ‪:‬‬
‫" بالكسر و الد ‪ :‬الشراب الطبوخ من عصي العنب ‪ ,‬و هو الرب " ‪.‬‬
‫ث ذكر الديث ث قال ‪:‬‬

‫" هذا نو الديث الخر ‪ :‬سيشرب ناس من أمت المر يسمونا بغي اسها ‪.‬‬
‫يريد ‪ :‬أنم يشربون النبيذ السكر ‪ ,‬الطبوخ ‪ ,‬و يسمونه طلء ‪ ,‬ترجا من أن‬
‫يسموه خرا " ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد صحيح بلفظ ‪:‬‬

‫" ليستحلن طائفة من أمت المر باسم يسمونا إياه ‪ ( ,‬و ف رواية ) ‪ :‬يسمونا‬
‫بغي اسها " ‪.‬‬
‫" ليستحلن طائفة من أمت المر باسم يسمونا إياه ‪ ( ,‬و ف رواية ) ‪ :‬يسمونا‬ ‫‪90‬‬
‫بغي اسها " ‪.‬‬

‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 3385‬و أحد ( ‪ ) 318 / 5‬و ابن أب الدنيا ف " ذم السكر‬
‫"‬
‫( ق ‪ ) 2 / 4‬عن سعيد بن أوس الكاتب عن بلل بن يي العبسي عن أب بكر ابن‬
‫حفص‬
‫عن ابن مييز عن ثابت بن السمط عن ‪ #‬عبادة بن الصامت ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول‬
‫ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ابن مييز اسه عبد ال ‪.‬‬
‫و هو ثقة من رجال الشيخي ‪.‬‬
‫و أبو بكر بن حفص ‪ ,‬هو عبد ال بن حفص بن عمر بن سعد بن أب وقاص و هو‬
‫ثقة‬
‫متج به ف " الصحيحي " أيضا ‪.‬‬
‫و بلل بن يي العبسي ‪ ,‬قال ابن معي ‪ " :‬ليس به بأس " ‪ .‬و وثقه ابن حبان ‪.‬‬
‫و قد تابعه شعبة ‪ ,‬لكنه أسقط من السناد " ثابت بن السمط " و قال ‪:‬‬
‫" عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم " بالرواية الثانية ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ , ) 330 / 2‬و أحد ( ‪ , ) 237 / 4‬و إسناده صحيح ‪ ,‬و هو‬
‫أصح‬
‫من الول ‪.‬‬
‫و روي عن أب بكر بن حفص على وجه آخر ‪ ,‬من طريق ممد بن عبد الوهاب أب‬
‫شهاب‬
‫عن أب إسحاق الشيبان عن أب بكر بن حفص عن ابن عمر قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه الطيب ف " تاريخ بغداد " ( ‪. ) 205 / 6‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي أب شهاب هذا فلم أعرفه ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد يرويه سعيد بن أب هلل عن ممد بن عبد ال بن مسلم أن أبا‬
‫مسلم‬
‫الولن حج ‪ ,‬فدخل على عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم فجعلت تسأله عن‬
‫الشام و عن بردها ‪ ,‬فجعل يبها ‪ ,‬فقالت ‪ :‬كيف تصبون على بردها ? فقال ‪ :‬يا‬
‫أم‬
‫الؤمني إنم يشربون شرابا لم ‪ ,‬يقال له ‪ :‬الطلء ‪ ,‬فقالت ‪ :‬صدق ال و بلغ‬
‫حب ‪ ,‬سعت حب رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" إن ناسا من أمت يشربون المر ‪ ,‬يسمونا بغي اسها " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 147 / 2‬و البيهقي ( ‪. ) 295 - 294 / 7‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ‪.‬‬
‫و تعقبه الذهب بقوله ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬كذا قال ‪ " :‬ممد " ‪ ,‬فمحمد مهول ‪ ,‬و إن كان ابن أخي الزهري فالسند‬
‫منقطع " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سعيد بن أب هلل كان اختلط ‪ ,‬و قد تقدم الديث عن عائشة بلفظ آخر‬
‫قبل‬
‫هذا الديث ‪.‬‬
‫و له شاهد ثان ‪ ,‬من حديث أب أمامة الباهلي قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪:‬‬
‫" ل تذهب الليال و اليام ‪ ,‬حت تشرب طائفة من أمت المر ‪ ,‬يسمونا بغي‬
‫اسها " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ , ) 3384‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 97 / 6‬عن عبد السلم‬
‫بن عبد القدوس ‪ ,‬حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عنه ‪.‬‬
‫" كذا حدثناه عن أب أمامة ‪ ,‬و روي عن ثور عن خالد عن أب هريرة رضي ال تعال‬
‫عنه مثله " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي عبد السلم هذا و هو ضعيف كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و له شاهد ثالث يرويه أبو عامر الزاز عن ابن أب مليكة عن ابن عباس أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" إن أمت يشربون المر ف آخر الزمان ‪ ,‬يسمونا بغي اسها " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " الكبي " ( ‪ . ) 3 / 114 / 3‬و أبو عامر اسه صال بن رستم‬
‫الزن ‪ ,‬و هو صدوق كثي الطأ كما ف " التقريب " ‪ ,‬فمثله يستشهد به ‪.‬‬
‫و له شاهد رابع يرويه حات بن حريث عن مالك بن أب مري قال ‪:‬‬
‫دخل علينا عبد الرحن بن غنم فتذاكرنا الطلء ‪ ,‬فقال ‪ :‬حدثن أبو مالك الشعري‬
‫أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" ليشربن ناس من أمت المر ‪ ,‬يسمونا بغي اسها " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ , ) 3688‬و البخاري ف " التاريخ الكبي " ( ‪ 305 / 1 / 1‬و‬
‫‪ , ) 222 / 1 / 4‬و ابن ماجه ( ‪ , ) 4020‬و ابن حبان ( ‪ , ) 1384‬و البيهقي‬
‫( ‪ 295 / 8‬و ‪ , ) 231 / 10‬و أحد ( ‪ ) 342 / 5‬و الطبان ف " العجم الكبي‬
‫"‬
‫( ‪ , ) 2 / 167 / 1‬و ابن عساكر ( ‪ , ) 2 / 115 / 16‬كلهم عن معاوية بن‬
‫صال عن‬
‫حات به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي مالك بن أب مري ‪ ,‬قال الذهب ‪:‬‬
‫" ل يعرف " ‪ .‬و وثقه ابن حبان على قاعدته !‬
‫هذا هو علة هذا السناد ‪ ,‬و أما النذري فأعله ف " متصره " ( ‪) 271 / 5‬‬
‫بقوله ‪ " :‬ف إسناده حات بن حريث الطائي المصي ‪ ,‬سئل عنه أبو حات الرازي ‪,‬‬
‫فقال ‪ :‬شيخ ‪ .‬و قال ابن معي ‪ :‬ل أعرفه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد عرفه غيه ‪ ,‬فقال عثمان بن سعيد الدارمي ‪ " :‬ثقة " ‪ .‬و ذكره ابن حبان‬
‫ف " الثقات " ‪ ,‬و قال ابن عدي ‪:‬‬
‫" لعزة حديثه ل يعرفه ابن معي ‪ ,‬و أرجو أنه ل بأس به " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فإعلله بشيخه مالك بن أب مري ‪ -‬كما فعلنا ‪ -‬أول ‪ ,‬لنه ل يوثقه غي‬
‫ابن حبان كما ذكرنا ‪.‬‬
‫هذا و ف الديث زيادة عن ابن ماجه و البيهقي و ابن عساكر بلفظ ‪:‬‬
‫" يعزف على رؤوسهم بالعازف و الغنيات ‪ ,‬يسف ال بم الرض ‪ ,‬و يعل منهم‬
‫القردة و النازير " ‪.‬‬
‫و الديث صحيح بكامله ‪ ,‬أما أصله فقد تقدمت له شواهد ‪.‬‬
‫و أما الزيادة فقد جاءت من طريق أخرى عن عبد الرحن بن غنم نوه ‪ ,‬و لفظه يأت‬
‫بعده ‪ ,‬و قال البيهقي عقبه ‪:‬‬
‫" و لذا شواهد من حديث علي ‪ ,‬و عمران بن حصي ‪ ,‬و عبد ال بن بسر ‪ ,‬و‬
‫سهل بن‬
‫سعد ‪ ,‬و أنس بن مالك ‪ ,‬و عائشة ‪ ,‬رضي ال عنهم عن النب صلى ال عليه وسلم "‬
‫‪.‬‬
‫" ليكونن من أمت أقوام يستحلون الر و الرير و المر و العازف ‪ ,‬و لينلن‬ ‫‪91‬‬
‫أقوام إل جنب علم ‪ ,‬يروح عليهم بسارحة لم ‪ ,‬يأتيهم لاجة ‪ ,‬فيقولون ‪ :‬ارجع‬
‫إلينا غدا ‪ ,‬فيبيتهم ال ‪ ,‬و يضع العلم ‪ ,‬و يسخ آخرين قردة و خنازير إل يوم‬
‫القيامة " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ف " صحيحه " تعليقا فقال ( ‪: ) 30 / 4‬‬

‫" باب ما جاء فيمن يستحل المر و يسميه بغي اسه ‪ .‬و قال هشام بن عمار ‪:‬‬
‫حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس‬
‫الكلب حدثن عبد الرحن بن غنم الشعري قال ‪ :‬حدثن أبو عامر أو أبو مالك‬
‫الشعري ‪ -‬و ال ما كذبن ‪ -‬سع النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و قد وصله الطبان ( ‪ ) 1 / 167 / 1‬و البيهقي ( ‪ ) 221 / 10‬و ابن عساكر‬
‫( ‪ ) 2 / 79 / 19‬و غيهم من طرق عن هشام بن عمار به ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عن عبد الرحن بن يزيد ‪ ,‬فقال أبو داود ( ‪: ) 4039‬‬
‫حدثنا عبد الوهاب بن ندة حدثنا بشر بن بكر عن عبد الرحن بن يزيد بن جابر به ‪.‬‬
‫و رواه ابن عساكر من طريق أخرى عن بشر به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح و متابعة قوية لشام بن عمار و صدقة بن خالد ‪ ,‬و ل‬
‫يقف‬
‫على ذلك ابن حزم ف " الحلى " ‪ ,‬و ل ف رسالته ف إباحة اللهي ‪ ,‬فأعل إسناد‬
‫البخاري بالنقطاع بينه و بي هشام ‪ ,‬و بغي ذلك من العلل الواهية ‪ ,‬الت بينها‬
‫العلماء من بعده و ردوا عليه تضعيفه للحديث من أجلها ‪ ,‬مثل الحقق ابن القيم ف‬
‫" تذيب السنن " ( ‪ ) 272 - 270 / 5‬و الافظ ابن حجر ف " الفتح " و غيها‬
‫‪,‬‬
‫و قد فصلت القول ف ذلك ف جزء عندي ف الرد على رسالة ابن حزم الشار إليها ‪,‬‬
‫يسر ال تبيضه و نشره ‪.‬‬
‫و ابن حزم رحه ال مع علمه و فضله و عقله ‪ ,‬فهو ليس طويل الباع ف الطلع‬
‫على الحاديث و طرقها و رواتا ‪ .‬و من الدلة على ذلك تضعيفه لذا الديث ‪.‬‬
‫و قوله ف المام الترمذي صاحب السنن ‪ " :‬مهول " و ذلك ما حل العلمة ممد‬
‫بن عبد الادي ‪ -‬تلميذ ابن تيمية ‪ -‬على أن يقول ف ترجته ف " متصر طبقات‬
‫علماء الديث " ( ص ‪: ) 401‬‬
‫" و هو كثي الوهم ف الكلم على تصحيح الديث و تضعيفه ‪ ,‬و على أحوال الرواة‬
‫"‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فينبغي أن ل يؤخذ كلمه على الحاديث إل بعد التثبيت من صحته و عدم‬
‫شذوذه ‪ ,‬شأنه ف ذلك شأنه ف الفقه الذي يتفرد به ‪ ,‬و علم الكلم الذي يالف‬
‫السلف فيه ‪ ,‬فقد قال ابن عبد الادي بعد أن وصفه " بقوة الذكاء و كثرة‬
‫الطلع " ‪:‬‬
‫" و لكن تبي ل منه أنه جهمي جلد ‪ ,‬ل يثبت معان أساء ال السن إل‬
‫القليل ‪ ,‬كالالق ‪ ,‬و الق ‪ ,‬و سائر الساء عنده ل يدل على معن أصل ‪,‬‬
‫كالرحيم و العليم و القدير ‪ ,‬و نوها ‪ ,‬بل العلم عنده هو القدرة ‪ ,‬و القدرة هي‬
‫العلم ‪ ,‬و ها عي الذات ‪ ,‬و ل يدل العلم على شيء زائد على الذات الجردة أصل‬
‫و هذا عي السفسطة و الكابرة ‪ .‬و قد كان ابن حزم قد اشتغل ف النطق و الفلسفة‬
‫‪ ,‬و أمعن ف ذلك ‪ ,‬فتقرر ف ذهنه لذا السبب معان باطلة " ‪.‬‬
‫غريب الديث ‪:‬‬

‫‪------------‬‬
‫( الر ) الفرج ‪ ,‬و الراد ‪ :‬الزنا ‪.‬‬
‫( العازف ) جع معزفة و هي آلت اللهي كما ف " الفتح " ‪.‬‬
‫( علم ) هو البل العال ‪.‬‬
‫( يروح عليهم ) بذف الفاعل و هو الراعي بقرينة القام ‪ ,‬إذ السارحة لبد لا‬
‫من حافظ ‪.‬‬
‫( بسارحة ) هي الاشية الت تسرح بالغداة إل رعيها ‪ ,‬و تروح أي ترجع بالعشي‬
‫إل مألفها ‪.‬‬
‫( يأتيهم لاجة ) بيانه ف رواية الساعيلي ف " مستخرجه على الصحيح " ‪:‬‬
‫" يأتيهم طالب حاجة " ‪.‬‬
‫( فيبيتهم ال ) أي يهلكهم ليل ‪.‬‬
‫( و يضع العلم ) أي يوقعه عليهم ‪.‬‬
‫فقه الحاديث ‪:‬‬

‫‪-------------‬‬
‫يستفاد من الحاديث التقدمة فوائد هامة نذكر بعضها ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬تري المر ‪ ,‬و هذا أمر ممع عليه بي السلمي و المد ل ‪ ,‬غي أن‬
‫طائفة منهم ‪ -‬و فيهم بعض التبوعي ‪ -‬خصوا التحري با كان من عصي العنب‬
‫خاصة‬
‫! و أما ما سوى ذلك من الشروبات السكرة ‪ ,‬مثل ( السكر ) و هو نقيع التمر إذا‬
‫غلى بغي طبخ ‪ ,‬و ( العة ) و هو نبيذ الشعي ‪ ,‬و ( السكركة ) و هو خر البشة‬
‫من الذرة ‪ ,‬فذلك كله حلل عندهم إل القدار الذي يسكر منه ‪ ,‬و أما القليل منه‬
‫فحلل ! بلف خر العنب فقليله ككثيه ف التحري ‪.‬‬
‫و هذا التفريق مع مصادمته للنصوص القاطعة ف تري كل مسكر ‪ ,‬كقول عمر رضي‬
‫ال‬
‫عنه ‪ " :‬نزل تري المر يوم نزل و هي من خسة أشياء من العنب و التمر و العسل‬
‫و النطة و الشعي ‪ .‬و المر ما خامر العقل " و كقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" كل مسكر خر ‪ ,‬و كل خر حرام " و قوله ‪ " :‬ما أسكر كثيه فقليله حرام " ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬هذا التفريق مع مصادمته لذه النصوص و غيها ‪ ,‬فهو مالف للقياس‬
‫الصحيح‬
‫و النظر الرجيح ‪ ,‬إن أي فرق بي تري القليل الذي ل يسكر من خر العنب السكر‬
‫كثيه ‪ ,‬و بي تليل القليل الذي ل يسكر من خر الذرة السكر ? ! و هل حرم‬
‫القليل إل لنه ذريعة إل الكثي السكر ‪ ,‬فكيف يلل هذا و يرم ذاك و العلة‬
‫واحدة ?! تال إن هذا من الغرائب الت ل تكاد تصدق نسبتها إل أحد من أهل‬
‫العلم لول صحة ذلك عنهم ‪ ,‬و أعجب منه الذي تبن القول به هو من الشهورين‬
‫بأنه‬
‫من أهل القياس و الرأي !!قال ابن القيم ف " تذيب السنن " ( ‪ ) 263 / 5‬بعد‬
‫أن ساق بعض النصوص الذكورة ‪:‬‬
‫" فهذه النصوص الصحيحة الصرية ف دخول هذه الشربة التخذة من غي العنب ف‬
‫اسم المر ف اللغة الت نزل با القرآن و خوطب با الصحابة مغنية عن التكلف ف‬
‫إثبات تسميتها خرا بالقياس ‪ ,‬مع كثرة الناع فيه ‪ .‬فإذ قد ثبت تسميتها خرا‬
‫نصا فتناول لفظ النصوص لا كتناوله لشراب العنب سواء تناول واحدا ‪ .‬فهذه‬
‫طريقة‬
‫منصوصة سهلة تريح من كلمة القياس ف السم ‪ ,‬و القياس ف الكم ‪ .‬ث إن مض‬
‫القياس اللي يقتضي التسوية بينها ‪ ,‬لن تري قليل شراب العنب ممع عليه ‪,‬‬
‫و إن ل يسكر ‪ ,‬و هذا لن النفوس ل تقتصر على الد الذي ل يسكر منه ‪ ,‬و قليله‬
‫يدعو إل كثيه ‪ .‬و هذا العن بعينه ف سائر الشربة السكرة ‪ ,‬فالتفريق بينها‬
‫ف ذلك تفريق بي التماثلت و هو باطل ‪ ,‬فلو ل يكن ف السألة إل القياس‬
‫لكان كافيا ف التحري ‪ ,‬فكيف و فيها ما ذكرناه من النصوص الت ل مطعن ف‬
‫سندها ‪ ,‬و ل اشتباه ف معناها ‪ ,‬بل هي صحيحة ‪ .‬و بال التوفيق " ‪.‬‬
‫و أيضا فإن إباحة القليل الذي ل يسكر من الكثي الذي يسكر غي عملي ‪ ,‬لنه ل‬
‫يكن معرفته إذ أن ذلك يتلف باختلف نسبة كمية الادة السكرة ( الكحول ) ف‬
‫الشراب ‪ ,‬فرب شراب قليل ‪ ,‬كمية الكحول فيه كثية و هو يسكر ‪ ,‬و رب شراب‬
‫أكثر‬
‫منه كمية ‪ ,‬الكحول فيه أقل ل يسكر و كما أن ذلك يتلف باختلف بنية الشاربي‬
‫و صحتهم ‪ ,‬كما هو ظاهر بي ‪ ,‬و حكمة الشريعة تناف القول بإباحة مثل هذا‬
‫الشراب‬
‫و هي الت تقول ‪ " :‬دع ما يريبك إل ما ل يريبك " ‪ " ,‬و من حام حول المى‬
‫يوشك‬
‫أن يقع فيه " ‪.‬‬
‫و اعلم أن ورود مثل هذه القوال الخالفة للسنة و القياس الصحيح معا ف بعض‬
‫الذاهب ما يوجب على السلم البصي ف دينه ‪ ,‬الرحيم بنفسه أن ل يسلم قيادة‬
‫عقله و تفكيه و عقيدته لغي معصوم ‪ ,‬مهما كان شأنه ف العلم و التقوى و الصلح‬
‫بل عليه أن يأخذ من حيث أخذوا من الكتاب و السنة إن كان أهل لذلك ‪ ,‬و إل‬
‫سأل‬
‫التأهلي لذلك ‪ ,‬و ال تعال يقول ‪ ( :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون )‬
‫‪.‬‬
‫و بالضافة إل ذلك فإنا نعتقد أن من قال بذا القول من العلماء الشار إليهم‬
‫فهو مأجور على خطئه ‪ ,‬للحديث العروف ‪ ,‬لنم قصدوا الق فأخطؤوه ‪ ,‬و أما من‬
‫وقف من أتباعهم على هذه الحاديث الت ذكرنا ‪ ,‬ث أصر على تقليدهم على‬
‫خطأهم ‪,‬‬
‫و أعرض عن اتباع الحاديث الذكورة فهو ‪ -‬و ل شك ‪ -‬على ضلل مبي ‪ ,‬و هو‬
‫داخل‬
‫ف وعيد هذه الحاديث الت خرجناها و ل يفيده شيئا تسميته لا يشرب بغي اسه‬
‫مثل الطلء ‪ ,‬و النبيذ ‪ ,‬أو ( الويسكى ) أو ( الكونياك ) و غي ذلك من الساء‬
‫الت أشار إليها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف هذه الحاديث الكرية ‪.‬‬
‫و صدق ال العظيم إذ يقول ‪ ( :‬إن هي إل أساء سيتموها أنتم و آبائكم ما أنزل‬
‫ال با من سلطان ) ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تري آلت العزف و الطرب ‪ ,‬و دللة الديث على ذلك من وجوه ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬قوله ‪ " :‬يستحلون " فإنه صريح بأن الذكورات و منها العازف هي ف الشرع‬
‫مرمة ‪ ,‬فيستحلها أولئك القوم ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬قرن ( العازف ) مع القطوع حرمته ‪ :‬الزنا و المر ‪ ,‬و لو ل تكن مرمة ما‬
‫قرنا معها إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و قد جاءت أحاديث كثية بعضها صحيح ف تري أنواع من آلت العزف الت‬
‫كانت‬
‫معروفة يومئذ ‪ ,‬كالطبل و القني و هو العود و غيها ‪ ,‬و ل يأت ما يالف ذلك‬
‫أو يصه ‪ ,‬اللهم إل الدف ف النكاح و العيد ‪ ,‬فإنه مباح على تفصيل مذكور ف‬
‫الفقه ‪ ,‬و قد ذكرته ف ردي على ابن حزم ‪ .‬و لذلك اتفقت الذاهب الربعة على‬
‫تري آلت الطرب كلها ‪ ,‬و استثن بعضهم ‪ -‬بالضافة إل ما ذكرنا ‪ -‬الطبل ف‬
‫الرب ‪ ,‬و ألق به بعض العاصرين الوسيقى العسكرية ‪ ,‬و ل وجه لذلك ألبتة‬
‫لمور ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنه تصيص لحاديث التحري ‪ ,‬بدون مصص ‪ ,‬سوى مرد الرأي و‬
‫الستحسان ‪,‬‬
‫و هو باطل ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن الفروض ف السلمي ف حالة الرب أن يقبلوا بقلوبم على ربم ‪,‬‬
‫و أن يطلبوا منه نصرهم على عدوهم ‪ ,‬فذلك أدعى لطمأنينة نفوسهم ‪ ,‬و أربط‬
‫لقلوبم‬
‫فاستعمال الوسيقى ما يفسد ذلك عليهم ‪ ,‬و يصرفهم عن ذكر ربم ‪ ,‬قال تعال ‪:‬‬
‫( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا ‪ ,‬و اذكروا ال كثيا لعلكم‬
‫تفلحون ) ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن استعمالا من عادة الكفار ( الذين ل يؤمنون بال و ل باليوم‬

‫الخر ‪ ,‬و ل يرمون ما حرم ال و رسوله ‪ ,‬و ل يدينون دين الق ) فل يوز‬
‫لنا أن نتشبه بم ‪ ,‬ل سيما فيما حرمه ال تبارك و تعال علينا تريا عاما‬
‫كالوسيقى ‪.‬‬
‫و ل تغتر أيها القارئ الكري با قد تسمع عن بعض الشهورين اليوم من التفقهة‬
‫من القول بإباحة آلت الطرب و الوسيقى ‪ ,‬فإنم ‪ -‬و ال ‪ -‬عن تقليد يفتون ‪,‬‬
‫و لوى الناس اليوم ينصرون ‪ ,‬و من يقلدون ? إنا يقلدون ابن حزم الذي أخطأ‬
‫فأباح آلت الطرب و اللهي ‪ ,‬لن حديث أب مالك الشعري ل يصح عنده ‪ ,‬و قد‬
‫عرفت أنه صحيح قطعا ‪ ,‬و أن ابن حزم أت من قصر باعه ف علم الديث كما سبق‬
‫بيانه ‪ ,‬و ليت شعري ما الذي حلهم على تقليده هنا دون الئمة الربعة ‪ ,‬مع أنم‬
‫أفقه منه و أعلم و أكثر عددا و أقوى حجة ? ! لو كان الامل لم على ذلك إنا هو‬
‫التحقيق العلمي فليس لحد عليهم من سبيل ‪ ,‬و معن التحقيق العلمي كما ل يفى‬
‫أن يتتبعوا الحاديث كلها الواردة ف هذا الباب و يدرسوا طرقها و رجالا ‪ ,‬ث‬
‫يكموا عليها با تستحق من صحة أو ضعف ‪ ,‬ث إذا صح عندهم شيء منها درسوها‬
‫من‬
‫ناحية دللتها و فقهها و عامها و خاصها ‪ ,‬و ذلك كله حسبما تقتضيه قواعد علم‬
‫أصول الديث و أصول الفقه ‪ ,‬لو فعلوا ذلك ل يستطع أحد انتقادهم و لكانوا‬
‫مأجورين ‪ ,‬و لكنهم ‪ -‬و ال ‪ -‬ل يصنعون شيئا من ذلك ‪ ,‬و لكنهم إذا عرضت لم‬
‫مسألة نظروا ف أقوال العلماء فيها ‪ ,‬ث أخذوا ما هو اليسر أو القرب إل‬
‫تقيق الصلحة زعموا ‪ .‬دون أن ينظروا موافقة ذلك للدليل من الكتاب و السنة ‪,‬‬
‫و كم شرعوا للناس ‪ -‬بذه الطريقة ‪ -‬أمورا باسم الشريعة السلمية ‪ ,‬يبأ‬
‫السلم منها ‪ .‬فإل ال الشتكى ‪.‬‬
‫فاحرص أيها السلم على أن تعرف إسلمك من كتاب ربك ‪ ,‬و سنة نبيك ‪ ,‬و ل‬
‫تقل ‪:‬‬
‫قال فلن ‪ ,‬فإن الق ل يعرف بالرجال ‪ ,‬بل اعرف الق تعرف الرجال ‪ ,‬و رحة ال‬
‫على من قال ‪:‬‬
‫قال الصحابة ليس بالتمويه‬ ‫العلم قال ال قال رسوله‬
‫بي الرسول و بي رأي فقيه‬ ‫ما العلم نصبك للخلف سفاهة‬
‫كل و ل جحد الصفات و نفيها حذرا من التمثيل و التشبيه‬
‫ثالثا ‪ :‬أن ال عز و جل قد يعاقب بعض الفساق عقوبة دنيوية مادية ‪ ,‬فيمسخهم‬

‫فيقلب صورهم ‪ ,‬و بالتال عقولم إل بيمة ‪..‬‬
‫قال الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 49 / 10‬ف صدد كلمه على السخ الذكور ف‬
‫الديث ‪:‬‬
‫" قال ابن العرب ‪ :‬يتمل القيقة كما وقع للمم السالفة ‪ ,‬و يتمل أن يكون‬
‫كناية عن تبدل أخلقهم ‪ .‬قلت ‪ :‬و الول أليق بالسياق " ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬و ل مانع من المع بي القولي كما ذكرنا بل هو التبادر من الديثي ‪.‬‬
‫و قد ذهب بعض الفسرين ف العصر الاضر إل أن مسخ بعض اليهود قردة و‬

‫خنازير ل‬
‫يكن مسخا حقيقيا بدنيا ‪ ,‬و إنا كان مسخا خلقيا ! و هذا خلف ظاهر اليات‬
‫و الحاديث الواردة فيهم ‪ ,‬فل تلتفت إل قولم فإنم ل حجة لم فيه إل‬
‫الستبعاد العقلي ‪ ,‬الشعر بضعف اليان بالغيب ‪ .‬نسأل ال السلمة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬ث قال الافظ ‪:‬‬

‫" و ف هذا الديث وعيد شديد على من يتحيل ف تليل ما يرم بتغيي اسه ‪ ,‬و أن‬
‫الكم يدور مع العلة ‪ ,‬و العلة ف تري المر السكار ‪ ,‬فمهما وجد السكار ‪,‬‬
‫وجد التحري ‪ ,‬و لو ل يستمر السم ‪ ,‬قال ابن العرب ‪ :‬هو أصل ف أن الحكام‬
‫إنا تتعلق بعان الساء ل بألقابا ‪ ,‬ردا على من حله على اللفظ " !‬
‫" ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا ل منها شعلة ‪ .‬يعن الشمس "‬ ‫‪92‬‬
‫‪.‬‬
‫رواه أبو جعفر البختري ف " حديث أب الفضل أحد بن ملعب " ( ‪) 2 - 1 / 47‬‬
‫و ابن عساكر ( ‪ ) 201 / 44 / 19 , 1 / 363 / 11‬من طريق أب يعلى و غيه‬
‫كلها عن يونس بن بكي أنبأنا طلحة بن يي عن موسى بن طلحة حدثن‬
‫‪ #‬عقيل بن أب طالب ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" جاءت قريش إل أب طالب فقالوا ‪ :‬أرأيت أحد ? يؤذينا ف نادينا ‪ ,‬و ف‬
‫مسجدنا ‪ ,‬فانه عن أذانا ‪ ,‬فقال ‪ :‬يا عقيل ‪ ,‬ائتن بحمد ‪ ,‬فذهبت فأتيته به ‪,‬‬
‫فقال ‪ :‬يا ابن أخي إن بن عمك زعموا أنك تؤذيهم ف ناديهم ‪ ,‬و ف مسجدهم ‪,‬‬
‫فانته عن ذلك ‪ ,‬قال ‪ :‬فلحظ رسول ال صلى ال عليه وسلم ببصره ( و ف رواية ‪:‬‬
‫فحلق رسول ال صلى ال عليه وسلم ببصره ) إل السماء فقال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فقال أبو طالب ‪ :‬ما كذب ابن أخي ‪ .‬فارجعوا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن رجاله كلهم رجال مسلم و ف يونس به بكي و طلحة ابن‬
‫يي‬
‫كلم ل يضر ‪.‬‬
‫و أما حديث ‪ " :‬يا عم و ال لو وضعوا الشمس ف يين ‪ ,‬و القمر ف يساري على‬
‫أن أترك هذا المر حت يظهره أو أهلك فيه ما تركته " ‪.‬‬
‫فليس له إسناد ثابت و لذلك أوردته ف " الحاديث الضعيفة " ( ‪. ) 913‬‬
‫" تكون إبل للشياطي و بيوت للشياطي ‪ ,‬فأما إبل الشياطي ‪ ,‬فقد رأيتها يرج‬ ‫‪93‬‬
‫أحدكم بنيبات معه قد أسنها فل يعلو بعيا منها و ير بأخيه قد انقطع به فل‬
‫يمله ‪ .‬و أما بيوت الشياطي فلم أرها " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ف " الهاد " رقم ( ‪ ) 2568‬من طريق ابن أب فديك ‪:‬‬
‫حدثن عبد ال بن أب يي عن سعيد بن أب هند قال ‪ :‬قال ‪ #‬أبو هريرة ‪#‬‬
‫‪ ..‬فذكره مرفوعا به و زاد ‪.‬‬
‫" و كان سعيد يقول ‪ " :‬ل أراها إل هذه القفاص الت تستر الناس بالديباج " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬غي عبد ال ابن أب‬
‫يي و هو عبد ال بن ممد بن أب يي السلمي اللقب بـ " سحبل " و هو ثقة ‪,‬‬
‫و ابن أب فديك هو ممد بن إساعيل ‪ ,‬و فيه كلم يسي ‪.‬‬
‫و الظاهر أنه عليه الصلة و السلم عن بـ " بيوت الشياطي " هذه السيارات‬
‫الفخمة الت يركبها بعض الناس مفاخرة و مباهاة ‪ ,‬و إذا مروا ببعض الحتاجي إل‬
‫الركوب ل يركبوهم ‪ ,‬و يرون أن إركابم يتناف مع كبيائهم و غطرستهم ?‬
‫فالديث من أعلم نبوته صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫" من حلف بالمانة فليس منا " ‪.‬‬ ‫‪94‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ : ) 3253‬حدثنا أحد بن يونس حدثنا زهي حدثنا الوليد بن ثعلبة‬
‫الطائي عن ‪ #‬ابن بريدة عن أبيه ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ .‬و ابن بريدة اثنان ‪ :‬عبد ال‬
‫و سليمان ‪ ,‬و الول أوثق و قد احتج به الشيخان ‪.‬‬
‫و زهي هو ابن معاوية أبو خيثمة الكوف و هو ثقة احتج به الشيخان أيضا ‪.‬‬
‫و مثله أحد بن يونس و اسم أبيه عبد ال بن يونس ‪.‬‬
‫و الوليد بن ثعلبة وثقه ابن معي و ابن حبان ‪ ,‬و قد أخرج حديثه هذا ف‬
‫" صحيحه " ( ‪. ) 1318‬‬
‫قال الطاب ف " معال السنن " ( ‪ ) 358 / 4‬تعليقا على الديث ‪:‬‬
‫" هذا يشبه أن تكون الكراهة فيها من أجل أنه إنا أمر أن يلف بال و صفاته ‪,‬‬
‫و ليست المانة من صفاته ‪ ,‬و إنا هي أمر من أمره ‪ ,‬و فرض من فروضه ‪ ,‬فنهوا‬
‫عنه‬
‫لا ف ذلك من التسوية بينها و بي أساء ال عز و جل و صفاته " ‪.‬‬
‫" انظر إليها ‪ ,‬فإن ف أعي النصار شيئا ‪ .‬يعن الصغر " ‪.‬‬ ‫‪95‬‬
‫أخرجه مسلم ف " صحيحه " ( ‪ ) 142 / 4‬و سعيد بن منصور ف " سننه " ( ‪523‬‬
‫)‬
‫و كذا النسائي ( ‪ ) 73 / 2‬و الطحاوي ف " شرح العان " ( ‪ ) 8 / 2‬و الدارقطن‬
‫( ‪ ) 396‬و البيهقي ( ‪ ) 84 / 7‬عن أب حازم عن ‪ #‬أب هريرة ‪: #‬‬
‫" أن رجل أراد أن يتزوج امرأة من نساء النصار ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فذكره ‪ .‬و السياق للطحاوي ‪ ,‬و لفظ مسلم و البيهقي ‪:‬‬
‫" كنت عند النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فأتاه رجل ‪ ,‬فأخبه أنه تزوج امرأة من‬
‫النصار ‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنظرت إليها ? قال ‪ :‬ل ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬فانظر ‪ "...‬الديث ‪.‬‬
‫و قد جاء تعليل هذا المر ف حديث صحيح و هو ‪:‬‬

‫" انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " ‪.‬‬
‫" انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " ‪.‬‬ ‫‪96‬‬
‫أخرجه سعيد بن منصور ف " سننه " ( ‪ ) 518 - 515‬و كذا النسائي ( ‪) 73 / 2‬‬
‫و الترمذي ( ‪ ) 202 / 1‬و الدارمي ( ‪ ) 134 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 1866‬و‬
‫الطحاوي‬
‫( ‪ ) 8 / 2‬و ابن الارود ف " النتقى " ( ص ‪ ) 313‬و الدارقطن ( ص ‪) 395‬‬
‫و البيهقي ( ‪ ) 84 / 7‬و أحد ( ‪ ) 246 / 245 - 144 / 4‬و ابن عساكر ( ‪17‬‬
‫‪44 /‬‬
‫‪ ) 2 /‬عن بكر بن عبد ال الزن عن ‪ #‬الغية بن شعبة ‪. #‬‬
‫أنه خطب امرأة فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و زاد أحد و البيهقي ‪ " .‬فأتيتها و عندها أبواها و هي ف خدرها ‪ ,‬قال ‪ :‬فقلت ‪:‬‬
‫إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرن أن أنظر إليها ‪ ,‬قال ‪ :‬فسكتا ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فرفعت الارية جانب الدر فقالت ‪ :‬أحرج عليك إن كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أمرك أن تنظر ‪ ,‬لا نظرت ‪ ,‬و إن كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل‬
‫يأمرك أن تنظر ‪ ,‬فل تنظر ‪ .‬قال ‪ :‬فنظرت إليها ‪ ,‬ث تزوجتها ‪ ,‬فما وقعت عندي‬
‫امرأة بنلتها ‪ ,‬و لقد تزوجت سبعي ‪ ,‬أو بضعا و سبعي امرأة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله كلهم ثقات إل أن يي بن معي قال ‪ " :‬ل يسمع بكر من الغية "‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن قال الافظ ف " التلخيص ( ص ‪ ) 291‬بعد أن عزاه إل ابن حبان و‬
‫بعض‬
‫من ذكرنا ‪ " :‬و ذكره الدارقطن ف " العلل " و ذكر اللف فيه ‪ ,‬و أثبت ساع‬
‫بكر بن عبد ال الزن من الغية " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و لعله لذلك قال البوصيي ف " الزوائد " ( ص ‪: ) 118‬‬
‫" إسناد صحيح رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و على فرض أنه ل يسمع منه ‪ ,‬فلعل الواسطة بينهما أنس بن مالك رضي ال‬
‫عنه ‪ ,‬فقد سع منه بكر الزن و أكثر عنه ‪ ,‬و هو قد رواه عن الغية رضي ال‬
‫عنهما ‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق ف " المال " ( ‪ ) 2 - 1 / 46 / 2‬و ابن ماجه ( ‪) 1865‬‬
‫و أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪ ) 1 / 170‬و ابن حبان ( ‪ ) 1236‬و ابن الارود‬
‫و الدارقطن و الاكم ( ‪ ) 165 / 2‬و الضياء ف " الختارة " ( ق ‪) 2 / 88‬‬
‫و البيهقي كلهم من طريق عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ثابت عن أنس قال ‪:‬‬
‫" أراد الغية أن يتزوج ‪ ,‬فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ " ...‬فذكره‬
‫و زاد قال ‪ :‬ففعل ذلك ‪ ,‬فتزوجها ‪ ,‬فذكر من موافقتها " ‪.‬‬

‫" صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و قال البوصيي ف " الزوائد "‬
‫( ‪. ) 1 / 118‬‬
‫" هذا إسناد صحيح و رجاله ثقات و رواه ابن حبان ف " صحيحه " و عبد بن حيد‬
‫ف‬
‫" مسنده " عن عبد الرزاق به " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن أعله الدارقطن بقوله ‪ " :‬الصواب عن ثابت عن بكر الزن " ‪.‬‬
‫ث ساق من طريق ابن ملد الرجان أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ثابت عن‬
‫بكر الزن أن الغية بن شعبة قال ‪ " :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم نوه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كذا رواه ابن ماجه ‪ :‬حدثنا السن بن أب الربيع أنبأنا عبد الرزاق به ‪.‬‬
‫و لكن الرواة الذين رووه عن عبد الرزاق بإسناده عن ثابت عن أنس ‪ ,‬أكثر ‪ ,‬فهو‬
‫أرجح ‪ ,‬إل أن يكون الطأ من عبد الرزاق أو شيخه معمر ‪ ,‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫( يؤدم ) أي تدوم الودة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و يوز النظر إليها و لو ل تعلم أو تشعر به ‪ ,‬لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬إذا خطب أحدكم امرأة فل جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنا ينظر‬
‫إليها لطبته ‪ ,‬و إن كانت ل تعلم " ‪.‬‬
‫" إذا خطب أحدكم امرأة فل جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنا ينظر إليها‬ ‫‪97‬‬
‫لطبته ‪ ,‬و إن كانت ل تعلم " ‪.‬‬
‫أخرجه الطحاوي و أحد ( ‪ ) 424 / 5‬عن زهي بن معاوية قال ‪ :‬حدثنا عبد ال‬
‫ابن عيسى عن موسى بن عبد ال بن يزيد عن ‪ #‬أب حيد ‪ - #‬و كان قد رأى النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ‪.‬‬
‫و قد رواه الطبان أيضا ف " الوسط " و " الكبي " كما ف " الجمع "‬
‫( ‪ ) 276 / 4‬و قال ‪ " :‬و رجال أحد رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و سكت عليه الافظ ف " التلخيص " ‪.‬‬
‫و قد عمل بذا الديث بعض الصحابة و هو ممد بن مسلمة النصاري ‪ ,‬فقال سهل‬
‫ابن أب حثمة ‪:‬‬
‫" رأيت ممد بن مسلمة يطارد بثينة بنت الضحاك فوق إجار لا ببصره طردا شديدا‬
‫‪,‬‬
‫فقلت ‪ :‬أتفعل هذا و أنت من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ? ! فقال ‪:‬‬
‫إن‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" إذا ألقي ف قلب امرىء خطبة امرأة فل بأس أن ينظر إليها " ‪.‬‬
‫" إذا ألقي ف قلب امرئ خطبة امرأة فل بأس أن ينظر إليها " ‪.‬‬ ‫‪98‬‬
‫رواه سعيد بن منصور ف " سننه " ( ‪ ) 519‬و كذا ابن ماجه ( ‪ ) 1864‬و‬
‫( ‪ ) 8 / 2‬و البيهقي و الطيالسي ( ‪ ) 1186‬و أحد ( ‪ ) 225 / 4‬عن حجاج ابن‬
‫أرطاة‬
‫عن ممد بن سليمان بن أب حثمة عن عمه ‪ #‬سليمان ابن أب حثمة ‪. #‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد ضعيف من أجل الجاج فإنه مدلس و قد عنعنه ‪.‬‬
‫و قال البيهقي ‪:‬‬

‫" إسناده متلف ‪ ,‬و مداره على الجاج بن أرطاة ‪ ,‬و فيما مضى كفاية " ‪.‬‬
‫و تعقبه الافظ البوصيي فقال ف " الزوائد " ( ‪: ) 2 / 117‬‬

‫" قلت ‪ :‬ل ينفرد به الجاج بن أرطاة ‪ ,‬فقد رواه ابن حبان ف " صحيحه "‬
‫عن أب يعلى عن أب خيثمة عن أب حازم ‪ ,‬عن سهل بن أب حثمة عن عمه سليمان‬
‫ابن أب حثمة قال ‪ :‬رأيت ممد بن سلمة فذكره " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كذا وجدته بطي نقل عن " الزوائد " ‪ ,‬فلعله سقط من أو من ناسخ الصل‬
‫شيء من سنده ‪ -‬و ذاك ما استبعده ‪ -‬فإنه منقطع بي أب خيثمة و أب حازم ‪ ,‬فإن‬
‫أبا خيثمة و اسه زهي بن حرب توف سنة ( ‪ , ) 274‬و أما أبو حازم فهو إما سلمان‬
‫الشجعي و إما سلمة بن دينار العرج و هو الرجح و كلها تابعي ‪ ,‬و الثان‬
‫متأخر الوفاة ‪ ,‬مات سنة ( ‪. ) 140‬‬
‫ث رأيت الديث ف " زوائد ابن حبان " ( ‪ ) 1225‬مثلما نقلته عن البوصيي ‪:‬‬
‫إل أنه وقع فيه " أبو خازم " بالاء العجمة ‪ -‬عن " سهل بن ممد ابن أب‬
‫حثمة " مكان " سهيل بن أب حثمة " و سهل بن ممد بن أب حثمة ل أجد له ترجة‬
‫و لعله ف " ثقات ابن حبان " فلياجع ‪.‬‬
‫لكن للحديث طريقان آخران ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن إبراهيم بن صرمة عن يي بن سعيد النصاري عن ممد بن سليمان بن‬

‫أب حثمة به ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 434 / 3‬و قال ‪:‬‬

‫" حديث غريب ‪ ,‬و إبراهيم بن صرمة ليس من شرط هذا الكتاب " ‪.‬‬
‫قال الذهب ف " تلخيصه " ‪:‬‬

‫" قلت ‪ :‬ضعفه الدارقطن ‪ ,‬و قال أبو حات ‪ :‬شيخ " ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عن رجل من أهل البصرة عن ممد بن سلمة مرفوعا به ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 226 / 4‬حدثنا وكيع عن ثور عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي الرجل الذي ل يسم ‪.‬‬

‫و بالملة فالديث قوي بذه الطرق ‪ ,‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و قد ورد عن جابر مثل ما ذكرنا عن بن مسلمة كما يأت ‪.‬‬
‫و ما ترجنا به للحديث قال به أكثر العلماء ‪ ,‬ففي " فتح الباري " ( ‪: ) 157 / 9‬‬
‫" و قال المهور ‪ :‬يوز أن ينظر إليها إذا أراد ذلك بغي إذنا ‪ ,‬و عن مالك‬
‫رواية ‪ :‬يشترط إذنا ‪ ,‬و نقل الطحاوي عن قوم أنه ل يوز النظر إل الخطوبة‬
‫قبل العقد بال ‪ ,‬لنا حينئذ أجنبية ‪ ,‬و رد عليهم بالحاديث الذكورة " ‪.‬‬
‫فائدة ‪:‬‬
‫‪------‬‬
‫روى عبد الرزاق ف " المال " ( ‪ ) 1 / 46 / 2‬بسند صحيح عن ابن طاووس قال‬
‫‪:‬‬
‫أردت أن أتزوج امرأة ‪ ,‬فقال ل أب ‪ :‬اذهب فانظر إليها ‪ ,‬فذهبت فغسلت رأسي‬
‫و ترجلت و لبست من صال ثياب ‪ ,‬فلما رآن ف تلك اليئة قال ‪ :‬ل تذهب !‬
‫قلت ‪ :‬و يوز له أن ينظر منها إل أكثر من الوجه و الكفي لطلق الحاديث‬
‫التقدمة و لقوله صلي ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إذا خطب أحدكم الرأة ‪ ,‬فإن استطاع أن ينظر إل ما يدعوه إل نكاحها فليفعل "‬
‫‪.‬‬
‫" إذا خطب أحدكم الرأة ‪ ,‬فإن استطاع أن ينظر إل ما يدعوه إل نكاحها فليفعل "‬ ‫‪99‬‬
‫‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 2082‬و الطحاوي و الاكم و البيهقي و أحد ( ‪, 334 / 3‬‬
‫‪ , ) 360‬عن ممد بن إسحاق عن داود بن حصي عن واقد بن عبد الرحن بن سعد‬
‫بن‬
‫معاذ عن جابر بن عبد ال قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫" فخطبت جارية فكنت أتبأ لا حت رأيت منها ما دعان إل نكاحها و تزوجها " ‪.‬‬
‫و السياق لب داود ‪ ,‬و قال الاكم ‪:‬‬

‫" هذا حديث صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ابن إسحاق إنا أخرج له مسلم متابعة ‪ ,‬ث هو مدلس و قد عنعنه ‪ ,‬لكن قد‬
‫صرح بالتحديث ف إحدى روايت أحد ‪ ,‬فإسناده حسن ‪ ,‬و كذا قال الافظ ف‬
‫" الفتح " ( ‪ , ) 156 / 9‬و قال ف " التلخيص " ‪:‬‬
‫" و أعله ابن القطان بواقد بن عبد الرحن ‪ ,‬و قال ‪ :‬العروف واقد بن عمرو " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬رواية الاكم فيها عن واقد بن عمرو و كذا هو عند الشافعي و عبد الرزاق "‬
‫‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬و كذلك هو عند جيع من ذكرنا غي أب داود و أحد ف روايته الخرى‬
‫فقال ‪ " :‬واقد بن عبد الرحن " ‪ ,‬و قد تفرد به عبد الواحد بن زياد خلفا لن‬
‫قال ‪ " :‬واقد بن عمرو " و هم أكثر ‪ ,‬و روايتهم أول ‪ ,‬و واقد بن عمرو ثقة من‬
‫رجال مسلم ‪ ,‬أما واقد بن عبد الرحن فمجهول ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫و الديث ظاهر الدللة لا ترجنا له ‪ ,‬و أيده عمل راويه به ‪ ,‬و هو الصحاب‬
‫الليل جابر بن عبد ال رضي ال عنه ‪ ,‬و قد صنع مثله ممد بن مسلمة كما‬
‫ذكرناه ف الديث الذي قبله ‪ ,‬و كفى بما حجة ‪ ,‬و ل يضرنا بعد ذلك ‪ ,‬مذهب‬
‫من‬
‫قيد الديث بالنظر إل الوجه و الكفي فقط ‪ ,‬لنه تقييد للحديث بدون نص مقيد ‪,‬‬
‫و تعطيل لفهم الصحابة بدون حجة ‪ ,‬لسيما و قد تأيد بفعل الليفة الراشد عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه ‪ ,‬فقال الافظ ف " التلخيص " ( ص ‪: ) 292 - 291‬‬
‫( فائدة ) ‪:‬‬
‫‪----------‬‬
‫روى عبد الرزاق و سعيد بن منصور ف " سننه " ( ‪ ) 521 - 520‬و ابن أب عمر‬
‫و سفيان عن عمرو بن دينار عن ممد بن على بن النفية ‪:‬‬
‫أن عمر خطب إل علي ابنته أم كلثوم ‪ ,‬فذكر له صغرها ‪ ( ,‬فقيل له ‪ :‬إن ردك ‪,‬‬
‫فعاوده ) ‪ ,‬فقال ( له علي ) ‪ :‬أبعث با إليك ‪ ,‬فإن رضيت فهي امرأتك ‪ ,‬فأرسل با‬
‫إليه ‪ ,‬فكشف عن ساقيها ‪ ,‬فقالت ‪ :‬لول أنك أمي الؤمني لصككت عينك ‪ .‬و هذا‬
‫يشكل على من قال ‪ :‬إنه ل ينظر غي الوجه و الكفي " ‪.‬‬
‫و هذا القول الذي أشار الافظ إل استشكاله هو مذهب النفية و الشافعية ‪.‬‬
‫قال ابن القيم ف " تذيب السنن " ( ‪: ) 26 - 25 / 3‬‬
‫" و قال داود ‪ :‬ينظر إل سائر جسدها ‪ .‬و عن أحد ثلث روايات ‪:‬‬
‫إحداهن ‪ :‬ينظر إل وجهها و يديها ‪.‬‬
‫و الثانية ‪ :‬ينظر ما يظهر غالبا كالرقبة و الساقي و نوها ‪.‬‬
‫و الثالثة ‪ :‬ينظر إليها كلها عورة و غيها ‪ ,‬فإنه نص على أنه يوز أن ينظر‬
‫إليها متجردة ! "‬
‫قلت ‪ :‬و الرواية الثانية هي القرب إل ظاهر الديث ‪ ,‬و تطبيق الصحابة له‬
‫و قال ابن قدامة ف " الغن " ( ‪: ) 454 / 7‬‬

‫" و وجه جواز النظر ( إل ) ما يظهر غالبا أن النب صلى ال عليه وسلم لا أذن‬
‫ف النظر إليها من غي علمها ‪ ,‬علم أنه أذن ف النظر إل جيع ما يظهر عادة ‪,‬‬
‫إذ ل يكن إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غيه له ف الظهور ‪ ,‬و لنه يظهر‬
‫غالبا فأبيح النظر إليه كالوجه ‪ ,‬و لنا امرأة أبيح له النظر إليها بأمر‬
‫الشارع ‪ ,‬فأبيح النظر منها إل ذلك كذوات الحارم " ‪.‬‬
‫ث وقفت على كتاب " ردود على أباطيل " لفضيلة الشيخ ممد الامد ‪ ,‬فإذا به‬
‫يقول‬
‫( ص ‪: ) 43‬‬
‫" فالقول بواز النظر إل غي الوجه و الكفي من الخطوبة باطل ل يقبل " ‪.‬‬
‫و هذه جرأة بالغة من مثله ما كنت أترقب صدورها منه ‪ ,‬إذ أن السألة خلفية كما‬
‫سبق بيانه ‪ ,‬و ل يوز الزم ببطلن القول الخالف لذهبه إل بالجابة عن حجته‬
‫و دليله كهذه الحاديث ‪ ,‬و هو ل يصنع شيئا من ذلك ‪ ,‬بل إنه ل يشر إل‬
‫الحاديث أدن إشارة ‪ ,‬فأوهم القراء أن ل دليل لذا القول أصل ‪ ,‬و الواقع‬
‫خلفه كما ترى ‪ ,‬فإن هذه الحاديث بإطلقها تدل على خلف ما قال فضيلته ‪,‬‬
‫كيف‬
‫ل و هو مالف لصوص قوله صلى ال عليه وسلم ف الديث ( ‪ " : ) 99‬ما يدعوه‬
‫إل نكاحها " ‪ ,‬فإن كل ذي فقه يعلم أنه ليس الراد منه الوجه و الكفان فقط ‪,‬‬
‫و مثله ف الدللة قوله صلى ال عليه وسلم ف الديث ( ‪ " : ) 97‬و إن كانت ل‬
‫تعلم " ‪.‬‬
‫و تأيد ذلك بعمل الصحابة رضي ال عنهم ‪ ,‬عمله مع سنته صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫و منهم ممد ابن مسلمة و جابر بن عبد ال ‪ ,‬فإن كل منهما تبأ لطيبته ليى‬
‫منها ما يدعوه إل نكاحها ‪ ,‬أفيظن بما عاقل أنما تبآ للنظر إل الوجه‬
‫و الكفي فقط ! و مثل عمر بن الطاب الذي كشف عن ساقي أم كلثوم بنت علي‬
‫رضي‬
‫ال عنهم ‪ .‬فهؤلء ثلثة من كبار الصحابة أحدهم الليفة الراشد أجازوا النظر‬
‫إل أكثر من الوجه و الكفي ‪ ,‬و ل مالف لم من الصحابة فيما أعلم ‪ ,‬فل أدري‬
‫كيف استجاز مالفتهم مع هذه الحاديث الصحيحة ?! و عهدى بأمثال الشيخ أن‬
‫يقيموا القيامة على من خالف أحدا من الصحابة اتباعا للسنة الصحيحة ‪ ,‬و لو كانت‬
‫الرواية عنه ل تثبت كما فعلوا ف عدد ركعات التراويح ! و من عجيب أمر الشيخ‬
‫عفا ال عنا و عنه أنه قال ف آخر البحث ‪ " :‬قال ال تعال ‪ :‬فإن تنازعتم ف‬
‫شيء فردوه إل ال و الرسول إن كنتم تؤمنون بال و اليوم الخر ذلك خي‬
‫و أحسن تأويل " ‪ ! .‬فندعو أنفسنا و إياه إل تقيق هذه الية و رد هذه السألة‬
‫إل السنة بعد ما تبينت ‪ .‬و ال الستعان و ل حول و ل قوة إل بال ‪.‬‬
‫هذا و مع صحة الحاديث ف هذه السألة ‪ ,‬و قول جاهي العلماء با ‪ -‬على خلف‬
‫السابق ‪ -‬فقد أعرض كثي من السلمي ف العصور التأخرة عن العمل با ‪ ,‬فإنم‬
‫ل يسمحون للخاطب بالنظر إل فتاتم ‪ -‬و لو ف حدود القول الضيق ‪.‬‬
‫تورعا منهم ‪ ,‬زعموا ‪ ,‬و من عجائب الورع البارد أن بعضهم يأذن لبنته بالروج‬
‫إل الشارع سافرة بغي حجاب شرعي ! ث يأب أن يراها الاطب ف دارها ‪ ,‬و بي‬
‫أهلها بثياب الشارع !‬
‫و ف مقابل هؤلء بعض الباء الستهترين الذين ل يغارون على بناتم ‪ .‬تقليدا‬
‫منهم لسيادهم الوربيي ‪ ,‬فيسمحون للمصور أن يصورهن و هن سافرات سفورا‬
‫غي‬
‫مشروع ‪ ,‬و الصور رجل أجنب عنهن ‪ ,‬و قد يكون كافرا ‪ ,‬ث يقدمن صورهن إل‬
‫بعض‬
‫الشبان ‪ ,‬بزعم أنم يريدون خطبتهن ‪ ,‬ث ينتهي المر على غي خطبة ‪ ,‬و تظل صور‬
‫بناتم معهم ‪ ,‬ليتغزلوا با ‪ ,‬و ليطفئوا حرارة الشباب بالنظر إليها ! ‪.‬‬
‫أل فتعسا للباء الذين ل يغارون ‪ .‬و إنا ل و إنا إليه راجعون ‪.‬‬
‫" يا أبا ذر أل أعلمك كلمات تدرك بن من سبقك و ل يلحقك من خلفك إل من‬ ‫‪100‬‬
‫أخذ‬
‫بثل عملك ? تكب ال دبر كل صلة ثلثا و ثلثي ‪ ,‬و تمده ثلثا و ثلثي‬
‫و تسبحه ثلثا و ثلثي و تتمها بـ ( ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ,‬له‬
‫اللك و له المد و هو على كل شيء قدير ) " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ : ) 1504‬حدثنا عبد الرحن بن إبراهيم ‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم‬
‫حدثنا الوزاعي ‪ ,‬حدثن حسان بن عطية قال ‪ :‬حدثن ممد بن أب عائشة قال ‪:‬‬
‫حدثن ‪ #‬أبو هريرة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" قال أبو ذر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ,‬ذهب أهل الدثور بالجور ‪ ,‬يصلون كما نصلي ‪,‬‬
‫و يصومون كما نصوم ‪ ,‬و لم فضول أموال يتصدقون با ‪ ,‬و ليس لنا مال نتصدق‬
‫به ‪,‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪ ,‬و زاد ف آخره ‪:‬‬
‫" غفرت له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ‪ ,‬و لكن ف شك من‬
‫صحة هذه‬
‫الزيادة ف الديث بذا السناد ‪ ,‬فقد أخرجه أحد ( ‪ ) 238 / 2‬بذا السناد ‪:‬‬
‫حدثنا الوليد به ‪ ,‬دونا ‪ .‬و كذلك أخرجه الدارمي من طريق أخرى فقال ( ‪/ 1‬‬
‫‪) 312‬‬
‫‪ " :‬أخبنا الكم بن موسى ‪ ,‬حدثنا هقل عن الوزاعي به ‪ ,‬دونا " ‪.‬‬
‫و من الظاهر أنا غي منسجمة مع سياق الديث ‪ ,‬و قد جاءت هذه الزيادة ف‬

‫حديث‬
‫آخر لب هريرة ‪ ,‬فأخشى أن يكون اختلط على بعض الرواة أحد الديثي بالخر‬
‫فدمهما ف سياق واحد ! و لفظ الديث الشار إليه يأت ف أول الزء التال إن‬
‫شاء ال ‪.‬‬
‫و سبحانك اللهم و بمدك ‪ ,‬أشهد أن ل إله إل أنت ‪ ,‬أستغفرك و أتوب إليك ‪.‬‬
‫" من سبح ال ف دبر كل صلة ثلثا و ثلثي و حد ال ثلثا و ثلثي و كب‬ ‫‪101‬‬
‫ال ثلثا و ثلثي ‪ ,‬فتلك تسع و تسعون ‪ ,‬ث قال تام الائة ‪ :‬ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له ‪ ,‬له اللك و له المد و هو على كل شيء قدير ‪ ,‬غفرت له‬
‫خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 98 / 2‬و أبو عوانة ( ‪ ) 247 / 2‬و البيهقي ( ‪ ) 187 / 2‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 383 , 373 / 2‬من طريق سهيل بن أب صال عن أب عبيد الذحجي عن عطاء‬
‫ابن يزيد الليثي عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قد جاء هذا العدد ف حديث آخر ‪ ,‬لكنه جعل بدل التهليلة تكبية أخرى مع‬
‫الثلث‬
‫و الثلثي ‪ ,‬و يأت عقب هذا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫( فائدة ) أخرج النسائي ( ‪ ) 198 / 1‬و الاكم ( ‪ ) 253 / 1‬عن زيد ابن ثابت‬
‫قال ‪:‬‬
‫" أمروا أن يسبحوا دبر كل صلة ثلثا و ثلثي ‪ ,‬و يمدوا ثلثا و ثلثي ‪,‬‬
‫و يكبوا أربعا و ثلثي ‪ ,‬فأت رجل من النصار ف منامه فقيل له ‪ :‬أمركم رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أن تسبحوا دبر كل صلة ثلثا و ثلثي ‪ ,‬و تمدوا‬
‫ثلثا و ثلثي ‪ ,‬و تكبوا أربعا و ثلثي ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬فاجعلوها خسا‬
‫و عشرين ‪ ,‬و اجعلوا فيها التهليل ( يعن خسا و عشرين ) ‪,‬فلما أصبح أتى النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فذكر ذلك له ‪ ,‬قال ‪ :‬اجعلوها كذلك " ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث ابن عمر نوه ‪ .‬أخرجه النسائي بسند صحيح ‪.‬‬
‫" معقبات ل ييب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلة مكتوبة ‪ :‬ثلث و ثلثون‬ ‫‪102‬‬
‫تسبيحة‬
‫و ثلث و ثلثون تميدة و أربع و ثلثون تكبية " ‪.‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 98 / 2‬و أبو عوانة ( ‪ ) 248 , 247 / 2‬و النسائي ( ‪/ 1‬‬
‫‪) 198‬‬
‫و الترمذي ( ‪ ) 249 / 2‬و البيهقي ( ‪ ) 187 / 2‬و الطيالسي ( ‪ ) 1060‬من‬
‫طرق عن‬
‫الكم بن عتيبة عن عبد الرحن بن أب ليلى عن ‪ #‬كعب بن عجرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫( معقبات ) أي كلمات تقال عقب الصلة ‪ ,‬و العقب ما جاء عقب قبله ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الديث نص على أن هذا الذكر إنا يقال عقب الفريضة مباشرة ‪ ,‬و مثله‬
‫ما‬
‫قبله من الوراد و غيها ‪ ,‬سواء كانت الفريضة لا سنة بعدية أو ل ‪ ,‬و من قال‬
‫من الذاهب بعل ذلك عقب السنة فهو مع كونه ل نص لديه بذلك ‪ ,‬فإنه مالف‬
‫لذا‬
‫الديث و أمثاله ما هو نص ف السألة ‪.‬‬
‫و ال ول التوفيق ‪.‬‬
‫" خي الصحاب عند ال خيهم لصحابه ‪ ,‬و خي اليان عند ال خيهم لاره " ‪.‬‬ ‫‪103‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 353 / 1‬و الدارمي ( ‪ ) 215 / 2‬و الاكم ( ‪) 164 / 4‬‬
‫و أحد ( ‪ ) 168 / 2‬و ابن بشران ف " المال " ( ‪ ) 1 / 143‬عن حيوة‬
‫و ابن ليعة قال ‪ :‬حدثنا شرحبيل بن شريك أنه سع أبا عبد الرحن البلي‬
‫يدث عن ‪ #‬عبد ال بن عمرو ‪ #‬به مرفوعا ‪.‬‬
‫هكذا أخرجوه جيعا عنهما إل أن الترمذي ل يذكر ابن ليعة ‪ ,‬و كذا الاكم إل‬
‫أنه خالف ف إسناده فقال ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬حيوة بن شريح حدثن شرحبيل بن مسلم عن عبد ال بن عمرو " ‪.‬‬
‫فجعل شرحبيل بن مسلم بدل شرحبيل بن شريك ‪ ,‬و أسقط من السند أبا عبد‬
‫الرحن‬
‫البلي ‪ ,‬و ذلك من أوهامه رحه ال ‪ ,‬ث وهم وها آخر فقال ‪:‬‬
‫" حديث صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب !‬
‫قلت ‪ :‬و ابن مسلم ل يرج له الشيخان ‪ ,‬و أما ابن شريك فاحتج به مسلم وحده ‪,‬‬
‫و كلها ثقة ‪ .‬و قال ابن بشران عقب الديث ‪:‬‬
‫" حديث صحيح ‪ ,‬و إسناده كلهم ثقات " ‪.‬‬
‫و هو كما قال ‪ ,‬و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن غريب " ‪.‬‬
‫" إن الشيطان قال ‪ :‬وعزتك يا رب ل أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم ف‬ ‫‪104‬‬
‫أجسادهم‬
‫فقال الرب تبارك و تعال ‪ :‬وعزت وجلل ‪ :‬ل أزال أغفر لم ما استغفرون "‬
‫‪.‬‬
‫رواه الاكم ( ‪ ) 261 / 4‬و البيهقي ف " الساء " ( ص ‪ ) 134‬من طريق عمرو‬
‫ابن الارث عن دراج عن أب اليثم عن ‪ #‬أب سعيد ‪ #‬رضي ال عنه أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح السناد " و وافقه الذهب و ذلك من أوهامه ‪ ,‬فإن دراجا عنده واه كما‬
‫يأت ‪.‬‬
‫و رواه ابن ليعة عن دراج به و زاد ‪ " :‬و ارتفاع مكان " ‪.‬‬
‫أخرجه البغوي ف " شرح السنة " ( ‪ , ) 146 / 1‬و أحد ( ‪ ) 29 / 3‬بدونا‬
‫و أوردها الذهب ف " العلو " ( ص ‪ ) 116‬من هذا الوجه و ل يعزه لحد و قال ‪:‬‬
‫" دراج واه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و علة هذه الزيادة عندي من ابن ليعة و هي من تاليطه ل من دراج ‪ ,‬فقد‬
‫رواه عنه عمرو بن الارث بدونا كما رأيت ‪.‬‬
‫و قد توبع على الديث ‪ ,‬فأخرجه المام أحد ( ‪ ) 41 / 29 / 3‬من طريق ليث عن‬
‫يزيد بن الاد عن عمرو عن أب سعيد الدري مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" إن إبليس قال لربه ‪ :‬بعزتك و جللك ل أبرح أغوي بن آدم ما دامت الرواح‬
‫فيهم فقال ال ‪ :‬فبعزت و جلل ل أبرح أغفر لم ما استغفرون " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي لكنه منقطع بي عمرو ‪ -‬و هو‬
‫ابن‬
‫أب عمر مول الطلب ‪ -‬و بي أب سعيد الدري ‪ ,‬فإنم ‪ ,‬ل يذكروا لعمرو رواية‬
‫عن أحد من الصحابة غي أنس بن مالك ‪ ,‬و هو متأخر الوفاة جدا عن أب سعيد ‪,‬‬
‫فإن‬
‫هذا كانت وفاته سنة ( ‪ ) 75‬على أكثر ما قيل ‪ ,‬و هو توف سنة ( ‪ ) 92‬و قيل‬
‫( ‪. ) 93‬‬
‫و الديث أورده اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 207 / 10‬بلفظ أحد و قال ‪:‬‬
‫" رواه أحد و أبو يعلى بسنده ‪ ,‬و قال ‪ :‬ل أبرح أغوي عبادك ‪ ,‬و الطبان ف‬
‫الوسط ‪ ,‬و أحد إسنادي أحد رجاله رجال الصحيح ‪ ,‬و كذلك أحد إسنادي أب‬
‫يعلى "‬
‫‪.‬‬
‫و كأنه قد خفي عليه النقطاع الذي ذكرت ‪ ,‬أقول هذا مع العلم أن قول الحدث‬
‫ف‬
‫حديث ما " رجاله رجال الصحيح " أو " رجاله ثقات " و نو ذلك ل يفيد تصحيح‬
‫إسناده ‪ ,‬خلفا لا يظن البعض ‪ ,‬و قد نص على ما ذكرنا الافظ ابن حجر فقال ف‬
‫" التلخيص " ( ص ‪ ) 239‬بعد أن ساق حديثا آخر ‪:‬‬
‫" و ل يلزم من كون رجاله ثقات أن يكون صحيحا ‪ ,‬لن العمش مدلس و ل يذكر‬
‫ساعه " ‪.‬‬
‫" لقيت إبراهيم ليلة أسري ب ‪ ,‬فقال ‪ :‬يا ممد أقرئ أمتك من السلم و أخبهم‬ ‫‪105‬‬
‫أن النة طيبة التربة عذبة الاء و أنا قيعان ‪ ,‬غراسها سبحان ال و المد ل‬
‫و ل إله إل ال و ال أكب " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ - 258 / 2‬بولق ) عن عبد الرحن بن إسحاق عن القاسم‬

‫ابن عبد الرحن عن ابن مسعود مرفوعا ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و عبد الرحن بن إسحاق هذا ضعيف اتفاقا ‪ ,‬لكن يقويه أن له شاهدين من‬
‫حديث‬
‫أب أيوب النصاري ‪ ,‬و من حديث عبد ال بن عمر ‪.‬‬
‫أما حديث أب أيوب ‪ ,‬فهو من طريق عبد ال بن عبد الرحن بن عبد ال بن عمر عن‬
‫سال بن عبد ال ‪ :‬أخبن أبو أيوب النصاري ‪:‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم فقال ‪ :‬من معك‬
‫يا جبيل ? قال ‪ :‬هذا ممد ‪ ,‬فقال له إبراهيم ‪ :‬مر أمتك فليكثروا من غراس النة‬
‫فإن تربتها طهور ‪ ,‬و أرضها واسعة قال ‪ :‬و ما غراس النة ? قال ‪ :‬ل حول و ل‬
‫قوة إل بال " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 418 / 5‬و أبو بكر الشافعي ف " الفوائد " ( ‪) 1 / 65 / 6‬‬
‫و الطبان كما ف " الجمع " ( ‪ ) 97 / 10‬و قال ‪ " :‬و رجال أحد رجال الصحيح‬
‫غي عبد ال بن عبد الرحن بن عبد ال بن عمر بن الطاب و هو ثقة ل يتكلم‬
‫فيه أحد ‪ ,‬و وثقه ابن حبان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و بناء على توثيق ابن حبان إياه أخرج حديثه هذا ف " صحيحه " كما ف‬
‫" الترغيب " ( ‪ ) 265 / 2‬و عزاه لبن أب الدنيا أيضا مع أحد و قال ‪:‬‬
‫" إسناده حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف ذلك نظر عندي لا قررناه مرارا أن توثيق ابن حبان فيه لي ‪ ,‬لكن‬
‫الديث ل بأس به با قبله ‪.‬‬
‫و أما حديث ابن عمر ‪ ,‬فأخرجه ابن أب الدنيا ف الذكر و الطبان بلفظ ‪:‬‬
‫" أكثروا من غراس النة ‪ ,‬فإنه عذب ماؤها طيب ترابا ‪ ,‬فأكثروا من غراسها ‪,‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال و ما غراسها ? قال ما شاء ال ‪ ,‬ل حول و ل قوة إل‬
‫بال " ‪.‬‬
‫هكذا أورده ف " الترغيب " و سكت عليه ‪ ,‬و أورده اليثمي من رواية الطبان‬
‫وحده دون قوله " ما شاء ال " و قال ( ‪: ) 98 / 10‬‬
‫" و فيه عقبة بن علي و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫( قيعان ) جع " قاع " و هو الكان الستوي الواسع ف وطأة من الرض يعلوه ماء‬
‫السماء ‪ ,‬فيمسكه ‪ ,‬و يستوي نباته ‪ .‬ناية ‪.‬‬
‫" يا معشر الهاجرين ! خس إذا ابتليتم بن و أعوذ بال أن تدركوهن ‪ :‬ل تظهر‬ ‫‪106‬‬
‫الفاحشة ف قوم قط حت يعلنوا با إل فشا فيهم الطاعون و الوجاع الت ل تكن‬

‫مضت ف أسلفهم الذين مضوا و ل ينقصوا الكيال و اليزان إل أخذوا بالسني‬
‫و شدة الؤنة و جور السلطان عليهم و ل ينعوا زكاة أموالم إل منعوا القطر‬
‫من السماء و لول البهائم ل يطروا و ل ينقضوا عهد ال و عهد رسوله إل سلط‬
‫ال عليهم عدوا من غيهم فأخذوا بعض ما ف أيديهم و ما ل تكم أئمتهم بكتاب‬
‫ال و يتخيوا ما أنزل ال إل جعل ال بأسهم بينهم " ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجه ( ‪ ) 4019‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 334 - 333 / 8‬عن‬
‫ابن أب مالك عن أبيه عن عطاء بن أب رباح عن ‪#‬عبد ال ابن عمر ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف من أجل ابن أب مالك و اسه خالد بن يزيد بن عبد‬
‫الرحن‬
‫ابن أب مالك و هو ضعيف مع كونه فقيها و قد اتمه ابن معي كما ف " التقريب "‬
‫‪.‬‬
‫و قال البوصيي ف " الزوائد " ‪.‬‬
‫" هذا حديث صال للعمل به ‪ ,‬و قد اختلفوا ف ابن أب مالك و أبيه " ‪.‬‬
‫قلت الب ل بأس به ‪ ,‬و إنا العلة من ابنه ‪ ,‬و لذلك أشار الافظ ابن حجر ف‬
‫" بذل الاعون " لضعف الديث بقوله ( ق ‪: ) 2 / 55‬‬
‫" إن ثبت الب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد ثبت حتما فإنه جاء من طرق أخرى عن عطاء و غيه ‪ ,‬فرواه ابن أب‬
‫الدنيا‬
‫ف " العقوبات " ( ق ‪ ) 2 / 62‬من طريق نافع بن عبد ال عن فروة بن قيس الكي‬
‫عن عطاء بن أب رباح به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف ‪ ,‬نافع و فروة ل يعرفان كما ف " اليزان " ‪.‬‬
‫و رواه الاكم ( ‪ ) 540 / 4‬من طريق أب معبد حفص بن غيلن عن عطاء بن أب‬
‫رباح‬
‫به و قال ‪ " :‬صحيح السناد " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬بل هو حسن السناد فإن ابن غيلن هذا قد ضعفه بعضهم ‪ ,‬لكن وثقه‬
‫المهور ‪,‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" صدوق فقيه ‪ ,‬رمي بالقدر " ‪.‬‬
‫و رواه الرويان ف " مسنده " ( ق ‪ ) 1 / 247‬عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن‬
‫عبد ال بن عمر مرفوعا ‪.‬‬
‫و هذا سند ضعيف ‪ ,‬عطاء هذا هو ابن أب مسلم الراسان و هو صدوق لكنه‬
‫مدلس‬
‫و قد عنعنه ‪.‬‬
‫و ابنه عثمان ضعيف كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫فهذه الطرق كلها ضعيفة إل طريق الاكم فهو العمدة ‪ ,‬و هي إن ل تزده قوة فل‬
‫توهنه ‪.‬‬
‫( السني ) جع سنة أي جدب و قحط ‪.‬‬

‫( يتخيوا ) أي يطلبوا الي ‪ ,‬أي و ما ل يطلبوا الي و السعادة ما‬
‫أنزل ال ‪.‬‬
‫و لبعض الديث شاهد من حديث بريدة بن الصيب مرفوعا بلفظ ‪:‬‬

‫" ما نقض قوم العهد قط إل كان القتل بينهم ‪ ,‬و ما ظهرت فاحشة ف قوم قط إل‬
‫سلط ال عز و جل عليهم الوت ‪ ,‬و ل منع قوم الزكاة إل حبس ال عنهم القطر "‬
‫‪.‬‬
‫" ما نقض قوم العهد قط إل كان القتل بينهم ‪ ,‬و ما ظهرت فاحشة ف قوم قط إل‬ ‫‪107‬‬
‫سلط ال عز و جل عليهم الوت ‪ ,‬و ل منع قوم الزكاة إل حبس ال عنهم القطر "‬
‫‪.‬‬
‫رواه الاكم ( ‪ ) 126 / 2‬و البيهقي ( ‪ ) 346 / 3‬من طريق بشي بن مهاجر عن‬
‫‪ #‬عبد ال بن بريدة عن أبيه ‪. #‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪ ,‬غي أن بشيا هذا قد تكلم فيه من قبل حفظه ‪ ,‬و ف‬
‫" التقريب " أنه صدوق لي الديث ‪ .‬و قد خولف ف إسناده ‪ ,‬فقال البيهقي عقبه ‪:‬‬
‫" كذا رواه بشي بن الهاجر " ‪.‬‬
‫ث ساق بإسناده من طريق السي بن واقد عن عبد ال بن بريده عن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫" ما نقض قوم العهد إل سلط ال عليهم عدوهم ‪ ,‬و ل فشت الفاحشة ف قوم إل‬
‫أخذهم ال بالوت ‪ ,‬و ما طفف قوم اليزان إل أخذهم ال بالسني ‪ ,‬و ما منع‬
‫قوم الزكاة إل منعهم ال القطر من السماء ‪ ,‬و ما جار قوم ف حكم إل كان‬
‫البأس بينهم ‪ -‬أظنه قال ‪ -‬و القتل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح و هو موقوف ف حكم الرفوع ‪ ,‬لنه ل يقال من قبل الرأي‬
‫و قد أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " مرفوعا من طريق أخرى ‪ :‬عن إسحاق‬
‫ابن عبد ال بن كيسان الروزي ‪ :‬حدثنا أب عن الضحاك بن مزاحم عن ماهد‬
‫و طاووس عن ابن عباس ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد ضعيف يستشهد به و قال النذري ف " الترغيب " ( ‪/ 1‬‬
‫‪: ) 271‬‬
‫" و سنده قريب من السن ‪ ,‬و له شواهد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و يبدو ل أن للحديث أصل عن بريدة فقد وجدت لبعضه طريقا أخرى رواه‬
‫الطبان ف " الوسط " ( ‪ 1 / 85 / 1‬من المع بينه و بي الصغي ) و تام ف‬
‫" الفوائد " ( ق ‪ ) 149 - 148‬عن مروان ابن ممد الطاطرى حدثنا سليمان بن‬
‫موسى‬
‫أبو داود الكوف عن فضيل بن مرزوق ( و ف الفوائد فضيل بن غزوان ) عن عبد ال‬
‫بن بريدة عن أبيه مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" ما منع قوم الزكاة إل ابتلهم ال بالسني " ‪.‬‬

‫" ل يروه إل سليمان تفرد به مروان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬مروان ثقة ‪ ,‬و سليمان بن موسى أبو داود الكوف صويلح كما قال الذهب ‪,‬‬
‫و فضيل إن كان ابن مرزوق ففيه ضعف ‪ ,‬و إن كان ابن غزوان فهو ثقة احتج به‬
‫الشيخان ‪ ,‬فإن كان هو راوي الديث فهو حسن إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و قد قال النذري ( ‪ ) 270 / 1‬بعد ما عزاه للطبان ‪:‬‬

‫" و رواته ثقات " ‪.‬‬
‫و بالملة فالديث بذه الطرق و الشواهد صحيح بل ريب ‪ ,‬و توقف الافظ ابن‬
‫حجر‬
‫ف ثبوته إنا هو باعتبار الطريق الول ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" إن ال زادكم صلة و هي الوتر ‪ ,‬فصلوها بي صلة العشاء إل صلة الفجر " ‪.‬‬ ‫‪108‬‬
‫رواه المام أحد ( ‪ ) 7 / 6‬و الطبان ف " العجم الكبي ( ‪) 1 / 100 / 1‬‬
‫من طريقي عن ابن البارك ‪ :‬أنبأنا سعيد بن يزيد حدثن ابن هبية عن أب تيم‬
‫اليشان أن عمرو بن العاص خطب الناس يوم المعة ‪ ,‬فقال ‪ :‬إن ‪ #‬أبا بصرة ‪#‬‬
‫حدثن أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قال أبو تيم ‪ :‬فأخذ بيدي أبو ذر فسار ف السجد إل أب بصرة فقال له ‪:‬‬
‫أنت سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ما قال عمرو ? قال أبو بصرة ‪:‬‬
‫أنا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫و سعيد بن يزيد هو أبو شجاع السكندران ‪.‬‬
‫و قد تابعه عبد ال بن ليعة ‪ :‬أنبأنا عبد ال بن هبية به ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ ) 379 / 6‬و الطحاوي ف " شرح العان " ( ‪ ) 250 / 1‬و الطبان‬
‫ف " الكبي " ( ‪ ) 2 / 104 / 1‬و الدولب ف " الكن " ( ‪ ) 13 / 1‬من طرق‬
‫ثلث‬
‫عن ابن ليعة به ‪.‬‬
‫و إسناده عند الطحاوي صحيح كما بينته ف " إرواء الغليل " رقم ( ‪. ) 416‬‬
‫و له طرق أخرى عن النب صلى ال عليه وسلم خرجت بعضها هناك ‪ ,‬و هذه‬
‫الطريق هي‬
‫العمدة و لذلك اقتصرت عليها هنا ‪.‬‬
‫و ذكر الشيخ الكتان و صاحبه الستاذ الزحيلي ف تريج " تفة الفقهاء "‬
‫( ‪ ) 355 / 1 / 1‬جلة كبية منها عن عشرة من الصحابة منها طريق واحدة عن‬
‫عمرو‬
‫ابن العاص ‪ ,‬و لكنها واهية ‪ ,‬و فاتما هذه الطريق الصحيحة !‬
‫فقه الديث‬
‫‪------------‬‬
‫يدل ظاهر المر ف قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فصلوها " على وجوب صلة الوتر‬
‫‪,‬‬
‫و بذلك قال النفية ‪ ,‬خلفا للجماهي ‪ ,‬و لول أنه ثبت بالدلة القاطعة حصر‬
‫الصلوات الفروضات ف كل يوم و ليلة بمس صلوات لكان قول النفية أقرب إل‬
‫الصواب ‪ ,‬و لذلك فلبد من القول بأن المر هنا ليس للوجوب ‪ ,‬بل لتأكيد‬
‫الستحباب ‪.‬‬
‫و كم من أوامر كرية صرفت من الوجوب بأدن من تلك الدلة القاطعة ‪ ,‬و قد‬
‫انفك‬
‫الحناف عنها بقولم إنم ل يقولون بأن الوتر واجب كوجوب الصلوات المس ‪,‬‬
‫بل‬
‫هو واسطة بينها و بي السنن ‪ ,‬أضعف من هذه ثبوتا ‪ ,‬و أقوى من تلك تأكيدا !‬
‫فليعلم أن قول النفية هذا قائم على اصطلح لم خاص حادث ‪ ,‬ل تعرفه الصحابة‬
‫و ل السلف الصال ‪,‬و هو تفريقهم بي الفرض و الواجب ثبوتا و جزاء كما هو‬
‫مفصل‬
‫ف كتبهم ‪.‬‬
‫و إن قولم بذا معناه التسليم بأن تارك الوتر معذب يوم القيامة عذابا دون عذاب‬
‫تارك الفرض كما هو مذهبهم ف اجتهادهم ‪ ,‬و حينئذ يقال لم ‪ :‬و كيف يصح ذلك‬
‫مع‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم لن عزم على أن ل يصلي غي الصلوات المس ‪ " :‬أفلح‬
‫الرجل " ? ! و كيف يلتقي الفلح مع العذاب ?! فل شك أن قوله صلى ال عليه‬
‫وسلم هذا وحده كاف لبيان أن صلة الوتر ليست بواجبة و لذا اتفق جاهي العلماء‬
‫عى سنيته و عدم وجوبه ‪ ,‬و هو الق ‪ ,‬نقول هذا مع التذكي و النصح بالهتمام‬
‫بالوتر ‪ ,‬و عدم التهاون عنه لذا الديث و غيه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" ما السموات السبع ف الكرسي إل كحلقة ملقاة بأرض فلة و فضل العرش على‬ ‫‪109‬‬
‫الكرسي كفضل تلك الفلة على تلك اللقة " ‪.‬‬
‫رواه ممد بن أب شيبة ف " كتاب العرش " ( ‪: ) 1 / 114‬‬

‫حدثنا السن بن أب ليلى أنبأنا أحد بن علي السدي عن الختار بن غسان العبدي‬
‫عن إساعيل بن سلم عن أب إدريس الولن عن ‪ #‬أب ذر الغفاري ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" دخلت السجد الرام فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وحده فجلست إليه ‪,‬‬
‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال أيا آية نزلت عليك أفضل ? قال ‪ :‬آية الكرسي ‪ :‬ما السموات‬
‫السبع " ‪ .‬الديث ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف ‪ ,‬إساعيل بن سلم ل أعرفه ‪ ,‬و غالب الظن أنه إساعيل‬
‫بن مسلم فقد ذكروه ف شيوخ الختار بن عبيد ‪ ,‬و هو الكي البصري و هو ضعيف‬
‫‪.‬‬
‫و الختار روى عنه ثلثة و ل يوثقه أحد و ف " التقريب " ‪ :‬أنه مقبول ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل ينفرد به إساعيل بن مسلم ‪ ,‬بل تابعه يي بن يي الغسان رواه‬

‫حفيده إبراهيم بن هشام بن يي بن يي الغسان قال ‪ :‬حدثنا أب عن جدي عن‬
‫أب إدريس الولن به ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي ف " الساء و الصفات " ( ص ‪. ) 290‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند واه جدا إبراهيم هذا متروك كما قال الذهب ‪ ,‬و قد كذبه‬
‫أبو حات ‪.‬‬
‫و تابعه القاسم بن ممد الثقفي و لكنه مهول كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن مردويه كما ف تفسي ابن كثي ( ‪ - 13 / 2‬طبع النار ) من طريق ممد‬
‫بن أب السري ( الصل ‪ :‬اليسري ) العسقلن أخبنا ممد بن عبد ال التميمي عن‬
‫القاسم به ‪ .‬و العسقلن و التميمي كلها ضعيف ‪.‬‬
‫و للحديث طريقان آخران عن أب ذر ‪:‬‬
‫الول عن يي بن سعيد السعدي البصري قال ‪ :‬حدثنا عبد اللك ابن جريج عن‬
‫عطاء‬
‫عن عبيد بن عمر الليثي عنه به ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي و قال ‪.‬‬
‫" تفرد به يي بن سعيد السعدي ‪ ,‬و له شاهد بإسناد أصح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ث ساقه من طريق الغسان التقدم ‪ ,‬و ما أراه بأصح من هذا ‪ ,‬بل هو أوهى ‪,‬‬
‫لن إبراهيم متهم كما سبق ‪ ,‬و أما هذا فليس فيه من اتم صراحة ‪ ,‬و رجاله ثقات‬
‫غي السعدي هذا ‪ ,‬قال العقيلي ‪ " :‬ل يتابع على حديثه " ‪ .‬يعن هذا ‪.‬‬
‫و قال ابن حبان ‪ :‬يروى القلوبات و اللزقات ‪ ,‬ل يوز الحتجاج به إذا انفرد ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬عن ابن زيد قال ‪ :‬حدثن أب قال ‪ :‬قال أبو ذر فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه ابن جرير ف " تفسيه " ( ‪ " ) 399 / 5‬حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن‬
‫وهب‬
‫قال ‪ :‬قال ابن زيد به ‪.‬‬
‫قلت و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات ‪ .‬لكن أظن أنه منقطع ‪ ,‬فإن ابن زيد هو عمر‬
‫ابن ممد بن زيد بن عبد ال بن عمر بن الطاب و هو ثقة من رجال الشيخي يروي‬
‫عنه ابن وهب و غيه ‪ .‬و أبوه ممد بن زيد ثقة مثله ‪ ,‬روى عن العبادلة الربعة‬
‫جده عبد ال و ابن عمرو و ابن عباس و ابن الزبي و سعيد بن زيد بن عمرو ‪ ,‬فإن‬
‫هؤلء ماتوا بعد المسي ‪ ,‬و أما أبو ذر ففي سنة اثنتي و ثلثي فما أظنه سع‬
‫منه ‪.‬‬
‫و جلة القول ‪ :‬أن الديث بذه الطرق صحيح و خيها الطريق الخي و ال أعلم ‪.‬‬
‫و الديث خرج مرج التفسي لقوله تعال ‪ ( :‬وسع كرسيه السماوات و الرض ) و‬
‫هو‬
‫صريح ف كون الكرسي أعظم الخلوقات بعد العرش ‪ ,‬و أنه جرم قائم بنفسه و ليس‬
‫شيئا معنويا ‪ .‬ففيه رد على من يتأوله بعن اللك و سعة السلطان ‪ ,‬كما جاء ف‬
‫بعض التفاسي ‪ .‬و ما روي عن ابن عباس أنه العلم ‪ ,‬فل يصح إسناده إليه لنه من‬
‫رواية جعفر بن أب الغية عن سعيد بن جبي عنه ‪ .‬رواه ابن جرير ‪.‬‬
‫قال ابن منده ‪ :‬ابن أب الغية ليس بالقوي ف ابن جبي ‪.‬‬
‫و اعلم أنه ل يصح ف صفة الكرسي غي هذا الديث ‪ ,‬كما ف بعض الروايات أنه‬
‫موضع القدمي ‪ .‬و أن له أطيطا كأطيط الرحل الديد ‪ ,‬و أنه يمله أربعة أملك ‪,‬‬
‫لكل ملك أربعة وجوه ‪ ,‬و أقدامهم ف الصخرة الت تت الرض السابعة ‪ ...‬إل‬
‫فهذا‬
‫كله ل يصح مرفوعا عن النب صلى ال عليه وسلم و بعضه أشد ضعفا من بعض ‪ ,‬و‬
‫قد‬
‫خرجت بعضها فيما علقناه على كتاب " ما دل عليه القرآن ما يعضد اليئة الديدة‬
‫القوية البهان " ملحقا بآخره طبع الكتب السلمي ‪.‬‬
‫" سيحان و جيحان و الفرات و النيل كل من أنار النة " ‪.‬‬ ‫‪110‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 149 / 8‬و أحد ( ‪ 289 / 2‬و ‪ ) 440‬و أبو بكر البري ف‬
‫" الفوائد النتقاة " ( ‪ ) 1 / 143‬و الطيب ( ‪ ) 55 - 54 / 1‬من طريق حفص‬
‫بن عاصم عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى بلفظ ‪:‬‬

‫" فجرت أربعة أنار من النة ‪ :‬الفرات و النيل و السيحان و جيحان " ‪.‬‬
‫" فجرت أربعة أنار من النة ‪ :‬الفرات و النيل و السيحان و جيحان " ‪.‬‬ ‫‪111‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 261 / 2‬و أبو يعلى ف مسنده ( ‪ 1416 / 4‬مصورة الكتب‬
‫السلمي )‬
‫و الطيب ف " تاريه " ( ‪ ) 185 / 8 , 44 / 1‬عن ممد بن عمرو عن ‪ #‬أب‬
‫سلمة‬
‫عنه ‪ #‬مرفوعا ‪ .‬و هذا إسناد حسن ‪.‬‬
‫و له طريق ثالث ‪ ,‬أخرجه الطيب ( ‪ ) 54 / 1‬من طريق إدريس الودي عن أبيه‬

‫مرفوعا‬
‫متصرا بلفظ ‪:‬‬
‫( نران من النة النيل و الفرات ) ‪.‬‬
‫و إدريس هذا مهول كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث أنس بن مالك مرفوعا بلفظ ‪:‬‬

‫" رفعت ل سدرة النتهى ف السماء السابعة ‪ ,‬نبقها مثل قلل هجر ‪ ,‬و ورقها مثل‬
‫آذان الفيلة ‪ ,‬يرج من ساقها نران ظاهران ‪ ,‬و نران باطنان ‪ ,‬فقلت ‪ :‬يا جبيل‬
‫ما هذان ? قال ‪ :‬أما الباطنان ففي النة ‪ ,‬و أما الظاهران فالنيل و الفرات " ‪.‬‬
‫" رفعت ل سدرة النتهى ف السماء السابعة نبقها مثل قلل هجر و ورقها مثل آذان‬ ‫‪112‬‬
‫الفيلة يرج من ساقها نران ظاهران و نران باطنان ‪ ,‬فقلت ‪ :‬يا جبيل ما هذان ?‬
‫قال ‪ :‬أما الباطنان ففي النة و أما الظاهران فالنيل و الفرات " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ : ) 164 / 3‬حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن ‪ #‬أنس بن‬
‫مالك ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد أخرجه البخاري ( ‪) 334‬‬
‫معلقا ‪,‬‬
‫فقال ‪ :‬و قال ‪ :‬إبراهيم بن طهمان عن شعبة عن قتادة به ‪.‬‬
‫و قد و صله هو ( ‪ ) 33 - 30 / 3‬و مسلم ( ‪ ) 105 - 103 / 1‬و أبو عوانة (‬

‫‪120 / 1‬‬
‫‪ ) 124 -‬و النسائي ( ‪ ) 77 - 76 / 1‬و أحد أيضا ( ‪ 208 - 207 / 4‬و‬
‫‪) 210 - 208‬‬
‫من طرق عن قتادة عن أنس عن مالك ابن صعصعة مرفوعا بديث السراء بطوله و‬
‫فيه‬
‫هذا ‪ .‬فجعلوه من مسند مالك بن صعصعة و هو الصواب ‪.‬‬
‫ث وجدت الاكم أخرجه ( ‪ ) 81 / 1‬من طريق أحد و قال ‪:‬‬

‫" صحيح على شرط الشيخي " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫ث رواه من طريق حفص بن عبد ال حدثن إبراهيم بن طهمان به ‪.‬‬

‫هذا و لعل الراد من كون هذه النار من النة أن أصلها منها كما أن أصل‬
‫النسان من النة ‪ ,‬فل يناف الديث ما هو معلوم مشاهد من أن هذه النار‬
‫تنبع من منابعها العروفة ف الرض ‪ ,‬فإن ل يكن هذا هو العن أو ما يشبهه ‪,‬‬
‫فالديث من أمور الغيب الت يب اليان با ‪ ,‬و التسليم للمخب عنها‬
‫( فل و ربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ‪ ,‬ث ل يدوا ف أنفسهم‬
‫حرجا‬
‫ما قضيت و يسلموا تسليما ) ‪.‬‬
‫" من قال ‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له له اللك و له المد و هو على كل‬ ‫‪113‬‬
‫شيء قدير بعدما يصلي الغداة عشر مرات كتب ال عز و جل له عشر حسنات و‬
‫مى عنه‬
‫عشر سيئات و رفع له عشر درجات و كن له بعدل عتق رقبتي من ولد إساعيل ‪,‬‬
‫فإن‬
‫قالا حي يسي كان له مثل ذلك و كن له حجابا من الشيطان حت يصبح " ‪.‬‬
‫رواه السن بن عرفة ف جزئه ( ‪ : ) 1 / 5‬حدثنا قران بن تام السدي عن سهيل‬

‫بن أب صال عن أبيه عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و من طريق ابن عرفة رواه الطيب ف " تاريه " ( ‪. ) 472 , 389 / 12‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غي قران هذا و هو ثقة ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث أب أيوب النصاري بلفظ ‪:‬‬

‫" من قال ‪ :‬إذا صلى الصبح ‪ " ...‬فذكره بتمامه إل أنه قال ‪:‬‬
‫" أربع رقاب " و قال ‪ " :‬و إذا قالا بعد الغرب مثل ذلك " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 415 / 5‬من طريق ممد بن إسحاق عن يزيد بن يزيد ابن جابر عن‬
‫القاسم بن ميمرة عن عبد ال بن يعيش عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي ابن يعيش هذا فلم يوثقه غي ابن حبان و ل يرو عنه غي‬
‫القاسم هذا ‪ ,‬و لذلك قال السين ‪ " :‬مهول " ‪.‬‬
‫لكن الديث عزاه النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 167 / 1‬لحد و النسائي و ابن‬
‫حبان ف " صحيحه " ‪ ,‬فهذا يقتضي أنه عند النسائي من غي طريق ابن يعيش ‪ ,‬لنه‬
‫ليس من رجال النسائي ‪.‬‬
‫و قد تابعه أبو رهم السمعي عن أب أيوب بلفظ ‪:‬‬

‫" من قال حي يصبح ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ,‬له اللك و له المد ‪,‬‬
‫يي و ييت ‪ ,‬و هو على كل شيء قدير عشر مرات ‪ ,‬كتب ال له بكل واحدة قالا‬
‫عشر حسنات ‪ ,‬و حط ال عنه عشر سيئات ‪ ,‬و رفعه ال با عشر درجات ‪ ,‬و كن‬
‫له‬
‫كعشر رقاب ‪ ,‬و كن له مسلحة من أول النهار إل آخره ‪ ,‬و ل يعمل يومئذ عمل‬
‫يقهرهن ‪ ,‬فإن قال حي يسي فمثل ذلك " ‪.‬‬
‫" من قال حي يصبح ‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له له اللك و له المد ييي‬ ‫‪114‬‬
‫و ييت و هو على كل شيء قدير عشر مرات كتب ال له بكل واحدة قالا عشر‬
‫حسنات‬
‫و حط ال عنه عشر سيئات و رفعه ال با عشر درجات و كن له كعشر رقاب و‬
‫كن له‬
‫مسلحة من أول النهار إل آخره و ل يعمل يومئذ عمل يقهرهن ‪ ,‬فإن قال حي يسي‬
‫فمثل ذلك " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 420 / 5‬حدثنا أبو اليمان حدثنا إساعيل بن عياش عن صفوان‬
‫بن عمرو عن خالد بن معدان عن ‪ #‬أب رهم ‪ #‬به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ابن عياش إنا ضعف ف روايته‬
‫عن‬
‫غي الشاميي ‪ ,‬و أما ف روايته عنهم فهو صحيح الديث كما قال البخاري و غيه‬
‫و هذه منها ‪ ,‬فإن صفوانا من ثقاتم ‪.‬‬
‫و ف هذه الرواية فائدة عزيزة و هي زيادة " ييي و ييت " فإنا قلما تثبت ف‬
‫حديث آخر ‪ ,‬و قد رويت من حديث أب ذر و عمارة بن شبيب و حسنهما الترمذي‬
‫‪,‬‬
‫و إسنادها ضعيف كما بينته ف " التعليق الرغيب على الترغيب و الترهيب " و ف‬
‫حديث الول منهما ‪ " :‬من قال ف دبر صلة الفجر و هو ثان رجليه قبل أن يتكلم‬
‫ل‬
‫إله إل ال ‪ " ..‬فهذا القيد ‪ " :‬و هو ثان ‪ ".....‬ل يصح ف الديث لنه تفرد‬
‫به شهر بن حوشب ‪ ,‬و قد اضطرب ف إسناد الديث و ف متنه اضطرابا كثيا كما‬
‫أوضحته ف الصدر الذكور ‪.‬‬
‫" سددوا و قاربوا و اعملوا و خيوا و اعلموا أن خي أعمالكم الصلة و ل يافظ‬ ‫‪115‬‬
‫على الوضوء إل مؤمن " ‪.‬‬
‫رواه المام أحد ( ‪ " : ) 282 / 5‬حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن ثوبان حدثن‬
‫حسان بن عطية أن أبا كبشة السلول حدثه أنه سع ‪ #‬ثوبان ‪ #‬يقول ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫و كذا رواه الدارمي ( ‪ ) 168 / 1‬و ابن حبان ( ‪ ) 164‬و الطبان ف " العجم‬
‫الكبي " ( ‪ ) 2 / 72 / 1‬عن الوليد به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غي ابن ثوبان و اسه‬
‫عبد الرحن بن ثابت و هو متلف فيه ‪ ,‬و التقرر أنه حسن الديث إذا ل يالف ‪.‬‬
‫و للحديث طرق أخرى و شواهد خرجتها ف " إرواء الغليل " ( ‪. ) 405‬‬
‫" إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول ‪ :‬من خلقك ? فيقول ‪ :‬ال ‪ ,‬فيقول ‪ :‬فمن خلق‬ ‫‪116‬‬
‫ال ?! فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ ‪ :‬آمنت بال و رسله ‪ ,‬فإن ذلك يذهب عنه " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ : ) 258 / 6‬حدثنا ممد بن إساعيل قال ‪ :‬حدثنا الضحاك عن هشام‬
‫بن عروة عن أبيه عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن ‪ ,‬و هو على شرط مسلم ‪ ,‬رجاله كلهم من رجاله الذين‬
‫احتج بم‬
‫ف " صحيحه " ‪ ,‬لكن الضحاك و هو ابن عثمان السدي الزامي قد تكلم فيه بعض‬
‫الئمة من قبل حفظه ‪ ,‬لكن ذلك ل ينل حديثه من رتبة السن إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و قد تابعه سفيان الثوري و ليث بن سال عند ابن السن ( ‪ ) 201‬فالديث صحيح‬
‫‪.‬‬
‫و قال النذري ف " الترغيب " ( ‪: ) 266 / 2‬‬
‫" رواه أحد بإسناد جيد ‪ ,‬و أبو يعلى و البزار ‪ ,‬و رواه الطبان ف الكبي‬
‫و الوسط من حديث عبد ال بن عمرو ‪ ,‬و رواه أحد أيضا من حديث خزية بن‬
‫ثابت‬
‫رضي ال عنه " ‪.‬‬
‫و هذه شواهد يرقى با الديث إل درجة الصحيح جدا ‪.‬‬

‫و حديث ابن خزية عند أحد ( ‪ ) 214 / 5‬و رجاله ثقات إل أن فيهم ابن ليعة‬
‫و هو سيء الفظ ‪.‬‬
‫و حديث ابن عمرو قال اليثمي ( ‪: ) 341‬‬

‫" و رجاله رجال الصحيح خل أحد بن نافع الطحان شيخ الطبان " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و ل يذكر من حاله شيئا ‪ ,‬كأنه ل يقف له على ترجة ‪ ,‬و كذلك أنا فلم‬
‫أعرفه و هو مصري كما ف " معجم الطبان الصغي " ( ص ‪. ) 10‬‬
‫ث إن الديث رواه هشام بن عروة عن أبيه عن أب هريرة أيضا مرفوعا مثله ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 84 / 1‬و أحد ( ‪ ) 331 / 2‬من طرق عن هشام به ‪ ,‬دون قوله‬
‫‪:‬‬
‫" فإن ذلك يذهب عنه " ‪.‬‬
‫و أخرجه أبو داود ( ‪ ) 4121‬إل قوله ‪ " :‬آمنت بال " ‪ ,‬و هو رواية لسلم ‪.‬‬
‫" يأت شيطان أحدكم فيقول ‪ :‬من خلق كذا ? من خلق كذا ? من خلق كذا ? حت‬ ‫‪117‬‬
‫يقول ‪:‬‬
‫من خلق ربك ?! فإذا بلغه فليستعذ بال و لينته " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 321 / 2‬و مسلم و ابن السن ‪.‬‬
‫و للحديث طريق أخرى عن أب هريرة بلفظ ‪:‬‬

‫" يوشك الناس يتساءلون بينهم حت يقول قائلهم ‪ :‬هذا ال خلق اللق فمن‬
‫خلق ال عز و جل ? فإذا قالوا ذلك ‪ ,‬فقولوا ‪ ( :‬ال أحد ‪ ,‬ال الصمد ‪,‬‬
‫ل يلد ‪ ,‬و ل يولد ‪ ,‬و ل يكن له كفوا أحد ) ث ليتفل أحدكم عن يساره ثلثا ‪,‬‬
‫و ليستعذ من الشيطان " ‪.‬‬
‫" يوشك الناس يتساءلون بينهم حت يقول قائلهم ‪ :‬هذا ال خلق اللق فمن خلق‬ ‫‪118‬‬
‫ال عز وجل ? فإذا قالوا ذلك ‪ ,‬فقولوا ‪ (* :‬ال أحد ‪ ,‬ال الصمد ‪ ,‬ل يلد ‪,‬‬
‫و ل يولد ‪ ,‬و ل يكن له كفوا أحد )* ث ليتفل أحدكم عن يساره ثلثا ‪ ,‬و ليستعذ‬
‫من الشيطان " ‪.‬‬
‫( عن ‪ #‬أب هريرة ‪: ) #‬‬

‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 4732‬و ابن السن ( ‪ ) 621‬عن ممد بن إسحاق قال ‪:‬‬
‫حدثن‬
‫عتبة بن مسلم مول بن تيم عن أب سلمة بن عبد الرحن عنه قال ‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن رجاله ثقات ‪ ,‬و ابن إسحاق قد صرح بالتحديث فأمنا‬
‫بذلك‬
‫تدليسه ‪.‬‬
‫و رواه عمر بن أب سلمة عن أبيه به إل قوله ‪ " :‬فمن خلق ال عز و جل ? "‬

‫قال ‪ :‬فقال أبو هريرة ‪ :‬فو ال إن لالس يوما إذ قال ل رجل من أهل العراق ‪:‬‬
‫هذا ال خالقنا فمن خلق ال عز و جل ? قال أبو هريرة ‪ :‬فجعلت أصبعي ف أذن‬
‫ث صحت فقلت ‪ :‬صدق ال و رسوله ( ال الواحد الصمد ل يلد و ل يولد و ل يكن‬
‫له كفوا أحد ) ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 387 / 2‬و رجاله ثقات غي عمر هذا فإنه ضعيف ‪.‬‬
‫و له عنده ( ‪ ) 539 / 2‬طريق أخرى عن جعفر حدثنا يزيد بن الصم عن أب هريرة‬
‫به‬
‫مرفوعا مثل الذي قبله ‪ ,‬قال يزيد ‪ :‬فحدثن نمة بن صبيغ السلمي أنه رأى ركبا‬
‫أتوا أبا هريرة ‪ ,‬فسألوه عن ذلك ‪ ,‬فقال ‪ :‬ال أكب ‪ ,‬ما حدثن خليلي بشيء إل‬
‫و قد رأيته و أنا أنتظره ‪ .‬قال جعفر بلغن أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫إذا سألكم الناس عن هذا فقولوا ‪ :‬ال قبل كل شيء ‪ ,‬و ال خلق كل شيء ‪ ,‬و ال‬
‫كائن بعد كل شيء ‪.‬‬
‫و إسناد الرفوع صحيح ‪ ,‬و أما بلغ جعفر و هو ابن برقان فمعضل ‪.‬‬
‫و ما بينهما موقوف ‪ ,‬لكن نمة هذا ل أعرفه ‪ ,‬و هكذا وقع ف السند " نمة "‬
‫باليم ‪ ,‬و ف " الرح و التعديل " ( ‪ " : ) 509 / 1 / 4‬نبة " بالباء الوحدة‬
‫و قال ‪:‬‬
‫" روى عن أب هريرة ‪ ,‬روى عنه يزيد بن الصم ‪ ,‬سعت أب يقول ذلك " و ل يزد !‬
‫و ل يورده الافظ ف " التعجيل " و هو على شرطه !‬

‫‪-----------‬‬
‫دلت هذه الحاديث الصحيحة على أنه يب على من وسوس إليه الشيطان بقوله ‪:‬‬
‫من‬
‫خلق ال ? أن ينصرف عن مادلته إل إجابته با جاء ف الحاديث الذكورة ‪,‬‬
‫و خلصتها أن يقول ‪:‬‬
‫" آمنت بال و رسله ‪ ,‬ال أحد ‪ ,‬ال الصمد ‪ ,‬ل يلد و ل يولد ‪ ,‬و ل يكن له‬
‫كفوا أحد ‪ .‬ث يتفل عن يساره ثلثا ‪ ,‬و يستعيذ بال من الشيطان ‪ ,‬ث ينتهي عن‬
‫النسياق مع الوسوسة ‪.‬‬
‫و أعتقد أن من فعل ذلك طاعة ل و رسوله ‪ ,‬ملصا ف ذلك أنه لبد أن تذهب‬
‫الوسوسة عنه ‪ ,‬و يندحر شيطانه لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فإن ذلك يذهب عنه‬
‫"‬
‫‪.‬‬
‫و هذا التعليم النبوي الكري أنفع و أقطع للوسوسة من الجادلة العقلية ف هذه‬
‫القضية ‪ ,‬فإن الجادلة قلما تنفع ف مثلها ‪ .‬و من الؤسف أن أكثر الناس ف غفلة‬
‫عن هذا التعليم النبوي الكري ‪ ,‬فتنبهوا أيها السلمون ‪ ,‬و تعرفوا إل سنة‬
‫نبيكم ‪ ,‬و اعملوا با ‪ ,‬فإن فيها شفاءكم و عزكم ‪.‬‬
‫" ل تقصوا الرؤيا إل على عال أو ناصح " ‪.‬‬ ‫‪119‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 45 / 2‬و الدارمي ( ‪ ) 126 / 2‬عن يزيد بن زريع حدثنا‬

‫سعيد‬
‫عن قتادة عن ابن سيين عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه كان‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح على شرط الشيخي ‪.‬‬

‫و تابعه هشام بن حسان عن ابن سيين به ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " الصغي " ( ص ‪ ) 187‬و أبو الشيخ ف " الطبقات " ( ‪) 281‬‬
‫عن إساعيل بن عمرو البجلي حدثنا مبارك بن فضالة عن هشام بن حسان ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ل بأس به ف التابعات ‪ ,‬فإن هشاما ثقة متج به ف الصحيحي‬
‫و من دونه فيهما ضعف ‪.‬‬
‫و قد جاء الديث من طريق أخرى عن النب صلى ال عليه وسلم و فيه زيادة توضح‬
‫سبب هذا النهي و هو ‪:‬‬
‫" إن الرؤيا تقع على ما تعب ‪ ,‬و مثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر مت يضعها‬
‫فإذا رأى أحدكم رؤيا فل يدث با إل ناصحا أو عالا " ‪.‬‬
‫" إن الرؤيا تقع على ما تعب و مثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر مت يضعها‬ ‫‪120‬‬
‫فإذا رأى أحدكم رؤيا فل يدث با إل ناصحا أو عالا " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 391 / 4‬من طريق عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن أب‬
‫قلبة‬
‫عن ‪ #‬أنس ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪.‬‬
‫و وافقه الذهب و حقهما أن يضيفا إل ذلك " على شرط البخاري " ‪ ,‬فإن رجاله‬
‫كلهم‬
‫من رجال الشيخي سوى الراوي له عن عبد الرزاق و هو يي بن جعفر البخاري‬
‫فمن‬
‫شيوخ البخاري وحده ‪ .‬على أن ف النفس وقفة ف تصحيحه ‪ ,‬لن أبا قلبة قد‬
‫وصف‬
‫بالتدليس و قد عنعنه ‪ ,‬فإن كان سعه من أنس فهو صحيح السناد ‪ ,‬و إل فل ‪.‬‬
‫نعم الديث صحيح ‪ ,‬فقد تقدم له آنفا شاهد لشطره الخي ‪ ,‬و أما شطره الول ‪,‬‬
‫فله شاهد بلفظ ‪:‬‬
‫" و الرؤيا على رجل طائر ‪ ,‬ما ل تعب ‪ ,‬فإذا عبت وقعت ‪ ( ,‬قال الراوي ‪:‬‬
‫و أحسبه قال ) و ل يقصها إل على واد أو ذي رأي " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " التاريخ " ( ‪ ) 178 / 2 / 4‬و أبو داود ( ‪ ) 5020‬و‬
‫الترمذي‬
‫( ‪ ) 45 / 2‬و الدارمي ( ‪ ) 126 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 3914‬و الاكم ( ‪/ 4‬‬
‫‪) 390‬‬
‫و الطيالسي ( ‪ ) 1088‬و أحد ( ‪ ) 13 - 10 / 4‬و ابن أب شيبة ( ‪/ 189 / 12‬‬
‫‪)1‬‬
‫و الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 295 / 1‬و ابن عساكر ( ‪) 2 / 219 / 11‬‬
‫عن‬
‫يعلى بن عطاء سعت وكيع بن عدس يدث عن عمه أب رزين العقيلي قال ‪ :‬قال‬
‫رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬

‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و نقل الناوي ف " الفيض " عن صاحب " القتراح " أنه قال ‪:‬‬
‫" إسناده على شرط مسلم " ! و كل ذلك وهم لسيما القول الخي منها فإن وكيع‬
‫ابن عدس ل يرج له مسلم شيئا ‪ ,‬ث هو ل يوثقه أحد غي ابن حبان و ل يرو عنه‬
‫غي يعلى بن عطاء و لذلك قال ابن القطان ‪ :‬مهول الال ‪.‬‬
‫و قال الذهب ‪ :‬ل يعرف ‪ .‬و مع ذلك فحديثه كشاهد ل بأس به ‪ ,‬و قد حسن سنده‬
‫الافظ ( ‪. ) 377 / 12‬‬
‫و روى ابن أب شيبة ( ‪ ) 1 / 193 / 12‬و الواحدي ف " الوسيط " ( ‪/ 96 / 2‬‬
‫‪)2‬‬
‫عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا بلفظ ‪ " :‬الرؤيا لول عابر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و يزيد ضعيف ‪.‬‬
‫( على رجل طائر ) أي أنا ل تستقر ما ل تعب ‪ .‬كما قال الطحاوي و الطاب‬
‫و غيها ‪.‬‬
‫و الديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعب ‪ ,‬و لذلك أرشدنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إل أن ل نقصها إل على ناصح أو عال ‪ ,‬لن الفروض فيهما‬
‫أن يتارا أحسن العان ف تأويلها فتقع على وفق ذلك ‪ ,‬لكن ما ل ريب فيه أن‬
‫ذلك مقيد با إذا كان التعبي ما تتمله الرؤيا و لو على وجه ‪ ,‬و ليس خطأ مضا‬
‫و إل فل تأثي له حينئذ و ال أعلم ‪.‬‬
‫و قد أشار إل هذا العن المام البخاري ف " كتاب التعبي " من " صحيحه "‬
‫بقوله ( ‪: ) 362 / 4‬‬
‫" باب من ل ير الرؤيا لول عابر إذا ل يصب " ‪.‬‬
‫ث ساق حديث الرجل الذي رأى ف النام ظلة و عبها أبو بكر الصديق ث قال ‪:‬‬
‫فأخبن يا رسول ال ‪ -‬بأب أنت ‪ -‬أصبت أم أخطأت ‪ ,‬قال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أصبت بعضا ‪ ,‬و أخطأت بعضا " ‪.‬‬
‫" أصبت بعضا و أخطأت بعضا " ‪.‬‬ ‫‪121‬‬
‫و هو من حديث ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬و لفظه ‪:‬‬

‫" أن رجل أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إن رأيت الليلة ف النام‬
‫ظلة تنطف بالسمن و العسل ‪ ,‬فأرى الناس يتكففون منها ‪ ,‬فالستكثر و الستقل ‪,‬‬
‫و إذا سبب واصل من الرض إل السماء ‪ ,‬فأراك أخذت به فعلوت ‪ ,‬ث أخذ به‬
‫رجل آخر‬
‫فعل به ‪ ,‬ث أخذه رجل آخر فعل به ‪ ,‬ث أخذه رجل فانقطع ‪ ,‬ث وصل ‪ ,‬فقال‬
‫أبو بكر ‪ :‬يا رسول ال بأب أنت و ال لتدعن فأعبها ‪ ,‬فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم له ‪ :‬أعبها ‪,‬قال ‪ :‬أما الظلة فالسلم ‪ ,‬و أما الذي ينطف من العسل‬
‫و السمن فالقرآن حلوته تنطف ‪ ,‬فالستكثر من القرآن و الستقل ‪ ,‬و أما السبب‬
‫الواصل من السماء إل الرض فالق الذي أنت عليه تأخذ به ‪ ,‬فيعليك ال ‪ ,‬ث‬
‫يأخذ به رجل ‪ ,‬فيعلو به ‪ ,‬ث يأخذ به رجل آخر فيعلو به ‪ ,‬ث يأخذ به رجل فينقطع‬
‫به ‪ ,‬ث يوصل له فيعلو به ‪ ,‬فأخبن يا رسول ال ‪ -‬بأب أنت ‪ -‬أصبت أم أخطأت ‪,‬‬
‫قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أصبت بعضا ‪ ,‬و أخطأت بعضا ‪ ,‬قال فوال لتحدثن‬
‫بالذي أخطأت ‪ ,‬قال ‪ :‬ل تقسم " ‪.‬‬
‫و أخرجه مسلم أيضا ( ‪ ) 56 - 55 / 7‬و أبو داود ( ‪ ) 4632 , 3268‬و‬

‫( ‪ ) 47 / 2‬و الدارمي ( ‪ ) 128 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 3918‬و ابن أب شيبة ف‬
‫" الصنف " ( ‪ ) 2 / 190 / 12‬و أحد ( ‪ ) 236 / 1‬كلهم عن ابن عباس ‪ ,‬إل‬
‫أن‬
‫بعضهم جعله من روايته عن أب هريرة ‪ ,‬و رجح المام البخاري الول ‪ ,‬و هو أنه‬
‫عن ابن عباس ‪ ,‬ليس لب هريرة فيه ذكر ‪.‬‬
‫و تبعه على ذلك الافظ ابن حجر ف " الفتح " و ال أعلم ‪.‬‬

‫‪------------‬‬
‫( ظلة ) أي سحابة لا ظل ‪ ,‬و كل ما أظل من سقيفة و نوها يسمى ظلة ‪.‬‬

‫( تنطف ) أي تقطر ‪ ,‬و النطف القطر ‪.‬‬
‫( يتكففون ) أي يأخذون بأكفهم ‪.‬‬
‫( سبب ) أي حبل ‪.‬‬
‫" والذي نفسي بيده ل تقوم الساعة حت يكلم السباع النس و يكلم الرجل عذبة‬ ‫‪122‬‬
‫سوطه و شراك نعله و يبه فخذه با حدث أهله بعده " ‪.‬‬
‫رواه المام أحد ( ‪ : ) 84 - 83 / 3‬حدثنا يزيد أنبأنا القاسم بن الفضل الدائي‬

‫عن أب نضرة عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" عدا الذئب على شاة ‪ ,‬فأخذها ‪ ,‬فطلبه الراعي ‪ ,‬فانتزعها منه ‪ ,‬فأقعى الذئب على‬
‫ذنبه ‪ ,‬قال ‪ :‬أل تتقي ال تنع من رزقا ساقه ال إل ‪ ,‬فقال ‪ :‬يا عجب ذئب‬
‫مقع على ذنبه يكلمن كلم النس ! فقال الذئب أل أخبك بأعجب من ذلك ?‬
‫ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم بيثرب ‪ ,‬يب الناس بأنباء ما قد سبق ! قال ‪ :‬فأقبل الراعي‬
‫يسوق غنمه حت دخل الدينة ‪ ,‬فزواها إل زاوية من زواياها ‪ ,‬ث أتى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فأخبه ‪ ,‬فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم فنودي بالصلة‬
‫جامعة ‪ ,‬ث خرج ‪ ,‬فقال للراعي ‪ :‬أخبهم ‪ ,‬فأخبهم ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬صدق ‪ ,‬و الذي نفسي بيده " ‪ .‬الديث ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غي القاسم هذا و هو ثقة اتفاقا‬
‫‪,‬‬
‫و أخرج له مسلم ف القدمة ‪.‬‬
‫و الديث أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 2109‬و الاكم مفرقا ( ‪- 467 , 467 / 4‬‬
‫‪) 468‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهب !‬
‫و أخرج الترمذي منه قوله ‪ " :‬و الذي نفسي بيده ‪ " ...‬و قال ‪:‬‬
‫" حديث حسن ‪ ,‬ل نعرفه إل من حديث القاسم بن الفضل و هو ثقة مأمون " ‪.‬‬
‫" ما أنتم بزء من مائة ألف جزء من يرد علي الوض من أمت " ‪.‬‬ ‫‪123‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 5746‬و الاكم ( ‪ ) 76 / 1‬و صححه و أحد ( ‪, 367 / 4‬‬
‫‪ ) 372 , 371 , 369‬من طريق شعبة عن عمرو بن مرة قال ‪ :‬سعت أبا حزة أنه‬
‫سع‬
‫‪ #‬زيد بن أرقم ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر ‪ ,‬فنلنا منل فسمعته يقول ‪:‬‬
‫( فذكره ) ‪ ,‬قال ‪ :‬كم كنتم يومئذ ? قال ‪ :‬سبعمائة أو ثانائة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله رجال الشيخي غي أب حزة و اسه طلحة بن يزيد‬
‫النصاري فمن رجال البخاري ‪ ,‬و وثقه ابن حبان و النسائي ‪.‬‬
‫" الشمس و القمر ثوران مكوران ف النار يوم القيامة " ‪.‬‬ ‫‪124‬‬
‫أخرجه المام الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 67 - 66 / 1‬حدثنا ممد بن‬
‫خزية‬
‫‪ :‬حدثنا معلى بن أسد العمي حدثنا عبد العزيز بن الختار عن عبد ال الداناج‬
‫قال ‪:‬‬
‫" شهدت أبا سلمة بن عبد الرحن جلس ف مسجد ف زمن خالد بن عبد ال بن خالد‬
‫ابن أسيد ‪ ,‬قال ‪ :‬فجاء السن فجلس إليه فتحدثنا ‪ ,‬فقال أبو سلمة ‪ :‬حدثنا‬
‫‪ #‬أبو هريرة ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( .‬فذكره ) ‪.‬‬
‫فقال السن ‪ :‬ما ذنبهما ?! فقال ‪ :‬إنا أحدثك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فسكت السن ‪.‬‬
‫و رواه البيهقي ف كتاب " البعث و النشور " ‪ ,‬و كذا البزار و الساعيلي‬
‫و الطاب كلهم من طريق يونس بن ممد حدثنا عبد العزيز بن الختار به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري ‪ ,‬و قد أخرجه ف صحيحه متصرا‬
‫فقال‬
‫( ‪ : ) 305 - 304 / 2‬حدثنا مسدد قال ‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن الختار به بلفظ ‪:‬‬
‫" الشمس و القمر مكوران يوم القيامة " ‪.‬‬
‫و ليس عنده قصة أب سلمة مع السن ‪ ,‬و هي صحيحة ‪ ,‬و قد وقع للخطيب‬
‫التبيزي وهم‬
‫ف إسناد هذا الديث و القصة ‪ ,‬حيث جعل الديث من تديث السن عن أب‬
‫و الناقشة بينهما ‪ ,‬و قد نبهت عليه ف تعليقي على كتابه " مشكاة الصابيح "‬
‫رقم ( ‪. ) 5692‬‬
‫و للحديث شاهد ‪ ,‬فقال الطيالسي ف " مسنده " ( ‪ : ) 2103‬حدثنا درست عن‬
‫يزيد‬
‫ابن أبان الرقاشي عن أنس رفعه إل النب صلى ال عليه وسلم بلفظ ‪:‬‬
‫" إن الشمس و القمر ثوران عقيان ف النار " ‪.‬‬
‫و هذا إسناد ضعيف من أجل الرقاشي فإنه ضعيف ‪ ,‬و مثله درست و لكنه قد توبع‬
‫و من‬
‫هذه الطريق أخرجه الطحاوي و أبو يعلى ( ‪ ) 10 / 17 / 3‬و ابن عدي ( ‪/ 129‬‬
‫‪)2‬‬
‫و أبو الشيخ ف " العظمة " كما ف " اللل الصنوعة " ( ‪ ) 82 / 1‬و ابن مردويه‬
‫كما ف " الامع الصغي " و زاد ‪:‬‬
‫" و إن شاء أخرجهما ‪ .‬و إن شاء تركهما " ‪.‬‬
‫و أما التابعة الشار إليها ‪ ,‬فقال أبو الشيخ ‪:‬‬
‫حدثنا أبو معشر الدارمي حدثنا هدبة حدثنا حاد بن سلمة عن يزيد الرقاشي به ‪.‬‬
‫قال السيوطي ‪ :‬و هذه متابعة جليلة ‪ .‬و هو كما قال ‪ ,‬و السند رجاله ثقات كما‬
‫قال ابن عراق ف " تنيه الشريعة " ( ‪ 190 / 1‬الطبعة الول ) ‪ ,‬يعن من دون‬
‫الرقاشي و إل فهو ضعيف كما عرفت ‪ ,‬و لكنه ليس شديد الضعف ‪ ,‬فيصلح‬
‫للستشهاد‬
‫به و لذلك فقد أساء ابن الوزي بإيراده لديثه ف " الوضوعات " ! على أنه قد‬
‫تناقض ‪ ,‬فقد أورده أيضا ف " الواهيات " يعن الحاديث الواهية غي الوضوعة ‪,‬‬
‫و كل ذلك سهو منه عن حديث أب هريرة هذا الصحيح ‪ .‬و ال الوفق ‪.‬‬
‫معن الديث ‪:‬‬

‫‪------------‬‬
‫و ليس الراد من الديث ما تبادر إل ذهن السن البصري أن الشمس و القمر ف‬

‫النار يعذبان فيها عقوبة لما ‪ ,‬كل فإن ال عز و جل ل يعذب من أطاعه من‬
‫خلقه و من ذلك الشمس و القمر كما يشي إليه قول ال تبارك و تعال ( أل تر‬
‫أن ال يسجد له من ف السموات و من ف الرض ‪ ,‬و الشمس و القمر ‪ ,‬و النجوم‬
‫و البال و الشجر و الدواب ‪ ,‬و كثي من الناس ‪ ,‬و كثي حق عليه العذاب ) ‪.‬‬
‫فأخب تعال أن عذابه إنا يق على غي من كان يسجد له تعال ف الدنيا ‪ ,‬كما‬
‫قال الطحاوي ‪ ,‬و عليه فإلقاؤها ف النار يتمل أمرين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنما من وقود النار ‪.‬‬
‫قال الساعيلي ‪:‬‬

‫" ل يلزم من جعلهما ف النار تعذيبهما ‪ ,‬فإن ل ف النار ملئكة و حجارة‬
‫و غيها لتكون لهل النار عذابا و آلة من آلت العذاب ‪ ,‬و ما شاء ال من ذلك‬
‫فل تكون هي معذبة " ‪.‬‬
‫و الثان ‪ :‬أنما يلقيان فيها تبكيتا لعبادها ‪.‬‬
‫قال الطاب ‪:‬‬

‫" ليس الراد بكونما ف النار تعذيبهما بذلك ‪ ,‬و لكنه تبكيت لن كان يعبدها‬
‫ف الدنيا ليعلموا أن عبادتم لما كانت باطل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا هو القرب إل لفظ الديث و يؤيده أن ف حديث أنس عند أب يعلى‬
‫‪-‬‬
‫كما ف " الفتح " ( ‪: ) 214 / 6‬‬
‫" لياها من عبدها " ‪ .‬و ل أرها ف " مسنده " و ال تعال أعلم ‪.‬‬
‫" من سره أن ينظر إل رجل يشي على الرض و قد قضى نبه فلينظر إل طلحة " ‪.‬‬ ‫‪125‬‬
‫أخرجه ابن سعد ف " الطبقات " ( ‪ ) 155 / 1 / 3‬أخبنا سعيد بن منصور قال ‪:‬‬
‫أنبأنا صال بن موسى عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن ‪ #‬عائشة ‪#‬‬
‫قالت ‪:‬‬
‫" إن لفي بيت ‪ ,‬و رسول ال صلى ال عليه وسلم و أصحابه بالفناء ‪ ,‬و بين‬
‫و بينهم الستر ‪ ,‬أقبل طلحة بن عبيد ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم "‬
‫و كذا رواه أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪ ) 1 / 232‬و أبو نعيم ف " اللية "‬
‫( ‪ ) 88 / 1‬من طريق أخرى عن صال بن موسى به ‪ .‬و رواه أيضا الطبان ف‬
‫" الوسط " كما ف " الجمع " ( ‪ ) 148 / 9‬و قال ‪:‬‬
‫" و فيه صال بن موسى و هو متروك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل ينفرد به ‪ ,‬فقد رواه إسحاق بن يي بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة‬
‫قال ‪ " :‬بينما عائشة بنت طلحة تقول لمها أم كلثوم بنت أب بكر ‪ :‬أب خي من‬
‫أبيك ‪ ,‬فقالت عائشة أم الؤمني ‪ :‬أل أقضي بينكما ? إن أبا بكر دخل على النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا أبا بكر أنت عتيق ال من النار ‪ ,‬قالت ‪ :‬فمن‬
‫يومئذ سي عتيقا ‪ ,‬و دخل طلحة على النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪:‬‬
‫" أنت يا طلحة من قضى نبه " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 416 / 415 / 2‬و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪.‬‬
‫و تعقبه الذهب بقوله ‪ " :‬قلت ‪ :‬بل إسحاق متروك ‪ ,‬قاله أحد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و مع ضعفه الشديد ‪ ,‬فقد اضطرب ف إسناده ‪ ,‬فرواه مرة هكذا ‪ ,‬و مرة قال‬
‫‪:‬‬
‫عن موسى بن طلحة قال ‪ " :‬دخلت على معاوية ‪ ,‬فقال ‪ :‬أل أبشرك ? قلت ‪ :‬بلى‬
‫قال ‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬طلحة من قضى نبه " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن سعد ( ‪ ) 156 - 155 / 1 / 3‬و الترمذي ( ‪ ) 302 , 219 / 2‬و‬
‫قال ‪:‬‬
‫" حديث غريب ‪ ,‬ل نعرفه إل من هذا الوجه ‪ ,‬و إنا روي عن موسى بن طلحة عن‬
‫أبيه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ث ساقه هو و أبو يعلى ( ق ‪ ) 1 / 45‬و الضياء ف " الختارة "‬
‫( ‪ ) 278 / 1‬من طريق طلحة بن يي عن موسى و عيسى ابن طلحة عن أبيهما‬
‫طلحة‬
‫أن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قالوا لعراب جاهل ‪ :‬سله عمن قضى‬
‫نبه‬
‫من هو ? و كانوا ل يترؤون على مسألته ‪ ,‬يوقرونه و يهابونه ‪ ,‬فسأله العراب ‪,‬‬
‫فأعرض عنه ‪ ,‬ث سأله فأعرض عنه ‪ ,‬ث إن اطلعت من باب السجد و علي ثياب‬
‫خضر ‪,‬‬
‫فلما رآن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬أين السائل عمن قضى نبه ? قال ‪:‬‬
‫أنا يا رسول ال ‪ ,‬قال ‪ :‬هذا من قضى نبه ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬هذا حديث حسن غريب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده حسن رجاله ثقات رجال مسلم ‪ ,‬غي أن طلحة بن يي ‪ ,‬تكلم فيه‬
‫بعضهم من أجل حفظه ‪ ,‬و هو مع ذلك ل ينل حديثه عن رتبة السن ‪.‬‬
‫و ل ينفرد بالديث ‪ ,‬فقد أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪) 2 / 13 / 1‬‬
‫عن سليمان بن أيوب حدثن أب عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال ‪ :‬كان‬
‫النب‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا رآن قال ‪:‬‬
‫" من أحب أن ينظر إل شهيد يشي على وجه الرض فلينظر إل طلحة بن عبيد ال "‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف سليمان هذا صاحب مناكي ‪ ,‬و قال ابن مهدي ‪ " :‬عامة‬
‫أحاديثه ل يتابع عليها " ‪.‬‬

‫" رواه الطبان ‪ ,‬و فيه سليمان بن أيوب الطلحي ‪ ,‬و قد وثق ‪ ,‬و ضعفه جاعة ‪,‬‬
‫و فيه جاعة ل أعرفهم " ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد جيد مرسل بلفظ ‪:‬‬

‫" من أراد أن ينظر إل رجل قد قضى نبه فلينظر إل طلحة بن عبيد ال " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن سعد ( ‪ : ) 156 / 1 / 3‬أخبنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو عوانة عن حصي عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا مرسل صحيح السناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي ‪.‬‬
‫ث إن صال بن موسى الذي ف الطريق الول قد رواه بإسناد آخر و لفظ آخر و هو‬
‫‪:‬‬
‫" من سره أن ينظر إل شهيد يشي على وجه الرض فلينظر إل طلحة بن عبيد ال "‬
‫‪.‬‬
‫" من سره أن ينظر إل شهيد يشي على وجه الرض فلينظر إل طلحة بن عبيد ال "‬ ‫‪126‬‬
‫‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ - 302 / 2‬بولق ) عن صال بن موسى الطلحي ‪ -‬من ولد‬

‫طلحة‬
‫ابن عبيد ال ‪ -‬عن الصلت بن دينار عن أب نضرة قال ‪ :‬قال ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪#‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره و قال ‪:‬‬
‫" حديث غريب ل نعرفه إل من حديث الصلت ‪ ,‬و قد تكلم بعض أهل العلم ف‬
‫الصلت‬
‫ابن دينار و ف صال بن موسى من قبل حفظهما " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ها بعد التحقيق ضعيفان جدا ‪ ,‬غي أن صال بن موسى ل ينفرد به ‪ ,‬و هو ما‬
‫أشعر به كلم الترمذي نفسه ‪ ,‬فقال الطيالسي ف " مسنده " ( ‪ : ) 1793‬حدثنا‬
‫الصلت بن دينار ( حدثنا ) أبو نضرة به بلفظ ‪:‬‬
‫" مر طلحة بالنب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬شهيد يشي على وجه الرض " ‪.‬‬
‫و هكذا رواه ابن ماجه ( ‪ ) 125‬عن وكيع ‪ :‬حدثنا الصلت الزدي به ‪.‬‬
‫و رواه الواحدي ف " الوسيط " ( ‪ ) 121 / 7 / 3‬عن الصلت به مثل رواية‬
‫الترمذي ‪,‬‬
‫و رواه البغوي ف " تفسيه " ( ‪ ) 528 / 7‬من هذا الوجه بلفظ ‪:‬‬
‫" نظر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل طلحة بن عبد ال فقال ‪ :‬من أحب أن‬
‫ينظر إل رجل يشي على وجه الرض قد قضى نبه فلينظر إل هذا " ‪.‬‬
‫و قد عزاه صاحب " مشكاة الصابيح " للترمذي ف رواية له ‪ ,‬و هو وهم منه‬
‫رحه ال ‪.‬‬
‫و بالملة فالديث بذه الطرق و الشواهد يرتقي إل درجة الصحة ‪ ,‬و هي و إن‬
‫اختلفت ألفاظها فالؤدى واحد كما هو ظاهر و قد ثبته الافظ ف " الفتح "‬
‫( ‪ - 398 / 8‬بولق ) ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و ف الديث إشارة إل قول ال تبارك و تعال ( من الؤمني رجال صدقوا ما‬

‫عاهدوا ال عليه ‪ ,‬فمنهم من قضى نبه ‪ ,‬و منهم من ينتظر ‪ ,‬و ما بدلوا تبديل )‬
‫‪.‬‬
‫و فيه منقبة عظيمة لطلحة بن عبيد ال رضي ال عنه ‪ ,‬حيث أخب صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه من قضى نبه مع أنه ل يزال حيا ينتظر الوفاء با عاهد ال عليه ‪,‬‬
‫قال ابن الثي ف " النهاية " ‪:‬‬
‫" النحب النذر ‪ ,‬كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء ال ف الرب ‪ ,‬فوف به ‪,‬‬
‫و قيل ‪ :‬النحب الوت ‪ ,‬كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حت يوت " ‪.‬‬
‫و قد قتل رضي ال عنه يوم المل ‪ .‬فويل لن قتله ‪.‬‬

‫" قال ال تعال ‪ :‬يا ابن آدم إنك ما دعوتن و رجوتن غفرت لك على ما كان فيك‬ ‫‪127‬‬
‫و ل أبال ‪ ,‬يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ‪ ,‬ث استغفرتن غفرت لك‬
‫و ل أبال ‪ ,‬يا ابن آدم إنك لو أتيتن بقراب الرض خطايا ث لقيتن ل تشرك‬
‫ب شيئا ‪ ,‬لتيتك بقرابا مغفرة " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 270 / 2‬من طريق كثي بن فائد ‪ :‬حدثنا سعيد ابن عبيد قال ‪:‬‬
‫سعت بكر بن عبد ال الزن يقول ‪ :‬حدثنا ‪ #‬أنس ابن مالك ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره و قال ‪:‬‬
‫" حديث حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله موثقون غي كثي بن فائد ‪ ,‬فلم يوثقه غي ابن حبان ‪ ,‬و ف‬
‫" التقريب " أنه مقبول ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن الديث حسن كما قال الترمذي ‪ ,‬فإن له شاهدا من حديث أب ذر ‪,‬‬
‫يرويه‬
‫شهر بن حوشب عن عمر بن معد يكرب عنه مرفوعا به مع تقدي و تأخي ‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ ) 322 / 2‬و أحد ( ‪ ) 172 / 5‬من طريق غيلن ابن جرير عن‬
‫شهر‬
‫به ‪.‬‬
‫و خالفه عبد الميد ‪ -‬و هو ابن برام ‪ -‬فقال ‪ :‬حدثنا شهر حدثن ابن غنم أن أبا‬
‫ذر حدثه به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 154 / 5‬و شهر فيه ضعف من قبل حفظه ‪ ,‬و إن ل يكن هذا‬
‫الختلف‬
‫عليه من تردده و سوء حفظه ‪ ,‬فالوجه الول أصح لن غيلن أوثق من ابن برام ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر عند الطبان ف " معاجه " عن ابن عباس ‪ ,‬و هو مرج ف‬
‫" الروض النضي " ( ‪. ) 432‬‬
‫و له عن أب ذر طريق أخرى متصرا بلفظ ‪:‬‬

‫" قال ال تبارك و تعال ‪ :‬السنة بعشر أمثالا أو أزيد ‪ ,‬و السيئة واحدة‬
‫أو أغفرها و لو لقيتن بقراب الرض خطايا ما ل تشرك ب لقيتك بقرابا مغفرة "‬
‫‪.‬‬
‫" قال ال تبارك و تعال ‪ :‬السنة بعشر أمثالا أو أزيد و السيئة واحدة‬ ‫‪128‬‬
‫أو أغفرها و لو لقيتن بقراب الرض خطايا ما ل تشرك ب لقيتك بقرابا مغفرة "‬
‫‪.‬‬
‫رواه الاكم ( ‪ ) 241 / 4‬و أحد ( ‪ ) 108 / 5‬عن عاصم عن العرور بن سويد‬
‫أن‬
‫‪ #‬أبا ذر ‪ #‬رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫" حدثنا الصادق الصدوق صلى ال عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك و تعال‬
‫أنه قال ‪ :‬السنة ‪. " ...‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح السناد " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬عاصم هو ابن بدلة و هو حسن الديث ‪ ,‬و بقية الرجال ثقات رجال‬
‫الشيخي ‪,‬‬
‫فالسناد حسن ‪.‬‬
‫" قد أفلح من أسلم و رزق كفافا و قنعه ال با آتاه " ‪.‬‬ ‫‪129‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 102 / 3‬و الترمذي ( ‪ ) 56 / 2‬و أحد ( ‪ ) 168 / 2‬و البيهقي‬
‫( ‪ ) 196 / 4‬من طريق عبد ال بن يزيد القرىء حدثنا سعيد بن أب أيوب حدثن‬
‫شرحبيل بن شريك عن أب عبد الرحن البلي عن ‪ #‬عبد ال ابن عمرو بن العاصي‬
‫‪#‬‬

‫و رواه ابن ماجه ( ‪ ) 4138‬عن ابن ليعة عن عبيد ال بن أب جعفر ‪ ,‬و حيد‬
‫ابن هانء الولن أنما سعا أبا عبد الرحن البلي يب عن عبد ال‬
‫ابن عمرو به نوه ‪.‬‬
‫و ابن ليعة سيء الفظ ‪ ,‬لكن ل بأس به ف التابعات ‪.‬‬
‫( تنبيه ) ‪:‬‬
‫‪---------‬‬
‫عزاه السيوطي ف " الصغي " و " الكبي " ( ‪ ) 1 / 95 / 2‬لسلم و من ذكرنا معه‬
‫غي البيهقي فتعقبه الناوي بقوله ‪ " :‬تبع ف العزو لا ذكر عبد الق ‪.‬‬
‫قال ف " النار " ‪ :‬و هذا ل يذكره مسلم و إنا هو عند الترمذي ‪. " ..‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا وهم من صاحب " النار " ث الناوي ‪ ,‬فالديث ف الكان الذي أشرنا‬
‫إليه من مسلم ‪ :‬ف " كتاب الزكاة " ‪.‬‬
‫و ف الديث فضل الكفاف و القناعة به ‪ ,‬و مثله الديث الت ‪:‬‬

‫" اللهم اجعل رزق آل ممد قوتا " ‪.‬‬
‫" اللهم اجعل رزق آل ممد قوتا " ‪.‬‬ ‫‪130‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 222 / 4‬و مسلم ( ‪ ) 217 / 8 , 103 / 3‬و أحد ( ‪/ 2‬‬
‫‪) 232‬‬
‫من طرق عن ممد بن فضيل عن أبيه عن عمارة بن القعقاع عن أب زرعة عن‬
‫‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و اللفظ لسلم ‪ ,‬و كذا أحد إل أنه قال ‪ " :‬بيت " بدل " ممد " ‪.‬‬
‫و لفظ البخاري ‪ " :‬اللهم ارزق آل ممد قوتا " ‪.‬‬
‫و يؤيد اللفظ الول أن العمش رواه عن عمارة بن القعقاع به ‪.‬‬

‫أخرجه مسلم و الترمذي ( ‪ - 57 / 2‬بولق ) و ابن ماجه ( ‪ ) 4139‬و البيهقي‬
‫( ‪ ) 46 / 7‬من طرق عن وكيع ‪ :‬حدثنا العمش به ‪.‬‬
‫و أخرجه مسلم من طريق أب أسامة قال ‪ :‬سعت العمش به إل أنه قال ‪ " :‬كفافا "‬
‫بدل " قوتا " ‪.‬‬
‫و كذلك رواه القاسم السرقسطي ف " غريب الديث " ( ج ‪ ) 2 / 5 / 2‬عن حاد‬
‫ابن أسامة قال ‪ :‬حدثنا العمش به إل أنه قال ‪:‬‬
‫" رزقي و رزق آل ممد كفافا " ‪.‬‬
‫فقد اختلف ف متنه على العمش ‪ ,‬و الرواية الول الت رواها مسلم أرجح عندي‬
‫لوافقتها لرواية بعض الرواة عن العمش ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫( تنبيه ) ‪:‬‬
‫‪----------‬‬
‫أورد السيوطي الديث ف " الامع الصغي " بلفظ مسلم و بزيادة ‪:‬‬
‫" ف الدنيا " و عزاه لسلم و الترمذي و ابن ماجه ‪ ,‬و كذلك أورده ف‬
‫" الامع الكبي " ( ‪ ) 309 / 1‬من رواية هؤلء الثلثة و كذا أحد و أب يعلى‬
‫و البيهقي ‪ .‬و ل أصل لا عند أحد منهم إل أن تكون عند أب يعلى ‪ ,‬و ذلك ما‬
‫أستبعده ‪ ,‬فإن ثبتت عنده فهي زيادة شاذة بل شك لخالفتها لرويات الثقات الفاظ‬
‫‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫فائدة الديث‬
‫‪--------------‬‬
‫فيه و ف الذي قبله دليل على فضل الكفاف ‪ ,‬و أخذ البلغة من الدنيا و الزهد فيما‬
‫فوق ذلك ‪ ,‬رغبة ف توفر نعيم الخرة ‪ ,‬و إيثارا لا يبقى على ما يفن ‪ ,‬فينبغي‬
‫للمة أن تقتدي به صلى ال عليه وسلم ف ذلك ‪.‬‬
‫و قال القرطب ‪:‬‬

‫معن الديث أنه طلب الكفاف ‪ ,‬فإن القوت ما يقوت البدن و يكف عن الاجة ‪ ,‬و‬
‫ف‬
‫هذه الالة سلمة من آفات الغن و الفقر جيعا ‪ .‬كذا ف " فتح الباري "‬
‫( ‪. ) 252 - 251 / 11‬‬
‫قلت ‪ :‬و ما ل ريب فيه أن الكفاف يتلف باختلف الشخاص و الزمان و الحوال‬
‫‪,‬‬
‫فينبغي للعاقل أن يرص على تقيق الوضع الوسط الناسب له ‪ ,‬بيث ل ترهقه‬
‫الفاقة ‪ ,‬و ل يسعى وراء الفضول الذي يوصله إل التبسط و الترفه ‪ ,‬فإنه ف هذه‬
‫الال قلما يسلم من عواقب جع الال ‪ ,‬لسيما ف هذا الزمان الذي كثرت فيه‬
‫مفاتنه ‪ ,‬و تيسرت على الغنياء سبله ‪.‬‬
‫أعاذنا ال تعال من ذلك ‪ ,‬و رزقنا الكفاف من العيش ‪.‬‬
‫" هذه بتلك السبقة " ‪.‬‬ ‫‪131‬‬
‫أخرجه الميدي ف مسنده ( ق ‪ ) 2 / 42‬و أبو داود ( ‪ ) 2578‬و النسائي ف‬

‫" عشرة النساء " ( ق ‪ ) 1 / 74‬و السياق له و ابن ماجه ( ‪ ) 1979‬متصرا‬
‫و أحد ( ‪ ) 264 / 39 / 6‬متصرا و مطول من طريق جاعة عن هشام بن عروة‬
‫عن أبيه عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬رضي ال عنها ‪:‬‬
‫" أنا كانت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬ف سفر ‪ ,‬و هي جارية ( قالت ‪:‬‬
‫ل أحل اللحم و ل أبدن ) ‪ ,‬فقال لصاحبه ‪ :‬تقدموا ‪ ( ,‬فتقدموا ) ث قال ‪:‬‬
‫تعال أسابقك ‪ ,‬فسابقته ‪ ,‬فسبقته على رجلي ‪ ,‬فلما كان بعد ( و ف رواية ‪ :‬فسكت‬
‫عن حت إذا حلت اللحم و بدنت و نسيت ) خرجت معه ف سفر ‪ ,‬فقال لصحابه‬
‫‪:‬‬
‫تقدموا ‪ ( ,‬فتقدموا ) ‪ ,‬ث قال ‪ :‬تعال أسابقك ‪.‬‬
‫و نسيت الذي كان ‪ ,‬و قد حلت اللحم ‪ ,‬فقلت كيف أسابقك يا رسول ال و أنا‬
‫على هذا الال ? فقال لتفعلن ‪ ,‬فسابقته فسبقن ‪ ,‬فـ ( جعل يضحك ‪ ,‬و ) قال ‪:‬‬
‫" فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط الشيخي و قد صححه العراقي ف " تريج‬
‫الحياء "‬
‫( ‪. ) 40 / 2‬‬
‫و خالف الماعة حاد بن سلمة فقال ‪:‬‬

‫" عن هشام بن عروة عن أب سلمة عنها متصرا بلفظ ‪:‬‬
‫" قالت ‪ :‬سابقت النب صلى ال عليه وسلم فسبقته " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 261 / 6‬و حاد ثقة حافظ فيحتمل أن يكون قد حفظ ما ل يفظ‬
‫الماعة و أن هشاما يرويه عن أبيه و عن أب سلمة ‪ .‬و يؤيده أن حادا رواه أيضا‬
‫عن علي بن زيد عن أب سلمة به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪. ) 280 , 182 , 129 / 6‬‬
‫" اكتن بابنك عبد ال ـ يعن ابن الزبي ـ أنت أم عبد ال " ‪.‬‬ ‫‪132‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 151 / 6‬حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن هشام عن أبيه‬
‫أن ‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا رسول ال كل نسائك لا كنية‬
‫غيي ‪ ,‬فقال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فذكره بدون الزيادة ) ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فكان يقال لا أم عبد ال حت ماتت و ل تلد قط ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬و إن كان ظاهره الرسال ‪ ,‬فإن عروة هو ابن الزبي و‬
‫هو‬
‫ابن أخت عائشة أساء ‪ ,‬فعائشة خالته ‪ ,‬فهو ممول على التصال ‪ ,‬و قد جاء كذلك‬
‫فقال أحد ( ‪ ) 186 / 6‬و عنه الدولب ف " الكن و الساء " ( ‪: ) 152 / 1‬‬
‫" حدثنا عمر بن حفص أبو حفص العيطي قال ‪ :‬حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن‬
‫عائشة‬
‫به نوه و فيه الزيادة ‪.‬‬
‫و هذا إسناد صحيح أيضا ‪ ,‬فإن عمر هذا قال فيه أبو حات ‪ :‬ل بأس به ‪ ,‬و ذكره‬
‫ابن حبان ف " الثقات " ‪.‬‬
‫و قد تابعه حاد بن زيد قال ‪ :‬حدثنا هشام بن عروة به ‪.‬‬

‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 490‬و أحد ( ‪ ) 260 , 107 / 6‬و أبو يعلى ( ق ‪2 / 214‬‬
‫)‪.‬‬
‫و رواه وكيع فقال ‪ :‬عن هشام عن رجل من ولد الزبي عنها ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪. ) 213 , 186 / 6‬‬
‫و هذا الرجل هو عروة بن الزبي كما ف رواية حاد بن زيد و عمر بن حفص و معمر‬
‫كما تقدم ‪ .‬و كذلك رواه قران بن تام كما قال أبو داود ‪.‬‬
‫و رواه أبو أسامة و حاد بن سلمة و مسلمة بن قعنب عن هشام فسموا الرجل ‪:‬‬
‫" عباد بن حزة " و هو ابن عبد ال بن الزبي ‪ .‬و هو ثقة ‪ ,‬فهو من ولد الزبي‬
‫فيحتمل أن يكون هو الذي عناه هشام ف رواية وكيع ‪ ,‬و سواء كان هذا أو ذاك‬
‫فالديث صحيح لنه إما عن عروة أو عن عباد و كلها ثقة ‪ ,‬و القرب أنه عنهما‬
‫معا ‪ ,‬كما يقتضيه صحة الروايتي عن كل منهما ‪.‬‬
‫و ف الديث مشروعية التكن و لو ل يكن له ولد ‪ .‬و هذا أدب إسلمي ليس له‬
‫نظي‬
‫عند المم الخرى فيما أعلم فعلى السلمي أن يتمسكوا به رجال و نساء و يدعوا‬
‫ما تسرب إليهم من عادات العاجم كـ ( البيك ) و ( الفندي ) و ( الباشا ) و نو‬
‫ذلك كـ ( السيو ) أو ( السيد ) و ( السيدة ) و ( النسة ) إذ كل ذلك دخيل ف‬
‫السلم ‪ ,‬و قد نص فقهاء النفية على كراهة ( الفندي ) لا فيه من التزكية كما‬
‫ف حاشية ابن عابدين ‪ .‬و السيد إنا يطلق على من كان له نوع ولية و رياسة و ف‬
‫ذلك جاء حديث " قوموا إل سيدكم " و قد تقدم برقم ( ‪ , ) 66‬و ل يطلق على‬
‫كل‬
‫أحد ‪ ,‬لنه من باب التزكية أيضا ‪.‬‬
‫" إن أول شيء خلقه ال تعال القلم و أمره أن يكتب كل شيء يكون " ‪.‬‬ ‫‪133‬‬
‫رواه أبو يعلى ( ‪ ) 1 / 126‬و البيهقي ف " الساء و الصفات " ( ص ‪) 271‬‬
‫من طريق أحد ‪ :‬حدثنا عبد ال بن البارك قال ‪ :‬حدثنا رباح ابن زيد عن عمر‬
‫بن حبيب عن القاسم بن أب بزة عن سعيد بن جبي عن ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬

‫‪-----------------‬‬
‫و ف الديث إشارة إل ما يتناقله الناس حت صار ذلك عقيدة راسخة ف قلوب كثية‬
‫منهم و هو أن النور الحمدي هو أول ما خلق ال تبارك و تعال ‪ .‬و ليس لذلك‬
‫أساس من الصحة ‪ ,‬و حديث عبد الرزاق غي معروف إسناده ‪ .‬و لعلنا نفرده‬
‫بالكلم‬
‫ف " الحاديث الضعيفة " إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و فيه رد على من يقول بأن العرش هو أول ملوق ‪ ,‬و ل نص ف ذلك عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و إنا يقول به من قاله كابن تيمية و غيه ‪ -‬استنباطا‬
‫و اجتهادا فالخذ بذا الديث ‪ -‬و ف معناه أحاديث أخرى ‪ -‬أول لنه نص ف‬
‫السألة ‪ ,‬و ل اجتهاد ف مورد النص كما هو معلوم ‪.‬‬
‫و تأويله بأن القلم ملوق بعد العرش باطل ‪ ,‬لنه يصح مثل هذا التأويل لو كان‬
‫هناك نص قاطع على أن العرش أول الخلوقات كلها و منها القلم ‪ ,‬أما و مثل هذا‬
‫النص مفقود ‪ ,‬فل يوز هذا التأويل ‪.‬‬
‫و فيه رد أيضا على من يقول بوادث ل أول لا ‪ ,‬و أنه ما من ملوق ‪ ,‬إل‬
‫و مسبوق بخلوق قبله ‪ ,‬و هكذا إل مال بداية له ‪ ,‬بيث ل يكن أن يقال ‪:‬‬
‫هذا أول ملوق ‪.‬‬
‫فالديث يبطل هذا القول و يعي أن القلم هو أول ملوق ‪ ,‬فليس قبله قطعا أي‬
‫ملوق ‪ .‬و لقد أطال ابن تيمية رحه ال الكلم ف رده على الفلسفة ماول‬
‫إثبات حوادث ل أول لا ‪ ,‬و جاء ف أثناء ذلك با تار فيه العقول ‪,‬‬
‫و ل تقبله أكثر القلوب ‪ ,‬حت اتمه خصومه بأنه يقول بأن الخلوقات قدية ل‬
‫أول لا ‪ ,‬مع أنه يقول و يصرح بأن ما من ملوق إل و هو مسبوق بالعدم ‪ ,‬و لكنه‬
‫مع ذلك يقول بتسلسل الوادث إل ما ل بداية له ‪ .‬كما يقول هو و غيه بتسلسل‬
‫الوادث إل ما ل ناية ‪ ,‬فذلك القول منه غي مقبول ‪ ,‬بل هو مرفوض بذا الديث‬
‫و كم كنا نود أن ل يلج ابن تيمية رحه ال هذا الول ‪ ,‬لن الكلم فيه شبيه‬
‫بالفلسفة و علم الكلم الذي تعلمنا منه التحذير و التنفي منه ‪ ,‬و لكن صدق‬
‫المام مالك رحه ال حي قال ‪ " :‬ما منا من أحد إل رد و رد عليه إل صاحب‬
‫هذا القب صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫" إن نب ال نوحا صلى ال عليه وسلم لا حضرته الوفاة قال لبنه ‪ :‬إن قاص‬ ‫‪134‬‬
‫عليك الوصية آمرك باثنتي و أناك عن اثنتي آمرك بـ ( ل إله إل ال ) فإن‬

‫السموات السبع و الرضي السبع لو وضعت ف كفة و وضعت ل إله إل ال ف كفة‬
‫رجحت بن ل إله إل ال و لو أن السموات السبع و الرضي السبع كن حلقة‬
‫مبهمة‬
‫قصمتهن ل إله إل ال ‪ .‬و سبحان ال و بمده فإنا صلة كل شيء و با يرزق‬
‫اللق ‪ .‬و أناك عن الشرك و الكب ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أو قيل ‪ :‬يا رسول ال هذا‬
‫الشرك قد عرفناه فما الكب ? ‪ -‬قال ‪ : -‬أن يكون لحدنا نعلن حسنتان لما‬
‫شراكان حسنان ? قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬هو أن يكون لحدنا أصحاب يلسون إليه ?‬
‫قال ‪:‬‬
‫ل ‪ .‬قيل ‪ :‬يا رسول ال فما الكب ? قال ‪ :‬سفه الق و غمص الناس " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 548‬و أحد ( ‪) 225 , 170 - 169 / 2‬‬
‫و البيهقي ف " الساء " ( ‪ 79‬هندية ) من طريق الصقعب ابن زهي عن زيد بن‬
‫أسلم‬
‫قال ‪ :‬حاد أظنه عن عطاء بن يسار عن ‪ #‬عبد ال بن عمرو ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫كنا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان‬
‫مزرورة بالديباج فقال ‪ :‬أل إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس قال يريد‬
‫أن‬
‫يضع كل فارس ابن فارس و يرفع كل راع ابن راع ‪ .‬قال ‪ :‬فأخذ رسول ال صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم بجامع جبته و قال ‪ :‬أل أرى عليك لباس من ل يعقل ‪ ,‬ث قال ‪:‬‬
‫و قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ .‬و قال اليثمي ( ‪: ) 220 / 4‬‬
‫" رواه أحد و الطبان بنحوه ‪ ,‬و زاد ف رواية ‪ :‬و أوصيك بالتسبيح فإنا عبادة‬
‫اللق ‪ ,‬و بالتكبي ‪ .‬و رواه البزار من حديث ابن عمر ‪ ,‬و رجال أحد ثقات " ‪.‬‬

‫‪------------‬‬
‫( مبهمة ) أي مرمة مغلقة كما يدل عليه السياق ‪ .‬و ل يورد هذه اللفظة من‬
‫الديث ابن الثي ف " النهاية " و ل الشيخ ممد طاهر الندي ف " ممع بار‬
‫النوار " و هي من شرطهما ‪.‬‬
‫( قصمتهن ) ‪ .‬و ف رواية ( فصمتهن ) بالفاء ‪ .‬قال ابن الثي ‪:‬‬

‫" القصم ‪ :‬كسر الشيء و إبانته ‪ ,‬و بالفاء كسره من غي إبانة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهو بالفاء أليق بالعن ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫( سفه الق ) أي جهله ‪ ,‬و الستحفاف به ‪ ,‬و أن ل يراه على ما هو عليه من‬
‫الرجحان و الرزانة ‪ .‬و ف حديث لسلم ‪ " :‬بطر الق " ‪ .‬و العن واحد ‪.‬‬
‫( غمص الناس ) أي احتقارهم و الطعن فيهم و الستخفاف بم ‪.‬‬

‫و ف الديث الخر ‪ " :‬غمط الناس " و العن واحد أيضا ‪.‬‬
‫فوائد الديث ‪:‬‬

‫‪-------------‬‬
‫قلت ‪ :‬و فيه فوائد كثية ‪ ,‬اكتفي بالشارة إل بعضها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مشروعية الوصية عند الوفاة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬فضيلة التهليل و التسبيح ‪ ,‬و أنا سبب رزق اللق ‪.‬‬
‫‪ - 3‬و أن اليزان يوم القيامة حق ثابت و له كفتان ‪ ,‬و هو من عقائد أهل السنة‬
‫خلفا للمعتزلة و أتباعهم ف العصر الاضر من ل يعتقد ما ثبت من العقائد ف‬
‫الحاديث الصحيحة ‪ ,‬بزعم أنا أخبار آحاد ل تفيد اليقي ‪ ,‬و قد بينت بطلن هذا‬
‫الزعم ف كتاب " مع الستاذ الطنطاوي " يسر ال إتامه ‪.‬‬
‫‪ - 4‬و أن الرضي سبع كالسماوات ‪ .‬و فيه أحاديث كثية ف الصحيحي و غيها‬
‫‪,‬‬
‫و لعلنا نتفرغ لنتبعها و تريها ‪ .‬و يشهد لا قول ال تبارك و تعال ‪:‬‬
‫( خلق سبع ساوات و من الرض مثلهن ) أي ف اللق و العدد ‪ .‬فل تلتفت إل من‬
‫يفسرها با يؤول إل نفي الثلية ف العدد أيضا اغترارا با وصل إليه علم‬
‫الوربيي من الرقي و أنم ل يعلمون سبع أرضي ! مع أنم ل يعلمون سبع ساوات‬
‫أيضا ! أفننكر كلم ال و كلم رسوله بهل الوربيي و غيهم مع اعترافهم‬
‫أنم كلما ازدادوا علما بالكون ازدادوا علما بهلهم به ‪ ,‬و صدق ال العظيم‬
‫إذ يقول ‪ ( :‬و ما أوتيتم من العلم إل قليل ) ‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن التجمل باللباس السن ليس من الكب ف شيء ‪ .‬بل هو أمر مشروع ‪ ,‬لن‬
‫ال‬
‫جيل يب المال كما قال عليه السلم بثل هذه الناسبة ‪ ,‬على ما رواه مسلم ف‬
‫" صحيحه " ‪.‬‬
‫‪ - 6‬أن الكب الذي قرن مع الشرك و الذي ل يدخل النة من كان ف قلبه مثقال‬
‫ذرة منه إنا هو الكب على الق و رفضه بعد تبينه ‪ ,‬و الطعن ف الناس البرياء‬
‫بغي حق ‪.‬‬
‫فليحذر السلم أن يتصف بشيء من مثل هذا الكب كما يذر أن يتصف بشيء من‬
‫الشرك‬
‫الذي يلد صاحبه ف النار ‪.‬‬
‫" إن ال سيخلص رجل من أمت على رءوس اللئق يوم القيامة فينشر عليه تسعة‬ ‫‪135‬‬
‫و تسعي سجل ‪ ,‬كل سجل مثل مد البصر ث يقول ‪ :‬أتنكر من هذا شيئا ? أظلمك‬
‫كتبت‬
‫الافظون ? فيقول ‪ :‬ل يا رب ‪ ,‬فيقول أفلك عذر ? فيقول ‪ :‬ل يا رب ‪ .‬فيقول ‪:‬‬
‫بلى إن لك عندنا حسنة فإنه ل ظلم عليك اليوم ‪ .‬فتخرج بطاقة فيها ‪ :‬أشهد أن ل‬
‫إله إل ال و أشهد أن ممدا عبده و رسوله ‪ .‬فيقول ‪:‬هاحضر وزنك ‪ ,‬فيقول ‪ :‬ما‬
‫هذه البطاقة مع هذه السجلت ?! فقال ‪ :‬إنك ل تظلم ‪ ,‬قال ‪ :‬فتوضع السجلت ف‬
‫كفة و البطاقة ف كفة ‪ ,‬فطاشت السجلت و ثقلت البطاقة ‪ ,‬فل يثقل مع اسم ال‬
‫شيء " ‪.‬‬
‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 212 /1‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 107 - 106 / 2‬و حسنه و ابن ماجه ( ‪ ) 4300‬و الاكم‬
‫( ‪ 6 / 1‬و ‪ ) 529‬و أحد ( ‪ ) 213 / 2‬من طريق الليث بن سعد عن عامر بن يي‬
‫عن أب عبد الرحن البلي قال ‪ :‬سعت ‪ #‬عبد ال ابن عمرو ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال و أبو عبد الرحن البلي ‪ -‬بضم الهملة و الوحدة ‪ -‬اسه‬
‫عبد ال بن يزيد ‪.‬‬
‫ث رواه أحد ( ‪ ) 222 - 221 / 2‬من طريق ابن ليعة عن عمرو ابن يي عن أب‬
‫عبد الرحن البلي به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ابن ليعة سيء الفظ ‪ ,‬فأخشى أن يكون قوله " عمرو ابن يي " و ها‬
‫منه ‪ ,‬أراد أن يقول " عامر " فقال " عمرو " و يتمل أن يكون الوهم من بعض‬
‫النساخ أو الطابع ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و ف الديث دليل على أن ميزان العمال له كفتان مشاهدتان و أن العمال و إن‬

‫كانت أعراضا فإنا توزن ‪ ,‬و ال على كل شيء قدير ‪ ,‬و ذلك من عقائد أهل السنة‬
‫‪,‬‬
‫و الحاديث ف ذلك متضافرة إن ل تكن متواترة انظر "شرح العقيدة الطحاوية "‬
‫( ‪ 352 - 351‬طبع الكتب السلمي ) ‪.‬‬
‫" قولوا ‪ :‬ما شاء ال ث شئت ‪ ,‬و قولوا ‪ :‬ورب الكعبة " ‪.‬‬ ‫‪136‬‬
‫أخرجه الطحاوي ف " الشكل " ( ‪ ) 357 / 1‬و الاكم ( ‪ ) 297 / 4‬و البيهقي‬
‫( ‪ ) 216 / 3‬و أحد ( ‪ ) 372 - 371 / 6‬من طريق السعودي عن سعيد بن‬
‫خالد عن‬
‫عبد ال بن يسار عن ‪ #‬قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة ‪ #‬قالت ‪:‬‬
‫" إن حبا جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إنكم تشركون ! تقولون ما‬
‫شاء ال و شئت ‪ ,‬و تقولون ‪ :‬و الكعبة ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم "‬
‫قلت ‪ :‬السعودي كان اختلط ‪ ,‬لكن تابعه مسعر عن معبد بن خالد به ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 140 / 2‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫و لعبد ال بن يسار حديث آخر نو هذا ‪ .‬و هو ‪:‬‬

‫" ل تقولوا ‪ :‬ما شاء ال و شاء فلن ‪ ,‬و لكن قولوا ما شاء ال ث شاء فلن "‬
‫‪.‬‬
‫" ل تقولوا ‪ :‬ما شاء ال و شاء فلن ‪ ,‬و لكن قولوا ‪ :‬ما شاء ال ث شاء فلن‬ ‫‪137‬‬
‫"‪.‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 4980‬و الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 90 / 1‬و البيهقي‬
‫( ‪ ) 216 / 3‬و أحد ( ‪ 384 / 5‬و ‪ 394‬و ‪ ) 398‬من طرق عن شعبة عن‬
‫منصور بن‬
‫العتمر سعت عبد ال بن يسار عن ‪ #‬حذيفة ‪ #‬به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي عبد ال بن يسار‬
‫و هو الهن الكوف و هو ثقة ‪ ,‬وثقه النسائي و ابن حبان و قال الذهب ف‬
‫" متصر البيهقي " ( ‪ " : ) 2 / 140 / 1‬و إسناده صال " ‪.‬‬
‫و قد تابعه ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال ‪:‬‬

‫" أت رجل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إن رأيت ف النام أن لقيت بعض‬
‫أهل الكتاب ‪ ,‬فقال ‪ :‬نعم القوم أنتم لول أنكم تقولون ما شاء ال و شاء ممد ‪,‬‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قد كنت أكرهها منكم ‪ ,‬فقولوا ‪ :‬ما شاء ال ث‬
‫شاء ممد " ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجه ( ‪ ) 2118‬و أحد ( ‪ ) 393 / 5‬و السياق له من طريق سفيان بن‬
‫عيينة‬
‫عن عبد اللك بن عمي عنه ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح ف الظاهر ‪ ,‬فإن رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬غي أنه قد اختلف فيه على‬
‫ابن عمي ‪ ,‬فرواه سفيان عنه هكذا ‪.‬‬
‫و قال معمر عنه عن جابر بن سرة قال ‪:‬‬

‫" رأى رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ف النوم ‪ " ...‬الديث نوه ‪.‬‬
‫أخرجه الطحاوي ‪.‬‬
‫و قال شعبة عنه عن ربعي عن الطفيل أخي عائشة قال ‪:‬‬

‫" قال رجل من الشركي لرجل من السلمي ‪ :‬نعم القوم ‪ "....‬الديث ‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ . ) 295 / 2‬و تابعه أبو عوانة عن عبد اللك به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪. ) 2 / 2118‬‬
‫و تابعه حاد بن سلمة عنه به عن الطفيل ابن سخبة أخي عائشة لمها ‪:‬‬
‫" أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود ‪ ,‬فقال ‪ :‬من أنتم ? قالوا ‪:‬‬
‫نن اليهود ? قال ‪ :‬إنكم أنتم القوم لول أنكم تزعمون أن عزيرا ابن ال ‪,‬‬
‫فقالت اليهود ‪ :‬و أنتم القوم لول أنكم تقولون ما شاء ال و شاء ممد ! ث مر‬
‫برهط من النصارى فقال ‪ :‬من أنتم ? قالوا نن النصارى ‪ ,‬فقال ‪ :‬إنكم أنتم القوم‬
‫لول أنكم تقولون السيح ابن ال ‪ ,‬قالوا ‪ :‬و إنكم أنتم القوم لول أنكم‬
‫تقولون ما شاء ال و ما شاء ممد ! فلما أصبح أخب با من أخب ‪ ,‬ث أتى النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فأخبه فقال ‪ :‬هل أخبت با أحدا ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬فلما صلوا‬
‫خطبهم فحمد ال و أثن عليه ث قال " ‪ ,‬فذكر الديث بلفظ ‪:‬‬
‫" إن طفيل رأى رؤيا فأخب با من أخب منكم ‪ ,‬و إنكم كنتم تقولون كلمة كان‬
‫ينعن الياء منكم أن أناكم عنها ‪ ,‬قال ‪ :‬ل تقولوا ما شاء ال ‪ ,‬و ما شاء‬
‫ممد " ‪.‬‬
‫" إن طفيل رأى رؤيا فأخب با من أخب منكم و إنكم كنتم تقولون كلمة كان‬ ‫‪138‬‬
‫ينعن الياء منكم أن أناكم عنها ‪ ,‬قال ‪ :‬ل تقولوا ‪ :‬ما شاء ال و ما شاء‬
‫ممد " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ . ) 72 / 5‬و هذا هو الصواب عن ربعي عن ‪ #‬الطفيل ‪ #‬ليس عن‬

‫حذيفة ‪,‬‬
‫لتفاق هؤلء الثلثة حاد بن سلمة و أبو عوانة و شعبة عليه ‪.‬‬
‫فهو شاهد صحيح لديث حذيفة ‪.‬‬
‫و روى البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 782‬عن ابن عمر ‪:‬‬
‫" أنه سع مول له يقول ‪ :‬ال و فلن ‪ ,‬فقال ‪ :‬ل تقل كذلك ‪ ,‬ل تعل مع ال‬
‫أحدا ‪ ,‬و لكن قل ‪ :‬فلن بعد ال " ‪.‬‬
‫و رجاله ثقات غي مغيث مول ابن عمرو و هو مهول ‪.‬‬

‫و قال الافظ ‪ " :‬ل استبعد أن يكون ابن سي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فإن كان هو فهو ثقة ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد آخر من حديث ابن عباس قال ‪:‬‬

‫" جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فراجعه ف بعض الكلم ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫ما شاء ال و شئت ! فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أجعلتن مع ال عدل ( و ف لفظ ‪ :‬ندا ?! ) ‪ ,‬ل بل ما شاء ال وحده " ‪.‬‬
‫" أجعلتن مع ال عدل ( و ف لفظ ‪ :‬ندا ?! ) ‪ ,‬ل ‪ ,‬بل ما شاء ال وحده " ‪.‬‬ ‫‪139‬‬
‫( عن ‪ #‬ابن عباس ‪: ) #‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 787‬و ابن ماجه ( ‪ ) 2117‬و الطحاوي‬
‫ف‬
‫" الشكل " ( ‪ ) 90 / 1‬و البيهقي ( ‪ ) 217 / 3‬و أحد ( ‪, 224 , 214 / 1‬‬
‫‪, 283‬‬
‫‪ ) 347‬و الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 1 / 186 / 3‬و أبو نعيم ف " اللية "‬
‫( ‪ ) 99 / 4‬و الطيب ف " التاريخ " ( ‪ ) 105 / 8‬و ابن عساكر ( ‪/ 7 / 12‬‬
‫‪)2‬‬
‫من طرق عن الجلح عن يزيد ابن الصم عن ابن عباس ‪ .‬إل أن ابن عساكر قال ‪:‬‬
‫" العمش " بدل " الجلح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الجلح هذا هو ابن عبد ال أبو حجية الكندي و هو صدوق شيعي كما ف‬
‫" التقريب " و بقية رجاله ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬فالسناد حسن ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف هذه الحاديث أن قول الرجل لغيه ‪ " :‬ما شاء ال و شئت " يعتب‬
‫شركا ف نظر الشارع ‪ ,‬و هو من شرك اللفاظ ‪ ,‬لنه يوهم أن مشيئة العبد ف درجة‬
‫مشيئة الرب سبحانه و تعال ‪ ,‬و سببه القرن بي الشيئتي ‪ ,‬و مثل ذلك قول بعض‬
‫العامة و أشباههم من يدعى العلم ما ل غي ال و أنت ‪ .‬و توكلنا على ال‬
‫و عليك ‪ .‬و مثله قول بعض الحاضرين " باسم ال و الوطن " ‪ .‬أو " باسم ال‬
‫و الشعب " و نو ذلك من اللفاظ الشركية ‪ ,‬الت يب النتهاء عنها و التوبة‬
‫منها ‪ .‬أدبا مع ال تبارك و تعال ‪.‬‬
‫و لقد غفل عن هذا الدب الكري كثي من العامة ‪ ,‬و غي قليل من الاصة الذين‬
‫يبرون النطق بثل هذه الشركيات كمناداتم غي ال ف الشدائد ‪ ,‬و الستنجاد‬
‫بالموات من الصالي ‪ ,‬و اللف بم من دون ال تعال ‪ ,‬و القسام بم‬
‫على ال عز و جل ‪ ,‬فإذا ما أنكر ذلك عليهم عال بالكتاب و السنة ‪ ,‬فإنم بدل‬
‫أن يكونوا معه عونا على إنكار النكر عادوا بالنكار عليه ‪ ,‬و قالوا ‪ :‬إن نية‬
‫أولئك النادين غي ال طيبة ! و إنا العمال بالنيات كما جاء ف الديث !‬
‫فيجهلون أو يتجاهلون ‪ -‬إرضاء للعامة ‪ -‬أن النية الطيبة إن وجدت عند الذكورين‬
‫‪,‬‬
‫فهي ل تعل العمل السيئ صالا ‪ ,‬و أن معن الديث الذكور إنا العمال‬
‫الصالة بالنيات الالصة ‪ ,‬ل أن العمال الخالفة للشريعة تنقلب إل أعمال‬
‫صالة مشروعة بسبب اقتران النية الصالة با ‪ ,‬ذلك ما ل يقوله إل جاهل أو‬
‫مغرض ! أل ترى أن رجل لو صلى تاه القب لكان ذلك منكرا من العمل لخالفته‬
‫للحاديث و الثار الواردة ف النهي عن استقبال القب بالصلة ‪ ,‬فهل يقول عاقل‬
‫أن الذي يعود إل الستقبال بعد علمه بنهي الشرع عنه أن نيته طيبة و عمله‬
‫مشروع ? كل ث كل ‪ ,‬فكذلك هؤلء الذين يستغيثون بغي ال تعال ‪ ,‬و ينسونه‬
‫تعال ف حالة هم أحوج ما يكونون فيها إل عونه و مدده ‪ ,‬ل يعقل أن تكون‬
‫نياتم طيبة ‪ ,‬فضل عن أن يكون عملهم صالا ‪ ,‬و هم يصرون على هذا النكر و هم‬
‫يعلمون ‪.‬‬
‫" اللهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيما رزقته " ‪.‬‬ ‫‪140‬‬
‫أخرجه الطيالسي ف " مسنده " ( ‪ : ) 1987‬حدثنا شعبة عن قتادة قال ‪ ,‬سعت‬
‫أنسا‬
‫" قالت ‪ #‬أم سليم ‪ : #‬يا رسول ال ! ادع ال له ‪ ,‬تعن أنسا ‪ ,‬فقال ‪"...‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد أخرجه البخاري ( ‪195 / 4‬‬
‫‪) 202 ,‬‬
‫و الترمذي ( ‪ ) 314 / 2‬من طرق عن شعبة به ‪.‬‬

‫و ل يقع عنده و كذا البخاري تصريح قتادة بسماعه من أنس و لذلك خرجته ‪.‬‬
‫طريق أخرى ‪.‬‬
‫قال أحد ( ‪ : ) 248 / 3‬حدثنا عفان حدثنا حاد أنبأنا ثابت عن أنس بن مالك ‪:‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى أم حرام ‪ ,‬فأتيناه بتمر و سن فقال ‪:‬‬
‫" ردوا هذا ف وعائه ‪ ,‬و هذا ف سقائه فإن صائم " ‪.‬‬
‫عن أنس بن مالك ‪:‬‬ ‫‪141‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى أم حرام ‪ ,‬فأتيناه بتمر و سن فقال ‪:‬‬
‫" ردوا هذا ف وعائه و هذا ف سقائه فإن صائم " ‪.‬‬

‫( عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪: ) #‬‬
‫قال ‪ :‬ث قام فصلى بنا ركعتي تطوعا ‪ ,‬فأقام أم حرام و أم سليم خلفنا ‪,‬‬
‫و أقامن عن يينه ‪ - ,‬فيما يسب ثابت ‪ -‬قال ‪ :‬فصلى بنا تطوعا على بساط ‪ ,‬فلما‬
‫قضى صلته ‪ ,‬قالت أم سليم ‪ :‬إن ل خويصة ‪ :‬خويدمك أنس ‪ ,‬ادع ال له ‪ ,‬فما‬
‫ترك‬
‫يومئذ خيا من خي الدنيا و الخرة إل دعا ل به ث قال ‪ :‬اللهم أكثر ماله و‬
‫ولده و بارك له فيه ‪ ,‬قال أنس ‪ :‬فأخبتن ابنت أن قد رزقت من صلب بضعا‬
‫و تسعي ‪ ,‬و ما أصبح ف النصار رجل أكثر من مال ‪ ,‬ث قال أنس ‪ :‬يا ثابت ‪ ,‬ما‬
‫أملك صفراء و ل بيضاء إل خاتي ! " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و قد أخرجه أبو داود ( ‪) 608‬‬
‫حدثنا موسى‬
‫ابن إساعيل حدثنا حاد به ‪ ,‬دون قوله " فلما قضى صلته ‪ " ....‬ث أخرجه أحد‬
‫( ‪ ) 194 - 193 / 3‬و مسلم ( ‪ ) 128 / 2‬و أبو عوانة ( ‪ ) 77 / 2‬و‬
‫الطيالسي‬
‫( ‪ ) 2027‬من طريق سليمان بن الغية عن ثابت به ‪ .‬دون قوله " فأخبتن ابنت‬
‫‪ " ...‬و زاد ‪ " :‬قال ‪ :‬فقال ‪ :‬قوموا فلصل بكم ف غي وقت صلة " ‪.‬‬
‫طريق ثالثة ‪ :‬قال أحد ( ‪ : ) 108 / 3‬حدثنا ابن أب عدي عن حيد عن أنس به‬
‫بتمامه ‪ ,‬إل أنه ل يذكر القامة عن يينه و زاد ‪.‬‬
‫" ث دعا لم سليم و لهلها " ‪ .‬و قال ‪ :‬قال ‪ " :‬و ذكر أن ابنته الكبى أمينة‬
‫أخبته أنه دفن من صلبه إل مقدم الجاج نيفا على عشرين و مائة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد ثلثي صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و شرحه السفارين ف "‬
‫نفثات‬
‫صدر الكمد " ( ‪ 34 / 2‬طبع الكتب السلمي ) ‪ .‬و قد أخرجه البخاري‬
‫( ‪ ) 494 / 1‬من طريقي آخرين عن حيد به ‪ ,‬صرح ف أحدها بسماع حيد من‬
‫أنس ‪.‬‬
‫من فوائد الديث و فقهه ‪:‬‬

‫‪-----------------------‬‬
‫ف هذا الديث فوائد جة أذكر بعضها باختصار إل ما ل بد فيه من الطالة‬

‫للبيان ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن الدعاء بكثرة الال و الولد مشروع ‪ .‬و قد ترجم البخاري للحديث " باب‬
‫الدعاء بكثرة الال و الولد مع البكة " ‪.‬‬
‫‪ - 2‬و أن الال و الولد نعمة و خي إذا أطيع ال تبارك و تعال فيهما ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تقق استجابة ال لدعاء نبيه صلى ال عليه وسلم ف أنس ‪ ,‬حت صار أكثر‬
‫النصار مال و ولدا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن للصائم التطوع إذا زار قوما ‪ ,‬و قدموا له طعاما أن ل يفطر ‪ ,‬و لكن‬
‫يدعو لم بي ‪ ,‬و من أبواب البخاري ف الديث ‪:‬‬
‫" باب من زار قوما و ل يفطر عندهم " ‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن الرجل إذا أئتم بالرجل وقف عن يي المام ‪ ,‬و الظاهر أنه يقف ماذيا له‬
‫ل يتقدم عليه و ل يتأخر ‪ ,‬لنه لو كان وقع شيء من ذلك لنقله الراوي ‪ ,‬لسيما‬
‫و أن القتداء به صلى ال عليه وسلم من أفراد الصحابة قد تكرر ‪ ,‬فإن ف الباب‬
‫عن ابن عباس ف الصحيحي و عن جابر ف مسلم و قد خرجت حديثيهما ف " إرواء‬
‫الغليل " ( ‪ , ) 533‬و قد ترجم البخاري لديث ابن عباس بقوله ‪:‬‬
‫" باب يقوم عن يي المام بذائه سواء ‪ ,‬إذا كانا اثني " ‪.‬‬
‫قال الافظ ف " الفتح " ( ‪: ) 160 / 2‬‬

‫" قوله ‪ :‬سواء " أي ل يتقدم و ل يتأخر ‪ ,‬و كأن الصنف أشار بذلك إل ما وقع‬
‫ف بعض طرقه عن ابن عباس فلفظ ‪ " :‬فقمت إل جنبه " و ظاهرة الساواة ‪ .‬و روى‬
‫عبد الرزاق عن ابن جريج قال ‪ :‬قلت لعطاء ‪ :‬الرجل يصلي مع الرجل أين يكون‬
‫منه ?‬
‫قال ‪ :‬إل شقه الين ‪ ,‬قلت ‪ :‬أياذي به حت يصف معه ل يفوت أحدها الخر ?‬
‫قال ‪ :‬نعم قلت ‪ :‬أتب أن يساويه حت ل تكون بينهما فرجة ? قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫و ف " الوطأ " عن عبد ال بن عتبة بن مسعود قال ‪ :‬دخلت على عمر ابن الطاب‬
‫بالاجرة فوجدته يسبح ‪ ,‬فقمت وراءه ‪ ,‬فقربن حت جعلن حذاءه عن يينه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا الثر ف " الوطأ " ( ‪ ) 32 / 154 / 1‬بإسناد صحيح عن عمر رضي‬
‫ال‬
‫عنه ‪ ,‬فهو مع الحاديث الذكورة حجة قوية على الساواة الذكورة ‪ ,‬فالقول‬
‫باستحباب أن يقف الأموم دون المام قليل ‪ ,‬كما جاء ف بعض الذاهب على تفصيل‬
‫ف ذلك لبعضها ‪ -‬مع أنه ما ل دليل عليه ف السنة ‪ ,‬فهو مالف لظواهر هذه‬
‫الحاديث ‪ ,‬و أثر عمر هذا ‪ ,‬و قول عطاء الذكور ‪ ,‬و هو المام التابعي الليل‬
‫ابن أب رباح ‪ ,‬و ما كان من القوال كذلك فالحرى بالؤمن أن يدعها لصحابا ‪,‬‬
‫معتقدا أنم مأجورون عليها ‪ ,‬لنم اجتهدوا قاصدين إل الق ‪ ,‬و عليه هو أن‬
‫يتبع ما ثبت ف السنة ‪ ,‬فإن خي الدي هدي ممد صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫" على الؤمني ف صدقة الثمار ‪ -‬أو مال العقار ‪ -‬عشر ما سقت العي و ما سقت‬ ‫‪142‬‬
‫السماء ‪ ,‬و على ما يسقى بالغرب نصف العشر " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن أب شيبة ( ‪ ) 22 / 4‬و الدارقطن ( ‪ ) 215‬و البيهقي ( ‪) 130 / 4‬‬

‫من‬
‫طريق ابن جريج ‪ :‬أخبن نافع عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كتب النب صلى ال عليه وسلم إل أهل اليمن إل الارث بن عبد كلل و من معه‬
‫من معافر و هدان ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد أخرجه البخاري و أصحاب‬
‫السنن‬
‫الربعة و غيهم من طريق سال عن ابن عمر مرفوعا نوه ‪.‬‬
‫و ورد من حديث جاعة آخرين من الصحابة كجابر و أب هريرة و معاذ بن جبل ‪,‬‬
‫و عبد ال بن عمرو ‪ ,‬و عمرو بن حزم ‪ ,‬و قد أخرجت أحاديثهم ف " إرواء الغليل‬
‫"‬
‫( ‪. ) 790‬‬
‫( الغرب ) بسكون الراء الدلو العظيمة الت تتخذ من جلد ثور ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫و إنا أوردت هذه الرواية بصورة خاصة لقوله ف صدرها ‪:‬‬

‫" على الؤمني " ففيه فائدة هامة ل توجد ف سائر الروايت ‪.‬‬
‫قال البيهقي ‪:‬‬

‫" و فيه كالدللة على أنا ل تؤخذ من أهل الذمة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كيف تؤخذ منهم و هم على شركهم و ضللم ‪ ,‬فالزكاة ل تزكيهم و إنا‬
‫تزكي الؤمن الزكي من درن الشرك كما قال تعال ‪:‬‬
‫( خذ من أموالم صدقة تطهرهم و تزكيهم با ‪ ,‬و صل عليهم إن صلتك سكن‬
‫لم ) ‪.‬‬
‫فهذه الية تدل دللة ظاهرة على أن الزكاة إنا تؤخذ من الؤمني ‪ ,‬لكن الديث‬
‫أصرح منها دللة على ذلك ‪...‬‬
‫و إن من يدرس السية النبوية ‪ ,‬و تاريخ اللفاء الراشدين و غيهم من خلفاء‬

‫السلمي و ملوكهم يعلم يقينا أنم ل يكونوا يأخذون الزكاة من غي السلمي من‬
‫الواطني ‪ ,‬و إنا كانوا يأخذون منهم الزية كما ينص عليها الكتاب و السنة ‪.‬‬
‫فمن الؤسف أن ينحرف بعض التفقهة عن سبيل الؤمني باسم الصلح تارة ‪.‬‬
‫و العدالة الجتماعية تارة ‪ ,‬فينكروا ما ثبت ف الكتاب و السنة و جرى عليه عمل‬
‫السلمي بطرق من التأويل أشبه ما تكون بتأويلت الباطنيي من جهة ‪ ,‬و من جهة‬
‫أخرى يثبتون ‪ ,‬ما ل يكونوا يعرفون ‪ ,‬بل ما جاء النص بنفيه ‪ .‬و المثلة على ذلك‬
‫كثية ‪ ,‬و حسبنا الن هذه السألة الت دل عليها هذا الديث و كذا الية‬
‫الكرية ‪ ,‬فقد قرأنا و سعنا أن بعض الشيوخ اليوم يقولون ‪ :‬بواز أن تأخذ‬
‫الدولة الزكاة من أغنياء جيع الواطني على اختلف أديانم مؤمنهم و كافرهم ‪,‬‬
‫ث توزع على فقرائهم دون أي تفريق ‪ ,‬و لقد سعت منذ أسابيع معن هذا من أحد‬
‫كبار مشايخ الزهر ف ندوة تلفزيونية كان يتكلم فيها عن الضمان الجتماعي ف‬
‫السلم ‪ ,‬و ما ذكره أن التاد القومي ف القاهرة سيقوم بمع الزكاة من جيع‬
‫أغنياء الواطني ‪ .‬و توزيعها على فقرائهم ! فقام أحد الاضرين أمامه ف الندوة‬
‫و سأله عن الستند ف جواز ذلك فقال ‪ :‬لا عقدنا جلسات اللقات الجتماعية‬
‫اتذنا ف بعض جلساتا قرارا بواز ذلك اعتمادا على مذهب من الذاهب السلمية‬
‫و هو الذهب الشيعي ‪ .‬و أنا أظن أنه يعن الذهب الزيدي ‪.‬‬
‫و هنا موضع العبة ‪ ,‬لقد أعرض هذا الشيخ و من رافقه ف تلك اللسة عن دللة‬
‫الكتاب و السنة و اتفاق السلف على أن الزكاة خاصة بالؤمني ‪ ,‬و اعتمد ف‬
‫خلفهم على الذهب الزيدي ! و هل يدري القارىء الكري ما هو السبب ف ذلك ?‬
‫ليس هو إل موافقة بعض الكام على سياستهم الجتماعية و القتصادية ‪ ,‬و ليتها‬
‫كانت على منهج إسلمي إذن لان المر بعض الشيء ف هذا الطأ الزئي و لكنه‬
‫منهج غي إسلمي ‪ ,‬بل هو قائم على تقليد بعض الوربيي الذين ل دين لم !‬
‫و العراض عن الستفادة من شريعة ال تعال الت أنزلا على قلب ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم لتكون نورا و هداية للناس ف كل زمان و مكان ‪ ,‬فإل ال الشتكى من‬
‫علماء السوء و الرسوم الذين يؤيدون الكام الائرين بفتاويهم النحرفة عن جادة‬
‫السلم ‪ ,‬و سبيل السلمي ‪ ,‬و ال عز و جل يقول ‪ ( :‬و من يشاقق الرسول من بعد‬
‫ما تبي له الدى و يتبع غي سبيل الؤمني نوله ما تول و نصله جهنم و ساءت‬
‫مصيا ) ‪.‬‬
‫هذا ‪ ,‬و ف الديث قاعدة فقهية معروفة و هي أن زكاة الزرع تتلف باختلف الؤنة‬
‫و الكلفة عليه ‪ ,‬فإن كان يسقى باء السماء و العيون و النار فزكاته العشر ‪,‬‬
‫و إن كان يسقى بالدلء و النواضح ( الترتوازية ) و نوها فزكاته نصف العشر ‪.‬‬
‫و ل تب هذه الزكاة ف كل ما تنتجه الرض و لو كان قليل ‪ ,‬بل ذلك مقيد‬
‫بنصاب‬
‫معروف ف السنة ‪ ,‬و ف ذلك أحاديث معروفة ‪.‬‬
‫" أشد الناس بلء النبياء ‪ ,‬ث المثل فالمثل ‪ ,‬يبتلى الرجل على حسب ( و ف‬ ‫‪143‬‬
‫رواية ‪ :‬قدر ) دينه ‪ ,‬فإن كان دينه صلبا اشتد بلؤه و إن كان ف دينه رقة ابتلي‬
‫على حسب دينه ‪ ,‬فما يبح البلء بالعبد حت يتركه يشي على الرض ما عليه‬
‫خطيئة‬
‫"‪.‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 64 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 4023‬و الدارمي ( ‪ ) 320/ 2‬و‬

‫( ‪ ) 61 / 3‬و ابن حبان ( ‪ ) 699‬و الاكم ( ‪ ) 41 , 40 / 1‬و أحد ( ‪/ 1‬‬
‫‪, 172‬‬
‫‪ ) 185 , 180 , 174‬و الضياء ف " الختارة " ( ‪ ) 349 / 1‬من طريق عاصم بن‬
‫بدلة‬
‫حدثن ‪ #‬مصعب بن سعد عن أبيه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" قلت لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أي الناس أشد بلء ? قال ‪ :‬فقال ‪:‬‬
‫النبياء ث ‪ " ? ...‬الديث ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد رجاله كلهم رجال الشيخي ‪ ,‬غي أن عاصما إنا أخرجا‬
‫له مقرونا بغيه ‪ ,‬و ل يتفرد به ‪ ,‬فقد أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 698‬و الحاملي‬
‫( ‪ ) 2 / 92 / 3‬و الاكم أيضا من طريق العلء بن السيب عن أبيه عن سعد به ‪,‬‬
‫بالرواية الثانية ‪.‬‬
‫و العلء بن السيب و أبوه ثقتان من رجال البخاري ‪ .‬فالديث صحيح ‪ .‬و المد ل‬
‫و له شاهد بلفظ ‪:‬‬
‫" أشد الناس بلء النبياء ‪ ,‬ث الصالون ‪ ,‬إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر ‪ ,‬حت‬
‫ما يد أحدهم إل العباءة الت يويها ‪ ,‬و إن كان أحدهم ليفرح بالبلء كما يفرح‬
‫أحدكم بالرخاء " ‪.‬‬
‫" أشد الناس بلء النبياء ‪ ,‬ث الصالون ‪ ,‬إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر ‪ ,‬حت‬ ‫‪144‬‬
‫ما يد أحدهم إل العباءة الت يويها ‪ ,‬و إن كان أحدهم ليفرح بالبلء كما يفرح‬
‫أحدكم بالرخاء " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 4024‬و ابن سعد ( ‪ ) 208 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 307 / 4‬من‬
‫طريق‬
‫هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ #‬قال‬
‫‪:‬‬
‫" دخلت على النب صلى ال عليه وسلم و هو يوعك ‪ ,‬فوضعت يدي عليه ‪,‬‬
‫فوجدت حره‬
‫بي يدي فوق اللحاف ‪ ,‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ! ما أشدها عليك ! قال ‪ :‬إنا كذلك ‪,‬‬
‫يضعف لنا البلء ‪ ,‬و يضعف لنا الجر ‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ! أي الناس أشد‬
‫بلء ? قال ‪ :‬النبياء ‪ ,‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ! ث من قال ‪ :‬ث الصالون ‪,‬‬
‫إن كان ‪ . " ...‬الديث ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر متصر و هو ‪:‬‬
‫" إن من أشد الناس بلء النبياء ‪ ,‬ث الذين يلونم ‪ ,‬ث الذين يلونم ‪ ,‬ث‬
‫الذين يلونم " ‪.‬‬
‫" إن من أشد الناس بلء النبياء ‪ ,‬ث الذين يلونم ‪ ,‬ث الذين يلونم ‪ ,‬ث‬ ‫‪145‬‬
‫الذين يلونم " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 369 / 6‬و الحاملي ف " المال " ( ‪ ) 2 / 44 / 3‬عن أب عبيدة‬
‫بن حذيفة عن عمته ‪ #‬فاطمة ‪ #‬أنا قالت ‪:‬‬
‫" أتينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬نعوده ف نسائه ‪ ,‬فإذا سقاء معلق نوه‬
‫يقطر ماؤه عليه من شدة ما يد من حر المى ‪ ,‬قلنا ‪ :‬يا رسول ال لو دعوت ال‬
‫فشفاك ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غي أب عبيدة هذا فلم يوثقه غي ابن حبان‬
‫( ‪ , ) 275 / 1‬لكن روى عنه جاعة من الثقات ‪.‬‬
‫و ف هذه الحاديث دللة صرية على أن الؤمن كلما كان أقوى إيانا ‪ ,‬ازداد‬
‫ابتلء و امتحانا ‪ ,‬و العكس بالعكس ‪ ,‬ففيها رد على ضعفاء العقول و الحلم‬
‫الذين يظنون أن الؤمن إذا أصيب ببلء كالبس أو الطرد أو القالة من الوظيفة‬
‫و نوها أن ذلك دليل على أن الؤمن غي مرضي عند ال تعال ! و هو ظن باطل ‪,‬‬
‫فهذا رسول ال صلى ال عليه وسلم و هو أفضل البشر ‪ ,‬كان أشد الناس حت‬
‫النبياء بلء ‪ ,‬فالبلء غالبا دليل خي ‪ ,‬و ليس نذير شر ‪ ,‬كما يدل على ذلك‬
‫أيضا الديث الت ‪:‬‬
‫" إن عظم الزاء مع عظم البلء ‪ ,‬و إن ال إذا أحب قوما ابتلهم ‪ ,‬فمن رضي فله‬
‫الرضا ‪ ,‬و من سخط فله السخط " ‪.‬‬
‫" إن عظم الزاء مع عظم البلء ‪ ,‬و إن ال إذا أحب قوما ابتلهم ‪ ,‬فمن رضي فله‬ ‫‪146‬‬
‫الرضا ‪ ,‬و من سخط فله السخط " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 64 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 4031‬و أبو بكر البزاز بن نيح ف‬
‫" الثان من حديثه " ( ‪ ) 2 / 227‬عن سعد بن سنان عن ‪ #‬أنس ‪ #‬عن النب صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن غريب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سنده حسن ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي ابن سنان هذا و هو‬
‫صدوق‬
‫له أفراد كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و هذا الديث يدل على أمر زائد على ما سبق و هو أن البلء إنا يكون خيا ‪,‬‬
‫و أن صاحبه يكون مبوبا عند ال تعال ‪ ,‬إذا صب على بلء ال تعال ‪ ,‬و رضي‬
‫بقضاء ال عز و جل ‪ .‬و يشهد لذلك الديث الت ‪:‬‬
‫" عجبت لمر الؤمن ‪ ,‬إن أمره كله خي ‪ ,‬إن أصابه ما يب حد ال و كان له خي‬
‫و إن أصابه ما يكره فصب كان له خي ‪ ,‬و ليس كل أحد أمره كله خي إل الؤمن "‬
‫‪.‬‬
‫" عجبت لمر الؤمن ‪ ,‬إن أمره كله خي ‪ ,‬إن أصابه ما يب حد ال و كان له خي‬ ‫‪147‬‬
‫‪ ,‬و إن أصابه ما يكره فصب كان له خي ‪ ,‬و ليس كل أحد أمره كله خي إل الؤمن‬
‫"‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ ) 318 / 2‬و أحد ( ‪ ) 16 / 6‬عن حاد بن سلمة حدثنا ثابت‬
‫عن‬
‫عبد الرحن بن أب ليلى عن ‪ #‬صهيب ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ‪ ,‬فقال ‪ :‬أل‬
‫تسألون مم أضحك ? قالوا ‪ :‬يا رسول ال ! و مم تضحك ? قال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و قد أخرج ف " صحيحه " ( ‪/ 8‬‬
‫‪ ) 227‬من‬
‫طريق سليمان بن الغية حدثنا ثابت به الرفوع فقط نوه ‪ .‬و هو رواية لحد‬
‫( ‪. ) 15 / 6 , 333 , 332 / 4‬‬
‫و له شاهد من حديث سعد بن أب وقاص مرفوعا نوه ‪ .‬أخرجه الطيالسي ( ‪) 211‬‬
‫بإسناد صحيح ‪ .‬و له شاهد آخر متصر بلفظ ‪:‬‬
‫" عجبا للمؤمن ل يقضي ال له شيئا إل كان خيا له " ‪.‬‬
‫" عجبا للمؤمن ل يقضي ال له شيئا إل كان خيا له " ‪.‬‬ ‫‪148‬‬
‫رواه عبد ال بن أحد ف مسند أبيه ( ‪ ) 24 / 5‬و أبو الفضل التميمي ف " نسخة‬
‫أب مسهر ‪ ) 1 / 61 ( " ...‬و أبو يعلى ( ‪ ) 2 / 200‬عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪#‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬سنده صحيح رجاله كلهم ثقات غي ثعلبة هذا و قد ذكره ابن حبان ف‬
‫" الثقات " ( ‪ ) 8 / 1‬و كناه أبا بر مول أنس بن مالك و قال ابن أب حات‬
‫( ‪ ) 464 / 1 / 1‬عن أبيه " صال الديث " ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عند أب يعلى ( ‪ ) 2 / 205‬و الضياء ف " الختارة " ( ‪/ 1‬‬
‫‪) 518‬‬
‫‪.‬‬
‫" ليس الؤمن الذي يشبع و جاره جائع إل جنبه " ‪.‬‬ ‫‪149‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 112‬و الطبان ف " الكبي " ( ‪175 / 3‬‬
‫‪ ) 1 /‬و الاكم ( ‪ ) 167 / 4‬و كذا ابن أب شيبة ف " كتاب اليان " ( ‪2 / 189‬‬
‫) و الطيب ف " تاريخ بغداد " ( ‪ ) 392 / 10‬و ابن عساكر ( ‪) 2 / 136 / 9‬‬
‫و الضياء ف " الختارة " ( ‪ ) 1 / 292 / 62‬عن عبد اللك بن أب بشي عن عبد‬
‫ال بن مساور قال ‪ :‬سعت ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬ذكر ابن الزبي فبخله ‪ ,‬ث قال سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي ابن الساور فهو مهول كما قال الذهب ف " اليزان "‬
‫و ل يرو عنه غي عبد اللك هذا كما قال ابن الدين ‪ ,‬و أما ابن حبان فذكره ف‬
‫" الثقات " ( ‪ , ) 110 / 1‬و كأنه هو عمدة النذري ف " الترغيب " ( ‪) 237 / 3‬‬
‫ث اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 167 / 8‬ف قولما ‪:‬‬
‫" رواه الطبان و أبو يعلى و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و قال الاكم " صحيح السناد " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫كذا قال ! نعم هو صحيح با له من الشواهد ‪ ,‬فقد روي من حديث أنس و ابن‬
‫عباس‬
‫و عائشة ‪.‬‬
‫أما حديث أنس ‪ ,‬فيويه ممد بن سعيد الثرم ‪ :‬حدثنا هام حدثنا ثابت عنه مرفوعا‬
‫بلفظ ‪:‬‬
‫" ما آمن ب من بات شبعان و جاره جائع بنبه و هو يعلم به " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ , ) 1 / 66 / 1‬و قال الذهب ف كتابه‬
‫" حقوق الار " ( ق ‪: ) 1 / 17‬‬
‫" الثرم ضعفه أبو زرعة ‪ ,‬و هذا حديث منكر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ضعفه أبو حات أيضا ‪ ,‬لكن قال اليثمي ‪:‬‬
‫" رواه الطبان و البزار ‪ ,‬و إسناد البزار حسن " ‪.‬‬
‫و كذا ف " الترغيب " ( ‪ ) 236 / 3‬إل أنه قال ‪ " :‬و إسناده حسن " فهذا يتمل‬
‫أن الضمي يعود إل الديث ‪ ,‬و يتمل أنه يعود إل البزار ‪ ,‬و لعله مراد‬
‫النذري بدليل عبارة اليثمي فإنا صرية ف ذلك ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذا يشعر أنه ل يتفرد به الثرم هذا ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و أما حديث ابن عباس ‪ ,‬فيويه حكيم بن جبي عنه مرفوعا به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن عدي ( ق ‪. ) 1 / 89‬‬
‫و حكيم بن جبي ضعيف كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و أما حديث عائشة ‪ ,‬فعزاه النذري ( ‪ ) 237 / 3‬للحاكم نو حديث ابن " عباس‬
‫"‬
‫و ل أره ف مستدرك الاكم الن بعد مراجعته ف مظانه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف الديث دليل واضح على أنه يرم على الار الغن أن يدع جيانه‬
‫جائعي ‪ ,‬فيجب عليه أن يقدم إليهم ما يدفعون به الوع ‪ ,‬و كذلك ما يكتسون به‬
‫إن‬
‫كانوا عراة ‪ ,‬و نو ذلك من الضروريات ‪.‬‬
‫ففي الديث إشارة إل أن ف الال حقا سوى الزكاة ‪ ,‬فل يظنن الغنياء أنم قد‬
‫برئت ذمتهم بإخراجهم زكاة أموالم سنويا ‪ ,‬بل عليهم حقوق أخرى لظروف و‬
‫حالت‬
‫طارئة ‪ ,‬من الواجب عليهم القيام با ‪ ,‬و إل دخلوا ف وعيد قوله تعال ‪:‬‬
‫( و الذين يكنون الذهب و الفضة و ل ينفقونا ف سبيل ال فبشرهم بعذاب أليم‬
‫يوم يمى عليها ف نار جهنم ‪ ,‬فتكوى با جباههم و جنوبم و ظهورهم ‪ ,‬هذا ما‬
‫كنت لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنون ) ‪.‬‬
‫" إن ال أذن ل أن أحدث عن ديك قد مرقت رجله الرض ‪ ,‬و عنقه منثن تت‬ ‫‪150‬‬
‫العرش‬
‫و هو يقول ‪ :‬سبحانك ما أعظمك ربنا ‪ ,‬فيد عليه ‪ :‬ما يعلم ذلك من حلف ب‬
‫كاذبا "‬
‫‪.‬‬
‫رواه الطبان ف " الوسط " ( ‪ : ) 1 / 156 / 1‬حدثنا ممد بن العباس بن الخرم‬
‫حدثنا الفضل بن سهل العرج حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن معاوية‬
‫بن‬
‫إسحاق عن سعيد بن أب سعيد عن ‪ #‬أب هريرة ‪#‬مرفوعا ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" ل يروه عن معاوية إل إسرائيل تفرد به إسحاق " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة من رجال الشيخي و كذا سائر الرواة ثقات أيضا من رجال‬
‫البخاري‬
‫غي ابن الخرم و هو من الفقهاء الفاظ التقني كما ف " لسان اليزان "‬
‫فالديث صحيح السناد ‪ .‬و قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 181 - 180 / 4‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و ف هذا الطلق نظر ل يفى ‪ ,‬لسيما و قد قال ف مكان آخر ( ‪: ) 134 / 8‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و رجاله رجال الصحيح إل أن شيخ الطبان ممد‬
‫بن العباس عن الفضل بن سهيل العرج ل أعرفه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد عرفناه و المد ل ‪ ,‬و أنه ثقة متقن ‪ ,‬فصح الديث ‪ ,‬و الوفق ال‬
‫تعال ‪ .‬على أنه ل يتفرد به ‪ ,‬فقد أخرجه أبو يعلى ( ‪ ) 1 / 309‬من طريق أخرى عن‬
‫معاوية بن إسحاق به نوه بلفظ ‪:‬‬
‫" و العرش على منكبيه و هو يقول ‪ :‬سبحانك أين كنت ‪ ,‬و أين تكون " ‪.‬‬
‫ث إن ف قول الطبان ‪ " :‬تفرد به إسحاق " نظرا ‪ ,‬فقد تابعه عبيد ال بن موسى‬
‫أنبأ إسرائيل به ‪ .‬أخرجه الاكم ( ‪ ) 297 / 4‬و قال ‪:‬‬
‫و وقع ف " الستدرك " " عبد ال " مكبا و هو خطأ مطبعي ‪.‬‬
‫و الديث قال النذري ( ‪: ) 47 / 3‬‬
‫" رواه الطبان بإسناد صحيح ‪ ,‬و الاكم و قال ‪ :‬صحيح السناد " ‪.‬‬
‫" أذن ل أن أحدث عن ملك من ملئكة ال تعال من حلة العرش ‪ ,‬ما بي شحمة‬ ‫‪151‬‬
‫أذنه إل عاتقه مسية سبعمائة سنة " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 4727‬و الطبان ف " الوسط " كما ف " النتقى منه "‬
‫للذهب ( ‪ ) 2 / 6‬و ف " حديثه عن النسائي " ( ‪ ) 2 / 317‬و ابن شاهي ف‬
‫" الفوائد " ( ‪ ) 2 / 113‬و ابن عساكر ف الجلس ( ‪ ) 139‬من " المال "‬
‫( ‪ ) 1 / 50‬و ف " التاريخ " ( ‪ ) 1 / 232 / 12‬عن إبراهيم ابن طهمان عن‬
‫موسى‬
‫ابن عقبة عن ممد بن النكدر عن ‪ #‬جابر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و هو ف " مشيخة ابن طهمان " ( ‪. ) 2 / 238‬‬
‫" ل يروه عن موسى بن عقبة إل إبراهيم بن طهمان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة كما ف " التقريب " و لذا قال الذهب ف " العلو " ( ص ‪ 58‬طبعة‬
‫النصار ) ‪:‬‬
‫" إسناده صحيح " ‪ .‬ث ساق له شاهدا من حديث ممد بن إسحاق عن الفضل بن‬
‫عيسى عن‬
‫يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" إسناده واه " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ف الطريق الول ( ‪: ) 80 / 1‬‬
‫" رواه الطبان ف الوسط و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و قد تابعه صدقة بن عبد ال القرشي بلفظ ‪:‬‬
‫" إن ل ملئكة و هم الكروبيون ‪ ,‬من شحمة أذن أحدهم إل ترقوته مسية سبعمائة‬
‫عام للطائر السريع ف انطاطه " ‪.‬‬
‫و قد سقت إسناده و تكلمت عليه ف " الحاديث الضعيفة " ( ‪. ) 927‬‬
‫و له شاهد من حديث جابر و ابن عباس مرفوعا به نوه ‪.‬‬
‫أخرجه أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ , ) 158 / 3‬و فيه من ل أعرفه ‪.‬‬
‫" ل يرث الصب حت يستهل صارخا ‪ ,‬و استهلله أن يصيح أو يعطس أو يبكي " ‪.‬‬ ‫‪152‬‬
‫رواه ابن ماجه ( ‪ ) 2751‬و الطبان ف " الوسط " ( ‪ ) 2 / 153 / 1‬عن العباس‬
‫بن الوليد اللل الدمشقي حدثنا مروان بن ممد الطاطري حدثنا سليمان بن بلل‬
‫عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب عن ‪ #‬جابر بن عبد ال و السور بن مرمة‬
‫‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬

‫" ل يروه عن يي إل سليمان تفرد به مروان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة و كذلك سائر الرواة فالديث صحيح ‪.‬‬

‫و أما قول اليثمي ( ‪: ) 225 / 4‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و " الكبي " و فيه العباس بن الوليد اللل‬
‫وثقه أبو مسهر و مروان بن ممد و قال أبو داود ‪ ,‬ل أحدث عنه‪ ,‬و بقية رجاله‬
‫ففيه نظر من وجهي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن مروان ليس من رجال الصحيح ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن قول أب داود فيه ل يذكره عنه الافظ ف " التهذيب " و إنا نقل‬
‫عنه من رواية الجري أنه قال ‪ " :‬كتبت عنه و كان عالا بالرجال و الخبار "‬
‫و لذلك قال فيه ف " تقريب التهذيب " " صدوق " ‪ ,‬فل أدري أذلك وهم من‬
‫اليثمي‬
‫أم قصور من الافظ حيث ل يذكره ‪.‬‬
‫ث إن إيراد اليثمي لذا الديث ف كتابه هو على خلف شرطه ‪ ,‬لخراج ابن ماجه‬
‫إياه ‪ ,‬فلعله ل يستحضر ذلك عندما أورده ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد بلفظ ‪ " :‬إذا استهل الولود ورث " ‪.‬‬
‫" إذا استهل الولود ورث " ‪.‬‬ ‫‪153‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 2920‬عن ممد بن إسحاق عن يزيد بن عبد ال بن قسيط عن‬
‫‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و عن أب داود رواه البيهقي ( ‪ ) 257 / 6‬و ذكر أن ابن خزية أخرجه من هذا‬
‫الوجه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات ‪ ,‬إل أن ابن إسحاق مدلس ‪ ,‬و قد عنعنه ‪.‬‬
‫و لكن له شاهد من حديث جابر مرفوعا ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجه ( ‪ ) 2750‬عن الربيع بن بدر حدثنا أبو الزبي عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الربيع بن بدر متروك ‪ ,‬لكن تابعه الغية بن مسلم و سفيان عن‬
‫أب الزبي به ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 349 , 348 / 4‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬بل على شرط مسلم فقط ‪ ,‬على أن أبا الزبي مدلس و قد عنعن ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا ‪.‬‬
‫أخرجه ابن عدي ( ق ‪ ) 1 / 193‬من طريق شريك عن أب إسحاق عن عطاء عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ل بأس به ف الشواهد ‪ ,‬فإن شريكا هو ابن عبد ال القاضي ثقة‬
‫إل أنه سيء الفظ ‪ ,‬و مثله أبو إسحاق و هو السبيعي فإنه كان اختلط ‪.‬‬
‫( فائدة ) ف حديث جابر و السور التقدم تفسي استهلل الصب بقوله ‪:‬‬
‫" أن يصيح أو يعطس أو يبكي " ‪ .‬و هو حديث صحيح كما تقدم ‪ ,‬فل يغتر بقول‬
‫الصنعان ف " سبل السلم " ( ‪: ) 133 / 3‬‬
‫" و الستهلل روي ف تفسيه حديث مرفوع ضعيف ‪ " :‬الستهلل العطاس " ‪.‬‬
‫أخرجه‬
‫البزار " ‪.‬‬
‫فإن الذي أخرجه البزار ‪ .‬إنا هو من حديث ابن عمر باللفظ الذي ذكره الصنعان ‪,‬‬
‫و فيه ممد بن عبد الرحن بن البيلمان و هو ضعيف ‪.‬‬
‫كما ف " الجمع " ‪ ,‬فهذا غي حديث جابر و السور فتنبه ‪.‬‬
‫" ل يرد القضاء إل الدعاء ‪ ,‬و ل يزيد ف العمر إل الب " ‪.‬‬ ‫‪154‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 20 / 2‬و الطحاوي ف " الشكل " ( ‪ ) 169 / 4‬و ابن حيويه‬
‫ف‬
‫" حديثه " ( ‪ ) 2 / 4 / 3‬و عبد الغن القدسي ف " الدعاء " ( ‪) 143 - 142‬‬
‫كلهم‬
‫من طريق أب مودود عن سليمان التميمي عن أب عثمان النهدي عن ‪ #‬سلمان ‪ #‬به‬
‫‪.‬‬
‫" حديث حسن غريب من حديث سلمان ‪ ,‬و أبو مودود اثنان ‪ :‬أحدها يقال له ‪:‬‬
‫فضة ‪,‬‬
‫و هو الذي روى هذا الديث ‪ ,‬بصري ‪ ,‬و الخر عبد العزيز بن أب سليمان بصري‬
‫أيضا‬
‫و كانا ف مصر واحد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ضعيف كما قال ابن أب حات عن أبيه ( ‪ , ) 93 / 2 / 3‬فلعل تسي‬
‫الترمذي لديثه باعتبار أن له شاهدا من حديث ثوبان مرفوعا بزيادة ‪:‬‬
‫" و إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجه ( ‪ ) 4022‬و أحد ( ‪ ) 282 , 280 , 277 / 5‬و ابن أب شيبة ف‬
‫" الصنف " ( ‪ ) 2 / 157 / 12‬و ممد بن يوسف الفرياب ف " ما أسند سفيان "‬
‫( ‪ ) 2 / 43 / 1‬و الطحاوي ف " الشكل " ( ‪ ) 169 / 4‬و الطبان ف " العجم‬
‫الكبي " ( ‪ ) 2 / 147 / 1‬و أبو ممد العدل الخلدي ف " الفوائد " ( ‪/ 223 / 2‬‬
‫‪ ) 2 / 268 , 2 / 246 , 2‬و الرويان ف " مسنده " ( ‪ ) 1 / 133 / 25‬و‬
‫الاكم‬
‫( ‪ ) 493 / 1‬و أبو نعيم ف أخبار أصبهان " ( ‪ ) 60 / 2‬و البغوي ف " شرح‬
‫السنة‬
‫" ( ‪ ) 2 / 81 / 4‬و القضاعي ( ‪ ) 1 / 71‬و عبد الغن القدسي ف " الدعاء "‬
‫( ‪ ) 143 - 142‬من طرق عن سفيان الثوري عن عبد ال بن عيسى عن ابن أب‬
‫العد عن‬
‫ثوبان مرفوعا به ‪.‬‬
‫كذا قال بعض الخرجي ‪ " :‬ابن أب العد " ل يسمه ‪ ,‬و ساه بعضهم سال بن أب‬
‫العد ‪ ,‬و بعضهم ‪ :‬عبد ال بن أب العد ‪ .‬فإن كان الول فهو منقطع لن سالا‬
‫ل يسمع من ثوبان ‪ ,‬و إن كان الخر ‪ ,‬فهو مهول كما قال ابن القطان و إن وثقه‬
‫ابن حبان ‪ ,‬و قد أشار إل ذلك الذهب ف " اليزان " فقال ‪:‬‬
‫" و عبد ال هذا و إن كان قد وثق ‪ ,‬ففيه جهالة " ‪.‬‬
‫ث أخرجه الرويان ( ‪ ) 1 / 162‬من طريق عمر بن شبيب حدثنا عبد ال بن عيسى‬
‫عن حفص و عبيد ال بن أخي سال عن سال عن ثوبان به ‪ .‬و زاد ‪:‬‬
‫" إن ف التوراة لكتوب ‪ :‬يا ابن آدم اتق ربك ‪ ,‬و بر والديك ‪ ,‬و صل رحك أمدد‬
‫لك ف عمرك ‪ ,‬و أيسر لك يسرك ‪ ,‬و أصرف عنك عسرك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذا قد يرجح أن الديث من رواية سال بن أب العد لكن عمر بن شبيب‬
‫ضعيف‬
‫كما قال الافظ ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و أما حفص و عبيد ال بن أخي سال فلم أعرفهما ‪.‬‬
‫فإن ثبت هذا الترجيح فهو منقطع ‪ ,‬و إل فمتصل ‪ ,‬لكن فيه جهالة كما سبق ‪ ,‬فقول‬
‫الاكم عقبه ‪:‬‬
‫" صحيح السناد " ‪ .‬مردود و إن وافقه الذهب ‪ ,‬لهالة الذكور ‪ ,‬و قد صرح با‬
‫الذهب كما تقدم ‪ ,‬و هذا من تناقضه الكثي !‬
‫و للحديث طريق أخرى عن ثوبان ‪ .‬يرويه أبو علي الدارسي ‪ :‬حدثنا طلحة بن زيد‬
‫عن‬
‫ثور عن راشد بن سعد عن ثوبان ‪.‬‬
‫أخرجه ابن عدي ( ق ‪ ) 1 / 34‬و قال ‪:‬‬
‫" أبو علي الدارسي بشر بن عبيد منكر الديث ‪ ,‬بي الضعف جدا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كذبه الزدي ‪ ,‬و ساق له ف " اليزان " أحاديث و قال ‪:‬‬
‫" و هذه أحاديث غي صحيحه ‪ ,‬فال الستعان " ‪.‬‬
‫ث ساق له آخر و قال فيه ‪ " :‬و هذا موضوع " ‪.‬‬
‫و اللصة ‪ :‬أن الديث حسن كما قال الترمذي بالشاهد من حديث ثوبان ‪ ,‬دون‬
‫الزيادة فيه ‪ ,‬فإن ل أجد لا شاهدا ‪ ,‬بل روي ما يعارضها بلفظ ‪:‬‬
‫" إن الرزق ل تنقصه العصية ‪ ,‬و ل تزيده السنة ‪" ..‬‬
‫قلت ‪ :‬و لكنه موضوع كما حققته ف " الحاديث الضعيفة " ( رقم ‪ ) 179‬فل‬
‫يصلح‬
‫لعارضة الزيادة الشار إليها ‪.‬‬
‫قوله ( القضاء ) ‪ ,‬أراد به هنا المر القدر لول دعاؤه ‪.‬‬
‫و قوله ( و ل يزيد ف العمر ) ‪ ,‬يعن العمر الذي كان يقصر لول بره ‪.‬‬
‫" أسلم الناس و آمن عمرو بن العاص " ‪.‬‬ ‫‪155‬‬
‫رواه الرويان ف " مسنده " ( ‪ ) 2 - 1 / 50 / 9‬من طريق ابن أب مري‬

‫و عبد ال بن وهب أنبأنا ابن ليعة عن مشرح بن هاعان عن ‪ #‬عقبة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و رواه أحد ( ‪ ) 155 / 4‬حدثنا أبو عبد الرحن حدثنا ابن ليعة حدثن مشرح‬
‫بن هاعان قال ‪ ,‬سعت عقبة بن عامر يقول ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫و رواه الترمذي ( ‪ ) 316 / 2‬حدثنا قتيبة حدثنا ابن ليعة به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" حديث غريب ل نعرفه إل من حديث ابن ليعة عن مشرح بن هاعان ‪ ,‬و ليس‬
‫إسناده‬
‫بالقوي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬مشرح بن هاعان وثقه ابن معي و غيه ‪ ,‬و ضعفه بعضهم ‪ ,‬و هو حسن‬
‫الديث‬
‫عندي ‪ ,‬و ابن ليعة و إن كان ضعيفا لسوء حفظه فإن رواية العبادلة عنه يصحح‬
‫حديثه كما جاء ف ترجته ‪ ,‬و هذا من رواية اثني منهم ‪ ,‬و ها ‪ :‬أبو عبد الرحن‬
‫و اسه عبد ال بن يزيد القري ‪ ,‬و عبد ال بن وهب ‪.‬‬
‫و ف الديث منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي ال عنه ‪ ,‬إذ شهد له النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بأنه مؤمن ‪ ,‬فإن هذا يستلزم الشهادة له بالنة ‪ ,‬لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ف الديث الصحيح الشهور ‪ " :‬ل يدخل النة إل نفس‬
‫مؤمنة " متفق عليه ‪ .‬و قال تعال ( وعد ال الذين آمنوا و عملوا الصالات‬
‫جنات تري من تتها النار ) ‪.‬‬
‫و على هذا فل يوز الطعن ف عمرو رضي ال عنه ‪ -‬كما يفعل بعض الكتاب‬
‫العاصرين ‪ ,‬و غيهم من الخالفي ‪ -‬بسبب ما وقع له من اللف بل القتال‬
‫مع علي رضي ال عنه ‪ .‬لن ذلك ل يناف اليان ‪ ,‬فإنه ل يستلزم العصمة‬
‫كما ل يفى ‪ ,‬لسيما إذا قيل ‪ :‬إن ذلك وقع منه بنوع من الجتهاد ‪ ,‬و ليس‬
‫اتباعا للهوى ‪.‬‬
‫و ف الديث أيضا إشارة إل أن مسمى السلم غي اليان ‪ ,‬و قد اختلف العلماء‬
‫ف ذلك اختلفا كثيا ‪ ,‬و الق ما ذهب إليه جهور السلف من التفريق بينهما‬
‫لدللة الكتاب و السنة على ذلك فقال تعال ‪ ( :‬قالت العراب آمنا ‪ ,‬قل ‪ :‬ل‬
‫تؤمنوا ‪ ,‬و لكن قولوا أسلمنا ‪ ,‬و لا يدخل اليان ف قلوبكم ) و حديث جبيل‬
‫ف التفريق بي السلم و اليان معروف مشهور ‪ ,‬قال شيخ السلم ابن تيمية‬
‫رحه ال تعال ف كتاب " اليان " ( ص ‪ 305‬طبع الكتب السلمي ) ‪.‬‬
‫" و الرد إل ال و رسوله ف مسألة السلم و اليان يوجب أن كل من السي‬
‫و إن كان مسماه واجبا ‪ ,‬و ل يستحق أحد النة إل بأن يكون مؤمنا مسلما ‪ ,‬فالق‬
‫ف ذلك ما بينه النب صلى ال عليه وسلم ف حديث جبيل ‪ ,‬فجعل الدين‬
‫و أهله ثلث طبقات ‪ :‬أولا السلم ‪ ,‬و أوسطها اليان ‪ ,‬و أعلها الحسان ‪,‬‬
‫و من وصل إل العليا ‪ ,‬فقد وصل إل الت تليها ‪ ,‬فالحسن مؤمن ‪ ,‬و الؤمن مسلم‬
‫و أما السلم فل يب أن يكون مؤمنا " ‪.‬‬
‫و من شاء بسط الكلم على هذه السألة مع التحقيق الدقيق فليجع إل الكتاب‬
‫الذكور ‪ ,‬فإنه خي ما ألف ف هذا الوضوع ‪.‬‬
‫و يشهد للحديث ما يأت ‪:‬‬
‫" ابنا العاص مؤمنان ‪ :‬هشام و عمرو " ‪.‬‬
‫" ابنا العاص مؤمنان ‪ :‬هشام و عمرو " ‪.‬‬ ‫‪156‬‬
‫أخرجه عفان بن مسلم ف " حديثه " ( ق ‪ ) 2 / 238‬حدثنا حاد بن سلمة حدثنا‬
‫ممد‬
‫بن عمرو عن أب سلمة عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬رفعه ‪.‬‬
‫و أخرجه أحد ( ‪ ) 354 / 2‬و ابن سعد ( ‪ ) 191 / 4‬من طريق عفان به ‪ ,‬و‬
‫كذلك‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ . ) 452 / 3‬ث أخرجه أحد ( ‪ ) 353 , 327 , 304 / 2‬و ابن‬
‫سعد‬
‫و أبو علي الصواف ف " حديثه ( ‪ ) 2 / 2 / 3‬و ابن عساكر ( ‪) 1 / 52 / 13‬‬
‫من طرق‬
‫أخرى عن حاد به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن ‪ ,‬و سكت عليه الاكم و الذهب ‪ ,‬و من عادتما أن‬
‫يصححا هذا‬
‫السناد على شرط مسلم ‪.‬‬
‫و له شاهد ‪ ,‬خرجه ابن عساكر من طريق ابن سعد حدثنا عمر بن حكام بن أب‬
‫الوضاح‬
‫حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن أب بكر بن ممد ابن عمرو بن حزم عن عمر‬
‫مرفوعا‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي ابن حكام هذا فلم أعرفه ‪ .‬ث استدركت فقلت ‪ :‬هو‬
‫عمرو‬
‫بالواو سقط من قلمي أو من ناسخ ابن عساكر ‪ ,‬و عمرو ابن حكام معروف بالرواية‬
‫عن شعبة و هو ضعيف ‪ ,‬إل أنه مع ضعفه يكتب حديثه كما قال ابن عدي ‪ ,‬فهو‬
‫صال‬
‫للستشهاد به ‪.‬‬
‫" والذي نفسي بيده ل يسمع ب رجل من هذه المة ‪ ,‬و ل يهودي و ل نصران ث‬ ‫‪157‬‬
‫ل يؤمن ب إل كان من أهل النار " ‪.‬‬
‫رواه ابن منده ف " التوحيد " ( ‪ ) 1 / 44‬من طريق عبد الرزاق عن معمر عن هام‬
‫بن منبه قال ‪ :‬هذا ما حدثنا ‪ #‬أبو هريرة ‪ #‬فذكره مرفوعا ‪.‬‬
‫ث رواه من طريق أب يونس عن أب هريرة به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذان إسنادان صحيحان ‪ ,‬الول على شرط الشيخي ‪ ,‬و الخر على شرط‬
‫و قد أخرجه ف صحيحه ( ‪ ) 93 / 1‬نوه ‪.‬‬
‫و الديث صريح ف أن من سع بالنب صلى ال عليه وسلم و ما أرسل به ‪ ,‬بلغه‬
‫ذلك‬
‫على الوجه الذي أنزله ال عليه ‪ ,‬ث ل يؤمن به صلى ال عليه وسلم أن مصيه‬
‫إل النار ‪ ,‬ل فرق ف ذلك بي يهودي أو نصران أو موسي أو ل دين ‪.‬‬
‫و اعتقادي أن كثيا من الكفار لو أتيح لم الطلع على الصول و العقائد‬
‫و العبادات الت جاء با السلم ‪ ,‬لسارعوا إل الدخول فيه أفواجا ‪ ,‬كما وقع‬
‫ذلك ف أول المر ‪ ,‬فليت أن بعض الدول السلمية ترسل إل بلد الغرب من يدعو‬
‫إل السلم ‪ ,‬من هو على علم به على حقيقته و على معرفة با ألصق به من‬
‫الرافات و البدع و الفتراءات ‪ ,‬ليحسن عرضه على الدعوين إليه ‪ ,‬و ذلك‬
‫يستدعي‬
‫أن يكون على علم بالكتاب و السنة الصحيحة ‪ ,‬و معرفة ببعض اللغات الجنبية‬
‫الرائجة ‪ ,‬و هذا شيء عزيز يكاد يكون مفقودا ‪ ,‬فالقضية تتطلب استعدادات هامة ‪,‬‬
‫فلعلهم يفعلون ‪.‬‬
‫" لول أن ل تدافنوا لدعوت ال عز و جل أن يسمعكم ( من ) عذاب القب‬ ‫‪158‬‬
‫( ما أسعن ) " ‪.‬‬
‫قال المام أحد ( ‪ : ) 201 / 3‬حدثنا يزيد أنبأنا حيد عن ‪ #‬أنس ‪ " #‬أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم مر بنخل لبن النجار ‪ ,‬فسمع صوتا فقال ‪ :‬ما هذا ? قالوا ‪:‬‬
‫قب رجل دفن ف الاهلية ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ثلثي صحيح على شرط الشيخي و قد أخرجه أحد أيضا ( ‪/ 3‬‬
‫‪) 103‬‬
‫عن ابن أب عدي ‪ ,‬و ( ‪ ) 114 / 3‬عن يي ابن سعيد ‪ ,‬و ابن حبان ( ‪ ) 786‬عن‬
‫إساعيل ‪ ,‬ثلثتهم عن حيد به ‪.‬‬
‫و هاذان إسنادان صحيحان ثلثيان أيضا ‪ ,‬و زاد ابن أب عدي بعد قولم ‪ " :‬ف‬
‫الاهلية " ‪ " :‬فأعجبه ذلك " و هي عند النسائي ( ‪ ) 290 / 1‬من طريق عبد ال‬
‫‪ -‬و هو ابن البارك ‪ -‬عن حيد بلفظ ‪ " :‬فسر بذلك " ‪.‬‬
‫و صرح يي بن سعيد بتحديث حيد به عن أنس ‪.‬‬
‫و قد تابعه ثابت ‪ ,‬عند أحد أيضا ( ‪ ) 284 , 175 , 153 / 3‬من طريق حاد قال‬
‫‪:‬‬
‫أنبأنا ثابت و حيد عن أنس به و زاد ‪:‬‬
‫" و هو على بغلة شهباء ‪ ,‬فإذا هو بقب يعذب ( و ف رواية ‪ :‬فسمع أصوات قوم‬
‫يعذبون ف قبورهم ) فحاصت البغلة ‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لول‬
‫‪ "....‬الديث ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬
‫و تابعه قاسم بن مرثد الرحال فقال أحد ( ‪ : ) 111 / 3‬حدثنا سفيان قال ‪ :‬سع‬
‫قاسم الرحال أنسا يقول ‪:‬‬
‫" دخل النب صلى ال عليه و سلم خربا لبن النجار ‪ ,‬و كان يقضي فيها حاجة ‪,‬‬
‫فخرج إلينا مذعورا أو فزعا و قال ‪ :‬لول ‪ " ...‬الديث و فيه الزيادتان ‪.‬‬
‫و هذا سند ثلثي أيضا صحيح ‪ ,‬فسفيان هو ابن عيينة من رجال الستة ‪ ,‬و قاسم‬
‫وثقه‬
‫ابن معي و غيه ‪.‬‬
‫و تابعه أيضا قتادة عن أنس الرفوع منه فقط دون القصة أخرجه مسلم ( ‪/ 8‬‬
‫‪) 161‬‬
‫و أحد ( ‪ 176 / 3‬و ‪. ) 273‬‬
‫و له شاهد من حديث جابر قال ‪:‬‬
‫" دخل النب صلى ال عليه وسلم يوما نل لبن النجار ‪ ,‬فسمع أصوات رجال من‬
‫بن النجار ماتوا ف الاهلية يعذبون ف قبورهم ‪ ,‬فخرج رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فزعا ‪ ,‬فأمر أصحابه أن تعوذوا من عذاب القب " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 296 - 295 / 3‬بسند صحيح متصل على شرط مسلم ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر من حديث زيد بن ثابت مرفوعا و هو ‪:‬‬
‫" إن هذه المة تبتلى ف قبورها ‪ ,‬فلول أن تدافنوا لدعوت ال أن يسمعكم من‬
‫عذاب القب الذي أسع منه ‪ .‬قال زيد ‪ :‬ث أقبل علينا بوجهه فقال ‪ :‬تعوذوا بال‬
‫من عذاب النار ‪ ,‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من عذاب النار ‪ ,‬فقال ‪ :‬تعوذوا بال من‬
‫عذاب القب ‪ ,‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من عذاب القب ‪ ,‬قال ‪ :‬تعوذوا بال من‬
‫الفت ما ظهر منها و ما بطن ‪ ,‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من الفت ما ظهر منها و ما‬
‫بطن ‪ ,‬قال ‪ :‬تعوذوا بال من فتنة الدجال ‪ ,‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من فتنة الدجال‬
‫"‪.‬‬
‫" إن هذه المة تبتلى ف قبورها ‪ ,‬فلول أن ل تدافنوا لدعوت ال أن يسمعكم من‬ ‫‪159‬‬
‫عذاب القب الذي أسع منه ‪ .‬قال زيد ‪ :‬ث أقبل علينا بوجهه فقال ‪ :‬تعوذوا بال‬
‫من عذاب النار ‪ ,‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من عذاب النار ‪ ,‬فقال ‪ :‬تعوذوا بال من‬
‫عذاب القب ‪ ,‬قالوا ‪ :‬نعوذا بال من عذاب القب ‪ ,‬قال ‪ :‬تعوذوا بال من الفت‬
‫ما ظهر منها و ما بطن ‪ ,‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من الفت ما ظهر منها و ما بطن ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬تعوذوا بال من فتنة الدجال ‪ ,‬قالوا ‪ :‬نعوذ بال من فتنة الدجال " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 161 - 160 / 8‬من طريق ابن علية قال ‪ :‬و أخبنا سعيد‬
‫الريري‬
‫عن أب نضرة عن أب سعيد الدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ‪ :‬و ل أشهده من‬
‫النب صلى ال عليه وسلم و لكن حدثنيه ‪ #‬زيد بن ثابت ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" بينما النب صلى ال عليه وسلم ف حائط لبن النجار على بغلة له ‪ ,‬و نن معه‬
‫إذ حادت به ‪ ,‬فكادت تلقيه ‪ ,‬و إذا أقب ستة أو خسة أو أربعة ‪ -‬شك الريري ‪-‬‬
‫فقال ‪ :‬من يعرف أصحاب هذه القب ? فقال رجل ‪ :‬أنا قال ‪ :‬فمت مات هؤلء ?‬
‫قال ‪ :‬ماتوا ف الشراك فقال ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و أخرجه أحد ( ‪ : ) 190 / 5‬حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا أبو مسعود الريري به‬
‫إل أنه قال ‪ " :‬تعوذوا من فتنة الحيا و المات " ‪ ,‬بدل " تعوذوا من الفت ما‬
‫ظهر منها و ما بطن " ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 785‬بنحو رواية مسلم ‪ ,‬لكن ل يذكر فيه زيد بن ثابت ‪.‬‬
‫غريب الديث‬
‫‪-------------‬‬
‫( تدافنوا ) أصله تتدافنوا فحذف إحدى التاءين ‪ .‬أي ‪ :‬لول خشية أن يفضي ساعكم‬
‫إل ترك أن يدفن بعضكم بعضا ‪.‬‬
‫( شهباء ) ‪ :‬بيضاء ‪.‬‬
‫( حاصت ) أي حامت كما ف رواية لحد أي اضطربت ‪.‬‬
‫( خربا ) بكسر الاء و فتح الراء جع خربة ‪ ,‬كنقمة و نقم ‪.‬‬
‫( تبتلى ) أي تتحن ‪ .‬و الراد امتحان اللكي للميت بقولما ‪ " :‬من ربك ? " ‪:‬‬
‫" من نبيك " ‪.‬‬

‫‪-----------------‬‬
‫و ف هذه الحاديث فوائد كثية أذكر بعضها أو أهها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إثبات عذاب القب ‪ ,‬و الحاديث ف ذلك متواترة ‪ ,‬فل مال للشك فيه بزعم‬
‫أنا آحاد ! و لو سلمنا أنا آحاد فيجب الخذ با لن القرآن يشهد لا ‪ ,‬قال‬
‫تعال ‪ ( :‬و حاق بآل فرعون سوء العذاب ‪ .‬النار يعرضون عليها غدوا و عشيا ‪.‬‬
‫و يوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) ‪.‬‬
‫و لو سلمنا أنه ل يوجد ف القرآن ما يشهد لا ‪ ,‬فهي وحدها كافية لثبات هذه‬
‫العقيدة ‪ ,‬و الزعم بأن العقيدة ل تثبت با صح من أحاديث الحاد زعم باطل دخيل‬
‫ف السلم ‪ ,‬ل يقل به أحد من الئمة العلم كالربعة و غيهم ‪ ,‬بل هو ما‬
‫جاء به بعض علماء الكلم ‪ ,‬بدون برهان من ال و ل سلطان ‪ ,‬و قد كتبنا فصل‬
‫خاصا ف هذا الوضوع الطي ف كتاب لنا ‪ ,‬أرجو أن أوفق لتبييضه و نشره على‬
‫الناس ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن النب صلى ال عليه وسلم يسمع ما ل يسمع الناس ‪ ,‬و هذا من خصوصياته‬
‫عليه الصلة و السلم ‪ ,‬كما أنه كان يرى جبيل و يكلمه و الناس ل يرونه و ل‬
‫يسمعون كلمه ‪ ,‬فقد ثبت ف البخاري و غيه أنه صلى ال عليه وسلم قال يوما‬
‫لعائشة رضي ال عنها ‪ :‬هذا جبيل يقرئك السلم ‪ ,‬فقالت ‪ :‬و عليه السلم‬
‫يا رسول ال ‪ ,‬ترى ما ل نرى ‪ .‬و لكن خصوصياته عليه السلم إنا تثبت بالنص‬
‫الصحيح ‪ ,‬فل تثبت بالنص الضعيف و ل بالقياس و الهواء ‪ ,‬و الناس ف هذه‬
‫السألة على طرف نقيض ‪ ,‬فمنهم من ينكر كثيا من خصوصياته الثابتة بالسانيد‬
‫الصحيحة ‪ ,‬إما لنا غي متواترة بزعمه ‪ ,‬و إما لنا غي معقولة لديه ! و منهم‬
‫من يثبت له عليه السلم ما ل يثبت مثل قولم ‪ :‬إنه أول الخلوقات ‪ ,‬و إنه ل‬
‫ظل له ف الرض و إنه إذا سار ف الرمل ل تؤثر قدمه فيه ‪ ,‬بينما إذا داس على‬
‫الصخر علم عليه ‪ ,‬و غي ذلك من الباطيل ‪.‬‬
‫و القول الوسط ف ذلك أن يقال ‪ :‬إن النب صلى ال عليه و آله وسلم بشر بنص‬
‫القرآن و السنة و إجاع المة ‪ ,‬فل يوز أن يعطى له من الصفات و الصوصيات إل‬
‫ما صح به النص ف الكتاب و السنة ‪ ,‬فإذا ثبت ذلك وجب التسليم له ‪ ,‬و ل يز‬
‫رده‬
‫بفلسفة خاصة علمية أو عقلية ‪ ,‬زعموا ‪ ,‬و من الؤسف ‪ ,‬أنه قد انتشر ف العصر‬
‫الاضر انتشارا ميفا رد الحاديث الصحيحة لدن شبهة ترد من بعض الناس ‪ ,‬حت‬
‫ليكاد يقوم ف النفس أنم يعاملون أحاديثه عليه السلم معاملة أحاديث غيه من‬
‫البشر الذين ليسوا معصومي ‪ ,‬فهم يأخذون منها ما شاؤوا ‪ ,‬و يدعون ما شاؤوا ‪,‬‬
‫و من أولئك طائفة ينتمون إل العلم ‪ ,‬و بعضهم يتول مناصب شرعية كبية ! فإنا‬
‫ل و إنا إليه راجعون ‪ ,‬و نسأله تعال أن يفظنا من شر الفريقي البطلي‬
‫و الغالي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬إن سؤال اللكي ف القب حق ثابت ‪ ,‬فيجب اعتقاده أيضا ‪ ,‬و الحاديث فيه‬
‫أيضا متواترة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬إن فتنة الدجال فتنة عظيمة و لذلك أمر بالستعاذة من شرها ف هذا الديث‬
‫و ف أحاديث أخرى ‪ ,‬حت أمر بذلك ف الصلة قبل السلم كما ثبت ف البخاري‬
‫و غيه ‪ .‬و أحاديث الدجال كثية جدا ‪ ,‬بل هي متواترة عند أهل العلم بالسنة ‪.‬‬
‫و لذلك جاء ف كتب العقائد وجوب اليان بروجه ف آخر الزمان ‪ ,‬كما جاء فيها‬
‫وجوب اليان بعذاب القب و سؤال اللكي ‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن أهل الاهلية الذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلة و السلم معذبون بشركهم‬
‫و كفرهم ‪ ,‬و ذلك يدل على أنم ليسوا من أهل الفترة الذين ل تبلغهم دعوة نب ‪,‬‬
‫خلفا لا يظنه بعض التأخرين ‪ .‬إذ لو كانوا كذلك ل يستحقوا العذاب لقوله‬
‫تعال ‪ ( :‬و ما كنا معذبي حت نبعث رسول ) ‪ .‬و قد قال النووي ف شرح حديث‬
‫مسلم ‪ " :‬أن رجل قال يا رسول ال أين أب ? قال ‪ :‬ف النار ‪ "...‬الديث ‪.‬‬
‫قال النووي ( ‪ 114 / 1‬طبع الند ) ‪:‬‬
‫" فيه أن من مات على الكفر فهو ف النار ‪ ,‬و ل تنفعه قرابة القربي ‪ ,‬و فيه‬
‫أن من مات على الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الوثان فهو من أهل‬
‫النار ‪ ,‬و ليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة ‪ ,‬فإن هؤلء كانت قد بلغتهم دعوة‬
‫إبراهيم و غيه من النبياء صلوات ال تعال و سلمه عليهم " ‪.‬‬
‫" ل ‪ ,‬و لكن تصافحوا ‪ .‬يعن ل ينحن لصديقه و ل يلتزمه ‪ ,‬و ل يقبله حي‬ ‫‪160‬‬
‫يلقاه " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 121 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 3702‬و البيهقي ( ‪ ) 100 / 7‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 198 / 3‬من طرق عن حنظلة بن عبد ال السدوسي قال ‪ :‬حدثنا ‪ #‬أنس بن‬
‫مالك ‪#‬‬
‫قال ‪ " :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول ال أحدنا يلقى صديقه أينحن له ? قال ‪ :‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل ‪ ,‬قال ‪ :‬فيلتزمه و يقبله ? قال ‪ :‬ل ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬فيصافحه ? قال ‪ :‬نعم إن شاء " ‪.‬‬
‫و السياق لحد و كذا الترمذي ‪ ,‬لكن ليس عنده ‪ " :‬إن شاء " و لفظ ابن ماجه‬
‫نوه و فيه ‪ " :‬ل ‪ ,‬و لكن تصافحوا " ‪.‬‬
‫و الديث رواه أيضا ممد بن يوسف الفرياب ف " ما أسند الثوري "‬
‫( ‪ ) 2 / 46 / 1‬و أبو بكر الشافعي ف " الفوائد " ( ‪ ) 1 / 97‬و ف‬
‫" الرباعيات " ( ‪ ) 2 / 93 / 1‬و الباغندي ف " حديث شيبان و غيه "‬
‫( ‪ ) 1 / 191‬و أبو ممد الخلدي ف " الفوائد " ( ‪ ) 2 / 236‬و الضياء‬
‫القدسي ف " الصافحة " ( ‪ ) 2 / 32‬و ف " النتقى من مسموعاته برو "‬
‫( ‪ ) 2 / 28‬كلهم عن حنظلة به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال أو أعل ‪ ,‬فإن رجاله كلهم ثقات غي حنظلة هذا فإنم ضعفوه‬
‫‪,‬‬
‫و لكنهم ل يتهموه ‪ ,‬بل ذكر يي القطان و غيه أنه اختلط ‪ ,‬فمثله يستشهد به ‪,‬‬
‫و يقوى حديثه عند التابعة ‪ ,‬و قد وجدت له متابعي ثلثة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬شعيب بن البحاب ‪.‬‬

‫أخرجه الضياء ف " النتقى " ( ‪ ) 2 / 87‬من طريق أب بلل الشعري حدثنا قيس‬
‫بن الربيع عن هشام بن حسان عن شعيب به إل أنه ذكر السجود بدل اللتزام ‪.‬‬
‫و هذا إسناد حسن ف التابعات فإن قيس بن الربيع صدوق ‪ ,‬و لكنه كان تغي لا‬
‫كب ‪ ,‬و أبو بلل الشعري اسه مرداس ضعفه الدارقطن و ذكره ابن حبان ف‬
‫الثقات‬
‫و من فوقهما ثقتان من رجال الشيخي ‪.‬‬
‫و هذه التابعة أخرجها أيضا أبو السن الزكي كما أفاده ابن الحب ف تعليقه‬
‫على " كتاب الصافحة " و من خطه نقلت ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬كثي بن عبد ال قال ‪ :‬سعت أنس بن مالك به دون ذكر النناء‬
‫و اللتزام ‪.‬‬
‫أخرجه ابن شاهي ف " رباعياته " ( ‪ : ) 2 / 172‬حدثنا ممد بن زهي قال ‪ :‬حدثنا‬
‫ملد بن ممد قال ‪ :‬حدثنا كثي بن عبد ال ‪.‬‬
‫و كثي هذا ضعيف كما قال الدارقطن ‪ ,‬و قال الذهب ‪ " :‬و ما أرى رواياته‬
‫بالنكرة جدا ‪ ,‬و قد روى له ابن عدي عشرة أحاديث ث قال ‪:‬‬
‫" و ف بعض روايته ما ليس بحفوظ " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فمثله يستشهد به أيضا إن شاء ال تعال ‪ ,‬لكن من دونه ل أجد من ترجهما‬
‫الثالث ‪ :‬الهلب بن أب صفرة عن أنس مرفوعا بلفظ ‪:‬‬

‫( ل ينحن الرجل للرجل ‪ ,‬و ل يقبل الرجل الرجل ‪ ,‬قالوا ‪ :‬يصافح الرجل الرجل ?‬
‫قال ‪ :‬نعم ) ‪.‬‬
‫رواه الضياء ف " النتقى " ( ‪ ) 1 / 23‬من طريق عبد العزيز بن أبان حدثنا‬
‫إبراهيم بن طهمان عن الهلب به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬الهلب من ثقات المراء كما ف " التقريب " ‪ ,‬لكن السند إليه واه ‪ ,‬فإن‬
‫عبد العزيز بن أبان هذا متروك و كذبه ابن معي و غيه كما قال الافظ ‪ ,‬فل‬
‫يستشهد بذه التابعة ‪ .‬و لكن ما قبلها من التابعات يكفي ف تقوية الديث ‪,‬‬
‫و كأنه لذلك أقر الافظ ف " التلخيص " ( ‪ ) 367‬تسي الترمذي إياه ‪.‬‬
‫و منه تعلم أن قول البيهقي ‪:‬‬
‫" تفرد به حنظلة " فليس بصواب و ال أعلم ‪.‬‬
‫إذا عرفت ذلك ففيه رد على بعض العاصرين من الشتغلي بالديث ‪ ,‬فقد ألف جزءا‬
‫صغيا أساه " إعلم النبيل بواز التقبيل " حشد فيه كل ما وقف عليه من أحاديث‬
‫التقبيل ما صح منها و ما ل يصح ‪ ,‬ث أورد هذا الديث و ضعفه بنظلة و لعله ل‬
‫يقف على هذه التابعات الت تشهد له ‪ ,‬ث تأوله بمله على ما إذا كان الباعث‬
‫على التقبيل مصلحة دنيوية كغن أو جاه أو رياسة مثل ! و هذا تأويل باطل ‪ ,‬لن‬
‫الصحابة الذين سألوا النب صلى ال عليه وسلم عن التقبيل ‪ ,‬ل يعنون به قطعا‬
‫التقبيل الزعوم ‪ ,‬بل تقبيل تية كما سألوه عن النناء و اللتزام و الصافحة‬
‫فكل ذلك إنا عنوا به التحية فلم يسمح لم من ذلك بشيء إل الصافحة ‪ ,‬فهل هي‬
‫الصافحة لصلحة دنيوية ?!اللهم ل ‪.‬‬
‫فالق أن الديث نص صريح ف عدم مشروعية التقبيل عند اللقاء ‪,‬و ل يدخل ف‬
‫ذلك‬
‫تقبيل الولد و الزوجات ‪ ,‬كما هو ظاهر ‪ ,‬و أما الحاديث الت فيها أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قبل بعض الصحابة ف وقائع متلفة ‪ ,‬مثل تقبيله و اعتناقه‬
‫لزيد بن حارثة عند قدومه الدينة ‪ ,‬و تقبيله و اعتناقه لب اليثم ابن التيهان‬
‫و غيها ‪ ,‬فالواب عنها من وجوه ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنا أحاديث معلولة ل تقوم با حجة ‪ .‬و لعلنا نتفرغ للكلم عليها ‪,‬‬
‫و بيان عللها إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أنه لو صح شيء منها ‪ ,‬ل يز أن يعارض با هذا الديث الصحيح ‪ ,‬لنا‬
‫فعل من النب صلى ال عليه وسلم يتمل الصوصية ‪ ,‬أو غيها من الحتمالت الت‬
‫توهن الحتجاج با على خلف هذا الديث ‪ ,‬لنه حديث قول و خطاب عام موجه‬
‫إل‬
‫المة فهو حجة عليها ‪ ,‬لا تقرر ف علم الصول أن القول مقدم على الفعل عند‬
‫التعارض ‪ ,‬و الاظر مقدم على البيح ‪ ,‬و هذا الديث قول و حاظر ‪ ,‬فهو القدم‬
‫على الحاديث الذكورة لو صحت ‪.‬‬
‫و كذلك نقول بالنسبة لللتزام و العانقة ‪ ,‬أنا ل تشرع لنهي الديث عنها ‪,‬‬
‫لكن قال أنس رضي ال عنه ‪:‬‬
‫" كان أصحاب النب صلى ال عليه وسلم إذا تلقوا تصافحوا ‪ ,‬و إذا قدموا من سفر‬
‫تعانقوا " ‪.‬‬
‫رواه الطبان ف الوسط ‪ ,‬و رجاله رجال الصحيح كما قال النذري ( ‪) 270 / 3‬‬
‫و اليثمي ( ‪ ) 36 / 8‬و روى البيهقي ( ‪ ) 100 / 7‬بسند صحيح عن الشعب قال‬
‫‪:‬‬
‫" كان أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم إذا التقوا صافحوا ‪ ,‬فإذا قدموا من سفر‬
‫عانق بعضهم بعضا " ‪.‬‬
‫و روى البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 970‬و أحد ( ‪ ) 495 / 3‬عن جابر بن‬
‫عبد ال قال ‪:‬‬
‫" بلغن حديث عن رجل سعه من رسول ال صلى ال عليه وسلم فاشتريت بعيا ‪ ,‬ث‬
‫شددت عليه رحلي ‪ ,‬فسرت إليه شهرا حت قدمت عليه الشام فإذا عبد ال بن أنيس‬
‫‪,‬‬
‫فقلت للبواب ‪ :‬قل له ‪ :‬جابر على الباب ‪ ,‬فقال ‪ :‬ابن عبد ال ? قلت ‪ :‬نعم ‪,‬‬
‫فخرج يطأ ثوبه فاعتنقن و اعتنقته " الديث ‪ ,‬و إسناده حسن كما قال الافظ‬
‫( ‪ ) 195 / 1‬و علقه البخاري ‪.‬‬
‫فيمكن أن يقال ‪ :‬إن العانقة ف السفر مستثن من النهي لفعل الصحابة ذلك ‪,‬‬
‫و عليه يمل بعض الحاديث التقدمة إن صحت ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و أما تقبيل اليد ‪ ,‬ففي الباب أحاديث و آثار كثية ‪ ,‬يدل مموعها على ثبوت ذلك‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فنرى جواز تقبيل يد العال إذا توفرت الشروط‬
‫التية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن ل يتخذ عادة بيث يتطبع العال على مد يده إل تلمذته ‪ ,‬و يتطبع هؤلء‬
‫على التبك بذلك ‪ ,‬فإن النب صلى ال عليه وسلم و إن قبلت يده فإنا كان ذلك‬
‫على الندرة ‪ ,‬و ما كان كذلك فل يوز أن يعل سنة مستمرة ‪ ,‬كما هو معلوم من‬
‫القواعد الفقهية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن ل يدعو ذلك إل تكب العال على غيه ‪ ,‬و رؤيته لنفسه ‪ ,‬كما هو الواقع‬
‫مع بعض الشايخ اليوم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن ل يؤدي ذلك إل تعطيل سنة معلومة ‪ ,‬كسنة الصافحة ‪ ,‬فإنا مشروعة‬
‫بفعله‬
‫صلى ال عليه وسلم و قوله ‪ ,‬و هي سبب تساقط ذنوب التصافحي كما روي ف‬
‫غي ما‬
‫حديث واحد ‪ ,‬فل يوز إلغاؤها من أجل أمر ‪ ,‬أحسن أحواله أنه جائز ‪.‬‬
‫" إذهب فوار أباك ( الطاب لعلي بن أب طالب ) قال ( ل أواريه ) ‪ ( ,‬إنه مات‬ ‫‪161‬‬
‫مشركا ) ‪ ( ,‬فقال ‪ :‬اذهب فواره ) ث ل تدثن حت تأتين ‪ ,‬فذهبت فواريته ‪,‬‬

‫و جئته ( و علي أثر التراب و الغبار ) فأمرن فاغتسلت ‪ ,‬و دعا ل ( بدعوات ما‬
‫يسرن أن ل بن ما على الرض من شيء ) " ‪.‬‬
‫أبو داود ( ‪ ) 3124‬و النسائي ( ‪ ) 283 - 282 / 1‬و ابن سعد ف " الطبقات "‬
‫( ‪ ) 123 / 1‬و ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ‪ 95 / 4‬و ‪ - 142‬طبع الند ) و‬
‫ابن‬
‫الارود ف " النتقى " ( ص ‪ ) 269‬و الطيالسي ( ‪ ) 120‬و البيهقي ( ‪) 398 / 3‬‬
‫و أحد ( ‪ 97 / 1‬و ‪ ) 131‬و أبو ممد اللدي ف جزء من " فوائده " ( ق ‪/ 47‬‬
‫‪)1‬‬
‫من طرق عن أب إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال ‪:‬‬
‫" قلت للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن عمك الشيخ الضال قد مات " فمن يواريه ?‬
‫"‬
‫قال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي ناجية ابن كعب و‬
‫هو ثقة‬
‫كما ف " التقريب " ‪ ,‬و قد قواه الرافعي و تبعه الافظ ف " التلخيص "كما‬
‫بينته ف " إرواء الغليل " ( ‪. ) 707‬‬
‫و له ف مسند أحد ( ‪ ) 103 / 1‬و " زوائد ابنه عليه " ( ‪) 130 - 129 / 1‬‬
‫طريق‬
‫أخرى عن السن بن يزيد الصم قال ‪ :‬سعت السدي إساعيل يذكره عن أب عبد‬
‫الرحن‬
‫السلمي عن علي به ‪ ,‬و زاد ف آخره ‪:‬‬
‫" قال ‪ :‬و كان علي رضي ال عنه إذا غسل اليت اغتسل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن ‪ ,‬رجاله رجال مسلم غي السن هذا و هو صدوق يهم‬
‫كما ف‬
‫" التقريب " ‪.‬‬

‫‪-----------------‬‬
‫‪ - 1‬أنه يشرع للمسلم أن يتول دفن قريبه الشرك و أن ذلك ل يناف بغضه إياه‬
‫لشركه ‪ ,‬أل ترى أن عليا رضي ال عنه امتنع أول المر من مواراة أبيه معلل‬
‫ذلك بقوله ‪ " :‬إنه مات مشركا " ظنا منه أن دفنه مع هذه الالة قد يدخله ف‬
‫التول المنوع ف مثل قوله تعال ‪ " :‬ل تتولوا قوما غضب ال عليهم " فلما‬
‫أعاد صلى ال عليه وسلم المر بواراته بادر لمتثاله ‪ ,‬و ترك ما بدا له أول‬
‫المر ‪ .‬و كذلك تكون الطاعة ‪ :‬أن يترك الرء رأيه لمر نبيه صلى ال عليه وسلم‬
‫و يبدو ل أن دفن الولد لبيه الشرك أو أمه هو آخر ما يلكه الولد من حسن صحبة‬
‫الوالد الشرك ف الدنيا ‪ ,‬و أما بعد الدفن فليس له أن يدعو له أو يستغفر له‬
‫لصريح قوله تعال ( ما كان للنب و الذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي و لو‬
‫كانوا أول قرب ) ‪ ,‬و إذا كان المر كذلك ‪ ,‬فما حال من يدعو بالرحة و الغفرة‬
‫على صفحات الرائد و الجلت لبعض الكفار ف إعلنات الوفيات من أجل‬
‫دريهمات‬
‫معدودات ! فليتق ال من كان يهمه أمر آخرته ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أنه ل يشرع له غسل الكافر و ل تكفينه و ل الصلة عليه و لو كان قريبه‬

‫لن النب صلى ال عليه وسلم ل يأمر بذلك عليا ‪ ,‬و لو كان ذلك جائزا لبينه‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬لا تقرر أن تأخي البيان عن وقت الاجة ل يوز ‪ .‬و هذا‬
‫مذهب النابلة و غيهم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أنه ل يشرع لقارب الشرك أن يتبعوا جنازته لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ل يفعل ذلك مع عمه و قد كان أبر الناس به و أشفقهم عليه حت إنه دعى ال له‬
‫حت جعل عذابه أخف عذاب ف النار ‪ ,‬كما سبق بيانه ف الديث ( رقم ‪ , ) 53‬و‬
‫ف‬
‫ذلك كله عبة لن يغترون بأنسابم ‪ ,‬و ل يعملون لخرتم عند ربم ‪ ,‬و صدق ال‬
‫العظيم إذ يقول ‪ ( :‬فل أنساب بينهم يومئذ و ل يتساءلون ) ‪.‬‬
‫" ل يا بنت الصديق ‪ ,‬و لكنهم الذين يصومون و يصلون و يتصدقون و هم يافون‬ ‫‪162‬‬
‫أن‬
‫ل يقبل منهم أولئك الذين يسارعون ف اليات " ‪.‬‬
‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪255 / 1‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 201 / 2‬و ابن جرير ( ‪ ) 26 / 18‬و الاكم ( ‪- 393 / 2‬‬
‫‪) 394‬‬
‫و البغوي ف تفسيه ( ‪ ) 25 / 6‬و أحد ( ‪ 159 / 6‬و ‪ ) 205‬من طريق مالك بن‬
‫مغول‬
‫عن عبد الرحن بن سعيد بن وهب المدان عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬زوج النب صلى ال‬
‫عليه‬
‫وسلم قالت ‪:‬‬
‫" سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم " عن هذه الية ( و الذين يؤتون ما آتوا‬
‫و قلوبم وجلة ) ‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬هم الذين يشربون المر و يسرفون ? قال "‬
‫فذكره‬
‫‪.‬‬
‫" و قد روي هذا الديث عن عبد الرحن بن سعيد عن أب حازم عن أب هريرة عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم نو هذا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناد حديث عائشة رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و لذلك قال الاكم ‪ " :‬صحيح‬
‫السناد " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و فيه علة ‪ ,‬و هي النقطاع بي عبد الرحن و عائشة فإنه ل يدركها كما ف‬
‫" التهذيب " ‪ ,‬لكن يقويه حديث أب هريرة الذي أشار إليه الترمذي فإنه موصول‬
‫و قد وصله ابن جرير ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬حدثنا الكم بن بشي قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عمر بن قيس عن عبد الرحن بن سعيد بن وهب المدان عن أب حازم عن أب هريرة‬
‫قال ‪ :‬قالت عائشة ‪ :‬الديث نوه ‪.‬‬
‫و هذا سند رجاله ثقات غي ابن حيد ‪ ,‬و هو ممد بن حيد بن حيان الرازي و هو‬
‫ضعيف مع حفظه ‪ ,‬لكن لعله توبع ‪ ,‬فقد أخرج الديث ابن أب الدنيا و ابن النباري‬
‫ف الصاحف و ابن مردويه كما ف " الدر النثور " ( ‪ ) 11 / 5‬و ابن أب الدنيا‬
‫من طبقة شيوخ ابن جرير ‪ ,‬فاستبعد أن يكون رواه عن شيخه هذا ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و السر ف خوف الؤمني أن ل تقبل منهم عبادتم ‪ ,‬ليس هو خشيتهم أن ل‬
‫يوفيهم ال أجورهم ‪ ,‬فإن هذا خلف وعد ال إياهم ف مثل قوله تعال ( فأما‬
‫الذين آمنوا و عملوا الصالات ‪ ,‬فيوفيهم أجورهم ) ‪ ,‬بل إنه ليزيدهم عليها كما‬
‫قال ( ليوفيهم أجورهم و يزيدهم من فضله ) ‪ ,‬و ال تعال ( ل يلف وعده ) كما‬
‫قال ف كتابه ‪ ,‬و إنا السر أن القبول متعلق بالقيام بالعبادة كما أمر ال‬
‫عز و جل ‪ ,‬و هم ل يستطيعون الزم بأنم قاموا با على مراد ال ‪ ,‬بل يظنون‬
‫أنم قصروا ف ذلك ‪ ,‬و لذا فهم يافون أن ل تقبل منهم ‪ .‬فليتأمل الؤمن هذا‬
‫عسى أن يزداد حرصا على إحسان العبادة و التيان با كما أمر ال ‪ ,‬و ذلك‬
‫بالخلص فيها له ‪ ,‬و اتباع نبيه صلى ال عليه وسلم ف هديه فيها ‪ .‬و ذلك معن‬
‫قوله تعال ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالا ‪ ,‬و ل يشرك بعبادة ربه‬
‫أحدا ) ‪.‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا خرج مسية ثلثة أميال ‪ ,‬أو ثلثة‬ ‫‪163‬‬
‫فراسخ ( شك شعبة ) قصر الصلة ‪ ( .‬و ف رواية ) ‪ :‬صلى ركعتي " ‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ ) 129 / 3‬و البيهقي ‪ 146 / 3‬و السياق له عن ممد بن‬
‫جعفر‬
‫حدثنا شعبة عن ييي بن يزيد النائي قال ‪:‬‬
‫" سألت أنس بن مالك عن قصر الصلة ‪ ,‬و كنت أخرج إل الكوفة فأصلي ركعتي‬
‫حت‬
‫أرجع ? فقال ‪ #‬أنس ‪ "... #‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي النائي فمن رجال‬
‫مسلم‬
‫وحده ‪ ,‬و قد روى عنه جاعة من الثقات ‪ ,‬و قال ابن أب حات ( ‪) 198 / 2 / 4‬‬
‫عن‬
‫أبيه ‪ " :‬هو شيخ " و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ( ‪ ) 257 / 1‬و سى جده مرة ‪,‬‬
‫و قال ‪:‬‬
‫" و من قال ‪ :‬يزيد بن يي أو ابن أب يي فقد وهم " ‪.‬‬
‫و الديث أخرجه مسلم ( ‪ ) 145 / 2‬و أبو داود ( ‪ ) 1201‬و ابن أب شيبة‬
‫( ‪ ) 2 / 1 / 108 / 2‬و عنه أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪ ) 2 / 99‬من طرق عن‬
‫ممد‬
‫بن جعفر به دون قول النائي ‪ " :‬و كنت أخرج إل الكوفة ‪ ...‬حت أرجع " ‪ .‬و هي‬
‫زيادة صحيحة و من أجلها أوردت الديث ‪ .‬و كذلك أخرجه أبو عوانة ( ‪/ 2‬‬
‫‪ ) 346‬من‬
‫طريق أب داود ( و هو الطيالسي ) قال ‪ :‬حدثنا شعبة به ‪ .‬و ل يروه الطيالسي ف‬
‫" مسنده " ‪.‬‬
‫( الفرسخ ) ثلثة أميال ‪ ,‬و اليل من الرض منتهى مد البصر لن البصر ييل عنه‬
‫على وجه الرض حت يفن إدراكه ‪ ,‬و بذلك جزم الوهري ‪ ,‬و قيل ‪ :‬حده أن ينظر‬
‫إل‬
‫الشخص ف أرض مسطحة فل يدري أهو رجل أو امرأة ‪ ,‬و هو ذاهب أو آت ‪ ,‬كما‬
‫ف‬
‫" الفتح " ( ‪ ) 467 / 2‬و هو ف تقدير بعض علماء العصر الاضر يساوي ‪1680‬‬
‫مترا ‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫يدل هذا الديث على أن السافر إذا سافر مسافة ثلثة فراسخ ( و الفرسخ نو ثان‬
‫كيلو مترات ) جاز له القصر ‪ ,‬و قد قال الطاب ف " معال السنن " ( ‪: ) 49 / 2‬‬
‫" إن ثبت الديث كانت الثلثة الفراسخ حدا فيما يقصر إليه الصلة ‪ ,‬إل أن ل‬
‫أعرف أحدا من الفقهاء يقول به " ‪.‬‬
‫و ف هذا الكلم نظر من وجوه ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن الديث ثابت كما تقدم ‪ ,‬و حسبك أن مسلما أخرجه و ل يضعفه غيه ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أنه ل يضر الديث و ل ينع العمل به عدم العلم بن قال به من‬
‫الفقهاء ‪ ,‬لن عدم الوجدان ل يدل على عدم الوجود ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنه قد قال به راويه أنس بن مالك رضي ال عنه و أفت به يي بن يزيد‬
‫النائي راويه عنه كما تقدم ‪ ,‬بل ثبت عن بعض الصحابة القصر ف أقل من هذه‬
‫السافة ‪ ,‬فروى ابن أب شيبة ( ‪ ) 1 / 108 / 2‬عن ممد بن زيد بن خليدة عن‬
‫ابن عمر قال ‪:‬‬
‫" تقصر الصلة ف مسية ثلثة أميال " ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح كما بينته ف " إرواء الغليل " ( رقم ‪. ) 561‬‬
‫ث روى من طريق أخرى عنه أنه قال ‪:‬‬
‫" إن لسافر الساعة من النهار و أقصر " ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح ‪ ,‬و صححه الافظ ف " الفتح " ( ‪. ) 467 / 2‬‬
‫ث روى عنه ( ‪ ) 1 / 111 / 2‬عنه ‪:‬‬
‫" أنه كان يقيم بكة ‪ ,‬فإذا خرج إل من قصر " ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح أيضا ‪ .‬و يؤيده أن أهل مكة لا خرجوا مع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إل من ف حجة الوداع قصروا أيضا كما هو معروف مشهور ف كتب‬
‫الديث‬
‫و السية و بي مكة و من فرسخ كما ف " معجم البلدان " ‪.‬‬
‫و قال جبلة بن سحيم سعت ابن عمر يقول ‪:‬‬
‫" لو خرجت ميل قصرت الصلة " ‪.‬‬
‫ذكره الافظ و صححه ‪.‬‬
‫و ل يناف هذا ما ف الوطأ و غيه بأسانيد صحيحة عن ابن عمر أنه كان يقصر ف‬
‫مسافة أكثر ما تقدم ‪ ,‬لن ذلك فعل منه ‪ ,‬ل ينفي القصر ف أقل منها لو سافر‬
‫إليها ‪ ,‬فهذه النصوص الت ذكرناها صرية ف جواز القصر ف أقل منها ‪ ,‬فل يوز‬
‫ردها ‪ ,‬مع دللة الديث على القل منها ‪ .‬و قد قال الافظ ف " الفتح "‬
‫( ‪: ) 468 - 467 / 2‬‬
‫" و هو أصح حديث ورد ف بيان ذلك و أصرحه ‪ ,‬و قد حله من خالفه على أن‬
‫الراد‬
‫به السافة الت يبتدأ منها القصر ‪ ,‬ل غاية السفر ! و ل يفى بعد هذا المل ‪,‬‬
‫مع أن البيهقي ذكره ف روايته من هذا الوجه أن يي بن يزيد قال ‪ :‬سألت أنسا عن‬
‫قصر الصلة ‪ ,‬و كنت أخرج إل الكوفة يعن من البصرة أصلى ركعتي ركعتي حت‬
‫أرجع فقال أنس ‪ :‬فذكر الديث ‪ ,‬فظهر أنه سأله عن جواز القصر ف السفر ل عن‬
‫الوضع الذي يبتدئ القصر منه ‪ ,‬ث إن الصحيح ف ذلك أنه ل يتقيد بسافة بل‬
‫بجاوزة البلد الذي يرج منها ‪ .‬و رده القرطب بأنه مشكوك فيه فل يتج به ‪.‬‬
‫فإن كان الراد به أنه ل يتج به ف التحديد بثلثة أميال فمسلم ‪ ,‬لكن ل‬
‫يتنع أن يتج به ف التحديد بثلثة فراسخ ‪ ,‬فإن الثلثة أميال مندرجة فيها‬
‫فيؤخذ بالكثر احتياطا ‪ .‬و قد روى ابن أب شيبة عن حات بن إساعيل عن‬
‫عبد الرحن بن حرملة قال ‪ :‬قلت لسعيد ابن السيب ‪ :‬أأقصر الصلة و أفطر ف بريد‬
‫من الدينة ? قال ‪ :‬نعم ‪ .‬و ال أعلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناد هذا الثر عند بن أب شيبة ( ‪ ) 1 / 15 / 2‬صحيح ‪.‬‬

‫و روي عن اللجلج قال ‪:‬‬
‫" كنا نسافر مع عمر رضي ال عنه ثلثة أميال فنتجوز ف الصلة و نفطر " ‪.‬‬
‫و إسناده متمل للتحسي رجاله كلهم ثقات غي أب الورد بن ثامة روى عنه ثلثة‬
‫و قال ابن سعد ‪ " :‬كان معروفا قليل الديث " ‪.‬‬
‫و قد دلت هذه الثار على جواز القصر ف أقل من السافة الت دل عليها الديث ‪,‬‬
‫و ذلك من فقه الصحابة رضي ال عنهم ‪ ,‬فإن السفر مطلق ف الكتاب و السنة ‪ ,‬ل‬
‫يقيد بسافة مدودة كقوله تعال ( و إذا ضربتم ف الرض فل جناح عليكم أن‬
‫تقصروا من الصلة ) الية ‪.‬‬
‫و حينئذ فل تعارض بي الديث و هذه الثار ‪ ,‬لنه ل ينف جواز القصر ف أقل من‬
‫السافة الذكورة فيه ‪ ,‬و لذلك قال العلمة ابن القيم ف " زاد العاد ف هدي‬
‫خي العباد " ( ‪: ) 189 / 1‬‬
‫" و ل يد صلى ال عليه وسلم لمته مسافة مدودة للقصر و الفطر ‪ ,‬بل أطلق لم‬
‫ذلك ف مطلق السفر و الضرب ف الرض ‪ ,‬كما أطلق لم التيمم ف كل سفر ‪ ,‬و‬
‫أما‬
‫ما يروى عنه من التحديد باليوم أو اليومي أو الثلثة ‪ ,‬فلم يصح عنه منها شيء‬
‫البتة ‪ ,‬و ال أعلم " ‪.‬‬
‫و قال شيخ السلم ابن تيمية ‪:‬‬

‫" كل اسم ليس له حد ف اللغة و ل ف الشرع فالرجع فيه إل العرف فما كان سفرا‬
‫ف عرف الناس ‪ ,‬فهو السفر الذي علق به الشارع الكم " ‪.‬‬
‫و قد اختلف العلماء ف السافة الت تقصر فيها الصلة اختلفا كثيا جدا ‪ ,‬على‬
‫نو عشرين قول ‪ ,‬و ما ذكرناه عن ابن تيمية و ابن القيم أقربا إل الصواب ‪,‬‬
‫و أليق بيسر السلم ‪ ,‬فإن تكليف الناس بالقصر ف سفر مدود بيوم أو بثلثة‬
‫أيام و غيها من التحديدات ‪ ,‬يستلزم تكليفهم بعرفة مسافات الطرق الت قد‬
‫يطرقونا ‪ ,‬و هذا ما ل يستطيع أكثر الناس ‪ ,‬لسيما إذا كانت ما ل تطرق‬
‫من قبل !‬
‫و ف الديث فائدة أخرى ‪ ,‬و هي أن القصر مبدؤه من بعد الروج من البلدة و هو‬
‫مذهب المهور من العلماء ‪ ,‬كما ف " نيل الوطار " ( ‪ , ) 83 / 3‬قال ‪:‬‬
‫" و ذهب بعض الكوفيي إل أنه إذا أراد السفر يصلي ركعتي و لو كان ف منله ‪.‬‬
‫و منهم من قال ‪ :‬إذا ركب قصر إن شاء ‪ .‬و رجح ابن النذر الول بأنم اتفقوا على‬
‫أنه يقصر إذا فارق البيوت ‪ ,‬و اختلفوا فيما قبل ذلك ‪ ,‬فعليه التام على أصل ما‬
‫كان عليه حت يثبت أن له القصر ‪ .‬قال ‪ :‬و ل أعلم النب صلى ال عليه وسلم قصر‬
‫ف سفر من أسفاره إل بعد خروجه من الدينة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الحاديث ف هذا العن كثية ‪ ,‬و قد خرجت طائفة منها ف " الرواء "‬
‫من حديث أنس و أب هريرة و ابن عباس و غيهم فانظر رقم ( ‪. ) 562‬‬
‫" كان صلى ال عليه وسلم ف غزو تبوك إذا ارتل قبل زيغ الشمس أخر الظهر إل‬ ‫‪164‬‬
‫أن يمعها إل العصر فيصليهما جيعا ‪ ,‬و إذا ارتل بعد زيغ الشمس عجل العصر إل‬
‫الظهر ‪ ,‬و صلى الظهر و العصر جيعا ‪ ,‬ث سار و كان إذا ارتل قبل الغرب أخر‬
‫الغرب حت يصليها مع العشاء ‪ ,‬و إذا ارتل بعد الغرب عجل العشاء فصلها مع‬
‫الغرب " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 1220‬و الترمذي ( ‪ ) 438 / 2‬و الدارقطن ( ‪ ) 151‬و‬

‫البيهقي‬
‫( ‪ ) 163 / 3‬و أحد ( ‪ ) 242 - 241 / 5‬كلهم من طريق قتيبة بن سعيد حدثنا‬
‫الليث‬
‫بن سعد عن يزيد بن أب حبيب عن أب الطفيل عامر بن واثلة عن ‪ #‬معاذ بن جبل‬
‫‪#‬‬
‫مرفوعا ‪ .‬و قال أبو داود ‪:‬‬
‫" ل يرو هذا الديث إل قتيبة وحده " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة ثبت فل يضر تفرده لو صح ‪ ,‬و لذلك قال الترمذي ‪:‬‬
‫" حديث حسن غريب تفرد به قتيبة ‪ ,‬ل نعرف أحدا رواه عن الليث غيه " ‪.‬‬
‫و قال ف مكان آخر ‪ " :‬حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا هو الصواب ‪ .‬فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي و قد صححه‬
‫ابن القيم‬
‫و غيه ‪ ,‬و أعله الاكم و غيه با ل يقدح كما بينته ف " إرواء الغليل "‬
‫( ‪ , ) 571‬و ذكرت هناك متابعا لقتيبة و شواهد لديثه يقطع الواقف عليها بصحته‬
‫‪.‬‬
‫و رواه مالك ( ‪ ) 2 / 143 / 1‬من طريق أخرى عن أب الطفيل به بلفظ ‪:‬‬
‫" أنم خرجوا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عام تبوك ‪ ,‬فكان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يمع بي الظهر و العصر ‪ ,‬و الغرب و العشاء ‪ ,‬قال ‪ :‬فأخر‬
‫الصلة يوما ‪ ,‬ث خرج فصلى الظهر و العصر جيعا ‪ ,‬ث دخل ‪ ,‬ث خرج فصلى‬
‫الغرب‬
‫و العشاء جيعا " ‪.‬‬
‫و من طريق مالك أخرجه مسلم ( ‪ ) 60 / 7‬و أبو داود ( ‪ ) 1206‬و النسائي‬
‫( ‪ ) 98 / 1‬و الدارمي ( ‪ ) 356 / 1‬و الطحاوي ( ‪ ) 95 / 1‬و البيهقي ( ‪/ 3‬‬
‫‪) 162‬‬
‫و أحد ( ‪ , ) 237 / 5‬و ف رواية لسلم ( ‪ ) 152 / 2‬و غيه من طريق أخرى ‪:‬‬
‫" فقلت ‪ :‬ما حله على ذلك ? قال ‪ :‬أراد أل يرج أمته " ‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫فيه مسائل ‪:‬‬
‫‪ - 1‬جواز المع بي الصلتي ف السفر و لو ف غي عرفة و مزدلفة ‪ ,‬و هو مذهب‬
‫جهور العلماء ‪ .‬خلفا للحنفية ‪ ,‬و قد تأولوه بالمع الصوري أي بتأخي الظهر‬
‫إل قرب وقت العصر ‪ ,‬و كذا الغرب مع العشاء ‪ ,‬و قد رد عليهم المهور من‬
‫وجوه ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬أنه خلف الظاهر من المع ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن الغرض من مشروعيته التيسي و رفع الرج كما صرحت بذلك رواية‬
‫مسلم ‪,‬‬
‫و مراعاة المع الصوري فيه الرج كما ل يفى ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أن ف بعض أحاديث المع ما يبطل دعواهم كحديث أنس ابن مالك بلفظ ‪:‬‬
‫" أخر الظهر حت يدخل أول وقت العصر ث يمع بينهما " ‪ .‬رواه مسلم ( ‪/ 2‬‬
‫‪) 151‬‬
‫و غيه ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬و يبطله أيضا جع التقدي الذي صرح به حديث معاذ هذا " و إذا ارتل بعد‬
‫زيغ الشمس عجل العصر إل الظهر " ‪ .‬و الحاديث بذا العن كثية كما سبقت‬
‫الشارة إل ذلك ‪.‬‬
‫‪ - 2‬و أن المع كما يوز تأخيا ‪ ,‬يوز تقديا ‪ ,‬و به قال المام الشافعي ف‬
‫" الم " ( ‪ ) 67 / 1‬و كذا أحد و إسحاق كما قال الترمذي ( ‪. ) 441 / 2‬‬
‫‪ - 3‬و أنه يوز المع ف حال نزوله كما يوز إذا جد به السي ‪ ,‬قال المام‬
‫الشافعي ف " الم " بعد أن روى الديث من طريق مالك ‪:‬‬
‫" و هذا و هو نازل غي سائر ‪ ,‬لن قوله " دخل " ث خرج " ل يكون إل و هو نازل‬
‫فللمسافر أن يمع نازل و سائرا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فل يلتفت بعد هذا النص إل قول ابن القيم رحه ال ف " الزاد "‬
‫( ‪: ) 189 / 1‬‬
‫" و ل يكن من هديه صلى ال عليه وسلم المع راكبا ف سفره كما يفعله كثي من‬
‫الناس ‪ ,‬و ل المع حال نزوله أيضا " ‪.‬‬
‫و قد اغتر بكلمه هذا بعض إخواننا السلفيي ف بعض القطار ‪ ,‬فلذلك وجب التنبيه‬
‫عليه ‪.‬‬
‫و من الغريب أن يفى مثل هذا النص على ابن القيم رحه ال مع وروده ف الوطأ‬
‫و صحيح مسلم و غيها من الصول الت ذكرنا ‪ ,‬و لكن لعل الغرابة تزول إذا‬
‫تذكرنا أنه ألف هذا الكتاب " الزاد " ف حالة بعده عن الكتب و هو مسافر ‪ ,‬و هذا‬
‫هو السبب ف وجود كثي من الخطاء الخرى فيه ‪ ,‬و قد بينت ما ظهر ل منها ف‬
‫" التعليقات الياد على زاد العاد " ‪.‬‬
‫و ما يمل على الستغراب أيضا أن شيخه شيخ السلم ابن تيمية رحه ال صرح‬
‫ف بعض كتبه بلف ما قال ابن القيم رحه ال ‪ ,‬فكيف خفي عليه ذلك و هو أعرف‬
‫الناس به و بأقواله ? قال شيخ السلم ف " مموعة الرسائل و السائل "‬
‫( ‪ ) 27 - 26 / 2‬بعد أن ساق الديث ‪:‬‬
‫" المع على ثلث درجات ‪ ,‬أما إذا كان سائرا ف وقت الول ‪ ,‬فإنا ينل ف وقت‬
‫الثانية ‪ ,‬فهذا هو المع الذي ثبت ف الصحيحي من حديث أنس و ابن عمر ‪ ,‬و هو‬
‫نظي جع مزدلفة ‪ ,‬و أما إذا كان وقت الثانية سائرا أو راكبا فجمع ف وقت‬
‫الول ‪ ,‬فهذا نظي المع بعرفة و قد روي ذلك ف السنن ( يعن حديث معاذ هذا )‬
‫و أما إذا كان نازل ف وقتهما جيعا نزول مستمرا ‪ ,‬فهذا ما علمت روي ما يستدل‬
‫به عليه إل حديث معاذ هذا ‪ ,‬فإن ظاهره أنه كان نازل ف خيمته ف السفر ‪,‬‬
‫و أنه أخر الظهر ث خرج فصلى الظهر و العصر جيعا ث دخل إل بيته ‪ ,‬ث خرج‬
‫فصلى الغرب و العشاء جيعا ‪ ,‬فإن الدخول و الروج إنا يكون ف النل ‪ ,‬و أما‬
‫السائر فل يقال ‪ :‬دخل و خرج ‪ ,‬بل نزل و ركب ‪.‬‬
‫و تبوك هي آخر غزوات النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و ل يسافر بعدها إل حجة‬
‫الوداع ‪ ,‬و ما نقل أنه جع فيها إل بعرفة و مزدلفة ‪ .‬و أما بن فلم ينقل أحد‬
‫أنه جع هناك ‪ ,‬بل نقلوا أنه كان يقصر الصلة هناك ‪ ,‬و هذا دليل على أنه كان‬
‫يمع أحيانا ف السفر ‪ ,‬و أحيانا ل يمع ‪ ,‬و هو الغلب على أسفاره أنه ل يكن‬
‫يمع بينهما ‪ .‬و هذا يبي أن المع ليس من سنة السفر كالقصر ‪ ,‬بل يفعل للحاجة‬
‫سواء أكان ف السفر أو ف الضر ‪ ,‬فإنه قد جع أيضا ف الضر لئل يرج أمته ‪.‬‬
‫فالسافر إذا احتاج إل المع جع ‪ ,‬سواء أكان ذلك لسيه وقت الثانية أو الول‬
‫و شق النول عليه ‪ ,‬أو كان مع نزوله لاجة أخرى مثل أن يتاج إل النوم‬
‫و الستراحة وقت الظهر و وقت العشاء ‪ ,‬فينل وقت الظهر و هو تعبان سهران‬
‫جائع‬
‫يتاج إل راحة و أكل و نوم ‪ ,‬فيؤخر الظهر إل وقت العصر ث يتاج أن يقدم‬
‫العشاء مع الغرب و ينام بعد ذلك ليستيقظ نصف الليل لسفره ‪ ,‬فهذا و نوه يباح‬
‫له المع ‪ .‬و أما النازل أياما ف قرية أو مصر و هو ف ذلك الصر ‪ ,‬فهذا و إن‬
‫كان يقصر لنه مسافر فل يمع ‪ ,‬كما أنه ل يصلي على الراحلة و ل يصلي بالتيمم‬
‫و ل يأكل اليتة ‪ .‬فهذه المور أبيحت للحاجة ‪ ,‬و ل حاجة به إل ذلك بلف‬
‫القصر فإنه سنة صلة السفر " ‪.‬‬
‫" الوزن وزن أهل مكة ‪,‬و الكيال مكيال أهل الدينة " ‪.‬‬ ‫‪165‬‬
‫رواه ابن العراب ف " معجمه " ( ‪ ) 2 / 167‬و أبو داود ( ‪ ) 2340‬و النسائي‬
‫( ‪ 281 / 7‬الطبعة الصرية ) و ابن حبان ( ‪ ) 1105‬و الطبان ( ‪) 1 / 202 / 3‬‬
‫و الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 99 / 2‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪) 20 / 4‬‬
‫و البيهقي ( ‪ ) 31 / 6‬من طريقي عن سفيان عن حنظلة عن طاووس عن ‪ #‬ابن‬
‫عمر ‪#‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح كما قال ابن اللقن ف " اللصة " ( ‪) 65 - 64‬‬
‫و صححه ابن حبان و الدارقطن و النووي و ابن دقيق العيد و العلئي كما‬
‫ف " فيض القدير " و رواه بعضهم عن سفيان به فقال " عن ابن عباس " بدل‬
‫" ابن عمر " و هو خطأ كما بينته ف تريج أحاديث بيوع الوسوعة الفقهية ‪,‬‬
‫ث ف " الرواء " ( ‪. ) 1331‬‬
‫قال المام أبو جعفر الطحاوي رحه ال ‪:‬‬
‫" تأملنا هذا الديث ‪ ,‬فوجدنا مكة ل يكن با ثرة و ل زرع حينئذ ‪ ,‬و كذلك‬
‫كانت قبل ذلك الزمان ‪ ,‬أل ترى إل قول إبراهيم عليه السلم ‪ ( :‬ربنا إن أسكنت‬
‫من ذريت بواد غي ذي زرع ) ‪ ,‬و إنا كانت بلد متجر ‪ ,‬يواف الاج إليها‬
‫بتجارات فيبيعونا هناك ‪ ,‬و كانت الدينة بلف ذلك ‪ ,‬لنا دار النخل ‪ ,‬و من‬
‫ثارها حياتم ‪ ,‬و كانت الصدقات تدخلها فيكون الواجب فيها من صدقة تؤخذ كيل‬
‫‪,‬‬
‫فجعل النب صلى ال عليه وسلم المصار كلها لذين الصريي أتباعا ‪ ,‬و كان‬
‫الناس يتاجون إل الوزن ف أثان ما يبتاعون ‪ ,‬و فيما سواها ما يتصرفون فيه‬
‫من العروض و من أداء الزكوات و ما سوى ذلك ما يستعملونه ‪ ,‬فيما يسلمونه فيه‬
‫من‬
‫غيه من الشياء الت يكيلونا ‪ ,‬و كانت السنة قد منعت من إسلم موزون ف موزون‬
‫و من إسلم مكيل ف مكيل ‪ ,‬و أجازت إسلم الكيل ف موزون ‪ ,‬و الوزون ف‬
‫مكيل‬
‫و منعت من بيع الوزون بالوزون ‪ ,‬إل مثل بثل ‪ ,‬و من بيع الكيل بالكيل إل‬
‫مثل بثل ‪ ,‬و كان الوزن ف ذلك أصله ما كان عليه بكة ‪ ,‬و الكيال مكيال أهل‬
‫الدينة ‪ ,‬ل يتغي عن ذلك ‪ ,‬و إن غيه الناس عما كان عليه إل ما سواه من ضده‬
‫فيحبون بذلك إل معرفة الشياء الكيلت الت لا حكم الكيال إل ما كان عليه‬
‫أهل الكاييل فيها يومئذ ‪ ,‬و ف الشياء الوزونات إل ما كان عليه أهل اليزان‬
‫يومئذ ‪ ,‬و أن أحكامها ل تتغي عن ذلك و ل تنقلب عنها إل أضدادها " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من ذلك يتبي لنا أن النب صلى ال عليه وسلم هو أول من وضع أصل‬
‫توحيد‬
‫الوازين و الكاييل ‪ ,‬و وجه السلمي إل الرجوع ف ذلك إل أهل هذين البلدين‬
‫الفضلي ‪ :‬مكة الكرمة و الدينة النورة ‪ .‬فليتأمل العاقل هذا و لينظر حال‬
‫السلمي اليوم و اختلفهم ف مكاييلهم و موازينهم ‪ ,‬على أنواع شت بسبب هجرهم‬
‫لذا التوجيه النبوي الكري ‪ .‬و لا شعر بعض السؤولي ف بعض الدول العربية‬
‫السلمة بسوء هذا الختلف اقترح البعض عليهم توحيد ذلك و غيه كالقاييس ‪,‬‬
‫بالرجوع إل عرف الكفار فيها ! فوا أسفاه ‪ ,‬لقد كنا سادة و قادة لغينا بعلمنا‬
‫و تسكنا بشريعتنا ‪ ,‬و إذا بنا اليوم أتباع و مقلدون ! و لن ! لن كانوا ف‬
‫المس القريب يقلدوننا ‪ ,‬و يأخذون العلوم عنا ! و لكن لبد لذا الليل من أن‬
‫ينجلي ‪ ,‬و لبد للشمس أن تشرق مرة أخرى ‪ ,‬و ها قد لحت تباشي الصبح ‪ ,‬و‬
‫أخذت‬
‫الدول السلمية تعتمد على نفسها ف كل شؤون حياتا ‪ ,‬بعد أن كانت فيها عالة‬
‫على غيها ‪ ,‬و لعلها تسي ف ذلك على هدي كتاب ربا و سنة نبيها ‪.‬‬
‫و ل ف خلقه شؤون ‪.‬‬
‫" هي لك على أن تسن صحبتها " ‪.‬‬ ‫‪166‬‬
‫رواه الطبان ( ‪ : ) 1 / 176 / 1‬حدثنا أحد بن عمرو البزار أنبأنا زيد ابن‬
‫أخزم أنبأنا عبد ال بن داود عن موسى بن قيس عن حجر بن قيس ‪ -‬و كان قد‬
‫أدرك‬
‫الاهلية ‪ -‬قال ‪ : :‬خطب ‪ #‬علي ‪ #‬رضي ال عنه إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‬
‫فاطمة رضي ال عنها فقال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات و عبد ال بن داود هو أبو عبد الرحن‬
‫الريب ‪ ,‬و البزار هو الافظ صاحب السند العروف به ‪.‬‬
‫" والذي نفسي بيده ل يضع ال رحته إل على رحيم ‪ ,‬قالوا ‪ :‬كلنا يرحم ‪,‬‬ ‫‪167‬‬
‫قال ‪ :‬ليس برحة أحدكم صاحبه ‪ ,‬يرحم الناس كافة " ‪.‬‬
‫رواه الافظ العراقي ف " الجلس ‪ 86‬من المال " ( ‪ ) 2 / 77‬من طريق ممد بن‬
‫إسحاق عن يزيد بن أب حبيب عن سنان بن سعد عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬مرفوعا و‬
‫قال ‪:‬‬
‫" هذا حديث حسن غريب ‪ ,‬و سنان بن سعد قيل فيه ‪ :‬سعد بن سنان و قيل سعيد‬
‫بن سنان‬
‫وثقه ابن معي و ابن حبان و قال ‪ :‬حدث عنه الصريون و هم يتلفون فيه ‪ ,‬و أرجو‬
‫أن يكون الصحيح سنان بن سعد ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬و قد اعتبت حديثه فرأيت ما روي عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات ‪,‬‬
‫و ما روي عن سعد بن سنان و سعيد بن سنان فيه الناكي ‪ ,‬كأنما اثنان ‪ ,‬و ل‬
‫يكتب أحد حديثه لضطرابم ف اسه ‪ .‬و قال النسائي منكر الديث ‪ .‬قلت ‪ :‬و ل‬
‫ينفرد به سنان بل تابعه عليه أخشن السدوسي عن أنس رويناه ف " كتاب الدب "‬
‫للبيهقي بلفظ ‪ " :‬ل يدخل النة منكم إل رحيم ‪ ,‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال كلنا‬
‫رحيم ‪ ,‬قال ‪ :‬ليس رحة أحدكم نفسه و أهل بيته حت يرحم الناس " ‪ .‬و أخشن هذا‬
‫ذكره ابن حبان ف الثقات ‪ ,‬و قد أورد الرافعي ف أماليه من حديث ثوبان مرفوعا ‪:‬‬
‫" إن أرفعكم درجة ف النة أشدكم رحة للعامة ‪ ,‬فلم أستحسن إيراده ف الملء‬
‫لن فيه خسة رجال على الولء ‪ ,‬ما بي ضعيف و كذاب و مهول ‪ ,‬فإنه من رواية‬
‫خالد بن الياج بن بسطام عن أبيه عن السن بن دينار عن الصيب بن جحدر عن‬
‫النضر‬
‫و هو ابن شفي عن أب أساء عن ثوبان ‪.‬‬
‫و السن بن دينار و الصيب متهمان بالكذب ‪ ,‬فذكرت بدله حديث أنس التقدم "‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد وجدت له شاهدا مرسل جيدا أخرجه ابن البارك ف " الزهد "‬
‫( ‪ ) 1 / 203‬أنبأنا إساعيل بن إبراهيم حدثنا يونس عن السن مرفوعا به ‪.‬‬
‫" ل ينعن رجل هيبة الناس أن يقول بق إذا علمه ( أو شهده أو سعه ) " ‪.‬‬ ‫‪168‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 30 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 4007‬و الاكم ( ‪ ) 506 / 4‬و‬

‫الطيالسي‬
‫( ‪ ) 2156‬و أحد ( ‪ ) 61 , 50 , 19 / 3‬و أبو يعلى ( ق ‪ ) 1 / 72‬و القضاعي‬
‫ف‬
‫" مسند الشهاب " ( ق ‪ ) 2 / 79‬من طريق علي بن زيد ابن جدعان القرشي عن‬
‫أب نضرة‬
‫عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ #‬مرفوعا به ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬علي بن زيد ل يتج به الشيخان " ‪.‬‬
‫قال الذهب ‪ " :‬قلت ‪ :‬هو صال الديث " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬الصواب فيه أن العلماء اختلفوا ‪ ,‬و الرجح أنه ضعيف ‪ ,‬و به جزم الافظ‬
‫ف " التقريب " ‪ ,‬و لكنه ضعف بسبب سوء الفظ ‪ ,‬ل لتهمه ف نفسه ‪ ,‬فمثله يسن‬
‫حديثه أو يصحح إذا توبع ‪ .‬و هذا الديث ل يتفرد به عن أب نضرة ‪ ,‬بل قد تابعه‬
‫عليه جاعة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أبو سلمة أنه سع أبا نضرة به ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ ) 44 / 3‬و ابن عساكر ( ‪ ) 2 / 91 / 7‬و سى أبا سلمة سعيد بن‬
‫زيد‬
‫و ل أعرفه ‪ ,‬و الظاهر أن هذه التسمية وهم من بعض رواته ‪ ,‬فإن ل أجد فيمن‬
‫يكن بأب سلمة أحدا بذا السم و ل ف " الكن " للدولب ‪ ,‬فالقرب أنه عباد‬
‫بن منصور الناجي البصري القاضي فإنه من هذه الطبقة ‪ ,‬و من الرواة عنه شعبة بن‬
‫الجاج ‪ ,‬و هو الذي روى عنه هذا الديث ‪ ,‬فإذا صح هذا فالسند حسن با قبله ‪,‬‬
‫فإن عبادا هذا فيه ضعف من قبل حفظه أيضا ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬الستمر بن الريان اليادي حدثنا أبو نضرة به ‪.‬‬

‫أخرجه الطيالسي ( ‪ ) 2158‬و أحد ( ‪ , ) 47 - 46 / 3‬و أبو يعلى ف " مسنده "‬
‫( ‪. ) 1 / 83 , 2 / 78‬‬
‫و الستمر هذا ثقة من رجال مسلم ‪ ,‬و كذلك سائر الرواة ‪ ,‬فهو سند صحيح على‬
‫شرط‬
‫الثالث ‪ :‬التيمي حدثنا أبو نضرة به إل أنه قال ‪:‬‬

‫" إذا رآه أو شهده أو سعه ‪ .‬فقال أبو سعيد ‪ :‬وددت أن ل أكن سعته ‪ ,‬و قال‬
‫أبو نضرة ‪ :‬وددت أن ل أكن سعته " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 53 / 3‬حدثنا يي عن التيمي به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح أيضا على شرط مسلم ‪ ,‬و التيمي اسه سليمان بن‬
‫طرخان و هو‬
‫ثقة احتج به الشيخان ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬قتادة ‪ :‬سعت أبا نضرة به ‪ .‬و زاد ‪:‬‬

‫" فقال أبو سعيد الدري ‪ :‬فما زال بنا البلء حت قصرنا ‪ ,‬و إنا لنبلغ ف الشر‬
‫"‪.‬‬
‫أخرجه الطيالسي ( ‪ ) 2151‬حدثنا شعبة عن قتادة به ‪ ,‬و أحد ( ‪ ) 92 / 3‬و‬
‫( ‪ ) 90 / 10‬من طريقي آخرين عن شعبة و ف رواية عنده ( ‪: ) 84 / 3‬‬
‫حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أب البختري عن رجل عن أب‬
‫سعيد الدري مرفوعا به ‪ ,‬قال شعبة ‪ :‬فحدثت هذا الديث قتادة فقال ‪ :‬ما هذا ?‬
‫عمرو بن مرة عن أب البختري عن رجل عن أب سعيد ! حدثن أبو نضرة به إل أنه‬
‫قال ‪:‬‬
‫" إذا شهده أو علمه ‪ .‬قال أبو سعيد ‪ :‬فحملن على ذلك أن ركبت إل معاوية‬
‫فملت‬
‫أذنيه ‪ ,‬ث رجعت ‪ .‬قال شعبة ‪ :‬حدثن هذا الديث أربعة نفر عن أب نضرة ‪ :‬قتادة‬
‫و أبو سلمة ( و ) الريري و رجل آخر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح أيضا ‪.‬‬

‫و للحديث طريق أخرى يرويه العلى بن زياد القردوسي عن السن عن أب سعيد به‬
‫" إذا رآه أو شهد ‪ ,‬فإنه ل يقرب من أجل ‪ ,‬و ل يباعد من رزق ‪ ,‬أو يقول بق ‪,‬‬
‫أو يذكر بعظيم " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 87 , 50 / 3‬و أبو يعلى ( ‪ ) 2 - 1 / 88‬و صرح السن‬
‫بالتحديث‬
‫عنده ‪ ,‬فهو صحيح السناد ‪.‬‬
‫ث رواه أحد ( ‪ ) 71 / 3‬من طريق على بن زيد عن السن عنه به ‪ .‬دون الزيادة ‪.‬‬
‫و رجال هذه الطريق ثقات لول أن السن مدلس و قد عنعنه ‪ ,‬و مع ذلك فل بأس‬
‫با‬
‫ف الشواهد ‪.‬‬
‫و الديث أورده السيوطي ف " الامع الكبي " من رواية أحد و عبد بن حيد‬
‫و أب يعلى و الطبان ف الكبي و ابن حبان و البيهقي عن أب سعيد ‪ ,‬و ابن‬
‫النجار عن بن عباس ‪ ,‬و أورده ( ‪ ) 1 / 293 / 1‬عن أب يعلى عن أب سعيد‬
‫بالزيادة‬
‫‪:‬‬
‫" فإنه ل يقرب من أجل ‪ ,‬و ل يبعد من رزق " ‪.‬‬
‫ففاته أنا ف مسند أحد كما ذكرنا ‪ ,‬كما فاته كون الديث ف الترمذي و ابن‬
‫ماجه و الستدرك !‬
‫و ف الديث ‪ :‬النهي الؤكد عن كتمان الق خوفا من الناس ‪ ,‬أو طمعا ف العاش ‪.‬‬
‫فكل من كتمه مافة إيذائهم إياه بنوع من أنواع اليذاء كالضرب و الشتم ‪,‬‬
‫و قطع الرزق ‪ ,‬أو مافة عدم احترامهم إياه ‪ ,‬و نو ذلك ‪ ,‬فهو داخل ف النهي‬
‫و مالف للنب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و إذا كان هذا حال من يكتم الق و هو يعلمه‬
‫فكيف يكون حال من ل يكتفى بذلك بل يشهد بالباطل على السلمي البرياء‬
‫و يتهمهم ف دينهم و عقيدتم مسايرة منه للرعاع ‪ ,‬أو مافة أن يتهموه هو أيضا‬
‫بالباطل إذا ل يسايرهم على ضللم و اتامهم ?! فاللهم ثبتنا على الق ‪,‬‬
‫و إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غي مفتوني ‪.‬‬
‫" كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الذماء " ‪.‬‬ ‫‪169‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 4841‬و ابن حبان ( ‪ ) 1994‬و البيهقي ( ‪ ) 209 / 3‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 343 , 302 / 2‬و الرب ف " غريب الديث " ( ‪ ) 1 / 82 / 5‬من طرق‬
‫عن‬
‫عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫ث روى البيهقي عن أب الفضل أحد بن سلمة ‪ :‬سعت مسلم بن الجاج يقول ‪:‬‬
‫ل يرو هذا الديث عن عاصم بن كليب إل عبد الواحد ابن زياد ‪ ,‬فقلت له ‪:‬‬
‫حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا ابن فضيل عن عاصم به ‪ .‬فقال مسلم ‪ " :‬إنا‬
‫تكلم يي بن معي ف أب هشام بذا الذي رواه عن ابن فضيل " ‪.‬‬
‫" عبد الواحد بن زياد من الثقات الذين يقبل منهم ما تفردوا به " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة ‪ ,‬ف حديثه عن العمش وحده مقال ‪ ,‬و قد احتج به الشيخان ‪,‬‬
‫فليس‬
‫هذا من روايته عن العمش فهو حجة ‪ ,‬و بقية رجال السناد ثقات ‪ ,‬فالسند صحيح‬
‫‪.‬‬
‫على أن متابعة أب هشام الرفاعي ‪ -‬و اسه ممد بن يزيد بن ممد الكوف ‪ -‬ل بأس‬
‫با ‪ .‬فإن أبا هشام ‪ ,‬و إن ضعفه بعض الئمة فليس من أجل تمة فيه ‪ ,‬و قد أخرجه‬
‫عنه الترمذي ( ‪ ) 206 / 1‬و قال ‪:‬‬
‫" حديث حسن صحيح غريب " ‪.‬‬
‫( فائدة ) ‪:‬‬
‫‪-----------‬‬
‫قال الناوي ف " فيض القدير " ‪:‬‬
‫" و أراد بالتشهد هنا الشهادتي ‪ ,‬من إطلق الزء على الكل ‪ ,‬كما ف التحيات ‪.‬‬
‫قال القاضي ‪ :‬أصل التشهد التيان بكلمة الشهادة ‪ ,‬و سي التشهد تشهدا لتضمنه‬
‫إياها ‪ ,‬ث اتسع فيه ‪ ,‬فاستعمل ف الثناء على ال تعال و المد له " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أنا أظن أن الراد بالتشهد ف هذا الديث إنا هو خطبة الاجة الت كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمها أصحابه ‪ " :‬إن المد ل نمده و نستعينه‬
‫و نستغفره ‪ ,‬و نعوذ بال من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ‪ ,‬من يهده ال‬
‫فل مضل له ‪ ,‬و من يضلل فل هادي له ‪ ,‬و أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له ‪ ,‬و أشهد أن ممدا عبده و رسوله " ‪.‬‬
‫و دليلي على ذلك حديث جابر بلفظ ‪:‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقوم فيخطب فيحمد ال و يثن عليه با هو‬
‫أهله و يقول ‪ :‬من يهده ال فل مضل له ‪ ,‬و من يضلل فل هادي له ‪ ,‬إن خي‬
‫الديث كتاب ال ‪ " ....‬الديث ‪.‬‬
‫و ف رواية عنه بلفظ ‪:‬‬
‫" كان يقول ف خطبته بعد التشهد ‪ :‬إن أحسن الديث كتاب ال ‪ "..‬الديث رواه‬
‫أحد و غيه ‪.‬‬
‫فقد أشار ف هذا اللفظ إل أن ما ف اللفظ الول قبيل " إن خي الديث ‪ " ...‬هو‬
‫التشهد ‪ ,‬و هو و إن ل يذكر فيه صراحة فقد أشار إليه بقوله فيه ‪ " :‬فيحمد ال‬
‫و يثن عليه " و قد تبي ف أحاديث أخرى ف خطبة الاجة أن الثناء عليه تعال‬
‫كان يتضمن الشهادتي ‪ ,‬و لذلك قلنا ‪ :‬إن التشهد ف هذا الديث إشارة إل التشهد‬
‫الذكور ف خطبة الاجة ‪ ,‬فهو يتفق مع اللفظ الثان ف حديث جابر ف الشارة‬
‫إل ذلك ‪ .‬و قد تكلمت عليه ف " خطبة الاجة " ( ص ‪ 32‬طبع الكتب السلمي )‬
‫‪,‬‬
‫فلياجعه من شاء ‪.‬‬
‫و قوله ‪ " :‬كاليد الذماء " أي القطوعة ‪ ,‬و الذم سرعة القطع ‪ ,‬يعن أن كل‬
‫خطبة ل يؤت فيها بالمد و الثناء على ال فهي كاليد القطوعة الت ل فائدة‬
‫با " مناوي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و لعل هذا هو السبب أو على القل من أسباب عدم حصول الفائدة من كثي‬
‫من‬
‫الدروس و الحاضرات الت تلقى على الطلب أنا ل تفتتح بالتشهد الذكور ‪ ,‬مع‬
‫حرص النب صلى ال عليه وسلم البالغ على تعليمه أصحابه إياه ‪ ,‬كما شرحته ف‬
‫الرسالة الشار إليها ‪ .‬فلعل هذا الديث يذكر الطباء بتدارك ما فاتم من‬
‫إهالم لذه السنة الت طالا نبهنا عليها ف مقدمة هذه السلسلة و غيها ‪.‬‬
‫( تنبيه ) ‪:‬‬
‫‪---------‬‬
‫عزى السيوطي ف " الامع الصغي " الديث إل أب داود فقط و زاد عليه ف‬
‫" الكبي " العسكري و اللية و البيهقي ف السنن ‪ ,‬ففاته الترمذي و أحد‬
‫و الرب ! و ل أره ف فهرست " اللية " للغماري و ال أعلم ‪.‬‬
‫" إذا قلت للناس أنصتوا و هم يتكلمون ‪ ,‬فقد ألغيت على نفسك " ‪.‬‬ ‫‪170‬‬

‫رواه المام أحد ( ‪ : ) 318 / 2‬حدثنا عبد الرزاق بن هام حدثنا معمر عن هام‬
‫عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ..‬قلت ‪ :‬فذكر‬
‫أحاديث‬
‫كثية هذا أحدها ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪.‬‬
‫و قد أخرجاه ف الصحيحي من طريق سعيد بن السيب عن أب هريرة مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" إذا قلت لصحابك أنصت يوم المعة و المام يطب فقد لغوت " ‪.‬‬
‫و كذلك أخرجه مسلم و غيه من طرق أخرى عن أب هريرة كما بينته ف " إرواء‬
‫الغليل " ( رقم ‪. ) 612‬‬
‫و الظاهر أن هذا حديث آخر يرويه هام ‪ -‬و هو ابن منبه أخو وهب ‪ -‬عن أب‬
‫غي الذي رواه سعيد و من أشرنا إليه عن أب هريرة ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و الديث ما فات السيوطي ف " الامع الكبي " ‪ ,‬فخذه فائدة عزيزة قد ل تدها‬
‫ف مكان آخر ‪ .‬و ال الوفق ‪.‬‬
‫( ألغيت ) أي قلت اللغو و ما ل يسن من الكلم ‪ ,‬قال الراغب الصبهان ف‬

‫" الفردات " ‪:‬‬
‫" اللغو من الكلم ما ل يعتد به ‪ ,‬و هو الذي يورد ل عن روية فكر ‪ ,‬فيجري مرى‬
‫اللغا ‪ ,‬و هو صوت العصافي ‪ ,‬و نوها من الطيور ‪ ,‬قال أبو عبيدة ‪ :‬لغو و لغا ‪,‬‬
‫نو عيب و عاب ‪ .‬و أنشدهم ‪ :‬عن اللغا و رفث الكلم ‪ ,‬يقال ‪ :‬لغيت تلغى ‪ ,‬نو‬
‫لقيت تلقى ‪ ,‬و قد يسمى كل كلم قبيح لغوا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف الديث التحذير من الخلل بأدب رفيع من آداب الديث و الجالسة‬
‫‪,‬‬
‫و هو أن ل يقطع على الناس كلمهم ‪ ,‬بل ينصت هو حت ينتهي كلمهم ‪ ,‬و إن‬
‫كان‬
‫كبي القوم ‪ ,‬ث يتكلم هو بدوره إن شاء ‪ ,‬فذلك أدعى إل حصول الفائدة من الكلم‬
‫التبادل بي الطرفي ‪ ,‬لسيما إذا كان ف بث علمي شرعي ‪ ,‬و قد أخل ‪ -‬مع‬
‫السف‬
‫‪ -‬بذا الدب أكثر التباحثي ‪ ,‬فإليه نلفت أنظارهم ‪ ,‬أدبنا ال تعال جيعا‬
‫بأدب نبيه صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫" كان صلى ال عليه وسلم يرج يوم الفطر فيكب حت يأتى الصلى ‪ ,‬و حت يقضي‬ ‫‪171‬‬
‫الصلة ‪ ,‬فإذا قضى الصلة قطع التكبي " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ‪ : ) 2 / 1 / 2‬حدثنا يزيد بن هارون عن‬
‫ابن أب ذئب عن ‪ #‬الزهري ‪: #‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ‪ " ..‬الديث ‪.‬‬
‫و من هذا الوجه أخرجه الحاملي ف " كتاب صلة العيدين " ( ‪. ) 2 / 142 / 2‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح لول أنه مرسل لكن له شاهد موصول يتقوى به ‪ ,‬أخرجه‬
‫البيهقي ( ‪ ) 279 / 3‬من طريق عبد ال بن عمر عن نافع عن عبد ال بن عمر ‪:‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يرج ف العيدين مع الفضل بن عباس‬
‫و عبد ال و العباس ‪ ,‬و علي ‪ ,‬و جعفر ‪ ,‬و السن ‪ ,‬و السي ‪ ,‬و أسامة بن زيد‬
‫و زيد بن حارثة ‪ ,‬و أين بن أم أين رضي ال عنهم ‪ ,‬رافعا صوته بالتهليل‬
‫و التكبي ‪ ,‬فيأخذ طريق الذائي حت يأت الصلى ‪ ,‬و إذا فرغ رجع على الذائي‬
‫حت يأت منله " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ‪ ,‬غي أن عبد ال بن عمر و هو العمري‬
‫الكب ‪ ,‬قال الذهب ‪ " :‬صدوق ف حفظه شيء " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فمثله ما يصلح للستشهاد به ‪ ,‬لن ضعفه ل يأت من تمة ف نفسه ‪ ,‬بل من‬
‫حفظه ‪ ,‬فضعفه يسي ‪ ,‬فهو شاهد قوي لرسل الزهري ‪ ,‬و بذلك يصي الديث‬
‫صحيحا كما‬
‫تقتضيه قواعد هذا العلم الشريف ‪.‬‬
‫و للحديث طريق أخرى عن ابن عمر ‪ ,‬روي من طريق الزهري أخبن سال بن عبد‬
‫ال‬
‫أن عبد ال بن عمر أخبه به ‪ .‬مثل الرسل ‪.‬‬
‫غي أن إسناده إل الزهري واه جدا كما بينته ف " إرواء الغليل " ( ‪ ) 643‬فمثله‬
‫ل يستشهد به ‪ ,‬فلذلك أعرضت عن إيراده هنا ‪.‬‬
‫و قد صح من طريق نافع عن ابن عمر موقوفا مثله ‪ .‬و ل منافاة بينه و بي الرفوع‬
‫لختلف الخرج ‪ ,‬كما هو ظاهر ‪ ,‬فالديث صحيح عندي مرفوعا و موقوفا ‪.‬‬
‫و لفظ الوقوف ‪:‬‬
‫" كان يهر بالتكبي يوم الفطر إذا غدا إل الصلى حت يرج المام ‪ ,‬فيكب‬
‫بتكبيه " ‪.‬‬
‫أخرجه الفرياب ف " كتاب أحكام العيدين " ( ق ‪ ) 1 / 129‬بسند صحيح ‪ ,‬و‬
‫رواه‬
‫الدارقطن ( ‪ ) 180‬و غيه بزيادة ‪ " :‬و يوم الضحى " ‪ .‬و سنده جيد ‪.‬‬
‫و ف الديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل السلمي من التكبي جهرا ف‬
‫الطريق إل الصلى ‪ ,‬و إن كان كثي منهم بدأوا يتساهلون بذه السنة حت كادت‬
‫أن تصبح ف خب كان ‪ ,‬و ذلك لضعف الوازع الدين منهم ‪ ,‬و خجلهم من الصدع‬
‫بالسنة‬
‫و الهر با ‪ ,‬و من الؤسف أن فيهم من يتول إرشاد الناس و تعليمهم ‪ ,‬فكأن‬
‫الرشاد عندهم مصور بتعليم الناس ما يعلمون ! ‪ ,‬و أما ما هم بأمس الاجة إل‬
‫معرفته ‪ ,‬فذلك ما ل يلتفتون إليه ‪ ,‬بل يعتبون البحث فيه و التذكي به قول‬
‫و عمل من المور التافهة الت ل يسن العناية با عمل و تعليما ‪ ,‬فإنا ل‬
‫و إنا إليه راجعون ‪.‬‬
‫و ما يسن التذكي به بذه الناسبة ‪ ,‬أن الهر بالتكبي هنا ل يشرع فيه‬
‫الجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض و كذلك كل ذكر يشرع فيه رفع‬
‫الصوت‬
‫أو ل يشرع ‪ ,‬فل يشرع فيه الجتماع الذكور ‪ ,‬و مثله الذان من الماعة‬
‫العروف ف دمشق بـ " أذان الوق " ‪ ,‬و كثيا ما يكون هذا الجتماع سببا لقطع‬
‫الكلمة أو الملة ف مكان ل يوز الوقف عنده ‪ ,‬مثل " ل إله " ف تليل فرض‬
‫الصبح و الغرب ‪ ,‬كما سعنا ذلك مرارا ‪.‬‬
‫فنكن ف حذر من ذلك و لنذكر دائما قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" و خي الدي هدي ممد " ‪.‬‬
‫" يقول ال لهون أهل النار عذابا يوم القيامة ‪ :‬يا ابن آدم ! كيف وجدت‬ ‫‪172‬‬
‫مضجعك ? فيقول ‪ :‬شر مضجع ‪ ,‬فيقال له ‪ :‬لو كانت لك الدنيا و ما فيها أكنت‬
‫مفتديا‬
‫با ? فيقول ‪ :‬نعم ‪ ,‬فيقول ‪ :‬كذبت قد أردت منك أهون من هذا ‪ ,‬و أنت ف صلب‬
‫"و‬
‫ف رواية ‪ :‬ظهر " آدم أن ل تشرك ب شيئا و ل أدخلك النار ‪ ,‬فأبيت إل الشرك‬
‫‪ ,‬فيؤمر به إل النار " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ 333 / 2‬و ‪ ) 242 , 239 / 4‬و مسلم ( ‪) 135 , 134 / 8‬‬
‫و أحد‬
‫( ‪ ) 129 , 127 / 3‬و كذا أبو عوانة و ابن حبان ف صحيحيهما كما ف " الامع‬
‫الكبي " ( ‪ ) 1 / 95 / 3‬من طريق أب عمران الون ‪ -‬و السياق له عند مسلم‬
‫و قتادة ‪ ,‬كلها عن ‪ #‬أنس ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫و له طريق ثالث ‪ :‬عن ثابت عن أنس به نوه ‪.‬‬
‫عزاه الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 349 / 6‬لسلم و النسائي ‪ ,‬و ل أره عند مسلم ‪,‬‬
‫و أما النسائي ‪ ,‬فالظاهر أنه يعن " السنن الكبى " له و ال أعلم ‪.‬‬
‫قوله ‪ ( :‬فيقول ‪ :‬كذبت ) قال النووي ‪:‬‬

‫" معناه لو رددناك إل الدنيا لا افتديت لنك سئلت أيسر من ذلك ‪ ,‬فأبيت فيكون‬
‫من معن قوله تعال ‪ ( :‬و لو ردوا لعادوا لا نوا عنه ‪ ,‬و إنم لكاذبون ) ‪,‬‬
‫و بذا يتمع معن هذا الديث مع قوله تعال ‪ ( :‬لو أن لم ما ف الرض جيعا‬
‫و مثله معه لفتدوا به ) ‪.‬‬
‫قوله ‪ ( :‬قد أردت منك ) أي أحببت منك ‪ ,‬و الرادة ف الشرع تطلق و يراد با ما‬
‫يعم الي و الشر و الدى و الضلل كما ف قوله تعال ( و من يرد ال أن يهديه‬
‫يشرح صدره للسلم ‪ ,‬و من يرد أن يضله يعل صدره ضيقا حرجا كأنا يصعد ف‬
‫السماء ) ‪ .‬و هذه الرادة ل تتخلف ‪ .‬و تطلق أحيانا و يراد با ما يرادف الب‬
‫و الرضا ‪ ,‬كما ف قوله تعال ( يريد ال بكم اليسر ‪ ,‬و ل يريد بكم العسر ) ‪,‬‬
‫و هذا العن هو الراد من قوله تعال ف هذا الديث ( أردت منك ) أي أحببت‬
‫و الرادة بذا العن قد تتخلف ‪ ,‬لن ال تبارك و تعال ل يب أحدا على‬
‫طاعته و إن كان خلقهم من أجلها ( فمن شاء فليؤمن ‪ ,‬و من شاء فليكفر ) ‪ ,‬و عليه‬
‫فقد يريد ال تبارك و تعال من عبده ما ل يبه منه ‪ .‬و يب منه ما ل يريده ‪,‬‬
‫و هذه الرادة يسميها ابن القيم رحه ال تعال بالرادة الكونية أخذا من قوله‬
‫تعال ( إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له ‪ :‬كن فيكون ) ‪ ,‬و يسمى الرادة‬
‫الخرى الرادفة للرضا بالرادة الشرعية ‪ ,‬و هذا التقسيم ‪ ,‬من فهمه انلت له‬
‫كثي من مشكلت مسألة القضاء و القدر ‪ ,‬و نا من فتنة القول بالب أو العتزال‬
‫و تفصيل ذلك ف الكتاب الليل " شفاء العليل ف القضاء و القدر و الكمة‬
‫و التعليل " لبن القيم رحه ال تعال ‪.‬‬
‫قوله ( و أنت ف صلب آدم ) ‪.‬‬

‫قال القاضي عياض ‪:‬‬
‫" يشي بذلك إل قوله تعال ( و إذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذرياتم )‬
‫الية ‪ ,‬فهذا اليثاق الذي أخذ عليهم ف صلب آدم ‪ ,‬فمن وف به بعد وجوده ف‬
‫الدنيا فهو مؤمن ‪ ,‬و من ل يوف به فهو كافر ‪ ,‬فمراد الديث ‪ :‬اردت منك حي‬
‫أخذت‬
‫اليثاق ‪ ,‬فأبيت إذ أخرجتك إل الدنيا إل الشرك " ‪ .‬ذكره ف " الفتح " ‪.‬‬
‫" ل تؤذي امرأة زوجها ف الدنيا إل قالت زوجته من الور العي ‪ :‬ل تؤذيه‬ ‫‪173‬‬
‫قاتلك ال ‪ ,‬فإنا هو عندك دخيل ‪ ,‬يوشك أن يفارقك إلينا " ‪.‬‬

‫أخرجه الترمذي ( ‪ 208 / 2‬بشرح التحفة ) و ابن ماجه ( ‪ ) 641 / 6‬و أحد‬
‫( ‪ ) 242 / 5‬و أبو عبد ال القطان ف " حديثه عن السن بن عرفة "‬
‫( ق ‪ ) 1 / 145‬و اليثم بن كليب ف " مسنده " ( ‪ ) 1 / 167‬و أبو العباس‬
‫الصم‬
‫ف " ملسي من المال " ( ق ‪ ) 1 / 3‬و أبو نعيم ف " صفة النة " ( ‪) 2 / 14‬‬
‫من طرق عن إساعيل بن عياش عن بي بن سعد عن خالد بن معدان عن كثي بن‬
‫مرة‬
‫الضرمي عن ‪ #‬معاذ بن جبل ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم به ‪.‬‬

‫" حديث غريب ‪ ,‬ل نعرفه إل من هذا الوجه ‪ ,‬و رواية إساعيل بن عياش عن‬
‫الشاميي أصلح ‪ ,‬و له عن أهل الجاز و العراق مناكي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد وثقه أحد و ابن معي و البخاري و غيهم ف روايته عن الشاميي‬
‫و هذه منها ‪ ,‬فإن بي بن سعد شامي ثقة و كذلك سائر الرواة فالسند صحيح ‪,‬‬
‫و ل أدري لاذا اقتصر الترمذي على استغرابه ‪ ,‬و ل يسنه على القل ‪.‬‬
‫ث رأيت النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 78 / 3‬نقل عن الترمذي أنه قال فيه ‪:‬‬
‫" حديث حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كذا ف نسخة بولق من " الترمذي " ( ‪ , ) 220 / 1‬و هذا أقل ما يكن‬
‫أن‬
‫يقال فيه ‪.‬‬
‫( دخيل ) أي ضيف و نزيل ‪ .‬يعن هو كالضيف عليك ‪ ,‬و أنت لست بأهل له‬
‫حقيقة ‪,‬‬
‫و إنا نن أهله ‪ ,‬فيفارقك قريبا ‪ ,‬و يلحق بنا ‪.‬‬
‫( يوشك ) أي يقرب ‪ ,‬و يسرع ‪ ,‬و يكاد ‪.‬‬

‫ف الديث ‪ -‬كما ترى ‪ -‬إنذار للزوجات الؤذيات ‪.‬‬
‫" ل بأس بالغن لن اتقى ‪ ,‬و الصحة لن اتقى خي من الغن ‪ ,‬و طيب النفس من‬ ‫‪174‬‬
‫النعيم " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 2141‬و الاكم ( ‪ ) 3 / 2‬و أحد ( ‪ 272 / 5‬و ‪ ) 381‬من‬
‫طريق‬
‫عبد ال بن سليمان بن أب سلمة أنه سع ‪ #‬معاذ بن عبد ال بن خبيب عن أبيه عن‬
‫عمه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كنا ف ملس ‪ ,‬فجاء النب صلى ال عليه وسلم و على رأسه أثر ماء ‪ ,‬فقال له‬
‫بعضنا ‪ :‬نراك اليوم طيب النفس ‪ ,‬فقال ‪ :‬أجل ‪ ,‬و المد ل ‪ ,‬ث أفاض القوم ف‬
‫ذكر الغن ‪ ,‬فقال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬

‫" صحيح السناد ‪ ,‬و الصحاب الذي ل يسم هو يسار بن عبد ال الهن " ‪.‬‬
‫و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪ ,‬فإن رجاله ثقات كلهم ‪ ,‬و قال البوصيي ف الزوائد " ‪:‬‬
‫" إسناده صحيح ‪ ,‬و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫" ل يشربن أحد منكم قائما " ‪.‬‬ ‫‪175‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 111 - 110 / 6‬عن عمر بن حزة أخبن أبو غطفان الري أنه‬
‫سع‬
‫‪ #‬أبا هريرة ‪ #‬يقول ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪ .‬و زاد ‪:‬‬
‫" فمن نسي فليستقىء " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و عمر هذا و إن احتج به مسلم فقد ضعفه أحد و ابن معي و النسائي و‬
‫غيهم‬
‫و لذلك قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬ضعيف " ‪ ,‬فالديث بذه الزيادة ضعيف‬
‫‪.‬لكن‬
‫صح بلفظ آخر ‪ ,‬و لذلك أوردته هنا بدونا ‪ ,‬فقد رواه أبو زياد الطحان قال ‪:‬‬
‫سعت‬
‫أبا هريرة يقول ‪ ,‬عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنه رأى رجل يشرب قائما فقال‬
‫له ‪ :‬قه ‪ ,‬قال ‪ ,‬له ? قال ‪ ,‬أيسرك أن يشرب معك الر ? قال ‪ :‬ل ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فإنه قد شرب معك من هو شر منه ! الشيطان !!‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 7990‬و الدارمي ( ‪ ) 121 / 2‬و الطحاوي ف " مشكل الثار "‬
‫( ‪ ) 19 / 3‬عن شعبة عن أب زياد به ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخي غي أب زياد هذا ‪ ,‬قال ابن معي ثقة‬
‫‪.‬‬
‫و قال أبو حات ‪ " :‬شيخ صال الديث " ‪ .‬كما ف " الرح و التعديل " ( ‪/ 2 / 4‬‬
‫‪ , ) 373‬فقول الذهب فيه " ل يعرف " ‪ ,‬ما ل يعرج عليه ‪ ,‬بعد توثيق هذين‬
‫المامي له ‪.‬‬
‫و قد ورد الديث بلفظ آخر و هو ‪:‬‬

‫" لو يعلم الذي يشرب و هو قائم ما ف بطنه لستقاء " ‪.‬‬
‫" لو يعلم الذي يشرب و هو قائم ما ف بطنه لستقاء " ‪.‬‬ ‫‪176‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ 7795‬و ‪ ) 7796‬عن الزهري عن رجل ‪ ,‬و عن العمش عن أب‬

‫صال كلها‬
‫عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫و رواه الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 18 / 3‬عن العمش به و زاد ‪:‬‬
‫" فبلغ علي بن أب طالب ‪ ,‬فقام فشرب قائما " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و السناد الثان صحيح رجاله الشيخي ‪ ,‬و ف السند الول الرجل الذي ل‬
‫يسم ‪ ,‬فإن كان غي العمش ‪ ,‬فهو تقوية للحديث ‪ ,‬و إن كان هو هو ‪ ,‬فل يعله ‪,‬‬
‫كما هو ظاهر ‪ .‬و ف " ممع الزوائد " ( ‪: ) 79 / 5‬‬
‫" رواه أحد بإسنادين ‪ ,‬و البزار ‪ ,‬و أحد إسنادي أحد رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و ف الديث تلميح لطيف إل النهي عن الشرب قائما ‪ ,‬و قد جاء التصريح بذلك‬
‫من‬
‫حديث أنس رضي ال عنه و هو ‪:‬‬
‫" نى " و ف لفظ ‪ :‬زجر " عن الشرب قائما " ‪.‬‬
‫" نى " و ف لفظ ‪ :‬زجر " عن الشرب قائما " ‪.‬‬ ‫‪177‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 110 / 6‬و أبو داود ( رقم ‪ ) 3717‬و الترمذي ( ‪ ) 111 / 3‬و‬
‫الدارمي ( ‪ ) 121 - 120 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 338 / 2‬و الطحاوي ف " شرح‬
‫العان‬
‫"‬
‫( ‪ ) 357 / 2‬و " الشكل " ( ‪ ) 18 / 3‬و الطيالسي ( ‪ ) 332 / 2‬و أحد‬
‫( ‪ ) 291 , 277 , 250 , 214 , 199 , 147 , 131 , 118 / 3‬و أبو يعلى‬
‫( ‪ ) 2 / 159 , 2 / 158 , 2 / 156‬و " الضياء " ف " الختارة " ( ‪) 2 / 205‬‬
‫من طريق قتادة عن ‪ #‬أنس ‪ #‬مرفوعا ‪ ,‬و زاد الخيان ‪ " :‬و الكل قائما " ‪.‬‬
‫و ف إسنادها مطر الوراق ‪ ,‬ضعيف ‪ ,‬و قد خولف ‪ ,‬ففي رواية مسلم و غيه ‪:‬‬
‫" قال قتادة ‪ :‬فقلنا ‪ :‬فالكل ? فقال ‪ :‬ذاك أشر و أخبث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فروايتهما مدرجة ‪ .‬و لقتادة فيه إسنادان آخران ‪:‬‬

‫فرواه عن أب عيسى السواري عن أب سعيد الدري ‪ ,‬باللفظ الثان ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم و الطحاوي ‪.‬‬
‫ث رواه عن أب مسلم الذمي عن الارود بن العلء رضي ال عنه ‪.‬‬
‫أخرجه الطحاوي و الترمذي و قال ‪:‬‬
‫" حديث حسن غريب " ‪ .‬و له شاهد من حديث أب هريرة مثله ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 327 / 2‬و الطحاوي و سنده صحيح ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر من حديث جابر نوه ‪ .‬أخرجه أبو عروبة الران ف‬
‫" حديث الزريي " ( ‪ ) 1 / 51‬بسند صحيح ‪.‬‬
‫و ظاهر النهي ف هذه الحاديث يفيد تري الشرب قائما بل عذر ‪ ,‬و قد جاءت‬
‫أحاديث كثية أن النب صلى ال عليه وسلم شرب قائما ‪ ,‬فاختلف العلماء ف‬
‫التوفيق بينها ‪ ,‬و المهور على أن النهي للتنيه ‪ ,‬و المر بالستقاء للستحباب‬
‫‪.‬‬
‫و خالفهم ابن حزم فذهب إل التحري ‪ ,‬و لعل هذا هو القرب للصواب ‪ ,‬فإن‬
‫القول‬
‫بالتنيه ل يساعد عليه لفظ " زجر " ‪ ,‬و ل المر بالستقاء ‪ ,‬لنه أعن‬
‫الستقاء فيه مشقة شديدة على النسان ‪ ,‬و ما أعلم أن ف الشريعة مثل هذا‬
‫التكليف كجزاء لن تساهل بأمر مستحب ! و كذلك قوله " قد شرب معك‬
‫الشيطان " فيه‬
‫تنفي شديد عن الشرب قائما ‪ ,‬و ما إخال ذلك يقال ف ترك مستحب ‪.‬‬
‫و أحاديث الشرب قائما يكن أن تمل على العذر كضيق الكان ‪ ,‬أو كون القربة‬
‫معلقة و ف بعض الحاديث الشارة إل ذلك ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" ارقيه ‪ ,‬و علميها حفصة ‪ ,‬كما علمتيها الكتاب ‪ ,‬و ف رواية الكتابة " ‪.‬‬ ‫‪178‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 57 - 56 / 4‬من طريق إبراهيم بن سعد عن صال بن كيسان‬

‫حدثنا‬
‫إساعيل بن ممد بن سعد أن أبا بكر بن سليمان بن أب حثمة القرشي حدثه أن رجل‬
‫من النصار خرجت به نلة ‪ ,‬فدل أن ‪ #‬الشفاء بنت عبد ال ‪ #‬ترقي من النملة ‪,‬‬
‫فجاءها فسألا أن ترقيه ‪ ,‬فقالت ‪ :‬و ال ما رقيت منذ أسلمت ‪ ,‬فذهب النصاري‬
‫إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبه بالذي قالت الشفاء ‪ ,‬فدعا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الشفاء ‪ ,‬فقال اعرضي علي ‪ ,‬فعرضتها عليه فقال ‪ :‬فذكر‬
‫الديث‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد تابع إبراهيم بن سعد عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ‪ ,‬و لكنه‬
‫خالفه ف السند و الت ‪.‬‬
‫أما السند فقال ‪ :‬عن صال بن كيسان عن أب بكر بن عبد الرحن ابن سليمان بن أب‬
‫حثمة عن الشفاء بنت عبد ال ‪ .‬فأسقط منه إساعيل بن ممد بن سعد ‪.‬‬
‫و أما الت فرواه بلفظ ‪:‬‬
‫" دخل علينا النب صلى ال عليه وسلم و أنا عند حفصة ‪ ,‬فقال ل ‪ :‬أل تعلمي‬
‫هذه رقية النملة ‪ ,‬كما علمتها الكتابة ? " ‪.‬‬
‫فلم يذكر فيه عرضها الرقية عليه صلى ال عليه وسلم و أمره إياها بالرقية ‪,‬‬
‫و ستعلم أهية ذلك ف فهم الديث على الوجه الصحيح قريبا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 372 / 6‬و أبو داود ( ‪ ) 154 / 2‬و الطحاوي ف " شرح معان‬
‫الثار " ( ‪ ) 388 / 2‬و النسائي أيضا كما ف " الفتاوي الديثية " للسخاوي‬
‫( ‪ ) 2 / 81‬و " نيل الوطار " للشوكان ( ‪. ) 176 / 8‬‬
‫و الرواية الول أصح لوجهي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن إبراهيم بن سعد أحفظ من مالفه عبد العزيز بن عمر ‪.‬‬
‫فإنما و إن كان الشيخان قد احتجا بما كليهما ‪ ,‬فإن الول قال فيه الافظ ف‬
‫" التقريب " ‪ " :‬ثقة حجة ‪ :‬تكلم فيه بل قادح " ‪ .‬و أما الخر ‪ ,‬فقال فيه ‪:‬‬
‫" صدوق يطىء " ‪ ,‬و لذا أورده الذهب ف " اليزان " و ف " الضعفاء " ‪ ,‬و ل‬
‫يورد الول ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن إبراهيم معه زيادة ف السند و الت ‪ ,‬و زيادة الثقة مقبولة كما هو‬
‫معروف ‪.‬‬
‫و قد تابعه ف الملة ممد بن النكدر عن أب بكر بن سليمان به متصرا لكنه‬
‫خالفه ف إسناده فقال ‪:‬‬
‫" عن حفصة أن النب صلى ال عليه وسلم دخل عليها ‪ ,‬و عندها امرأة يقال لا‬
‫شفاء ترقي من النملة ‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬علميها حفصة " ‪.‬‬
‫فجعل الديث من مسند حفصة ل الشفاء ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 286 / 6‬و الطحاوي و الاكم ( ‪ ) 414 / 4‬و أبو نعيم ف "‬
‫الطب "‬
‫( ‪ ) 2 / 28 / 2‬عن سفيان عن ابن النكدر ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال أيضا ‪ ,‬و اللف الذكور ل يضر إن شاء ال تعال ‪ ,‬لن‬
‫من المكن أن تكون حفصة حدثت به كما حدثت به الشفاء ‪ ,‬فإن القصة وقعت‬
‫بضورها‬
‫ث رواه أبو بكر بن سليمان تارة عن هذه ‪ ,‬و تارة عن هذه ‪ ,‬لكن ذكر السخاوي أنه‬
‫اختلف على سفيان ف وصله ‪ ,‬و إرساله ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا ل يضر أيضا ‪ ,‬فقد رواه عنه موصول كما أوردناه جاعة من الثقات‬
‫عند الاكم ‪ ,‬و غيهم عند غيه فل عبة بخالفة من خالفهم ‪.‬‬
‫و تابعه أيضا كريب بن سليمان الكندي قال ‪:‬‬
‫" أخذ بيدي علي بن السي بن علي رضي ال عنهم حت انطلق ب إل رجل من‬
‫قريش‬
‫أحد بن زهرة يقال له ‪ :‬ابن أب حثمة ‪ ,‬و هو يصلي قريبا منه ‪ ,‬حت فرغ ابن أب‬
‫حثمة من صلته ‪ ,‬ث أقبل علينا بوجهه ‪ ,‬فقال له علي بن السي ‪ :‬الديث الذي‬
‫ذكرت عن أمك ف شأن الرقية ? فقال ‪ :‬نعم ‪ :‬حدثتن أمي أنا كانت ترقي برقية ف‬
‫الاهلية فلما أن جاء السلم قالت ‪ :‬ل أرقي حت أستأمر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال النب " أرقي ما ل يكن شرك بال عز و جل " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 1414‬و الاكم ( ‪ ) 57 / 4‬من طريق الراح بن الضحاك‬

‫الكندي‬
‫عن كريب به ‪ .‬و علقه ابن منده من هذا الوجه ‪.‬‬
‫و كريب هذا أورده ابن أب حات ف " الرح و التعديل " ( ‪ ) 169 / 2 / 3‬لكنه‬
‫سى أباه سليما ‪ ,‬و ل يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪.‬‬
‫ث رواه الاكم و ابن منده ف " العرفة " ( ‪ ) 1 / 332 / 2‬من طريق عثمان‬
‫ابن عمر بن عثمان بن سليمان بن أب حثمة القرشي العدوي حدثن أب عن جدي‬
‫عثمان‬
‫بن سليمان عن أبيه عن أمه الشفاء بنت عبد ال أنا كانت ترقي برقى الاهلية ‪,‬‬
‫و أنا لا هاجرت إل النب صلى ال عليه وسلم قدمت عليه فقالت ‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن كنت أرقي برقى ف الاهلية ‪ ,‬فقد رأيت أن أعرضها عليك ‪ ,‬فقال ‪ :‬اعرضيها‬
‫فعرضتها عليه ‪ ,‬و كانت منها رقية النملة ‪ ,‬فقال ارقي با و علميها حفصة ‪ :‬بسم‬
‫ال ‪ ,‬صلوب ‪ ,‬حي يعود من أفواهها ‪ ,‬و ل تضر أحدا ‪ ,‬اللهم اكشف البأس ‪ ,‬رب‬
‫الناس ‪ ,‬قال ‪ :‬ترقي با على عود كركم سبع مرات ‪ ,‬و تضعه مكانا نظيفا ‪ ,‬ث تدلكه‬
‫على حجر ‪ ,‬و تطليه على النملة ‪.‬‬
‫سكت عليه الاكم ‪ .‬و قال الذهب ‪ " :‬سئل ابن معي عن عثمان فلم يعرفه " ‪.‬‬
‫يعن عثمان بن عمر ‪ ,‬و قال ابن عدي ‪ " :‬مهول " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه الطريق مع ضعفها و كذا الت قبلها ‪ ,‬فل بأس بما ف التابعات ‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫( نلة ) هي هنا قروح ترج ف النب ‪.‬‬
‫( رقية النملة ) قال الشوكان ف تفسيها ‪:‬‬
‫" هي كلم كانت نساء العرب تستعمله ‪ ,‬يعلم كل من سعه أنه كلم ل يضر و ل‬
‫ينفع ‪ ,‬و رقية النملة الت كانت تعرف بينهن أن يقال للعروس تتفل و تتضب ‪,‬‬
‫و تكتحل ‪ ,‬و كل شيء يفتعل ‪ ,‬غي أن ل تعصي الرجل " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و ل أدري ما مستنده ف ذلك ‪ ,‬و لسيما و قد بن عليه قوله الت‬
‫تعليقا على قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أل تعلمي هذه ‪: " ...‬‬
‫" فأراد صلى ال عليه وسلم بذا القال تأنيب حفصة و التأديب لا تعريضا ‪,‬‬
‫لنه ألقى إليها سرا فأفشته على ما شهد به التنيل ف قوله تعال ( و إذ أسر‬
‫النب إل بعض أزواجه حديثا ) الية " ‪.‬‬
‫و ليت شعري ما علقة الديث بالتأنيب لفشاء السر‪ ,‬و هو يقول ‪:‬‬
‫" كما علمتها الكتاب ‪ ,‬فهل يصح تشبيه تعليم رقية ل فائدة منها بتعليم‬
‫الكتابة ? ! و أيضا فالديث صريح ف أمره صلى ال عليه وسلم للشفاء بترقية‬
‫الرجل النصاري من النملة و أمره إياها بأن تعلمها لفصة ‪ ,‬فهل يعقل بأن يأمر‬
‫صلى ال عليه وسلم بذه الترقية لو كان باللفظ الذي ذكره الشوكان بدون أي سند‬
‫و هو بل شك كما قال كلم ل يضر و ل ينفع ‪ ,‬فالنب صلى ال عليه وسلم أسى‬
‫من أن يأمر بثل هذه الترقية ‪ ,‬و لئن كان لفظ رواية أب داود يتمل تأويل‬
‫الديث على التأنيب الزعوم ‪ ,‬فإن لفظ الاكم هذا الذي صدرنا به هذا البحث ل‬
‫يتمله إطلقا ‪ ,‬بل هو دليل صريح على بطلن ذلك التأويل بطلنا بينا كما هو‬
‫ظاهر ل يفى ‪ ,‬و كأنه لذلك صدر ابن الثي ف " النهاية " تفسي الشوكان‬
‫الذكور لـ ( رقية النملة ) و عنه نقله الشوكان ‪ ,‬صدره بقوله " قيل " مشيا‬
‫بذلك إل ضعف ذلك التفسي و ما بناه عليه من تأويل قوله " أل تعلمي ‪! "...‬‬
‫( كركم ) هو الزعفران ‪ ,‬و قيل العصفر ‪ ,‬و قيل شجر كالورس ‪ ,‬و هو فارسي‬
‫معرب ‪.‬‬
‫( صلوب ) كذا و ل أعرف له معن ‪ ,‬و لعله ‪ -‬إن سلم من التحريف ‪ -‬لفظ عبي‬
‫‪.‬‬

‫‪------------------‬‬
‫و ف الديث فوائد كثية أهها اثنتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬مشروعية ترقية الرء لغيه با ل شرك فيه من الرقى ‪ ,‬بلف طلب‬
‫الرقية من غيه فهو مكروه لديث " سبقك با عكاشة " و هو معروف مشهور ‪.‬‬
‫و الخرى ‪ :‬مشروعية تعليم الرأة الكتابة ‪ .‬و من أبواب البخاري ف‬
‫" الدب الفرد " ( رقم ‪ " : ) 1118‬باب الكتابة إل النساء و جوابن " ‪.‬‬
‫ث روى بسنده الصحيح عن موسى بن عبد ال قال ‪:‬‬
‫" حدثتنا عائشة بنت طلحة قالت ‪ :‬قلت لعائشة ‪ -‬و أنا ف حجرها ‪ ,‬و كان الناس‬
‫يأتونا من كل مصر ‪ ,‬فكان الشيوخ ينتابون لكان منها ‪ ,‬و كان الشباب يتأخون‬
‫فيهدون إل ‪ ,‬و يكتبون إل من المصار ‪ ,‬فأقول لعائشة ‪ -‬يا خالة هذا كتاب فلن‬
‫و هديته ‪ .‬فتقول ل عائشة أي بنية ! فأجيبيه و أثيبيه ‪ ,‬فإن ل يكن عندك ثواب‬
‫أعطيتك ‪ ,‬قالت ‪ :‬فتعطين " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و موسى هذا هو ابن عبد ال بن إسحاق به طلحة القرشي ‪ ,‬روى عن جاعة‬
‫من‬
‫التابعي ‪ ,‬و عنه ثقتان ‪ ,‬ذكره ابن أب حات ف " الرح و التعديل " ( ‪/ 1 / 4‬‬
‫‪ ) 150‬و من قبله البخاري ف " التاريخ الكبي " ( ‪ ) 287 / 4‬و ل يذكرا فيه‬
‫جرحا و ل تعديل ‪ ,‬و قد ذكره ابن حبان ف " الثقات " ‪ ,‬و قال الافظ ف‬
‫" التقريب " ‪ " :‬مقبول " ‪ .‬يعن عند التابعة ‪ ,‬و إل فهو لي الديث ‪.‬‬
‫و قال الجد ابن تيمية ف " منتقى الخبار " عقب الديث ‪:‬‬
‫" و هو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة " ‪.‬‬
‫و تبعه على ذلك الشيخ عبد الرحن بن ممود البعلبكي النبلي ف " الطلع "‬
‫( ق ‪ , ) 1 / 107‬ث الشوكان ف " شرحه " ( ‪ ) 177 / 8‬و قال ‪:‬‬
‫" و أما حديث " ل تعلموهن الكتابة ‪ ,‬و ل تسكنوهن الغرف ‪ ,‬و علموهن سورة‬
‫النور " ‪ ,‬فالنهي عن تعليم الكتابة ف هذا الديث ممول على من يشى من‬
‫تعليمها الفساد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا الكلم مردود من وجهي ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أن المع الذي ذكره يشعر أن حديث النهي صحيح ‪ ,‬و إل لا تكلف‬
‫التوفيق‬
‫بينه و بي هذا الديث الصحيح ‪ .‬و ليس كذلك ‪ ,‬فإن حديث النهي موضوع كما‬
‫قال‬
‫الذهب ‪ .‬و طرقه كلها واهية جدا ‪ ,‬و بيان ذلك ف " سلسلة الحاديث الضعيفة "‬
‫رقم ( ‪ , ) 2017‬فإذا كان كذلك فل حاجة للجمع الذكور ‪ ,‬و نو صنيع‬
‫الشوكان‬
‫هذا قول السخاوي ف هذا الديث الصحيح " أنه أصح من حديث النهي " ! فإنه‬
‫يوهم‬
‫أن حديث النهي صحيح أيضا ‪.‬‬
‫و الخر ‪ :‬لو كان الراد من حديث النهي من يشى عليها الفساد من التعليم ل يكن‬
‫هناك فائدة من تصيص النساء بالنهي ‪ ,‬لن الشية ل تتص بن ‪ ,‬فكم من رجل‬
‫كانت‬
‫الكتابة عليه ضررا ف دينه و خلقه ‪ ,‬أفينهى أيضا الرجال أن يعلموا الكتابة ? !‬
‫بل و عن تعلم القراءة أيضا لنا مثل الكتابة من حيث الشية !‬
‫و الق أن الكتابة و القراءة ‪ ,‬نعمة من نعم ال تبارك و تعال على البشر كما‬
‫يشي إل ذلك قوله عز و جل ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق النسان من علق ‪.‬‬
‫اقرأ‬
‫و ربك الكرم ‪ .‬الذي علم بالقلم ) ‪ ,‬و هي كسائر النعم الت امت ال با عليهم‬
‫و أراد منهم استعمالا ف طاعته ‪ ,‬فإذا وجد فيهم من يستعملها ف غي مرضاته ‪,‬‬
‫فليس ذلك بالذي يرجها عن كونا نعمة من نعمه ‪ ,‬كنعمة البصر و السمع و الكلم‬
‫و غيها ‪ ,‬فكذلك الكتابة و القراءة ‪ ,‬فل ينبغي للباء أن يرموا بناتم من‬
‫تعلمها شريطة العناية بتربيتهن على الخلق السلمية ‪ ,‬كما هو الواجب عليهم‬
‫بالنسبة لولدهم الذكور أيضا ‪ ,‬فل فرق ف هذا بي الذكور و الناث ‪.‬‬
‫و الصل ف ذلك أن كل ما يب للذكور وجب للناث ‪ ,‬و ما يوز لم جاز لن‬

‫و ل فرق ‪ ,‬كما يشي إل ذلك قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إنا النساء شقائق‬
‫الرجال " ‪ ,‬رواه الدارمي و غيه ‪ ,‬فل يوز التفريق إل بنص يدل عليه ‪ ,‬و هو‬
‫مفقود فيما نن فيه ‪ ,‬بل النص على خلفه ‪ ,‬و على وفق الصل ‪ ,‬و هو هذا الديث‬
‫الصحيح ‪ ,‬فتشبث به و ل ترض به بديل ‪ ,‬و ل تصغ إل من قال ‪:‬‬
‫و العمالة و الطابة‬ ‫ما للنساء و للكتابة‬
‫أن يبت على جنابة !‬ ‫هذا لنا و لن منا‬
‫فإن فيه هضما لق النساء و تقيا لن ‪ ,‬و هن كما عرفت شقائق الرجال ‪.‬‬
‫نسأل ال تعال أن يرزقنا النصاف و العتدال ف المور كلها ‪.‬‬
‫" ل طاعة لحد ف معصية ال تبارك و تعال " ‪.‬‬ ‫‪179‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 66 / 5‬عن عبد ال بن الصامت قال ‪:‬‬

‫" أراد زياد أن يبعث عمران بن حصي على خراسان ‪ ,‬فأب عليهم ‪ ,‬فقال له أصحابه‬
‫‪:‬‬
‫أتركت خراسان أن تكون عليها ? قال ‪ :‬فقال إن و ال ما يسرن أن أصلى برها‬
‫و تصلون ببدها و إن أخاف إذا كنت ف نور العدو أن يأتين كتاب من زياد ‪ ,‬فإن‬
‫أنا مضيت هلكت ‪ ,‬و إن رجعت ضربت عنقي ‪ ,‬قال ‪ :‬فأراد الكم بن عمرو‬
‫الغفاري‬
‫عليها ‪ ,‬قال ‪ :‬فانقاد لمره ‪ ,‬قال ‪ :‬فقال عمران ‪ :‬أل أحد يدعو ل الكم ?‬
‫قال ‪ :‬فانطلق الرسول ‪ ,‬قال ‪ :‬فأقبل الكم إليه ‪ ,‬قال ‪ :‬فدخل عليه ‪ ,‬قال ‪ :‬فقال‬
‫عمران للحكم ‪ :‬أسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬فذكره ) قال ‪:‬‬
‫نعم‬
‫قال عمران ‪ :‬ل المد أو ال أكب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و قواه الافظ ف " الفتح " ( ‪/ 13‬‬
‫‪) 109‬‬
‫و روى الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 2 / 154 / 1‬الرفوع منه فقط بذا اللفظ ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عند الطيالسي ( ‪ ) 856‬و أحد ( ‪ ) 66 / 5 , 432 / 4‬و‬
‫الطبان‬
‫( ‪ ) 1 / 155‬من طرق عن ممد قال ‪:‬‬
‫" جاء رجل إل عمران بن حصي و نن عنده ‪ ,‬فقال ‪ :‬استعمل الكم بن عمرو‬
‫الغفاري‬
‫على خراسان ‪ ,‬فتمناه عمران حت قال له رجل من القوم أل ندعو لك ? فقال له ‪:‬‬
‫ل‬
‫ث قام عمران ‪ ,‬فلقيه بي الناس فقال عمران ‪ :‬إنك قد وليت أمرا من أمر السلمي‬
‫عظيما ‪ ,‬ث أمره و ناه و وعظه ‪ ,‬ث قال ‪ :‬هل تذكر يوم قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم " ل طاعة لخلوق ف معصية ال تبارك و تعال " ? قال الكم ‪ :‬نعم ‪,‬‬
‫قال عمران ‪ :‬ال أكب " ‪.‬‬
‫و ف رواية لحد عن ممد ‪:‬‬

‫" أنبئت أن عمران بن حصي قال للحكم الغفاري ‪ -‬و كلها من أصحاب رسول‬
‫ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هل تعلم يوم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل طاعة‬
‫ف معصية ال تبارك و تعال ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬ال أكب ‪ ,‬ال أكب " ‪.‬‬
‫و رجاله ثقات رجال الشيخي لكنه منقطع بي ممد و هو ابن سيين و بي عمران‬
‫كما‬
‫هو صريح الرواية الثانية ‪.‬‬
‫ث أخرجه أحد و الطبان و الاكم ( ‪ ) 443 / 3‬من طريقي عن السن ‪:‬‬

‫" أن زيادا استعمل الكم الغفاري على جيش فأتاه عمران بن حصي فلقيه بي الناس‬
‫فقال ‪ :‬أتدري ل جئتك ? فقال له " ل ? قال ‪ :‬هل تذكر قول رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم للرجل الذي قال أميه قع ف النار ! " فقام الرجل ليقع فيها " فأدرك‬
‫فاحتبس ‪ ,‬فأخب بذلك النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬لو وقع فيها لدخل النار‬
‫جيعا ‪ ,‬ل طاعة ف معصية ال تبارك و تعال ? قال ‪ :‬قال ‪ :‬إنا أردت أن أذكرك‬
‫هذا الديث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال إن كان السن ‪ -‬و هو البصري ‪ -‬سعه من عمران فقد كان‬
‫مدلسا و قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 226 / 5‬بعد أن ساقه من طريق عبد ال‬
‫بن الصامت ‪ ,‬و طريق السن هذه ‪:‬‬
‫" رواه أحد بألفاظ ‪ ,‬و الطبان باختصار ‪ ,‬و ف بعض طرقه ل طاعة لخلوق ف‬
‫معصية الالق ‪ ,‬و رجال أحد رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و للمرفوع منه طريق أخرى متصرا بلفظ ‪:‬‬

‫" ل طاعة ف معصية ال تبارك و تعال " ‪.‬‬
‫" ل طاعة ف معصية ال تبارك و تعال " ‪.‬‬ ‫‪180‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 436 , 427 , 426 / 4‬و كذا الطيالسي ( ‪ ) 850‬عن قتادة‬
‫قال ‪:‬‬
‫سعت أبا مراية العجيلي قال سعت ‪ #‬عمران بن حصي ‪ #‬يدث عن النب صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم أنه قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات رجال الشيخي غي أب مراية هذا ذكره ابن حبان ف‬
‫" الثقات " ‪.‬‬
‫و أورده اليثمي ( ‪ ) 226 / 5‬بذا اللفظ من حديث عمران و الكم ابن عمرو‬
‫معا و قال ‪:‬‬
‫" رواه البزار و الطبان ف " الكبي " و " الوسط " و رجال البزار رجال‬
‫و أورده السيوطي ف " الامع الكبي " ( ‪ ) 1 / 13 / 3‬بلفظ الطبان من رواية‬
‫أحد و ابن جرير و ابن خزية و الطبان ف الكبي و ابن قانع عن عمران بن حصي‬
‫و الكم بن عمرو الغفاري معا و أب نعيم ف " معجمه " و الطيب عن أنس ‪,‬‬
‫و الشيازي ف " اللقاب " عن جابر ‪ ,‬و الطبان ف " الكبي " عن النواس‬
‫بن سعان ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف هذا التخريج ما ل يفى من التساهل ‪ ,‬فقد علمت أن اللفظ ليس عند‬
‫أحد و الاكم ‪ ,‬و إنا هو عند الطبان فقط كما أفاده اليثمي ‪ ,‬و ل أدري هل‬
‫هو عند سائر من عزاه إليهم بذا اللفظ أم بنحوه ‪.‬‬
‫و أكثر من ذلك تساما ما فعله ف الامع الصغي ‪ ,‬فقد أورده فيه باللفظ الذكور‬
‫من رواية أحد و الاكم فقط ! و هذا خطأ واضح ‪ ,‬و كأن منشأه أنه لا وجد‬
‫الديث‬
‫ف " الامع الكبي " بذا اللفظ معزوا للجماعة الذين سبق ذكرهم نسي أنه كان‬
‫تسامح ف عزوه إليهم جيعا و أن اللفظ إنا هو لحدهم و هو الطبان ‪ ,‬فلما‬
‫اختصر التخريج ف " الامع الصغي " اقتصر فيه على أحد و الاكم ف العزو فنتج‬
‫من ذلك هذا الطأ ‪ .‬و العصمة ل وحده ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث علي و فيه تفصيل قصة المي الذي أمر جنده بدخول‬
‫النار ‪,‬‬
‫و هو ‪:‬‬
‫" ل طاعة " لبشر " ف معصية ال ‪ ,‬إنا الطاعة ف العروف " ‪.‬‬
‫" ل طاعة " لبشر " ف معصية ال ‪ ,‬إنا الطاعة ف العروف " ‪.‬‬ ‫‪181‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ - 203 / 13‬فتح ) و مسلم ( ‪ ) 15 / 6‬و أبو داود ( ‪2625‬‬

‫)‬
‫و النسائي ( ‪ ) 187 / 2‬و الطيالسي ( ‪ ) 109‬و أحد ( ‪ ) 94 / 1‬عن ‪ #‬علي ‪#‬‬
‫‪.‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث جيشا ‪ ,‬و أمر عليهم رجل فأوقد نارا ‪,‬‬
‫و قال ‪ :‬ادخلوها ‪ ,‬فأراد ناس أن يدخلوها ‪ ,‬و قال الخرون ‪ :‬إنا قد فررنا منها ‪,‬‬
‫فذكر ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها ‪ :‬لو‬
‫دخلتموها ل تزالوا فيها إل يوم القيامة ‪ ,‬و قال للخرين قول حسنا ‪ ,‬و قال "‬
‫فذكره ‪ .‬و الزيادة للطيالسي و السياق لسلم ‪.‬‬
‫و ف رواية عنه قال ‪:‬‬
‫" بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم سرية و استعمل عليهم رجل من النصار‬
‫و أمرهم أن يسمعوا له و يطيعوا ‪ ,‬فأغضبوه إل شيء ‪ ,‬فقال ‪ :‬اجعوا ل حطبا‬
‫فجمعوا له ‪ ,‬ث قال ‪ .‬أوقدوا نارا ‪ ,‬فأوقدوا ‪ ,‬ث قال ‪ :‬أل يأمركم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أن تسمعوا ل و تطيعوا ? قالوا ‪ :‬بلى ‪ ,‬قال ‪ :‬فادخلوها !‬
‫قال ‪ :‬فنظر بعضهم إل بعض فقالوا ( و ف رواية ‪ :‬فقال لم شاب ) إنا فررنا إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من النار ( فل تعجلوا حت تلقوا النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها ) فكانوا كذلك ‪,‬‬
‫و سكن غضبه و طفئت النار ‪ ,‬فلما رجعوا ذكروا ذلك للنب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال ‪ :‬لو دخلوها ما خرجوا منها ‪ ,‬إنا الطاعة ف العروف " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 109 / 13 , 47 / 8‬و مسلم ( ‪ ) 16 / 6‬و أحد ( ‪/ 1‬‬
‫‪134 , 82‬‬
‫) و الرواية الخرى مع الزيادة هي له ف رواية ‪.‬‬
‫و ف الديث فوائد كثية أهها أنه ل يوز إطاعة أحد ف معصية ال تبارك‬
‫و تعال ‪ ,‬سواء ف ذلك المراء و العلماء و الشايخ ‪ .‬و منه يعلم ضلل طوائف من‬
‫الناس ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬بعض التصوفة الذين يطيعون شيوخهم و لو أمرهم بعصية ظاهرة بجة أنا‬
‫ف القيقة ليست بعصية ‪ ,‬و أن الشيخ يرى ما ل يرى الريد ‪ ,‬و أعرف شيخا من‬
‫هؤلء نصب نفسه مرشدا قص على أتباعه ف بعض دروسه ف السجد قصة خلصتها‬
‫أن أحد‬
‫مشايخ الصوفية أمر ليلة أحد مريديه بأن يذهب إل أبيه فيقتله على فراشه بانب‬
‫زوجته ‪ ,‬فلما قتله ‪ ,‬عاد إل شيخه مسرورا لتنفيذ أمر الشيخ ! فنظر إليه الشيخ‬
‫و قال ‪ :‬أتظن أنك قتلت أباك حقيقة ? إنا هو صاحب أمك ! و أما أبوك فهو‬
‫غائب !‬
‫ث بن على هذه القصة حكما شرعيا بزعمه فقال لم ‪ :‬إن الشيخ إذا أمر مريده بكم‬
‫مالف للشرع ف الظاهر أن على الريد أن يطيعه ف ذلك ‪ ,‬قال ‪ :‬أل ترون إل هذا‬
‫الشيخ أنه ف الظاهر أمر الولد بقتل والده ‪ ,‬و لكنه ف القيقة إنا أمره بقتل‬
‫الزان بوالدة الولد ‪ ,‬و هو يستحق القتل شرعا ! و ل يفى بطلن هذه القصة شرعا‬
‫من وجوه كثية ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬أن تنفيذ الد ليس من حق الشيخ مهما كان شأنه ‪ ,‬و إنا هو من المي‬
‫أو الوال ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنه لو كان له ذلك فلماذا نفذ الد بالرجل دون الرأة و ها ف ذلك‬
‫سواء ? ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إن الزان الحصن حكمه شرعا القتل رجا ‪ ,‬و ليس القتل بغي الرجم ‪.‬‬
‫و من ذلك يتبي أن ذلك الشيخ قد خالف الشرع من وجوه ‪ ,‬و كذلك شأن ذلك‬
‫الرشد‬
‫الذي بن على القصة ما بن من وجوب إطاعة الشيخ و لو خالف الشرع ظاهرا ‪,‬‬
‫حت‬
‫لقد قال لم ‪ :‬إذا رأيتم الشيخ على عنقه الصليب فل يوز لكم أن تنكروا عليه !‬
‫و مع وضوح بطلن مثل هذا الكلم ‪ ,‬و مالفته للشرع و العقل معا ند ف الناس‬
‫من‬
‫ينطلي عليه كلمه و فيهم بعض الشباب الثقف ‪ .‬و لقد جرت بين و بي أحدهم‬
‫مناقشة حول تلك القصة و كان قد سعها من ذلك الرشد و ما بن عليها من حكم ‪,‬‬
‫و لكن ل تد الناقشة معه شيئا و ظل مؤمنا بالقصة لنا من باب الكرامات ف‬
‫زعمه ‪ ,‬قال ‪ :‬و أنتم تنكرون الكرامة و لا قلت له ‪ :‬لو أمرك شيخك بقتل والدك‬
‫فهل تفعل ? فقال ‪ :‬إنن ل أصل بعد إل هذه النلة ! ! فتبا لرشاد يؤدي إل‬
‫تعطيل العقول و الستسلم للمضلي إل هذه النلة ‪ ,‬فهل من عتب بعد ذلك على‬
‫من‬
‫يصف دين هؤلء بأنه أفيون الشعب ?‬
‫الطائفة الثانية ‪ :‬و هم القلدة الذين يؤثرون اتباع كلم الذهب على كلم النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬مع وضوح ما يؤخذ منه ‪ ,‬فإذا قيل لحدهم مثل ‪ :‬ل تصل‬
‫سنة‬
‫الفجر بعد أن أقيمت الصلة لنهي النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك صراحة ل يطع‬
‫و قال الذهب ‪ :‬ييز ذلك ‪ ,‬و إذا قيل له ‪ :‬إن نكاح التحليل باطل لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم لعن فاعله ‪ ,‬أجابك بقوله ‪ :‬ل بل هو جائز ف الذهب الفلن ! و‬
‫هكذا إل مئات السائل ‪ ,‬و لذا ذهب كثي من الحققي إل أن أمثال هؤلء‬
‫القلدين ينطبق عليهم قول ال تبارك و تعال ف النصارى ( اتذوا أحبارهم‬
‫و رهبانم أربابا من دون ال ) كما بي ذلك الفخر الرازي ف " تفسيه " ‪.‬‬
‫الطائفة الثالثة ‪ :‬و هم الذين يطيعون ولة المور فيما يشرعونه للناس من نظم‬
‫و قرارات مالفة للشرع كالشيوعية و ما شابها و شرهم من ياول أن يظهر أن‬
‫ذلك‬
‫موافق للشرع غي مالف له ‪ .‬و هذه مصيبة شلت كثيا من يدعي العلم و الصلح‬
‫ف هذا الزمان ‪ ,‬حت اغتر بذلك كثي من العوام ‪ ,‬فصح فيهم و ف متبوعيهم الية‬
‫السابقة " اتذوا أحبارهم و رهبانم أربابا من دون ال " نسأل ال الماية‬
‫و السلمة ‪.‬‬
‫" إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده ‪ ,‬فل يقومن حت يستأذنه " ‪.‬‬ ‫‪182‬‬
‫رواه أبو الشيخ ف " تاريخ أصبهان " ( ‪ : ) 113‬حدثنا إسحق بن ممد ابن حكيم‬
‫قال ‪ :‬حدثنا يي بن واقد قال ‪ :‬حدثنا ابن أب غنية قال ‪ :‬حدثنا أب قال ‪:‬‬
‫حدثنا جبلة بن سحيم عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬قال ‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات معرفون ‪.‬‬
‫أما جبلة بن سحيم فهو ثقة أخرج له البخاري ف " الدب الفرد " ‪.‬‬
‫و ابن أب غنية فهو يي بن عبد اللك بن حيد بن أب غنية ‪ ,‬فهو ثقة من رجال‬
‫الشيخي ‪ ,‬و كذا أبوه عبد اللك ‪.‬‬
‫و أما يي بن واقد ‪ ,‬فترجه أبو الشيخ فقال ‪:‬‬
‫" كان رأسا ف النحو و العربية ‪ ,‬كثي الديث ‪ .‬و قال إبراهيم بن أرومة ‪ :‬يي‬
‫من الثقات ‪ ,‬و ذكر أن مولده سنة خس و ستي ‪ ,‬خلفة الهدي ‪ .‬و من حسان‬
‫حديثه‬
‫‪. " ..‬‬
‫قلت ‪ :‬ث ساق له ثلثة أحاديث هذا أولا ‪.‬‬

‫و أما إسحاق بن ممد بن حكيم ‪ ,‬فهو إسحاق بن ممد بن إبراهيم بن حكيم قال‬
‫أبو الشيخ ( ‪: ) 267‬‬
‫" شيخ صدوق من أهل الدب و العرفة بالديث ‪ ,‬عنده كتب أب عبيدة و عبد‬
‫الرزاق‬
‫‪ ..‬كثي الديث ‪ .‬و كان صدوقا ثقة ‪ ,‬ل يدث إل من كتابه ‪ .‬توف سنة اثنت‬
‫عشرة و ثلثائة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من العجائب أن هذا الديث ما فات السيوطي ف " الامع الكبي " فلم‬
‫يورده فيه ‪ ,‬بينما هو ذكره ف " الامع الصغي " من رواية الديلمي عن ابن عمر ‪,‬‬
‫فكأنه استدركه فيه ‪ ,‬و لكنه فاته هذا الصدر العال و هو " تاريخ أصبهان " كما‬
‫فات ذلك شارحه الناوي أيضا و قال معلل سند الديلمي ‪:‬‬
‫" و فيه من ل يعرف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فإما أن يكون إسناد الديلمي غي إسناد أب الشيخ ‪ ,‬و أما أن يكون هو هذا‬
‫و لكن خفي عليه بعض رواته لنم ل يترجوا ف غي هذا " التاريخ " ‪ ,‬و هو الذي‬
‫أرجحه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و بالملة فهذا الديث من الفوائد العزيزة الت ل تراها ف كتاب بذا السناد‬
‫و التحقيق ‪ .‬فلله المد ‪ ,‬و هو ول التوفيق ‪.‬‬
‫و ف الديث تنبيه على أدب رفيع و هو أن الزائر ل ينبغي أن يقوم إل بعد أن‬
‫يستأذن الزور ‪ ,‬و قد أخل بذا التوجيه النبوي الكري كثي من الناس ف بعض‬
‫البلد العربية ‪ ,‬فتجدهم يرجون من الجلس دون استئذان ‪ ,‬و ليس هذا فقط ‪ ,‬بل‬
‫و بدون سلم أيضا ! و هذه مالفة أخرى لدب إسلمي آخر ‪ ,‬أفاده الديث التى‬
‫‪:‬‬
‫" إذا انتهى أحدكم إل الجلس فليسلم ‪ ,‬فإذا أراد أن يقوم فيسلم ‪ ,‬فليست الول‬
‫بأحق من الخرة " ‪.‬‬
‫" إذا انتهى أحدكم إل الجلس فليسلم ‪ ,‬فإذا أراد أن يقوم فيسلم ‪ ,‬فليست الول‬ ‫‪183‬‬
‫بأحق من الخرة " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ 1007‬و ‪ ) 1008‬و أبو داود ( ‪) 5208‬‬
‫و الترمذي ( ‪ ) 118 / 2‬و الطحاوي ف " الشكل " ( ‪ ) 139 / 2‬و أحد ( ‪/ 2‬‬
‫‪, 230‬‬
‫‪ ) 429 , 287‬و الميدي ( ‪ ) 1162‬و أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪) 1 / 306‬‬
‫و الفاكهي ف " حديثه عن أب يي بن أب ميسرة " ( ‪ ) 2 / 5 / 1‬عن ابن عجلن‬
‫عن سعيد القبي عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا به و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن "‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ف ابن عجلن و اسه ممد ‪ ,‬كلم‬
‫يسي ل يضر ف الحتجاج بديثه ‪ ,‬لسيما و قد تابعه يعقوب ابن زيد التيمي عن‬
‫القبي به ‪ .‬و التيمي هذا ثقة ‪ :‬فصح الديث ‪ ,‬و المد ل ‪ .‬و له شواهد تقويه‬
‫كما يأت ‪.‬‬
‫و الديث عزاه السيوطي ف " الامع الصغي " و " الكبي " ( ‪ ) 1 / 45 / 1‬لبن‬
‫حبان و الاكم ف " الستدرك " أيضا ‪ ,‬ث عزاه ف مكان آخر من " الكبي "‬
‫( ‪ ) 1 / 21 / 1‬لبن السن ف " عمل اليوم و الليلة " و الطبان ف " الكبي "‬
‫و ل أره ف " الستدرك " بعد أن راجعته فيه ف " الب " و " الصلة " و " الدب‬
‫" ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و من شواهد الديث ما أخرجه أحد ( ‪ ) 438 / 3‬من طريق ابن ليعة حدثنا زبان‬
‫عن‬
‫سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" حق على من قام على ملس أن يسلم عليهم ‪ ,‬و حق على من قام من ملس أن‬
‫يسلم ‪.‬‬
‫فقام رجل و رسول ال صلى ال عليه وسلم يتكلم ‪ ,‬و ل يسلم ‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما أسرع ما نسي ? !‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف ‪ ,‬و لكن ل بأس به ف الشواهد ‪ .‬و يقويه أن البخاري‬
‫أخرجه‬
‫ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 1009‬من طريق أخرى عن بسطام قال ‪ :‬سعت معاوية بن‬
‫قرة‬
‫قال ‪ :‬قال ل أب ‪:‬‬
‫" يا بن إن كنت ف ملس ترجو خيه فعجلت بك حاجة فقل ‪ :‬سلم عليكم ‪ ,‬فإنك‬
‫تشركهم فيما أصابوا ف ذلك الجلس ‪ ,‬و ما من قوم يلسون ملسا فيتفرقون عنه ل‬
‫يذكروا ال ‪ ,‬إل كأنا تفرقوا عن جيفة حار " ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و هو و إن كان موقوفا ‪ ,‬فهو ف حكم‬
‫الرفوع‬
‫لنه ل يقال من قبل الرأي ‪ ,‬لسيما و غالبه قد صح مرفوعا ‪ ,‬فطرفه الول ورد‬
‫ف حديث أب هريرة هذا ‪ ,‬و الخر ورد من حديثه أيضا ‪ ,‬و قد سبق برقم ( ‪) 77‬‬
‫و انظر ما قبله و ما بعده ‪.‬‬
‫و السلم عند القيام من الجلس أدب متروك ف بعض البلد ‪ ,‬و أحق من يقوم‬
‫بإحيائه هم أهل العلم و طلبه ‪ ,‬فينبغي لم إذا دخلوا على الطلب ف غرفة الدرس‬
‫مثل أن يسلموا ‪ ,‬و كذلك إذا خرجوا ‪ ,‬فليست الول بأحق من الخرى ‪ ,‬و ذلك‬
‫من‬
‫إفشاء السلم الأمور به ف الديث التى ‪:‬‬
‫" إن السلم اسم من أساء ال تعال وضعه ف الرض ‪ ,‬فأفشوا السلم بينكم " ‪.‬‬
‫" إن السلم اسم من أساء ال تعال وضعه ف الرض ‪ ,‬فأفشوا السلم بينكم " ‪.‬‬ ‫‪184‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 989‬حدثنا شهاب قال ‪ :‬حدثنا حاد بن‬
‫سلمة‬
‫عن حيد عن ‪ #‬أنس ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي حاد بن سلمة‬
‫فمن‬
‫رجال مسلم وحده ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث عبد ال بن مسعود مرفوعا به ‪.‬‬
‫أخرجه أبو الشيخ ف " الطبقات " ( ‪ ) 295 , 147‬من طريق عبد ال بن عمر قال‬
‫‪:‬‬
‫حدثنا يي بن سعيد عن العمش عن زيد بن وهب عن عبد ال به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" تفرد به عبد ال بن عمر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو عبد ال بن عمر بن يزيد الزهري قال أبو الشيخ ‪:‬‬
‫" يكن أبا ممد ‪ ,‬ول القضاء بالكرخ ‪ ,‬و خرج إليها ‪ ,‬مات سنة اثنتي و خسي‬
‫و مائتي ‪ ,‬و كان راوية عن يي ‪ ,‬و عبد الرحن و روح و حاد بن مسعدة و ممد‬
‫بن بكر و أبو قتيبة و غيهم ‪ ,‬و له مصنفات كثية ‪ ,‬و قد حدث بغي حديث يتفرد‬
‫به‬
‫"‪.‬‬
‫ث ساق له أحاديث هذا أولا ‪.‬‬
‫و قد أورده ابن أب حات ( ‪ ) 111 / 2 / 2‬و ل يذكر فيه جرحا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالرجل يستشهد به إن ل يتج به ‪ ,‬فإنه ليس فيما ساق له أبو الشيخ من‬
‫الحاديث ما ينكر عليه ‪ ,‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و الديث أورده النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 268 - 267 / 3‬بزيادة ‪:‬‬
‫" فإن الرجل السلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة‬
‫بتذكيه إياهم السلم ‪ ,‬فإن ل يردوا عليه رد عليه من هو خي منهم " ‪.‬‬
‫و قال ‪:‬‬
‫" رواه البزار و الطبان و أحد إسنادي البزار جيد قوي " ‪.‬‬
‫و ف الباب عن أب هريرة مثل حديث أنس ‪.‬‬
‫أخرجه العقيلي كما ف " الامع الكبي " ( ‪. ) 1 / 159 / 1‬‬
‫و بالملة فالديث صحيح ل شك فيه ‪ ,‬و الحاديث ف المر بإفشاء السلم كثية‬
‫صحيحة ‪ ,‬بعضها ف الصحيح ‪ ,‬و قد اخترت منها هذا الديث للكلم عليه ‪ ,‬لنه‬
‫ليس‬
‫ف " الصحيح " مع أن إسناده صحيح ‪ ,‬و له تلك الشواهد فأحببت أن أبي ذلك ‪.‬‬
‫إذا عرفت هذا فينبغي أن تعلم أن إفشاء السلم الأمور به دائرته واسعة جدا ‪,‬‬
‫ضيقها بعض الناس جهل بالسنة ‪ ,‬أو تامل ف العمل با ‪ .‬فمن ذلك السلم على‬
‫الصلي ‪ ,‬فإن كثيا من الناس يظنون أنه غي مشروع ‪ ,‬بل صرح النووي ف الذكار‬
‫بكراهته ‪ ,‬مع أنه صرح ف " شرح مسلم " ‪ " :‬أنه يستحب رد السلم بالشارة "‬
‫و هو السنة ‪ .‬فقد جاءت أحاديث كثية ف سلم الصحابة على النب صلى ال عليه‬
‫وسلم و هو يصلي فأقرهم على ذلك ‪ ,‬و رد عليهم السلم ‪ ,‬فأنا أذكر هنا حديثا‬
‫واحدا منها و هو حديث ابن عمر قال ‪:‬‬
‫" خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل قباء يصل فيه ‪ .‬فجاءته النصار فسلموا‬
‫عليه و هو يصلي ‪ ,‬قال ‪ :‬فقلت لبلل ‪ :‬كيف رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يرد عليهم حي كانوا يسلمون عليه و هو يصلي ? قال ‪ :‬يقول هكذا ‪ ,‬و بسط كفه‬
‫و بسط جعفر بن عون كفه ‪ ,‬و جعل بطنه أسفل ‪ ,‬و جعل ظهره إل فوق " ‪.‬‬
‫" خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل قباء يصلي فيه ‪ .‬فجاءته النصار فسلموا‬ ‫‪185‬‬
‫عليه و هو يصلي ‪ ,‬قال ‪ :‬فقلت لبلل ‪ :‬كيف رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يرد عليهم حي كانوا يسلمون عليه و هو يصلي ? قال ‪ :‬يقول هكذا ‪ ,‬و بسط كفه‬
‫و بسط جعفر بن عون كفه ‪ ,‬و جعل بطنه أسفل ‪ ,‬و جعل ظهره إل فوق " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 927‬بسند جيد و بقية أصحاب السنن ‪.‬‬

‫و قال الترمذي ( ‪ " : ) 204 / 2‬حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى ف السند ( ‪ ) 30 / 2‬و غيه عن ابن عمر ‪.‬‬
‫و سنده صحيح على شرط الشيخي ‪.‬‬
‫و قد ذهب إل الديث المامان أحد بن حنبل و إسحاق بن راهويه فقال الروزي ف‬
‫" السائل " ( ص ‪: ) 22‬‬
‫" قلت ( يعن لحد ) ‪ :‬يسلم على القوم و هم ف الصلة ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬فذكر قصة‬
‫بلل حي سأله ابن عمر ‪ ,‬كيف كان يرد ? قال ‪ :‬كان يشي ‪ ,‬قال إسحاق ‪ :‬كما‬
‫قال "‬
‫‪:‬‬
‫و اختار هذا بعض مققي الالكية فقال القاضي أبو بكر بن العرب ف " العارضة "‬
‫( ‪: ) 162 / 2‬‬
‫" قد تكون الشارة ف الصلة لرد السلم لمر ينل بالصلة ‪ ,‬و قد تكون ف‬
‫الاجة تعرض للمصلي ‪ .‬فإن كانت لرد السلم ففيها الثار الصحيحة كفعل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ف قباء و غيه ‪ .‬و قد كنت ف ملس الطرطوشي ‪ ,‬و تذاكرنا‬
‫السألة ‪ ,‬و قلنا الديث و احتججنا به ‪ ,‬و عامي ف آخر اللقة ‪ ,‬فقام و قال ‪:‬‬
‫و لعله كان يرد عليهم نيا لئل يشغلوه ! فعجبنا من فقهه ! ث رأيت بعد ذلك أن‬
‫فهم الراوي أنه كان لرد السلم قطعي ف الباب ‪ ,‬على حسب ما بيناه ف أصول‬
‫الفقه‬
‫"‪.‬‬
‫و من العجيب أن النووي بعد أن صرح ف الذكار بكراهة السلم على الصلي قال‬
‫ما‬
‫نصه ‪:‬‬
‫" و الستحب أن يرد عليه ف الصلة بالشارة ‪ ,‬و ل يتلفظ بشيء " ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬و وجه التعجب أن استحباب الرد فيه أن يستلزم استحباب السلم عليه‬
‫و العكس بالعكس ‪ ,‬لن دليل المرين واحد ‪ ,‬و هو هذا الديث و ما ف معناه ‪,‬‬
‫فإذا كان يدل على استحباب الرد ‪ ,‬فهو ف الوقت نفسه يدل على استحباب اللقاء‬
‫‪,‬‬
‫فلو كان هذا مكروها لبينه رسول ال صلى ال عليه وسلم و لو بعدم الشارة‬
‫بالرد ‪ ,‬لا تقرر أن تأخي البيان عن وقت الاجة ل يوز ‪ .‬و هذا بي ظاهر‬
‫و المد ل ‪.‬‬
‫و من ذلك أيضا السلم على الؤذن و قارىء القرآن ‪ ,‬فإنه مشروع ‪ ,‬و الجة ما‬
‫تقدم فإنه إذا ما ثبت استحباب السلم على الصلي ‪ ,‬فالسلم على الؤذن‬
‫و القارىء أول و أحرى ‪ .‬و أذكر أنن كنت قرأت ف السند حديثا فيه سلم النب‬
‫صلى ال عليه وسلم على جاعة يتلون القرآن ‪ ,‬و كنت أود أن أذكره بذه الناسبة‬
‫و أتكلم على إسناده ‪ ,‬و لكنه ل يتيسر ل الن ‪.‬‬
‫و هل يردان السلم باللفظ أم بالشارة ? الظاهر الول ‪ ,‬قال النووي ‪ " :‬و أما‬
‫الؤذن فل يكره له رد الواب بلفظه العتاد لن ذلك يسي ‪ ,‬ل يبطل الذان‬
‫و ل يل به " ‪.‬‬
‫و من ذلك تكرار السلم بعد حصول الفارقة و لو بعد مدة يسية ‪ ,‬لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه ‪ ,‬فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ث‬
‫لقيه فليسلم عليه أيضا " ‪.‬‬
‫" إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه ‪ ,‬فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ث‬ ‫‪186‬‬
‫لقيه فليسلم عليه أيضا " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 5200‬من طريق ابن وهب قال ‪ .‬أخبن معاوية ابن صال عن أب‬
‫موسى عن أب مري عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬إذا لقي ‪ ...‬قال معاوية ‪ :‬و حدثن‬
‫عبد الوهاب بن بت عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة عن رسول ال صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم مثله سواء ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناد الرفوع صحيح رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و أما إسناد الوقوف ففيه‬
‫أبو موسى هذا و هو مهول ‪ .‬و قد أسقطه بعضهم من السند ‪ ,‬فرواه عبد ال‬
‫بن صال قال ‪ :‬حدثن معاوية عن أب مري عن أب هريرة به موقوفا ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ . ) 1010‬و عبد ال ابن صال فيه ضعف‬
‫فل‬
‫يتج به ‪ ,‬و خصوصا عند مالفته ‪ ,‬لكن قد أخرجه أبو يعلى ( ‪ ) 1 / 297‬عنه‬
‫هكذا ‪,‬‬
‫و عنه عن معاوية ابن صال عن عبد الوهاب بن بت مثل رواية ابن وهب الرفوعة ‪,‬‬
‫فهذا أصح ‪.‬‬
‫و قد ثبت أن الصحابة كانوا يفعلون بقتضى هذا الديث الصحيح ‪.‬‬

‫فروى البخاري ف " الدب " ( ‪ ) 1011‬عن الضحاك بن نباس أب السن عن‬
‫ثابت عن‬
‫أنس بن مالك ‪.‬‬
‫" إن أصحاب النب صلى ال عليه وسلم كانوا يكونون ‪ ,‬فتستقبلهم الشجرة ‪,‬‬
‫فتنطلق‬
‫طائفة منهم عن يينها و طائفة عن شالا ‪ ,‬فإذا التقوا سلم بعضهم على بعض " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الضحاك هذا لي الديث ‪ ,‬لكن عزاه النذري ( ‪ ) 268 / 3‬و اليثمي‬
‫( ‪ ) 34 / 8‬للطبان ف الوسط و قال ‪ " :‬و إسناده حسن " ‪.‬‬
‫فل أدري أهو من طريق أخرى ‪ ,‬أم من هذه الطريق ? ث إنه بلفظ ‪:‬‬
‫" كنا إذا كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فتفرق بيننا شجرة ‪ ,‬فإذا‬
‫التقينا يسلم بعضنا على بعض " ‪ .‬ث رأيته ف " عمل اليوم و الليلة " لبن السن‬
‫رقم ( ‪ ) 241‬من طريق أخرى عن حاد بن سلمة حدثنا ثابت و حيد عن أنس به ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح ‪.‬‬
‫و يشهد له حديث السيء صلته الشهور عن أب هريرة ‪.‬‬
‫" إن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل السجد ‪ ,‬فدخل رجل فصلى ‪ ,‬ث جاء‬
‫فسلم‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فرد رسول ال صلى ال عليه وسلم السلم ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬ارجع فصل فإنك ل تصل ‪ ,‬فرجع الرجل فصلى كما كان صلى ‪ ,‬ث جاء إل‬
‫النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فسلم عليه ‪ ( .‬فعل ذلك ثلث مرات ) " ‪.‬‬
‫أخرجه الشيخان و غيها ‪ .‬و به استدل صديق حسن خان ف " نزل البرار "‬
‫( ص ‪ ) 351 - 350‬على أنه ‪:‬‬
‫" إذا سلم عليه إنسان ث لقيه على قرب يسن له أن يسلم عليه ثانيا و ثالثا " ‪.‬‬
‫و فيه دليل أيضا على مشروعية السلم على من ف السجد ‪ ,‬و قد دل على ذلك‬
‫حديث‬
‫سلم النصار على النب صلى ال عليه وسلم ف مسجد قباء كما تقدم و مع هذا‬
‫كله‬
‫ند بعض التعصبي ل يعبؤون بذه السنة ‪ ,‬فيدخل أحدهم السجد و ل يسلم على‬
‫من‬
‫فيه ‪ ,‬زاعمي أنه مكروه ‪ .‬فلعل فيما كتبناه ذكرى لم و لغيهم ‪ ,‬و الذكرى تنفع‬
‫الؤمني ‪.‬‬
‫" تعلم كتاب اليهود ‪ ,‬فإن ل آمنهم على كتابنا " ‪.‬‬ ‫‪187‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 3645‬و الترمذي ( ‪ ) 119 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 75 / 1‬و‬

‫صححه‬
‫و أحد ( ‪ ) 186 / 5‬و الفاكهي ف " حديثه " ( ‪ ) 2 / 14 / 1‬و اللفظ له ‪ ,‬كلهم‬
‫عن عبد الرحن بن أب الزناد عن أبيه عن ‪ #‬خارجه بن زيد عن أبيه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" لا قدم النب صلى ال عليه وسلم الدينة ‪ ,‬أت ب إليه ‪ ,‬فقرأت عليه ‪,‬‬
‫فقال ل ‪ " ..‬فذكره ‪ ,‬قال ‪ :‬فما مر ب خس عشرة حت تعلمته ‪ ,‬فكنت أكتب للنب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و أقرأ كتبهم إليه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده حسن ‪ ,‬و إنا صححه الترمذي لن له طريقا أخرى ‪ ,‬و قد قال‬
‫الترمذي عقب ذلك ‪:‬‬
‫" و قد روي من غي هذا الوجه عن زيد بن ثابت ‪ ,‬رواه العمش ‪ ,‬عن ثابت بن‬
‫عبيد‬
‫النصاري عن زيد بن ثابت قال ‪:‬‬
‫( أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أتعلم السريانية ) " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وصله أحد ( ‪ ) 182 / 5‬و الاكم ( ‪ ) 422 / 3‬عن جرير عن العمش به‬
‫قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أتسن السريانية ? فقلت ‪ :‬ل ‪ ,‬قال ‪ :‬فتعلمها فإنه يأتينا كتب ‪ ,‬فتعلمها ف‬
‫سبعة عشر يوما " ‪.‬‬
‫زاد الاكم ‪:‬‬

‫" قال العمش ‪ :‬كانت تأتيه كتب ل يشتهي أن يطلع عليها إل من يثق به " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح إن كان ثابت بن عبيد سعه من زيد بن ثابت " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ل أدري الذي حل الاكم على التردد ف ساع ثابت إياه من زيد و هو موله‬
‫و ل يتهم بتدليس ! قال ابن حبان ف " الثقات " ( ‪: ) 6 / 1‬‬
‫" ثابت بن عبيد النصاري ‪ ,‬كوف يروي عن عمر و زيد بن ثابت ‪ ,‬روى عن ابن‬
‫سيين‬
‫و العمش ‪ ,‬و هو مول زيد بن ثابت " ‪:‬‬
‫و قد قيل إن ثابت بن عبيد النصاري هو غي ثابت بن عبيد مول زيد ‪ ,‬فرق بينهما‬
‫أبو حات ف " الرح و التعديل " ( ‪ , ) 454 / 1 / 1‬و عزى الافظ ف " التهذيب‬
‫" هذا التفريق إل ابن حبان أيضا و هو وهم ‪ ,‬بل ما نقلته عن ابن حبان آنفا يدل‬
‫عن عدم التفريق و هو الذي اعتمده الافظ ف " التقريب " و سواء كان هذا أو ذاك‬
‫فكلها ثقة ‪ ,‬فالسند صحيح ‪.‬‬
‫و الديث علقه البخاري ف صحيحه فقال ‪ " :‬و قال خارجة بن زيد ابن ثابت عن‬
‫زيد‬
‫بن ثابت أن النب صلى ال عليه وسلم أمره أن يتعلم كتاب اليهود " ‪.‬‬
‫قال الافظ ابن حجر ف شرحه ( ‪: ) 161 / 13‬‬

‫" و قد وصله مطول ف ( كتاب التاريخ ) " ‪.‬‬
‫ث ذكر ابن حجر الطريق الخرى الت علقها الترمذي ث قال ‪:‬‬
‫" و هذا الطريق وقعت ل بعلو ف " فوائد هلل الفار " ‪.‬‬
‫و أخرجه أحد و إسحاق ف " مسنديهما " ‪ ,‬و أبو بكر بن أب داود ف‬
‫" كتاب الصاحف " و أبو يعلى ‪ ,‬و عنده ‪ :‬إن أكتب إل قوم فأخاف أن يزيدوا علي‬
‫و ينقصوا فتعلم السريانية ‪ .‬فذكره ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى أخرجها ابن سعد ‪ .‬و ف كل ذلك رد على من زعم أن عبد الرحن‬
‫بن أب الزناد تفرد به ‪ .‬نعم ل يروه عن أبيه عن خارجة إل عبد الرحن ‪.‬‬
‫فهو تفرد نسب ‪ .‬و قصة ثابت يكن أن تتحد مع قصة خارجة ‪ ,‬فإن من لزم تعلم‬
‫كتابة اليهود تعلم لسانم ‪ ,‬و لسانم السريانية ‪ ,‬لكن العروف أن لسانم‬
‫العبانية ‪ ,‬فيحتمل أن زيدا تعلم اللساني لحتياجه إل ذلك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا الديث ف معن الديث التداول على اللسنة ‪ " :‬من تعلم لسان قوم‬
‫أمن من مكرهم " لكن ل أعلم له أصل بذا اللفظ ‪ ,‬و ل ذكره أحد من ألف ف‬
‫الحاديث الشتهرة على اللسنة ‪ ,‬فكأنه إنا اشتهر ف الزمنة التأخرة ‪.‬‬
‫" انقضي شعرك و اغتسلي ‪ .‬أي ف اليض " ‪.‬‬ ‫‪188‬‬
‫رواه ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ‪ : ) 1 / 26 / 1‬أنبأنا وكيع عن هشام عن أبيه‬
‫عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال لا ف اليض ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 641‬من طريق ابن أب شيبة و علي بن ممد قال ‪ :‬حدثنا‬
‫وكيع به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪ .‬و هو عندها ف أثناء حديث عائشة‬
‫ف‬
‫قصة حيضها ف حجة الوداع و أن النب صلى ال عليه وسلم قال لا ‪:‬‬
‫" انقضي رأسك و امتشطي و أمسكي عن عمرتك ‪ ..‬الديث و ليس فيه " و‬
‫اغتسلي " و هي‬
‫زيادة صحيحة بذا السند الصحيح ‪ ,‬و سياق الشيخي ‪ ,‬يقتضيها ضمنا ‪ ,‬و إن ل‬
‫يصرح‬
‫با لفظا ‪ .‬و لعل هذا هو وجه استدراك السندي على البوصيي قوله ف " الزوائد "‬
‫‪ " :‬و هذا إسناد رجاله ثقات " فقال السندي " قلت ‪ :‬ليس الديث من الزوائد ‪,‬‬
‫بل هو ف الصحيحي و غيها " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬و لكل وجهة ‪ ,‬فالسندي راعى العن الذي يقتضيه السياق كما أشرت إليه‬
‫‪.‬‬
‫و البوصيي راعى اللفظ ‪ ,‬و ل شك أنه بذه الزيادة " و اغتسلي " إنا هو من‬
‫الزوائد على الشيخي ‪ ,‬و لذلك أورده البوصيي ‪ ,‬و تكلم ف إسناده و وثقه ‪.‬‬
‫و كان عليه أن يصرح بصحته كما فعل الجد ابن تيمية ف " النتقى " و ال‬
‫الوفق ‪.‬‬
‫و ل تعارض بي الديث و بي ما رواه أبو الزبي عن عبيد بن عمي قال ‪:‬‬
‫" بلغ عائشة أن عبد ال بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن ‪,‬‬
‫فقالت ‪ :‬يا عجبا لبن عمرو هذا ‪ ,‬يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن !‬
‫أفل يأمرهن أن يلقن رؤوسهن ?! لقد كنت أغتسل أنا و رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من إناء واحد ‪ ,‬و ل أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلث إفراغات " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 179 / 1‬و ابن أب شيبة ( ‪ ) 2 - 1 / 24 / 1‬و البيهقي‬
‫( ‪ ) 181 / 1‬و أحد ( ‪. ) 43 / 6‬‬
‫أقول ‪ :‬ل تعارض بينه و بي هذا لمرين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنه أصح من هذا ‪ .‬فإن هذا و إن أخرجه مسلم فإن أبا الزبي مدلس‬
‫و قد عنعنه ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أنه وارد ف اليض ‪ ,‬و هذا ف النابة ‪ ,‬كما هو ظاهر ‪ ,‬فيجمع‬
‫بينهما بذلك ‪ ,‬فيقال يب النقض ف اليض دون النابة ‪ .‬و بذا قال المام‬
‫أحد و غيه من السلف ‪.‬‬
‫و هذا المع أول ‪ ,‬فقد جاء ما يشهد لذا الديث ‪ ,‬عن أم سلمة قالت ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬يا رسول ال إن امرأة أشد ضفر رأسي ‪ ,‬فأنقضه لغسل النابة ? قال ‪:‬‬
‫" ل إنا يكفيك إن تثي على رأسك ثلث حثيات ث تفيضي عليك فتطهرين " ‪.‬‬
‫" ل إنا يكفيك إن تثي على رأسك ثلث حثيات ث تفيضي عليك فتطهرين " ‪.‬‬ ‫‪189‬‬
‫رواه مسلم ( رقم ‪ ) 178‬و أصحاب السنن الربعة و أبو علي السي ابن ممد‬
‫اللحيان ف " حديثه " ( ق ‪ ) 1 / 123‬و ابن أب شيبة و البيهقي ( ‪) 181 / 1‬‬
‫و أحد ( ‪ 289 / 6‬و ‪ ) 315 - 314‬من طريق سفيان الثوري و ابن عيينة و‬
‫اللفظ له‬
‫و روح بن القاسم و أيوب ( و هو السختيان ) عن أيوب بن موسى عن سعيد بن أب‬
‫سعيد القبي عن عبد ال بن رافع مول أم سلمة عن ‪ #‬أم سلمة ‪ #‬قالت ‪ :‬فذكره‬
‫و قد رواه عن الثوري ثقتان يزيد بن هارون ‪ ,‬و عبد الرزاق بن هام ‪,‬و قد اختلفا‬
‫عليه ‪ ,‬فالول رواه كرواية ابن عيينة ‪ ,‬و الخر قال ف حديثه ‪,‬‬
‫" أفأنقضه للحيضة و النابة " ? ‪.‬‬
‫فزاد فيه ( و النابة ) ‪ ,‬فأرى أنا زيادة شاذة لتفرد عبد الرزاق با عن سفيان‬
‫الثوري دون يزيد بن هارون ‪ ,‬و رواية هذا أرجح لوافقتها للفظ ابن عيينة و روح‬
‫بن القاسم و السختيان ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و قد أفاض ابن القيم ف " التهذيب " ف بيان شذوذ هذه الزيادة فمن أراد التحقق‬
‫من ذلك فليجع إليه ( ‪. ) 167 / 1‬‬
‫" ل خي فيها ‪ ,‬هي من أهل النار ‪ .‬يعن امرأة تؤذي جيانا بلسانا " ‪.‬‬ ‫‪190‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 119‬و ابن حبان ( ‪ ) 2054‬و الاكم‬
‫( ‪ ) 166 / 4‬و أحد ( ‪ ) 440 / 2‬و أبو بكر ممد ابن أحد العدل ف " المال "‬
‫( ‪ ) 2 - 1 / 6‬من طريق العمش قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو يي مول جعدة بن هبية قال سعت أبا هريرة يقول ‪:‬‬
‫" قيل للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا رسول ال إن فلنة تقوم الليل و تصوم‬
‫النهار ‪ ,‬و تفعل و تصدق ‪ ,‬و تؤذي جيانا بلسانا فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬ل خي فيها ‪ ,‬هي من أهل النار ‪ ,‬قال ‪ :‬و فلنه تصلي الكتوبة و تصدق‬
‫بأتوار ( من القط ) و ل تؤذي أحدا ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هي‬
‫من أهل النة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غي أب يي هذا و قد بيض‬
‫له الافظ ف " التهذيب " فلم يذكر توثيقه عن أحد ‪ ,‬و بناء عليه قال ف‬
‫" التقريب " ‪ :‬مقبول ‪ .‬أي لي الديث ‪ .‬و هذا منه عجيب ‪ ,‬فقد روى ابن أب حات‬
‫( ‪ ) 457 / 2 / 4‬عن ابن معي أنه قال فيه " ثقة " ‪ .‬و اعتمده الذهب ف‬
‫" اليزان " فقال أيضا ‪ " :‬ثقة " ‪ .‬و يقوي ذلك أن مسلما أخرج له حديثا واحدا ‪,‬‬
‫كما ف " تذيب الكمال " ‪.‬‬
‫و الديث أخرجه البزار و ابن أب شيبة كما ف " الترغيب " ( ‪ ) 235 / 4‬و صحح‬
‫إسناده ‪.‬‬
‫( أتوار ) جع ( تور ) بالثناة الفوقية إناء من صفر ‪.‬‬
‫" كان يصوم ف السفر و يفطر ‪ ,‬و يصلي ركعتي ل يدعهما ‪ ,‬يقول ‪ :‬ل يزيد‬ ‫‪191‬‬
‫عليهما‬
‫‪ .‬يعن الفريضة " ‪.‬‬
‫أخرجه الطحاوي ( ‪ ) 333 / 1‬و أحد ( ‪ 402 / 1‬و ‪ ) 407‬من طريق حاد عن‬
‫إبراهيم‬
‫عن علقمة عن ‪ #‬ابن مسعود ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد ‪ ,‬و هو على شرط مسلم و حاد هو ابن أب سليمان الفقيه‬
‫و فيه كلم ل يضر ‪ ,‬و الديث صحيح قطعا بشقيه ‪ ,‬أما قصر الصلة ففيه أحاديث‬
‫كثية مشهورة عن جاعة من الصحابة فل نطيل الكلم بذكرها ‪ .‬و أما الصوم ف‬
‫السفر ‪ ,‬فقد بدرت من الصنعان ف " سبل السلم " كلمة نفى فيها أن يكون النب‬
‫صلى ال عليه وسلم صام ف السفر فرضا فقال ( ‪: ) 34 / 2‬‬
‫ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه ل يتم رباعية ف سفر ‪ ,‬و ل صام فيه فرضا " !‬
‫و لذا توجهت المة إل ذكر بعض الحاديث الت تدل على خطأ النفي الذكور ‪,‬‬
‫فأقول ‪:‬‬
‫ورد صومه صلى ال عليه وسلم ف السفر عن جاعة من الصحابة منهم عبد ال‬
‫بن مسعود ‪ .‬و عبد ال بن عباس و أنس بن مالك ‪ ,‬و أبو الدرداء ‪.‬‬
‫‪ - 1‬أما حديث ابن مسعود ‪ ,‬فهو هذا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬و أما حديث ابن عباس ‪ ,‬فقال أبو داود الطيالسي ( ‪: ) 190 / 1‬‬
‫حدثنا سليمان ( و هو ابن معاذ الضب ) عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا‬
‫بالشطر الول منه ‪.‬‬
‫و هذا سند حسن رجاله رجال مسلم ‪ ,‬و قد أخرجه ف صحيحه ( ‪ ) 141 / 3‬و‬
‫كذا أحد‬
‫( ‪ ) 232 / 1‬من طريق طاووس عن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫" ل تعب على من صام ‪ ,‬و ل على من أفطر ‪ ,‬فقد صام رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف السفر و أفطر " ‪.‬‬
‫و أخرجه البخاري ( ‪ ) 146 / 3‬و مسلم و غيها من طريق عبيد ال بن عتبة عن‬
‫ابن عباس ‪:‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج إل مكة ف رمضان فصامه حت بلغ‬
‫الكديد‬
‫أفطر ‪ ,‬فأفطر الناس " ‪.‬‬
‫( الكديد ) بفتح الكاف مكان معروف بي عسفان و قديد ‪ ,‬و بي الكديد و مكة‬
‫مرحلتان ‪ ,‬و بينه و بي الدينة عدة أيام كما ف " الفتح " ( ‪. ) 147 / 3‬‬
‫و ف رواية للبخاري ( ‪ ) 151 / 3‬و مسلم ( ‪ ) 141 / 3‬من طريق ماهد عن‬
‫طاووس‬
‫عن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫" خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم من الدينة إل مكة فصام حت بلغ عسفان ‪,‬‬
‫ث دعا باء فرفعه إل يده لياه الناس فأفطر حت قدم مكة ‪ ,‬و ذلك ف رمضان ‪,‬‬
‫فكان ابن عباس يقول ‪ :‬قد صام رسول ال صلى ال عليه وسلم و أفطر ‪ ,‬فمن شاء‬
‫صام ‪ ,‬و من شاء أفطر " ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن جرير ف تفسيه ( ‪ ) 2883 / 468 / 3‬عن العوام بن حوشب قال ‪:‬‬
‫" قلت لجاهد ‪ :‬الصوم ف السفر ? قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصوم‬
‫فيه و يفطر ‪ ,‬قلت ‪ :‬فأيهما أحب إليك ? قال ‪ :‬إنا هي رخصة ‪ ,‬و أن تصوم رمضان‬
‫أحب إل " ‪.‬‬
‫و سنده مرسل صحيح ‪.‬‬
‫‪ - 3‬و أما حديث أنس ‪ ,‬فرواه عنه زياد النميي ‪ :‬حدثن أنس ابن مالك قال ‪:‬‬
‫" وافق رسول ال صلى ال عليه وسلم رمضان ف سفر فصامه ‪ ,‬و وافقه رمضان ف‬
‫سفر فأفطره " ‪.‬‬
‫رواه البيهقي ( ‪ , ) 244 / 4‬و زياد هذا هو ابن عبد ال النميي البصري ضعيف ‪,‬‬
‫يكتب حديثه للشواهد ‪.‬‬
‫‪ - 4‬و أما حديث أب الدرداء ‪ ,‬فيويه الوليد بن مسلم عن سعيد ابن عبد العزيز‬
‫عن إساعيل بن عبيد ال عن أم الدرداء عن أب الدرداء رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫" خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف شهر رمضان ‪ ,‬ف حر شديد ‪ ,‬حت‬
‫إن‬
‫كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الر ‪ ,‬و ما فينا صائم إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم و عبد ال بن رواحة " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ : ) 145 / 3‬حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم به ‪.‬‬
‫و الوليد بن مسلم و إن كان ثقة فإنه يدلس تدليس التسوية ‪ ,‬و قد عنعن السناد‬
‫كله ‪ ,‬لكن أخرجه أبو داود ف " سننه " ( ‪: ) 378 / 1‬‬
‫حدثنا مؤمل بن الفضل حدثنا الوليد حدثنا سعيد بن عبد العزيز ‪ ...‬فساقه مسلسل‬
‫بالتحديث ف جيع الرواة إل ف أم الدرداء فقال ‪ :‬عن أب الدرداء به ‪ .‬إل أنه‬
‫قال ‪:‬‬
‫" ف بعض غزواته " و ل يقل " ف شهر رمضان " ‪.‬‬
‫و هذا هو الصواب عندي أن حديث أب الدرداء ليس فيه " ف شهر رمضان " ‪ ,‬و‬
‫ذلك‬
‫لمور ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن سعيد بن عبد العزيز و إن كان ثقة ‪ ,‬فقد كان اختلط قبول موته كما قال‬
‫أبو مسهر ‪ ,‬و قد اختلف عليه ف قوله " ف شهر رمضان " فأثبته عنه الوليد بن‬
‫مسلم ف رواية داود بن رشيد عنه ‪ ,‬و ل يثبتها عنه ف رواية مؤمل بن الفضل ‪,‬‬
‫و هو ثقة ‪ .‬و تترجح هذه الرواية عن الوليد بتابعة بعض الثقات له عليه ‪ ,‬منهم‬
‫عمرو بن أب سلمة عن سعيد بن عبد العزيز به بلفظ ‪:‬‬
‫" كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السفر ‪. "...‬‬
‫أخرجه الشافعي ف " السنن " ( ‪. ) 269 / 1‬‬
‫و منهم أبو الغية و اسه عبد القدوس بن الجاج المصي ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 194 / 5‬عنه ‪.‬‬
‫فهؤلء ثلثة من الثقات ل يذكروا ذلك الرف " شهر رمضان " ‪ ,‬فروايتهم مقدمة‬
‫على رواية الوليد الخرى كما هو ظاهر ل يفى ‪ ,‬و يؤيده المر التال ‪ ,‬و هو ‪:‬‬
‫الثان ‪ :‬أن عبد الرحن بن يزيد بن جابر قد تابع سعيدا على رواية الديث عن‬
‫إساعيل بن عبيد ال بتمامه ‪ ,‬و لكنه خالفه ف هذا الرف فقال ‪:‬‬
‫" خرجنا مع رسول ال ف بعض أسفارنا ‪" ...‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ , ) 147 / 3‬و عبد الرحن هذا أثبت من سعيد ‪ ,‬فروايته عند‬
‫الخالفة أرجح ‪ ,‬لسيما إذا وافقه عليها سعيد نفسه ف أكثر الروايات عنه كما‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن هشام بن سعد قد تابعه أيضا و لكنه ل يذكر فيه الرف الشار إليه ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 444 / 6‬عن حاد بن خالد قال ‪ :‬حدثنا هشام بن سعد عن عثمان‬
‫بن حيان و إساعيل بن عبيد ال عن أم الدرداء عن أب الدرداء به ‪.‬‬
‫و هشام بن سعد ثقة حسن الديث ‪ ,‬و قد احتج به مسلم كما يأت ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أن الديث جاء من طريق أخرى عن أم الدرداء ل يرد فيه الرف الذكور ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 145 / 3‬و ابن ماجه ( ‪ ) 510 / 1‬و البيهقي ( ‪ ) 245 / 4‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 194 / 5‬من طرق عن هشام بن سعد عن عثمان بن حيان الدمشقي عن أم‬
‫الدرداء به‬
‫" لقد رأيتنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره ‪. "..‬‬
‫و قرن أحد ف رواية له كما تقدم إساعيل بن عبيد ال مع عثمان بن حيان ‪ ,‬فقد‬
‫روى هشام بن سعد الديث من الطريقي عن أم الدرداء ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذه الوجوه الربعة ترجح أن قوله ف رواية مسلم " ف شهر رمضان " شاذ‬
‫ل‬
‫يثبت ف الديث ‪ ,‬و قد أوهم الافظ عبد الغن القدسي ف " عمدة الحكام " حيث‬
‫أورد الديث ( رقم ‪ ) 183‬بلفظ مسلم بذه الزيادة أنا من التفق عليها بي‬
‫الشيخي ‪ .‬لنه ل يقل على القل " و اللفظ لسلم " كما هو الواجب ف مثله ‪,‬‬
‫و ل أجد من نبه على شذوذ هذه الزيادة ‪ ,‬حت و ل الافظ ابن حجر ‪ ,‬بل إنه‬
‫ذكرها من رواية مسلم ث بن عليه قوله ‪:‬‬
‫" و بذه الزيادة يتم الراد من الستدلل ( يعن على جواز إفطار السافر ف‬
‫رمضان ) و يتوجه الرد با على ابن حزم ف زعمه أن حديث أب الدرداء هذا ل‬
‫حجة‬
‫فيه ‪ ,‬لحتمال أن يكون ذلك الصوم تطوعا " ‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬إن الرد الذكور غي متجه بعد أن حققنا شذوذ رواية مسلم ‪ ,‬شذوذا ل‬
‫يدع‬
‫مال للشك فيه ‪ ,‬و لو أن الافظ رحه ال تيسر له تتبع طرق هذا الديث و‬
‫ألفاظه لا قال ما ذكر ‪.‬‬
‫و قد وهم ف الديث الصنعان ف " العدة " و ها آخر فقال ( ‪: ) 368 / 3‬‬
‫" و هذا الديث ف مسلم لب الدرداء و ف البخاري نسبة لم الدرداء " ‪.‬‬
‫و الصواب أن الديث عند البخاري كما هو عند مسلم من مسند أب الدرداء ‪,‬‬
‫لكنهما‬
‫أخرجاه من طريق أم الدرداء عنه ‪.‬‬
‫هذا ‪ ,‬و إنا يتجه الرد على ابن حزم بالحاديث الخرى الت سقناها عن جاعة من‬
‫الصحابة ‪ ,‬و كذلك يرد عليه بالديث الت ‪:‬‬
‫" هي رخصة " يعن الفطر ف السفر " من ال ‪ ,‬فمن أخذ با فحسن ‪ ,‬و من أحب أن‬
‫يصوم ‪ ,‬فل جناح عليه " ‪.‬‬
‫" هي رخصة ـ يعن الفطر ف السفر ـ من ال ‪ ,‬فمن أخذ با فحسن ‪ ,‬و من أحب‬ ‫‪192‬‬
‫أن‬
‫يصوم ‪ ,‬فل جناح عليه " ‪.‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 145 / 3‬و النسائي ( ‪ ) 317 / 1‬و البيهقي ( ‪ ) 243 / 4‬من‬
‫طريق‬
‫أب مراوح عن ‪ #‬حزة بن عمرو السلمي ‪ #‬رضي ال عنه أنه قال ‪:‬‬
‫" يا رسول ال ! أجد ب قوة على الصيام ف السفر ‪ ,‬فهل علي جناح ? فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ "...‬فذكره ‪.‬‬
‫قال مد الدين بن تيمية ف " النتقى " ‪:‬‬

‫" و هو قوي الدللة على فضيلة الفطر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و وجه الدللة قوله ف الصائم " فل جناح عليه " ‪ ,‬أي ‪ :‬ل إث عليه ‪,‬‬
‫فإنه يشعر برجوحية الصيام كما هو ظاهر ‪ ,‬لسيما مع مقابلته بقوله ف الفطر‬
‫" فحسن " ‪ ,‬لكن هذا الظاهر غي مراد عندي ‪ ,‬و ال أعلم ‪ ,‬و ذلك لن رفع‬
‫الناح‬
‫ف نص ما عن أمر ما ‪ ,‬ل يدل إل على أنه يوز فعله و أنه ل حرج على فاعله ‪,‬‬
‫و أما هل هذا الفعل ما يثاب عليه فاعله أو ل ‪ ,‬فشيء آخر ل يكن أخذه من النص‬
‫ذاته بل من نصوص أخرى خارجة عنه ‪ ,‬و هذا شيء معروف عند من تتبع المور‬
‫الت ورد‬
‫رفع الناح عن فاعلها و هي على قسمي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬قسم منها يراد با رفع الرج فقط مع استواء الفعل و الترك ‪ ,‬و هذا هو‬
‫الغالب ‪ ,‬و من أمثلته قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" خس من الدواب ليس على الحرم ف قتلهن جناح ‪ :‬الغراب ‪ ,‬و الدأة ‪ ,‬و الفأرة‬
‫و العقرب ‪ ,‬و الكلب العقور " ‪.‬‬
‫" خس من الدواب ليس على الحرم ف قتلهن جناح ‪ :‬الغراب ‪ ,‬و الدأة ‪ ,‬و الفأرة‬ ‫‪193‬‬
‫و العقرب ‪ ,‬و الكلب العقور " ‪.‬‬

‫أخرجه الشيخان و مالك و أصحاب السنن الربعة إل الترمذي و الدارمي ( ‪/ 2‬‬

‫‪) 36‬‬
‫و البيهقي و أحد ( ‪) 138 , 82 , 65 , 54 , 52 , 48 , 37 , 32 , 8 / 2‬‬
‫من طرق‬
‫عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬مرفوعا به ‪.‬‬
‫و من الواضح أن الراد من رفع الناح ف هذا الديث هو تويز القتل ‪ ,‬و ل يفهم‬
‫منه أن القتل مستحب أو واجب أو تركه أول ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬و قسم يراد به رفع الرج عن الفعل ‪ ,‬مع كونه ف نفسه مشروعا له فضيلة ‪,‬‬
‫بل‬
‫قد يكون واجبا ‪ ,‬و إنا يأت النص برفع الرج ف هذا القسم دفعا لوهم أو زعم من‬
‫قد يظن الرج ف فعله ‪ ,‬و من أمثلة هذا ما روى الزهري عن عروة قال ‪:‬‬
‫" سألت عائشة رضي ال عنها ? فقلت لا ‪ :‬أرأيت قول ال تعال ( إن الصفا‬
‫و الروة من شعائر ال ‪ ,‬فمن حج البيت أو اعتمر فل جناح عليه أن يطوف بما )‬
‫فوال ما على أحد جناح أن ل يطوف بالصفا و الروة ! قالت ‪ :‬بئس ما قلت يا ابن‬
‫أخت ‪ ,‬إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت " ل جناح عليه أن ل يطوف بما "‬
‫! و لكنها أنزلت ف النصار ‪ ,‬كانوا قبل أن يسلموا يهلون لناة الطاغية الت‬
‫كانوا يعبدونا عند الشلل ‪ ,‬فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا و الروة ‪ ,‬فلما‬
‫أسلموا سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك ‪ ,‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال إنا‬
‫كنا نتحرج أن نطوف بالصفا و الروة ‪ ,‬فأنزل ال ‪ ( :‬إن الصفا و الروة من‬
‫شعائر ال فمن حج البيت أو اعتمر فل جناح عليه أن يطوف بما ) ‪ ,‬قالت عائشة‬
‫رضي ال عنها ‪ :‬و قد سن رسول ال صلى ال عليه وسلم الطواف بينهما ‪ ,‬فليس‬
‫لحد أن يترك الطواف بينهما " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 414 / 1‬و أحد ( ‪. ) 227 , 144 / 6‬‬

‫إذا تبي هذا فقوله صلى ال عليه وسلم ف الديث " و من أحب أن يصوم فل جناح‬
‫عليه " ‪ ,‬ل يدل إل على رفع الث عن الصائم ‪ ,‬و ليس فيه ما يدل على ترجيح‬
‫الفطار على الصيام ‪ ,‬و لكن إذا كان من العلوم أن صوم رمضان ف السفر عبادة‬
‫بدليل صيامه صلى ال عليه وسلم فيه ‪ ,‬فمن البدهي حينئذ أنه أمر مشروع حسن ‪,‬‬
‫و إذا كان كذلك فإن وصف الفطار ف الديث بأنه حسن ‪ ,‬ل يدل على أنه أحسن‬
‫من‬
‫الصيام ‪ ,‬لن الصيام أيضا حسن كما عرفت ‪ ,‬و حينئذ فالديث ل يدل على أفضلية‬
‫الفطر الدعاة ‪ ,‬بل على أنه و الصيام متماثلن ‪.‬‬
‫و يؤكد ذلك حديث حزة بن عمرو من رواية عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أن حزة بن‬
‫عمرو‬
‫السلمي سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال إن رجل أسرد‬
‫الصوم ‪ ,‬فأصوم ف السفر ? قال ‪:‬‬
‫" صم إن شئت ‪ ,‬و أفطر إن شئت " ‪.‬‬
‫" صم إن شئت ‪ ,‬و أفطر إن شئت " ‪.‬‬ ‫‪194‬‬
‫أخرجه الشيخان و غيها من أصحاب الستة و ابن أب شيبة ( ‪ ) 1 / 150 / 2‬و‬

‫عنه‬
‫أبو حفص الكنان ف " المال " ( ‪. ) 1 / 17‬‬
‫قلت ‪ :‬فخيه صلى ال عليه وسلم بي المرين ‪ ,‬و ل يفضل له أحدها على الخر ‪,‬‬
‫و القصة واحدة ‪ ,‬فدل على أن الديث ليس فيه الفضلية الذكورة ‪.‬‬
‫و يقابل هذه الدعوى قول الشيخ علي القاري ف " الرقاة " أن الديث دليل على‬
‫أفضلية الصوم ‪ .‬ث تكلف ف توجيه ذلك ‪.‬‬
‫و الق أن الديث يفيد التخيي ل التفضيل ‪ ,‬على ما ذكرناه من التفصيل ‪.‬‬
‫نعم يكن الستدلل لتفضيل الفطار على الصيام بالحاديث الت تقول ‪:‬‬
‫" إن ال يب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته ‪ ( .‬و ف رواية ) ‪ :‬كما‬
‫يب أن تؤتى عزائمه " ‪.‬‬
‫و هذا ل مناص من القول به ‪ ,‬لكن يكن أن يقيد ذلك بن ل يتحرج بالقضاء ‪,‬‬
‫و ليس عليه حرج ف الداء ‪ ,‬و إل عادت الرخصة عليه بلف القصود ‪ .‬فتأمل ‪.‬‬
‫و أما حديث " من أفطر ( يعن ف السفر ) فرخصة ‪ ,‬و من صام فالصوم أفضل " ‪.‬‬
‫فهو حديث شاذ ل يصح ‪ .‬و الصواب أنه موقوف على أنس كما بينته ف "‬
‫الضعيفة " ( رقم ‪ , ) 936‬و لو صح لكان نصا ف مل الناع ‪ ,‬ل يقبل اللف ‪,‬‬
‫و هيهات ‪ ,‬فلبد حينئذ من الجتهاد و الستنباط ‪ ,‬و هو يقتضى خلف ما أطلقه‬
‫هذا الديث الوقوف ‪ ,‬و هو التفصيل الذي ذكرته ‪ .‬و ال الوفق ‪.‬‬
‫" إن ال يبغض كل جعظرى جواظ ‪ ,‬سخاب ف السواق ‪ ,‬جيفة بالليل ‪ ,‬حار‬ ‫‪195‬‬
‫بالنهار‬
‫عال بأمر الدنيا ‪ ,‬جاهل بأمر الخرة " ‪.‬‬
‫رواه بن حبان ف " صحيحه " ( ‪ - 1957‬موارد ) ‪ :‬أخبنا أحد ابن ممد بن‬
‫السن ‪:‬‬
‫حدثنا أحد بن يوسف السلمي ‪ :‬أنبأنا عبد الرزاق ‪ :‬أنبأنا عبد ال بن سعيد بن‬
‫أب هند عن أبيه عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال مسلم ‪ ,‬غي‬
‫شيخ ابن‬
‫حبان أحد بن السن و هو أبو حامد النيسابوري العروف بابن الشرقي قال الطيب‬
‫( ‪: ) 427 - 426 / 4‬‬
‫" و كان ثقة ‪ ,‬ثبتا متقنا حافظا " ‪.‬‬
‫و تابعه أبو بكر القطان حدثنا أحد بن يوسف السلمي به ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي ( ‪. ) 194 / 10‬‬
‫( العظري ) الفظ الغليظ التكب ‪.‬‬
‫( الواظ ) الموع النوع ‪.‬‬
‫( السخاب ) كالصخاب ‪ :‬كثي الضجيج و الصام ‪ .‬و ف رواية ذكرها ابن الثي‬
‫( خشب بالليل ‪ ,‬سخب بالنهار ‪ .‬أي إذا جن عليهم الليل سقطوا نياما كأنم خشب‬
‫فإذا أصبحوا تساخبوا على الدنيا شحا و حرصا " ‪.‬‬
‫( جيفة ) أي كاليفة ‪ ,‬لنه يعمل كالمار طوال النهار لدنياه ‪ ,‬و ينام طول ليله‬
‫كاليفة الت ل تتحرك ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ما أشد انطباق هذا الديث على هؤلء الكفار الذين ل يهتمون لخرتم ‪,‬‬
‫مع علمهم بأمور دنياهم ‪ ,‬كما قال تعال فيهم ( يعلمون ظاهر من الياة الدنيا ‪,‬‬
‫و هم عن الخرة هم غافلون ) و لبعض السلمي نصيب كبي من هذا الوصف ‪,‬‬
‫الذين‬
‫يقضون نارهم ف التجول ف السواق و الصياح فيها ‪ ,‬و يضيعون عليهم الفرائض‬
‫و الصلوات ‪ ( ,‬فويل للمصلي الذين هم عن صلتم ساهون ‪ .‬الذين هم يراؤن ‪.‬‬
‫و ينعون الاعون ) ‪.‬‬
‫" كان يقول ف دبر كل صلة مكتوبة " حي يسلم " ‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك‬ ‫‪196‬‬
‫له ‪ ,‬له اللك و له المد " ييي و ييت ‪ ,‬و هو حي ل يوت بيده الي " ‪ ,‬و هو‬
‫على كل شيء قدير " ثلث مرات " ‪ ,‬اللهم ل مانع لا أعطيت ‪ ,‬و ل معطي لا‬
‫منعت‬
‫و ل ينفع ذا الد منك الد " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ ) 265 - 264 / 2‬و مسلم ( ‪ ) 95 / 2‬و أبو داود ( ‪236 / 1‬‬
‫)‬
‫و النسائي ( ‪ ) 197 / 1‬و ابن السن ف " عمل اليوم و الليلة " ( رقم ‪) 112‬‬
‫و أحد ( ‪ ) 255 , 254 , 251 , 250 , 247 , 245 / 4‬من طريق وراد‬
‫كاتب الغية‬
‫بن شعبة قال ‪:‬‬
‫" أملى علي ‪ #‬الغية بن شعبة ‪ #‬ف كتاب إل معاوية أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم " فذكره ‪.‬‬
‫و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬و حديث معروف بالصحة ‪ ,‬و إنا ذكرته لذه الزيادات فإنا‬
‫غي مشهورة عند أكثر الناس ‪ ,‬و الزيادة الول لحد و أب داود ‪ ,‬و الثانية‬
‫للطبان من طريق أخرى عن الغية و رواته موثقون كما قال الافظ ‪ ,‬و عند ابن‬
‫السن من الطريق الول قوله " بيده الي " و سنده صحيح ‪ .‬و الزيادة الثالثة‬
‫للنسائي و أحد ف رواية ‪ ,‬و سندها صحيح ‪.‬‬
‫و رواها ابن خزية أيضا كما ف " الفتح " ‪.‬‬
‫و ف الديث مشروعية هذا الذكر بعد السلم من الفريضة ‪ ,‬و قد حرم فضله من‬
‫ذهب‬
‫إل عدم مشروعية الزيادة على قوله " اللهم أنت السلم ‪ " ..‬ال عقب الفرض ‪,‬‬
‫و أن ما سواه من الوراد إنا تقال عقب السنة البعدية ! و ف هذا الديث رد‬
‫صريح عليهم ل يقبل الرد ‪ ,‬و مثله الديث التقدم برقم ( ‪. ) 102‬‬
‫" إذا رأيتن على مثل هذه الالة فل تسلم علي ‪ ,‬فإنك إذا فعلت ذلك ل أرد‬ ‫‪197‬‬
‫عليك " ‪.‬‬
‫رواه بن ماجه ( ‪ ) 146 / 145 / 1‬و ابن أب حات ف " العلل " ( ‪ ) 34 / 1‬عن‬
‫عيسى بن يونس عن هاشم بن البيد عن عبد ال بن ممد بن عقيل عن ‪ #‬جابر بن‬
‫عبد‬
‫ال ‪ " #‬أن رجل مر على النب صلى ال عليه وسلم و هو يبول فسلم عليه ‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " ...‬الديث ‪ .‬و قال ابن أب حات عن أبيه ‪:‬‬
‫" ل أعلم روى هذا الديث أحد غي هاشم بن البيد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة ‪ ,‬و ل يضره أنه رمي بالتشيع ‪ ,‬و لذا قال البوصيي ف‬
‫" الزوائد " ( ق ‪: ) 2 / 27‬‬
‫" هذا إسناد حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ظاهر الديث أنه صلى ال عليه وسلم قال ذلك و هو يبول ‪ ,‬ففيه دليل‬
‫على‬
‫جواز الكلم على اللء ‪ ,‬و الديث الوارد ف أن ال يقت على ذلك مع أنه ل‬
‫يصح من قبل إسناده ‪ ,‬فهو غي صريح فيه فإنه بلفظ ‪:‬‬
‫" ل يتناجى اثنان على غائطهما ‪ ,‬ينظر كل منهما إل عورة صاحبه ‪ ,‬فإن ال يقت‬
‫على ذلك " ‪.‬‬
‫فهذا النص إنا يدل على تري هذه الالة و هي التحدث مع النظر إل العورة ‪,‬‬
‫و ليس فيه أن التحدث وحده ‪ -‬و إن كان ف نفسه مستهجنا ‪ -‬ما يقته ال تبارك‬
‫و تعال ‪ ,‬بل هذا لبد له من دليل يقتضي تريه و هو شيء ل نده ‪ ,‬بلف‬
‫تري النظر إل العورة ‪ ,‬فإن تريه ثابت ف غي ما حديث ‪.‬‬
‫ث رأيت للحديث شاهدا من حديث ابن عمر بذا اللفظ نوه ‪.‬‬
‫أخرجه ابن الارود ف " النتقى " ( ‪ ) 28 - 27‬و سنده حسن أيضا ‪.‬‬
‫ث رأيته ف " فوائد عبد الباقي بن قانع " ( ‪ ) 2 - 1 / 160‬أخرجه من طريقي‬

‫عن نافع عن ابن عمر ‪ ,‬و رجالما ثقات معروفون إل أن شيخه ف الول منهما ممد‬
‫بن عثمان بن أب شيبة ‪ ,‬و فيه كلم ‪ ,‬و شيخه ف الطريق الخرى ممد بن عنبسة‬
‫بن لقيط الضب ‪ ,‬أورده الطيب ( ‪ ) 139 / 3‬و ساق له هذا الديث من طريق ابن‬
‫قانع عنه ‪ ,‬و ل يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪ ,‬لكنه متابع عند ابن الارود ‪,‬‬
‫فالديث صحيح ‪.‬‬
‫" من نسي أن يذكر ال ف أول طعامه فليقل حي يذكر ‪ :‬بسم ال ف أوله و آخره‬ ‫‪198‬‬
‫فإنه يستقبل طعاما جديدا ‪ ,‬و ينع البيث ما كان يصيب منه " ‪.‬‬
‫رواه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ - 1340‬موارد ) و ابن السن ف " عمل اليوم‬
‫و الليلة " ( ‪ ) 453‬و الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 1 / 74 / 3‬عن خليفة‬
‫بن خياط حدثنا عمر بن علي القدمي قال ‪ :‬سعت موسى الهن يقول ‪:‬‬
‫أخبن ‪ #‬القاسم بن عبد الرحن بن عبد ال بن مسعود عن أبيه عن جده ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و موسى الهن هو ابن عبد ال ‪,‬‬
‫و يقال ‪ :‬ابن عبد الرحن أبو سلمة و يقال أبو عبد ال الكوف ‪.‬‬
‫و الديث قال اليثمي ( ‪: ) 235 / 5‬‬
‫" رواه الطبان ف الوسط و الكبي و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت و لب سلمة الهن هذا حديث آخر بذا السناد ‪ ,‬إل أنه جاء فيه مكنيا غي‬
‫مسمى ‪ ,‬فخفي حاله على أئمة الديث و جهلوه و صرح بذلك الافظ الذهب و‬
‫غيه ‪,‬‬
‫فاغتررت بذلك برهة من الزمن ‪ ,‬فتوقفت عن تصحيح الديث الشار إليه ‪ ,‬إل أن‬
‫وقفت على حديث الطعام هذا و أنه من رواية موسى الهن ففتح ل طريق معرفة أب‬
‫سلمة و أنه هو نفسه ‪ ,‬فرجعت عن التوقف الشار إليه ‪ ,‬و وقفت لتصحيح الديث‬
‫و‬
‫المد ل الوفق و الديث هو ‪:‬‬
‫" ما أصاب أحدا قط هم و ل حزن ‪ ,‬فقال ‪ :‬اللهم إن عبدك ‪ ,‬و ابن عبدك ‪ ,‬و ابن‬
‫أمتك ‪ ,‬ناصيت بيدك ‪ ,‬ماض ف حكمك ‪ ,‬عدل ف قضاؤك ‪ ,‬أسألك بكل اسم هو‬
‫لك سيت‬
‫به نفسك ‪ ,‬أو علمته أحدا من خلقك ‪ ,‬أو أنزلته ف كتابك ‪ ,‬أو استأثرت به ف علم‬
‫الغيب عندك ‪ ,‬أن تعل القرآن ربيع قلب ‪ ,‬و نور صدري ‪ ,‬و جلء حزن ‪ ,‬و ذهاب‬
‫هي ‪ ,‬إل أذهب ال هه و حزنه ‪ ,‬و أبدله مكانه فرجا ‪ .‬قال ‪ :‬فقيل ‪ :‬يا رسول‬
‫ال أل نتعلمها ? فقال بلى ‪ ,‬ينبغي لن سعها أن يتعلمها " ‪.‬‬
‫" ما أصاب أحدا قط هم و ل حزن ‪ ,‬فقال ‪ :‬اللهم إن عبدك و ابن عبدك و ابن‬ ‫‪199‬‬
‫أمتك‬
‫ناصيت بيدك ماض ف حكمك عدل ف قضاؤك ‪ ,‬أسألك بكل اسم هو لك سيت به‬
‫نفسك ‪,‬‬
‫أو علمته أحدا من خلقك ‪ ,‬أو أنزلته ف كتابك ‪ ,‬أو استأثرت به ف علم الغيب‬
‫عندك‬
‫أن تعل القرآن ربيع قلب و نور صدري و جلء حزن و ذهاب هي ‪ .‬إل أذهب ال‬
‫هه و حزنه و أبدله مكانه فرجا ‪ .‬قال ‪ :‬فقيل ‪ :‬يا رسول ال أل نتعلمها ? فقال‬
‫بلى ينبغي لن سعها أن يتعلمها " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 3712‬و الارث بن أب أسامة ف مسنده ( ص ‪ 251‬من زوائده )‬

‫و أبو يعلى ( ق ‪ ) 1 / 156‬و الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 1 / 74 / 3‬و ابن حبان‬
‫ف " صحيحه " ( ‪ ) 2372‬و الاكم ( ‪ ) 509 / 1‬من طريق فضيل بن مرزوق‬
‫حدثنا‬
‫أبو سلمة الهن عن القاسم بن عبد الرحن عن أبيه عن ‪ #‬عبد ال ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" حديث صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬إن سلم من إرسال عبد الرحن بن عبد ال عن‬
‫أبيه ‪,‬‬
‫فإنه متلف ف ساعه من أبيه " ‪.‬‬
‫و تعقبه الذهب بقوله ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬و أبو سلمة ل يدري من هو و ل رواية له ف الكتب الستة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أبو سلمة الهن ترجه الافظ ف " التعجيل " و قال ‪:‬‬
‫" مهول ‪ .‬قاله السين ‪ .‬و قال مرة ‪ :‬ل يدري من هو ‪ .‬و هو كلم الذهب ف‬
‫" اليزان " ‪ ,‬و قد ذكره ابن حبان ف " الثقات " ‪ ,‬و أخرج حديثه ف " صحيحه " ‪,‬‬
‫و قرأت بط الافظ بن عبد الادي ‪ :‬يتمل أن يكون خالد بن سلمة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو بعيد لن خالدا مزومي و هذا جهن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ما استبعده الافظ هو الصواب ‪ ,‬لا سيأت ‪ ,‬و وافقه على ذلك الشيخ أحد‬
‫شاكر رحه ال تعال ف تعليقه على السند ( ‪ ) 267 / 5‬و أضاف إل ذلك قوله ‪:‬‬
‫" و أقرب منه عندي أن يكون هو " موسى بن عبد ال أو ابن عبد الهن و يكن أبا‬
‫سلمة ‪ ,‬فإنه من هذه الطبقة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ما استقر به الشيخ هو الذي أجزم به بدليل ما ذكره ‪ ,‬مع ضميمة شيء‬
‫آخر‬
‫و هو أن موسى الهن قد روى حديثا آخر عن القاسم بن عبد الرحن به ‪ ,‬و هو‬
‫الديث الذي قبله فإذا ضمت إحدى الروايتي إل الخرى ينتج أن الراوي عن‬
‫القاسم‬
‫هو موسى أبو سلمة الهن ‪ ,‬و ليس ف الرواة من اسه موسى الهن إل موسى بن‬
‫عبد ال الهن و هو الذي يكن بأب سلمة و هو ثقة من رجال مسلم ‪ ,‬و كأن‬
‫الاكم رحه ال أشار إل هذه القيقة حي قال ف الديث " صحيح على شرط‬
‫مسلم‬
‫‪ " ...‬فإن معن ذلك أن رجاله رجال مسلم و منهم أبو سلمة الهن و ل يكن أن‬
‫يكون كذلك إل إذا كان هو موسى بن عبد ال الهن ‪ .‬فاغتنم هذا التحقيق فإنك‬
‫ل تراه ف غي هذا الوضع ‪ .‬و المد ل على توفيقه ‪.‬‬
‫بقي الكلم على النقطاع الذي أشار إليه الاكم ‪ ,‬و أقره الذهب عليه ‪ ,‬و هو‬
‫قوله ‪:‬‬
‫" إن سلم من إرسال عبد الرحن بن عبد ال عن أبيه ‪. " ...‬‬
‫قلت ‪ :‬هو سال منه ‪ ,‬فقد ثبت ساعه منه بشهادة جاعة من الئمة ‪ ,‬منهم سفيان‬
‫الثوري و شريك القاضي و ابن معي و البخاري و أبو حات ‪ ,‬و روى البخاري ف‬
‫" التاريخ الصغي " بإسناد ل بأس به عن القاسم بن عبد الرحن بن عبد ال‬
‫بن مسعود عن أبيه قال ‪:‬‬
‫" لا حضر عبد ال الوفاة ‪ ,‬قال له ابنه عبد الرحن ‪ :‬يا أبت أوصن ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫ابك من خطيئتك " ‪.‬‬
‫فل عبة بعد ذلك بقول من نفى ساعه منه ‪ ,‬لنه ل حجة لديه على ذلك إل عدم‬
‫العلم بالسماع ‪ ,‬و من علم حجة على من يعلم ‪.‬‬
‫و الديث قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 136 / 10‬‬
‫" رواه أحد و أبو يعلى و البزار و الطبان و رجال أحد رجال الصحيح غي‬
‫أب سلمة الهن و قد وثقه ابن حبان " !‬
‫قلت ‪ :‬و قد عرفت ما سبق من التحقيق أنه ثقة من رجال مسلم و أن اسه موسى‬
‫بن عبد ال ‪ .‬و ل ينفرد بذا الديث بل تابعه عبد الرحن بن إسحاق عن القاسم‬
‫بن عبد ال بن مسعود به ‪ ,‬ل يذكر عن أبيه ‪.‬‬
‫أخرجه ممد بن الفضل بن غزوان الضب ف " كتاب الدعاء " ( ق ‪) 2 - 1 / 2‬‬
‫و ابن السن ف " عمل اليوم و الليلة " ( ‪ , ) 335‬و عبد الرحن ابن إسحاق‬
‫و هو أبو شيبة الواسطي متفق على تضعيفه ‪.‬‬
‫ث رأيت الديث قد رواه ممد بن عبد الباقي النصاري ف " ستة مالس "‬
‫( ق ‪ ) 1 / 8‬من طريق المام أحد ‪ ,‬و قال مرجه الافظ ممد بن ناصر أبو الفضل‬
‫البغدادي ‪:‬‬
‫" هذا حديث حسن عال السناد ‪ ,‬و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث فياض عن عبد ال بن زبيد عن أب موسى رضي ال عنه‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره نوه ‪.‬‬
‫أخرجه ابن السن ( ‪ ) 343‬بسند صحيح إل فياض و هو ابن غزوان الضب الكوف‬
‫قال‬
‫أحد ‪ :‬ثقة ‪ .‬و شيخه عبد ال بن زبيد هو ابن الارث اليامي الكوف ‪.‬‬
‫قال ابن أب حات ( ‪ ) 62 / 2 / 2‬عن أبيه ‪:‬‬
‫" روى عنه الكوفيون " ‪ .‬و ل يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهو مستور ‪ ,‬و مثله يستشهد بديثه إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و الديث قال اليثمي ‪:‬‬
‫" رواه الطبان و فيه من ل أعرفه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كأنه يعن عبد ال بن زبيد ‪ ,‬و عليه فكأنه ل يقف على ترجته ف‬
‫" الرح و التعديل " ‪ ,‬و لو أنه ل يذكر فيه تعديل أو تريا ‪ ,‬فإن العادة أن‬
‫ل يقال ف مثله " ل أعرفه " ‪ ,‬كما هو معلوم عند الشتغلي بذا العلم الشريف‬
‫‪.‬‬
‫( تنبيه ) وقع ف هامش الجمع تعليقا على الديث خطأ فاحش ‪ ,‬حيث جاء فيه ‪:‬‬
‫" قلت ( القائل هو ابن حجر ) ‪ :‬هذا الديث أخرجه أبو داود و الترمذي و النسائي‬
‫من رواية عبد الليل بذا السناد ‪ ,‬فل وجه لستدراكه ‪ .‬ابن حجر " ‪.‬‬
‫و وجه الطأ أن هذا التعليق ليس مله هذا الديث ‪ ,‬بل هو الديث الذي ف‬
‫" الجمع " بعد هذا ‪ ,‬فإن هذا ل يروه أحد من أصحاب السنن الذكورين ‪ ,‬و ليس‬
‫ف‬
‫إسناده عبد الليل ‪ ,‬بل هو ف إسناده الديث الخر ‪ ,‬و هو عن أب بكرة رضي ال‬
‫عنه ‪ ,‬فأخطأ الناسخ أو الطابع فربط التعليق بالديث الول ‪ ,‬و هو للخر ‪ ,‬و خفي‬
‫ذلك على الشيخ أحد شاكر رحه ال ‪ ,‬فإنه بعد أن أشار لذا الديث و نقل قول‬
‫اليثمي السابق ف تريج الديث قال ‪:‬‬
‫" و علق عليه الافظ ابن حجر بطه بامش أصله ‪. " ...‬‬
‫ث ذكر كلم الافظ التقدم !‬
‫و جلة القول أن الديث صحيح من رواية ابن مسعود وحده ‪ ,‬فكيف إذا انضم إليه‬
‫حديث أب موسى رضي ال عنهما ‪ .‬و قد صححه شيخ السلم ابن تيمية و تلميذه‬
‫ابن القيم ‪ ,‬هذا و قد صرح بذلك ف أكثر من كتاب من كتبه منها " شفاء العليل "‬
‫( ص ‪ , ) 274‬و أما ابن تيمية فلست أذكر الن ف أي كتاب أو رسالة ذكر ذلك ‪.‬‬
‫" نى عن الصلة بعد العصر إل و الشمس مرتفعة " ‪.‬‬ ‫‪200‬‬
‫رواه أبو داود ( ‪ ) 200 / 1‬و النسائي ( ‪ ) 97 / 1‬و عنه ابن حزم ف " الحلى "‬
‫( ‪ ) 31 / 3‬و أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 119 / 1‬و ابن حبان ف " صحيحه "‬
‫( ‪ ) 622 , 621‬و ابن الارود ف " النتقى " ( ‪ ) 281‬و البيهقي ( ‪) 458 / 2‬‬
‫و الطيالسي ( ‪ - 75 / 1‬من ترتيبه ) و أحد ( ‪ ) 141 , 129 / 1‬و الحاملي ف‬
‫" المال " ( ‪ ) 1 / 95 / 3‬و الضياء ف " الحاديث الختارة ‪, 258 / 1 ( ,‬‬
‫‪ ) 259‬عن هلل بن يساف عن وهب بن الجدع عن ‪ #‬علي ‪ #‬رضي ال عنه‬
‫و قال ابن حزم ‪:‬‬
‫" وهب بن الجدع تابع ثقة مشهور ‪ ,‬و سائر الرواة أشهر من أن يسأل عنهم ‪ ,‬و‬
‫هذه‬
‫زيادة عدل ل يوز تركها " ‪.‬‬
‫و صرح ابن حزم ف مكان آخر ( ‪ ) 271 / 2‬بصحة هذا عن علي رضي ال عنه و‬
‫ل شك‬
‫ف ذلك ‪ ,‬و لذا قال الافظ العراقي ف " طرح التثريب " ( ‪ ) 187 / 2‬و تبعه‬
‫الافظ ابن حجر ف " الفتح " ( ‪ " : ) 50 / 2‬و إسناده صحيح " ‪.‬‬
‫و أما البيهقي فقد حاد عن الادة حي قال ‪:‬‬
‫" و وهب بن الجدع ليس من شرطهما " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هل من شرط صحة الديث أن يكون على شرط الشيخي ? أو ليس قد‬
‫صححا أحاديث‬
‫كثية خارج كتابيهما و ليست على شرطهما ? ! ث قال ‪:‬‬
‫" و هذا حديث واحد ‪ ,‬و ما مضى ف النهي عنهما متد إل غروب الشمس حديث‬
‫عدد ‪,‬‬
‫فهو أول أن يكون مفوظا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كلها مفوظ ‪ ,‬و إن كان ما رواه العدد أقوى ‪ ,‬و لكن ليس من أصول أهل‬
‫العلم ‪ ,‬رد الديث القوي لجرد مالفة ظاهرة لا هو أقوى منه مع إمكان المع‬
‫بينهما ! و هو كذلك هنا ‪ ,‬فإن هذا الديث مقيد للحاديث الت أشار إليها‬
‫البيهقي كقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" و ل صلة بعد العصر حت تغرب الشمس " متفق عليه ‪.‬‬
‫فهذا مطلق ‪ ,‬يقيده حديث علي رضي ال عنه ‪ ,‬و إل هذا أشار ابن حزم رحه ال‬
‫بقوله التقدم ‪:‬‬
‫" و هذه زيادة عدل ل يوز تركها " ‪.‬‬
‫ث قال البيهقي ‪:‬‬
‫" و قد روي عن علي رضي ال عنه ما يالف هذا ‪ .‬و روي ما يوافقه " ‪.‬‬
‫ث ساق هو و الضياء ف " الختارة " ( ‪ ) 185 / 1‬من طريق سفيان قال ‪ :‬أخبن‬
‫أبو إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي ركعتي ف دبر كل صلة مكتوبة ‪,‬‬
‫إل الفجر و العصر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا ل يالف الديث الول إطلقا ‪ ,‬لنه إنا ينفي أن يكون النب‬
‫صلى ال عليه وسلم صلى ركعتي بعد صلة العصر ‪ ,‬و الديث الول ل يثبت ذلك‬
‫حت يعارض بذا ‪ ,‬و غاية ما فيه أنه يدل على جواز الصلة بعد العصر إل ما قبل‬
‫اصفرار الشمس ‪ ,‬و ليس يلزم أن يفعل النب صلى ال عليه وسلم كل ما أثبت‬
‫جوازه‬
‫بالدليل الشرعي كما هو ظاهر ‪.‬‬
‫نعم قد ثبت عن أم سلمة و عائشة رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫صلى‬
‫ركعتي سنة الظهر البعدية بعد صلة العصر ‪ ,‬و قالت عائشة ‪ :‬إنه صلى ال عليه‬
‫وسلم داوم عليها بعد ذلك ‪ ,‬فهذا يعارض حديث علي الثان ‪ ,‬و المع بينهما سهل‬
‫‪,‬‬
‫فكل حدث با علم ‪ ,‬و من علم حجة على من ل يعلم ‪ ,‬و يظهر أن عليا رضي ال‬
‫عنه‬
‫علم فيما بعد من بعض الصحابة ما نفاه ف هذا الديث ‪ ,‬فقد ثبت عنه صلته صلى‬
‫ال عليه وسلم بعد العصر و ذلك قول البيهقي ‪:‬‬
‫" و أما الذي يوافقه ففيما أخبنا ‪ " ...‬ث ساق من طريق شعبة عن أب إسحاق‬
‫عن عاصم بن ضمرة قال ‪:‬‬
‫" كنا مع علي رضي ال عنه ف سفر فصلى بنا العصر ركعتي ث دخل فسطاطه و أنا‬
‫أنظر ‪ ,‬فصلى ركعتي " ‪.‬‬
‫ففي هذا أن عليا رضي ال عنه عمل با دل عليه حديثه الول من الواز ‪.‬‬
‫و روى ابن حزم ( ‪ ) 4 / 3‬عن بلل مؤذن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" ل ينه عن الصلة إل عند غروب الشمس " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح ‪ ,‬و هو شاهد قوي لديث علي رضي ال عنهم ‪.‬‬
‫و أما الركعتان بعد العصر ‪ ,‬فقد روى ابن حزم القول بشروعيتهما عن جاعة من‬
‫الصحابة ‪ ,‬فمن شاء فليجع إليه ‪.‬‬
‫و ما دل عليه الديث من جواز الصلة و لو نفل بعد صلة العصر و قبل اصفرار‬
‫الشمس هو الذي ينبغي العتماد عليه ف هذه السألة الت كثرت القوال فيها ‪,‬‬
‫و هو الذي ذهب إليه ابن حزم تبعا لبن عمر رضي ال عنه كما ذكره الافظ‬
‫العراقي و غيه ‪ ,‬فل تكن من تغره الكثرة ‪ ,‬إذا كانت على خلف السنة ‪.‬‬
‫ث وجدت للحديث طريقا أخرى عن علي رضي ال عنه بلفظ ‪:‬‬

‫( ل تصلوا بعد العصر ‪ ,‬إل أن تصلوا و الشمس مرتفعة ) ‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 130 / 1‬حدثنا إسحاق بن يوسف ‪ :‬أخبنا سفيان عن أب‬
‫إسحاق عن عاصم عن علي رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪:‬‬
‫فذكره ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي عاصم و هو ابن‬
‫ضمرة‬
‫السلول و هو صدوق ‪ .‬كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذه الطريق ما يعطي الديث قوة على قوة ‪ ,‬لسيما و هي من طريق عاصم‬
‫الذي روى عن علي أيضا أن النب صلى ال عليه وسلم كان ل يصلي بعد العصر ‪,‬‬
‫فادعى البيهقي من أجل هذه الرواية إعلل الديث ‪ ,‬و أجبنا عن ذلك با تقدم ‪ ,‬ث‬
‫تأكدنا من صحة الواب حي وقفنا على الديث من طريق عاصم أيضا ‪ .‬فالمد ل‬
‫على‬
‫توفيقه ‪.‬‬
‫ث وجدت له شاهدا حسنا من حديث أنس ‪ ,‬سيأت برقم ( ‪. ) 308‬‬
‫" من حدثكم أن النب صلى ال عليه وسلم كان يبول قائما فل تصدقوه ‪ ,‬ما كان‬ ‫‪201‬‬
‫يبول إل قاعدا " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 11 / 1‬و الترمذي ( ‪ ) 17 / 1‬و ابن ماجه ( ‪) 130 / 1‬‬

‫و الطيالسي ( ‪ 45 / 1‬من ترتيبه ) كلهم عن شريك بن القدام عن شريح عن أبيه‬
‫عن‬
‫‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت ‪ ...‬فذكره ‪.‬‬
‫" حديث عائشة أحسن شيء ف الباب و أصح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ ...‬و هذا ليس معناه تسي الديث بله تصحيحه كما هو معروف ف علم‬
‫الصطلح‬
‫و كأن ذلك لضعف شريك القاضي ‪ ,‬و لكنه ل ينفرد به ‪ .‬بل تابعه سفيان الثوري‬
‫عن‬
‫القدام بن شريح به ‪.‬‬
‫أخرجه أبو عوانة ف " صحيحه " ( ‪ ) 198 / 1‬و الاكم ( ‪ ) 181 / 1‬و البيهقي‬
‫( ‪ ) 101 / 1‬و أحد ( ‪ ) 213 , 192 , 136 / 1‬من طرق عن سفيان به ‪.‬‬
‫" صحيح على شرط الشيخي " ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و فيه نظر ‪ ,‬فإن القدام ابن‬
‫شريح‬
‫و أبوه ل يتج بما البخاري فهو على شرط مسلم وحده ‪.‬‬
‫و قال الذهب ف " الهذب " ( ‪ " : ) 2 / 22 / 1‬سنده صحيح " ‪.‬‬
‫فتبي ما سبق أن الديث صحيح بذه التابعة ‪ ,‬و قد خفيت على الترمذي فلم‬
‫يصحح‬
‫الديث ‪ ,‬و ليس ذلك غريبا ‪ ,‬و لكن الغريب أن يفى ذلك على غي واحد من‬
‫الفاظ‬
‫التأخرين ‪ ,‬أمثال العراقي و السيوطي و غيها ‪ ,‬فأعل الديث بشريك ‪ ,‬و ردا‬
‫على الاكم تصحيحه إياه متوهي أنه عنده من طريقه ‪ ,‬و ليس كذلك كما عرفت ‪,‬‬
‫و كنت اغتررت بكلمهم هذا لا وضعت التعليق على " مشكاة الصابيح " ‪ ,‬و كان‬
‫تعليقا سريعا اقتضته ظروف خاصة ‪ ,‬ل تساعدنا على استقصاء طرق الديث كما هي‬
‫عادتنا ‪ ,‬فقلت ف التعليق على هذا الديث من " الشكاة " ( ‪. ) 365‬‬
‫" و إسناده ضعيف فيه شريك ‪ ,‬و هو ابن عبد ال القاضي و هو سيء الفظ " ‪.‬‬
‫و الن أجزم بصحة الديث للمتابعة الذكورة ‪ .‬و نسأل ال تعال أن ل يؤاخذنا‬
‫بتقصينا ‪.‬‬
‫قلت آنفا ‪ :‬اغتررنا بكلم العراقي و السيوطي ‪ ,‬و ذلك أن الخي قال ف " حاشيته‬
‫على النسائي " ( ‪. ) 12 / 1‬‬
‫" قال الشيخ ول الدين ( هو العراقي ) ‪ :‬هذا الديث فيه لي ‪ ,‬لن فيه شريكا‬
‫القاضي و هو متكلم فيه بسوء الفظ ‪ ,‬و ما قال الترمذي ‪ :‬إنه أصح شيء ف هذا‬
‫الباب ل يدل على صحته ‪ ,‬و لذلك قال ابن القطان ‪ :‬إنه ل يقال فيه ‪ :‬صحيح ‪,‬‬
‫و تساهل الاكم ف التصحيح معروف ‪ ,‬و كيف يكون على شرط الشيخي مع أن‬
‫ل يرج لشريك بالكلية ‪ ,‬و مسلم خرج له استشهادا ‪ ,‬ل احتجاجا " ‪.‬‬
‫نقله السيوطي و أقره ! ث تتابع العلماء على تقليدها كالسندي ف حاشيته على‬
‫النسائي ‪ ,‬ث الشيخ عبد ال الرحان الباركفوري ف " مرقاة الفاتيح شرح‬
‫مشكاة الصابيح " ( ‪ , ) 253 / 1‬و غيهم ‪ ,‬و ل أجد حت الن من نبه على أوهام‬
‫هؤلء العلماء ‪ ,‬و ل على هذه التابعة ‪ ,‬إل أن الافظ رحه ال كأنه أشار‬
‫إليها ف " الفتح " ( ‪ ) 382 / 1‬حي ذكر الديث ‪ :‬و قال ‪:‬‬
‫" رواه أبو عوانة ف " صحيحه " و " الاكم " ‪.‬‬
‫فاقتصر ف العزو عليهما لنه ليس ف طريقهما شريك ‪ ,‬بلف أصحاب " السنن "‬
‫و لذلك ل يعزه إليهم ‪ ,‬و المد ل الذي هدانا لذا و ما كنا لنهتدي لول أن‬
‫هدانا ال ‪.‬‬
‫و اعلم أن قول عائشة إنا هو باعتبار علمها ‪ ,‬و إل فقد ثبت ف " الصحيحي "‬
‫و غيها من حديث حذيفة رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫" أتى النب صلى ال عليه وسلم سباطة قوم فبال قائما " ‪.‬‬
‫و لذلك فالصواب جواز البول قاعدا و قائما ‪ ,‬و الهم أمن الرشاش ‪ ,‬فبأيهما حصل‬
‫وجب ‪.‬‬
‫و أما النهي عن البول قائما فلم يصح فيه حديث ‪ ,‬مثل حديث " ل تبل قائما " و قد‬
‫تكلمت عليه ف " الحاديث الضعيفة " رقم ( ‪. ) 938‬‬
‫" إن الشمس ل تبس على بشر إل ليوشع ليال سار إل بيت القدس " و ف رواية "‬ ‫‪202‬‬
‫غزا نب من النبياء ‪ ,‬فقال لقومه ‪ :‬ل يتبعن رجل قد ملك بضع امرأة ‪ ,‬و هو‬
‫يريد أن يبن با ‪ ,‬و لا يب " با " ‪ ,‬و ل آخر قد بن بنيانا ‪ ,‬و لا يرفع‬
‫سقفها ‪ ,‬و ل آخر قد اشترى غنما أو خلفات ‪ ,‬و هو منتظر ولدها ‪ ,‬قال ‪ :‬فغزا ‪,‬‬
‫فأدن للقرية حي صلة العصر ‪ ,‬أو قريبا من ذلك ‪ " ,‬و ف رواية ‪ :‬فلقي العدو‬
‫عند غيبوبة الشمس " ‪ ,‬فقال للشمس ‪ :‬أنت مأمورة ‪ ,‬و أنا مأمور ‪ ,‬اللهم احبسها‬
‫علي شيئا ‪ ,‬فحبست عليه ‪ ,‬حت فتح ال عليه ‪ " ,‬فغنموا الغنائم " ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فجمعوا ما غنموا ‪ ,‬فأقبلت النار لتأكله ‪ ,‬فأبت أن تطعمه " و كانوا إذا غنموا‬
‫الغنمية بعث ال تعال عليها النار فأكلتها " فقال ‪ :‬فيكم غلول ‪ ,‬فليبايعن من‬
‫كل قبيلة رجل ‪ ,‬فبايعوه ‪ ,‬فلصقت يد رجل بيده ‪ ,‬فقال ‪ :‬فيكم الغلول ‪ ,‬فلتبايعن‬
‫قبيلتك ‪ ,‬فبايعته ‪ ,‬قال ‪ :‬فلصقت بيد رجلي أو ثلثة " يده " ‪ ,‬فقال ‪ :‬فيكم‬
‫الغلول ‪ ,‬أنتم غللتم ‪ " ,‬قال ‪ :‬أجل قد غللنا صورة وجه بقرة من ذهب " ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فأخرجوه له مثل رأس بقرة من ذهب ‪ ,‬قال ‪ :‬فوضعوه ف الال ‪ ,‬و هو بالصعيد ‪,‬‬
‫فأقبلت النار فأكلته ‪ ,‬فلم تل الغنائم لحد من قبلنا ‪ ,‬ذلك بأن ال تبارك‬
‫و تعال رأى ضعفنا و عجزنا فطيبها لنا ‪ " ,‬و ف رواية " فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عند ذلك ‪ :‬إن ال أطعمنا الغنائم رحة بنا و تفيفا ‪ ,‬لا علم‬
‫من ضعفنا " ‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح جليل ‪ ,‬ما حفظه لنا أبو هريرة رضي ال عنه و له عنه أربع طرق‬
‫‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قال المام أحد ( ‪ . ) 325 / 2‬حدثنا أسود بن عامر ‪ ,‬حدثنا أبو بكر عن‬
‫هشام عن ابن سيين عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ....‬فذكر الرواية الول ‪.‬‬
‫و هكذا أخرجه الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 10 / 2‬من طريقي آخرين عن‬
‫السود‬
‫بن عامر به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخي عدا أبا بكر و هو‬
‫ابن عياش ‪ ,‬فإنه من رجال البخاري وحده ‪ ,‬و فيه كلم ‪ ,‬ل ينل به حديثه عن‬
‫رتبة السن ‪ ,‬و أحسن ما قرأت فيه قول ابن حبان ف ترجته من " الثقات "‬
‫( ‪: ) 324 / 2‬‬
‫" كان أبو بكر من الفاظ التقني ‪ ,‬و كان يي القطان ‪ ,‬و ابن الدين يسيئان‬
‫الرأي فيه ‪ ,‬و ذلك أنه لا كب سنه ‪ ,‬ساء حفظه ‪ ,‬فكان يهم إذا روى ‪ ,‬و الطأ‬
‫و الوهم شيئان ل ينفك عنهما البشر ‪ ,‬فلو كثر الطأ حت كان غالبا على صوابه‬
‫لستحق مانبة رواياته ‪ ,‬فأما عند الوهم يهم ‪ ,‬أو الطأ يطىء ‪ ,‬ل يستحق ترك‬
‫حديثه بعد تقدم عدالته و صحة ساعه " ‪ .‬ث قال ‪:‬‬
‫" و الصواب ف أمره مانبة ما علم أنه أخطأ فيه ‪ ,‬و الحتجاج با يرويه ‪ ,‬سواء‬
‫وافق الثقات " أول " ‪ ,‬لنه داخل ف جلة أهل العدالة ‪ ,‬و من صحت عدالته ل‬
‫يستحق القدح و ل الرح ‪ ,‬إل بعد زوال العدالة عنه بأحد أسباب الرح ‪.‬‬
‫و هذا حكم كل مدث ثقة صحت عدالته ‪ ,‬و تيقن خطؤه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و لذا صرح الافظ ابن حجر ف " الفتح " بصحة هذا السند ‪ ,‬ث قال‬
‫( ‪: ) 154 / 6‬‬
‫" فإن رجال إسناده متج بم ف الصحيح " ‪.‬‬
‫و سبقه إل نوه الافظ ابن كثي كما سيأت ‪ ,‬و كذا الذهب كما ف " تنيه‬
‫الشريعة " ( ‪. ) 379 / 1‬‬
‫الطريق الثانية ‪ :‬قال المام أحد أيضا ( ‪: ) 318 / 2‬‬

‫" حدثنا عبد الرزاق بن هام حدثنا معمر عن هام عن أب هريرة قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ....‬فذكر أحاديث كثية فوق الائة بذا‬
‫السناد ‪ ,‬هذا الديث أحدها ‪ ,‬و هي جيعها ف " صحيفة هام بن منبه " الت‬
‫رواها أبو السن أحد ابن يوسف السلمي عن عبد الرزاق به ‪ ,‬و هذا الديث فيها‬
‫برقم ( ‪. ) 123‬‬
‫و قد أخرجه مسلم ف " صحيحه " ( ‪ ) 145 / 5‬من طريق ممد بن رافع ‪:‬‬
‫حدثنا عبد الرزاق به بالرواية الثانية ‪ ,‬و اللفظ لسلم ‪.‬‬
‫ث أخرجه هو و البخاري ف " صحيحه " ( ‪ 193 / 9 , 156 - 154 / 6‬بشرح‬
‫" الفتح " ) عن عبد ال بن البارك عن معمر به ‪.‬‬
‫الطريق الثالثة ‪ :‬قال الطحاوي ( ‪: ) 11 - 10 / 2‬‬

‫" حدثنا ممد بن إساعيل بن سال الصائغ ‪ ,‬حدثنا عبيد ال بن عمر بن ميسرة‬
‫يعن القواريري ‪ ,‬حدثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن سعيد بن السيب عن‬
‫أب هريرة به مثل الرواية الثانية ‪ ,‬و فيها أكثر الزيادات الت جعلناها بي‬
‫القوسي ( ) ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي ممد بن إساعيل هذا ‪.‬‬
‫قال ابن أب حات ( ‪: ) 190 / 2 / 3‬‬
‫" سعت منه بكة ‪ ,‬و هو صدوق " ‪.‬‬
‫و هذه الطريق عزاها الافظ ( ‪ ) 155 / 6‬للنسائي و أب عوانة و ابن حبان ‪.‬‬
‫الطريق الرابعة ‪ :‬أخرجها الاكم ( ‪ ) 129 / 2‬عن مبارك بن فضالة عن عبيد ال‬
‫ابن عمر عن سعيد القبي عن أب هريرة مثل الرواية الثانية ‪ ,‬و زاد ف آخره ‪:‬‬
‫" فقال كعب ‪ :‬صدق ال و رسوله ‪ ,‬هكذا و ال ف كتاب ال ‪ ,‬يعن ف التوراة ‪,‬‬
‫ث قال ‪ :‬يا أبا هريرة أحدثكم النب صلى ال عليه وسلم أي نب كان ? قال ‪ :‬ل‬
‫قال كعب ‪ :‬هو يوشع بن نون ‪ ,‬قال ‪ :‬فحدثكم أي قرية هي ? قال ‪ :‬ل ‪ ,‬قال ‪ :‬هي‬
‫مدينة أريا " ‪.‬‬
‫" حديث غريب صحيح " ‪ .‬و وافقه الذهب !‬
‫كذا قال ‪ ,‬و مبارك بن فضالة مدلس و قد عنعنه ‪ ,‬فليس إسناده صحيحا ‪ ,‬بل و ل‬
‫حسنا ‪ ,‬و من هذه الطريق رواه البزار أيضا ‪ ,‬كما ف " البداية و النهاية " لبن‬
‫كثي ( ‪. ) 324 / 1‬‬
‫ث إن ف هذه الطريق نكارة واضحة ‪ ,‬و هي ف هذه الزيادة ‪ ,‬فإن فيها تسميته‬
‫النب بـ ( يوشع ) موقوفا على كعب ‪ ,‬و هي ف الرواية الول مرفوعة إل النب‬
‫و فيها تسمية الدينة بـ ( أريا ) ‪ ,‬و ف الرواية الول أنا بيت القدس‬
‫و هذا هو الصواب ‪ ,‬و من الغريب أن يغفل عن هذا الافظ ابن حجر ‪ ,‬فيقول ف‬
‫تفسي‬
‫( القرية ) الذكورة ف رواية " الصحيحي " ‪:‬‬
‫" هي أريا ‪ ,‬بفتح المزة و كسر الراء ‪ ,‬بعدها تتانية ساكنة و مهملة مع القصر‬
‫ساها الاكم ف روايته عن كعب " ‪.‬‬
‫فغفل عما ذكرنا من تسميتها بـ " بيت القدس " ف الديث الرفوع مع أنه قد‬
‫ذكره‬
‫قبيل ذلك ف كتابه و صححه كما نقلته عنه آنفا ‪.‬‬
‫و قد تنبه لذلك الافظ ابن كثي ‪ ,‬فإنه بعد أن نقل عن أهل الكتاب أن حبس‬
‫الشمس‬
‫ليوشع وقع ف فتح ( أريا ) قال ( ‪: ) 323 / 1‬‬
‫" فيه نظر ‪ ,‬و الشبه ‪ -‬و ال أعلم ‪ -‬أن هذا كان ف فتح بيت القدس الذي هو‬
‫القصود العظم ‪ ,‬و فتح ( أريا ) كان وسيلة إليه " ‪.‬‬
‫ث استدل على ذلك بالرواية الول للحديث ‪ ,‬ث قال بعد أن ساقه من طريق أحد‬
‫وحده ‪:‬‬
‫" انفرد به أحد من هذا الوجه ‪ ,‬و هو على شرط البخاري ‪ .‬و فيه دللة على أن‬
‫الذي فتح بيت القدس هو يوشع بن نون عليه السلم ل موسى ‪ ,‬و أن حبس‬
‫الشمس كان‬
‫ف فتح بيت القدس ل أريا لا قلنا " ‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫( بضع امرأة ) ‪ .‬قال الافظ ‪:‬‬
‫" بضم الوحدة و سكون العجمة ‪ ,‬البضع يطلق على الفرج و التزويج و الماع‬
‫و العان الثلثة لئقة هنا ‪ ,‬و يطلق أيضا على الهر و على الطلق " ‪.‬‬
‫( و لا يب با ) أي ل يدخل عليها ‪ ,‬لكن التعبي بـ ( لا ) يشعر بتوقع ذلك ‪.‬‬
‫( خلفات ) بفتح العجمة و كسر اللم بعدها فاء خفيفة جع ( خلفة ) و هي الامل‬
‫من النوق ‪ ,‬و قد يطلق على غي النوق ‪.‬‬
‫( احبسها على شيئا ) هو منصوب نصب الصدر ‪ ,‬أي قدر ما تقتضي حاجتنا من‬
‫فتح‬
‫البلد ‪ .‬قال عياض ‪ ,‬اختلف ف حبس الشمس هنا ‪ ,‬فقيل ‪ :‬ردت على أدراجها ‪ ,‬و‬
‫قيل ‪:‬‬
‫وقفت ‪ ,‬و قيل ‪ :‬بطئت حركتها ‪ .‬و كل ذلك متمل ‪ ,‬و الثالث أرجح عند ابن‬
‫بطال‬
‫و غيه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أيها كان الرجح ‪ ,‬فالتبادر من البس أن الغرض منه أن يتمكن النب‬
‫يوشع و قومه من صلة العصر قبل غروب الشمس ‪ ,‬و ليس هذا هو الراد ‪ ,‬بل‬
‫الغرض ‪,‬‬
‫أن يتمكن من الفتح قبل الليل ‪ ,‬لن الفتح كان يوم المعة ‪ ,‬فإذا دخل الليل دخل‬
‫يوم السبت الذي حرم ال عليهم العمل ‪ ,‬و هذا إذا صح ما ذكره ابن كثي عن أهل‬
‫الكتاب ‪:‬‬
‫" و ذكروا أنه انتهى من ماصرته لا يوم المعة بعد العصر ‪ ,‬فلما غربت الشمس‬
‫أو كادت تغرب ‪ ,‬و يدخل عليهم السبت الذي جعل عليهم و شرع لم ذلك الزمان‬
‫‪...‬‬

‫‪-----------------‬‬
‫‪ - 1‬قال الهلب ‪ :‬فيه أن فت الدنيا تدعو النفس إل اللع و مبة البقاء ‪.‬‬
‫لن من ملك بضع امرأة ‪ ,‬و ل يدخل با ‪ ,‬أو دخل با ‪ ,‬و كان على قرب من ذلك‬
‫‪,‬‬
‫فإن قلبه متعلق بالرجوع إليها ‪ ,‬و يد الشيطان السبيل إل شغل قلبه عما هو عليه‬
‫و كذلك غي الرأة من أحوال الدنيا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬قال ابن الني ‪ :‬يستفاد منه الرد على العامة ف تقديهم الج على الزواج ‪,‬‬
‫ظنا منهم أن التعفف إنا يتأكد بعد الج ‪ ,‬بل الول أن يتعفف ث يج ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد روي ف موضوع الج قبل الزواج أو بعده حديثان كلها عن أب‬
‫هريرة‬
‫مرفوعا ‪ ,‬و لكنهما موضوعان ‪ ,‬كما بينته ف " سلسلة الحاديث الضعيفة "‬
‫( رقم ‪. ) 222 - 221‬‬
‫‪ - 3‬و فيه أن الشمس ل تبس لحد إل ليوشع عليه السلم ‪ ,‬ففيه إشارة إل ضعف‬
‫ما يروى أنه وقع ذلك لغيه ‪ ,‬و من تام الفائدة أن أسوق ما وقفنا عليه من ذلك ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ما ذكره ابن إسحاق ف " البتدأ " من طريق يي بن عروة بن الزبي عن أبيه‬
‫أن الشمس حبست لوسى عليه السلم لا حل تابوت يوسف صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا موقوف ‪ ,‬و الظاهر أنه من السرائيليات ‪ .‬و قصة نقل موسى لعظام‬
‫يوسف‬
‫عليهما السلم من قبه ف مصر ف " الستدرك " ( ‪ ) 572 - 571 / 2‬بسند‬
‫صحيح عنه‬
‫صلى ال عليه وسلم و ليس فيها ذكر لبس الشمس ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أنا حبست لداود عليه السلم ‪.‬‬

‫أخرجه الطيب ف " ذم النجوم " له من طريق أب حذيفة ‪ ,‬و ابن إسحاق ف‬
‫" البتدأ " بإسناد له عن علي موقوفا مطول ‪.‬‬
‫قال الافظ ‪:‬‬
‫و إسناده ضعيف جدا ‪ ,‬و حديث أب هريرة الشار إليه عند أحد أول ‪ ,‬فإن رجال‬
‫إسناده متج بم ف الصحيح ‪ ,‬فالعتمد أنا ل تبس إل ليوشع " ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أنا حبست لسليمان بن داود عليهما السلم ‪ ,‬ف قصة عرضه للخيل ‪ ,‬و قوله‬
‫الذي حكاه ال عنه ف القرآن ‪ " :‬ردوها علي " ‪.‬‬
‫رواه الثعلب ث البغوي عن ابن عباس ‪ .‬قال الافظ ‪:‬‬
‫" و هذا ل يثبت عن ابن عباس و ل عن غيه ‪ ,‬و الثابت عن جهور أهل العلم‬
‫بالتفسي من الصحابة و من بعدهم أن الضمي الؤنث ف قوله ‪ ( :‬ردوها علي )‬
‫للخيل ‪ .‬و ال أعلم " ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ما حكاه عياض أن الشمس ردت للنب صلى ال عليه وسلم يوم الندق لا‬
‫شغلوا‬
‫عن صلة العصر حت غربت الشمس ‪ ,‬فردها ال عليه حت صلى العصر ‪.‬‬
‫" كذا قال ! و عزاه للطحاوي ‪ ,‬و الذي رأيته ف " مشكل الثار " للطحاوي ما‬
‫قدمت‬
‫ذكره من حديث أساء " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و يأت حديث أساء قريبا إن شاء ال تعال ‪ .‬و قصة انشغاله صلى ال‬
‫عليه وسلم عن صلة العصر ف " الصحيحي " و غيها و ليس فيها ذكر لرد‬
‫الشمس‬
‫عليه صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬انظر " نصب الراية " ( ‪. ) 164 / 2‬‬
‫‪ - 5‬و من هذا القبيل ما ذكره يونس بن بكي ف زياداته ف " مغازي ابن إسحاق "‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم لا أخب قريشا صبيحة السراء أنه رأى العي الت‬
‫لم و أنا تقدم مع شروق الشمس ‪ ,‬فدعا ال فحبست الشمس حت دخلت العي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا معضل ‪ ,‬و أما الافظ فقال ‪:‬‬

‫" و هذا منقطع ‪ ,‬لكن وقع ف " الوسط " للطبان من حديث جابر أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أم ط ‪SB Univers‬‬
‫" افترقت اليهود على إحدى أو اثنتي و سبعي فرقة ‪ ,‬و تفرقت النصارى على‬ ‫‪203‬‬
‫إحدى‬
‫أو اثنتي و سبعي فرقة ‪ ,‬و تفترق أمت على ثلث و سبعي فرقة " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ - 503 / 2‬طبع اللب ) و الترمذي ( ‪ ) 367 / 3‬و ابن ماجه‬
‫( ‪ ) 479 / 2‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 1834‬و الجري ف " الشريعة "‬
‫( ص ‪ ) 25‬و الاكم ( ‪ ) 128 / 1‬و أحد ( ‪ ) 332 / 2‬و أبو يعلى ف " مسنده "‬
‫( ق ‪ ) 2 / 280‬من طرق عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن ‪ #‬أب هريرة ‪#‬‬
‫مرفوعا به‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و فيه نظر فإن ممد بن عمرو ‪ ,‬فيه كلم و لذلك ل يتج به مسلم ‪ ,‬و إنا‬
‫روى له متابعة ‪ ,‬و هو حسن الديث ‪ ,‬و أما قول الكوثري ف مقدمة " التبصي ف‬
‫الدين " ( ص ‪ ) 5‬أنه ل يتج به إذا ل يتابع ‪ ,‬فمن مغالطاته ‪ ,‬أو مالفاته‬
‫العروفة ‪ ,‬فإن الذي استقر عليه رأي الحدثي من الحققي الذين درسوا أقوال‬
‫الئمة التقدمي فيه أنه حسن الديث يتج به ‪ ,‬من هؤلء النووي و الذهب‬
‫و العسقلن و غيه ‪ .‬على أن الكوثري إنا حاول الطعن ف هذا الديث لظنه أن‬
‫فيه الزيادة العروفة بلفظ ‪ " :‬كلها ف النار إل واحدة " ‪ ,‬و هو ظن باطل ‪,‬‬
‫فإنا ل ترد ف شيء من الصادر الت وقفت عليها من حديث أب هريرة رضي ال‬
‫عنه من هذا الوجه عنه ‪.‬‬
‫و قد ذكره السيوطي ف " الامع الصغي " كما أوردته بدون الزيادة ‪ ,‬و لكنه عزاه‬
‫لصحاب " السنن " الربعة ‪ ,‬و هذا وهم آخر ‪ ,‬فإن النسائي منهم و ل يرجه ‪,‬‬
‫و قد نص على ذلك كله الافظ ف " تريج الكشاف " ( ‪ ) 63 / 4‬بقوله ‪:‬‬
‫" رواه أصحاب " السنن " إل النسائي من رواية أب هريرة دون قوله ‪:‬‬
‫( كلها ال ) " ‪.‬‬
‫و الكوثري إنا اغتر ف ذلك بكلم السخاوي على الديث ف " القاصد السنة "‬
‫( ص ‪ )158‬فإنه ذكره من حديثه بذه الزيادة ‪ ,‬و عزاه للثلثة و ابن حبان‬
‫و الاكم ! و أما العجلون ف " الكشف " فقد قلد أصله " القاصد " فيها ‪,‬‬
‫و لكنه اقتصر ف العزو على ابن ماجه و ابن حبان و الاكم ‪ .‬و كل ذلك وهم نشأ‬
‫من التقليد و عدم الرجوع إل الصول ‪ ,‬و من وقع ف هذا التقليد مع أنه كثي‬
‫التنديد به العلمة الشوكان فإنه أورده ف " الفوائد الجموعة " بذه الزيادة‬
‫و قال ( ‪: ) 502‬‬
‫" قال ف " القاصد " ‪ :‬حسن صحيح ‪ ,‬و روي عن أب هريرة و سعد و ابن عمر و‬
‫أنس‬
‫و جابر و غيهم " ‪.‬‬
‫و هذا منه تلخيص لكلم " القاصد " ‪ ,‬و إل فليس هذا لفظه ‪ ,‬و ل قال ‪ :‬حسن‬
‫صحيح ‪ ,‬و إنا هو قول الترمذي كما تقدم ‪ ,‬و قد نقله السخاوي عنه و أقره ‪,‬‬
‫و لذلك استساغ الشوكان جعله من كلمه ‪ ,‬و هو جائز ل غبار عليه ‪ .‬و إذا كان‬
‫كذلك فالشوكان قد قلد أيضا الافظ السخاوي ف كلمه على هذا الديث مع ما‬
‫فيه‬
‫من الطأ ‪ .‬و العصمة ل وحده ‪.‬‬
‫على أن للشوكان ف هذا القام خطأ آخر أفحش من هذا ‪ .‬و هو تضعيفه ف‬
‫" تفسيه " لذه الزيادة مقلدا أيضا ف ذلك غيه ‪ ,‬مع أنا زيادة صحيحة ‪,‬‬
‫و ردت عن غي واحد من الصحابة بأسانيد جيدة كما قال بعض الئمة ‪ ,‬و إن تاهل‬
‫ذلك كله الكوثري اتباعا منه للهوى ‪ ,‬و إل فمثله ل يفى عليه ذلك ‪ ,‬و ال‬
‫الستعان ‪.‬‬
‫و قد وردت الزيادة الشار إليها من حديث معاوية رضي ال عنه ‪ ,‬و هذا لفظه ‪:‬‬
‫" أل إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتي و سبعي ملة ‪ ,‬و إن هذه‬
‫اللة ستفترق على ثلث و سبعي ‪ ,‬ثنتان و سبعون ف النار ‪ ,‬و واحدة ف النة ‪,‬‬
‫و هي الماعة " ‪.‬‬
‫" أل إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتي و سبعي ملة ‪ ,‬و إن هذه‬ ‫‪204‬‬
‫اللة ستفترق على ثلث و سبعي ‪ ,‬ثنتان و سبعون ف النار ‪ ,‬و واحدة ف النة ‪,‬‬
‫و هي الماعة " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ , ) 504 - 503 / 2‬و الدارمي ( ‪ ) 241 / 2‬و أحد ( ‪/ 4‬‬
‫‪) 102‬‬
‫و كذا الاكم ( ‪ ) 128 / 1‬و الجري ف " الشريعة " ( ‪ ) 18‬و ابن بطة ف‬
‫" البانة " ( ‪ ) 1 / 119 , 2 / 108 / 2‬و الللكائي ف " شرح السنة "‬
‫( ‪ ) 1 / 23 / 1‬من طريق صفوان قال ‪ :‬حدثن أزهر بن عبد ال الوزن عن‬
‫أب عامر عبد ال بن لي عن ‪ #‬معاوية بن أب سفيان ‪ #‬أنه قام فينا فقال ‪ :‬أل‬
‫إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قام فينا فقال ‪ ....‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الاكم و قد ساقه عقب أب هريرة التقدم ‪:‬‬
‫" هذه أسانيد تقام با الجة ف تصحيح هذا الديث " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " تريج الكشاف " ( ص ‪ " : ) 63‬و إسناده حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إنا ل يصححه ‪ ,‬لن أزهر بن عبد ال هذا ل يوثقه غي العجلي‬
‫و ابن حبان و لا ذكر الافظ ف " التهذيب " قول الزدي ‪ " :‬يتكلمون فيه " ‪,‬‬
‫تعقبه بقوله ‪:‬‬
‫" ل يتكلموا إل ف مذهبه " ‪ .‬و لذا قال ف " التقريب " ‪.‬‬
‫" صدوق ‪ ,‬تكلموا فيه للنصب " ‪.‬‬
‫و الديث أورده الافظ ابن كثي ف تفسيه ( ‪ ) 390 / 1‬من رواية أحد ‪ ,‬و ل‬
‫يتكلم على سنده بشيء ‪ ,‬و لكنه أشار إل تقويته بقوله ‪:‬‬
‫" و قد ورد هذا الديث من طرق " ‪.‬‬
‫و لذا قال شيخ السلم ابن تيمية ف " السائل " ( ‪. ) 2 / 83‬‬
‫" هو حديث صحيح مشهور " ‪ .‬و صححه أيضا الشاطب ف " العتصام " ( ‪/ 3‬‬
‫‪. ) 38‬‬
‫و من طرق الديث الت أشار إليها ابن كثي ‪ ,‬و فيها الزيادة ‪ ,‬ما ذكره الافظ‬
‫العراقي ف " تريج الحياء " ( ‪ ) 199 / 3‬قال ‪:‬‬
‫" رواه الترمذي من حديث عبد ال بن عمرو و حسنه ‪ ,‬و أبو داود من حديث‬
‫معاوية ‪,‬‬
‫و ابن ماجه من حديث أنس و عوف بن مالك ‪ ,‬و أسانيدها جياد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و لديث أنس طرق كثية جدا تمع عندي منها سبعة ‪ ,‬و فيها كلها الزيادة‬
‫الشار إليها ‪ ,‬مع زيادة أخرى يأت التنبيه عليها ‪ ,‬و هذه هي ‪:‬‬
‫الطريق الول ‪ :‬عن قتادة عنه ‪.‬‬

‫أخرجه ابن ماجة ( ‪ , ) 480 / 2‬و قال البوصيي ف " الزوائد " ‪:‬‬
‫" إسناده صحيح ‪ ,‬رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف تصحيحه نظر عندي ل ضرورة لذكره الن ‪ ,‬فإنه ل بأس به ف الشواهد‬
‫‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عن العميي عنه ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ , ) 120 / 3‬و العميي هذا ل أعرفه ‪ ,‬و غالب الظن أنه مرف من‬
‫( النميي ) و اسه زياد بن عبد ال فقد روى عن أنس ‪ ,‬و عنه صدقة بن يسار ‪,‬‬
‫و هو الذي روى هذا الديث عنه ‪ ,‬و النميي ضعيف ‪ ,‬و بقية رجاله ثقات ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬عن ابن ليعة حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أب هلل عنه ‪ .‬و زاد ‪:‬‬
‫" قالوا ‪ :‬يا رسول ال من تلك الفرقة ? قال ‪ :‬الماعة الماعة " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد أيضا ( ‪ ) 145 / 3‬و سنده حسن ف الشواهد ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬عن سلمان أو سليمان بن طريف عنه ‪.‬‬

‫أخرجه الجري ف " الشريعة " ( ‪ ) 17‬و ابن بطة ف " البانة " ( ‪) 2 / 118 / 2‬‬
‫و ابن طريف هذا ل أجد له ترجة ‪.‬‬
‫الامسة ‪ :‬عن سويد بن سعيد قال ‪ :‬حدثنا مبارك بن سحيم عن عبد العزيز ابن‬
‫صهيب‬
‫عن أنس ‪.‬‬
‫أخرجه الجري ‪ ,‬و سويد ضعيف ‪ ,‬و أخرجه ابن بطة أيضا ‪ ,‬و لكن ل أدري إذا‬
‫كان‬
‫من هذا الوجه أو من طريق آخر عن عبد العزيز فإن كتابه بعيد عن الن ‪.‬‬
‫السادسة ‪ :‬عن أب معشر عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس به‬
‫‪.‬‬
‫و فيه الزيادة ‪.‬‬
‫أخرجه الجري ( ‪ . ) 16‬و أبو معشر اسه نيح بن عبد الرحن السندي و هو‬
‫ضعيف ‪.‬‬
‫و من طريقه رواه ابن مردويه كما ف " تفسي ابن كثي " ( ‪. ) 77 - 76 / 2‬‬
‫السابعة ‪ :‬عن عبد ال بن سفيان الدن عن يي بن سعيد النصاري عنه ‪.‬‬

‫و فيه الزيادة بلفظ ‪ " :‬قال ‪ :‬ما أنا عليه و أصحاب " ‪.‬‬
‫أخرجه العقيلي ف " الضعفاء " ( ص ‪ ) 208 - 207‬و الطبان ف " الصغي "‬
‫( ‪ ) 150‬و قال ‪:‬‬
‫" ل يروه عن يي إل عبد ال بن سفيان " ‪.‬‬
‫و قال العقيلي ‪ " :‬ل يتابع على حديثه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو على كل حال خي من البرد بن أشرس فإنه روى هذا الديث أيضا‬
‫عن يي‬
‫بن سعيد به ‪ ,‬فإنه قلب متنه ‪ ,‬و جعله بلفظ ‪:‬‬
‫" تفترق أمت على سبعي أو إحدى و سبعي فرقة كلهم ف النة إل فرقة واحدة ‪,‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال من هم ? قال ‪ :‬الزنادقة و هم القدرية " ‪.‬‬
‫أورده العقيلي أيضا و قال ‪:‬‬
‫" ليس له أصل من حديث يي بن سعيد " و قال الذهب ف " اليزان " ‪:‬‬
‫" أبرد بن أشرس قال ابن خزية ‪ :‬كذاب و ضاع " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد حاول بعض ذوي الهواء من العاصرين تشية حال هذا الديث بذا‬
‫اللفظ‬
‫الباطل ‪ ,‬و تضعيف هذا الديث الصحيح ‪ ,‬و قد بينت وضع ذاك ف " سلسلة‬
‫الضعيفة " رقم ( ‪ , ) 1035‬و الغرض الن إتام الكلم على هذا اللفظ الصحيح ‪,‬‬
‫فقد تبي بوضوح أن الديث ثابت ل شك فيه ‪ ,‬و لذلك تتابع العلماء خلفا عن‬
‫سلف‬
‫على الحتجاج به حت قال الاكم ف أول كتابه " الستدرك " ‪ " :‬إنه حديث كبي‬
‫ف الصول " و ل أعلم أحدا قد طعن فيه ‪ ,‬إل بعض من ل يعتد بتفرده و شذوذه ‪,‬‬
‫أمثال الكوثري الذي سبق أن أشرنا إل شيء من تنطعه و تامله على الطريق الول‬
‫لذا الديث ‪ ,‬الت ليس فيها الزيادة التقدمة ‪ " :‬كلها ف النار " ‪ ,‬جاهل بل‬
‫متجاهل حديث معاوية و أنس على كثرة طرقه عن أنس كما رأيت ‪ .‬و ليته ل يقتصر‬
‫على ذلك إذن لا التفتنا إليه كثيا ‪ ,‬و لكنه دعم رأيه بالنقل عن بعض الفاضل ‪,‬‬
‫أل و هو العلمة ابن الوزير اليمن ‪ ,‬و ذكر أنه قال ف كتابه ‪ " :‬العواصم‬
‫و القواصم " ما نصه ‪:‬‬
‫" إياك أن تغتر بزيادة " كلها ف النار إل واحدة " فإنا زيادة فاسدة ‪ ,‬و ل‬
‫يبعد أن تكون من دسيس اللحدة ‪ .‬و قد قال ابن حزم ‪ :‬إن هذا الديث ل يصح "‬
‫‪.‬‬
‫وقفت على هذا التضعيف منذ سنوات ‪ .‬ث أوقفن بعض الطلب ف " الامعة‬
‫السلمية‬
‫" على قول الشوكان ف تفسيه " فتح القدير " ( ‪: ) 56 / 2‬‬
‫" قال ابن كثي ف تفسيه ‪ :‬و حديث افتراق المم إل بضع و سبعي ‪ ,‬مروي من‬
‫طرق‬
‫عديدة ‪ ,‬قد ذكرناها ف موضع آخر ‪ .‬انتهى ‪ .‬قلت ‪ :‬أما زيادة كونا ف النار إل‬
‫واحدة " فقد ضعفها جاعة من الحدثي ( ! ) ‪ ,‬بل قال ابن حزم ‪ :‬إنا موضوعة " ‪.‬‬
‫و ل أدري من الذين أشار إليهم بقوله ‪ " :‬جاعة ‪ " ...‬فإن ل أعلم أحدا من‬
‫الحدثي التقدمي ضعف هذه الزيادة ‪ ,‬بل إن الماعة قد صححوها و قد سبق ذكر‬
‫أسائهم ‪ ,‬و أما ابن حزم فل أدري أين ذكر ذلك ‪ ,‬و أول ما يتبادر للذهن أنه ف‬
‫كتابه " الفصل ف اللل و النحل " و قد رجعت إليه ‪ ,‬و قلبت مظانه فلم أعثر عليه‬
‫ث إن النقل عنه متلف ‪ ,‬فابن الوزير قال عنه ‪ " :‬ل يصح " ‪ ,‬و الشوكان قال‬
‫عنه ‪ " :‬إنا موضوعة " ‪ ,‬و شتان بي النقلي كما ل يفى ‪ ,‬فإن صح ذلك عن ابن‬
‫حزم ‪ ,‬فهو مردود من وجهي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن النقد العلمي الديثي قد دل على صحة هذه الزيادة ‪ ,‬فل عبة بقول من‬
‫ضعفها ‪.‬‬
‫و الخر ‪ :‬أن الذين صححوها أكثر و أعلم بالديث من ابن حزم ‪ ,‬لسيما و هو‬
‫معروف‬
‫عند أهل العلم بتشدده ف النقد ‪ ,‬فل ينبغي أن يتج به إذا تفرد عند عدم‬
‫الخالفة فكيف إذا خالف ?!‬
‫و أما ابن الوزير ‪ ,‬فكلمه الذي نقله الكوثري يشعر بأنه ل يطعن ف الزيادة من‬
‫جهة إسنادها ‪ ,‬بل من حيث معناها ‪ ,‬و ما كان كذلك فل ينبغي الزم بفساد العن‬
‫لمكان توجيهه وجهة صالة ينتفي به الفساد الذي ادعاه ‪ .‬و كيف يستطاع الزم‬
‫بفساد معن حديث تلقاه كبار الئمة و العلماء من متلف الطبقات بالقبول و‬
‫صرحوا‬
‫بصحته ‪ ,‬هذا يكاد يكون مستحيل !‬
‫و إن ما يؤيد ما ذكرته أمرين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن ابن الوزير ف كتاب آخر له قد صحح حديث معاوية هذا ‪ ,‬أل و هو‬
‫كتابه‬
‫القيم ‪ " :‬الروض الباسم ف الذب عن سنة أب القاسم " فقد عقد فيه فصل خاصا ف‬
‫الصحابة الذين طعن فيهم الشيعة و ردوا أحاديثهم ‪ ,‬و منهم معاوية رضي ال عنه ‪,‬‬
‫فسرد ما له من الحاديث ف كتب السنة مع الشواهد من طريق جاعة آخرين من‬
‫الصحابة ل تطعن فيه الشيعة ‪ ,‬فكان هذا الديث منها !‬
‫المر الخر ‪ :‬أن بعض الحققي من العلماء اليمانيي من نقطع أنه وقف على كتب‬
‫ابن الوزير ‪ ,‬أل و هو الشيخ صال القبلي ‪ ,‬قد تكلم على هذا الديث بكلم جيد‬
‫من جهة ثبوته و معناه ‪ ,‬و قد ذكر فيه أن بعضهم ضعف هذا الديث فكأنه يشي‬
‫بذلك‬
‫إل ابن الوزير ‪ .‬و أنت إذا تأملت كلمه وجدته يشي إل أن التضعيف ل يكن من‬
‫جهة السند ‪ ,‬و إنا من قبل استشكال معناه ‪ ,‬و أرى أن أنقل خلصة كلمه الشار‬
‫إليه لا فيه من الفوائد ‪ .‬قال رحه ال تعال ف " العلم الشامخ ف إيثار‬
‫الق على الباء و الشايخ " ( ص ‪: ) 414‬‬
‫" حديث افتراق المة إل ثلث و سبعي فرقة ‪ ,‬رواياته كثية يشد بعضها بعضا‬
‫بيث ل يبقى ريبة ف حاصل معناها ‪ ( .‬ث ذكر حديث معاوية هذا ‪ ,‬و حديث ابن‬
‫عمرو بن العاص الذي أشار إليه الافظ العراقي و حسنه الترمذي ث قال ‪) :‬‬
‫و الشكال ف قوله ‪ " :‬كلها ف النار إل ملة " ‪ ,‬فمن العلوم أنم خي المم ‪,‬‬
‫و أن الرجو أن يكونوا نصف أهل النة ‪ ,‬مع أنم ف سائر المم كالشعرة البيضاء‬
‫ف الثور السود حسبما صرحت به الحاديث ‪ ,‬فكيف يتمشى هذا ? فبعض الناس‬
‫تكلم ف‬
‫ضعف هذه الملة ‪ ,‬و قال ‪ :‬هي زيادة غي ثابتة ‪ .‬و بعضهم تأول الكلم ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫و من العلوم أن ليس الراد من الفرقة الناجية أن ل يقع منها أدن اختلف ‪,‬‬
‫فإن ذلك قد كان ف فضلء الصحابة ‪ .‬إنا الكلم ف مالفة تصي صاحبها فرقة‬
‫مستقلة ابتدعها ‪ .‬و إذا حققت ذلك فهذه البدع الواقعة ف مهمات السائل ‪ ,‬و فيما‬
‫يترتب عليه عظائم الفاسد ل تكاد تنحصر ‪ ,‬و لكنها ل تص معينا من هذه الفرق‬
‫الت قد تزبت و التأم بعضهم إل قوم و خالف آخرون بسب مسائل عديدة ‪.‬‬
‫ث أجاب عن الشكال با خلصته ‪:‬‬
‫" إن الناس عامة و خاصة ‪ ,‬فالعامة آخرهم كأولم ‪ ,‬كالنساء و العبيد و الفلحي‬
‫و السوقة و نوهم من ليس من أمر الاصة ف شيء ‪ ,‬فل شك ف براءة آخرهم من‬
‫البتداع كأولم ‪.‬‬
‫و أما الاصة ‪ ,‬فمنهم مبتدع اخترع البدعة و جعلها نصب عينيه ‪ ,‬و بلغ ف تقويتها‬
‫كل مبلغ ‪ ,‬و جعلها أصل يرد إليها صرائح الكتاب و السنة ‪ ,‬ث تبعه أقوام من‬
‫نطه ف الفقه و التعصب ‪ ,‬و ربا جددوا بدعته و فرعوا عليها و حلوه ما ل‬
‫يتحمله ‪ ,‬و لكنه إمامهم القدم و هؤلء هم البتدعة حقا ‪ ,‬و هو شيء كبي ( تكاد‬
‫السماوات يتفطرن منه و تنشق الرض و تر البال هدا ) ‪ ,‬كنفي حكمة ال تعال ‪,‬‬
‫و نفي إقداره الكلف ‪ ,‬و ككونه يكلف ما ل يطاق ‪ ,‬و يفعل سائر القبائح و ل‬
‫تقبح منه ‪ ,‬و أخواتن ! و منها ما هو دون ذلك ‪ ,‬و حقائقها جيعها عند ال‬
‫تعال ‪ ,‬و ل ندري بأيها يصي صاحبها من إحدى الثلث و سبعي فرقة ‪.‬‬
‫و من الناس من تبع هؤلء و ناصرهم و قوى سوادهم بالتدريس و التصنيف ‪ ,‬و‬
‫لكنه‬
‫عند نفسه راجع إل الق ‪ ,‬و قد دس ف تلك الباث نقوضها ف مواضع لكن على‬
‫وجه‬
‫خفي ‪ ,‬و لعله تيل مصلحة دنيئة ‪ ,‬أو عظم عليه انطاط نفسه و إيذاؤهم له ف‬
‫عرضه‬
‫و ربا بلغت الذية إل نفسه ‪ .‬و على الملة فالرجل قد عرف الق من الباطل ‪ ,‬و‬
‫تبط ف تصرفاته ‪ ,‬و حسابه على ال سبحانه ‪ ,‬إما أن يشره مع من أحب بظاهر‬
‫حاله ‪ ,‬أو يقبل عذره ‪ ,‬و ما تكاد تد أحدا من هؤلء النظار إل قد فعل ذلك ‪,‬‬
‫لكن شرهم و ال كثي ‪ ,‬فلربا ل يقع خبهم بكان ‪ ,‬و ذلك لنه ل يفطن لتلك‬
‫اللمحة الفية الت دسوها إل الذكياء الحيطون بالبحث ‪ ,‬و قد أغناهم ال‬
‫بعلمهم عن تلك اللمحة ‪ ,‬و ليس بكبي فائدة أن يعلموا أن الرجل كان يعلم الق‬
‫و يفيه ‪ .‬و ال الستعان ‪.‬‬
‫و من الناس من ليس من أهل التحقيق ‪ ,‬و ل هيء للهجوم على القائق ‪ ,‬و قد‬
‫تدرب‬
‫ف كلم الناس ‪ ,‬و عرف أوائل الباث ‪ ,‬و حفظ كثيا من غثاء ما حصلوه و لكن‬
‫أرواح الباث بينه و بينها حائل ‪ .‬و قد يكون ذلك لقصور المة و الكتفاء‬
‫و الرضا عن السلف لوقعهم ف النفوس ‪ .‬و هؤلء هم الكثرون عددا ‪ ,‬و الرذلون‬
‫قدرا ‪ ,‬فإنم ل يظوا بصيصة الاصة ‪ ,‬و ل أدركوا سلمة العامة ‪ .‬فالقسم‬
‫الول من الاصة مبتدعة قطعا ‪ .‬و الثان ظاهره البتداع ‪ ,‬و الثالث له حكم‬
‫البتداع ‪.‬‬
‫و من الاصة قسم رابع ثلة من الولي ‪ ,‬و قليل من الخرين ‪ ,‬أقبلوا على الكتاب‬
‫و السنة و ساروا بسيها ‪ ,‬و سكتوا عما سكتا عنه ‪ ,‬و أقدموا و أحجموا بما‬
‫و تركوا تكلف مال يعنيهم ‪ ,‬و كان تمهم السلمة ‪ ,‬و حياة السنة آثر عندهم من‬
‫حياة نفوسهم ‪ ,‬و قرة عي أحدهم تلوة كتاب ال تعال ‪ ,‬و فهم معانيه على‬
‫السليقة العربية و التفسيات الروية ‪ ,‬و معرفة ثبوت حديث نبوي لفظا و حكما ‪.‬‬
‫فهؤلء هم السنية حقا ‪ ,‬و هم الفرقة الناجية ‪ ,‬و إليهم العامة بأسرهم ‪ ,‬و من‬
‫شاء ربك من أقسام الاصة الثلثة الذكورين ‪ ,‬بسب علمه بقدر بدعتهم و نياتم ‪.‬‬
‫إذا حققت جيع ما ذكرنا لك ‪ ,‬ل يلزمك السؤال الحذور و هو اللك على معظم‬
‫المة ‪ ,‬لن الكثر عددا هم العامة قديا و حديثا ‪ ,‬و كذلك الاصة ف العصار‬
‫التقدمة ‪ ,‬و لعل القسمي الوسطي ‪ ,‬و كذا من خفت بدعته من الول ‪ ,‬تنقذهم‬
‫رحة ربك من النظام ف سلك البتداع بسب الجازاة الخروية ‪ ,‬و رحة ربك أوسع‬
‫لكل مسلم ‪ ,‬لكنا تكلمنا على مقتضى الديث و مصداقة ‪ ,‬و أن أفراد الفرق‬
‫البتدعة‬
‫و إن كثرت الفرق فلعله ل يكون مموع أفرادهم جزءا من ألف جزء من سائر‬
‫السلمي‬
‫‪ :‬فتأمل هذا تسلم من اعتقاد مناقضة الديث لحاديث فضائل المة الرحومة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا آخر كلم الشيخ القبلي رحه ال ‪ ,‬و هو كلم متي يدل على علم‬
‫الرجل و فضله و دقة نظره ‪ ,‬و منه تعلم سلمة الديث من الشكال الذي أظن أنه‬
‫عمدة ابن الوزير رحه ال ف إعلله إياه ‪ .‬و المد ل على أن وفقنا للبانة‬
‫عن صحة هذا الديث من حيث إسناده ‪ ,‬و إزالة الشبهة عنه من حيث متنه ‪.‬‬
‫و هو الوفق ل إله إل هو ‪.‬‬
‫ث وقفت على كلم لحد الكتاب ف العصر الاضر ينكر ف كتابه " أدب الاحظ "‬
‫( ص ‪ ) 90‬صحة هذا الديث للدفاع عن شيخه الاحظ ! فهو يقول ‪ " :‬و لو صح‬
‫هذا‬
‫الديث لكان نكبة كبى على جهور المة السلمية ‪ .‬إذ يسجل على أغلبيتها‬
‫اللود ف الحيم و لو صح هذا الديث لا قام أبو بكر ف وجه مانعي الزكاة‬
‫معتبا إياهم ف حالة ردة ‪ "...‬إل آخر كلمه الذي يغن حكايته عن تكلف الرد‬
‫عليه ‪ ,‬لوضوح بطلنه لسيما بعد قراءة كلم الشيخ القبلي التقدم ‪.‬‬
‫على أن قوله " اللود ف الحيم " ليس له أصل ف الديث ‪ ,‬و إنا أورده الكاتب‬
‫الشار إليه من عند نفسه ليتخذ ذلك ذريعة للطعن ف الديث ‪ .‬و هو سال من ذلك‬
‫كله كما بينا و المد ل على توفيقه ‪.‬‬
‫" إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم ‪ ,‬و خفت أماناتم و كانوا هكذا ‪ :‬و شبك‬ ‫‪205‬‬
‫بي‬
‫أصابعه ‪ ,‬قال ( الراوي ) ‪ :‬فقمت إليه فقلت له ‪ :‬كيف أفعل عند ذلك جعلن ال‬
‫فداك ? قال ‪ :‬الزم بيتك ‪ ,‬و املك عليك لسانك ‪ ,‬و خذ ما تعرف ‪ ,‬و دع ما تنكر‬
‫‪,‬‬
‫و عليك بأمر خاصة نفسك ‪ ,‬و دع عنك أمر العامة " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 438 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 525 / 4‬و أحد ( ‪ ) 212 / 2‬و‬
‫اللفظ‬
‫له عن هلل بن خباب أب العلء قال ‪ :‬حدثن ‪ #‬عبد ال بن عمرو ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" بينما نن حول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬إذ ذكروا الفتنة ‪ ,‬أو ذكرت‬
‫عنده ‪ ,‬قال " فذكره ‪.‬‬
‫و قال النذري و العراقي ‪ " :‬سنده حسن " ‪.‬‬
‫نقله الناوي ف " الفيض " و أقرها و هو كما قال ‪ ,‬فإن هلل هذا فيه كلم‬
‫يسي ل ينل حديثه عن رتبة السن إل إذا خولف ‪ ,‬و قد توبع على أصل الديث‬
‫كما‬
‫يأت ‪.‬‬
‫و الديث عزاه السيوطي للحاكم وحده بذا اللفظ ‪ .‬و فيه مؤاخذتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬إيهامه أنه ل يرجه أحد من أصحاب السنن و ل من هو أعلى طبقة من‬
‫الاكم ‪ ,‬و ليس كذلك كما هو بي ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬إيهامه أيضا أن اللفظ للحاكم و هو لحد ‪:‬‬
‫و للحديث عن ابن عمرو ثلث طرق أخر ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن أب حازم عن عمارة بن عمرو بن حزم عن عبد ال بن عمرو بلفظ ‪:‬‬
‫" كيف بكم و بزمان ‪ ,‬أو يوشك أن يأت زمان يغربل الناس فيه غربلة ‪ ,‬تبقى حثالة‬
‫من الناس قد مرجت عهودهم و أماناتم و اختلفوا فكانوا هكذا ‪ :‬و شبك بي‬
‫أصابعه‬
‫‪ "....‬الديث مثله دون قوله " الزم بيتك و املك عليك لسانك " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 438 - 437 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 468 - 467 / 2‬و‬
‫الاكم‬
‫( ‪ ) 435 / 4‬و أحد ( ‪. ) 221 / 2‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ .‬و هو كما قال ‪ ,‬فإن رجاله‬
‫ثقات معروفون غي عمارة هذا فقد وثقه العجلي و ابن حبان و روى عنه جاعة من‬
‫الثقات ‪.‬‬
‫الطريق الثان ‪ :‬عن أب حازم أيضا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا ‪.‬‬
‫" يأت على الناس زمان يغربلون فيه غربلة يبقى منهم حثالة قد مرجت عهودهم ‪"...‬‬
‫الديث مثل الذي قبله ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 220 / 2‬و سنده حسن ‪.‬‬
‫الطريق الثالث ‪ :‬عن السن عن عبد ال بن عمرو قال ‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال‬
‫" كيف أنت إذا بقيت ف حثالة من الناس ‪ ,‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال كيف ذلك ?‬
‫قال إذا مرجت عهودهم و أماناتم ‪ "...‬الديث مثله ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 162 / 2‬و رجاله ثقات رجال الشيخي غي أن السن البصري ف‬
‫ساعه من ابن عمرو خلف ‪ ,‬و أيهما كان ‪ ,‬فهو مدلس و قد عنعنه ‪.‬‬
‫و ما يلحظ أن هذه الطرق الثلث ‪ ,‬ليس فيها الزيادة الت ف الطريق الت قبل‬
‫هذه " الزم بيتك و املك عليك لسانك " ‪ .‬فالقلب ييل إل أنا زيادة شاذة لن‬
‫الذي تفرد با و هو هلل بن خباب فيه كلم كما سبق ‪ ,‬فل يتج به إذا خالف‬
‫الثقات ‪.‬‬
‫نعم قد جاءت هذه الزيادة ف حديث أب ثعلبة الشن نو هذا ‪ ,‬لكن ل يصح‬
‫إسناده‬
‫كما بينته ف الائة الت بعد اللف من " الحاديث الضعيفة " ‪.‬‬
‫و إن ما يؤيد شذوذها أنن وجدت لديث ابن عمرو هذا شاهدا من حديث أب‬
‫هريرة‬
‫مثله ليس فيه الزيادة ‪ ,‬و لفظه ‪:‬‬
‫" كيف بك يا عبد ال بن عمرو إذا بقيت ف حثالة من الناس مرجت عهودهم‬
‫و أماناتم ‪ ,‬و اختلفوا فصاروا هكذا ‪ :‬و شبك بي أصابعه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول‬
‫ال ما تأمرن ? قال ‪ :‬عليك باصتك ‪ ,‬و دع عنك عوامهم " ‪.‬‬
‫" كيف بك يا عبد ال بن عمرو إذا بقيت ف حثالة من الناس مرجت عهودهم‬ ‫‪206‬‬
‫و أماناتم ‪ ,‬و اختلفوا فصاروا هكذا ‪ :‬و شبك بي أصابعه قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫يا رسول ال ما تأمرن ? قال ‪ :‬عليك باصتك ‪ ,‬و دع عنك عوامهم " ‪.‬‬
‫أخرجه الدولب ف " الكن " ( ‪ ) 35 / 2‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪) 1849‬‬
‫و أبو عمرو الدان ف " السنن الواردة ف الفت " ( ق ‪ ) 2 / 16‬و ابن السماك‬
‫ف " الول من الرابع من حديثه " ( ‪ ) 108‬من طريقي عن العلء بن عبد الرحن‬
‫عن‬
‫أبيه عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬

‫و علقه البخاري ف صحيحه ( ‪ ) 548 / 1‬من طريق عاصم بن ممد عن أخيه واقد‬
‫و هو‬
‫ابن ممد بن زيد بن عبد ال بن عمر بن الطاب عن أبيه قال ‪:‬‬
‫سعت أب و هو يقول ‪ :‬و قال عبد ال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" يا عبد ال بن عمرو كيف بك إذا بقيت ف حثالة من الناس " ‪.‬‬
‫و وصله إبراهيم الرب ف " غريب الديث " ‪ ,‬و حنبل بن إسحاق ف " كتاب الفت‬
‫"‬
‫و أبو يعلى ( ق ‪ ) 2 / 267‬من هذا الوجه عن ابن عمر به ‪ ,‬مثل حديث أب هريرة‬
‫سواء كما ف " الفتح " ( ‪ . ) 32 / 13‬فهو شاهد قوي لديث أب هريرة ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر من حديث سهل بن سعد الساعدي قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه‬
‫وسلم يوما لعبد ال بن عمرو بن العاص ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه ابن أب الدنيا ف " المر بالعروف " ( ق ‪ ) 1 / 55‬و ابن شاهي ف‬
‫" جزء من حديثه " ( ق ‪ - 1 / 210‬ممودية ) و ابن عدى ( ‪ ) 1 / 36‬و كذا‬
‫الطبان‬
‫كما ف " الفتح " عن أب حازم عنه ‪.‬‬
‫و أحد السنادين عن أب حازم عند ابن شاهي حسن ‪.‬‬
‫" كان يغي السم القبيح إل السم السن " ‪.‬‬ ‫‪207‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 137 / 2‬و ابن عدي ( ‪ ) 2 / 245‬عن أب بكر بن نافع‬

‫البصري‬
‫حدثنا عمر بن علي القدمي عن ‪ #‬هشام بن عروة عن أبيه ‪ ,‬قال مرة ‪ :‬عن عائشة‬
‫‪#‬‬
‫ث أوقفه ‪ -‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ....‬الديث ‪.‬‬
‫سكت عليه الترمذي ‪ ,‬و قال ابن عدي ‪:‬‬
‫" و هذا قد اختلفوا على هشام بن عروة ‪ ,‬فمنهم من أوقفه ‪ ,‬و منهم من أرسله ‪,‬‬
‫و منهم من قال " عائشة " ‪ .‬و منهم من قال ‪ " :‬عن أب هريرة " ‪ ,‬و لعمر بن علي‬
‫هذا أحاديث حسان ‪ ,‬و أرجو أنه ل بأس به " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هو ف نفسه ثقة ‪ ,‬لكنه كان يدلس تدليسا سيئا جدا بيث يبدو أنه ل يعتد‬
‫بديثه حت لو صرح بالتحديث كما هو مذكور ف ترجته من " التهذيب " ‪ ,‬و لكنه‬
‫ل‬
‫يتفرد به كما يأت ‪ ,‬و بقية رجال السناد ثقات رجال الشيخي غي أب بكر بن‬
‫نافع و اسه ممد بن أحد ‪ ,‬فمن أفراد مسلم ‪.‬‬
‫و من تابع القدمي ممد بن عبد الرحن الطفاوي عن هشام بن عروة به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن عدي ( ‪ ) 2 / 300‬و قال ‪:‬‬
‫" هذا الديث ضعيف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬بل هو صحيح لا له من التابعات و الشاهد كما يأت ‪ .‬و الطفاوي هذا قد‬
‫احتج به البخاري و ف حفظه ضعف يسي فهو حسن الديث إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و قد تابعه شريك بن عبد ال القاضي أيضا بلفظ ‪:‬‬
‫" كان إذا سع اسا قبيحا غيه ‪ ,‬فمر على قرية يقال لا " عفرة " فسماها‬
‫خضرة " ‪.‬‬
‫" كان إذا سع اسا قبيحا غيه ‪ ,‬فمر على قرية يقال لا " عفرة " فسماها خضرة‬ ‫‪208‬‬
‫"‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الصغي " ( ص ‪ ) 70‬من طريق إسحاق بن يوسف‬
‫الزرق‬
‫حدثنا ‪ #‬شريك ‪ #‬به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" ل يروه عن شريك إل إسحاق " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة ‪ .‬و كذلك سائر الرواة ‪ ,‬غي أن شريكا ف حفظه ضعف ‪ ,‬لكن قد‬
‫توبع‬
‫ف بعضه ‪ ,‬أخرجه الطحاوي ف " شرح العان " ( ‪ ) 344 / 2‬من طريق عبدة بن‬
‫سليمان عن هشام بن عروة به بلفظ ‪:‬‬
‫" أن النب صلى ال عليه وسلم مر بأرض تسمى عزرة فسماها خضرة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬و هو يدل على أن من أرسله و ل يذكر فيه عائشة أنه‬
‫قصر‬
‫‪.‬‬
‫و عزاه اليثمي ( ‪ ) 51 / 8‬لب يعلى و الطبان ف الوسط و قال ‪:‬‬
‫" و رجال أب يعلى رجال الصحيح " ‪ ,‬و قال ف طريق " العجم الصغي " ‪:‬‬
‫" و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و شريك إنا أخرج له مسلم مقرونا بغيه ‪.‬‬
‫( تنبيه ) ‪ " :‬عزرة " كذا ف الطحاوي بالزاي ‪ ,‬و ف " الجمع " ‪:‬‬
‫" عذرة " بالذال و لعله الصواب ‪.‬‬
‫" كان إذا أتاه الرجل و له اسم ل يبه حوله " ‪.‬‬
‫" كان إذا أتاه الرجل و له اسم ل يبه حوله " ‪.‬‬ ‫‪209‬‬
‫أخرجه اللل ف " أصحاب ابن منده " ( ق ‪ ) 2 / 153‬قال ‪ :‬أخبنا سعيد بن‬
‫يزيد‬
‫المصي حدثنا ممد بن عوف بن سفيان ‪ :‬حدثنا أبو اليمان حدثنا إساعيل بن عياش‬
‫عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد قال ‪ :‬قال ‪ #‬عتبة بن عبد السلمي ‪: #‬‬
‫فذكره‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات معرفون ‪ ,‬غي سعيد بن يزيد‬
‫المصي ‪,‬‬
‫و الظاهر أنه ابن معيوف الجوي و هو ثقة كما ف " متصر تاريخ ابن عساكر "‬
‫( ‪ , ) 179 / 6‬و إساعيل بن عياش صحيح الديث عن الشاميي كما قال البخاري‬
‫و غيه ‪ ,‬و هذا عنهم ‪.‬‬
‫" رواه الطبان ‪ ,‬و رجاله ثقات ‪ ,‬و ف بعضهم خلف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كأنه يشي إل ابن عياش ‪ ,‬و قد عرفت الواب ‪.‬‬
‫و هذه بعض الساء الت غيها رسول ال صلى ال عليه وسلم كما جاء ف‬
‫الحاديث الصحيحة برة ‪ .‬عاصية ‪ .‬حزن ‪ .‬شهاب ‪ .‬جثامة ‪.‬‬
‫و إليك بعض الحاديث ف ذلك ‪:‬‬
‫" ل تزكوا أنفسكم ‪ ,‬فإن ال هو أعلم بالبة منكن و الفاجرة ‪ ,‬سيها زينب " ‪.‬‬
‫" ل تزكوا أنفسكم ‪ ,‬فإن ال هو أعلم بالبة منكن و الفاجرة ‪ ,‬سيها زينب " ‪.‬‬ ‫‪210‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 821‬و أبو داود ( ‪ ) 4953‬عن ممد بن‬
‫إسحاق قال ‪ :‬حدثن ممد بن عمرو بن عطاء أنه دخل على ‪ #‬زينب بنت أب سلمة‬
‫‪#‬‬
‫فسألته عن اسم أخت له عنده ? قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬اسها برة ‪ ,‬قالت ‪ :‬غي اسها ‪ ,‬فإن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم نكح زينب بنت جحش و اسها برة ‪ ,‬فغي اسها إل زينب‬
‫فدخل على أم سلمة حي تزوجها و اسي برة ‪ ,‬فسمعها تدعون برة ‪ ,‬فقال ‪ :‬فذكره‬
‫‪.‬فقالت ( أم سلمة ) ‪ :‬فهي زينب ‪ ,‬فقلت لا ‪ :‬اسي ? فقالت ‪ :‬غي إل ما غي‬
‫إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬سها زينب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن ‪ .‬و ف ابن إسحاق كلم ل يضر و قد صرح بالتحديث ‪.‬‬
‫و قد تابعه الوليد بن كثي حدثن ممد بن عمرو به متصرا و يزيد بن أب حبيب‬
‫عن ممد بن عمرو به ‪ ,‬و فيه " ل تزكوا أنفسكم ‪ . "...‬أخرجه مسلم ( ‪173 / 6‬‬
‫‪-‬‬
‫‪. ) 174‬‬
‫" كان اسم زينب برة ( فقيل ‪ :‬تزكي نفسها ) فسماها النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫زينب " ‪.‬‬
‫" كان اسم زينب برة ( فقيل ‪ :‬تزكي نفسها ) فسماها النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫‪211‬‬
‫زينب " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 157 / 4‬و مسلم ( ‪ ) 173 / 6‬و الدارمي ( ‪) 295 / 2‬‬
‫و ابن ماجه ( ‪ ) 3732‬و أحد ( ‪ ) 459 - 430 / 2‬من طرق عن شعبة عن عطاء‬
‫ابن أب ميمونة عن أب رافع عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و اللفظ لحد و الزيادة له ‪ .‬و لسلم ف رواية و ابن ماجه ‪.‬‬

‫و رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ : ) 832‬حدثنا عمرو بن مرزوق قال ‪:‬‬
‫حدثنا‬
‫شعبة به ‪ ,‬بلفظ ‪:‬‬
‫" كان اسم ميمونة برة ‪ ,‬فسماها النب صلى ال عليه وسلم ميمونة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو بذا الفظ شاذ لخالفة ابن مرزوق لرواية الماعة لسيما و هو ذو‬
‫أوهام كما ف " التقريب " ‪ ,‬و قد تابعه أبو داود الطيالسي لكن على الشك فقال‬
‫( ‪ : ) 2445‬حدثنا شعبة به بلفظ ‪ " :‬ميمونة أو زينب " ‪.‬‬
‫و قد أشار الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 475 / 10‬إل شذوذ رواية ابن مرزوق هذه ‪.‬‬
‫و ترجم البخاري للحديث بقوله " باب تويل السم إل اسم أحسن منه " ‪.‬‬
‫و ف الباب عن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫" كانت جويرية اسها برة ‪ ,‬فحول رسول ال صلى ال عليه وسلم اسها جويرية ‪,‬‬
‫و كان يكره أن يقال ‪ :‬خرج من عند برة " ‪.‬‬
‫" كانت جويرية اسها برة ‪ ,‬فحول رسول ال صلى ال عليه وسلم اسها جويرية ‪,‬‬ ‫‪212‬‬
‫و كان يكره أن يقال ‪ :‬خرج من عند برة " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 173 / 6‬و البخاري ف الدب ( ‪ ) 831‬و أحد ( ‪- 258 / 1‬‬
‫‪- 326‬‬
‫‪ ) 353‬و ابن سعد ف " الطبقات " ( ‪. ) 85 / 84 / 8‬‬
‫" أنت جيلة " ‪.‬‬ ‫‪213‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 173 / 6‬و البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 820‬و أبو داود‬
‫( ‪ ) 4952‬و الترمذي ( ‪ ) 137 / 2‬و أحد ( ‪ ) 18 / 2‬عن يي بن سعيد عن‬
‫عبيد‬
‫ال ‪ :‬أخبن نافع عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم غي اسم‬
‫عاصية و قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬هذا حديث حسن غريب ‪ ,‬و إنا أسنده يي بن سعيد القطان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬بل هو صحيح ‪ ,‬فإن القطان ثقة متقن حافظ إمام قدوة كما ف " التقريب "‬
‫للحافظ ‪ ,‬و قد تابعه حاد بن سلمة عن عبيد ال به ‪ ,‬و زاد أنا ابنة لعمر‬
‫رضي ال عنه ‪.‬‬
‫رواه مسلم و كذا الدارمي ( ‪ ) 295 / 2‬و لكنه ل يذكر هذه الزيادة ‪.‬‬
‫و أثبتها ابن ماجه ( ‪. ) 3733‬‬
‫" أنت سهل " ‪.‬‬ ‫‪214‬‬

‫رواه البخاري ( ‪ - 474 / 10‬فتح ) و ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 841‬و أبو داود‬
‫( رقم ‪ ) 4956‬و أحد ( ‪ ) 433 / 5‬عن الزهري عن ‪ #‬سعيد بن السيب عن أبيه‬
‫عن‬
‫جده ‪ " #‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال له ‪ :‬ما اسك ? قال ! حزن ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فذكره ‪ .‬قال ‪ :‬ل ‪ ,‬السهل يوطأ و يتهن ‪ .‬قال سعيد ‪ :‬فظننت أنه سيصيبنا بعده‬
‫حزونة ‪ ,‬لفظ أب داود ‪ ,‬و لفظ البخاري مثله إل أنه قال ‪ :‬قال ‪ :‬ل أغي اسا‬
‫سانيه أب ‪.‬‬
‫قال ابن السيب ‪ :‬فما زالت الزونة فينا بعد ‪.‬‬
‫و رواه علي بن زيد عن سعيد بن السيب به نوه ‪ ,‬إل أنه جعله من مسند السيب‬
‫بن حزن ‪ ,‬و ليس من رواية حزن نفسه ‪ ,‬و هو رواية أحد عن الزهري ‪ ,‬و رواية‬
‫للبخاري ‪ ,‬و الراجح الول كما قرره الافظ ‪ ,‬و ف رواية علي ‪:‬‬
‫" قال ‪ :‬يا رسول ال اسم سانيه أبواي عرفت به ف الناس ‪ .‬قال ‪ :‬فسكت عنه‬
‫النب صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من العلوم أن سكوته صلى ال عليه وسلم إقرار ‪ ,‬لكن علي بن زيد و هو‬
‫ابن جدعان ضعيف لسيما و قد زاد على المام الزهري ‪ ,‬فل تقبل زيادته ‪.‬‬
‫" بل أنت هشام " ‪.‬‬ ‫‪215‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 825‬عن عمران القطان عن قتادة عن‬
‫زرارة‬
‫بن أب أوف عن سعد بن هشام عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬رضي ال عنها ‪:‬‬
‫" ذكر عند رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل يقال له ‪ :‬شهاب ‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ ,‬رجاله ثقات رجال البخاري غي عمران و هو ابن داور‬
‫‪,‬‬
‫و هو صدوق يهم كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و الديث ما علقه أبو داود ف هذا الباب ‪.‬‬
‫" بل أنت حسانة الزنية " ‪.‬‬ ‫‪216‬‬
‫أخرجه ابن العراب ف " معجمه " ( ق ‪ ) 2 / 75‬و عنه القضاعي ف " مسند‬
‫الشهاب‬
‫" ( ق ‪ ) 1 / 82‬و الاكم ف " الستدرك " ( ‪ ) 16 - 15 / 1‬من طريق صال بن‬
‫رستم‬
‫عن ابن أب مليكة عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت ‪:‬‬
‫" جاءت عجوز إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و هو عندي ‪ ,‬فقال لا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من أنت ? قالت ‪ :‬أنا جثامة الزنية ‪ ,‬فقال ‪ :‬بل أنت حسانة‬
‫الزنية ‪ ,‬كيف أنتم ? كيف حالكم ‪ ,‬كيف كنتم بعدنا ? قالت ‪ :‬بي بأب أنت‬
‫و أمي يا رسول ال ‪ .‬فلما خرجت ‪ ,‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ,‬تقبل على هذه العجوز‬
‫هذا القبال ? فقال ‪ " :‬إنا كانت تأتينا زمن خدية ‪ ,‬و إن حسن العهد من‬
‫اليان " ‪.‬‬
‫" حديث صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬فقد اتفقا على الحتجاج برواته ف أحاديث‬
‫كثية‬
‫و ليس له علة " ‪.‬‬
‫كذا قال ! و وافقه الذهب ! و صال بن رستم و هو أبو عامر الزاز البصري ل‬
‫يرج له البخاري ف " صحيحه " إل تعليقا ‪ ,‬و أخرج له ف " الدب الفرد " أيضا‬
‫ث هو متلف فيه ‪ ,‬فقال الذهب نفسه ف " الضعفاء " ‪:‬‬
‫" وثقه أبو داود ‪ ,‬و قال ابن معي ‪:‬ضعيف الديث ‪ .‬و قال أحد ‪ :‬صال الديث "‬
‫‪.‬‬
‫و هذا هو الذي اعتمده ف " اليزان " فقال ‪:‬‬
‫" و أبو عامر الزاز حديثه لعله يبلغ خسي حديثا ‪ ,‬و هو كما قال أحد ‪ :‬صال‬
‫الديث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهو حسن الديث إن شاء ال تعال ‪ ,‬فقد قال ابن عدى ‪:‬‬
‫" و هو عندي ل بأس به ‪ ,‬و ل أر له حديثا منكرا جدا " ‪.‬‬
‫و أما الافظ فقال ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" صدوق ‪ ,‬كثي الطأ " ‪.‬‬
‫و هذا ميل منه إل تضعيفه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و لكنه على كل حال ‪ ,‬فالديث صحيح ‪ ,‬لنه ل يتفرد به ‪ ,‬كما يدل عليه كلم‬
‫الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 365 / 10‬فإنه قال بعد أن ذكره من هذا الوجه من رواية‬
‫الاكم و البيهقي ف " الشعب " ‪:‬‬
‫" و أخرجه البيهقي أيضا من طريق مسلم بن جنادة عن حفص بن غياث عن هشام‬
‫بن عروة‬
‫عن أبيه عن عائشة مثله ‪ ,‬بعن القصة ‪ ,‬و قال ‪ " :‬غريب " ‪.‬‬
‫و من طريق أب سلمة عن عائشة نوه ‪ ,‬و إسناده ضعيف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و طريق أب سلمة ‪ ,‬أخرجها أبو عبد الرحن السلمي ف " آداب الصحبة "‬
‫( ‪ ) 24‬عن ممد بن ثال الصنعان حدثنا عبد الؤمن بن يي بن أب كثي عن‬
‫أب سلمة به ‪.‬‬
‫و ممد بن ثال و شيخه عبد الؤمن ل أجد لما ترجة ‪.‬‬
‫و قد وجدت له طريقا أخرى متصرا ‪ ,‬أخرجه القاسم السرقسطي ف " غريب‬
‫الديث "‬
‫( ‪ ) 1 / 20 / 2‬عن الميدي قال ‪ :‬حدثنا سفيان قال ‪ :‬حدثنا عبد الواحد ابن أين‬
‫و غيه عن ابن أب نيح عن عائشة ‪:‬‬
‫" أن امرأة أتت النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقرب إليه لم ‪ ,‬فجعل يناولا ‪,‬‬
‫قالت عائشة ‪ :‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ل تغمر يدك ! فقال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( يا عائشة إن هذه كانت تأتينا أيام خدية ‪ ,‬و إن حسن العهد من اليان ) ‪,‬‬
‫فلما ذكر خدية قلت ‪ :‬قد أبدلك ال من كبية السن حديثة السن ‪ ,‬فشدقن ‪,‬‬
‫و قال ‪ :‬ما علي ‪ -‬أو نو هذا ‪ -‬إن كان ال رزقها من الولد ‪ ,‬و ل يرزقكيه ‪,‬‬
‫فقلت ‪ :‬و الذى بعثك بالق ل أذكرها إل بي أبدا ‪.‬‬
‫قال الميدي ‪ :‬ث قال سفيان ‪ :‬عبد الواحد و غيه يزيد أحدها على الخر ف‬
‫الديث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي لكنه منقطع بي ابن أب نيح‬
‫‪ -‬و اسه عبد ال ‪ -‬و عائشة ‪ ,‬فإنه ل يسمع منها كما قال أبو حات ‪ ,‬خلفا‬
‫لبن الدين ‪ ,‬و وقع التصريح بسماعه منها ف " صحيح البخاري " فال أعلم ‪.‬‬
‫و قصة غية عائشة من خدية رضي ال عنهما ثابتة ف " صحيح البخاري "‬
‫" و مسلم " و الترمذي ( ‪ ) 363 / 2‬و أحد ( ‪ ) 154 , 150 , 118 / 6‬من‬
‫طرق عنها‬
‫‪.‬‬
‫هذا و لقد كان الباعث على ترير القول ف هذا الديث خاصة أن ال تبارك‬
‫و تعال رزقن بعد ظهر الثلثاء ف عشرين ربيع الخر سنة ‪ 1385‬طفلة جيلة ‪,‬‬
‫فلما عزمت على أن أختار لا اسا من أساء الصحابيات الكريات ‪ ,‬و قع بصري‬
‫على‬
‫هذا السم " حسانة " ‪ ,‬فمال إليه قلب ‪ ,‬لتحقيق القتداء به ( صلى ال عليه‬
‫وسلم ) ف تسميته " جثامة " به ‪ ,‬و لكن ل أبادر إل ذلك حت درست إسناد‬
‫الديث‬
‫على نو ما سبق ‪ ,‬و تققت من صحته ‪ .‬و المد ل على توفيقه ‪ ,‬و أسأله تعال أن‬
‫يعلها من الؤمنات الصالات ‪ ,‬و العابدات العالات ‪ ,‬السعيدات ف الدنيا‬
‫و الخرة ‪.‬‬
‫فقه الحاديث‬
‫‪--------------‬‬
‫قال الطبي ‪:‬‬
‫" ل ينبغي التسمية باسم قبيح العن و ل باسم يقتضي التزكية له ‪ ,‬و ل باسم‬
‫معناه السب ‪ ,‬و لو كانت الساء إنا هي أعلم للشخاص ل يقصد با حقيقة الصفة‬
‫لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالسم فيظن أنه صفة للمسمى ‪ ,‬فلذلك كان‬
‫( صلى‬
‫ال عليه وسلم ) يول السم إل ما إذا دعي به صاحبه كان صدقا ‪ .‬قال ‪ :‬و قد‬
‫غي رسول ال ( صلى ال عليه وسلم ) عدة أساء " ‪.‬‬
‫ذكره ف " الفتح " ( ‪. ) 476 / 10‬‬
‫قلت ‪ :‬و على ذلك فل يوز التسمية بعز الدين و مي الدين و ناصر الدين ‪ ,‬و نو‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫و من أقبح الساء الت راجت ف هذا العصر و يب البادرة إل تغييها لقبح‬
‫معانيها هذه الساء الت أخذ الباء يطلقونا على بناتم مثل ( وصال )‬
‫و ( سهام ) و ( ناد ) و ( غادة ) و ( فتنة ) و نو ذلك ‪ .‬و ال الستعان ‪.‬‬
‫" إنا الدينة كالكي تنفي خبثها ‪ ,‬و ينصع طيبها " ‪.‬‬ ‫‪217‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 258 , 174 / 13 , 77 / 4‬و مسلم ( ‪ ) 155 / 9‬و‬

‫مالك‬
‫( ‪ ) 84 / 3‬و النسائي ( ‪ ) 184 / 2‬و الترمذي ( ‪ ) 373 / 4‬و الطيالسي ف‬
‫" مسنده " ( ‪ ) 204 / 2‬و أحد ( ‪, 385 , 365 , 307 , 306 , 292 / 3‬‬
‫‪) 393 , 392‬‬
‫عن ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪. #‬‬
‫" أن أعرابيا بايع رسول ال صلى ال عليه وسلم على السلم فأصاب العراب‬
‫وعك بالدينة ‪ ,‬فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال أقلن‬
‫بيعت ‪ ,‬فأب رسول ال صلى ال عليه وسلم ث جاءه فقال ‪ :‬أقلن بيعت ‪ ,‬فأب‬
‫ث جاءه فقال ‪ :‬أقلن بيعت ‪ ,‬فأب ‪ ,‬فخرج العراب ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ . " ...‬فذكره ‪.‬‬

‫و له شاهد من حديث زيد بن ثابت رضي ال عنه أنه قال ف هذه الية ( فما لكم ف‬
‫النافقي فئتي ) قال ‪:‬‬
‫" رجع ناس من أصحاب النب يوم أحد ( و ف رواية ‪ :‬من أحد ) ‪ ,‬فكان الناس فيهم‬
‫فريقي ‪ ,‬فريق منهم يقول ‪ :‬اقتلهم ‪ ,‬و فريق يقول ‪ :‬ل ‪ ,‬فنلت هذه الية ( فما‬
‫لكم ف النافقي فئتي ) ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫" إنا طيبة ‪ ,‬و إنا تنفي البث ‪ ,‬كما تنفي النار خبث الديد " ‪.‬‬
‫" إنا طيبة ‪ ,‬و إنا تنفي البث ‪ ,‬كما تنفي النار خبث الديد " ‪.‬‬ ‫‪218‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 206 / 8 , 78 - 77 / 4‬و مسلم ( ‪) 156 - 155 / 9‬‬

‫و الترمذي‬
‫( ‪ ) 90 - 89 / 4‬و أحد ( ‪ ) 188 , 187 / 184 / 6‬من طريق عبد ال ابن‬
‫يزيد‬
‫و هو الطمي عن ‪ #‬زيد بن ثابت ‪. #‬‬
‫قال العلماء ‪ :‬خبث الديد ‪ :‬وسخه و قذره الذي ترجه النار منها ‪.‬‬
‫قال القاضي ‪ :‬الظهر أن هذا متص بزمن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬لنه ل يكن‬
‫يصب على الجرة و القام معه إل من ثبت إيانه ‪ ,‬و أما النافقون و جهلة‬
‫العراب فل يصبون على شدة الدينة و ل يتسبون الجر ف ذلك كما قال ذلك‬
‫العراب الذي أصابه الوعك ‪:‬‬
‫" أقلن بيعت " ‪ .‬هذا كلم القاضي ‪ .‬و هذا الذي ادعى أنه الظهر ليس بالظهر ‪,‬‬
‫لديث أب هريرة التقدم بلفظ ‪ " :‬ل تقوم الساعة حت تنفي الدينة شرارها ‪"..‬‬
‫فهذا و ال أعلم ف زمن الدجال كما جاء ف الديث الصحيح الذي ذكره مسلم ف‬
‫أواخر الكتاب ف " أحاديث الدجال " ‪ :‬أنه يقصد الدينة فترجف الدينة ثلث‬
‫رجفات يرج ال با منها كل كافر منافق ‪ .‬فيحتمل أنه متص بزمن الدجال ‪,‬‬
‫و يتمل أنه ف أزمان متفرقة ‪ .‬كذا ف " شرح مسلم " للنووي ( ‪. ) 154 / 9‬‬
‫و أقول ‪ :‬بل الظهر أن ذلك كان خاصا بزمنه صلى ال عليه وسلم لديث العراب‬
‫التقدم ‪ ,‬و ف بعض الوقات ل دائما لقول ال عز و جل ( و من أهل الدينة‬
‫مردوا على النفاق ) ‪ ,‬و النافق خبيث بل شك كما قال الافظ ‪ ,‬بل هو الراد‬
‫صراحة ف حديث زيد بن ثابت ‪ ,‬فعلى هذا فقوله ف هذه الحاديث " تنفي " ليست‬
‫للستمرار ‪ ,‬بل للتكرار ‪ ,‬فقد وقع ذلك ف زمنه صلى ال عليه وسلم ما شاء ال‬
‫و سيقع أيضا مرة أخرى زمن الدجال كما ف حديث أنس الشار إليه ‪ ,‬و إل هذا‬
‫مال‬
‫الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 70 / 4‬و ختم كلمه بقوله ‪:‬‬
‫" و أما ما بي ذلك فل " ‪.‬‬
‫فهذا هو الراجح بل الصواب ‪ ,‬و الواقع يشهد بذلك ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" كان يقبلن و هو صائم و أنا صائمة ‪ .‬يعن عائشة " ‪.‬‬ ‫‪219‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 374 / 1‬و أحد ( ‪ ) 179 / 6‬من طريقي عن سفيان عن‬
‫سعد‬
‫بن إبراهيم عن طلحة بن عبد ال يعن ابن عثمان القرشي عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬رضي ال‬
‫عنها مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط البخاري ‪.‬‬

‫ث أخرجه أحد ( ‪ ) 270 , 270 - 269 , 176 - 175 , 134 / 6‬و كذا‬
‫النسائي ف‬
‫" الكبى " ( ق ‪ ) 2 / 83‬و الطيالسي ( ‪ ) 187 / 1‬و الشافعي ف " سننه "‬
‫( ‪ ) 260 / 1‬و الطحاوي ف " شرح العان " ( ‪ ) 346 / 1‬و البيهقي ( ‪223 / 4‬‬
‫)‬
‫و أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 2 / 215‬من طرق أخرى عن سعد بن إبراهيم به‬
‫" أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقبلن ‪ ,‬فقلت ‪ :‬إن صائمة ! فقال ‪:‬‬
‫و أنا صائم ! ث قبلن " ‪.‬‬
‫و ف هذا الديث رد للحديث الذي رواه ممد بن الشعث عن عائشة قالت ‪:‬‬
‫" كان ل يس من وجهي شيئا و أنا صائمة " ‪.‬‬
‫و إسناده ضعيف كما بينته ف " الحاديث الضعيفة " رقم ( ‪. ) 962‬‬
‫و الديث عزاه الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 123 / 4‬باللفظ الثان للنسائي ‪.‬‬
‫و للشطر الثان منه طريق آخر عن عائشة رضي ال عنها ‪ ,‬يرويه إسرائيل عن زياد‬
‫عن عمرو بن ميمون عنها قالت ‪:‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبلن و أنا صائمة " ‪.‬‬
‫أخرجه الطحاوي بسند صحيح ‪ ,‬و إسرائيل هو ابن يونس بن أب إسحاق السبيعي ‪,‬‬
‫و أما زياد فهو ابن علقة ‪ .‬و قد أخرجه أحد ( ‪ ) 258 / 6‬من طريق شيبان عن‬
‫زياد بن علقة عن عمرو بن ميمون قال ‪:‬‬
‫سألت عائشة عن الرجل يقبل و هو صائم ? قالت ‪:‬‬
‫" و قد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل و هو صائم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سنده صحيح ‪ ,‬و شيبان هو ابن عبد الرحن التميمي البصري ‪ ,‬و هو على‬
‫شرط‬
‫مسلم ‪ ,‬و قد أخرجه ف " صحيحه " ( ‪ ) 136 / 3‬من طرق أخرى عن زياد دون‬
‫السؤال‬
‫و زاد " ف رمضان " و هو رواية لحد ( ‪. ) 130 / 6‬‬
‫و ف أخرى له ( ‪ ) 292 / 6‬من طريق عكرمة عنها ‪:‬‬
‫" أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقبل و هو صائم ‪ ,‬و لكم ف رسول ال أسوة‬
‫حسنة " ‪.‬‬
‫و سنده صحيح ‪ ,‬و عكرمة هو الببري مول ابن عباس و قد سع من عائشة و قد‬
‫روى‬
‫أحد ( ‪ ) 291 / 6‬عن أم سلمة مثل حديث عائشة الول ‪ .‬و سنده حسن ف "‬
‫الشواهد "‬
‫‪.‬‬
‫و الديث دليل على جواز تقبيل الصائم لزوجته ف رمضان ‪ ,‬و قد اختلف العلماء ف‬
‫ذلك على أكثر من أربعة أقوال أرجحها الواز ‪ ,‬على أن يراعى حال القبل ‪ ,‬بيث‬
‫أنه إذا كان شابا يشى على نفسه أن يقع ف الماع الذي يفسد عليه صومه ‪ ,‬امتنع‬
‫من ذلك ‪ ,‬و إل هذا أشارت السيدة عائشة رضي ال عنها ف الرواية التية عنها‬
‫" ‪ ..‬و أيكم يلك إربه " بل قد روى ذلك عنها صريا ‪ ,‬فقد أخرج الطحاوي‬
‫( ‪ ) 346 / 1‬من طريق حريث بن عمرو عن الشعب عن مسروق عنها قالت ‪ :‬ربا‬
‫قبلن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم و باشرن و هو صائم ! أما أنتم فل بأس به للشيخ‬
‫الكبي الضعيف ‪ .‬و حريث هذا أورده ابن أب حات ( ‪ ) 263 / 2 / 2‬و ل يذكر فيه‬
‫جرحا و ل تعديل ‪ ,‬بل جاء هذا مرفوعا من طرق عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يقوي‬
‫بعضها بعضا ‪ ,‬بعضها عن عائشة نفسها ‪ ,‬و يؤيده قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" دع ما يريبك إل ما ل يريبك " و لكن ينبغي أن يعلم أن ذكر الشيخ ‪ ,‬ليس على‬
‫سبيل التحديد بل التمثيل با هو الغالب على الشيوخ من ضعف الشهوة ‪ ,‬و إل‬
‫فالضابط ف ذلك قوة الشهوة و ضعفها ‪ ,‬أو ضعف الرادة و قوتا ‪ ,‬و على هذا‬
‫التفصيل نمل الروايات الختلفة عن عائشة رضي ال عنها ‪ ,‬فإن بعضها صريح عنها‬
‫ف الواز مطلقا كحديثها هذا ‪ ,‬لسيما و قد خرج جوابا على سؤال عمرو بن‬
‫ميمون‬
‫لا ف بعض الروايات ‪ .‬و قال ‪ ( :‬و لكم ف رسول ال أسوة حسنة ) و بعضها يدل‬
‫على الواز حت للشاب ‪ ,‬لقولا " و أنا صائمة " فقد توف عنها رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم و عمرها ( ‪ ) 18‬سنة ‪ ,‬و مثله ما حدثت به عائشة بنت طلحة أنا‬
‫كانت عند عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فدخل عليها زوجها عبد ال‬
‫بن عبد الرحن بن أب بكر الصديق و هو صائم ‪ ,‬فقالت له عائشة ما منعك أن تدنو‬
‫من أهلك فتقبلها و تلعبها ? فقال ‪ :‬أقبلها و أنا صائم ?! قالت ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫أخرجه مالك ( ‪ ) 274 / 1‬و عنه الطحاوي ( ‪ ) 327 / 1‬بسند صحيح ‪.‬‬
‫قال ابن حزم ( ‪: ) 211 / 6‬‬
‫" عائشة بنت طلحة كانت أجل نساء أهل زمانا ‪ ,‬و كانت أيام عائشة هي و زوجها‬
‫فتيي ف عنفوان الداثة " ‪.‬‬
‫و هذا و مثله ممول على أنا كانت تأمن عليهما ‪ ,‬و لذا قال الافظ ف‬
‫" الفتح " ( ‪ ) 123 / 4‬بعد أن ذكر هذا الديث من طريق النسائي ‪ .. " :‬فقال ‪:‬‬
‫و أنا صائم ‪ ,‬فقبلن " ‪:‬‬
‫" و هذا يؤيد ما قدمناه أن النظر ف ذلك لن ل يتأثر بالباشرة و التقبيل ل‬
‫للتفرقة بي الشاب و الشيخ ‪ ,‬لن عائشة كانت شابة ‪ ,‬نعم لا كان الشاب مظنة‬
‫ليجان الشهوة فرق من فرق " ‪.‬‬
‫" كان يقبل و هو صائم ‪ ,‬و يباشر و هو صائم ‪ ,‬و كان أملككم لربه " ‪.‬‬ ‫‪220‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ 121 - 120 / 4‬فتح ) و مسلم ( ‪ ) 135 / 3‬و الشافعي ف‬

‫" سننه "‬
‫( ‪ ) 261 / 1‬و أبو داود ( ‪ - 284 / 2‬عون ) و الترمذي ( ‪ - 48 / 2‬تفة ) و‬
‫ابن‬
‫ماجه ( ‪ 516 / 1‬و ‪ ) 517‬و الطحاوي ( ‪ ) 345 / 1‬و البيهقي ( ‪ ) 230 / 4‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 126 - 42 / 6‬من طرق عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬به ‪.‬‬
‫و ف الديث فائدة أخرى على الديث الذي قبله ‪ ,‬و هي جواز الباشرة من الصائم‬
‫‪,‬‬
‫و هي شيء زائد على القبلة ‪ ,‬و قد اختلفوا ف الراد منها هنا ‪ ,‬فقال القري ‪:‬‬
‫" قيل ‪ :‬هي مس الزوج الرأة فيما دون الفرج و قيل هي القبلة و اللمس باليد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل شك أن القبلة ليست مرادة بالباشرة هنا لن الواو تفيد الغايرة ‪,‬‬
‫فلم يبق إل أن يكون الراد با إما القول الول أو اللمس باليد ‪ ,‬و الول ‪ ,‬هو‬
‫الرجح لمرين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬حديث عائشة الخر قالت ‪ " :‬كانت إحدانا إذا كانت حائضا ‪ ,‬فأراد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر ف فور حيضتها ث‬
‫يباشرها قالت ‪ :‬و أيكم يلك إربه " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ( ‪ ) 320 / 1‬و مسلم ( ‪ ) 167 , 166 / 1‬و غيها ‪.‬‬
‫فإن الباشرة هنا هي الباشرة ف حديث الصيام فإن اللفظ واحد ‪ ,‬و الدللة واحدة‬
‫و الرواية واحدة أيضا ‪ ,‬و كما أنه ليس هنا ما يدل على تصيص الباشرة بعن دون‬
‫العن الول ‪ ,‬فكذلك المر ف حديث الصيام ‪ ,‬بل إن هناك ما يؤيد العن‬
‫الذكور ‪ ,‬و هو المر الخر ‪ ,‬و هو أن السيدة عائشة رضي ال عنها قد فسرت‬
‫الباشرة با يدل على هذا العن و هو قولا ف رواية عنها ‪:‬‬
‫" كان يباشر و هو صائم ‪ ,‬ث يعل بينه و بينها ثوبا يعن الفرج " ‪.‬‬
‫" كان يباشر و هو صائم ‪ ,‬ث يعل بينه و بينها ثوبا ‪ .‬يعن الفرج " ‪.‬‬ ‫‪221‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 59 / 6‬حدثنا ابن ني عن طلحة بن يي قال ‪ :‬حدثتن‬

‫عائشة بنت طلحة عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ‪ ...‬و‬
‫أخرجه‬
‫ابن خزية ف " صحيحه " ( ‪. ) 2 / 201 / 1‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ‪ ,‬و لول أن طلحة هذا فيه‬
‫كلم يسي من قبل حفظه ‪ ,‬لقلت ‪ :‬إنه صحيح السناد ‪ ,‬و لكن تكلم فيه بعضهم ‪,‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق يطىء " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف هذا الديث فائدة هامة و هو تفسي الباشرة بأنه مس الرأة فيما‬
‫دون الفرج ‪ ,‬فهو يؤيد التفسي الذي سبق نقله عن القاري ‪ ,‬و إن كان حكاه بصيغة‬
‫التمريض ( قيل ) ‪ :‬فهذا الديث يدل على أنه قول معتمد ‪ ,‬و ليس ف أدلة الشريعة‬
‫ما ينافيه ‪ ,‬بل قد وجدنا ف أقوال السلف ما يزيده قوة ‪ ,‬فمنهم راوية الديث‬
‫عائشة نفسها رضي ال عنها ‪ ,‬فروى الطحاوي ( ‪ ) 347 / 1‬بسند صحيح عن‬
‫حكيم‬
‫بن عقال أنه قال ‪ :‬سألت عائشة ‪ :‬ما يرم علي من امرأت و أنا صائم ? قالت ‪:‬‬
‫فرجها و حكيم هذا وثقه ابن حبان و قال العجيلي ‪ " :‬بصري تابعي ثقة " ‪.‬‬
‫و قد علقه البخاري ( ‪ 120 / 4‬بصيغة الزم ‪ " :‬باب الباشرة للصائم ‪ ,‬و قالت‬
‫عائشة رضي ال عنها ‪ :‬يرم عليه فرجها " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ‪:‬‬
‫" وصله الطحاوي من طريق أب مرة مول عقيل عن حكيم بن عقال ‪ ....‬و إسناده‬
‫إل‬
‫حكيم صحيح ‪ ,‬و يؤدي معناه أيضا ما رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن مسروق‬
‫‪ :‬سألت‬
‫عائشة ‪ :‬ما يل للرجل من امرأته صائما ? قالت ‪ .‬كل شيء إل الماع " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ذكره ابن حزم ( ‪ ) 211 / 6‬متجا به على من كره الباشرة للصائم ‪ ,‬ث‬
‫تيسر ل الرجوع إل نسخة " الثقات " ف الكتبة الظاهرية ‪ ,‬فرأيته يقول فيه‬
‫( ‪: ) 25 / 1‬‬
‫" يروي عن ابن عمر ‪ ,‬روى عنه قتادة ‪ ,‬و قد سع حكيم من عثمان بن عفان " ‪.‬‬
‫و وجدت بعض الحدثي قد كتب على هامشه ‪:‬‬
‫" العجلي ‪ :‬هو بصري تابعي ثقة " ‪.‬‬
‫ث ذكر ابن حزم عن سعيد بن جبي أن رجل قال لبن عباس ‪ :‬إن تزوجت ابنة عم‬
‫ل‬
‫جيلة ‪ ,‬فبن ب ف رمضان ‪ ,‬فهل ل ‪ -‬بأب أنت و أمي ‪ -‬إل قبلتها من سبيل ?‬
‫فقال له ابن عباس ‪ :‬هل تلك نفسك ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬قبل ‪ ,‬قال ‪ :‬فبأب أنت‬
‫و أمي هل إل مباشرتا من سبيل ?!قال ‪ :‬هل تلك نفسك ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فباشرها ‪ ,‬قال ‪ :‬فهل ل أن أضرب بيدي على فرجها من سبيل ? قال ‪ :‬و هل تلك‬
‫نفسك‬
‫? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬اضرب ‪.‬‬
‫قال ابن حزم ‪ " :‬و هذه أصح طريق عن ابن عباس " ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬و من طريق صحاح عن سعد بن أب وقاص أنه سئل أتقبل و أنت صائم ?‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬و أقبض على متاعها ‪ ,‬و عن عمرو بن شرحبيل أن ابن مسعود كان‬
‫يباشر‬
‫امرأته نصف النهار و هو صائم ‪ .‬و هذه أصح طريق عن ابن مسعود " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬أثر ابن مسعود هذا أخرجه ابن أب شيبة ( ‪ ) 2 / 167 / 2‬بسند صحيح‬
‫على‬
‫شرطهما ‪ ,‬و أثر سعد هو عنده بلفظ " قال ‪ :‬نعم و آخذ بهازها " و سنده صحيح‬
‫على‬
‫شرط مسلم ‪ ,‬و أثر ابن عباس عنده أيضا و لكنه متصر بلفظ ‪:‬‬
‫" فرخص له ف القبلة و الباشرة و وضع اليد ما ل يعده إل غيه " ‪.‬‬
‫و سنده صحيح على شرط البخاري ‪.‬‬
‫و روى ابن أب شيبة ( ‪ ) 1 / 170 / 2‬عن عمرو بن هرم قال ‪:‬‬
‫سئل جابر بن زيد عن رجل نظر إل امرأته ف رمضان فأمن من شهوتا هل يفطر ?‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ,‬و يتم صومه " ‪.‬‬
‫و ترجم ابن خزية للحديث بقوله ‪:‬‬
‫" باب الرخصة ف الباشرة الت هي دون الماع للصائم ‪ ,‬و الدليل على أن اسم‬
‫الواحد قد يقع على فعلي أحدها مباح ‪ ,‬و الخر مظور " ‪.‬‬
‫" من تفل تاه القبلة جاء يوم القيامة و تفلته بي عينيه " ‪.‬‬ ‫‪222‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ - 425 / 3‬عون ) و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 332‬من‬
‫طريق‬
‫ابن خزية عن جرير عن أب إسحاق الشيبان عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش‬
‫عن‬
‫‪ #‬حذيفة بن اليمان ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬غي زر فمن رجال‬
‫مسلم‬
‫وحده ‪ .‬و جرير هو ابن عبد الميد الضب الكوف ‪ ,‬و أبو إسحاق هو سليمان بن‬
‫أب سليمان الكوف ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد بلفظ ‪:‬‬
‫" ييء صاحب النخامة ف القبلة يوم القيامة و هي ف وجهه " ‪.‬‬
‫" ييء صاحب النخامة ف القبلة يوم القيامة و هي ف وجهه " ‪.‬‬ ‫‪223‬‬

‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ : ) 333‬أخبنا عبد الرحن بن زياد الكنان‬
‫‪ -‬بالبلة ‪ -‬حدثنا السن بن ممد بن الصباح ‪ :‬حدثنا شبابة حدثنا عاصم ابن ممد‬
‫عن ممد بن سوقة عن نافع عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال البخاري غي الكنان هذا‬
‫‪,‬‬
‫فلم أجد له الن ترجة ‪ ,‬لكنه ل يتفرد به ‪ ,‬فقد عزاه النذري ف " الترغيب "‬
‫( ‪ ) 122 / 1‬للبزار و ابن خزية و ابن حبان ف " صحيحيهما ‪ ,‬و ابن خزية من‬
‫طبقة الكنان الذكور فالغالب أنه رواه من غي طريقه ‪ ,‬إما عن ابن الصباح‬
‫مباشرة أو عن غيه ‪ ,‬و أما البزار فطريقه غي طريق الكنان قطعا ‪ ,‬فإن ف‬
‫إسناده عاصم بن عمر كما ذكر اليثمي ( ‪ , ) 19 / 2‬و قال ‪ " :‬ضعفه البخاري‬
‫و جاعة ‪ ,‬و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف " التقريب " ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و لكنه إن ل يفد ف تقوية الديث كشاهد أو متابع ‪ ,‬فهو على القل ل يضر‬
‫و الديث صحيح على كل حال ‪.‬‬
‫و ف الديث دللة على تري البصاق إل القبلة مطلقا ‪ ,‬سواء ذلك ف السجد‬
‫أو ف غيه ‪ ,‬و على الصلي و غيه ‪ ,‬كما قال الصنعان ف " سبل السلم "‬
‫( ‪ . ) 230 / 1‬قال ‪:‬‬
‫" و قد جزم النووي بالنع ف كل حالة داخل الصلة و خارجها و ف السجد‬
‫أو غيه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو الصواب ‪ ,‬و الحاديث الواردة ف النهي عن البصق ف الصلة تاه‬
‫القبلة كثية مشهورة ف الصحيحي و غيها ‪ ,‬و إنا آثرت هذا دون غيه ‪ ,‬لعزته‬
‫و قلة من أحاط علمه به ‪ .‬و لن فيه أدبا رفيعا مع الكعبة الشرفة ‪ ,‬طالا غفل‬
‫عنه كثي من الاصة ‪ ,‬فضل عن العامة ‪ ,‬فكم رأيت ف أئمة الساجد من يبصق إل‬
‫القبلة من نافذة السجد !‬
‫و ف الديث أيضا فائدة هامة و هي الشارة إل أن النهي عن استقبال القبلة ببول‬
‫أو غائط إنا هو مطلق يشمل الصحراء و البنيان ‪ ,‬لنه إذا أفاد الديث أن البصق‬
‫تاه القبلة ل يوز مطلقا ‪ ,‬فالبول و الغائط مستقبل لا ل يوز بالول ‪,‬‬
‫فمن العجائب إطلق النووي النهي ف البصق ‪ ,‬و تصيصه ف البول و الغائط !‬
‫( إن ف ذلك لذكري لن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ) ‪.‬‬
‫" الصوم يوم تصومون ‪ ,‬و الفطر يوم تفطرون ‪ ,‬و الضحى يوم تضحون " ‪.‬‬ ‫‪224‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ - 37 / 2‬تفة ) عن إسحاق بن جعفر بن ممد قال ‪:‬‬

‫حدثن عبد ال بن جعفر عن عثمان بن ممد عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬هذا حديث غريب حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ف عثمان بن ممد و هو ابن الغية‬
‫ابن الخنس كلم يسي ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق له أوهام " ‪.‬‬
‫و عبد ال بن جعفر هو ابن عبد الرحن بن السور الخرمي الدن و هو ثقة روى‬
‫له مسلم ‪.‬‬
‫و إسحاق بن جعفر بن ممد هو الاشي العفري ‪ ,‬و هو صدوق كما ف " التقريب "‬
‫و قد تابعه أبو سعيد مول بن هاشم و هو ثقة من رجال البخاري قال ‪ :‬حدثنا‬
‫عبد ال بن جعفر الخرمي به ‪ ,‬دون الملة الوسطى ‪ " :‬و الفطر يوم تفطرون " ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي ف " سننه " ( ‪. ) 252 / 4‬‬
‫و للحديث طريق أخرى عن أب هريرة ‪ ,‬فقال ابن ماجه ( ‪: ) 509 / 1‬‬
‫" حدثنا ممد بن عمر القرىء حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا حاد بن زيد عن أيوب‬
‫عن‬
‫ممد بن سيين عن أب هريرة به دون الملة الول ‪.‬‬
‫و هذا سند رجاله كلهم ثقات غي ممد بن عمر القرىء و ل يعرف كما ف‬
‫" التقريب " و أرى أنه وهم ف قوله " ممد بن سيين " و إنا هو " ممد بن‬
‫النكدر " هكذا رواه العباس بن ممد بن هارون و علي بن سهل قال ‪ :‬أنبأنا إسحاق‬
‫بن عيسى الطباع عن حاد بن زيد عن أيوب عن ممد بن النكدر عن أب هريرة به ‪.‬‬
‫أخرجه الدارقطن ف " سننه " ( ‪. ) 258 - 257‬‬
‫و هكذا رواه ممد بن عبيد و هو ابن حساب ثقة من رجال مسلم عن حاد ابن زيد‬
‫به ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ : ) 366 / 1‬حدثنا ممد بن عبيد به ‪.‬‬
‫و هكذا رواه روح بن القاسم و عبد الوارث و معمر عن ممد بن النكدر به ‪.‬‬
‫أخرجه الدارقطن و أبو علي الروي ف " الول من الثان من الفوائد "‬
‫( ق ‪ ) 1 / 20‬عن روح ‪.‬‬
‫و أخرجه البيهقي عن عبد الوارث ‪.‬‬
‫و أخرجه الروي عن معمر قرنه مع روح ‪ ,‬رواه عنهما يزيد بن زريع ‪ ,‬و قد خالفه‬
‫ف‬
‫روايته عن معمر يي بن اليمان فقال ‪ :‬عن معمر عن ممد بن النكدر عن عائشة‬
‫قالت ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره دون الملة الول أيضا ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 71 / 2‬و الدارقطن ( ‪. ) 258‬‬
‫" سألت ممدا ‪ -‬يعن البخاري ‪ -‬قلت له ‪ :‬ممد بن النكدر سع من عائشة ? قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ,‬يقول ف حديثه سعت عائشة ‪ .‬قال الترمذي ‪ :‬و هذا حديث حسن غريب من‬
‫هذا‬
‫الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كذا قال الترمذي ‪ ,‬و هو عندي ضعيف من هذا الوجه ‪ ,‬لن يي ابن اليمان‬
‫ضعيف من قبل حفظه ‪ ,‬و ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق عابد ‪ ,‬يطىء كثيا و قد تغي‬
‫"‬
‫قلت ‪ :‬و مع ذلك فقد خالفه يزيد بن زريع و هو ثقة ثبت فقال عن معمر عن ممد‬
‫بن النكدر عن أب هريرة ‪ ,‬و هذا هو الصواب بل ريب ‪ ,‬أنه من مسند أب هريرة ‪,‬‬
‫ليس من مسند عائشة ‪ ,‬و إذا كان كذلك فهو منقطع لن ابن النكدر ل يسمع من‬
‫أب هريرة كما قال البزار و غيه ‪ ,‬و إذا كان كذلك فلم يسمع من عائشة أيضا‬
‫لنا ماتت قبل أب هريرة و بذلك جزم الافظ ف " التهذيب " ‪ ,‬فهو منقطع على‬
‫كل‬
‫حال ‪ .‬و قد روى حديث عائشة موقوفا عليها ‪ ,‬أخرجه البيهقي من طريق أب حنيفة‬
‫قال ‪ .‬حدثن علي بن القمر عن مسروق قال ‪:‬‬
‫" دخلت على عائشة يوم عرفة فقالت ‪ :‬اسقوا مسروقا سويقا ‪ ,‬و أكثروا حلواه ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إن ل ينعن أن أصوم اليوم إل أن خفت أن يكون يوم النحر ‪,‬‬
‫فقالت عائشة ‪ :‬النحر يوم ينحر الناس ‪ ,‬و الفطر يوم يفطر الناس " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد با قبله ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫قال الترمذي عقب الديث ‪:‬‬
‫" و فسر بعض أهل العلم هذا الديث ‪ ,‬فقال ‪ :‬إنا معن هذا الصوم و الفطر مع‬
‫الماعة و عظم الناس " ‪ .‬و قال الصنعان ف " سبل السلم " ( ‪: ) 72 / 2‬‬
‫" فيه دليل على أنه يعتب ف ثبوت العيد الوافقة للناس ‪ ,‬و أن التفرد بعرفة‬
‫يوم العيد بالرؤية يب عليه موافقة غيه ‪ ,‬و يلزمه حكمهم ف الصلة و الفطار‬
‫و الضحية " ‪.‬‬
‫و ذكر معن هذا ابن القيم رحه ال ف " تذيب السنن " ( ‪ , ) 214 / 3‬و قال ‪:‬‬
‫" و قيل ‪ :‬فيه الرد على من يقول إن من عرف طلوع القمر بتقدير حساب النازل‬
‫جاز‬
‫له أن يصوم و يفطر ‪ ,‬دون من ل يعلم ‪ ,‬و قيل ‪ :‬إن الشاهد الواحد إذا رأى اللل‬
‫و ل يكم القاضي بشهادته أنه ل يكون هذا له صوما ‪ ,‬كما ل يكن للناس " ‪.‬‬
‫و قال أبو السن السندي ف " حاشيته على ابن ماجه " بعد أن ذكر حديث أب‬
‫هريرة‬
‫عند الترمذي ‪:‬‬
‫" و الظاهر أن معناه أن هذه المور ليس للحاد فيها دخل ‪ ,‬و ليس لم التفرد‬
‫فيها ‪ ,‬بل المر فيها إل المام و الماعة ‪ ,‬و يب على الحاد اتباعهم للمام‬
‫و الماعة ‪ ,‬و على هذا ‪ ,‬فإذا رأى أحد اللل ‪ ,‬و رد المام شهادته ينبغي أن ل‬
‫يثبت ف حقه شيء من هذه المور ‪ ,‬و يب عليه أن يتبع الماعة ف ذلك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا العن هو التبادر من الديث ‪ ,‬و يؤيده احتجاج عائشة به على‬
‫مسروق‬
‫حي امتنع من صيام يوم عرفة خشية أن يكون يوم النحر ‪ ,‬فبينت له أنه ل عبة‬
‫برأيه و أن عليه اتباع الماعة فقالت ‪:‬‬
‫" النحر يوم ينحر الناس ‪ ,‬و الفطر يوم يفطر الناس " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا هو اللئق بالشريعة السمحة الت من غاياتا تميع الناس و توحيد‬
‫صفوفهم ‪ ,‬و إبعادهم عن كل ما يفرق جعهم من الراء الفردية ‪ ,‬فل تعتب الشريعة‬
‫رأي الفرد ‪ -‬و لو كان صوابا ف وجهة نظره ‪ -‬ف عبادة جاعية كالصوم و التعبيد‬
‫و صلة الماعة ‪ ,‬أل ترى أن الصحابة رضي ال عنهم كان يصلي بعضهم وراء‬
‫بعض‬
‫و فيهم من يرى أن مس الرأة و العضو و خروج الدم من نواقض الوضوء ‪ ,‬و منهم‬
‫من‬
‫ل يرى ذلك ‪ ,‬و منهم من يتم ف السفر ‪ ,‬و منهم من يقصر ‪ ,‬فلم يكن اختلفهم‬
‫هذا‬
‫و غيه ليمنعهم من الجتماع ف الصلة وراء المام الواحد ‪ ,‬و العتداد با ‪,‬‬
‫و ذلك لعلمهم بأن التفرق ف الدين شر من الختلف ف بعض الراء ‪ ,‬و لقد بلغ‬
‫المر ببعضهم ف عدم العتداد بالرأي الخالف لرأى المام العظم ف الجتمع‬
‫الكب كمن ‪ ,‬إل حد ترك العمل برأيه إطلقا ف ذلك الجتمع فرارا ما قد ينتج‬
‫من الشر بسبب العمل برأيه ‪ ,‬فروى أبو داود ( ‪ ) 307 / 1‬أن عثمان رضي ال‬
‫عنه‬
‫صلى بن أربعا ‪ ,‬فقال عبد ال بن مسعود منكرا عليه ‪ :‬صليت مع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ركعتي ‪ ,‬و مع أب بكر ركعتي ‪ ,‬و مع عمر ركعتي ‪ ,‬و مع عثمان صدرا‬
‫من إمارته ث أتها ‪ ,‬ث تفرقت بكم الطرق فلوددت أن ل من أربع ركعات ركعتي‬
‫متقبلتي ‪ ,‬ث إن ابن مسعود صلى أربعا ! فقيل له ‪ :‬عبت على عثمان ث صليت‬
‫أربعا ?! قال ‪ :‬اللف شر ‪ .‬و سنده صحيح ‪ .‬و روى أحد ( ‪ ) 155 / 5‬نو هذا‬
‫عن‬
‫أب ذر رضي ال عنهم أجعي ‪.‬‬
‫فليتأمل ف هذا الديث و ف الثر الذكور أولئك الذين ل يزالون يتفرقون ف‬
‫صلواتم ‪ ,‬و ل يقتدون ببعض أئمة الساجد ‪ ,‬و خاصة ف صلة الوتر ف رمضان ‪,‬‬
‫بجة كونم على خلف مذهبهم ! و بعض أولئك الذين يدعون العلم بالفلك ‪ ,‬من‬
‫يصوم‬
‫و يفطر وحده متقدما أو متأخرا عن جاعة السلمي ‪ ,‬معتدا برأيه و علمه ‪ ,‬غي‬
‫مبال بالروج عنهم ‪ ,‬فليتأمل هؤلء جيعا فيما ذكرناه من العلم ‪ ,‬لعلهم يدون‬
‫شفاء لا ف نفوسهم من جهل و غرور ‪ ,‬فيكونوا صفا واحدا مع إخوانم السلمي‬
‫فإن‬
‫يد ال مع الماعة ‪.‬‬
‫" إذا ول الرجل ف بيته فليقل ‪ :‬اللهم إن أسألك خي الول ‪ ,‬و خي الخرج ‪,‬‬ ‫‪225‬‬
‫بسم ال ولنا ‪ ,‬و بسم ال خرجنا ‪ ,‬و على ال ربنا توكلنا ‪ ,‬ث ليسلم على‬
‫أهله " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ف " سننه " ( رقم ‪ ) 5096‬عن إساعيل ‪ :‬حدثن ضمضم عن‬
‫شريح عن‬
‫‪ #‬أب مالك الشعري ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و إساعيل هو ابن عياش ‪ ,‬و هو‬
‫صحيح‬
‫الديث عن الشاميي ‪ ,‬و هذا منها ‪ ,‬فإن ضمضم و هو ابن زرعة بن ثوب شامي‬
‫حصي ‪.‬‬
‫و شريح هو ابن عبيد الضرمي المصي ثقة ‪ ,‬فالسند كله شامي حصي ‪.‬‬
‫( تنبيه ) الديث كما ترى من أوراد دخول البيت ‪ ,‬و بذلك ترجم له أبو داود ‪,‬‬
‫فأورده ف " باب ما جاء فيمن دخل بيت ما يقول " و ف مثله أورده النووي و‬
‫صديق‬
‫خان و غيها ‪ .‬و قد وهم شيخ السلم ابن تيمية رحه ال حيث جعل الديث من‬
‫أوراد الدخول إل السجد ‪ ,‬فإنه قال ف " الرد على الخنائي " ( ص ‪: ) 95‬‬
‫" و عن ممد بن سيين ‪ :‬كان الناس يقولون إذا دخلوا السجد ‪ :‬صلى ال و‬
‫ملئكته على ممد ‪ ,‬السلم عليك أيها النب و رحة ال و بركاته ‪ ,‬بسم ال‬
‫دخلنا ‪ ,‬و بسم ال خرجنا ‪ ,‬و على ال توكلنا ‪ ,‬و كانوا يقولون إذا خرجوا مثل‬
‫ذلك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فقال ابن تيمية بعد أن ذكر هذا ‪:‬‬

‫" قلت ‪ :‬هذا فيه حديث مرفوع ف " سنن أب داود " و غيه أنه يقال عند دخول‬
‫السجد ‪ :‬اللهم إن أسألك خي الول ‪. " ...‬‬
‫و عزاه مرجه فضيلة الشيخ اليمان لسنن أب داود و ل يتنبه لذا الذي نبهنا‬
‫عليه ‪.‬‬
‫" لن يطعن ف رأس رجل بخيط من حديد خي من أن يس امرأة ل تل له " ‪.‬‬ ‫‪226‬‬
‫رواه الرويان ف " مسنده " ( ‪ : ) 2 / 227‬أنبأنا نصر بن علي ‪ :‬أنبأنا ‪ ,‬أب ‪,‬‬
‫أنبأنا شداد ابن سعيد عن أب العلء قال ‪ :‬حدثن ‪ #‬معقل بن يسار ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخي غي شداد بن سعيد‬
‫‪ ,‬فمن‬
‫رجال مسلم وحده ‪ ,‬و فيه كلم يسي ل ينل به حديثه عن رتبة السن ‪ ,‬و لذلك‬
‫فإن‬
‫مسلما إنا أخرج له ف الشواهد و قال الذهب ف " اليزان " ‪ " :‬صال الديث "‬
‫و أبو العلء هو يزيد بن عبد ال بن الشخي ‪.‬‬
‫و الديث قال النذري ف " الترغيب " ( ‪: ) 66 / 3‬‬
‫" رواه الطبان ‪ ,‬و البيهقي ‪ ,‬و رجال الطبان ثقات رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و قد روي مرسل من حديث عبد ال بن أب زكريا الزاعي ‪ .‬قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫" لن يقرع الرجل قرعا يلص إل عظم رأسه خي له من أن تضع امرأة يدها على‬
‫رأسه‬
‫ل تل له ‪ ,‬و لن يبص الرجل برصا حت يلص البص إل عظم ساعده خي له من‬
‫أن‬
‫تضع امرأة يدها على ساعده ل تل له " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو نعيم ف " الطب " ( ‪ ) 34 - 33 / 2‬عن هشيم عن داود بن عمرو أنبأ‬
‫عبد ال بن أب زكريا الزاعي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا مع إرساله أو إعضاله ‪ ,‬فإن هشيما كان مدلسا و قد عنعنه ‪.‬‬
‫( الخيط ) بكسر اليم و فتح الياء ‪ :‬هو ما ياط به كالبرة و السلة و نوها‬
‫‪.‬‬
‫و ف الديث وعيد شديد لن مس امرأة ل تل له ‪ ,‬ففيه دليل على تري مصافحة‬
‫النساء لن ذلك ما يشمله الس دون شك ‪ ,‬و قد بلي با كثي من السلمي ف هذا‬
‫العصر و فيهم بعض أهل العلم ‪ ,‬و لو أنم استنكروا ذلك بقلوبم ‪ ,‬لان الطب‬
‫بعض‬
‫الشيء ‪ ,‬و لكنهم يستحلون ذلك ‪ ,‬بشت الطرق و التأويلت ‪ ,‬و قد بلغنا أن‬
‫شخصية‬
‫كبية جدا ف الزهر قد رآه بعضهم يصافح النساء ‪ ,‬فإل ال الشتكى من غربة‬
‫السلم ‪.‬‬
‫بل إن بعض الحزاب السلمية ‪ ,‬قد ذهبت إل القول بواز الصافحة الذكورة ‪,‬‬
‫و فرضت على كل حزب تبنيه ‪ ,‬و احتجت لذلك با ل يصلح ‪ ,‬معرضة عن العتبار‬
‫بذا‬
‫الديث ‪ ,‬و الحاديث الخرى الصرية ف عدم مشروعية الصافحة ‪ ,‬و سيأت‬
‫ذكرها‬
‫إن شاء ال تعال برقم ( ‪ 526‬و ‪. ) 527‬‬
‫" ما ينعك أن تسمعي ما أوصيك ( به ) ? ( أن ) تقول إذا أصبحت و إذا أمسيت ‪:‬‬ ‫‪227‬‬
‫يا حي يا قيوم برحتك أستغيث ‪ ,‬و أصلح ل شأن كله ‪ ,‬و ل تكلن إل نفسي طرفة‬
‫عي أبدا " ‪.‬‬
‫رواه ابن السن ف " عمل اليوم و الليلة " ( رقم ‪ ) 46‬و البيهقي ف " الساء "‬
‫( ‪ ) 112‬من طريق زيد بن الباب ‪ :‬حدثنا عثمان بن موهب ( ف الصل ‪ :‬وهب و‬
‫هو‬
‫تصحيف ) مول بن هاشم قال ‪ :‬سعت ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬رضي ال عنه يقول ‪:‬‬
‫قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لفاطمة رضي ال عنها ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات غي عثمان بن موهب و هو غي عثمان‬
‫بن عبد ال بن موهب قال ابن أب حات ( ‪ ) 169 / 3‬عن أبيه ‪ " :‬صال الديث " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬مقبول " ‪.‬‬
‫و الديث رواه النسائي أيضا ف " الكبى " له و البزار كما ف " الترغيب "‬
‫( ‪ ) 232 / 1‬و قال ‪ " :‬بإسناد صحيح " ‪.‬‬
‫و رواه الاكم أيضا و صححه على شرط الشيخي و وافقه الذهب لوهم وقع لما‬
‫بينته‬
‫ف " التعليق الرغيب " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ( ‪: ) 117 / 10‬‬
‫" رواه البزار و رجاله رجال الصحيح غي عثمان بن موهب و هو ثقة " ‪.‬‬
‫" ل يقوم الرجل للرجل من ملسه ‪ ,‬و لكن افسحوا يفسح ال لكم " ‪.‬‬ ‫‪228‬‬
‫أخرجه المام أحد ف " مسنده " ( ‪ : ) 483 / 2‬حدثنا سريج حدثنا فليح عن‬
‫أيوب‬
‫بن عبد الرحن بن صعصعة النصاري عن يعقوب بن أب يعقوب عن ‪ #‬أب هريرة ‪#‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن ‪ ,‬رجاله موثقون ‪.‬‬

‫أما يعقوب بن أب يعقوب ‪ ,‬فقال ف " التهذيب " ‪:‬‬
‫" قال أبو حات ‪ :‬صدوق ‪ ,‬و ذكره ابن حبان ف الثقات "‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد ترجه ابن أب حات ف " الرح و التعديل " ‪ ,‬لكن ل يذكر قول أبيه‬
‫" صدوق " ‪.‬‬
‫و أما ابن صعصعة ‪ ,‬فقد ذكره ابن حبان ف " الثقات " و روى عنه جاعة ‪ ,‬و قال‬
‫الزرجي ف " اللصة " و الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق " ‪.‬‬
‫و أما بقية الرجال فمن رجال الشيخي ‪.‬‬
‫و للحديث شاهدان ذكرها الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 53 / 11‬و فاته هذا الديث‬
‫الشهود له ! فقال تعليقا على قول البخاري ‪:‬‬
‫" و كان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من ملسه ‪ ,‬ث يلس مكانه " قال ‪:‬‬
‫" أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " بلفظ ‪ :‬و كان ابن عمر إذا قام له رجل من‬
‫ملسه ل يلس فيه ‪ .‬و كذا أخرجه مسلم ‪ .‬و قد ورد ذلك عن ابن عمر مرفوعا ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود من طريق أب الصيب و اسه زياد بن عبد الرحن عن ابن عمر ‪:‬‬
‫جاء‬
‫رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام له رجل من ملسه فذهب ليجلس ‪,‬‬
‫فنهاه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬و له أيضا من طريق سعيد بن أب السن ‪ :‬جاءنا‬
‫أبو بكرة فقام له رجل من ملسه ‪ ,‬فأب أن يلس فيه و قال ‪ :‬إن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم نى عن ذا ‪ .‬و أخرجه الاكم و صححه من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ما عزاه للدب الفرد هو عنده ( رقم ‪ ) 1153‬بسند صحيح على شرط‬
‫الشيخي‬
‫و هو عقب حديثه الرفوع بلفظ ‪:‬‬
‫( نى النب صلى ال عليه وسلم أن يقيم الرجل من الجلس ث يلس فيه ) ‪.‬‬
‫و هو عند مسلم أيضا ‪.‬‬
‫و ما عزاه لب داود من حديث ابن عمر هو عنده ( ‪ ) 406 / 4‬بإسناد رجاله كلهم‬
‫ثقات غي أب الصيب قال أبو داود عقبه كما قال الافظ ‪:‬‬
‫" اسه زياد بن عبد الرحن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد أورده ابن أب حات ( ‪ ) 538 / 2 / 1‬و ل يذكر جرحا و ل تعديل ‪,‬‬
‫و ذكره ابن حبان ف " الثقات " و ف " التقريب " ‪ " :‬مقبول " ‪.‬‬
‫و الديث سكت عليه النذري ف " متصر السنن " ( ‪ , ) 184 / 7‬فهو ف الشواهد‬
‫ل‬
‫بأس به إن شاء ال تعال ‪ .‬و صححه أحد شاكر ف تعليقه على " السند " !‬
‫و أما حديث أب بكرة ‪ ,‬فرجاله ثقات أيضا من رجال الشيخي غي أب عبد ال مول‬
‫لل أب بردة فحاله كحال أب الصيب ‪ ,‬أورده ابن أب حات أيضا ( ‪/ 2 / 4‬‬
‫‪) 401‬‬
‫و ل يذكر فيه جرحا ‪ ,‬و قال الافظ ‪ " :‬مقبول " ‪ .‬و ف " الفتح " ( ‪: ) 53 / 11‬‬
‫" بصري ل يعرف " ‪.‬‬
‫و من هذا الوجه أخرجه الاكم ( ‪ ) 272 / 4‬لكن لفظه مثل لفظ ابن عمر الذي ف‬
‫الصحيح ‪ " :‬ل يقيم الرجل الرجل من ملسه ث يقعد فيه " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و مداره على شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن أب عبد ال مول آل أب بردة‬
‫عن سعيد بن أب السن ‪.‬‬
‫و قد اختلف عليه مسلم بن إبراهيم عند أب داود ‪ ,‬و عمرو بن مرزوق عند الاكم‬
‫‪,‬‬
‫فقال الول عنه بلفظ نو لفظ ابن عمر عند أب داود كما تقدم ‪ ,‬و قال عمرو‬
‫بن مرزوق مثل لفظ ابن عمر ف " الصحيح " ‪ ,‬و إذا اختلف هذا مع مسلم بن‬
‫إبراهيم‬
‫فمسلم أرجح رواية من عمرو ‪ ,‬لن مسلما ثقة مأمون ‪ ,‬و أما عمرو فثقة له أوهام‬
‫كما ف التقريب ‪ ,‬فروايته مرجوحة ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و جلة القول ‪ :‬إن حديث أب هريرة صحيح بشاهديه الذكورين ‪.‬‬

‫و هو ظاهر الدللة على أنه ليس من الداب السلمية أن يقوم الرجل عن ملسه‬
‫ليجلس فيه غيه ‪ ,‬يفعل ذلك احتراما له ‪ ,‬بل عليه أن يفسح له ف الجلس و أن‬
‫يتزحزح له إذا كان اللوس على الرض بلف ما إذا كان على الكرسي ‪ ,‬فذلك‬
‫غي‬
‫مكن ‪ ,‬فالقيام و الالة هذه مالف لذا التوجيه النبوي الكري ‪ .‬و لذلك كان‬
‫ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من ملسه ‪ ,‬ث يلس هو فيه كما تقدم عن البخاري ‪,‬‬
‫و الكراهة هو أقل ما يدل عليه قوله " ل يقوم الرجل للرجل ‪ " ...‬فإنه نفي بعن‬
‫النهي ‪ ,‬و الصل فيه التحري ل الكراهة ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫ث إنه ل منافاة بي هذا الديث و بي حديث ابن عمر التقدم ف " الصحيح " ‪,‬‬
‫لن فيه زيادة حكم عليه ‪ ,‬و الصل أنه يؤخذ بالزائد فالزائد من الحكام ‪,‬‬
‫و حديث ابن عمر إنا فيه النهي عن القامة ‪ ,‬و ليس فيه ني الرجل عن القيام ‪,‬‬
‫بلف هذا الديث ففيه هذا النهي و ليس فيه النهي الول إل ضمنا ‪ ,‬فإنه إذا‬
‫كان قد ني عن القيام فلن ينهى عن القامة من باب أول ‪ .‬و هذا بي ل يفى إن‬
‫شاء ال تعال ‪ ,‬و عليه يدل حديث ابن عمر فإنه مع أنه روى النهي عن القامة‬
‫كان يكره اللوس ف ملس من قام عنه له ‪ ,‬و إن كان هو ل يقمه ‪ ,‬و لعل ذلك سدا‬
‫للذريعة و خشية أن يوحي إل الالس بالقيام و لو ل يقمه مباشرة و ال أعلم ‪.‬‬
‫" إذا دخل أحدكم السجد و الناس ركوع ‪ ,‬فليكع ‪ ,‬حي يدخل ث يدب راكعا‬ ‫‪229‬‬
‫حت‬
‫يدخل ف الصف ‪ ,‬فإن ذلك السنة " ‪.‬‬
‫رواه الطبان ف " الوسط " ( ‪ 1 / 33 / 1‬من " زوائد العجمي " ‪ :‬الوسط‬
‫و الصغي ) ‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن نصر حدثنا حرملة بن يي حدثنا ابن وهب أخبن ابن جريج عن‬
‫عطاء‬
‫أنه سع ‪ #‬ابن الزبي ‪ #‬على النب يقول ‪ :‬فذكره موقوفا ‪.‬‬
‫قال عطاء ‪ :‬و قد رأيته يصنع ذلك ‪ ,‬قال ابن جريج و قد رأيت عطاء يصنع ذلك ‪.‬‬
‫قال الطبان ‪:‬‬
‫" ل يروى عن ابن الزبي إل بذا السناد تفرد به حرملة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة من رجال مسلم ‪ ,‬و من فوقه ثقات من رجال الشيخي ‪ ,‬و ممد‬
‫بن نصر‬
‫هو ابن حيد الوازع البزار ‪ ,‬و ساه غي الطبان أحد كما ذكر الطيب‬
‫( ج ‪ 3‬ترجته ‪ , 1411‬و ج ‪ 5‬ترجته ‪ ) 2625‬و قال ‪ :‬و كان ثقة ‪.‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالسند صحيح إن كان ابن جريج سعه من عطاء فقد كان مدلسا و قد عنعنه‬
‫‪,‬‬
‫و لكن قوله ف آخر الديث ‪ " :‬و قد رأيت عطاء يصنع ذلك " ما يشعر أنه تلقى‬
‫ذلك‬
‫عنه مباشرة ‪ ,‬لنه يبعد جدا أن يكون سعه عنه بالواسطة ث يراه يعمل با حدث به‬
‫عنه ‪ ,‬ث ل يسأله عن الديث و ل يعلو به ‪ .‬هذا بعيد جدا ‪ ,‬فالصواب أن السناد‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫و الديث أخرجه الاكم ( ‪ ) 214 / 1‬و عنه البيهقي ( ‪ ) 106 / 3‬من طريق‬
‫سعيد‬
‫بن الكم بن أب مري أخبن عبد ال بن وهب به ‪.‬‬
‫" صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫و ما يشهد لصحته عمل الصحابة به من بعد النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬منهم‬
‫أبو بكر الصديق ‪ ,‬و زيد بن ثابت ‪ ,‬و عبد ال بن مسعود ‪.‬‬
‫‪ - 1‬روى البيهقي ( ‪ ) 90 / 2‬عن أب بكر بن عبد الرحن بن الارث بن هشام ‪,‬‬

‫أن‬
‫أبا بكر الصديق و زيد بن ثابت دخل السجد و المام راكع ‪ ,‬فركعا ‪ ,‬ث دنيا‬
‫و ها راكعان حت لقا بالصف ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات ‪ ,‬و لول أن مكحول قد عنعنه عن أب بكر بن الارث لسنته‬
‫‪,‬‬
‫و لكنه عن زيد بن ثابت صحيح كما يأت ‪.‬‬
‫‪ - 2‬عن أب أمامة بن سهل بن حنيف أنه رأى زيد بن ثابت دخل السجد و المام‬
‫راكع‬
‫فمشى حت أمكنه أن يصل الصف و هو راكع كب فركع ث دب و هو راكع حت‬
‫وصل الصف ‪.‬‬
‫رواه البيهقي ( ‪ ) 106 / 3 , 90 / 2‬و سنده صحيح ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عن زيد بن وهب قال ‪:‬‬

‫" خرجت مع عبد ال ‪ ,‬يعن ابن مسعود ‪ -‬من داره إل السجد ‪ ,‬فلما توسطنا‬
‫السجد ركع المام ‪ ,‬فكب عبد ال و ركع ‪ ,‬و ركعت معه ‪ ,‬ث مشينا راكعي حت‬
‫انتهينا إل الصف حي رفع القوم رؤوسهم ‪ ,‬فلما قضى المام الصلة قمت و أنا‬
‫أرى‬
‫أن ل أدرك ‪ ,‬فأخذ عبد ال بيدي و أجلسن ث قال ‪ :‬إنك قد أدركت " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ‪ ) 2 - 1 / 99 / 1‬و الطحاوي ف‬
‫" شرح العان " ( ‪ ) 232 - 231 / 1‬و الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪/ 32 / 3‬‬
‫‪ ) 1‬و البيهقي ف " سننه " ( ‪ ) 91 - 90 / 2‬بسند صحيح ‪ .‬و له عند الطبان‬
‫طرق‬
‫أخرى ‪ .‬و هذه الثار تدل على شيء آخر غي ما دل الديث عليه ‪ .‬و هو أن من‬
‫أدرك‬
‫الركوع مع المام فقد أدرك الركعة ‪ ,‬و قد ثبت ذلك من قول ابن مسعود و ابن‬
‫عمر‬
‫بإسنادين صحيحي عنهما ‪ ,‬و قد خرجتهما ف " إرواء الغليل " ( رقم ‪ ) 119‬و فيه‬
‫حديث حسن مرفوع عن أب هريرة خرجته هناك ‪.‬‬
‫و أما ما رواه البخاري ف " جزء القراءة " ( ص ‪ ) 24‬عن معقل بن مالك قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو عوانة عن ممد بن إسحاق عن عبد الرحن العرج عن أب هريرة قال ‪:‬‬
‫" إذا أدركت القوم ركوعا ل تعتد بتلك الركعة " ‪.‬‬
‫فإنه مع مالفته لتلك الثار ضعيف السناد ‪ ,‬من أجل معقل هذا ‪ ,‬فإنه ل يوثقه‬
‫غي ابن حبان ‪ :‬و قال الزدي ‪ :‬متروك ‪ ,‬ث إن فيه عنعنة ابن إسحاق و هو مدلس ‪:‬‬
‫فسكوت الافظ عليه ف " التلخيص " ( ‪ ) 127‬غي جيد ‪.‬‬
‫نعم رواه البخاري من طريق أخرى عن ابن إسحاق قال ‪ :‬حدثن العرج به لكنه‬
‫" ل يزئك إل أن تدرك المام قائما " ‪.‬‬
‫و هذا إسناد حسن ‪ ,‬و هذا ل يالف الثار التقدمة بل يوافقها ف الظاهر إل‬
‫أنه يشترط إدراك المام قائما ‪ ,‬و هذا من عند أب هريرة ‪ ,‬و ل نرى له وجها ‪,‬‬
‫و الذين خالفوه أفقه منه و أكثر ‪ ,‬و رضي ال عنهم جيعا ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬هناك حديث آخر صحيح يالف بظاهره هذا الديث و هو ‪:‬‬
‫" زادك ال حرصا ‪ ,‬و ل تعد " ‪.‬‬
‫" زادك ال حرصا ‪ ,‬و ل تعد " ‪.‬‬ ‫‪230‬‬
‫رواه أبو داود و الطحاوي و أحد و البيهقي و ابن حزم من حديث ‪ #‬أب بكرة ‪#‬‬
‫أنه‬
‫جاء و رسول ال صلى ال عليه وسلم راكع ‪ ,‬فركع دون الصف ‪ ,‬ث مشى إل‬
‫الصف ‪,‬‬
‫فلما قضى النب صلى ال عليه وسلم صلته ‪ ,‬قال ‪ :‬أيكم الذي ركع دون الصف ث‬
‫مشى إل الصف ? فقال أبو بكرة ‪ :‬أنا فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و أصله ف " صحيح البخاري " و قد‬
‫خرجته ف‬
‫" إرواء الغليل " ( رقم ‪. ) 685 , 684‬‬
‫و القصد من ذكره هنا أن ظاهره يدل على أنه ل يوز الركوع دون الصف ث الشي‬
‫إليه ‪ ,‬على خلف ما دل عليه الديث السابق ‪ ,‬فكيف التوفيق بينهما ? فأقول ‪:‬‬
‫إن هذا الديث ل يدل على ما ذكر ‪ ,‬إل بطريق الستنباط ل النص ‪ ,‬فإن قوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تعد " يتمل أنه ناه عن كل ما ثبت أنه ف هذه الادثة ‪,‬‬
‫و قد تبي لنا بعد التتبع أنا تتضمن ثلثة أمور ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬اعتداده بالركعة الت إنا أدرك منها ركوعها فقط ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬إسراعه ف الشي ‪ ,‬كما ف رواية لحد ( ‪ ) 42 / 5‬من طريق أخرى عن‬
‫أب بكرة أنه جاء و النب صلى ال عليه وسلم راكع ‪ ,‬فسمع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم صوت نعل أب بكرة و هو يضر ( أي يعدو ) يريد أن يدرك الركعة ‪ ,‬فلما‬
‫انصرف‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬من الساعي ? قال أبو بكرة ‪ :‬أنا ‪ .‬قال ‪ :‬فذكره‬
‫و إسناده حسن ف التابعات ‪ ,‬و قد رواه ابن السكن ف " صحيحه " نوه و فيه‬
‫قوله ‪ " :‬انطلقت أسعى ‪ " ...‬و أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من الساعي‬
‫‪ "...‬و يشهد لذه الرواية رواية الطحاوي من الطريق الول بلفظ ‪.‬‬
‫" جئت و رسول ال صلى ال عليه وسلم راكع ‪ ,‬و قد حفزن النفس فركعت دون‬
‫الصف‬
‫‪ " ..‬الديث ‪ .‬و إسناده صحيح ‪ ,‬فإن قوله " حفزن النفس " معناه اشتد ‪ ,‬من الفز‬
‫و هو الث و العجال ‪ ,‬و ذلك كناية عن العدو ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ركوعه دون الصف ث مشيه إليه ‪.‬‬

‫و إذا تبي لنا ما سبق ‪ ,‬فهل قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تعد " ني عن هذه‬
‫المور الثلثة جيعها أم عن بعضها ‪ .‬ذلك ما أريد البحث فيه و تقيق الكلم‬
‫عليه فأقول ‪:‬‬
‫أما المر الول ‪ ,‬فالظاهر أنه ل يدخل ف النهي ‪ ,‬لنه لو كان ناه عنه لمره‬
‫بإعادة الصلة لكونا خداجا ناقصة الركعة ‪ ,‬فإذ ل يأمره بذلك دل على صحتها ‪,‬‬
‫و على عدم شول النهي العتداد بالركعة بإدراك ركوعها ‪ ,‬و قول الصنعان ف‬
‫" سبل السلم " ( ‪: ) 23 / 2‬‬
‫" لعله صلى ال عليه وسلم ل يأمره لنه كان جاهل للحكم ‪ ,‬و الهل عذر " ‪.‬‬
‫فبعيد جدا ‪ ,‬إذ قد ثبت ف " الصحيحي " من حديث أب هريرة أمره صلى ال عليه‬
‫وسلم للمسيء صلته بإعادتا ثلث مرات مع أنه كان جاهل أيضا فكيف يأمره‬
‫بالعادة و هو ل يفوت ركعة من صلته و إنا الطمئنان فيها ‪ ,‬و ل يأمر‬
‫أبا بكرة بإعادة الصلة و قد فوت على نفسه ركعة ‪ ,‬لو كانت ل تدرك بالركوع ‪,‬‬
‫ث كيف يعقل أن يكون ذلك منهيا و قد فعله كبار الصحابة ‪ ,‬كما تقدم ف الديث‬
‫الذي قبله ? ! فلذلك فإننا نقطع أن هذا المر الول ل يدخل ف قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم " ل تعد " ‪.‬‬
‫و أما المر الثان ‪ ,‬فل نشك ف دخوله ف النهي لا سبق ذكره من الروايات‬
‫و لنه ل معارض له ‪ ,‬بل هناك ما يشهد له ‪ ,‬و هو حديث أب هريرة مرفوعا ‪:‬‬
‫" إذا أتيم الصلة فل تأتوها و أنتم تسعون ‪ ,‬و أتوها و عليكم السكينة‬
‫و الوقار " الديث متفق عليه ‪.‬‬
‫و أما المر الثالث ‪ ,‬فهو موضع نظر و تأمل ‪ ,‬و ذلك لن ظاهر رواية أب داود هذه‬
‫‪ " :‬أيكم الذي ركع دون الصف ‪ ,‬ث مشى إل الصف ‪ ,‬مع قوله له ‪:‬‬
‫" ل تعد " ‪ ,‬يدل بإطلقه على أنه قد يشمل هذا المر ‪ ,‬و إن كان ليس نصا ف ذلك‬
‫لحتمال أنه يعن شيئا آخر غي هذا ما فعل ‪ ,‬و ليس يعن نيه عن كل ما فعل ‪,‬‬
‫بدليل أنه ل يعن المر الول كما سبق تقريره ‪ .‬فكذلك يتمل أنه ل يعن هذا‬
‫المر الثالث أيضا ‪ .‬و هذا و إن كان خلف الظاهر ‪ ,‬فإن العلماء كثيا ما يضطرون‬
‫لترك ما دل عليه ظاهر النص لخالفته لنص آخر هو ف دللته نص قاطع ‪ ,‬مثل ترك‬
‫مفهوم النص لنطوق نص آخر ‪ ,‬و ترك العام للخاص ‪ ,‬و نو ذلك ‪ ,‬و أنا أرى أن ما‬
‫نن فيه الن من هذا القبيل ‪ ,‬فإن ظاهر هذا الديث من حيث شوله للركوع دون‬
‫الصف مالف لصوص ما دل عليه حديث عبد ال بن الزبي دللة صرية قاطعة ‪,‬‬
‫و إذا كان المر كذلك فلبد حينئذ من ترجيح أحد الدليلي على الخر ‪ ,‬و ل‬
‫يشك‬
‫عال أن النص الصريح أرجح عند التعارض من دللة ظاهر نص ما ‪ ,‬لن هذا دللته‬
‫على وجه الحتمال بلف الذي قبله ‪ ,‬و قد ذكروا ف وجوه الترجيح بي الحاديث‬
‫أن يكون الكم الذي تضمنه أحد الديثي منطوقا به و ما تضمنه الديث الخر‬
‫يكون‬
‫متمل ‪ .‬و ما ل شك فيه أيضا أن دللة هذا الديث ف هذه السألة ليست قاطعة‬
‫بل متملة ‪ ,‬بلف دللة حديث ابن الزبي التقدم فإن دللته عليها قاطعة ‪,‬‬
‫فكان ذلك من أسباب ترجيحه على هذا الديث ‪.‬‬
‫و ثة أسباب أخرى تؤكد الترجيح الذكور ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬خطبة ابن الزبي بديثه على النب ف أكب جع يطب عليهم ف السجد‬
‫الرام و إعلنه عليه أن ذلك من السنة دون أن يعارضه أحد ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عمل كبار الصحابة به كأب بكر و ابن مسعود و زيد بن ثابت كما تقدم‬
‫و غيهم ‪ .‬فذلك من الرجحات العروفة ف علم الصول ‪ .‬بلف هذا الديث فإننا‬
‫ل نعلم أن أحدا من الصحابة قال با دل عليه ظاهره ف هذه السألة ‪ ,‬فكان ذلك‬
‫كله دليل قويا على أن دللته فيها مرجوحة ‪ ,‬و أن حديث ابن الزبي هو الراجح ف‬
‫الدللة عليها ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و قد قال الصنعان بعد قول ابن جريج ف عقب هذا الديث ‪:‬‬
‫" و قد رأيت عطاء يصنع ذلك " ‪ .‬قال الصنعان ( ‪: ) 24 / 2‬‬
‫" قلت ‪ .‬و كأنه مبن على أن لفظ " و ل تعد " بضم الثناة الفوقية ‪ ,‬من العادة‬
‫أي زادك ال حرصا على طلب الي و ل تعد صلتك فإنا صحيحة و روي بسكون‬
‫العي‬
‫الهملة من العدو ‪ ,‬و تؤيده رواية ابن السكن من حديث أب بكرة ( ث ساقها ‪,‬‬
‫و قد سبق نوها من رواية أحد مع الشارة إل رواية ابن السكن هذه ‪ ,‬ث قال )‬
‫و القرب أن رواية ( ل تعد ) من العود أي ل تعد ساعيا إل الدخول قبل وصولك‬
‫الصف ‪ ,‬فإنه ليس ف الكلم ما يشي بفساد صلته حت يفتيه صلى ال عليه وسلم‬
‫بأن ل يعيدها ‪ ,‬بل قوله " زادك ال حرصا " يشعر بأجزائها ‪ ,‬أو " ل تعد " من‬
‫( العدو ) " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لو صح هذا اللفظ لكانت دللة الديث حينئذ خاصة ف النهي عن السراع‬
‫و لا دخل فيه الركوع خارج الصف‪ ,‬و ل يوجد بالتال أي تعارض بينه و بي حديث‬
‫ابن الزبي ‪ ,‬و لكن الظاهر أن هذا اللفظ ل يثبت ‪ ,‬فقد وقع ف " صحيح البخاري "‬
‫و غيه باللفظ الشهور ‪ " :‬ل تعد " ‪ .‬قال الافظ ف " الفتح " ( ‪: ) 214 / 2‬‬
‫" ضبطناه ف جيع الروايات بفتح أوله و ضم العي من العود " ‪.‬‬
‫ث ذكر هذا اللفظ ‪ ,‬و لكنه رجح ما ف البخاري فراجعه إن شئت ‪.‬‬
‫و يتلخص ما تقدم أن هذا النهي ل يشمل العتداد بالركعة و ل الركوع دون‬
‫الصف‬
‫و إنا هو خاص بالسراع لنافاته للسكينة و الوقار كما تقدم التصريح بذلك من‬
‫حديث أب هريرة ‪ ,‬و بذا فسره المام الشافعي رحه ال تعال ‪:‬‬
‫" قوله ‪ :‬ل تعد ‪ .‬يشبه قوله ‪ :‬ل تأتوا الصلة تسعون " ‪ .‬ذكره البيهقي ف‬
‫" سننه " ( ‪. ) 90 / 2‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬قد ورد ما يؤيد شول الديث للسراع و يالف حديث ابن الزبي صراحة‬
‫و هو حديث أب هريرة مرفوعا ‪.‬‬
‫" إذا أتى أحدكم الصلة فل يركع دون الصف حت يأخذ مكانه من الصف " ‪.‬‬
‫قلنا ‪ :‬لكنه حديث معلول بعلة خفية ‪ ,‬و ليس هذا مكان بيانا ‪ ,‬فراجع " سلسلة‬
‫الحاديث الضعيفة " ( رقم ‪. ) 981‬‬
‫" حد يعمل به ف الرض خي لهل الرض من أن يطروا أربعي صباحا " ‪.‬‬ ‫‪231‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ : ) 111 / 2‬حدثنا عمرو بن رافع حدثنا عبد ال بن البارك‬
‫أنبأنا عيسى بن يزيد أظنه عن جرير بن يزيد عن أب زرعة بن عمرو بن جرير عن‬
‫‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره ‪.‬‬
‫و أخرجه النسائي ( ‪ ) 257 / 2‬و أحد ( ‪ ) 402 / 2‬و كذا ابن الارود ف‬
‫" النتقى " ( ‪ ) 801‬و أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 1 / 287‬من طرق عن ابن‬
‫البارك به ‪ .‬إل أنم قالوا ‪ " :‬ثلثي " بدل " أربعي " ‪ .‬و جع بينهما على‬
‫الشك المام أحد ( ‪ ) 362 / 2‬ف رواية من طريق زكريا بن عدي أنبأنا ابن مبارك‬
‫به فقال ‪ " :‬ثلثي أو أربعي صباحا " ‪.‬‬
‫و الظاهر أن الشك من ابن البارك و أن الصواب رواية عمرو بن رافع عنه بلفظ‬
‫" أربعي " بدون شك لجيئه كذلك من طريق أخرى كما يأت ‪.‬‬
‫و هذا السناد رجاله ثقات غي جرير بن يزيد و هو البجلي و هو ضعيف كما ف‬

‫" التقريب " ‪ ,‬لكنه ل يتفرد به ‪ ,‬فقد أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪) 1507‬‬
‫من طريق يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد عن أب زرعة به و لفظه ‪:‬‬
‫" إقامة حد بأرض خي لهلها من مطر أربعي صباحا " ‪.‬‬
‫و سنده صحيح رجاله كلهم ثقات ‪.‬‬
‫ث استدركت فقلت ‪ :‬إنه معلول ‪ ,‬فإن إسناده عند ابن حبان هكذا ‪:‬‬
‫أخبنا ابن قتيبة حدثنا ممد بن قدامة حدثنا ابن علية عن يونس بن عبيد به ‪.‬‬
‫و كذا رواه أبو إسحاق الزكي ف " الفوائد النتخبة " ( ‪ ) 1 / 114 / 1‬من طريق‬
‫أخرى عن ابن قدامة به و قال ‪ " :‬تفرد به ممد بن قدامة " ‪.‬‬
‫و هذا السناد و إن كان ظاهر الصحة ‪ ,‬و رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و منهم ممد بن‬
‫قدامة‬
‫و هو ابن أين الصيصي قال النسائي ‪ :‬ل بأس به ‪ ,‬و قال مرة ‪ :‬صال ‪.‬‬
‫و قال الدارقطن ‪ :‬ثقة ‪ ,‬و قال مسلمة بن قاسم ‪ :‬ثقة صدوق ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬فهو و إن كان ثقة كما رأيت ‪ ,‬فقد خالفه ف إسناده من هو أوثق منه و‬
‫أحفظ‬
‫‪ ,‬فقال النسائي عقب روايته السابقة ‪:‬‬
‫" أخبنا عمرو بن زرارة قال ‪ :‬أنبأنا إساعيل ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثنا يونس بن عبيد‬
‫عن جرير بن يزيد عن أب زرعة قال ‪ :‬قال أبو هريرة ‪ :‬إقامة حد ‪. " ...‬‬
‫فعمرو بن زرارة هذا هو ابن واقد النيسابوري القرىء الافظ ‪ ,‬و قد اتفقوا على‬
‫وصفه بأنه ثقة ‪ ,‬بل قال فيه ممد بن عبد الوهاب ( و هو ابن حبيب النيسابوري‬
‫الثقة العارف ) ‪ :‬ثقة ثقة ‪ .‬فهو بل شك أوثق من ابن قدامة الذي قيل فيه ‪:‬‬
‫" ل بأس به " ‪ " ,‬صدوق " ‪ ,‬و لذلك احتج به الشيخان بلف الذكور ‪ ,‬و قد‬
‫خالفه‬
‫ف موضعي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنه أوقفه على أب هريرة ‪ ,‬و ذاك رفعه ‪.‬‬
‫و الخر ‪ :‬أنه سى شيخ يونس بن عبيد جرير بن زيد ‪ .‬و ذاك ساه عمرو ابن سعيد‬
‫و هذا ثقة ‪ ,‬و الذي قبله ضعيف كما سبق ‪ ,‬و إذا اختلفا ف تسميته فالراجح رواية‬
‫ابن زرارة لنه أوثق من مالفه ‪ ,‬و إذا كان كذلك فقد رجعت هذه الرواية إل أنا‬
‫من الوجه الول ‪ ,‬و هو ضعيف كما عرفت ‪.‬‬
‫ث رأيت لبن زرارة متابعا و هو السن بن ممد الزعفران ‪ ,‬رواه عنه الحاملي‬
‫ف " المال " ( ‪. ) 1 / 72 / 1‬‬
‫نعم الديث حسن لغيه فإن له شاهدا من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" حد يقام ف الرض أزكى فيها من مطر أربعي يوما " ‪.‬‬
‫أخرجه سويه ف " الفوائد " و الطبان ف " الكبي " و الوسط بإسناد ‪.‬‬
‫قال النذري و العراقي ‪ " :‬حسن " و فيه نظر بينته ف " الحاديث الضعيفة "‬
‫و لكنه ل بأس به ف الشواهد ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر من حديث ابن عمر ‪ ,‬رواه ابن ماجه ‪ ,‬و الضياء ف " الختارة "‬
‫( ق ‪ , ) 1 / 90‬لكن إسناده ضعيف جدا فيه سعيد بن سنان و هو المصي قال ف‬
‫" التقريب " ‪ " :‬متروك ‪ ,‬رماه الدارقطن و غيه بالوضع " ‪.‬‬
‫فمثله ل يستشهد به ‪.‬‬
‫" ما من صلة مفروضة إل و بي يديها ركعتان " ‪.‬‬ ‫‪232‬‬
‫أخرجه عباس الترقفي ف " حديثه " ( ق ‪ ) 1 / 41‬و ابن نصر ف " قيام الليل "‬
‫( ص ‪ ) 26‬و الرويان ف " مسنده " ( ق ‪ ) 1 / 238‬و ابن حبان ف " صحيحه "‬
‫( رقم ‪ ) 615‬و الطبان ف " العجم الكبي " ( ج ‪ ) 2 / 210 / 69‬و ابن عدي‬
‫ف‬
‫" الكامل " ( ق ‪ ) 2 / 46‬و الدارقطن ف " سننه " ( ص ‪ ) 99‬من طريقي عن‬
‫ثابت‬
‫بن عجلن عن سليم بن عامر عن ‪ #‬عبد ال بن الزبي ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال ابن عدي ‪ " :‬ثابت بن عجلن ليس حديثه بالكثي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هو ثقة كما قال المام أحد و ابن معي ‪ .‬و قال دحيم و النسائي ‪ " :‬ليس‬
‫به بأس " و لذلك أشار الذهب ف ترجته إل أنه صحيح الديث ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق " و أشار ف " التهذيب " إل أنه ثقة‬
‫و قال ‪ " :‬مثل هذا ل يضره إل مالفته الثقات ل غي ‪ ,‬فيكون حديثه حينئذ شاذا‬
‫"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فحديثه هذا صحيح ‪ ,‬لنه ل يالف فيه الثقات ‪ ,‬بل وافق فيه حديث عبد ال‬
‫بن مغفل مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫( بي كل أذاني صلة ‪ .‬قال ف الثالثة ‪ :‬لن شاء ) ‪.‬‬
‫أخرجه الستة و ابن نصر ‪.‬‬
‫و قد استدل بالديث بعض التأخرين على مشروعية صلة سنة المعة القبلية ‪,‬‬
‫و هو استدلل باطل ‪ ,‬لنه قد ثبت ف البخاري و غيه أنه ل يكن ف عهد النب‬
‫صلى ال عليه وسلم يوم المعة سوى الذان الول و القامة ‪ ,‬و بينهما الطبة‬
‫كما فصلته ف رسالت " الجوبة النافعة " ‪ .‬و لذلك قال البوصيي ف " الزوائد "‬
‫و قد ذكر حديث عبد ال هذا ( ق ‪ ) 1 / 72‬و أنه أحسن ما يستدل به لسنة‬
‫المعة‬
‫الزعومة ! قال ‪:‬‬
‫" و هذا متعذر ف صلته صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬لنه كان بي الذان و القامة‬
‫الطبة ‪ ,‬فل صلة حينئذ بينهما " ‪.‬‬
‫و كل ما ورد من الحاديث ف صلته صلى ال عليه وسلم سنة المعة القبلية ‪,‬‬
‫ل يصح منها شيء البتة ‪ ,‬و بعضها أشد ضعفا من بعض كما بينه الزيلعي ف‬
‫" نصب الراية " " ‪ ) 207 - 206 / 2‬و ابن حجر ف " الفتح " ( ‪ ) 341 / 2‬و‬
‫غيها‬
‫و تكلمت على بعضها ف الرسالة الشار إليها ( ص ‪ ) 26 - 23‬و ف سلسلة‬
‫الضعيفة " ‪.‬‬
‫و الق أن الديث إنا يدل على مشروعية الصلة بي يدي كل صلة مكتوبة ثبت‬
‫أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم كان يفعل ذلك أو أمر به ‪ ,‬أو أقره ‪ ,‬كصلة الغرب ‪,‬‬
‫فقد صح ف ذلك الفعل و المر و القرار ‪.‬‬
‫أما الفعل و المر ‪ ,‬فقد ثبت فيه حديث صريح من رواية عبد ال الزن ‪:‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى قبل الغرب ركعتي ث قال ‪:‬‬
‫" صلوا قبل الغرب ركعتي ‪ .‬ث قال ف الثالثة ‪ :‬لن شاء ‪ ,‬خاف أن يسبها الناس‬
‫سنة " ‪.‬‬
‫" صلوا قبل الغرب ركعتي ‪ .‬ث قال ف الثالثة ‪ :‬لن شاء ‪ ,‬خاف أن يسبها الناس‬ ‫‪233‬‬
‫سنة " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن نصر ف " قيام الليل " ( ‪: ) 28‬‬

‫حدثن عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد حدثن أب حدثنا حسي‬
‫عن‬
‫ابن بريدة أن ‪ #‬عبد ال الزن ‪ #‬رضي ال عنه حدثه به ‪ ,‬و قال متصره العلمة‬
‫القريزي أحد بن علي ‪:‬‬
‫" هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬فإن عبد الوارث بن عبد الصمد احتج به‬
‫مسلم ‪,‬‬
‫و الباقون احتج بم الماعة ‪ ,‬و قد صح ف " ابن حبان " حديث آخر أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم صلى ركعتي قبل الغرب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو صحيح كما قال ‪ ,‬إل أن جعله ما ف ابن حبان حديثا آخر ‪ ,‬فيه نظر ‪,‬‬
‫ظاهر ذلك لنه عنده من هذا الوجه بذا الت تاما ‪ ,‬فكيف يكون حديثا آخر ‪,‬‬
‫و العجب من ذلك أن القريزي قد ساقه من طريق ابن حبان هكذا ‪:‬‬
‫" قال ابن حبان ‪ :‬أخبن ممد بن خزية حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد ابن عبد‬
‫الوارث حدثن أب حدثنا حسي العلم عن عبد ال بن بريدة أن عبد ال الزن‬
‫رضي ال عنه حدثه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى قبل الغرب ركعتي " !‬
‫و الديث ف " موارد الظمآن إل زوائد ابن حبان " برقم ( ‪ , ) 617‬و قال عقبه ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬فذكر الديث " ‪.‬‬
‫فهذا يشي إل أن الديث عند ابن حبان ليس بذا القدر الذي نقله القريزي ‪,‬‬
‫بل له تتمة ‪ ,‬و من الظاهر أنا قوله " ث قال ‪ :‬صلوا ‪ "...‬و عليه فالديث يكن‬
‫أن يقال ف تريه ‪ " .‬رواه ابن نصر و ابن حبان ف صحيحه " ‪.‬‬
‫و هو عند البخاري و غيه من " الستة " من طرق أخره عن عبد الوارث بن سعيد‬
‫جد‬
‫عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد عن حسي العلم به دون قوله‬
‫ف‬
‫أوله ‪ " :‬صلى قبل الغرب ركعتي " ‪.‬‬
‫( فائدة ) ‪ :‬و ف الديث دليل على أن أمر النب صلى ال عليه وسلم على الوجوب‬
‫حت يقوم دليل الباحة ‪ ,‬و كذلك نيه على التحري إل ما يعرف إباحته ‪ .‬كذا ف‬
‫" شرح السنة " ( ‪ ) 707 - 706 / 1‬للبغوي ‪.‬‬
‫و أما تقريره صلى ال عليه وسلم لاتي الركعتي فهو الديث التى ‪:‬‬
‫" كان الؤذن يؤذن على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم لصلة الغرب ‪ ,‬فيبتدر‬
‫لباب أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم السواري ‪ ,‬يصلون الركعتي قبل‬
‫الغرب‬
‫حت يرج رسول ال صلى ال عليه وسلم و هم يصلون ‪ ,‬فيجيء الغريب فيحسب‬
‫أن‬
‫الصلة قد صليت من كثرة من يصليهما و كان بي الذان و القامة يسي " ‪.‬‬
‫" كان الؤذن يؤذن على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم لصلة الغرب ‪ ,‬فيبتدر‬ ‫‪234‬‬
‫لباب أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم السواري ‪ ,‬يصلون الركعتي قبل‬
‫الغرب‬
‫حت يرج رسول ال صلى ال عليه وسلم و هم يصلون ‪ ,‬فيجيء الغريب فيحسب‬
‫أن‬
‫الصلة قد صليت من كثرة من يصليهما و كان بي الذان و القامة يسي " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 85 / 2‬و ابن نصر ( ص ‪ ) 26‬و أحد ( ‪ ) 280 / 3‬من‬

‫طرق عن‬
‫شعبة عن عمرو بن عامر قال ‪ :‬سعت ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و السياق لبن نصر ‪ ,‬و الزيادة الثانية للبخاري و أحد ‪ ,‬و رواية لبن نصر‬
‫و اللفظ له ‪.‬‬
‫و أخرجه مسلم ( ‪ ) 212 / 2‬و أبو عوانة ف " صحيحه " ( ‪ ) 265 / 2‬و البيهقي‬
‫( ‪ ) 475 / 2‬من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس به نوه ‪ ,‬و فيه الزيادة‬
‫الول‬
‫و له عند ابن نصر " و السند " ( ‪ ) 282 , 199 , 129 / 3‬طرق أخرى عن‬
‫أنس نوه ‪.‬‬
‫و ف هذا الديث نص صريح على مشروعية الركعتي قبل صلة الغرب ‪ ,‬لتسابق‬
‫كبار‬
‫الصحابة عليهما ‪ ,‬و إقرار النب صلى ال عليه وسلم لم على ذلك ‪ .‬و يؤيده عموم‬
‫الديثي قبله ‪ .‬و إل استحبابما ذهب المام أحد و إسحاق و أصحاب الديث ‪.‬‬
‫و من خالفهم كالنفية و غيهم ل حجة لديهم تستحق النظر فيها سوى ما روى‬
‫شعبة‬
‫عن أب شعيب عن طاووس قال ‪:‬‬
‫" سئل ابن عمر عن الركعتي قبل الغرب ? فقال ‪ :‬ما رأيت أحدا على عهد رسول‬
‫ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يصليهما " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 202 / 1‬و عنه البيهقي ( ‪ ) 477 - 476 / 2‬و الدولب ف‬
‫" الكن " ( ‪ , ) 5 / 2‬و قال أبو داود ‪:‬‬
‫" سعت يي بن معي يقول ‪ :‬هو شعيب ‪ .‬يعن وهم شعبة ف اسه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل أدر ما هو حجته ف التوهيم الذكور ‪ ,‬إل أن يكون مالفة شعبة ليحي‬
‫بن عبد اللك ابن أب غنية ‪ ,‬فإنه ساه شعيبا كما يستفاد من " التهذيب " ‪ ,‬فإن‬
‫كان هو هذا ‪ ,‬فل أراه يسلم له ‪ ,‬فإن شعبة أحفظ من ابن أب غنية كما يتبي‬
‫للناظر ف ترجتيهما ‪ ,‬فالقول قول شعبة عند اختلفهما ‪ ,‬و قد روى ابن أب حات‬
‫( ‪ ) 2 / 389 / 4‬عن ابن معي أنه قال ‪:‬‬
‫" أبو شعيب الذي روى عن طاووس عن ابن عمر مشهور بصري " ‪.‬‬
‫فلم يذكر عنه ما ذكر أبو داود عنه ‪ ,‬ما يشعر أن ابن معي ل يكن جازما بذلك ‪,‬‬
‫و يؤيده أن أحدا من الئمة ل ينقل عنه ما ذكر أبو داود ‪,‬بل قال الدولب ‪:‬‬
‫" سعت عبد ال بن أحد بن حنبل قال ‪ :‬سعت أب يقول ‪ :‬أبو شعيب سع طاووسا‬
‫يروي عنه شعبة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو عندي مستور ‪ ,‬و إن قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬ل بأس به " فإن‬
‫هذا إنا قاله أبو زرعة ف " شعيب السمان " كما ذكره الافظ نفسه ف‬
‫" التهذيب " ‪ ,‬و ذهب أنه غي صاحب الترجة ‪ ,‬و بذلك يشعر صنيع ابن أب حات‬
‫فإنه فرق بينهما ‪ ,‬و ل أر أحدا من يوثق به قد عدله ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و جلة القول أن القلب ل يطمئن لصحة هذا الثر عن ابن عمر ‪ ,‬و قد أشار الافظ‬
‫ف " الفتح " ( ‪ ) 86 / 2‬لتضعيفه ‪ ,‬فإن صح فرواية أنس الثبتة مقدمة على نفيه ‪,‬‬
‫كما قال البيهقي ث الافظ و غيها ‪ ,‬و يؤيده أن ابن نصر روى ( ‪ ) 27‬أن رجل‬
‫سأل ابن عمر فقال ‪ :‬من أنت ? قال ‪ :‬من أهل الكوفة ‪ ,‬قال ‪ :‬من الذين يافظون‬
‫على ركعت الضحى ? ! فقال ‪ :‬و أنتم تافظون على الركعتي قبل الغرب ? فقال‬
‫ابن عمر ‪ :‬كنا ندث أن أبواب السماء تفتح عند كل أذان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذا نص من ابن عمر على مشروعية الركعتي على خلف ما أفاده ذلك‬
‫الديث‬
‫الضعيف عنه ‪ ,‬و لكن هذا النص قد حذف القريزي إسناده كما هو الغالب عليه ف‬
‫كتاب " قيام الليل " فلم يتسن ل الكم عليه بشيء من الصحة أو الضعف ‪.‬‬
‫و من الطرائف أن يرد بعض القلدين لذه الدللت الصرية على مشروعية الركعتي‬
‫قبل الغرب ‪ ,‬فل يقول بذلك ‪ .‬ث يذهب إل سنية صلة السنة القبلية يوم المعة‬
‫و يستدل عليه بديث ابن الزبي و عبد ال بن مغفل ‪ ,‬يستدل بعمومها ‪ ,‬مع أن هذا‬
‫الدليل نفسه يدل أيضا على ما نفاه من مشروعية الركعتي ‪ ,‬مع وجود الفارق الكبي‬
‫بي السألتي ‪ ,‬فالول قد تأيدت بريان العمل با ف عهده صلى ال عليه وسلم‬
‫و إقراره ‪ ,‬و بأمره الاص با ‪ ,‬بلف الخرى فإنا ل تتأيد بشيء من ذلك ‪ ,‬بل‬
‫ثبت أنه ل يكن هناك مكان لا يومئذ ‪ ,‬فهل من معتب ? !‬
‫" مرت ب فلنة ‪ ,‬فوقع ف قلب شهوة النساء ‪ ,‬فأتيت بعض أزواجي فأصبتها ‪,‬‬ ‫‪235‬‬
‫فكذلك‬
‫فافعلوا ‪ ,‬فإنه من أماثل أعمالكم إتيان اللل " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 231 / 4‬و الطبان ف " الوسط " ( ‪ ) 2 - 1 / 168 / 1‬و أبو‬
‫بكر‬
‫ممد بن أحد العدل ف " المال " ( ‪ ) 1 / 8‬عن أزهر بن سعيد الرازي قال ‪:‬‬
‫سعت ‪ #‬أبا كبشة الناري ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا ف أصحابه ‪ ,‬فدخل ث خرج و قد‬
‫اغتسل‬
‫فقلنا ‪ ,‬يا رسول ال ! قد كان شيء ! قال ‪ :‬أجل ‪ ,‬مرت ب فلنة ‪. "...‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن إن شاء ال تعال ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غي‬
‫الرازي و يقال فيه عبد ال بن سعيد الرازي ‪.‬‬
‫قال الافظ ف " التهذيب " ‪:‬‬
‫" ل يتكلموا إل ف مذهبه ( يعن النصب ) و قد وثقه العجلي و ابن حبان " ‪.‬‬
‫و قال ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق " ‪.‬‬
‫و الديث أورده اليثمي ف " ممع الزوائد " ( ‪ ) 292 / 6‬و قال ‪:‬‬
‫" رواه أحد و الطبان ‪ ,‬و رجال أحد ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و للحديث شاهد من حديث أب الزبي عن جابر ‪.‬‬

‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى امرأة فأعجبته ‪ ,‬فأت زينب و هي تعس‬
‫منيئة فقضى حاجته ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫إن الرأة تقبل ف صورة شيطان ‪ ,‬و تدبر ف صورة شيطان ‪ ,‬فإذا رأى أحدكم امرأة‬
‫فأعجبته ‪ ,‬فليأت أهله ‪ ,‬فإن ذاك يرد ما ف نفسه " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 130 - 129 / 6‬و أبو داود ( ‪ ) 2151‬و البيهقي ( ‪/ 7‬‬
‫‪) 90‬‬
‫و أحد ( ‪ ) 395 , 348 , 341 , 330 / 3‬و اللفظ له من طرق عن أب الزبي به‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أبو الزبي مدلس و قد عنعنه ‪ ,‬لكن حديثه ف الشواهد ل بأس به ‪,‬‬
‫لسيما و قد صرح بالتحديث ف رواية ابن ليعة عنه ‪ ,‬و أما مسلم فقد احتج به !‬
‫و له شاهد آخر عن عبد ال بن مسعود قال ‪:‬‬
‫" رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم امرأة فأعجبته ‪ ,‬فأتى سودة ‪ ,‬و هي تصنع‬
‫طيبا و عندها نساء ‪ ,‬فأخلينه ‪ ,‬فقضى حاجته ث قال ‪:‬‬
‫أيا رجل رأى امرأة تعجبه ‪ ,‬فليقم إل أهله ‪ ,‬فإن معها مثل الذي معها " ‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ ) 146 / 2‬و السري بن يي ف " حديث الثوري " ( ق ‪/ 205‬‬
‫‪)1‬‬
‫عن أب إسحاق عن ابن مسعود ‪.‬‬
‫" طهروا أفنيتكم فإن اليهود ل تطهر أفنيتها " ‪.‬‬ ‫‪236‬‬
‫رواه الطبان ف " الوسط " ( ‪ 2 / 11‬من " المع بي زوائد العجمي " ) ‪:‬‬
‫حدثنا علي بن سعيد حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا إبراهيم‬
‫بن سعد عن الزهري عن ‪ #‬عامر بن سعد عن أبيه ‪ #‬مرفوعا ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" ل يروه عن الزهري إل إبراهيم و ل عنه إل الطيالسي تفرد به زيد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة حافظ و بقية رجاله ثقات رجال مسلم غي علي بن سعيد و هو‬
‫الرازي‬
‫قال الذهب ‪ " :‬حافظ رحال جوال " ‪.‬‬
‫قال الدارقطن ليس بذاك ‪ ,‬تفرد بأشياء ‪ .‬قال ابن يونس ‪ :‬كان يفهم و يفظ " و‬
‫زاد الافظ ف " اللسان " ‪:‬‬
‫" و قال مسلمة بن قاسم ‪ :‬و كان ثقة عالا بالديث " ‪.‬‬
‫و قال الناوي ‪ " :‬قال اليثمي ‪ :‬رجاله رجال الصحيح خل شيخ الطبان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كأن اليثمي توقف فيه فسكت عنه ‪ ,‬و هو متلف فيه ‪ .‬و مثله حسن الديث‬
‫إذا‬
‫ل يالف ‪ ,‬لسيما إذا ل يتفرد با روى ‪ ,‬و هذا الديث كذلك ‪.‬‬
‫فقد أخرجه الترمذي ( ‪ ) 131 / 2‬من طريق خالد بن إلياس ‪ -‬و يقال ابن إياس ‪-‬‬
‫عن‬
‫صال بن أب حسان قال ‪ :‬سعت سعيد بن السيب عن صال بن أب حسان قال ‪:‬‬
‫سعت‬
‫سعيد بن السيب يقول ‪ :‬إن ال طيب يب الطيب ‪ ,‬نظيف يب النظافة ‪ ,‬كري يب‬
‫الكرم ‪ ,‬جواد يب الود ‪ ,‬فنظفوا ‪ -‬أراه قال ‪ -‬أفنيتكم ‪ ,‬و ل تشبهوا باليهود ‪,‬‬
‫قال ‪ .‬فذكرت ذلك لهاجر بن مسمار فقال ‪ :‬حدثنيه عامر ابن سعد عن أبيه عن‬
‫النب‬
‫صلى ال عليه وسلم مثله ‪ ,‬إل أنه قال ‪ :‬نظفوا أفنيتكم " ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬هذا حديث غريب ‪ ,‬و خالد بن إلياس يضعف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف التقريب ‪ " :‬متروك الديث " ‪.‬‬

‫و الديث أورده ابن القيم ف " زاد العاد " ( ‪ ) 208 / 3‬فقال ‪:‬‬
‫" و ف مسند البزار عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ :‬إن ال طيب ‪...‬‬
‫الديث فنظفوا أفناءكم و ساحاتكم ‪ ,‬و ل تشبهوا باليهود ‪ ,‬يمعون الكباء ف‬
‫دورهم " ‪.‬‬
‫فل أدري إذا كان عند البزار من طريق خالد هذا أم من طريق أخرى ‪.‬‬
‫فقد وجدت له طريقا آخر ‪ ,‬و لكنه ما ل يفرح به ‪ ,‬أخرجه الدولب ف " الكن "‬
‫( ‪ ) 16 / 2‬عن أب الطيب هارون بن ممد قال ‪ :‬حدثنا بكي بن مسمار عن عامر‬
‫ابن‬
‫سعد به ‪ .‬و رجاله كلهم ثقات غي أب الطيب هذا فليس بطيب ! قال ابن معي ‪:‬‬
‫كان‬
‫كذابا ‪.‬‬
‫و وجدت للحديث شاهدا بلفظ " نظفوا أفنيتكم فإن اليهود أنت الناس " ‪.‬‬
‫رواه وكيع ف " الزهد " ( ‪ : ) 1 / 65 / 2‬حدثنا إبراهيم الكي عن عمرو ابن‬
‫دينار عن أب جعفر مرفوعا ‪.‬‬
‫و هذا سند ضعيف ‪ ,‬إبراهيم الكي هو ابن يزيد الوزي متروك الديث كما ف‬
‫" التقريب " ‪ .‬و أبو جعفر ل أعرفه ‪ .‬و الظاهر أنه تابعي فهو مرسل ‪.‬‬
‫و بالملة ‪ ,‬فطرق هذا الديث واهية ‪ ,‬إل الول ‪ ,‬فهي حسنة ‪ ,‬فعليها العمدة ‪,‬‬
‫و يستثن من ذلك طريق البزار لا سبق ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫( الفنية ) جع ( فناء ) و هو الساحة أمام البيت ‪.‬‬
‫" كان إذا صلى الفجر أمهل ‪ ,‬حت إذا كانت الشمس من ههنا ‪ -‬يعن من قبل‬ ‫‪237‬‬
‫الشرق ‪-‬‬
‫مقدارها من صلة العصر من ههنا ‪ -‬من قبل الغرب ‪ -‬قام فصلى ركعتي ث يهل ‪,‬‬
‫حت إذا كانت الشمس من ههنا يعن من قبل الشرق ‪ ,‬مقدارها من صلة الظهر من‬
‫ههنا ‪ -‬يعن من قبل الغرب ‪ -‬قام فصلى أربعا ‪ ,‬و أربعا قبل الظهر إذا زالت‬
‫الشمس ‪ ,‬و ركعتي بعدها ‪ ,‬و أربعا قبل العصر ‪ ,‬يفصل بي كل ركعتي بالتسليم‬
‫على‬
‫اللئكة القربي ‪ ,‬و النبيي ‪ ,‬و من تبعهم من السلمي ‪ " ,‬يعل التسليم ف‬
‫آخره " ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( رقم ‪ ) 1375 / 650‬و ابنه ( ‪ ) 1202‬و الترمذي ( ‪, 294 / 2‬‬
‫‪- 493‬‬
‫‪ ) 494‬و النسائي ( ‪ ) 140 - 139 / 1‬و ابن ماجه ( ‪ ) 354 / 1‬و الطيالسي‬
‫( ‪ ) 114 - 113 / 1‬و عنه البيهقي ( ‪ ) 273 / 2‬و الترمذي أيضا ف " الشمائل‬
‫"‬
‫( ‪ ) 104 - 103 / 2‬من طرق عن أب إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال ‪:‬‬
‫" سألنا ‪ #‬عليا ‪ #‬عن تطوع النب صلى ال عليه وسلم بالنهار ‪ ,‬فقال ‪ :‬إنكم ل‬
‫تطيقونه ‪ ,‬قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬أخبنا به نأخذ منه ما أطقنا ‪ ,‬قال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫" حديث حسن ‪ ,‬و قال إسحاق بن إبراهيم ‪ :‬أحسن شيء روي ف تطوع النب صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬ف النهار هذا ‪ .‬و روي عن عبد ال بن البارك أنه كان يضعف هذا‬
‫الديث ‪.‬‬
‫و إنا ضعفه عندنا ‪ -‬و ال أعلم ‪ -‬لنه ل يروى مثل هذا عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم إل من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي ‪ ,‬و هو ثقة عند بعض‬
‫أهل‬
‫العلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو صدوق كما قال الافظ ف " التقريب " ‪ .‬و قد وثقه ابن الدين و غيه‬
‫و قال النسائي ‪ " :‬ليس به بأس " ‪ ,‬فهو حسن الديث ‪.‬‬
‫و الزيادة الت ف آخره للنسائي ‪.‬‬
‫و روى منه أبو داود ( ‪ ) 200 / 1‬و عنه الضياء ف " الختارة " ( ‪ ) 187 / 1‬من‬
‫طريق شعبة عن أب إسحاق به الصلة قبل العصر فقط لكنه قال ‪ " :‬ركعتي " و هو‬
‫بذا اللفظ شاذ عندي لنه ف السند و غيه من هذا الوجه باللفظ التقدم‬
‫" أربعا " ‪ .‬و كذلك ف الطرق الخرى عن أب إسحاق كما تقدم ‪.‬‬
‫و مثل هذا ف الشذوذ أن بعض الرواة عن أب إسحاق قال ‪ " :‬قبل المعة " بدل‬
‫" قبل الظهر " كما أخرجه اللعي ف " فوائده " بإسناد جيد كما قال العراقي‬
‫و البوصيي ف زوائده ( ‪ , ) 1 / 72‬و ل يتنبها لشذوذه ‪ ,‬كما نبهت عليه ف‬
‫" سلسلة الحاديث الضعيفة " ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫دل قوله " يعل التسليم ف آخره " ‪ .‬على أن السنة ف السنن الرباعية النهارية‬
‫أن تصلى بتسليمة واحدة ‪ ,‬و ل يسلم فيها بي الركعتي ‪ ,‬و قد فهم بعضهم من قوله‬
‫" يفصل بي كل ركعتي بالتسليم على اللئكة القربي ‪ -‬و من تبعهم من الؤمني‬
‫" أنه يعن تسليم التحلل من الصلة ‪ .‬و رده الشيخ على القاري ف " شرح الشمائل‬
‫" بقوله ‪:‬‬
‫" و ل يفى أن سلم التحليل إنا يكون مصوصا بن حضر الصلى من اللئكة‬
‫و الؤمني ‪ .‬و لفظ الديث أعم منه حيث ذكر اللئكة و القربي و النبيي و من‬
‫تبعهم من الؤمني و السلمي إل يوم الدين " ‪.‬‬
‫و لذا جزم الناوي ف شرحه على " الشمائل " أن الراد به التشهد قال ‪:‬‬
‫" لشتماله على التسليم على الكل ف قولنا ‪ " :‬السلم علينا و على عباد ال‬
‫الصالي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و يؤيده حديث ابن مسعود التفق عليه قال ‪:‬‬
‫" كنا إذا صلينا مع النب صلى ال عليه وسلم قلنا السلم على ال قبل عباده ‪,‬‬
‫السلم على جبيل ‪ ,‬السلم على ميكائيل ‪ ,‬السلم على فلن ‪ ,‬فلما انصرف النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أقبل علينا بوجهه فقال ‪ :‬إن ال هو السلم ‪ ,‬فإذا جلس‬
‫أحدكم ف الصلة فليقل ‪ :‬التحيات ل ‪ ...‬السلم علينا و على عباد ال‬
‫الصالي ‪ ,‬فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صال ف السماء و الرض ‪" ....‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه الزيادة الت ف آخر الديث ‪ ,‬تقطع بذلك ‪ ,‬فل مال للختلف بعدها‬
‫فهي صرية ف الدللة على ما ذكرنا من أن الرباعية النهارية من السنن ل يسلم‬
‫ف التشهد الول منها ‪ .‬و على هذا فالديث مالف لظاهر قوله صلى ال عليه وسلم‬
‫‪:‬‬
‫" صلة الليل و النهار مثن مثن " ‪.‬‬
‫و هو حديث صحيح كما بينته ف " الوض الورود ف زوائد منتقى ابن الارود "‬
‫رقم‬
‫( ‪ ) 123‬يسر ال لنا إتامه ‪ ,‬و لعل التوفيق بينهما بأن يمل حديث الباب على‬
‫الواز ‪ .‬و حديث ابن عمر على الفضلية كما هو الشأن ف الرباعية الليلية أيضا ‪.‬‬
‫" قضى أن على أهل الوائط حفظها ف النهار ‪ ,‬و أن ما أفسدت الواشي بالليل‬ ‫‪238‬‬
‫ضامن‬
‫على أهلها " ‪.‬‬
‫أخرجه مالك ف " الوطأ " ( ‪ ) 220 / 3‬عن ابن شهاب عن ‪ #‬حرام بن سعد ابن‬
‫ميصة‬
‫‪ #‬أن ناقة للباء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه ‪ ,‬فقضى رسول ال‬
‫صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند مرسل صحيح ‪ ,‬و قد أخرجه الطحاوي ( ‪ ) 116 / 2‬و البيهقي‬
‫( ‪ ) 341 / 8‬و أحد ( ‪ ) 435 / 5‬من طريق مالك به ‪.‬‬
‫و تابعه الليث بن سعد عن ابن شهاب به مرسل ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪. ) 55 - 54 / 2‬‬
‫و تابعهما سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن السيب و حرام بن سعد بن‬
‫ميصة‬
‫أن ناقة للباء ‪...‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 436 / 5‬و البيهقي ( ‪. ) 342 / 8‬‬
‫و تابعهم الوزاعي ‪ ,‬لكن اختلفوا عليه ف سنده ‪ ,‬فقال أبو الغية ‪:‬‬
‫حدثنا الوزاعي عن الزهري عن حرام بن ميصة النصاري به مرسل ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي ( ‪. ) 341 / 8‬‬
‫و قال الفرياب عن الوزاعي به إل أنه قال ‪ " :‬عن الباء بن عازب " فوصله ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 267 / 2‬و عنه البيهقي و الاكم ( ‪. ) 48 / 2‬‬
‫و كذا قال ممد بن مصعب حدثنا الوزاعي به موصول ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 295 / 4‬و البيهقي ‪.‬‬
‫و كذا قال أيوب بن سويد حدثنا الوزاعي به ‪.‬‬
‫أخرجه الطحاوي ( ‪ ) 116 / 2‬و البيهقي ‪ ,‬فقد اتفق هؤلء الثلثة الفرياب و ممد‬
‫ابن مصعب و أيوب بن سويد على وصله عن الوزاعي ‪ ,‬فهو أول من رواية أب‬
‫الغية‬
‫عنه مرسل لنم جاعة ‪ ,‬و هو فرد ‪.‬‬
‫و تابعهم معمر ‪ ,‬و اختلفوا عليه أيضا ‪ ,‬فقال عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري‬
‫عن حرام بن ميصة عن أبيه أن ناقة للباء ‪ ...‬الديث ‪ ,‬فزاد ف السند‬
‫" عن أبيه " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود و ابن حبان ( ‪ ) 1168‬و أحد ( ‪ ) 436 / 5‬و البيهقي و قال ‪:‬‬
‫" و خالفه وهيب و أبو مسعود الزجاج عن معمر ‪ ,‬فلم يقول ‪ " :‬عن أبيه " ‪.‬‬
‫قال ابن التركمان ‪:‬‬
‫" و ذكر ابن عبد الب بسنده عن أب داود قال ‪ :‬ل يتابع أحد عبد الرزاق على‬
‫قوله ‪ " :‬عن أبيه ‪ .‬و قال أبو عمر ‪ :‬أنكروا عليه قوله فيه ‪ " :‬عن أبيه " ‪,‬‬
‫و قال ابن حزم هو مرسل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن قد وصله الوزاعي بذكر الباء فيه ‪ ,‬ف أرجح الروايتي عنه و قد‬
‫تابعه عبد ال بن عيسى عن الزهري عن حرام بن ميصة عن الباء به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه و البيهقي ( ‪. ) 342 - 341 / 8‬‬
‫و عبد ال بن عيسى هو ابن عبد الرحن بن أب ليلى و هو ثقة متج به ف‬
‫الصحيحي فهي متابعة قوية للوزاعي على وصله ‪ ,‬فصح بذلك الديث ‪ ,‬و ل‬
‫يضره‬
‫إرسال من أرسله ‪ ,‬لن زيادة الثقة مقبولة ‪ ,‬فكيف إذا كانا ثقتي ? و قد قال‬
‫الاكم عقب رواية الوزاعي ‪:‬‬
‫" صحيح السناد ‪ ,‬على خلف فيه بي معمر و الوزاعي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و خلف معمر ما ل يلتفت إليه لخالفته لروايات جيع الثقات ف‬
‫قوله " عن أبيه " على أنه ل يتفقوا عليه ف ذلك كما سبق ‪ ,‬فلو أنما أشارا إل‬
‫خلف مالك و الليث و ابن عيينة ف وصله لكان أقرب إل الصواب ‪ ,‬و لو أن هذا‬
‫ل‬
‫يعل به الديث لثبوته موصول من طريق الثقتي كما تقدم ‪.‬‬
‫" إذا رميتم المرة فقد حل لكم كل شيء إل النساء " ‪.‬‬ ‫‪239‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 234 / 1‬حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سلمة عن السن العرن‬
‫عن ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪ ,‬ث قال‬
‫( ‪ : ) 344 / 1‬حدثنا وكيع و عبد الرحن قال ‪ :‬حدثنا سفيان به ‪ .‬إل أنه ل‬
‫يقل ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫و زاد ف آخره ف الوضعي ‪:‬‬
‫" فقال رجل ‪ :‬و الطيب ( يا أبا العباس ) ‪ ,‬فقال ابن عباس ‪ :‬أما أنا فقد رأيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يضمخ رأسه بالسك ‪ ,‬أفطيب ذاك أم ل ? " ‪.‬‬
‫ث أخرجه ( ‪ : ) 369 / 1‬حدثنا يزيد أنبأنا سفيان به موقوفا أيضا قال ‪:‬‬
‫" سئل ابن عباس عن الرجل إذا رمى المرة أيتطيب ? فقال ‪ :‬أما أنا ‪ " ....‬الديث‬
‫و أخرجه النسائي ( ‪ ) 52 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 245 / 2‬من طريق يي بن سعيد‬

‫و ابن ماجه أيضا عن وكيع و هو و أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪ ) 1 / 143‬عن‬
‫عبد الرحن ‪ ,‬و البيهقي ( ‪ ) 133 / 5‬عن ابن وهب و ( ‪ ) 204 / 5‬عن أب داود‬
‫الفري كلهم عن سفيان به مثل رواية عبد الرحن عند أحد الوقوفة مع الزيادة‬
‫و قد رواه الطحاوي ( ‪ ) 419 / 1‬من طريق أب عاصم عن سفيان به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬لكنه منقطع بي السن‬
‫العرن‬
‫و هو ابن عبد ال و بي ابن عباس فإنه ل يسمع منه كما قال أحد ‪ ,‬بل قال‬
‫أبو حات ‪ :‬ل يدركه ‪ .‬ث إن أكثر الرواة عن سفيان أوقفوه على ابن عباس ‪ ,‬و ل‬
‫يرفعه إل وكيع ف الرواية الول ‪ ,‬و أما ف روايته القرونة مع عبد الرحن‬
‫فهي موقوفة أيضا ‪ ,‬و كذلك هي عند ابن ماجه ‪ .‬فالصواب أن الديث مع انقطاعه‬
‫موقوف ‪.‬‬
‫لكن له شاهد من حديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪:‬‬
‫" طيبت رسول ال صلى ال عليه وسلم بيدي بذريرة لجة الوداع للحل و الحرام‬
‫‪,‬‬
‫حي أحرم ‪ ,‬و حي رمى جرة العقبة يوم النحر ‪ ,‬قبل أن يطوف بالبيت " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 244 / 6‬عن عمر بن عبد ال بن عروة أنه سع عروة و القاسم‬
‫يبان عن عائشة به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و أصله عندها ‪.‬‬
‫و قد تابعه الزهري عن عروة وحده به نوه ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 11 - 10 / 2‬عن سفيان عنه ‪ ,‬و سنده صحيح أيضا ‪ ,‬و‬
‫رجاله رجال‬
‫الشيخي غي سعيد بن عبد الرحن أب عبيد الخزومي شيخ النسائي و هو ثقة ‪,‬‬
‫خاصة‬
‫ف سفيان بن عيينة و هذا من روايته عنه ‪.‬‬
‫و قد خالفه عن الزهري الجاج بن أرطاة ‪ ,‬فقال ‪ :‬عن الزهري عن عمرة بنت‬
‫عبد الرحن عن عائشة مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" إذا رمى أحدكم جرة العقبة فقد حل له كل شيء إل النساء " ‪.‬‬
‫و الجاج مدلس و قد عنعنه ف جيع الروايات عنه ‪ ,‬و اختلفوا عليه ف متنه ‪ ,‬كما‬
‫بينته ف " الحاديث الضعيفة " ف رقم ( ‪. ) 1013‬‬
‫و قد روي الديث من طريق عمرة عن عائشة مرفوعا ‪ ,‬مثل حديث ابن عباس هذا ‪,‬‬
‫لكن‬
‫بزيادة " و ذبتم و حلقتم " ‪ .‬و هي زيادة منكرة ل تثبت ‪ ,‬و لذلك أوردته ف‬
‫" الحاديث الضعيفة " ‪ ,‬و بينت هناك علته ‪ ,‬فلياجع و ذكرت بعده شاهدا آخر‬
‫من‬
‫حديث أم سلمة فيه زيادة أخرى منكرة أيضا ‪.‬‬
‫ث وجدت لديث عائشة الشاهد طريقا أخرى عند البيهقي ( ‪ ) 135 / 5‬عن عبد‬
‫الرزاق‬
‫أنبأنا معمر عن الزهري عن سال عن ابن عمر قال ‪ :‬سعت عمر رضي ال عنه يقول ‪:‬‬
‫" إذا رميتم المرة بسبع حصيات ‪ ,‬و ذبتم و حلقتم ‪ ,‬فقد حل كل شيء إل النساء‬
‫و الطيب ‪ .‬قال سال ‪ :‬و قالت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬حل له كل شيء إل النساء ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬و قالت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬أنا طيبت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يعن لله " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرطهما ‪ ,‬ث روى البيهقي من طريق عمرو بن دينار‬
‫عن‬
‫سال قال ‪ :‬قالت عائشة رضي ال عنها ‪:‬‬
‫" أنا طيبت رسول ال صلى ال عليه وسلم لله و إحرامه ‪ ,‬قال سال ‪ :‬و سنة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أحق أن تتبع " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سنده صحيح أيضا ‪ ,‬و أخرجه الطحاوي أيضا ( ‪ ) 421 / 1‬و كذا سعيد‬
‫بن منصور كما ف " الحلى " ( ‪. ) 139 / 7‬‬
‫و ف الديث دللة ظاهرة على أن الاج يل له بالرمي لمرة العقبة كل مظور من‬
‫مظورات الحرام إل الوطئ للنساء ‪ ,‬فإنه ل يل به بالجاع ‪ ,‬و ما دل عليه‬
‫الديث عزاه الشوكان ( ‪ ) 60 / 5‬للحنفية و الشافعية و العترة ‪ ,‬و العروف عن‬
‫النفية أن ذلك ل يل إل بعد الرمي و اللق ‪ ,‬و احتج لم الطحاوي بديث عمرة‬
‫عن عائشة التقدم و قد عرفت ضعفه ‪ ,‬فل حجة فيه لسيما مع مالفته لديثها‬
‫الصحيح الذي احتجت به على قول عمر الوافق لذهبهم ‪ .‬نعم ذكر ابن عابدين ف‬
‫" حاشيته " على " البحر الرائق " ( ‪ ) 373 / 2‬عن أب يوسف ما يوافق ما حكاه‬
‫الشوكان عن النفية ‪ ,‬فالظاهر أن ف مذهبهم خلفا ‪ ,‬و قول أب يوسف هو‬
‫الصواب‬
‫لوافقته للحديث ‪ ,‬و من الغرائب قول الصنعان ف شرح حديث عائشة الضعيف ‪:‬‬
‫" و الظاهر أنه ممع على حل الطيب و غيه إل الوطء بعد الرمي ‪ ,‬و إن ل يلق "‬
‫فإن هذا و إن كان هو الصواب ‪ ,‬فقد خالف فيه عمر و غيه من السلف و حكى‬
‫اللف‬
‫فيه غي واحد من أهل العلم منهم ابن رشد ف " البداية " ( ‪ ) 295 / 1‬فأين‬
‫الجاع ? ! لكن الصحيح ما أفاده الديث ‪ ,‬و هو مذهب ابن حزم ف " الحلى " ‪,‬‬
‫( ‪ ) 139 / 7‬و قال ‪:‬‬
‫" و هو قول عائشة و ابن الزبي و طاووس و علقمة و خارجة بن زيد بن ثابت " ‪.‬‬
‫" أيا رجل ظلم شبا من الرض كلفه ال عز وجل أن يفره حت يبلغ آخر سبع‬ ‫‪240‬‬
‫أرضي ‪ ,‬ث يطوقه إل يوم القيامة حت يقضى بي الناس " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 1167‬و أحد ( ‪ ) 173 / 4‬و كذا ابنه عن‬
‫زائدة‬
‫عن الربيع بن عبد ال عن أين بن نابل ‪ -‬قال ابن حبان ‪ :‬ابن ثابت ‪ -‬عن‬
‫‪ #‬يعلى بن مرة ‪ #‬قال ‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد ‪ ,‬رجاله ثقات معروفون غي أين ‪ ,‬فإن كان هو ابن نابل كما‬
‫ف " السند " فإنه مشهور وثقه جاعة و روى له البخاري متابعة ‪ .‬و إن كان هو‬
‫ابن ثابت كما ف ابن حبان فقال أبو داود ‪ :‬ل بأس به ‪ ,‬و ذكره ابن حبان ف‬
‫" الثقات " ‪ .‬و يرجح هذا عندي شيئان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن ابن أب حات قد قال ف ترجته ( ‪: ) 319 / 1 / 1‬‬

‫" روى عن ابن عباس و يعلى بن مرة ‪ ,‬و عنه أبو يعفور عبد الرحن بن عبيد بن‬
‫نسطاس و الربيع بن عبد ال " ‪.‬‬
‫ث ترجم لين بن نابل و ذكر أنه روى عن قدامة بن عبد ال الكلب و طاووس‬
‫و غيه من التابعي ‪ .‬فلم يذكر هو و ل غيه أنه روى عن يعلى بن مرة ‪ ,‬و ل ذكر‬
‫ف الرواة عنه الربيع بن عبد ال ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن رواية أب يعفور عنه ف " السند " ( ‪ , ) 173 / 172 / 4‬لكنه وقع‬
‫فيه " أبو يعقوب " و هو تصحيف ‪ ,‬و كذلك تصحف ف نسختي من " الرح و‬
‫التعديل "‬
‫كما نبه عليه مققه العلمة عبد الرحن العلمي ف ترجة ابن ثابت هذا ‪.‬‬
‫و قد يعكر على هذا الترجيح ‪ ,‬أن الطبان أخرجه ف " العجم الصغي " ( ص ‪219‬‬
‫)‬
‫من طريق أخرى عن إساعيل بن أب خالد عن الشعب عن أين ابن نابل عن يعلى‬
‫بن مرة به نوه ‪ ,‬فهذا يرجح أنه ابن نابل ‪ .‬لكن أظن أنه مرف أيضا عن‬
‫" ابن ثابت " ‪ ,‬فإن الشعب إنا ذكروه ف الرواة عن هذا ل عن ابن نابل ‪.‬‬
‫و الديث قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 175 / 4‬‬

‫" رواه أحد و الطبان ف الكبي و الصغي بنحوه بأسانيد ‪ ,‬و رجال بعضها رجال‬
‫" إنه ل يكن نب قبلي إل كان حقا عليه أن يدل أمته على خي ما يعلمه لم ‪,‬‬ ‫‪241‬‬
‫و ينذرهم شر ما يعلمه لم ‪ ,‬و إن أمتكم هذه جعل عافيتها ف أولا ‪ ,‬و سيصيب‬
‫آخرها بلء و أمور تنكرونا ‪ ,‬و تيء فتنة ‪ ,‬فيقق بعضها بعضا ‪ ,‬و تيء الفتنة‬
‫فيقول الؤمن ‪ :‬هذه مهلكت ‪ ,‬ث تنكشف ‪ ,‬و تيء الفتنة فيقول الؤمن ‪ :‬هذه هذه‬
‫‪ ,‬فمن أحب أن يزحزح عن النار و يدخل النة ‪ ,‬فلتأته منيته و هو يؤمن بال‬
‫و اليوم الخر ‪ ,‬و ليأت إل الناس الذي يب أن يؤتى إليه ‪ ,‬و من بايع إماما‬
‫فأعطاه صفقة يده ‪ ,‬و ثرة قلبه ‪ ,‬فليطعه إن استطاع ‪ ,‬فإن جاء آخر ينازعه‬
‫فاضربوا عنق الخر " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 18 / 6‬و السياق له و النسائي ( ‪ ) 185 / 2‬و ابن ماجه ( ‪/ 2‬‬
‫‪466‬‬
‫‪ ) 467 -‬و أحد ( ‪ ) 191 / 2‬من طرق عن العمش عن زيد بن وهب عن عبد‬
‫الرحن‬
‫بن عبد رب الكعبة قال ‪:‬‬
‫دخلت السجد ‪ ,‬فإذا ‪ #‬عبد ال بن عمرو بن العاص ‪ #‬جالس ف ظل الكعبة ‪ ,‬و‬
‫الناس‬
‫متمعون عليه ‪ ,‬فأتيتهم فجلست إليه ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫" كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر ‪ ,‬فنلنا منل ‪ ,‬فمنا من يصلح‬
‫خباءه ‪ ,‬و منا من ينتضل ‪ ,‬و منا من هو ف جشره ‪ ,‬إذ نادى منادي رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ :‬الصلة جامعة ‪ ,‬فاجتمعنا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال ‪ " :‬فذكره ‪ .‬و زاد ف آخره ‪ " :‬فدنوت منه ‪ ,‬فقلت له ‪ :‬أنشدك ال آنت‬
‫سعت‬
‫هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ? فأهوى إل أذنيه و قلبه بيديه ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫سعته أذناي ‪ ,‬و وعاه قلب ‪ ,‬فقلت له ‪ :‬هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل‬
‫أموالنا بيننا بالباطل ‪ ,‬و نقتل أنفسنا ‪ ,‬و ال يقول ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إل أن تكون تارة عن تراض منكم ‪ ,‬و ل تقتلوا‬
‫أنفسكم إن ال كان بكم رحيما ) قال ‪ :‬فسكت ساعة ث قال ‪ :‬أطعه ف طاعة ال ‪,‬‬
‫و اعصه ف معصية ال " ‪.‬‬
‫و ليس عند غي مسلم قوله ‪ " :‬فقلت له هذا ابن عمك ‪ "...‬ال ‪.‬‬
‫ث أخرجه أحد من طريق الشعب عن عبد الرحن بن عبد رب الكعبة به ‪ ,‬و كذا رواه‬
‫مسلم ف رواية و ل يسوقا لفظ الديث ‪ ,‬و إنا أحال فيه على حديث العمش ‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫‪ ( - 1‬فيقق بعضها بعضا ) ‪ .‬أي يعل بعضها بعضا رقيقا ‪ ,‬أي ‪ :‬خفيفا لعظم ما‬
‫بعده ‪ ,‬فالثان يعل الول رقيقا ‪.‬‬
‫‪ ( - 2‬صفقة يده ) أي ‪ :‬معاهدته له و التزام طاعته ‪ ,‬و هي الرة من التصفيق‬
‫باليدين ‪ ,‬و ذلك عند البيعة باللفة ‪.‬‬
‫‪ ( - 3‬ثرة قلبه ) أي خالص عهده أو مبته بقلبه ‪.‬‬
‫‪ ( - 4‬فاضربوا عنق الخر ) ‪ .‬قال النووي ‪:‬‬
‫" معناه ‪ :‬ادفعوا الثان فإنه خارج على المام ‪ ,‬فإن ل يندفع إل برب ‪,‬‬
‫و قاتل ‪ ,‬فقاتلوه ‪ .‬فإن دعت القاتلة إل قتله ‪ ,‬جاز قتله ‪ ,‬و ل ضمان فيه لنه‬
‫ظال متعد ف قتاله " ‪.‬‬
‫و ف الديث فوائد كثية ‪ ,‬من أهها أن النب يب عليه أن يدعو أمته إل الي‬
‫و يدلم عليه ‪ ,‬و ينذرهم شر ما يعلمه لم ‪ ,‬ففيه رد صريح على ما ذكر ف بعض‬
‫كتب‬
‫الكلم أن النب من أوحي إليه ‪ ,‬و ل يؤمر بالتبليغ !‬
‫" من أخذ أرضا بغي حقها كلف أن يمل ترابا إل الحشر " ‪.‬‬ ‫‪242‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 173 / 4‬حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو‬
‫يعقوب‬
‫عبد ال جدي حدثنا أبو ثابت قال ‪ :‬سعت ‪ #‬يعلى بن مرة الثقفي ‪ #‬يقول ‪ :‬سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪ .‬ث قال أحد ( ‪ : ) 172 / 4‬حدثنا‬
‫إساعيل بن ممد و هو أبو إبراهيم العقب حدثنا مروان الفزاري حدثنا أبو يعقوب‬
‫عن أب ثابت به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند رجاله ثقات معروفون غي أب يعقوب هذا ‪ ,‬و قد ساه عبد‬
‫الواحد‬
‫بن زياد " عبد ال " ‪ ,‬و ذكر أنه جده كما ترى ‪ ,‬و ل أعرفه ‪ ,‬و قد أغفلوه فلم‬
‫يذكروه ‪ ,‬ل ف الكن و ل ف الساء ‪ ,‬و يتمل عندي أن يكون هو عبد ال بن‬
‫عبد ال بن الصم ‪ ,‬فقد ذكروا ف الرواة عنه عبد الواحد بن زياد و مروان‬
‫الفزاري و ها اللذان رويا هذا الديث عنه كما ترى ‪ ,‬لكن يشكل عليه أنم ل‬
‫يذكروا أنه يكن بأب يعقوب ‪ ,‬و إنا ذكروا له كنيتي أخريي ‪ " :‬أبو سليمان "‬
‫و " أبو العنبس " ‪.‬‬
‫و يتمل أن تكون هذه الكنية ‪ " :‬أبو يعقوب " مرفة عن أب يعفور ‪ ,‬و اسه عبد‬
‫الرحن بن عبيد بن نسطاس الكوف ‪ ,‬فقد روى هذا عن أب ثابت أين بن ثابت و عنه‬
‫مروان الفزاري كما ف " التهذيب " ‪ ,‬فإن كان هو هذا فهو ثقة من رجال الشيخي‬
‫فالسند صحيح ‪ ,‬لكن يرد عليه ‪ ,‬أن عبد الواحد بن زياد قد ساه عبد ال جده ‪,‬‬
‫إل أن يقال ‪ :‬إن هذه الزيادة ف رواية عبد الواحد مقحمة من بعض النساخ للمسند‬
‫و جلة القول أن هذا السناد من الشكلت عندي ‪ ,‬فلعلنا نقف فيما بعد على ما‬
‫يكشف الصواب فيه ‪ .‬و ال الستعان ‪.‬‬
‫و لعله من أجل ما ذكرنا سكت عن هذا السناد النذري ف " الترغيب " ( ‪/ 3‬‬
‫‪) 54‬‬
‫و تبعه اليثمي ( ‪ ) 175 / 4‬و عزياه للطبان أيضا ‪.‬‬
‫و قد ثبت الديث من طريق أخرى عن أب ثابت به بلفظ آخر فراجع " أيا رجل‬
‫ظلم‬
‫شبا من الرض ‪. " ...‬‬
‫" صدق ال ‪ ,‬و كذب بطن أخيك " ‪.‬‬ ‫‪243‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 26 / 7‬عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ #‬قال ‪:‬‬

‫" جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬إن أخي استطلق بطنه ‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم اسقه عسل ‪ .‬فسقاه ‪ ,‬ث جاءه فقال ‪ :‬إن سقيته‬
‫عسل فلم يزده إل استطلقا فقال له ثلث مرات ‪ ,‬ث جاءه الرابعة فقال ‪ :‬اسقه‬
‫عسل ‪ ,‬فقال ‪ :‬لقد سقيته فلم يزده إل استطلقا ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ( فذكره ) فسقاه فبأ " ‪.‬‬
‫و أخرجه البخاري ( ‪ ) 138 - 137 / 115 / 10‬بشيء من الختصار و‬

‫استدركه الاكم‬
‫( ‪ ) 402 / 4‬على الشيخي و أقره الذهب ! !‬
‫قال ابن القيم ف " الزاد " ( ‪ ) 98 - 97 / 3‬بعد أن ذكر كثيا من فوائد العسل ‪:‬‬
‫" فهذا الذي وصف له النب صلى ال عليه وسلم العسل كان استطلق بطنه عن‬
‫تمة‬
‫أصابته عن امتلء فأمر بشرب العسل ‪ ,‬لدفع الفضول الجتمعة ف نواحي العدة‬
‫و المعاء ‪ ,‬فإن العسل فيه جلء و دفع للفضول ‪ ,‬و كان قد أصاب العدة أخلط‬
‫لزجة تنع استقرار الغذاء فيه للزوجتها ‪ ,‬فإن العدة لا خل كخمل النشفة ‪,‬‬
‫فإذا علقت با الخلط اللزجة أفسدتا و أفسدت الغذاء ‪ ,‬فدواؤها با يلوها من‬
‫تلك الخلط ‪ ,‬و العسل من أحسن ما عول به هذا الداء ‪ ,‬لسيما إن مزج بالاء‬
‫الار ‪ .‬و ف تكرار سقيه العسل معن طب بديع ‪ ,‬و هو أن الدواء يب أن يكون له‬
‫مقدار و كمية بسب حال الداء ‪ ,‬إن قصر عنه ل يزله بالكلية ‪ ,‬و إن جاوزه أوهن‬
‫القوى فأحدث ضررا آخر ‪ ,‬فلما أمره أن يسقيه العسل ‪ ,‬سقاه مقدارا ل يفي بقاومة‬
‫الداء ‪ ,‬و ل يبلغ الغرض ‪ ,‬فلما أخبه علم أن الذي سقاه ل يبلغ مقدار الاجة ‪,‬‬
‫فلما تكرر ترداده إل النب صلى ال عليه وسلم أكد عليه العاودة ليصل إل‬
‫القدار القاوم للداء ‪ ,‬فلما تكررت الشربات بسب مادة الداء برىء بإذن ال ‪.‬‬
‫و اعتبار مقادير الدوية و كيفياتا ‪ ,‬و مقدار قوة الرض و الريض من أكب‬
‫قواعد الطب ‪ .‬و قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬صدق ال و كذب بطن أخيك "‬
‫إشارة‬
‫إل تقيق نفع هذا الدواء ‪ ,‬و أن بقاء الداء ليس لقصور الدواء ف نفسه ‪ ,‬و لكن‬
‫لكذب البطن و كثرة الادة الفاسدة فيه ‪ ,‬فأمره بتكرار الدواء لكثرة الادة ‪.‬‬
‫و ليس طبه صلى ال عليه وسلم كطب الطباء ‪ ,‬فإن طب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫متيقن قطعي إلي ‪ ,‬صادر عن الوحي و مشكاة النبوة و كمال العقل ‪ ,‬و طب غيه‬
‫أكثره حدس و ظنون و تارب ‪ .‬و ل ينكر عدم انتفاع كثي من الرضى بطب النبوة‬
‫‪,‬‬
‫فإنه إنا ينتفع به من تلقاه بالقبول و اعتقاد الشفاء به ‪ ,‬و كمال التلقي له‬
‫باليان و الذعان ‪ .‬فهذا القرآن الذي هو شفاء لا ف الصدور ‪ ,‬إن ل يتلق هذا‬
‫التلقي ل يصل به شفاء الصدور من أدوائه ‪ ,‬بل ل يزيد النافقي إل رجسا إل‬
‫رجسهم و مرضا إل مرضهم ‪ ,‬و أين يقع طب البدان منه ‪ ,‬فطب النبوة ل يناسب‬
‫إل‬
‫البدان الطيبة كما أن شفاء القرآن ل يناسب إل الرواح الطيبة و القلوب الية‬
‫فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء‬
‫النافع و ليس ذلك لقصور ف الدواء ‪ ,‬و لكن لبث الطبيعة ‪ ,‬و فساد الحل ‪ ,‬و‬
‫عدم‬
‫قبوله ‪ ,‬و بال التوفيق " ‪.‬‬
‫" من اكتوى أو استرقى ‪ ,‬فقد برئ من التوكل " ‪.‬‬ ‫‪244‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 164 / 3‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( رقم ‪ ) 1408‬و ابن‬
‫ماجه‬
‫( ‪ ) 3489 / 1154 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 415 / 4‬و أحد ( ‪) 253 , 249 / 4‬‬
‫من طريق‬
‫‪ #‬عقار بن الغية بن شعبة عن أبيه ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قالوا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و فيه كراهة الكتواء ‪ ,‬و السترقاء ‪ .‬أما الول فلما فيه من التعذيب‬
‫بالنار ‪ ,‬و أما الخر ‪ ,‬فلما فيه من الحتياج إل الغي فيما الفائدة فيه‬
‫مظنونة غي راجحة ‪ ,‬و لذلك كان من صفات الذين يدخلون النة بغي حساب أنم‬
‫ل يسترقون ‪ ,‬و ل يكتوون ‪ ,‬و ل يتطيون ‪ ,‬و على ربم يتوكلون ‪ .‬كما ف حديث‬
‫ابن عباس عند الشيخي ‪ .‬و زاد مسلم ف روايته فقال ‪ " :‬ل يرقون و ل يسترقون "‬
‫و هي زيادة شاذة كما بينته فيما علقته على كتاب " متصر صحيح مسلم "‬
‫( رقم ‪. ) 254‬‬
‫" إن كان ف شيء من أدويتكم خي ففي شرطة مجم ‪ ,‬أو شربة من عسل أو لذعة‬ ‫‪245‬‬
‫بنار ‪,‬‬
‫و ما أحب أن أكتوي " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ 115 - 114 / 10‬و ‪ ) 126 , 125‬و مسلم ( ‪- 21 / 7‬‬

‫‪ ) 22‬و أحد‬
‫( ‪ ) 343 / 3‬عن ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و هو من رواية عاصم بن عمر ابن قتادة عنه ‪.‬‬
‫و ف رواية لسلم عن عاصم أن جابر بن عبد ال عاد القنع ث قال ‪:‬‬
‫ل أبرح حت تتجم فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" إن فيه شفاء " ‪.‬‬
‫و هو رواية لحد ( ‪ ) 335 / 3‬و كذا البخاري ( ‪ ) 124 / 10‬و استدركه‬
‫الاكم‬
‫( ‪ ) 409 / 4‬على الشيخي و أقره الذهب ! !‬
‫و للحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا باللفظ الول ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 209 / 4‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح على شرط الشيخي " و رده الذهب بقوله ‪:‬‬
‫" أسيد بن زيد المال متروك " ‪.‬‬
‫" أحصوا ل كل من تلفظ بالسلم " ‪.‬‬ ‫‪246‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 91 / 1‬و أبو عوانة ( ‪ ) 102 / 1‬و ابن ماجه ( ‪ ) 492 / 2‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 384 / 5‬و الحاملي ف " المال " ( ‪ ) 2 / 71 / 1‬من طرق كثية عن أب‬
‫معاوية عن العمش عن شقيق عن ‪ #‬حذيفة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪ .‬و زاد ‪:‬‬
‫" قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬يا رسول ال أتاف علينا ? و نن ما بي الستمائة إل‬
‫السبعمائة ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إنكم ل تدرون لعلكم أن‬
‫تبتلوا ‪ ,‬قال ‪ :‬فابتلينا حت جعل الرجل منا ما يصلي إل سرا " ‪.‬‬
‫و اللفظ لبن ماجه ‪ .‬و تابعه سفيان ‪ ,‬فقال أبو بكر الشافعي ف " الفوائد "‬
‫( ‪ ) 2 / 91 / 8‬حدثن إسحاق ( يعن الرب ) أنبأنا أبو حذيفة أنبأنا سفيان‬
‫عن العمش به ‪ .‬إل أنه قال ‪ " :‬و نن ألف و خسمائة ? " ‪.‬‬
‫و هو وهم من أب حذيفة و اسه موسى بن مسعود النهدي و هو صدوق سيء الفظ‬
‫‪,‬‬
‫و سائر رواته ثقات ‪.‬‬
‫" إذا أسلم العبد ‪ ,‬فحسن إسلمه ‪ ,‬كتب ال له كل حسنة كان أزلفها ‪ ,‬و ميت عنه‬ ‫‪247‬‬
‫كل سيئة كان أزلفها ‪ ,‬ث كان بعد ذلك القصاص ‪ ,‬السنة بعشر أمثالا إل سبع‬
‫مائة ضعف ‪ ,‬و السيئة بثلها إل أن يتجاوز ال عز وجل عنها " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 268 - 267 / 2‬من طريق صفوان بن صال قال ‪ :‬حدثنا‬
‫الوليد قال‬
‫‪ :‬حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ #‬قال‬
‫‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬و قد علقه البخاري ف " صحيحه " فقال ‪ :‬قال مالك ‪:‬‬
‫أخبن زيد بن أسلم به دون كتب السنات ‪ .‬و قد وصله السن بن سفيان و البزار‬
‫و الساعيلي و الدارقطن ف " غرائب مالك " و البيهقي ف " الشعب " من طرق‬
‫أخرى عن مالك به ‪.‬‬
‫قال حافظ ف " الفتح " ( ‪: ) 82 / 1‬‬
‫" و قد ثبت ف جيع الروايات ما سقط من رواية البخاري و هو كتابة السنات‬
‫التقدمة قبل السلم ‪ .‬و قوله " كتب ال " أي أمر أن يكتب ‪ ,‬و للدارقطن من‬
‫طريق زيد بن شعيب عن مالك بلفظ " يقول ال للئكته اكتبوا " ‪ ,‬فقيل ‪ :‬إن‬
‫الصنف أسقط ما رواه غيه عمدا ‪ ,‬لنه مشكل على القواعد ‪.‬‬
‫و قال الازري ‪:‬‬
‫الكافر ليس كذلك ‪ ,‬فل يثاب على العمل الصال الصادر منه ف شركه ‪ ,‬لن من‬
‫شرط‬
‫التقرب أن يكون عارفا لن يتقرب إليه ‪ ,‬و الكافر ليس كذلك ‪.‬‬
‫و تابعه القاضي عياض على تقرير هذا الشكال ‪ .‬و استضعف ذلك النووي فقال ‪:‬‬
‫" و الصواب الذي عليه الحققون ‪ ,‬بل نقل بعضهم فيه الجاع أن الكافر إذا فعل‬
‫أفعال جيلة كالصدقة وصلة الرحم ‪ ,‬ث أسلم ‪ ,‬ث مات على السلم أن ثواب ذلك‬
‫يكتب له ‪ .‬و أما دعوى أنه مالف للقواعد ‪ ,‬فغي مسلم ‪ ,‬لنه قد يعتد ببعض أفعال‬
‫الكفار ف الدنيا ككفارة الظهار ‪ ,‬فإنه ل يلزمه إعادتا إذا أسلم و تزئه "‬
‫انتهى ‪.‬‬
‫ث قال الافظ ‪:‬‬
‫و الق أنه ل يلزم من كتابة الثواب للمسلم ف حال إسلمه تفضل من ال‬
‫و إحسانا أن يكون ذلك لكون عمله الصادر منه ف الكفر مقبول ‪ .‬و الديث إنا‬
‫تضمن كتابة الثواب ‪ ,‬و ل يتعرض للقبول ‪ .‬و يتمل أن يكون القبول يصي معلقا‬
‫على إسلمه ‪ ,‬فيقبل و يثاب إن أسلم ‪ ,‬و إل فل ‪ .‬و هذا قوي ‪ .‬و قد جزم با‬
‫جزم به النووي ‪ :‬إبراهيم الرب و ابن بطال و غيها من القدماء ‪ ,‬و القرطب‬
‫و ابن الني من التأخرين ‪.‬‬
‫قال ابن الني ‪:‬‬
‫الخالف للقواعد ‪ ,‬دعوى أن يكتب له ذلك ف حال كفره ‪ ,‬و أما أن ال يضيف إل‬
‫حسناته ف السلم ثواب ما كان صدر منه ما كان يظنه خيا ‪ ,‬فل مانع منه كما‬
‫لو تفضل عليه ابتداء من غي عمل ‪ ,‬و كما تفضل على العاجز بثواب ما كان يعمل‬
‫و هو قادر ‪ ,‬فإذا جاز أن يكتب له ثواب ما ل يعمل البتة جاز أن يكتب ثواب ما‬
‫عمله غي موف الشروط ‪ .‬و استدل غيه بأن من آمن من أهل الكتاب يؤتى أجره‬
‫مرتي‬
‫كما دل عليه القرآن و الديث الصحيح ‪ ,‬و هو لو مات على إيانه الول ل ينفعه‬
‫شيء من عمله الصال ‪ ,‬بل يكون هباء منثورا ‪ ,‬فدل على أن ثواب عمله الول‬
‫يكتب‬
‫له مضافا إل عمله الثان ‪ ,‬و بقوله صلى ال عليه وسلم لا سألته عائشة عن‬
‫ابن جدعان و ما كان يصنعه من الي ‪:‬‬
‫هل ينفعه ? فقال ‪ :‬إنه ل يقل يوما ‪ ,‬رب اغفر ل خطيئت يوم الدين ‪ ,‬فدل على‬
‫أنه لو قالا بعد أن أسلم نفعه ما عمله ف الكفر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا هو الصواب الذي ل يوز القول بلفه لتضافر الحاديث على ذلك ‪,‬‬
‫و لذا قال السندي ف حاشيته على النسائي ‪:‬‬
‫" و هذا الديث يدل على أن حسنات الكافر موقوفة ‪ ,‬إن أسلم تقبل ‪ ,‬و إل ترد ‪.‬‬
‫و على هذا فنحو قوله تعال ‪ ( :‬و الذين كفروا أعمالم كسراب ) ممول على من‬
‫مات‬
‫على الكفر ‪ ,‬و الظاهر أنه ل دليل على خلفه ‪ ,‬و فضل ال أوسع من هذا و أكثر‬
‫فل استبعاد فيه ‪ ,‬و حديث " اليان يب ما قبله " من الطايا ف السيئات ل ف‬
‫السنات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و مثل الية الت ذكرها السندي رحه ال سائر اليات الواردة ف إحباط‬
‫العمل بالشرك كقوله تعال ‪ ( :‬و لقد أوحي إليك و إل الذين من قبلك لئن أشركت‬
‫ليحبطن عملك ‪ ,‬و لتكونن من الاسرين ) ‪ ,‬فإنا كلها ممولة على من مات مشركا‬
‫‪,‬‬
‫و من الدليل على ذلك قوله عز و جل ‪ ( :‬و من يرتدد منكم عن دينه فيمت و هو‬
‫كافر‬
‫فأولئك حبطت أعمالم ف الدنيا و الخرة و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )‬
‫و يترتب على ذلك مسألة فقهية و هي أن السلم إذا حج ‪ ,‬ث ارتد ‪ ,‬ث عاد إل‬
‫السلم ‪ ,‬ل يبط ‪ ,‬حجه و ل يب عليه إعادته ‪ ,‬و هو مذهب المام الشافعي‬
‫و أحد قول الليث بن سعد ‪ ,‬و اختاره ابن حزم و انتصر له بكلم جيد متي ‪ ,‬أرى‬
‫أنه لبد من ذكره ‪ ,‬قال رحه ال تعال ( ‪: ) 277 / 7‬‬
‫" مسألة ‪ -‬من حج و اعتمر ‪ ,‬ث ارتد ‪ ,‬ث هداه ال تعال و استنقذه من النار‬
‫فأسلم فليس عليه أن يعيد الج و ل العمرة ‪ ,‬و هو قول الشافعي و أحد قول الليث‬
‫و قال أبو حنيفة و مالك و أبو سليمان ‪ :‬يعيد الج و العمرة ‪ ,‬و احتجوا بقول‬
‫ال تعال ‪ ( :‬لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الاسرين ) ‪ ,‬ما نعلم لم‬
‫حجة غيها ‪ ,‬و ل حجة لم فيها ‪ ,‬لن ال تعال ل يقل فيها ‪ :‬لئن أشركت‬
‫ليحبطن عملك الذي عملت قبل أن تشرك ‪ ,‬و هذه زيادة على ال ل توز ‪ ,‬و إنا‬
‫أخب تعال أنه يبط عمله بعد الشرك إذا مات أيضا على شركه ‪ ,‬ل إذا أسلم ‪,‬‬
‫و هذا حق بل شك ‪ .‬و لو حج مشرك أو اعتمر أو صلى أو صام أو زكى ل يزه‬
‫شيء من‬
‫ذلك عن الواجب ‪ ,‬و أيضا فإن قوله تعال فيها ‪ ( :‬و لتكونن من الاسرين ) بيان‬
‫أن الرتد إذا رجع إل السلم ل يبط ما عمل قبل إسلمه أصل بل هو مكتوب له‬
‫و مازى عليه بالنة ‪ ,‬لنه ل خلف بي أحد من المة ف أن الرتد إذا رجع إل‬
‫السلم ليس من الاسرين بل من الربي الفلحي الفائزين ‪ ,‬فصح أن الذي يبط‬
‫عمله هو اليت على كفره ‪ ,‬مرتدا أو غي مرتد ‪ ,‬و هذا هو من الاسرين بل شك ‪,‬‬
‫ل من أسلم بعد كفره أو راجع السلم بعد ردته ‪ ,‬و قال تعال ‪ ( :‬و من يرتدد‬
‫منكم عن دينه فيمت و هو كافر فأولئك حبطت أعمالم ) فصح نص قولنا ‪ :‬من أنه‬
‫ل‬
‫يبط عمله إن ارتد إل بأن يوت و هو كافر ‪ ,‬و وجدنا ال تعال يقول ‪ ( :‬إن‬
‫ل أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) ‪ ,‬و قال تعال ‪ ( :‬فمن يعمل مثقال ذرة‬
‫خيا يره ) ‪ ,‬و هذا عموم ل يوز تصيصه ‪ ,‬فصح أن حجه و عمرته إذا راجع‬
‫السلم‬
‫سياها ‪ ,‬و ل يضيعان له ‪.‬‬
‫و روينا من طرق كالشمس عن الزهري و عن هشام بن عروة العن كلها عن‬
‫عروة‬
‫بن الزبي أن حكيم بن حزام أخبه أنه قال لرسول ال عليه السلم ‪ :‬أي رسول‬
‫ال أرأيت أمورا كنت أتنث با ف الاهلية من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم ‪,‬‬
‫أفيها أجر ? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أسلمت على ما أسلفت من خي " ‪.‬‬
‫" أسلمت على ما أسلفت من خي " ‪.‬‬ ‫‪248‬‬
‫قال ابن حزم ‪ :‬فصح أن الرتد إذا أسلم ‪ ,‬و الكافر الذي ل يكن أسلم قط إذا‬
‫أسلما ‪ ,‬فقد أسلما على ما أسلفا من الي ‪ ,‬و قد كان الرتد إذ حج و هو مسلم‬
‫قد أدى ما أمر به و ما كلف كما أمر به ‪ ,‬فقد أسلم الن عليه فهو له كما كان ‪.‬‬
‫و أما الكافر يج كالصابئي الذين يرون الج إل مكة ف دينهم ‪ ,‬فإن أسلم بعد‬
‫ذلك ل يزه لنه ل يؤده كما أمر ال تعال به ‪ ,‬لن من فرض الج و سائر‬
‫الشرائع كلها أن ل تؤدى إل كما أمر با رسول ال ممد بن عبد ال عليه‬
‫السلم ف الدين الذي جاء به الذي ل يقبل ال تعال دينا غيه ‪ ,‬و قال عليه‬
‫السلم ‪:‬‬
‫" من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد " ‪.‬‬
‫و الصابئ إنا حج كما أمره يوراسف أو هرمس فل يزئه ‪ ,‬و بال تعال التوفيق‬
‫‪.‬‬
‫و يلزم من أسقط حجه بردته أن يسقط إحصانه و طلقه الثلث و بيعه و ابتياعه‬
‫و عطاياه الت كانت ف السلم ‪ ,‬و هم ل يقولون بذا ‪ ,‬فظهر فساد قولم ‪,‬‬
‫و بال تعال نتأيد " ‪.‬‬
‫و إذا تبي هذا فل منافاة بينه و بي الديث التقدم برقم ( ‪ " ) 52‬أن الكافر‬
‫يثاب على حسناته ما عمل با ل ف الدنيا " لن الراد به الكافر الذي سبق ف‬
‫علم ال أنه يوت كافرا بدليل قوله ف آخره ‪ " :‬حت إذا أفضى إل الخرة ل‬
‫يكن له حسنة يزى با " ‪ ,‬و أما الكافر الذي سبق ف علم ال أنه يسلم و يوت‬
‫مؤمنا فهو يازى على حسناته الت عملها حالة كفره ف الخرة ‪ ,‬كما أفادته‬
‫الحاديث التقدمة ‪ ,‬و منها حديث حكيم بن حزام الذي أورده ابن حزم ف كلمه‬
‫التقدم و صححه و ل يعزه لحد من الؤلفي ‪ ,‬و قد أخرجه البخاري ف " صحيحه "‬
‫( ‪ ) 348 / 10 , 127 / 5 , 327 / 4‬و مسلم ( ‪ ) 79 / 1‬و أبو عوانة ف "‬
‫صحيحه "‬
‫أيضا ( ‪ ) 73 - 72 / 1‬و أحد ( ‪. ) 402 / 3‬‬
‫و منها حديث عائشة ف ابن جدعان الذي ذكره الافظ غي معزو لحد ‪ ,‬فأنا أسوقه‬
‫الن و أخرجه و هو ‪:‬‬
‫" ل يا عائشة ‪ ,‬إنه ل يقل يوما ‪ :‬رب اغفر ل خطيئت يوم الدين " ‪.‬‬
‫" ل يا عائشة ‪ ,‬إنه ل يقل يوما ‪ :‬رب اغفر ل خطيئت يوم الدين " ‪.‬‬ ‫‪249‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 136 / 1‬و أبو عوانة ( ‪ ) 100 / 1‬و أحد ف " السند " و ابنه‬
‫عبد ال ف " زوائده " ( ‪ ) 93 / 6‬و أبو بكر العدل ف " اثنا عشر ملسا "‬
‫( ق ‪ ) 1 / 6‬و الواحدي ف " الوسيط " ( ‪ ) 1 / 167 / 3‬من طرق عن داود عن‬
‫الشعب‬
‫عن مسروق ( و ل يذكر الخيان مسروقا ) عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬يا رسول ال ابن جدعان كان ف الاهلية يصل الرحم و يطعم الساكي ‪,‬‬
‫فهل ذاك نافعه ? قال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫و له عنها طريق أخرى ‪ ,‬فقال عبد الواحد بن زياد ‪ :‬حدثنا العمش عن أب سفيان‬
‫عن‬
‫عبيد بن عمي عنها أنا قالت ‪:‬‬
‫" قلت للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن عبد ال بن جدعان كان ف الاهلية يقري‬
‫الضيف و يصل الرحم و يفك العان و يسن الوار ‪ -‬فأثنيت عليه ‪ -‬هل نفعه ذلك‬
‫?‬
‫قال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه أبو عوانة و أبو القاسم إساعيل اللب ف " حديثه " ( ق ‪ ) 115 - 114‬من‬
‫طرق عن عبد الواحد به ‪.‬‬
‫و وجدت له طريقا ثالثا ‪ ,‬رواه يزيد بن زريع حدثنا عمارة بن أب حفصة عن عكرمة‬
‫عنها به نوه ‪.‬‬
‫أخرجه يي بن صاعد ف " حديثه " ( ‪ ) 2 - 1 / 288 / 4‬من طريقي عن يزيد به‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط البخاري على اختلف قول أب حات ف ساع‬
‫عكرمة‬
‫‪ -‬و هو مول ابن عباس ‪ -‬من عائشة ‪ ,‬فأثبته ف أحدها و نفاه ف الخر ‪ ,‬لكن‬
‫الثبت مقدم على الناف ‪ ,‬كما هو ف علم الصول مقرر ‪.‬‬
‫و ف الديث دللة ظاهرة على أن الكافر إذا أسلم نفعه عمله الصال ف الاهلية‬
‫بلف ما إذا مات على كفره فإنه ل ينفعه بل يبط بكفره ‪ ,‬و قد سبق بسط الكلم‬
‫ف هذا ف الديث الذي قبله ‪.‬‬
‫و فيه دليل أيضا على أن أهل الاهلية الذين ماتوا قبل البعثة الحمدية ليسوا من‬
‫أهل الفترة الذين ل تبلغهم دعوة رسول ‪ ,‬إذ لو كانوا كذلك ل يستحق ابن جدعان‬
‫العذاب و لا حبط عمله الصال ‪ ,‬و ف هذا أحاديث أخرى كثية سبق أن ذكرنا‬
‫بعضها‬
‫‪.‬‬
‫" ل ضرر ‪ ,‬و ل ضرار " ‪.‬‬ ‫‪250‬‬
‫حديث صحيح ورد مرسل ‪ ,‬و روي موصول عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ ,‬و عبد ال‬
‫ابن عباس ‪ ,‬و عبادة بن الصامت ‪ ,‬و عائشة ‪ ,‬و أب هريرة ‪ ,‬و جابر بن عبد ال ‪,‬‬
‫و ثعلبة بن مالك ‪ #‬رضي ال عنهم ‪.‬‬
‫أما الرسل ‪ ,‬فقال مالك ف " الوطأ " ( ‪ : ) 218 / 2‬عن عمرو ابن يي الازن‬
‫عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح مرسل ‪ .‬و قد روي موصول عن أب سعيد الدري رواه‬
‫عثمان‬
‫بن ممد بن عثمان بن ربيعة بن أب عبد الرحن ‪ ,‬حدثنا عبد العزيز بن ممد‬
‫الدراوردي عن عمرو بن يي الازن عن أبيه عن أب سعيد الدري أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره و زاد ‪:‬‬
‫" من ضار ضاره ال ‪ ,‬و من شاق شاق ال عليه " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 58 - 57 / 2‬و البيهقي ( ‪ ) 70 - 69 / 6‬و قال ‪ " :‬تفرد به‬
‫عثمان بن ممد عن الدراوردي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و تعقبه ابن التركمان فقال ‪:‬‬

‫" قلت ‪ :‬ل ينفرد به ‪ ,‬بل تابعه عبد اللك بن معاذ النصيب ‪ ,‬فرواه كذلك عن‬
‫الدراوردي ‪ .‬كذا أخرجه أبو عمر ف كتابيه ( التمهيد ) و ( الستذكار ) ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كأنه لذه التابعة قال الاكم عقبه ‪:‬‬

‫" صحيح على شرط مسلم " ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و إل فلول التابعة هذه ل يكن‬
‫الديث على شرط مسلم لن عثمان بن ممد ليس من رجاله ‪ ,‬و فوق ذلك فهو‬
‫متكلم فيه‬
‫قال الدارقطن ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫و قال عبد الق ‪ :‬الغالب على حديثه الوهم ‪ .‬و لكن قد يتقوى حديثه بتابعة‬
‫النصيب هذا له ‪ ,‬و إن كان ل يعرف حاله ‪ ,‬كما قال ابن القطان و تابعه الذهب ‪,‬‬
‫و هو بالتال ليس من رجال مسلم أيضا ‪ ,‬فهو ليس على شرطه أيضا ‪ ,‬و لكنهم قد‬
‫يتساهلون ف الرواية التابعة ما ل يتساهلون ف الرواية الفردة ‪ ,‬فيقولون ف‬
‫الول ‪ :‬إنه على شرط مسلم باعتبار من فوق التابعي مثلما هنا كما هو معروف ‪,‬‬
‫و لذلك فقد رأينا الافظ ابن رجب ف " شرح الربعي النووية " ( ‪ ) 219‬ل يعل‬
‫الديث بعثمان هذا و ل بتابعة النصيب ‪ ,‬و إنا أعله بشيخهما ‪ ,‬فقد قال عقب‬
‫قول البيهقي التقدم ‪:‬‬
‫" قال ابن عبد الب ‪ :‬ل يتلف عن مالك ف إرسال هذا الديث ‪ .‬قال ‪ :‬و ل بسند‬
‫من وجه صحيح ‪ .‬ث خرجه من رواية عبد اللك بن معاذ النصيب عن الدراوردي‬
‫موصول‬
‫و الدراوردي كان المام أحد يضعف ما حدث به من حفظه و ل يعبأ به ‪ ,‬و ل شك‬
‫ف‬
‫تقدي قول مالك على قوله " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يعن أن الصواب ف الديث عن عمرو بن يي عن أبيه مرسل كما رواه‬

‫مالك ‪,‬‬
‫و لسنا نشك ف ذلك فإن الدراوردي و إن كان ثقة من رجال مسلم فإن فيه كلما‬
‫يسيا من قبل حفظه ‪ ,‬فل تقبل مالفته للثقة ‪ ,‬لسيما إذا كان مثل مالك رحه‬
‫ال تعال ‪.‬‬
‫و الديث أخرجه الدارقطن أيضا ( ص ‪ ) 522‬موصول من الوجه التقدم لكن‬

‫بدون‬
‫الزيادة ‪ " :‬من ضار ‪ " ...‬ث رأيته قد أخرجه ف مكان آخر ( ص ‪ ) 321‬من الوجه‬
‫الذكور بالزيادة ‪.‬‬
‫و أما حديث ابن عباس ‪ ,‬فيويه عنه عكرمة ‪ ,‬و له عنه ثلث طرق ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن جابر العفي عنه به ‪.‬‬

‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 57 / 2‬و أحد ( ‪ ) 313 / 1‬كلها عن عبد الرزاق ‪:‬‬
‫أنبأنا معمر عن جابر العفي به ‪.‬‬
‫قال ابن رجب ‪ " :‬و جابر العفي ضعفه الكثرون " ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عن إبراهيم بن إساعيل عن داود بن الصي عن عكرمة به ‪.‬‬

‫أخرجه الدارقطن ( ‪. ) 522‬‬
‫قال ابن رجب ‪ " :‬و إبراهيم ضعفه جاعة ‪ ,‬و روايات داود عن عكرمة مناكي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن تابعه سعيد بن أب أيوب عند الطبان ف " الكبي " ( ‪) 1 / 127 / 3‬‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أحد بن رشدين الصري أنبأنا روح بن صلح أنبأنا سعيد بن أب أيوب‬
‫عن داود بن الصي به ‪ ,‬إل أنه أوقفه على ابن عباس ‪ .‬لكن السند واه ‪ ,‬فإن روح‬
‫ابن صلح ضعيف ‪ .‬و ابن رشدين كذبوه ‪ ,‬فل تثبت التابعة ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬قال ابن أب شيبة كما ف " نصب الراية " ( ‪ : ) 384/ 4‬حدثنا معاوية‬
‫بن عمرو حدثنا زائدة عن ساك عن عكرمة به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ‪ ,‬غي أن ساكا روايته عن‬
‫عكرمة‬
‫خاصة مضطربة ‪ ,‬و قد تغي بآخره فكان ‪ ,‬ربا يلقن كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و أما حديث عبادة بن الصامت ‪ ,‬فيويه الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة‬
‫عن إسحاق بن يي بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة مرفوعا به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه و عبد ال بن أحد ف " زوائد السند " ( ‪. ) 326 / 5‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف منقطع بي عبادة و حفيده إسحاق ‪.‬‬
‫قال الافظ ‪ " :‬أرسل عن عبادة ‪ ,‬و هو مهول الال " ‪.‬‬
‫و أما حديث عائشة ‪ ,‬فله عنها طريقان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬يرويها الواقدي ‪ :‬أنبأنا خارجة بن عبد ال بن سليمان بن زيد بن ثابت‬

‫عن أب الرجال عن عمرة عنها ‪.‬‬
‫أخرجه الدارقطن ( ‪ , ) 522‬قال ابن رجب ‪:‬‬
‫" و الواقدي متروك ‪ ,‬و شيخه متلف ف تضعيفه " ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عن روح بن صلح حدثنا سعيد بن أب أيوب عن أب سهيل عن القاسم ابن‬
‫ممد عنها ‪ ,‬و عن أب بكر بن أب سبة عن نافع بن مالك أب سهيل عن القاسم به ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الوسط " و قال ‪:‬‬
‫" ل يروه عن القاسم إل نافع بن مالك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هو ثقة متج به ف " الصحيحي " ‪ ,‬لكن الطريقان إليه ضعيفان كما قال ابن‬
‫رجب ‪ ,‬ففي الول روح بن صلح و هو ضعيف ‪ ,‬و ف الخرى أبو بكر بن أب‬
‫سبة ‪,‬‬
‫و هو أشد ضعفا ‪ ,‬قال ف " التقريب " ‪ " :‬رموه بالوضع " ‪.‬‬
‫و أما حديث أب هريرة ‪ ,‬فيويه أبو بكر بن عياش قال ‪ :‬عن ابن عطاء عن أبيه عن‬
‫أب هريرة مرفوعا ‪.‬‬
‫أخرجه الدارقطن ‪ ,‬و أعله الزيلعي بأب بكر هذا فقال ‪:‬‬
‫" متلف فيه " ‪ .‬و أعله ابن رجب بابن عطاء فقال ‪:‬‬
‫" و هو يعقوب و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫و أما حديث جابر فيويه حيان بن بشر القاضي قال ‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن ممد‬
‫بن إسحاق عن ممد بن يي بن حبان عن عمه واسع بن حبان عنه ‪.‬‬
‫رواه الطبان ف " الوسط " ‪ ,‬و سكت عليه الزيلعي ‪.‬‬
‫و قال ابن رجب ‪ " :‬هذا إسناد مقارب ‪ ,‬و هو غريب خرجه أبو داود ف " الراسيل‬
‫"‬
‫من رواية عبد الرحن بن مغراء عن ابن إسحاق عن ممد بن يي بن حبان عن عمه‬
‫واسع مرسل ‪ .‬و هذا أصح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و مداره على ابن إسحاق و هو مدلس و قد عنعنه ‪ ,‬و حيان بن بشر الذي ف‬
‫الطريق الوصولة ‪ ,‬قال ابن معي ‪ :‬ل بأس به ‪ .‬و له ترجة ف " تاريخ بغداد "‬
‫( ‪ , ) 285 / 8‬و قد روي عن واسع بن حبان عن أب لبابة عن النب صلى ال عليه‬
‫رواه أبو داود ف " الراسيل " ‪ ,‬كما نقله الزيلعي و ل يسق إسناده لننظر فيه ‪.‬‬
‫و أما حديث ثعلبة فهو من رواية إسحاق بن إبراهيم مول مزينة عن صفوان ابن سليم‬
‫عنه ‪.‬‬
‫رواه الطبان ف " معجمه " كما ف " الزيلعي " ( ‪ ) 385 / 4‬و سكت عليه ‪,‬‬
‫و إسحاق بن إبراهيم هذا ل أعرفه ‪ ,‬و فات هذا الديث الافظ اليثمي فلم يورده‬
‫ف " الجمع " ( ‪ ) 110 / 4‬و أورد فيه فقط حديث جابر و عائشة ‪.‬‬
‫و بالملة فهذه طرق كثية أشار إليها النووي ف " أربعينه " ث قال ‪:‬‬
‫" يقوي بعضها بعضا " ‪ .‬و نوه قول ابن الصلح ‪:‬‬
‫" مموعها يقوي الديث ‪ ,‬و يسنه ‪ ,‬و قد تقبله جاهي أهل العلم و احتجوا به ‪.‬‬
‫و قول أب داود ‪ :‬إنه من الحاديث الت يدور الفقه عليها يشعر بكونه غي ضعيف "‬
‫‪.‬‬
‫" حري البئر أربعون ذراعا من حواليها كلها لعطان البل و الغنم " ‪.‬‬ ‫‪251‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 494 / 2‬حدثنا هشيم قال ‪ :‬أنبأنا عوف عن رجل حدثه‬
‫عن‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف لهالة الرجل الذي ل يسم ‪ ,‬و قال اليثمي ف " ممع‬
‫الزوائد " ( ‪: ) 125 / 3‬‬
‫" رواه أحد ‪ ,‬و فيه رجل ل يسم ‪ ,‬و بقية رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هكذا أخرجه البيهقي ( ‪ ) 155 / 6‬من طريق أخرى عن هشيم به ث قال‬
‫‪:‬‬
‫" و قد كتبناه من حديث مسدد عن هشيم ‪ :‬أخبنا عوف حدثنا ممد بن سيين عن‬
‫أب‬
‫هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪ .‬أخبناه أبو السن القري‬
‫‪. " ...‬‬
‫ث ساق السند إل مسدد به ‪ .‬و مسدد ثقة من رجال البخاري ‪ ,‬لكن ف السند إليه‬
‫من‬
‫ل أعرفه ‪ .‬و ل يتعرض الافظ الزيلعي ف " نصب الراية " ( ‪ ) 292 / 4‬و كذا‬
‫الافظ العسقلن ف " التلخيص " ( ص ‪ ) 256‬لذه الطريق ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من رواية عبد ال بن مغفل مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" من حفر بئرا فله أربعون ذراعا عطنا لاشيته " ‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ ) 273 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 96 / 2‬من طريق إساعيل بن مسلم‬
‫الكي عن السن عنه ‪.‬‬
‫و هذا سند ضعيف و له علتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عنعنة السن و هو البصري فقد كان مدلسا ‪.‬‬
‫و الخرى ‪ :‬ضعف إساعيل بن مسلم الكي قال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" كان فقيها ‪ ,‬ضعيف الديث " ‪ .‬و قال ف " التلخيص " ( ‪ ) 256‬بعد أن عزاه‬
‫لبن‬
‫ماجه وحده ‪:‬‬
‫" و ف سنده إساعيل بن مسلم و هو ضعيف ‪ ,‬و قد أخرجه الطبان من طريق‬
‫أشعث عن‬
‫السن ‪ ,‬و ف الباب عن أب هريرة عند أحد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فما دام أنه قد تابعه أشعث ‪ ,‬فإعلل الديث بالعلة الول أول كما ل‬
‫يفى ‪ .‬و أشعث هذا واحد من أربعة ‪ ,‬كلهم يروون عن السن ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أشعث بن إسحاق بن سعد الشعري القمي ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أشعث بن سوار الكندي ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أشعث بن عبد ال بن جابر الدان ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أشعث بن عبد اللك المران ‪.‬‬
‫و كل هؤلء ثقات غي الثان ففيه ضعف ‪ ,‬و لكن ل بأس به ف التابعات ‪ ,‬كما‬
‫يشي إل ذلك ما حكاه البقان عن الدارقطن ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫" قلت للدارقطن ‪ :‬أشعث عن السن ? قال ‪ :‬هم ثلثة يدثون جيعا عن السن ‪:‬‬
‫المران و هو ابن عبد اللك أبو هان ثقة ‪ .‬و ابن عبد ال بن جابر الدان‬
‫يعتب به ‪ ,‬و ابن سوار ‪ ,‬يعتب به و هو أضعفهم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد فاته الول ‪ ,‬و هو ثقة أيضا كما قال ابن معي و غيه ‪.‬‬
‫و بالملة ‪ ,‬فهذا شاهد ل بأس به ‪ ,‬فالديث به حسن عندي و ال أعلم ‪ .‬و قد‬
‫ذهب‬
‫إل العمل به أبو حنيفة و الشافعي كما ف " سبل السلم " ( ‪. ) 79 - 78 / 3‬‬
‫" تبلغ اللية من الؤمن حيث يبلغ الوضوء " ‪.‬‬ ‫‪252‬‬
‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 450/ 1‬‬
‫صحيح من حديث ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مصرحا بسماعه من النب صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫و له‬
‫عنه طريقان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن خلف بن خليفة عن أب مالك الشجعي عن أب حازم قال ‪:‬‬
‫" كنت خلف أب هريرة و هو يتوضأ للصلة ‪ ,‬فكان يد يده حت يبلغ إبطه ‪,‬‬
‫فقلت له ‪ :‬يا أبا هريرة ما هذا الوضوء ? فقال ‪ :‬يا بن فروخ أنتم ها هنا ?! لو‬
‫علمت أنكم ها هنا ما توضأت هذا الوضوء ! سعت خليلي صلى ال عليه وسلم‬
‫" فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 151 / 1‬و أبو عوانة ( ‪ ) 244 / 1‬و النسائي ( ‪) 35 / 1‬‬
‫و البيهقي ( ‪ ) 56 / 1‬و أحد ( ‪ ) 371 / 2‬عنه ‪.‬‬
‫و خلف هذا فيه ضعف من قبل حفظه و كان اختلط ‪ ,‬لكنه قد توبع فرواه أبو عوانة‬
‫من‬
‫طريق عبد ال بن إدريس قال ‪ :‬سعت أبا مالك الشجعي به بلفظ ‪:‬‬
‫" قال ‪ :‬رأيته يتوضأ فيبلغ بالاء عضديه ‪ ,‬فقلت ‪ :‬ما هذا ? قال ‪ :‬و أنتم حول‬
‫يا بن فروخ ? ! سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬اللية تبلغ مواضع‬
‫الطهور " ‪.‬‬
‫و هذا إسناد صحيح ل غبار عليه ‪.‬‬
‫و الطريق الخرى عن يي بن أيوب البجلي عن أب زرعة قال ‪:‬‬
‫" دخلت على أب هريرة فتوضأ إل منكبيه ‪ ,‬و إل ركبته ‪ ,‬فقلت له ‪ :‬أل تكتفي‬
‫با فرض ال عليك من هذا ? قال ‪ :‬بلى ‪ ,‬و لكن سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ‪ :‬مبلغ اللية مبلغ الوضوء ‪ ,‬فأحببت أن يزيدن ف حليت " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ‪ : ) 40 / 1‬حدثنا ابن البارك عن يي به ‪.‬‬
‫و علقه عنه أبو عوانة ف " صحيحه " ( ‪. ) 243 / 1‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال " الصحيحي " غي يي هذا و‬
‫هو‬
‫ثقة اتفاقا إل رواية عن ابن معي ‪ ,‬و قال الافظ ‪ " :‬ل بأس " به ‪ .‬و ل يضره‬
‫إن شاء ال تعال أن خالفه غيه من الثقات فأوقفه ‪ ,‬لن الرفع زيادة ‪ ,‬و هي من‬
‫ثقة فهي مقبولة ‪ ,‬لسيما و يشهد لا الطريق الول ‪ ,‬فأخرج البخاري ( ‪317 / 10‬‬
‫) و ابن أب شيبة ( ‪ ) 42 - 41 / 1‬و أحد ( ‪ ) 232 / 2‬عن عمارة بن القعقاع‬
‫عن‬
‫أب زرعة قال ‪:‬‬
‫" دخلت مع أب هريرة دار مروان فدعا بوضوء فتوضأ ‪ ,‬فلما غسل ذراعيه جاوز‬
‫الرفقي ‪ ,‬فلما غسل رجليه جاوز الكعبي إل الساقي ‪ ,‬فقلت ‪ :‬ما هذا ? قال ‪:‬‬
‫هذا مبلغ اللية " ‪.‬‬
‫و اللفظ لبن أب شيبة ‪ .‬قال الشيخ إبراهيم الناجي متعقبا رواية مسلم الول‬
‫و قد أوردها النذري ف " الترغيب " ‪:‬‬
‫" و هذه الرواية تدل على أن آخره ليس برفوع أيضا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يعن قوله ‪ " :‬تبلغ اللية ‪ . "...‬و قد عرفت الواب عن هذا العلل أنفا‬
‫و غالب ظن أن الناجي ل يقف على التابعة الذكورة للف عند أب عوانة و ل‬
‫على هذه الطريق الخرى الصحيحة أيضا ‪ ,‬و إل لا قال ذلك ‪.‬‬
‫على أنه قد بدى ل أن هذه الرواية و إن كانت موقوفة ظاهرا ‪ ,‬فهي ف القيقة‬
‫مرفوعة ‪ ,‬لن قوله ‪ " :‬هذا مبلغ اللية " فيه إشارة قوية جدا إل أن الخاطب‬
‫يعلم أن هناك حديثا مرفوعا بلفظ " مبلغ اللية مبلغ الوضوء " كما هو مصرح به ف‬
‫الطريق الثانية ‪ ,‬فاكتفى الراوي بذلك عن التصريح برفعه إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فتأمل ‪.‬‬
‫و جلة القول ‪ :‬أن الديث مرفوع من الطريقي ‪ ,‬و ل يعله الوقوف لنه ف حكم‬
‫الرفوع كما سبق بيانه ‪.‬‬
‫إذا عرفت هذا ‪ ,‬فهل ف الديث ما يدل على استحباب إطالة الغرة و التحجيل ?‬
‫و الذي نراه إذا ل نعتد برأي أب هريرة رضي ال عنه ‪ -‬أنه ل يدل على ذلك ‪,‬‬
‫لن قوله ‪ " :‬مبلغ الوضوء " من الواضح أنه أراد الوضوء الشرعي ‪ ,‬فإذا ل يثبت‬
‫ف الشرع الطالة ‪ ,‬ل يز الزيادة عليه كما ل يفى ‪.‬‬
‫على أنه إن دل الديث على ذلك ‪ ,‬فلن يدل على غسل العضد لنه ليس من الغرة‬
‫ول‬
‫التحجيل ‪ ,‬و لذلك قال ابن القيم رحه ال تعال ف " حادي الرواح إل بلد‬
‫الفراح " ( ‪: ) 316 - 315 / 1‬‬
‫" و قد احتج بذا الديث من يرى استحباب غسل العضد و إطالته ‪ ,‬و الصحيح أنه‬
‫ل‬
‫يستحب ‪ ,‬و هو قول أهل الدينة ‪ ,‬و عن أحد روايتان ‪ ,‬و الديث ل يدل على‬
‫الطالة فإن اللية إنا تكون زينة ف الساعد و العصم ‪ ,‬ل ف العضد و الكتف "‬
‫‪.‬‬
‫و اعلم أن هناك حديثا آخر يستدل به من يذهب إل استحباب إطالة الغرة و‬
‫التحجيل‬
‫و هو بلفظ ‪:‬‬
‫" إن أمت يأتون يوم القيامة غرا مجلي من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن‬
‫يطيل غرته فليفعل " ‪.‬‬
‫و هو متفق عليه بي الشيخي ‪ ,‬لكن قوله ‪ " :‬فمن استطاع ‪ "...‬مدرج من قول أب‬
‫هريرة ليس من حديثه صلى ال عليه وسلم كما شهد بذلك جاعة من الفاظ‬
‫كالنذري‬
‫و ابن تيمية و ابن القيم و العسقلن و غيهم و قد بينت ذلك بيانا شافيا ف‬
‫" الحاديث الضعيفة " فأغن عن العادة ‪ ,‬و لو صحت هذه الملة لكانت نصا على‬
‫استحباب إطالة الغرة و التحجيل ل على إطالة العضد ‪ .‬و ال ول التوفيق ‪.‬‬
‫" من استعاذ بال فأعيذوه ‪ ,‬و من سألكم بوجه ال فأعطوه " ‪.‬‬ ‫‪253‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ - 622 / 2‬اللبية ) و أحد ( رقم ‪ ) 2248‬و الطيب ف‬

‫" تاريه " ( ‪ ) 258 / 4‬من طرق عن خالد بن الارث حدثنا سعيد ( بن أب‬
‫عروبة )‬
‫عن قتادة عن أب نيك عن ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد إن شاء ال تعال ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي‬
‫أب نيك و اسه عثمان بن نيك كما جزم الافظ تبعا لبن أب حات ف " الرح‬
‫و التعديل " ( ‪ ) 171 / 1 / 3‬و ذكر أنه روى عنه جاعة من الثقات ‪ ,‬و ل يذكر‬
‫فيه جرحا و ل تعديل ‪ ,‬و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ‪ .‬و قال ابن القطان ‪ :‬ل‬
‫يعرف ‪ .‬و تناقض فيه الافظ فإنه ف الساء قال ‪ " :‬مقبول " ‪ ,‬و ف " الكن "‬
‫قال ‪ " :‬ثقة " ‪ .‬و الظاهر أنه وسط حسن الديث ‪ ,‬لنه تابعي و قد روى عنه‬
‫الماعة ‪ ,‬فهو حكم مستوري التابعي الذين يتج بديثهم ما ل يظهر خطؤهم فيه ‪,‬‬
‫و هذا الديث من هذا القبيل ‪ ,‬بل قد وجدنا ما شهد لصحته ‪ ,‬و هو حديث عبد ال‬
‫ابن عمر رضي ال عنه و هو الديث الت بعده ‪.‬‬
‫( فائدة ) روى ابن أب شيبة ( ‪ ) 4/68‬بسند صحيح إل ابن جريج عن عطاء أنه‬
‫كره‬
‫أن يسأل بوجه ال أو بالقرآن شيء من أمر الدنيا ‪.‬‬
‫" من استعاذكم بال فأعيذوه ‪ ,‬و من سألكم بال فأعطوه ‪ ,‬و من دعاكم فأجيبوه ‪,‬‬ ‫‪254‬‬
‫( و من استجار بال فأجيوه ) ‪ ,‬و من أتى إليكم معروفا فكافئوه ‪ ,‬فإن ل تدوا‬
‫فادعوا ال له حت تعلموا أن قد كافأتوه " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 216‬و أبو داود ( ‪/ 2 , 389 / 1‬‬
‫‪ ) 622‬و النسائي ( ‪ ) 358 / 1‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( رقم ‪ ) 2071‬و‬
‫الاكم‬
‫( ‪ ) 412 / 1‬و البيهقي ( ‪ ) 199 / 4‬و أحد ( ‪ ) 99 , 68 / 2‬و أبو نعيم ف "‬
‫اللية " ( ‪ ) 56 / 9‬من طرق عن العمش عن ماهد عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و الزيادة لحد ف رواية ‪ ,‬و هي عند النسائي بديل الت قبلها ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫و تابعه ليث عن ماهد به دون الملة الول و الرابعة ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ , ) 96 - 95 / 2‬و لبن أب شيبة ( ‪ ) 68 / 4‬الملة الثانية فقط ‪,‬‬

‫و ليث هو ابن أب سليم و هو ضعيف ‪.‬‬
‫و قد خالف الماعة أبو بكر بن عياش فقال ‪ :‬عن العمش عن أب حازم عن أب‬
‫هريرة‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره دون الملة الرابعة و ما بعدها‬
‫و جعله من مسند أب هريرة و من رواية أب حازم عنه ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 512 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 413 / 1‬و قال ‪:‬‬

‫" إسناد صحيح ‪ ,‬فقد صح عند العمش السنادان جيعا على شرط الشيخي ‪ ,‬و‬
‫نن على‬
‫أصلنا ف قبول الزيادات من الثقات ف السانيد و التون " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪,‬‬
‫و ف ذلك نظر عندي من وجهي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن أبا بكر بن عياش ل يرج له مسلم شيئا ‪ ,‬و إنا البخاري فقط ‪.‬‬
‫الخر ‪ :‬أن أبا بكر فيه ضعف من قبل حفظه و إن كان ثقة ف نفسه فل يتج به فيما‬
‫خالف الثقات ‪ .‬قال الذهب نفسه ف " اليزان " من ترجته ‪:‬‬
‫" صدوق ‪ ,‬ثبت ف القراءة ‪ ,‬لكنه ف الديث يغلط و يهم " ‪.‬‬
‫" ثقة عابد ‪ ,‬إل أنه لا كب ساء حفظه ‪ ,‬و كتابه صحيح " ‪.‬‬
‫" أل أخبكم بي الناس منلة ? قلنا ‪ :‬بلى ‪ ,‬قال ‪ :‬رجل مسك برأس فرسه‬ ‫‪255‬‬
‫‪ -‬أو قال ‪ :‬فرس ‪ -‬ف سبيل ال حت يوت أو يقتل ‪ ,‬قال ‪ :‬فأخبكم بالذي يليه ?‬
‫فقلنا ‪ :‬نعم يا رسول ال قال ‪ :‬امرؤ معتزل ف شعب يقيم الصلة ‪ ,‬و يؤت الزكاة‬
‫و يعتزل الناس ‪ ,‬قال ‪ :‬فأخبكم بشر الناس منلة ? قلنا ‪ :‬نعم يا رسول ال قال‬
‫‪ :‬الذي يسأل بال العظيم ‪ ,‬و ل يعطي به " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 358 / 1‬و الدارمي ( ‪ ) 202 - 201 / 2‬و ابن حبان ف "‬
‫صحيحه‬
‫" ( ‪ ) 1593‬و أحد ( ‪ ) 322 , 319 , 237 / 1‬و الطبان ف " العجم الكبي "‬
‫( ‪ ) 1 / 97 / 3‬من طرق عن ابن أب ذئب عن سعيد بن خالد عن إساعيل ابن عبد‬
‫الرحن بن ذؤيب عن عطاء بن يسار عن ‪ #‬ابن عباس ‪. #‬‬
‫" أن النب صلى ال عليه وسلم خرج عليهم و هم جلوس فقال ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات ‪.‬‬

‫و أخرجه الترمذي ( ‪ ) 14 / 3‬من طريق ابن ليعة عن بكي بن الشج عن عطاء بن‬
‫يسار به نوه باختصار ألفاظ ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ‪ ,‬و يروى من غي وجه عن ابن عباس عن‬
‫النب‬
‫صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ابن ليعة سيء الفظ ‪ ,‬لكنه قد توبع ‪ ,‬فأخرجه ابن حبان ( ‪) 1594‬‬
‫و الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 1 / 97 / 3‬عن عمرو بن الارث أن بكرا حدثه به ‪,‬‬
‫فصح بذا السناد أيضا عن عطاء ‪.‬‬
‫( فائدة ) ف الديث تري سؤال شيء من أمور الدنيا بوجه ال تعال ‪ ,‬و تري‬
‫عدم إعطاء من سأل به تعال ‪ .‬قال السندي ف حاشيته على النسائي ‪:‬‬
‫" ( الذي يسأل بال ) على بناء الفاعل ‪ ,‬أي الذي يمع بي القبحتي أحدها‬
‫السؤال بال ‪ ,‬و الثان عدم العطاء لن يسأل به تعال ‪ ,‬فما يراعي حرمة اسه‬
‫تعال ف الوقتي جيعا ‪ .‬و أما جعله مبنيا للمفعول فبعيد إذ ل صنع للعبد ف‬
‫أن يسأله السائل بال ‪ ,‬فل وجه للجمع بينه و بي ترك العطاء ف هذا الحل "‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ما يدل على تري عدم العطاء لن يسأل به تعال حديث ابن عمر و ابن‬
‫عباس التقدمي ‪ " :‬و من سألكم بال فأعطوه " ‪.‬‬
‫و يدل على تري السؤال به تعال حديث ‪ " :‬ل يسأل بوجه ال إل النة " ‪.‬‬
‫و لكنه ضعيف السناد كما بينه النذري و غيه ‪ ,‬و لكن النظر الصحيح يشهد له ‪,‬‬
‫فإنه إذا ثبت وجوب العطاء لن سأل به تعال كما تقدم ‪ ,‬فسؤال السائل به ‪ ,‬قد‬
‫يعرض السؤول للوقوع ف الخالفة و هي عدم إعطائه إياه ما سأل و هو حرام ‪ ,‬و ما‬
‫أدى إل مرم فهو مرم ‪ ,‬فتأمل ‪ .‬و قد تقدم قريبا عن عطاء أنه كره أن يسأل بوجه‬
‫ال أو بالقرآن شيء من أمر الدنيا ‪.‬‬
‫و وجوب العطاء إنا هو إذا كان السؤول قادرا على العطاء و ل يلحقه ضرر به‬
‫أو بأهله ‪ ,‬و إل فل يب عليه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" من أخذ على تعليم القرآن قوسا ‪ ,‬قلده ال قوسا من نار يوم القيامة " ‪.‬‬ ‫‪256‬‬
‫رواه أبو ممد الخلدي ف " الفوائد " ( ق ‪ : ) 1 / 268‬حدثنا أحد بن منصور‬
‫الرمادي ‪ ,‬حدثنا عبد الرحن بن يي بن إساعيل بن عبيد ال بن أب الهاجر‬
‫الخزومي الدمشقي ‪ ,‬حدثنا الوليد بن مسلم ‪ ,‬حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن‬
‫إساعيل بن عبيد ال قال ‪ :‬قال ل عبد اللك بن مروان ‪ :‬يا إساعيل علم ولدي ‪,‬‬
‫فإن معطيك أو مثيبك ‪ ,‬قال إساعيل ‪ :‬يا أمي الؤمني ! و كيف بذلك و قد‬
‫حدثتن أم الدرداء عن ‪ #‬أب الدرداء ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫فذكره ‪ .‬قال عبد اللك ‪ :‬يا إساعيل لست أعطيك أو أثيبك على القرآن ‪ ,‬إنا‬
‫أعطيك أو أثيبك على النحو ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن عساكر ف " تاريخ دمشق " ( ‪ ) 2 / 427 / 2‬من طريق أخرى عن‬
‫أحد بن‬
‫منصور الرمادي به ‪.‬‬
‫و أخرجه البيهقي ف " سننه " ( ‪ ) 126 / 6‬من طريق عثمان بن سعيد الدارمي‬
‫حدثنا‬
‫عبد الرحن بن يي بن إساعيل به ‪.‬‬
‫ث روى البيهقي عن عثمان بن سعيد الدارمي عن دحيم قال ‪:‬‬
‫" حديث أب الدرداء هذا ليس له أصل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كذا قال ‪ ,‬و قد رده ابن التركمان بقوله ‪ ":‬قلت ‪ :‬أخرجه البيهقي هنا‬
‫بسند جيد فل أدري ما وجه ضعفه و كونه ل أصل له " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا رد قوي ‪ ,‬و يؤيده قول الافظ ف " التلخيص " ( ‪: ) 333‬‬
‫" رواه الدارمي بسند على شرط مسلم ‪ ,‬لكن شيخه عبد الرحن بن يي ابن إساعيل‬
‫ل يرج له مسلم ‪ ,‬و قال فيه أبو حات ‪ :‬ما به بأس " ‪.‬‬
‫ث ذكر قول دحيم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل يتفرد به عبد الرحن بن يي بن إساعيل ‪ ,‬بل تابعه إبراهيم ابن‬
‫يي بن إساعيل أخوه ‪ ,‬أخرجه ابن عساكر ف ترجته ( ‪ ) 2 / 284 / 2‬و ل يذكر‬
‫فيه جرحا و ل تعديل ‪.‬‬
‫ث أخرجه ابن عساكر من طريق هشام بن عمار أنبأنا عمرو بن واقد أنبأنا إساعيل‬
‫ابن عبيد ال به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذه طريق أخرى عن إساعيل ‪ ,‬و لكنها واهية ‪ ,‬فإن عمرو بن واقد متروك‬
‫كما‬
‫ف " التقريب " ‪ ,‬فالعتماد على الطريق الول ‪ ,‬و قد علمت أن ابن التركمان جود‬
‫إسناده ‪ ,‬و أشار إل ذلك الافظ ‪ ,‬و هو حري بذلك لول أن فيه علتي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن سعيد بن عبد العزيز و إن كان على شرط مسلم فقد اختلط ف آخر‬
‫عمره‬
‫كما ف " التقريب " ‪ ,‬و ل ندري أحدث بذا قبل الختلط أم بعده ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن الوليد بن مسلم و إن كان من رجال الشيخي ‪ ,‬فإنه كثي التدليس‬
‫و التسوية ‪ ,‬فيخشى أن يكون أسقط رجل بي سعيد و إساعيل و عليه فيحتمل أن‬
‫يكون‬
‫السقط ضعيفا ‪ ,‬مثل عمرو بن واقد أو غيه ‪ ,‬و لعل هذا هو وجه قول دحيم ف هذا‬
‫الديث " ليس له أصل " ‪ .‬غي أن له شاهدا يدل على أن له أصل أصيل ‪ ,‬و هو من‬
‫حديث عبادة بن الصامت رضي ال عنه ‪ ,‬و له طريقان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن مغية بن زياد عن عبادة بن نسي ‪ ,‬عن السود بن ثعلبة عنه قال ‪:‬‬
‫" علمت ناسا من أهل الصفة الكتاب و القرآن ‪ ,‬فأهدى إل رجل منهم قوسا ‪,‬‬
‫فقلت ‪:‬‬
‫ليست بال ‪ ,‬و أرمي عنها ف سبيل ال عز و جل ‪ ,‬لتي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فلسألنه ‪ ,‬فأتيته فقلت ‪ :‬يا رسول ال رجل أهدى إل قوسا من كنت أعلمه‬
‫الكتاب و القرآن ‪ ,‬و ليست بال ‪ ,‬و أرمي عنها ف سبيل ال ? قال ‪ :‬إن كنت تب‬
‫أن تطوق طوقا من نار فاقبلها " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ - 237 / 2‬اللب ) و ابن ماجه ( ‪ ) 8 / 2‬و الطحاوي‬

‫( ‪ ) 10 / 2‬و أبو نعيم ف " أخبار أصبهان " ( ‪ ) 82 / 2‬و الاكم ( ‪) 41 / 2‬‬
‫و البيهقي ( ‪ ) 125 / 6‬و أحد ( ‪. ) 315 / 5‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪.‬‬
‫و قال الذهب ‪ " :‬قلت ‪ :‬مغية صال الديث ‪ ,‬و قد تركه ابن حبان " ‪.‬‬
‫و قال البيهقي عن ابن الدين ‪:‬‬
‫" إسناده كله معروف إل السود بن ثعلبة ‪ ,‬فإنا ل نفظ عنه إل هذا الديث " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و له أحاديث أخرى ثلثة أشار إليهما ابن التركمان و ابن حجر ‪,‬‬
‫و انصرفا بذلك عن بيان حال السود هذا و هو مهول كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و قال ف " اليزان " ‪ " :‬ل يعرف " ‪ ,‬لكنه ل يتفرد به ‪ ,‬فقال بقية ‪ :‬حدثن‬
‫بشر ابن عبد ال بن يسار ‪ :‬و حدثن عبادة بن نسي عن جنادة بن أب أمية عن‬
‫عبادة ابن الصامت نو هذا الب و الول أت ‪ :‬فقلت ‪ :‬ما ترى فيها يا رسول ال‬
‫! فقال ‪:‬‬
‫جرة بي كتفيك تقلدتا أو تعلقها ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود و عنه البيهقي و قال ‪:‬‬
‫" هذا حديث متلف فيه على عبادة بن نسي كما ترى " ‪.‬‬
‫يعن أن الغية بن زياد سى شيخ ابن نسي السود بن ثعلبة ‪ ,‬و بشر بن عبد ال‬
‫بن يسار ساه جنادة بن أب أمية ‪ ,‬و ليس هذا ف نقدي اختلفا ‪ ,‬لحتمال أن يكون‬
‫لبن نسي فيه شيخان ‪ ,‬فكان يرويه تارة عن هذا ‪ ,‬و تارة عن هذا ‪ ,‬فروى كل من‬
‫الغية و بشر ما سع منه ‪ ,‬و كأنه لا ذكرنا ل يعله ابن حزم بالختلف‬
‫الذكور ‪ ,‬بل أعل الطريق الول بهالة السود ‪ ,‬و أعل الخرى بقوله ‪ " :‬بقية‬
‫ضعيف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و التقرر ف بقية أنه صدوق فهو حسن الديث إل إذا عنعن فل يتج به‬
‫حينئذ ‪ ,‬و ف هذا الديث قد صرح بالتحديث فأمنا بذلك تدليسه ‪ ,‬على أنه ل يتفرد‬
‫به ‪ ,‬فقال المام أحد ( ‪ : ) 324 / 5‬حدثنا أبو الغية حدثنا بشر بن عبد ال‬
‫يعن ابن يسار به ‪ .‬و من هذا الوجه أخرجه الاكم ( ‪ ) 356 / 3‬أيضا و قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال إن شاء ال تعال فإن رجاله كلهم ثقات معروفون غي بشر‬
‫هذا ‪ ,‬و قد روى عنه جاعة و وثقه ابن حبان ‪ ,‬و قال الافظ فيه ‪ " :‬صدوق " ‪.‬‬
‫( تنبيه ) عزى الافظ ف " التلخيص " ( ص ‪ ) 333‬هذا الديث للدارمي و تبعه‬
‫على‬
‫ذلك الشوكان ف " نيل الوطار " ( ‪ , ) 243 / 5‬و من الصطلح عليه عند أهل‬
‫العلم أن الدارمي إذا أطلق فإنا يراد به المام عبد ال بن عبد الرحن صاحب‬
‫كتاب " السنن " العروف بـ " السند " ‪ ,‬و عليه فإن أخذت أبث عنه فيه ‪ ,‬و لكن‬
‫عبثا ‪ ,‬و كان ذلك قبل أن أقف على سند الديث ف سنن البيهقي ‪ ,‬و حينذاك تبي‬
‫ل‬
‫أنه ليس هو الراد ‪ ,‬و إنا هو عثمان بن سعيد الدارمي الذي من طريقه رواه‬
‫البيهقي ‪ ,‬فرأيت التنبيه على ذلك ‪.‬‬
‫و أيضا فقد وقع من الشوكان ما هو أبعد عن الصواب ‪ ,‬و ذلك أنه قال ‪ :‬إن إسناد‬
‫الدارمي على شرط مسلم ‪ .‬و ل يذكر الستثناء الذي تقدم على الافظ !‬
‫ث إن للحديث شاهد آخر من حديث أب بن كعب ‪ ,‬و لكن سنده ضعيف ‪ ,‬و قد‬
‫تكلمت عليه‬
‫ف " الرواء " ( ‪ , ) 1488‬و فيما تقدم كفاية ‪.‬‬
‫" من قرأ القرآن فليسأل ال به ‪ ,‬فإنه سيجيء أقوام يقرءون القران يسألون‬ ‫‪257‬‬
‫به الناس " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 55 / 4‬و أحد ( ‪ 433 - 432 / 4‬و ‪ ) 439‬عن سفيان عن‬
‫العمش‬
‫عن خيثمة عن السن عن ‪ #‬عمران بن حصي ‪ #‬أنه مر على قارىء يقرأ ‪ ,‬ث سأل‬
‫‪,‬‬
‫فاسترجع ث قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫" و قال ممود ( يعن شيخه ابن غيلن ) ‪ :‬هذا خيثمة البصري الذي روى عنه جابر‬
‫العفي ‪ ,‬و ليس هو خيثمة بن عبد الرحن ‪ ,‬هذا حديث حسن ‪ ,‬و خيثمة هذا شيخ‬
‫بصري‬
‫يكن أبا نصر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قال فيه ابن معي ‪ :‬ليس بشيء ‪ .‬و أما ابن حبان فذكره ف " الثقات " ‪,‬‬
‫و قال الافظ ‪ " :‬لي الديث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و السن هو البصري و هو مدلس و قد عنعنه ‪ ,‬لكن أخرجه أحد ( ‪/ 4‬‬
‫‪ ) 436‬من‬
‫طريق شريك بن عبد ال عن منصور عن خيثمة عن السن قال ‪:‬‬
‫" كنت أمشي مع عمران بن حصي ‪ ,‬أحدنا آخذ بيد صاحبه ‪ ,‬فمررنا بسائل يقرأ‬
‫القرآن‬
‫‪ "...‬الديث نوه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و شريك هذا هو القاضي ‪ ,‬و هو سييء الفظ فل يتج به ‪ ,‬لسيما مع‬
‫مالفته لرواية سفيان ‪ .‬و إنا حسن الترمذي هذا الديث مع ضعف إسناده لا له‬
‫من الشواهد الكثية ‪ ,‬و ذلك اصطلح منه نص عليه ف " العلل " الت ف آخر‬
‫" السنن " فقال ( ‪: ) 400 / 4‬‬
‫" و ما ذكرنا ف هذا الكتاب " حديث حسن " ‪ ,‬فإنا أردنا حسن إسناده عندنا كل‬
‫حديث يروى ل يكون ف إسناده من يتهم بالكذب ‪ ,‬و ل يكون الديث شاذا ‪ ,‬و‬
‫يروى‬
‫من غي وجه نو ذلك ‪ ,‬فهو عندنا حديث حسن " ‪.‬‬
‫و من الغرائب أن يفى قول الترمذي هذا على الافظ ابن كثي ‪ ,‬فإنه لا ذكره ف‬
‫" اختصار علوم الديث " عن ابن الصلح تعقبه بقوله ( ص ‪: ) 40‬‬
‫" و هذا إذا كان قد روي عن الترمذي أنه قاله ‪ ,‬ففي أي كتاب له قاله ?!" ‪.‬‬
‫فقد عرفت ف أي كتاب له قاله ‪ ,‬فسبحان من ل تفى عليه خافية ‪.‬‬
‫ث إن الديث نقل الشوكان ( ‪ ) 243 / 5‬عن الترمذي أنه قال بعد إخراجه ‪:‬‬
‫" هذا حديث حسن ‪ ,‬ليس إسناده بذاك " ‪.‬‬
‫و ليس ف نسختنا منه هذا ‪ :‬ليس إسناده بذاك ‪ .‬و ال أعلم ‪ .‬ث رأيتها ف نسخة‬
‫بولق من " السنن " ( ‪. ) 151 / 2‬‬
‫أما شواهد الديث ‪ ,‬فهي عن جاعة من الصحابة بألفاظ متلفة و هاك بعضها ‪:‬‬
‫" تعلموا القرآن ‪ ,‬و سلوا ال به النة ‪ ,‬قبل أن يتعلمه قوم ‪ ,‬يسألون به‬
‫الدنيا ‪ ,‬فإن القرآن يتعلمه ثلثة ‪ :‬رجل يباهي به ‪ ,‬و رجل يستأكل به ‪ ,‬و رجل‬
‫يقرأه ل " ‪.‬‬
‫" تعلموا القرآن ‪ ,‬و سلوا ال به النة ‪ ,‬قبل أن يتعلمه قوم ‪ ,‬يسألون به‬ ‫‪258‬‬
‫الدنيا ‪ ,‬فإن القرآن يتعلمه ثلثة ‪ :‬رجل يباهي به ‪ ,‬و رجل يستأكل به ‪ ,‬و رجل‬
‫يقرأه ل " ‪.‬‬
‫رواه ابن نصر ف " قيام الليل " ( ص ‪ ) 74‬عن ابن ليعة عن موسى بن وردان عن‬
‫أب‬
‫اليثم عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ #‬أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف ‪ ,‬من أجل ابن ليعة ‪ ,‬فإنه سييء الفظ ‪ ,‬لكنه ل يتفرد به‬
‫كما يأت فالديث جيد ‪ .‬و أبو اليثم اسه سليمان بن عمرو العتواري الصري ‪.‬‬
‫و الديث عزاه الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 82 / 9‬لب عبيد ف " فضائل القرآن "‬
‫عن أب سعيد و صححه الاكم ‪ ,‬و أقره الافظ عليه ‪ ,‬و ل أجده الن ف‬
‫" الستدرك " ‪ ,‬و لعله من غي طريق ابن ليعة ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عند البخاري ف " خلق أفعال العباد " ( ص ‪ ) 96‬و الاكم‬
‫( ‪ ) 547 / 4‬و أحد ( ‪ ) 39 - 38 / 3‬و ابن أب حات كما " ف تفسي ابن كثي "‬
‫( ‪ ) 128 / 3‬عن بشي بن أب عمرو الولن أن الوليد بن قيس التجيب حدثه أنه‬
‫سع أبا سعيد الدري يقول ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" يلف قوم من بعد ستي سنة أضاعوا الصلة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا‬
‫‪,‬‬
‫ث يكون قوم يقرؤون القرآن ل يعدو تراقيهم ‪ ,‬و يقرأ القرآن ثلثة ‪ :‬مؤمن‬
‫و منافق و فاجر قال بشي ‪ :‬فقلت للوليد ‪ :‬ما هؤلء الثلثة ? قال ‪ :‬النافق‬
‫كافر به ‪ ,‬و الفاجر يتأكل به ‪ ,‬و الؤمن يؤمن به " ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي أن الوليد هذا ل يوثقه غي ابن حبان و العجلي ‪ ,‬لكن‬
‫روى عنه جاعة ‪ ,‬و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬مقبول " ‪ ,‬فحديثه يتمل‬
‫التحسي ‪ ,‬و هو على كل حال شاهد صال ‪.‬‬
‫و للحديث شواهد أخرى تؤيد صحته عن جاعة من الصحابة لبد من ذكرها إن شاء‬
‫ال‬
‫تعال ‪.‬‬
‫" اقرءوا فكل حسن ‪ ,‬و سيجىء أقوام يقيمونه كما يقام القدح ‪ ,‬يتعجلونه ‪ ,‬و ل‬ ‫‪259‬‬
‫يتأجلونه " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ - 132 / 1‬الطبعة التازية ) ‪ :‬حدثنا وهب بن بقية ‪ ,‬أخبنا‬
‫خالد عن حيد العرج عن ممد بن النكدر عن ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و نن نقرأ القرآن ‪ ,‬و فينا‬
‫العراب و العجمي ‪ ,‬فقال " فذكره ‪ .‬و أخرجه أحد ( ‪ : ) 397 / 3‬حدثنا خلف‬
‫بن الوليد حدثنا خالد به ‪ .‬و وقع فيه خالد بن حيد العرج ‪ .‬و هو تصحيف ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬غي وهب ابن بقية‬
‫فمن‬
‫رجال مسلم وحده ‪ ,‬و تابعه خلف بن الوليد و ل بأس به ف " التابعات " ‪.‬‬
‫و تابعه أسامة بن زيد الليثي عن ممد بن النكدر به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 357 / 3‬و إسناده حسن ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث سهل بن سعد الساعدي قال ‪:‬‬
‫" خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم و نن نقترئ ‪ ,‬فقال ‪ " :‬المد ل‬
‫كتاب ال واحد ‪ ,‬و فيكم الحر ‪ ,‬و فيكم البيض ‪ ,‬و فيكم السود ‪ ,‬اقرؤوه ‪" ..‬‬
‫أخرجه أبو داود و ابن حبان ف " صحيحه " ( رقم ‪ ) 1876‬عن عمرو بن الارث (‬
‫زاد‬
‫الول منهما ‪ :‬و ابن ليعة ) عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح الصدف عن سهل‬
‫بن‬
‫سعد به إل أنه قال ‪ " :‬يتعجل أجره ‪ ,‬و ل يتأجله " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات رجال مسلم باستثناء ابن ليعة ‪ -‬غي وفاء هذا ‪ ,‬فلم يوثقه‬
‫غي ابن حبان ‪ ,‬و ل يرو عنه سوى بكر هذا ‪ ,‬و زياد بن نعيم ‪ ,‬و لذا قال الافظ‬
‫فيه " مقبول " و ل يوثقه ‪.‬‬
‫و رواية ابن ليعة ‪ ,‬قد أخرجها المام ف " السند " ( ‪ ) 155 , 146 / 3‬من‬
‫طريقي عنه به إل أنه جعله من مسند أنس بن مالك ‪ ,‬ل من مسند سهل ‪ ,‬و لعل‬
‫ذلك‬
‫من أوهامه ‪ ,‬فإنه معروف بسوء الفظ ‪ ,‬و قال ف رواية " عن وفاء الولن " و ف‬
‫الخرى " عن أب حزة الولن " ‪ .‬فإن كان حفظه ‪ ,‬فهذه فائدة عزيزة ل توجد ف‬
‫التراجم ‪ ,‬فقد نسبه خولنيا و كناه بأب حزة ‪ ,‬و هذا ما ل يذكر ف ترجته من‬
‫" التهذيب " و غيه ‪ .‬نعم أورده ابن أب حات ف " الكن " فقال ‪:‬‬
‫( ‪: ) 361 / 2 / 4‬‬
‫" أبو حزة الولن ‪ ,‬سع جابرا ‪ .‬روى عنه بكر بن سوادة ‪ .‬قال أبو زرعة ‪ :‬هه‬
‫مصري ل يعرف اسه " ‪.‬‬
‫و أورده ف " الساء " فقال ( ‪: ) 49 / 2 / 4‬‬
‫" و فاء ( ف الصل ‪ :‬و قاء بالقاف ) بن شريح الصدف ‪ ,‬روى عن سهل ابن سعد‬
‫و رويفع بن ثابت ‪ ,‬روى عنه زياد بن نعم و بكر بن سوادة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الظاهر أنما واحد إذا صحت رواية ابن ليعة ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" اقرءوا القرآن ‪ ,‬و ل تأكلوا به ‪ ,‬و ل تستكثروا به ‪ ,‬و ل تفوا عنه ‪ ,‬و ل‬ ‫‪260‬‬
‫تغلوا فيه " ‪.‬‬
‫أخرجه الطحاوي ف " شرح العان " ( ‪ ) 10 / 2‬و أحد ( ‪) 444 , 428 / 3‬‬
‫و الطبان ف " الوسط " ( ‪ - 2 / 170 , 2 / 142 / 1‬من " زوائد العجمي " )‬
‫و ابن عساكر ( ‪ ) 2 / 486 / 9‬من طرق عن يي بن أب كثي عن ( و ف رواية ‪:‬‬
‫حدثنا ) زيد بن سلم عن أب سلم ( و ل يقل الطبان ‪ :‬عن أب سلم ) عن أب‬
‫راشد البان عن ‪ #‬عبد الرحن بن شبل النصاري ‪ #‬أن معاوية قال له ‪ :‬إذا أتيت‬
‫فسطاطي فقم فأخب ما سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬قال ‪ :‬سعت‬
‫رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره و السياق لحد ‪ ,‬و رواه الطبان ف‬
‫" الكبي " أيضا كما ف " الجمع " ( ‪ : ) 73 / 4‬و قال ‪:‬‬
‫" و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪ ,‬بل هو إسناده صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم رجال مسلم غي أب‬
‫راشد‬
‫البان بضم الهملة و سكون الوحدة ‪ ,‬و هو ثقة ‪ ,‬روى عنه جاعة من الثقات ‪,‬‬
‫و قد ذكره أبو زرعة الدمشقي ف الطبقة العليا الت تلي الصحابة ‪.‬‬
‫و قال العجلي ‪ " :‬تابعي ثقة ‪ ,‬ل يكن ف زمانه بدمشق أفضل منه " ‪.‬‬
‫و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ‪ .‬و قال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" قيل اسه أخضر ‪ ,‬و قيل النعمان ‪ ,‬ثقة من الثالثة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فل يقبل بعد هذا قول ابن حزم فيه ( ‪ " : ) 196 / 8‬و هو مهول " و أعل‬
‫الديث به ‪ ,‬فإنه ل سلف له ف ذلك ‪ ,‬و قد وثقه هؤلء الئمة ‪.‬‬
‫و لذا قال الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 82 / 9‬بعد أن عزاه لحد و أب يعلى ‪:‬‬
‫" و سنده قوي " ‪.‬‬
‫" هذا وضوئي و وضوء النبياء قبلي " ‪.‬‬ ‫‪261‬‬
‫رواه ابن شاهي ف " الترغيب " ( ‪ ) 2 - 1 / 262‬عن ممد بن مصفى أنبأنا ابن‬
‫أب فديك قال ‪ :‬حدثن طلحة بن يي عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" دعا رسول ال صلى ال عليه وسلم بوضوء ‪ ,‬فغسل وجهه مرة و يديه مرة ‪,‬‬
‫و رجليه مرة مرة و قال ‪ :‬هذا وضوء ل يقبل ال عز و جل الصلة إل به ‪ ,‬ث‬
‫دعا بوضوء فتوضأ مرتي مرتي ‪ ,‬و قال ‪ :‬هذا وضوء من توضأ ضاعف ال له الجر‬
‫مرتي ث دعا بوضوء فتوضأ ثلثا و قال ‪ :‬هكذا وضوء نبيكم صلى ال عليه وسلم‬
‫و النبيي قبله ‪ ,‬أو قال ‪ :‬هذا ‪ "...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات ‪ ,‬و ف بعضهم خلف ‪ ,‬و لكنه منقطع ‪ ,‬فإن طلحة‬
‫بن يي و هو ابن النعمان بن أب عياش الزرقي ل يذكروا له رواية عن أحد من‬
‫الصحابة ‪ ,‬بل و ل عن التابعي ‪.‬‬
‫و الديث ذكره الافظ ف " التلخيص " ( ص ‪ ) 30‬من رواية ابن السكن ف "‬
‫صحيحه "‬
‫عن أنس به ‪ .‬و سكت عليه ‪ ,‬و ليس بيد ‪ ,‬إذا كان عنده من هذا الوجه النقطع ‪.‬‬
‫لكن للحديث شواهد كثية يرتقي با إل درجة السن إن ل نقل الصحة ‪ ,‬و هي‬
‫من حديث ابن عمر ‪ ,‬و له عنه طريقان ‪ ,‬و من حديث أب بن كعب و زيد ابن ثابت‬
‫و أب هريرة و عبيد ال بن عكراش عن أبيه ‪ .‬و قد خرجتها ف إرواء الغليل "‬
‫( رقم ‪ ) 85‬فل داعي للعادة ‪ ,‬و قد أشار الصنعان ف " سبل السلم " ( ‪73 / 1‬‬
‫‪ -‬طبع الكتبة التجارية ) إل تقوية الديث بقوله ‪:‬‬
‫" و له طرق يشد بعضها بعضا " ‪.‬‬
‫و قد ذكره من حديث ابن عمر ‪ ,‬و زيد بن ثابت و أب هريرة فقط ! و ساقه بلفظ ‪:‬‬
‫" توضأ صلى ال عليه وسلم على الولء ث قال ‪ :‬هذا وضوء ل يقبل ال الصلة‬
‫إل به " ‪.‬‬
‫فقوله " على الولء " ما ل أصل له ف شيء من الطرق الت ذكرها ‪ ,‬و ل فيما‬
‫زدنا عليه من الطرق الخرى ! و مثله قول الشيخ إبراهيم بن ضويان ف " منار‬
‫السبيل " ( ‪ " ) 25 / 1‬توضأ صلى ال عليه وسلم مرتبا و قال ‪ ! "...‬و الديث‬
‫مع أنه ل يذكر فيه الترتيب صراحة فل يؤخذ ذلك من قوله فيه " فغسل وجهه مرة ‪,‬‬
‫و يديه مرة و رجليه مرة ‪ ,‬و قال هذا ‪ " ..‬لا اشتهر أن الواو لطلق المع فل‬
‫تفيد الترتيب ‪ ,‬لسيما و الحاديث الخرى الت أشرنا إليها ل يذكر فيها أعضاء‬
‫الوضوء ‪ ,‬بل جاءت متصرة بلفظ " توضأ مرة مرة ‪ ,‬ث قال ‪ :‬هذا وضوء ل يقبل ال‬
‫الصلة إل به " ‪.‬‬
‫و من الواضح ‪ ,‬أن الشارة بـ ( هذا ) هنا إنا هو إل الوضوء مرة مرة كما أن‬
‫الشارة بذلك ف الفقرتي الخريي إنا هو للوضوء مرتي مرتي و الوضوء ثلثا‬
‫ثلثا ‪ .‬فل دللة ف الديث على الوالة ‪ ,‬و ل على الترتيب و ال أعلم ‪.‬‬
‫و ليس هناك ما يدل على وجوب الترتيب ‪.‬‬
‫و قول ابن القيم ف " الزاد " ( ‪: ) 69 / 1‬‬
‫" و كان وضوؤه صلى ال عليه وسلم مرتبا متواليا ل يل به مرة واحدة البتة "‬
‫غي مسلم ف الترتيب ‪ ,‬لديث القدام بن معدي كرب قال ‪:‬‬
‫" أت رسول ال صلى ال عليه وسلم بوضوء فتوضأ ‪ ,‬فغسل كفيه ثلثا ‪ ,‬ث غسل‬
‫وجهه ثلثا ‪ ,‬ث غسل ذراعيه ثلثا ‪ ,‬ث مضمض و استنشق ثلثا ‪ ,‬و مسح برأسه‬
‫و أذنيه ظاهرها و باطنهما ‪ ,‬و غسل رجليه ثلثا ثلثا " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 132 / 4‬و عنه أبو داود ( ‪ ) 19 / 1‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫و قال الشوكان ( ‪: ) 125 / 1‬‬
‫" إسناده صال ‪ ,‬و قد أخرجه الضياء ف " الختارة " ‪.‬‬
‫فهذا يدل على أنه صلى ال عليه وسلم ل يلتزم الترتيب ف بعض الرات ‪ ,‬فذلك‬
‫دليل على أن الترتيب غي واجب ‪ ,‬و مافظته عليه ف غالب أحواله دليل على سنيته‬
‫" كان إذا أصبح قال ‪ :‬اللهم بك أصبحنا و بك أمسينا و بك نيا و بك نوت و‬ ‫‪262‬‬
‫إليك‬
‫النشور و إذا أمسى قال ‪ :‬اللهم بك أمسينا و بك أصبحنا و بك نيا و بك نوت‬
‫و إليك الصي " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ : ) 1199‬حدثنا معلى قال ‪ :‬حدثنا‬
‫وهيب‬
‫قال ‪ :‬حدثنا سهيل بن أب صال عن أبيه عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬فذكره مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ‪ ,‬و معلى هو ابن منصور‬
‫الرازي‬
‫احتج به البخاري أيضا ف " صحيحه " ‪ ,‬و قد توبع فقال أبو داود ( ‪- 611 / 2‬‬
‫طبع‬
‫اللب ) حدثنا موسى بن إساعيل ‪ :‬حدثنا وهيب به ‪ ,‬إل أنه قال ‪ " :‬و إليك‬
‫النشور " ف دعاء الساء أيضا ‪ .‬و رواه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 2354‬من‬
‫طريق‬
‫عبد العلى بن حاد حدثنا وهيب به ‪ .‬إل أنه قال ‪ " :‬و إليك الصي و إليك‬
‫النشور " جعهما معا ف دعاء الصباح ! و لعله سهو من بعض النساخ ‪.‬‬
‫و تابعه حاد و هو ابن سلمة ‪ :‬أخبن سهيل به ‪ ,‬دون دعاء الساء و قال ‪:‬‬
‫" و إليك الصي " بدل " و إليك النشور " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪. ) 522 - 354 / 2‬‬

‫و رواه آخران عن سهيل به من قوله صلى ال عليه وسلم و أمره ‪ ,‬و هو الديث‬
‫الت بعده ‪:‬‬
‫" إذا أصبحتم فقولوا ‪ :‬اللهم بك أصبحنا ‪ ,‬و بك أمسينا ‪ ,‬و بك نيا ‪ ,‬و بك نوت‬
‫( و إليك النشور ) ‪ ,‬و إذا أمسيتم فقولوا ‪ :‬اللهم بك أمسينا ‪ ,‬و بك أصبحنا ‪,‬‬
‫و بك نيا ‪ ,‬و بك نوت ‪ ,‬و إليك الصي " ‪.‬‬
‫" إذا أصبحتم فقولوا ‪ :‬اللهم بك أصبحنا و بك أمسينا و بك نيا و بك نوت‬ ‫‪263‬‬
‫( و إليك النشور ) و إذا أمسيتم فقولوا ‪ :‬اللهم بك أمسينا و بك أصبحنا‬

‫و بك نيا و بك نوت و إليك الصي " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ : ) 440 / 2‬حدثنا يعقوب بن حيد بن كاسب حدثنا عبد‬
‫العزيز‬
‫ابن أب حازم عن سهيل عن أبيه عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غي يعقوب بن حيد ‪.‬‬
‫قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق ربا وهم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد توبع على الشطر الول منه ‪ .‬فقال ابن السن ف " عمل اليوم‬
‫و الليلة " ( رقم ‪ : ) 33‬أخبنا أبو ممد بن صاعد ‪ ,‬حدثنا ممد بن زنبور حدثنا‬
‫عبد العزيز بن أب حازم به ‪ .‬و فيه الزيادة الت بي القوسي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ممد بن زنبور صدوق له أوهام كما قال الافظ ‪ ,‬فمتابعته قوية ‪.‬‬
‫و ل يتفرد به عبد العزيز بن أب حازم ‪ ,‬بل تابعه عبد ال بن جعفر أنبأنا سهيل‬
‫ابن أب صال به ‪ ,‬و فيه الزيادة ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ف " سننه " ( ‪ - 229 / 4‬بشرح التحفة ) و قال ‪:‬‬
‫" هذا حديث حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪ :‬و يعن أنه حسن لغيه كما نص عليه ف آخر كتابه و ذلك‬
‫لن‬
‫عبد ال بن جعفر هذا هو أبو جعفر الدن والد علي بن الدين ‪ -‬و هو ضعيف ‪,‬‬
‫و لكن يتقوى حديثه بتابعة عبد العزيز بن أب حازم إياه و هو ثقة متج به ف‬
‫" الصحيحي " ‪ ,‬فلو قال الترمذي ‪ " :‬حديث صحيح " لكان أقرب إل الصواب ‪.‬‬
‫و قد رأيت ابن تيمية قد نقل عنه أنه قال ‪ " :‬حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫و هذا هو الول به ‪ ,‬و لكن ل أجد ذلك ف نسختنا الشار إليها من الترمذي ‪.‬‬
‫" إذا أويت إل فراشك فقل ‪ :‬أعوذ بكلمات ال التامة ‪ ,‬من غضبه و عقابه ‪ ,‬و من‬ ‫‪264‬‬
‫شر عباده ‪ ,‬و من هزات الشياطي ‪ ,‬و أن يضرون " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن السن ( رقم ‪ ) 238‬من طريق أب هشام الرفاعي حدثنا وكيع بن الراح‬
‫حدثنا سفيان عن ‪ #‬ممد بن النكدر ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فشكا إليه أهاويل يراها ف النام‬
‫فقال " فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند رجاله ثقات غي أب هشام هذا و اسه ممد بن ممد بن يزيد‬
‫الرفاعي العجلي قال الذهب ف " الضعفاء " ‪:‬‬
‫" قال البخاري ‪ :‬رأيتهم ممعي على ضعفه " ‪.‬‬
‫و اتمه عثمان ابن أب شيبة بأنه يسرق حديث غيه فيويه على وجه الكذب ‪,‬‬
‫انظر " التهذيب " ‪.‬‬
‫و إذا كان كذلك ‪ ,‬فلعل أصل الديث ما رواه مسدد ‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن‬
‫أيوب‬
‫بن موسى عن ممد بن ممد بن يي بن حبان ‪.‬‬
‫" أن خالد بن الوليد رضي ال عنه كان يؤرق ‪ ,‬أو أصابه أرق فشكا إل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات ال التامة ‪ "...‬الديث ‪.‬‬
‫أخرجه ابن السن أيضا ( رقم ‪ , ) 736‬و رجاله ثقات غي شيخه علي بن ممد ابن‬
‫عامر فلم أعرفه ‪.‬‬
‫لكن يشهد له حديث ممد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ‪:‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولن عند النوم من الفزع ‪:‬‬
‫بسم ال أعوذ بكلمات ال التامة ‪ " ...‬الديث بالرف الواحد ‪ ,‬و زاد ‪:‬‬
‫" قال ‪ :‬فكان عبد ال بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولا عند نومه ‪,‬‬
‫و من كان منهم صغيا ل يعقل أن يفظها كتبها له فعلقها ف عنقه " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 239 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 548 / 1‬و أحد ( ‪ ) 181 / 2‬و‬
‫اللفظ‬
‫له من طرق صحيحه عن ابن إسحاق به ‪ .‬و رواه الترمذي ( ‪ ) 266 / 4‬من طريق‬
‫إساعيل‬
‫بن عياش عن ممد بن إسحاق به ‪ ,‬بلفظ ‪:‬‬
‫" إذا فزع أحدكم ف النوم فليقل ‪ :‬أعوذ بكلمات ال التامة ‪ .‬الديث بتمامه مع‬
‫الزيادة ‪ .‬و كذا أخرجه ابن السن ( ‪ ) 745‬من طريق يونس بن بكي عن ممد بن‬
‫إسحاق به ‪ .‬ث قال الترمذي ‪ " :‬هذا حديث حسن غريب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه ف جيع الطرق عنه ‪ ,‬و هذه الزيادة‬
‫منكرة‬
‫عندي ‪ ,‬لتفرده با ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و جلة القول ‪ :‬أن الديث بذا الشاهد حسن و قد علقه البخاري ف " أفعال‬
‫العباد " ( ص ‪ 88‬طبع الند ) ‪ :‬قال أحد بن خالد حدثنا ممد بن إسحاق به مثل‬
‫لفظ ابن عياش ‪.‬‬
‫" كان إذا رأى ما يب قال ‪ :‬المد ل الذي بنعمته تتم الصالات ‪ ,‬و إذا رأى ما‬ ‫‪265‬‬
‫يكرهه قال ‪ :‬المد ل على كل حال " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 422 / 2‬و ابن السن ( رقم ‪ ) 372‬و الاكم ( ‪) 499 / 1‬‬
‫من‬
‫طريق الوليد بن مسلم حدثنا زهي بن ممد عن منصور بن عبد الرحن عن أمه صفية‬
‫بنت شيبة عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪.‬‬
‫و أقره الذهب فلم يتعقبه بشيء ‪ ,‬و ف ذلك نظر ‪ ,‬لن زهي بن ممد هذا و هو‬
‫التميمي الراسان ث الشامي متكلم فيه ‪.‬‬
‫فقال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" رواية أهل الشام عنه غي مستقيمة فضعف بسببها ‪ ,‬قال البخاري عن أحد ‪ :‬كأن‬
‫زهي الذي يروي عنه الشاميون آخر ! و قال أبو حات ‪ :‬حدث بالشام من حفظه‬
‫فكثر‬
‫غلطه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا من رواية الشاميي عنه و هو الوليد بن مسلم ‪ ,‬ث إن هذا كان يدلس‬
‫تدليس التسوية ‪ ,‬و ل يصرح بالتحديث ف بقية رجال السند ‪ ,‬فهذه علة أخرى ‪.‬‬
‫و من ذلك تعلم خطأ تصحيح الاكم إياه و مثله قول البوصيي ف " الزوائد " ‪:‬‬
‫" إسناده صحيح و رجاله ثقات " ! و مثله قول النووي ف " الذكار " و إن أقره‬
‫شارحه ابن علن ( ‪: ) 271 / 6‬‬
‫" رواه ابن ماجه و ابن السن بإسناد جيد " !‬
‫كل ذلك ذهول عما بيناه من علة الديث من هذا الوجه ‪.‬‬
‫نعم وجدت للحديث شاهدا من رواية أب هريرة بلفظ ‪:‬‬
‫" كان لرسول ال صلى ال عليه وسلم حدان يعرفان ‪ :‬إذا جاءه ما يكره قال ‪:‬‬
‫المد ل على كل حال ‪ ,‬و إذا جاءه ما يسره قال ‪ :‬المد ل رب العالي الرحن‬
‫الرحيم ‪ ,‬بنعمته تتم الصالات " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 157 / 3‬من طريق الفضل الرقاشي عن ممد بن‬
‫النكدر عن أب هريرة ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" غريب من حديث ممد ‪ ,‬و الفضل الرقاشي ‪ ,‬ل نكتبه إل من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ضعيف من أجل الرقاشي هذا ‪ ,‬و هو الفضل بن عيسى فإنه متفق على‬
‫تضعيفه‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬منكر الديث " ‪.‬‬
‫و قد رواه ابن ماجه ( ‪ ) 423 / 2‬من طريق أخرى عن موسى بن عبيدة عن ممد‬
‫بن ثابت‬
‫عن أب هريرة مرفوعا متصرا بلفظ ‪.‬‬
‫" كان يقول ‪ :‬المد ل على كل حال ‪ ,‬رب أعوذ بك من حال أهل النار " ‪.‬‬
‫و هذا ضعيف أيضا ‪ ,‬قال ف " الزوائد " ‪:‬‬
‫" موسى بن عبيدة ضعيف ‪ ,‬و شيخه ممد بن ثابت مهول " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد اختلط بعض هذا الديث من هذه الطريق بديث عائشة ف " الامع‬
‫الصغي‬
‫" للسيوطي ‪ ,‬فإنه أورد حديث عائشة فيه من رواية ابن ماجه بزيادة ف آخره و هي‬
‫" رب أعوذ بك من حال أهل النار " ! و تبعه على ذلك بعض العلقي على كتاب‬
‫" الكلم الطيب " لبن تيمية ! و السبب ف ذلك أن حديث أب هريرة عند ابن ماجه‬
‫عقب حديث عائشة ‪ ,‬فاختلط على السيوطي حديث بديث ‪ ,‬فوجب التنبيه على‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫بقي شيء واحد ‪ ,‬و هو هل يصلح حديث الرقاشي شاهدا لذا الديث ? ذلك ما أنا‬
‫متوقف فيه الن ‪ ,‬و ييل إل أن للحديث شاهدا أو طريقا آخر و لكن ل يضرن‬
‫الساعة ‪ ,‬فنظرة إل ميسرة ‪.‬‬
‫" اللهم اكفن بللك عن حرامك ‪ ,‬و أغنن بفضلك عمن سواك " ‪.‬‬ ‫‪266‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 276 / 4‬و الاكم ( ‪ ) 538 / 1‬و أحد ( ‪ ) 153 / 1‬عن‬
‫عبد‬
‫الرحن بن إسحاق القرشي عن سيار أب الكم عن أب وائل قال ‪:‬‬
‫" أتى عليا رجل فقال ‪ :‬يا أمي الؤمني إن عجزت عن مكاتبت فأعن ‪ ,‬فقال ‪#‬‬
‫علي ‪ #‬رضي ال عنه ‪ :‬أل أعلمك كلمات علمنيهن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لو‬
‫كان عليك مثل جبل صي دناني لداه ال عنك ? قلت ‪ :‬بلى ‪ ,‬قال ‪ :‬قل " فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الصواب أنه حسن السناد ‪ ,‬كما قال الترمذي ‪ ,‬فإن عبد الرحن بن‬
‫إسحاق‬
‫هذا و هو عبد الرحن بن إسحاق بن عبد ال بن الارث بن كنانة العامري القرشي‬
‫مولهم متلف فيه ‪ ,‬و قد وثقه ابن معي و البخاري ‪.‬‬
‫و قال أحد ‪" :‬صال الديث " ‪.‬‬
‫و قال أبو حات ‪ " :‬يكتب حديثه ‪ ,‬و ل يتج به ‪ ,‬و هو قريب من ابن إسحاق‬
‫صاحب‬
‫الغازي ‪ ,‬و هو حسن الديث ‪ ,‬و ليس بثبت ‪ ,‬و هو أصلح من الواسطي " ‪.‬‬
‫و قال النسائي و ابن خزية ‪ " :‬ليس به بأس " ‪.‬‬
‫و قال ابن عدي ‪ " :‬ف حديثه بعض ما ينكر و ل يتابع عليه ‪ ,‬و هو صال الديث‬
‫كما قال أحد " ‪.‬‬
‫و قال الدارقطن ‪ " :‬ضعيف " ‪.‬‬
‫و قال العجلي ‪ " :‬يكتب حديثه ‪ ,‬و ليس بالقوي " ‪.‬‬
‫و لص ذلك الافظ بقوله ف " التقريب " " صدوق " ‪.‬‬
‫و قد أخرج له مسلم ف " الشواهد " ‪.‬‬
‫و قد وقع اسه ف الترمذي " عبد الرحن بن إسحاق " غي منسوب إل قريش فظن‬
‫شارحه البارك فوري رحه ال أنه الواسطي الذي سبقت الشارة إليه فقال ‪:‬‬
‫" هو الواسطي الكوف الكن بأب شيبة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو عبد الرحن بن إسحاق بن سعد بن الارث أبو شيبة الواسطي‬
‫النصاري‬
‫و يقال ‪ :‬الكوف ابن أخت النعمان بن سعد ‪ ,‬فهذا ضعيف اتفاقا و ليس هو راوي‬
‫هذا‬
‫الديث ‪ ,‬فإنه أنصاري كما رأيت ‪ ,‬و الول قرشي ‪ ,‬و الذي أوقع البارك فوري ف‬
‫ذلك الوهم أمور ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬أنه ل ينسب قرشيا كما سبق ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنما من طبقة واحدة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أنه رأى ف ترجته من " التهذيب " أنه روى عن سيار أب الكم و عنه‬
‫أبو معاوية ‪ ,‬و هو كذلك ف هذا الديث ‪ .‬و ل ير مثل ذلك ف ترجة الول ‪.‬‬
‫و لكنه لو رجع إل ترجتها ف " الرح و التعديل " لوجد عكس ذلك تاما ف سيار‬
‫فإنه ذكره ف شيوخ الول ‪ ,‬ل ف شيوخ هذا ‪ .‬فلو رأى ذلك ل يزم بأنه الثان‬
‫بل لتوقف ‪ ,‬حت إذا ما وقف على الزيادة الت وقفنا عليها ف سنده و هي‬
‫( القرشي ) إذن لزم با جزمنا نن به و هو أنه العامري السن الديث ‪.‬‬
‫" من قال ‪ :‬اللهم إن أشهدك ‪ ,‬و أشهد ملئكتك ‪ ,‬و حلة عرشك ‪ ,‬و أشهد من ف‬ ‫‪267‬‬
‫السموات و من ف الرض أنك أنت ال ‪ ,‬ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك ‪,‬‬
‫و أشهد أن ممدا عبدك و رسولك ‪ ,‬من قالا مرة أعتق ال ثلثه من النار ‪ ,‬و من‬
‫قالا مرتي أعتق ال ثلثيه من النار ‪ ,‬و من قالا ثلثا أعتق ال كله من‬
‫النار " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 523 / 1‬من طريق حيد بن مهران حدثنا عطاء عن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه قال ‪ :‬حدثنا ‪ #‬سلمان الفارسي ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه‬
‫وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ ,‬و وافقه الذهب و هو كما قال ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث أنس مرفوعا نوه مقيدا بالصباح و الساء ‪ ,‬و سنده ضعيف‬
‫كما‬
‫بينته ف " سلسلة الحاديث الضعيفة " رقم ( ‪. ) 1041‬‬
‫" أول جيش من أمت يغزون البحر قد أوجبوا ‪ ,‬ث قال ‪ :‬أول جيش من أمت يغزون‬ ‫‪268‬‬
‫مدينة قيصر مغفور لم " ‪.‬‬

‫أخرجه البخاري ف " صحيحه " ( ‪ ) 78 - 77 / 6‬و السن بن سفيان ف " مسنده‬
‫"‬
‫و عنه أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 62 / 2‬و الطبان ف " مسند الشاميي " عن‬
‫يي بن حزة قال ‪ :‬حدثن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان أن عمي بن السود‬
‫العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل ف ساحل حص و هو ف بناء له‬
‫و معه أم حرام ‪ ,‬قال عمي ‪ :‬فحدثتنا ‪ #‬أم حرام ‪ #‬أنا سعت النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪ ,‬و فيه بعد قوله " قد أوجبوا " ‪ " :‬قالت أم حرام ‪ :‬قلت ‪ :‬يا‬
‫رسول ال أنا فيهم ? قال ‪ :‬أنت فيهم " و بعد قوله " مغفور لم " ‪ " :‬فقلت ‪:‬‬
‫أنا فيهم يا رسول ال ? قال ‪ :‬ل " ‪.‬‬
‫و تابعه أيوب بن حسان الرشي حدثنا ثور بن يزيد به ‪.‬‬
‫" من تعزى بعزى الاهلية ‪ ,‬فأعضوه بن أبيه و ل تكنوا " ‪.‬‬ ‫‪269‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 964 , 963‬و النسائي ف " السي " من‬
‫" السنن الكبى " له ( ‪ ) 2 - 1 / 36 / 1‬و أحد ف " السند " ( ‪) 136 / 5‬‬
‫و أبو عبيد ف " غريب الديث " ( ق ‪ 2 / 22‬و ‪ ) 1 / 53‬و ابن ملد ف‬
‫" الفوائد " ( ق ‪ ) 1 / 3‬و اليثم بن كليب ف " مسنده " ( ق ‪) 1 / 187‬‬
‫و الطبان ف " العجم الكبي " ( ق ‪ ) 2 / 27‬و البغوي ف " شرح السنة "‬
‫( ‪ ) 2 / 99 / 4‬و الضياء القدسي ف " الحاديث الختارة " ( ‪ ) 407 / 1‬من‬
‫طرق‬
‫عن السن عن عت بن ضمرة السعدي عن ‪ #‬أب بن كعب ‪ #‬أنه سع رجل يقول ‪:‬‬
‫يال فلن ! فقال له ‪ :‬اعضض بن أبيك ‪ ,‬و ل يكن ‪ ,‬فقال له ‪ :‬يا أبا النذر ما‬
‫كنت فحاشا ‪ ,‬فقال ‪ :‬إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات ‪ ,‬فهو صحيح إن كان السن سعه من عت بن‬
‫ضمرة ‪,‬‬
‫فإنه كان مدلسا و قد عنعنه ‪ ,‬و قد رواه ابن السن ( ‪ ) 427‬من طريق سعيد بن‬
‫بشي‬
‫عن قتادة عن السن عن مكحول عن عجر بن مدراع التميمي قال ‪ :‬يا آل تيم ‪ -‬و‬
‫كان‬
‫من بن تيم ‪ ,‬فقال و هو عند أب بن كعب ‪ -‬فقال أب ‪ :‬أعضك ال بن أبيك ‪.‬‬
‫الديث نوه ‪.‬‬
‫فهذا خلف السند الول ‪ ,‬و ذاك أصح لن هذا فيه سعيد بن بشي ‪ ,‬و فيه ضعف‬
‫و لعله وهم فيه ‪ ,‬و إل فيكون للحسن فيه إسنادان عن أب ‪.‬‬
‫و قد وجدت للحديث إسنادا آخر عن أب فقال عبد ال بن أحد ( ‪: ) 133 / 5‬‬
‫حدثنا ممد بن عمرو بن العباس الباهلي حدثنا سفيان عن عاصم عن أب عثمان عن‬
‫أب‬
‫رضي ال عنه أن رجل اعتزى فأعضه أب بن أبيه ‪ ,‬فقالوا ‪ :‬ما كنت فحاشا ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬إنا أمرنا بذلك ‪.‬‬
‫و من طريق عبد ال رواه الضياء ف " الختارة " ( ‪. ) 405 / 1‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي ممد بن عمرو و‬
‫هو ثقة‬
‫كما قال أبو داود و غيه ‪ ,‬و عاصم هو ابن سليمان الحول ‪ ,‬و سفيان هو ابن‬
‫عيينة‬
‫‪.‬‬
‫( تنبيه ) ل يقع ( أب ) منسوبا ف " الدب الفرد " فكان ذلك سببا لغفلة‬
‫عجيبة من العلق عليه ممد فؤاد عبد الباقي رحه ال ‪ ,‬فإن لفظه فيه " ‪ ...‬عن‬
‫عت بن ضمرة قال ‪ :‬رأيت عند أب رجل تعزى ‪ . "...‬فظن الذكور أن لفظة " أب "‬
‫بفتح المزة بإضافة ياء النسبة إل لفظ " الب " أي أب التكلم عت بن ضمرة ‪,‬‬
‫فيكون على ذلك أبوه ضمرة صحاب الديث ‪ ,‬فقال ف تعليقه عليه ‪:‬‬
‫" ليس لذا الصحاب ذكر عندي " !‬
‫و إنا هو ( أب ) بضم المزة و هو أب بن كعب الصحاب الشهور ‪.‬‬
‫و قد عمل بذا الديث الليفة الراشد عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال ‪:‬‬
‫" من اعتز بالقبائل فأعضوه ‪ ,‬أو فأمصوه " ‪.‬‬
‫رواه ابن أب شيبة كما ف " الامع الكبي " ( ‪. ) 2 / 235 / 3‬‬
‫" ل تزال طائفة من أمت ظاهرين على الق حت تقوم الساعة " ‪.‬‬ ‫‪270‬‬
‫الرامهرمزي ف " الحدث الفاصل " ( ‪ ) 1 / 6‬حدثنا السن بن عثمان التستري‬

‫حدثنا‬
‫أحد بن أب سريج الرازي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حاد بن سلمة عن قتادة عن‬
‫مطرف عن ‪ #‬عمران بن حصي ‪ #‬مرفوعا به ‪ .‬و زاد ف آخره ‪:‬‬
‫" قال يزيد بن هارون ‪ :‬إن ل يكونوا أصحاب الديث فل أدري من هم ? " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا السناد رجاله كلهم ثقات من رجال الصحيح غي التستري و ليس‬
‫بثقة ‪,‬‬
‫فاتم بالكذب و سرقة الديث ‪ ,‬لكن يظهر أن للحديث أصل من غي طريقه ‪ ,‬فقد‬
‫ذكره‬
‫السيوطي ف " الامع الكبي " ( ‪ ) 1 / 341 / 1‬من رواية ابن قانع و ابن عساكر‬
‫و الضياء القدسي ف " الختارة " عن قتادة عن أنس ‪ ,‬ث قال ‪:‬‬
‫" قال البخاري ‪ :‬هذا خطأ ‪ ,‬إنا هو قتادة عن مطرف عن عمران " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذا نص من البخاري على أن الديث مفوظ من حديث عمران ابن حصي‬
‫‪.‬‬
‫و اعلم أن الديث صحيح ثابت مستفيض عن جاعة من الصحابة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬معاوية بن أب سفيان ‪ .‬عند الشيخي و أحد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الغية بن شعبة ‪ .‬عندها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ثوبان مول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬عند مسلم و الترمذي و ابن ماجه‬
‫و أحد ( ‪ ) 279 , 278 / 5‬و أب داود ف " الفت " و الاكم ( ‪. ) 449 / 4‬‬
‫‪ - 4‬عقبة بن عامر ‪ .‬عند مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 5‬قرة الزن ‪ .‬ف " السند " ( ‪ 436 / 3‬و ‪ ) 34 / 5‬بسند صحيح و صححه‬
‫‪ - 6‬أبو أمامة ‪ .‬ف " السند " ( ‪. ) 269 / 5‬‬
‫‪ - 7‬عمران بن حصي ‪ .‬عند أحد أيضا ( ‪ ) 437 , 429 / 5‬من طرق أخرى عن‬
‫حاد‬
‫ابن سلمة به دون الزيادة ‪ .‬و كذا رواه أبو داود ف أول " الهاد " و الاكم‬
‫( ‪ ) 450 / 4‬و صححه و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫‪ - 8‬عمر بن الطاب ‪ .‬ف " الستدرك " ( ‪ ) 449 / 4‬و صححه و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫فالديث صحيح قطعا ‪ ,‬و إنا أوردته من أجل هذه الزيادة ‪ ,‬و قد عرفت أن سندها‬
‫إل يزيد بن هارون ضعيف ‪ ,‬و بذا السناد رواه أبو بكر الطيب ف كتابه‬
‫" شرف أصحاب الديث " ( ق ‪ . ) 1 / 34 /‬و قد عزاها الافظ ف " الفتح "‬
‫( ‪ / 249 / 13‬بولق ) إل الاكم ف " علوم الديث " ‪ ,‬و ما أظنه إل وها ‪,‬‬
‫فإن قد بثت عنها فيه ‪ ,‬فلم أجدها ‪ ,‬و إنا وجدت عنده ما يأت عن المام أحد‬
‫‪.‬‬
‫بيد أن هذه الزيادة معروفة و ثابتة عن جاعة من أهل الديث من طبقة يزيد‬
‫ابن هارون و غيها ‪ ,‬و هم ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عبد ال بن البارك ( ‪ , ) 181 - 118‬فروى الطيب بسنده عن سعيد ابن‬

‫يعقوب‬
‫الطالقان أو غيه قال ‪:‬‬
‫" ذكر ابن البارك حديث النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تزال طائفة ‪ ...‬قال ابن‬
‫البارك ‪ :‬هم عندي أصحاب الديث " ‪.‬‬
‫‪ - 2‬علي بن الدين ( ‪ , ) 234 - 161‬و روى الطيب أيضا من طريق الترمذي‬

‫و هذا‬
‫ف " سننه " ( ‪ ) 30 / 2‬و قد ساق الديث من رواية الزن التقدمة ( رقم ‪) 5‬‬
‫ث قال ‪:‬‬
‫" قال ممد بن إساعيل ( هو البخاري ) قال علي بن الدين ‪ :‬هم أصحاب الديث "‬
‫‪ - 3‬أحد بن حنبل ( ‪ , ) 241 - 164‬روى الاكم ف " معرفة علوم الديث‬
‫"(ص‪)2‬‬
‫و الطيب بإسنادين ‪ ,‬صحح أحدها الافظ ابن حجر عن المام أحد أنه سئل عن‬
‫معن‬
‫هذا الديث فقال ‪:‬‬
‫" إن ل تكن هذه الطائفة النصورة أصحاب الديث ‪ ,‬فل أدري من هم " ‪.‬‬
‫و روى الطيب ( ‪ ) 3 / 33‬مثل هذا ف تفسي الفرقة الناجية ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أحد بن سنان الثقة الافظ ( ‪ ) 259 - ...‬روى الطيب عن أب حات قال ‪:‬‬
‫سعت أحد بن سنان و ذكر حديث " ل تزال طائفة من أمت على الق " فقال ‪ :‬هم‬
‫أهل العلم و أصحاب الثار ‪.‬‬
‫‪ - 5‬البخاري ممد بن إساعيل ( ‪ , ) 256 - 194‬روى الطيب عن إسحاق بن‬

‫أحد‬
‫قال ‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل البخاري ‪ -‬و ذكر حديث موسى بن عقبة عن أب‬
‫الزبي‬
‫عن جابر عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل تزال طائفة من أمت " ‪ ,‬فقال‬
‫البخاري ‪ :‬يعن أصحاب الديث ‪ .‬و قال ف " صحيحه " و قد علق الديث و جعله‬
‫بابا ‪ " :‬و هم أهل العلم " و ل منافاة بينه و بي ما قبله كما هو ظاهر ‪ ,‬لن‬
‫أهل العلم هم أهل الديث ‪ ,‬و كلما كان الرء أعلم بالديث كان أعلم ف العلم‬
‫من هو دونه ف الديث كما ل يفى ‪ .‬و قال ف كتابه " خلق أفعال العباد "‬
‫( ص ‪ - 77‬طبع الند ) و قد ذكر بسنده حديث أب سعيد الدري ف قوله تعال‬
‫( و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) قال البخاري ‪:‬‬
‫" هم الطائفة الت قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فذكر الديث ‪.‬‬
‫و قد يستغرب بعض الناس تفسي هؤلء الئمة للطائفة الظاهرة و الفرقة الناجية‬
‫بأنم أهل الديث ‪ ,‬و ل غرابة ف ذلك إذا تذكرنا ما يأت ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬أن أهل الديث هم بكم اختصاصهم ف دراسة السنة و ما يتعلق من معرفة‬
‫تراجم الرواة و علل الديث و طرقه أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى ال عليه‬
‫وسلم و هديه و أخلقه و غزواته و ما يتصل به صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن المة قد انقسمت إل فرق و مذاهب ل تكن ف القرن الول ‪ ,‬و لكل‬
‫مذهب أصوله و فروعه ‪ ,‬و أحاديثه الت يستدل با و يعتمد عليها ‪ .‬و أن التمذهب‬
‫بواحد منها يتعصب له و يتمسك بكل ما فيه ‪ ,‬دون أن يلتفت إل الذاهب الخرى‬
‫و ينظر لعله يد فيها من الحاديث ما ل يده ف مذهبه الذي قلده ‪ ,‬فإن من‬
‫الثابت لدى أهل العلم أن ف كل مذهب من السنة و الحاديث ما ل يوجد ف‬
‫الذهب‬
‫الخر ‪ ,‬فالتمسك بالذهب الواحد يضل و لبد عن قسم عظيم من السنة الحفوظة‬
‫لدى‬
‫الذاهب الخرى ‪ ,‬و ليس على هذا أهل الديث فإنم يأخذون بكل حديث صح‬
‫إسناده ‪,‬‬
‫ف أي مذهب كان ‪ ,‬و من أي طائفة كان راويه ما دام أنه مسلم ثقة ‪ ,‬حت لو كان‬
‫شيعيا أو قدريا أو خارجيا فضل عن أن يكون حنفيا أو مالكيا أو غي ذلك ‪ ,‬و قد‬
‫صرح بذا المام الشافعي رضي ال عنه حي خاطب المام أحد بقوله ‪:‬‬
‫" أنتم أعلم بالديث من ‪ ,‬فإذا جاءكم الديث صحيحا فأخبن به حت أذهب إليه‬
‫سواء كان حجازيا أم كوفيا أم مصريا " فأهل الديث ‪ -‬حشرنا ال معهم ‪ -‬ل‬
‫يتعصبون لقول شخص معي مهما عل و سا حاشا ممد صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫بلف‬
‫غيهم من ل ينتمي إل الديث و العمل به ‪ ,‬فإنم يتعصبون لقوال أئمتهم ‪-‬‬
‫و قد نوهم عن ذلك ‪ -‬كما يتعصب أهل الديث لقوال نبيهم !!فل عجب بعد‬
‫هذا‬
‫البيان أن يكون أهل الديث ‪ .‬هم الطائفة الظاهرة و الفرقة الناجية ‪ .‬بل و المة‬
‫الوسط ‪ ,‬الشهداء على اللق ‪.‬‬
‫و يعجبن بذا الصدد قول الطيب البغدادي ف مقدمة كتابه " شرف أصحاب‬
‫الديث "‬
‫انتصارا لم و ردا على من خالفهم ‪:‬‬
‫" و لو أن صاحب الرأي الذموم شغل با ينفعه من العلوم ‪ ,‬و طلب سنن رسول رب‬
‫العالي ‪ ,‬و اقتفى آثار الفقهاء و الحدثي ‪ ,‬لوجد ف ذلك ما يغنيه عن سواه ‪,‬‬
‫و اكتفي بالثر عن رأيه الذي يراه ‪ ,‬لن الديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد‬
‫و بيان ما جاء من وجوه الوعد و الوعيد ‪ ,‬و صفات رب العالي ‪ -‬تعال عن مقالت‬
‫اللحدين ‪ -‬و الخبار عن صفة النة و النار ‪ ,‬و ما أعد ال فيها للمتقي‬
‫و الفجار ‪ ,‬و ما خلق ال ف الرضي و السماوات و صنوف العجائب و عظيم‬
‫اليات‬
‫و ذكر اللئكة القربي ‪ ,‬و نعت الصافي و السبحي ‪.‬‬
‫و ف الديث قصص النبياء و أخبار الزهاد و الولياء و مواعظ البلغاء ‪ ,‬و كلم‬
‫الفقهاء ‪ ,‬و سي ملوك العرب و العجم ‪ ,‬و أقاصيص التقدمي من المم ‪ ,‬و شرح‬
‫مغازي الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و سراياه ‪ ,‬و جل أحكامه و قضاياه ‪ ,‬و خطبه‬
‫و عظاته ‪ ,‬و أعلمه و معجزاته ‪ ,‬و عدة أزواجه و أولده ‪ ,‬و أصهاره و أصحابه ‪,‬‬
‫و ذكر فضائلهم و مآثرهم ‪ ,‬و شرح أخبارهم و مناقبهم ‪ ,‬و مبلغ أعمارهم ‪ ,‬و بيان‬
‫أنسابم ‪.‬‬
‫و فيه تفسي القرآن العظيم ‪ ,‬و ما فيه من النبأ و الذكر الكيم ‪ ,‬و أقاويل‬
‫الصحابة ف الحكام الحفوظة عنهم ‪ ,‬و تسمية من ذهب إل قول كل واحد منهم ‪,‬‬
‫من الئمة الالفي ‪ ,‬و الفقهاء الجتهدين ‪.‬‬
‫و قد جعل ال أهله أركان الشريعة ‪ ,‬و هدم بم كل بدعة شنيعة ‪ ,‬فهم أمناء ال‬
‫ف خليقته ‪ ,‬و الواسطة بي النب صلى ال عليه وسلم و أمته ‪ ,‬و الجتهدون ف‬
‫حفظ ملته ‪ ,‬أنوارهم زاهرة ‪ ,‬و فضائلهم سائرة ‪ ,‬و آياتم باهرة ‪ ,‬و مذاهبهم‬
‫ظاهرة ‪ ,‬و حججهم قاهرة ‪ .‬و كل فئة تتحيز إل هوى ترجع إليه ‪ ,‬و تستحسن رأيا‬
‫تعكف عليه ‪ ,‬سوى أصحاب الديث ‪ ,‬فإن الكتاب عدتم ‪ ,‬و السنة حجتهم ‪ ,‬و‬
‫الرسول‬
‫فئتهم ‪ ,‬و إليه نسبتهم ‪ ,‬ل يعرجون على الهواء ‪ ,‬و ل يلتفتون إل الراء ‪.‬‬
‫يقبل منهم ما رووا عن الرسول ‪ ,‬و هم الأمونون عليه العدول ‪ .‬حفظة الدين‬
‫و خزنته ‪ ,‬و أوعية العلم و حلته ‪ ,‬إذا اختلف ف حديث كان إليهم الرجوع ‪ ,‬فما‬
‫حكموا به فهو القبول السموع ‪ .‬منهم كل عال فقيه ‪ ,‬و إمام رفيع نبيه ‪ ,‬و زاهد‬
‫ف قبيلة ‪ ,‬و مصوص بفضيلة ‪ ,‬و قارىء متقن ‪ ,‬و خطيب مسن ‪ .‬و هم المهور‬
‫العظيم‬
‫و سبيلهم السبيل الستقيم ‪ ,‬و كل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ‪ ,‬و على الفصاح بغي‬
‫مذاهبهم ل يتجاسر ‪ ,‬من كادهم قصمهم ال ‪ ,‬و من عاندهم خذله ال ‪ ,‬ل يضرهم‬
‫من خذلم ‪ ,‬و ل يفلح من اعتزلم ‪ ,‬الحتاط لدينه إل إرشادهم فقي ‪ ,‬و بصر‬
‫الناظر بالسوء إليهم حسي ‪ ,‬و إن ال على نصرهم لقدير ‪ ( .‬ث ساق الديث من‬
‫رواية قرة ث روى بسنده عن علي بن الدين أنه قال ‪ :‬هم أهل الديث و الذين‬
‫يتعاهدون مذاهب الرسول ‪ ,‬و يذبون عن العلم لولهم ل تد عند العتزلة‬
‫و الرافضة و الهمية و أهل الرجاء و الرأي شيئا من السنن ‪ :‬قال الطيب ) فقد‬
‫جعل رب العالي الطائفة النصورة حراس الدين ‪ ,‬و صرف عنهم كيد العاندين ‪,‬‬
‫لتمسكهم بالشرع التي ‪ ,‬و اقتفائهم آثار الصحابة و التابعي ‪ ,‬فشأنم حفظ‬
‫الثار ‪ ,‬و قطع الفاوز و القفار ‪ ,‬و ركوب الباري و البحار ف اقتباس ما شرع‬
‫الرسول الصطفى ‪ ,‬ل يعرجون عنه إل رأي و ل هوى ‪ .‬قبلوا شريعته قول و فعل ‪,‬‬
‫و حرسوا سنته حفظا و نقل ‪ ,‬حت ثبتوا بذلك أصلها ‪ ,‬و كانوا أحق با و أهلها ‪,‬‬
‫و كم من ملحد يروم أن يلط بالشريعة ما ليس منها ‪ ,‬و ال تعال يذب بأصحاب‬
‫الديث عنها ‪ ,‬فهم الفاظ لركانا ‪ ,‬و القوامون بأمرها و شأنا ‪ ,‬إذا صدف‬
‫عن الدفاع عنها ‪ ,‬فهم دونا يناضلون ‪ ,‬أولئك حزب ال ‪ ,‬أل إن حزب ال هم‬
‫الفلحون " ‪.‬‬
‫ث ساق الطيب رحه ال تعال البواب الت تدل على شرف أصحاب الديث و‬
‫فضلهم‬
‫ل بأس من ذكر بعضها ‪ ,‬و إن طال القال ‪ ,‬لتتم الفائدة ‪ ,‬لكن أقتصر على أهها‬
‫و أمسها بالوضوع ‪:‬‬
‫‪ - 1‬قوله صلى ال عليه وسلم ‪ :‬نضر ال امرءا سع منا حديثا فبلغه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وصية النب صلى ال عليه وسلم بإكرام أصحاب الديث ‪.‬‬
‫‪ - 3‬قول النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يمل هذا العلم من كل خلف عدوله ‪.‬‬
‫‪ - 4‬كون أصحاب الديث خلفاء الرسول صلى ال عليه وسلم ف التبليغ عنه ‪.‬‬
‫‪ - 5‬وصف الرسول صلى ال عليه وسلم إيان أصحاب الديث ‪.‬‬
‫‪ - 6‬كون أصحاب الديث أول الناس بالرسول صلى ال عليه وسلم لدوام صلتم‬
‫عليه‬
‫‪ - 7‬بشارة النب صلى ال عليه وسلم أصحابه بكون طلبة الديث بعده و اتصال‬
‫السناد بينهم و بينه ‪.‬‬
‫‪ - 8‬البيان أن السانيد هي الطريق إل معرفة أحكام الشريعة ‪.‬‬
‫‪ - 9‬كون أصحاب الديث أمناء الرسل صلى ال عليهم و سلم لفظهم السنن و‬
‫تبيينهم‬
‫لا ‪.‬‬
‫‪ - 10‬كون أصحاب الديث حاة الدين بذبم عن السنن ‪.‬‬
‫‪ - 11‬كون أصحاب الديث ورثة الرسول صلى ال عليه وسلم ما خلفه من السنة‬
‫و أنواع الكمة ‪.‬‬
‫‪ - 12‬كونم المرين بالعروف و الناهي عن النكر ‪.‬‬
‫‪ - 13‬كونم خيار الناس ‪.‬‬
‫‪ - 14‬من قال ‪ :‬إن البدال و الولياء أصحاب الديث ‪.‬‬
‫‪ - 15‬من قال ‪ :‬لول أهل الديث ل ندرس السلم ‪.‬‬
‫‪ - 16‬كون أصحاب الديث أول الناس بالنجاة ف الخرة ‪ ,‬و أسبق اللق إل النة‬
‫‪ - 17‬اجتماع صلح الدنيا و الخرة ف ساع الديث و كتبه ‪.‬‬
‫‪ - 18‬ثبوت حجة صاحب الديث ‪.‬‬
‫‪ - 19‬الستدلل على أهل السنة ببهم أصحاب الديث ‪.‬‬
‫‪ - 20‬الستدلل على البتدعة ببغض الديث و أهله ‪.‬‬
‫‪ - 21‬من جع بي مدح أصحاب الديث و ذم أهل الرأي و الكلم البيث ‪.‬‬
‫‪ - 22‬من قال ‪ :‬طلب الديث من أفضل العبادات ‪.‬‬
‫‪ - 23‬من قال ‪ :‬رواية الديث أفضل من التسبيح ‪.‬‬
‫‪ - 24‬من قال ‪ :‬التحديث أفضل من صلة النافلة ‪.‬‬
‫‪ - 25‬من تن رواية الديث من اللفاء و رأى أن الحدثي أفضل العلماء ‪.‬‬
‫هذه هي أهم أبواب الكتاب و فصوله ‪ .‬أسأل ال تعال أن ييسر له من يقوم بطبعه‬
‫من أنصار الديث و أهله ‪ ,‬حت يسوغ لثلي أن ييل عليه من شاء التفصيل ف معرفة‬
‫ما جاء ف هذه الفصول الرائعة من الحاديث و النقول عن الئمة الفحول !‬
‫و أختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لهل الديث من عال من كبار علماء النفية ف‬
‫الند ‪ ,‬أل و هو أبو السنات ممد عبد الي اللكنوي ( ‪) 1304 - 1264‬‬
‫قال رحه ال ‪:‬‬
‫" و من نظر بنظر النصاف ‪ ,‬و غاص ف بار الفقه و الصول متجنبا العتساف ‪,‬‬
‫يعلم علما يقينيا أن أكثر السائل الفرعية و الصلية الت اختلف العلماء فيها ‪,‬‬
‫فمذهب الحدثي فيها أقوى من مذاهب غيهم ‪ ,‬و إن كلما أسي ف شعب‬
‫الختلف‬
‫أجد قول الحدثي فيه قريبا من النصاف ‪ ,‬فلله درهم ‪ ,‬و عليه شكرهم ( كذا )‬
‫كيف‬
‫ل وهم ورثة النب صلى ال عليه وسلم حقا ‪ ,‬و نواب شرعه صدقا ‪ ,‬حشرنا ال ف‬
‫زمرتم ‪ ,‬و أماتنا على حبهم و سيتم " ‪.‬‬
‫" يا أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من ال من مال ال ‪ ,‬فإن بل أحدكم أن يعطي‬ ‫‪271‬‬
‫ماله للناس فليبدأ بنفسه ‪ ,‬و ليتصدق على نفسه فليأكل و ليكتس ما رزقه ال‬
‫عز وجل " ‪.‬‬
‫أخرجه الرائطي ف " مكارم الخلق " ( ‪ : ) 54‬حدثنا حاد بن السن الوراق‬
‫حدثنا حبان بن هلل حدثنا سليم بن حيان حدثنا حيد بن هلل عن ‪ #‬أب قتادة ‪#‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غي سليم بن حيان و قد‬
‫وثقه‬
‫أحد و ابن معي و غيها و ترجته ف " الرح و التعديل " ( ‪. ) 314 / 1 / 2‬‬
‫" قال ال تعال " إذا ابتليت عبدي الؤمن ‪ ,‬و ل يشكن إل عواده أطلقته من‬ ‫‪272‬‬
‫أساري ‪ ,‬ث أبدلته لما خيا من لمه ‪ ,‬و دما خيا من دمه ‪ ,‬ث يستأنف العمل "‬
‫‪.‬‬

‫أخرجه الاكم ف " الستدرك " ( ‪ ) 349 / 1‬و من طريقه البيهقي ف " سننه "‬
‫( ‪ ) 375 / 3‬من طريق أب بكر النفي حدثنا عاصم بن ممد بن زيد عن سعيد ابن‬
‫أب‬
‫سعيد القبي عن أبيه عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و ل يرجاه " ‪.‬‬
‫و وافقه الذهب ف " تلخيصه " ‪.‬‬
‫و أما ف " الهذب " و هو متصر سنن البيهقي ‪ ,‬فأشار إل أن له علة ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫" ل يرجه الستة ‪ ,‬لعلته " ‪.‬‬
‫و كأنه يريد با الوقف ‪ ,‬فقد أخرجه البيهقي عقب هذا الرفوع من طريق أب صخر‬
‫حيد بن زياد أن سعيد القبي حدثه قال ‪ :‬سعت أبا هريرة يقول ‪:‬‬
‫" قال ال عز و جل ‪ :‬أبتلي عبدي الؤمن ‪ ,‬فإذا ل يشك إل عواده ذلك ‪ ,‬حللت‬
‫عنه عقدي ‪ ,‬و أبدلته دما خيا من دمه ‪ ,‬و لما خيا من لمه ‪ ,‬ث قلت له ‪:‬‬
‫أئتنف العمل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات رجال مسلم إل أن أبا صخر هذا فيه كلم من قبل حفظه ‪ ,‬و‬
‫ف‬
‫" التقريب " ‪ " :‬صدوق يهم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فمثله حسن الديث ‪ ,‬لكنه ل يصلح لعارضة الرواية الرفوعة ‪ ,‬لن رواتا‬
‫كلهم ثقات ل مغمز فيهم ‪ ,‬فإما أن يقال ‪ :‬إن أبا صخر وهم ف وقفه و الصواب‬
‫الرفوع ‪ ,‬و إما أن يقال ‪ :‬إن أبا هريرة كان يرفعه تارة ‪ ,‬و يوقفه أخرى ‪ ,‬و كل‬
‫حفظ ما وصل إليه ‪ ,‬و الرفع ل يعارض الوقف ‪ ,‬و لسيما و هو ف حكم الرفوع ‪.‬‬
‫لكن وجدت له علة أخرى غريبة ‪ ,‬فقد قال الافظ ابن رجب النبلي ف شرح علل‬
‫الترمذي آخر السنن ( ‪. ) 1 / 206‬‬
‫" قاعدة مهمة ‪ :‬حذاق النقاد من الفاظ لكثرة مارستهم للحديث ‪ ,‬و معرفتهم‬
‫للرجال و أحاديث كل واحد منهم ‪ ,‬لم فهم خاص يفهمون به أن هذا الديث يشبه‬
‫حديث‬
‫فلن ‪ ,‬و ل يشبه حديث فلن ‪ ,‬فيعللون الحاديث بذلك ‪ ,‬و هذا ما ل يعب عنه‬
‫بعبارة متصرة ‪ ,‬و إنا يرجع فيه أهله إل مرد الفهم و العرفة الت خصوا با‬
‫عن سائر أهل العلم ‪ ,‬كما سبق ذكره ف غي موضع ‪ ,‬فمن ذلك ‪ " ...‬ث ذكر أمثلة‬
‫كثية ‪ ,‬بعضها مسلم ‪ ,‬و بعضها غي مسلم ‪ ,‬و من ذلك هذا الديث مع وهه ف‬
‫عزوه‬
‫فقال ( ‪: ) 2 - 1 / 207‬‬
‫" و من ذلك أن مسلما خرج ف " صحيحه " ( ! ) عن القواريري عن أب بكر‬
‫النفي عن‬
‫عاصم بن ممد العمري ‪ :‬حدثنا سعيد القبي عن أبيه عن أب هريرة ( فذكر الديث‬
‫ث قال ‪ ) :‬قال الافظ أبو الفضل بن عمار الروي الشهيد ‪:‬‬
‫هذا حديث منكر ‪ ,‬و إنا رواه عاصم بن ممد عن عبد ال بن سعيد القبي عن أبيه‬
‫و عبد ال بن سعيد شديد الضعف ‪ ,‬قال يي القطان ‪ :‬ما رأيت أحدا أضعف منه ‪.‬‬
‫و رواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن ممد عن عبد ال بن سعيد عن أبيه عن أب هريرة‬
‫و هو يشبه أحاديث عبد ال بن سعيد ‪ .‬انتهى " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬معاذ بن معاذ و هو العنبي ‪ ,‬و أبو بكر النفي و اسه ‪ :‬عبد الكبي‬
‫ابن عبد الجيد كلها ثقة متج به ف " الصحيحي " ‪ ,‬فل أرى استنكار حديث هذا‬
‫برواية ذاك بدون حجة ظاهرة ‪ ,‬سوى دعوى أن حديثه يشبه أحاديث عبد ال ابن‬
‫سعيد‬
‫الواهي ! فإن هذه الشابة إن كانت كافية لقناع من كان من النقاد الذاق فليس‬
‫ذلك بالذي يكفي لقناع الخرين الذين قنعوا بصدق الراوي و حفظه و ضبطه ‪ ,‬ث‬
‫ل‬
‫يشعروا بذلك الشبه ‪ ,‬أو شعروا به ‪ ,‬و لكن ل يروا من الصواب ف شيء جعله علة‬
‫قادحة يستنكر الديث من أجلها ‪ ,‬و يسلم للقادح با مع مالفته لقاعدة أخرى هي‬
‫أهم و أقوى من القاعدة الت بن ابن رجب عليها رد هذا الديث و هي أن زيادة‬
‫الثقة مقبولة ‪ .‬و من حفظ حجة على من ل يفظ ‪ ,‬و ما الانع أن يكون الديث قد‬
‫رواه عن أب سعيد القبي كل من ولديه ‪ :‬سعيد الثقة ‪ ,‬و عبد ال الضعيف ‪ ,‬و أن‬
‫عاصما أخذ الديث عنهما كليهما ‪ ,‬فكان يرويه تارة عن سعيد فحفظه عنه أبو بكر‬
‫النفي ‪ ,‬و تارة عن عبد ال فحفظه معاذ بن معاذ ?! ل يوجد قطعا ما ينع من‬
‫القول بذا ‪ ,‬بل هو أمر لبد منه ‪ ,‬للمحافظة على القاعدة الت ذكرناها ‪ ,‬لقوتا‬
‫و اضطرادها ‪ ,‬بلف القاعدة الخرى فإنا غي مضطردة و ل هي منضبطة كما ل‬
‫يفى عمن له فهم و علم ف هذا الفن الشريف ‪ ,‬فإن كون الديث الثقة مشابا‬
‫لديث‬
‫الضعيف ‪ ,‬ل يوجد ف العلم الصحيح ما يدل على أن حديث حديث الضعيف ‪ ,‬و‬
‫أن الثقة‬
‫وهم فيه ‪ ,‬إذ قد يروي الضعيف ما يشبه أحاديث الثقات على قاعدة‬
‫" صدقك و هو كذوب " ‪ ,‬فكيف يوز مع ذلك أن نرد حديث الثقة لجرد مشابته‬
‫لديث‬
‫الضعيف ?! بل العكس هو الصواب ‪ :‬أن نقبل من حديث الضعيف ما يشبه حديث‬
‫الثقة‬
‫و يوافقه ‪ .‬بل إن الراوي الجهول حفظه و ضبطه ل يعرف ذلك منه إل بعرضه على‬
‫أحاديث الثقات ‪ ,‬فما وافقها من حديثه قبل ‪ ,‬و ما عارضه و خالفه ترك ‪ .‬و هذا‬
‫علم‬
‫معروف ف " مصطلح الديث " ‪.‬‬
‫و ما يؤيد صحة هذا الديث ‪ ,‬و أن أبا بكر النفي قد حفظه ‪ ,‬و ليس هو من‬
‫حديث‬
‫عبد ال بن سعيد وحده ‪ ,‬أن المام مالك قال ف " الوطأ " ( ‪: ) 5 / 940 / 2‬‬
‫" عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬إذا‬
‫مرض العبد بعث ال تعال إليه ملكي ‪ ,‬فقال ‪ :‬انظروا ماذا يقول لعواده ‪ ,‬فإن‬
‫هو إذا جاؤوه حد ال و أثن عليه ‪ ,‬رفعا ذلك إل ال عز و جل ‪ -‬و هو أعلم ‪-‬‬
‫فيقول ‪ :‬لعبدي علي إن توفيته أن أدخله النة ‪ ,‬و إن أنا شفيته أن أبدل له لما‬
‫خيا من لمه ‪ ,‬و دما خيا من دمه ‪ ,‬و أن أكفر عنه سيئاته " ‪.‬‬
‫و هذا سند مرسل صحيح ‪ ,‬فهو شاهد قوي لديث أب بكر النفي الوصول و‬
‫المد ل‬
‫على توفيقه ‪.‬‬
‫ث رأيته موصول عن مالك ‪ ,‬أخرجه أبو السي البنوسي ف " جزء فيه فوائد عوال‬
‫حسان منتقاة غرائب " ( ‪ : ) 2 / 3‬أخبنا علي ( هو الدارقطن ) قال ‪ :‬حدثنا‬
‫أبو بكر عبد ال بن سليمان بن الشعث إملء سنة ست عشرة و ثلثائة قال ‪:‬‬
‫حدثنا علي بن ممد الزياداباذي قال ‪ :‬حدثنا معن بن عيسى قال ‪ :‬حدثنا مالك عن‬
‫سهيل بن أب صال عن أبيه عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪:‬و قال ‪ " :‬قال الدارقطن ‪ :‬تفرد به علي بن ممد عن معن عن مالك ‪ ,‬و ما‬
‫نكتبه إل عن ابن أب داود " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن الزباداباذي هذا كأنه مهول ‪ ,‬فقد أورده السمعان ف هذه النسبة ‪,‬‬
‫و ذكر أنه روى عنه جاعة ( و ف النسخة سقط ) و ل يك فيه جرحا و ل تعديل ‪.‬‬
‫و أورده ف " اليزان " و تبعه ف " اللسان " من أجل هذا الديث و قال ‪:‬‬
‫" و أشار الدارقطن ف " غرائب مالك " إل لينه ‪ .‬و أنه تفرد عن معن عن مالك به‬
‫و قال ‪ :‬إنا هو ف " الوطأ " بسند منقطع عن غي سهيل " ‪.‬‬
‫" أنا زعيم بيت ف ربض النة لن ترك الراء و إن كان مقا ‪ ,‬و بيت ف وسط‬ ‫‪273‬‬
‫النة لن ترك الكذب و إن كان مازحا ‪ ,‬و بيت ف أعلى النة لن حسن خلق " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ف سننه ( ‪ : ) 4800‬حدثنا ممد بن عثمان الدمشقي أبو الماهر‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أبو كعب أيوب بن ممد السعدي قال ‪ :‬حدثن سليمان بن حبيب‬
‫الحارب‬
‫عن ‪ #‬أب أمامة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند رجاله ثقات معروفون غي أيوب بن ممد السعدي ‪ ,‬كذا وقع ف‬
‫رواية أب داود ‪ ,‬قال الافظ ف " التهذيب " ‪:‬‬
‫" و رواه أبو زرعة الدمشقي و يزيد بن ممد بن عبد الصمد ‪ ,‬و هارون بن أب جيل‬
‫و أبو حات و غيهم عن أب الماهر فقالوا ‪ " :‬أيوب بن موسى " ‪ .‬قال ابن عساكر‬
‫‪ :‬و هو الصواب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬رواية هارون بن أب جيل ‪ ,‬أخرجها ابن عساكر ف ترجته من " تاريخ دمشق‬
‫"‬
‫( ‪ ) 1 / 493 / 17‬لكن وقع ف نسختنا منه " حدثنا أبو أيوب بن موسى " فالظاهر‬
‫أنه سقط منها " كعب " فإنه أبو كعب أيوب بن موسى ‪.‬‬
‫و ف اسه اختلف آخر ‪ ,‬فقد رواه الدولب ف " الكن " ( ‪ ) 133 / 2‬هكذا ‪:‬‬
‫حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب ‪ -‬صعيد ‪ -‬قال ‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان أبو‬
‫الماهر‬
‫قال ‪ :‬حدثنا أبو موسى كعب السعدي عن سليمان بن حبيب ‪ -‬دون الفقرة الوسطى‬
‫و ليس‬
‫هذا خطأ مطبعيا أو من بعض النساخ ‪ ,‬فإن الدولب أورده ف " باب من كنيته موسى‬
‫" ث سرد من يكن بذلك من الرواة فقال " ‪ ...‬و أبو موسى كعب السعدي عن‬
‫سليمان‬
‫بن حبيب ‪ ,‬روى عنه ممد بن عثمان أبو الماهر " ‪.‬‬
‫و على كل حال فالصواب كما قال ابن عساكر " أيوب بن موسى " لتفاق الماعة‬
‫عليه‬
‫ث هو قد أورده الذهب ف " اليزان " فقال ‪:‬‬
‫" روى عنه أبو الماهر وحده لكنه وثقه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سكت عنه ابن أب حات ( ‪ ) 258 / 1 / 1‬و قال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" صدوق " ‪ .‬و ل يطمئن القلب لذلك لتفرد أب الماهر عنه ‪ ,‬بل هو بوصف‬
‫الهالة‬
‫أول كما تقتضيه القواعد الديثية أن الراوي ل ترتفع عنه الهالة برواية‬
‫الواحد ‪.‬‬
‫لكن للحديث شواهد يرتقي با إل درجة السن على أقل الحوال ‪ .‬فمنها حديث‬
‫ابن عباس و لفظه ‪:‬‬
‫" أنا الزعيم ببيت ف رياض النة ‪ ,‬و بيت ف أعلها ‪ ,‬و بيت ف أسفلها ‪ ,‬لن‬
‫ترك الدل و هو مق ‪ ,‬و ترك الكذب و هو لعب ‪ ,‬و حسن خلقه " ‪.‬‬
‫رواه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 1 / 116 / 3‬من طريق سويد أب حات ‪,‬‬
‫أنبأنا عبد اللك ‪ -‬رواية عطاء ‪ -‬عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف من أجل سويد هذا و هو ابن إبراهيم ‪ ,‬أورده الذهب ف‬
‫" الضعفاء " و قال ‪:‬‬
‫" ضعفه النسائي " ‪ .‬و قال الافظ ف " التقريب " ‪.‬‬
‫" صدوق سيء الفظ ‪ ,‬له أغلط ‪ ,‬و قد أفحش ابن حبان فيه القول " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي بعد أن عزاه للطبان ( ‪: ) 23 / 8‬‬
‫" و فيه أبو حات سويد بن إبراهيم ضعفه المهور ‪ ,‬و وثقه ابن معي ‪ ,‬و بقية‬
‫رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لو قال ‪ " :‬و وثقه ابن معي ف رواية " لكان أقرب إل الصواب فقد قال‬
‫أبو داود ‪ " :‬سعت يي بن معي يضعفه " ‪.‬‬
‫فابن معي ف هذه الرواية يلتقي مع المهور ‪ ,‬فهي أول بالقبول ‪.‬‬
‫و أما قول اليثمي ف مكان آخر ( ‪: ) 157 / 1‬‬
‫" و إسناده حسن إن شاء ال تعال " ‪.‬‬
‫فتساهل منه ل يفى ‪ ,‬بل إن هذا الديث ليدل على ضعفه ‪ ,‬فإنه قد خلط ف هذا‬
‫الديث و أفسد معناه ‪ ,‬فإن العروف ف حديث غيه توزيع هذه النازل الثلث ‪,‬‬
‫على ثلثة أشخاص ‪ ,‬و ف ذلك أحاديث عن أب أمامة و أنس بن مالك و قد اتفقا‬
‫على‬
‫أن البيت الذي ف أعلى النة لن حسن خلقه ‪ ,‬على خلف هذا ‪ ,‬فإنه جعل له البيت‬
‫الذي ف أسفلها ‪ ,‬هذا إن اعتبنا الترتيب الذكور فيه من قبيل لف و نشر مرتب ‪.‬‬
‫ث اختلف الديثان الشار إليهما ف البيتي الخرين فحديث أب أمامة جعل البيت‬
‫ف ربض النة لن ترك الراء و هو مق ‪ ,‬و البيت ف وسطها لن ترك الكذب ‪,‬‬
‫و عكس ذلك حديث أنس ‪ ,‬فأردنا أن نرجح أحدها على الخر بشاهد ‪ ,‬فلم ند‬
‫أصلح من‬
‫هذا إسنادا ‪ ,‬و قد علمت ما ف متنه من الفساد ف العن ‪.‬‬
‫نعم وجدنا حديثا آخر يصلح شاهدا لديث أب أمامة ‪ ,‬و هو ما أخرجه الطبان ف‬
‫" العجم الصغي " ( ص ‪ ) 166‬و ف العجمي الخرين من طريق ممد بن الصي‬
‫القصاص ‪ ,‬حدثنا عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن مالك‬
‫بن عامر‬
‫عن معاذ بن جبل مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" أنا زعيم ببيت ف ربض النة ‪ ,‬و بيت ف وسط النة ‪ ,‬و بيت ف أعلى النة لن‬
‫ترك الراء و إن كان مقا ‪ ,‬و ترك الكذب و إن كان مازحا ‪ ,‬و حسن خلقه " ‪.‬‬
‫" ل يروه عن روح إل عيسى تفرد به ابن الصي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل أجد من ترجه ‪.‬‬

‫و عيسى بن شعيب و هو النحوي قال الافظ ف " التقريب " ‪.‬‬
‫" صدوق له أوهام " ‪.‬‬
‫" رواه الطبان ف الثلثة و البزار ‪ ,‬و ف إسناد الطبان ممد بن الصي‬
‫و ل أعرفه ‪ ,‬و الظاهر أنه التميمي و هو ثقة ‪ ,‬و بقية رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ما استظهره بعيد عندي ‪ ,‬فإن ابن الصي هذا ف طبقة المام أحد ‪,‬‬
‫و أما التميمي فمن أتباع التابعي ‪ ,‬جعله الافظ من الطبقة السادسة الت عاصرت‬
‫الطبقة الامسة من صغار التابعي الذين رأوا الواحد و الثني من الصحابة ‪,‬‬
‫بلف السادسة فلم يثبت لم لقاء أحد منهم ‪.‬‬
‫و قوله ف التميمي ‪ :‬إنه ثقة ‪ .‬فيه تساهل ‪ ,‬لنه ل يوثقه غي ابن حبان ‪ ,‬و هو‬
‫معروف بتساهله ف التوثيق ‪ ,‬أضف إل ذلك أن الدارقطن خالفه ‪ ,‬فقال ‪ " :‬مهول‬
‫"‬
‫و هو الذي اعتمده الافظ ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و جلة القول أن هذا السناد ضعيف ‪ ,‬و لكن ليس شديد الضعف ‪ ,‬فيصلح شاهدا‬
‫لديث‬
‫أب أمامة ‪ ,‬فيتقي به إل درجة السن ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" أمرت بقرية تأكل القرى ‪ ,‬يقولون ‪ :‬يثرب ‪ ,‬و هي الدينة ‪ ,‬تنفي الناس ‪ ,‬كما‬ ‫‪274‬‬
‫ينفي الكي خبث الديد " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 70 - 69 / 4‬و مسلم ( ‪ ) 154 / 9‬و مالك ( ‪- 84 / 3‬‬

‫‪) 85‬‬
‫و الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 233 - 232 / 2‬و أحد ( رقم ‪, 7231‬‬
‫‪) 7364‬‬
‫و الطيب ف " الفقيه و التفقه " ( ‪ . ) 2 / 62‬و أبو يعلى ف " مسنده "‬
‫( ‪ ) 2 / 300‬عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و ف رواية من طريق أخرى عنه مرفوعا بلفظ ‪:‬‬

‫( يأت على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه و قريبه هلم إل الرخاء ‪ ,‬هلم إل‬
‫الرخاء ‪ ,‬و الدينة خي لم لو كانوا يعلمون ‪ ,‬و الذي نفسي بيده ل يرج منهم‬
‫أحد رغبة عنها إل أخلف ال فيها خيا منه ‪ ,‬أل إن الدينة كالكي ترج‬
‫البيث ‪ ,‬ل تقوم الساعة حت تنفي الدينة شرارها ‪ ,‬كما ينفي الكي خبث‬
‫الديد ) ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪. ) 153 / 9‬‬
‫الغريب‬
‫‪-------‬‬
‫‪ - 1‬أمرت بقرية ‪ ...‬قال الطيب ‪:‬‬
‫" العن أمرت بالجرة إل قرية ( تأكل القرى ) أي يأكل أهلها القرى كما قال‬
‫ال تعال ‪ ( :‬و ضرب ال مثل قرية كانت آمنة مطمئنة ) يعن قرية كان أهلها‬
‫مطمئني ‪ ,‬و كان ذكر القرية عن هذا كناية عن أهلها ‪ ,‬و أهلها الرادون با ل‬
‫هي ‪ ,‬و الدليل على ذلك قوله تعال " ( فأذاقها ال لباس الوع و الوف با‬
‫كانوا يصنعون ) و القرية ل صنع لا ‪ ,‬و قوله ‪ ( :‬فكفرت بأنعم ال ) و القرية‬
‫ل كفر لا ‪.‬‬
‫‪ ( - 2‬تأكل القرى ) بعن تقدر عليها ‪ ,‬كقوله تعال ‪ ( :‬إن الذين يأكلون أموال‬
‫اليتامى ظلما ) ليس يعن بذلك أكلتها دون متجبيها عن اليتامى ‪ ,‬ل بأكل لا ‪,‬‬
‫و كقوله تعال ‪ ( :‬و ل تأكلوها إسرافا و بدارا أن يكبوا ) يعن تغلبوا عليها‬
‫إسرافا على أنفسكم ‪ ,‬و بدارا أن يكبوا فيقيموا الجة عليكم با فينتزعوها منكم‬
‫لنفسهم ‪ ,‬فكان الكل فيما ذكرنا يراد به الغلبة على الشيء ‪ ,‬فكذلك ف الديث "‬
‫‪.‬‬
‫" كان يصلي عند القام ‪ ,‬فمر به أبو جهل بن هشام ‪ ,‬فقال ‪ :‬يا ممد أل أنك عن‬ ‫‪275‬‬
‫هذا ?!و توعده ‪ ,‬فأغلظ له رسول ال صلى ال عليه وسلم و انتهره ‪ ,‬فقال ‪ :‬يا‬
‫ممد بأي شيء تددن ?! أما وال إن لكثر هذا الوادي ناديا ‪ ,‬فأنزل ال‬
‫*( فليدع ناديه ‪ .‬سندع الزبانية )* ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬لو دعا ناديه أخذته زبانية‬
‫العذاب من ساعته " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 238 / 2‬و ابن جرير ف تفسيه ( ‪ ) 164 / 30‬من طرق عن‬
‫داود‬
‫ابن أب هند عن عكرمة عن ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و السياق لبن جرير ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬

‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن غريب صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد رواه البخاري و الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 1 / 141 / 3‬و غيه‬
‫من طرق أخرى عن عكرمة به نوه ‪.‬‬
‫و له ف " العجم " ( ‪ ) 1 / 173 / 3‬طريق أخرى عن ابن عباس ‪.‬‬
‫" تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ‪ ,‬فإن صلة الرحم مبة ف الهل ‪,‬‬ ‫‪276‬‬
‫مثراة ف الال ‪ ,‬منسأة ف الثر " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 358 - 357 / 1‬و الاكم ( ‪ ) 161 / 4‬و أحد ( ‪/ 2‬‬
‫‪) 374‬‬
‫و السمعان ف " النساب " ( ‪ ) 5 / 1‬عن عبد اللك بن عيسى الثقفي عن يزيد‬
‫مول‬
‫النبعث عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا به ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث غريب من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده جيد ‪ ,‬رجاله ثقات رجال الشيخي غي عبد اللك هذا ‪ ,‬قال أبو‬
‫حات " صال " ‪ .‬و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ( ‪ ) 175 / 2‬و روى عنه جاعة‬
‫من الثقات منهم عبد ال بن البارك و هو الذي روى عنه هذا الديث ‪ ,‬فل أدري‬
‫لاذا ل يسنه الترمذي على القل ‪.‬‬
‫و للشطر الول منه طريق أخرى ‪ ,‬يرويه أبو السباط الارثي اليمان عن يي ابن‬
‫أب كثي عن أب سلمة عن أب هريرة به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن عدي ( ‪ . ) 2 / 33‬و أبو السباط هذا هو بشر بن رافع ‪.‬‬
‫قال الافظ ‪ " :‬فقيه ضعيف الديث " ‪.‬‬
‫و قد وجدت له شاهدين أحدها ‪ :‬من حديث العلء بن خارجة مرفوعا به ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان و رجاله قد وثقوا كما ف " الجمع " ( ‪, ) 152 / 8‬‬
‫و قال النذري ( ‪ " : ) 223 / 3‬ل بأس بإسناده " ‪.‬‬
‫و الخر من حديث علي رضي ال عنه ‪.‬‬
‫أخرجه الطيب ف " الوضح " ( ‪ ) 215 / 2‬و رجاله ثقات غي علي بن حزة‬
‫العلوي‬
‫و ل أجد له ترجة ‪ ,‬و ل أورده الطوسي ف " فهرسته " ‪.‬‬
‫و الشطر الثان من الديث رواه الطبان ف " الوسط " من حديث عمرو ابن سهل‬
‫‪.‬‬
‫قال اليثمي ‪:‬‬
‫" و فيه من ل أعرفهم " ‪.‬‬
‫و قد صح عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪:‬‬
‫" من أحب أن يبسط له ف رزقه ‪ ,‬و ينسأ له ف أثره فليصل رحه " ‪.‬‬
‫متفق عليه من حديث أنس ‪ .‬و أخرجه البخاري من حديث أب هريرة ‪ ,‬و الاكم‬
‫( ‪ ) 160 / 4‬من حديث علي و ابن عباس ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد ثالث بنحوه و هو ‪:‬‬
‫" اعرفوا أنسابكم ‪ ,‬تصلوا أرحامكم ‪ ,‬فإنه ل قرب بالرحم إذا قطعت ‪ ,‬و إن كانت‬
‫قريبة ‪ ,‬و ل بعد با إذا وصلت ‪ ,‬و إن كانت بعيدة " ‪.‬‬
‫" اعرفوا أنسابكم ‪ ,‬تصلوا أرحامكم ‪ ,‬فإنه ل قرب بالرحم إذا قطعت ‪ ,‬و إن كانت‬ ‫‪277‬‬
‫قريبة ‪ ,‬و ل بعد با إذا وصلت ‪ ,‬و إن كانت بعيدة " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود الطيالسي ف " مسنده " ( ‪ : ) 2757‬حدثنا إسحاق بن سعيد قال ‪:‬‬
‫حدثن أب قال ‪:‬‬
‫" كنت عند ‪ #‬ابن عباس ‪ , #‬فأتاه رجل فسأله ‪ :‬من أنت ? قال ‪ :‬فمت له برحم‬
‫بعيدة‬
‫فألن له القول ‪ ,‬فقال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و أخرجه الاكم ( ‪ ) 161 / 4‬و السمعان ف " النساب " ( ‪ ) 7 / 1‬من طريق‬
‫الطيالسي به ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬إنا هو على شرط مسلم وحده ‪ ,‬فإن الطيالسي ل يتج به البخاري و إنا‬
‫روى له تعليقا ‪.‬‬
‫و الديث أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ : ) 73‬حدثنا أحد ابن‬
‫يعقوب‬
‫قال ‪ :‬أخبنا إسحاق بن سعيد بن عمرو به موقوفا على ابن عباس دون قصة الرجل‬
‫و زاد ‪:‬‬
‫" و كل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها ‪ ,‬تشهد له بصلة إن كان وصلها ‪ ,‬و عليه‬
‫بقطيعة إن كان قطعها " ‪.‬‬
‫و هذا سند على شرط البخاري ف " صحيحه " ‪ ,‬و لكنه موقوف ‪ ,‬بيد أن من رفعه‬
‫ثقة‬
‫حجة و هو المام الطيالسي ‪ ,‬و زيادة الثقة مقبولة ‪.‬‬
‫" خصلتان ل تتمعان ف منافق ‪ :‬حسن ست ‪ ,‬و ل فقه ف الدين " ‪.‬‬ ‫‪278‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ : ) 114 / 2‬حدثنا أبو كريب حدثنا خلف بن أيوب العامري‬
‫عن عوف‬
‫عن ابن سيين عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫فذكره‬
‫و قال ‪ " :‬هذا حديث غريب ‪ ,‬و ل نعرف هذا الديث من حديث عوف إل من‬
‫حديث هذا‬
‫الشيخ خلف ابن أيوب العامري ‪ ,‬و ل أر أحدا يروي عنه غي أب كريب ممد بن‬
‫العلء ‪ ,‬و ل أدري كيف هو ? " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من هذا الوجه أخرجه العقيلي ف " الضعفاء " ( ص ‪ ) 153‬و أبو بكر ابن‬
‫لل ف " أحاديث أب عمران الفراء " ( ق ‪ ) 2 / 1‬و الروي ف " ذم الكلم "‬
‫( ‪ ) 2 / 14 / 1‬و قال ‪:‬‬
‫" قال الارودي ‪ :‬تفرد به أبو كريب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هو ثقة من رجال الشيخي ‪ ,‬و إنا العلة ف شيخه خلف ‪ ,‬فقد جهله الترمذي‬
‫كما عرفت ‪ ,‬و روى عنه غي أب كريب جاعة ‪ ,‬مثل المام أحد و أب معمر القطيعي‬
‫و ممد بن مقاتل الروزي ‪ ,‬فليس بجهول ‪ ,‬و روى العقيلي عن ابن معي أنه قال‬
‫فيه ‪:‬‬
‫" بلخي ضعيف " ‪ .‬ث قال العقيلي عقب حديثه هذا ‪:‬‬
‫" ليس له أصل من حديث عوف ‪ ,‬و إنا يروى هذا عن أنس ‪ ,‬بإسناد ل يثبت " ‪.‬‬
‫و قال ابن أب حات ( ‪: ) 371 - 370 / 2 / 1‬‬
‫" و سألت أب عنه ? فقال ‪ :‬يروى عنه " ‪.‬‬
‫و ذكره ابن حبان ف " الثقات " و قال ‪:‬‬
‫" كان مرجئا غاليا ‪ ,‬استحب مانبة حديثه لتعصبه و بغضه من ينتحل السنن " ‪.‬‬
‫و قال الليلي ‪ " :‬صدوق مشهور ‪ ,‬كان يوصف بالستر و الصلح ‪ ,‬و الزهد ‪ ,‬و‬
‫كان‬
‫فقيها على رأي الكوفيي " ‪.‬‬
‫و أورده الذهب ف " اليزان " و قال ‪:‬‬
‫" أبو سعيد أحد الفقهاء العلم ببلخ " ‪ .‬ث ذكر بعض ما قيل فيه ما سبق ‪ ,‬ث‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬كان ذا علم و عمل و تأله ‪ ,‬زاره سلطان بلخ ‪ ,‬فأعرض عنه " ‪.‬‬
‫و قال ف " الضعفاء " ‪:‬‬
‫" مفت بلخ ‪ ,‬ضعفه ابن معي " ‪.‬‬
‫و نوه ف " التقريب " للحافظ العسقلن ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل تطمئن نفسي لرح هذا الرجل ‪ ,‬لنه جرح غي مفسر ‪ ,‬اللهم إل ف‬
‫كلم‬
‫ابن حبان ‪ ,‬و لكنه صريح ف أنه ل يد فيه ما يرحه إل كونه مرجئا ‪ ,‬و هذا ل‬
‫يصح أن يعتب جرحا عند الحققي من أهل الديث ‪ ,‬و لذلك رأينا البخاري يتج ف‬
‫صحيحه ببعض الوارج و الشيعة و القدرية و غيهم من أهل الهواء ‪ ,‬لن العبة‬
‫ف‬
‫رواية الديث إنا هو الثقة و الضبط ‪ ,‬و كأنه لذلك ل يزم الافظ بتضعيف الرجل‬
‫و إنا اكتفى على حكايته عن ابن معي كما فعل الذهب ‪ ,‬و هذا و إن كان يشعرنا‬
‫بأنه ينبء بضعفه إل أنه ليس كما لو قال فيه " ضعيف " جازما به ‪.‬‬
‫و الذي أراه أن الرجل وسط أو على القل مستور ‪ ,‬لن الرح فيه ل يثبت ‪ ,‬كما‬
‫أنه ل يوثق من موثوق بتوثيقه ‪ ,‬و ف قول الليلي التقدم ما يؤيد الذي رأيت ‪.‬‬
‫و هو ل يرو شيئا منكرا ‪ ,‬و غاية ما ذكر له العقيلي حديثان ‪.‬‬
‫أحدها هذا ‪ .‬و الخر حديثه بسنده الصحيح عن أب هريرة مرفوعا ‪:‬‬
‫" ل عدوى و ل صفر و ل هامة " ‪.‬‬
‫و قال العقيلي فيه ‪ " :‬إسناده مستقيم " ‪.‬‬
‫و أما هذا الديث فلم يتفرد به البلخي ‪ ,‬فقد جاء من طريقي آخرين ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬عن أنس ‪ .‬و قد أشار إليه العقيلي نفسه ‪.‬‬
‫و الخر يرويه عبد ال بن البارك ف " الزهد " ( ق ‪ - 1 / 175‬كواكب ‪: ) 575‬‬
‫أنبأ معمر عن ممد بن حزة بن عبد ال بن سلم مرفوعا به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد مرسل صحيح ‪ ,‬ممد بن حزة ‪ ,‬هو ابن يوسف بن عبد ال ابن‬
‫عبد‬
‫ال بن سلم ‪ ,‬روى عن أبيه عن جده عبد ال بن سلم ‪.‬‬
‫قال أبو حات ‪ :‬ل بأس به ‪ .‬و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ‪.‬‬
‫و قد رواه القضاعي ف " مسند الشهاب " ( ق ‪ ) 2 / 24‬من طريقي آخرين ‪ ,‬عن‬
‫معمر‬
‫عن ممد بن حزة عن عبد ال بن سلم ‪ ,‬فجعله من مسند جده عبد ال ‪ ,‬فإن صح‬
‫هذا ‪ ,‬و ل يكن ف الرواية خطأ ‪ ,‬أو ف النسخة تريف ‪ ,‬فهو مسند ‪ ,‬لكنه منقطع‬
‫بي ممد بن حزة و جده عبد ال بن سلم ‪.‬‬
‫و بالملة فالديث عندي صحيح بجموع هذه الطرق ‪ ,‬و قد أشار إل صحته عبد‬
‫الق‬
‫الشبيلي ف " الحكام الكبى " رقم ‪ - 63‬نسخت بسكوته عنه كما نص عليه ف‬
‫القدمة ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" ل تقوم الساعة حت يبن الناس بيوتا يوشونا وشي الراحيل " ‪.‬‬ ‫‪279‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ : ) 777‬حدثنا إبراهيم بن النذر قال ‪:‬‬
‫حدثنا ابن أب فديك عن عبد ال بن أب يي عن سعيد بن أب هند عن‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ف " صحيحه " غي‬
‫عبد ال‬
‫بن أب يي ‪ ,‬و هو عبد ال بن ممد بن أب يي السلمي و هو ثقة اتفاقا ‪.‬‬
‫( الراحيل ) فسرها إبراهيم شيخ البخاري بأنا الثياب الخططة ‪ .‬و ف‬
‫" النهاية " ‪ " :‬الرحل الذي قد نقش فيه تصاوير الرحال ‪ ,‬و منه الديث ‪ :‬كان‬
‫يصلي و عليه من هذه الرحلت يعن الروط الرحلة و تمع على الراحل ‪ ,‬و منه‬
‫هذا الديث ‪ ...‬يوشونا وشي الراحل ‪ ,‬و يقال لذلك العمل الترحيل " ‪.‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يوصينا بكم ‪ .‬يعن طلبة الديث " ‪.‬‬ ‫‪280‬‬
‫أخرجه تام ف " الفوائد " ( ‪ - 2 / 4 / 1‬نسخة الافظ عبد الغن القدسي ) عن‬
‫عبد ال بن السي الصيصي ‪ ,‬و أبو بكر بن أب علي ف " الربعي " ( ق ‪/ 117‬‬
‫‪ ) 1‬عن موسى بن هارون ‪ ,‬و الرامهرمزي ف " الفاصل بي الراوي و الواعي "‬
‫( ق ‪ ) 2 / 5‬و عنه العلئي ف " بغية التلمس " ( ‪ ) 2 / 2‬عن ابن إ ‪3‬‬
‫شكاب ‪ ,‬و الاكم ( ‪ ) 88 / 1‬عن القاسم بن مغية الوهري و صال بن ممد بن‬
‫حبيب‬
‫الافظ كلهم عن سعيد بن سليمان ( زاد موسى بن هارون و الوهري و صال ‪:‬‬
‫الواسطي‬
‫) حدثنا عباد بن العوام عن الريري عن أب نضرة عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ #‬أنه‬
‫قال‬
‫‪ :‬مرحبا بوصية رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪...‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬هذا حديث صحيح ثابت لتفاق الشيخي على الحتجاج بسعيد‬
‫بن‬
‫سليمان و عباد بن العوام ‪ ,‬ث الريري ‪ ,‬ث احتجاج مسلم بديث أب نضرة ‪ ,‬فقد‬
‫عددت له ف " السند الصحيح " أحد عشر أصل للجريري ‪ ,‬و ل يرجا هذا الديث‬
‫الذي هو أول حديث ف فضل طلب الديث ‪ ,‬و ل يعلم له علة ‪ ,‬و لذا الديث‬
‫طرق‬
‫يمعها أهل الديث عن أب هارون العبدي عن أب سعيد ‪ ,‬و أبو هارون من سكتوا‬
‫عنه " ‪.‬‬
‫و وافقه الذهب ‪ ,‬و قال العلئي عقبه ‪:‬‬
‫" إسناده ل بأس به ‪ ,‬لن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي ‪ ,‬فيه لي يتمل ‪,‬‬
‫حدث‬
‫عنه أبو زرعة و أبو حات الرازي ‪ ,‬و غيها " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ليس هو النشيطي و ذلك لمور ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنه جاء مصرحا ف بعض الطرق كما رأيت أنه ( الواسطي ) ‪ ,‬و النشيطي‬
‫بصري‬
‫و ليس بواسطي ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن شيخه ف هذا السند عباد بن العوام ل يذكر ف ترجة النشيطي ‪,‬‬
‫و إنا ف ترجة الواسطي ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن بعض الرواة لذا الديث عنه ل يذكروا ف ترجته أيضا و إنا ف‬
‫ترجة الواسطي مثل صال بن ممد الافظ اللقب بـ ( جزرة ) ‪.‬‬
‫فثبت ما ذكرنا أن سعيد بن سليمان إنا هو الواسطي و هو ثقة احتج به الشيخان‬
‫كما تقدم ف كلم الاكم ‪ ,‬و توثيقه موضع اتفاق بي أهل العلم بالرجال ‪ ,‬اللهم‬
‫إل قول المام أحد ف " كتاب العلل و معرفة الرجال " ( ص ‪: ) 140‬‬
‫" كان صاحب تصحيف ما شئت " ‪.‬‬
‫و ليس ف هذا الديث ما يكن أن يصحف من مثل هذا الثقة لقصره ! فينبغي أن‬
‫تكون‬
‫صحته موضع اتفاق أيضا ‪ ,‬لكن قد جاء عن أحد أيضا غي ذلك ‪ ,‬ففي " النتخب "‬
‫لبن قدامة ( ‪: ) 1 / 199 / 10‬‬
‫" قال مهنا ‪ :‬سألت أحد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان ( قلت ‪ :‬فساقه بسنده )‬
‫فقال أحد ‪ :‬ما خلق ال من ذا شيئا ‪ ,‬هذا حديث أب هارون عن أب سعيد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و جواب أحد هذا يتمل أحد أمرين ‪:‬‬

‫إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي ‪ ,‬و حينئذ فتوهيمه ف إسناده إياه ما ل وجه‬
‫له ف نظرى لثقته كما سبق ‪.‬‬
‫و إما أن يكون عن أنه النشيطي الضعيف ‪ ,‬و هذا ما ل وجه له بعد ثبوت أنه‬
‫الواسطي ‪ .‬على أنه ل يتفرد به ‪ ,‬فرواه بشر بن معاذ العقدي ‪ ,‬حدثنا أبو عبد‬
‫ال ‪ -‬شيخ ينل وراء منل حاد بن زيد ‪ : -‬حدثنا الريري عن أب نضرة عنه ‪.‬‬
‫أنه كان إذا رأى الشباب قال ‪ :‬مرحبا بوصية رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫أمرنا أن نفظكم الديث ‪ ,‬و نوسع لكم ف الجالس ‪.‬‬
‫أخرجه الرامهرمزي و من طريقه الافظ العلئي و قال ‪:‬‬
‫" أبو عبد ال هذا ل أعرفه " ‪.‬‬
‫لكن للحديث طريقان آخران عن أب سعيد ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عن أب خالد مول ابن الصباح السدي عنه أنه كان يقول ‪:‬‬
‫" مرحبا بوصية رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا جاؤوه ف العلم " ‪.‬‬
‫أخرجه الرامهرمزي و أبو خالد هذا ل أعرفه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬عن شهر بن حوشب عنه به و زاد ‪:‬‬

‫" سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬سيأتيكم أناس يتفقهون ‪ ,‬ففقهوهم‬
‫و أحسنوا تعليمهم " ‪.‬‬
‫أخرجه عبد ال بن وهب ف " السند " ( ‪ ) 2 / 167 / 8‬و عبد الغن القدسي ف‬
‫" كتاب العلم " ( ‪ ) 1 / 50‬عن ابن زحر عن ليث بن أب سليم عن شهر ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف مسلسل بالضعفاء ‪ :‬شهر فمن دونه ‪ .‬و لكنه أحسن حال‬
‫من‬
‫حديث أب هارون العبدي الذي سبقت الشارة إليه ف كلم الاكم ‪ ,‬كذلك ذكر‬
‫ابن معي ‪ ,‬ففي " النتخب " ‪:‬‬
‫" عن إبراهيم بن النيد قال ‪ :‬ذكر ليحي بن معي حديث أب هارون هذا فقال ‪:‬‬
‫قد رواه ليث بن أب سليم عن شهر بن حوشب عن أب سعيد مثله ‪.‬‬
‫فقيل ليحي ‪ :‬هذا أيضا ضعيف مثل أب هارون ? قال ‪ :‬ل ‪ ,‬هذا أقوى من ذلك و‬
‫أحسن‬
‫حدثناه ابن أب مري عن يي بن أيوب عن ليث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كذا ف الصل ليس فيه " ابن زحر " و هو ف الصدرين السابقي من رواية‬
‫يي بن أيوب عنه عن ليث ‪ .‬فال أعلم ‪.‬‬
‫و بالملة فهذه الطرق إن ل تزد الطريق الول قوة إل قوة ‪ ,‬فلن توهن منها ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث جابر رضي ال عنه مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" إنه سيضرب إليكم ف طلب العلم ‪ ,‬فرحبوا ‪ ,‬و بشروا ‪ ,‬و قاربوا " ‪.‬‬
‫أخرجه الرامهرمزي عن زنبور الكوف حدثنا رواد بن الراح عن النهال بن عمرو‬
‫عن‬
‫رجل عنه ‪.‬‬
‫و هذا سند ضعيف ‪ ,‬للرجل الذي ل يسم ‪ ,‬و زنبور ل أجد له ترجة ‪ .‬و العمدة على‬
‫ما تقدم ‪.‬‬
‫و للحديث طريقان آخران عن أب سعيد ‪ ,‬و شاهد آخر عن أب هريرة بأسانيد واهية‬
‫جدا ‪ ,‬و لذلك استغنيت عن ذكرها ‪ ,‬و فيما ذكرنا كفاية ‪ .‬و قد تكلمت على أحد‬
‫الطريقي الشار إليهما ف تعليقنا على " الحكام الكبى " لعبد الق الشبيلي‬
‫( رقم الديث ‪ ) 71‬و صححه ‪.‬‬
‫ث وجدت للحديث شاهدا آخر ‪ ,‬فقال الدارمي ( ‪ : ) 99 / 1‬أخبنا إساعيل ابن‬
‫أبان‬
‫حدثنا يعقوب هو القمي عن عامر بن إبراهيم قال ‪:‬‬
‫" كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم قال ‪ :‬مرحبا بطلبة العلم ‪ ,‬و كان يقول ‪:‬‬
‫إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أوصى بكم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله موثقون غي عامر بن إبراهيم فلم أعرفه و ليس هو عامر‬
‫بن واقد الصبهان ‪ ,‬فإن هذا من شيوخ القمي التوف سنة ( ‪ ) 174‬و ذاك من‬
‫الرواة عن القمي ‪ ,‬و توف سنة ( ‪ , ) 202‬إل أن يكون من رواية الكابر عن‬
‫الصاغر ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" أشد الناس عذابا يوم القيامة ‪ :‬رجل قتله نب ‪ ,‬أو قتل نبيا ‪ ,‬و إمام ضللة ‪,‬‬ ‫‪281‬‬
‫و مثل من المثلي " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 407 / 1‬حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا عاصم عن أب‬
‫وائل‬
‫عن ‪ #‬عبد ال ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪ ,‬و عاصم هو ابن بدلة أب النجود ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى يرويه أبو إسحاق عن الارث عن ابن مسعود به و لفظه ‪ ... " :‬أو‬
‫رجل يضل الناس بغي علم ‪ ,‬أو مصور يصور التماثيل " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 2 / 80 / 3‬و إليه فقط عزاه اليثمي‬
‫ف " الجمع " ( ‪ ) 181 / 1‬و قال ‪:‬‬
‫" و فيه الارث العور و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬الطريق الول سالة منه ‪ ,‬و لعل البزار قد أخرجه منها فقد عزاه إليه‬
‫عبد الق الشبيلي ف " الحكام الكبى " ( رقم ‪ ) 142‬باللفظ الول دون قوله‬
‫" و مثل من المثلي " ‪ ,‬و سكت عليه مشيا إل صحته عنده كما نص عليه ف‬
‫القدمة ‪.‬‬
‫و قال النذري ( ‪ " : ) 136 / 3‬و رواه البزار بإسناد جيد " ‪.‬‬
‫و له طريق ثالثة يرويها عباد بن كثي عن ليث بن أب سليم عن طلحة بن مصرف‬
‫عن خيثمة بن عبد الرحن عن عبد ال بن مسعود إل أنه قال ‪:‬‬
‫" و إمام جائر " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ( ‪. ) 1 / 81 / 3‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند واه جدا ‪ ,‬ليث ضعيف ‪ ,‬و عباد بن كثي متروك ‪.‬‬
‫و روى عن ابن عباس نوه بلفظ ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬أو قتل أحد والديه ‪ ,‬و الصورون ‪ ,‬و عال ل ينتفع بعلمه " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو القاسم المدان ف " الفوائد " ( ‪ ) 1 / 196 / 1‬عن عبد الرحيم أب‬
‫اليثم عن العمش عن الشعب عن ابن عباس به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف ‪ ,‬عبد الرحيم هذا هو ابن حاد الثقفي ‪,‬قال العقيلي ف‬
‫" الضعفاء " ( ‪: ) 278‬‬
‫" حدث عن العمش مناكي ‪ ,‬و ما ل أصل له من حديث العمش " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " اللسان " ‪:‬‬
‫" و أشار البيهقي ف " الشعب " إل ضعفه " ‪.‬‬
‫و حديث ابن عباس هذا أورده الناوي ف " فيض القدير " شاهدا للحديث الشهور ‪:‬‬
‫" أشد الناس عذابا يوم القيامة عال ل ينفعه علمه " فقال متعقبا على السيوطي‬
‫بعد أن بي ضعفه ‪:‬‬
‫" لكن للحديث أصل أصيل ‪ ,‬فقد روى الاكم ف " الستدرك " من حديث ابن‬
‫عباس‬
‫مرفوعا ‪ " ...‬قلت ‪ :‬فذكره ‪ ,‬و ل أقف على سنده عند الاكم الن لننظر فيه ‪,‬‬
‫و غالب الظن أنه من طريق عبد الرحيم الذكور ‪ ,‬فإن كان كذلك ‪ ,‬فالديث ل‬
‫يرتفع‬
‫به عن درجة الضعف ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و الملة الخية من الديث أخرجها البخاري ف " صحيحه " ( ‪ ) 104 / 4‬من‬
‫طريق‬
‫مسدود عن عبد ال مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" إن أشد الناس عذابا عند ال يوم القيامة الصورون " ‪.‬‬
‫" أربع من السعادة ‪ :‬الرأة الصالة ‪ ,‬و السكن الواسع ‪ ,‬و الار الصال ‪,‬‬ ‫‪282‬‬
‫و الركب النء ‪ .‬و أربع من الشقاء ‪ :‬الار السوء ‪ ,‬و الرأة السوء ‪,‬و السكن‬
‫الضيق " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 1232‬و الطيب ف " التاريخ " ( ‪/ 12‬‬
‫‪) 99‬‬
‫من طريق الفضل بن موسى عن عبد ال بن سعيد بن أب هند عن ‪ #‬إساعيل بن ممد‬
‫بن سعد بن أب وقاص عن أبيه عن جده ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪.‬‬

‫و أخرجه أحد ( ‪ ) 168 / 1‬من طريق ممد بن أب حيد عن إساعيل بن ممد ابن‬
‫سعد‬
‫به نوه ‪ ,‬دون ذكر " الار الصال " و " الار السوء " ‪.‬‬
‫و ممد بن أب حيد هذا ‪ ,‬أورده الذهب ف " الضعفاء " و قال ‪:‬‬
‫" ضعفوه " ‪ .‬و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬ضعيف " ‪:‬‬
‫و أخرجه الطبان ف " الكبي " ( ‪ ) 1 / 19 / 1‬و " الوسط " ( ‪) 1 / 163 / 1‬‬
‫من طريق إبراهيم بن عثمان عن العباس بن ذريح عن ممد بن سعد به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" ل يروه عن العباس إل إبراهيم ‪ ,‬و هو أبو شيبة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو متروك الديث كما قال الافظ ‪.‬‬

‫و قال الافظ النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 68 / 3‬بعد أن ذكره بلفظ أحد الشار‬
‫إليه ‪:‬‬
‫" رواه أحد بإسناد صحيح ‪ ,‬و الطبان و البزار و الاكم و صححه " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ( ‪: ) 272 / 4‬‬
‫" رواه أحد و البزار و الطبان ف " الكبي " و " الوسط " ‪ ,‬و رجال أحد‬
‫رجال الصحيح " !‬
‫كذا قال ‪ ,‬و ممد بن أب حيد الذي ف " السند " لحد ‪ ,‬مع ضعفه ليس من رجال‬
‫الصحيح ‪.‬‬
‫" من مات على شيء بعثه ال عليه " ‪.‬‬ ‫‪283‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ 313 / 4‬من طريق العمش عن أب سفيان عن ‪ #‬جابر ‪ #‬رضي‬

‫ال عنه‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح السناد على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪ ,‬و عزاه السيوطي ف " الامع الكبي " ( ‪) 2 / 296 / 2‬‬
‫لحد أيضا و أب يعلى و الضياء ف " الحاديث الختارة " ‪.‬‬
‫و يفسره حديث فضالة بن عبيد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بلفظ ‪:‬‬
‫" من مات على مرتبة من هذه الراتب بعث عليها يوم القيامة يعن الغزو و الج "‬
‫أخرجه ابن قتيبة ف " غريب الديث " ( ‪ ) 2 / 129 / 1‬حدثنيه أب حدثنيه يزيد‬
‫عن القرىء عن حيوة بن شريح عن أب هانء أن أبا علي النب حدثه أنه سع فضالة‬
‫بن عبيد به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد لول أن ل أعرف يزيد الراوي عن القري ‪ -‬و اسه عبد‬
‫ال بن يزيد القري ‪ -‬و ل وجدت ترجة لوالد ابن قتيبة و اسه مسلم بن قتيبة‬
‫سوى ما ذكره الطيب ف ترجة ابن قتيبة ( ‪: ) 170 / 10‬‬
‫" و قيل ‪ :‬إن أباه مروزي ‪ ,‬و أما هو فمولده بغداد " ‪.‬‬
‫" أكمل الؤمني إيانا أحسنهم خلقا ‪ ,‬و خياركم خياركم لنسائهم " ‪.‬‬ ‫‪284‬‬
‫هو من حديث ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬رضي ال عنه ‪ ,‬و له عنه طريقان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن ممد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 218 - 217 / 1‬و أحد ( ‪. ) 472 , 250 / 2‬‬
‫و أخرج الشطر الول منه أبو داود ( ‪ ) 4682‬و ابن أب شيبة ف " الصنف "‬
‫( ‪ ) 1 / 185 / 12‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 248 / 9‬و الاكم ( ‪) 3 / 1‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إنا هو حسن فقط ‪ ,‬لن ممد بن عمرو ‪ ,‬فيه ضعف يسي ‪ ,‬و ليس هو‬
‫على شرط‬
‫مسلم ‪ ,‬فإنه إنا أخرج له متابعة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو صحيح بطريقه التية و هي ‪:‬‬

‫الخرى ‪ :‬عن عمرو بن أب عمرو عن الطلب بن عبد ال بن حنطب عن أب هريرة‬
‫به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ( ‪. ) 1311‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي أن الطلب هذا كثي التدليس كما ف " التقريب " و قد‬
‫عنعنه ‪.‬‬
‫و لشطره الول طريق ثالث عن أب هريرة ‪ ,‬يرويه ممد بن عجلن عن القعفاع ابن‬
‫حكيم عن أب صال عنه ‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ ) 323 / 2‬و ابن أب شيبة ( ‪ ) 1 / 12 / 12‬و أحد ( ‪/ 2‬‬

‫‪) 527‬‬
‫و الطبان ف " متصر مكارم الخلق " ( ‪ ) 2 / 110 / 1‬و الاكم ( ‪) 3 / 1‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هو حسن أيضا ‪ .‬فإن ابن عجلن أخرج له مسلم متابعة ‪ ,‬و فيه بعض الكلم‬
‫‪.‬‬
‫و له طريق رابع مرسل ‪ ,‬فقال ابن أب شيبة ( ‪ : ) 2 / 188 / 12‬ابن علية عن‬
‫يونس‬
‫عن السن قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا مرسل صحيح السناد ‪.‬‬

‫و للحديث شاهد من رواية عائشة مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" إن من أكمل الؤمني إيانا أحسنهم خلقا ‪ ,‬و ألطفهم بأهله " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 102 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 53 / 1‬و أحد ( ‪) 99 , 47 / 6‬‬

‫من طريق‬
‫أب قلبة عنها ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن ‪ ,‬و ل نعرف لب قلبة ساعا من عائشة " ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬رواته عن آخرهم ثقات على شرط الشيخي ‪ ,‬و ل يرجاه " ‪.‬‬
‫و تعقبه الذهب بقوله ‪ " .‬قلت ‪ :‬فيه انقطاع " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد تنبه لذا الاكم ف أول كتابه ‪ ,‬فإنه قال بعد أن ساق الديث من‬
‫رواية أب هريرة من الطريقي عنه ( ‪: ) 4 / 1‬‬
‫و قد روي هذا الديث أيضا عن ممد بن سيين عن أب هريرة ‪ ,‬و شعيب ابن‬
‫البحاب‬
‫عن أنس ‪ ,‬و رواه ابن علية عن خالد الذاء عن أب قلبة عن عائشة ‪ ,‬و أنا أخشى‬
‫أن أبا قلبة ل يسمعه عن عائشة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالديث بذا السناد و اللفظ ضعيف ‪ ,‬و قد روى منه ابن أب شيبة‬
‫( ‪ ) 1 / 185 / 12‬الشطر الول منه ‪ .‬و قد صح عنها بلفظ آخر و هو ‪:‬‬
‫" خيكم خيكم لهله ‪ ,‬و أنا خيكم لهلي ‪ ,‬و إذا مات صاحبكم فدعوه " ‪.‬‬
‫" خيكم خيكم لهله و أنا خيكم لهلي و إذا مات صاحبكم فدعوه " ‪.‬‬ ‫‪285‬‬
‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 513 /1‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 323 / 2‬و الدارمي ( ‪ ) 159 / 2‬و ابن حبان ( ‪) 1312‬‬
‫عن ممد‬
‫بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت ‪:‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح على شرط الشيخي ‪ .‬و ليس عند الدارمي و ابن حبان‬
‫الملة‬
‫الوسطى منه ‪ .‬و أخرج أبو داود ( ‪ ) 4899‬عن وكيع حدثنا هشام بن عروة به‬
‫الملة‬
‫الخية منه و زاد ‪ :‬ل تقعوا فيه ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث ابن عباس به دون الملة الخية ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 1977‬و ابن حبان ( ‪ ) 1315‬و الضياء ف " الختارة " ( ‪63‬‬
‫‪/‬‬
‫‪ ) 2 / 9‬من طريق عمارة بن ثوبان عن عطاء عنه ‪.‬‬
‫و أخرجه الاكم ( ‪ ) 173 / 4‬مقتصرا على الشطر الول منه بلفظ ‪.‬‬
‫" خيكم خيكم للنساء " ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب !‬
‫و هذا غريب منه فإن عمارة هذا أورده الذهب ف " الضعفاء " ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" تابعي صغي مهول " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬مستور " ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث ابن عمرو بلفظ ‪:‬‬
‫" خياركم خياركم لنسائهم " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 1978‬عن أب خالد عن العمش عن شقيق عن مسروق عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد ظاهره الصحة ‪ ,‬و لذا قال البوصيي ف " الزوائد "‬
‫( ق ‪: ) 1 / 125‬‬
‫" و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو عندي معلول بالخالفة و الوهم من قبل أب خالد و اسه سليمان‬
‫ابن حيان الحر ‪ ,‬و هو و إن كان ثقة متجا به ف " الصحيحي " فإن ف حفظه‬
‫ضعفا كما يتبي لن راجع أقوال الئمة فيه من " التهذيب " و قد لصها الافظ‬
‫‪ -‬كعادته ‪ -‬ف كتابه " التقريب " فقال ‪ " :‬صدوق يطىء " ‪.‬‬
‫و خالفه جاعة من الثقات فرووه عن العمش بلفظ ‪:‬‬
‫" خياركم أحاسنكم أخلقا " ‪.‬‬
‫و وافقهم عليه أبو خالد نفسه ف رواية عنه كما يأت ‪ ,‬فالظاهر أنه كان يضطرب‬
‫فيه ‪ ,‬فتارة يرويه بذا اللفظ ‪ ,‬و تارة على الصواب ‪ ,‬فإليك بيان الطرق الت‬
‫أشرنا إليها باللفظ الصحيح و هو ‪:‬‬
‫" خياركم أحاسنكم أخلقا " ‪.‬‬
‫" خياركم أحاسنكم أخلقا " ‪.‬‬ ‫‪286‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 121 / 4‬عن حفص بن غياث ‪ ,‬و ف " الدب الفرد " (‬
‫‪) 271‬‬
‫عن سفيان ‪ ,‬و مسلم ( ‪ ) 78 / 7‬عن أب معاوية و وكيع و ابن ني و أب خالد‬
‫الحر و الطيالسي ( ‪ ) 2246‬عن شعبة ‪ ,‬و من طريقه الترمذي ( ‪ ) 357 / 1‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 161 / 2‬عن أب معاوية أيضا كلهم عن العمش قال ‪ :‬سعت أبا وائل يدث‬
‫عن‬
‫مسروق عن ‪ #‬عبد ال بن عمرو ‪ #‬و قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫فذكره ‪ .‬و زاد ‪:‬‬
‫" و ل يكن النب صلى ال عليه وسلم فاحشا و ل متفحشا " ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬هذا حديث حسن صحيح " ‪.‬‬

‫" أل أخبكم برجالكم من أهل النة ? النب ف النة ‪ ,‬و الصديق ف النة ‪,‬‬ ‫‪287‬‬
‫و الشهيد ف النة ‪ ,‬و الولود ف النة ‪ ,‬و الرجل يزور أخاه ف ناحية الصر‬
‫ل يزوره إل ل عز وجل ‪ ,‬و نساؤكم من أهل النة الودود الولود العؤود على‬
‫زوجها الت إذا غضب جاءت حت تضع يدها ف يد زوجها ‪ ,‬و تقول ‪ :‬ل أذوق‬
‫غمضا‬
‫حت ترضى " ‪.‬‬
‫أخرجه تام الرازي ف " الفوائد " ( ق ‪ ) 1 / 202‬و عنه ابن عساكر ( ‪/ 87 / 2‬‬
‫‪2‬‬
‫) بتمامه ‪ ,‬و أبو بكر الشافعي ف " الفوائد " ( ق ‪ ) 116 - 115‬و أبو نعيم ف‬
‫" اللية " ( ‪ ) 303 / 4‬نصفه الول ‪ ,‬و النسائي ف " عشرة النساء " ( ‪/ 85 / 1‬‬
‫‪ ) 1‬النصف الخر من طريق خلف بن خليفة عن أب هاشم يعن الرمان عن سعيد‬
‫ابن‬
‫جبي عن ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد ‪ ,‬رجاله ثقات رجال مسلم غي أن خلفا ‪ -‬و هو من شيوخ أحد‬
‫‪-‬‬
‫كان اختلط ف الخر ‪ ,‬و ل ندري أحدث به قبل الختلط فيكون صحيحا ‪ ,‬أو‬
‫بعده‬
‫فيكون ضعيفا ‪ ,‬لكن للحديث شواهد يتقوى با كما يأت بيانه ‪.‬‬
‫و الديث له طريق أخرى عن أب هاشم ‪ ,‬أخرجه الطبان ف " العجم الكبي "‬
‫( ‪ ) 1 / 163 / 3‬و عنه أبو نعيم عن سعيد بن زيد عن عمرو بن خالد أنبأنا‬
‫أبو هاشم به ‪.‬‬
‫و عمرو هذا هو الواسطي و هو كذاب كما ف " الجمع " ( ‪ , ) 313 / 4‬فل‬
‫يفرح‬
‫بتابعته ‪.‬‬
‫و من شواهده ما رواه إبراهيم بن زياد القرشي عن أب حازم عن أنس بن مالك‬
‫مرفوعا‬
‫به ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الصغي " ( ص ‪ ) 23‬و " الوسط " ( ‪) 1 / 170 / 1‬‬
‫و قال ‪:‬‬
‫" ل يروى عن أنس إل بذا السناد ‪ ,‬و ل يروه عن أب حازم سلمة بن دينار إل‬
‫إبراهيم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا أورده العقيلي ف " الضعفاء " ( ص ‪ 17‬و ‪ ) 18‬و روى عن البخاري‬
‫أنه‬
‫قال ‪ " :‬ل يصح إسناده " ‪ .‬ث ذكر ما يشعر أنه سيء الفظ فقال ‪:‬‬
‫" هذا شيخ يدث عن الزهري ‪ ,‬و عن هشام بن عورة ‪ ,‬فيحمل حديث الزهري‬
‫على هشام‬
‫بن عروة ‪ .‬و حديث هشام بن عروة على الزهري ‪ ,‬و يأت أيضا مع هذا عنهما با ل‬
‫يفظ " ‪.‬‬
‫و قال الذهب ف " اليزان " ‪ " :‬ل يعرف " ‪.‬‬
‫و نوه قول النذري ف " الترغيب " ( ‪: ) 77 / 3‬‬
‫" رواه الطبان ‪ ,‬و رواته متج بم ف الصحيح إل إبراهيم بن زياد القرشي فإن‬
‫ل أقف فيه على جرح و ل تعديل ‪ .‬و قد روي هذا الت من حديث ابن عباس و‬
‫كعب‬
‫بن عجرة و غيها "‪.‬‬
‫" رواه الطبان ف " الصغي " و " الوسط " و فيه إبراهيم بن زياد القرشي ‪,‬‬
‫قال البخاري ‪ " :‬ل يصح حديثه " ‪ ,‬فإن أراد تضعيفه فل كلم ‪ ,‬و إن أراد حديثا‬
‫مصوصا فلم يذكره ‪ ,‬و أما بقية رجاله فهم رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أنا أرى أنه ل بأس به ف الشواهد ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و أما حديث كعب بن عجرة الذي أشار إليه النذري ‪ ,‬فل يصلح شاهدا لشدة‬
‫ضعفه ‪,‬‬
‫قال اليثمي ( ‪: ) 312 / 4‬‬
‫" رواه الطبان ف " الكبي " و " الوسط " و فيه السري بن إساعيل و هو‬
‫متروك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من طريقه أخرج أبو بكر الشافعي ف " فوائده " النصف الول منه ‪.‬‬
‫" اثنان ل تاوز صلتما رءوسهما ‪ :‬عبد أبق من مواليه حت يرجع إليهم ‪,‬‬ ‫‪288‬‬
‫و امرأة عصت زوجها حت ترجع " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الصغي " ( ص ‪ ) 97‬و " الوسط " ( ‪) 2 / 169 / 1‬‬
‫عن ممد بن أب صفوان الثقفي حدثنا إبراهيم بن أب الوزير ‪ ,‬و الاكم ف‬
‫" الستدرك " ( ‪ ) 173 / 4‬من طريق ممد بن منده الصبهان حدثنا بكر بن بكار ‪,‬‬
‫كلها قال ‪:‬‬
‫حدثنا عمر بن عبيد ‪ -‬زاد الول ‪ :‬الطنافسي ‪ -‬عن إبراهيم بن مهاجر عن نافع عن‬
‫‪ #‬ابن عمر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬

‫" ل يروه عن إبراهيم إل عمر ‪ ,‬و ل عنه إل ابن أب الوزير ‪ ,‬تفرد به ممد‬
‫بن أب صفوان " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و طريق الاكم ترد عليه ‪ ,‬و قد سكت عنه هو و الذهب ‪ ,‬و إسناده‬
‫حسن‬
‫عندي ‪ ,‬رجاله ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬سوى ابن مهاجر فإنه من رجال مسلم وحده‬
‫‪,‬‬
‫و فيه ضعف يسي ‪.‬‬
‫قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق ‪ ,‬لي الفظ " ‪.‬‬
‫و أورده الذهب ف " الضعفاء " تييزا فقال ‪ " :‬ثقة " ‪.‬‬
‫" رواه الطبان بإسناد جيد ‪ ,‬و الاكم " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ( ‪: ) 313 / 4‬‬
‫" رواه الطبان ف " الصغي " و " الوسط " و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و له شاهد من حديث جابر بسند ضعيف أوردته ف " الحاديث الضعيفة "‬
‫رقم‬
‫( ‪ ) 1075‬بلفظ ‪:‬‬
‫" ثلثة ل تقبل لم صلة ‪ ...‬العبد البق حت يرجع إل مواليه ‪ ...‬و الرأة‬
‫الساخط عليها زوجها حت يرضى ‪ ,‬و السكران حت يصحو " ‪.‬‬
‫" ل ينظر ال إل امرأة ل تشكر لزوجها ‪ ,‬و هي ل تستغن عنه " ‪.‬‬ ‫‪289‬‬
‫أخرجه النسائي ف " عشرة النساء " من " السنن الكبى " ( ‪ ) 1 / 84 / 1‬أخبنا‬
‫عمرو بن منصور قال ‪ :‬حدثنا ممد بن مبوب قال ‪:‬‬
‫حدثنا سرار بن مشر ابن قبيصة ‪ -‬ثقة ‪ -‬عن سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن‬
‫سعيد‬
‫بن السيب عن ‪ #‬عبد ال بن عمرو ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫و قال ‪ " :‬سرار بصري ثقة ‪ ,‬هو و يزيد بن زريع يقدمان ف سعيد بن أب عروبة‬
‫لن سعيدا كان قد تغي ف آخر عمره ‪ ,‬فمن سع منه قديا فحديثه صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و تابعه ابن البارك عن سعيد عن قتادة به ‪.‬‬

‫أخرجه أبو سعيد الشاشي عيسى بن سال ف " حديثه " ( ق ‪ : ) 1 / 78‬أنبأنا ابن‬
‫البارك به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح كسابقه ‪.‬‬

‫و قد تابعه عمر بن إبراهيم عن قتادة به ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 190 / 2‬عن شاذ بن فياض حدثنا عمر بن إبراهيم به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب !‬
‫و خالف شاذا الليل بن عمر بن إبراهيم فقال ‪ :‬حدثن أب عن قتادة عن السن عن‬
‫عبد ال بن عمرو به مرفوعا ‪ .‬فذكر السن و هو البصري بدل ابن السيب ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي و العقيلي ف " الضعفاء " ( ص ‪ ) 121‬و قال ‪:‬‬
‫" الليل يالف ف بعض حديثه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ليس هو دون شاذ بن فياض ف الثقة و الفظ ‪ ,‬و ف ضبطهما كلم يسي ‪,‬‬
‫و لعل الختلف من نفس عمر بن إبراهيم ففي " التقريب " ‪:‬‬
‫" صدوق ‪ ,‬ف حديثه عن قتادة ضعف " ‪.‬‬
‫و رواية شاذ عنه أول عندي لوافقتها لرواية ابن أب عروبة عن قتادة ‪,‬‬
‫و لتابعة أخرى و قفت عليها ف " الكامل " لبن عدي أخرجها ( ق ‪ ) 2 / 289‬من‬
‫طريق ممد بن بلل حدثنا عمران عن قتادة عن سعيد بن السيب به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" و ممد بن بلل يغرب عن عمران القطان ‪ ,‬و له عن غيه غرائب ‪ ,‬و أرجو أنه ل‬
‫بأس به " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن و شاهد قوي لا سبق ‪.‬‬

‫لكن يبدو أن للحديث أصل من رواية قتادة عن السن ‪ ,‬فقد قال العقيلي عقب ما‬
‫نقلته عنه ف الليل بن عمر ‪:‬‬
‫" و قال سرار بن مشر ‪ :‬عن سعيد بن أب عروبة عن قتادة عن السن و سعيد بن‬
‫السيب عن عبد ال بن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم نوه " ‪.‬‬
‫فإذا كان هذا مفوظا فهو يؤيد صحة رواية شاذ و الليل عن عمر بن إبراهيم عن‬
‫قتادة عن سعيد و السن ‪ ,‬و لكنه ل يسق إسناده إل سرار لننظر فيه ‪.‬‬
‫ث ساق رواية ابن البارك التقدمة عن سعيد عن قتادة عن ابن السيب به ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬هذا أول " ‪ .‬ث قال ‪:‬‬
‫" قال هشام الدستوان عن قتادة عن سعيد بن السيب عن عبد ال بن عمرو ‪,‬‬
‫موقوف‬
‫نوه ‪ .‬و هذا أول " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كذلك رواه شعبة عن قتادة به موقوفا ‪ .‬أخرجه النسائي ‪.‬‬
‫و رواية سرار عن قتادة مرفوعا أول عندي لسماعه من سعيد قديا كما سبق عن‬
‫النسائي و لتابعة عمر بن إبراهيم له ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" رواه النسائي و البزار بإسنادين رواة أحدها رواة الصحيح ‪ ,‬و قال الاكم ‪:‬‬
‫صحيح السناد " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ( ‪: ) 309 / 4‬‬
‫" رواه البزار بإسنادين و الطبان و أحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و قد صححه عبد الق الشبيلي بسكوته عليه ف " الحكام الكبى " ( ق ‪/ 144‬‬
‫‪)1‬‬
‫و إيراده إياه ف " الحكام الصغرى " ( ق ‪ ) 1 / 153‬الت خصها بالديث‬
‫الصحيح ‪.‬‬
‫" ل ‪ ,‬بل يبايع على السلم ‪ ,‬فإنه ل هجرة بعد الفتح ‪ ,‬و يكون من التابعي‬ ‫‪290‬‬
‫بإحسان " ‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ ) 469 , 468 / 3‬عن أب معاوية شيبان عن يي بن أب كثي‬

‫عن يي بن إسحاق عن ‪ #‬ماشع بن مسعود ‪. #‬‬
‫أنه أتى النب صلى ال عليه و سلم بابن أخ له يبايعه على الجرة ‪ ,‬فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي يي بن إسحاق‬
‫و هو‬
‫النصاري قال ابن معي و ابن حبان ‪ " :‬ثقة " و كذا قال الافظ ف " التقريب " ‪.‬‬
‫ث أخرجه من طريق أب عثمان النهدي عن ماشع بن مسعود قال ‪:‬‬
‫" انطلقت بأخي معبد إل رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد الفتح ‪ ,‬فقلت ‪ :‬يا‬
‫رسول ال بايعه على الجرة ‪ ,‬فقال ‪ :‬مضت الجرة لهلها ‪ ,‬قال ‪ :‬فقلت فماذا ?‬
‫قال ‪ :‬على السلم و الهاد " ‪.‬‬
‫زاد ف رواية أخرى عن أب عثمان النهدي ‪:‬‬

‫" قال ‪ :‬فلقيت معبدا بعد ‪ ,‬و كان هو أكبها ‪ ,‬فسألته ? فقال ‪ :‬صدق ماشع " ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح على شرط الشيخي ‪.‬‬
‫و يلحظ القارىء أن البايع ف الرواية الول ابن أخي ماشع ‪ ,‬و ف هذه أنه هو‬
‫أخوه نفسه و اسه معبد ‪ ,‬و هو أصح ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و أما قوله صلى ال عليه وسلم " ل هجرة بعد الفتح " فقد صح من حديث ابن‬
‫عباس‬
‫و عائشة و أب سعيد ‪ ,‬و قد خرجتها ف " إرواء الغليل " ( ‪. ) 1173‬‬
‫" رأيت ليلة أسري ب رجال تقرض شفاههم بقاريض من نار ‪ ,‬فقلت ‪ :‬من هؤلء يا‬ ‫‪291‬‬
‫جبيل ? فقال ‪ :‬الطباء من أمتك ‪ ,‬يأمرون الناس بالب و ينسون أنفسهم ‪ ,‬و هم‬
‫يتلون الكتاب ‪ ,‬أفل يعقلون ?! " ‪.‬‬
‫هو من حديث ‪ #‬أنس ‪ #‬رضي ال عنه ‪ ,‬و له عنه أربع طرق ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن مالك بن دينار عنه ‪.‬‬

‫أخرجه أبو يعلى ف "مسنده "(ق ‪: ) 1 / 198‬‬
‫حدثنا ممد بن النهال حدثنا يزيد حدثنا هشام الدستوائي عن الغية خت مالك بن‬
‫دينار عن مالك بن دينا ‪.‬‬
‫و أخرجه بن حبان ف "صحيحه "( رقم ‪ - 52‬ترتيبه ) ‪:‬‬
‫أخبنا السن بن سفيان حدثنا ممد بن النهال الضرير ‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع به‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات معروفون غي الغية و هو بن حبيب أبو‬
‫صال الزدي ‪ .‬أورده الذهب ف " اليزان " لقول الزدي فيه ‪ " :‬منكر الديث "‬
‫و ذكره بن حبان ف " الثقات "و قال ‪ " :‬يروي عن سال بن عبد ال و شهر بن‬
‫حوشب ‪ ,‬و عنه هشام الدستوائي و أهل البصرة ‪ ,‬يغرب " ‪.‬‬
‫قلت ‪:‬و أورده ابن أب حات ( ‪ , ) 991 / 220 / 1 / 4‬و زاد ف الرواة عنه حاد‬
‫بن زيد و جعفر بن سليمان و صال الري و بشر بن الفضل ‪ .‬و ل يذكر فيه جرحا‬
‫و ل تعديل ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فمثله ما تطمئن النفس لديثه ‪,‬لرواية هذا المع من الثقات عنه ‪ ,‬دون أن‬
‫يعرف با يسقط حديثه و أما قول الزدي ‪ " :‬منكر الديث " فمما ل يلتفت إليه‬
‫لنه معروف بالتعنت ف التجريح ‪ ,‬فلعله من أجل ذلك ل يورده الذهب ف كتابه‬
‫الخر الضعفاء و ل ف ذيله ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و قد تابعه إبراهيم بن أدهم حدثنا مالك بن دينار به ‪.‬‬
‫أخرجه أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 44 - 43 / 8‬و قال ‪ " :‬مشهور من حديث‬
‫مالك عن‬
‫أنس ‪ ,‬غريب من حديث إبراهيم عنه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة زاهد مشهور ‪ ,‬وثقه جاعة من الئمة كابن معي و غيه ‪ ,‬فهي‬
‫متابعة قوية للمغية فبذلك يصي الديث صحيحا ‪ .‬و المد ل على توفيقه ‪.‬‬
‫الثانية عن علي بن زيد بن جدعان عنه نوه أخرجه عبد ال بن البارك ف " الزهد‬
‫" ( ق ‪ 1 / 192‬من الكواكب ) و أحد ( ‪ ) 239 , 231 , 180 , 120 / 3‬و‬
‫أبو يعلى‬
‫( ‪ 2 - 1 / 191‬و ‪ ) 2‬و الطيب ف " التاريخ " ( ‪ ) 47 / 12 , 199 / 6‬عن‬
‫حاد بن‬
‫سلمة عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد ل بأس به ف التابعات ‪ ,‬رجاله ثقات رجال مسلم غي بن‬
‫جدعان‬
‫فإنه ضعيف من قبل حفظه و بعضهم يسن حديثه ‪.‬‬
‫الثالثة عن سليمان التيمي عنه ‪.‬‬

‫أخرجه أبو نعيم ( ‪: ) 173 - 172 / 8‬‬
‫حدثنا طلحة بن أحد بن السن العوف حدثنا ممد بن علويه الصيصي حدثنا يوسف‬
‫بن‬
‫سعيد بن مسلم حدثنا عبد ال بن موسى حدثنا بن البارك عن سليمان التيمي ‪.‬‬
‫و قال ‪ ":‬مشهور من حديث أنس ‪ ,‬رواه عنه عدة ‪ ,‬و حديث سليمان عزيز " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات رجال الشيخي غي يوسف بن سعيد بن مسلم و هو ثقة حافظ‬
‫من‬
‫شيوخ النسائي و لكن ل أعرف اللذين دونه ‪.‬‬
‫الرابعة عن خالد بن سلمة عنه ‪ .‬أخرجه الواحدي ف " التفسي ‪ :‬الوسيط " ( ‪/ 1‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ ) 1 /‬عن صال بن أحد الروي ‪:‬حدثنا أبو بي ممد بن جابر حدثنا عبد الرحن‬
‫بن ممد الحارب حدثنا سفيان عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند رجاله ثقات معروفون غي الروي هذا ‪ ,‬فقد قال فيه أبو أحد‬
‫الاكم ‪ " :‬فيه نظر " ‪.‬‬
‫قلت ‪:‬و جلة القول ‪ :‬أن الديث بجموع هذه الطرق صحيح بل ريب ‪ ,‬و المد ل‬
‫رب العالي ‪.‬‬
‫" ياء بالرجل يوم القيامة ‪ ,‬فيلقى ف النار ‪ ,‬فتندلق أقتابه ( و ف رواية ‪:‬‬ ‫‪292‬‬
‫أقتاب بطنه ) ف النار ‪ ,‬فيدور كما يدور المار برحاه ‪ ,‬فيجتمع أهل النار عليه‬
‫فيقولون ‪ :‬يا فلن ما شأنك ? أليس كنت تأمرنا بالعروف ‪ ,‬و تنهانا عن النكر ?‬
‫قال ‪ :‬كنت آمركم بالعروف و ل آتيه ‪ ,‬و أناكم عن النكر و آتيه " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪/ 2‬‬

‫" أنا أكب منك سنا ‪ ,‬و العيال على ال و رسوله ‪ ,‬و أما الغية ‪ ,‬فأرجو ال‬ ‫‪293‬‬
‫أن يذهبها " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف" مسنده " ( ‪ : ) 1 / 198‬حدثنا عبد الرحن بن صال الزدي‬
‫حدثن عجلن ابن عبد ال من بن عدي عن مالك بن دينار عن ‪ #‬أنس ‪ #‬قال ‪ :‬لا‬
‫حضرت أبا سلمة الوفاة ‪ ,‬قالت أم سلمة إل من تكلن ? فقال اللهم إنك لم سلمة‬
‫خي من أب سلمة ‪ ,‬فلما توف خطبها رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقالت إن‬
‫كبية السن قال ‪ :‬فذكره فتزوجها رسول ال صلى ال عليه وسلم فأرسل إليها‬
‫برحايي و جرة للماء " !‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند جيد رجاله ثقات معروفون غي عجلن هذا فأورده ابن حبان ف‬
‫الثقات ( ‪ ) 234 / 2‬و قال ابن أب حات ( ‪ ) 19 / 2 / 3‬عن أب زرعة ‪:‬‬
‫" بصري ل بأس به " ‪.‬‬
‫" من كان له ثلثة بنات فصب عليهن و أطعمهن و سقاهن و كساهن من جدته كن‬ ‫‪294‬‬
‫له‬
‫حجابا من النار يوم القيامة " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 3669‬و كذا البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 76‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 154 / 4‬من طريق حرملة بن عمران قال ‪ :‬سعت أبا عشانة العافري قال ‪:‬‬
‫سعت ‪ #‬عقبة بن عامر ‪ #‬يقول ‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غي أب عشانة بضم الهملة و‬
‫تشديد‬
‫العجمة ‪ ,‬و اسه حي بن يؤمن بضم التحتانية و سكون الواو الصري و هو ثقة‬
‫مشهور‬
‫بكنيته ‪.‬‬
‫و قال البوصيي ف " الزوائد " ( ‪: ) 1 / 221‬‬
‫" إسناده صحيح ‪ ,‬و رواه أحد و أبو يعلى ف " مسنديهما " ‪ ,‬و له شاهد من حديث‬
‫أب سعيد الدري ‪ ,‬رواه أبو داود و الترمذي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا الشاهد ضعيف ‪ ,‬لهالته و اضطرابه ‪ ,‬فأخرجه أبو داود ( ‪ ) 5147‬من‬
‫طريق‬
‫خالد ‪ ,‬و البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 79‬عن عبد العزيز بن ممد ‪ ,‬و أحد‬
‫( ‪ ) 42 / 3‬عن إساعيل بن زكريا ‪ ,‬كلهم عن سهيل بن أب صال عن سعيد‬
‫العشى‬
‫‪ -‬و هو سعيد بن عبد الرحن بن مكمل الزهري ‪ -‬عن أيوب ابن بشي النصاري‬
‫عن أب‬
‫سعيد الدري مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" من عال ثلث بنات ‪ ,‬فأدبن و زوجهن ‪ ,‬و أحسن إليهن ‪ ,‬فله النة " ‪.‬‬
‫و لفظ أحد ‪:‬‬
‫" ل يكون لحد ثلث بنات ‪ ,‬أو ثلث أخوات ‪ ,‬أو ابنتان ‪ ,‬أو أختان فيتقي ال‬
‫فيهن ‪ ,‬و يسن إليهن ‪ ,‬إل دخل النة " ‪.‬‬
‫و هو لفظ البخاري باختصار ‪.‬‬
‫و أخرجه الترمذي ( ‪ ) 349 / 1‬من طريق عبد ال بن البارك ‪ :‬أخبنا ابن عيينة‬
‫عن سهل بن أب صال عن أيوب بن بشي عن سعيد العشى عن أب سعيد الدري‬
‫مرفوعا‬
‫" من كان له ثلث بنات أو ‪ " ..‬الديث نو لفظ أحد ‪.‬‬
‫و كذا أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 2044‬من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا‬
‫سفيان‬
‫به ‪ .‬و وقع فيه بعض الخطاء الطبعية ف سنده ‪.‬‬
‫فهذا اضطراب شديد فيه عجيب ‪ ,‬فبينما نرى ف الرواية الول سعيد العشى هو‬
‫شيخ‬
‫سهيل بن أب صال ‪ ,‬و الراوي عن أيوب بن بشي ‪ ,‬إذا بنا نراه ف الرواية الخرى‬
‫شيخ أيوب بن بشي و الراوي عن أب سعيد ‪ ,‬ث هو مهول ل يوثقه غي ابن حبان ‪,‬‬
‫و لذا ضعفه الترمذي بقوله ‪:‬‬
‫" حديث غريب " ‪.‬‬
‫" من كن له ثلث بنات أو ثلث أخوات فاتقى ال و أقام عليهن كان معي ف النة‬ ‫‪295‬‬
‫هكذا ‪ ,‬و أومأ بالسباحة و الوسطى " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ : ) 1 / 170‬حدثنا شيبان حدثنا ممد بن زياد‬
‫البجي حدثنا ثابت عن ‪ #‬أنس ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخي غي ممد بن زياد البجي و‬
‫هو‬
‫ثقة ‪ ,‬قال ابن عدي ف " الكامل " ( ‪: ) 2 / 14‬‬
‫" قال لنا عبدان الهوازي ‪ :‬سألت الفضل بن سهل العرج و ابن إشكاب عن ممد‬
‫بن‬
‫زياد البجي هذا ‪ ,‬فقال ‪ :‬هو من ثقات أصحابنا " ‪.‬‬
‫و أورده ابن حبان ف " الثقات " و قال ( ‪: ) 267 / 2‬‬
‫" يروي عن ثابت البنان ‪ ,‬روى عنه البصريون " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل يعرفه أبو حات الرازي فقال ابنه ( ‪ " : ) 258 / 2 / 3‬سألته عنه ?‬
‫فقال ‪ :‬هو مهول " ‪.‬‬
‫و قد تابعه حاد بن زيد بلفظ آخر ‪ ,‬و هو ‪:‬‬
‫" من عال ابنتي ‪ ,‬أو ثلث بنات ‪ ,‬أو أختي أو ثلث أخوات ‪ ,‬حت يت ( و ف‬
‫رواية ‪ :‬يب ‪ ,‬و ف أخرى يبلغن ) أو يوت عنهن كنت أنا و هو كهاتي ‪ ,‬و أشار‬
‫بأصبعيه السبابة و الوسطى " ‪.‬‬
‫" من عال ابنتي أو ثلث بنات أو أختي أو ثلث أخوات حت يت ( و ف رواية ‪:‬‬ ‫‪296‬‬
‫يب و ف أخرى يبلغن ) أو يوت عنهن كنت أنا و هو كهاتي و أشار بأصبعيه‬
‫السبابة و الوسطى " ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 148 - 147 / 3‬حدثنا يونس حدثنا حاد يعن ابن زيد عن‬
‫ثابت‬
‫عن ‪ #‬أنس ‪ #‬أو غيه ‪ ,‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 2045‬من طريقي آخرين عن حاد بن زيد به ‪ ,‬و ل يقل ‪:‬‬
‫" أو غيه " و عنده الرواية الثانية ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪.‬‬

‫و أورده اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 157 / 8‬بنحوه من رواية الطبان ف‬
‫"الوسط " بإسنادين قال ‪ " :‬و رجال أحدها رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و عنده الرواية الثالثة ‪ ,‬و ما يرجح هذه الرواية أنا ثبتت من طريق‬
‫أخرى عن أنس بنحوه ‪ ,‬و هو ‪.‬‬
‫" من عال جاريتي حت تبلغا جاء يوم القيامة أنا و هو و ضم أصابعه " ‪.‬‬
‫" من عال جاريتي حت تبلغا جاء يوم القيامة أنا و هو ‪ .‬و ضم أصابعه " ‪.‬‬ ‫‪297‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 39 - 38 / 8‬و اللفظ له ‪ ,‬و الترمذي ( ‪ ) 349 / 1‬من طريق‬

‫ممد‬
‫بن عبد العزيز عن عبيد ال بن أب بكر بن أنس عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح ‪ .‬و ليس عند الترمذي ‪ " :‬حت تبلغا " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬أنا دخلت و هو النة كهاتي ‪ ,‬و أشار بأصبعيه " ‪.‬‬
‫" يكفيك الاء و ل يضرك أثره " ‪.‬‬ ‫‪298‬‬

‫أخرجه أبو داود ( ‪ - 142 - 141 / 1‬بشرح العون ) و أحد ( ‪ ) 380 / 2‬قال‬
‫‪:‬‬
‫حدثنا قتيبة بن سعيد أنبأنا ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن عيسى بن طلحة‬
‫عن ‪ #‬أب هريرة ‪. #‬‬
‫" أن خولة بنت يسار أتت النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقالت ‪ :‬يا رسول ال ! إنه‬
‫ليس ل إل ثوب واحد ‪ ,‬و أنا أحيض فيه ‪ ,‬فكيف أصنع ? قال ‪ :‬إذا طهرت‬
‫فاغسليه ‪,‬‬
‫ث صلي فيه ‪ ,‬فقالت ‪ :‬فإن ل يرج الدم ? قال " ‪ .‬فذكره ‪.‬‬
‫و رواه البيهقي ف " السنن " ( ‪ ) 408 / 2‬من طريق عثمان بن صال حدثنا ابن‬
‫ليعة ‪ :‬حدثن يزيد ابن أب حبيب به ‪.‬‬
‫و تابعهما عبد ال بن وهب فقال ‪ :‬أخبنا ابن ليعة به ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي و كذا أبو السن القصار ف " حديثه عن ابن أب حات " ( ‪) 2 / 2‬‬
‫و ابن المصي الصوف ف " منتخب من مسموعاته " ( ‪ ) 1 / 33‬و ابن منده ف‬
‫" العرفة " ( ‪. ) 2 / 321 / 2‬‬
‫و قال البيهقي ‪ :‬إسناده ضعيف ‪ " .‬تفرد به ابن ليعة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قال ابن اللقن ف " خلصة البريز للنبيه ‪ ,‬حافظ أدلة التنبيه "‬
‫( ق ‪ " : ) 2 / 89‬و قد ضعفوه ‪ ,‬و وثقه بعضهم " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " فتح الباري " ( ‪: ) 266 / 1‬‬
‫" رواه أبو داود و غيه ‪ ,‬و ف إسناده ضعف ‪ ,‬و له شاهد مرسل " ‪.‬‬
‫و نقله عنه صاحب " عون العبود " ( ‪ ) 142 - 141 / 1‬و أقره !‬
‫و قال الافظ أيضا ف " بلوغ الرام " ‪:‬‬
‫" أخرجه الترمذي ‪ ,‬و سنده ضعيف " ‪.‬‬
‫قال شارحه الصنعان ( ‪ ) 55 / 1‬تبعا لصله " بدر التمام " ( ‪: ) 1 / 29 / 1‬‬
‫" و كذلك أخرجه البيهقي ‪ ,‬و فيه ابن ليعة " ‪.‬‬
‫و اغتر بقول الافظ هذا جاعة فعزوه تبعا له إل الترمذي ‪ ,‬منهم صديق حسن خان‬
‫ف " الروضة الندية " ( ‪ , ) 17 / 1‬و من قبله الشوكان ف " نيل الوطار "‬
‫فقال ( ‪: ) 35 / 1‬‬
‫" أخرجه الترمذي و أحد و أبو داود ‪ ,‬و البيهقي من طريقي عن خولة بنت يسار ‪,‬‬
‫و فيه ابن ليعة " ‪.‬‬
‫و كذا قال الافظ ف " التلخيص " ( ‪ ) 13‬لكنه ل يذكر الترمذي و أحد ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬و ف كلمات هؤلء الفاضل من الوهام ما ل يوز السكوت عليه فأقول ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬عزوه الترمذي و هم مض ‪ ,‬فإنه ل يرجه البتة ‪ ,‬و إنا أشار إليه عقب‬
‫حديث أساء الت بقوله ‪:‬‬
‫" و ف الباب عن أب هريرة ‪ ,‬و أم قيس بنت مصن " ‪.‬‬
‫و لذلك لا شرع ابن سيد الناس ف تريج الديث كعادته ف تريج أحاديث الترمذي‬
‫العلقة ل يزد على قوله ‪:‬‬
‫" رواه أحد " ‪ ,‬فلم يعزه لي موضع من " سننه " ‪ ,‬بل و ل لي كتاب من كتبه‬
‫الخرى ‪ .‬و كذلك صنع الباركفوري ف شرحه عليه ‪ .‬إل أنه جاء بوهم آخر ! فقال‬
‫( ‪. ) 128 / 1‬‬
‫" أخرجه أبو داود و النسائي و ابن ماجه " !‬
‫ثانيا ‪ :‬إطلق الضعف على ابن ليعة و إسناد حديثه هذا ‪ ,‬ليس بصواب فإن التقرر‬
‫من مموع كلم الئمة فيه أنه ثقة ف نفسه ‪ ,‬و لكنه سيء الفظ ‪ ,‬و قد كان يدث‬
‫من كتبه فلما احترقت حدث من حفظه فأخطأ ‪ ,‬و قد نص بعضهم على أن حديثه‬
‫صحيح إذا‬
‫جاء من طريق أحد العبادلة الثلثة ‪ :‬عبد ال بن وهب ‪ ,‬و عبد ال بن البارك ‪,‬‬
‫و عبد ال بن يزيد القرىء ‪ ,‬فقال الافظ عبد الغن ابن سعيد الزدي ‪:‬‬
‫إذا روى العبادلة عن ابن ليعة فهو صحيح ‪ ,‬ابن البارك و ابن وهب و القرىء ‪.‬‬
‫و ذكر الساجي و غيه مثله ‪ .‬و نوه قول نعيم بن حاد ‪ :‬سعت ابن مهدي يقول ‪:‬‬
‫" ل أعتد بشيء سعته من حديث ابن ليعة إل ساع ابن البارك و نوه " ‪.‬‬
‫و قد أشار الافظ ابن حجر إل هذا بقوله ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" صدوق ‪ ,‬خلط بعد احتراق كتبه ‪ ,‬و رواية ابن البارك و ابن وهب عنه أعدل من‬
‫غيها " ‪.‬‬
‫فإذا عرفت هذا تبي لك أن الديث صحيح لنه قد رواه عنه أحد العبادلة و هو‬
‫عبد ال بن وهب عند البيهقي و غيه ‪ ,‬كما سبق ‪ ,‬فينبغي التفريق بي طريق‬
‫أب داود و غيه عن ابن ليعة ‪ ,‬فيقال ‪ :‬إنا ضعيفة ‪ ,‬و بي طريق البيهقي ‪,‬‬
‫فتصحح لا ذكرنا ‪ .‬و هذا تقيق دقيق استفدناه من تدقيقات الئمة ف بيان أحوال‬
‫الرواة تريا و تعديل ‪ .‬و التوفيق من ال تعال ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬قول الشوكان ‪ " :‬إن الديث أخرجه أحد و أبو داود و البيهقي من طريقي‬
‫عن خولة بنت يسار ‪ ,‬و فيه ابن ليعة "‪ .‬و هم أيضا ‪ ,‬فإنه ليس للحديث عندهم إل‬
‫الطريق التقدم عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن عيسى بن طلحة عن أب‬
‫هريرة‬
‫أن خولة بنت يسار ‪.‬‬
‫فالطريق ينتهي إل أب هريرة ل خولة ‪ ,‬و عنه عيسى بن طلحة ‪ ,‬ليس إل ‪.‬‬
‫نعم قد رواه ابن ليعة مرة على وجه آخر ف شيخه فقال ف رواية موسى بن داود‬
‫الضب عنه قال ‪ :‬حدثنا ابن ليعة عن عبيد ال بن أب جعفر عن عيسى بن طلحة به‬
‫‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ , ) 344 / 2‬فهذا إن كان ابن ليعة قد حفظه من طريق أخرى له‬
‫عن‬
‫عيسى بن طلحة ‪ ,‬و إل فهو من أوهامه لنا ليست من رواية أحد العبادلة عنه بل‬
‫هي مالفة لا كما سبق ‪ ,‬و سواء كان هذا أو ذاك فل يصح أن يقال ف هذه الطريق‬
‫أنا طريق أخرى و عن خولة أيضا !!‬
‫و لعل الشوكان أراد بالطريق الخرى ما أخرجه البيهقي عقب حديث أب هريرة ‪,‬‬
‫من‬
‫طريق مهدي بن حفص حدثنا علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أب سلمة ابن‬
‫عبد‬
‫الرحن عن خولة بنت يان قالت ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ,‬إن أحيض ‪ ,‬و ليس ل إل ثوب واحد ‪ ,‬فيصيبه الدم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬اغسليه و صلي فيه ‪ .‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ,‬يبقى أثره ‪ .‬قال ‪ :‬ل يضر " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬قال إبراهيم الرب ‪ :‬الوازع بن نافع غيه أوثق منه ‪ ,‬و ل يسمع خولة‬
‫بنت يان أو يسار إل ف هذين الديثي " ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن منده ف " العرفه " ( ‪ ) 2 / 321 / 2‬و ابن سيد الناس ف‬
‫" شرح الترمذي " ( ‪ ) 2 / 48 / 1‬من طريق عثمان بن أب شيبة ‪ ,‬أنبأنا علي‬
‫ابن ثابت الزري به ‪ ,‬إل أن الول منهما قال " خولة " و ل ينسبها ‪,‬‬
‫و قال الخر ‪ " :‬خولة بنت حكيم " و هو عنده من طريق الطبان عن ابن أب شيبة ‪,‬‬
‫و كذلك ذكره اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 282 / 1‬من رواية الطبان ف الكبي‬
‫و قال ‪ " :‬و فيه الوازع بن نافع و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬بل هو متروك شديد الضعف ‪ ,‬أورده الذهب ف " الضعفاء " و قال ‪:‬‬
‫" قال أحد و يي ‪ :‬ليس بثقة " ‪ .‬و لذلك تعقب ابن التركمان البيهقي ف تركه‬
‫مثل هذا التجريح و اختصاره على كلم إبراهيم الرب الوهم بظاهره أنه ثقة لكن‬
‫غيه أوثق منه ! مع أنه ليس بثقة ‪ .‬و لعل قوله ف رواية البيهقي " بنت يان " ‪,‬‬
‫و قوله " بنت حكيم " ف رواية الطبان و غيه ‪ ,‬إنا هو من الوازع هذا ‪ ,‬و من‬
‫العجائب قول ابن عبد الب ف " الستيعاب " ف ترجة خولة بنت يسار بعد أن ذكر‬
‫حديثها التقدم ‪:‬‬
‫" روى عنها أبو سلمة ‪ ,‬و أخشى أن تكون خولة بنت اليمان ‪ ,‬لن إسناد حديثهما‬
‫واحد ‪ ,‬إنا هو علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أب سلمة بالديث الذي ذكرنا‬
‫ف اسم خولة بنت اليمان ( يعن حديث ‪ " :‬ل خي ف جاعة النساء ‪) " ...‬‬
‫و بالذي ذكرنا ههنا ‪ ,‬إل أن من دون علي بن ثابت يتلف ف الديثي ‪ ,‬و ف ذلك‬
‫نظر " ‪.‬‬
‫و وجه العجب أن الديث الذي أشار إليها بقوله " و بالذي ذكرنا هنا " إنا هو‬
‫هذا الديث الذي نن ف صدد الكلم عليه " و ل يضرك أثره " و هو الذي ذكره‬
‫ابن عبد الب ف ترجة بنت يسار هذه كما أشرت إليه آنفا ‪ ,‬و هو ليس من رواية‬
‫أب سلمة هذا عنها و ل عن غيها ‪ ,‬و إنا هو من رواية عيسى بن طلحة عن أب‬
‫هريرة كما سبق ‪ ,‬فهذا طريق آخر للحديث ‪ ,‬و فيه وقع اسها منسوبا إل يسار ‪,‬‬
‫و السند بذلك صحيح ‪ ,‬فكيف نشى أن يكون ذلك خطأ و الصواب بنت يان مع‬
‫أن راويه‬
‫علي بن ثابت ضعيف كما أشار إليه ابن عبد الب بل هو متروك كما سبق ‪ .‬و أعجب‬
‫من‬
‫ذلك أن الافظ ابن حجر لا نقل كلم ابن عبد الب إل قوله " لن إسناد حديثهما‬
‫واحد " رد عليه بقوله ‪ " :‬قلت ‪ :‬ل يلزم من كون السناد إليهما واحدا مع اختلف‬
‫الت أن تكون واحدة " فسلم بقوله إن السناد واحد ‪ ,‬مع أنه ليس كذلك ‪ ,‬و هو‬
‫المام الافظ ‪ ,‬فجل من ل يسهو و ل ينسى تبارك و تعال ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬قول الافظ فيما سبق ‪ " :‬و له شاهد مرسل " ‪ ,‬و هم أيضا ‪ ,‬فإننا ل نعلم‬
‫له شاهدا مرسل ‪ ,‬و ل ذكره الافظ ف " التلخيص " و إنا ذكر له شاهدا موقوفا‬
‫عن عائشة قالت ‪:‬‬
‫" إذا غسلت الرأة الدم فلم يذهب فلتغيه بصفرة ورس أو زعفران " ‪ .‬أخرجه‬
‫الدارمي ( ‪ ) 238 / 1‬و سكت عليه الافظ ( ‪ ) 13‬و سنده صحيح على شرط‬
‫الشيخي ‪.‬‬
‫و رواه أبو داود بنحوه ‪ .‬انظر " صحيح أب داود " ( ج ‪ 3‬رقم ‪. ) 383‬‬
‫و الديث دليل على ناسة دم اليض لمره صلى ال عليه وسلم بغسله ‪ ,‬و ظاهره‬
‫أنه يكفي فيه الغسل ‪ ,‬و ل يب فيه استعمال شيء من الواد و الواد القاطعة‬
‫لثر الدم ‪ ,‬و يؤيده الديث الت ‪:‬‬
‫" إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من اليضة فلتقرصه ث لتنضحه بالاء ( و ف رواية ‪:‬‬
‫ث اقرصيه باء ث انضحي ف سائره ) ث لتصلي فيه " ‪.‬‬
‫" إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من اليضة فلتقرصه ث لتنضحه بالاء ( و ف رواية ‪:‬‬ ‫‪299‬‬
‫ث اقرصيه باء ث انضحي ف سائره ) ث لتصلي فيه " ‪.‬‬
‫أخرجه مالك ( ‪ ) 79 / 1‬و عنه البخاري ( ‪ ) 325 / 1‬و مسلم ( ‪) 166 / 1‬‬
‫و أبو داود ( ج ‪ 3‬رقم ‪ - 386‬صحيحه ) و البيهقي ( ‪ ) 13 / 1‬كلهم عن مالك‬
‫عن هشام‬
‫بن عروة عن فاطمة بنت النذر بن الزبي عن ‪ #‬أساء بنت أب بكر الصديق ‪ #‬أنا‬
‫" سألت امرأة رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت ‪ :‬أرأيت إحدانا إذا أصاب‬
‫ثوبا الدم من اليضة كيف تصنع فيه ? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" ...‬‬
‫و تابعه يي بن سعيد عن هشام به ‪.‬‬

‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 264 / 1‬و مسلم و البيهقي ( ‪) 406 / 2‬‬
‫و أحد ( ‪. ) 353 , 346 / 6‬‬
‫و تابعه حاد بن سلمة عنه به ‪ ,‬و زاد ‪ " :‬و انضحي ما حوله " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( رقم ‪ ) 387‬و النسائي ( ‪ ) 69 / 1‬و أبو داود الطيالسي (‬
‫‪) 1638‬‬
‫و الزيادة له ‪ ,‬و لب داود معناها ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سنده على شرط مسلم ‪ .‬و تابعه وكيع عنه ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ‪ .‬و يي بن عبد ال بن سال و عمرو بن الارث ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم و البيهقي ‪ .‬و تابعه عيسى بن يونس عنه ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ‪ .‬و تابعه أبو خالد الحر عن هشام به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ : ) 217 / 1‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة حدثنا أبو خالد الحر‬
‫به ‪ .‬و لفظه ‪ " :‬اقرصيه ‪ ,‬و اغسليه و صلي فيه " ‪.‬‬
‫و تابعه أبو معاوية قال ‪ :‬حدثنا هشام به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ 345 / 6‬و ‪. ) 353‬‬
‫و تابعه سفيان بن عيينة عن هشام به إل أنه قال ‪ " :‬اقرصيه بالاء ث رشيه " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 255 - 254 / 1‬و الدارمي ( ‪ ) 239 / 1‬و الشافعي ف "‬
‫الم "‬
‫( ‪ ) 58 / 1‬و البيهقي ( ‪. ) 406 / 2 , 13 / 1‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬و ف الباب عن أب هريرة ‪ ,‬و أم قيس بنت مصن " ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫" حديث أساء حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫( تنبيه ) اتفق جيع هؤلء الرواة عن هشام بن عروة على تنكي الرأة السائلة‬
‫و عدم تسميتها ‪ ,‬إل سفيان بن عيينة ف رواية الشافعي و عمرو بن عون عند‬
‫الدارمي فإنما قال عنه ‪:‬‬
‫" عن أساء قالت ‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫فجعل الراوية هي السائلة ‪ ,‬و خالفهما الميدي عند البيهقي و ابن أب عمر عند‬
‫الترمذي فقال عن سفيان بن عيينة مثل رواية الماعة ‪ .‬و ل شك أنا هي الحفوظة‬
‫‪.‬‬
‫و رواية الشافعي و ابن عون شاذة لخالفتها لرواية الماعة عن هشام ‪ ,‬و رواية‬
‫الميدي و ابن أب عمر عن سفيان ‪ ,‬و لذلك ضعفها النووي فأصاب ‪ ,‬و لكنه ل‬
‫يفصح‬
‫عن العلة ‪ ,‬فأوهم ما ل يريد ‪ ,‬و لذلك تعقبه الافظ ف " الفتح " فقال‬
‫( ‪ ) 264 / 1‬بعد أن ذكر رواية الشافعي هذه ‪:‬‬
‫" و أغرب النووي فضعف هذه الرواية بل دليل ‪ ,‬و هي صحيحة السناد ل علة لا‬
‫‪,‬‬
‫و ل بعد ف أن يهم الراوي اسم نفسه كما سيأت ف حديث أب سعيد ف قصة الرقية‬
‫بفاتة الكتاب " ‪.‬‬
‫و قال ف " التلخيص " ( ‪: ) 13‬‬
‫" ( تنبيه ) ‪ :‬زعم النووي ف " شرح الهذب " أن الشافعي روى ف " الم أن أساء‬
‫هي السائلة بإسناد ضعيف ‪ .‬و هذا خطأ ‪ ,‬بل إسناده ف غاية الصحة ‪ ,‬و كأن‬
‫النووي‬
‫قلد ف ذلك ابن الصلح ‪ ,‬و زعم جاعة من تكلم على " الهذب " أنه غلط ف قوله‬
‫إن أساء هي السائلة ‪ ,‬و هم الغالطون " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كل ‪ ,‬بل هم الصيبون ‪ ,‬و الافظ هو الغالط ‪ ,‬و السبب ثقته البالغة بفظ‬
‫الشافعي و هو حري بذلك ‪ ,‬لكن رواية الماعة أضبط و أحفظ ‪ ,‬و يكن أن يقال ‪:‬‬
‫إن‬
‫الغلط ليس من الشافعي ‪ ,‬بل من ابن عيينة نفسه ‪ ,‬بدليل أنه صح عنه الروايتان ‪,‬‬
‫الوافقة لرواية الماعة ‪ ,‬و الخالفة لا ‪ ,‬فروى الشافعي و الذي معه هذه ‪,‬‬
‫و روى الميدي و الذي معه رواية الماعة ‪ ,‬فكانت أول و أصح ‪ ,‬و خلفها‬
‫معلولة‬
‫بالشذوذ ‪ ,‬و لو أن الافظ رحه ال جع الروايات عن هشام كما فعلنا ‪ ,‬ل يعترض‬
‫على النووي و من معه ‪ ,‬بل لوافقهم على تغليطهم لذه الرواية ‪.‬‬
‫و العصمة ل وحده ‪.‬‬
‫و أما قوله " و ل بعد ف أن يبهم الراوي ‪ " ...‬فمسلم ‪ ,‬و لكن ذلك عندما ل‬
‫تكون الرواية الت وقع فيها التسمية شاذة كما هنا ‪.‬‬
‫و ما يؤيد ما تقدم أن ممد بن إسحاق قد تابع هشاما على روايته فقال ‪:‬‬
‫حدثتن فاطمة بنت النذر عن أساء بنت أب بكر قالت ‪:‬‬
‫" سعت امرأة تسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ثوبا إذا طهرت من ميضها‬
‫كيف تصنع به ? قال ‪ :‬إن رأيت فيه دما فحكيه ‪ ,‬ث اقرصيه باء ‪ ,‬ث انضحي ف‬
‫سائره فصلي فيه " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 385‬و الدارمي ( ‪ ) 239 / 1‬و السياق له و البيهقي‬

‫( ‪ ) 406 / 2‬و سنده حسن ‪.‬‬
‫فقولا " سعت امرأة " ما يبعد أن تكون هي السامعة كما هو ظاهر ‪.‬‬
‫( تنبيه ) ف هذه الرواية زيادة " ث انضحي ف سائره " ‪ ,‬و هي زيادة هامة لنا‬
‫تبي أن قوله ف رواية هشام " ث لتنضحه " ليس الراد نضح مكان الدم ‪ ,‬بل الثوب‬
‫كله ‪ .‬و يشهد لا حديث عائشة قالت ‪:‬‬
‫" كانت إحدانا تيض ث تقرص الدم من ثوبا عند طهرها فتغسله و تنضح على‬
‫سائره ‪,‬‬
‫ث تصلي فيه " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 326 / 1‬و ابن ماجه ( ‪ ) 217 / 1‬و البيهقي ( ‪- 406 / 2‬‬
‫‪) 407‬‬
‫‪.‬‬
‫و ظاهر الديث يدل كالديث الذي قبله على أن الاء يكفي ف غسل دم اليض و‬
‫أنه‬
‫ل يب فيه استعمال شيء من الواد كالسدر و الصابون و نوه ‪ ,‬لكن قد جاء ما‬
‫يدل‬
‫على وجوب ذلك و هو الديث الت ‪.‬‬
‫" حكيه بضلع ‪ ,‬و اغسليه باء و سدر " ‪.‬‬
‫" حكيه بضلع و اغسليه باء و سدر " ‪.‬‬ ‫‪300‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ - 141 / 1‬بشرح عون العبود ) و النسائي ( ‪ ) 69 / 1‬و‬

‫الدارمي‬
‫( ‪ ) 239 / 1‬و ابن ماجه ( ‪ ) 217 / 1‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 235‬و‬
‫( ‪ ) 407 / 2‬و أحد ( ‪ ) 356 , 355 / 6‬من طرق عن سفيان ‪ :‬حدثن ثابت‬
‫الداد‬
‫حدثن عدي بن دينار قال ‪ :‬سعت ‪ #‬أم قيس بنت مصن ‪ #‬تقول ‪:‬‬
‫" سألت النب صلى ال عليه وسلم عن دم اليض يكون ف الثوب ? قال ‪" ...‬‬
‫فذكره‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح و رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ف ثابت الداد و هو ابن هرمز‬
‫الكوف مول بكر بن وائل خلف يسي ‪ ,‬وثقه أحد و ابن معي و ابن الدين‬
‫و غيهم ‪ ,‬و تكلم فيه بعضهم بدون حجة ‪ ,‬و ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق يهم " ‪.‬‬
‫و كأنه لذا ل يصحح الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 266 / 1‬إسناده ‪ ,‬بل قال ‪:‬‬
‫" إسناده حسن " ‪ .‬و قال ف " التهذيب " ‪:‬‬
‫" و أخرج ابن خزية و ابن حبان حديثه ف اليض ف " صحيحيهما " ‪ ,‬و صححه‬
‫ابن‬
‫القطان ‪ ,‬و قال عقبه ‪ :‬ل أعلم له علة ‪ ,‬و ثابت ثقة و ل أعلم أحدا ضعفه غي‬
‫الدارقطن " ‪.‬‬
‫و نقل ف " التلخيص " ( ص ‪ ) 13 - 12‬تصحيح ابن القطان هذا و أقره ‪ ,‬و هو‬
‫الصواب ‪.‬‬
‫( تنبيه ) ‪ :‬قوله " بضلع " كذا وقع عند جيع من أخرج الديث بالضاد العجمة ‪,‬‬
‫و هو بالكسر و فتح اللم و يكسر ‪ ,‬و هو العود ‪.‬‬
‫لكن قال الافظ ف " التلخيص " ( ‪: ) 13‬‬

‫" ضبطه ابن دقيق العيد بفتح الصاد الهملة و إسكان اللم ث عي مهملة و هو‬
‫الجر ‪ .‬قال ‪ :‬و وقع ف بعض الواضع بكسر الضاد العجمة و فتح اللم ‪ ,‬و لعله‬
‫تصحيف لنه ل معن يقضي تصيص الضلع بذلك ‪ .‬كذا قال ‪.‬‬
‫لكن قال الصغان ف " العباب " ف مادة " ضلع " بالعجمة ‪:‬‬
‫" و ف الديث حتيه بضلع " ‪.‬‬
‫قال ابن العراب ‪ :‬الضلع ههنا العود الذي فيه اعوجاج ‪.‬‬
‫و كذا ذكره الزهري ف الادة الذكورة و زاد عن الليث ‪:‬‬
‫قال ‪ " :‬الصل فيه ضلع اليوان فسمي به العود الذي يشبهه " ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫يستفاد من هذه الحاديث أحكام كثية أذكر أهها ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن النجاسات إنا تزال بالاء دون غيه من الائعات ‪ ,‬لن جيع‬
‫النجاسات بثابة دم اليض ‪ ,‬و ل فرق بينه و بينها اتفاقا ‪ .‬و هو مذهب المهور‬
‫و ذهب أبو حنيفة إل أنه يوز تطهي النجاسة بكل مائع طاهر ‪.‬‬
‫قال الشوكان ( ‪: ) 35 / 1‬‬

‫" و الق أن الاء أصل ف التطهي لوصفه بذلك كتابا و سنة وصفا مطلقا غي مقيد‬
‫لكن القول بتعينه و عدم إجزاء غيه يرده حديث مسح النعل و فرك الن ‪ ,‬و إماطته‬
‫بإذخرة ‪ ,‬و أمثال ذلك كثي ‪ ,‬فالنصاف أن يقال أنه يطهر كل فرد من أفراد‬
‫النجاسات النصوص على تطهيها با اشتمل عليه النص ‪ ,‬لكنه إن كان ذلك الفرد‬
‫الحال عليه هو الاء فل يوز العدول إل غيه للمزية الت اختص با و عدم‬
‫مساواة غيه له فيها ‪ ,‬و إن كان ذلك الفرد غي الاء جاز العدول عنه إل الاء‬
‫لذلك ‪ ,‬و إن وجد فرد من أفراد النجاسة ل يقع من الشارع الحالة ف تطهيه على‬
‫فرد من أفراد الطهرات بل مرد المر بطلق التطهي فالقتصار على الاء هو‬
‫اللزم لصول المتثال به بالقطع ‪ ,‬و غيه مشكوك فيه ‪ .‬و هذه طريقة متوسطة بي‬
‫القولي ل ميص عن سلوكها " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا هو التحقيق فشد عليه بالنواجذ ‪ .‬و ما يدل على أن غي الاء ل‬
‫يزىء ف دم اليض قوله صلى ال عليه وسلم ف الديث الثان ‪ " :‬يكفيك الاء "‬
‫فإن مفهومه أن غي الاء ل يكفي ‪ .‬فتأمل ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أنه يب غسل دم اليض و لو قل ‪ ,‬لعموم المر ‪ ,‬و هل يب استعمال شيء‬

‫من الواد لقطع أثر النجاسة كالسدر و الصابون و نوها ? فذهب النفية و غيهم‬
‫إل عدم الوجوب مستدلي بعدم ورود الاد ف الديثي الولي ‪ ,‬و ذهب الشافعي‬
‫و العترة كما ف " نيل الوطار " ( ‪ ) 36 - 35 / 1‬إل الوجوب و استدلوا بالمر‬
‫بالسدر ف الديث الثالث و هو من الواد ‪ ,‬و جنح إل هذا الصنعان فقال ف‬
‫" سبل السلم " ( ‪ ) 55 / 1‬ردا على الشارح الغرب ف قوله " و القول الول‬
‫أظهر " ‪:‬‬
‫" و قد يقال ‪ :‬قد ورد المر بالغسل لدم اليض بالاء و السدر ‪ ,‬و السدر من‬
‫الواد و الديث ‪ ,‬الوارد به ف غاية الصحة كما عرفت ‪ ,‬فيقيد به ما أطلق ف‬
‫غيه ( كالديثي السابقي ) و يص الاد بدم اليض ‪ ,‬و ل يقاس عليه غيه من‬
‫النجاسات ‪ ,‬و ذلك لعدم تقق شروط القياس ‪ ,‬و يمل حديث " و ل يضرك أثره "‬
‫‪,‬‬
‫و قول عائشة ‪ " :‬فلم يذهب " أي بعد الاد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا هو القرب إل ظاهر الديث ‪ ,‬و من الغريب أن ابن حزم ل يتعرض له‬
‫ف " الحلى " ( ‪ ) 102 / 1‬بذكر ‪ ,‬فكأنه ل يبلغه ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن دم اليض نس للمر بغسله ‪ ,‬و عليه الجاع كما ذكره الشوكان‬
‫( ‪ ) 35 / 1‬عن النووي ‪ ,‬و أما سائر الدماء فل أعلم ناستها اللهم إل ما ذكره‬
‫القرطب ف " تفسيه " ( ‪ ) 221 / 2‬من " اتفقا العلماء على ناسة الدم " ‪.‬‬
‫هكذا قال " الدم " فأطلقه ‪ ,‬و فيه نظر من وجهي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن ابن رشد ذكر ذلك مقيدا ‪ ,‬فقال ف " البداية " ( ‪: ) 62 / 1‬‬
‫" اتفق العلماء على أن دم اليوان البي نس " و اختلفوا ف دم السمك ‪. " ..‬‬
‫و الثان ‪ :‬أنه قد ثبت عن بعض السلف ما يناف الطلق الذكور ‪ ,‬بل إن بعض ذلك‬
‫ف حكم الرفوع إل الرسول صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ - 1‬قصة ذلك الصحاب النصاري الذي رماه الشرك بثلثة أسهم و هو قائم يصلى‬
‫فاستمر ف صلته و الدماء تسيل منه ‪ .‬و ذلك ف غزوة ذات الرقاع ‪ ,‬كما أخرجه‬
‫أبو داود و غيه من حديث جابر بسند حسن كما بينته ف " صحيح أب داود " (‬
‫‪) 192‬‬
‫و من الظاهر أن النب صلى ال عليه وسلم علم با ‪ ,‬لنه يبعد أن ل يطلع النب‬
‫صلى ال عليه وسلم على مثل هذه الواقعة العظيمة ‪ .‬و ل ينقل أنه أخبه بأن‬
‫صلته بطلت كما قال الشوكان ( ‪. ) 165 / 1‬‬
‫‪ - 2‬عن ممد بن سيين عن يي الزار قال ‪ :‬صلى ابن مسعود و على بطنه فرث‬
‫و دم‬
‫من جزور نرها ‪ ,‬و ل يتوضأ ‪ .‬أخرجه عبد الرزاق ف " المال " ( ‪) 1 / 51 / 2‬‬
‫و ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ‪ ) 1 / 151 / 1‬و الطبان ف " العجم الكبي "‬
‫( ‪ ) 2 / 28 / 3‬و إسناده صحيح أخرجوه من طرق عن ابن سيين و يي ابن‬
‫الزار‬
‫قال ابن أب حات ( ‪ " : ) 133 / 2 / 4‬و قال أب و أبو زرعة ‪ :‬ثقة " ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ذكر ابن رشد اختلف العلماء ف دم السمك ‪ ,‬و ذكر أن السبب ف اختلفهم‬
‫هو‬
‫إختلفهم ف ميتته ‪ ,‬فمن جعل ميتتة داخلة تت عموم التحرير جعل دمه كذلك ‪ ,‬و‬
‫من‬
‫أخرج ميتتة أخرج دمه قياسا على اليتة " ‪.‬‬
‫فهذا يشعر بأمرين ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن إطلق التفاق على ناسة الدم ليس بصواب لن هناك بعض الدماء‬
‫اختلف‬
‫ف ناستها كدم السمك مثل ‪ ,‬فما دام أن التفاق على إطلقه ل يثبت ‪ ,‬ل يصح‬
‫الستدلل به على موارد الناع ‪ ,‬بل وجب الرجوع فيه إل النص ‪ ,‬و النص إنا دل‬
‫على ناسة دم اليض ‪ ,‬و ما سوى ذلك فهو على الصل التفق عليه بي التنازعي‬
‫و هو الطهارة فل يرج منه إل بنص تقوم به الجة ‪.‬‬
‫المر الخر ‪ :‬أن القائلي بنجاسة الدماء ليس عندهم حجة إل أنه مرم بنص‬
‫القرآن فاستلزموا من التحري التنجيس كما فعلوا تاما ف المر و ل يفى أنه‬
‫ل يلزم من التحري التنجيس بلف العكس كما بينه الصنعان ف " سبل السلم "‬
‫ث الشوكان و غيها ‪ ,‬و لذلك قال الحقق صديق حسن خان ف " الروضة الندية "‬
‫( ‪ ) 18 / 1‬بعد أن ذكر حديث أساء التقدم و حديث أم قيس الثالث ‪:‬‬
‫" فالمر بغسل دم اليض و حكه بضلع يفيد ثبوت ناسته ‪ ,‬و إن اختلف وجه‬
‫تطهيه ‪,‬‬
‫فذلك ل يرجه عن كونه نسا ‪ ,‬و أما سائر الدماء فالدلة متلفة ‪ ,‬مضطربة‬
‫و الباءة الصلية مستصحبة ‪ ,‬حت يأت الدليل الالص عن العارضة الراجحة‬
‫أو الساوية ‪ ,‬و لو قام الدليل على رجوع الضمي ف قوله تعال ( فإنه رجس )‬
‫إل جيع ما تقدم ف الية الكرية من اليتة و الدم السفوح و لم النير ‪,‬‬
‫لكان ذلك مفيدا لنجاسة الدم السفوح و اليتة ‪ ,‬و لكن ل يرد ما يفيد ذلك ‪,‬‬
‫بل الناع كائن ف رجوعه إل الكل أو إل القرب ‪ ,‬و الظاهر الرجوع إل القرب‬
‫و هو لم النير ‪ ,‬لفراد الضمي و لذا جزمنا هنا بنجاسة لم النير دون‬
‫الدم الذي ليس بدم حيض ‪ .‬و من رام تقيق الكلم ف اللف الواقع ف مثل هذا‬
‫الضمي الذكور ف الية ‪ ,‬فليجع إل ما ذكره أهل الصول ف الكلم على القيد‬
‫الواقع بعد جلة مشتملة على أمور متعددة " ‪.‬‬
‫و لذا ل يذكر الشوكان ف النجاسات من " الدرر البهية " الدم على عمومه ‪,‬‬
‫و إنا دم اليض فقط ‪ ,‬و تبعه على ذلك صديق حسن خان كما رأيت فيما نقلته عنه‬
‫آنفا ‪ .‬و أما تعقب العلمة أحد شاكر ف تعليقه على " الروضة " بقوله ‪:‬‬
‫" هذا خطأ من الؤلف و الشارح ‪ ,‬فإن ناسة دم اليض ليست لنه دم حيض بل‬
‫لطلق‬
‫الدم ‪ ,‬و التتبع للحاديث يد أنه كان مفهوما أن الدم نس ‪ ,‬و لو ل يأت لفظ‬
‫صريح بذلك ‪ ,‬و قد كانوا يعرفون ما هو قذر نس بالفطرة الطاهرة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذا تعقب ل طائل تته ‪ ,‬لنه ليس فيه إل مرد الدعوى ‪ ,‬و إل فأين‬
‫الدليل على ناسة دم اليض ليس لنه دم حيض بل لطلق الدم ? و لو كان هناك‬
‫دليل‬
‫على هذا لذكره هو نفسه و لا خفي إن شاء ال تعال على الشوكان و صديق خان‬
‫و غيها ‪ .‬و ما يؤيد ما ذكرته أن ابن حزم على سعة اطلعه ل يد دليل على‬
‫ناسة الدم مطلقا ‪ ,‬إل حديثا واحدا و هو إنا يدل على ناسة دم اليض فقط كما‬
‫سيأت بيانه ‪ ,‬فلو كان عنده غيه لورده ‪ ,‬كما هي عادته ف استقصاء الدلة ل‬
‫سيما ما كان منها مؤيدا لذهبه ‪.‬‬
‫و أما قول الشيخ أحد شاكر ‪:‬‬
‫" و التتبع للحاديث يد أنه كان مفهموما أن الدم نس " ‪.‬‬
‫فهو مرد دعوى أيضا ‪ ,‬و شيء ل أشعر به البتة فيما وقفت عليه من الحاديث بل‬
‫وجدت فيها ما يبطل هذه الدعوى كما سبق ف حديث النصاري و حديث ابن‬
‫مسعود ‪.‬‬
‫و مثل ذلك قوله ‪:‬‬
‫" و قد كانوا يعرفون ما هو قذر نس بالفطرة الطاهرة " ‪.‬‬
‫فما علمنا أن للفطرة مدخل ف معرفة النجاسات ف عرف الشارع ‪ ,‬أل ترى أن‬
‫الشارع حكم بطهارة الن ‪ ,‬و ناسة الذي ‪ ,‬فهل هذا ما يكن معرفته بالفطرة ‪,‬‬
‫و كذلك ذهب المهور إل ناسة المر ‪ ,‬و إنا تطهر إذا تللت ‪ ,‬فهل هذا ما‬
‫يكن معرفته بالفطرة ? اللهم ل ‪ .‬فلو أنه قال " ما هو قذر " و ل يزد لكان‬
‫مسلما ‪ .‬و ال تعال ول الداية و التوفيق ‪.‬‬
‫" إنا ذلك عرق و ليست باليضة ‪ ,‬فإذا أقبلت اليضة فدعي الصلة ‪ ,‬فإذا أدبرت‬ ‫‪301‬‬
‫فاغسلي عنك الدم ث صلي ( ث توضئي لكل صلة حت ييء ذلك الوقت ) " ‪.‬‬

‫أخرجه الشيخان و أبو عوانة ف " صحاحهم " و أصحاب السنن الربعة و مالك‬
‫و الدارمي و الدارقطن و البيهقي و أحد من حديث ‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت ‪:‬‬
‫" إن فاطمة بنت حبيش جاءت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت ‪ :‬إن امرأة‬
‫أستحاض فل أطهر ‪ ,‬أفأدع الصلة ? قال ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح " ‪ .‬و الزيادة له و للبخاري ‪.‬‬
‫و الشاهد من الديث قوله ‪ " :‬فاغسلي عنك الدم " ‪ ,‬فهو دليل آخر على ناسة دم‬
‫اليض ‪ ,‬و من غرائب ابن حزم أنه ذهب إل أن قوله فيه ( الدم ) على العموم يشمل‬
‫جيع الدماء من النسان و اليوان ! فقال ف " الحلى " ( ‪: ) 103 - 102 / 1‬‬
‫" و هذا عموم منه صلى ال عليه وسلم لنوع الدم ‪ ,‬و ل نبال بالسؤال إذا كان‬
‫جوابه عليه السلم قائما بنفسه غي مردود بضمي إل السؤال " !‬
‫و قد رد عليه بعض الفضلء ‪ ,‬فقال ف هامش النسخة الخطوطة من " الحلى " نقل‬
‫عن الطبوعة ‪ -‬ما نصه ‪:‬‬
‫" بل الظهر أنه يريد دم اليض ‪ ,‬و اللم للعهد الذكري الدال عليه ذكر اليضة‬
‫و السياق ‪ ,‬فهو كعود الضمي سواء ‪ ,‬فل يتم قوله " و هذا عموم ال " ‪.‬‬
‫قال الشيخ أحد شاكر ف تعليقه عليه ‪:‬‬

‫" و هو استدراك واضح صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذا يدلك على أن الذين ذهبوا إل القول بنجاسة الدم إطلقا ليس عندهم‬
‫بذلك نقل صحيح صريح ‪ ,‬فهذا ابن حزم يستدل عليه بثل هذا الديث و فيه ما‬
‫رأيت ‪,‬‬
‫و اقتصاره عليه وحده يشعر اللبيب بأن القوم ليس عندهم غيه و إل لذكره ابن‬
‫حزم‬
‫و كذا غيه ‪ .‬فتأمل ‪.‬‬
‫و جلة القول ‪ :‬أنه ل يرد دليل فيما نعلم على ناسة الدم على اختلف أنواعه ‪,‬‬
‫إل دم اليض ‪ ,‬و دعوى التفاق على ناسته منقوضة با سبق من النقول ‪ ,‬و الصل‬
‫الطهارة ‪ ,‬فل يترك إل بنص صحيح يوز به ترك الصل ‪ ,‬و إذ ل يرد شيء من ذلك‬
‫فالبقاء على الصل هو الواجب ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" إن ال اصطفى كنانة من ولد إساعيل و اصطفى قريشا من كنانة و اصطفى من‬ ‫‪302‬‬
‫قريش‬
‫بن هاشم و اصطفان من بن هاشم " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 58 / 7‬و أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 2 / 355‬و الطيب‬
‫( ‪ ) 64 / 13‬و ابن عساكر ( ‪ ) 1 / 353 / 17‬من طريق الوليد بن مسلم ‪:‬‬
‫حدثنا‬
‫الوزاعي عن أب عمار شداد أنه سع ‪ #‬واثلة بن السقع ‪ #‬يقول ‪ :‬سعت رسول‬
‫ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و أخرجه أحد ( ‪ : ) 107 / 4‬حدثنا أبو الغية قال ‪ :‬حدثنا الوزاعي قال ‪:‬‬
‫حدثن أبو عمار به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه متابعة قوية من أب الغية للوليد بن مسلم ‪ ,‬و إنا أخرجتها مع‬
‫إخراج مسلم لديثه ‪ ,‬خشية أن يتعلق أحد بالوليد فيعل الديث به لنه كان يدلس‬
‫تدليس التسوية ‪ ,‬و هو ل يصرح بالتحديث بي الوزاعي و أب عمار ‪ ,‬فأمنا تدليسه‬
‫بذه التابعة ‪.‬‬
‫و قد تابعه أيضا يزيد بن يوسف و هو الرحب الصنعان الدمشقي و لكنه ضعيف كما‬
‫ف‬
‫أخرجه أبو يعلى ‪ .‬و تابعه أيضا ممد بن مصعب قال ‪ :‬حدثنا الوزاعي به إل أنه‬
‫زاد ف أوله ‪:‬‬
‫" إن ال عز و جل اصطفى من ولد إبراهيم إساعيل ‪ ,‬و اصطفى من بن إساعيل‬
‫كنانة ‪. "...‬‬
‫أخرجه أحد و الترمذي ( ‪ ) 281 / 2‬و قال ‪:‬‬
‫" حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ممد بن صعب و هو القرقسان صدوق كثي الغلط كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫ففي ما تفرد به دون الثقات نظر ‪ ,‬و تابعه يي بن أب كثي لكن الراوي عنه‬
‫سليمان بن أب سليمان و هو الزهري اليمامي أشد ضعفا من القرقسان ‪,‬‬
‫فقال ابن معي ليس بشيء ‪ .‬و قال البخاري ‪ :‬منكر الديث ‪ .‬و لفظ حديثه مغاير‬
‫للجميع و هو ‪:‬‬
‫" إن ال اصطفى من ولد آدم إبراهيم ‪ ,‬و اتذه خليل ‪ ,‬ث اصطفى من ولد إبراهيم‬
‫إساعيل ‪ ,‬ث اصطفى من ولد إساعيل نزارا ‪ ,‬ث اصطفى من ولد نزار مضر ‪ ,‬و‬
‫اصطفى‬
‫من ولد مضر كنانة ث اصطفى من كنانة قريشا و اصطفى من قريش بن هاشم ‪ ,‬و‬
‫اصطفى‬
‫من بن هاشم بن عبد الطلب ‪ ,‬و اصطفان من بن عبد الطلب " ‪.‬‬
‫أخرجه الطيب ف " الوضح " ( ‪. ) 69 - 68 / 1‬‬
‫و جلة القول أن الديث إنا يصح باللفظ الول ‪.‬‬

‫" أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال و أن ممدا عبده و رسوله‬ ‫‪303‬‬
‫و أن يستقبلوا قبلتنا و يأكلوا ذبيحتنا و أن يصلوا صلتنا ‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك‬

‫" فقد " حرمت علينا دماؤهم و أموالم إل بقها لم ما للمسلمي و عليهم ما على‬
‫السلمي " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 2641‬و الترمذي ( ‪ ) 100 / 2‬عن سعيد بن يعقوب‬

‫الطالقان ‪,‬‬
‫و النسائي ( ‪ ) 269 , 161 / 2‬عن حبان ( و هو ابن موسى الروزي ) و أحد‬
‫( ‪ ) 199 / 3‬عن علي بن إسحاق ( و هو السلمي الروزي ) كلهم عن عبد ال بن‬
‫البارك أخبنا حيد الطويل عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬

‫و تابعه ابن وهب ‪ :‬أخبن يي بن أيوب عن حيد الطويل به ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 2642‬و الطحاوي ف " شرح معان الثار " ( ‪. ) 123 / 2‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و كذلك طريق حبان الروزي ‪.‬‬
‫و رواه ممد بن عبد ال النصاري قال ‪ :‬أنبأنا حيد قال ‪ :‬سأل ميمون بن سياه‬
‫أنس بن مالك قال ‪ :‬يا أبا حزة ما يرم دم السلم و ماله ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫فذكره موقوفا ‪.‬‬
‫و إسناده صحيح أيضا ‪ ,‬و ل منافاة بينه و بي الرفوع ‪ ,‬فكل صحيح ‪ .‬على أن‬
‫الرفوع أصح ‪ ,‬و رواته أكثر ‪.‬‬
‫و فيه دليل على بطلن الديث الشائع اليوم على ألسنة الطباء و الكتاب ‪:‬‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف أهل الذمة ‪:‬‬
‫" لم ما لنا ‪ ,‬و عليهم ما علينا " ‪.‬‬
‫و هذا ما ل أصل له عنه صلى ال عليه و سلم ‪ ,‬بل هذا الديث الصحيح يبطله ‪,‬‬
‫لنه صريح ف أنه صلى ال عليه وسلم إنا قال ذلك فيمن أسلم من الشركي و أهل‬
‫الكتاب ‪ ,‬و عمدة أولئك الطباء على بعض الفقهاء الذين ل علم عندهم بالديث‬
‫الشريف ‪ ,‬كما بينته ف " الحاديث الضعيفة و الوضوعة " ( رقم ‪ ) 1103‬فراجعه‬
‫فإنه من الهمات ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد بلفظ آخر ‪ ,‬و هو ‪:‬‬

‫" من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتي ‪ ,‬و له مثل الذي لنا ‪ ,‬و عليه مثل الذي‬
‫علينا ‪ ,‬و من أسلم من الشركي فله أجره ‪ ,‬و له مثل الذي لنا ‪ ,‬و عليه مثل الذي‬
‫علينا " ‪.‬‬
‫" من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتي و له مثل الذي لنا و عليه مثل الذي‬ ‫‪304‬‬
‫علينا و من أسلم من الشركي فله أجره و له مثل الذي لنا و عليه مثل الذي‬
‫علينا "‪.‬‬

‫رواه الرويان ف " مسنده " ( ‪ : ) 1 / 220 / 30‬أنبأنا أحد أنبأنا عمي أنبأنا‬
‫ابن ليعة عن سليمان بن عبد الرحن عن القاسم عن ‪ #‬أب أمامة الباهلي ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كنت تت راحلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع ‪ ,‬فقال قول‬
‫حسنا‬
‫فقال فيما قال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن ‪ :‬القاسم هو ابن عبد الرحن أبو عبد الرحن الشامي‬
‫صاحب‬
‫أب أمامة و هو صدوق ‪.‬‬
‫و سليمان بن عبد الرحن هو أبو عمر الراسان الدمشقي و هو ثقة ‪.‬‬
‫و ابن ليعة هو عبد ال الصري و هو سيء الفظ إل ما رواه العبادلة عنه عبد‬
‫ال بن وهب ‪ ,‬و عبد ال بن يزيد القري ‪ ,‬و عبد ال بن البارك ‪ ,‬و هذا من‬
‫رواية الول منهم ‪ ,‬فإن عم أحد ف هذا السند هو عبد ال بن وهب و هو أشهر من‬
‫أن يذكر ‪.‬‬
‫و أما أحد فهو ابن عبد الرحن بن وهب بن مسلم الصري اللقب ( بشل ) و هو‬
‫صدوق تغي بآخره كما ف " التقريب " و احتج به مسلم ‪ ,‬فحديثه حسن إذا ل‬
‫يالف‬
‫‪.‬‬
‫و قد أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 259 / 5‬حدثنا يي بن إسحاق السيلحين حدثنا‬
‫ابن ليعة به إل أنه قال ‪:‬‬
‫" يوم الفتح " ‪ .‬بدل " حجة الوداع " ‪ .‬و الول أصح ‪.‬‬
‫" ل تسموا بالريق ‪ .‬يعن ف الوجه " ‪.‬‬ ‫‪305‬‬
‫رواه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ : ) 2 - 1 / 142 / 3‬حدثنا زكريا‬

‫ابن يي الساجي أنبأنا ممد بن الثن أنبأنا عثمان بن عمر أنبأنا عثمان‬
‫بن مرة عن عكرمة عن ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كان العباس يسي مع النب صلى ال عليه وسلم على بعي قد وسه ف وجهه‬
‫بالنار ‪ ,‬فقال ‪ :‬ما هذا اليسم يا عباس ? ! قال ‪ :‬ميسم كنا نسمه ف الاهلية ‪,‬‬
‫فقال ‪ :‬فذكره " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم رجال الصحيح سوى الساجي و هو ثقة ففيه‬
‫كما ف‬
‫و له شاهد من حديث جعفر بن تام عن جده العباس بن عبد الطلب ‪:‬‬
‫" أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن الوسم ف الوجه ‪ ,‬فقال العباس ‪ :‬ل أسم‬
‫إل ف الاعرين " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ( ‪ ) 2 / 312‬و رجاله ثقات إل أنه منقطع بي جعفر و جده ‪.‬‬
‫" لا أسري بالنب صلى ال عليه وسلم إل السجد القصى أصبح يتحدث الناس‬ ‫‪306‬‬
‫بذلك فارتد ناس من كانوا آمنوا به و صدقوه و سعوا بذلك إل أب بكر رضي ال‬
‫عنه فقالوا ‪ :‬هل لك إل صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إل بيت القدس ? قال ‪:‬‬
‫أو قال ذلك ? قالوا ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬لئن كان قال ذلك لقد صدق ‪ ,‬قالوا ‪ :‬أو تصدقه‬
‫أنه ذهب الليلة إل بيت القدس و جاء قبل أن يصبح ? قال ‪ :‬نعم إن لصدقه فيما‬
‫هو أبعد من ذلك ‪ ,‬أصدقه بب السماء ف غدوة أو روحة ‪ .‬فلذلك سي أبو بكر‬
‫الصديق " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 62 / 3‬من طريق ممد بن كثي الصنعان حدثنا معمر بن راشد‬
‫عن‬
‫الزهري عن عروة عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬رضي ال عنها قالت ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و فيه نظر ‪ ,‬لن الصنعان فيه ضعف من قبل حفظه ‪ ,‬و لذلك أورده الذهب‬
‫ف‬
‫" الضعفاء " و قال ‪ " :‬ضعفه أحد " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق كثي الغلط " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فمثله ل يتج به إذا انفرد ‪ ,‬لكنه قد توبع كما يأت ‪ ,‬فحديثه لذلك صحيح‬
‫و قد عزاه الافظ ابن كثي ف " التفسي " ( ‪ ) 138 / 15‬للبيهقي ( يعن ف‬
‫" الدلئل " ) من طريق الاكم ‪ ,‬ث سكت عليه ‪ ,‬و كان ذلك لشواهده الت أشرنا‬
‫إليها آنفا ‪ ,‬و إنا ذكرت الديث من أجل ما فيه من سبب تسمية أب بكر بـ‬
‫" الصديق " ‪ ,‬و إل فسائره متواتر صح من طرق جاعة من الصحابة قد استقصى‬
‫كثيا‬
‫منها الافظ ابن كثي ف أول تفسيه لسورة " السراء " ‪ ,‬فلنذكر هنا الشواهد‬
‫لذه الزيادة فأقول ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن شداد بن أوس مرفوعا بلفظ ‪:‬‬

‫" صليت بأصحاب صلة العتمة بكة معتما فأتان جبيل عليه السلم بدابة أبيض‬
‫أو قال ‪ :‬بيضاء ‪ (...‬الديث و فيه ‪ ) :‬فقال أبو بكر ‪ :‬أشهد أنك لرسول ال ‪,‬‬
‫و قال الشركون ‪ :‬انظروا إل ابن أب كبشة يزعم أنه أتى بيت القدس الليلة !‬
‫‪ ...‬الديث ‪.‬‬
‫أخرجه ابن أب حات و البيهقي و قال ‪ " :‬هذا إسناد صحيح " ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬عن ابن شهاب عن أب سلمة بن عبد الرحن ف قصة السراء قال ‪:‬‬
‫" فتجهز ‪ -‬أو كلمة نوها ‪ -‬ناس من قريش إل أب بكر ‪ ,‬فقالوا ‪ :‬هل لك ف‬
‫صاحبك‬
‫يزعم أنه جاء إل بيت القدس ث رجع إل مكة ف ليلة واحدة ?!‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬أو قال ذلك ? قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬فأنا أشهد لئن كان قال ذلك‬
‫لقد صدق ‪ ,‬قالوا ‪ :‬فتصدقه ف أن يأت الشام ف ليلة واحدة ‪ ,‬ث يرجع إل مكة‬
‫قبل أن يصبح ? قال ‪ :‬نعم أنا أصدقه بأبعد من ذلك أصدقه بب السماء ‪ ,‬قال‬
‫أبو سلمة ‪ :‬سي أبو بكر الصديق " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح مرسل ‪ ,‬و شاهد قوي لوصول عائشة ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬عن أب معشر قال ‪ :‬أنبأنا أبو وهب مول أب هريرة ‪:‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة أسري به ‪ ,‬قلت لبيل إن قومي ل‬
‫يصدقون ‪ ,‬فقال له جبيل يصدقك أبو بكر و هو الصديق " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن سعد ف " الطبقات " ( ‪ ) 120 / 1 / 3‬و هذا سند ضعيف ‪.‬‬
‫و روى الاكم ( ‪ ) 62 / 3‬عن ممد بن سليمان السعدي يدث عن هارون بن‬
‫سعد عن‬
‫عمران بن ظبيان عن أب يي سع عليا ‪:‬‬
‫" لنزل ال تعال اسم أب بكر رضي ال عنه من السماء صديقا " و قال ‪:‬‬
‫" لول مكان ممد بن سليمان السعيدي من الهالة لكمت لذا السناد بالصحة " ‪.‬‬
‫( تنبيه ) كذا وقع ف " الستدرك " ‪ " :‬السعدي " و ف الوضع الخر ‪:‬‬
‫" السعيدي " و كله خطأ و الصواب " العبدي " كما ف " الرح و التعديل " ( ‪/ 3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ) 269 /‬و " اليزان " و " اللسان " ‪.‬‬
‫هذا و قد جزم المام أبو جعفر الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 145 / 2‬بأن‬
‫سبب‬
‫تسمية أب بكر رضي ال عنه و " الصديق " إنا هو سبقه الناس إل تصديقه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم على إتيانه بيت القدس من مكة ‪ ,‬و رجوعه منه إل منله‬
‫بكة ف تلك الليلة ‪ ,‬و إن كان الؤمنون يشهدون لرسول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫بثل ذلك إذا وقفوا عليه ‪.‬‬
‫" تنكح الرأة على إحدى خصال ثلثة ‪ ,‬تنكح الرأة على مالا ‪ ,‬و تنكح الرأة‬ ‫‪307‬‬
‫على جالا ‪ ,‬و تنكح الرأة على دينها ‪ ,‬فخذ ذات الدين و اللق تربت يينك " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 1231‬و الاكم ( ‪ ) 161 / 2‬و أحد ( ‪/ 3‬‬
‫‪- 80‬‬
‫‪ ) 81‬من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته عن ‪ #‬أب سعيد‬
‫الدري ‪#‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات معروفون غي عمة سعد و اسها زينب بنت كعب بن عجرة‬
‫روى عنها‬
‫ابنا أخويها سعد بن إسحاق هذا و سليمان بن ممد ابنا كعب بن عجرة ‪ ,‬و ذكرها‬
‫ابن‬
‫حبان ف " الثقات " ‪ ,‬و هي زوجة أب سعيد الدري ‪ ,‬و ذكرها ابن الثي و ابن‬
‫فتحون ف " الصحابة " ‪ ,‬و قال ابن حزم ‪ " .‬مهولة " كما ف " اليزان " للذهب‬
‫و أقره ‪ ,‬و مع ذلك فقد وافق الاكم على تصحيحه !‬
‫" اللهم أحين مسكينا ‪ ,‬و أمتن مسكينا ‪ ,‬و احشرن ف زمرة الساكي " ‪.‬‬ ‫‪308‬‬
‫أخرجه عبد بن حيد ف " النتخب من السند " ( ‪ ) 2 / 110‬فقال ‪:‬‬

‫حدثن ابن أب شيبة ‪ :‬حدثنا وكيع عن هام عن قتادة عن أب عيسى السواري عن‬
‫‪ #‬أب سعيد ‪ : #‬أحبوا الساكي فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫ف دعائه ‪ .‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن عندي ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي أب عيسى‬
‫السواري فقد وثقه الطبان و ابن حبان فذكره ف " الثقات " ( ‪ ) 271 / 1‬و روى‬
‫عنه ثلثة منهم ‪ ,‬أحدهم قتادة و لذلك قال البزار ‪ " :‬إنه مشهور " ‪.‬‬
‫و قول من قال فيه " مهول " أو " ل يرو عنه غي قتادة " فبحسب علمه و فوق كل‬
‫ذي علم عليم ‪ ,‬فقد جزم ف " التهذيب " أنه روى عنه ثابت البنان و قتادة و عاصم‬
‫الحول ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هؤلء جيعا ثقات فبهم ترتفع الهالة العينية ‪ ,‬و بتوثيق من ذكرنا تزول‬
‫الهالة الالية إن شاء ال تعال ‪ ,‬لسيما و هو تابعي ‪ ,‬و من مذهب بعض‬
‫الحدثي كابن رجب و ابن كثي تسي حديث الستور من التابعي ‪ ,‬و هذا خي من‬
‫الستور كما ل يفى ‪.‬‬
‫و للحديث طريق أخرى عن أب سعيد ‪ ,‬و شواهد عن أنس بن مالك و عبادة ابن‬
‫الصامت‬
‫و ابن عباس خرجتها كلها ف " إرواء الغليل " ( رقم ‪ ) 853‬و إنا آثرت إيراد هذه‬
‫الطريق هنا لنا مع صلح سندها عزيزة ل يتعرض لا بذكر كل من تكلم على طرق‬
‫الديث كابن الوزي و ابن اللقن ف " اللصة " و ابن حجر ف " التلخيص "‬
‫و السيوطي ف " اللل " و غيهم ‪ ,‬و ل شك أن الديث بجموع طرقه يرتقي إل‬
‫درجة الصحة ‪ ,‬و لذلك أنكر العلماء على ابن الوزي إيراده إياه ف " الوضوعات "‬
‫و قال الافظ ف " التلخيص " ( ص ‪: ) 275‬‬
‫" أسرف ابن الوزي فذكر هذا الديث ف " الوضوعات " ‪ ,‬و كأنه أقدم عليه لا‬
‫رآه مباينا للحال الت مات عليها النب صلى ال عليه وسلم لنه كان مكفيا ‪,‬‬
‫و وجهه عندي أنه ل يسأل حال السكنة الت يرجع معناها إل القلة ‪ ,‬و إنا سأل‬
‫السكنة الت يرجع معناها إل الخبات و التواضع " ‪.‬‬
‫" يا معشر الهاجرين و النصار إن من إخوانكم قوما ليس لم مال و ل عشية ‪,‬‬ ‫‪309‬‬
‫فليضم أحدكم إليه الرجلي أو الثلثة " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 2534‬عن السود بن قيس عن نبيح العني عن ‪ #‬جابر بن‬
‫عبد‬
‫ال ‪ #‬حدث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه أراد أن يغزو فقال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قال جابر ‪:‬‬
‫" فما لحدنا من ظهر يمله إل عقبة كعقبة يعن أحدهم ‪ ,‬فضممت إل اثني‬
‫أو ثلثة ‪ .‬قال ‪ :‬ما ل إل عقبة كعقبة أحدهم من جلي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات سوى السود بن قيس و قد وثقه أبو‬
‫زرعة‬
‫و العجلي و ابن حبان ‪ ,‬و صحح له الترمذي و ابن خزية و ابن حبان و الاكم ‪,‬‬
‫فل‬
‫يضره بعد هذا ذكر علي بن الدين إياه ف جلة الجهولي الذين يروي عنهم‬
‫السود بن قيس ‪.‬‬
‫" لو أنكم تتوكلون على ال حق توكله لرزقكم كما يرزق الطي ‪ ,‬تغدو خاصا ‪,‬‬ ‫‪310‬‬
‫و تروح بطانا " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 30 / 1‬و الترمذي ( ‪ - 55 / 2‬بولق ) و الاكم ( ‪) 318 / 4‬‬

‫عن‬
‫حيوة بن شريح ‪ :‬أخبن بكر بن عمرو أنه سع عبد ال بن هبية يقول ‪:‬‬
‫أنه سع أبا تيم اليشان يقول سع ‪ #‬عمر بن الطاب ‪ #‬رضي ال عنه يقول ‪:‬‬
‫أنه سع نب ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد ‪ ,‬و أقره الذهب ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬بل هو صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬فإن رجاله رجال الشيخي غي ابن هبية‬
‫و أب تيم فمن رجال مسلم وحده ‪ .‬و قد تابعه ابن ليعة عن ابن هبية به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 52 / 1‬و ابن ماجه ( ‪ ) 4164‬و هو عنده من رواية عبد ال ابن‬
‫وهب عنه ‪ .‬فالسند صحيح أيضا ‪.‬‬
‫" يرد الناس كلهم النار ث يصدرون منها بأعمالم فأولم كلمع البق ث كمر‬ ‫‪311‬‬
‫الريح ث كحضر الفرس ث كالراكب ث كشد الرجال ث كمشيهم " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 198 / 2‬و الدارمي ( ‪ ) 329 / 2‬و الزيادة الخية لما ‪,‬‬
‫و كذا الاكم ( ‪ 375 / 2‬و ‪ ) 586 / 4‬و السياق له ‪ ,‬و أحد ( ‪) 435 / 1‬‬
‫و أبو يعلى ( ‪ ) 1 / 255‬من طريق إسرائيل عن السدي قال ‪ :‬سألت مرة المدان‬
‫عن‬
‫قول ال عز و جل ( و إن منكم إل واردها كان على ربك حتما مقضيا ) ? فحدثن‬
‫أن‬
‫‪ #‬عبد ال بن مسعود ‪ #‬حدثهم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و الزيادة الول لحد و أب يعلى ‪ .‬و الثانية للترمذي و أب يعلى ‪.‬‬

‫و قال الدارمي و أحد " عنها " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪ ,‬و لعل اقتصار الترمذي ‪ .‬إنا هو بسبب أن شعبة قد رواه‬
‫عن‬
‫السدي به موقوفا ‪ .‬أخرجه الترمذي ‪ .‬لكن قال المام أحد ‪ : ) 433 / 1 ( :‬حدثنا‬
‫عبد الرحن بن مهدي عن شعبة عن السدي عن مرة عن عبد ال قال ‪ ( :‬و إن منكم‬
‫إل‬
‫واردها ) ? قال ‪ :‬يدخلونا أو يلجونا ‪ ,‬ث يصدرون منها بأعمالم ‪ .‬قلت له ‪:‬‬
‫إسرائيل حدثه عن النب صلى ال عليه وسلم ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬هو عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬أو كلما هذا معناه ‪.‬‬
‫و أخرجه الترمذي أيضا من هذا الوجه إل أنه قال ‪:‬‬
‫" قال شعبة ‪ :‬و قد سعته من السدي مرفوعا ‪ .‬و لكن عمدا أدعه " ‪.‬‬
‫فصح أن الديث مرفوع ‪ ,‬و ترك شعبة رفعه ‪ ,‬ل يعله ما دام أن شيخه السدي و قد‬
‫رفعه و هو ثقة احتج به مسلم و اسه إساعيل بن عبد الرحن ‪.‬‬
‫و أما السدي الصغي و اسه ممد بن مروان فهو متهم بالكذب ‪.‬‬
‫" كان يصلي ‪ ,‬فإذا سجد وثب السن و السي على ظهره ‪ ,‬فإذا أرادوا أن ينعوها‬ ‫‪312‬‬
‫أشار إليهم أن دعوها ‪ ,‬فلما قضى الصلة ‪ ,‬وضعهما ف حجره ‪ ,‬و قال ‪ :‬من أحبن‬
‫فليحب هذين " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 2 / 60‬عن علي بن صال عن عاصم عن زر ‪,‬‬
‫عن ‪ #‬عبد ال بن مسعود ‪ #‬قال ‪ :‬فذكره مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ ,‬رجاله ثقات ‪ ,‬و ف عاصم و هو ابن أب النجود كلم‬
‫ل يضر ‪ .‬و علي بن صال هو ابن صال بن حي المدان الكوف ‪.‬‬
‫" أعجزت أن تكونوا مثل عجوز بن إسرائيل ? فقال أصحابه ‪ :‬يا رسول ال و ما‬ ‫‪313‬‬
‫عجوز بن إسرائيل ? قال ‪ :‬إن موسى لا سار ببن إسرائيل من مصر ‪ ,‬ضلوا الطريق‬
‫فقال ‪ :‬ما هذا ? فقال علماؤهم ‪ :‬نن ندثك ‪ ,‬إن يوسف لا حضره الوت أخذ علينا‬
‫موثقا من ال أن ل يرج من مصر حت ننقل عظامه معنا ‪ ,‬قال ‪ :‬فمن يعلم موضع‬
‫قبه ? قالوا ‪ :‬ما ندري أين قب يوسف إل عجوز من بن إسرائيل ‪ ,‬فبعث إليها‬
‫فأتته فقال ‪ :‬دلون على قب يوسف ‪ ,‬قالت ‪ :‬ل وال ل أفعل حت تعطين حكمي ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬و ما حكمك ? قالت ‪ :‬أكون معك ف النة ‪ ,‬فكره أن يعطيها ذلك فأوحى ال‬
‫إليه أن أعطها حكمها ‪ ,‬فانطلقت بم إل بية موضع مستنقع ماء ‪ ,‬فقالت ‪ :‬انضبوا‬
‫هذا الاء فأنضبوا ‪ ,‬قالت ‪ :‬احفروا و استخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إل الرض‬
‫إذا الطريق مثل ضوء النهار " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 1 / 344‬و الاكم ( ‪, 405 - 404 / 2‬‬
‫‪- 571‬‬
‫‪ ) 572‬من ثلث طرق عن يونس بن أب إسحاق عن أب بردة عن ‪ #‬أب موسى ‪#‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫" أتى النب صلى ال عليه وسلم أعرابيا فأكرمه فقال له ‪ :‬ائتنا ‪ ,‬فأتاه ‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ( و ف رواية ‪ :‬نزل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بأعراب فأكرمه ‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬تعهدنا ائتنا ‪ ,‬فأتاه‬
‫العراب فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ) :‬سل حاجتك ‪ ,‬فقال ‪ :‬ناقة‬
‫برحلها و أعنا يلبها أهلي ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ "...‬فذكره ‪.‬‬
‫و السياق لب يعلى ‪ ,‬و الزيادات مع الرواية الخرى للحاكم و قال ‪:‬‬

‫" صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد حكم أحد و ابن معي أن يونس سع من أب‬
‫بردة‬
‫حديث ( ل نكاح إل بول ) " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬إنا هو على شرط مسلم وحده ‪ ,‬فإن يونس ل يرج له البخاري ف‬
‫" صحيحه " ‪ ,‬و إنا ف " جزء القراءة " ‪.‬‬
‫( فائدة ) كنت استشكلت قديا قوله ف هذا الديث " عظام يوسف " لنه يتعارض‬
‫بظاهره مع الديث الصحيح ‪:‬‬
‫" إن ال حرم على الرض أن تأكل أجساد النبياء " حت وقفت على حديث ابن‬
‫عمر‬
‫رضي ال عنهما ‪.‬‬
‫" أن النب صلى ال عليه وسلم لا بدن ‪ ,‬قال له تيم الداري ‪ :‬أل أتذ لك‬
‫منبا يا رسول ال يمع أو يمل عظامك ? قال ‪ :‬بلى فاتذ له منبا مرقاتي " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 1081‬بإسناد جيد على شرط مسلم ‪.‬‬

‫فعلمت منه أنم كانوا يطلقون " العظام " ‪ ,‬و يريدون البدن كله ‪ ,‬من باب إطلق‬
‫الزء و إرادة الكل ‪ ,‬كقوله تعال *( و قرآن الفجر )* أي ‪ :‬صلة الفجر ‪.‬‬
‫فزال الشكال و المد ل ‪ ,‬فكتبت هذا لبيانه ‪.‬‬
‫" ل تصلوا عند طلوع الشمس ‪ ,‬و ل عند غروبا فإنا تطلع و تغرب على قرن‬ ‫‪314‬‬
‫شيطان‬
‫و صلوا بي ذلك ما شئتم " ‪.‬‬
‫رواه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 2 / 200‬حدثنا ممد بن عبد ال بن ني حدثنا‬
‫روح حدثنا أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد ال عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪ : #‬قال‬
‫رسول‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬غي أسامة بن زيد و‬
‫هو‬
‫الليثي ‪ ,‬و فيه كلم من قبل حفظه ‪ ,‬و التقرر أنه حسن الديث إذا ل يالف ‪,‬‬
‫و قد استشهد به مسلم ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث علي مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" ل تصلوا بعد العصر ‪ ,‬إل أن تصلوا و الشمس مرتفعة " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ 1 / 30‬و ‪ ) 2 / 40‬من طريق سفيان و شعبة و‬
‫جرير‬
‫بن عبد الميد عن منصور بن العتمر عن هلل بن يساف عن وهب بن الجدع عن‬
‫علي به‬
‫‪.‬‬
‫و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬و قد أخرجه أبو داود و غيه كما تقدم برقم ( ‪. ) 200‬‬
‫و ف هذين الديثي دليل على أن ما اشتهر ف كتب الفقه من النع عن الصلة بعد‬
‫العصر مطلقا و لو كانت الشمس مرتفعة نقية مالف لصريح هذين الديثي و‬
‫حجتهم ف‬
‫ذلك الحاديث العروفة ف النهي عن الصلة بعد العصر ‪ ,‬مطلقا ‪ ,‬غي أن الديثي‬
‫الذكورين يقيدان تلك الحاديث فاعلمه ‪.‬‬
‫" كل شيء ليس من ذكر ال عز وجل فهو لغو و لو أو سهو إل أربع خصال ‪:‬‬ ‫‪315‬‬
‫مشي‬
‫الرجل بي الغرضي ‪ ,‬و تأديبه فرسه ‪ ,‬و ملعبته أهله ‪ ,‬و تعلم السباحة " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ف " كتاب عشرة النساء " ( ق ‪ ) 2 / 74‬و الزيادة له ‪,‬‬
‫و الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 2 / 89 / 1‬و أبو نعيم ف " أحاديث أب‬
‫القاسم الصم " ( ق ‪ ) 18 - 17‬من طريقي عن ممد بن سلمة عن أب عبد‬
‫الرحيم عن‬
‫عبد الوهاب ابن بت عن عطاء بن أب رباح قال ‪:‬‬
‫" رأيت جابر بن عبد ال و جابر بن عمي النصاريي يرتيان ‪ ,‬فمل أحدها فجلس‬
‫فقال له الخر ‪ :‬كسلت ? سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم " فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غي عبد الوهاب بن بت و هو‬
‫ثقة‬
‫اتفاقا ‪.‬‬
‫و قال النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 170 / 2‬بعد أن عزاه لـ " العجم " ‪:‬‬
‫" بإسناد جيد " ‪ .‬و قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 269 / 6‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و " الكبي " و البزار ‪ ,‬و رجال الطبان رجال‬
‫الصحيح ‪ ,‬خل عبد الوهاب بن بت و هو ثقة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أبو عبد الرحيم اسه خالد بن أب يزيد بن ساك بن رستم الموي مولهم‬
‫الران ‪.‬‬
‫ث أخرجه النسائي من طريق ممد بن وهب بن أب كرية الران عن ممد ابن سلمة‬
‫عن أب عبد الرحيم قال ‪ :‬حدثن عبد الرحيم الزهري عن عطاء بن أب رباح به ‪.‬‬
‫فجعل عبد الرحيم الزهري مكان عبد الوهاب بن بت ‪.‬‬
‫و ممد بن وهب هذا صدوق ‪ ,‬و يرجح روايته متابعتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ما عند النسائي عن سعيد بن حفص قال ‪ :‬حدثنا موسى بن أعي عن خالد‬
‫بن‬
‫أب يزيد أب عبد الرحيم عن الزهري عن عطاء به ‪.‬‬
‫و الخرى ‪ :‬ما عند أب نعيم عن يزيد بن سنان عن عبد الرحيم بن عطاف ابن‬
‫صفوان‬
‫الزهري عن عطاء به ‪.‬‬
‫لكن ف طريق التابعة الول سعيد بن حفص و هو أبو عمرو الران و هو صدوق‬
‫تغي‬
‫ف آخره ‪.‬‬
‫و ف الخرى يزيد بن سنان و هو أبو فروة الرهاوي و هو ضعيف ‪,‬‬
‫و أيضا فلم ند ف الرواة " عبد الرحيم الزهري " فضل عن " عبد الرحيم بن عطاف‬
‫بن صفوان الزهري " و ل ذكروا ف شيوخ أب عبد الرحيم الزهري و هو عند‬
‫الطلق‬
‫المام ممد بن مسلم بن شهاب فهذا كله يعل رواية ممد بن وهب مرجوحة‬
‫لخالفتها‬
‫للطريقي عن ممد بن سلمة إحداها عن إسحاق ابن راهويه و الخرى ‪ :‬عن أب‬
‫الصبغ عبد العزيز بن يي الران ‪ ,‬و هو صدوق ربا وهم ‪ .‬و الول ‪ ,‬حافظ ثقة‬
‫ثبت مشهور ‪.‬‬
‫و ما يرجح رواية ابن سلمة هذه على رواية ابن أعي ‪ ,‬أنه ابن أخت خالد بن أب‬
‫يزيد ‪ ,‬فهو بديثه أعرف من ابن أعي ‪ ,‬فروايته أرجح من روايته عند الختلف ‪.‬‬
‫و يكن أن يقال ‪ :‬إن لالد فيه شيخي ‪ :‬أحدها عبد الوهاب بن بت ‪ ,‬و الخر‬
‫الزهري ‪ ,‬فكان تارة يرويه عن هذا ‪ ,‬و تارة عن هذا ‪ ,‬فروى كل من ابن سلمة‬
‫و أعي ما سع منه ‪ .‬و كان هذا المع لبد من الصي إليه لول أن ف الطريق‬
‫إل ابن أعي سعيدا الذي كان تغي ‪ ,‬و أنم ل يذكروا ف شيوخ خالد المام‬
‫الزهري ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و قد وجدت للحديث ثلث شواهد دون ذكر السباحة ‪.‬‬
‫الول ‪ :‬عن عقبة بن عامر الهن مرفوعا به و زاد ‪ " :‬فإنن من الق " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 308 / 1‬و الدارمي ( ‪ ) 205 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 2811‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 148 , 144 / 4‬من طريق عبد ال بن زيد الزرق عنه ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬عن عبد ال بن عمرو مرفوعا بالزيادة ‪.‬‬

‫أخرجه الخلص ف " الفوائد النتقاة " ( ‪ ) 2 / 144 / 3‬من طريق هارون‬
‫بن عبد ال أنبأنا ممد بن السن قال ‪ :‬حدثن سليمان بن بلل عن ابن عجلن‬
‫عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عنه ‪.‬‬
‫لكن ممد بن السن هو ابن زبالة ‪ ,‬و هو متهم بالكذب ‪ ,‬فل يستشهد به ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬عن عبد ال بن عبد الرحن بن أب حسي أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي عن ممد بن إسحاق عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو مرسل ‪ ,‬رجاله ثقات ‪.‬‬

‫" كان يسلم تسليمة واحدة " ‪.‬‬ ‫‪316‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الوسط " ( ‪ - 2 / 42 / 1‬زوائد العجمي ) حدثنا‬

‫معاذ حدثنا عبد ال بن عبد الوهاب حدثنا عبد الوهاب بن عبد الجيد الثقفي عن‬
‫حيد عن ‪ #‬أنس ‪ #‬به مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬ل يرفعه عن حيد إل عبد الوهاب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة احتج به الشيخان ‪ ,‬و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬ثقة تغي‬
‫قبل موته بثلث سني " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن قال الذهب ‪ " :‬قلت ‪ :‬لكن ما ضر تغيه حديثه ‪ ,‬فإنه ما حدث بديث‬
‫ف‬
‫زمن التغي " ‪.‬‬
‫و الديث رواه البيهقي أيضا ف " السنن " ( ‪ ) 179 / 2‬من طريق أب بكر بن‬
‫إسحاق‬
‫أنبأ أبو الثن حدثنا عبد ال بن عبد الوهاب الجب به ‪.‬‬
‫و عزاه الزيلعي ف " نصب الراية " ( ‪ ) 434 - 433 / 1‬للبيهقي ف " العرفة " ‪,‬‬
‫و سكت عليه ‪ ,‬و قال الافظ ف " الدراية " ( ص ‪: ) 90‬‬
‫" و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و أورده اليثمي ف " ممع الزوائد ( ‪ ) 146 - 134 / 2‬بلفظ ‪:‬‬
‫" كان النب صلى ال عليه وسلم و أبو بكر و عمر رضي ال عنهما يفتتحون‬
‫القراءة بالمد ل رب العالي ‪ ,‬و يسلمون تسليمة ‪ .‬قلت ف " الصحيح " بعضه‬
‫رواه البزار و الطبان ف " الكبي " و " الوسط " بالتسليمة الواحدة فقط ‪.‬‬
‫و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ف هذا الطلق نظر ‪ ,‬فإن راويه عن عبد ال بن عبد الوهاب إنا هو معاذ‬
‫و هو و إن كان ثقة فليس من رجال الصحيح و هو معاذ بن الثن ابن معاذ بن نصر‬
‫بن حسان أبو الثن العنبي ‪ ,‬ترجه الطيب ف " تاريخ بغداد " ( ‪) 131 / 13‬‬
‫و وثقه ‪ ,‬و أرخ وفاته سنة ( ‪. ) 288‬‬
‫ث وجدت لديث أنس طريقا أخرى فقال ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ‪/ 118 / 1‬‬
‫‪)1‬‬
‫‪ :‬أنبأنا يونس بن ممد قال ‪ :‬أنبأنا جرير بن حازم عن أيوب عن أنس ‪.‬‬
‫" أن النب صلى ال عليه وسلم سلم تسليمة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬لكن أيوب و هو السختيان‬
‫رأى‬
‫أنس بن مالك ‪ ,‬و ل يثبت ساعه منه ‪ ,‬فقال ابن حبان ف " الثقات " ‪:‬‬
‫" قيل ‪ :‬إنه سع من أنس ‪ ,‬و ل يصح ذلك عندي " ‪.‬‬
‫و جلة القول ‪ :‬أن هذا الديث صحيح ‪ ,‬و هو أصح الحاديث الت وردت ف‬
‫التسليمة‬
‫الواحدة ف الصلة ‪ ,‬و قد ساق البيهقي قسما منها ‪ ,‬و ل تلو أسانيدها من ضعف ‪,‬‬
‫و لكنها ف الملة تشهد لذا ‪ ,‬و قال البيهقي عقبها ‪:‬‬
‫" و روي عن جاعة من الصحابة رضي ال عنهم ‪ ,‬أنم سلموا تسليمة واحدة ‪ ,‬و هو‬
‫من الختلف الباح ‪ ,‬و القتصار على الائز " ‪.‬‬
‫و ذكر نوه الترمذي عن الصحابة ‪ .‬ث قال ‪:‬‬
‫" قال الشافعي ‪ :‬إن شاء سلم تسليمة واحدة ‪ ,‬و إن شاء سلم تسليمتي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬التسليمة الواحدة فرض لبد منه لقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬و تليلها التسليم " ‪.‬‬
‫و التسليمتان سنة ‪ ,‬و يوز ترك الخرى أحيانا لذا الديث ‪.‬‬
‫و لقد كان هديه صلى ال عليه وسلم ف الروج من الصلة على وجوه ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬القتصار على التسليمة الواحدة ‪ .‬كما سبق ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن يقول عن يينه ‪ :‬السلم عليكم و رحة ال ‪ ,‬و عن يساره ‪ :‬السلم‬
‫عليكم ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬مثل الذي قبله إل أنه يزيد ف الثانية أيضا ‪ " :‬و رحة ال " ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬مثل الذي قبله ‪ ,‬إل أنه يزيد ف التسليمة الول " و بركاته " ‪.‬‬
‫و كل ذلك ثبت ف الحاديث ‪ ,‬و قد ذكرت مرجيها ف " صفة صلة النب صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم " فمن شاء راجعه ‪.‬‬
‫" إذا رجعت إل بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم و مرهم فليقلموا أظفارهم‬ ‫‪317‬‬
‫و ل يبطوا با ضروع مواشيهم إذا حلبوا " ‪.‬‬
‫رواه المام أحد ( ‪ ) 484 / 3‬حدثنا أبو النضر حدثنا الرجى بن رجاء اليشكري‬
‫قال ‪ :‬حدثن سلم بن عبد الرحن قال ‪ :‬سعت ‪ #‬سوادة بن الربيع ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫أتيت النب صلى ال عليه وسلم فسألته فأمر ل بذود ث قال ل ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و هذا سند حسن ‪ :‬أبو النضر هو هاشم بن القاسم ثقة ثبت ‪ ,‬و الرجى و سلم بن‬
‫عبد الرحن صدوقان كما ف " التقريب " ‪ ,‬و ف الرجى كلم ل يضر إن شاء ال‬
‫تعال و لذلك قواه اليثمي حيث قال ‪ ) 196 / 8 ( :‬رواه أحد و إسناده جيد ‪.‬‬
‫" ل غرار ف صلة ‪ ,‬و ل تسليم " ‪.‬‬ ‫‪318‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 928‬و الاكم ( ‪ ) 264 / 1‬كلها عن المام أحد و هذا ف‬
‫" السند " ( ‪ ) 461 / 2‬و الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 229 / 2‬من طريق‬
‫عبد الرحن بن مهدي عن سفيان عن أب مالك الشجعي عن أب حازم عن ‪ #‬أب‬
‫هريرة ‪#‬‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم به ‪ .‬زاد أبو داود ‪.‬‬
‫" قال أحد ‪ :‬يعن ‪ -‬فيما أرى ‪ -‬أن ل تسلم ‪ ,‬و ل يسلم عليك ‪ ,‬و يغرر الرجل‬
‫بصلته ‪ ,‬فينصرف و هو فيها شاك " ‪.‬‬
‫ث روى أحد عن سفيان قال ‪ :‬سعت أب يقول ‪ :‬سألت أبا عمرو الشيبان عن قول‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم " ل إغرار ف الصلة " فقال ‪ :‬إنا هو " ل غرار‬
‫ف الصلة " ‪ ,‬و معن ( غرار ) ‪ ,‬يقول ‪ :‬ل يرج منها ‪ ,‬و هو يظن أنه قد بقي‬
‫عليه منها شيء ‪ ,‬حت يكون على اليقي و الكمال " ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪.‬‬
‫و وافقه الذهب ‪ .‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫( فائدة ) ‪:‬‬
‫‪-----------‬‬
‫قال ابن الثي ف " النهاية " ‪:‬‬

‫" ( الغرار ) النقصان ‪ ,‬و غرار النوم قلته ‪ ,‬و يريد بـ ( غرار الصلة ) نقصان‬
‫هيأتا و أركانا ‪ ,‬و ( غرار التسليم ) أن يقول الجيب " و عليك " و ل يقول‬
‫" السلم " ‪ ,‬و قيل ‪ :‬أراد بالغرار النوم ‪ ,‬أي ليس ف الصلة نوم ‪.‬‬
‫و " التسليم " يروى بالنصب و الر ‪ ,‬فمن جره كان معطوفا على الصلة كما تقدم‬
‫‪,‬‬
‫و من نصب كان معطوفا على الغرار ‪ ,‬و يكون العن ‪ :‬ل نقص و ل تسليم ف صلة‬
‫‪,‬‬
‫لن الكلم ف الصلة بغي كلمها ل يوز " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من الواضح أن تفسي المام أحد التقدم ‪ ,‬إنا هو على رواية النصب ‪,‬‬
‫فإذا صحت هذه الرواية ‪ ,‬فل ينبغي تفسي " غرار التسليم " بيث يشمل تسليم غي‬
‫الصلي على الصلي ‪ ,‬كما هو ظاهر كلم المام أحد ‪ ,‬و إنا يقتصر فيه على‬
‫تسليم الصلي على من سلم عليه ‪ ,‬فإنم قد كانوا ف أول المر يردون السلم ف‬
‫الصلة ‪ ,‬ث ناهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و عليه يكون هذا الديث من‬
‫الدلة على ذلك ‪.‬‬
‫و أما حله على تسليم غي الصلي على الصلي ‪ ,‬فليس بصواب لثبوت تسليم‬
‫الصحابة‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم ف غي ما حديث واحد ‪ ,‬دون إنكار منه عليهم ‪ ,‬بل‬
‫أيدهم على ذلك بأن رد السلم عليهم بالشارة ‪ ,‬من ذلك حديث ابن عمر قال ‪:‬‬
‫" خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل قباء ‪ ,‬يصلي فيه ‪ ,‬قال ‪ :‬فجاءته‬
‫النصار ‪ ,‬فسلموا عليه ‪ ,‬و هو يصلي ‪ ,‬قال ‪ :‬فقلت لبلل ‪ :‬كيف رأيت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يرد عليهم حي كانوا يسلمون عليه ‪ ,‬و هو يصلي ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫يقول ‪ :‬هكذا ‪ ,‬و بسط كفه ‪ ,‬و بسط جعفر بن عون ‪ -‬أحد رواة الديث ‪ -‬كفه و‬
‫جعل‬
‫بطنه أسفل ‪ ,‬و جعل ظهره إل فوق " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود و غيه ‪ ,‬و هو حديث صحيح كما بينته ف تعليقي على " كتاب‬
‫الحكام " لعبد الق الشبيلي ( رقم الديث ‪ , ) 1369‬ث ف " صحيح أب داود "‬
‫( ‪ ) 860‬و قد احتج به المام أحد نفسه و ذهب إل العمل به ‪ ,‬فقال إسحاق‬
‫بن منصور الروزي ف " السائل " ( ص ‪ : ) 22‬قلت ‪ :‬تسلم على القوم ‪ ,‬و هم ف‬
‫الصلة ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬فذكر قصة بلل حي سأله ابن عمر ‪ :‬كيف كان يرد ? قال ‪:‬‬
‫كان يشي ‪.‬‬
‫قال الروزي ‪ " :‬قال إسحاق كما قال " ‪.‬‬
‫" لا أسن صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و حل اللحم اتذ عمودا ف مصله يعتمد عليه "‬ ‫‪319‬‬
‫‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ : ) 948‬حدثنا عبد السلم بن عبد الرحن الوابصي حدثنا‬
‫أب عن شيبان عن حصي بن عبد الرحن عن هلل بن يساف قال ‪:‬‬
‫" قدمت الرقة ‪ ,‬فقال ل بعض أصحاب ‪ :‬هل لك ف رجل من أصحاب النب صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم ? قال ‪ :‬قلت ‪ :‬غنيمة ‪ ,‬فدفعنا إل وابصة ‪ ,‬قلت لصاحب ‪ :‬نبدأ فننظر‬
‫إل دله ‪ ,‬فإذا عليه قلنسوة لطئة ‪ ,‬ذات أذني ‪ ,‬و برنس خز أغب ‪ ,‬و إذا هو‬
‫معتمد على عصا ف صلته ‪ ,‬فقلنا ( له ) بعد أن سلمنا ? قال ‪:‬‬
‫حدثتن ‪ #‬أم قيس بنت مصن ‪: #‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا أسن ‪."...‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غي عبد الرحن الوابصي والد عبد السلم ‪,‬‬
‫و اسم أبيه صخر بن عبد الرحن ‪ ,‬قال عبد الق الشبيلي ف " الحكام "‬
‫( رقم ‪ - 1389‬بتحقيقي ) ‪:‬‬
‫" كان قاضي حلب و الرقة ‪ ,‬و ل أعلم روى عنه إل ابنه عبد السلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و لذلك قال عنه الافظ ابن حجر ف " التقريب " ‪ " :‬مهول " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬لكنه ل يتفرد به ‪ ,‬فقد تابعه إبراهيم بن إسحاق الزهري حدثنا‬
‫عبيد ال بن موسى أنبأ شيبان بن عبد الرحن به ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 265 - 264 / 1‬و عند البيهقي ( ‪. ) 288 / 2‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إنا هو على شرط مسلم وحده ‪ ,‬فإن هلل بن يساف ل يتج به البخاري‬
‫ف " صحيحه " ‪ ,‬و إنا روى له تعليقا ‪.‬‬
‫ث استدركت فقلت ‪ :‬ليس هو على شرط مسلم أيضا ‪ ,‬لن عبيد ال بن موسى و‬
‫هو‬
‫أبو ممد العبسي و إن كان مسلم قد احتج به ‪ ,‬فليس هو من شيوخه و إنا روى‬
‫عنه‬
‫بالواسطة ‪ ,‬و الراوي عنه هنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ‪ ,‬ل يرو له مسلم أصل و‬
‫كذا سائر الستة ‪ ,‬نعم هو ثقة فاضل كما قال الطيب ف ترجته ( ‪ ) 25 / 6‬فعلى‬
‫هذا فالديث صحيح فقط ‪ ,‬ليس هو على شرط الشيخي كما ادعى الاكم ‪ ,‬و ل‬
‫هو‬
‫بالضعيف كما يشعر بذلك كلم الافظ الشبيلي التقدم ‪ ,‬و من أجل ذلك كتبت‬
‫هذا ‪.‬‬
‫و الوفق ال تعال ‪.‬‬
‫" ليس الؤمن بالطعان و ل باللعان و ل بالفاحش و ل بالبذي " ‪.‬‬ ‫‪320‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ ) 405 - 404 / 1‬و ابن أب شيبة ف " كتاب اليان "‬
‫( برقم ‪ 80‬بتحقيقي ) قال ‪ :‬حدثنا ممد بن سابق حدثنا إسرائيل عن العمش عن‬
‫إبراهيم عن علقمة عن ‪ #‬عبد ال بن مسعود ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬فذكره ‪.‬‬
‫و من طريق ابن أب شيبة أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ , ) 332‬و رواه‬
‫الترمذي ( ‪ ) 357 / 1‬و الاكم ( ‪ ) 12 / 1‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪235 / 4‬‬
‫‪,‬‬
‫‪ ) 58 / 5‬و الطيب ( ‪ ) 339 / 5‬من طريقي آخرين عن ابن سابق به ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن غريب ‪ ,‬و قد روي عن عبد ال من غي هذا الوجه‬
‫"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪ ,‬و لكنه قد أعل ‪ ,‬فقال الناوي ف " فيض القدير " بعد أن‬
‫نقل عن الترمذي تسينه إياه ‪ " :‬و ل يبي الانع من صحته " ‪.‬‬
‫قال ابن القطان ‪ " :‬و ل ينبغي أن يصح ‪ ,‬لن فيه ممد بن سابق البغدادي ‪ ,‬و هو‬
‫ضعيف ‪ ,‬و إن كان مشهورا ‪ ,‬و ربا وثقه بعضهم " ‪.‬‬
‫و قال الدارقطن ‪ " :‬روي مرفوعا و موقوفا ‪ ,‬و الوقف أصح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف إطلق ابن القطان الضعف على ابن سابق نظر ظاهر ‪ ,‬فإنه ل سلف له‬
‫ف‬
‫ذلك سوى ابن معي ‪ ,‬و قد وثقه العجلي ‪ ,‬و قال يعقوب بن شيبة ‪:‬‬
‫كان شيخا صدوقا ثقة ‪ ,‬و ليس من يوصف بالضبط للحديث ‪ ,‬و قال النسائي ‪:‬‬
‫ليس به‬
‫بأس ‪ ,‬و قال أبو حات ‪ :‬يكتب حديثه و ل يتج به ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬فمثله حسن الديث على أقل الحوال ‪ ,‬لن جرحه غي مفسر ‪ ,‬أضف إل‬
‫ذلك أن‬
‫الشيخي قد احتجا به ‪ .‬و قد قال الذهب فيه ‪ " :‬و هو ثقة عندي " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق " ‪.‬‬
‫و ذكر الطيب عن ابن أب شيبة أنه ذكر حديث ممد بن سابق هذا فقال ‪:‬‬
‫" إن كان حفظه ‪ ,‬فهو حديث غريب " ‪.‬‬
‫و عن علي بن الدين أنه قال ‪:‬‬
‫" هذا حديث منكر من حديث إبراهيم عن علقمة ‪ ,‬و إنا هذا من حديث أب وائل‬
‫من‬
‫غي حديث العمش " ‪.‬‬
‫قال الطيب ‪ " :‬قلت ‪ :‬رواه ليث بن أب سليم عن زبيد اليامي عن أب وائل عن‬
‫عبد ال إل أنه وقفه و ل يرفعه ‪ ,‬و رواه إسحاق بن زياد العطار الكوف‬
‫‪ -‬و كان صدوقا ‪ -‬عن إسرائيل فخالف فيه ممد بن سابق " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ث ساق سنده إل العطار عن إسرائيل عن ممد بن عبد الرحن عن الكم عن‬
‫إبراهيم عن علقمة عن عبد ال به مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬إسحاق بن زياد العطار هذا ل أجد من ذكره سوى الطيب ف هذا الوضع ‪,‬‬
‫و مالفته لحمد بن سابق ف إسناده ‪ ,‬ما يستبعد أن ترجح عليه ‪.‬‬
‫نعم من المكن أن يقال ‪ :‬إذا كانت روايته مفوظة ‪ ,‬فيكون لسرائيل ف هذا‬
‫الديث إسنادان عن إبراهيم ‪ ,‬حفظ أحدها ممد بن سابق و الخر إسحاق ابن زياد‬
‫‪.‬‬
‫و قد وجدت لروايته عن ممد بن عبد الرحن متابعا ‪ ,‬رواه إساعيل بن أبان حدثنا‬
‫صباح بن يي عن ابن أب ليلى عن الكم عن إبراهيم به ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 13 / 1‬شاهدا ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" ممد بن عبد الرحن بن أب ليلى ‪ ,‬و إن كان ينسب إل سوء الفظ ‪ ,‬فإنه أحد‬
‫فقهاء السلم و قضاتم " ‪.‬‬
‫و للحديث طريق أخرى عن ابن مسعود يدل على أنه حديث مفوظ ‪ ,‬و ليس بنكر‬
‫‪,‬‬
‫يرويه أبو بكر بن عياش عن السن بن عمرو الفقيمي عن ممد بن عبد الرحن ابن‬
‫يزيد عن أبيه عن عبد ال مرفوعا به ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب " ( ‪ ) 312‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 48‬و‬
‫الاكم‬
‫( ‪ ) 12 / 1‬و أحد ( ‪. ) 416 / 2‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬على شرطهما " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬بل هو صحيح فقط ‪ ,‬ليس على شرطهما ‪ ,‬فإن ممد بن عبد الرحن ابن يزيد‬
‫‪,‬ل‬
‫يرجا له ‪ ,‬و أبو بكر بن عياش ‪ ,‬ل يرج له مسلم ‪.‬‬
‫" إذا قام المام ف الركعتي ‪ ,‬فإن ذكر قبل أن يستوي قائما فليجلس ‪ ,‬فإن استوى‬ ‫‪321‬‬
‫قائما فل يلس ‪ ,‬و يسجد سجدت السهو " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 1036‬و ابن ماجه ( ‪ ) 1208‬و الدارقطن ( ‪ ) 145‬و‬

‫( ‪ ) 343 / 2‬و أحد ( ‪ ) 254 - 253 , 253 / 4‬من طريق جابر العفي ‪ ,‬قال‬
‫‪ :‬حدثنا‬
‫الغية بن شبيل الحسي عن قيس بن أب حازم عن ‪ #‬الغية بن شعبة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات غي جابر العفي ‪ ,‬و هو ضعيف رافضي و قال‬
‫أبو داود عقب الديث ‪ " :‬و ليس ف كتاب عن جابر العفي إل هذا الديث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قال الافظ ف " التلخيص " ( ‪ " : ) 4 / 2‬و هو ضعيف جدا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قال ابن اللقن ف " خلصة البدر الني " ( ق ‪ ) 2 / 68‬عقبه ‪:‬‬
‫" قال ف " العرفة " ‪ :‬ل يتج به ‪ ,‬غي أنه روي من وجهي آخرين ‪ ,‬و اشتهر بي‬
‫الفقهاء " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬الوجهان الشار إليهما ‪ ,‬أخرجهما الطحاوي ‪ ,‬و أحدها عند أب داود و غيه‬
‫عن الغية ‪.‬‬
‫" أنه صلى فنهض ف الركعتي ‪ ,‬فسبحوا به ‪ ,‬فمضى فلما أت صلته سجد سجدت‬
‫السهو‬
‫فلما انصرف ‪ ,‬قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم صنع كما صنعت " ‪.‬‬
‫قال الافظ ‪ " :‬و رواه الاكم ‪ -‬يعن من أحد الوجهي ‪ -‬و من حديث ابن عباس ‪,‬‬
‫و من حديث عقبة بن عامر مثله " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أنت ترى أنه من فعله صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و حديثنا قول ‪ ,‬و أنه ليس‬
‫فيه التفصيل الذي ف هذا من الستواء قائما أو قبله ‪.‬‬
‫و قد وجدت لابر العفي متابعي ل أر من نبه عليهما من خرج الديث من‬
‫التأخرين ‪ ,‬بل أعلوه جيعا به ‪ ,‬و سبقهم إل ذلك الافظ عبد الق الشبيلي ف‬
‫" أحكامه " كما نبهت عليه ف تقيقي له ‪ ( ,‬التعليق رقم ‪ , ) 901‬و لذلك رأيت‬
‫لزاما علي ذكرها حت ل يظن ظان أن الديث ضعيف لرواية جابر له ‪.‬‬
‫الول ‪ :‬قيس بن الربيع عن الغية بن شبيل عن قيس قال ‪:‬‬

‫" صلى بنا الغية بن شعبة ‪ ,‬فقام ف الركعتي ‪ ,‬فسبح الناس خلفه ‪ ,‬فأشار إليهم‬
‫أن قوموا ‪ ,‬فلما قضى صلته ‪ ,‬سلم و سجد سجدت السهو ‪ ,‬ث قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إذا استتم أحدكم قائما ‪ ,‬فليصل ‪ ,‬و ليسجد‬
‫سجدت السهو ‪ ,‬و إن ل يستتم قائما ‪ ,‬فليجلس ‪ ,‬و ل سهو عليه " ‪.‬‬
‫و الخر ‪ :‬إبراهيم بن طهمان عن الغية بن شبيل به نوه بلفظ ‪:‬‬

‫" فقلنا ‪ :‬سبحان ال ‪ ,‬فأومى ‪ ,‬و قال ‪ :‬سبحان ال ‪ ,‬فمضى ف صلته ‪ ,‬فلما قضى‬
‫صلته سجد سجدتي ‪ ,‬و هو جالس ث قال ‪ :‬إذا صلى أحدكم ‪ ,‬فقام من اللوس ‪,‬‬
‫فإن‬
‫ل يستتم قائما فليجلس ‪ ,‬و ليس عليه سجدتان ‪ ,‬فإن استوى قائما فليمض ف صلته‬
‫‪,‬‬
‫و ليسجد سجدتي و هو جالس " ‪.‬‬
‫أخرجه عنهما الطحاوي ( ‪. ) 355 / 1‬‬

‫و قيس بن الربيع ‪ ,‬و إن كان فيه ضعف من قبل حفظه ‪ ,‬فإن متابعة إبراهيم بن‬
‫طهمان‬
‫له ‪ ,‬و هو ثقة ‪ ,‬ما يقوي حديثه ‪ ,‬و هو و إن كان ل يقع ف روايته التصريح برفع‬
‫الديث ‪ ,‬فهو مرفوع قطعا ‪ ,‬لن التفصيل الذي فيه ل يقال من قبل الرأي لسيما‬
‫و الديث ف جيع الطرق عن الغية مرفوع ‪ ,‬فثبت الديث و المد ل ‪.‬‬
‫و هو يدل على أن الذي ينع القائم من اللوس للتشهد إنا هو إذا استتم قائما ‪,‬‬
‫فأما إذا ل يستتم قائما فعليه اللوس ففيه إبطال القول الوارد ف بعض الذاهب‬
‫أنه إذا كان أقرب إل القيام ل يرجع ‪ .‬و إذا كان أقرب إل القعود قعد فإن هذا‬
‫التفصيل مع كونه ما ل أصل له ف السنة فهو مالف للحديث ‪ ,‬فتشبث به و عض‬
‫عليه‬
‫بالنواجذ ‪ ,‬و دع عنك آراء الرجال ‪ ,‬فإنه إذا ورد الثر بطل النظر ‪ ,‬و إذا ورد‬
‫نر ال بطل نر معقل ‪.‬‬
‫" ترج الدابة ‪ ,‬فتسم الناس على خراطيمهم ‪ ,‬ث يعمرون فيكم حت يشترى الرجل‬ ‫‪322‬‬
‫البعي ‪ ,‬فيقول ‪ :‬من اشتريته ? فيقول ‪ :‬اشتريته من أحد الخطمي " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 268 / 5‬و البخاري ف " التاريخ الكبي " ( ‪) 172 / 2 / 3‬‬
‫و البغوي ف " حديث علي بن العد " ( ‪ ) 2 / 172‬و أبو نعيم ف " أخبار أصبهان‬
‫"‬
‫( ‪ ) 124 / 2‬من طرق عن عبد العزيز بن أب سلمة الاجشون عن عمر بن عبد‬
‫الرحن‬
‫بن عطية بن دلف الزن عن ‪ #‬أب أمامة ‪ #‬يرفعه إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غي عمر هذا ‪ ,‬فقد ترجه‬
‫ابن أب حات ‪ ,‬فقال ( ‪: ) 121 / 1 / 3‬‬
‫" روي عن أب أمامة ‪ ,‬و أبيه ‪ ,‬روى عنه مالك و عبيد ال العمري و قريش‬
‫ابن حيان و عبد العزيز بن أب سلمة " ‪.‬‬
‫و ل يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪ .‬و لكن رواية مالك عنه تعديل له ‪ ,‬فقد قال‬
‫ابن معي ‪ " :‬كل من روى عنه مالك فهو ثقة إل عبد الكري " ‪.‬‬
‫و كذلك قال ابن حبان ‪ .‬و كأن هذا هو مستند اليثمي ف توثيقه إياه بقوله ف‬
‫" الجمع " ( ‪: ) 6 / 8‬‬
‫" رواه أحد ‪ ,‬و رجاله رجال الصحيح غي عمر بن عبد الرحن بن عطية و هو ثقة "‬
‫‪.‬‬
‫" دعها عنك ـ يعن الوسادة ـ إن استطعت أن تسجد على الرض و إل فأوم إياء‬ ‫‪323‬‬
‫و‬
‫اجعل سجودك أخفض من ركوعك " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ : ) 2 / 189 / 3‬حدثنا عبد ال بن أحد‬
‫بن حنبل ‪ :‬حدثن شباب العصفري أنبأنا سهل أبو عتاب أنبأنا حفص بن سليمان عن‬
‫قيس‬
‫بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" عاد رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل من أصحابه مريضا ‪ ,‬و أنا معه ‪ ,‬فدخل‬
‫عليه ‪ ,‬و هو يصلي على عود ‪ ,‬فوضع جبهته على العود ‪ ,‬فأومأ إليه فطرح العود ‪,‬‬
‫و أخذ وسادة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ "...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و إليك البيان ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬طارق بن شهاب ‪ ,‬و هو أبو عبد ال الكوف ‪ ,‬صحاب صغي ‪ ,‬رأى النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و ل يسمع منه ‪ ,‬و هو يروي كثيا عن عبد ال بن مسعود ‪,‬‬
‫رضي ال عنهما ‪ .‬احتج به الشيخان و أصحاب السنن الربعة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬قيس بن مسلم ‪ ,‬و هو أبو عمرو الكوف الدل ثقة احتج به الستة أيضا ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حفص بن سليمان ‪ .‬هو إما حفص بن سليمان السدي أبو عمر البزار الكوف‬
‫القاري ‪ ,‬و إما حفص بن سليمان النقري التميمي البصري ‪ ,‬فإن كان الول فهو‬
‫متروك الديث ‪ ,‬و إن كان الخر ‪ ,‬فهو ثقة ‪ .‬و لكل من الحتمالي وجه ‪ ,‬أما‬
‫الول فلنه كوف ‪ ,‬و قيس بن مسلم كوف أيضا ‪ ,‬لكن الراوي عنه سهل أبو عتاب‬
‫بصري كما يأت ‪ .‬و أما الخر ‪ ,‬فعلى العكس من ذلك ‪ ,‬فإنه بصري و الراوي عنه‬
‫كذلك ‪ ,‬و لكن شيخه كوف كما رأيت ‪ .‬و لذلك ل أستطع القطع بأنه هو ‪ ,‬و أما‬
‫اليثمي فقد قطع بذلك ‪ ,‬و ل أدري ما الذي برره له ‪ ,‬و لكنه قد وقع ف وهم‬
‫عجيب فقال ( ‪: ) 148 / 2‬‬
‫" و رواه الطبان ف " الكبي " ‪ ,‬و فيه حفص بن سليمان النقري ‪ ,‬و هو متروك ‪,‬‬
‫و اختلفت الرواية عن أحد ف توثيقه ‪ ,‬و الصحيح أنه ضعفه ‪ .‬و ال أعلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فاختلط على اليثمي حفص بن سليمان القاري الكوف بفص بن سليمان‬
‫النقري‬
‫البصري ‪ ,‬فالول هو التروك بلف الخر ‪ ,‬كما عرفت ‪ ,‬و هو الذي اختلفت‬
‫الرواية‬
‫عن أحد فيه ‪ .‬ل النقري ‪ ,‬فراجع ترجته ف " التهذيب " إن شئت ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬سهل أبو عتاب ‪ ,‬و هو سهل بن حاد أبو عتاب الدلل البصري ‪ ,‬و هو ثقة‬
‫من‬
‫رجال مسلم و الربعة ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬شباب العصفري ‪ ,‬و هذا لقبه و اسه خليفة بن خياط العصفري و هو ثقة‬
‫من‬
‫شيوخ البخاري و من احتج بم ف " صحيحه " ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬عبد ال بن أحد بن حنبل ‪ ,‬فهو ثقة مشهور احتج به النسائي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من هذا التخريج يتبي أن رجال السناد كلهم ثقات ل شك فيهم سوى‬
‫حفص‬
‫بن سليمان ‪ ,‬فإن كان هو النقري كما جزم به اليثمي فالسند صحيح كما قلنا أول‬
‫و إل فل ‪ .‬و قد كنت جزمت بالول قديا ‪ ,‬تبعا للحافظ اليثمي ‪ ,‬و ذلك ف‬
‫كتاب " تريج صفة صلة النب صلى ال عليه وسلم " ‪ ,‬ث بدا ل التوقف عنه ‪,‬‬
‫لذا التحقيق الذي ذكرته ‪.‬‬
‫نعم للحديث طريق أخرى عن ابن عمر يتقوى به ‪ ,‬يرويه سريج بن يونس حدثنا‬
‫قران‬
‫بن تام عن عبيد ال بن عمر عن نافع عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم ‪ " :‬من استطاع منكم أن يسجد فليسجد ‪ ,‬و من ل يستطع ‪ ,‬فل يرفع إل‬
‫جبهته‬
‫شيئا يسجد عليه ‪ ,‬و لكن بركوعه و سجوده يوميء برأسه " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " الوسط " ( ‪ - 1 / 43 / 1‬من زوائده ) ‪ :‬حدثنا ممد ابن‬
‫عبد ال بن بكي حدثنا سريج بن يونس به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" ل يروه عن عبيد ال إل قران تفرد به سريج " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة من رجال الشيخي ‪ ,‬و كذا من فوقه سوى قران بضم أوله و‬
‫تشديد‬
‫الراء ‪ ,‬فهو صدوق ربا أخطأ ‪ ,‬كما ف " التقريب " ‪ ,‬فالسند جيد ‪ ,‬لول أنن ل‬
‫أجد ترجة لحمد بن عبد ال بن بكي شيخ الطبان ‪ ,‬لكن الظاهر أنه ل يتفرد‬
‫به ‪ ,‬كما يشعر به قوله " تفرد به سريج " ‪.‬‬
‫و لعله لذلك قال الافظ اليثمي ( ‪: ) 149 / 2‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " ‪ ,‬و رجاله موثقون ‪ ,‬ليس فيهم كلم يضر ‪.‬‬
‫و ال أعلم " ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث جابر نو حديث ابن عمر الول ‪ .‬يرويه سفيان الثوري عن‬
‫أب‬
‫الزبي عن جابر به ‪.‬‬
‫أخرجه البزار ( ص ‪ - 66‬زوائده ) و البيهقي ‪.‬‬
‫و رجال إسناده ثقات ‪ ,‬و ليس له علة تقدح ف صحته ‪ ,‬سوى عنعنة أب الزبي ‪ ,‬فإنه‬
‫كان مدلسا ‪ ,‬و با أعله الافظ عبد الق الشبيلي ف " أحكامه " ( رقم ‪- 1383‬‬
‫بتحقيقي ) ‪ ,‬و مع ذلك صرح الافظ ابن حجر ف " بلوغه " أنه قوي ‪ .‬فال أعلم ‪.‬‬
‫و الذي ل شك فيه أن الديث بجموع طرقه صحيح ‪ .‬و ال تعال هو الوفق ‪.‬‬
‫و قد روى أبو عوانة ف " مسنده " ( ‪ ) 338 / 2‬عن عمر بن ممد قال ‪:‬‬
‫دخلنا على حفص بن عاصم نعوده ف شكوى قال ‪ :‬فحدثنا قال ‪:‬‬
‫" دخل علي عمي عبد ال بن عمر قال ‪ :‬فوجدن قد كسرت ل نرقة يعن الوسادة‬
‫قال ‪ :‬و بسطت عليها خرة ‪ ,‬قال ‪ :‬فأنا أسجد عليها ‪ ,‬قال ‪ :‬فقال ل ‪ :‬يا ابن أخي‬
‫ل تصنع هذا ‪ ,‬تناول الرض بوجهك ‪ ,‬فإن ل تقدر على ذلك ‪ ,‬فأومئ برأسك إياء‬
‫"‬
‫‪.‬‬
‫و سنده صحيح على شرط الشيخي ‪.‬‬
‫" من خبب خادما على أهلها ‪ ,‬فليس منا ‪ ,‬و من أفسد امرأة على زوجها فليس منا "‬ ‫‪324‬‬
‫‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 397 / 2‬حدثنا أبو الواب حدثنا عمار بن رزيق عن‬
‫عبد ال بن عيسى عن عكرمة عن يي بن يعمر عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ‪ ,‬و أبو الواب اسه‬
‫الحوص‬
‫بن جواب ‪ .‬و قد توبع ‪ ,‬فأخرجه أبو داود ( ‪ ) 5170‬و ابن حبان ( ‪ ) 1319‬من‬
‫طريقي‬
‫آخرين عن عمار بن رزيق به ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا نوه ‪ .‬أخرجه الضياء ف " الختارة "‬
‫( ‪ ) 2 / 25 / 64‬و آخر من رواية بريدة بن الصيب بلفظ ‪:‬‬
‫" ليس منا من حلف بالمانة و من خبب على امرئ زوجته أو ملوكه ‪ ,‬فليس منا " ‪.‬‬
‫" ليس منا من حلف بالمانة ‪ ,‬و من خبب على امرئ زوجته أو ملوكه فليس منا " ‪.‬‬ ‫‪325‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 352 / 5‬حدثنا وكيع حدثنا الوليد بن ثعلبة عن ‪ #‬عبد ال‬
‫بن بريدة عن أبيه ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 1318‬من طريق وكيع به نوه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي الوليد هذا و قد‬
‫وثقه‬
‫ابن معي و ابن حبان ‪ ,‬و قد صحح إسناده النذري ف " الترغيب " ( ‪. ) 93 / 3‬‬
‫( خبب ) بفتح الاء العجمة و تشديد الباء الوحدة الول معناه خدع و أفسد ‪.‬‬
‫" إن صاحبكم تغسله اللئكة ‪ .‬يعن حنظلة " ‪.‬‬ ‫‪326‬‬
‫رواه الاكم ( ‪ ) 204 / 3‬و البيهقي ف " السنن " ( ‪ ) 15 / 4‬عن ابن إسحاق‬
‫حدثن‬
‫‪ #‬يي بن عباد بن عبد ال عن أبيه عن جده ‪ #‬رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول عند قتل حنظلة بن أب عامر بعد أن‬
‫التقى هو و أبو سفيان بن الارث حي عله شداد بن السود بالسيف فقتله ‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫فسألوا صاحبته فقالت ‪ :‬إنه خرج لا سع لائعة و هو جنب ‪ ,‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لذلك غسلته اللئكة ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " و سكت عنه الذهب و إنا هو حسن فقط لن‬
‫ابن إسحاق إنا أخرج له مسلم ف التابعات ‪.‬‬
‫و له شاهد أخرجه ابن عساكر ( ‪ ) 1 / 296 / 2‬عن عبد الوهاب بن عطاء أنبأنا‬
‫سعيد‬
‫بن أب عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال ‪:‬‬
‫" افتخر اليان من الوس و الزرج فقال الوس ‪ :‬منا غسيل اللئكة حنظلة‬
‫ابن الراهب ‪ ,‬و منا من اهتز له عرش الرحن ‪ ,‬و منا من حته الدبر عاصم بن ثابت‬
‫بن الفلح ‪ ,‬و منا من أجيزت شهادته بشهادة رجلي خزية بن ثابت ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فقال الزرجيون ‪ :‬منا أربعة جعوا القرآن ل يمعه أحد غيهم ‪ :‬زيد بن ثابت‬
‫و أبو زيد و أب بن كعب و معاذ بن جبل " ‪.‬‬
‫و قال ابن عساكر ‪ " :‬هذا حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫" لو كان بعدي نب لكان عمر " ‪.‬‬ ‫‪327‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 293 / 2‬و حسنه ‪ ,‬و الاكم ( ‪ ) 85 / 3‬و صححه ‪ ,‬و أحد (‬
‫‪/4‬‬
‫‪ ) 154‬و الرويان ف " مسنده " ( ‪ ) 1 / 50‬و الطبان كما ف " النتقى من‬
‫حديثه " ( ‪ , ) 2 / 7 / 4‬و أبو بكر النجاد ف " الفوائد النتقاة " ( ‪- 1 / 17‬‬
‫‪ ) 2‬و ابن سعون ف " المال " ( ‪ ) 2 / 172‬و أبو بكر القطيعي ف " الفوائد‬
‫النتقاة " ( ‪ ) 2 / 7 / 4‬و الطيب ف " الوضح " ( ‪ ) 226 / 2‬و ابن عساكر‬
‫( ‪ ) 2 / 210 / 3‬عن أب عبد الرحن القري أنبأنا حيوة عن بكر بن عمرو عن‬
‫مشرح‬
‫بن هاعان عن ‪ #‬عقبة بن عامر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫ث رواه النجاد من طريق ابن ليعة عن مشرح به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ف مشرح كلم ل ينل حديثه عن‬
‫رتبة‬
‫السن ‪ ,‬و قد وثقه ابن معي ‪.‬‬
‫و له شاهدان أحدها من حديث عصمة ‪ .‬رواه الطبان و فيه الفضل بن الختار‬
‫و هو ضعيف ‪ .‬و الخر عن أب سعيد الدري ‪ .‬رواه الطبان ف " الوسط " ‪.‬‬
‫قال اليثمي ( ‪: ) 68 / 9‬‬
‫" و فيه عبد النعم بن بشي و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫" ما بال رجال بلغهم عن أمر ترخصت فيه ‪ ,‬فكرهوه و تنهوا عنه ?!فوال لنا‬ ‫‪328‬‬
‫أعلمهم بال و أشدهم له خشية " ‪.‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 90 / 7‬و أحد ( ‪ ) 181 , 45 / 6‬من حديث عائشة رضي ال‬
‫عنها‬
‫قالت ‪ " :‬صنع رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرا فترخص فيه ‪ ,‬فبلغ ذلك ناسا من‬
‫أصحابه ‪ ,‬فكأنم كرهوه و تنهوا عنه ! فبلغه ذلك فقام خطيبا فقال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و المر الذي ترخص فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم هو التقبيل ف‬
‫الصيام خلفا لا قد يتبادر لبعض الذهان ‪ ,‬و الدليل الديث الت ‪:‬‬
‫" أنا أتقاكم ل ‪ ,‬و أعلمكم بدود ال " ‪.‬‬
‫" أنا أتقاكم ل ‪ ,‬و أعلمكم بدود ال " ‪.‬‬ ‫‪329‬‬
‫رواه المام أحد ( ‪ : ) 434 / 5‬حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج ‪ :‬أخبن‬
‫زيد بن أسلم عن ‪ #‬عطاء بن يسار عن رجل من النصار ‪ , #‬أن النصاري أخب‬
‫عطاء ‪:‬‬
‫" أنه قبل امرأته على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم و هو صائم فأمر امرأته‬
‫فسألت النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك ‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن‬
‫رسول ال يفعل ذلك ‪ ,‬فأخبته امرأته ‪ ,‬فقال ‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يرخص له ف أشياء ‪ ,‬فارجعي إليه فقول له ‪ ,‬فرجعت إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقالت ‪ :‬قال ‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم يرخص له ف أشياء ‪ ,‬فقال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح متصل ‪.‬‬

‫" كنا إذا انتهينا إل النب صلى ال عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي " ‪.‬‬ ‫‪330‬‬
‫أخرجه زهي بن حرب ف " العلم " ( رقم ‪ 100‬بتحقيقي ) و البخاري ف " الدب‬
‫الفرد " ( ‪ ) 1141‬و أبو داود ( ‪ ) 4825‬و الترمذي ( ‪ ) 121 / 2‬و أحد ( ‪/ 5‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ ) 108 - 107 , 98 ,‬من طريق شريك عن ساك بن حرب عن ‪ #‬جابر بن سرة‬
‫‪ #‬قال ‪:‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح غريب ‪ ,‬و قد رواه زهي عن ساك أيضا "‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬شريك فيه ضعف من قبل حفظه ‪ ,‬لكن متابعة زهي إياه تقويه ‪ ,‬و هو زهي‬
‫بن معاوية بن خديج و هو ثقة من رجال الشيخي ‪.‬‬
‫و ف الديث تنبيه على أدب من آداب الجالس ف عهد النب صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫طالا أهله الناس اليوم ‪ ,‬حت أهل العلم ‪ ,‬و هو أن الرجل إذا دخل الجلس ‪,‬‬
‫يلس حيث ينتهي به الجلس ‪ ,‬و لو عند عتبة الباب ‪ ,‬فإذا وجد مثله فعليه أن يلس‬
‫فيه ‪ ,‬و ل يترقب أن يقوم له بعض أهل الجلس من ملسه ‪ ,‬كما يفعل بعض‬
‫التكبين‬
‫من الرؤساء ‪ ,‬و التعجرفي من التمشيخي ‪ ,‬فإن هذا منهي عنه صراحة ف قوله‬
‫" ل يقيم الرجل الرجل من مقعده ‪ ,‬ث يلس فيه ‪ ,‬و لكن تفسحوا و توسعوا " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم و زاد ف رواية ‪:‬‬
‫" و كان ابن عمر إذا قام له رجل من ملسه ل يلس فيه " ‪.‬‬
‫" إن الرقى ‪ ,‬و التمائم ‪ ,‬و التولة شرك " ‪.‬‬ ‫‪331‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 3883‬و ابن ماجه ( ‪ ) 3530‬و ابن حبان ( ‪ ) 1412‬و أحد‬
‫( ‪ ) 381 / 1‬من طريق يي الزار عن ابن أخي زينب امرأة عبد ال عن زينب‬
‫امرأة‬
‫عبد ال عن ‪ #‬عبد ال ‪ #‬قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات كلهم غي ابن أخي زينب قال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" كأنه صحاب ‪ ,‬و ل أره مسمى " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و سقط ذكره من كتاب ابن حبان ‪ ,‬فل أدري أكذلك الرواية عنده أم سقط‬
‫من‬
‫الناسخ ‪.‬‬
‫و على كل حال ‪ ,‬فإن للحديث طريقا أخرى يتقوى با ‪ ,‬أخرجه الاكم ( ‪/ 4‬‬
‫‪) 217‬‬
‫من طريق قيس بن السكن السدي قال ‪:‬‬
‫" دخل عبد ال بن مسعود رضي ال عنه على امرأة ‪ ,‬فرأى عليها خرزا من المرة ‪,‬‬
‫فقطعه قطعا عنيفا ‪ ,‬ث قال ‪ :‬إن آل عبد ال عن الشرك أغنياء ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫كان ما حفظنا عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫و هو كما قال ‪.‬‬
‫الغريب ‪:‬‬
‫‪----------‬‬
‫( الرقى ) هي هنا كان ما فيه الستعاذة بالن ‪ ,‬أو ل يفهم معناها ‪ ,‬مثل كتابة‬
‫بعض الشايخ من العجم على كتبهم لفظة ( يا كبيج ) لفظ الكتب من الرضة‬
‫زعموا ‪.‬‬
‫و ( التمائم ) جع تيمة ‪ ,‬و أصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع‬
‫العي ‪ ,‬ث توسعوا فيها فسموا با كل عوذة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار ‪ ,‬أو ف صدر الكان !‬
‫و تعليق بعض السائقي نعل ف مقدمة السيارة أو مؤخرتا ‪ ,‬أو الرز الزرق على‬
‫مرآة السيارة الت تكون أمام السائق من الداخل ‪ ,‬كل ذلك من أجل العي زعموا ‪.‬‬
‫و هل يدخل ف ( التمائم ) الجب الت يعلقها بعض الناس على أولدهم أو على‬
‫أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الدعية الثابتة عن النب صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫للسلف ف ذلك قولن ‪ ,‬أرجحهما عندي النع كما بينته فيما علقته على " الكلم‬
‫الطيب " لشيخ السلم ابن تيمية ( رقم التعليق ‪ ) 34‬طبع الكتب السلمي ‪.‬‬
‫و ( التولة ) بكسر التاء و فتح الواو ‪ ,‬ما يبب الرأة إل زوجها من السحر‬
‫و غيه قال ابن الثي ‪:‬‬
‫" جعله من الشرك لعتقادهم أن ذلك يؤثر و يفعل خلف ما قدره ال تعال " ‪.‬‬
‫" لقد رأيتنا نصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الفجر ف مروطنا ‪,‬‬ ‫‪332‬‬
‫و ننصرف و ما يعرف بعضنا وجوه بعض " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ : ) 1 / 214‬حدثنا إبراهيم حدثنا حاد عن عبيد‬
‫ال بن عمر عن عمرة بنت عبد الرحن النصارية أن ‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غي إبراهيم هذا و هو‬
‫ابن‬
‫الجاج ‪ ,‬ث ها اثنان ‪ :‬إبراهيم بن الجاج بن زيد السامي أبو إسحاق البصري‬
‫و إبراهيم بن الجاج النيلي أبو إسحاق البصري أيضا ‪ ,‬و كلها يروي عنه‬
‫أبو يعلى ‪ ,‬و الول ‪ ,‬يروي عن حاد بن سلمة ‪ ,‬و الخر عن حاد بن زيد ‪ ,‬و كل‬
‫من‬
‫المادين يروي عن عبيد ال بن عمر ‪ ,‬و لذلك ل يتعي عندي أيهما الراد هنا ‪,‬‬
‫و ل ضي ف ذلك ‪ ,‬فإنما ثقتان ‪ ,‬غي أن الول احتج به مسلم ‪ ,‬و الخر احتج به‬
‫الشيخان ‪.‬‬
‫و الديث ف " الصحيحي " دون ذكر الوجه ‪ ,‬و لذلك أوردته ‪ ,‬و هي زيادة‬
‫مفسرة ‪,‬‬
‫ل تعارض رواية الصحيحي ‪ ,‬فهي مقبولة ‪.‬‬
‫و هو دليل ظاهر على أن وجه الرأة ليس بعورة ‪ .‬و الدلة على ذلك متكاثرة ‪.‬‬
‫و معن كونه ليس بعورة ‪ ,‬أنه يوز كشفه ‪ ,‬و إل فالفضل ‪ ,‬و الورع ستره ‪,‬‬
‫لسيما إذا كان جيل ‪ .‬و أما إذا كان مزينا ‪ .‬فيجب ستره قول واحدا ‪ ,‬و من شاء‬
‫تفصيل هذا الجال ‪ ,‬فعليه بكتابنا " حجاب الرأة السلمة " فإنه جع فأوعى ‪.‬‬
‫" إن للسلم صوى و منارا كمنار الطريق ‪ ,‬منها أن تؤمن بال و ل تشرك به شيئا‬ ‫‪333‬‬
‫و إقام الصلة و إيتاء الزكاة و صوم رمضان و حج البيت و المر بالعروف و النهي‬
‫عن النكر و أن تسلم على أهلك إذا دخلت عليهم و أن تسلم على القوم إذا مررت‬
‫بم‬
‫فمن ترك من ذلك شيئا ‪ ,‬فقد ترك سهما من السلم و من تركهن " كلهن " ‪ ,‬فقد‬
‫ول‬
‫السلم ظهره " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلم ف " كتاب اليان " ( رقم الديث ‪ 3‬بتحقيقي )‬
‫قال ‪ :‬حدثنيه يي بن سعيد العطار عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن رجل‬
‫عن‬
‫‪ #‬أب هريرة ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫و من طريق أب عبيد أخرجه ابن بشران ف " المال " ( ق ‪ ) 2 / 98‬و عبد الغن‬
‫القدسي ف " المر بالعروف و النهي عن النكر " ( ق ‪ ) 1 / 82‬و قال ‪ " :‬رواه‬
‫الطبان ف السنة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و يي بن سعيد هذا شامي ضعيف ‪ .‬و قد خالفه جاعة ف إسناده فلم يذكروا‬
‫الرجل فيه ‪ .‬و هو الصواب ‪.‬‬
‫فمنهم الوليد بن مسلم قال ‪ :‬حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أب هريرة‬
‫به ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 21 / 1‬من طريق ممد بن أب السري العسقلن حدثنا الوليد‬
‫ابن‬
‫مسلم به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫هذا حديث صحيح على شرط البخاري ‪ ,‬فقد روى عن ممد بن خلف العسقلن ‪,‬‬
‫و احتج‬
‫بثور بن يزيد الشامي ‪ ,‬فأما ساع خالد بن معدان عن أب هريرة ‪ ,‬فغي مستبدع ‪.‬‬
‫فقد حكى الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عنه أنه قال ‪ :‬لقيت سبعة عشر رجل من‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لقد انتقل ذهن الاكم رحه ال من ممد بن أب السري العسقلن إل ممد‬
‫بن خلف العسقلن ‪ ,‬و مع أن ابن خلف ليس له دخل ف هذا الديث ‪ ,‬فلم يرو‬
‫عنه‬
‫البخاري ‪ .‬و أما صاحب الديث فهو ابن أب السري كما هو مصرح به ف سنده‬
‫فهو‬
‫ضعيف و هو ممد بن التوكل بن عبد الرحن أبو عبد ال بن أب السري ‪ ,‬قال‬
‫الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" صدوق عارف له أوهام كثية " ‪.‬‬
‫و منهم ممد بن عيسى بن سيع عن ثور بن يزيد به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن شاهي ف " الترغيب و الترهيب " ( ق ‪. ) 1 / 317‬‬
‫قلت ‪ :‬و ممد هذا هو ابن عيسى بن القاسم بن سيع بالتصغي ‪.‬‬
‫قال الافظ ‪ " :‬صدوق يطىء و يدلس " ‪.‬‬
‫و منهم روح بن عبادة حدثنا ثور بن يزيد به ‪.‬‬
‫أخرجه أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 218 - 217 / 5‬و ف " أحاديث أب القاسم‬
‫الصم " ( ‪ ) 2 / 12‬عن ممد بن يونس الكديي حدثنا روح بن عبادة به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الكديي متهم ‪ ,‬و ف " التقريب " ‪ " :‬ضعيف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكنه ل يتفرد به ‪ ,‬فقال أبو نعيم عقبه ‪:‬‬

‫" غريب من حديث خالد ‪ ,‬تفرد به ثور ‪ ,‬حدث به أحد بن حنبل ‪ ,‬و الكبار عن‬
‫روح "‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و بتابعة أحد و غيه صح الديث ‪ .‬و المد ل ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث أب الدرداء مرفوعا بنحوه ‪.‬‬
‫أخرجه ابن دوست ف " المال " ( ق ‪ ) 2 / 118‬من طريقي عن عبد ال ابن صال‬
‫قال ‪ :‬حدثن معاوية بن صال عن أب الزاهرية عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد ل بأس به ف الشواهد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ‪,‬‬
‫لكن‬
‫عبد ال بن صال و إن أخرج له البخاري فهو كما قال الافظ ‪:‬‬
‫" صدوق كثي الغلط ‪ ,‬ثبت ف كتابه ‪ ,‬و كانت فيه غفلة " ‪.‬‬
‫( الصوى ) جع " صوة " ‪ ,‬و هي أعلم من حجارة منصوبة ف الفياف و الفازة‬
‫الجهولة ‪ ,‬يستدل با على الطريق و على طرفيها ‪ .‬أراد أن للسلم طرائق ‪,‬‬
‫و أعلما يهتدى با ‪.‬‬
‫كذا ف " لسان العرب " عن أب عمرو بن العلء ‪.‬‬
‫" من قال ‪ :‬رضيت بال ربا و بالسلم دينا و بحمد رسول وجبت له النة " ‪.‬‬ ‫‪334‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 1529‬من طريق أب السي زيد بن الباب حدثنا عبد الرحن‬
‫بن شريح السكندران ‪ :‬حدثن أبو هان الولن أنه سع أبا علي النب أنه سع‬
‫‪ #‬أبا سعيد الدري ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال مسلم غي أب علي النب و اسه عمرو‬
‫بن مالك المدان و هو ثقة ‪.‬‬
‫و اسم أب هان الولن حيد بن هان ‪.‬‬
‫و للحديث طريق أخرى عن أب سعيد ‪ ,‬يرويه ابن ليعة عن خالد بن أب عمران عن‬
‫أب‬
‫عبد الرحن البلي عنه قال ‪:‬‬
‫" أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم بيدي فقال ‪ :‬يا أبا سعيد ! ثلثة من قالن‬
‫دخل النة ‪ ,‬قلت ‪ :‬ما هن يا رسول ال ? قال ‪ :‬من رضي بال ربا ‪ ,‬و بالسلم‬
‫دينا ‪ ,‬و بحمد رسول ‪ .‬ث قال ‪ :‬يا أبا سعيد و الرابعة لا من الفضل كما بي‬
‫السماء إل الرض ‪ ,‬و هي الهاد ف سبيل ال " ‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪. ) 14 / 3‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده ل بأس به ف التابعات و الشواهد ‪.‬‬

‫" كنا ننهى أن نصف بي السواري على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و‬ ‫‪335‬‬
‫نطرد‬
‫عنها طردا " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 1002‬و ابن خزية ( ‪ ) / 1‬و ابن حبان ( ‪ ) 400‬و الاكم‬
‫( ‪ ) 218 / 1‬و البيهقي ( ‪ ) 104 / 3‬و الطيالسي ( ‪ ) 1073‬من طريق هارون‬
‫أب مسلم‬
‫حدثنا قتادة عن ‪ #‬معاوية بن قرة عن أبيه ‪ #‬قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هارون هذا مستور كما قال الافظ ‪ ,‬لكن له شاهد من حديث أنس ابن‬
‫مالك‬
‫يتقوى به ‪ ,‬يرويه عبد الميد بن ممود قال ‪:‬‬
‫" صليت مع أنس بن مالك يوم المعة ‪ ,‬فدفعنا إل السواري فتقدمنا و تأخرنا ‪,‬‬
‫فقال أنس ‪ :‬كنا نتقي هذا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود و النسائي و الترمذي و ابن حبان و الاكم و غيهم بسند صحيح‬
‫كما‬
‫بينته ف " صحيح أب داود " ( ‪. ) 677‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا الديث نص صريح ف ترك الصف بي السواري ‪ ,‬و أن الواجب أن‬
‫يتقدم‬
‫أو يتأخر ‪.‬‬
‫و قد روى ابن القاسم ف " الدونة " ( ‪ ) 106 / 1‬و البيهقي ( ‪ ) 104 / 3‬من‬
‫طريق‬
‫أب إسحاق عن معدي كرب عن ابن مسعود أنه قال ‪:‬‬
‫" ل تصفوا بي السواري " ‪.‬‬
‫و قال البيهقي ‪:‬‬
‫" و هذا ‪ -‬و ال أعلم ‪ -‬لن السطوانة تول بينهم و بي وصل الصف " ‪.‬‬
‫و قال مالك ‪:‬‬
‫" ل بأس بالصفوف بي الساطي إذا ضاق السجد " ‪.‬‬
‫و ف " الغن " لبن قدامة ( ‪: ) 220 / 2‬‬

‫" ل يكره للمام أن يقف بي السواري ‪ ,‬و يكره للمأمومي ‪ ,‬لنا تقطع صفوفهم ‪,‬‬
‫و كرهه ابن مسعود و النخعي ‪ ,‬و روي عن حذيفة و ابن عباس ‪ ,‬و رخص فيه ابن‬
‫سيين‬
‫و مالك و أصحاب الرأي و بن النذر ‪ ,‬لنه ل دليل على النع ‪.‬‬
‫و لنا ما روي عن معاوية بن قرة ‪ , ...‬و لنا تقطع الصف فإن كان الصف صغيا ‪,‬‬
‫قدر ما بي الساريتي ل يكره ل ينقطع با " ‪.‬‬
‫و ف " فتح الباري " ( ‪: ) 477 / 1‬‬

‫" قال الحب الطبي ‪ :‬كره قوم الصف بي السواري للنهي الوارد عن ذلك ‪ ,‬و مل‬
‫الكراهة عند عدم الضيق ‪ ,‬و الكمة فيه إما لنقطاع الصف أو لنه موضع النعال ‪.‬‬
‫انتهى ‪ .‬و قال القرطب ‪ :‬روي ف سبب كراهة ذلك أنه مصلى الن الؤمني " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف حكم السارية ‪ ,‬النب الطويل ذي الدرجات الكثية ‪ ,‬فإنه يقطع الصف‬
‫الول ‪ ,‬و تارة الثان أيضا ‪ ,‬قال الغزال ف " الحياء " ( ‪: ) 139 / 2‬‬
‫" إن النب يقطع بعض الصفوف ‪ ,‬و إنا الصف الول الواحد التصل الذي ف فناء‬
‫النب ‪ ,‬و ما على طرفيه مقطوع ‪ ,‬و كان الثوري يقول ‪ :‬الصف الول ‪ ,‬هو الارج‬
‫بي يدي النب ‪ ,‬و هو متجه لنه متصل ‪ ,‬و لن الالس فيه يقابل الطيب و يسمع‬
‫منه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إنا يقطع النب الصف إذا كان مالفا لنب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فإنه كان له ثلث درجات ‪ ,‬فل ينقطع الصف بثله ‪ ,‬لن المام يقف بانب الدرجة‬
‫الدنيا منها ‪ .‬فكان من شؤم مالفة السنة ف النب الوقوع ف النهي الذي ف هذا‬
‫و مثل ذلك ف قطع الصف الدافئ الت توضع ف بعض الساجد وضعا يترتب منه‬
‫قطع‬
‫الصف ‪ ,‬دون أن ينتبه لذا الحذور إمام السجد أو أحد من الصلي فيه لبعد‬
‫الناس أول عن التفقه ف الدين ‪ ,‬و ثانيا لعدم مبالتم بالبتعاد عما نى عنه‬
‫الشارع و كرهه ‪.‬‬
‫و ينبغي أن يعلم أن كل من يسعى إل وضع منب طويل قاطع للصفوف أو يضع‬

‫الدفئة‬
‫الت تقطع الصف ‪ ,‬فإنه يشى أن يلحقه نصيب وافر من قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬و من قطع صفا قطعه ال " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود بسند صحيح كما بينته ف " صحيح أب داود " ( رقم ‪. ) 672‬‬
‫" لن يتلئ جوف أحدكم قيحا حت يريه ‪ ,‬خي له من أن يتلئ شعرا " ‪.‬‬ ‫‪336‬‬
‫ورد هذا الديث عن جاعة من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم منهم ‪ #‬أبو‬
‫هريرة‬
‫و عبد ال ابن عمر و سعد بن أب وقاص و أبو سعيد الدري و عمر ‪ #‬و غيهم ‪.‬‬
‫‪ - 1‬أما حديث أب هريرة ‪ ,‬فأخرجه البخاري ( ‪ ) 146 / 4‬و ف " الدب الفرد "‬
‫( ‪ ) 860‬و مسلم ( ‪ ) 50 / 7‬و أبو داود ( ‪ ) 5009‬و الترمذي ( ‪ ) 139 / 2‬و‬
‫ابن‬
‫ماجه ( ‪ ) 3759‬و الطحاوي ف " شرح العان " ( ‪ ) 370 / 2‬و أحد ( ‪288 / 2‬‬
‫‪,‬‬
‫‪ ) 480 , 478 , 391 , 355‬من طرق عن العمش عن أب صال عنه ‪ .‬و قد‬
‫صرح العمش‬
‫بالتحديث ف رواية البخاري ‪ .‬و تابعه عاصم عن أب صال به عند الطحاوي ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ . ) 331 / 2‬و تابعه أبو معمر عن أب صال به ‪.‬‬
‫لكن ل أعرف أبا معمر هذا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬و أما حديث ابن عمر ‪ .‬فأخرجه البخاري ف " الصحيح " و ف " الدب الفرد‬
‫"‬
‫( ‪ ) 870‬و الدارمي ( ‪ ) 297 / 2‬و أحد ( ‪ ) 223 , 96 , 39 / 2‬عن حنظلة‬
‫عن سال‬
‫عنه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬و أما حديث سعد بن أب وقاص ‪ ,‬فأخرجه مسلم و الترمذي و ابن ماجه (‬
‫‪) 3760‬‬
‫و أحد ( ‪ ) / 8 / , 181 , 175 / 1‬و أبو يعلى ( ق ‪ ) 1 / 54 , 1 / 53‬و أبو‬
‫عبيد القاسم بن سلم ف " غريب الديث " ( ق ‪ ) 1 / 7‬من طرق عن شعبة عن‬
‫قتادة‬
‫عن يونس بن جبي عن ممد بن سعد عن سعد به ‪.‬‬
‫و رواه حاد بن سلمة فقال ‪ :‬عن قتادة عن عمر بن سعد بن مالك عن سعد به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪. ) 175 / 1‬‬
‫‪ - 4‬و أما حديث أب سعيد ‪ ,‬فأخرجه مسلم و أحد ( ‪ ) 41 , 8 / 3‬من طريق‬

‫ليث عن‬
‫ابن الاد عن ينس مول مصعب بن الزبي عنه قال ‪:‬‬
‫" بينا نن نسي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ‪ ,‬ينشد ‪,‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬خذوا الشيطان ‪ ,‬أو ‪ :‬أمسكوا الشيطان ‪,‬‬
‫لن‬
‫يتلئ ‪. " ...‬‬
‫‪ - 5‬و أما حديث عمر ‪ ,‬فأخرجه الطحاوي من طريق خلد بن يي قال ‪:‬‬
‫حدثنا سفيان عن إساعيل بن أب خالد عن عمرو بن حريث عن عمر بن الطاب به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط البخاري ‪.‬‬

‫و ف الباب عن جاعة آخرين من الصحابة ‪ ,‬خرج أحاديثهم الافظ اليثمي ف‬
‫" ممع الزوائد " ‪ ,‬فمن شاء الطلع عليها فليجع إليه ( ‪. ) 120 / 8‬‬
‫قلت ‪ :‬و كل هذه الحاديث عن هؤلء الصحابة موافقة لديث أب هريرة رضي ال‬
‫عنه‬
‫و ذلك ما يدل على صدقه و حفظه ‪.‬‬
‫و قد كتبت هذا التحقيق ردا على بعض الشيعة و التشيعي من العاصرين الذين‬
‫يطعنون ف أب هريرة رضي ال عنه أشد الطعن و ينسبونه إل الكذب على النب‬
‫صلى ال عليه وسلم و الفتراء عليه ‪ ,‬حاشاه من ذلك ‪ ,‬فقد زعم أبو ريا من‬
‫أذنابم ‪ -‬عاملهم ال با يستحقون ‪ -‬أن أبا هريرة رضي ال عنه ل يفظ‬
‫الديث عنه صلى ال عليه وسلم كما نطق به ‪ ,‬و زعم أن ف آخره زيادة ل يذكرها‬
‫أبو هريرة ‪ ,‬و هي ‪ " :‬هجيت به " و أن عائشة حفظت ذلك عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم‬
‫و ردت به على أب هريرة ‪ ,‬و كل ذلك ما ل يصح إسناده كما بينته ف " سلسلة‬
‫الحاديث الضعيفة " ( رقم ‪. ) 1111‬‬
‫و نن و إن كنا ل ننكر جواز وقوع النسيان من أب هريرة ‪ -‬على حفظه ‪ -‬لنه‬

‫ليس‬
‫معصوما ‪ ,‬و لكنا ننكر أشد النكار نسبته إل النسيان بل الكذب لجرد الدعوى‬
‫و سوء الظن به ‪ ,‬و هذا هو الثال بي أيدينا ‪ ,‬فإذا كان جائزا كما ذكرنا أن‬
‫يكون أبو هريرة ل يفظ تلك الزيادة الزعومة ‪ ,‬فهل يوز أن ل يفظها أيضا‬
‫أولئك الماعة من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ? !‬
‫على أن هذا الديث ف سياقه ما يدل على بطلن تلك الزيادة من حيث العن ‪ ,‬فإنه‬
‫ل يذم الشعر مطلقا ‪ ,‬و إنا الكثار منه ‪ ,‬و إذا كان كذلك فقوله " هجيت به " ‪,‬‬
‫يعطي أن القليل من الشعر الذي فيه هجاؤه صلى ال عليه وسلم جائز ‪ ,‬و هذا باطل‬
‫و ما لزم منه باطل فهو باطل !‬
‫جاء ف " فيض القدير " ‪:‬‬
‫" و قال النووي ‪ :‬هذا الديث ممول على التجرد للشعر بيث يغلب عليه ‪ ,‬فيشغله‬
‫عن القرآن و الذكر ‪ .‬و قال القرطب ‪ :‬من غلب عليه الشعر ‪ ,‬لزمه بكم العادة‬
‫الدبية الوصاف الذمومة ‪ ,‬و عليه يمل الديث ‪ ,‬و قول بعضهم ‪ :‬عن به الشعر‬
‫الذي هجي به هو أو غيه ‪ ,‬رد بأن هجوه كفر كثر أو قل ‪ ,‬و هجو غيه حرام و إن‬
‫قل‬
‫فل يكون لتخصيص الذم بالكثي معن " ‪.‬‬
‫و ما ذكره عن النهي هو الذي ترجم به البخاري ف " صحيحه " للحديث فقال ‪:‬‬
‫" باب ما يكره أن يكون الغالب على النسان الشعر حت يصده عن ذكر ال " ‪.‬‬
‫و تقدمه إل ذلك المام أبو عبيد القاسم بن سلم ‪ ,‬فقال بعد أن ذكر قول البعض‬
‫الشار إليه ‪:‬‬
‫" و الذي عندي ف هذا الديث غي هذا القول ‪ ,‬لن الذي هجى به النب صلى ال‬
‫عليه وسلم لو كان شطر بيت لكان كفرا ‪ ,‬فكأنه إذا حل وجه الديث على امتلء‬
‫القلب منه أنه قد رخص ف القليل منه ‪ ,‬و لكن وجهه عندي أن يتلئ قلبه من الشعر‬
‫حت يغلب عليه فيشغله عن القرآن و عن ذكر ال ‪ ,‬فيكون الغالب عليه ‪ ,‬فأما إذا‬
‫كان القرآن و العلم الغالبي عليه ‪ ,‬فليس جوفه متلئا " ‪.‬‬
‫" من كان يؤمن بال و اليوم الخر ‪ ,‬فل يلبس حريرا و ل ذهبا " ‪.‬‬ ‫‪337‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 191 / 4‬من طريق عمرو بن الارث و غيه عن سليمان ابن‬
‫عبد‬
‫الرحن عن القاسم عن ‪ #‬أب أمامة الباهلي ‪ #‬رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫قلت ‪ :‬بل هو حسن ‪ ,‬فإن القاسم و هو ابن عبد الرحن أبو عبد الرحن صاحب‬
‫أب أمامة ‪ ,‬قد تكلم فيه بعضهم ‪ ,‬و الراجح من مموع كلم العلماء فيه أنه‬
‫حسن الديث ‪ ,‬و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق " ‪.‬‬
‫و سليمان بن عبد الرحن هو ابن عيسى الدمشقي خراسان الصل ‪ ,‬وثقه ابن معي‬
‫و النسائي و غيها ‪.‬‬
‫و أما عمرو بن الارث فهو أبو أيوب الصري ثقة فقيه حافظ ‪.‬‬
‫و أما " غيه " الذي أشي إليه ف السناد فالظاهر أنه عبد ال بن ليعة ‪ ,‬فقد‬
‫رأيناه مقرونا مع عمرو بن الارث ف غي ما حديث واحد ‪ ,‬و قد أخرجه أحد من‬
‫طريقه فقال ( ‪ : ) 261 / 5‬حدثنا يي بن إسحاق أخبن ابن ليعة عن سليمان بن‬
‫عبد الرحن به ‪.‬‬
‫" رواه أحد و رواته ثقات " !‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " ‪ ,‬و فيه ابن ليعة ‪ ,‬و حديثه حسن و فيه ضعف ‪,‬‬
‫و بقية رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و يؤخذ عليه أنه ل يعزه لحد ‪ ,‬كما يؤخذ على النذري أنه ل يعزه‬
‫للحاكم ‪ ,‬مع أن إسناده أصح ‪ ,‬و أنه وثق ابن ليعة ‪ ,‬و فيه الضعف الذي ذكره‬
‫اليثمي ‪.‬‬
‫و اعلم أن الديث فيه دللة بينة على تري الذهب و الرير ‪ ,‬و هو بعمومه يشمل‬
‫النساء مع الرجال ‪ ,‬إل أنه قد جاءت أحاديث تدل على أن النساء مستثنيات من‬
‫التحري كالديث الشهور ‪:‬‬
‫" هذان حرام على ذكور أمت ‪ ,‬حل لناثها " ‪.‬‬
‫إل أن هذا ليس على عمومه ‪ ,‬فقد جاءت أحاديث صحيحة ترم على النساء جنسا‬
‫معينا‬
‫من الذهب ‪ ,‬و هو ما كان طوقا أو سوارا أو حلقة ‪ ,‬و كذلك حرم عليهن الكل‬
‫و الشرب ف آنية الذهب كالرجال ‪ ( ,‬راجع الدلة ف " آداب الزفاف " ) ‪.‬‬
‫فبقي الرير وحده مباحا لن إباحة مطلقة ل يستثن منه شيء ‪.‬‬
‫نعم قد استثن من جنس الباح لن أمهات الؤمني ‪ ,‬فقد صح عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه منع أهله منه كما ف الديث الت ‪:‬‬
‫" كان ينع أهله اللية و الرير و يقول ‪ :‬إن كنتم تبون حلية النة و حريرها‬
‫فل تلبسوها ف الدنيا " ‪.‬‬
‫" كان ينع أهله اللية و الرير و يقول ‪ :‬إن كنتم تبون حلية النة و حريرها‬ ‫‪338‬‬
‫فل تلبسوها ف الدنيا " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 284 / 2‬و ابن حبان ( ‪ ) 1463‬و الاكم ( ‪ ) 191 / 4‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 145 / 4‬من طريق عمرو بن الارث أن أبا عشانة العافري حدثه أنه سع ‪#‬‬
‫عقبة‬
‫بن عامر ‪ #‬يب به ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و تعقبه الذهب بقوله ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬ل يرجا لب عشانة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و اسه حي بن يؤمن ‪ ,‬و هو ثقة ‪.‬‬
‫قال السندي ف حاشيته على النسائي ‪.‬‬
‫" قوله ‪ " :‬أهله اللية " بكسر فسكون ‪ .‬الظاهر أنه ينع أزواجه اللية مطلقا‬
‫سواء كان من ذهب أو فضة ‪ ,‬و لعل ذلك مصوص بم ‪ ,‬ليؤثروا الخرة على الدنيا‬
‫‪,‬‬
‫و كذا الرير ‪ ,‬و يتمل أن الراد بـ ( الهل ) الرجال من أهل البيت ‪ ,‬فالمر‬
‫واضح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا الحتمال بعيد غي متبادر فالعتماد على ما ذكره أول و ال أعلم ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬فهذا الديث يدل على مثل ما دل عليه الديث الشهور الذي سبق آنفا‬
‫من‬
‫إباحة الرير لسائر النساء ‪ ,‬إل أنه قد يقال ‪ :‬إن الول بن الرغبة عنه و عن‬
‫اللية مطلقا تشبيها بنسائه صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬لسيما و قد ثبت عنه أنه‬
‫قال ‪:‬‬
‫" ويل للنساء من الحرين ‪ :‬الذهب و العصفر " ‪.‬‬
‫" ويل للنساء من الحرين ‪ :‬الذهب و العصفر " ‪.‬‬ ‫‪339‬‬
‫أخرجه ابن حبان ( ‪ : ) 1464‬أخبنا السن بن سفيان حدثنا سريج بن يونس حدثنا‬
‫عباد بن عباد عن ممد بن عمرو عن أب سلمة عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬عن النب صلى‬
‫ال‬
‫و أخرجه البيهقي ف " شعب اليان " ( ‪ 2 / 230 / 2‬مصورة الكتب السلمي )‬
‫من‬
‫طريق أب حات الرازي حدثنا سريج بن يونس به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي السن بن سفيان‬
‫و هو الفسوي ثقة حافظ مشهور ‪.‬‬
‫و ممد بن عمرو هو ابن علقمة أخرج له البخاري مقرونا و مسلم و متابعة ‪.‬‬
‫و أما قول الناوي ف " فيض القدير " بعد أن عزاه تبعا لصله إل البيهقي‬
‫ف " شعب اليان " ‪:‬‬
‫" و فيه عباد بن عباد ‪ ,‬وثقه ابن معي ‪ ,‬و قال ابن حبان ‪ :‬يأت بالناكي‬
‫فاستحق الترك ‪ .‬نقله الذهب ‪ .‬و رواه أيضا أبو نعيم ف " الصحابة " بذا اللفظ‬
‫لكنه قال " الزعفران " بدل " العصفر " ‪ ,‬قال الافظ العراقي ‪ :‬ضعيف " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬ما نقله عن الذهب هو ف ترجة عباد بن عباد الرسوف من " اليزان "‬
‫و ليس هو الذكور ف إسناد هذا الديث ‪ ,‬بل هو عباد بن عباد ابن حبيب الهلب‬
‫و هو أعلى طبقة من الرسوف ‪ ,‬و هو الذي ذكروا ف شيوخه ممد بن عمرو بن‬
‫علقمة‬
‫و ف الرواة عنه سريج بن يونس ‪ ,‬و هو ثقة متج به ف الصحيحي ‪ ,‬و ترجته ف‬
‫" اليزان " قبيل ترجة ( الرسوف ) و قال فيه ‪ " :‬صدوق " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬ثقة ربا وهم " ‪.‬‬
‫فثبت الديث و المد ل ‪ ,‬و زال ما أعله به الناوي ‪ ,‬و لعل ما نقله عن‬
‫العراقي من التضعيف إنا هو على أساس توهه أعن العراقي أن عبادا هو الرسوف‬
‫فضعفه بسببه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫ث نقل الناوي ف معن الديث عن مسند الفردوس ‪:‬‬
‫" يعن يتحلي بلي الذهب ‪ ,‬و يلبسن الثياب الزعفرة ‪ ,‬و يتبجن متعطرات‬
‫متبخترات ‪ ,‬كأكثر نساء زمننا ‪ ,‬فيفت بن " ‪.‬‬
‫" نعم ليكررن عليكم حت يرد إل كل ذي حق حقه " ‪.‬‬ ‫‪340‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪ ) 1 / 45‬عن ممد بن عبيد حدثنا ممد ابن‬
‫عمرو‬
‫عن يي بن عبد الرحن بن حاطب عن عبد ال بن الزبي عن ‪ #‬الزبي ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" لا نزلت هذه الية *( إنك ميت و إنم ميتون )* قال الزبي ‪ :‬يا رسول ال‬
‫أيكرر علينا ما يكون بيننا ف الدنيا مع خواص الذنوب ? قال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪.‬‬

‫ث أخرجه ( ‪ ) 2 - 1 / 46‬من طريق سفيان بن عيينة عن ممد بن عمرو به بلفظ ‪:‬‬
‫" لا نزلت ( ث إنكم يوم القيامة عند ربكم تتصمون ) ‪ ,‬قال الزبي ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال و يكرر علينا خصومتنا ف الدنيا ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬إن المر إذا لشديد " ‪.‬‬
‫و أخرجه الترمذي ( ‪ ) 216 / 2‬و أحد ( ‪ ) 164 / 1‬من هذا الوجه ‪ ,‬و زاد أحد‬
‫‪:‬‬
‫" و لا نزلت ( ث لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال الزبي ‪ :‬أي رسول ال أي نعيم‬
‫نسأل عنه ? و إنا ‪ -‬يعن ‪ -‬ها السودان التمر و الاء ‪ ,‬قال ‪ :‬أما إن ذلك‬
‫سيكون " ‪.‬‬
‫و هذا أخرجه الترمذي أيضا ف مكان آخر ( ‪ ) 239 / 2‬و قال عقبه ‪:‬‬
‫" حديث حسن " ‪ .‬و قال ف الول ‪ " :‬حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫و أخرجه الاكم من وجهي آخرين عن ابن عمرو به مثل لفظ ممد بن عبيد و زاد‬
‫ف‬
‫آخره ما عند سفيان ‪ " :‬فوال إن المر لشديد " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب !‬
‫قلت ‪ :‬ممد بن عمرو و هو ابن علقمة إنا أخرج له مسلم و كذا البخاري متابعة ‪,‬‬
‫كما ذكره الذهب نفسه ف " اليزان " ‪.‬‬
‫" البذاذة من اليان ‪ .‬يعن التقشف " ‪.‬‬ ‫‪341‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 4118‬عن أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد عن ‪ #‬عبد ال‬
‫بن‬
‫أب أمامة الارثي عن أبيه ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات غي أيوب بن سويد قال الافظ ‪ " :‬صدوق يطىء‬
‫"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهو ل بأس به ف التابعات ‪ ,‬و قد توبع ‪ ,‬فأخرجه الطبان ف " العجم‬
‫الكبي " ( ‪ ) 1 / 40 / 1‬من طريق سعيد بن سلمة بن أب السام حدثن صال‬
‫بن كيسان أن عبد ال بن أب أمامة بن ثعلبة حدثه عن أبيه به ‪.‬‬
‫و تابعه زهي بن ممد عن صال به إل أنه قال ‪ " :‬صال بن أب صال " ‪.‬‬
‫خرجه الاكم ( ‪ ) 9 / 1‬و قال ‪:‬‬
‫" احتج مسلم بصال بن أب صال السمان " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد اختلف سعيد بن سلمة و زهي بن ممد ف نسبة صال هذا ‪ ,‬فالول قال ‪:‬‬
‫" ابن كيسان " و الخر " ابن أب صال " ‪ .‬و ف كل منهما ضعف من قبل حفظه‬
‫لكن‬
‫سعيدا أحسن حال منه ‪ ,‬و سواء كانت روايته أرجح ‪ ,‬أو رواية زهي فإن كل من‬
‫الصالي ثقة ف الديث لسيما صال بن كيسان فإنه متج به ف " الصحيحي " ‪ .‬و‬
‫إن ما يرجح أنه هو أنم ذكروه ف الرواة عن عبد ال بن أب أمامة دون الخر و‬
‫ال أعلم ‪.‬‬
‫ث رأيت الديث قد أخرجه القضاعي ف " مسند الشهاب " ( ‪ ) 1 / 2 / 6‬من‬

‫طريق‬
‫زهي فقال ‪ :‬عن صال بن كيسان ‪ ,‬فجزمت با رجحته و تبي أن ما ف " الستدرك "‬
‫وهم من بعض الرواة إن ل يكن من الاكم نفسه ‪.‬‬
‫و قد أدخل بعض الرواة بي عبد ال بن أب أمامة و أبيه رجل ‪ ,‬فقال ممد‬
‫ابن إسحاق عن عبد ال بن أب أمامة عن عبد ال بن كعب بن مالك عن أب أمامة‬
‫قال ‪ " :‬ذكر أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما عنده الدنيا ‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" أل تسمعون ‪ ,‬أل تسمعون ? إن البذاذة من اليان ‪ ,‬إن البذاذة من اليان ‪.‬‬
‫يعن التقحل " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪. ) 4161‬‬
‫قلت ‪ :‬و ابن إسحاق مدلس ‪ ,‬و قد عنعنه ‪.‬‬

‫و قد توبع ‪ ,‬فرواه إساعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد ال عن عبد ال‬
‫بن عبيد ال بن حكيم بن حزام أن أبا النيب بن أب أمامة ( هو عبد ال‬
‫بن أب أمامة ) أخبه أنه لقي عبد ال بن كعب بن مالك ‪ :‬حدثن أبوك قال ‪:‬‬
‫فذكره ‪ .‬أخرجه الطبان ‪.‬‬
‫ث روى هو و الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ 478 / 1‬و ‪ ) 151 / 4‬من طريق‬
‫عبد الميد بن جعفر عن عبد ال بن ثعلبة عن عبد الرحن بن كعب بن مالك‬
‫قال ‪ :‬سعت أباك يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجال هذه الطريق ثقات كلهم ‪ ,‬بلف الت قبلها ‪ ,‬ففيها عبد العزيز‬
‫ابن عبيد ال و هو المصي ضعيف ‪ .‬و شيخه عبد ال بن عبيد ال بن حكيم‬
‫بن حزام ل أجد له ترجة ‪.‬‬
‫و هي متفقة مع الطريق الت قبلها على تسمية الرجل بـ " عبد ال بن كعب "‬
‫خلفا للطريق الخية ‪ ,‬ففيها " عبد الرحن بن كعب " ‪ ,‬و هي أجود ‪ .‬و كل من‬
‫عبد ال و عبد الرحن ثقة ‪.‬‬
‫و مموع هذه الطرق الثلث تملنا على القتناع بثبوت الواسطة بي عبد ال‬
‫بن أب أمامة و أبيه ‪.‬‬
‫و يؤيد ذلك ما روى الطبان أيضا بسند صحيح عن النيب بن عبد ال بن أب أمامة‬
‫بن ثعلبة قال ‪:‬‬
‫" انصرفت من السجد ‪ ,‬فإذا برجل عليه ثياب بيض ‪ ,‬و قميص و رداء سابغ ‪ ,‬و‬
‫عمامة‬
‫بغي قلنسوة ‪ ,‬قد أرخى من ورائه مثل ما بي يديه ‪ ,‬فقال ل ‪:‬‬
‫أخبن جدك أبو أمامة بن ثعلبة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و الظاهر أن هذا الرجل الذي ل يسم هو ابن كعب بن مالك ‪ ,‬و على هذا فيكون‬
‫قد‬
‫حدث بذا الديث عبد ال بن أب أمامة على ما سبق ف الطرق التقدمة ‪ ,‬و ابنه‬
‫النيب على ما ف روايته هذه ‪ ,‬و لكن النيب هذا مهول ما روى عنه سوى ابنه‬
‫عبد ال ‪ ,‬و هو الذي روى هذا الديث عنه ‪ ,‬و لذلك فل يعتمد على روايته ‪.‬‬
‫و خلصة القول أن الرواة قد اختلفوا على عبد ال بن أب أمامة ف هذا‬

‫الديث فأسامة بن زيد و صال بن كيسان قال ‪ :‬عنه عن أبيه ‪ .‬و ممد بن إسحاق‬
‫و عبد ال بن عبيد ال بن حليم و عبد الميد بن جعفر قالوا ‪ :‬عنه عن ابن كعب‬
‫بن مالك عن أب أمامة ‪.‬‬
‫و يبدو أن رواية هؤلء الثلثة أرجح لنم أكثر ‪ ,‬و لن معهم زيادة علم ‪.‬‬
‫و من علم حجة على من ل يعلم ‪.‬‬
‫ث اختلف هؤلء الثلثة ف تسمية ابن كعب ‪ ,‬فالولن سياه عبد ال ‪ ,‬و ساه‬
‫عبد الميد بن جعفر عبد الرحن ‪ .‬و ل شك عندي ف أن روايته أصح من روايتهما‬
‫لنه ثقة احتج به مسلم ‪ ,‬و كذلك سائر الرواة ‪ ,‬فالعتماد ف تقوية الديث على‬
‫هذا الطريق ‪ ,‬لثقة رواتا و سلمتها من العلل ‪ ,‬فلنسق إسنادها بكامله لزيادة‬
‫الطمئنان لا ذكرنا ‪ .‬قال الطبان رحه ال ‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال‬
‫الضرمي أنبأنا أحد بن عاصم بن عنبسة العبادان أنبأنا عبد ال بن حران‬
‫أنبأنا عبد الميد بن جعفر عن عبد ال بن ثعلبة عن عبد الرحن بن كعب بن مالك‬
‫قال سعت أباك يقول ‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره باللفظ الذكور أعله ‪ ,‬و هو‬
‫لفظ ابن ماجه ‪.‬‬
‫و ممد بن عبد ال الضرمي ثقة حافظ و هو اللقب بـ ( مطي ) ‪ ,‬و ترجته ف‬
‫" تذكرة الفاظ " ( ‪. ) 210 / 2‬‬
‫و أحد بن عاصم بن عنبسة العبادان صدوق كما قال الافظ ف " التقريب " و تابعه‬
‫إبراهيم بن مرزوق عند الطحاوي ‪ ,‬و ل بأس ‪ ,‬و بقية الرجال ثقات رجال مسلم‬
‫غي‬
‫عبد ال بن أب أمامة و هو صدوق أيضا ‪.‬‬
‫و كان الامل على ترير هذا أنن رأيت الافظ النذري قد نقل عن بعض الحدثي‬
‫ما يشعر بتضعيفه للحديث ‪ ,‬و ل يرر القول فيه ‪ ,‬و لو بإياز مع وقوع خطأ منه ‪,‬‬
‫فاقتضى تقيق القول فيه ‪ ,‬فقد قال ‪: ) 107 / 3 ( :‬‬
‫" رواه أبو داود و ابن ماجه كلها من رواية ممد بن إسحاق ‪ ,‬و قد تكلم أبو عمر‬
‫النمري ف هذا الديث " ‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬و غالب الظن أن الكلم الشار إليه إنا هو الختلف الذي ف إسناده ‪,‬‬
‫و قد بينا الراجح منه فل يضره ‪.‬‬
‫و أيضا فإن الديث ليس عند ابن ماجه من رواية ممد بن إسحاق ‪ ,‬كما سبق ذكره‬
‫ف‬
‫أول البحث ‪ ,‬فاقتضى التنبيه ‪.‬‬
‫ث إن السيوطي قد عزى الديث للمام أحد أيضا ‪ ,‬و مع أن الاكم قد أخرجه من‬
‫طريقه ‪ ,‬فإن ل أره ف " السند " له ‪ ,‬و هو الراد عند إطلق العزو إليه ‪.‬‬
‫و ذكر الناوي ف شرحه عليه ‪:‬‬
‫أن الافظ العراقي قال ف " أماليه " ‪ " :‬حديث حسن " ‪.‬‬
‫و الديلمي ‪ " :‬هو صحيح " ‪ .‬و كذا قال الافظ ف " الفتح " ‪.‬‬
‫ث رأيت للحديث طريقا أخرى ‪ ,‬فقال الميدي ف " مسنده " ( ‪: ) 357‬‬
‫حدثنا سفيان قال ‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق عن معبد بن كعب عن عمه أو أمه قال ‪:‬‬
‫" تعلمن يا هؤلء أن البذاذة من اليان " ‪.‬‬
‫و ابن إسحاق مدلس ‪ ,‬و قد عنعنه ‪ ,‬و قد سبق من طريقه بإسناد آخر له ‪.‬‬
‫" إنا العلم بالتعلم و اللم بالتحلم و من يتحر الي يعطه و من يتوق الشر‬ ‫‪342‬‬
‫يوقه " ‪.‬‬
‫أخرجه الطيب ف " تاريه " ( ‪ ) 127 / 9‬أخبنا علي بن أحد الرزاز حدثنا‬
‫عبد الصمد بن علي الطست حدثنا أحد بن بشر بن سعد الرثدي حدثنا سعد بن‬
‫زنبور‬
‫حدثنا إساعيل بن مالد عن عبد اللك بن عمي عن رجاء بن حيوة عن ‪ #‬أب هريرة‬
‫‪#‬‬
‫مرفوعا به ‪.‬‬
‫و هذا إسناد حسن أو قريب من السن ‪ :‬علي بن أحد الرزاز قال الذهب صدوق و‬
‫له‬
‫ترجة عند الطيب ( ‪ ) 331 - 330 / 11‬و قال ‪ :‬كتبنا عنه ‪ ,‬و كان كثي‬
‫السماع‬
‫كثي الشيوخ و إل الصدق ما هو ‪ ,‬مات سنة ( ‪. ) 419‬‬
‫و عبد الصمد الطست ترجه الطيب أيضا ( ‪ ) 41 / 11‬و قال ‪ :‬و كان ثقة سعت‬
‫البقان ذكره فأثن عليه و حثنا على كتب حديثه ‪ .‬و أحد بن بشر بن سعد الرثدي‬
‫روى الطيب ( ‪ ) 54 / 4‬عن ابن خراش أنه كان يثن عليه ‪ ,‬و عن علي ابن‬
‫النادي‬
‫أنه قال ‪ :‬هو أحد الثقات مات سنة ( ‪ , ) 286‬و سعد بن زنبور روى الطيب أيضا‬
‫عن‬
‫ابن معي أنه قال ‪ :‬هو ثقة ما أراه يكذب ‪ ,‬مات سنة ( ‪ ) 230‬و بقية رجال السناد‬
‫معروفون من رجال التهذيب و هم من رواة الصحيح غي أن إساعيل بن مالد مع‬
‫كونه‬
‫من رجال البخاري فهو متكلم فيه من قبل حفظه ‪ ,‬و ف " التقريب " ‪ " :‬أنه صدوق‬
‫يطىء " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فمثله ل ينل حديثه عن رتبة السن لسيما و أنه ل ينفرد به بل رواه‬
‫غيه بإسناد آخر بذا اللفظ تاما كما يأت ‪.‬‬
‫قال الافظ العراقي ( ‪ " : ) 153 / 3‬رواه الطبان و الدارقطن بسند ضعيف " ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر بنحوه بلفظ ‪ " :‬يا أيها الناس إنا العلم بالتعلم ‪ ,‬و الفقه‬
‫بالتفقه ‪ ,‬و من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين ‪ ,‬و إنا يشى ال من عباده‬
‫العلماء " ‪.‬‬
‫قال ف " الجمع " ( ‪ " : ) 128 / 1‬رواه الطبان ف " الكبي " عن معاوية‬
‫مرفوعا و فيه رجل ل يسم ‪ ,‬و عتبة بن أب حكيم وثقه أبو حات و أبو زرعة و ابن‬
‫حبان و ضعفه جاعة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف " التقريب " ‪ " :‬و هو صدوق يطىء كثيا " ‪.‬‬
‫و قال الناوي ‪ " :‬رواه ابن أب عاصم أيضا قال ابن حجر ف " الختصر " ‪:‬‬
‫إسناده حسن لن فيه مبهما اعتضد بجيئه من وجه آخر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كأن الافظ أشار بذلك الوجه إل حديث أب هريرة ‪ .‬و قد أخرجه ابن‬
‫عساكر‬
‫أيضا ف " تاريخ دمشق " ( ‪ ) 1 / 117 / 6‬من طريق أخرى عن إساعيل ابن مالد‬
‫به‬
‫‪.‬‬
‫" كف عنا جشاءك ‪ ,‬فإن أكثرهم شبعا ف الدنيا ‪ ,‬أطولم جوعا يوم القيامة " ‪.‬‬ ‫‪343‬‬
‫روي من حديث ‪#‬ابن عمر و أب جحيفة ‪ ,‬و ابن عمرو ‪ ,‬و ابن عباس ‪ ,‬و سلمان‬
‫‪.#‬‬
‫‪ - 1‬حديث ابن عمر ‪ .‬يرويه عبد العزيز بن عبد ال القرشي حدثنا يي البكاء عن‬
‫ابن عمر قال ‪:‬‬
‫" تشأ رجل عند النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقال " فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 78 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 3350‬و قال الترمذي ‪:‬‬
‫" حديث غريب من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يعن ضعيف ‪ ,‬و ذلك لن يي بن مسلم البكاء ضعيف ‪.‬‬
‫و عبد العزيز بن عبد ال القرشي منكر الديث كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و قال ابن أب حات ف " العلل " ( ‪ ) 139 / 2‬عن أبيه ‪:‬‬
‫" هذا حديث منكر " ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حديث أب جحيفة ‪ ,‬و له عنه طرق ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن عون بن أب جحيفة عن أبيه قال ‪:‬‬

‫" أكلت خبز بر بلحم سي ‪ ,‬فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فتجشأت فقال ‪:‬‬
‫احبس‬
‫أو اكفف جشاءك ‪ " ...‬الديث و زاد ‪:‬‬
‫" قال ‪ :‬فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حت فارق الدنيا " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن أب الدنيا ف " الوع " ( ‪ ) 2 / 2‬من طريق الوليد بن عمرو ابن ساج‬
‫عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الوليد هذا ضعيف ‪ ,‬ضعفه ابن معي و النسائي و غيها ‪.‬‬
‫لكنه ل يتفرد به ‪ ,‬فقال ابن أب حات ف " العلل " ( ‪: ) 123 / 2‬‬
‫" سعت أب و ذكر حديثا كان ف كتاب عمرو بن مرزوق و ل يدث به عن مالك‬
‫بن‬
‫مغول عن عون بن أب جحيفة ‪ ( ...‬فذكره ) فسمعت أب يقول ‪ :‬هذا حديث باطل‬
‫‪,‬ول‬
‫يبلغن أن عمرو بن مرزوق حدث به قط " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و سيأت عن المام أحد أنه ابن مرزوق كان يدث به ث ترك ‪.‬‬
‫و عمرو بن مرزوق ثقة له أوهام كما ف " التقريب " ‪ ,‬فلعله بدى له ‪ ,‬أو عرض له‬
‫شيء من الشك فترك التحديث به ‪ ,‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عن علي بن القمر عن أب جحيفة به ‪.‬‬

‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 121 / 4‬عن فهد بن عوف حدثنا فضل بن أب الفضل الزدي‬
‫أخبن‬
‫عمر بن موسى ‪ :‬أخبن علي بن القمر ‪ ...‬و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪.‬‬
‫و رده الذهب بقوله ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬فهد قال الدين ‪ :‬كذاب ‪ ,‬و عمر هالك " ‪.‬‬
‫و تعقبه النذري أيضا فقال ف " الترغيب " ( ‪: ) 122 / 3‬‬
‫" بل واه جدا ‪ ,‬فيه فهد بن عوف و عمر بن موسى " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و عمر هذا هو ابن موسى الوجيهي و هو متهم أيضا ‪ ,‬و روي من طريق غيه‬
‫‪,‬‬
‫فقال ابن قدامة ف " النتخب " ( ‪: ) 1 / 194 / 10‬‬
‫" قال مهنا ‪ :‬سألت أحد و يي ‪ ,‬قلت ‪ :‬حدثن عبد العزيز بن يي حدثنا شريك‬
‫عن علي بن الرقم ‪ (...‬فذكره ) ? فقال ‪ :‬ليس بصحيح ‪ .‬قلت لحد ‪ :‬يروى من‬
‫غي‬
‫هذا الوجه ? قال ‪ :‬كان عمرو بن مرزوق يدث به عن مالك بن مغول عن علي بن‬
‫الرقم‬
‫عن أب جحيفة ث تركه بعد ‪ .‬ث سألته بعد ? فقال ‪ :‬ليس بصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و عبد العزيز بن يي هو الدن كذبه إبراهيم بن النذر الزامي ‪.‬‬
‫و قال البخاري ‪ :‬يضع الديث ‪.‬‬
‫و أخرجه تام ف " الفوائد " ( ‪ ) 1 / 99‬من طريق أب ربيعة ‪ .‬حدثنا عمر‬
‫بن الفضل عن رقبة عن علي بن القمر به ‪ .‬و هذا رجاله ثقات ‪ ,‬لكن أبو ربيعة‬
‫هو فهد بن عوف نفسه ‪ ,‬و قد عرفت ضعفه ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬عن أب رجاء عمن سع أبا جحيفة به ‪ .‬و زاد ف آخره ‪:‬‬
‫" قال أبو جحيفة ‪ :‬فما شبعت منذ ثلثي سنة " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن أب الدنيا ( ‪. ) 2 / 1‬‬
‫و فيه الرجل الذي ل يسم ‪ .‬لكن قال النذري مستدركا على طريق الاكم الواهية ‪:‬‬
‫" رواه البزار بإسنادين رواة أحدها ثقات " ‪.‬‬
‫و قال اليثمى ( ‪: ) 31 / 5‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و " الكبي " بأسانيد ‪ ,‬و ف أحد أسانيد‬
‫" الكبي " ممد بن خالد الكوف ‪ ,‬و ل أعرفه ‪ ,‬و بقية رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫‪ - 3‬حديث ابن عمرو قال ‪:‬‬

‫" تشأ رجل عند النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬اقصر من جشئك فإن ‪"..‬‬
‫" رواه الطبان عن شيخه مسعود بن ممد و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫‪ - 4‬حديث ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إن أهل الشبع ف الدنيا هم أهل الوع غدا ف الخرة " ‪.‬‬
‫قال النذري ‪:‬‬
‫" رواه الطبان بإسناد حسن " ‪.‬‬
‫و قد أخرجه أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 346 - 345 / 3‬من طريق الطبان ‪,‬‬
‫و قال ‪ " :‬ل يروه عن فضيل إل يي بن سليمان القرشي و فيه مقال " ‪.‬‬
‫و قال العراقي ف " تريج الحياء " ( ‪ " : ) 71 / 3‬إسناده ضعيف " ‪.‬‬
‫‪ - 5‬حديث سلمان ‪ ,‬يرويه عطية بن عامر الهن ‪ ,‬قال ‪ :‬سعت سلمان و أكره‬
‫على‬
‫طعام يأكله ‪ ,‬فقال ‪ :‬حسب ‪ :‬إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" إن أكثر الناس شبعا ف الدنيا أطولم جوعا يوم القيامة " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 3351‬من طريق سعيد بن ممد الثقفي عن موسى الهن عن‬
‫زيد‬
‫بن وهب عن عطية ‪...‬‬
‫و هكذا أخرجه ابن أب الدنيا ( ‪ ) 2 / 1‬و العقيلي ف " الضعفاء " ( ص ‪) 330‬‬
‫و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪. ) 199 - 198 / 1‬‬
‫و قال العقيلي ‪ " :‬عطية ف إسناده نظر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و تعقبه الذهب فقال ‪:‬‬

‫" ليس الضعف ‪ .‬إل أن الديث انفرد به واه ‪ ,‬و هو سعيد بن ممد الوراق " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬كل ‪ ,‬ليس الضعف من سعيد فقط ‪ ,‬فإن عطية مع قول العقيلي فيه ما‬
‫عرفت ‪,‬‬
‫فلم يوثقه غي ابن حبان ( ‪ , ) 173 / 1‬و من العلوم أن توثيقه غي معتمد عند‬
‫الحققي من العلماء و النقاد ‪ ,‬و منهم الذهب نفسه ‪ ,‬و لذا ل يوثقه الافظ‬
‫ف " التقريب " ‪ ,‬و إنا قال فيه ‪:‬‬
‫" مقبول " ‪ .‬يعن عند التابعة ‪ ,‬و إل فلي الديث كما نص عليه ف القدمة ‪.‬‬
‫و منه يتبي أن تعقب الذهب على العقيلي ما ل طائل تته ‪ ,‬و أن للحديث علتي‬
‫سعيد الوراق ‪ ,‬و عطية الهن ‪.‬‬
‫و جلة القول أن الديث قد جاء من طرق عمن ذكرنا من الصحابة و هي و إن‬

‫كانت‬
‫مفرداتا ‪ ,‬ل تلو من ضعف ‪ ,‬فإن بعضها ليس ضعفها شديدا ‪ ,‬و لذلك فإن أرى أنه‬
‫يرتقي بجموعها إل درجة السن على أقل الحوال ‪ .‬و ال سبحانه و تعال أعلم ‪.‬‬
‫" يا غلم إذا أكلت فقل ‪ :‬بسم ال و كل بيمينك و كل ما يليك " ‪.‬‬ ‫‪344‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ : ) 2 / 2 / 3‬حدثنا عبيد بن غنام‬

‫أنبأنا أبو بكر بن أب شيبة الديث و حدثنا أحد بن عمرو اللل الكي أنبأنا‬
‫ممد بن أب عمر العدن قال ‪ :‬أنبأنا سفيان عن الوليد بن كثي عن وهب بن كيسان‬
‫عن ‪ #‬عمرو بن أب سلمة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كنت غلما ف حجر رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬كانت يدي تطيش ف‬
‫الصحفة ‪,‬‬
‫فقال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد أخرجاه من طرق عن وهب‬
‫به بلفظ ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬سم ال ‪. " ...‬‬
‫و قد ذكرت طرقه مرجة ف " الرواء " ( ‪ , ) 2028‬و إنا خرجته هنا من طريق‬
‫الطبان بذا اللفظ لعزته ‪ ,‬و قلة وجوده ف كتب السنة التداولة ‪ ,‬و قد ذكره‬
‫بذا اللفظ العلمة ابن القيم ف " زاد العاد " بذا اللفظ دون أن يعزوه لحد‬
‫كما هي عادته على الغالب ‪.‬‬
‫و ف الديث دليل على أن السنة ف التسمية على الطعام إنا هي " بسم ال " فقط‬
‫و مثله حديث عائشة مرفوعا ‪:‬‬
‫" إذا أكل أحدكم طعاما فليقل ‪ :‬بسم ال ‪ ,‬فإن نسي ف أوله ‪ ,‬فليقل ‪ :‬بسم ال‬
‫ف أوله و آخره " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي و صححه ‪ ,‬و له شاهد من حديث ابن مسعود تقدم ذكره مرجا‬
‫برقم‬
‫( ‪. ) 196‬‬
‫و حديث عائشة قواه الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 455 / 9‬و قال ‪:‬‬
‫" هو أصرح ما ورد ف صفة التسمية " قال ‪:‬‬
‫" و أما قول النووي ف آداب الكل من " الذكار " ‪ " :‬صفة التسمية من أهم ما‬
‫ينبغي معرفته ‪ ,‬و الفضل أن يقول ‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم ‪ ,‬فإن قال ‪:‬‬
‫بسم ال كفاه و حصلت السنة " ‪ .‬فلم أر لا ادعاه من الفضلية دليل خاصا " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬ل أفضل من سنته صلى ال عليه وسلم " و خي الدي هدي ممد صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم " فإذا ل يثبت ف التسمية على الطعام إل " بسم ال " ‪ ,‬فل يوز‬
‫الزيادة عليها فضل عن أن تكون الزيادة أفضل منها ! لن القول بذلك خلف ما‬
‫أشرنا إليه من الديث ‪:‬‬
‫" و خي الدي هدي ممد صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫" استكثروا من النعال ‪ ,‬فإن الرجل ل يزال راكبا ما انتعل " ‪.‬‬ ‫‪345‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 153 / 6‬و أبو داود ( ‪ ) 4133‬و أحد ( ‪) 360 , 337 / 3‬‬
‫و الطيب‬
‫ف " تاريخ بغداد " ( ‪ ) 425 / 3‬من طريق أب الزبي عن جابر قال ‪ :‬سعت النب‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول ف غزوة غزوناها ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أبو الزبي مدلس و قد عنعنه ‪ ,‬لكن للحديث شواهد يتقوى با ‪.‬‬
‫فمنها ‪ :‬عن عمران بن حصي مرفوعا به ‪.‬‬
‫أخرجه العقيلي ( ‪ ) 230‬و الطيب ( ‪ ) 405 - 404 / 9‬من طريق ماعة بن‬
‫الزبي‬
‫السدي ‪ :‬حدثنا السن عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي ماعة هذا ‪ ,‬و هو حسن الديث قال أحد ‪ " :‬ل يكن به‬
‫بأس " ‪ .‬و ضعفه الدارقطن ‪.‬‬
‫و السن هو البصري و هو مدلس أيضا و قد عنعنه ‪.‬‬
‫" رواه الطبان و فيه ماعة بن الزبي ‪ ,‬ل بأس به ف نفسه ‪ .‬و قال ابن عدي ‪:‬‬
‫هو من يتمل و يكتب حديثه ‪ ,‬و ضعفه الدارقطن ‪ ,‬و بقية رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و منها عن عبد ال بن عمرو مرفوعا به ‪.‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و فيه إساعيل بن مسلم الكي و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫" إذا حدثتكم حديثا فل تزيدن علي و قال ‪ :‬أربع من أطيب الكلم و هن من القرآن‬ ‫‪346‬‬
‫ل يضرك بأيهن بدأت ‪ :‬سبحان ال و المد ل و ل إله إل ال و ال أكب ‪,‬‬

‫ث قال ‪ :‬ل تسمي غلمك أفلح ‪ ,‬و ل نيحا ‪ ,‬و ل رباحا ‪ ,‬و ل يسارا ( فإنك‬
‫تقول ‪ :‬أث هو ? فل يكون ‪ ,‬فيقول ‪ :‬ل ) " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 11 / 5‬حدثنا ممد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن‬
‫‪ #‬هلل بن يساف عن سرة ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫و أخرجه الطيالسي ف " مسنده " ( ‪ : ) 900 , 899‬حدثنا شعبة به مفرقا ف‬

‫موضعي‬
‫و تابعه سفيان و هو الثوري عن سلمة بن كهيل به ‪ ,‬دون شطره الول ‪ ,‬و الخي ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 20 / 5‬و ابن ماجه ( ‪. ) 3811‬‬
‫و لشعبة فيه شيخ آخر ‪ ,‬فقال الطيالسي ( ‪ : ) 893‬حدثنا شعبة عن منصور قال ‪:‬‬
‫سعت‬
‫هلل بن يساف يدث عن الربيع بن عميلة عن سرة به مقتصرا على تسمية الغلم ‪.‬‬
‫و كذلك أخرجه أحد ( ‪ ) 7 / 5‬و مسلم ( ‪ ) 172 / 6‬من طرق أخرى عن شعبة‬
‫به ‪.‬‬
‫و تابعه زهي عن منصور به أت منه مثل رواية شعبة الول عن ابن كهيل ‪ ,‬إل أنه‬
‫جعل الشطر الول ف آخر الديث ‪ ,‬و فيه الزيادة الت بي القوسي ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 10 / 5‬و مسلم ‪.‬‬
‫و يتبي ما سبق أن هلل بن يساف ‪ ,‬كان تارة يرويه عن سرة مباشرة ‪ ,‬و تارة عن‬
‫الربيع بن عميلة عنه ‪ ,‬فلعله سعه أول على هذا الوجه ‪ ,‬ث لقي سرة فسمعه منه‬
‫مباشرة ‪ ,‬فكان يرويه تارة هكذا ‪ ,‬و تارة هكذا ‪ ,‬و هو ثقة غي معروف بالتدليس ‪,‬‬
‫فيحتمل منه ذلك ‪.‬‬
‫و قد تابعه الركي بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن سرة بقضية التسمية فقط ‪ ,‬إل‬
‫أنه ذكر " نافعا " مكان " نيحا " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم و أحد ( ‪. ) 12 / 5‬‬
‫و ف الديث آداب ظاهرة ‪ ,‬و فوائد باهرة ‪ ,‬أهها النهي عن الزيادة ف حديثه‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و هذا و إن كان معناه ف رواية حديثه و نقله ‪ ,‬فإنه يدل‬
‫على النع من الزيادة فيه تعبدا قصدا للستزادة من الجر با من باب أول ‪,‬‬
‫و أبرز صور هذا ‪ ,‬الزيادة على الذكار و الوراد الثابتة عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬كزيادة " الرحن الرحيم " ف التسمية على الطعام ‪ ,‬فكما أنه ل يوز‬
‫للمسلم أن يروى قوله صلى ال عليه وسلم التقدم ( ‪: ) 344‬‬
‫" قل ‪ :‬بسم ال " بزيادة " الرحن الرحيم " ‪ ,‬فكذلك ل يوز له ‪ ,‬أن يقول هذه‬
‫الزيادة على طعامه ‪ ,‬لنه زيادة على النص فعل ‪ ,‬فهو بالنع أول ‪ ,‬لن قوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬قل باسم ال " تعليم للفعل ‪ ,‬فإذا ل يز الزيادة ف‬
‫التعليم الذي هو وسيلة للفعل ‪ ,‬فلن ل يوز الزيادة ف الفعل الذي هو الغاية‬
‫أول و أحرى ‪ .‬ألست ترى إل ابن عمر رضي ال عنه أنه أنكر على من زاد الصلة‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم بعد المد عقب العطاس ‪ ,‬بجة أنه مالف لتعليمه‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و قال له ‪ " :‬و أنا أقول ‪ :‬المد ل ‪ ,‬و السلم على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و لكن ليس هكذا علمنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫علمنا إذا عطس أحدنا أن يقول ‪ :‬المد ل على كل حال " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 266 - 265 / 4‬و قال ‪:‬‬

‫" صحيح السناد " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫فإذا عرفت ما تقدم من البيان ‪ ,‬فالديث من الدلة الكثية على رد الزيادة ف‬

‫الدين و العبادة ‪ .‬فتأمل ف هذا و احفظه فإنه ينفعك إن شاء ال تعال ف إقناع‬
‫الخالفي ‪ ,‬هدانا ال و إياهم صراطه الستقيم ‪.‬‬
‫و ف الديث النهي عن التسمية بـ ( يسار ) و ( رباح ) ‪ ,‬و ( أفلح ) و ( نيح )‬

‫و نوها ‪ ,‬فينبغي التنبيه لذا ‪ ,‬و ترك تسمية البناء بشيء منه ‪ ,‬و قد كان ف‬
‫السلف من دعي بذه الساء ‪ ,‬فالظاهر أنه كان ذلك لسبب عدم علمهم بالديث‬
‫إذا‬
‫كان من التابعي فمن بعدهم ‪ ,‬أو قبل النهى عن ذلك إذا كان من الصحابة رضي ال‬
‫عنهم ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" إذا دعا أحدكم أخاه لطعام فليجب فإن شاء طعم و إن شاء ترك " ‪.‬‬ ‫‪347‬‬
‫أخرجه الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ : ) 148 / 4‬حدثنا يزيد قال ‪ :‬حدثنا‬
‫أبو عاصم قال ‪ :‬حدثنا ابن جريج قال ‪ :‬أخبن أبو الزبي سع ‪ #‬جابرا ‪ #‬يقول ‪:‬‬
‫سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح مسلسل بالتحديث ‪ ,‬و لذلك خرجته ‪ ,‬و إل فقد‬
‫أخرجه مسلم‬
‫( ‪ : ) 153 / 4‬و حدثنا ابن ني ‪ :‬حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أب الزبي‬
‫بذا السناد مثله ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يعن إسناد سفيان عن أب الزبي عن جابر ساقه قبله ل يقع عنده فيه تصريح‬
‫أب الزبي بالتحديث ‪ ,‬و تصريه به مهم لنه مدلس ‪ ,‬فإذا عنعن كما وقع ف‬
‫" مسلم " ل تنشرح النفس لديثه ‪ ,‬و كذلك أخرجه أبو داود ( ‪ ) 3740‬و أحد (‬
‫‪/3‬‬
‫‪ ) 392‬من طريق سفيان به و ابن ماجه ( ‪ ) 1751‬من طريق أحد ابن يوسف‬
‫السلمي‬
‫حدثنا أبو عاصم به ‪ ,‬ل يصرح أبو الزبي بالتحديث ‪.‬‬
‫و يزيد هو ابن سنان البصري نزيل مصر ‪ .‬قال ابن أب حات ( ‪: ) 267 / 2 / 4‬‬
‫" كتبت عنه ‪ ,‬و هو صدوق ثقة " ‪.‬‬
‫" إن الشيطان يشي ف النعل الواحدة " ‪.‬‬ ‫‪348‬‬
‫أخرجه الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ : ) 142 / 2‬حدثنا الربيع بن سليمان‬
‫الرادي حدثنا ابن وهب عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحن‬
‫العرج‬
‫عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي الربيع بن سليمان‬
‫الرادي و هو ثقة ‪.‬‬
‫و الديث ف " الصحيحي " و غيها من طريق أب الزناد عن العرج به بلفظ‬
‫" ل يش أحدكم ف نعل واحدة ‪ ,‬لينعلهما جيعا ‪ ,‬أو ليخلعهما جيعا " ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" ل تش ف نعل واحدة " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 154 / 6‬و أحد ( ‪ ) 322 / 3‬و غيها ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالديث ف النهي عن الشي ف نعل واحدة صحيح مشهور ‪ ,‬و إنا خرجت‬
‫حديث‬
‫الطحاوي هذا لتضمنه علة النهي ‪ ,‬فهو يرجح قول واحدا من القوال الت قيلت ف‬
‫تديدها ‪ ,‬فجاء ف " الفتح " ( ‪: ) 261 / 10‬‬
‫" قال الطاب ‪ :‬الكمة ف النهي أن النعل شرعت لوقاية الرجل عما يكون ف الرض‬
‫من شوك أو نوه ‪ ,‬فإذا انفردت إحدى الرجلي احتاج الاشي أن يتوقى لحدى‬
‫رجليه‬
‫ما ل يتوقى للخرى فيخرج بذلك عن سجية مشيه ‪ ,‬و ل يأمن مع ذلك من العثار ‪.‬‬
‫و قيل ‪ :‬لنه ل يعدل بي جوارحه ‪ ,‬و ربا نسب فاعل ذلك إل اختلل الرأي‬
‫أو ضعفه ‪ .‬و قال ابن العرب ‪ :‬قيل ‪ :‬العلة فيها أنا مشية الشيطان ‪ ,‬و قيل ‪:‬‬
‫لنا خارجة عن العتدال ‪ .‬و قال البيهقي ‪ :‬الكراهة فيه للشهرة فتمتد البصار‬
‫لن ترى ذلك منه ‪ ,‬و قد ورد النهي عن الشهرة ف اللباس ‪ ,‬فكل شيء صي صاحبه‬
‫شهرة فحقه أن يتنب " ‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬الصحيح من هذه القوال ‪ ,‬هو الذي حكاه ابن العرب أنا مشية الشيطان ‪.‬‬
‫و تصديره إياه بقوله ‪ " :‬قيل " ما يشعر بتضعيفه ‪ ,‬و ذلك معناه أنه ل يقف على‬
‫هذا الديث الصحيح الؤيد لذا " القيل " ‪ ,‬و لو وقف عليه لا وسعه إل الزم‬
‫به ‪ .‬و كذلك سكوت الافظ عليه يشعرنا أنه ل يقف عليه أيضا ‪ ,‬و إل لذكره على‬
‫طريقته ف جع الحاديث و ذكر أطرافها الناسبة للباب ‪ ,‬لسيما و ليس ف تعيي‬
‫العلة و تديدها سواه ‪.‬‬
‫فخذها فائدة نفيسة عزيزة ربا ل تراها ف غي هذا الكان ‪ ,‬يعود الفضل فيها‬
‫إل المام أب جعفر الطحاوي ‪ ,‬فهو الذي حفظها لنا بإسناد صحيح ف كتابه دون‬
‫عشرات الكتب الخرى لغيه ‪.‬‬
‫( تنبيه ) أما الديث الذي رواه ليث عن عبد الرحن بن القاسم عن أبيه عن عائشة‬
‫" ربا مشى النب صلى ال عليه وسلم ف نعل واحدة " ‪.‬‬
‫فهو ضعيف ل يتج به ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 329 / 1‬من طريق هري بن سفيان البجلي الكوف و الطحاوي‬
‫من‬
‫طريق مندل كلها عن ليث به ‪ .‬و ضعفه الطحاوي بقوله ‪:‬‬
‫" مندل ليس من أهل التثبت ‪ .‬و ليث و إن كان من أهل الفضل فإن روايته ليست‬
‫عند‬
‫أهل العلم بالقوية " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬مندل قد تابعه هري و هو ثقة من رجال الشيخي ‪ ,‬فبئت عهدته منه ‪,‬‬
‫و انصرت ف الليث فهو علة الديث ‪ ,‬و هو ضعيف ‪.‬‬
‫قال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" صدوق اختلط أخيا و ل يتميز حديثه فترك " ‪.‬‬
‫و إذا عرف هذا فل يوز معارضة حديث الباب بذا الديث الواهي كما فعل بعض‬
‫أهل‬
‫الهل بالثار فيما ذكره المام الطحاوي رحه ال تعال ‪.‬‬
‫" ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إل أتى ال عز و جل مغلول يوم القيامة‬ ‫‪349‬‬
‫يده إل عنقه فكه بره أو أوبقه إثه ‪ ,‬أولا ملمة و أوسطها ندامة و آخرها خزى‬
‫يوم القيامة " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 267 / 5‬حدثنا أبو اليمان حدثنا إساعيل بن عياش عن يزيد بن‬
‫( أب ) مالك عن لقمان بن عامر عن ‪ #‬أب أمامة ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أنه قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد شامي جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ف يزيد و هو ابن عبد‬
‫الرحن‬
‫بن أب مالك الدمشقي القاضي كلم ل ينل حديثه عن رتبة السن ‪ .‬و قال فيه‬
‫الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق ربا وهم " ‪.‬‬
‫" رواه أحد و الطبان و فيه يزيد بن أب مالك وثقه ابن حبان و غيه و بقية‬
‫رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و قال النذري ( ‪: ) 294 / 4 , 133 - 132 / 3‬‬
‫" رواه أحد ‪ ,‬و رواته ثقات إل يزيد بن أب مالك ‪ ,‬و هو ثقة ‪ ,‬و قال بعضهم ‪:‬‬
‫لي " ‪.‬‬
‫" إن عشت إن شاء ال إل قابل صمت التاسع مافة أن يفوتن يوم عاشوراء " ‪.‬‬ ‫‪350‬‬

‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 2 / 99 / 3‬من طريقي عن أحد بن يونس‬
‫أنبأنا ابن أب ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد ال بن عمي عن ‪ #‬ابن عباس ‪#‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات ‪.‬‬

‫" اللهم من ظلم أهل الدينة و أخافهم فأخفه ‪ ,‬و عليه لعنة ال و اللئكة‬ ‫‪351‬‬
‫و الناس أجعي ‪ ,‬ل يقبل منه صرف و ل عدل " ‪.‬‬
‫رواه الطبان ف " الوسط " ( ‪ : ) 2 / 125 / 1‬حدثنا روح بن الفرج أبو الزنباع‬
‫حدثنا يي بن بكي حدثنا الليث به سعد عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن‬
‫عطاء بن يسار عن ‪ #‬عبادة بن الصامت ‪ #‬مرفوعا و قال ‪:‬‬
‫" ل يروه عن موسى إل هشام تفرد به الليث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخي غي روح بن الفرج و هو‬
‫ثقة‬
‫كما ف " التقريب " و قول اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 306 / 3‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " " و الكبي " و رجاله رجال الصحيح " ليس صحيحا‬
‫على إطلقه ‪ ,‬و تلك عادة له أنه يطلق مثل هذا القول ‪ " :‬و رجاله رجال الصحيح "‬
‫و يعن من فوق شيخ الطبان ‪ ,‬فاعلم هذا فإنه مفيد ف مواطن الناع و التحقيق ‪.‬‬
‫ث رأيت الديث ف " تاريخ ابن عساكر " ( ‪ ) 2 / 241 / 16‬من طريق عيسى ابن‬
‫حاد‬
‫أنبأنا الليث به ‪.‬‬
‫" البس جديدا و عش حيدا و مت شهيدا " ‪.‬‬ ‫‪352‬‬

‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 3558‬و ابن السن ف " عمل اليوم و الليلة " ( ‪) 262‬‬
‫و أحد و إسحاق ف " مسنديهما " و النسائي ف " الكبى " و الطبان كلهم عن‬
‫عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ‪ #‬سال بن عبد ال بن عمر عن أبيه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" رأى النب صلى ال عليه وسلم على عمر رضي ال عنه ثوبا أبيض فقال ‪ :‬أجديد‬
‫ثوبك هذا أم غسيل ? فقال ‪ :‬بل غسيل ‪ ,‬و ( ف رواية ‪ :‬جديدا ) فقال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫زاد الدبري و يرزقك ال قرة عي ف الدنيا و الخرة ‪ ,‬قال ‪ :‬و إياك يا رسول‬
‫ال " ‪.‬‬
‫قال الافظ ف " نتائج الفكار " ( ‪: ) 2 / 27 / 1‬‬

‫" هذا حديث حسن غريب ‪ ,‬و رجال السناد رجال الصحيح ‪ ,‬لكن أعله النسائي‬
‫هذا حديث منكر أنكره يي القطان على عبد الرزاق ‪ ,‬قال النسائي ‪ :‬و قد روي‬
‫أيضا‬
‫عنه متصل يعن الزهري ‪ ,‬و روي عنه مرسل ‪ .‬قال ‪ :‬و ليس هذا من حديث‬
‫الزهري ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و جدت له شاهدا مرسل أخرجه بن أب شيبة ف الصنف عن عبد ال بن‬
‫إدريس‬
‫عن أب الشهب عن رجل ‪ ,‬فذكر الت بنحو رواية أحد ‪ ,‬و أبو الشهب اسه جعفر‬
‫ابن حيان العطاردي و هو من رجال الصحيح ‪ ,‬و سع من كبار التابعي ‪ ,‬و هذا يدل‬
‫على أن للحديث أصل ‪ ,‬و أقل درجاته أن يوصف بالسن " ‪.‬‬
‫( تنبيه )‬
‫‪---------‬‬
‫اقتصر النووي ف " الذكار " ف عزوه على بن ماجة و ابن السن و هو قصور ظاهر‬
‫تعجب منه الافظ ‪.‬‬
‫" إياي و التنعم ‪ ,‬فإن عباد ال ليسوا بالتنعمي " ‪.‬‬ ‫‪353‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ ) 244 , 243 / 5‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 155 / 5‬من طرق‬
‫عن‬
‫بقية بن الوليد عن السري بن ينعم عن مريح بن مسروق عن ‪ #‬معاذ بن جبل ‪. #‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا بعث به إل اليمن قال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات كما قال النذري ( ‪ ) 125 / 3‬و اليثمي‬
‫( ‪ , ) 250 / 10‬و سكتا عن عنعنة بقية مع كونه مشهورا بالتدليس ! و لكنه قد‬
‫صرح‬
‫بالتحديث عند أب نعيم ‪ ,‬فزالت شبهة تدليسه و ثبت الديث بذلك ‪ .‬و المد ل ‪.‬‬
‫" إياك و كل ما يعتذر منه " ‪.‬‬ ‫‪354‬‬
‫رواه الضياء ف " الختارة " ( ‪ ) 1 / 131‬عن عمرو بن الضحاك حدثنا أب الضحاك‬
‫ابن ملد أنبأ شبيب بن بشر عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند حسن رجاله ثقات و ف شبيب كلم ل يضر ‪.‬‬
‫و قال الناوي ‪ " :‬و رواه عن أنس أيضا الديلمي ف " مسند الفردوس " و سنده‬
‫حسن‬
‫و أخرجه الاكم ف " الستدرك " من حديث سعد ‪ ,‬و الطبان ف " الوسط " من‬
‫حديث ابن عمر و جابر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ف حديث جابر ممد بن أب حيد ‪ ,‬و هو ممع على ضعفه كما ف " الجمع "‬
‫( ‪. ) 248 / 10‬‬
‫" مثل الؤمن مثل النحلة ‪ ,‬ل تأكل إل طيبا ‪ ,‬و ل تضع إل طيبا " ‪.‬‬ ‫‪355‬‬

‫أخرجه ابن حبان ( رقم ‪ ) 30‬و ابن عساكر ( ‪ ) 1 / 43 / 2‬من طريق مؤمل ابن‬
‫إساعيل حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن ‪ #‬وكيع بن عدس عن عمه أب رزين ‪#‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫ث روى ابن عساكر بسنده عن هارون المال قال ‪:‬‬

‫" و ذكر هذا الديث ‪ -‬حديث مؤمل ‪ -‬لب عبد ال ( يعن المام أحد ) فقال‬
‫أبو عبد ال ‪ :‬إنا حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن عبد ال بن عمرو‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬مثل الؤمن مثل النحلة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كذا وقع ف نسخة ابن عساكر ‪ " :‬عن يعلى بن عطاء عن عبد ال ابن عمرو‬
‫"‪.‬‬
‫و أخشى أن يكون سقط منها شيء فقد أخرجه ابن أب شيبة ف " كتاب اليان "‬
‫( رقم ‪ - 89‬بتحقيقي ) بسند أحد مغايرا لا فيها ‪ ,‬فقال ‪ :‬حدثنا غندر عن شعبة‬
‫عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد ال بن عمرو قال ‪:‬‬
‫" مثل الؤمن ‪ . " ....‬هكذا قال ‪ " :‬عن أبيه " و ل يرفعه و لعله الصواب ‪.‬‬
‫و إذا ثبت ذلك فالمام أحد يشي إل أن مؤمل بن إساعيل قد أخطأ ف إسناد‬
‫الديث فقال ‪ " :‬عن وكيع بن عدس " و الصواب " عن أبيه " كما قال غندر فإنه‬
‫أوثق‬
‫من مؤمل و أخطأ أيضا ف رفعه ‪ ,‬لن غندرا أوقفه عند ابن أب شيبة و لعله كذلك‬
‫عند ابن عساكر ‪ ,‬لكن بعض النساخ رفعه !‬
‫نعم قد جاء مرفوعا من طريقي آخرين عن شعبة ‪ ,‬فقال ابن السماك ف " حديثه "‬
‫( ‪ : ) 2 / 90 / 2‬حدثنا ممد بن عيسى حدثنا سلم بن سليمان حدثنا شعبة بإسناد‬
‫غندر مرفوعا ‪.‬‬
‫و سلم هذا و هو أبو العباس الدائن الضرير قال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" ضعيف " ‪ .‬و لكن تابعه حجاج بن نصي قال ‪ :‬أنبأنا شعبة به ‪.‬‬
‫أخرجه القضاعي ف " مسند الشهاب " ( ‪. ) 1 / 110‬‬
‫و حجاج ضعيف أيضا ‪ .‬لكن تابعه حرمي ابن عمارة بن أب حفصة قال ‪ :‬أنبأنا شعبة‬
‫به‬
‫‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " التاريخ الكبي " ( ‪ . ) 1058 / 248 / 1 / 4‬و حرمي‬
‫صدوق يهم‬
‫فهو بجموع هذه التابعات ثابت عن شعبة ‪.‬‬
‫و للحديث طريق أخرى أخرجها السي الروزي ف " زوائد الزهد لبن البارك "‬
‫( ق ‪ - 1 / 123‬كواكب ‪ ) 575‬بسند صحيح عن عبد ال بن بريدة قال ‪:‬‬
‫" ذكر ل أن أبا سبة بن سلمة سع ‪ ....‬عبد ال بن عمرو ‪ " ......‬فذكره مرفوعا‬
‫و فيه قصة ‪.‬‬
‫و جلة القول أن الديث بذه الطرق حسن أو صحيح ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" أتان جبيل عليه السلم فقال ‪ :‬إن كنت أتيتك الليلة فلم ينعن أن أدخل‬ ‫‪356‬‬
‫عليك البيت الذي أنت فيه إل أنه كان ف البيت تثال رجل و كان ف البيت قرام‬
‫ستر فيه تاثيل فمر برأس التمثال يقطع فيصي كهيئة الشجرة و مر بالستر يقطع‬
‫و ف رواية ‪ :‬إن ف البيت سترا ف الائط فيه تاثيل ‪ ,‬فاقطعوا رءوسها فاجعلوها‬
‫بساطا أو وسائد فأوطئوه ‪ ,‬فإنا ل ندخل بيتا فيه تاثيل ‪ .‬فيجعل منه وسادتان‬
‫توطآن و مر بالكلب فيخرج ‪ .‬ففعل رسول ال صلى ال عليه وسلم و إذا الكلب‬
‫جرو‬
‫كان للحسن و السي عليهما السلم تت نضد لما ‪ .‬قال ‪ :‬و مازال يوصين بالار‬
‫حت ظننت أو رأيت أنه سيورثه " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 478 , 305 / 2‬و السياق له و أبو داود ( ‪ ) 4158‬و الترمذي‬
‫( ‪ ) 132 / 2‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 1487‬من طريق يونس بن أب‬
‫إسحاق عن‬
‫ماهد عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و صححه الترمذي و غيه ‪ ,‬و قد‬
‫صرح يونس‬
‫بالتحديث ف رواية ابن حبان ‪ ,‬و ف حفظه ضعف يسي ل يضر ف حديثه ‪,‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق يهم قليل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد تابعه أبو إسحاق ‪ ,‬فقال أحد ( ‪ ) 308 / 2‬حدثنا عبد الرزاق أنبأنا‬
‫معمر عن أب إسحاق عن ماهد به متصرا بالرواية الثانية ‪.‬‬
‫و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخي لول أن أبا إسحاق و هو السبيعي والد‬
‫يونس ‪,‬‬
‫كان تغي ف آخره ‪ ,‬و قد اختلف عليه ف لفظه ‪ ,‬فرواه عنه معمر هكذا ‪ ,‬و رواه‬
‫أبو بكر عنه به نوه بلفظ ‪:‬‬
‫" فإما أن تقطع رؤوسها ‪ ,‬أو تعل بساطا يوطأ " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪. ) 302 / 2‬‬
‫و الول أصح ‪ ,‬لن معمرا حفظه عن أب بكر و هو ابن عياش الكوف قال الافظ ‪:‬‬
‫" ثقة عابد ‪ ,‬إل أنه لا كب ساء حفظه ‪ ,‬و كتابه صحيح " ‪.‬‬

‫‪--------------‬‬
‫الول ‪ :‬تري الصور ‪ ,‬لنا سبب لنع دخول اللئكة ‪ ,‬و الحاديث ف تريها‬
‫أشهر من أن تذكر ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬أن التحري يشمل الصور الت ليست مسمة و ل ظل لا لعموم قول جبيل‬
‫عليه السلم ‪ " :‬فإنا ل ندخل بيتا فيه تاثيل " ‪ ,‬و هي الصور ‪ ,‬و يؤيده أن‬
‫التماثيل الت كانت على القرام ل ظل لا ‪ ,‬و ل فرق ف ذلك بي ما كان منها‬
‫تطريزا على الثوب أو كتابة على الورق ‪ ,‬أو رسا باللة الفوتوغرافية إذ كل ذلك‬
‫صور و تصوير ‪ ,‬و التفريق بي التصوير اليدوي و التصوير الفوتوغراف ‪ ,‬فيحرم‬
‫الول دون الثان ‪ ,‬ظاهرية عصرية ‪ ,‬و جود ل يمد كما حققته ف " آداب الزفاف‬
‫ف السنة الطهرة " ( ص ‪. ) 114 - 112‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن التحري يشمل الصورة الت توطأ أيضا إذا تركت على حالا و ل تغي‬
‫بالقطع ‪ ,‬و هو الذي مال إليه الافظ ف " الفتح " ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أن قوله " حت تصي كهيئة الشجرة " ‪ ,‬دليل على أن التغيي الذي يل به‬
‫استعمال الصورة ‪ ,‬إنا هو الذي يأت على معال الصورة ‪ ,‬فيغيها حت تصي على‬
‫هيئة أخرى مباحة كالشجرة ‪ .‬و عليه فل يوز استعمال الصورة و لو كانت بيث ل‬
‫تعيش لو كانت حية كما يقول بعض الفقهاء ‪ ,‬لنا ف هذه الالة ل تزال صورة‬
‫اسا و حقيقة ‪ ,‬مثل الصور النصفية ‪ ,‬و أمثالا ‪ ,‬فاعلم هذا فإنه ما يهم السلم‬
‫معرفته ف هذا العصر الذي انتشرت فيه الصور و عمت و طمت ‪ , .‬و إن شئت‬
‫زيادة‬
‫تقيق ف هذا ‪ ,‬فراجع الصدر السابق ( ص ‪. ) 112 / 111‬‬
‫الامس ‪ :‬فيه إشارة إل أن الصورة إذا كانت من المادات فهي جائزة ‪ ,‬و ل تنع‬
‫من دخول اللئكة ‪ ,‬لقوله " كهيئة الشجرة " ‪ ,‬فإنه لو كان تصوير الشجر حراما‬
‫كتصوير ذوات الرواح ‪ ,‬ل يأمر جبيل عليه السلم ‪ ,‬بتغييها إل صورة شجرة ‪,‬‬
‫و هذا ظاهر ‪ ,‬و يؤيده حديث ابن عباس رضي ال عنه " و إن كنت لبد فاعل ‪,‬‬
‫فاصنع الشجرة ‪ ,‬و ما ل نفس له " ‪ .‬رواه مسلم و أحد ( ‪. ) 308 / 1‬‬
‫السادس ‪ :‬تري اقتناء الكلب لنه أيضا سبب ينع من دخول اللئكة ‪ ,‬و هل ينع‬
‫لو كان كلب ماشية أو صيد ‪ ,‬الظاهر ل ‪ ,‬لنه يباح اقتناؤه ‪.‬‬
‫و يؤيده أن الصورة إذا كانت مباحة ل تنع أيضا من دخول اللئكة بدليل أن‬
‫السيدة عائشة رضي ال عنها كانت تقتن لعب البنات ‪ ,‬و تلعب با هي و رفيقاتا‬
‫على مرأة من النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فل ينكرها عليها كما ثبت ف البخاري‬
‫و غيه ‪ ,‬فلو كان ذلك مانعا من دخول اللئكة لا أقرها صلى ال عليه وسلم‬
‫عليه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" من أحب أن يتمثل له الناس قياما ‪ ,‬فليتبوأ مقعده من النار " ‪.‬‬ ‫‪357‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب " ( ‪ ) 977‬و أبو داود ( ‪ ) 5229‬و الترمذي ( ‪/ 2‬‬
‫‪) 125‬‬
‫و الطحاوي ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 40 / 2‬و اللفظ له و أحد ( ‪100 , 93 / 4‬‬
‫)‬
‫و الدولب ف " الكن " ( ‪ ) 95 / 1‬و الخلص ف " الفوائد النتقاة " ( ق ‪196‬‬
‫‪ ) 2 /‬و عبد بن حيد ف " النتخب من السند " ( ق ‪ ) 2 / 51‬و البغوي ف "‬
‫حديث‬
‫علي بن العد " ( ‪ ) 2 / 69 / 7‬و أبو نعيم ف " أخبار أصبهان " ( ‪ ) 219 / 1‬من‬
‫طرق عن حبيب بن الشهيد عن أب ملز قال ‪:‬‬
‫" دخل معاوية بيتا فيه عبد ال بن الزبي ‪ ,‬و عبد ال بن عامر ‪ ,‬فقام ابن‬
‫عامر ‪ ,‬و ثبت ابن الزبي ‪ ,‬و كان أدر بما فقال ‪ #‬معاوية ‪ : #‬اجلس يا ابن عامر‬
‫فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬بل هو حديث صحيح ‪ ,‬رجال إسناده ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬و أبو ملز اسه‬
‫لحق‬
‫بن حيد ‪ ,‬و هو ثقة ‪ ,‬و حبيب بن الشهيد ثقة ثبت كما ف " التقريب " ‪ ,‬فل وجه‬
‫للقتصار على تسينه ‪ ,‬و إن سكت عليه الافظ ف " الفتح " ( ‪, ) 42 / 11‬‬
‫لسيما و له طريق أخرى ‪ ,‬فقال الخلص ف " الفوائد " ‪ :‬حدثنا عبد ال أنبأنا‬
‫داود ‪ :‬أنبأنا مروان أنبأنا مغية بن مسلم السراج عن عبد ال بن بريدة قال ‪:‬‬
‫" خرج معاوية فرآهم قياما لروجه ‪ ,‬فقال لم ‪ :‬اجلسوا فإن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪ :‬من سره أن يقوم له بنو آدم ‪ ,‬و جبت له النار " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غي شيخ الخلص عبد‬
‫ال ‪,‬‬
‫و هو الافظ أبو القاسم البغوي ‪ ,‬و مغية بن مسلم السراج و ها ثقتان بل خلف‬
‫و داود هو ابن رشيد ‪ ,‬و مروان هو ابن معاوية الفزاري الكوف الافظ ‪ .‬و قد‬
‫تابعه شبابة بن سوار حدثن الغية بن مسلم به إل أنه قال ‪:‬‬
‫" من أحب أن يستجم له الرجال ‪ " ...‬و الباقي مثله ‪.‬‬
‫أخرجه الطحاوي ( ‪ ) 39 - 38 / 2‬و الطيب ف " تاريخ بغداد " ( ‪/ 13‬‬
‫‪. ) 193‬‬
‫و للحديث عنده ( ‪ ) 361 / 11‬شاهد مرسل ف قصة طريفة ‪ ,‬أخرجه من طريق‬
‫عبد الرزاق‬
‫بن سليمان بن علي بن العد قال ‪ :‬سعت أب يقول ‪:‬‬
‫" لا أحضر الأمون أصحاب الوهر ‪ ,‬فناظرهم على متاع كان معهم ‪ ,‬ث نض‬
‫الأمون‬
‫لبعض حاجته ‪ ,‬ث خرج ‪ ,‬فقام كل من كان ف الجلس إل ابن العد ‪ ,‬فإنه ل يقم ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬فنظر إليه الأمون كهيئة الغضب ‪ ,‬ث استخله فقال له ‪ :‬يا شيخ ما منعك‬
‫أن تقوم ل كما قام أصحابك ? قال ‪ :‬أجللت أمي الؤمني للحديث الذي نأثره عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬قال ‪ :‬و ما هو ? قال علي بن العد ‪ :‬سعت البارك‬
‫بن فضالة يقول ‪ :‬سعت السن يقول قال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( فذكره باللفظ الول ) قال ‪ :‬فأطرق الأمون متفكرا ف الديث ‪ ,‬ث رفع رأسه‬
‫فقال ‪ :‬ل يشترى إل من هذا الشيخ ‪ ,‬قال ‪ :‬فاشترى منه ف ذلك اليوم بقيمة‬
‫ثلثي ألف دينار " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فصدق ف علي بن العد ( و هو ثقة ثبت ) قول ال عز و جل ‪:‬‬

‫( و من يتق ال يعل له مرجا ‪ ,‬و يرزقه من حيث ل يتسب ) ‪.‬‬
‫و نو هذه القصة ما أخرج الدينوري ف " النتقى من الجالسة " ( ق ‪- 1 / 8‬‬
‫نسخة‬
‫حلب ) ‪ :‬حدثنا أحد بن علي البصري قال ‪:‬‬
‫" وجه التوكل إل أحد بن العدل و غيه من العلماء فجمعهم ف داره ‪ ,‬ث خرج‬
‫عليهم ‪ ,‬فقام الناس كلهم إل أحد بن العدل ‪ ,‬فقال التوكل لعبيد ال ‪:‬‬
‫إن هذا الرجل ل يرى بيعتنا ‪ ,‬فقال له ‪ :‬بلى يا أمي الؤمني و لكن ف بصره‬
‫سوء ‪ ,‬فقال أحد بن العدل ‪ :‬يا أمي الؤمني ما ف بصري من سوء ‪ ,‬و لكنن‬
‫نزهتك من عذاب ال تعال ‪ ,‬قال النب صلى ال عليه و سلم ‪ " :‬من أحب أن يثل‬
‫له الرجال قياما فليتبوأ مقعده ف النار " ‪ ,‬فجاء التوكل فجلس إل جنبه " ‪.‬‬
‫و روى ابن عساكر ف " تاريخ دمشق " ( ‪ ) 2 / 170 / 19‬بسنده عن الوزاعي‬
‫حدثن‬
‫بعض حرس عمر بن عبد العزيز قال ‪:‬‬
‫" خرج علينا عمر بن عبد العزيز و نن ننتظره يوم المعة ‪ ,‬فلما رأيناه قمنا ‪,‬‬
‫فقال ‪ :‬إذا رأيتمون فل تقوموا ‪ ,‬و لكن توسعوا " ‪.‬‬

‫‪--------------‬‬
‫دلنا هذا الديث على أمرين ‪.‬‬
‫الول ‪ :‬تري حب الداخل على الناس القيام منهم له ‪ ,‬و هو صريح الدللة بيث‬
‫أنه ل يتاج إل بيان ‪.‬‬
‫و الخر ‪ :‬كراهة القيام من الالسي للداخل ‪ ,‬و لو كان ل يب القيام ‪ ,‬و ذلك‬
‫من باب التعاون على الي ‪ ,‬و عدم فتح باب الشر ‪ ,‬و هذا معن دقيق دلنا عليه‬
‫راوي الديث معاوية رضي ال عنه ‪ ,‬و ذلك بإنكاره على عبد ال بن عامر قيامه‬
‫له ‪ ,‬و احتج عليه بالديث ‪ ,‬و ذلك من فقهه ف الدين ‪ ,‬و علمه بقواعد الشريعة ‪,‬‬
‫الت منها " سد الذرائع " ‪ ,‬و معرفته بطبائع البشر ‪ ,‬و تأثرهم بأسباب الي‬
‫و الشر ‪ ,‬فإنك إذا تصورت متمعا صالا كمجتمع السلف الول ‪ ,‬ل يعتادوا القيام‬
‫بعضهم لبعض ‪ ,‬فمن النادر أن تد فيهم من يب هذا القيام الذي يرديه ف النار ‪,‬‬
‫و ذلك لعدم وجود ما يذكره به و هو القيام نفسه ‪ ,‬و على العكس من ذلك إذا‬
‫نظرت‬
‫إل متمع كمجتمعنا اليوم ‪ ,‬قد اعتادوا القيام الذكور ‪ ,‬فإن هذه العادة‬
‫لسيما مع الستمرار عليها فإنا تذكره به ‪ ,‬ث إن النفس تتوق إليه و تشتهيه‬
‫حت تبه ‪ ,‬فإذا أحبه هلك ‪ ,‬فكان من باب التعاون على الب و التقوى أن يترك هذا‬
‫القيام ‪ ,‬حت لن نظنه أنه ل يبه خشية أن يره قيامنا له إل أن يبه ‪ ,‬فنكون‬
‫قد ساعدناه على إهلك نفسه و ذا ل يوز ‪ .‬و من الدلة الشاهدة على ذلك أنك‬
‫ترى‬
‫بعض أهل العلم الذين يظن فيهم حسن اللق ‪ ,‬تتغي نفوسهم إذا ما وقع نظرهم على‬
‫فرد ل يقم له ‪ ,‬هذا إذا ل يغضبوا عليه و ل ينسبوه إل قلة الدب ‪ ,‬و يبشروه‬
‫بالرمان من بركة العلم بسبب عدم احترامه لهله بزعمهم ‪ .‬بل إن فيهم من‬
‫يدعوهم‬
‫إل القيام ‪ ,‬و يدعهم بثل قوله " أنتم ل تقومون ل كجسم من عظم و لم ‪,‬‬
‫و إنا تقومون للعلم الذي ف صدري " ! ! كأن النب صلى ال عليه و سلم عنده ل‬
‫يكن لديه علم ! ! لن الصحابة كانوا ل يقومون له ‪ ,‬أو أن الصحابة كانوا ل‬
‫يعظمونه عليه السلم التعظيم اللئق به ! فهل يقول بذا أو ذاك مسلم ? !‬
‫و من أجل هذا الديث و غيه ذهب جاعة من أهل العلم إل النع من القيام للغي‬
‫كما ف " الفتح " ( ‪ ) 41 / 11‬ث قال ‪:‬‬
‫" و مصل النقول عن مالك إنكار القيام ‪ ,‬ما دام الذي يقام لجله ل يلس ‪,‬‬
‫و لو كان ف شغل نفسه ‪ ,‬فإنه سئل عن الرأة تبالغ ف إكرام زوجها ‪ ,‬فتتلقاه‬
‫و تنع ثيابه ‪ ,‬و تقف حت يلس ? فقال ‪ :‬أما التلقي فل بأس به ‪ ,‬و أما القيام‬
‫حت يلس فل ‪ ,‬فإن هذا فعل البابرة ‪ ,‬و قد أنكره عمر بن عبد العزيز " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ليس ف الباب ما يعارض دللة هذا الديث أصل ‪ ,‬و الذين خالفوا فذهبوا‬
‫إل جواز هذا القيام بل استحبابه ‪ ,‬استدلوا بأحاديث بعضها صحيح ‪ ,‬و بعضها‬
‫ضعيف‬
‫و الكل عند التأمل ف طرقها و متونا ل ينهض للستدلل على ذلك ‪ ,‬و من أمثلة‬
‫القسم الول حديث " قوموا إل سيدكم " ‪ .‬و قد تقدم الواب عنه برقم ( ‪) 67‬‬
‫من‬
‫وجوه أقواه أنه صح بزيادة ‪ " :‬فأنزلوه " فراجعه ‪.‬‬
‫و من أمثلة القسم الخر حديث قيامه صلى ال عليه وسلم حي أقبل عليه أخوه من‬
‫الرضاعة فأجلسه بي يديه ‪.‬‬
‫فهو حديث ضعيف معضل السناد ‪ ,‬و لو صح فل دليل فيه أيضا و قد بينت ذلك‬
‫كله ف‬
‫" الحاديث الضعيفة " ( ‪. ) 1148‬‬
‫" ما كان ف الدنيا شخص أحب إليهم رؤية من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪358‬‬
‫و كانوا إذا رأوه ل يقوموا له ‪ ,‬لا كانوا يعلمون من كراهيته لذلك " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 946‬و الترمذي ( ‪ ) 125 / 2‬و‬
‫ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 39 / 2‬و أحد ( ‪ ) 132 / 3‬و أبو يعلى ف " مسنده "‬
‫( ق ‪ ) 2 / 183‬و اللفظ له من طرق عن حاد بن سلمة عن حيد عن ‪ #‬أنس ‪ #‬به‬
‫‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬

‫و هذا الديث ما يقوي ما دل عليه الديث السابق من النع من القيام للكرام‬
‫لن القيام لو كان إكراما شرعا ‪ ,‬ل يز له صلى ال عليه وسلم أن يكرهه من‬
‫أصحابه له ‪ ,‬و هو أحق الناس بالكرام ‪ ,‬و هم أعرف الناس بقه عليه الصلة‬
‫و السلم ‪.‬‬
‫و أيضا فقد كره الرسول صلى ال عليه وسلم هذا القيام له من أصحابه ‪ ,‬فعلى‬
‫السلم ‪ -‬خاصة إذا كان من أهل العلم و ذوي القدوة ‪ -‬أن يكره ذلك لنفسه اقتداء‬
‫به صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و أن يكره لغيه من السلمي لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ " :‬ل يؤمن أحدكم حت يب لخيه ما يب لنفسه من الي " ‪ ,‬فل يقوم له أحد ‪,‬‬
‫و ل هو يقوم لحد ‪ ,‬بل كراهتهم لذا القيام أول بم من النب عليه الصلة‬
‫و السلم ‪ ,‬ذلك لنم إن ل يكرهوه اعتادوا القيام بعضهم لبعض ‪ ,‬و ذلك يؤدي بم‬
‫إل حبهم له ‪ ,‬و هو سبب يستحقون عليه النار كما ف الديث السابق ‪ ,‬و ليس‬
‫كذلك‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فإنه معصوم من أن يب مثل هذه العصية ‪ ,‬فإذا‬
‫كان مع ذلك قد كره القيام له ‪ ,‬كان واضحا أن السلم أول بكراهته له ‪.‬‬
‫" نى النب صلى ال عليه وسلم يوم خيب عن لوم المر الهلية ‪ ,‬و أذن ف‬ ‫‪359‬‬
‫لوم اليل " ‪.‬‬

‫هو من حديث ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪ #‬رضي ال عنه ‪ .‬و له عنه طرق ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن ممد بن علي عنه ‪.‬‬

‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 16 / 4‬و مسلم ( ‪ ) 66 / 6‬و أبو داود ( ‪ ) 3788‬و‬
‫النسائي‬
‫( ‪ ) 199 / 2‬و الترمذي ( ‪ ) 331 / 1‬و الدارمي ( ‪ ) 87 / 2‬و الطحاوي ( ‪/ 2‬‬
‫‪) 318‬‬
‫و البيهقي ( ‪ ) 325 / 9‬و أحد ( ‪ ) 385 , 361 / 3‬من طرق عن حاد بن زيد‬
‫عن عمرو‬
‫بن دينار عن ممد بن علي به ‪.‬‬
‫و تابعه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر ‪ ,‬فأسقط من السناد ممد ابن‬
‫علي ‪ ,‬و لفظه ‪:‬‬
‫" أطعمنا رسول ال صلى ال عليه وسلم لوم اليل ‪ ,‬و نانا عن لوم المر " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي و الطحاوي و الترمذي ( ‪ ) 331 / 1‬و قال ‪:‬‬
‫" هذا حديث حسن صحيح ‪ ,‬و هكذا روى غي واحد عن عمرو بن دينار عن جابر‬
‫و رواه‬
‫حاد بن زيد عن عمرو بن دينار عن ممد بن علي عن جابر و رواية ابن عيينة أصح ‪.‬‬
‫و سعت ممدا يقول ‪ :‬سفيان بن عيينة أحفظ من حاد ابن زيد " ‪.‬‬
‫قال الافظ ف " الفتح " ( ‪: ) 559 / 9‬‬
‫" قلت ‪ :‬لكن اقتصر البخاري و مسلم على تريج طريق حاد بن زيد ‪ ,‬و قد وافقه‬
‫ابن جريج عن عمرو و على إدخال الواسطة بي عمرو و جابر و لكنه ل يسمه ‪,‬‬
‫أخرجه‬
‫أبو داود " ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عن أب الزبي أنه سع جابر بن عبد ال يقول ‪:‬‬

‫" أكلنا زمن خيب اليل و حر الوحش ‪ ,‬و نانا النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫المار الهلي " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم و أبو داود ( ‪ ) 3789‬و النسائي و ابن ماجه ( ‪ ) 3191‬و الطحاوي‬
‫و البيهقي و أحد ( ‪ ) 362 , 356 / 3‬من طرق عن أب الزبي به ‪ .‬و لفظ النسائي‬
‫مثل لفظ ابن عيينة التقدم بزيادة ‪ " :‬يوم خيب " ‪.‬‬
‫و لفظ أب داود و أحد ‪:‬‬
‫" ذبنا يوم خيب اليل و البغال و المي ‪ ,‬فنهانا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن البغال و المي ‪ ,‬و ل ينهنا عن اليل " ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬عن عطاء عنه قال ‪:‬‬

‫" كنا نأكل لوم اليل على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم " زاد ف رواية ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬فالبغال ? قال ‪ :‬ل " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي و اللفظ له و ابن ماجه ( ‪ ) 3197‬و الزيادة له و الطحاوي ( ‪/ 2‬‬
‫‪ ) 322 , 318‬و البيهقي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح ‪.‬‬

‫و للحديث شاهد من رواية أساء بنت أب بكر رضي ال عنهما قالت ‪:‬‬
‫" نرنا فرسا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فأكلناه ( بالدينة ) " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري و مسلم و الدارمي و البيهقي و أحد ( ‪, 346 , 345 / 6‬‬
‫‪) 353‬‬
‫و الزيادة للدارمي و رواية للبخاري ‪.‬‬
‫و ف الديث جواز أكل لوم اليل ‪ ,‬و هو مذهب الئمة الربعة سوى أب حنيفة‬
‫فذهب إل التحري خلفا لصاحبيه فإنما وافقا المهور ‪ ,‬و هو الق لذا الديث‬
‫الصحيح ‪ ,‬و لذلك اختاره المام أبو جعفر الطحاوي ‪ ,‬و ذكر أن حجة أب حنيفة‬
‫حديث‬
‫خالد بن الوليد مرفوعا ‪:‬‬
‫" ل يل أكل لوم اليل و البغال و المي " ‪.‬‬
‫و لكنه حديث منكر ضعيف السناد ل يتج به إذا ل يالف ما هو أصح منه ‪ ,‬فكيف‬
‫و قد خالف حديثي صحيحي كما ترى ‪.‬‬
‫و قد بينت ضعفه و علله ف " السلسلة الضعيفة " رقم ( ‪. ) 1149‬‬
‫" ليأتي عليكم أمراء يقربون شرار الناس ‪ ,‬و يؤخرون الصلة عن مواقيتها ‪ ,‬فمن‬ ‫‪360‬‬
‫أدرك ذلك منهم فل يكونن عريفا و ل شرطيا و ل جابيا و ل خازنا " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " فقال ( ‪ - 1558‬موارد ) ‪ :‬أخبنا أحد ابن علي‬
‫بن الثن حدثنا إسحاق بن إبراهيم الروزي أنبأنا جرير بن عبد الميد عن رقبة‬
‫بن مصقلة عن جعفر بن إياس عن عبد الرحن بن عبد ال بن مسعود عن أب سعيد‬
‫و أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخي غي عبد الرحن بن عبد ال‬
‫بن مسعود و هو ثقة ‪ ,‬و أحد بن علي بن الثن هو أبو يعلى الوصلي و هو ثقة‬
‫حافظ ‪ .‬و قد أخرجه ف " مسنده " ‪ ,‬فقال اليثمي ف " الجمع " ( ‪. ) 240 / 5‬‬
‫" رواه أبو يعلى ‪ ,‬و رجاله رجال الصحيح خل عبد الرحن بن مسعود ( ! ) و هو‬
‫ثقة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و له طريق أخرى عن أب هريرة وحده ‪.‬‬

‫أخرجه الطبان ف " العجم الصغي " ( ص ‪ ) 117‬و الطيب ف " تاريخ بغداد "‬
‫عن داود بن سليمان الراسان ‪ :‬حدثنا عبد ال بن البارك عن سعيد بن أب عروبة‬
‫عن قتادة عن سعيد بن السيب عنه ‪.‬‬
‫" تفرد به داود بن سليمان ‪ ,‬و هو شيخ ل بأس به " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه فائدة عزيزة ‪ ,‬فإن توثيق الطبان للخراسان هذا ما ل يرد له ذكر‬
‫ف كتب الرجال مثل " اليزان " و " اللسان " و غيها ‪ ,‬و إنا جاء فيهما أن‬
‫الزدي قال ‪ " :‬ضعيف جدا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و بقية رجال السناد ثقات رجال الستة ‪ ,‬فهو شاهد ل بأس به عندي و ال‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫" ليوشك رجل أن يتمن أنه خر من الثريا ‪ ,‬و ل يل من أمر الناس شيئا " ‪.‬‬ ‫‪361‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 91 / 4‬من طريق عاصم بن بدلة عن يزيد بن شريك أن‬

‫الضحاك‬
‫بن قيس بعث معه بكسوة إل مروان بن الكم فقال مروان للبواب ‪:‬‬
‫أنظر من بالباب ? قال ‪ # :‬أبو هريرة ‪ , #‬فأذن له فقال ‪ :‬يا أبا هريرة حدثنا‬
‫حديثا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪ .‬و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إنا هو حسن فقط للخلف العروف ف حفظ عاصم هذا ‪ ,‬و الذهب نفسه‬
‫لا‬
‫ترجه ف " اليزان " ‪ ,‬و حكى أقوال الئمة فيه قال ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬هو حسن الديث " ‪.‬‬
‫" ل يل للخليفة إل قصعتان قصعة يأكلها هو و أهله ‪ ,‬و قصعة يطعمها " ‪.‬‬ ‫‪362‬‬
‫رواه ابن أب الدنيا ف " الورع " ( ‪ : ) 2 / 168‬حدثنا إبراهيم بن النذر‬

‫الزامي قال ‪ :‬أنبأنا عبد ال بن وهب عن ابن ليعة عن عبد ال بن هبية عن‬
‫عبد ال بن زرير الغافقي قال ‪:‬‬
‫دخلنا على ‪ #‬علي بن أب طالب ‪ #‬يوم أضحى فقدم إلينا خزيرة ‪ ,‬فقلنا يا أمي‬
‫الؤمني لو قدمت إلينا من هذا البط و الوز ‪ ,‬و الي كثي ‪ ,‬قال ‪ :‬يا ابن زرير‬
‫إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فذكره ‪.‬‬
‫و رواه أحد ( رقم ‪ ) 78 / 1‬و عنه ابن عساكر ( ‪ ) 1 / 188 / 12‬من طريقي‬
‫آخرين‬
‫عن ابن ليعة به ‪.‬‬
‫و رواه ابن عساكر من طريق حرملة عن ابن وهب به موقوفا على علي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و ابن ليعة إنا يشى من سوء حفظه‬
‫إذا‬
‫ل يكن الديث من رواية أحد العبادلة عنه كما صرح بذلك بعض الئمة التقدمي ‪,‬‬
‫و هذه كما ترى من رواية عبد ال بن وهب عنه ‪.‬‬
‫و الديث قال اليثمي ف " ممع الزوائد " ( ‪: ) 231 / 5‬‬
‫" رواه أحد ‪ ,‬و فيه ابن ليعة ‪ ,‬و حديثه حسن ‪ ,‬و فيه ضعف " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬الصواب فيه أنه ضعيف الديث ف غي رواية العبادلة عنه ‪ .‬صحيح‬
‫الديث‬
‫من رواية أحدهم عنه كما سبق ‪ .‬و قال الافظ ف " التقريب " ‪:‬‬
‫" صدوق ‪ ,‬خلط بعد احتراق كتبه ‪ ,‬و رواية ابن البارك و ابن وهب عنه أعدل من‬
‫غيها ‪ ,‬و له ف " مسلم " بعض شيء مقرون " ‪.‬‬
‫" أربعة يبغضهم ال عز وجل ‪ :‬البياع اللف و الفقي الختال و الشيخ الزان‬ ‫‪363‬‬
‫و المام الائر " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 359 / 1‬و ابن حبان ( ‪ ) 1098‬من طريق حاد بن سلمة عن‬
‫عبيد ال بن عمر عن سعيد القبي عن ‪#‬أب هريرة ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬

‫" باع آخرته بدنياه ‪ .‬قاله لرجل باع بثمن حلف أن ل يبيع به " ‪.‬‬ ‫‪364‬‬
‫أخرجه ابن حبان ( ‪ : ) 1099‬أخبنا عبد ال بن صال البخاري ‪ -‬ببغداد ‪ -‬حدثنا‬

‫يعقوب بن حيد بن كاسب حدثنا ابن فديك عن ربيعة بن عبد ال بن الدير عن‬
‫‪ #‬أب سعيد ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" مر أعراب بشاة ‪ ,‬فقلت ‪ :‬تبيعها بثلثة دراهم ? فقال ‪ :‬ل و ال ‪ ,‬ث باعها‬
‫فذكرت ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقال " ‪ .‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " غي عبد ال‬
‫بن صال البخاري و هو ثقة مترجم له ف " تاريخ بغداد " ( ‪. ) 481 / 9‬‬
‫" احضروا الذكر و ادنوا من المام ‪ ,‬فإن الرجل ل يزال يتباعد حت يؤخر ف‬ ‫‪365‬‬
‫النة و إن دخلها " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 1198‬و الاكم ( ‪ ) 289 / 1‬و عنهما البيهقي ( ‪/ 3‬‬
‫‪) 238‬‬
‫و أحد ( ‪ ) 11 / 5‬من طريق معاذ بن هشام قال ‪ :‬وجدت ف كتاب أب بط يده ‪-‬‬
‫و ل أسعه منه ‪ :‬قال قتادة ‪ :‬عن يي بن مالك عن ‪ #‬سرة بن جندب ‪ #‬أن نب ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و يي بن مالك هذا ‪ ,‬قد أغفله كل من صنف ف رجال الستة فيما علمنا‬
‫فليس هو ف " التهذيب " " و ل ف " التقريب " و ل ف " التذهيب " ‪.‬‬
‫نعم ترجه ابن أب حات فقال ( ‪: ) 190 / 2 / 4‬‬
‫" يي بن مالك ‪ ,‬أبو أيوب الزدي العتكي البصري الراغي ‪ ,‬قبيلة من العرب ‪.‬‬
‫روى عن عبد ال بن عمرو ‪ ,‬و أب هريرة ‪ ,‬و ابن عباس ‪ ,‬و سرة بن جندب ‪,‬‬
‫و جويرية ‪ .‬مات ف ولية الجاج ‪.‬‬
‫روى عنه قتادة ‪ ,‬و أبو عمران الون ‪ ,‬و أبو الواصل عبد الميد بن واصل " ‪.‬‬
‫و ل يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪.‬‬
‫و أورده ابن حبان ف " الثقات " ( ‪ ) 256 / 1‬و قال ‪:‬‬
‫" من أهل البصرة ‪ ,‬يروي عن عبد ال بن عمر ‪ ,‬روى عنه قتادة ‪ ,‬مات أبو أيوب ف‬
‫ولية الجاج " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فمثله حسن الديث إن شاء ال تعال لتابعيته ‪ ,‬و رواية جاعة من الثقات‬
‫عنه ‪ ,‬مع تصحيح الاكم و الذهب لديثه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و خالفه الكم بن عبد اللك فقال ‪ :‬عن قتادة عن السن عن سرة به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 10 / 5‬و كذا الطبان ف " العجم الصغي " ( ص ‪ ) 70‬و قال ‪:‬‬
‫" ل يروه عن قتادة إل الكم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ضعيف كما قال اليثمي ( ‪ , ) 177 / 2‬و أشار النذري ف " الترغيب‬
‫"‬
‫( ‪ ) 255 / 1‬إل تضعيف الديث و عزاه للطبان و الصبهان ‪ .‬و فاته هو‬
‫و اليثمي أنه ف " السند " ‪ ,‬بل و ف " السنن " و " الستدرك " مصداقا للقول‬
‫الشهور ‪ " :‬كم ترك الول للخر " ‪.‬‬
‫( تنبيه ) لفظ الكم ‪:‬‬

‫" ‪ ...‬فإن الرجل ليكون من أهل النة ‪ ,‬فيتأخر عن المعة ‪ ,‬فيؤخر عن النة ‪,‬‬
‫و إنه لن أهلها " ‪.‬‬
‫و هذا مالف للفظ هشام كما هو ظاهر ‪ ,‬فهو منكر من أجل الخالفة ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" إن التجار هم الفجار ‪ .‬قيل يا رسول ال ‪ :‬أو ليس قد أحل ال البيع ? قال ‪:‬‬ ‫‪366‬‬
‫بلى ‪ ,‬و لكنهم يدثون فيكذبون ‪ ,‬و يلفون فيأثون " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ ) 428 / 3‬و الطحاوي ف " الشكل " ( ‪ ) 12 / 3‬و الاكم ( ‪6 / 2‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ ) 7‬عن هشام الدستوائي عن يي بن أب كثي قال ‪ :‬حدثن أبو راشد البان سع‬
‫‪ #‬عبد الرحن بن شبل ‪ #‬يقول ‪ :‬فذكره مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد ‪ ,‬و قد ذكر هشام بن أب عبد ال ساع يي بن‬
‫أب كثي من أب راشد ‪ ,‬و هشام ثقة مأمون ‪ ,‬و أدخل أبان بن يزيد العطار بينهما‬
‫زيد بن سلم " و وافقه الذهب ‪ .‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫ث أخرجه الاكم و ابن عساكر ( ‪ ) 2 / 486 / 7‬عن أبان به ‪ .‬و صرح ابن‬
‫عساكر‬
‫بسماع يي من زيد بن سلم أيضا ‪.‬‬
‫و خالفهم معمر فقال ‪ :‬عن يي بن أب كثي عن زيد بن سلم عن جده قال ‪ :‬كتب‬
‫معاوية إل عبد الرحن بن شبل أن علم الناس ما سعت من رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬فجمعهم فقال ‪ :‬فذكره مرفوعا ‪ .‬رواه ابن عساكر ‪.‬‬
‫ث رواه من طريق معاوية بن سلم عن أخيه عن جده أب سلم عن أب راشد به‬
‫متصرا‬
‫‪.‬‬
‫و الديث قال النذري ( ‪ " : ) 29 / 3‬رواه أحد بإسناد جيد " ‪.‬‬
‫" إن الرجل ليصل ف اليوم إل مائة عذراء ‪ .‬يعن ف النة " ‪.‬‬ ‫‪367‬‬
‫رواه أبو نعيم ف " صفة النة " ( ‪ - 1 / 169‬شيخ السلم ) و الضياء ف‬
‫" صفة النة " ( ‪ ) 2 / 82‬من طريق الطبان بسندين له عن حسي بن علي العفي‬
‫عن زائدة عن هشام بن حسان عن ممد بن سيين عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قيل يا رسول ال هل نصل إل نسائنا ف النة ? فقال ‪ :‬فذكره‬
‫و قال الطبان ‪ " :‬تفرد به العفي "‬
‫قال القدسي ‪ " :‬قلت ‪ :‬و رجاله عندي على شرط الصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال فالسند صحيح و ل نعلم له علة ‪.‬‬

‫و قد وجدت له شاهدا من حديث ابن عباس مرفوعا ‪ ,‬أخرجه الرب ف " الغريب "‬
‫( ‪ ) 2 / 52 / 5‬و أبو نعيم عن زيد بن الواري عنه ‪ ,‬و رجاله ثقات غي زيد هذا‬
‫فهو ضعيف ‪.‬‬
‫" الرأة أحق بولدها ما ل تزوج " ‪.‬‬ ‫‪368‬‬

‫أخرجه الدارقطن ف " سننه " ( ‪ ) 418‬من طريق الثن بن الصباح عن ‪ #‬عمرو‬
‫ابن شعيب عن أبيه عن جده ‪. #‬‬
‫" أن امرأة خاصمت زوجها ف ولدها ‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪. " ...‬‬
‫و كذلك رواه عبد الرزاق ف " مصنفه " ‪ :‬أخبنا الثن بن الصباح به ‪.‬‬
‫و عن عبد الرزاق رواه إسحاق بن راهويه ف " مسنده " كما ف " نصب الراية "‬
‫( ‪. ) 265 / 3‬‬
‫قال الافظ ف " التلخيص " ( ‪: ) 11 / 4‬‬
‫" و الثن بن الصباح ضعيف ‪ .‬و يقويه ما رواه عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم‬
‫عن‬
‫عكرمة قال ‪ " :‬خاصمت امرأة عمر عمر إل أب بكر ‪ ,‬و كان طلقها ‪ ,‬فقال أبو بكر‬
‫‪:‬‬
‫هي أعطف و ألطف و أرحم و أحن و أرأف ‪ ,‬و هي أحق بولدها ما ل تتزوج " ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬و هذا مع كونه موقوفا ‪ ,‬فهو مرسل ‪ ,‬و قد روي من وجوه أخرى مرسل ف‬
‫" الوطأ " و " الصنف " لبن أب شيبة و من وجه آخر موصول بإسناد ضعيف‬
‫منقطع‬
‫و قد خرجت ذلك كله ف " إرواء الغليل " ( ‪ , ) 2250‬و لذلك فإن أرى أن تقوية‬
‫الديث بذا الوقوف ليس بالقوي ‪ ,‬فالول تقويته بأن الثن قد توبع عليه من‬
‫غي واحد ‪ ,‬فتابعه ابن جريج عند أحد ( ‪ ) 182 / 2‬و الدارقطن ‪ ,‬و الوزاعي‬
‫عند‬
‫أب داود ( ‪ ) 2276‬و الاكم ( ‪ ) 207 / 2‬كلها عن عمرو بن شعيب عن أبيه‬
‫عن جده‬
‫عبد ال بن عمرو به أت منه ‪ ,‬و لفظه ‪:‬‬
‫" أن امرأة قالت ‪ :‬يا رسول ال إن ابن هذا ‪ ,‬كان بطن له وعاء ‪ ,‬و ثديي له‬
‫سقاء ‪ ,‬و حجري له حواء ‪ ,‬و إن أباه طلقن و أراد أن ينتزعه من ‪ ,‬فقال لا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنت أحق به ما ل تنكحي " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬إنا هو حسن للخلف العروف ف عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‪.‬‬
‫و قال الحقق ابن القيم ف " زاد العاد ف هدي خي العباد " ‪:‬‬
‫" هذا الديث احتاج الناس فيه إل عمرو بن شعيب ‪ ,‬و ل يدوا بدا من الحتجاج‬
‫هنا به ‪ ,‬و مدار الديث عليه ‪ ,‬و ليس عن النب صلى ال عليه وسلم حديث ف‬
‫سقوط‬
‫الضانة بالتزويج غي هذا ‪ ,‬و قد ذهب إليه الئمة الربعة و غيهم ‪ ,‬و قد صرح‬
‫بأن الد هو عبد ال بن عمرو فبطل قول من يقول ‪ :‬لعله ممد والد شعيب فيكون‬
‫الديث مرسل ‪ ,‬و قد صح ساع شعيب من جده عبد ال بن عمرو ‪ ,‬فبطل قول من‬
‫قال ‪:‬‬
‫إنه منقطع ‪ .‬و قد احتج به البخاري خارج " صحيحه " ‪ ,‬و نص على صحة حديثه ‪,‬‬
‫و قال ‪ :‬كان الميدي و أحد و إسحاق و علي بن عبد ال يتجون بديثه ‪ ,‬فمن‬
‫الناس بعدهم ? ! هذا لفظه ‪ .‬و قال إسحاق بن راهويه ‪ :‬هو عندنا كأيوب عن نافع‬
‫عن‬
‫ابن عمر ‪ ,‬و حكى الاكم ف " علوم الديث " له التفاق على صحة حديثه ‪.‬‬
‫و قولا ‪ " :‬كان بطن له وعاء " إل آخره إدلء منها و توسل إل اختصاصها به‬
‫كما اختص با ف هذه الواطن الثلثة ‪ ,‬و الب ل يشاركها ف ذلك ‪ ,‬فنبهت ف‬
‫هذا الختصاص على الختصاص الذي طلبته بالستفتاء و الخاصمة ‪ ,‬و ف هذا دليل‬
‫على اعتبار العان و العلل ‪ ,‬و تأثيها ف الحكام ‪ ,‬و إماطتها با ‪ ,‬و أن ذلك‬
‫أمر مستقر ف الفطرة السليمة حت فطر النساء ‪.‬‬
‫و هذا الوصف الذي أدلت به الرأة ‪ ,‬و جعلته سببا لتعليق الكم به قد قرره النب‬
‫صلى ال عليه وسلم و رتب عليه أثره ‪ ,‬و لو كان باطل ألغاه ‪ ,‬بل ترتيبه الكم‬
‫عقيبه دليل على تأثيه فيه و أنه سببه " ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬و دل الديث على أنه إذا افترق البوان و بينهما ولد ‪ ,‬فالم أحق به من‬
‫الب ما ل يقم بالم ما ينع تقديها أو بالولد وصف يقتضي تييه ‪ ,‬و هذا ما‬
‫ل يعرف فيه نزاع ‪ ,‬و قد قضى به خليفة رسول ال صلى ال عليه وسلم على عمر‬
‫ابن الطاب ‪. " ...‬‬
‫و قد أشار بقوله ‪ " :‬ما ينع تقديها " إل أنه يشترط ف الاضنة أن تكون مسلمة‬
‫دينة لن الاضن عادة حريص على تربية الطفل على دينه ‪ ,‬و أن يرب عليه ‪,‬‬
‫فيصعب‬
‫بعد كبه و عقله انتقاله عنه ‪ ,‬و قد يغيه عن فطرة ال الت فطر عليها عباده‬
‫فل يراجعها أبدا كما قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كل مولود يولد على‬
‫الفطرة فأبواه يهودانه و ينصرانه و يجسانه " فل يؤمن تويد الاضن و تنصيه‬
‫للطفل السلم ‪.‬‬
‫و أشار بقوله " أو بالولد وصف يقتضي تييه " ‪.‬‬
‫إل أن الصب إذا كان ميزا فيخي و ل يشمله هذا الديث ‪ ,‬لديث أب هريرة‬
‫رضي ال عنه ‪ " :‬أن النب صلى ال عليه وسلم خي غلما بي أبيه و أمه " ‪.‬‬
‫و هو حديث صحيح كما بينته ف " الرواء " ( ‪. ) 2254‬‬
‫و من شاء الطلع على الحكام الستنبطة من هذا الديث مع البسط و التحقيق ‪,‬‬
‫فليجع إل كتاب العلمة ابن القيم ‪ " :‬زاد العاد " ‪.‬‬
‫" كل مسلم على مسلم مرم ‪ ,‬أخوان نصيان ‪ ,‬ل يقبل ال عز وجل من مشرك‬ ‫‪369‬‬
‫بعدما‬
‫أسلم عمل أو يفارق الشركي إل السلمي " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 358 / 1‬من طريق ‪ #‬بز بن حكيم عن أبيه عن جده ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" قلت يا نب ال ما أتيتك حت حلفت أكثر من عددهن ‪ -‬لصابع يديه ‪ -‬أل آتيك‬
‫و ل آت دينك ‪ ,‬و إن كنت امرءا ل أعقل شيئا أل ما علمن ال و رسوله ‪,‬‬
‫و إن أسألك بوجه ال عز و جل با بعثك ربك إلينا ? قال ‪ :‬بالسلم ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و ما آيات السلم ? قال ‪ :‬أن تقول ‪ :‬أسلمت وجهي إل ال عز و جل‬
‫و تليت ‪ ,‬و تقيم الصلة ‪ ,‬و تؤت الزكاة ‪ ,‬كل مسلم على مسلم حرام ‪. " ...‬‬
‫و هذا إسناد حسن ‪ ,‬و صححه الاكم ( ‪ ) 600 / 4‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫" اللهم اغفر ذنبه ‪ ,‬و طهر قلبه ‪ ,‬و حصن فرجه " ‪.‬‬ ‫‪370‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 257 - 256 / 5‬حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حريز حدثنا‬
‫سليم‬
‫ابن عامر عن ‪ #‬أب أمامة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" إن فت شابا أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال ائذن ل‬
‫بالزنا ‪ ,‬فأقبل القوم عليه فزجروه و قالوا ‪ :‬مه مه ! فقال ‪ :‬ادنه ‪ ,‬فدنا منه‬
‫قريبا قال ‪ :‬فجلس ‪ ,‬قال ‪ :‬أتبه لمك ? قال ‪ :‬ل وال جعلن ال فداءك ‪ ,‬قال‬
‫‪ :‬و ل الناس يبونه لمهاتم ‪ ,‬قال ‪ :‬أفتحبه لبنتك ? قال ‪ :‬ل وال يا رسول‬
‫ال جعلن ال فداءك ‪ ,‬قال ‪ :‬و ل الناس يبونه لبناتم ‪ ,‬قال ‪ :‬أفتحبه لختك‬
‫? قال ‪ :‬ل وال جعلن ال فداءك ‪ ,‬قال ‪ :‬و ل الناس يبونه لخواتم قال ‪:‬‬
‫أفتحبه لعمتك ‪ .‬قال ‪ :‬ل وال جعلن ال فداءك ‪ ,‬قال ‪ :‬و ل الناس يبونه‬
‫لعماتم ‪ ,‬قال ‪ :‬أفتحبه لالتك ? قال ‪ :‬ل وال جعلن ال فداءك ‪ ,‬قال ‪ :‬و‬
‫ل الناس يبونه لالتم ‪ ,‬قال ‪ :‬فوضع يده عليه و قال ‪ :‬اللهم اغفر ذنبه و طهر‬
‫قلبه و حصن فرجه ‪ .‬فلم يكن بعد ذلك الفت يلتفت إل شيء " ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ‪.‬‬

‫" ل تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم عز وجل " ‪.‬‬ ‫‪371‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 311 / 2‬و البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 112‬و أحد‬
‫( ‪ ) 347 - 346 / 5‬و ابن السن ف " عمل اليوم و الليلة " ( ‪ ) 385‬و البيهقي‬
‫ف‬
‫" الشعب " ( ‪ ) 2 / 58 / 2‬و نعيم بن حاد ف " زوائد الزهد " ( ‪ ) 186‬عن معاذ‬
‫بن هشام حدثنا أب عن قتادة عن ‪ #‬عبد ال بن بريدة عن أبيه ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪ .‬و قال النذري ( ‪: ) 21 / 4‬‬
‫" رواه أبو داود و النسائي بإسناد صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل أجده عند النسائي و ل يعزه إليه النابلسي ف " الذخائر " ( ‪/ 1‬‬
‫‪ ) 122‬فالظاهر أنه ف " سننه الكبى " ‪.‬‬
‫ث الديث رواه عقبة بن عبد ال الصم عن عبد ال بن بريدة بلفظ ‪:‬‬
‫" إذا قال الرجل للمنافق ‪ :‬يا سيد ‪ ,‬فقد أغضب ربه تبارك و تعال " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو نعيم ف " أخبار أصبهان " ( ‪ ) 198 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 311 / 4‬و‬
‫الطيب‬
‫( ‪ ) 454 / 5‬و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪.‬‬
‫و تعقبه الذهب بقوله ‪ " :‬قلت ‪ :‬عقبة ضعيف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن تابعه قتادة كما سبق ‪ ,‬فالديث صحيح ‪.‬‬

‫" استعيذي بال من هذا ( يعن القمر ) ‪ ,‬فإنه الغاسق إذا وقب " ‪.‬‬ ‫‪372‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 241 /2‬و الطحاوي ف " الشكل " ( ‪ ) 310 / 2‬و ابن‬
‫السن ف‬
‫" عمل اليوم و الليلة " ( رقم ‪ ) 642‬و الاكم ( ‪ ) 541 - 540 / 2‬و الطيالسي‬
‫( رقم ‪ ) 1486‬و أحد ( ‪ ) 237 , 206 , 61 / 6‬من طرق عن ابن أب ذئب عن‬
‫خاله‬
‫الارث بن عبد الرحن عن أب سلمة عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬رضي ال عنها ‪.‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ بيدها فأشار با إل القمر فقال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات رجال الشيخي غي الارث بن عبد الرحن هذا و هو القرشي‬
‫العامري و هو صدوق كما ف " التقريب " و قد قرن به ابن أب ذئب ‪:‬‬
‫النذر بن أب النذر ‪ .‬رواه أحد ( ‪ ) 252 , 215 / 6‬عن عبد اللك بن عمرو عنه‬
‫‪.‬‬
‫و النذر هذا مقبول كما ف " التقريب " ‪ .‬فالديث صحيح ‪.‬‬
‫و قد رواه النسائي أيضا ف " كتاب التفسي " من " سننه الكبى " كما ف " تفسي‬
‫ابن كثي " ( ‪ ) 573 / 4‬و حسنه الافظ ف " الفتح " ( ‪. ) 206 / 8‬‬
‫( فائدة ) ف الديث دللة على جواز الشارة باليد إل القمر خلفا لا نقل عن‬
‫بعض الشايخ من كراهة ذلك ‪ ,‬و الديث يرد عليه ‪.‬‬
‫" كانت حاضنت من بن سعد بن بكر ‪ ,‬فانطلقت أنا و ابن لا ف بم لنا و ل نأخذ‬ ‫‪373‬‬
‫معنا زادا ‪ ,‬فقلت ‪ " :‬يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا ‪ ,‬فانطلق أخي و مكثت‬
‫عند البهم ‪ ,‬فأقبل طائران أبيضان كأنما نسران فقال أحدها لصاحبه ‪ :‬أهو هو ?‬
‫قال الخر ‪ :‬نعم ‪ ,‬فأقبل يبتدران فأخذان فبطحان للقفا فشقا بطن ‪ ,‬ث‬
‫استخرجا قلب فشقاه فأخرجا منه علقتي سوداوين ‪ ,‬فقال أحدها لصاحبه ‪ :‬ائتن‬
‫باء ثلج ‪ ,‬فغسل به جوف ‪ ,‬ث قال ‪ :‬ائتن باء برد ‪ ,‬فغسل به قلب ‪ ,‬ث قال ‪:‬‬
‫ائتن بالسكينة ‪ ,‬فذره ف قلب ‪ ,‬ث قال أحدها لصحابه ‪ :‬حصه ‪ ,‬فحاصه و ختم‬
‫عليه بات النبوة ‪ ,‬ث قال أحدها لصاحبه ‪ :‬اجعله ف كفة ‪ ,‬و اجعل ألفا من‬
‫أمته ف كفة ‪ ,‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فإذا أنا أنظر إل اللف‬
‫فوقي أشفق أن ير علي بعضهم ‪ ,‬فقال ‪ :‬لو أن أمته وزنت به لال بم ‪ ,‬ث انطلقا‬
‫و تركان قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬و فرقت فرقا شديدا ث انطلقت إل‬
‫أمي فأخبتا ‪ ,‬بالذي لقيت ‪ ,‬فأشفقت أن يكون قد التبس ب ‪ ,‬فقالت ‪ :‬أعيذك بال‬
‫‪ ,‬فرحلت بعيا لا فجعلتن على الرحل و ركبت خلفي حت بلغنا إل أمي فقالت ‪:‬‬
‫أديت أمانت و ذمت ‪ ,‬و حدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك و قالت ‪ :‬إن رأيت‬
‫خرج‬
‫من نورا أضاءت منه قصور الشام " ‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ ) 9 - 8 / 1‬و الاكم ( ‪ ) 617 - 616 / 2‬و أحد ( ‪/ 4‬‬

‫‪) 184‬‬
‫من طريق بقية بن الوليد حدثن بي بن سعيد عن خالد بن معدان عن ‪ #‬عتبة بن‬
‫عبد‬
‫السلمي ‪ #‬أنه حدثهم و كان من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له رجل كيف كان أول شأنك يا رسول‬
‫ال ?‬
‫قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و السياق للول و قال الاكم ‪ :‬صحيح على شرط مسلم ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و فيه نظر فإن بقية إنا له ف مسلم فرد حديث متابعة كما قال الزرجي و هذا‬
‫إسناد حسن فقد صرح بقية بالتحديث ‪ .‬و قد أورده ف " الجمع " ( ‪) 222 / 8‬‬
‫و قال ‪ " :‬رواه أحد و الطبان و ل يسق الت و إسناد أحد حسن " ‪.‬‬
‫و رواه أيضا أبو نعيم ف " الدلئل " كما ف " البداية " ( ‪. ) 275 / 2‬‬
‫و لذا الديث شواهد كثية فانظر ( أنا دعوة أب إبراهيم ) رقم ( ‪. ) 1545‬‬
‫" سيد الشهداء حزة بن عبد الطلب ‪ ,‬و رجل قام إل إمام جائر فأمره و ناه‬ ‫‪374‬‬
‫فقتله " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 195 / 3‬عن رافع بن أشرس الروزي حدثنا حفيد الصفار عن‬
‫إبراهيم الصائغ عن عطاء عن ‪ #‬جابر ‪ #‬رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم به ‪ .‬و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪.‬‬
‫و رده الذهب بقوله ‪ " :‬قلت ‪ :‬الصفار ل يدري من هو " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و نوه ابن أشرس ‪ ,‬فقد أورده ابن أب حات ( ‪ ) 482 / 2 / 1‬من رواية‬
‫أحد‬
‫بن منصور بن راشد الروزي عنه ‪ ,‬و ل يذكر فيه جرحا و ل تعديل لكن قد روى‬
‫هذا‬
‫الديث عنه اثنان آخران أحد بن سيار و ممد بن الليث ‪ ,‬فهو مهول الال ‪.‬‬
‫و الديث أورده اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 368 / 9‬عن ابن عباس مرفوعا و قال ‪:‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و فيه ضعف " ‪.‬‬
‫و الشطر الول منه له طريق أخرى عن جابر ‪ ,‬رواه أبو حاد النفي عن ابن عقيل‬
‫قال ‪ :‬سعت جابر بن عبد ال رضي ال عنه مرفوعا به ف قصة قتل حزة رضي ال‬
‫عنه ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 120 - 119 / 2‬و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪.‬‬
‫و رده الذهب بقوله ‪ " :‬أبو حاد هو الفضل بن صدقة ‪ ,‬قال النسائي ‪ :‬متروك " ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث علي مرفوعا به ‪ .‬أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪/ 1‬‬
‫‪ ) 2 / 300‬من طريق علي بن الزور أنبأنا الصبغ بن نباتة قال ‪ :‬سعت علي ابن‬
‫أب طالب يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد واه جدا ‪ ,‬فإن علي بن الزور و شيخه الصبغ متروكان كما‬
‫قال‬
‫الافظ ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و اقتصر اليثمي ف إعلله على الول منهما و هو قصور ‪.‬‬
‫( تنبيه ) حديث جابر الول عزاه النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 168 / 3‬للترمذي‬
‫أيضا و هو وهم ‪ ,‬فلم يرجه الترمذي ‪ ,‬و ل رأيته معزوا إليه ف غي " الترغيب "‬
‫فليحقق هل هو خطأ من الؤلف ‪ ,‬أم من الناسخ أو الطابع ‪ .‬فاقتضى التنبيه ‪.‬‬
‫و بعد كتابة ما تقدم وجدت للحديث طريقا أخرى عن إبراهيم الصائغ به ‪.‬‬
‫أخرجه الطيب ف " تاريخ بغداد " ( ‪ ) 302 / 11 , 377 / 6‬من طريق عمار بن‬
‫نصر‬
‫و أحد بن شجاع الروزي عن حكيم بن زيد الشعري عنه به ‪.‬‬
‫و رجاله كلهم ثقات غي حكيم هذا فأورده الذهب ث العسقلن و قال ‪:‬‬
‫" عن أب إسحاق السبيعي ‪ ,‬قال الزدي فيه نظر " !‬
‫و فاتما ترجة ابن أب حات إياه بقوله ( ‪: ) 205 - 204 / 2 / 1‬‬
‫" روى عن أب إسحاق المدان و إبراهيم الصائغ ‪ .‬روى عنه أبو ثيلة و عبد ال‬
‫ابن ممد بن الربيع العائذي الكرمان سعت أب يقول ذلك ‪ .‬و سألته عنه ? فقال ‪:‬‬
‫صال ‪ ,‬هو شيخ " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه ترجة هامة ‪ ,‬و بالوقوف عليهما اطمأن القلب لثبوت الديث ‪,‬‬
‫فاقتضى‬
‫ذلك إيراده ف هذه السلسلة ‪ ,‬و المد ل على توفيقه و فضله ‪.‬‬
‫" ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي من الناس اثنان " ‪.‬‬ ‫‪375‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 100 / 13 , 416 / 6‬و مسلم ( ‪ ) 3 / 7‬و الطيالسي‬

‫( رقم ‪ ) 1956‬و أحد ( ‪ ) 128 , 93 , 29 / 2‬عن عاصم بن ممد بن زيد عن‬
‫أبيه عن‬
‫‪ #‬عبد ال ابن عمر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫" ل يزال هذا المر عزيزا إل اثن عشر خليفة كلهم من قريش " ‪.‬‬ ‫‪376‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 3 / 6‬و اللفظ له و أبو داود ( ‪ ) 207 / 2‬و أحد ( ‪, 93 / 5‬‬
‫‪ ) 98‬من طريق داود بن أب هند عن الشعب عن ‪ #‬جابر بن سرة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و ف لفظ ‪:‬‬
‫" ل يزال هذا المر عزيزا منيعا ينصرون على من ناوأهم عليه إل اثن عشر خليفة‬
‫كلهم من قريش " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 4 - 3 / 6‬و أحد ( ‪ ) 101 / 5‬و ابنه ف " زوائد السند " ( ‪5‬‬
‫‪/‬‬
‫‪ ) 98‬عن ابن عون عن الشعب به ‪ .‬و له طريق أخرى بلفظ ‪:‬‬
‫( ل يزال هذا المر ماضيا حت يقوم اثنا عشر أميا كلهم من قريش ) ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 101 , 98 - 97 / 5‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد اللك ابن‬
‫عمي قال سعت جابر بن سرة يقول مرفوعا ‪.‬‬
‫و هذا إسناد صحيح على شرطهما ‪ .‬و قد أخرجه مسلم عنه بلفظ ‪:‬‬
‫" ل يزال أمر الناس ماضيا " ‪.‬‬
‫و أخرجه أبو داود ( ‪ ) 207 / 2‬من طريق إساعيل بن أب خالد عن أبيه عن جابر‬
‫" ل يزال هذا الدين قائما حت يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تتمع عليه‬
‫المة ‪ ,‬كلهم من قريش " ‪.‬‬
‫و هذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات غي أب خالد هذا قال الذهب ‪ :‬ما روى عنه‬
‫سوى‬
‫ولده و قد صحح له الترمذي و ف " التقريب " أنه مقبول ‪ .‬يعن لي الديث‬
‫قلت ‪ :‬و قد تفرد بذه الملة ‪ " :‬كلهم تتمع عليه المة " و قد جاء الديث من‬
‫طرق أخرى أيضا بنحو ما سبق ف مسلم و الترمذي " و السند " ( ‪ ) 107 / 5‬و‬
‫له‬
‫شاهد من حديث ابن مسعود يرويه مالد عن الشعب عن مسروق قال ‪:‬‬
‫" كنا جلوسا عند عبد ال بن مسعود و هو يقرئنا القرآن فقال له رجل ‪:‬‬
‫يا أبا عبد الرحن هل سألتم رسول ال صلى ال عليه وسلم كم تلك هذه المة من‬
‫خليفة ? فقال عبد ال بن مسعود ‪ :‬ما سألن عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ث‬
‫قال ‪ :‬نعم و لقد سألنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬اثنا عشر كعدة‬
‫نقباء بن إسرائيل " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪. ) 406 , 398 / 1‬‬
‫و مالد هو ابن سعيد قال ف " التقريب " ‪ " :‬ليس بالقوي و قد تغي ف آخر‬
‫عمره " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و العروف عن الشعب أنه رواه عن جابر بن سرة ‪ ,‬رواه عنه ابن عون و ابن‬
‫أب هند كما سبق قريبا ‪ ,‬و كذلك رواه مالد أيضا عند أحد أيضا ( ‪, 88 / 5‬‬
‫‪) 96‬‬
‫فأخشى أن تكون هذه الرواية من غلطاته ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫ث وجدت الديث ف الستدرك ( ‪ ) 501 / 4‬و قال ‪:‬‬

‫" ل يسعن التسامح ف هذا الكتاب عن الرواية عن مالد و أقرانه " ‪ .‬كذا قال ‪.‬‬
‫" يا أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من ال من مال ال ‪ ,‬فإن بل أحدكم أن يعطي‬ ‫‪377‬‬
‫ماله للناس فليبدأ بنفسه و ليتصدق على نفسه فليأكل و ليكتس ما رزقه ال عز‬
‫وجل " ‪.‬‬
‫أخرجه الرائطي ف " مكارم الخلق " و إسناده هكذا ( ص ‪ : ) 54‬حدثنا حاد‬
‫بن السن الوراق حدثنا حبان بن هلل حدثنا سليم بن حيان حدثنا حيد بن هلل‬
‫عن أب قتادة مرفوعا ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غي سليم بن حيان و هو ثقة كما‬
‫ف‬
‫و قد وجدت له شاهدا من حديث أنس أورده ف " النتخب " ( ‪ ) 519 / 2‬و قال‬
‫‪:‬‬
‫" رواه البيهقي ف الشعب و الديلمي و ابن النجار ‪ ,‬قال ابن حجر ف الطراف ‪:‬‬
‫نظيف السناد و ل أر من صححه " ‪.‬‬
‫" استقبل هذا الشعب حت تكون ف أعله ‪ ,‬و ل نغرن من قبلك الليلة " ‪.‬‬ ‫‪378‬‬
‫هو قطعة من حديث ‪ #‬سهل بن النظلية ‪ #‬أنم ساروا مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوم حني فأطنبوا السي حت كانت عشية فحضرت الصلة عند رسول ال‬
‫صلى‬
‫ال عليه وسلم فجاء رجل فارس فقال ‪ :‬يا رسول ال إن انطلقت بي أيديكم حت‬
‫طلعت جبل كذا و كذا فإذا أنا بوازن على بكرة آبائهم بظعنهم و نعمهم و شائهم‬
‫اجتمعوا إل حني ‪ .‬فتبسم رسول ال صلى ال عليه وسلم و قال ‪ :‬تلك غنيمة‬
‫السلمي غدا إن شاء ال تعال ‪ ,‬ث قال ‪:‬‬
‫من يرسنا الليلة ? قال أنس بن أب مرثد الغنوي ‪ :‬أنا يا رسول ال ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فاركب ‪ .‬فركب فرسا له ‪ ,‬فجاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬الديث ‪ ,‬فلما أصبحنا خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫إل مصله فركع ركعتي ث قال ‪ :‬هل أحسستم فارسكم ? قالوا ‪ :‬يا رسول ال ما‬
‫أحسسناه ‪ ,‬فثوب بالصلة فجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم و هو يصلي يلتفت‬
‫إل الشعب حت إذا قضى صلته و سلم قال ‪ :‬أبشروا فقد جاءكم فارسكم فجعلنا‬
‫ننظر‬
‫إل خلل الشجر ف الشعب فإذا هو قد جاء حت وقف على رسول ال صلى ال‬
‫عليه‬
‫وسلم فسلم فقال ‪ :‬إن انطلقت حت كنت ف أعلى هذا الشعب حيث أمرن رسول‬
‫ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فلما أصبحت طلعت الشعبي كليهما فنظرت ‪ ,‬فلم أر أحدا‬
‫فقال‬
‫له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هل نزلت الليلة ? قال ‪ :‬ل إل مصليا أو‬
‫قاضيا حاجة ‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قد أوجبت ‪ ,‬فل عليك أل‬
‫تعمل بعدها ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 392 - 391 / 1‬و الاكم ( ‪ ) 84 - 83 / 2‬من طريق أب‬
‫توبة‬
‫الربيع بن نافع اللب حدثنا معاوية بن سلم أخبن زيد بن سلم حدثنا‬
‫أبو كبشة السلول أنه سع سهل بن النظلية به ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ :‬صحيح السناد و وافقه الذهب ‪ .‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫و الديث عزاه النذري ( ‪ ) 156 / 2‬و ابن كثي ف " البداية " ( ‪) 356 / 4‬‬
‫للنسائي أيضا ‪ ,‬و ل ينسبه إليه النابلسي ف " الذخائر " ‪ ,‬و ل أجده ف‬
‫" سننه الصغرى " فالظاهر أنه ف " سننه الكبى " ‪.‬‬
‫" كلوا الزيت و ادهنوا به ‪ ,‬فإنه من شجرة مباركة " ‪.‬‬ ‫‪379‬‬
‫و روي من حديث ‪ #‬عمر ‪ ,‬و أب أسيد ‪ ,‬و أب هريرة ‪ ,‬و عبد ال بن عباس ‪. #‬‬
‫‪ - 1‬حديث عمر ‪ ,‬له طريقان ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬قال عبد الرزاق ‪ :‬عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عنه به ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 340 / 1‬و ابن ماجه ( ‪ ) 3319‬و الاكم ( ‪ ) 122 / 2‬و‬
‫الضياء‬
‫القدسي ف " الحاديث الختارة " ( ‪ ) 35 / 1‬كلهم عن عبد الرزاق به ‪.‬‬
‫و قد أخرجه عبد الرزاق ف " كتاب الامع " ( ج ‪ 1‬رقم ‪ - 149‬نسخت ) بإسناده‬
‫هذا‬
‫إل أنه قال ‪:‬‬
‫" عن أبيه أحسبه عن عمر " ‪ .‬و قال الترمذي عقبه ‪:‬‬
‫" ل نعرفه إل من حديث عبد الرزاق عن معمر ‪ ,‬و كان عبد الرزاق يضطرب ف‬
‫رواية‬
‫هذا الديث ‪ ,‬فربا ذكر فيه ‪ :‬عن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و ربا‬
‫رواه على الشك فقال ‪ :‬أحسبه عن عمر ( الصل ‪ :‬معمر ) عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬و ربا قال ‪ :‬عن زيد بن أسلم عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم نوه‬
‫و ل يذكر فيه ‪ :‬عن عمر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و نوه ف " العلل " لبن أب حات ( ‪ ) 16 - 15 / 2‬عن أبيه ‪ ,‬و هو أدق‬
‫ف بيان مراحل اضطراب عبد الرزاق فيه ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫" حدث مرة عن زيد بن أسلم عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬هكذا رواه‬
‫دهرا ‪ ,‬ث قال بعد ‪ :‬زيد بن أسلم عن أبيه أحسبه عن عمر عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬ث ل يت حت جعله عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بل شك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و فيه إشعار بأن الصواب فيه مرسل ‪ ,‬و هو ما صرح به ابن معي فيما روى‬
‫عنه‬
‫عباس الدوري ف كتاب " التاريخ و العلل ليحي بن معي " قال ( ‪: ) 2 / 23‬‬
‫" سعت يي بن معي يقول ‪ :‬حديث معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه ( عن عمر )‬
‫قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فذكره ) ‪ :‬ليس هو بشيء ‪ ,‬إنا هو عن زيد‬
‫مرسل " ‪.‬‬
‫و أما الاكم فقال ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ! و وافقه الذهب ! و من قبله‬
‫النذري ف " الترغيب " ( ‪! ) 130 / 3‬‬
‫الطريق الخرى ‪ :‬عن الصعب بن حكيم بن شريك بن نلة عن أبيه عن جده عنه به ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪. ) 1 / 5 / 1‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد ضعيف ‪ ,‬من دون عمر ثلثتهم مهولون ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حديث أب أسيد ‪.‬‬

‫يرويه سفيان عن عبد ال بن عيسى عن رجل يقال له عطاء من أهل الشام ( و ف‬
‫رواية ‪ :‬و ليس بابن أب رباح ) عن أب أسيد النصاري قال ‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الكن " من " التاريخ الكبي " ( ص ‪ ) 6‬و الترمذي و الدارمي‬
‫( ‪ ) 102 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 398 - 397 / 2‬و أحد ( ‪ ) 497 / 3‬و كذا‬
‫النسائي ف‬
‫" ملسي من المال " ( ق ‪ ) 2 / 58‬و الدولب ف " الكن " ( ‪) 15 / 1‬‬
‫و العقيلي ف " الضعفاء " ( ‪ ) 339‬و الطيب ف " الوضح " ( ‪ ) 94 / 2‬و البغوي‬
‫ف " شرح السنة " ( ‪ ) 2 / 190 / 3‬من طرق عن سفيان به ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬هذا حديث غريب من هذا الوجه ‪ ,‬إنا نعرفه من حديث سفيان‬
‫الثوري عن عبد ال بن عيسى " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ها ثقتان متج بما ف " الصحيحي " ‪ ,‬و إنا علته من عطاء هذا ‪,‬‬
‫و كأنه خفي حاله على الترمذي ‪ ,‬و إل لعله به كما فعله العقيلي ‪ ,‬فقد روى عن‬
‫البخاري أنه قال فيه ‪ " :‬ل يقم حديثه " ‪.‬‬
‫قال العقيلي ‪ " :‬و هو هذا ‪ ,‬و قد روي بغي هذا السناد من وجه أيضا ضعيف " ‪.‬‬
‫و قال الذهب ف " اليزان " ‪ ,‬و ذكر له هذا الديث ‪:‬‬
‫" لي البخاري حديثه ‪ ,‬ل يدرى من هو " ‪.‬‬
‫ث نسي الذهب هذا ‪ ,‬فإنه لا قال الاكم عقب الديث ‪:‬‬
‫" صحيح السناد " ! وافقه عليه !‬
‫‪ - 3‬حديث أب هريرة ‪.‬‬

‫يرويه عبد ال بن سعيد بن أب سعيد القبي قال ‪:‬‬
‫سعت جدي يدث عن أب هريرة رضي ال عنه به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ , ) 3320‬و الاكم شاهدا ‪ ,‬و قال ‪ " :‬إسناد صحيح " !‬
‫و رده الذهب فقال ‪ " :‬قلت ‪ :‬عبد ال واه " ‪.‬‬
‫و قال البوصيي ف " الزوائد " ( ‪: ) 1 / 200‬‬
‫" هذا إسناد ضعيف لضعف عبد ال بن سعيد القبي " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬بل هو متروك كما قال الافظ ف " التقريب " ‪ ,‬فمثله ل يستشهد به ‪.‬‬
‫‪ - 4‬حديث ابن عباس ‪.‬‬

‫أورده اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 43 / 5‬بلفظ ‪:‬‬
‫" ائتدموا الشجرة ‪ ,‬يعن الزيت ‪ ,‬و من عرض عليه طيب فليصب منه " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬رواه الطبان ف " الوسط " ‪ ,‬و فيه النضر بن طاهر ‪ ,‬و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الملة الول منه قد جاءت ف بعض الطرق لديث عمر و أب أسيد بلفظ‬
‫‪:‬‬
‫" ائتدموا بالزيت " ‪ .‬و الملة الخرى وردت ف حديث لب هريرة بسند صحيح‬
‫على‬
‫شرط مسلم ‪ ,‬خرجته ف " الشكاة " ( ‪. ) 3016‬‬
‫و جلة القول أن الديث بجموع طريقي عمر و طريق أب سعيد يرتقي إل درجة‬
‫السن‬
‫لغيه على أقل الحوال ‪ ,‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و يكفي ف فضل الزيت قول ال تبارك و تعال ‪ ( :‬يوقد من شجرة مباركة زيتونة ل‬
‫شرقية و ل غربية ‪ ,‬يكاد زيتها يضيء و لو ل تسسه نار ) ‪.‬‬
‫و للزيت فوائد هامة ‪ ,‬ذكر بعضها العلمة ابن القيم ف " زاد العاد " ‪ ,‬فمن شاء‬
‫رجع إليه ‪.‬‬
‫" من أحب ل و أبغض ل و أعطى ل و منع ل فقد استكمل اليان " ‪.‬‬ ‫‪380‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 4681‬و ابن عساكر ف " تاريخ دمشق " ( ‪9 , 2 / 16 / 6‬‬
‫‪396 /‬‬
‫‪ ) 2 /‬من طرق عن يي بن الارث عن القاسم بن عبد الرحن عن ‪ #‬أب أمامة ‪#‬‬
‫عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ ,‬رجاله ثقات ‪ ,‬و ف القاسم بن عبد الرحن و هو أبو عبد‬
‫الرحن الدمشقي كلم يسي ‪ ,‬ل ينل به حديثه عن مرتبة السن ‪ ,‬و لذا قال‬
‫الافظ فيه " صدوق " ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد ‪ ,‬يرويه أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ ابن‬
‫أنس‬
‫الهن عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره و زاد ‪:‬‬
‫" و أنكح ل " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 85 / 2‬و أحد ( ‪. ) 440 / 3‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬هذا حديث حسن "‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده حسن أيضا ‪.‬‬

‫و قد تابعه زبان بن فائد عن سهل بن معاذ به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪. ) 338 / 3‬‬
‫فالديث بجموع الطريقي صحيح ‪ ,‬فل تغتر بكلم الناوي عليه ‪ ,‬فإنه ل تقيق‬
‫فيه ‪ ,‬و حسبه خطأ أنه أوهم أنه ليس للحديث سوى طريق واحد ضعيف !‬
‫و قد رواه ابن أب شيبة ف " كتاب اليان " ( رقم ‪ 133‬بتحقيقي ) بإسناد حسن‬
‫عن كعب بن مالك موقوفا ‪ .‬و ما سبق يدل على أن أصله مرفوع ‪.‬‬
‫و قد روي مرفوعا أيضا من طريق مسلمة بن علي أنبأنا يي بن الارث عن ني‬
‫ابن أوس عن أم الدرداء عن أب الدرداء عن رسول ال صلى ال عليه وسلم به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن عساكر ( ‪. ) 2 / 322 / 17‬‬
‫و هذا إسناد ل تقوم به حجة ‪ ,‬بل ل يستشهد به لن مسلمة بن علي و هو الشن‬
‫متروك ‪ ,‬و قد خالف الماعة الذين سبقت الشارة إليهم أنم رووه عن يي‬
‫ابن الارث عن القاسم عن أب أمامة ‪.‬‬
‫و ف روايتهم هذه كفاية و غنية عن رواية ابن مسلمة ‪.‬‬
‫" نى عن التعة ‪ ,‬و قال ‪ :‬أل إنا حرام من يومكم هذا إل يوم القيامة ‪ ,‬و من‬ ‫‪381‬‬
‫كان أعطى شيئا فل يأخذه " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 134 / 4‬من طريق معقل عن ابن أب عبلة عن عمر بن عبد‬
‫العزيز‬
‫قال ‪ :‬حدثنا ‪ #‬الربيع بن سبة عن أبيه ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪...‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات ‪ ,‬ليس فيهم من ينبغي النظر فيه سوى معقل هذا‬
‫و هو ابن عبيد ال الزري ‪.‬‬
‫قال الذهب فيه ‪ " :‬صدوق ضعفه ابن معي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فمثله يكون حديثه ف مرتبة السن لذاته ‪ ,‬أو لغيه على القل ‪ ,‬و ل‬
‫يتفرد بذا الديث ‪ ,‬فقد أخرجه مسلم و غيه من طرق عن الربيع بن سبة ‪ ,‬لكن‬
‫ليس‬
‫فيها ذكر تأييد التحري إل يوم القيامة ‪ ,‬إل ف هذه و ف طريق أخرى سأذكرها‬
‫إن شاء ال ‪ ,‬و من أجل هذه الزيادة أوردت الديث ف هذه " السلسلة " و إل‬
‫فأحاديث النهي عن التعة أشهر من أن ترج هنا ‪ ,‬و إن أنكرتا طائفة من الناس ‪,‬‬
‫اتباعا لهوائهم ‪ ,‬و ل ينفع البحث معهم إل بعد وضع منهج علمي لنقد أحاديث‬
‫الفريقي على ضوئه ‪ ,‬و هيهات هيهات ‪.‬‬
‫و الطريق الت أشرت إليها يرويها عبد العزيز بن عمر ( بن عبد العزيز ) ‪:‬‬
‫حدثن الربيع بن سبة به بلفظ ‪:‬‬
‫" أنه كان مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا أيها الناس إن قد كنت‬
‫أذنت لكم ف الستمتاع من النساء ‪ ,‬و إن ال قد حرم ذلك إل يوم القيامة ‪ ,‬فمن‬
‫كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ‪ ,‬و ل تأخذوا ما آتيتموهن شيئا " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 132 / 4‬و الدارمي ( ‪ ) 140 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 1962‬و‬
‫( ‪ ) 14 / 2‬و ابن أب شيبة ف " الصنف " ( ‪ ) 1 / 44 / 7‬و ابن الارود (‬
‫‪) 699‬‬
‫و البيهقي ( ‪ ) 203 / 7‬و أحد ( ‪. ) 406 - 405 , 405 - 404 / 3‬‬
‫و ف عبد العزيز هذا كلم يسي نو الكلم ف معقل ‪ ,‬فأحدها يقوى حديث الخر ‪.‬‬
‫لسيما و قد وجدت له شاهدا من حديث جابر ‪ ,‬يرويه صدقة بن عبد ال عن‬
‫إساعيل‬
‫بن أمية عن ممد بن النكدر عن جابر بن عبد ال النصاري قال ‪:‬‬
‫" خرجنا و معنا النساء اللت استمتعنا بن ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬هن حرام إل يوم القيامة ‪ ,‬فودعننا عند ذلك ‪ ,‬فسميت بذلك ثنية الوداع ‪,‬‬
‫و ما كانت قبل ذلك إل ثنية الركاب " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " الوسط " ( ‪, ) 2 / 174 / 1‬‬

‫و قال اليثمي ف " ممع الزوائد " ( ‪: ) 265 - 264 / 4‬‬
‫" و فيه صدقة بن عبد ال ‪ ,‬وثقه أبو حات و غيه ‪ ,‬و ضعفه أحد و جاعة‬
‫و بقية رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و جلة القول ‪ :‬أن الديث بجموع طرقيه و هذا الشاهد صحيح بل ريب ‪,‬‬
‫و ال تعال هو الوفق ‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫جاء ف كثي من طرق هذا الديث أن التحري كان يوم الفتح و هو الصواب و جاء‬
‫ف‬
‫بعضها أنه كان ف حجة الوداع و هو شاذ كما حققته ف " إرواء الغليل ف تريج‬
‫أحاديث منار السبيل " رقم ( ‪. ) 1960 , 1959‬‬
‫" إن مطعم ابن آدم قد ضرب للدنيا مثل ‪ ,‬فانظر ما يرج من ابن آدم و إن قزحه‬ ‫‪382‬‬
‫و ملحه ‪ ,‬قد علم إل ما يصي " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 2489‬و الطبان ف " الكبي " ( ‪/ 27 / 1‬‬
‫‪)2‬‬
‫و البيهقي ف " الزهد الكبي " ( ق ‪ ) 1 / 47‬و عبد ال بن أحد ف " زوائد‬
‫السند " ( ‪ ) 136 / 5‬عن أب حذيفة موسى بن مسعود حدثنا سفيان عن يونس بن‬
‫عبيد‬
‫عن السن عن عت عن ‪ #‬أب بن كعب ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪:‬‬
‫و أخرجه ابن أب الدنيا ف " الوع " ( ‪ ) 9 - 2 / 8‬من طرق أخرى عن يونس به‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري غي عت ‪ -‬مصغرا و هو ابن ضمرة‬
‫السعدي و هو ثقة ‪ ,‬لكن فيه علتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن السن و هو البصري مدلس ‪ ,‬و قد عنعنه ‪.‬‬
‫و الخرى ‪ :‬أن موسى بن مسعود مع كونه أحد شيوخ البخاري ف صحيحه ‪ ,‬ففيه‬
‫ضعف من‬
‫قبل حفظه ‪.‬‬
‫قال الذهب ف " اليزان " ‪:‬‬
‫" صدوق إن شاء ال ‪ ,‬يهم ‪ ,‬تكلم فيه أحد ‪ ,‬و ضعفه الترمذي ‪.‬‬
‫و قال ابن خزية ‪ :‬ل يتج به ‪. " ...‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق ‪ ,‬سيء الفظ ‪ ,‬و كان يصحف " ‪.‬‬
‫و قد تابعه إساعيل بن علية و غيه عند ابن أب الدنيا ‪ ,‬فأمنا بذلك سوء حفظه ‪.‬‬
‫لكن للحديث شاهد ‪ ,‬يرويه علي بن زيد عن السن عن الضحاك بن سفيان الكلب‬
‫أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له ‪:‬‬
‫" يا ضحاك ما طعامك ? قال ‪ :‬يا رسول ال اللحم و اللب ‪ ,‬قال ‪ :‬ث يصي إل‬
‫ماذا ? قال ‪ :‬إل ما قد علمت ‪ ,‬قال ‪ :‬فإن ال تبارك و تعال ضرب ما يرج من‬
‫ابن آدم مثل للدنيا " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 452 / 3‬و ابن أب الدنيا عن حاد بن زيد عن علي بن زيد ‪.‬‬
‫و قال النذري ( ‪: ) 102 / 4‬‬
‫" رواه أحد و رواته رواة الصحيح إل علي بن زيد بن جدعان " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ضعيف كما قال الافظ ف " التقريب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قال ابن خزية ‪ " :‬ل أحتج به لسوء حفظه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من سوء حفظه أنه كان يقلب الحاديث ‪ ,‬فقد قال حاد بن زيد ‪:‬‬
‫أنبأنا علي بن زيد ‪ ,‬و كان يقلب الحاديث ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و وصفه غيه بأنه كان اختلط ‪ .‬و لذلك فإن أخشى أن يكون هذا من‬
‫تاليطه ‪,‬‬
‫و قد رواه عن السن البصري ‪ ,‬فتدل روايته هذه عنه و رواية يونس ابن عبيد عنه‬
‫على أن للحديث أصل عن السن البصري ‪ ,‬و لكن هل هو من روايته عن عت عن‬
‫أب ‪,‬‬
‫أم من روايته عن الضحاك ? ل نستطيع ترجيح إحداها على الخرى لن ف الول‬
‫ابن جدعان ‪ ,‬و ف الخرى موسى بن مسعود ‪ ,‬و كلها ضعيف ‪ ,‬و إن كان ابن‬
‫مسعود‬
‫أحسن حال من ابن جدعان ‪ ,‬فيحتمل أن تكون روايته أرجح ‪ ,‬و قد تأكدت من‬
‫ذلك حي‬
‫وقفت على من تابعه كما سبقت الشارة إليه ‪.‬‬
‫ث إن السن قد عنعن الديث ف كل من الروايتي عنه ‪ ,‬فيحتمل أن يكون شيخه‬
‫فيهما واحدا ‪ ,‬فتعود الروايتان حينئذ إل أنم من طريق واحدة ‪ ,‬و على هذا ل‬
‫ينشرح القلب ‪ ,‬و ل تطمئن النفس للعتداد بذا الشاهد ‪ ,‬لن مرجعه و مرجع‬
‫الشهود له إل طريق واحد ‪ ,‬فل يتقوى الديث به ‪ ,‬لنه من باب تقوية الضعيف‬
‫بنفسه !‬
‫نعم للحديث شاهد آخر عن سلمان قال ‪:‬‬

‫" جاء قوم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬ألكم طعام ? قالوا ‪ :‬نعم ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬فلكم شراب ? قالوا ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬فتصفونه ? قالوا ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫و تبزونه ? قالوا ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬فإن معادها كمعاد الدنيا ‪ ,‬يقوم أحدكم إل‬
‫خلف بيته فيمسك على أنفه من نتنه " ‪.‬‬
‫قال اليثمي ( ‪ " : ) 288 / 10‬رواه الطبان و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فإذا كان إسناده من طريق أخرى غي طريق السن البصري كما آمل ‪ ,‬فهو‬
‫يصلح‬
‫شاهدا للحديث ‪ ,‬و يتقوى به ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و قد أخرجه ابن أب الدنيا من طريق سفيان عن عاصم عن أب عثمان قال ‪:‬‬

‫جاء رجل ‪ ...‬الديث نو رواية سلمان ‪.‬‬
‫و هو شاهد قوي للحديث ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫( قزحه ) بتشديد الزاي هو من القزح و هو التوابل ‪ ,‬يقال ‪ :‬قزحت القدر إذا‬

‫طرحت‬
‫فيها البزار ‪.‬‬
‫( ملحه ) بتخفيف اللم ‪ .‬أي ألقى فيه اللح بقدر للصلح ‪ .‬يقال منه ‪ :‬ملحت‬
‫القدر بالتخفيف ‪ ,‬و أملحتها و ملحتها إذا أكثرت ملحها حت تفسد ‪.‬‬
‫" من السنة ف الصلة أن تضع أليتيك على عقبيك بي السجدتي " ‪.‬‬ ‫‪383‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ : ) 1 / 106 / 3‬حدثنا أحد بن النضر‬
‫العسكري حدثن عبد الرحن بن عبيد ال اللب أنبأنا سفيان بن عيينة عن‬
‫عبد الكري عن طاووس عن ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬رضي ال عنه قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح إن كان عبد الكري هذا هو ابن مالك الزري الران‬
‫و أما إن كان هو ابن أب الخارق العلم البصري فهو ضعيف ‪ ,‬و ليس بي يدي ما‬
‫يرجح أحد الحتمالي على الخر ‪ ,‬فإن كل منهما روى عن طاووس ‪ ,‬و روى عن‬
‫كل‬
‫منهما ابن عيينة ‪.‬‬
‫بيد أن الديث صحيح على كل حال ‪ ,‬فقد رواه ابن عيينة أيضا عن إبراهيم ابن‬
‫ميسرة‬
‫عن طاووس به نوه ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ‪ :‬حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن ابن عيينة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪.‬‬

‫و أخرج ( ‪ ) 2 / 105 / 3‬بذا السناد عن ابن جريج ‪ :‬أخبن أبو الزبي أنه سع‬
‫طاووسا يقول ‪:‬‬
‫" قلت لبن عباس ف القعاء على القدمي ? قال ‪ :‬هي السنة ‪ ,‬فقلت ‪ :‬إنا لنراه‬
‫جفاء بالرجل ! قال ‪ :‬هي سنة نبيك " ‪.‬‬
‫و قد أخرجه مسلم و أبو عوانة ف " صحيحيهما " و البيهقي ( ‪ ) 119 / 2‬من‬
‫طريق‬
‫أخرى عن ابن جريج به ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح ‪ ,‬صرح فيه كل من ابن جريج و أب الزبي بالتحديث ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عن ابن عباس يرويه ابن إسحاق قال ‪ :‬حدثن عن انتصاب رسول‬
‫ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على عقبيه و صدور قدميه بي السجدتي إذا صلى ‪ -‬عبد ال‬
‫ابن أب نيح الكي عن ماهد بن جب أب الجاج قال ‪ :‬سعت عبد ال بن عباس‬
‫يذكره قال ‪ :‬فقلت له ‪ :‬يا أبا العباس ! و ال إن كنا لنعد هذا جفاء من صنعه !‬
‫قال ‪ :‬فقال ‪ :‬إنا سنة " ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده حسن صرح فيه ابن إسحاق أيضا بالتحديث ‪.‬‬
‫ث روى بإسناد آخر صحيح عن أب زهي معاوية بن حديج قال ‪:‬‬
‫" رأيت طاووسا يقعي ‪ ,‬فقلت ‪ :‬رأيتك تقعي ! قال ‪ :‬ما رأيتن أقعي ? ! و لكنها‬
‫الصلة ‪ ,‬رأيت العبادلة الثلثة يفعلون ذلك عبد ال بن عباس و عبد ال بن عمر‬
‫و عبد ال بن الزبي ‪ ,‬يفعلونه ‪ .‬قال أبو زهي ‪ :‬و قد رأيته يقعي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ففي الديث و هذه الثار دليل على شرعية القعاء الذكور ‪ ,‬و أنه سنة‬
‫يتعبد با و ليست للعذر كما زعم بعض التعصبة ‪ ,‬و كيف يكون كذلك و هؤلء‬
‫العبادلة اتفقوا على التيان به ف صلتم ‪ ,‬و تبعهم طاووس التابعي الفقيه‬
‫الليل و قال المام أحد ف " مسائل الروزي " ( ‪: ) 19‬‬
‫" و أهل مكة يفعلون ذلك " ‪.‬‬
‫فكفى بم سلفا لن أراد أن يعمل بذه السنة و يييها ‪.‬‬
‫و ل منافاة بينها ‪ ,‬و بي السنة الخرى ‪ ,‬و هي الفتراش ‪ ,‬بل كل سنة ‪ ,‬فيفعل‬
‫تارة هذه ‪ ,‬و تارة هذه ‪ ,‬اقتداء به صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و حت ل يضيع عليه‬
‫شيء من هديه عليه الصلة و السلم ‪.‬‬
‫" من لبس الرير ف الدنيا ل يلبسه ف الخرة و من شرب المر ف الدنيا ل‬ ‫‪384‬‬
‫يشربه ف الخرة و من شرب ف آنية الذهب و الفضة ف الدنيا ل يشرب با ف‬

‫الخرة ث قال ‪ :‬لباس أهل النة و شراب أهل النة و آنية أهل النة " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 141 / 4‬و ابن عساكر ف " تاريخ دمشق " ( ‪/ 202 / 15‬‬
‫‪ ) 2‬من‬
‫طريق يي بن حزة حدثن زيد بن واقد أن خالد بن عبد ال بن حسي حدثه قال ‪:‬‬
‫حدثن ‪ #‬أبو هريرة ‪ #‬رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫فذكره ‪ .‬و قال ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات رجال البخاري غي خالد بن عبد ال بن حسي و هو الموي‬
‫الدمشقي مول عثمان بن عفان ‪.‬‬
‫قال ابن حبان ف " الثقات " ( ‪: ) 37 / 1‬‬
‫" عداده ف أهل الشام ‪ ,‬يروي عن أب هريرة ‪ .‬روى عنه زيد بن واقد ‪ ,‬و إساعيل‬
‫بن عبيد ال بن أب الهاجر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و زاد ابن أب حات ( ‪ ) 339 / 2 / 1‬ف الرواة عنه ‪ " :‬ممد بن عبد ال‬
‫الشعيثي " و كذا ف " التهذيب " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬قال البخاري ‪ :‬سع أبا هريرة ‪ .‬و قال إسحاق بن سيار النصيب ‪ :‬أظنه‬
‫ل يسمع من أب هريرة ‪ .‬و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قال الجري عن أب داود ‪ :‬كان أعقل أهل زمانه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا السناد يشهد لقول البخاري أنه سع أبا هريرة ‪ ,‬و يعل ظن النصيب‬
‫وها ‪.‬‬
‫و اعلم أن الحاديث ف تري لبس الرير ‪ ,‬و شرب المر ‪ ,‬و الشرب ف أوان‬
‫الذهب و الفضة ‪ ,‬هي أكثر من أن تصر ‪ ,‬و إنا أحببت أن أخص هذا بالذكر لنه‬
‫جع‬
‫الكلم على هذه المور الثلثة ‪ ,‬و ساقها مساقا واحدا ‪ ,‬ث ختمها بقوله " لباس‬
‫أهل النة ‪ , " ...‬الذي يظهر أنه خرج مرج التعليل ‪ ,‬يعن أن ال تعال حرم‬
‫لباس الرير ( على الرجال خاصة ) لنه لباسهم ف النة كما قال تعال ‪:‬‬
‫( و لباسهم فيها حرير ) ‪ ,‬و حرم المر على الرجال و النساء لنه شرابم ف‬
‫النة ( مثل النة الت وعد التقون فيها أنار من ماء غي آسن ‪ ,‬و أنار من‬
‫لب ل يتغي طعمه ‪ ,‬و أنار من خر لذة للشاربي ) ‪ ,‬و حرم الشرب ف آنية‬
‫الذهب و الفضة على الرجال و النساء أيضا لنا آنيتهم ( ادخلوا النة أنتم‬
‫و أزواجكم تبون ‪ .‬يطاف عليهم بصحاف من ذهب و أكواب ) ‪ .‬فمن استعجل‬
‫التمتع‬
‫بذلك غي مبال و ل تائب عوقب برمانا منها ف الخرة جزاء وفاقا ‪.‬‬
‫و ما أحسن ما روى الاكم ( ‪ ) 455 / 2‬عن صفوان بن عبد ال بن صفوان قال ‪:‬‬
‫" استأذن سعد على ابن عامر ‪ ,‬و تته مرافق من حرير ‪ ,‬فأمر با فرفعت ‪ ,‬فدخل‬
‫عليه ‪ ,‬و عليه مطرف خز ‪ ,‬فقال له ‪ :‬اسأذنت علي و تت مرافق من حرير ‪ ,‬فأمرت‬
‫با فرفعت ‪ ,‬فقال له ‪ :‬نعم الرجل أنت يا ابن عامر إن ل تكن من قال ال‬
‫عز و جل ( أذهبتم طيباتكم ف حياتكم الدنيا ) ‪ ,‬و ال لن اضطجع على جر الغضا‬
‫أحب إل من أن أضطجع عليها " ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ .‬و أقره‬
‫النذري !!‬
‫و أقول ‪ :‬إنا هو على شرط مسلم وحده ‪ ,‬لن صفوان بن عبد ال ‪ ,‬ل يرج له‬
‫البخاري ف " الصحيح " ‪ ,‬و إنا روى له ف " الدب الفرد " ‪.‬‬
‫و اعلم أن الرير الحرم إنا هو الرير اليوان العروف ف بلد الشام‬
‫بالرير البلدي و أما الرير النبات الصنوع من ألياف بعض النباتات ‪ ,‬فليس‬
‫من التحري ف شيء ‪.‬‬
‫و أما المر فهي مرمة بميع أنواعها و أجناسها ‪ ,‬ما اتذ من العنب أو الذرة‬
‫أو التمر أو غي ذلك ‪ ,‬فكله حرام ‪ ,‬ل فرق ف شيء منه بي قليله و كثيه ‪,‬‬
‫لن العلة المرية ( السكر ) و ليس الادة الت يصل با ( السكر ) كما قال‬
‫" كل مسكر خر ‪ ,‬و كل خر حرام " ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬ما أسكر كثيه فقليله حرام " ‪.‬‬
‫و ل تغتر با جاء ف بعض الكتب الفقهية عن بعض الئمة من إباحة جنس منها‬
‫بتفاصيل تذكر فيها ‪ ,‬فإنا هي زلة من عال ‪ ,‬كان الحرى أن تدفن و ل تذكر‬
‫لول العصبية المقاء ‪.‬‬
‫" نى عن النفخ ف الشراب ‪ ,‬فقال له رجل ‪ :‬يا رسول ال إن ل أروى من نفسي‬ ‫‪385‬‬
‫واحد ‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فأبن القدح عن فيك ‪ ,‬ث تنفس‬
‫قال ‪ :‬فإن أرى القذاة فيه ‪ ,‬قال ‪ :‬فأهرقها " ‪.‬‬
‫أخرجه مالك ( ‪ ) 12 / 925 / 2‬و عنه الترمذي ( ‪ ) 345 / 1‬و ابن حبان ف‬
‫" صحيحه " ( ‪ ) 1367‬و الاكم ( ‪ ) 139 / 4‬و أحد ( ‪ ) 32 / 3‬كلهم عن‬
‫مالك عن‬
‫أيوب بن حبيب مول سعد بن أب وقاص عن أب الثن الهن قال ‪:‬‬
‫" كنت عند مروان بن الكم ‪ ,‬فدخل عليه ‪ #‬أبو سعيد الدري ‪ , #‬فقال له‬
‫مروان‬
‫بن الكم أسعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه نى عن النفخ ف الشرب ?‬
‫فقال له أبو سعيد ‪ :‬نعم ‪ ,‬فقال له رجل ‪ :‬يا رسول ال ‪ " ...‬الديث ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬هذا حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و تابعه فليح عن أيوب بن حبيب به ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪. ) 69 - 68 / 3‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجاله ثقات غي أب الثن الهن ‪ ,‬و قد أورده ابن حبان ف " الثقات "‬
‫( ‪ , ) 172 / 1‬و قال ابن معي ‪ " :‬ثقة " ‪.‬‬
‫و أما ابن الدين فقال ‪ " :‬مهول " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬مقبول " ‪.‬‬
‫و الديث أورده السيوطي مفرقا ف موضعي من " الامع الصغي " فأورد طرفه‬
‫الول‬
‫معزوا للترمذي وحده !‬
‫و أورد طرفه الخر بلفظ ‪ " :‬ابن القدح عن فيك ‪ ,‬ث تنفس " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬رواه سويه ف " فوائده " و البيهقي ف الشعب " ‪ .‬فشنع عليه الناوي‬
‫ف عدم عزوه لالك و الترمذي ‪ ,‬و ف رمزه له بالسن ‪ .‬و قال ‪ " :‬إنه يوهم أنه‬
‫غي صحيح ‪ ,‬و هو غي صحيح ‪ ,‬بل صحيح ‪ ,‬كيف و هو من أحاديث " الوطأ "‬
‫الذي ليس‬
‫بعد " الصحيحي " شيء أصح منه ‪ ,‬و قال الترمذي ‪ :‬حسن صحيح ‪ ,‬و أقره عليه‬
‫النووي‬
‫و غيه من الفاظ " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬القرب إل القواعد أنه حسن لا عرفت من حال أب الثن ‪.‬‬
‫فوائد الديث‬
‫‪-------------‬‬
‫‪ - 1‬النهي عن النفخ ف الشراب ‪ ,‬قال الافظ ف " الفتح " ( ‪: ) 80 / 10‬‬
‫" و جاء ف النهي عن النفخ ف الناء عدة أحاديث ‪ ,‬و كذا النهي عن التنفس ف‬
‫الناء ‪ ,‬لنه ربا حصل له تغي من النفس إما لكون التنفس كان متغي الفم‬
‫بأكول مثل ‪ ,‬أو لبعد عهده بالسواك و الضمضة ‪ ,‬أو لن النفس يصعد ببخار‬
‫العدة ‪ ,‬و النفخ ف هذه الحوال كلها أشد من التنفس " ‪.‬‬
‫‪ - 2‬جواز الشرب بنفس واحد ‪ ,‬لن النب صلى ال عليه وسلم ل ينكر على الرجل‬
‫حي قال ‪ " :‬إن ل أروى من نفس واحد " ‪ ,‬فلو كان الشرب بنفس واحد ل يوز ‪,‬‬
‫لبينه صلى ال عليه وسلم له ‪ ,‬و لقال له مثل ‪ " :‬و هل يوز الشرب من نفس واحد‬
‫?!"‪.‬‬
‫و كان هذا أول من القول له ‪ " :‬فأبن القدح ‪ , " ...‬لو ل يكن ذلك جائزا ‪ ,‬فدل‬
‫قوله هذا على جواز الشرب بنفس واحد ‪ ,‬و أنه إذا أراد أن يتنفس تنفس خارج‬
‫الناء‬
‫و هذا ما صرح به حديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫" إذا شرب أحدكم فل يتنفس ف الناء ‪ ,‬فإذا أراد أن يعود ‪ ,‬فلينح الناء ‪,‬‬
‫ث ليعد ‪ ,‬إن كان يريد " ‪.‬‬
‫" إذا شرب أحدكم فل يتنفس ف الناء فإذا أراد أن يعود فلينح الناء ث ليعد‬ ‫‪386‬‬
‫إن كان يريد " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 3427‬و الاكم ( ‪ ) 139 / 4‬من طريق ‪ #‬الارث بن أب‬
‫ذباب عن‬
‫عمه عنه ‪. #‬‬
‫و سكت عنه الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 81 / 10‬و إسناده حسن عندي ‪ ,‬فإن‬
‫الارث‬
‫هذا هو ابن عبد الرحن بن عبد ال بن سعد بن أب ذباب ‪ ,‬ليس به بأس كما قال‬
‫أبو زرعة ‪.‬‬
‫و عمه ذكره ابن منده ف الصحابة و ساه عياضا كما قال الافظ ف " التهذيب " ‪.‬‬
‫و قال البوصيي ف " الزوائد " ( ق ‪: ) 2 / 206‬‬
‫" هذا إسناد صحيح ‪ ,‬رجاله ثقات ‪ ,‬و عم الارث اسه عبد ال بن عبد الرحن ابن‬
‫الارث " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " الفتح " ‪:‬‬

‫" و استدل به لالك على جواز الشرب بنفس واحد ‪ ,‬و أخرج ابن أب شيبة الواز‬
‫عن‬
‫سعيد بن السيب و طائفة ‪ ,‬و قال عمر بن عبد العزيز ‪:‬‬
‫" إنا ني عن التنفس داخل الناء ‪ ,‬فأما من ل يتنفس ‪ ,‬فإن شاء فليشرب بنفس‬
‫واحد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو تفصيل حسن ‪ ,‬و قد ورد المر بالشرب بنفس واحد من حديث أب‬
‫قتادة‬
‫مرفوعا ‪ .‬أخرجه الاكم ‪ ,‬و هو ممول على التفصيل الذكور " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ل أر الديث الشار إليه عند الاكم من حديث أب قتادة ‪ ,‬و إنا هو عنده‬
‫من حديث أب هريرة ‪ ,‬و هو الذي سقت لفظه آنفا من رواية ابن ماجه ‪ ,‬و لفظه عند‬
‫الاكم ‪:‬‬
‫" ل يتنفس أحدكم ف الناء إذا كان يشرب منه ‪ ,‬و لكن إذا أراد أن يتنفس‬
‫فليؤخره عنه ث يتنفس " ‪.‬‬
‫فأنا أظن أنه هو الذي أراده الافظ ‪ ,‬لكنه وهم ف عزوه لديث أب قتادة ‪.‬‬
‫ث إن ما تقدم من جواز الشرب بنفس واحد ‪ ,‬ل يناف أن السنة أن يشرب بثلثة‬
‫أنفاس ‪ ,‬فكلها جائز لكن الثان أفضل لديث أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫" كان إذا شرب تنفس ثلثا ‪ ,‬و قال ‪ :‬هو أهنأ و أمرأ و أبرأ " ‪.‬‬
‫" كان إذا شرب تنفس ثلثا ‪ ,‬و قال ‪ :‬هو أهنأ و أمرأ و أبرأ " ‪.‬‬ ‫‪387‬‬
‫أخرجه مسلم و أبو داود ( ‪ ) 3727‬و النسائي ف " الكبى " ( ق ‪) 2 / 65‬‬
‫و الترمذي ( ‪ ) 344 / 1‬و حسنه ‪ ,‬و أحد ( ‪, 211 , 185 , 119 - 118 / 3‬‬
‫‪) 251‬‬
‫عن عبد الوارث بن سعيد أب عصام عنه ‪.‬‬
‫و تابعه ثامة بن عبد ال بن أنس عن ‪ #‬أنس ‪ #‬به ‪ ,‬دون قوله ‪:‬‬
‫" و قال ‪ :‬هو أهنأ ‪. " ...‬‬
‫أخرجه مسلم و النسائي و الترمذي و أحد ( ‪ . ) 185 , 128 , 114 / 3‬و ف‬

‫رواية‬
‫للنسائي من الطريق الول بلفظ ‪:‬‬
‫" إذا شرب أحدكم فليتنفس ثلث مرات فإنه أهنأ و أمرأ " ‪.‬‬
‫و إسناده هكذا ‪ :‬أخبنا إسحاق بن إبراهيم قال ‪ :‬حدثنا وكيع قال ‪:‬‬
‫حدثن هشام بن أب عبد ال به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح ‪ ,‬و كل من هشام و عبد الوارث بن سعيد ثقة ثبت ‪ ,‬و‬
‫قد‬
‫اختلفا ف لفظه على أب عصام ‪ ,‬فرواه أحدها من فعله صلى ال عليه وسلم ‪,‬‬
‫و الخر من قوله ‪ .‬و يرجح الول الطريق الثانية عن أنس فإنا من فعله أيضا ‪.‬‬
‫‪---------‬‬
‫عزى السيوطي ف " الامع الصغي " الديث لـ ( ق ‪ ) 4 ,‬و ل أره ف البخاري‬
‫و ابن ماجه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" نى عن الشرب من ثلمة القدح ‪ ,‬و أن ينفخ ف الشراب " ‪.‬‬ ‫‪388‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 3722‬و ابن حبان ( ‪ ) 1366‬و أحد ( ‪ ) 80 / 3‬و كذا ابنه‬
‫عبد ال من طريق قرة بن عبد الرحن عن ابن شهاب عن عبيد ال بن عبد ال بن‬
‫عتبة عن ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ #‬أنه قال ‪ :‬فذكره مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ ,‬رجاله كلهم رجال مسلم لول ما ف قرة بن عبد الرحن‬
‫من الكلم ‪.‬‬
‫و قال الافظ ‪ " :‬اسه يي ‪ ,‬صدوق ‪ ,‬و له مناكي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن لديثه شواهد تدل على صحته ‪ ,‬و أنه قد حفظه ‪.‬‬
‫أما الشطر الثان منه ‪ ,‬فله شواهد كثية تقدم ذكر أحدها ف الديث الذي قبله ‪.‬‬
‫و أما الشطر الول ‪ ,‬فيشهد له حديث أب هريرة قال ‪:‬‬
‫" نى أن يشرب من كسر القدح " ‪.‬‬
‫قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 78 / 5‬‬

‫" رواه الطبان ف " الوسط " ‪ ,‬و رجاله ثقات رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫و حديث سهل بن سعد ‪:‬‬
‫" أن النب صلى ال عليه وسلم نى أن ينفخ ف الشراب و أن يشرب من ثلمة‬
‫القدح " ‪ " .‬رواه الطبان ‪ ,‬و فيه عبد الهيمن بن عباس بن سهل و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫و عن ابن عباس و ابن عمر قال ‪:‬‬
‫" يكره أن يشرب من ثلمة القدح ‪ ,‬و أذن القدح " ‪.‬‬
‫" رواه الطبان ‪ ,‬و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫" إياكم و مقرات الذنوب كقوم نزلوا ف بطن واد فجاء ذا بعود و جاء ذا بعود حت‬ ‫‪389‬‬
‫أنضجوا خبزتم و إن مقرات الذنوب مت يؤخذ با صاحبها تلكه " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 331 / 5‬حدثنا أنس بن عياض حدثن أبو حازم ل أعلمه إل عن‬
‫‪ #‬سهل بن سعد ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫و من هذا الوجه أخرجه الرويان أيضا ف " مسنده " ( ‪ ) 198 - 197 / 29‬و‬
‫ف " الشعب " ( ‪ 1 / 384 / 2‬مصورة الكتب السلمي ) ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و هو عند أحد ثلثي ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ( ‪: ) 190 / 10‬‬
‫" رواه أحد و رجاله رجال الصحيح ‪ ,‬و رواه الطبان ف الثلثة من طريقي ‪,‬‬
‫و رجال أحدها رجال الصحيح غي عبد الوهاب بن عبد الكم و هو ثقة " ‪.‬‬
‫" كان إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ ‪ ,‬و إذا أراد أن يأكل غسل يديه " ‪.‬‬ ‫‪390‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ : ) 50 / 1‬أخبنا ممد بن عبيد بن ممد قال ‪ :‬حدثنا عبد ال‬
‫بن البارك عن يونس عن الزهري عن أب سلمة عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬رضي ال عنها ‪:‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ‪. " ...‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخي غي ممد بن عبيد و هو‬
‫أبو جعفر أو أبو يعلى النحاس الكوف و هو صدوق ‪.‬‬
‫و تابعه سويد بن نصر قال أنبأنا عبد ال عن يونس به ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي و ف " الكبى " أيضا ( ق ‪. ) 2 / 65‬‬
‫و سويد بن نصر ثقة ‪ .‬و تابعه علي بن إسحاق قال ‪ :‬أنبأنا عبد ال به ‪ .‬و تابعه‬
‫ممد بن بكر قال ‪ :‬أنبأنا يونس به ‪ .‬أخرجه أحد ( ‪) 119 , 119 - 118 / 6‬‬
‫فالديث صحيح على شرطهما ‪ ,‬و قد صححه ابن حبان ( ‪. ) 231‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا حديث عزيز جيد ‪ ,‬فيه سنية غسل اليدين قبل الطعام فهو يغن عن‬
‫الديث الشهور ف الباب بلفظ ‪:‬‬
‫" بركة الطعام الوضوء قبله و بعده " ‪.‬‬
‫و قد تكلمنا عليه ف " الحاديث الضعيفة " ( رقم ‪. ) 168‬‬
‫" إذا أكل أحدكم الطعام فل يسح يده حت يلعقها أو يلعقها و ل يرفع صحفة حت‬ ‫‪391‬‬
‫يلعقها أو يلعقها ‪ ,‬فإن آخر الطعام فيه بركة " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ف " السنن الكبى " ( ق ‪ - 1 / 60‬الوليمة ) ‪ :‬أخبنا يوسف‬

‫بن سعيد قال ‪ :‬حدثنا حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬أخبن أبو الزبي قال ‪:‬‬
‫سعت ‪ #‬جابر ‪ #‬يقول ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه و سلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غي يوسف بن سعيد و‬
‫هو ابن‬
‫مسلم الصيصي و هو ثقة حافظ ‪ .‬و قد أخرجه مسلم من طريق سفيان عن أب الزبي‬
‫عن‬
‫جابر ‪ ,‬هكذا معنعنا ‪ ,‬و أبو الزبي مدلس معروف بذلك ‪ ,‬و ل يتج بديثه إل ما‬
‫صرح فيه بالتحديث ‪ ,‬و قد صرح به ف رواية ابن جريج هذه ‪ ,‬و هي فائدة هامة‬
‫و لذلك أخرجتها هنا ‪.‬‬
‫على أن لب الزبي متابعا و لديثه شاهدا ‪ ,‬أخرجت ذلك كله ف " إرواء الغليل "‬
‫رقم ( ‪ ) 2030‬فل ضرورة لعادة ذلك هنا ‪.‬‬
‫و ف الديث أدب جيل من آداب الطعام الواجبة ‪ ,‬أل و هو لعق الصابع و مسح‬
‫الصحفة با ‪ .‬و قد أخل بذلك أكثر السلمي اليوم متأثرين ف ذلك بعادات أوربا‬
‫الكافرة ‪ ,‬و آدابا القائمة على العتداد بالادة ‪ ,‬و عدم العتراف بالقها‬
‫و الشكر له على نعمه ‪ .‬فليحذر السلم من أن يقلدهم ف ذلك فيكون منهم لقوله‬
‫صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬و من تشبه بقوم فهو منهم " ‪.‬‬
‫و إنا قلت ‪ ... " :‬الواجبة " لمره صلى ال عليه وسلم بذلك ‪ ,‬و نيه عن‬
‫الخلل به ‪.‬‬
‫فكن مؤمنا يأتر بأمره صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و ينتهي عما نى عنه ‪ ,‬و ل تبال‬
‫بالستهزئي الذين يصدون عن سبيل ال من حيث يشعرون أو ل يشعرون ‪.‬‬
‫" إنه أعظم للبكة ‪ .‬يعن الطعام الذي ذهب فوره " ‪.‬‬ ‫‪392‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ ) 100 / 2‬و ابن حبان ( ‪ ) 1344‬و الاكم ( ‪ ) 118 / 4‬و‬
‫ابن أب‬
‫الدنيا ف " الوع " ( ‪ ) 2 / 14‬و البيهقي ( ‪ ) 280 / 7‬عن قرة بن عبد الرحن‬
‫عن‬
‫ابن شهاب عن عروة بن الزبي عن ‪ #‬أساء بنت أب بكر ‪. #‬‬
‫أنا كانت إذا ثردت غطته شيئا حت يذهب فوره ث تقول ‪ :‬إن سعت رسول ال‬
‫صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ‪ ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب !‬
‫قلت ‪ :‬و ذلك من أوهامهما فإن قرة بن عبد الرحن ل يتج به مسلم ‪ ,‬و إنا أخرج‬
‫له ف الشواهد كما صرح بذلك الذهب نفسه ف " اليزان " ‪ ,‬ث هو ف نفسه ضعيف‬
‫من قبل حفظه ‪ ,‬و قد مضى ذكر شيء من حاله ف أول الكتاب ‪.‬‬
‫نعم إنه ل يتفرد به ‪ ,‬فقد تابعه عقيل بن خالد عن ابن شهاب به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 350 / 6‬حدثنا قتيبة بن سعيد قال ‪ :‬حدثنا ابن ليعة عن عقيل ‪,‬‬
‫و حدثنا عتاب قال ‪ :‬حدثنا عبد ال ‪ ,‬قال ‪ :‬أنبأنا ابن ليعة ‪ ,‬قال ‪ :‬حدثن‬
‫عقيل ابن خالد عن ابن شهاب به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح من طريق عبد ال و هو ابن البارك ‪ ,‬فإن ابن ليعة‬
‫و إن كان معروفا بسوء الفظ ‪ ,‬لكن الحققي من العلماء على أن حديثه صحيح إذا‬
‫كان من رواية العبادلة عنه منهم عبد ال بن البارك ‪ .‬و قد رواه عنه كما ترى ‪.‬‬
‫و عتاب هو ابن زياد الروزي ‪ ,‬قال ابن أب حات ( ‪ ) 13 / 2 / 3‬عن أبيه ‪:‬‬
‫" ثقة " ‪.‬‬
‫و ل يورده الافظ ف " التعجيل " مع أنه على شرطه !‬
‫و قد صح عن أب هريرة رضي ال عنه أنه قال ‪:‬‬
‫" ل يؤكل طعام حت يذهب باره " ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي بإسناد صحيح كما بينته ف " الرواء " ( ‪. ) 2038‬‬
‫و أخرج الاكم من طريق ممد بن عبيد ال بن العرزمي عن عطاء عن جابر‬
‫مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" أبردوا الطعام الار ‪ ,‬فإن الطعام الار غي ذي بركة " ‪.‬‬
‫و العرزمي هذا متروك شديد الضعف ‪ ,‬لكن ذكر له السيوطي ف " الامع " شواهد‬
‫عدة‬
‫ف بعضها نظر ‪ ,‬منها حديث أساء هذا ‪ ,‬و ل يفى على اللبيب أن قوله فيه‬
‫" أعظم للبكة " ل يساوي قوله " غي ذي بركة " فإن الول يدل بفهومه أنه دونه‬
‫ف البكة ‪ ,‬فهذا شيء ‪ ,‬و قوله " غي ذي بركة " فليحقق النظر ف الشواهد الخرى‬
‫من حيث إسنادها و من جهة شهادتا ‪ ,‬فإن من تلك الشواهد ما عزاه لـ " اللية "‬
‫من حديث أنس ‪ .‬و ل أره فيه بذا اللفظ ‪ .‬ث رأيت الناوي ذكر أنه يعن حديث‬
‫أنس قال ‪ :‬أت النب صلى ال عليه وسلم بقصعة تفور ‪ ,‬فرفع يده منها و قال ‪:‬‬
‫إن ال ل يطعمنا نارا ‪ ,‬ث ذكره ‪.‬‬
‫و ل يتكلم عن إسناده بشيء و ل رأيته ف " البغية ف ترتيب أحاديث اللية " ‪.‬‬
‫" كلوا من جوانبها ‪ ,‬و دعوا ذروتا يبارك لكم فيها ‪ ,‬ث قال ‪ :‬خذوا فكلوا ‪,‬‬ ‫‪393‬‬
‫فوالذي نفس ممد بيده ليفتحن عليكم أرض فارس و الروم ‪ ,‬حت يكثر الطعام فل‬
‫يذكر اسم ال عليه " ‪.‬‬
‫صحيح ‪ ,‬رواه أبو بكر الشافعي ف " الفوائد " ( ‪ ) 1 / 98‬و عنه ابن عساكر ( ‪/ 8‬‬
‫‪ ) 2 / 532‬و البيهقي ( ‪ ) 283 / 7‬و الضياء ف " الختارة " ( ‪ ) 1 / 112‬عن‬
‫عمرو‬
‫بن عثمان حدثنا أب حدثنا ممد بن عبد الرحن بن عرق حدثنا ‪ #‬عبد ال بن بسر‬
‫‪#‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫أهديت للنب صلى ال عليه وسلم شاة و الطعام يومئذ قليل ‪ ,‬فقال لهله ‪ :‬اطبخوا‬
‫هذه الشاة و انظروا إل هذا الدقيق فاخبزوه و اطبخوا و اثردوا عليه ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫و كان للنب صلى ال عليه وسلم قصعة يقال لا الغراء يملها أربعة رجال ‪ ,‬فلما‬
‫أصبح و سبحوا الضحى أتى بتلك القصعة و التقوا عليها ‪ ,‬فإذا كثر الناس جثا‬
‫رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقال ‪ :‬أعراب ما هذه اللسة ? فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬إن ال جعلن عبدا كريا و ل يعلن جبارا عنيدا ث قال رسول‬
‫و أخرجه أبو داود ( ‪ ) 3773‬و ابن ماجه مفرقا ف موضعي ( ‪) 3275 , 3263‬‬
‫دون‬
‫قوله ‪ " :‬ث قال ‪. " ...‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات و عثمان هو ابن سعيد بن كثي‬
‫المصي ‪.‬‬
‫و الديث علم من أعلم نبوته صلى ال عليه وسلم فقد فتح سلفنا أرض فارس‬
‫و الروم و ورثنا ذلك منهم ‪ ,‬و طغى الكثيون منا فأعرضوا عن الشريعة و آدابا‬
‫الت منها ابتداء الطعام بـ " بسم ال " فنسوا هذا حت ل تكاد تد فيهم‬
‫ذاكرا !‬
‫" يا عثمان إن ل أومر بالرهبانية أرغبت عن سنت ?! قال ‪ :‬ل يا رسول ال‬ ‫‪394‬‬
‫قال ‪ :‬إن من سنت أن أصلي و أنام و أصوم و أطعم و أنكح و أطلق ‪ ,‬فمن رغب‬
‫عن‬
‫سنت فليس من ‪ ,‬يا عثمان إن لهلك عليك حقا و لنفسك عليك حقا " ‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي ( ‪ : ) 132 / 2‬حدثنا ممد بن يزيد الزامي حدثنا يونس بن بكي‬
‫‪:‬‬
‫حدثن ابن إسحاق ‪ :‬حدثن الزهري عن سعيد بن السيب عن ‪ #‬سعد ابن أب وقاص‬
‫‪#‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫" لا كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان من ترك النساء ‪ ,‬بعث إليه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقال ‪ ( ...‬فذكره ) ‪ .‬قال سعد ‪ :‬فو ال لقد كان أجع‬
‫رجال من السلمي على أن رسول ال صلى ال عليه وسلم إن هو أقر عثمان على ما‬
‫هو عليه أن نتصي ‪ ,‬فنتبتل " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غي ابن إسحاق ‪ ,‬و هو‬
‫ثقة‬
‫مدلس ‪ ,‬و لكنه صرح بالتحديث ‪ ,‬فزالت شبهة تدليسه ‪.‬‬
‫و له فيه إسناد آخر عن عائشة رضي ال عنها نوه ‪ ,‬و توبع عليه كما بينته ف‬
‫" إرواء الغليل " ( ‪. ) 2075‬‬
‫" ل تصوم الرأة يوما تطوعا ف غي رمضان و زوجها شاهد إل بإذنه " ‪.‬‬ ‫‪395‬‬
‫أخرجه الدارمي ف " سننه " ( ‪ : ) 12 / 2‬أخبنا ممد بن أحد حدثنا سفيان عن‬
‫أب الزناد عن العرج عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬جيع رواته ثقات من رجاله ‪.‬‬
‫و الديث أخرجه الشيخان من طرق عن سفيان دون قوله ‪ " :‬يوما تطوعا ف غي‬
‫رمضان " ‪.‬‬
‫و هي زيادة صحيحة ثابتة ‪ ,‬و من أجلها خرجت الديث هنا ‪ ,‬و قد جاءت من‬
‫طريقي‬
‫آخرين عن أب هريرة نوه ‪ .‬و إسناد أحدها صحيح ‪ ,‬و الخر حسن ‪ ,‬و له شاهد‬
‫من‬
‫حديث أب سعيد الدري أت منه و فيه بيان سبب وروده ‪ ,‬مع فوائد أخرى ينبغي‬
‫الطلع عليها ‪ ,‬و هذا نصه ‪ ,‬قال رضي ال عنه ‪:‬‬
‫" جاءت امرأة إل النب صلى ال عليه وسلم و نن عنده ‪ ,‬فقالت ‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن زوجي صفوان بن العطل يضربن إذا صليت ‪ ,‬و يفطرن إذا صمت ‪ ,‬و ل يصلي‬
‫صلة‬
‫الفجر حت تطلع الشمس ‪ ,‬قال ‪ :‬و صفوان عنده ‪ ,‬قال ‪ :‬فسأله عما قالت ? فقال ‪:‬‬
‫يا رسول ال أما قولا ‪ " :‬يضربن إذا صليت " ‪ ,‬فإنا تقرأ بسورتي ‪,‬‬
‫( فتعطلن ) و قد نيتها ( عنهما ) ‪ ,‬قال ‪ :‬فقال ‪ :‬لو كانت سورة واحدة لكفت‬
‫الناس ‪.‬‬
‫و أما قولا " يفطرن " ‪ ,‬فإنا تنطلق فتصوم و أنا رجل شاب ‪ ,‬فل أصب ‪ ,‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ ‪ " :‬ل تصوم امرأة إل بإذن زوجها " ‪.‬‬
‫و أما قولا " إن ل أصلي حت تطلع الشمس " فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك ‪,‬‬
‫ل نكاد نستيقظ حت تطلع الشمس ‪ ,‬قال ‪ :‬فإذا استيقظت فصل " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود و السياق له و ابن حبان و الاكم و أحد بإسناد صحيح على شرط‬
‫الشيخي ‪ .‬و قد خرجته مع طرق حديث أب هريرة ف " الرواء " ( ‪. ) 2063‬‬
‫" كان ف سفره الذي ناموا فيه حت طلعت الشمس ‪ ,‬فقال ‪ :‬إنكم كنتم أمواتا‬ ‫‪396‬‬
‫فرد ال إليكم أرواحكم ‪ ,‬فمن نام عن صلة فليصلها إذا استيقظ ‪ ,‬و من نسي‬
‫صلة فليصل إذا ذكر " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ ) 1 / 58‬عن عبد البار بن العباس المدان عن‬
‫‪ #‬عون بن أب جحيفة عن أبيه ‪ #‬قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي عبد البار هذا و‬
‫هو‬
‫صدوق يتشيع كما قال الافظ ف " التقريب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و التشيع ل يضر ف الرواية عند الحدثي ‪ ,‬لن العبة ف الراوي إنا‬
‫هو كونه مسلما عدل ضابطا ‪ ,‬أما التمذهب بذهب مالف لهل السنة ‪ ,‬فل يعد‬
‫عندهم جارحا ما ل ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة ‪ ,‬كما بينه الافظ‬
‫ابن حجر ف " شرح النخبة " ‪.‬‬
‫لسيما و هذا الديث قد جاء معناه ف " الصحيحي " و غيها من حديث أنس‬
‫و غيه من الصحابة ‪ ,‬و ف حديثه زيادة ‪ " :‬ل كفارة لا إل ذلك " ‪.‬‬

‫‪-------------‬‬
‫و ف الديث دللة على أن النائم عن الصلة أو الناسي لا ل تسقط عنه الصلة ‪,‬‬
‫و أنه يب عليه أن يبادر إل أدائها فور الستيقاظ أو التذكر لا ‪.‬‬
‫و دلت زيادة أنس رضي ال عنه ‪ ,‬على أن ذلك هو الكفارة ‪ ,‬و أنه إن ل يفعل فل‬
‫يكفره شيء من العمال ‪ ,‬اللهم إل التوبة النصوح ‪.‬‬
‫و ف ذلك كله دليل على أن الصلة الت تعمد صاحبها إخراجها عن وقتها ‪ ,‬فل‬
‫يكفرها أن يصليها بعد وقتها ‪ ,‬لنه ل عذر له ‪ ,‬و ال عز و جل يقول ‪ ( :‬إن‬
‫الصلة كانت على الؤمني كتابا موقوتا ) ‪ ,‬و ليس هو كالذى نام عنها أو نسيها ‪,‬‬
‫فهذا معذور بنص الديث ‪ ,‬و لذلك جعل له كفارة أن يصليها إذا تذكرها ‪.‬‬
‫ألست ترى أن هذا العذور نفسه إذا ل يبادر إل الصلة حي التذكر فل كفارة له‬
‫بعد ذلك ‪ ,‬لنه أضاع الوقت الذي شرع ال له أن يتدارك فيه الصلة الفائتة ‪.‬‬
‫فإذا كان هذا هو شأن العذور أنه ل قضاء له بعد فوات الوقت الشروع له ‪ ,‬فمن‬
‫باب أول أن يكون التعمد الذي ل يصل الصلة ف وقتها و هو متذكر لا مكلف با‬
‫أن ل يكون له كفارة ‪ .‬و هذا فقه ظاهر لن تأمله متجردا عن التأثر بالتقليد‬
‫و رأي المهور ‪.‬‬
‫و ما سبق يتبي خطأ بعض التأخرين الذي قاسوا التعمد على الناسي فقالوا ‪:‬‬
‫" إذا وجب القضاء على النائم و الناسي مع عدم تفريطهما فوجوبه على العامد‬
‫الفرط أول " !‬
‫مع أن هذا القياس ساقط العتبار من أصله ‪ ,‬لنه من باب قياس النقيض على نقيضه‬
‫‪,‬‬
‫فإن العامد التذكر ضد الناسي و النائم ‪.‬‬
‫على أن القول بوجوب القضاء على التعمد يناف حكمة التوقيت للصلة الذي هو‬
‫شرط‬
‫من شروط صحة الصلة ‪ ,‬فإذا أخل بالشرط بطل الشروط بداهة ‪ ,‬و قول شيخ‬
‫الشمال ف‬
‫نشرة له ف هذه السألة " أن الصلي وجب عليه أمران ‪ :‬الصلة ‪ ,‬و إيقاعها ف‬
‫وقتها ‪ ,‬فإذا ترك أحد المرين بقي الخر " ‪.‬‬
‫فهذا ما يدل على جهل بالغ ف الشرع ‪ ,‬فإن الوقت للصلة ليس فرضا فحسب ‪,‬‬
‫بل‬
‫و شرط أيضا ‪ ,‬أل ترى أنه لو صلى قبل الوقت ل تقبل صلته باتفاق العلماء ‪.‬‬
‫لكن كلم الشيخ السكي يدل على أنه قد خرق اتفاقهم بقوله التقدم ‪ ,‬فإنه صريح‬
‫أنه لو صلى قبل الوقت فإنه أدى واجبا ‪ ,‬و ضيع آخر !‬
‫و هكذا يصدق عليه الثل السائر ( من حفر بئرا لخيه وقع فيه ) ! فإنه يدندن‬
‫دائما حول اتام أنصار السنة برقهم الجاع أو اتفاق العلماء ‪ ,‬فها هو قد‬
‫خالفهم بقوله الذكور الزيل ‪ ,‬هدانا ال و إياه سواء السبيل ‪.‬‬
‫و بعد فهذه كلمة وجيزة حول هذه السألة الهمة بناسبة هذا الديث الشريف ‪,‬‬
‫و من شاء تفصيل الكلم فيها فليجع إل كتاب الصلة لبن القيم رحه ال تعال‬
‫فإنه أشبع القول عليها مع التحقيق الدقيق با ل تده ف كتاب ‪.‬‬
‫و اعلم أنه ليس معن قول أهل العلم الحققي و منهم العز ابن عبد السلم‬
‫الشافعي أنه ل يشرع القضاء على التارك للصلة عمدا ‪ ,‬أنه من باب التهوين لشأن‬
‫ترك الصلة حاشا ل ‪ ,‬بل هو على النقيض من ذلك ‪ ,‬فإنم يقولون ‪ :‬إن من خطورة‬
‫الصلة و أدائها ف وقتها أنه ل يكن أن يتداركها بعد وقتها إل البد ‪ ,‬فل‬
‫يكفر ذنب إخراج الصلة عن وقتها إل ما يكفر أكب الذنوب ‪ ,‬أل و هو التوبة‬
‫النصوح ‪.‬‬
‫و لذلك فهم ينصحون من ابتلي بترك الصلة أن يتوب إل ال فورا ‪ ,‬و أن يافظ‬
‫على أداء الصلة ف أوقاتا و مع الماعة ‪ ,‬و أن يكثر من الصلة النافلة حت‬
‫يعوض بذلك بعض ما فاته من الثواب بتركه للصلة ف الوقت ( و إن السنات‬
‫يذهبت‬
‫السيئات ) و قد دل على ذلك حديث أب هريرة " انظروا هل لعبدي من تطوع‬
‫فتكملوا‬
‫با فريضته " ‪ .‬أخرجه أبو داود و غيه ‪.‬‬
‫" ما صدق نب ( من النبياء ) ما صدقت ‪ ,‬إن من النبياء من ل يصدقه من أمته‬ ‫‪397‬‬
‫إل رجل واحد " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ 2305‬موارد ) قال ‪ :‬أخبنا أبو خليفة حدثنا‬
‫علي‬
‫بن الدين حدثنا حسي بن علي عن زائدة عن الختار بن فلفل عن ‪ #‬أنس ابن مالك‬
‫‪#‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬و قد أخرجه مسلم ف " صحيحه " ( ‪) 130 / 1‬‬
‫حدثنا‬
‫أبو بكر بن أب شيبة حدثنا حسي بن علي به و زاد ف أوله ‪:‬‬
‫" أنا أول شفيع ف النة ‪ ,‬ل يصدق نب من النبياء ‪. " ....‬‬
‫و من طريق مسلم أخرجه أبو بكر ممد بن السن الطبي ف " المال " ( ‪) 1 / 7‬‬
‫ث رواه ( ‪ ) 1 / 4‬من طريق أخرى عن الختار به ‪.‬‬
‫و يشهد للحديث ما روى ابن عباس رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ‪:‬‬
‫( عرضت علي المم ‪ ,‬فرأيت النب و معه الرهط ‪ ,‬و النب و معه الرجل و الرجلن‬
‫و‬
‫النب ليس معه أحد ‪ " ....‬الديث ‪.‬‬
‫أخرجه الشيخان و غيها ‪.‬‬
‫و ف الديث دليل واضح على أن كثرة التباع و قلتهم ‪ ,‬ليست معيارا لعرفة كون‬
‫الداعية على حق أو باطل ‪ ,‬فهؤلء النبياء عليهم الصلة و السلم مع كون دعوتم‬
‫واحدة ‪ ,‬و دينهم واحدا ‪ ,‬فقد اختلفوا من حيث عدد أتباعهم قلة و كثرة ‪ ,‬حت‬
‫كان‬
‫فيهم من ل يصدقه إل رجل واحد ‪ ,‬بل و من ليس معه أحد ! ففي ذلك عبة بالغة‬
‫للداعية و الدعوين ف هذا العصر ‪ ,‬فالداعية عليه أن يتذكر هذه القيقة ‪,‬‬
‫و يضي قدما ف سبيل الدعوة إل ال تعال ‪ ,‬و ل يبال بقلة الستجيبي له ‪,‬‬
‫لنه ليس عليه إل البلغ البي ‪ ,‬و له أسوة حسنة بالنبياء السابقي الذين ل‬
‫يكن مع أحدهم إل الرجل و الرجلن !‬
‫و الدعو عليه أن ل يستوحش من قلة الستجيبي للداعية ‪ ,‬و يتخذ ذلك سببا للشك‬
‫ف الدعوة الق و ترك اليان با ‪ ,‬فضل عن أن يتخذ ذلك دليل على بطلن دعوته‬
‫بجة أنه ل يتبعه أحد ‪ ,‬أو إنا اتبعه القلون ! و لو كانت دعوته صادقة لتبعه‬
‫جاهي الناس ! و ال عز و جل يقول ( و ما أكثر الناس و لو حرصت بؤمني ) ‪.‬‬
‫" استأمروا النساء ف أبضاعهن ‪ ,‬قيل ‪ :‬فإن البكر تستحي أن تكلم ? قال ‪ :‬سكوتا‬ ‫‪398‬‬
‫إذنا " ‪.‬‬

‫رواه النسائي ( ‪ ) 78 / 2‬و أحد ( ‪ ) 203 , 45 / 6‬عن ابن جريج قال ‪ :‬سعت‬
‫ابن‬
‫أب مليكة يدث عن ذكوان أب عمرو مول عائشة عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد أخرجه البخاري ( ‪ ) 57 / 8‬و‬
‫مسلم‬
‫( ‪ ) 141 / 4‬و أحد أيضا ( ‪ ) 165 / 6‬من هذا الوجه بعناه ‪.‬‬
‫و ف رواية " البكر تستأذن " ‪.‬‬
‫" نى أن يشرب من ف السقاء " ‪.‬‬ ‫‪399‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 487 , 230 / 2‬حدثنا إساعيل قال أنبأنا أيوب عن عكرمة عن‬
‫‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا به ‪.‬‬
‫قال أيوب ‪ :‬أنبئت أن رجل شرب من ف السقاء فخرجت حية ‪.‬‬
‫و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري و أخرجه الاكم ( ‪ ) 140 / 4‬من هذا‬
‫الوجه‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط ( خ ) ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد أخرجه ف " صحيحه " ( ‪ ) 74 / 10‬من طريق أيوب عن عكرمة به‬
‫دون قول‬
‫أيوب " انبئت ‪ . " ....‬و كذلك أخرجه ابن ماجه ( ‪ , ) 336 / 2‬و هو رواية‬
‫لحد‬
‫( ‪. ) 327 , 247 / 2‬‬
‫و قد تابعه حاد بن زيد عن عكرمة به ‪ .‬أخرجه أحد ( ‪ ) 353 / 2‬و إسناده على‬
‫شرط‬
‫البخاري ‪ .‬و أورده اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 78 / 5‬و قال ‪:‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و قد ذهل عن كونه ف بعض الكتب الستة و قد ذكره النذري ف " الترغيب " ( ‪3‬‬
‫‪/‬‬
‫‪ ) 118‬من رواية الاكم دون قوله " قال أيوب " فلم يسن لنه بذلك صار قول‬
‫أيوب‬
‫مدرجا ف الديث من قول أب هريرة ‪ ,‬و ل يفى ما فيه ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث ابن عباس مثل حديث أب هريرة ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري و أبو داود ( ‪ ) 134 / 2‬و الدارمي ( ‪- 118 - 89 / 2‬‬
‫‪ ) 119‬و ابن‬
‫ماجه ( ‪ ) 336 / 2‬و أحد ( ‪ ) 339 , 321 , 241 , 226 / 1‬من طريق‬
‫عكرمة عنه ‪.‬‬
‫" نى أن يشرب من ف السقاء لن ذلك ينتنه " ‪.‬‬
‫" نى أن يشرب من ف السقاء لن ذلك ينتنه " ‪.‬‬ ‫‪400‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 140 / 4‬من طريق الارث بن أب أسامة ‪ :‬حدثنا روح بن عبادة‬
‫‪:‬‬
‫حدثنا حاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال ‪ :‬صحيح السناد ‪.‬‬
‫و ف التلخيص ‪ :‬صحيح على شرط مسلم ‪ .‬و قال الافظ ف " الفتح " ( ‪79 / 10‬‬
‫)‪:‬‬
‫" سنده قوي " ‪.‬‬
‫" إذا قمت ف صلتك فصل صلة مودع ‪ ,‬و ل تكلم بكلم تعتذر منه غدا ‪ ,‬و اجع‬ ‫‪401‬‬
‫الياس ما ف أيدي الناس " ‪.‬‬

‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 542 / 2‬و أحد ( ‪ ) 412 / 5‬و أبو نعيم ف " اللية "‬
‫( ‪ ) 462 / 1‬عن عبد ال بن عثمان بن خثيم بن عثمان بن جبي مول أب أيوب‬
‫عن ‪ #‬أب أيوب النصاري ‪ #‬قال ‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪:‬‬
‫عظن و أوجز ‪ .‬فقال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و هذا سند ضعيف لهالة عثمان بن جبي قال ف " اليزان " ‪:‬‬
‫ما روى عنه سوى عبد ال بن عثمان بن خثيم حسب " و ف " التقريب " ‪ " :‬مقبول‬
‫"‬
‫و بقية الرجال ثقات ‪ .‬و ف " الزوائد " ‪:‬‬
‫إسناده ضعيف و عثمان بن جبي قال الذهب ف " الطبقات " مهول ‪.‬‬
‫و ذكره ابن حبان ف الثقات ‪ ,‬و قال البخاري و أبو حات روى عن أبيه عن جده‬
‫عن أب أيوب " ‪.‬‬
‫قال الحقق السندي ( رح ) بعد أن نقل هذا الكلم عن الزوائد ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن كون الديث من أوجز الكلمات و أجعها للحكمة يدل على قربه‬
‫للثبوت‬
‫فليتأمل ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و الديث و إن كان إسناده ضعيفا فإنه ل يدل على ضعفه و عدم ثبوته ف‬
‫نفسه لحتمال أن له إسنادا حسنا أو صحيحا أو أن له شواهد يدل مموعها على‬
‫ثبوته‬
‫و الواقع أن هذا الديث كذلك فإن له شواهد تدل على أن له أصل فقد روي من‬
‫حديث‬
‫ابن عمر عند الضياء القدسي ف " الحاديث الختارة " و من حديث سعد بن أب‬
‫وقاص عند الاكم ( ‪ ) 327 - 326 / 4‬و صححه و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫" ما بال قوم جاوزهم القتل اليوم حت قتلوا الذرية ! فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال ‪:‬‬ ‫‪402‬‬
‫إنا هم أولد الشركي ! فقال ‪ :‬أل إن خياركم أبناء الشركي ‪ ,‬ث قال ‪ :‬أل‬
‫ل تقتلوا ذرية ‪ ,‬أل ل تقتلوا ذرية ‪ ,‬قال ‪ :‬كل نسمة تولد على الفطرة حت يهب‬
‫عنها لسانا فأبواها يهودانا و ينصرانا " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 435 / 3‬و الدارمي ( ‪ ) 223 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 123 / 2‬و‬
‫( ‪ ) 77 / 9‬من طريق يونس بن عبيد عن السن عن ‪ #‬السود بن سريع ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم و غزوت معه فأصبت ظهر أفضل الناس‬
‫يومئذ‬
‫حت قتلوا الولدان و قال مرة ‪ :‬الذرية فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و السياق لحد و ليس عند الدارمي منه إل الرفوع منه دون قوله ‪:‬‬
‫فقال رجل ال ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ :‬صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و هو كما قال و قد صرح السن بسماعه من السود بن سريع ف رواية الاكم ‪.‬‬
‫" إذا فسد أهل الشام فل خي فيكم ‪ ,‬ل تزال طائفة من أمت منصورين ل يضرهم‬ ‫‪403‬‬
‫من‬
‫خذلم حت تقوم الساعة " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 30 / 2‬من طريق الطيالسي و هو ف " السند " ( ص ‪145‬‬

‫رقم‬
‫‪ ) 1076‬و كذا أحد ( ‪ ) 35 / 5 , 436 / 3‬و ابن حبان ( ‪ ) 2313‬من طريق‬
‫شعبة عن‬
‫‪ #‬معاوية بن قرة عن أبيه ‪ #‬مرفوعا ‪ .‬و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد أخرج الطيب ( ‪, 418 - 417 / 8‬‬
‫‪) 282 / 10‬‬
‫الشطر الول منه من هذا الوجه ‪ ,‬و رواه أبو نعيم ف " اللية " ( ‪. ) 230 / 7‬‬
‫و الشطر الثان أخرجه ابن ماجه ( ‪ , ) 7 - 6 / 2‬و له شواهد كثية فراجع بعضها‬
‫فيما تقدم برقم ( ‪. ) 1108 , 270‬‬
‫" نضر ال امرءا سع منا حديثا فحفظه حت يبلغه غيه ‪ ,‬فإنه رب حامل فقه ليس‬ ‫‪404‬‬
‫بفقيه ‪ ,‬و رب حامل فقه إل من هو أفقه منه ‪ ,‬ثلث خصال ل يغل عليهن قلب‬
‫مسلم‬
‫أبدا ‪ :‬إخلص العمل ل ‪ ,‬و مناصحة ولة المر ‪ ,‬و لزوم الماعة ‪ ,‬فإن دعوتم‬
‫تيط من ورائهم ‪ ,‬و قال ‪ :‬من كان هه الخرة ‪ ,‬جع ال شله ‪ ,‬و جعل غناه ف‬
‫قلبه ‪ ,‬و أتته الدنيا و هي راغمة ‪ ,‬و من كانت نيته الدنيا ‪ ,‬فرق ال عليه‬
‫ضيعته ‪ ,‬و جعل فقره بي عينيه ‪ ,‬و ل يأته من الدنيا إل ما كتب له " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 183 / 5‬و اللفظ له و الدارمي ( ‪ ) 75 / 1‬و ابن حبان ( ‪, 72‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ -‬موارد ) و ابن عبد الب ف " الامع " ( ‪ ) 39 - 38 / 1‬عن شعبة حدثنا عمر‬
‫ابن سليمان من ولد عمر بن الطاب رضي ال عنه عن عبد الرحن بن أبان بن‬
‫عثمان‬
‫عن أبيه ‪ .‬أن ‪ #‬زيد بن ثابت ‪ #‬خرج من عند مروان نوا من نصف النهار ‪ ,‬فقلنا‬
‫‪:‬‬
‫ما بعث إليه الساعة إل لشيء سأله عنه ‪ ,‬فقمت إليه فسألته فقال ‪ :‬أجل سألنا عن‬
‫أشياء سعتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ‪ ,‬فذكره ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و روى ابن ماجه ( ‪) 525 - 524 / 2‬‬
‫الشطر‬
‫الخي منه من هذا الوجه ‪ ,‬و قال البوصيي ف " الزوائد " ( ‪: ) 1 / 252‬‬
‫" هذا إسناد صحيح ‪ ,‬رجاله ثقات ‪ ,‬رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة بنحوه ‪,‬‬
‫و رواه الطبان بإسناد ل بأس به " ‪.‬‬
‫" ل تسبوا ورقة فإن رأيت له جنة أو جنتي " ‪.‬‬ ‫‪405‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 609 / 2‬من طريق أب سعيد الشج حدثنا أبو معاوية عن هشام‬
‫بن عروة عن أبيه عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬رضي ال عنها مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ .‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫" كان يذكر ال على كل أحيانه " ‪.‬‬ ‫‪406‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 194 / 1‬و أبو داود ( ‪ ) 4 / 1‬و الترمذي ( ‪ 244 / 2‬طبع‬
‫بولق )‬
‫و ابن ماجه ( ‪ ) 129 / 1‬و كذا أبو عوانة ف " صحيحه " ( ‪ ) 217 / 1‬و البيهقي‬
‫( ‪ ) 90 / 1‬و أحد ( ‪ ) 153 , 70 / 6‬من طريق يي بن زكريا بن أب زائدة عن‬
‫أبيه عن خالد بن سلمة عن عبد ال البهي عن عروة عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن غريب ل نعرفه إل من حديث يي بن زكريا بن‬
‫أب‬
‫زائدة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬بلى قد تابعه الوليد بن القاسم بن الوليد المدان ‪ ,‬و هو ثقة حسن الديث‬
‫إذا ل يالف ‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 278 / 6‬حدثنا الوليد حدثنا زكريا قال ‪ :‬حدثنا خالد‬
‫ابن سلمة ‪ ,‬به ‪.‬‬
‫و فيه فائدة هامة و هي تصريح زكريا بسماعه من خالد ‪ ,‬فإنه قد قيل فيه ‪ :‬إنه‬
‫يدلس عن الشعب ‪ ,‬و بعضهم كأب داود و غيه أطلق و ل يقيده بالشعب ‪.‬‬
‫و ف " العلل " ( ‪ " : ) 51 / 1‬سألت أبا زرعة عن حديث خالد بن سلمة ‪...‬‬
‫( فذكره ) ? فقال ‪ :‬ليس بذاك ‪ ,‬هو حديث ل يروى إل من هذا الوجه ‪.‬‬
‫فذكرت قول أب زرعة لب رحه ال ? فقال ‪ :‬الذي أرى أن يذكر ال على الكنيف‬
‫و غيه على هذا الديث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فقد اختلف المامان أبو زرعة و أبو حات ف هذا الديث ‪ ,‬فضعفه الول ‪,‬‬
‫و صححه الخر ‪ ,‬كما يدل عليه احتجاجه بالديث و عدم موافقته على قول أبو‬
‫زرعة ‪,‬‬
‫و ذلك عجيب منه ‪ ,‬فقد ذكروا ف ترجة البهي عنه أنه قال ‪:‬‬
‫" ل يتج به و هو مضطرب الديث " ‪.‬‬
‫و الق أن الديث قوي ل يتكلم فيه غي أب حات و قد صحح الديث مسلم و وثق‬
‫البهي ابن سعد و ابن حبان ‪.‬‬
‫و ف الديث دللة على جواز تلوة القرآن للجنب لن القرآن ذكر ( و أنزلنا إليك‬
‫الذكر ‪ ) ...‬فيدخل ف عموم قولا " يذكر ال " ‪.‬‬
‫نعم الفضل أن يقرأ على طهارة لقوله صلى ال عليه وسلم حي رد السلم عقب‬
‫التيمم ‪:‬‬
‫" إن كرهت أن أذكر ال أل على طهارة " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود و غيه و هو مرج ف " صحيح أب داود " رقم ( ‪. ) 13‬‬
‫" أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ,‬فمن قال ل إله إل ال‬ ‫‪407‬‬
‫فقد عصم من ماله و نفسه إل بقه ‪ ,‬و حسابه على ال " ‪.‬‬
‫هو حديث متواتر كما قال السيوطي ف " الامع الصغي " فقد ورد عن جع من‬
‫الصحابة بألفاظ متقاربة ‪.‬‬
‫الول ‪ # :‬أبو هريرة ‪ #‬و له عنه طرق ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الزهري أخبن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة عن أب هريرة قال ‪:‬‬

‫" لا توف رسول ال صلى ال عليه وسلم و استخلف أبو بكر بعده ‪ ,‬و كفر من كفر‬
‫من العرب ‪ ,‬قال عمر بن الطاب لب بكر ‪ :‬كيف تقاتل الناس و قد قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فذكره ) ‪ ,‬فقال أبو بكر ‪ :‬و ال لقتلن من فرق بي‬
‫الصلة و الزكاة ‪ ,‬فإن الزكاة حق الال ‪ ,‬و ال لو منعون عقال كانوا يؤدونه‬
‫إل رسول ال صلى ال عليه وسلم لقاتلتهم على منعه ‪ ,‬فقال عمر بن الطاب ‪:‬‬
‫فو ال ما هو إل أن رأيت ال عز و جل قد شرح صدر أب بكر للقتال فعرفت أنه‬
‫الق " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 206 / 13 , 234 - 232 / 12 , 206 / 3‬و مسلم ( ‪1‬‬
‫‪) 38 /‬‬
‫و أبو داود ( ‪ ) 243 / 1‬و النسائي ( ‪ ) 161 / 2‬و الترمذي ( ‪ 100 / 2‬طبع‬
‫بولق )‬
‫و أحد ( ‪ ) 528 , 423 / 2 , 48 - 47 , 35 , 19 / 1‬من طرق عنه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬عن الزهري أيضا عن سعيد بن السيب عنه به ‪.‬‬

‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 39 / 1‬و النسائي ( ‪. ) 162 / 2‬‬
‫‪ - 3‬عن العمش عن أب صال عنه ‪.‬‬

‫أخرجه مسلم و النسائي و الترمذي و ابن ماجه ( ‪. ) 475 / 2‬‬
‫‪ - 4‬عن العلء بن عبد الرحن بن يعقوب عن أبيه عنه بلفظ ‪ " :‬أقاتل الناس " ‪.‬‬
‫تفرد به مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 5‬عن سفيان عن أب صال مول التوأمة عنه ‪.‬‬

‫تفرد به أحد ( ‪ , ) 475 / 2‬و سنده حسن ‪.‬‬
‫‪ - 6‬عن ممد عن أب سلمة عنه ‪.‬‬

‫تفرد به أحد أيضا ( ‪ , ) 502 / 2‬و سنده حسن ‪.‬‬
‫‪ - 7‬عن يزيد بن كيسان عن أب حازم عنه ‪.‬‬

‫تفرد به أحد ( ‪ ) 527 / 2‬و سنده صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 8‬عن عاصم عن زياد بن قيس عنه بلفظ " نقاتل الناس ‪. " ....‬‬
‫أخرجه النسائي و إسناده حسن ‪.‬‬
‫‪ - 9‬عن هام بن منبه عنه بلفظ ‪ " :‬ل أزل أقاتل ‪. " ....‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 314 / 2‬بسند على شرطهما ‪.‬‬
‫‪ - 10‬عن عبد الرحن بن أب عمرة عنه بلفظ هام ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ ) 482 / 2‬و هو على شرطهما أيضا ‪.‬‬
‫‪ - 11‬عن ممد بن عجلن قال سعت أب عنه بلفظ العلء ابن عبد الرحن عن أبيه ‪.‬‬
‫و قد ذكرت ف مالا ‪.‬‬
‫‪ - 12‬عن سهيل بن أب صال عن أبيه عنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم‬
‫خيب ‪:‬‬
‫" لدفعن الراية إل رجل يب ال و رسوله يفتح ال عليه ‪ .‬قال ‪ :‬فقال عمر ‪:‬‬
‫فما أحببت المارة قبل يومئذ ‪ ,‬فتطاولت لا ‪ ,‬و استشرفت رجاء أن يدفعها إل ‪,‬‬
‫فلما كان الغد دعا عليا ( ع ) فدفعها إليه ‪ ,‬فقال ‪ :‬قاتل و ل تلتفت حت يفتح‬
‫عليك ‪ ,‬فسار قريبا ث نادى ‪ :‬يا رسول ال علم أقاتل ? قال ‪ :‬حت يشهدوا أن ل‬
‫إله إل ال ‪ ,‬و أن ممدا رسول ال ‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك فقد ‪ " ....‬ال ‪.‬‬
‫أخرجه الطيالسي رقم ( ‪ : ) 2441‬حدثنا وهيب عن سهيل به ‪ .‬و من هذا الوجه‬
‫أخرجه‬
‫أحد أيضا ( ‪ ) 384 / 2‬و اللفظ له ‪ ..‬و هذا سند صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 13‬عن كثي بن عبيد عنه بلفظ ‪:‬‬

‫" أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال ‪ ,‬و أن ممدا رسول ال ‪,‬‬
‫و يقيموا الصلة ‪ ,‬و يؤتوا الزكاة ‪ ,‬ث قد حرم علي دماؤهم و أموالم ‪ ,‬و حسابم‬
‫على ال عز و جل " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 345 / 2‬من طريق سعيد بن كثي بن عبيد عنه ‪.‬‬
‫و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات معروفون غي كثي بن عبيد ‪ ,‬و قد روى عنه‬
‫جاعة ‪ ,‬و وثقه ابن حبان و قد أخرجه من هذا الوجه ابن خزية أيضا كما ف‬
‫" الفتح " ( ‪. ) 232 / 12‬‬
‫و قد ذكرت آنفا أن الديث رواه جع من الصحابة و ذكرت الول منهم ‪.‬‬
‫و الثان ‪ :‬ابن عمر و لفظه ‪:‬‬

‫" أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال ‪ ,‬و أن ممدا رسول ال ‪,‬‬
‫و يقيموا الصلة ‪ ,‬و يؤتوا الزكاة ‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم و أموالم‬
‫إل بق السلم ‪ ,‬و حسابم على ال "‬
‫" أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال و أن ممدا رسول ال‬ ‫‪408‬‬
‫و يقيموا الصلة و يؤتوا الزكاة ‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم و أموالم‬
‫إل بق السلم و حسابم على ال " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 64 - 63 / 1‬و مسلم ( ‪ ) 39 / 1‬من طريق شعبة عن واقد‬

‫بن ممد‬
‫قال ‪ :‬سعت أب يدث عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و الثالث ‪ :‬جابر بن عبد ال رضي ال عنه و لفظه ‪:‬‬

‫" أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال ‪ ,‬فإذا قالوا ‪ :‬ل إله إل‬
‫ال عصموا من دماءهم و أموالم إل بقها ‪ ,‬و حسابم على ال ‪ ,‬ث قرأ‬
‫( إنا أنت مذكر لست عليهم بسيطر ) " ‪.‬‬
‫" أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال ‪ ,‬فإذا قالوا ‪ :‬ل إله إل‬ ‫‪409‬‬
‫ال عصموا من دماءهم و أموالم إل بقها و حسابم على ال ‪ ,‬ث قرأ *( إنا‬
‫أنت مذكر لست عليهم بسيطر )* " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم و الترمذي ( ‪ 237 / 2‬طبع بولق ) و أحد ( ‪ ) 300 / 3‬من طريق‬
‫سفيان‬
‫عن ‪ #‬أب الزبي ‪ #‬عنه ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حسن صحيح " ‪.‬‬

‫و أخرجه الاكم ( ‪ ) 522 / 2‬و صححه على شرطهما و وافقه الذهب و فيه نظر ‪.‬‬
‫و قد تابعه ابن جريج ‪ :‬أخبن أبو الزبي أنسمع جابر بن عبد ال يقول ‪:‬‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول فذكره دون قوله ‪ :‬ث قرأ ال ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 295 / 3‬بسند صحيح على شرطهما ‪.‬‬
‫و له طريقان آخران عنه ‪:‬‬
‫الول عن العمش عن أب سفيان عن جابر ‪.‬‬

‫أخرجه مسلم و النسائي و ابن ماجه ‪.‬‬
‫و الخر عن شريك عن عبد ال بن ممد بن عقيل عنه ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ , ) 394 , 339 , 332 / 3‬و هذا سند حسن ‪ ,‬و ليس فيهما‬
‫الزيادة ‪.‬‬
‫و الرابع طارق بن أشيم الشجعي والد أب مالك مرفوعا دونا ‪.‬‬

‫رواه الطبان ف " الكبي " قال اليثمي ( ‪ " : ) 25 / 1‬و رجاله موثقون " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ف مسلم و غيه بلفظ ‪ " :‬من وحد ال " و سيأت إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و الامس ‪ :‬أوس بن أب أوس الثقفي قال ‪:‬‬

‫أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف وفد ثقيف فكان ف قبة ‪ ,‬فنام من كان فيها‬
‫غيي ‪ ,‬و غي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فجاء رجل فساره فقال ‪ :‬اذهب‬
‫فاقتله ‪ ,‬ث قال ‪ :‬أليس يشهد أن ل إله إل ال ? قال ‪ :‬بلى ‪ ,‬و لكنه يقولا‬
‫تعوذا ‪ ,‬فقال ‪ :‬ذره ث قال ‪ :‬فذكر الديث ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي و الدارمي ( ‪ ) 218 / 2‬و الطيالسي رقم ( ‪ ) 1109‬و أحد ( ‪/ 4‬‬
‫‪)8‬‬
‫من طريق شعبة عن النعمان بن سال سعت أوسا يقول ‪:‬‬
‫و هذا سند صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬
‫و قد تابعه ساك عن النعمان به ‪ .‬أخرجه النسائي ‪ ,‬ث أخرجه هو و ابن ماجه‬
‫( ‪ ) 457 / 2‬و أحد أيضا من طريق عبد ال بن بكر السهمي قال ‪ :‬حدثنا حات بن‬
‫أب صغية عن النعمان بن سال أن عمرو بن أوس أخبه أن أباه أوسا قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح أيضا على شرط مسلم ‪ ,‬و الظاهر أن النعمان رواه أول هكذا‬
‫عن‬
‫عمرو عن أوس ث رواه عن أوس مباشرة بدون واسطة ‪.‬‬
‫و السادس ‪ :‬النعمان بن بشي ‪ ,‬أخرجه النسائي و البزار ف " مسنده " ( ص ‪4‬‬
‫مصورة‬
‫الكتب ) من طريق إسرائيل عن ساك عنه به نو حديث أوس ‪.‬‬
‫و سنده صحيح رجاله رجال الصحيح ‪ ,‬و عزاه الافظ ف " الفتح " ( ‪) 232 / 12‬‬
‫للبزار وحده فأبعد النجعة ‪.‬‬
‫السابع ‪ :‬أنس بن مالك رضي ال عنه و قد مضى برقم ( ‪ ) 303‬و أزيد هنا فأقول ‪:‬‬
‫و هو صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد أخرجه البخاري ف " صحيحه " ( ‪/ 1‬‬
‫‪ ) 395‬من‬
‫هذا الوجه إل أنه ل يذكر فيه " لم ما للمسلمي " ال و زاد ‪ " :‬و حسابم على‬
‫ال " و قال ‪ :‬قال ابن أب مري أخبنا يي حدثنا حيد حدثنا أنس عن النب‬
‫و هذا التعليق إنا أورده البخاري ليدفع شبهة تدليس حيد و إن ثبت ساعه لذا‬
‫الديث من أنس ‪ ,‬وصله ابن نصر ف " اليان " و كذا ابن منده كما ف " الفتح "‬
‫‪.‬‬
‫و قد روي عن أنس مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال ‪ ,‬فإذا قالوها عصموا من‬
‫دماءهم و أموالم إل بقها ‪ ,‬قيل و ما حقها ? قال ‪ :‬زن بعد إحصان أو كفر بعد‬
‫إسلم ‪ ,‬أو قتل نفس فيقتل به " ‪.‬‬
‫قال ف " الجمع " ( ‪: ) 26 - 25 / 1‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " و فيه عمرو بن هاشم البيوت و الكثر على‬
‫توثيقه " ‪.‬‬
‫و ف " التقريب " ‪ :‬إنه صدوق يطىء ‪.‬‬
‫ث إن الديث قد رواه غي من ذكرنا من الصحابة ‪ ,‬فمن شاء الطلع على ذلك‬
‫فلياجع " ممع الزوائد " ( ‪. ) 27 - 24 / 1‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف هذه الحاديث دللة ظاهرة على وجوب القتال ف سبيل نشر الدعوة‬
‫خلفا‬
‫لا يذهب إليه بعض الكتاب ف هذا العصر ‪.‬‬
‫و من ألفاظ حديث أب هريرة التقدم ‪:‬‬
‫" أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال ‪ ,‬و يؤمنوا ب ‪ ,‬و با جئت به ‪,‬‬
‫فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم و أموالم إل بقها ‪ ,‬و حسابم على ال " ‪.‬‬
‫" أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال ‪ ,‬و يؤمنوا ب ‪ ,‬و با‬ ‫‪410‬‬
‫جئت به ‪ ,‬فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم و أموالم إل بقها ‪ ,‬و حسابم على‬
‫ال " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 39 / 1‬من طريق العلء بن عبد الرحن بن يعقوب عن أبيه عن‬
‫‪ #‬أب هريرة ‪ #‬مرفوعا به ‪.‬‬
‫و الديث صحيح متواتر عن أب هريرة و غيه من طرق شت بألفاظ متقاربة و قد‬

‫أشرت‬
‫إليها آنفا ‪.‬‬
‫" يا فاطمة أيسرك أن يقول الناس ‪ :‬فاطمة بنت ممد ف يدها سلسلة من نار ?! " ‪.‬‬ ‫‪411‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 285 / 2‬و الطيالسي ( ص ‪ 133‬رقم ‪ ) 990‬و من طريقه‬

‫الاكم‬
‫( ‪ ) 153 , 152 / 3‬عن هشام عن يي بن أب كثي عن أب سلم عن أب أساء عن‬
‫‪ #‬ثوبان ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" جاءت بنت هبية إل النب صلى ال عليه وسلم و ف يدها فتخ من ذهب ( خواتيم‬
‫ضخام ) فجعل النب صلى ال عليه وسلم يضرب يدها ‪ ,‬فأتت فاطمة تشكو إليها ‪,‬‬
‫قال ثوبان ‪ :‬فدخل النب صلى ال عليه وسلم على فاطمة و أنا معه و قد أخذت من‬
‫عنقها سلسلة من ذهب فقالت ‪ :‬هذا أهدى ل أبو حسن ‪ ,‬و ف يدها السلسلة ‪,‬‬
‫فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فذكر الديث ) ‪ ,‬فخرج و ل يقعد ‪ ,‬فعمدت فاطمة‬
‫إل السلسلة فباعتها فاشترت با نسمة فأعتقتها ‪ ,‬فبلغ النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال ‪ :‬المد ل الذي نى فاطمة من النار ‪.‬‬
‫و قال الاكم و كذا الذهب ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ‪.‬‬
‫كذا قال و أبو سلم و اسه مطور و شيخه أبو أساء و اسه عمرو بن مرثد ل‬
‫يرج لما البخاري ف صحيحه ‪ ,‬و إنا روى لا ف " الدب الفرد " ث إن فيه‬
‫انقطاعا بي يي و أب سلم فقد قيل إنه ل يسمع منه ث إن يي مدلس ‪ ,‬وصفه‬
‫بذلك العقيلي و ابن حبان ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن رواه النسائي ( ‪ ) 284 / 2‬و أحد ( ‪ ) 278 / 5‬من طريقي عن يي‬
‫قال حدثنا زيد بن سلم أن جده ‪ -‬يعن أبا سلم ‪ -‬حدثه أن أبا أساء حدثه به ‪.‬‬
‫و هذا سند موصول صحيح ‪ .‬و زاد أحد بعد قوله ‪ :‬يضرب يدها ‪ " :‬أيسرك أن‬
‫يعل‬
‫ال ف يدك خواتيم من نار ? ! ‪.‬‬
‫و فيه أنه صلى ال عليه وسلم عذم فاطمة عذما شديدا ‪.‬‬
‫" يا معاذ ثكلتك أمك ‪ ,‬و هل يكب الناس على مناخرهم ف جهنم إل ما نطقت به‬ ‫‪412‬‬
‫ألسنتهم ‪ ,‬فمن كان يؤمن بال و اليوم الخر فليقل خي أو يسكت عن شر ‪ ,‬قولوا‬
‫خيا تغنموا ‪ ,‬و اسكتوا عن شر تسلموا " ‪.‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 287 - 286 / 4‬من طريق الربيع بن سليمان حدثنا عبد ال‬
‫ابن وهب أخبن أبو هانء عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد عن ‪ #‬عبادة بن‬
‫الصامت ‪ #‬رضي ال عنه ‪:‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج ذات يوم على راحلته و أصحابه معه بي‬
‫يديه فقال معاذ بن جبل ‪ :‬يا نب ال أتأذن ل ف أن أتقدم إليك على طيبة نفس ?‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬فاقترب معاذ إليه فسارا جيعا ‪ ,‬فقال معاذ ‪ :‬بأب أنت يا رسول ال‬
‫أسأل ال أن يعل يومنا قبل يومك ‪ ,‬أرأيت إن كان شيء ‪ -‬و ل نرى شيئا إن شاء‬
‫ال تعال ‪ -‬فأي العمال نعملها بعدك ? فصمت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال ‪ :‬الهاد ف سبيل ال ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬نعم الشيء‬
‫الهاد ‪ ,‬و الذي بالناس أملك من ذلك ‪ ,‬فالصيام و الصدقة ‪ ,‬قال ‪ :‬نعم الشيء‬
‫الصيام و الصدقة ‪ ,‬فذكر معاذ كل خي يعمله ابن آدم ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬و عاد بالناس خي من ذلك ‪ ,‬قال ‪ :‬فماذا بأب أنت و أمي عاد بالناس‬
‫خي من ذلك ? قال ‪ :‬فأشار رسول ال صلى ال عليه وسلم إل فيه قال ‪ :‬الصمت‬
‫إل من خي ‪ ,‬قال ‪ :‬و هل نؤاخذ با تكلمت به ألسنتنا قال ‪ :‬فضرب رسول ال‬
‫صلى‬
‫ال عليه وسلم فخذ معاذ ث قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬كل بل هو صحيح فقط فإن الربيع بن سليمان و عمرو بن مالك النب ل‬
‫يرج لما الشيخان و إنا أخرج البخاري للجنب ف " الدب الفرد " و كذلك‬
‫أخرج لب هانء و اسه حيد بن هانء ‪ ,‬و هو من رجال مسلم فقط ‪.‬‬
‫و الديث أوده اليثمي ( ‪ ) 299 / 10‬بطوله و قال ‪:‬‬
‫" رواه الطبان و رجاله رجال الصحيح غي عمرو بن مالك النب و هو ثقة " ‪.‬‬
‫" إذا رأيت ال يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يب فإنا هو استدراج ث‬ ‫‪413‬‬
‫تل ‪ (* :‬فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ‪ ,‬حت إذا فرحوا با‬
‫أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون )* " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 145 / 4‬عن رشدين بن سعد و ابن جرير ف " التفسي " ( ‪/ 7‬‬
‫‪) 115‬‬
‫عن أب الصلت و الدولب ف " الكن " ( ‪ ) 111 / 1‬عن حجاج ابن سليمان‬
‫الرعين‬
‫ثلثتهم عن حرملة بن عمران التجيب عن عقبة بن مسلم عن ‪ #‬عقبة بن عامر ‪#‬‬
‫مرفوعا‬
‫‪.‬‬
‫و هذا إسناد قوي رجاله ثقات غي هؤلء الثلثة ‪ ,‬ففيهم كلم لكن بعضهم يقوي‬
‫بعضا ‪ ,‬و قد قال ابن جرير ‪:‬‬
‫" و حدث بذا الديث ممد بن حرب عن ابن ليعة عن عقبة بن مسلم به نوه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه متابعة قوية من ابن ليعة لرملة ‪ ,‬و قد رواه عنه ابن أب الدنيا‬
‫ف " كتاب الشكر " ص ( ‪ ) 9‬قال ‪ :‬حدثنا يعلى بن عبد ال بن يعلى الذل حدثنا‬
‫بشر بن عمر حدثنا ابن ليعة به ‪ .‬و يعلى هذا ل أجد من ترجه ‪.‬‬
‫و الديث قال الافظ العراقي ف " تريج الحياء " ( ‪: ) 115 / 4‬‬
‫" رواه أحد و الطبان و البيهقي ف " الشعب " بسند حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو عندي صحيح بالتابعة الذكورة فإن ابن ليعة ثقة ف نفسه و إنا‬
‫يشى من سوء حفظه فإذا تابعه ثقة فذلك دليل على أنه قد حفظ ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" إن أناسا من أمت يشربون المر يسمونا بغي اسها " ‪.‬‬ ‫‪414‬‬

‫أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 237 / 4‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن شعبة ‪ ,‬و ممد‬
‫ابن جعفر قال ‪ :‬حدثنا شعبة عن أب بكر بن حفص قال ‪ :‬سعت ‪ #‬ابن مييز يدث‬
‫عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الستة ‪ ,‬و جهالة اسم الصحاب‬
‫ل‬
‫تضر ‪ ,‬كما ف الصطلح تقرر ‪.‬‬
‫و أبو بكر بن حفص اسه عبد ال بن حفص بن عمر بن سعد بن أب وقاص ‪ ,‬و‬
‫شيخه‬
‫اسه عبد ال بن مييز ‪.‬‬
‫و خالف شعبة بلل بن يي العبسي فقال ‪ :‬عن أب بكر بن حفص عن ابن مييز عن‬
‫ابن مييز عن ثابت بن السمط عن عبادة بن الصامت به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 331 / 2‬و أحد ( ‪ ) 318 / 5‬من طريق سعد بن أوس‬
‫الكاتب عن‬
‫بلل بن يي العبسي ‪.‬‬
‫و هذا إسناد رجاله ثقات أيضا ‪ ,‬لكن شعبة أحفظ و أشهر من بلل بن يي ‪ ,‬فروايته‬
‫أصح ‪.‬‬
‫ث وجدت الديث ف " مسند الطيالسي " ( رقم ‪: ) 586‬‬
‫حدثنا شعبة به إل أنه قال ‪ " :‬عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أو رجال من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫و روي هذا الديث عن أب بكر بن حفص عن ابن مييز عن زياد بن السمط عن‬
‫عبادة‬
‫بن الصامت عن النب صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث أب مالك الشعري تقدم ( رقم ‪ ) 91‬بلفظ ‪:‬‬
‫" ليشربن ناس ‪. " ....‬‬
‫و شاهد ثان من حديث أب أمامة بلفظ ‪ " :‬ل تذهب الليال و اليام " ‪.‬‬
‫و قد ذكرناه تت الديث ( ‪. ) 90‬‬
‫و له شاهد ثالث من حديث عائشة ف " الستدرك " ( ‪ ) 147 / 4‬و سبق ذكره‬
‫هناك ‪.‬‬
‫" إذا أصلح خادم أحدكم له طعامه فكفاه حره و برده ‪ ,‬فليجلسه معه ‪ ,‬فإن أب‬ ‫‪415‬‬
‫فليناوله أكلة ف يده " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 259 / 2‬حدثنا عبد العلى عن معمر عن الزهري عن أب سلمة‬

‫عن‬
‫و هذا سند صحيح على شرط الستة ‪.‬‬
‫و قد أخرجوه بألفاظ أخر بعناه من طرق أخرى خرجتها ف " الرواء " ( ‪) 2238‬‬
‫‪.‬‬
‫" ل يشكر ال من ل يشكر الناس " ‪.‬‬ ‫‪416‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 212 , 211 / 5‬من طريقي عن زياد بن كليب عن ‪ #‬الشعث‬

‫ابن قيس ‪#‬‬
‫قال النذري ( ‪ ) 56 / 2‬و تبعه اليثمي ( ‪ " : ) 180 / 8‬و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هم من رجال مسلم ‪ ,‬لكنه منقطع بي زياد و الشعث ‪ ,‬فإنه ل يدركه ‪,‬‬
‫و بي وفاتيهما نو ثاني سنة ‪.‬‬
‫لكن له شاهد من حديث أب هريرة مرفوعا به ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 33‬و أبو داود ( ‪ ) 290 / 2‬و ابن حبان‬
‫( ‪ ) 2070‬و الطيالسي ( ص ‪ 326‬رقم ‪ ) 2491‬و أحد ( ‪, 302 , 295 / 2‬‬
‫‪) 492 , 388‬‬
‫من طرق عن الربيع بن مسلم عن ممد بن زياد سع أبا هريرة به ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬
‫و قد ورد بلفظ ‪ ( :‬أشكر الناس ل أشكرهم للناس ) ‪ .‬و سيأت برقم ( ‪. ) 1458‬‬
‫و بلفظ ‪ " :‬من ل يشكر الناس ‪ " ...‬و سيأت أيضا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫" إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يبه " ‪.‬‬ ‫‪417‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 79‬و أبو داود ( ‪ ) 333 / 2‬و الترمذي‬
‫( ‪ ) 63 / 2‬و ابن حبان ( ‪ ) 2514‬و الاكم ( ‪ ) 171 / 4‬و أحد ( ‪) 130 / 4‬‬
‫و ابن السن ( ‪ ) 193‬عن يي بن سعيد قال ‪ :‬حدثنا ثور بن يزيد قال ‪:‬‬
‫حدثنا حبيب بن عبيد عن ‪ #‬القدام بن معدي كرب ‪ #‬مرفوعا به ‪.‬‬

‫و هو كما قال و سكت عليه الاكم و الذهب ‪ ,‬و رجاله كلهم ثقات رجال‬
‫الصحيح ‪,‬‬
‫" إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته ف منله فليخبه أنه يبه ل عز و جل " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 173 , 145 / 5‬من طريق ابن ليعة حدثنا يزيد بن أب حبيب أن‬
‫أبا سال اليشان أتى أبا أمية ف منله فقال ‪ :‬إن سعت أبا ذر يقول ‪:‬‬
‫إنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬فذكره ) ‪ ,‬و قد أحببتك فجئتك‬
‫ف منلك ‪.‬‬
‫قال اليثمي ( ‪ " : ) 282 - 281 / 10‬رواه أحد و إسناده حسن " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ليس بسن فإن ابن ليعة ضعيف من قبل حفظه ‪.‬‬
‫ث رأيته من رواية ابن البارك عنه و هي صحيحة ‪ ,‬فانظره بالرقم ( ‪. ) 797‬‬
‫و الديث رواه القدسي أيضا ف " الختارة " كما ف الامع ‪ ,‬و روي بلفظ ‪:‬‬
‫" إذا أحب أحدكم عبدا فليخبه فإنه يد مثل الذي يد له " ‪.‬‬
‫رواه البيهقي ف الشعب عن ابن عمر كما ف " الامع " و رمز له بالضعف و بي‬
‫ذلك‬
‫الناوي فقال ‪:‬‬
‫" و فيه عبد ال بن أب مرة ‪ ,‬أورده الذهب ف الضعفاء و قال ‪ :‬تابعي مهول "‬
‫‪.‬‬
‫" إذا أحب الرجل الرجل فليخب أنه أحبه " ‪.‬‬ ‫‪418‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ : ) 79‬حدثنا يي بن بشر قال ‪ :‬حدثنا‬
‫قبيصة قال ‪ :‬حدثنا سفيان عن رباح عن أب عبيد ال عن ماهد قال ‪:‬‬
‫" لقين ‪ #‬رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ‪ #‬فأخذ بنكب من ورائي‬
‫قال ‪:‬‬
‫أما إن أحبك ‪ ,‬قلت ‪ :‬أحبك الذي أحببتن له ‪ ,‬فقال ‪ :‬لول أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬فذكره ) لا أخبتك ‪ .‬قال ‪ :‬ث أخذ يعرض علي الطبة‬
‫قال ‪ :‬أما إن عندنا جارية ‪ ,‬أما إنا عوراء " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ف " صحيحه " غي‬
‫رباح‬
‫و هو ابن أب معروف بن أب سارة الكي فمن رجال مسلم ‪ ,‬و فيه كلم ل ينل‬
‫حديثه عن رتبة السن ‪ ,‬و ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق له أوهام " ‪.‬‬
‫هذا ‪ :‬و ف نسختنا من " الدب " ‪ :‬رباح عن أب عبيد ال كما رأيت ‪ .‬و هو‬
‫تصحيف‬
‫ل أشك فيه فإن رباح هذا يروى عن ماهد مباشرة بل واسطة و عنه سفيان الثوري ‪,‬‬
‫فيحتمل أن يكون حرف ( عن ) بي رباح و أب عبيد ال زيادة من قلم بعض النساخ‬
‫فيكون الصل ‪ :‬رباح أب عبيد ال ‪ ,‬فإذا صح هذا فيكون أبو عبيد ال كنية رباح‬
‫هذا و هي فائدة غزيرة ‪ ,‬حيث ل أقف على كنيته ف شيء من كتب التراجم الت‬
‫عندي‬
‫‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد آخر من حديث أنس قال ‪:‬‬

‫" كنت جالسا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ مر رجل ‪ ,‬فقال رجل من‬
‫القوم ‪:‬‬
‫يا رسول ال إن لحب هذا الرجل ‪ ,‬قال ‪ :‬هل أعلمته ذلك ? قال ‪ :‬ل ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫قم فأعلمه ‪ ,‬قال ‪ :‬فقام إليه فقال ‪ :‬يا هذا و ال إن لحبك ف ال ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫أحبك الذي أحببتن له " ‪.‬‬
‫رواه أحد ( ‪ : ) 141 - 140 / 3‬حدثنا زيد بن الباب حدثنا حسي بن واقد ‪:‬‬
‫حدثنا ثابت البنان حدثن أنس بن مالك ‪ .‬و هذا سند صحيح على شرط مسلم ‪.‬‬
‫و صححه ابن حبان ( ‪ ) 2513‬من طريق أخرى عن السي ‪ .‬و أخرجه أبو داود (‬
‫‪/2‬‬
‫‪ ) 333‬و الاكم ( ‪ ) 171 / 4‬و أحد أيضا ( ‪ ) 150 / 3‬من طريق البارك بن‬
‫فضالة‬
‫عن ثابت به ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ :‬صحيح السناد ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالديث بذه الشواهد صحيح بل ريب ‪.‬‬

‫" سيكون قوم يأكلون بألسنتهم ‪ ,‬كما تأكل البقرة من الرض " ‪.‬‬ ‫‪419‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 176 - 175 / 1‬عن يعلى و يي بن سعيد قال يي ‪:‬‬

‫حدثنا رجل كنت أسيه فنسيت اسه عن عمر بن ‪ #‬سعد ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كانت ل حاجة إل أب سعد ‪ ,‬قال ‪ :‬و حدثنا أبو حيان عن ممع قال ‪ :‬كان لعمر‬
‫بن سعد إل أبيه حاجة فقدم بي يدي حاجته كلما ما يدث الناس يوصلون ‪ ,‬ل يكن‬
‫يسمعه ‪ ,‬فلما فرغ قال ‪ :‬يا بن قد فرغت من كلمك ? قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬ما كنت‬
‫من‬
‫حاجتك أبعد و ل كنت فيك أزهد من منذ سعت كلمك هذا ‪ ,‬سعت رسول ال‬
‫صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قال اليثمي ( ‪ " : ) 116 / 8‬رواه أحد و البزار من طرق و فيه راو ل يسم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬الطريق الثان طريق أب حيان و اسه يي بن سعيد التيمي ليس فيه من ل‬
‫يسم ‪ ,‬فقد رواه عنه يي ابن سعيد القطان ‪ ,‬و هو رواه عن ممع و هو ابن يي‬
‫ابن يزيد النصاري عن سعد ‪ .‬و هذا سند رجاله كلهم ثقات رجال مسلم فهو‬
‫صحيح إذا‬
‫كان ممع سعه من سعد ‪ ,‬ث قال اليثمي ‪:‬‬
‫" و أحسنها ما رواه أحد عن زيد بن أسلم عن سعد قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬ل تقوم الساعة حت يرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر‬
‫بألسنتها ‪ .‬و رجاله رجال الصحيح إل أن زيد بن أسلم ل يسمع من سعد ‪.‬‬
‫و ال أعلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬طريق زيد بن أسلم عند أحد ( ‪ : ) 184 / 1‬حدثنا سريج بن النعمان حدثنا‬
‫عبد العزيز يعن الدراوردي عنه ‪.‬‬
‫و هذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري غي الدراوردي فمن رجال مسلم ‪ ,‬لكنه‬
‫منقطع كما ذكر اليثمي ‪.‬‬
‫و جلة القول أن الديث بذه الطرق حسن إن شاء ال تعال أو صحيح ‪ ,‬فإن له‬
‫شاهدا من حديث عبد ال بن عمرو مرفوعا نوه ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي و حسنه ‪ ,‬و سيأت تريه برقم ( ‪. ) 878‬‬
‫" أدعو إل ال وحده ‪ ,‬الذي إن مسك ضر فدعوته كشف عنك ‪ ,‬والذي إن ضللت‬ ‫‪420‬‬
‫بأرض‬
‫قفر دعوته رد عليك ‪ ,‬والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت عليك " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 64 / 5‬حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا خالد الذاء عن أب‬
‫تيمة‬
‫الجيمي عن ‪ #‬رجل من بلهجيم ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" قلت ‪ :‬يا رسول ال إل م تدعو ? قال " فذكره و فيه زيادة تأت ف " ل تسب‬
‫أحد " ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ‪.‬‬
‫و أخرجه الدولب ف " الكن " ص ( ‪ ) 20‬عن زهي قال ‪ :‬حدثنا أبو إسحاق عن‬
‫أب‬
‫تيمة أنه قال للنب صلى ال عليه وسلم أو قال له رجل إل ما تدعو ‪ .‬الديث ‪.‬‬
‫و هذا الشك الظاهر أنه من أب إسحاق فقد كان اختلط بآخره و الصواب أنه عن‬
‫أب‬
‫تيمة عن الرجل فإن أبا تيمة ليس صحابيا ‪ .‬و اسم الرجل جابر بن سليم أو سليم‬
‫بن جابر أبو جري كما يأت هناك ‪.‬‬
‫ث أخرجه أحد ( ‪ ) 377 / 5‬من طريق أب النضر حدثنا الكم عن فضيل عن خالد‬
‫الذاء به نوه إل أنه قال ‪:‬‬
‫" عن أب تيمة عن رجل من قومه أنه أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم أو قال ‪:‬‬
‫شهدت رسول ال صلى ال عليه وسلم و أتاه رجل فقال ‪ :‬أنت رسول ال أو قال ‪:‬‬
‫أنت ممد ? فقال ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬فإل م تدعو ‪ ( .‬الديث و فيه ) ‪ :‬قال ‪ :‬فأسلم‬
‫الرجل " و فيه الزيادة ‪.‬‬
‫و الكم و شيخه فضيل ل أعرفهما ‪ .‬ث ظهر ل أنه شخص واحد ‪ ,‬ففي " التعجيل‬
‫""‬
‫الكم بن فضل عن خالد الذاء عن أب تيمة عن رجل من قومه ف النهي عن السب‬
‫"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬كذا سى أباه فضل ‪ ,‬و الذي ف " اليزان " و " تاريخ بغداد " ( ‪221 / 8‬‬
‫‪ ) 223 -‬الكم بن فضيل على التصغي و هو القرب إل صورة السم ف " السند‬
‫"‪,‬‬
‫و عليه فحرف ( عن ) بي الكم و فضيل مرفة عن ( ابن ) كما أنه سقطت نقطة‬
‫الضاد‬
‫من الطابع أو الناسخ ‪ ,‬ث هو ثقة وثقه أبو داود و ابن معي ‪ ,‬و ضعفه بعضهم بغي‬
‫حجة ‪.‬‬
‫" ادعوا الناس ‪ ,‬و بشرا و ل تنفرا ‪ ,‬و يسرا و ل تعسرا " ‪.‬‬ ‫‪421‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 100 / 6‬من طريق زيد بن أب أنيسة عن سعيد بن أب بردة حدثنا‬
‫‪ #‬أبو بردة عن أبيه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" بعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم و معاذا إل اليمن فقال " ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و زاد قال ‪ " :‬فقلت يا رسول ال أفتنا ف شرابي كنا نصنعهما باليمن البتع ‪,‬‬
‫و هو من العسل ينبذ حت يشتد ‪ ,‬و الزر و هو من الذرة و الشعي ينبذ حت يشتد ‪-‬‬
‫قال ‪ :‬و كان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم بواته ‪,‬‬
‫فقال ‪ :‬أنى عن كل مسكر أسكر عن الصلة " ‪.‬‬
‫و ف رواية ( ‪ " : ) 99 / 6‬و علما " بدل ‪ " :‬و ل تعسرا " ‪.‬‬
‫و قد ورد الديث بلفظ " كان إذا بعث أحدا " و " يسرا و ل تعسرا " ‪.‬‬
‫" ل تصدقوا أهل الكتاب و ل تكذبوهم و قولوا ‪ (* :‬آمنا بال و ما أنزل إلينا‬ ‫‪422‬‬
‫و ما أنزل إليكم )* " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 442 , 385 / 13 , 138 / 8‬من حديث ‪ #‬أب هريرة ‪#‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫" كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبانية و يفسرونا بالعربية لهل السلم‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " فذكره ‪.‬‬
‫" أد المانة إل من ائتمنك ‪ ,‬و ل تن من خانك " ‪.‬‬ ‫‪423‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 108 / 2‬و الترمذي ( ‪ ) 238 / 1‬و الدارمي ( ‪) 264 / 2‬‬
‫و الرائطي ف " مكارم الخلق " ( ‪ ) 30‬و الدارقطن ( ‪ ) 303‬و الاكم‬
‫( ‪ ) 46 / 2‬من طريق طلق بن غنام عن شريك و قيس عن أب حصي عن أب صال‬
‫عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬رضي ال عنه مرفوعا ‪.‬‬

‫و الاكم ‪ " :‬حديث شريك عن أب حصي صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه‬
‫الذهب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و فيه نظر فإن شريكا إنا أخرج له مسلم متابعة كما قال الذهب نفسه ف‬
‫" اليزان " و هو سيء الفظ ‪ ,‬و مثله متابعه قيس و هو ابن الربيع ‪ ,‬لكن الديث‬
‫حسن باقترانما معا ‪ ,‬و هو صحيح لغيه لوروده من طرق أخرى ‪ .‬فقد أخرجه أبو‬
‫داود‬
‫من طريق يوسف بن ماهك الكي قال ‪ :‬كنت أكتب لفلن نفقة أيتام كان وليهم ‪,‬‬
‫فغالطوه بألف درهم ‪ ,‬فأداها إليهم ‪ ,‬فأدركت لم من مالم مثليها ‪ ,‬قال ‪ :‬قلت‬
‫اقبض اللف الذي ذهبوا به منك ? قال ‪ :‬ل ‪ ,‬حدثن أب أنه سع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و رجاله ثقات رجال مسلم غي ابن صحابيه فإنه ل يسم ‪.‬‬

‫و أخرجه بنحوه أحد ( ‪ , ) 414 / 3‬و أخرج الرفوع منه فقط الدارقطن و قال ‪:‬‬
‫عن رجل من قريش عن أب بن كعب قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫فذكره‬
‫‪.‬‬
‫و قد صححه ابن السكن كما ف " الفيض " ‪.‬‬
‫و أخرجه الطبان ف " الصغي " ( ‪ ) 96‬و كذا الاكم من طريق أيوب بن سويد‬
‫حدثنا ابن شوذب عن أب التياح عن أنس مرفوعا به ‪.‬‬
‫و أيوب هذا ضعيف ‪ .‬قال الناوي ‪:‬‬
‫" و رواه البيهقي عن أب أمامة بسند ضعيف ‪ ,‬و قال ابن الوزي ‪ :‬ل يصح من جيع‬
‫طرقه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا من مبالغاته ‪ ,‬فالديث من الطريق الول حسن ‪ ,‬و هذه الشواهد‬
‫و الطرق ترقيه إل درجة الصحة لختلف مارجها ‪ ,‬و للوها عن متهم ‪.‬‬
‫" نى عن الصور ف البيت ‪ ,‬و نى الرجل أن يصنع ذلك " ‪.‬‬ ‫‪424‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 325 / 1‬و أحد ( ‪ ) 384 , 335 / 3‬عن ابن جريج أخبن‬
‫أبو الزبي أنه سع ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪ #‬يزعم أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫نى ‪ ,‬ال ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح " ‪ .‬و هو كما قال ‪ :‬و هو على شرط‬
‫و أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 1485‬من هذا الوجه دون الشطر الثان ‪.‬‬
‫" الؤمن مألفة ‪ ,‬و ل خي فيمن ل يألف و ل يؤلف " ‪.‬‬ ‫‪425‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 335 / 5‬و الطيب ( ‪ ) 376 / 11‬عن عيسى بن يونس حدثنا‬
‫مصعب‬
‫بن ثابت عن أب حازم عن ‪ #‬سهل بن سعد ‪ #‬مرفوعا به ‪.‬‬
‫و أورده اليثمي ف " الجمع " ف موضعي ( ‪ ) 273 / 10 , 87 / 8‬بلفظ ‪:‬‬

‫الؤمن يألف و يؤلف و ل ‪ .‬ال ‪.‬‬
‫و قال ف الول منهما ‪ " :‬رواه أحد و الطبان و فيه مصعب بن ثابت وثقه ابن‬
‫حبان و غيه ‪ ,‬و ضعفه ابن معي و غيه و بقية رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و قال ف الخر ‪ " :‬رواه أحد و الطبان و إسناده جيد " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ .‬و ف " التقريب " ‪ :‬مصعب بن ثابت لي الديث ‪ ,‬و كان عابدا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و خولف ف إسناده فقال الطيب بعد أن ساقه ‪ " :‬رواه خالد بن وضاح عن‬
‫أب‬
‫حازم عن أب صال عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫و قد وصله الطيب ( ‪ ) 289 - 288 / 8‬فقال ‪ :‬أنبأنا ممد بن عبد اللك‬

‫القرشي‬
‫أنبأنا عمر بن أحد الواعظ حدثنا الر بن ممد بن السي بن إشكاب حدثنا الزبي‬
‫ابن بكار حدثنا خالد بن وضاح به ‪.‬‬
‫و خالد هذا ل أجد من ترجه و بقية رجاله كلهم ثقات ‪ .‬أما ممد بن عبد اللك‬
‫فقال الطيب ( ‪ " : ) 349 / 2‬كتبنا عنه و كان صدوقا " ‪.‬‬
‫و عمر بن أحد الواعظ هو العروف بابن شاهي قال الطيب أيضا ( ‪: ) 265 / 11‬‬
‫" كان ثقة أمينا ‪ ,‬قال ممد بن أب الفوارس ‪ :‬كان ابن شاهي ثقة مأمونا قد جع‬
‫وصنف ما ل يصنف أحد " ‪ .‬ث أطال ف ترجته ‪.‬‬
‫و الر بن ممد ترجه الطيب أيضا و ساق له هذا الديث ‪ ,‬و روى عن الدارقطن‬
‫أنه قال فيه ‪ " :‬ل بأس به " و عن غيه أنه " شيخ ثقة " ‪ .‬و بقية رجاله ثقات‬
‫رجال الستة غي الزبي بن بكار و هو ثقة كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و لكن خالدا هذا ل يتفرد به بل تابعه أبو صخر و هو حيد بن زياد بلفظ ‪:‬‬
‫" الؤمن مؤلف ‪ ,‬و ل خي فيمن ل يألف و ل يؤلف " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد و ابنه عبد ال ( ‪ ) 400 / 2‬قال أحد ‪ :‬حدثنا هارون بن معروف ‪-‬‬
‫قال‬
‫عبد ال ‪ :‬و سعته أنا من هارون ‪ -‬قال ‪ :‬حدثنا عبد ال بن وهب قال ‪ :‬أخبن‬
‫أبو صخر عن أب حازم عن أب صال عن أب هريرة رضي ال عنه مرفوعا به ‪.‬‬
‫و أورده اليثمي ( ‪ ) 273 / 10 , 87 / 8‬فقال ‪ " :‬رواه أحد و البزار و رجاله‬

‫قلت ‪ :‬و كلهم من رجال مسلم فهو صحيح على شرطه ‪ .‬و قد أخرجه الاكم ( ‪1‬‬
‫‪) 23 /‬‬
‫فقصر به ‪ ,‬من طريق أحد بن يي بن رزين حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد ال‬
‫بن وهب حدثنا أبو صخر عن أب حازم عن أب هريرة مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" إن الؤمن يألف " و الباقي مثله ‪ ,‬فأسقط من السناد أبا صال ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و ل أعلم له علة " ‪ .‬فتعقبه الذهب بقوله ‪:‬‬
‫" علته انقطاعه ‪ ,‬فإن أبا حازم هذا هو الدين ل الشجعي ‪ ,‬و ل يلق أبو صخر‬
‫الشجعي ‪ ,‬و ل الدين لقي أبا هريرة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد وصله أحد و ابنه عبد ال بذكر أب صال بي الدين و أب هريرة‬
‫و ها ثقتان حجتان فزالت بذلك العلة و ثبت الديث ‪ ,‬و المد ل ‪.‬‬
‫و قد وجدت له طريقا أخرى عن أب هريرة رواه الطيب ( ‪ ) 117 / 3‬عن أب‬

‫السي‬
‫ممد بن العباس الفقيه حدثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة حدثنا أب و عمي‬
‫أبو بكر عن أب عبيدة الداد عن ابن عون عن ابن سيين و السن قال ‪ :‬ل عشنا‬
‫إل زمن ل يعشق فيه ‪ ,‬قال أبو هريرة ‪:‬‬
‫سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره بلفظ حديث سهل ‪.‬‬
‫و رجاله موثقون ‪ ,‬غي أب السي هذا قال الطيب ‪ " :‬و ف رواياته نكرة " ‪.‬‬
‫ث ساق له هذا الديث ‪.‬‬
‫و الديث أخرجه البيهقي ف " سننه " ( ‪ ) 237 - 236 / 10‬من طريق عثمان‬
‫ابن سعيد ‪ :‬حدثنا هارون بن معروف البغدادي به مثل إسناد أحد و متنه سواء ‪.‬‬
‫" الؤمن يألف و يؤلف و ل خي فيمن ل يألف ‪ ,‬و ل يؤلف و خي الناس أنفعهم‬ ‫‪426‬‬
‫للناس " ‪.‬‬
‫قال ف " الامع " ‪ :‬رواه الدارقطن ف " الفراد " و الضياء القدسي ف‬
‫" الختارة " عن ‪ #‬جابر ‪ #‬ث رمز له السيوطي بالصحة ‪ ,‬و ل يتكلم عليه الشارح‬
‫بشيء ‪ .‬و قد أورده اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 274 - 273 / 10‬بدون الملة‬
‫الخية ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" رواه أحد و الطبان و إسناده جيد ‪ ,‬و رواه الطبان ف " الوسط " و فيه‬
‫علي ابن برام و ل أعرفه و بقية رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ليس هو ف السند من حديث جابر ‪ ,‬و إنا فيه حديث سهل بن سعد و‬
‫حديث‬
‫أب هريرة و قد تقدما آنفا ‪ ,‬أقول هذا بعد مراجعة أحاديث جابر كلها من " السند‬
‫" حديثا حديثا ‪ ,‬و ال أعلم بنشأ هذا الوهم من اليثمي ‪ ,‬و قد أورده ف مكان‬
‫آخر ( ‪ ) 87 / 8‬فلم يقع ف هذا الوهم ‪ ,‬حيث قال ‪:‬‬
‫" رواه الطبان ف " الوسط " من طريق علي بن برام عن عبد اللك بن أب كرية‬
‫و ل أعرفهما و بقية رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫على أن ف كلمه هذا ما يناقض ما نقلناه عنه سابقا الذي يفيد بعمومه أن‬
‫عبد اللك بن أب كرية ثقة و هنا يهله و هو معروف من رجال أب داود ف‬
‫" السنن " و هو صدوق صال ‪ ,‬مات سنة أربع ‪ -‬و قيل ‪ :‬عشر ‪ -‬و مائتي كما ف‬
‫و الملة الخية منه أخرجها القضاعي ف " مسند الشهاب " ( ‪ ) 1 / 101‬من‬
‫طريق‬
‫علي بن برام قال ‪ :‬أنبأنا عبد اللك بن أب كرية عن ابن جريج عن عطاء عن جابر‬
‫به ‪.‬‬
‫و تابعه عمرو بن بكر السكسكي عن ابن جريج به ‪.‬‬

‫أخرجه ابن عساكر ف " تاريخ دمشق " ( ‪ . ) 2 / 420 / 2‬لكن عمرو هذا متروك‬
‫‪.‬‬
‫و لا شاهد من حديث ابن عمر قال ‪:‬‬

‫" سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من خي الناس ? قال ‪ :‬أنفع الناس للناس "‬
‫‪.‬‬
‫أخرجه أبو إسحاق الزكي ف " الفوائد النتخبة " ( ‪ ) 2 / 147 / 1‬عن خنيس ابن‬
‫بكر بن خنيس ‪ :‬حدثن أب بكر بن خنيس عن عبد ال بن دينار عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و خنيس بن بكر ‪ ,‬قال صال جزرة ‪ " :‬ضعيف " ‪.‬‬
‫و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ‪.‬‬
‫و قد تابعه إبراهيم بن عبد الميد الرشي أنبأنا بكر بن خنيس به ‪.‬‬
‫أخرجه ابن عساكر ( ‪. ) 1 / 444 / 11‬‬
‫و إبراهيم هذا أظنه الذي ف " الرح و التعديل " ( ‪: ) 113 / 1 / 1‬‬
‫" إبراهيم بن عبد الميد ‪ ,‬أبو إسحاق ‪ ,‬روى عن داود بن عمرو ‪ ,‬روى عنه الوليد‬
‫بن مسلم ‪ ,‬قال أبو زرعة ‪ :‬يشبه أن يكون حصيا ‪ ,‬ما به بأس " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالسناد بذه التابعة حسن ‪ ,‬لن بكر بن خنيس صدوق له أغلط كما قال‬
‫الافظ ‪ ,‬و يشهد له حديث جابر ‪ .‬و قد تابعه سكي بن أب سراج أنبأنا عمرو‬
‫ابن دينار به نوه ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪. ) 2 / 209 / 3‬‬
‫لكن سكي هذا ليس بالعروف ‪ .‬ث تبي ل أنه متهم ‪ ,‬فراجع الديث ( ‪. ) 903‬‬
‫و بالملة فهذه الزيادة ف الديث ثابتة فيه ف رتبة السن كأصله أو أعلى ‪,‬‬
‫و قد قواها الافظ السخاوي ف " القاصد " ‪.‬‬
‫" صوتان ملعونان ‪ ,‬صوت مزمار عند نعمة ‪ ,‬و صوت ويل عند مصيبة " ‪.‬‬ ‫‪427‬‬
‫رواه أبو بكر الشافعي ف " الرباعيات " ( ‪ : ) 1 / 22 / 2‬حدثنا ممد بن يونس ‪:‬‬
‫حدثنا الضحاك بن ملد حدثنا شبيب بن بشر حدثنا ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله موثقون غي ممد بن يونس و هو الكديي و هو متهم‬
‫بوضع‬
‫الديث ‪ ,‬لكنه قد توبع على هذا الدث ‪ ,‬فأخرجه الضياء ف " الختارة " ( ‪/ 131‬‬
‫‪ ) 1‬من طريقي آخرين عن الضحاك به ‪ .‬فالسند حسن إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪ ) 13 / 3‬تبعا للمنذري ف " الترغيب "‬
‫( ‪ " : ) 177 / 4‬رواه البزار و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و له شاهد يزداد به قوة ‪ ,‬أخرجه الاكم ( ‪ ) 40 / 4‬من طريق ممد ابن‬
‫عبد الرحن بن أب ليلى عن عطاء عن جابر عن عبد الرحن بن عوف قال ‪:‬‬
‫" أخذ النب صلى ال عليه وسلم بيدي ‪ ,‬فانطلقت معه إل إبراهيم ابنه ‪ ,‬و هو‬
‫يود بنفسه ‪ ,‬فأخذه النب صلى ال عليه وسلم ف حجره حت خرجت نفسه ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فوضعه و بكى قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬تبكي يا رسول ال ‪ ,‬و أنت تنهى عن البكاء ? قال ‪:‬‬
‫إن ل أنه عن البكاء ‪ ,‬و لكن نيت عن صوتي أحقي فاجرين ‪ :‬صوت عند نغمة‬
‫لو و لعب و مزامي الشيطان ‪ ,‬و صوت عند مصيبة لطم وجوه و شق جيوب ‪ ,‬و‬
‫هذه رحة‬
‫و من ل يرحم ل يرحم ‪ ,‬و لول أنه وعد صادق ‪ ,‬و قول حق ‪ ,‬و أن يلحق أولنا‬
‫بآخرنا لزنا عليك حزنا أشد من هذا ‪ ,‬و إنا بك يا إبراهيم لحزونون ‪ ,‬تبكي‬
‫العي ‪ ,‬و يزن القلب ‪ ,‬و ل نقول ما يسخط الرب " ‪.‬‬
‫سكت عليه الاكم و الذهب ‪ ,‬و رجال إسناده ثقات ‪ ,‬إل أن ابن أب ليلى سيء‬
‫الفظ ‪ ,‬فمثله يستشهد به و يعتضد ‪.‬‬
‫و ف الديث تري آلت الطرب لن الزمار هو اللة الت يزمر با ‪ .‬و هو من‬
‫الحاديث الكثية الت ترد على ابن حزم إباحته للت الطرب ‪ ,‬و قد تقدم حديث‬
‫آخر ف ذلك برقم ( ‪ ) 90‬فراجعه فإنه مهم ‪ .‬و ل رسالة ف الرد عليه يسر ال ل‬
‫تبيضها و نشرها ‪.‬‬
‫" من وحد ال تعال و كفر با يعبد من دونه حرم ماله و دمه و حسابه على ال‬ ‫‪428‬‬
‫عز وجل " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 40 / 1‬و أحد ( ‪ ) 395 , 394 / 6 , 472 / 3‬من طريق ‪#‬‬
‫أب مالك‬
‫الشجعي عن أبيه ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و والد أب مالك اسه طارق بن أشيم ‪ ,‬و قد روى عنه بلفظ أمرت أن أقاتل الناس‬
‫حت يشهدوا أن ل إله إل ال ‪ .‬الديث و قد مضى برقم ( ‪ - 409‬الرابع ) ‪.‬‬
‫" الطية شرك ‪ ,‬و ما منا إل ‪ ,‬و لكن ال يذهبه بالتوكل " ‪.‬‬ ‫‪429‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 131‬و أبو داود ( ‪ ) 158 / 2‬و الترمذي‬
‫( ‪ 304 / 1‬طبع بولق ) و ابن ماجه ( ‪ ) 363 - 362 / 2‬و الطحاوي ( ‪/ 2‬‬
‫‪) 380‬‬
‫و ف " الشكل " ( ‪ ) 304 / 2‬و ابن حبان ( ‪ ) 1427‬و الاكم ( ‪18 - 17 / 1‬‬
‫)‬
‫و أحد ( ‪ ) 440 , 438 , 389 / 1‬من طريق سفيان الثوري و شعبة عن سلمة بن‬
‫كهيل‬
‫عن عيسى بن عاصم عن زر بن حبيش عن ‪ #‬عبد ال بن مسعود ‪ #‬مرفوعا به ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح سنده ‪ ,‬ثقات رواته " ‪ .‬و أقره الذهب و هو كما قال ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حسن صحيح ‪ ,‬سعت ممد بن إساعيل يقول ‪ :‬كان سليمان بن‬
‫حرب‬
‫يقول ف هذا الديث ‪ " :‬و ما منا و لكن ال يذهبه بالتوكل " قال ‪ :‬هذا عندي‬
‫قول عبد ال بن مسعود " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يعن أن هذا القدر من الديث مدرج ليس مرفوعا و كأنه لذا ل يورده‬
‫السيوطي بتمامه و إنا أورد الملة الول منه اعتمادا على كلم ابن حرب ‪.‬‬
‫قال الشارح الناوي ‪:‬‬
‫" لكن تعقبه ابن القطان بأن كل كلم مسوق ف سياق ‪ ,‬ل يقبل دعوى درجه إل‬
‫بجة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل حجة هنا ف الدراج فالديث صحيح بكامله ‪.‬‬

‫" أحسنوا إل أصحاب ‪ ,‬ث الذين يلونم ‪ ,‬ث الذين يلونم ‪ ,‬ث ييء قوم يلف‬ ‫‪430‬‬
‫أحدهم على اليمي قبل أن يستحلف عليها ‪ ,‬و يشهد على الشهادة قبل أن يستشهد‬
‫‪,‬‬
‫فمن أحب منكم أن ينال ببوحة النة فليلزم الماعة ‪ ,‬فإن الشيطان مع الواحد ‪,‬‬
‫و هو من الثني أبعد ‪ ,‬و ل يلون رجل بامرأة ‪ ,‬فإن ثالثهما الشيطان ‪ ,‬و من‬
‫كان منكم تسره حسنته ‪ ,‬و تسوءه سيئته فهو مؤمن " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 64 / 2‬و الطحاوي ف " شرح العان " ( ‪- 284 / 2‬‬
‫‪) 285‬‬
‫و ابن حبان ( ‪ ) 2282‬دون قوله ‪ " :‬فمن أحب " ال و الطيالسي ( ص ‪ 7‬رقم ‪31‬‬
‫)‬
‫و أحد ( ج ‪ 1‬رقم ‪ ) 177‬و أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ - 45 / 1‬مصورة الكتب‬
‫السلمي ) من طريق جرير عن عبد اللك بن عمي عن جابر بن سرة قال ‪:‬‬
‫" خطب ‪ #‬عمر ‪ #‬الناس بالابية فقال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه و سلم قام‬
‫ف مثل مقامي هذا فقال " فذكره ‪ .‬و السياق لحد ‪.‬‬
‫و هذا إسناد صحيح رجاله رجال الستة و قد أشار الاكم ف " الستدرك "‬
‫( ‪ ) 114 / 1‬إل أن فيه ‪ ,‬علة و ل يذكرها ‪ ,‬و لعلها ما قيل ف عبد اللك‬
‫ابن عمي من الختلط و تغي حفظه ‪ ,‬لكن الديث صحيح ‪ ,‬فقد جاء من طرق‬
‫أخرى ‪,‬‬
‫فأخرجه أحد ( ‪ 1‬رقم ‪ ) 114‬و الترمذي ( ‪ - 207 / 3‬تفة ) و الاكم و صححه‬
‫و البيهقي ( ‪ ) 91 / 7‬من طريق عبد ال بن البارك أنبأنا ممد بن سوقة عن‬
‫عبد ال بن دينار عن ابن عمر أن عمر بن الطاب خطب بالابية فقال فذكره ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و هو كما قال ‪ .‬ث قال الاكم ‪:‬‬
‫" و قد رويناه بإسناد صحيح عن سعد بن أب وقاص عن عمر رضي ال عنه " ‪.‬‬
‫ث ساقه من طريق ممد بن مهاجر بن مسمار حدثن أب عن عامر بن سعد عن أبيه‬
‫قال‬
‫وقف عمر بالابية فقال ‪ :‬رحم ال رجل سع مقالت فوعاها ‪ ,‬إن رأيت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وقف فينا كمقامي فيكم ث قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الذهب ‪ " .‬و هذا صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ممد بن مهاجر بن مسمار ل أجد من ذكره إل أن يكون هو ممد بن‬
‫مهاجر‬
‫القرشي فإنه لي كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫" صغارهم دعاميص النة ‪ ,‬يتلقى أحدهم أباه ـ أو قال ‪ :‬أبويه ـ فيأخذ بثوبه ـ أو‬ ‫‪431‬‬
‫قال بيده ـ كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فل يتناهى ـ أو قال ‪ :‬فل ينتهي ـ حت‬
‫يدخله ال و إياه النة " ‪.‬‬

‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 41 / 8‬و أحد ( ‪ ) 510 , 488 / 2‬من طريق سليمان التيمي‬
‫عن‬
‫أب السليل عن أب حسان قال ‪ :‬قلت ‪ #‬لب هريرة ‪ #‬إنه قد مات ل ابنان فما أنت‬
‫مدثي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بديث تطيب به أنفسنا عن موتانا ? قال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬فذكره ‪.‬‬
‫" أحب عباد ال إل ال أحسنهم خلقا " ‪.‬‬ ‫‪432‬‬
‫أورده هكذا السيوطي ف " الامع الصغي " برواية الطبان من حديث ‪ #‬أسامة ابن‬
‫شريك ‪ , #‬و إنا أصل الديث عنه هكذا ‪ " :‬قال ‪ :‬كنا جلوسا عند النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كأنا على رؤوسنا الطي ما يتكلم منا متكلم ‪ ,‬إذ جاءه أناس فقالوا ‪:‬‬
‫من أحب عباد ال إل ال ? قال أحسنهم خلقا " ‪.‬‬
‫هكذا أورده النذري ( ‪ ) 259 / 3‬و اليثمي ( ‪ ) 24 / 8‬برواية الطبان و قال ‪:‬‬
‫" و رواته متج بم ف ( الصحيح ) " ‪ .‬و اللفظ للول منهما و زاد ‪:‬‬
‫" و ابن حبان ف " صحيحه " و ف رواية لبن حبان بنحوه إل أنه قال ‪:‬‬
‫" قالوا يا رسول ال فما خي ما أعطي النسان ? قال ‪ :‬خلق حسن " ‪.‬‬
‫و رواه الاكم و البيهقي بنحو هذه و قال الاكم ‪:‬‬
‫" صحيح على شرطهما و ل يرجاه لن أسامة ليس له سوى راو واحد " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و ليس بصواب فقد روى عنه زياد بن علقة و ابن القمر و غيها " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬الديث أورده الاكم ف موضعي من " الستدرك " ( ‪, 199 - 198 / 4‬‬
‫‪- 399‬‬
‫‪ ) 401‬باللفظي لفظ الطبان و اللفظ الذي أشار إليه النذري ‪ ,‬و كأن النذري‬
‫رحه ال ل يقف على اللفظ الول ف " الستدرك " و إل لا تعقبه با ذكر ‪,‬‬
‫فقد قال الاكم عقبه ‪:‬‬
‫" قال أبو السن ( الدار قطن ) ‪ :‬و قد روى علي بن القمر و ماهد عن أسامة‬
‫ابن شريك " ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬فهذا يالف قول الاكم " لن أسامة ليس له سوى راو واحد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬نعم يالفه على اعتبار أن نقل النذري عن الاكم صحيح بلفظه و ليس‬
‫كذلك ‪,‬‬
‫فنص عبارته هكذا ‪:‬‬
‫" و ل يرجاه ‪ ,‬و العلة عندهم فيه أن أسامة بن شريك ليس له راو غي زياد ابن‬
‫علقة " ‪.‬‬
‫فقد أشار بقوله ‪ " :‬عندهم " إل أن المر ليس كذلك عند الاكم نفسه ‪ ,‬و قد بي‬
‫ذلك ف الوضع الثان كما ذكرته آنفا ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫ث الديث أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 340 - 339 / 2‬و الطيالسي ( رقم ‪ ) 1233‬و‬
‫أحد‬
‫( ‪ ) 278 / 4‬من طرق عن زياد بن علقة به باللفظ الثان ‪ .‬و له عندهم زيادة ف‬
‫أوله فانظر ( تداووا عباد ال ) ‪.‬‬
‫" من قتل تت راية عمية ‪ ,‬يدعو عصبية أو ينصر عصبية ‪ ,‬فقتلته جاهلية " ‪.‬‬ ‫‪433‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 22 / 6‬و النسائي ( ‪ ) 177 / 2‬و الطيالسي ( ص ‪ 177‬رقم‬

‫‪) 1259‬‬
‫من حديث ‪ #‬جندب بن عبد ال البجلي ‪. #‬‬
‫و له شاهد من حديث أب هريرة يأت ( ‪ ) 982‬بلفظ ‪ " :‬من خرج من الطاعة " ‪.‬‬
‫" كان أصحابه صلى ال عليه وسلم يتناشدون الشعر ‪ ,‬و يتذاكرون أشياء من أمر‬ ‫‪434‬‬
‫الاهلية ‪ ,‬و هو ساكت ‪ ,‬فربا تبسم معهم " ‪.‬‬
‫رواه الترمذي ( ‪ ) 139 / 2‬و الطيالسي ( ص ‪ 105‬رقم ‪ ) 771‬و أحد ( ‪/ 5‬‬

‫‪, 88 , 86‬‬
‫‪ ) 105 , 91‬عن ساك بن حرب عن ‪ #‬جابر بن سرة ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" جالست النب صلى ال عليه وسلم أكثر من مائة مرة ‪ ,‬فكان أصحابه ‪ "...‬ال ‪.‬‬
‫و السياق للترمذي و قال ‪ " :‬حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و صرح ساك بسماعه عن جابر ف رواية لحد و هو على شرط مسلم ‪.‬‬
‫و رواه ابن أب شيبة أيضا كما ف " الفتح " ( ‪. ) 444 / 10‬‬
‫و له شاهد من حديث أب أمامة نوه رواه الطبان لكن قال اليثمي ( ‪: ) 128 / 8‬‬
‫" و فيه ممد بن الفضل بن عطية و هو متروك كذاب " ‪.‬‬
‫ث الديث عزاه العراقي ( ‪ ) 340 / 2‬لسلم من حديث ابن سرة و ل أجد من وافقه‬
‫على ذلك و ل ينسبه النابلسي ف " الذخائر " ( ‪ ) 125 - 124 / 1‬إل إل‬
‫من الستة ‪ .‬ث وجدته عند مسلم ( ‪ ) 132 / 2‬بعناه ف أثناء حديث ‪ ,‬و رواه‬
‫البيهقي ( ‪. ) 240 / 10‬‬
‫" كان أصحابه يتبادحون بالبطيخ ‪ ,‬فإذا كانت القائق كانوا هم الرجال " ‪.‬‬ ‫‪435‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ : ) 41‬حدثنا صدقة قال ‪ :‬أنبأنا معتمر‬
‫عن حبيب أب ممد عن ‪ #‬بكر بن عبيد ال ‪ #‬قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح رجاله رجال البخاري ف " صحيحه " غي حبيب هذا و هو ثقة‬
‫عابد‬
‫كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و بكر بن عبيد ال كذا ف نسختنا و هو تريف و الصواب ‪ :‬بكر بن عبد ال ‪-‬‬

‫مكبا ‪ -‬و هو ابن عمرو بن هلل الزن و هو ثقة ثبت جليل من الطبقة الوسطى من‬
‫التابعي ‪ ,‬أدرك جعا غفيا من الصحابة و روى عنهم ‪.‬‬
‫" كان أصحابه يشون أمامه إذا خرج ‪ ,‬و يدعون ظهره للملئكة " ‪.‬‬ ‫‪436‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 302 / 3‬حدثنا وكيع عن سفيان عن السود بن قيس عن نبيح‬

‫عن‬
‫‪ #‬جابر ‪ #‬قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 108 / 1‬عن وكيع به ‪.‬‬

‫ث أخرجه أحد ( ‪ ) 332 / 3‬و كذا الاكم ( ‪ ) 281 / 4‬من طريقي آخرين عن‬
‫سفيان‬
‫به بلفظ ‪ " :‬كان إذا خرج من بيته مشينا قدامه ‪ ,‬و تركنا ظهره للملئكة " ‪.‬‬
‫سكت عليه الاكم و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الستة غي نبيح مصغر‬
‫و هو‬
‫ابن عبد ال العني وثقه أبو زرعة و روى عنه جاعة كما ف اللصة فقول الافظ‬
‫ف التقريب " مقبول " فيه قصور ف حقه ‪.‬‬
‫و قد ورد الديث من قوله صلى ال عليه وسلم بلفظ ‪:‬‬
‫" امشوا أمامي ‪. " ...‬‬
‫و سيأت تقيق الكلم عليه إن شاء ال تعال برقم ( ‪. ) 1557‬‬

‫" من حالت شفاعته دون حد من حدود ال فقد ضاد ال ف أمره ‪ ,‬و من مات و‬ ‫‪437‬‬
‫عليه‬
‫دين فليس ث دينار و ل درهم و لكنها السنات و السيئات ‪ ,‬و من خاصم ف باطل‬
‫و‬
‫هو يعلم ل يزل ف سخط ال حت ينع ‪ ,‬و من قال ف مؤمن ما ليس فيه حبس ف‬
‫ردغة البال حت يأت بالخرج ما قال " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 117 / 2‬و الاكم ( ‪ ) 27 / 2‬و السياق له و أحد ( ‪/ 2‬‬
‫‪) 70‬‬
‫عن زهي حدثنا عمارة بن غزية عن يي بن راشد عن ‪ #‬عبد ال بن عمر ‪ #‬مرفوعا‬
‫‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قال ‪ ,‬و رجاله‬
‫ثقات رجال مسلم غي يي بن راشد و هو ثقة كما ف " التقريب " ‪.‬‬

‫" رواه أبو داود و الطبان بإسناد جيد ‪ ,‬و زاد ‪ -‬يعن الطبان ‪: -‬‬
‫و ليس بارج " ‪.‬‬
‫و للحديث طريقان آخران ‪:‬‬
‫الول عن الثن بن يزيد عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بعناه قال ‪:‬‬
‫" و من أعان على خصومة بظلم باء بغضب من ال عز و جل " ‪.‬‬
‫هكذا أخرجه أبو داود ‪ ,‬و الثن مهول ‪ ,‬لكنه توبع على هذه الملة الخية كما‬
‫خرجته ف " إرواء الغليل " ( ‪. ) 2376‬‬
‫و الطريق الخر أخرجه أحد ( ‪ ) 82 / 2‬عن أيوب بن سلمان رجل من أهل صنعاء‬
‫عن‬
‫ابن عمر مرفوعا به نوه و زاد ف آخره ‪:‬‬
‫" ركعتا الفجر حافظوا عليهما فإنما من الفضائل " ‪.‬‬
‫و إسناده ضعيف ‪ ,‬أيوب هذا فيه جهالة كما ف " التعجيل " و بقية رجال إسناده‬
‫موثقون ‪.‬‬
‫و له طريق ثالث إل أنه ضعيف جدا ‪ ,‬أخرجه الطيب ( ‪ ) 379 / 8‬قال ‪:‬‬
‫أخبنا أبو نعيم الافظ قال ‪ :‬حدث لحق بن السي بن عمران بن أب الورد حدثنا‬
‫أبو سليمان داود بن سليمان بن داود الصبهان ‪ -‬قدم بغداد ‪ -‬حدثنا أبو الصلت‬
‫سهل ابن إساعيل الرادي ‪ :‬حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن سال بن عبد ال‬
‫عن أبيه مرفوعا به ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬حديث باطل عن مالك و من فوقه ‪ ,‬و كان لحق غي ثقة " ‪.‬‬
‫" مال و للدنيا ?! ما أنا و الدنيا ?! إنا مثلي و مثل الدنيا كراكب ظل‬ ‫‪438‬‬
‫تت شجرة ث راح و تركها " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ , ) 60 / 2‬الاكم ( ‪ ) 310 / 4‬و الطيالسي ( ص ‪ 36‬رقم‬

‫‪) 277‬‬
‫و عنه ابن ماجه ( ‪ ) 526 / 2‬و أحد ( ‪ ) 441 , 391 / 1‬و أبو نعيم ف " اللية‬
‫"‬
‫( ‪ ) 234 / 4 , 102 / 2‬من طرق عن السعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم‬
‫النخعي‬
‫عن علقمة عن ‪ #‬عبد ال ‪ #‬مرفوعا به ‪.‬‬

‫و هو كما قال ‪ ,‬فإن له شاهدا يأت بعده ‪ .‬و رواه الطبان و أبو الشيخ ف‬
‫" كتاب الثواب " كما ف " الترغيب " ( ‪. ) 113 / 4‬‬
‫و سببه فيما قال ابن مسعود ‪ " :‬اضطجع رسول ال صلى ال عليه وسلم على حصي‬
‫فأثر ف جنبه ‪ ,‬فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه ‪ ,‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال أل آذنتنا‬
‫حت نبسط لك على الصي شيئا ? فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " الديث ‪.‬‬
‫" ما ل و للدنيا ?! ما مثلي و مثل الدنيا إل كراكب سار ف يوم صائف ‪ ,‬فاستظل‬ ‫‪439‬‬
‫تت شجرة ساعة من نار ‪ ,‬ث راح و تركها " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 2526‬و الاكم ( ‪ ) 310 - 309 / 4‬و أحد ( ‪/ 1‬‬
‫‪) 301‬‬
‫و الضياء ف " الختارة " ( ‪ ) 1 / 85 / 66‬عن ثابت بن يزيد حدثنا هلل بن خباب‬
‫عن عكرمة عن ‪ #‬ابن عباس ‪: #‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم دخل عليه عمر و هو على حصي قد أثر ف‬
‫جنبه‬
‫فقال ‪ :‬يا نب ال لو اتذت فراشا أوثر من هذا ? فقال " ‪ ,‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط البخاري " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫كذا قال! و هلل بن خباب قال ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق تغي بآخره " و رمز له‬
‫بأنه من رجال السنن الربعة ‪ ,‬و ف " اللصة " رمز له بأنه من رجال الستة ‪,‬‬
‫و لعله تصحيف ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و الديث رواه البيهقي أيضا كما ف " الترغيب " ( ‪ , ) 114 / 4‬و يقويه شاهده‬
‫الذي قبله ‪.‬‬
‫" من أمن رجل على دمه فقتله فإنه يمل لواء غدر يوم القيامة " ‪.‬‬ ‫‪440‬‬
‫رواه النسائي ف " الكبى " ( ‪ - 2 / 52 / 2‬سي ) و البخاري " ف التاريخ "‬
‫( ‪ ) 295 / 1 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 153 - 152 / 2‬و الطحاوي ف " الشكل "‬
‫( ‪ ) 77 / 1‬و أحد ( ‪ ) 224 , 223 / 5‬و الرائطي ف " الكارم " ( ‪ ) 29‬من‬
‫طريق‬
‫عبد اللك بن عمي عن رفاعة بن شداد القتبان قال ‪:‬‬
‫لو ل كلمة سعتها من ‪ #‬عمرو بن المق الزاعي ‪ #‬لشيت فيها بي رأس الختار‬
‫و جسده ‪ ,‬سعته يقول ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح و رجاله ثقات كما ف " الزوائد " لن رفاعة بن شداد القتبان ‪-‬‬
‫بكسر القاف و سكون الثناة ‪ -‬وثقه النسائي و ذكره بن حبان ف " الثقات " و باقي‬
‫رجال السناد رجال مسلم ‪ .‬و ف لفظ للنسائي ‪:‬‬
‫" إذا اطمأن الرجل إل الرجل ث قتله رفع له لواء ‪. " ...‬‬
‫و ورد بلفظ ‪:‬‬
‫" من أمن رجل على دمه فقتله فأنا برىء من القاتل ‪ ,‬و إن كان القتول كافرا " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " التاريخ " و الطحاوي ف " الشكل " ( ‪ ) 78 / 1‬و الرائطي‬
‫و الطبان ف " الصغي " ( ص ‪ ) 121 , 9‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪) 24 / 9‬‬
‫من طرق عن السدي عن رفاعة بن شداد به ‪.‬‬
‫و هذا سند حسن ‪ ,‬رجاله ثقات غي السدي و هو إساعيل بن عبد الرحن و هو‬
‫صدوق‬
‫يهم ‪ .‬كما ف " التقريب " ‪.‬‬
‫و أخرجه الطيالسي ( ص ‪ 181‬رقم ‪ : ) 1285‬حدثنا ممد بن أبان عن السدي به‬

‫" إذا أمن الرجل الرجل على نفسه " و الباقي مثله سواء ‪.‬‬
‫و رواه ابن حبان ف " صحيحه " ( رقم ‪ - 1682‬موارد ) بلفظ ‪:‬‬
‫" أيا رجل أمن رجل " و الباقي مثله ‪ ,‬و كذلك هو ف " السند " ( ‪- 223 / 5‬‬
‫‪ ) 224‬دون قوله ‪ " :‬و إن كان القتول كافرا " ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث معاذ بن جبل مرفوعا به ‪.‬‬

‫أخرجه أبو نعيم ( ‪ ) 325 - 324 / 3‬و ف سنده متهم ‪ ,‬و قال أبو نعيم ‪:‬‬
‫" هذا الديث مشهور من حديث عمرو بن المق عن النب صلى ال عليه وسلم " ‪.‬‬
‫" من أماثل أعمالكم إتيان اللل ( يعن النساء ) " ‪.‬‬ ‫‪441‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 231 / 4‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 20 / 2‬من طريق الطبان‬
‫عن معاوية بن صال عن أزهر بن سعيد الرازي قال ‪ :‬سعت ‪ #‬أبا كبشة الناري‬
‫‪#‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا ف أصحابه فدخل ‪ ,‬ث خرج و قد‬
‫اغتسل‬
‫فقلنا ‪ :‬يا رسول ال قد كان شيء ? قال ‪ :‬أجل ‪ ,‬مرت ب فلنة فوقع ف قلب شهوة‬
‫النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها ‪ ,‬فكذلك فافعلوا فإنه من أماثل ‪. " ...‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات ‪.‬‬
‫" إن يك من الشؤم شيء حق ففي الرأة و الفرس و الدار " ‪.‬‬ ‫‪442‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ , ) 85 / 2‬حدثنا ممد بن جعفر ‪ :‬حدثنا شعبة عن عمر بن ممد‬

‫ابن زيد أنه سع أباه يدث عن ‪ #‬ابن عمر ‪ #‬به مرفوعا ‪.‬‬
‫و هذا سند صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد أخرجه مسلم ( ‪ ) 34 / 7‬من هذا‬
‫الوجه ‪.‬‬
‫و أخرجه البخاري من طريق أخرى عن عمر بلفظ ‪ ( :‬إن كان ‪ , ) ...‬و سيأت إن‬
‫شاء‬
‫ال تعال برقم ( ‪. ) 799‬‬
‫و الديث يعطي بفهومه أن ل شؤم ف شيء ‪ ,‬لن معناه ‪ :‬لو كان الشؤم ثابتا ف‬
‫شيء ما ‪ ,‬لكان ف هذه الثلثة ‪ ,‬لكنه ليس ثابتا ف شيء أصل ‪.‬‬
‫و عليه فما ف بعض الروايات بلفظ " الشؤم ف ثلثة " ‪ .‬أو " إنا الشؤم ف‬
‫ثلثة " فهو اختصار ‪ ,‬و تصرف من بعض الرواة ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" ما طلعت شس قط إل بعث بنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الرض إل الثقلي‬ ‫‪443‬‬
‫‪ :‬يا أيها الناس هلموا إل ربكم ‪ ,‬فإن ما قل و كفى خي ما كثر و ألى ‪ .‬و ل‬
‫آبت شس قط إل بعث بنبتيها ملكان يناديان ‪ ,‬يسمعان أهل الرض إل الثقلي ‪:‬‬
‫اللهم أعط منفقا خلفا ‪ ,‬و أعط مسكا مال تلفا " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 2476‬و أحد ( ‪ ) 197 / 5‬و الطيالسي ( رقم ‪ ) 979‬و من‬
‫طريقهما أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 60 / 9 , 233 / 2 , 226 / 1‬من طريقي‬
‫عن قتادة عن خليد بن عبد ال العصري عن ‪ #‬أب الدرداء ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬

‫" رواه عدة عن قتادة منهم سليمان التيمي و شيبان بن عبد الرحن النحوي‬
‫و أبو عوانة و سلم بن مسكي و غيهم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و قال اليثمي ( ‪ ) 122 / 3‬و قد‬
‫أورده‬
‫بذا التمام ‪:‬‬
‫" رواه أحد و رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫ث ذهل ‪ ,‬فأورده ف مكان آخر ( ‪ ) 255 / 10‬دون قوله ‪ " .‬و ل آبت شس قط‬
‫‪..‬‬
‫ال " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬رواه أحد و الطبان ف " الكبي " و زاد ‪ " :‬و ل آبت شس قط " ال‬
‫‪ ,‬رواه الطبان ف " الوسط " إل أنه قال ‪:‬‬
‫" اللهم من أنفق فأعطه خلفا ‪ ,‬و من أمسك فأعطه تلفا " ‪.‬‬
‫و رجال أحد و بعض أسانيد الطبان ف " الكبي " رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إنا قلت ‪ " :‬ذهل " لن هذه الزيادة الت عزاها للطبان ف " الكبي "‬
‫هي عند أحد أيضا كما علمت ‪.‬‬
‫و الديث أورد الشطر الثان منه النذري ف " الترغيب " ( ‪ ) 39 / 2‬و قال ‪:‬‬
‫" رواه أحد و ابن حبان ف " صحيحه " و الاكم بنحوه و قال ‪ " :‬صحيح السناد "‬
‫و البيهقي من طريقه ‪ ,‬و لفظه ف إحدى رواياته ‪. " ...‬‬
‫قلت ‪ :‬فذكره على التمام و ف آخره زيادة ‪:‬‬

‫" و أنزل ال ف ذلك قرآنا ف قول اللكي ‪ " :‬يا أيها الناس هلموا إل ربكم "‬
‫ف سورة يونس ‪ ( :‬و ال يدعو إل دار السلم و يهدى من يشاء إل صراط‬
‫مستقيم )‬
‫و أنزل ف قولما ‪ " :‬اللهم أعط منفقا خلفا ‪ ,‬و أعط مسكا تلفا " ‪ ( :‬و الليل‬
‫إذا يغشى و النهار إذا تلى ‪ .‬و ما خلق الذكر و النثى ) إل قوله ‪ ( :‬العسرى )‬
‫"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كذلك أخرجه ابن أب حات و ف روايته تصريح قتادة بالتحديث كما ف‬
‫" الفتح " ‪ .‬و كذلك رواه ابن جرير ( ‪ ) 122 / 30‬من طريق عباد بن راشد عن‬
‫قتادة‬
‫قال ‪ :‬حدثنا خليد البصري به بالشطر الثان منه و زاد ‪:‬‬
‫" فأنزل ال ف ذلك القرآن ( فأما من أعطى ‪ ) ..‬إل قوله ( العسرى ) " ‪.‬‬
‫" إذا وضع الرجل الصال على سريره قال ‪ :‬قدمون قدمون ‪ ,‬و إذا وضع الرجل‬ ‫‪444‬‬
‫السوء‬
‫على سريره قال ‪ :‬يا ويله أين تذهبون ب ?! " ‪.‬‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 270 / 1‬و ابن حبان ( ‪ ) 764‬و أحد ( ‪) 500 , 292 / 2‬‬
‫و السياق له من طريق ابن أب ذئب عن سعيد القبي عن عبد الرحن بن مهران أن‬
‫‪ #‬أبا هريرة ‪ #‬قال حي حضره الوت ‪:‬‬
‫" ل تضربوا على فسطاطا ‪ ,‬و ل تتبعون بجمر ‪ ,‬و أسرعوا ب ‪ ,‬فإن سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول " فذكره ‪.‬‬
‫و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪ .‬و ليس عند النسائي الوقوف منه ‪.‬‬
‫و قد روي مرفوعا بلفظ ‪ ( :‬ل تتبع النازة ) فانظر " كتاب النائز " ( ص ‪ 70‬طبع‬
‫الكتب السلمي ) ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث أب سعيد الدري مرفوعا بلفظ ‪:‬‬
‫" إذا وضعت النازة فاحتملها الرجال على أعناقهم ‪ ,‬فإن كانت صالة ‪ ,‬قالت ‪:‬‬
‫قدمون ‪ ,‬و إن كانت غي صالة ‪ ,‬قالت لهلها ‪ :‬يا ويلها أين يذهبون با ? !‬
‫يسمع صوتا كل شيء إل النسان ‪ ,‬و لو سع النسان لصعق " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ - 189 , 144 , 142 / 3‬فتح ) و أحد ( ‪. ) 58 , 41 / 3‬‬
‫" أل من ظلم معاهدا ‪ ,‬أو انتقصه ‪ ,‬أو كلفه فوق طاقته ‪ ,‬أو أخذ منه شيئا بغي‬ ‫‪445‬‬
‫طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 46 / 2‬و البيهقي ف " سننه " ( ‪ ) 205 / 9‬عن ‪ #‬صفوان‬
‫ابن‬
‫سليم عن عدة ‪ ( #‬و قال البيهقي ‪ :‬ثلثي ) من أبناء أصحاب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن آبائهم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم به ‪.‬‬
‫قال الافظ العراقي ف " فتح الغيث " ( ‪: ) 4 / 4‬‬

‫" و هذا إسناد جيد و إن كان فيه من ل يسم ‪ ,‬فإنم عدة من أبناء الصحابة يبلغون‬
‫حد التواتر الذي ل يشترط فيه العدالة " ‪.‬‬
‫و قال السخاوي ف " القاصد " ص ( ‪ " : ) 185‬و سنده ل بأس به ‪ ,‬و ل يضره‬
‫جهالة من ل يسم من أبناء الصحابة ‪ ,‬فإنم عدد ينجب به جهالتهم ‪ ,‬و لذا سكت‬
‫عليه أبو داود ‪ ( .‬ث قال ‪ ) :‬و له شواهد بينتها ف جزء أفردته لذا الديث ‪,‬‬
‫منها عن عمر بن سعد رفعه ‪ " :‬أنا خصم يوم القيامة لليتيم ‪ ,‬و العاهد ‪ ,‬و من‬
‫أخاصمه أخصمه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و انظر " أيسب أحدكم متكئا " ‪ ,‬و ف الكتاب الخر " منعن رب أن أظلم‬
‫معاهدا " ‪ ) 1195 ( ,‬و ( لعلكم تقاتلون قوما " ‪. ) 2947 ( ,‬‬
‫" لو أن رجل ير على وجهه من يوم ولد إل يوم يوت هرما ف مرضاة ال عز وجل‬ ‫‪446‬‬
‫لقره يوم القيامة " ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ ) 185 / 4‬و البخاري ف " التاريخ الكبي " ( ‪) 15 / 1 / 1‬‬
‫و أبو العباس الصم ف " حديثه " ( رقم ‪ - 54‬نسخت ) و أبو بكر الشاشي ف‬
‫" الفوائد " ( ق ‪ ) 1 / 107‬و أبو نعيم ف " اللية " ( ‪) 219 / 5 , 15 / 2‬‬
‫من طريق بقية حدثن بي بن سعد عن خالد بن معدان عن ‪ #‬عتبة بن عبد ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات ‪ ,‬و بقية إنا يشى من عنعنته لنه‬
‫مدلس ‪ ,‬و لكنه قد صرح بالتحديث ‪ ,‬فأمنا بذلك تدليسه ‪.‬‬
‫" الشعر بنلة الكلم حسنه كحسن الكلم و قبيحه كقبيح الكلم " ‪.‬‬ ‫‪447‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 125‬و الدارقطن ( ‪ ) 490‬عن إساعيل‬
‫ابن عياش عن عبد الرحن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحن بن رافع عن ‪ #‬عبد ال‬
‫بن عمرو ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد مسلسل بالضعفاء ‪ ,‬و هم إساعيل بن عياش و من فوقه ‪ .‬و‬
‫لذلك‬
‫جزم الافظ بضعفه ‪ ,‬فقال ف " الفتح " ( ‪ ) 443 / 10‬بعد ما عزاه للدب الفرد ‪:‬‬
‫" سنده ضعيف ‪ ,‬و أخرجه الطبان ف " الوسط " و قال ‪:‬‬
‫ل يروى عن النب صلى ال عليه وسلم إل بذا السناد " ‪.‬‬
‫و أما قول اليثمي ( ‪ ) 122 / 8‬بعد ما عزاه للوسط ‪ " :‬و إسناده حسن " ‪.‬‬
‫فليس بسن ‪.‬‬
‫نعم له شواهد يصل با إل رتبة السن منها عن عائشة قالت ‪:‬‬
‫" سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الشعر ? فقال ‪ :‬هو كلم فحسنه حسن‬
‫و قبيحه قبيح " ‪ .‬قال اليثمي ‪:‬‬
‫" رواه أبو يعلى ‪ ,‬و فيه عبد الرحن بن ثابت بن ثوبان وثقه دحيم و جاعة ‪,‬‬
‫و ضعفه ابن معي و غيه ‪ ,‬و بقية رجاله رجال الصحيح " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬إذا ل يكن له علة غي ابن ثوبان هذا فهو حسن السناد ‪ ,‬لن ابن ثوبان‬
‫صدوق يطىء كما ف " التقريب " ‪ ,‬و قد رواه البخاري ف " الدب " ( ‪) 125‬‬
‫موقوفا عليها ‪ :‬حدثنا سعيد بن تليد قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب قال ‪ :‬حدثن جابر‬
‫ابن إساعيل و غيه عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي ال عنها أنا‬
‫كانت تقول ‪ :‬الشعر منه حسن ‪ ,‬و منه قبيح ‪ ,‬فخذ بالسن ‪ ,‬و دع القبيح ‪ ,‬و لقد‬
‫رويت من شعر كعب بن مالك أشعارا ‪ ,‬منها القصيدة فيها أربعون بيتا ‪ ,‬و دون‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫" و سنده حسن ‪ ,‬و أخرج أبو يعلى أوله من حديثها من وجه آخر مرفوعا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجال البخاري ثقات رجال " صحيح البخاري ‪ ,‬غي جابر بن إساعيل فمن‬
‫رجال‬
‫مسلم ‪ ,‬غي أنه تفرد عنه ابن وهب ‪ ,‬و وثقه ابن حبان كما ف " اللصة " ‪ ,‬و قد‬
‫تابعه غيه كما صرح به ابن وهب ‪ ,‬و إن كنا نهله ‪ ,‬فالسناد حسن كما قال‬
‫الافظ‬
‫إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫ث وقفت على إسناد أب يعلى و المد ل ‪ ,‬فوجدته حسنا ‪ ,‬قال ف " مسنده "‬
‫( ‪ 1167 / 3‬مصورة الكتب السلمي ) ‪ :‬حدثنا عباد بن موسى التلي أنبأنا‬
‫عبد الرحن بن ثابت عن هشام عن أبيه عنها ‪.‬‬
‫و هذا إسناد حسن ‪ ,‬رجاله ثقات رجال الشيخي غي عبد الرحن بن ثابت و هو ابن‬
‫ثوبان العنسي الدمشقي ‪ ,‬و قد عرفت حاله من كلم الافظ التقدم ‪ ,‬و قد حسن له‬
‫الترمذي ‪ ,‬فالديث بجموع الطريقي صحيح ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" ما رزق عبد خي له و ل أوسع من الصب " ‪.‬‬ ‫‪448‬‬
‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 414 / 2‬من طريق إسحاق بن سليمان الرازي قال ‪ :‬سعت‬
‫مالك‬
‫ابن أنس و تل قول ال عز و جل ‪:‬‬
‫( و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لا صبوا ) فقال ‪ :‬حدثن الزهري أن عطاء‬
‫ابن يزيد حدثه عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬رضي ال عنه مرفوعا به ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ .‬و هو كما قال ‪.‬‬
‫و له شاهد أخرجه القضاعي ( ‪ ) 1 / 67‬عن إبراهيم بن عبد ال السعدي قال ‪:‬‬

‫أنبأنا السي بن علي أبو علي الصم قال ‪ :‬أنبأنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم‬
‫عن عطاء بن يسار عن أب سعيد الدري مرفوعا به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات غي السي بن علي أب علي الصم فلم أجد له‬
‫ترجة ‪ .‬و السعدي له ترجة ف " اللسان " ‪.‬‬
‫" خلق ال آدم على صورته ‪ :‬طوله ستون ذراعا ‪ ,‬فلما خلقه قال ‪ :‬اذهب فسلم‬ ‫‪449‬‬
‫على أولئك النفر من اللئكة جلوس ‪ ,‬فاستمع ما ييونك ‪ :‬فإنا تيتك و تية‬
‫ذريتك فقال ‪ :‬السلم عليكم ‪ :‬فقالوا ‪ :‬السلم عليك و رحة ال ‪ ,‬فزادوه ‪:‬‬
‫" و رحة ال " فكل من يدخل النة على صورة آدم ‪ ,‬فلم يزل اللق ينقص بعد‬
‫حت الن " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 6 - 2 / 11 , 281 / 6‬و مسلم ( ‪ ) 149 / 8‬و أحد ( ‪2‬‬

‫‪) 315 /‬‬
‫و ابن خزية ف " التوحيد " ( ص ‪ ) 29‬من حديث هام بن منبه حدثنا ‪ #‬أبو هريرة‬
‫‪#‬‬
‫مرفوعا به ‪.‬‬
‫" ما تاب رجلن ف ال إل كان أحبهما إل ال عز وجل أشدها حبا لصاحبه "‬ ‫‪450‬‬
‫‪.‬‬

‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 79‬و ابن حبان ( ‪ ) 2509‬و الاكم ف‬
‫" الستدرك " ( ‪ ) 171 / 4‬و الطيب ف " التاريخ " ( ‪ ) 341 / 11‬عن البارك‬
‫ابن فضالة عن ثابت عن ‪ #‬أنس ‪. #‬‬
‫و أقره الافظ العراقي ف " تريج الحياء " ( ‪. ) 139 / 2‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا من الذهب عجب فهو الذي ذكر ف ترجة البارك هذا من " اليزان " ‪:‬‬
‫" و قال أبو داود ‪ :‬شديد التدليس ‪ ,‬فإذا قال ‪ :‬حدثنا فهو ثبت ‪ ,‬و قال أبو زرعة‬
‫‪ :‬يدلس كثيا فإذا قال ‪ :‬حدثنا فهو ثقة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو عند الاكم معنعن ! نعم قد قال ‪ " :‬حدثنا ثابت " ف رواية البخاري‬
‫و ابن حبان فزالت العلة ‪ ,‬و ثبت الديث ‪.‬‬
‫و قال النذري ( ‪ " : ) 46 / 4‬رواه الطبان و أبو يعلى عن أنس ‪ ,‬و رواته رواة‬
‫الصحيح إل مبارك بن فضالة " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ( ‪ " : ) 276 / 10‬رواه الطبان ف " الوسط " و أبو يعلى‬
‫و البزار بنحوه ‪ ,‬و رجال أب يعلى و البزار رجال الصحيح ‪ ,‬غي مبارك بن فضالة ‪,‬‬
‫و قد وثقه غي واحد على ضعف فيه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق يدلس و يسوي " ‪.‬‬
‫و قد وجدت له متابعا قويا ‪ ,‬إل أنم أعلوه ‪ ,‬أخرجه الطيب ( ‪: ) 440 / 9‬‬
‫أخبنا علي بن أب علي حدثنا عمر بن ممد بن علي الناقد حدثنا أبو القاسم‬
‫عبد ال بن السي بن علي البجلي الصفار حدثنا عبد العلى بن حاد النرسي‬
‫حدثنا حاد بن سلمة عن ثابت به ‪.‬‬
‫ث ذكر الطيب أن الصفار الذكور تفرد بديث عبد العلى بن حاد هذا و إيصاله‬
‫وهم على حاد بن سلمة ‪ ,‬لن حادا إنا يرويه عن ثابت عن مطرف بن عبد ال‬
‫ابن الشخي قال ‪ :‬كنا نتحدث أنه " ما تاب رجلن ف ال " و ذلك يفظ عنه ‪,‬‬
‫فلعل الصفار سها و جرى على العادة الستمرة ف ثابت عن أنس " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬الصفار هذا قد ذكر الطيب أنه ثقة مأمون و قد وصله ‪ ,‬و الوصل زيادة ‪,‬‬
‫و هي من ثقة ‪ ,‬فيجب قبولا ‪ .‬و جائز أن يكون لماد فيه إسنادان ‪ :‬عن ثابت عن‬
‫أنس ‪ ,‬و عنه عن مطرف ‪ ,‬فكان يرويه مرة هكذا ‪ ,‬و مرة هكذا ‪ ,‬و لذه أمثلة كثية‬
‫ف السانيد ‪ ,‬و العمدة إنا هو رواية الثقة ‪ ,‬و طالا أن الصفار كذلك ‪ ,‬فإن‬
‫حديثه حجة إذا ثبت السناد إليه ‪ ,‬و قد تأملت ف جيع رجال السناد ‪ ,‬فوجدتم‬
‫ثقاتا غي شيخ الطيب ‪ :‬علي بن أب علي فلم أجد من ترجه ‪ ,‬و الظاهر أنه ليس‬
‫بغداديا ‪ ,‬و إل لورده الطيب ف " تاريه " ‪ ,‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد بلفظ ‪ " :‬ما من رجلي تابا ‪. " ....‬‬
‫‪----------‬‬
‫جيع روايات الديث بلفظ ‪ " :‬رجلن " ‪.‬‬
‫و أما الغزال فذكره ف الحياء " ( ‪ ) 139 / 2‬بلفظ ‪ " :‬اثنان " ‪.‬‬
‫و ل أجده ف شيء من هذه الروايات ‪.‬‬
‫" ما أنزل ال داء ‪ ,‬إل قد أنزل له شفاء ‪ ,‬علمه من علمه ‪ ,‬و جهله من جهله " ‪.‬‬ ‫‪451‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 453 , 413 , 377 / 1‬من طرق ‪.‬‬

‫منها طريق سفيان ‪ -‬و هو ابن عيينة ‪ -‬عن عطاء بن السائب عن ‪ #‬أب عبد الرحن‬
‫عبد ال بن حبيب ‪ #‬قال ‪ :‬سعت عبد ال بن مسعود يبلغ به النب صلى ال عليه‬
‫و أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 340 / 2‬عن عبد الرحن بن مهدي حدثنا سفيان عن عطاء‬
‫به ‪,‬‬
‫دون قوله ‪ " :‬علمه ‪ . "...‬ال ‪.‬‬
‫و ف " الزوائد " ( ق ‪ ) 2 / 231‬مصورة الكتب السلمي ) ‪:‬‬
‫" إسناد حديث عبد ال بن مسعود صحيح ‪ ,‬رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪ ,‬فإن عطاء بن السائب و إن كان قد اختلط فسفيان ف رواية‬
‫ابن ماجه و هو الثوري روى عنه قبل الختلط ‪.‬‬
‫و قد رواه عنه خالد ابن عبد ال ‪ ,‬عند ابن حبان ( ‪ , ) 1394‬و هو ثقة من رجال‬
‫الشيخي ‪ ,‬و عبيدة بن حيد أيضا ‪ ,‬أخرجه الاكم ف " الستدرك " ( ‪, ) 196 / 4‬‬
‫و هو ثقة من رجال البخاري ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من رواية أب سعيد الدري بلفظ ‪ " :‬إن ال ل ينل داء ‪" ....‬‬
‫و هو مرج ف " تريج اللل " ( ‪. ) 293‬‬
‫" ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة و ما أطعمت ولدك فهو لك صدقة و ما أطعمت‬ ‫‪452‬‬
‫زوجك فهو‬
‫لك صدقة و ما أطعمت خادمك فهو لك صدقة " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 131 / 4‬حدثنا إبراهيم بن أب العباس قال ‪ :‬حدثنا بقية قال ‪:‬‬
‫حدثنا بي بن سعد عن خالد بن معدان عن ‪ #‬القدام بن معدي كرب ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫ث أخرجه ( ‪ : ) 132 / 4‬حدثنا الكم بن نافع قال ‪ :‬حدثنا إساعيل بن عياش عن‬
‫بي بن سعد به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح برواية بقية و ابن عياش عن بي ‪ ,‬و بقية رجاله ثقات‬
‫اتفاقا ‪.‬‬
‫و الديث أورده ف " الجمع " ( ‪ ) 119 / 4‬و قال ‪ " :‬رواه أحد و رجاله ثقات "‬
‫و قال النذري ( ‪ " : ) 80 / 3‬رواه أحد بإسناد جيد " ‪.‬‬
‫و ف " الامع " ‪ " :‬رواه أحد و الطبان ف " الكبي " ‪ ,‬ث رمز لسنه ‪.‬‬
‫قال شارحه الناوي بعد أن نقل كلم النذري و اليثمي ‪:‬‬
‫" و به يعرف أن رمز الؤلف لسنه تقصي ‪ ,‬و أنه كان الول الرمز لصحته " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أخرجه البخاري أيضا ف " الدب الفرد " ( ‪ : ) 30‬حدثنا إبراهيم‬
‫ابن موسى قال ‪ :‬أنبأنا بقية قال ‪ :‬أخبن بي بن سعد به ‪.‬‬
‫" ما علمته إذ كان جاهل ‪ ,‬و ل أطعمته إذ كان ساغبا أو جائعا " ‪.‬‬ ‫‪453‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 409 - 408 / 1‬و النسائي ( ‪ ) 209 / 2‬و ابن ماجه ( ‪2‬‬
‫‪) 45 /‬‬
‫و الاكم ( ‪ ) 133 / 4‬و أحد ( ‪ ) 167 - 166 / 4‬من طريق أب بشر جعفر بن‬
‫أب‬
‫إياس عن ‪ #‬عباد بن شرحبيل ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" أصابتن سنة فدخلت حائطا من حيطان الدينة ‪ ,‬ففركت سنبل ‪ ,‬فأكلت ‪ ,‬و حلت‬
‫ف‬
‫ثوب ‪ ,‬فجاء صاحبه فضربن ‪ ,‬و أخذ ثوب ‪ ,‬فأتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال له ( فذكر الديث ) ‪ ,‬و أمره فرد علي ثوب ‪ ,‬و أعطان وسقا أو نصف وسق‬
‫من‬
‫طعام " ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح السناد " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو كما قال ‪ ,‬بل هو على‬
‫شرط الشيخي ‪.‬‬
‫" أو ليس قد جعل ال لكم ما تصدقون ? إن بكل تسبيحة صدقة و كل تكبية‬ ‫‪454‬‬
‫صدقة‬
‫و كل تميدة صدقة و كل تليلة صدقة و أمر بالعروف صدقة و ني عن منكر صدقة‬
‫و ف بضع أحدكم صدقة ‪ ,‬قالوا ‪ :‬أيأت أحدنا شهوته و يكون له فيها أجر ? قال ‪:‬‬
‫أرأيتم لو وضعها ف حرام أكان عليه فيها وزر ? فكذلك إذا وضعها ف اللل كان‬
‫له أجر " ‪.‬‬

‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 82 / 3‬و البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 35‬و أحد‬
‫( ‪ ) 167 / 5‬عن أب السود الديلي عن ‪ #‬أب ذر ‪: #‬‬
‫" أن ناسا من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قالوا للنب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫يا رسول ال ذهب أهل الدثور بالجور ‪ ,‬يصلون كما نصلي ‪ ,‬و يصومون كما‬
‫نصوم ‪,‬‬
‫و يتصدقون بفضول أموالم ‪ ,‬قال " ‪ .‬فذكره ‪.‬‬
‫و له طرق أخرى بألفاظ قريبة من هذه متصرا و مطول فانظر " تبسمك ف وجه‬
‫أخيك "‬
‫و " رفعك العظم " و " على كل نفس " و " يصبح على كل سلمى " ‪.‬‬
‫" إنكم تتصمون إل ‪ ,‬و إنا أنا بشر ‪ ,‬و لعل بعضكم أن يكون ألن بجته من‬ ‫‪455‬‬
‫بعض و إنا أقضي لكم على نو ما أسع منكم ‪ ,‬فمن قضيت له من حق أخيه شيئا‬
‫فل يأخذه ‪ ,‬فإنا أقطع له قطعة من النار يأت با يوم القيامة " ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ( ‪ ) 162 / 3‬و مسلم ( ‪ ) 129 / 5‬و النسائي ( ‪, 307 / 2‬‬
‫‪) 311‬‬
‫و الترمذي ( ‪ ) 251 - 250 / 1‬و صححه ابن ماجه ( ‪ ) 51 / 2‬و الطحاوي ف‬
‫" شرح العان " ( ‪ ) 282 / 2‬و أحد ( ‪ ) 307 , 291 - 290 / 6‬و أبو يعلى‬
‫( ‪ ) 1636 - 1635 / 4‬كلهم عن هشام ابن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم‬
‫سلمة‬
‫عن ‪ #‬أم سلمة ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫و اللفظ لبن ماجه ث أحد و قد تفردا بقوله ‪ " :‬يأت با يوم القيامة " ‪.‬‬
‫و هي زيادة على شرط الشيخي ‪.‬‬
‫و قد تابعه الزهري عن عروة به نوه ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ , ) 308 / 6‬و رواه غيه بلفظ ‪ " :‬إنا أنا بشر ‪. " ....‬‬
‫و سيأت برقم ( ‪. ) 1162‬‬
‫و له طريق أخرى فيه بيان سبب ورود الديث ‪ ,‬أخرجه أبو داود ( ‪) 115 / 2‬‬
‫و الطحاوي ( ‪ ) 287 / 2‬و أحد ( ‪ ) 320 / 6‬من طريق أسامة بن زيد عن عبد‬
‫ال‬
‫ابن رافع عن أم سلمة قالت ‪:‬‬
‫" جاء رجلن من النصار يتصمان إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف مواريث‬
‫بينهما قد درست ليس بينهما بينة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " ‪ ,‬فذكره‬
‫‪.‬إل أنه قال ‪:‬‬
‫" يأت با أسطاما ف عنقه يوم القيامة ‪ ,‬فبكى الرجلن و قال كل واحد منهما ‪:‬‬
‫حقي لخي ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أما إذ قلتما ‪ ,‬فاذهبا فاقتسما‬
‫ث توخيا الق ث استهما ث ليحلل كل واحد منكما صاحبه " ‪.‬‬
‫و ف رواية لب داود ‪:‬‬
‫" إن إنا أقضي بينكم برأيي فيما ل ينل علي فيه " ‪.‬‬
‫و أسامة هذا هو الليثي ل العدوي فالسناد صحيح على شرط مسلم إن كان‬
‫العدوي قد‬
‫حفظ ‪ ,‬فإن ف حفظه شيئا ‪ ,‬و قد قال ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق يهم " و أنت ترى‬
‫أنه قد جاء بزيادات ل ترد ف شيء من روايات الثقات و ذلك ما يعلنا نتوقف عن‬
‫الحتجاج با تفرد به ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و الديث أورده بتمامه و فيه الزيادة الت عند أب داود صاحب " منتخب كن‬
‫العمال ( ‪ ) 207 / 2‬و قال ‪:‬‬
‫رواه ابن أب شيبة و أبو سعيد النقاش ف " القضاة " ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد مرفوع بلفظ ‪:‬‬
‫" إنا أنا بشر ‪ ,‬فما حدثتكم من ال فهو حق ‪ ,‬و ما قلت فيه من قبل نفسي ‪,‬‬
‫فإنا أنا بشر أصيب و أخطئ " ‪.‬‬
‫أخرجه البزار ف " مسنده " ( ص ‪ : ) 27‬حدثنا إساعيل بن عبد ال الصبهان‬
‫حدثنا حسي بن حفص حدثنا خطاب بن جعفر بن أب الغية عن أبيه عن سعيد بن‬
‫جبي‬
‫عن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يطوف ف النخل بالدينة ‪ ,‬فجعل الناس‬
‫يقولون ‪ :‬فيها وسق ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فيها كذا و كذا ‪,‬‬
‫فقالوا ‪ :‬صدق ال و رسوله ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال البزار ‪ " :‬ل نعلمه يروى عن ابن عباس إل بذا السناد " ‪.‬‬
‫قال اليثمي " إسناده حسن إل أن شيخ البزار ل أر من ترجه ‪.‬‬

‫قال الافظ ‪ " :‬قلت ‪ :‬هو الافظ الشهي سويه ترجه أبو نعيم ف " تاريه " ‪,‬‬
‫و وثقه ابن منده و أبو الشيخ و أبو نعيم و غيهم " ‪.‬‬
‫" خاب عبد و خسر ل يعل ال تعال ف قلبه رحة للبشر " ‪.‬‬ ‫‪456‬‬
‫أخرجه الدولب ( ‪ ) 173 / 1‬وابن عساكر ف " تاريخ دمشق " ( ‪) 2 / 113 / 7‬‬
‫من طريقي عن صفوان بن عمرو عن يزيد بن أيهم أب رواحة عن ‪ #‬عمرو بن‬
‫حبيب ‪ #‬أنه‬
‫قال لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان ‪ :‬أما علمت أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫و هذا سند حسن يزيد بن أيهم روى عنه جاعة من الثقات منهم صفوان هذا ‪ ,‬و‬
‫ممد‬
‫بن حيد و إساعيل بن عياش ‪ ,‬و قد وثقه ابن حبان ‪.‬‬
‫و ف " الامع " ‪ " :‬رواه الدولب ف " الكن " و أبو نعيم ف " العرفة "‬
‫و ابن عساكر عن عمرو بن حبيب " ‪.‬‬
‫و ل يتكلم عليه الشارح بشيء غي أنه زاد ف الرواة ‪ :‬الديلمي ‪.‬‬
‫" أل إن أوشك أن أدعى فأجيب ‪ ,‬فيليكم عمال من بعدي ‪ ,‬يقولون ما يعلمون و‬ ‫‪457‬‬
‫يعملون با يعرفون ‪ ,‬و طاعة أولئك طاعة ‪ ,‬فتلبثون كذلك دهرا ‪ ,‬ث يليكم‬
‫عمال من بعدهم يقولون ما ل يعلمون ‪ ,‬و يعملون ما ل يعرفون فمن ناصحهم‬
‫و وازرهم و شد على أعضادهم فأولئك قد هلكوا و أهلكوا خالطوهم بأجسادكم‬
‫و زايلوهم بأعمالكم و اشهدوا على الحسن بأنه مسن و على السيء بأنه مسيء " ‪.‬‬
‫رواه الطبان ف " الوسط " ( ‪ ) 2 / 196 / 1‬و البيهقي ف " الزهد الكبي "‬
‫( ‪ ) 1 / 22‬و السياق له عن حات بن يوسف حدثنا عبد الؤمن بن خالد النفي ‪-‬‬
‫قاضي مرو ‪ -‬قال ‪ :‬سعت عبد ال بن بريدة يدث عن يي بن يعمر عن ‪ #‬أب‬
‫سعيد‬
‫الدري ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" قام فينا رسول ال صلى ال عليه وسلم خطيبا ‪ ,‬فكان من خطبته أن قال " ‪,‬‬

‫" ل يروه عن يي إل ابن بريدة ‪ ,‬و ل عنه إل عبد الؤمن تفرد به حات " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو ثقة ‪ ,‬و كذلك من فوقه ‪ ,‬فالسند صحيح ‪.‬‬

‫" خلقت اللئكة من نور و خلق إبليس من نار السموم و خلق آدم عليه السلم ما‬ ‫‪458‬‬
‫قد وصف لكم " ‪.‬‬
‫رواه مسلم ( ‪ ) 226 / 8‬و ابن منده ف " التوحيد " ( ‪ ) 1 / 32‬و السهمي ف‬
‫" تاريخ جرجان " ( ‪ ) 62‬و البيهقي ف " الساء و الصفات " ( ص ‪ - 277‬هند )‬
‫و ابن عساكر ( ‪ ) 1 / 310 / 2‬عن الزهري عن عروة بن الزبي عن ‪ #‬عائشة ‪#‬‬
‫مرفوعا‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و فيه إشارة إل بطلن الديث الشهور على ألسنة الناس ‪ " :‬أول ما خلق‬
‫ال نور نبيك يا جابر " ‪ .‬و نوه من الحاديث الت تقول بأنه صلى ال عليه‬
‫وسلم خلق من نور ‪ ,‬فإن هذا الديث دليل واضح على أن اللئكة فقط هم الذين‬
‫خلقوا من نور ‪ ,‬دون آدم و بنيه ‪ ,‬فتنبه و ل تكن من الغافلي ‪.‬‬
‫و أما ما رواه عبد ال بن أحد ف " السنة " ( ص ‪ ) 151‬عن عكرمة قال ‪:‬‬
‫" خلقت اللئكة من نور العزة ‪ ,‬و خلق إبليس من نار العزة " ‪.‬‬
‫و عن عبد ال بن عمرو قال ‪:‬‬
‫" خلق ال اللئكة من نور الذراعي و الصدر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذا كله من السرائيليات الت ل يوز الخذ با ‪ ,‬لنا ل ترد عن‬
‫الصادق الصدوق صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫" اللفة ثلثون سنة ‪ ,‬ث تكون بعد ذلك ملكا " ‪.‬‬ ‫‪459‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 4647 , 4646‬و الترمذي ( ‪ ) 35 / 2‬و الطحاوي ف "‬

‫مشكل‬
‫الثار " ( ‪ ) 313 / 4‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ - 1535 , 1534‬موارد ) و‬
‫ابن‬
‫أب عاصم ف " السنة " ( ق ‪ ) 2 / 114‬و الاكم ( ‪ ) 145 , 71 / 3‬و أحد ف‬
‫" السند " ( ‪ ) 221 , 220 / 5‬و الرويان ف " مسنده " ( ‪) 1 / 136 / 25‬‬
‫و أبو يعلى الوصلي ف " الفاريد " ( ‪ ) 2 / 15 / 3‬و أبو حفص الصيف ف‬
‫" حديثه " ( ق ‪ ) 1 / 261‬و خيثمة بن سليمان ف " فضائل الصحابة " ( ‪/ 3‬‬
‫‪- 108‬‬
‫‪ ) 109‬و الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 1 / 8 / 1‬و أبو نعيم ف " فضائل‬
‫الصحابة " ( ‪ ) 2 / 261 / 2‬و البيهقي ف " دلئل النبوة " ( ج ‪ ) 2‬من طرق عن‬
‫سعيد بن جهان عن ‪ #‬سفينة أب عبد الرحن مول رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪#‬‬
‫قال ‪ :‬فذكره مرفوعا ‪.‬‬
‫و لفظ أب داود ‪:‬‬

‫" خلفة النبوة ثلثون سنة ‪ ,‬ث يؤت ال اللك أو ملكه من يشاء " ‪.‬‬
‫و زاد هو و الترمذي و ابن أب عاصم و أحد و غيهم ‪:‬‬
‫" قال سفينة ‪ :‬أمسك خلفة أب بكر رضي ال عنه سنتي ‪ ,‬و خلفة عمر رضي ال‬
‫عنه عشر سني ‪ ,‬و خلفة عثمان رضي ال عنه اثن عشر سنة ‪ ,‬و خلفة على رضي‬
‫ال عنه ست سني " ‪.‬‬
‫و زاد الترمذي ‪:‬‬

‫" قال سعيد ‪ :‬فقلت له ‪ :‬إن بن أمية يزعمون أن اللفة فيهم ‪ ,‬قال ‪ :‬كذبوا بنو‬
‫الزرقاء ‪ ,‬بل هم ملوك من شر اللوك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه الزيادة تفرد با حشرج بن نباتة عن سعيد بن جهان ‪ ,‬فهي ضعيفة لن‬
‫حشرجا هذا فيه ضعف ‪ ,‬أورده الذهب ف " الضعفاء " و قال ‪:‬‬
‫" قال النسائي ‪ :‬ليس بالقوي " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق يهم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و أما أصل الديث فثابت ‪.‬‬

‫قال الترمذي ‪ " :‬و هذا حديث حسن ‪ ,‬قد رواه غي واحد عن سعيد بن جهان ‪ ,‬و‬
‫ل‬
‫نعرفه إل من حديث سعيد بن جهان " ‪.‬‬
‫و قال ابن أب عاصم ‪ " :‬حديث ثابت من جهة النقل ‪ ,‬سعيد بن جهان روى عنه‬
‫حاد‬
‫بن سلمة و العوام بن حوشب و حشرج " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد وثقه جاعة من الئمة منهم أحد و ابن معي و أبو داود ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق له أفراد " ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و لذلك قوي حديثه هذا من سبق ذكره ‪ ,‬و منهم الاكم صحح إسناده هنا ‪,‬‬
‫كما‬
‫صححه ف حديث آخر ( ‪ ) 606 / 3‬قرنه أحد بذا الديث ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪ .‬و‬
‫أشار‬
‫إل مثل هذا التصحيح الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 182 / 13‬فقال موافقا ‪:‬‬
‫" و صححه ابن حبان و غيه " ‪.‬‬
‫و احتج به المام ابن جرير الطبي ف جزئه ف " العتقاد " ( ص ‪. ) 7‬‬
‫و صححه شيخ السلم ابن تيمية ف " قاعدة " له ف هذا الديث مفوظة ف الكتبة‬
‫الظاهرية بطه ف " مسودته " ( ق ‪ ) 2 / 84 - 2 / 81‬قال ف مطلعها ‪:‬‬
‫" و هو حديث مشهور من رواية حاد بن سلمة و عبد الوارث بن سعيد و العوام ابن‬
‫حوشب عن سعيد بن جهان عن سفينة مول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬رواه‬
‫أهل‬
‫السنن كأب داود و غيه ‪ ,‬و اعتمد عليه المام أحد و غيه ف تقرير خلفة‬
‫اللفاء الراشدين الربعة ‪ ,‬و ثبته أحد ‪ ,‬و استدل به على من توقف ف خلفة على‬
‫من أجل افتراق الناس عليه ‪ ,‬حت قال أحد ‪ " :‬من ل يربع بعلى ف اللفة فهو‬
‫أضل من حار أهله " ‪ .‬و نى عن مناكحته ‪ ,‬و هو متفق عليه بي الفقهاء ‪ ,‬و علماء‬
‫السنة ‪ ....‬و وفاة النب صلى ال عليه وسلم كانت ف شهر ربيع الول سنة إحدى‬
‫عشرة هجرية ‪ ,‬و إل عام ثلثي سنة كان إصلح ابن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‬
‫السن بن على السيد بي فئتي من الؤمني بنوله عن المر عام واحد و أربعي‬
‫ف شهر جادى الخرة ‪ ,‬و سي عام الماعة لجتماع الناس على معاوية ‪ ,‬و هو أول‬
‫اللوك ‪ ,‬و ف الديث الذي رواه مسلم ‪ " :‬سيكون خلفة نبوة و رحة ‪ ,‬ث يكون‬
‫ملك و رحة ‪ ,‬ث يكون ملك و جبية ‪ ,‬ث يكون ملك عضوض " ‪. " ...‬‬
‫و قد وجدت للحديثي شاهدين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن أب بكرة الثقفي ‪.‬‬

‫أخرجه البيهقي ف " الدلئل " من طريق على بن زيد عن عبد الرحن بن أب بكرة‬
‫عن‬
‫أبيه به نوه ‪.‬‬
‫و الخر ‪ :‬عن جابر بن عبد ال النصاري ‪.‬‬

‫أخرجه الواحدى ف " الوسيط " ( ‪ ) 2 / 126 / 3‬عن شافع بن ممد حدثنا ابن‬
‫الوشاء‬
‫بن إساعيل البغدادي ‪ :‬حدثنا ممد بن الصباح حدثنا هشيم بن بشي عن أب الزبي‬
‫عنه به نوه ‪.‬‬
‫و ف الول علي بن زيد و هو ابن جدعان و هو ضعيف الفظ ‪ ,‬فهو صال‬

‫للستشهاد به‬
‫‪.‬‬
‫و ف الخر شافع بن ممد حدثنا ابن الوشاء بن إساعيل البغدادي ‪ ,‬و ل أعرفهما‬
‫و لعل ف النسخة تريفا ‪.‬‬
‫و جلة القول أن الديث حسن من طريق سعيد بن جهان ‪ ,‬صحيح بذين الشاهدين‬
‫‪,‬‬
‫لسيما و قد قواه من سبق ذكرهم ‪ ,‬و هاك أساءهم ‪:‬‬
‫‪ - 1‬المام أحد‬
‫‪ - 2‬الترمذي‬
‫‪ - 3‬ابن جرير الطبي‬
‫‪ - 4‬ابن أب عاصم‬
‫‪ - 5‬ابن حبان‬
‫‪ - 6‬الاكم‬
‫‪ - 7‬ابن تيمية‬
‫‪ - 8‬الذهب‬
‫‪ - 9‬العسقلن‬
‫أقول ‪ :‬لقد أفضت ف بيان صحة هذا الديث على النهج العلمي الصحيح و ذكر‬
‫من صححه‬
‫من أهل العلم العارفي به ‪ ,‬لن رأيت بعض التأخرين من ليس له قدم راسخة فيه‬
‫ذهب إل تضعيفه ‪ ,‬منهم ابن خلدون الؤرخ الشهي ‪ ,‬فقال ف " تاريه " ( ‪/ 2‬‬
‫‪458‬‬
‫طبع فاس بتعليق شكيب أرسلن ) ما نصه ‪:‬‬
‫" و قد كان ينبغي أن نلحق دولة معاوية و أخباره بدول اللفاء و أخبارهم ‪ ,‬فهو‬
‫تاليهم ف الفضل و العدالة و الصحبة ‪ ,‬و ل ينظر ف ذلك إل حديث ( اللفة‬
‫ثلثون سنة ) فإنه ل يصح ‪ ,‬و القيقة أن معاوية ف عداد اللفاء ‪. " ...‬‬
‫و تبعه على ذلك العلمة أبو بكر بن العرب ‪ ,‬فقال ف " العواصم من القواصم "‬
‫( ص ‪: ) 201‬‬
‫" و هذا حديث ل يصح " !‬
‫هكذا أطلق الكلم ف تضعيفه ‪ ,‬دون أن يذكر علته ‪ ,‬و ليس ذلك من السلوب‬
‫العلمي‬
‫ف شيء ‪ ,‬لسيما و قد صححه من عرفت من أهل العلم قبله ‪ ,‬و لقد حاول صديقنا‬
‫الستاذ مب الدين الطيب أن يتدارك المر ببيان العلة فجاء بشيء لو كان كما‬
‫ذكره ‪ ,‬لوافقناه على التضعيف الذكور ‪ ,‬فقال ف تعليقه عليه ‪:‬‬
‫" لن راويه عن سفينة سعيد بن جهان ( الصل ‪ :‬جهمان ) ‪ .‬و قد اختلفوا فيه ‪,‬‬
‫قال بعضهم ل بأس به ‪ .‬و وثقه بعضهم ‪ ,‬و قال فيه المام أبو حات ‪ " :‬شيخ ل‬
‫يتج به " ‪.‬‬
‫و ف سنده حشرج بن نباته الواسطي وثقه بعضهم ‪ .‬و قال فيه النسائي ‪ :‬ليس‬
‫بالقوي‬
‫و عبد ال بن أحد بن حنبل يروى هذا الب عن سويد الطحان قال فيه الافظ ابن‬
‫حجر ف " تقريب التهذيب " ‪ :‬لي الديث " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فقد أعله بثلث علل ‪ ,‬فنحن نيب عنها با يكشف لك القيقة إن شاء ال‬
‫تعال ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الختلف ف سعيد بن جهان ‪ .‬و الواب أنه ليس كل اختلف ف الراوي‬
‫يضر ‪ ,‬بل لبد من النظر و الترجيح ‪ ,‬و قد ذكرنا فيما تقدم أساء بعض الئمة‬
‫الذين وثقوه و هم أحد و ابن معي و أبو داود ‪ ,‬و يضاف إليهم هنا ابن حبان فإنه‬
‫ذكره ف " الثقات " و النسائي فإنه هو الذي قال ‪ " :‬ليس به بأس " ‪.‬‬
‫و عارض هؤلء قول البخاري ‪ " :‬ف حديثه عجائب " ‪.‬‬
‫و قول الساجى ‪ " :‬ل يتابع على حديثه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فهذا جرح مبهم غي مفسر ‪ ,‬فل يصح الخذ به ف مقابلة توثيق من وثقه كما‬
‫هو مقرر ف " الصطلح " ‪ ,‬زد على ذلك أن الوثقي جع ‪ ,‬و يزداد عددهم إذا ضم‬
‫إليهم من صحح حديثه ‪ ,‬باعتبار أن التصحيح يستلزم التوثيق كما هو ظاهر ‪.‬‬
‫و أيضا فإن ابن جهان ل يتفرد بذا الديث ‪ ,‬فقد ذكرنا له شاهدين كما سبق ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن ف سنده حشرج بن نباتة ‪...‬‬
‫و أقول ‪ :‬هذا يوهم أنه تفرد به ‪ ,‬و ليس كذلك ‪ ,‬فقد تابعه جاعة من الثقات كما‬
‫سبقت الشارة إل ذلك ف مطلع هذا التخريج و تقدم ذكرهم من قبل ابن تيمية‬
‫رحه‬
‫ال ‪ ,‬و هم حاد بن سلمة و عبد الوارث ابن سعيد و العوام بن حوشب ‪ ,‬ثلثتهم قد‬
‫وافق حشرجا على أصل الديث ‪ ,‬فل يوز إعلل الديث به ‪ ,‬كما ل يفى على‬
‫البتدىء ف هذا العلم ‪ ,‬فضل عن البز فيه ‪ .‬و لعل الستاذ الطيب ل يتنبه‬
‫لذه التابعات القوية ظنا منه أن الترمذي ما دام أنه رواه من طريق حشرج فكذلك‬
‫رواه الخرون ‪ ,‬و لكن كيف خفي عليه قول الترمذي عقب الديث كما تقدم نقله‬
‫عنه ‪:‬‬
‫" و قد رواه غي واحد عن سعيد بن جهان " ? !‬
‫الثالثة ‪ :‬أن عبد ال بن أحد رواه من طريق سويد الطحان و هو لي الديث ‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬ذلك ما ل يضر الديث إطلقا ‪ ,‬لن من سبق عزو الديث إليهم وهم جم‬
‫غفي قد رووه من طرق كثية و صحيحة عن سعيد بن جهان ‪ ,‬ليس فيها سويد‬
‫هذا ! فهل‬
‫يضر الثقات أن يشاركهم ف الرواية أحد الضعفاء ? !‬
‫فقد تبي بوضوح سلمة الديث من علة قادحة ف سنده ‪ ,‬و أنه صحيح متج به ‪.‬‬
‫و بال التوفيق ‪.‬‬
‫و قد أعله الستاذ الطيب أيضا بعلة أخرى ف متنه فقال ‪:‬‬

‫" و هذا الديث الهلهل يعارضه ذلك الديث الصحيح الصريح الفصيح ف كتاب‬
‫" المارة " من " صحيح مسلم " ‪ ...‬عن جابر بن سرة قال ‪:‬‬
‫" دخلت مع أب على النب صلى ال عليه وسلم فسمعته يقول ‪ :‬إن هذا المر ل‬
‫ينقضي حت يضي فيهم اثنا عشر خليفة ‪ ...‬كلهم من قريش " ‪ .‬و هذه العارضة‬
‫مردودة ‪ ,‬لن من القواعد القررة ف علم الصطلح أنه ل يوز رد الديث الصحيح‬
‫بعارضته لا هو أصح منه ‪ ,‬بل يب المع و التوفيق بينهما ‪ ,‬و هذا ما صنعه أهل‬
‫العلم هنا ‪ ,‬فقد أشار الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 182 / 13‬نقل عن القاضي عياض‬
‫إل العارضة الذكورة ث أجاب أنه أراد ف " حديث سفينة خلفة النبوة و ل‬
‫يقيد ف حديث جابر بن سرة بذلك " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا المع قوي جدا ‪ ,‬و يؤيده لفظ أب داود ‪:‬‬
‫" خلفة النبوة ثلثون سنة ‪. " ...‬‬
‫فل يناف مىء خلفاء آخرين من بعدهم لنم ليسوا خلفاء النبوة ‪ ,‬فهؤلء هم‬
‫العنيون ف الديث ل غيهم ‪ ,‬كما هو واضح ‪.‬‬
‫و يزيده وضوحا قول شيخ السلم ف رسالته السابقة ‪:‬‬
‫" و يوز تسمية من بعد اللفاء الراشدين خلفاء و إن كانوا ملوكا ‪ ,‬و ل يكونوا‬
‫خلفاء النبياء بدليل ما رواه البخاري و مسلم ف " صحيحيهما " عن أب هريرة‬
‫رضي‬
‫ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" كانت بنو إسرائيل تسوسهم النبياء ‪ ,‬كلما هلك نب خلفه نب ‪ ,‬و إنه ل نب‬
‫بعدي ‪ ,‬و ستكون خلفاء فتكثر ‪ ,‬قالوا ‪ :‬فما تأمرنا ? قال ‪ :‬فوا ببيعة الول‬
‫فالول ‪ ,‬و أعطوهم حقهم فإن ال سائلهم عما استرعاهم " ‪.‬‬
‫فقوله ‪ " :‬فتكثر " دليل على من سوى الراشدين فإنم ل يكونوا كثيا ‪.‬‬
‫و أيضا قوله " فوا ببيعة الول فالول " دل على أنم يتلفون ‪ " ,‬و الراشدون ل‬
‫يتلفوا " ‪.‬‬
‫" جريه شبا ‪ ,‬فقالت ( أم سلمة ) إذا تنكشف القدمان ‪ ,‬قال ‪ :‬فجريه ذراعا " ‪.‬‬ ‫‪460‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " سنده " ( ‪ ) 1 / 325‬حدثنا إبراهيم بن الجاج حدثنا حاد‬
‫عن‬
‫أيوب عن نافع عن صفية بنت أب عبيد عن ‪ #‬أم سلمة ‪: #‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا قال ف جر الذيل ما قال ‪ ,‬قالت ‪ :‬قلت ‪ :‬يا‬
‫رسول ال فكيف بنا ? فقال ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخي غي إبراهيم بن الجاج و هو‬
‫ثقة‬
‫‪.‬‬
‫ث رواه هو ( ‪ ) 1 / 329‬و أحد ( ‪ ) 309 , 295 / 6‬من طريق ممد بن إسحاق‬
‫عن‬
‫نافع ‪ ,‬بلفظ ‪:‬‬
‫" فذراع ل يزدن عليه " ‪.‬‬
‫و كذلك رواه عبد ال عن نافع عن سليمان بن يسار عنها ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ . ) 293 / 6‬ث رواه ( ‪ ) 315 / 6‬عن عبيد ال عن نافع به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف الديث دليل على أن قدمي الرأة عورة ‪ ,‬و أن ذلك كان أمرا معروفا‬
‫عند النساء ف عهد النبوة ‪ ,‬فإنه لا قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬جريه شبا ‪,‬‬
‫قالت أم سلمة ‪ " :‬إذن تنكشف القدمان " ما يشعر بأنا كانت تعلم أن القدمي‬
‫عورة ل يوز كشفهما ‪ ,‬و لذلك أمرها صلى ال عليه وسلم أن تره ذراعا ‪.‬‬
‫و ف القرآن الكري إشارة إل هذه القيقة ‪ ,‬و ذلك ف قوله تعال ‪ ( :‬و ل‬
‫يضربن بأرجلهن ليعلم ما يفي من زينتهن ) ‪.‬‬
‫و راجع لذا كتابنا " حجاب الرأة السلمة " ‪ ( ,‬ص ‪ - 37 - 36‬طبع الكتب‬
‫السلمي ) ‪.‬‬
‫" جزى ال النصار عنا خيا ‪ ,‬و ل سيما عبد ال بن عمرو بن حرام و سعد‬ ‫‪461‬‬
‫بن عبادة " ‪.‬‬
‫رواه أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪ : ) 1 / 116‬حدثنا ابن أب سينة حدثنا إبراهيم‬
‫بن حبيب بن الشهيد قال ‪ :‬قال أب ‪ :‬عن عمرو بن دينار عن ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪#‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫" أمر أب بريزة فصنعت ‪ ,‬ث أمرن فأتيت با النب صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫فأتيته و هو ف منله ‪ ,‬قال ‪ :‬فقال ل ‪ :‬ماذا معك يا جابر ? ألم ذا ? قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬ل ‪ ,‬قال ‪ :‬فأتيت أب ‪ ,‬فقال ل ‪ :‬هل رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫? قلت ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ‪ :‬فهل سعته يقول شيئا ? قال ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم ‪ ,‬قال ل ‪ :‬ماذا‬
‫معك يا جابر ? ألم ذا ? قال ‪ :‬لعل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يكون اشتهى‬
‫فأمر بشاة داجن فذبت ‪ ,‬ث أمر با فشويت ‪ ,‬ث أمرن فأتيت با النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬فقال ل ‪ :‬ماذا معك يا جابر ? فأخبته فقال " فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات غي ابن سينة و ل أعرفه الن ‪ .‬ث رأيت ابن‬
‫السن أخرج الديث ف " عمل اليوم و الليلة " ( ‪ ) 271‬فقال ‪ :‬أخبنا أبو يعلى‬
‫حدثنا ممد بن يي بن أب سينة ‪ .‬فعرفناه و هو صدوق كما ف " التقريب " فثبت‬
‫السناد و المد ل ‪ .‬و قد توبع ‪ ,‬فقال أبو يعلى عقبه ‪ :‬حدثنا أحد بن الدورقي‬
‫حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد به نوه ‪.‬‬
‫و الدورقي هذا ‪ -‬بفتح الدال ‪ -‬أحد بن إبراهيم النكري البغدادي ثقة حافظ من‬
‫شيوخ مسلم ‪ ,‬فصح الديث و المد ل ‪ .‬و قد رواه النسائي كما ف ترجة إبراهيم‬
‫من " التهذيب " ‪.‬‬
‫و تابعه ممد بن عمر بن علي بن مقدم حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد به ‪.‬‬
‫أخرجه أبو نعيم ف " أخبار أصبهان " ( ‪ ) 285 / 2‬عن عبد ال بن أحد ابن سوادة‬
‫عنه ‪.‬‬
‫و هذه متابعة قوية فإن ابن مقدم ‪ -‬بالتشديد ‪ -‬صدوق من رجال " السنن " ‪.‬‬
‫و ابن سوادة صدوق أيضا كما ف " تاريخ بغداد " ( ‪. ) 373 / 9‬‬
‫ث رأيته ف " مستدرك الاكم " ( ‪ ) 112 - 111 / 4‬من طريق النسائي و غيه‬
‫عن‬
‫إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا أب به ‪ ,‬و سقط من إسناده ذكر جده‬
‫حبيب بن الشهيد ‪ ,‬و قال ‪:‬‬
‫" جرح رجل فيمن كان قبلكم جراحا ‪ ,‬فجزع منه ‪ ,‬فأخذ سكينا فخز با يده ‪ ,‬فما‬ ‫‪462‬‬
‫رقى‬
‫الدم عنه حت مات ‪ ,‬فقال ال عز وجل ‪ :‬عبدي بادرن نفسه حرمت عليه النة " ‪.‬‬
‫رواه الطبان ( ‪ : ) 176 - 175 / 1‬حدثنا علي بن عبد العزيز أنبأنا حجاج‬
‫ابن منهال حدثنا جرير بن حازم ‪:‬‬
‫أنبأنا السن حدثنا ‪ #‬جندب بن عبد ال البجلي ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح متصل ‪ .‬و قد أخرجه البخاري ف " صحيحه " ( ‪/ 2‬‬
‫‪: ) 373‬‬
‫حدثنا ممد قال ‪ :‬حدثنا حجاج قال جرير عن السن به نوه ‪.‬‬
‫" اجعلوا مكان الدم خلوقا ‪ .‬يعن ف رأس الصب يوم الذبح عنه " ‪.‬‬ ‫‪463‬‬
‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ : ) 1057‬أخبنا ممد بن النذر بن سعيد ‪:‬‬
‫حدثنا يوسف بن سعيد حدثنا حجاج عن ابن جريج ‪ :‬أخبن يي بن سعيد عن‬
‫عمرة‬
‫عن ‪ #‬عائشة ‪ #‬قالت ‪:‬‬
‫" كانوا ف الاهلية إذا عقوا عن الصب خضبوا قطنة بدم العقيقة ‪ ,‬فإذا حلقوا‬
‫رأس الصب ‪ ,‬و ضعوها على رأسه ‪ ,‬فقال النب صلى ال عليه وسلم " ‪ .‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " غي شيخ ابن‬
‫حبان‬
‫ممد بن النذر بن سعيد و هو أبو عبد الرحن الروي ثقة حافظ له ترجة ف‬
‫" تذكرة الفاظ " ( ‪ ) 284 / 2‬و " الشذرات " ( ‪. ) 242 / 2‬‬
‫و أخرجه البيهقي ف " السنن الكبى " ( ‪ ) 303 / 9‬من طريق عبد الجيد ابن‬
‫عبد العزيز عن ابن جريج عن يي بن سعيد النصاري به ‪ .‬و صححه ابن السكن‬
‫كما‬
‫ف " التلخيص " رقم ( ‪ , ) 1983‬و قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 58 / 4‬‬
‫" رواه أبو يعلى ‪ ,‬و رجاله رجال الصحيح خل شيخه إسحاق فإن ل أعرفه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬إسناد أب يعلى ف " مسنده " ( ‪ 1114 / 3‬مصورة الكتب السلمي ) هكذا‬
‫‪:‬‬
‫حدثنا إسحاق أنبأنا عبد الجيد بن عبد العزيز بن أب رواد به ‪.‬‬
‫و إسحاق هذا الذي ل يعرفه اليثمي هو إسحاق بن أب إسرائيل كما ف حديث آخر‬
‫عند أب يعلى قبل هذا الديث ‪ ,‬و اسم أبيه إبراهيم بن كامرا أبو يعقوب الروزي‬
‫و هو من شيوخ البخاري ف " الدب الفرد " و أب داود و غيها ‪ ,‬و هو ثقة كما‬
‫قال ابن معي و غيه مات سنة ( ‪. ) 240‬‬
‫" كان إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته ‪ ,‬و قال ‪ ( :‬آمي ) " ‪.‬‬ ‫‪464‬‬
‫أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 462‬و الدارقطن ( ‪ ) 127‬و الاكم ( ‪ ) 223 / 1‬و‬

‫( ‪ ) 58 / 2‬من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلء الزبيدي ‪:‬‬
‫حدثنا عمرو بن الارث حدثنا عبد ال بن سال عن الزبيدي قال ‪ :‬أخبن ممد بن‬
‫مسلم عن سعيد بن السيب و أب سلمة عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪...‬‬
‫و قال الدارقطن ‪ " :‬هذا إسناد حسن " ‪ .‬و أقره البيهقي ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي " ! و وافقه الذهب !‬
‫قلت ‪ :‬و هذا عجب منهم جيعا ‪ ,‬لسيما الذهب منهم ‪ ,‬فإنه نفسه أورد إسحاق‬
‫ابن إبراهيم هذا ف " الضعفاء " و قال ‪:‬‬
‫" كذبه ممد بن عوف ‪ ,‬و قال أبو داود ‪ :‬ليس بشيء " ‪.‬‬
‫" صدوق يهم كثيا ‪ ,‬و أطلق ممد بن عوف أنه يكذب " ‪.‬‬
‫ث هو ليس من رجال الشيخي كما زعم الذهب تبعا للحاكم !!‬
‫و عبد ال بن سال هو الشعري الوحاظي المصي و ل يرج له مسلم ! و هو ثقة ‪,‬‬
‫و كذلك سائر الرواة ثقات و هم من رجال الشيخي ‪ ,‬فالعلة من إسحاق بن إبراهيم‬
‫‪.‬‬
‫لكنه ل يتفرد بذا الديث ‪ ,‬فإن له طريقا آخر ‪ ,‬يرويه بشر بن رافع عن أب‬
‫عبد ال بن عم أب هريرة قال ‪ " :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا تل‬
‫( غي الغضوب عليهم و ل الضالي ) قال ‪ :‬آمي حت يسمع من يليه من الصف‬
‫الول " ‪.‬‬
‫زاد ف رواية ‪ " :‬فيتج با السجد " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 934‬و ابن ماجه ( ‪ ) 853‬و الزيادة له ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد ضعيف بينه البوصيي ف " الزوائد " ( ‪ ) 1 / 56‬بقوله ‪:‬‬
‫" هذا إسناد ضعيف ‪ ,‬أبو عبد ال ‪ ,‬ل يعرف حاله ‪ ,‬و بشر ضعفه أحد ‪,‬‬
‫و قال ابن حبان ‪ :‬يروي الوضوعات " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬بشر بن رافع ‪ ,‬فقيه ‪ ,‬ضعيف الديث " ‪.‬‬
‫و ما يقوي الديث و يشهد لصحته حديث وائل بن حجر قال ‪ :‬فذكره بعناه ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 932‬و الترمذي ( ‪ ) 27 / 2‬و حسنه من طريق سفيان عن‬
‫سلمة‬
‫ابن كهيل عن حجر بن عنبس عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد ‪ ,‬رجاله رجال الشيخي غي حجر بن عنبس و هو صدوق‬
‫كما ف‬
‫و سفيان هو ابن سعيد الثوري ‪ ,‬و تابعه علي بن صال عن سلمة بن كهيل به و لفظه‬
‫‪:‬‬
‫" أنه صلى خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم فجهر بآمي ‪ ,‬و سلم عن يينه ‪,‬‬
‫و عن شاله ‪ ,‬حت رأيت بياض خده " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪. ) 933‬‬
‫و إسناده جيد أيضا ‪.‬‬
‫و ف الديث مشروعية رفع المام صوته بالتأمي ‪ ,‬و به يقول الشافعي و أحد‬
‫و إسحاق و غيهم من الئمة ‪ ,‬خلفا للمام أب حنيفة و أتباعه ‪ ,‬و ل حجة عندهم‬
‫سوى التمسك بالعمومات القاضية بأن الصل ف الذكر خفض الصوت فيه ‪ .‬و هذا‬
‫ما ل‬
‫يفيد ف مقابلة مثل هذا الديث الاص ف بابه ‪ ,‬كما ل يفى على أهل العلم‬
‫الذين أنقذهم ال تبارك و تعال من المود العقلي و التعصب الذهب !‬
‫و أما جهر القتدين بالتأمي وراء المام ‪ ,‬فل نعلم فيه حديثا مرفوعا صحيحا‬
‫يب الصي إليه ‪ ,‬و لذلك بقينا فيه على الصل الذي سبقت الشارة إليه ‪.‬‬
‫و هذا هو مذهب المام الشافعي ف " الم " أن المام يهر بالتأمي دون‬
‫الأمومي و هو أوسط الذاهب ف السألة و أعدلا ‪.‬‬
‫و إن للحظ أن الصحابة رضي ال عنهم لو كانوا يهرون بالتأمي خلف النب صلى‬
‫ال عليه وسلم لنقله وائل بن حجر و غيه من نقل جهره صلى ال عليه وسلم به ‪,‬‬
‫فدل ذلك على أن السرار به من الؤتي هو السنة ‪ ,‬فتأمل ‪.‬‬
‫" عليكم بالنسلن " ‪.‬‬ ‫‪465‬‬
‫رواه الاكم ( ‪ ) 101 / 2 , 443 / 1‬و أبو نعيم ف " الطب " ( ‪) 1 / 8 / 2‬‬
‫عن روح بن عبادة حدثنا ابن جريج أخبن جعفر بن ممد عن أبيه عن ‪ #‬جابر ‪#‬‬
‫قال ‪ " :‬شكا ناس إل النب صلى ال عليه وسلم الشي فدعا بم فقال ‪ ( :‬فذكره )‬
‫فنسلنا فوجدناه أخف علينا " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب و هو كما قال ‪.‬‬
‫و له شاهد مرسل أخرجه ابن قتيبة ف " غريب الديث " ( ‪: ) 1 / 127 / 1‬‬
‫حدثن أب حدثن ممد بن عبيد عن معاوية بن عمرو ‪ ,‬عن أب إسحاق عن ابن عيينة‬
‫عن رجل أن النب صلى ال عليه وسلم مر بأصحابه و هم يشون فشكوا العياء‬
‫فأمرهم أن ينسلوا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا مرسل لن ابن عيينة و اسه الكم أبو ممد الكندي مولهم تابعي‬
‫روى‬
‫عن أب جحيفة و غيه ‪ .‬و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬غي والد ابن قتيبة و‬
‫اسه مسلم بن قتيبة فلم أجد له ترجة ‪ ,‬و يبدو أنه مهول ل يعرف ‪ ,‬فقد ترجم‬
‫الطيب ( ‪ ) 170 / 10‬و غيه لبنه عبد ال بن مسلم بن قتيبة ‪ ,‬فلم يذكروا ف‬
‫شيوخه والده هذا !‬
‫( النسلن ) بفتح النون و السي الهملة ‪ -‬السراع ف الشي ‪.‬‬

‫" اركع ركعتي و ل تعودون لثل هذا ‪ .‬يعن البطاء عن الطبة ‪ .‬قاله لسليك‬ ‫‪466‬‬
‫الغطفان " ‪.‬‬

‫أخرجه ابن حبان ( ‪ ) 569‬و الدارقطن ( ‪ ) 169‬من طريق يعقوب بن إبراهيم‬

‫حدثنا‬
‫أب عن ابن إسحاق حدثن أبان بن صال عن ماهد عن ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" دخل سليك الغطفان السجد يوم المعة ‪ ,‬و رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يطب‬
‫الناس ‪ ,‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال ابن حبان ‪ " :‬أراد البطاء " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده حسن قد صرح عنده ابن إسحاق بالتحديث بلف الدارقطن ‪ ,‬و‬
‫هي‬
‫فائدة من أجلها خرجت الديث هنا ‪ ,‬و قد أورده عبد الق الشبيلي ف " أحكامه "‬
‫( رقم ‪ - 1753‬بتحقيقي ) من طريق الدارقطن و سكت عليه مشيا بذلك إل‬
‫صحته !‬
‫" أكثروا من شهادة أن ل إله إل ال ‪ ,‬قبل أن يال بينكم و بينها و لقنوها‬ ‫‪467‬‬
‫موتاكم " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ‪ - 1460 / 4‬مصورة الكتب ) و ابن عدي ف‬
‫" الكامل " ( ق ‪ ) 2 / 204‬عنه و عن غيه ‪ ,‬و ابن حصة ف " جزء البطاقة "‬
‫( ق ‪ ) 1 / 69‬و الطيب ف " تاريخ بغداد " ( ‪ ) 38 / 3‬و ابن عساكر ف " تاريخ‬
‫دمشق " ( ‪ ) 2 / 207 / 17‬من طرق عن ضمام بن إساعيل عن موسى بن وردان‬
‫عن‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ ,‬ضمام بن إساعيل قال الذهب ف " اليزان " ‪:‬‬
‫" صال الديث لينه بعضهم بل حجة ‪ ...‬أورده ابن عدي ف " كامله " ‪ ,‬و سرد له‬
‫أحاديث حسنة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ث ساق الذهب قسما من تلك الحاديث السنة ‪ ,‬هذا أحدها ‪.‬‬
‫و قد أشار إل تسينه أيضا الافظ عبد الق الشبيلي بقوله ف " أحكامه "‬
‫( رقم ‪ ) 1774‬بعد أن ذكره من رواية ابن عدي ‪:‬‬
‫" ضمام هذا ‪ ,‬كان متعبدا ‪ ,‬صدوقا ‪ ,‬صال الديث " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق ربا أخطأ " ‪.‬‬
‫و كذا قال ف شيخه موسى بن وردان ‪.‬‬
‫و الديث عزاه ف " الامع الصغي " لب يعلى و ابن عدي ‪ ,‬و رمز له بالضعف !‬
‫و تعقبه الناوي فقال ف شرحه ‪ " :‬رمز الصنف لضعفه ‪ ,‬و تقدمه الافظ العراقي‬
‫مبينا لعلته فقال ‪ :‬فيه موسى ابن وردان متلف فيه ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫و لعله بالنسبة لطريق ابن عدي ‪ ,‬أما طريق أب يعلى ‪.‬‬
‫فقد قال الافظ اليثمي ‪:‬‬
‫رجاله رجال الصحيح غي ضمام بن إساعيل و هو ثقة ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫و بذلك يعرف أن إطلق رمز الصنف لضعفه غي جيد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ف هذا الكلم نظر من وجوه ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬أن قول العراقي ف ابن وردان ‪ " :‬متلف فيه " ليس نصا ف تضعيفه ‪ ,‬بل هو‬
‫إل تقويته أقرب منه إل تضعيفه ‪ ,‬لن العهود ف استعمالم لذه العبارة "‬
‫متلف فيه " أنم ل يريدون به التضعيف ‪ ,‬بل يشيون بذلك إل أن حديثه حسن ‪,‬‬
‫أو على القل قريب من السن ‪ ,‬و ل يريدون تضعيفه مطلقا ‪ ,‬لن من طبيعة‬
‫الديث‬
‫السن أن يكون ف رواية اختلف ‪ ,‬و إل كان صحيحا ‪ .‬فتأمل ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬قول اليثمي " رجاله رجال الصحيح ‪ " ...‬ليس بصحيح ‪ ,‬فإن موسى بن‬
‫وردان‬
‫ل يرج له البخاري و مسلم ف " صحيحيهما " ‪ ,‬و إنا أخرج له الول ف " الدب‬
‫الفرد " !‬
‫ثالثا ‪ :‬ميل الناوي إل أن طريق أب يعلى ليس فيها موسى الذكور ليس بصواب كما‬
‫يدلك عليه ترينا الذكور ف أول هذا التحقيق ‪ ,‬فاغتنمه فإنه عزيز نفيس ‪.‬‬
‫و الديث ف " صحيح مسلم " و غيه من طريق أخرى عن أب هريرة مرفوعا‬
‫متصرا‬
‫بلفظ ‪ " :‬لقنوا موتاكم ل إله إل ال " ‪.‬‬

‫‪----------------‬‬
‫فيه مشروعية تلقي الحتضر شهادة التوحيد ‪ ,‬رجاء أن يقولا فيفلح ‪.‬‬
‫و الراد بـ ( موتاكم ) من حضره الوت ‪ ,‬لنه ل يزال ف دار التكليف ‪ ,‬و من‬
‫المكن أن يستفيد من تلقينه فيتذكر الشهادة و يقولا ‪ ,‬فيكون من أهل النة ‪.‬‬
‫و أما تلقينه بعد الوت ‪ ,‬فمع أنه بدعة ل ترد ف السنة فل فائدة منه لنه‬
‫خرج من دار التكليف إل دار الزاء ‪ ,‬و لنه غي قابل للتذكر ‪ ( ,‬لتنذر من كان‬
‫حيا ) ‪.‬‬
‫و صورة التلقي أن يؤمر بالشهادة ‪ ,‬و ما يذكر ف بعض الكتب أنا تذكر عنده و ل‬
‫يؤمر با خلف سنه النب صلى ال عليه وسلم كما حققته ف " كتاب النائز "‬
‫( ص ‪ ) 11 - 10‬فراجعه ‪.‬‬
‫" إذا نعس أحدكم ف السجد يوم المعة ‪ ,‬فليتحول من ملسه ذلك إل غيه " ‪.‬‬ ‫‪468‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 1119‬و الترمذي ( ‪ ) 404 / 2‬و ابن حبان ( ‪ ) 571‬و‬
‫الاكم‬
‫( ‪ ) 291 / 1‬و البيهقي ( ‪ ) 237 / 3‬و أحد ( ‪ ) 32 , 22 / 2‬و أبو نعيم ف‬
‫" أخبار أصبهان " ( ‪ ) 186 / 2‬من طرق عن ممد بن إسحاق عن نافع عن ‪ #‬ابن‬
‫عمر ‪#‬‬
‫قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حديث حسن صحيح " !‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهب !‬
‫كذا قال ! و ابن إسحاق مدلس ‪ ,‬و قد عنعنه ف جيع الطرق عنه ‪,‬‬
‫و كأنه لذلك قال البيهقي عقبه ‪:‬‬
‫" و ل يتثبت رفع هذا الديث ‪ ,‬و الشهور عن ابن عمر من قوله " ‪.‬‬
‫ث ساقه من طريق عمرو بن دينار عنه نوه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح ‪ .‬لكن يتقوى الرفوع بأن له طريقا أخرى ‪ ,‬و شاهدا ‪.‬‬
‫أما الطريق ‪ ,‬فهو عند البيهقي عن أحد بن عمر الوكيعي حدثنا عبد الرحن بن ممد‬
‫الحارب عن يي بن سعيد النصاري عن نافع به بلفظ ‪:‬‬
‫" إذا نعس أحدكم ف الصلة ف السجد يوم المعة ‪ " ...‬و قال ‪:‬‬
‫" و الراد بالصلة موضع الصلة ‪ ,‬و ل يثبت رفع هذا الديث ‪. " ...‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجال هذه الطريق رجال مسلم ‪ ,‬إل أن الحارب وصفه أحد بأنه كان‬
‫يدلس‬
‫و كأنه لذلك ل يثبت البيهقي حديثه ‪ ,‬و لول ذلك لكان السند صحيحا ‪ ,‬فل أقل‬
‫من‬
‫أن يصلح للستشهاد به ‪.‬‬
‫و أما الشاهد ‪ ,‬فيويه إساعيل بن مسلم عن السن عن سرة بن جندب أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره و زاد ف روايته ‪:‬‬
‫" قيل لساعيل ‪ :‬و المام يطب ? قال ‪ :‬نعم " ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي ( ‪ ) 238 - 237 / 3‬و قال ‪ " :‬إساعيل بن مسلم هذا غي قوي "‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و من طريقه رواه البزار ( ص ‪ - 70‬زوائده ) و الطبان ف " الكبي " كما‬
‫ف " ممع الزوائد " للهيثمي ( ‪ ) 180 / 2‬و قال ‪ " :‬و هو ضعيف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن حديثه يتقوى با قبله ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬

‫" إذا حكمتم فاعدلوا و إذا قتلتم فأحسنوا ‪ ,‬فإن ال مسن يب الحسني " ‪.‬‬ ‫‪469‬‬
‫أخرجه ابن أب عاصم ف " الديات " ( ص ‪ ) 56‬و ابن عدي ف " الكامل "‬
‫( ‪ ) 2 / 328‬و أبو نعيم ف " أخبار أصبهان " ( ‪ ) 113 / 2‬من طرق عن ممد‬
‫ابن بلل حدثنا عمران عن قتادة عن ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غي ممد بن بلل و هو البصري‬
‫الكندي‬
‫قال ابن عدي ‪ " :‬أرجو أنه ل بأس به " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ‪ " :‬صدوق يغرب " ‪.‬‬
‫" صنفان من أمت لن تنالما شفاعت ‪ ,‬إمام ظلوم غشوم ‪ ,‬و كل غال مارق " ‪.‬‬ ‫‪470‬‬
‫أخرجه أبو إسحاق الرب ف " غريب الديث " ( ‪ ) 2 / 120 / 5‬و الرجان ف‬
‫" الفوائد " ( ‪ ) 1 / 112‬و ابن أب الديد السلمي ف " حديث أب الفضل السلمي‬
‫"‬
‫( ‪ ) 1 / 2‬و أبو بكر الكلباذي ف " مفتاح العان " ( ‪ ) 2 / 360‬من طرق عن‬
‫العلى ابن زياد عن أب غالب عن ‪ #‬أب أمامة ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ‪ ,‬غي أب غالب و هو‬
‫صاحب‬
‫أب أمامة ‪ ,‬و هو حسن الديث ‪ .‬و ف " التقريب " ‪ " :‬صدوق يطىء " ‪.‬‬
‫و الديث قال النذري ف " الترغيب " ( ‪: ) 144 / 3‬‬
‫" رواه الطبان ف " الكبي " و رجاله ثقات " ‪.‬‬
‫و قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪ " : ) 235 / 5‬رواه الطبان ف " الكبي "‬
‫و " الوسط " ‪ ,‬و رجال الكبي ثقات " ‪.‬‬
‫و فيه إشعار بأن إسناد الوسط ليس كذلك ‪ ,‬فإنه عنده ( ‪ ) 2 / 197 / 1‬من‬
‫طريق‬
‫العلء بن سليمان عن الليل بن مرة عن أب غالب به ‪ ,‬و قال ‪ " :‬ل يروه عن‬
‫الليل إل العلء " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و كلها ضعيف ‪.‬‬

‫و الديث أخرجه ابن أب عاصم ف " السنة " ( ‪ ) 1 / 4‬و ابن سعون الواعظ ف‬
‫" الجلس الامس عشر " ( ‪ ) 54 - 53‬من طريق موسى بن خلف العمي حدثنا‬
‫العلى‬
‫ابن زياد عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار مرفوعا به ‪.‬‬
‫و رجاله ثقات غي أن العمي هذا صدوق له أوهام كما ف " التقريب " ‪ ,‬فأخشى أن‬
‫يكون قد وهم ف إسناده على العلى ‪ ,‬لكن رواه ابن أب عاصم أيضا من طريق ابن‬
‫البارك حدثن منيع حدثن معاوية ابن قرة به ‪.‬‬
‫غي أن ل أعرف منيعا هذا ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه ‪ ,‬و لكنه قد رضي منكم با تقرون " ‪.‬‬ ‫‪471‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 368 / 2‬حدثنا معاوية ‪ :‬حدثنا أبو إسحاق عن العمش‬
‫عن أب صال عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخي ‪.‬‬

‫و أبو إسحاق هو الفزاري ‪.‬‬
‫و معاوية هو ابن عمرو بن الهلب الزدي الكوف البغدادي ‪ ,‬و من طريقه أخرجه‬
‫أبو نعيم ف " اللية " ( ‪ ) 256 / 8‬و قال ‪ " :‬صحيح ثابت ‪ ,‬رواه عن العمش‬
‫الناس جيعا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬منهم الثوري عند أب نعيم ( ‪. ) 86 / 7‬‬

‫و للحديث شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه أبو يعلى ف مسنده بسند ضعيف ‪,‬‬
‫و أخرجه‬
‫أحد ( ‪ ) 403 - 402 / 1‬متصرا بسند آخر فيه مهول هو عبد ربه بن أب يزيد ‪,‬‬
‫و قول اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 189 / 10‬‬
‫" رواه أحد و الطبان ف " الوسط " و رجالما رجال الصحيح ‪ ,‬غي عمران‬
‫ابن داود القطان ‪ ,‬و قد وثق " ‪.‬‬
‫فهو خطأ ‪ ,‬لن عبد ربه هذا ل يرج له البخاري و مسلم شيئا ‪.‬‬
‫و كذلك قول النذري ف " الترغيب " ( ‪ ... " : ) 145 / 3‬بإسناد حسن " فغي‬
‫حسن‬
‫لهالة الذكور ‪.‬‬
‫و ف الحقرات من الذنوب حديث آخر صحيح مضى برقم ( ‪. ) 384‬‬
‫" من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " ‪.‬‬ ‫‪472‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 19 - 18 / 7‬و أحد ( ‪ ) 382 / 3‬و الرائطي ف " مكارم‬

‫الخلق‬
‫" ( ص ‪ ) 90‬من طريق ابن جريج أخبن أبو الزبي أنه سع ‪ #‬جابر بن عبد ال ‪#‬‬
‫يقول ‪ " :‬أرخص النب صلى ال عليه وسلم ف رقية الية لبن عمرو ‪.‬‬
‫قال أبو الزبي ‪ :‬سعت جابر بن عبد ال يقول ‪:‬‬
‫" لدغت رجل منا عقرب و نن جلوس مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬
‫رجل ‪:‬‬
‫يا رسول ال أرقي ? قال ‪ " ....‬فذكره ‪.‬‬
‫و تابعه ليث بن سعد عن أب الزبي ‪.‬‬

‫رواه أحد ( ‪. ) 334 / 3‬‬
‫و ف رواية لسلم و أحد ( ‪ ) 315 - 302 / 3‬من طريق أب سفيان عن جابر قال ‪:‬‬
‫" كان ل خال يرقي من العقرب ‪ ,‬فنهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الرقى ‪,‬‬
‫قال ‪ :‬فأتاه فقال ‪ :‬يا رسول ال إنك قد نيت عن الرقى ‪ ,‬و أنا أرقي من العقرب‬
‫? فقال ‪ :‬فذكر الديث ‪.‬‬
‫و ف رواية أخرى من هذا الوجه ‪:‬‬

‫" نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الرقى ‪ ,‬فجاء آل عمرو بن حزم إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقالوا ‪ :‬يا رسول ال إنه كانت عندنا رقية نرقي با‬
‫من العقرب ‪ ,‬و إنك نيت عن الرقى ‪ ,‬قال ‪ :‬فعرضوها عليه ‪ ,‬فقال ‪ :‬ما أرى بأسا ‪,‬‬
‫من استطاع ‪. " ...‬‬
‫و أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 3515‬بنحوه و قال ‪:‬‬

‫" فقال لم ‪ :‬اعرضوا علي ‪ ,‬فعرضوها عليه ‪ ,‬فقال ‪ :‬ل بأس بذه ‪ ,‬هذه مواثيق " ‪.‬‬
‫و ليس عنده قوله ف آخره ‪ " :‬من استطاع ‪ " ...‬خلفا لا فعل السيوطي ف‬
‫" الامع الصغي " فإنه عزاه لحد و مسلم و ابن ماجه ! و كذلك صنع ف‬
‫" الكبي " ( ‪ ) 2 / 217 / 2‬و زاد ف التخريج ‪ :‬عبد بن حيد و ابن حبان و ابن‬
‫عساكر ‪.‬‬
‫و عزاه قبل ذلك بأحاديث للخرائطي ف مكارم الخلق عن السن مرسل !‬
‫و قد أخرجه عن جابر موصول كما رأيت ‪.‬‬
‫و ف الديث استحباب رقية السلم لخيه السلم با ل بأس به من الرقى ‪ ,‬و ذلك‬
‫ما كان معناه مفهوما مشروعا ‪ ,‬و أما الرقى با ل يعقل معناه من اللفاظ فغي‬
‫جائز ‪ .‬قال الناوي ‪:‬‬
‫" و قد تسك ناس بذا العموم ‪ ,‬فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ‪ ,‬و إن ل يعقل‬
‫معناها ‪ ,‬لكن دل حديث عوف الاضي أن ما يؤدي إل شرك ينع ‪ ,‬و ما ل يعرف‬
‫معناه‬
‫ل يؤمن أن يؤدي إليه ‪ ,‬فيمنع احتياطا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و يؤيد ذلك أن النب صلى ال عليه وسلم ل يسمح لل عمرو بن حزم بأن‬
‫يرقي إل بعد أن اطلع على صفة الرقية ‪ ,‬و رآها ما ل بأس به ‪ .‬بل إن الديث‬
‫بروايته الثانية من طريق أب سفيان نص ف النع ما ل يعرف من الرقى ‪ ,‬لنه‬
‫صلى ال عليه وسلم نى نيا عاما أول المر ‪ ,‬ث رخص فيما تبي أنه ل بأس به‬
‫من الرقى ‪ ,‬و ما ل يعقل معناه منها ل سبيل إل الكم عليها بأنه ل بأس با ‪,‬‬
‫فتبقى ف عموم النع ‪ .‬فتأمل ‪.‬‬
‫و أما السترقاء ‪ ,‬و هو طلب الرقية من الغي ‪ ,‬فهو و إن كان جائزا ‪ ,‬فهو مكروه‬
‫كما يدل عليه حديث " هم الذين ل يسترقون ‪ ...‬و ل يكتوون ‪ ,‬و ل يتطيون ‪,‬‬
‫و على ربم يتوكلون " متفق عليه ‪.‬‬
‫و أما ما وقع من الزيادة ف رواية لسلم ‪:‬‬
‫" هم الذين ل يرقون و ل يسترقون ‪" ...‬‬
‫فهي زيادة شاذة ‪ ,‬و ل مال لتفصيل القول ف ذلك الن من الناحية الديثية ‪,‬‬
‫و حسبك أنا تناف ما دل عليه هذا الديث من استحباب الترقية ‪.‬‬
‫و بال التوفيق ‪.‬‬
‫" كان إذا انصرف من صلة الغداة يقول ‪ :‬هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ? و يقول‬ ‫‪473‬‬
‫‪:‬‬
‫ليس يبقى بعدي من النبوة إل الرؤيا الصالة " ‪.‬‬
‫أخرجه مالك ف " الوطأ " ( ‪ ) 2 / 956 / 2‬و عند الاكم ( ‪) 391 - 390 / 4‬‬
‫من‬
‫طريق إسحاق بن عبد ال بن أب طلحة عن زفر بن صعصعة عن أبيه عن ‪ #‬أب‬
‫هريرة ‪#‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ‪...‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو كما قال ‪.‬‬

‫و الشطر الثان منه أخرجه البخاري ( ‪ ) 349 / 4‬من طريق سعيد بن السيب أن أبا‬
‫هريرة قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ " :‬ل يبق من النبوة إل‬
‫البشرات ‪ ,‬قالوا ‪ :‬و ما البشرات ? قال الرؤيا الصالة " ‪.‬‬
‫و للحديث شواهد كثية خرجتها ف " إرواء الغليل " رقم ( ‪. ) 2539‬‬
‫و الديث نص ف أنه ل نبوة و ل وحي بعد النب صلى ال عليه وسلم‬
‫إل البشرات ‪:‬‬
‫الرؤيا الصالة ‪ ,‬و هي جزء من ستة و أربعي جزء من النبوة ‪ .‬و لقد ضلت طائفة‬
‫زعمت بقاء النبوة و استمرارها بعده صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬و تأولوا بل عطلوا‬
‫معن هذا الديث ‪ ,‬و نوه ما ف الباب ‪ ,‬و كذلك حرفوا قول ال تعال ‪:‬‬
‫( و لكن رسول ال و خات النبيي ) بثل قولم ‪:‬‬
‫أي زينة النبيي ! و تارة يقولون ‪ :‬هو آخر النبياء الشرعي ‪ ,‬و يقولون ببقاء‬
‫النبوة غي التشريعية ‪ ,‬و من الؤسف أن بعضهم كان استخرج كلمات الشيخ مي‬
‫الدين‬
‫ابن عرب ( النكرة ) الدالة على بقاء هذه النبوة الزعومة من كتابه " الفتوحات‬
‫الكية " ف كراس نشره على الناس ‪ ,‬ث ل يستطع أحد من الشايخ أن يرد عليهم ‪.‬‬
‫و كانوا من قبل قد ألفوا بعض الرسائل ف الرد عليهم ‪ ,‬و إنا أمسكوا عن الرد‬
‫على هذا الكراس ‪ ,‬لن من مكر جامعه أنه ل يضع فيه من عند نفسه شيئا سوى أنه‬
‫ذكر فيه كلمات الشيخ الؤيدة لضللم ف زعمهم الذكور ‪ ,‬فلو ردوا عليه لكان‬
‫الرد متوجها إل الشيخ الكب ‪ ,‬و ذلك ما ل يرؤ أحد منهم عليه ‪ ,‬هذا إن ل‬
‫يروه زندقة ! فكأنم يعتقدون أن الباطل إنا هو باعتبار الحل ‪ ,‬فإذا قام فيمن‬
‫يعتقدونه كافرا ‪ ,‬فهو باطل ‪ ,‬و أما إذا قام فيمن يعتقدونه مسلما بل وليا ‪ ,‬فهو‬
‫حق !! و ال الستعان ‪.‬‬
‫" أيتكن تنبح عليها كلب الوأب " ‪.‬‬ ‫‪474‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 52 / 6‬عن يي و هو ابن سعيد ‪ ,‬و ( ‪ ) 97 / 6‬عن شعبة ‪,‬‬

‫و أبو إسحاق الرب ف " غريب الديث " ( ‪ ) 1 / 78 / 5‬عن عبدة ‪ ,‬و ابن حبان‬
‫ف " صحيحه " ( ‪ - 1831‬موارد ) عن وكيع و علي بن مسهر و ابن عدي ف "‬
‫الكامل "‬
‫( ق ‪ ) 2 / 223‬عن ابن فضيل ‪ ,‬و الاكم ( ‪ ) 120 / 3‬عن يعلى بن عبيد ‪,‬‬
‫كلهم عن‬
‫إساعيل بن أب خالد عن قيس بن أب حازم أن ‪ #‬عائشة ‪ #‬لا أتت على الوأب‬
‫سعت‬
‫نباح الكلب ‪ ,‬فقالت ‪:‬‬
‫" ما أظنن إل راجعة ‪ ,‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لنا ‪ ( :‬فذكره )‬
‫‪.‬فقال لا الزبي ‪ :‬ترجعي عسى ال عز و جل أن يصلح بك بي الناس " ‪.‬‬
‫هذا لفظ شعبة ‪ .‬و مثله لفظ يعلى بن عبيد ‪.‬‬

‫و لفظ يي قال ‪ " :‬لا أقبلت عائشة بلغت مياه بن عامر ليل نبحت الكلب ‪,‬‬
‫قالت ‪ :‬أي ماء هذا ? قالوا ‪ :‬ماء الوأب ‪ ,‬قالت ‪ :‬ما أظنن إل أن راجعة ‪,‬‬
‫فقال بعض من كان معها ‪ ,‬بل تقدمي فياك السلمون فيصلح ال ذات بينهم ‪,‬‬
‫قالت ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لا ذات يوم ‪:‬‬
‫كيف بإحداكن تنبح ‪. " ...‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح جدا ‪ ,‬رجاله ثقات أثبات من رجال الستة ‪ :‬الشيخي‬
‫و الربعة رواه السبعة من الثقات عن إساعيل بن أب خالد و هو ثقة ثبت كما ف‬
‫" التقريب " ‪ .‬و قيس بن أب حازم مثله ‪ ,‬إل أنه قد ذكر بعضهم فيه كلما يفيد‬
‫ظاهره أنه مروح ‪ ,‬فقال الذهب ف " اليزان " ‪:‬‬
‫" ثقة حجة كاد أن يكون صحابيا ‪ ,‬وثقه ابن معي و الناس ‪.‬‬
‫و قال علي ابن عبد ال عن يي بن سعيد منكر الديث ‪ ,‬ث سى له أحاديث‬
‫استنكرها ‪ ,‬فلم يصنع شيئا ‪ ,‬بل هي ثابتة ‪ ,‬ل ينكر له التفرد ف سعة ما روى ‪,‬‬
‫من ذلك حديث كلب الوأب ‪ ,‬و قال يعقوب السدوسي ‪ :‬تكلم فيه أصحابنا ‪,‬‬
‫فمنهم من‬
‫حل عليه ‪ ,‬و قال ‪ :‬له مناكي ‪ ,‬و الذين أطروه عدوها غرائب ‪ ,‬و قيل ‪ :‬كان يمل‬
‫على علي رضي ال عنه ‪ .‬إل أن قال يعقوب ‪ :‬و الشهور أنه كان يقدم عثمان ‪,‬‬
‫و منهم من جعل الديث عنه من أصح السانيد ‪ .‬و قال إساعيل بن أب خالد ‪:‬‬
‫كان ثبتا ‪ ,‬قال ‪ :‬و قد كب حت جاوز الائة و خرف ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬أجعوا على الحتجاج به ‪ ,‬و من تكلم فيه فقد آذى نفسه ‪ ,‬نسأل ال‬
‫العافية و ترك الوى ‪ ,‬فقد قال معاوية بن صال عن ابن معي ‪ :‬كان قيس أوثق‬
‫من الزهري " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قد تأول الافظ ف " التهذيب " قول يي بن سعيد و هو القطان ‪:‬‬
‫" منكر الديث " بأن مراده الفرد الطلق ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فإن صح هذا التأويل فيه ‪ ,‬و إل فهو مردود لنه جرح غي مفسر ‪ ,‬لسيما‬
‫و هو معارض لطباق الميع على توثيقه و الحتجاج به ‪ ,‬و ف مقدمتهم صاحبه‬
‫إساعيل بن أب خالد ‪ ,‬فقد وصفه بأنه ثبت كما تقدم و ل يضره وصفه إياه بأنه‬
‫خرف ‪ ,‬لن الظاهر أنه ل يدث ف هذه الالة ‪ ,‬و لذلك احتجوا به مطلقا ‪ ,‬و لئن‬
‫كان حدث فيها ‪ ,‬فإساعيل أعرف الناس به ‪ ,‬فل يروي عنه و الالة هذه ‪ ,‬و على‬
‫هذا فالديث من أصح الحاديث ‪ ,‬و لذلك تتابع الئمة على تصحيحه قديا و‬
‫حديثا ‪.‬‬
‫الول ‪ :‬ابن حبان فقد أخرجه ف صحيحه كما سبق ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬الاكم بإخراجه إياه ف " الستدرك " كما تقدم و ل يقع ف الطبوع‬
‫منه التصريح بالتصحيح منه ‪ ,‬و ل من الذهب ‪ ,‬فالظاهر أنه سقط من الطابع‬
‫أو الناسخ ‪ ,‬فقد نقل الافظ ف " الفتح " ( ‪ ) 45 / 13‬عن الاكم أنه صححه ‪,‬‬
‫و هو اللئق به لوضوح صحته ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الذهب فقد قال ف ترجة السيدة عائشة من كتابه العظيم " سي النبلء‬
‫" ( ص ‪ 60‬بتعليق الستاذ الفغان ) ‪:‬‬
‫" هذا حديث صحيح السناد ‪ ,‬و ل يرجوه " ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬الافظ ابن كثي ‪ ,‬فقال ف " البداية " بعد أن عزاه كالذهب لحد ف‬
‫" السند " ‪ " :‬و هذا إسناد على شرط الشيخي ‪ ,‬و ل يرجوه " ‪.‬‬
‫الامس ‪ :‬الافظ ابن حجر فقد قال ف " الفتح " بعد أن عزاه لحد و أب يعلى‬
‫و البزار ‪ " :‬و صححه ابن حبان و الاكم ‪ ,‬و سنده على شرط الصحيح " ‪.‬‬
‫فهؤلء خسة من كبار أئمة الديث صرحوا بصحة هذا الديث ‪ ,‬و ذلك ما يدل‬
‫عليه‬
‫النقد العلمي الديثي كما سبق تقيقه ‪ ,‬و ل أعلم أحدا خالفهم من يعتد بعلمهم‬
‫و معرفتهم ف هذا اليدان سوى يي بن سعيد القطان ف كلمته التقدمة ‪ ,‬و قد‬
‫عرفت جواب الافظي الذهب و العسقلن عليه ‪ ,‬فل نعيده ‪.‬‬
‫إل أن العلمة القاضي أبا بكر بن العرب رحه ال تعال جاء ف كتابه‬
‫" العواصم من القواصم " ‪ ,‬كلم قد يدل ظاهره أنه يذهب إل إنكار هذا الديث‬
‫و يبالغ ف ذلك أشد البالغة ‪ ,‬فقال ف " عاصمة " ( ص ‪: ) 161‬‬
‫" و أما الذي ذكرت من الشهادة على ماء الوأب ‪ ,‬فقد بؤت ف ذكرها بأعظم حرب‬
‫‪,‬‬
‫ما كان شيء ما ذكرت ‪ ,‬و ل قال النب صلى ال عليه وسلم ذلك الديث ‪ ,‬و ل‬
‫جرى ذلك الكلم ‪ ,‬و ل شهد أحد بشهادتم ‪ ,‬و قد كتبت شهادتم بذا الباطل ‪,‬‬
‫و سوف تسألون " ‪.‬‬
‫و يشي بقوله " الشهادة " إل ما كان ذكره من قبل ف " قاصمة " ( ص ‪: ) 148‬‬
‫" فجاؤا إل ماء الوأب ‪ ,‬و نبحت كلبه ‪ ,‬فسألت عائشة ? فقيل لا ‪ :‬هذا ماء‬
‫الوأب ‪ ,‬فردت خطامها عنه ‪ ,‬و ذلك لا سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" أيتكن صاحبة المل الدبب الت تنبحها كلب الوأب ‪ ,‬فشهد طلحة و الزبي أنه‬
‫ليس هذا ماء الوأب ‪ ,‬و خسون رجل إليهم ‪ ,‬و كانت أول شهادة زور دارت ف‬
‫السلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و نن و إن كنا نوافقه على إنكار ثبوت تلك الشهادة ‪ ,‬فإنا ما صان ال‬
‫تبارك و تعال أصحابه صلى ال عليه وسلم منها ‪ ,‬لسيما من كان منهم من العشرة‬
‫البشرين بالنة كطلحة و الزبي ‪ ,‬فإننا ننكر عليه قوله " و ل قال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ذلك الديث " ! كيف و هو قد ثبت عنه صلى ال عليه وسلم‬
‫بالسند‬
‫الصحيح ف عدة مصادر من كتب السنة العروفة عند أهل العلم ? !‬
‫و لعل عذره ف ذلك أنه حي قال ذلك ل يكن مستحضرا للحديث أنه وارد ف شيء‬
‫من‬
‫الصادر ‪ ,‬بل لعله ل يكن قد اطلع عليها أصل ‪ ,‬فقد ثبت عن غي واحد من العلماء‬
‫الغاربة أنه ل يكن عندهم علم ببعض الصول الامة من تأليف الشارقة ‪ ,‬فهذا‬
‫ابن حزم مثل ل يعرف الترمذي و ابن ماجه و ل كتابيهما ! و قد تبي ل أن‬
‫الافظ عبد الق الشبيلي مثله ف ذلك ‪ ,‬فإنه ل علم عنده أيضا بسنن ابن ماجه ‪,‬‬
‫و ل بسند المام أحد ‪ ,‬فقد رأيته يكثر العزو لب يعلى و البزار ‪ ,‬و ل يعزو‬
‫لحد و ابن ماجه إطلقا ‪ .‬و ذلك ف كتابه " الحكام الكبى " الذي أنا ف صدد‬
‫تقيقه بإذن ال تعال ‪.‬‬
‫فليس من البعيد أن أبا بكر بن العرب مثلهما ف ذلك ‪ ,‬و إن كان رحل إل الشرق ‪,‬‬
‫و لكن إذا كان ما ذكرته من العذر متمل بالنسبة إل أب بكر بن العرب فما‬
‫هو عذر الكاتب السلمي الكبي الستاذ مب الدين الطيب الذي علق على كلمة‬
‫ابن العرب ف " العاصمة " بقوله ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬و أن الكلم الذي نسبوه إل النب صلى ال عليه وسلم و زعموا أن عائشة‬
‫ذكرته عند وصولم إل ذلك الاء ‪ -‬ليس له موضع ف دواوين السنة العتبة ‪" ...‬‬
‫!‬
‫كذا قال ‪ :‬و كأنه عفى ال عنا و عنه ‪ ,‬ل يتعب نفسه ف البحث عن الديث ف‬
‫دواوين السنة العتبة ‪ ,‬بل و ف بعض كتب التاريخ العتمدة مثل " البداية "‬
‫لبن كثي ‪ ,‬لو أنه فعل هذا على القل ‪ ,‬لعرف موضع الديث ف تلك الدواوين‬
‫العتبة أو بعضها على القل ‪ ,‬و لكنه أخذ يسن الظن بابن العرب و يقلده ‪,‬‬
‫فوقع ف إنكار هذا الديث الصحيح و ذلك من شؤم التقليد بغي حجة و ل برهان ‪.‬‬
‫بيد أن هذا مع بعده عن الصواب ‪ ,‬و النراف عن التحقيق العلمي الصحيح ‪ ,‬فإنه‬
‫هي بانب قول صديقنا الستاذ سعيد الفغان ف تعليقه على قول الافظ الذهب‬
‫التقدم ف " سي النبلء " ‪ " :‬هذا حديث صحيح السناد " ‪:‬‬
‫" ف النفس من صحة هذا الديث شيء ‪ ,‬و لمر ما أهله أصحاب الصحاح ‪ ,‬و ف‬
‫" معجم البلدان " مادة ( حوءب ) أن صاحبة الطاب سلمى بنت مالك الفزارية‬
‫و كانت سبية وهبت لعائشة ‪ ,‬و هي القصودة بطاب الرسول الذي زعموه ‪,‬‬
‫و قد ارتدت مع طلحة ‪ ,‬و قتلت ف حروب الردة ‪ ,‬و من العجيب أن يصرف بعض‬
‫الناس‬
‫هذه القصة إل السيدة عائشة إرضاء لبعض الهواء العصبية " ‪.‬‬
‫و ف هذا الكلم مؤاخذات ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬يظن الستاذ الصديق أن إهال أصحاب ( الصحاح ) لديث ما إنا هو‬
‫لعلة فيه ‪ .‬و هذا خطأ بي عند كل من قرأ شيئا من علم الصطلح ‪ ,‬و تراجم‬
‫أصحاب‬
‫( الصحاح ) ‪ ,‬فإنم ل يتعمدوا جع كل ما صح عندهم ‪ ,‬ف " صحاحهم " ‪ ,‬و المام‬
‫مسلم منهم قد صرح بذلك ف " صحيحه " ‪ ( ,‬كتاب الصلة ) ‪ ,‬و ما أكثر‬
‫الت ينص المام البخاري على صحتها أو حسنها ما يذكره الترمذي عنه ف " سننه "‬
‫و هو ل يرجها ف " صحيحه " ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬هذا إن كان يعن بـ ( الصحاح ) الكتب الستة ‪ ,‬لكن هذا الطلق غي‬
‫صحيح ‪ ,‬لن السنن الربعة من الكتب الستة ليست من ( الصحاح ) ل‬
‫استصطلحا ‪,‬‬
‫و ل واقعا ‪ ,‬فإن فيها أحاديث كثية ضعيفة و الترمذي ينبه على ضعفها ف غالب‬
‫الحيان ‪.‬‬
‫و إن كان يعن ما هو أعم من ذلك فليس بصحيح ‪ ,‬فقد عرفت من ترينا التقدم أن‬
‫ابن حبان أخرجه ف " صحيحه " ‪ ,‬و الاكم ف " الستدرك على الصحيحي " ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬وثوقه با جاء ف " معجم البلدان " بدون إسناد ‪ ,‬و مؤلفه ليس من أهل‬
‫العلم بالديث ‪ ,‬و عدم وثوقه بسند المام أحد ‪ ,‬و قد ساق الديث بالسند‬
‫الصحيح ‪ ,‬و ل بتصحيح الافظ النقاد الذهب له !!‬
‫الرابعة ‪ :‬جزمه أن صاحبة الطاب سلمى بنت مالك ‪ ...‬بدون حجة و ل برهان‬
‫سوى‬
‫الثقة العمياء بؤلف " العجم " ‪ ,‬و قد أشرنا إل حاله ف هذا اليدان ‪ ,‬و بثل‬
‫هذه الثقة ل يوز أن يقال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لسلمى بنت مالك‬
‫كذا و كذا !!‬
‫الامسة ‪ :‬إن الب الذي ذكره و وثق به ل يصح من قبل إسناده بل واه جدا ‪,‬‬
‫فقد قال الستاذ الطيب بعد الذي نقلناه عنه آنفا من الكلم على هذا الديث ‪.‬‬
‫" و لو كنا نستجيز نقل الخبار الواهية لنقلنا ف معارضة هذا الب خبا آخر‬
‫نقله ياقوت ف " معجم البلدان " ( مادة حوأب ) عن سيف بن عمر التميمي أن‬
‫النبوحة من كلب الوأب هي أم زمل سلمى ‪ ...‬و هذا الب ضعيف ‪ ,‬و الب‬
‫الذي‬
‫أوردوه عن عائشة أو هى منه " ‪.‬‬
‫كذا قال ! ( خلطوا عمل صالا و آخر سيئا عسى ال أن يتوب عليهم ) ‪.‬‬
‫السادسة ‪ :‬قوله ‪ " :‬إرضاء لبعض الهواء " ‪.‬‬

‫و كأنه يشي بذلك إل الشيعة الذين يبغضون السيدة عائشة رضي ال عنها‬
‫و يفسقونا إن ل يكفروها بسبب خروجها يوم المل ‪ ,‬و لكن من هم الذين أشار‬
‫إليهم بقوله " بعض الناس " ‪ ? ,‬أهو المام أحد الذي وقف الستاذ على إسناده‬
‫للحديث ? أم الذهب الذي صححه أم هو يي بن سعيد القطان شيخ المام أحد‬
‫و هو من الثقات الثبات ‪ ,‬لسيما و قد تابعه ستة آخرون من الثقات كما تقدم ?‬
‫أم إساعيل بن أب خالد و هو مثله كما عرفت ‪ ,‬أم شيخه قيس بن أب حازم و هو‬
‫مثله ف الثقة و الضبط ‪ ,‬غي أنه قيل ‪ :‬إنه كان يمل على علي رضي ال عنه ‪.‬‬
‫فهو إذن من شيعة عائشة رضي ال عنها ‪ ,‬فل يعقل أن يروي عنها ما ل أصل له‬
‫ما فيه ارضاء لن أشار إليهم الستاذ !‬
‫و للحديث شاهد يزداد به قوة ‪ ,‬و هو من حديث ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى‬
‫ال عليه وسلم لنسائه ‪:‬‬
‫" ليت شعري أيتكن صاحبة المل الدبب ترج فينبحها كلب الوأب ‪ ,‬يقتل عن‬
‫يينها و عن يسارها قتلى كثي ‪ ,‬ث تنجو بعد ما كادت " ‪.‬‬
‫رواه البزار و رجاله " ثقات " ‪.‬‬
‫كذا قال اليثمي ف " ممع الزوائد " ( ‪ ) 234 / 7‬و الافظ ف " فتح البارى "‬
‫( ‪ . ) 45 / 13‬لكن أورده ابن أب حات ف " العلل " ( ‪ ) 426 / 2‬من طريق‬
‫الشج‬
‫عن عقبة بن خالد عن ابن قدامة ‪ -‬يعن عصام ! ‪ -‬عن عكرمة عن ابن عباس به ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬قال أب ‪ :‬ل يرو هذا الديث غي عصام ‪ ,‬و هو حديث منكر ل يروى من‬
‫طريق غيه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬عصام هذا قال ابن أب حات ف " الرح و التعديل " ( ‪ ) 25 / 2 / 3‬عن‬
‫أبيه " كوف ل بأس به " ‪ .‬و كذا قال أبو زرعة و أبو داود ‪.‬‬
‫و قال ابن معي " صال " ‪ .‬و قال النسائي ‪ " :‬ثقة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل يضعفه أحد ‪ ,‬فمثله حجة ‪ ,‬و سائر الرواة ثقات أيضا ‪ ,‬و ذلك ما صرح‬
‫به‬
‫اليثمي و الافظ فالسند صحيح ‪ ,‬فل وجه عندي لقول أب حات " حديث منكر " ‪,‬‬
‫إل إن كان يعن به أنه حديث غريب فرد ‪ ,‬و يؤيده قوله عقبه ‪:‬‬
‫" ل يروى من طريق غيه " ‪ .‬فإن كان أراد هذا فل إشكال ‪ ,‬و إن أراد التضعيف‬
‫فل وجه له ‪ ,‬لسيما و هو موافق لديث عائشة الصحيح ‪ ,‬فأين النكارة ? !‬
‫و جلة القول أن الديث صحيح السناد ‪ ,‬و ل إشكال ف متنه خلفا لظن الستاذ‬
‫الفغان ‪ ,‬فإن غاية ما فيه أن عائشة رضي ال عنها لا علمت بالوأب كان عليها‬
‫أن ترجع ‪ ,‬و الديث يدل أنا ل ترجع ! و هذا ما ل يليق أن ينسب لم الؤمني‬
‫‪.‬‬
‫و جوابنا على ذلك أنه ليس كل ما يقع من الكمل يكون لئقا بم ‪ ,‬إذ ل عصمة إل‬
‫ل وحده ‪.‬‬
‫و السن ل ينبغي له أن يغال فيمن يترمه حت يرفعه إل مصاف الئمة الشيعة‬
‫العصومي ! و ل نشك أن خروج أم الؤمني كان خطأ من أصله و لذلك هت‬
‫بالرجوع‬
‫حي علمت بتحقق نبؤة النب صلى ال عليه وسلم عند الوأب ‪ ,‬و لكن الزبي رضي‬
‫ال عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله " عسى ال أن يصلح بك بي الناس " و ل نشك‬
‫أنه كان مطئا ف ذلك أيضا ‪.‬‬
‫و العقل يقطع بأنه ل مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتي التقاتلتي اللتي‬
‫وقع فيهما مئات القتلى و ل شك أن عائشة رضي ال عنها الخطئة لسباب كثية‬
‫و أدلة واضحة ‪ ,‬و منها ندمها على خروجها ‪ ,‬و ذلك هو اللئق بفضلها و كمالا ‪,‬‬
‫و ذلك ما يدل على أن خطأها من الطأ الغفور بل الأجور ‪.‬‬
‫قال المام الزيلعي ف " نصب الراية " ( ‪: ) 70 - 69 / 4‬‬

‫" و قد أظهرت عائشة الندم ‪ ,‬كما أخرجه ابن عبد الب ف " كتاب الستيعاب "‬
‫عن ابن أب عتيق و هو عبد ال بن ممد بن عبد الرحن بن أب بكر الصديق قال ‪:‬‬
‫قالت عائشة لبن عمر ‪ :‬يا أبا عبد الرحن ما منعك أن تنهان عن مسيي ? قال ‪:‬‬
‫رأيت رجل غلب عليك ‪ -‬يعن ابن الزبي ‪ -‬فقالت ‪ :‬أما و ال لو نيتن ما خرجت‬
‫انتهى " ‪.‬‬
‫و لذا الثر طريق أخرى ‪ ,‬فقال الذهب ف " سي النبلء " ( ‪: ) 79 - 78‬‬
‫" و روى إساعيل بن علية عن أب سفيان بن العلء الازن عن ابن أب عتيق قال ‪:‬‬
‫قالت عائشة ‪ :‬إذا مر ابن عمر فأرنيه ‪ ,‬فلما مر با قيل لا ‪ :‬هذا ابن عمر ‪,‬‬
‫فقالت ‪ :‬يا أبا عبد الرحن ما منعك أن تنهان عن مسيي ? قال ‪ :‬رأيت رجل قد‬
‫غلب عليك ‪ .‬يعن ابن الزبي " ‪.‬‬
‫و قال أيضا ‪:‬‬

‫" إساعيل بن أب خالد عن قيس قال ‪ :‬قالت عائشة و كانت تدث نفسها أن تدفن‬
‫ف‬
‫بيتها ‪ ,‬فقالت ‪ :‬إن أحدثت بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم حدثا ‪ ,‬ادفنون‬
‫مع أزواجه ‪ ,‬فدفنت بالبقيع رضي ال عنها ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬تعن بالدث مسيها يوم المل ‪ ,‬فإنا ندمت ندامة كلية ‪ ,‬و تابت من ذلك‬
‫‪.‬‬
‫على أنا ما فعلت ذلك إل متأولة قاصدة للخي ‪ ,‬كما اجتهد طلحة بن عبد ال‬
‫و الزبي بن العوام و جاعة من الكبار رضي ال عن الميع " ‪.‬‬
‫و أخرج البخاري ف صحيحه عن أب وائل قال ‪:‬‬

‫و لا بعث علي عمارا و السن إل الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال ‪ :‬إن لعلم‬
‫أنا زوجته ف الدنيا و الخرة ‪ ,‬و لكن ال ابتلكم لتتبعوه أو إياها " ‪.‬‬
‫يعن عائشة ‪.‬‬
‫و كانت خطبته قبل وقعة المل ليكفهم عن الروج معها رضي ال عنها ‪.‬‬
‫" ل تأكل المار الهلي و ل كل ذي ناب من السباع " ‪.‬‬ ‫‪475‬‬
‫أخرجه الطحاوي ف " شرح العان " ( ‪ : ) 320 / 2‬حدثنا علي بن معبد قال ‪:‬‬
‫حدثنا‬
‫شبابة بن سوار قال ‪ :‬حدثنا أبو زيد عبد ال بن العلء قال ‪ :‬حدثنا مسلم‬
‫ابن مشكم كاتب أب الدرداء رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت ‪ #‬أبا ثعلبة الشن ‪#‬‬
‫يقول ‪ " :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم فقلت ‪ :‬يا رسول ال حدثن ما يل ل‬
‫ما يرم علي ‪ ,‬فقال ‪ " :‬فذكره ‪.‬‬
‫و أخرجه ف " مشكل الثار " ( ‪ ) 375 / 4‬بذا السناد دون سبب الديث ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " ‪.‬‬
‫و هو ف " الصحيحي " و " السنن " و غيها من طريق أخرى بلفظ ‪ " :‬نى عن‬
‫أكل‬
‫كل ذي ناب من السباع " ‪.‬‬
‫و هو مرج ف " الرواء " ( ‪. ) 2552‬‬

‫و له شاهد من حديث أب هريرة بلفظ ‪ " :‬كل ذي ناب من السباع فأكله حرام " ‪.‬‬
‫" كل ذي ناب من السباع فأكله حرام " ‪.‬‬ ‫‪476‬‬
‫أخرجه مسلم و مالك و الشافعي و أحد و الطحاوي و البيهقي من طريق ‪ #‬عبيدة‬

‫ابن سفيان ‪ #‬عنه ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عن أب هريرة بعناه ‪.‬‬
‫و إسناده جيد ‪ ,‬خرجته ف الصدر السابق ( ‪. ) 2553‬‬
‫‪-------------‬‬
‫فيه دليل على أن المار الهلي و كل ذي ناب من الوحوش حرام أكله و ليس‬
‫مكروها‬
‫فقط ‪ ,‬كما زعم بعض الفسرين ف هذا العصر و تأول النهي على أنه للتنيه ‪.‬‬
‫و لا رأى التصريح بالتحري ف حديث أب هريرة زعم أنه رواية بالعن ‪ ,‬و يدفعه‬
‫أنه إن كانت الرواية بالعن من الصحاب و هو أبو هريرة فهو أدرى به من بعده ‪,‬‬
‫و إن كان يعن أنه من بعض من بعده فيده ميئه بلفظ التحري من الطريق الخرى ‪.‬‬
‫و يؤكده أن أبا ثعلبة سأل النب صلى ال عليه وسلم عما يل له و ما يرم ?‬
‫فأجابه بقوله ‪ " :‬ل تأكل ‪ " ...‬فهذا نص ف أن النهي للتحري لنه هو الذى سأل‬
‫عنه أبو ثعلبة ‪ ,‬و ل يصح ف النظر السليم أن يكون الواب عليه " ل تأكل ‪" ...‬‬
‫و هو يعن يوز الكل مع الكراهة !‬
‫" البيت العمور ف السماء السابعة يدخله كل يوم ألف ملك ‪ ,‬ث ل يعودون إليه‬ ‫‪477‬‬
‫حت تقوم الساعة " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 153 / 3‬و ابن جرير ( ‪ ) 11 / 27‬و الاكم ( ‪) 468 / 2‬‬
‫و عبد ابن حيد ف " النتخب " ( ق ‪ ) 2 / 132‬و تام ف " الفوائد "‬
‫( ج ‪ 1‬رقم ‪ ) 67‬من طريق حاد بن سلمة حدثنا ثابت البنان عن ‪ #‬أنس ‪#‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و قال الاكم ‪ " :‬على شرط‬
‫الشيخي "‬
‫و وافقه الذهب ‪ ,‬و هو وهم ‪ .‬فإن حادا ل يرج له البخاري شيئا ‪.‬‬
‫و تابعه سليمان و هو ابن الغية عن ثابت به نوه ‪.‬‬
‫أخرجه ابن جرير حدثنا ممد بن سنان القزاز قال ‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل قال ‪:‬‬
‫حدثنا سليمان ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند رجاله ثقات رجال الشيخي غي القزاز و هو ضعيف ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عند البخاري ( ‪ ) 32 - 30 / 3‬و مسلم ( ‪- 103 / 1‬‬
‫‪) 104‬‬
‫و ابن جرير من طريق قتادة عن أنس بديث السراء الطويل و فيه ‪:‬‬
‫" ث رفع ل البيت العمور ‪ ,‬فقلت ‪ :‬يا جبيل ما هذا ? قال ‪ :‬هذا البيت‬
‫العمور ‪ ,‬يدخله ‪. " ...‬‬
‫و له شاهد من حديث أب هريرة نوه إل أنه قال ‪ " :‬السماء الدنيا " ‪.‬‬
‫أخرجه السن بن رشيق ف " النتقى من المال " ( ق ‪ ) 2 / 44‬و الواحدي‬

‫( ‪ ) 1 / 92 / 4‬عن روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن السيب عن أب هريرة‬
‫‪.‬‬
‫و قد عزاه ابن كثي ف " تفسيه " ( ‪ - 76 / 8‬منار ) لبن أب حات من هذا‬
‫الوجه بزيادة " بيال الكعبة " ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" هذا حديث غريب جدا ‪ ,‬تفرد به روح بن جناح هذا و هو القرشي الموي‬
‫مولهم‬
‫أبو سعيد الدمشقي ‪ ,‬و قد أنكر عليه هذا الديث جاعة من الفاظ منهم الوزجان‬
‫و العقيلي و الاكم و غيهم ‪ .‬و قال الاكم ‪ :‬ل أصل له من حديث أب هريرة ‪,‬‬
‫و ل سعيد و ل الزهري " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و وقع ف رواية ابن أب حات ‪ " :‬السماء السابعة " ‪.‬‬
‫فل أدري أهكذا روايته ‪ ,‬أم هو تريف من الناسخ أو الطابع ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عن أب هريرة ‪ ,‬فقال ابن العراب ف " العجم " ( ‪: ) 2 / 10‬‬
‫أخبنا ابن النيد أنبأنا عمرو بن عاصم أنبأنا هام أنبأنا قتادة أنبأنا السن‬
‫عنه مرفوعا به دون ذكر السماء ‪.‬‬
‫و السن هو البصري ‪ ,‬و هو مدلس ‪ ,‬و رجاله ثقات ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر من حديث ابن عباس نوه و فيه ‪ " :‬و هو مثل بيت الرام حياله ‪,‬‬
‫لو سقط لسقط عليه " ‪.‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 2 / 150 / 3‬من طريق إسحاق ابن بشر‬
‫أب حذيفه و الواحدي ف " تفسيه " ( ‪ ) 1 / 92 / 4‬عن سعيد بن سال كلها عن‬
‫ابن جريج عن صفوان بن سليم عن كريب عن ابن عباس مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند ضعيف من أجل عنعنة ابن جريج ‪ ,‬و ضعف سعيد بن سال ‪ ,‬و أما‬
‫إسحاق بن بشر فكذاب ‪ ,‬فل يستشهد به و ل كرامة ‪.‬‬
‫و ف " الدر النثور " ( ‪: ) 117 / 6‬‬
‫" أخرجه الطبان و ابن مردويه بسند ضعيف " ‪.‬‬
‫و أخرج ابن جرير من طريق خالد بن عرعرة ‪ " :‬أن رجل قال لعلي رضي ال عنه ‪:‬‬
‫ما البيت العمور ? قال ‪ :‬بيت ف السماء يقال له الضراح و هو بيال الكعبة من‬
‫فوقها ‪ ,‬حرمته ف السماء كحرمة البيت ف الرض ‪ ,‬يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا‬
‫من اللئكة ‪ ,‬و ل يعودون فيه أبدا " ‪.‬‬
‫و رجاله ثقات غي خالد بن عرعرة و هو مستور ‪.‬‬
‫قال ابن أب حات ( ‪: ) 343 / 2 / 1‬‬
‫" روى عن علي ‪ ,‬و عنه ساك و القاسم بن عوف الشيبان " ‪.‬‬
‫و ل يذكر فيه جرحا و ل تعديل ‪.‬‬
‫و كذلك أورده ابن حبان ف " الثقات " ( ‪. ) 37 / 1‬‬

‫و قد تابعه أبو الطفيل قال ‪ " :‬سأل ابن الكواء عليا عن البيت العمور ? ‪. " ...‬‬
‫أخرجه ابن جرير أيضا ‪ :‬حدثنا ابن حيد ‪ ...‬عن أب الطفيل ‪.‬‬
‫و ابن حيد اسه ممد ‪ ,‬و هو ضعيف جدا ‪.‬‬
‫و لذه الزيادة شاهد مرسل من رواية قتادة قال ‪:‬‬
‫" ذكر لنا أن نب ال صلى ال عليه وسلم قال يوما لصحابه ‪ :‬هل تدرون ما‬
‫البيت العمور ? قالوا ‪ :‬ال و رسوله أعلم ‪ ,‬قال ‪ :‬فإنه مسجد ف السماء ‪ ,‬تته‬
‫الكعبة ‪ ,‬لو خر لر عليها ‪. " ...‬‬
‫أخرجه ابن جرير ‪ :‬حدثنا بشر قال ‪ :‬حدثنا يزيد قال ‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد مرسل صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي ‪ ,‬غي بشر و‬
‫هو‬
‫ابن هلل الصواف فمن رجال مسلم وحده ‪.‬‬
‫و جلة القول ‪ :‬أن هذه الزيادة " حيال الكعبة " ثابتة بجموع طرقها ‪ ,‬و أصل‬
‫الديث أصح ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" قال ال عز و جل ‪ :‬ل يأت النذر على ابن آدم بشيء ل أقدره عليه ‪ ,‬و لكنه‬ ‫‪478‬‬
‫شيء أستخرج به من البخيل يؤتين عليه ما ل يؤتين على البخل ‪ .‬و ف رواية ‪ :‬ما‬
‫ل يكن آتان من قبل " ‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ف " السند " ( ‪ : ) 242 / 2‬حدثنا سفيان عن أب الزناد‬
‫عن العرج عن ‪ #‬أب هريرة ‪ #‬عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و قد أخرجاه ف " صحيحيهما "‬
‫و أبو داود و غيهم من طرق أخرى عن أب الزناد به ‪ ,‬إل أنم ل يعلوه حديثا‬
‫قدسيا ‪ ,‬و قد ذكرت لفظه و من خرجه و طرقه ف " إرواء الغليل " ( ‪. ) 2650‬‬
‫و رواه النسائي ( ‪ ) 142 / 2‬من طريق أخرى عن سفيان به متصرا ‪.‬‬
‫و تابعه هام بن منبه عن أب هريرة به ‪.‬‬

‫أخرجه ابن الارود ف " النتقى " ( ‪ ) 932‬و أحد ( ‪ ) 314 / 2‬بإسناد صحيح‬
‫على‬
‫شرطهما ‪ ,‬و ل يرجاه من هذا الطريق ‪ ,‬و ل بلفظ الديث القدسي ‪.‬‬
‫و للحديث طريق ثالث بلفظ ‪:‬‬
‫" ل تنذروا ‪ ,‬فإن النذر ل يغن من القدر شيئا و إنا يستخرج به من البخيل " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم و صححه الترمذي ‪.‬‬

‫‪----------------‬‬
‫دل الديث بجموع ألفاظه أن النذر ل يشرع عقده ‪ ,‬بل هو مكروه ‪ ,‬و ظاهر‬
‫النهي‬
‫ف بعض طرقه أنه حرام ‪ ,‬و قد قال به قوم ‪ .‬إل أن قوله تعال ‪ " :‬أستخرج به من‬
‫البخيل " يشعر أن الكراهة أو الرمة خاص بنذر الجازاة أو العاوضة ‪ ,‬دون نذر‬
‫البتداء و التبر ‪ ,‬فهو قربة مضة ‪ ,‬لن للناذر فيه غرضا صحيحا و هو أن يثاب‬
‫عليه ثواب الواجب ‪ ,‬و هو فوق ثواب التطوع ‪ .‬و هذا النذر هو الراد ‪ -‬و ال‬
‫أعلم ‪ -‬بقوله تعال ( يوفون بالنذر ) دون الول ‪.‬‬
‫قال الافظ ف " الفتح " ( ‪: ) 500 / 11‬‬

‫" و قد أخرج الطبي بسند صحيح عن قتادة ف قوله تعال ( يوفون بالنذر ) قال ‪:‬‬
‫كانوا ينذرون طاعة ال من الصلة و الصيام و الزكاة و الج و العمرة و ما‬
‫افترض عليهم فسماهم ال أبرارا ‪ ,‬و هذا صريح ف أن الثناء وقع ف غي نذر‬
‫الجازاة " ‪.‬‬
‫و قال قبل ذلك ‪ " :‬و جزم القرطب ف " الفهم " بمل ما ورد ف الحاديث من‬
‫النهي ‪ ,‬على نذر الجازاة ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫هذا النهي مله أن يقول مثل ‪ :‬إن شفى ال مريضي فعلي صدقة كذا ‪.‬‬
‫و وجه الكراهة أنه لا وقف فعل القربة الذكورة على حصول الغرض الذكور ظهر‬
‫أنه ل يتمحض له نية التقرب إل ال تعال لا صدر منه ‪ ,‬بل سلك فيه مسلك‬
‫العاوضة ‪ ,‬و يوضحه أنه لو ل يشف مريضه ل يتصدق با علقه على شفائه ‪ ,‬و هذه‬
‫حالة البخيل ‪ ,‬فإنه ل يرج من ماله شيئا إل بعوض عاجل يزيد على ما أخرج غالبا‬
‫و هذا العن هو الشار إليه ف الديث بقوله ‪:‬‬
‫" و إنا يستخرج به من البخيل ما ل يكن البخيل يرجه " ‪ .‬و قد ينضم إل هذا‬
‫اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض ‪ ,‬أو أن ال يفعل معه ذلك‬
‫الغرض‬
‫لجل ذلك النذر ‪ ,‬و إليهما الشارة بقوله ف الديث أيضا " فإن النذر ل يرد من‬
‫قدر ال شيئا " ‪ .‬و الالة الول تقارب الكفر ‪ ,‬و الثانية خطأ صريح " ‪.‬‬
‫قال الافظ ‪ :‬قلت ‪ :‬بل تقرب من الكفر أيضا ‪.‬‬

‫ث نقل القرطب عن العلماء حل النهي الوارد ف الب على الكراهة و قال ‪:‬‬
‫" الذي يظهر ل أنه على التحري ف حق من ياف عليه ذلك العتقاد الفاسد ‪,‬‬
‫فيكون إقدامه على ذلك مرما ‪ ,‬و الكراهة ف حق من ل يعتقد ذلك " ‪.‬‬
‫و هو تفصيل حسن ‪ ,‬و يؤيده قصة ابن عمر راوي الديث ف النهي عن النذر فإنا‬
‫ف نذر الجازاة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يريد بالقصة ما أخرجه الاكم ( ‪ ) 304 / 4‬من طريق فليح بن سليمان عن‬
‫سعيد‬
‫بن الارث أنه سع عبد ال بن عمر و سأله رجل من بن كعب يقال له مسعود بن‬
‫عمرو ‪ :‬يا أبا عبد الرحن إن ابن كان بأرض فارس فيمن كان عند عمر بن عبيد ال‬
‫و إنه وقع بالبصرة طاعون شديد فلما بلغ ذلك نذرت ‪ :‬إن ال جاء بابن أن أمشي‬
‫إل الكعبة ‪ ,‬فجاء مريضا ‪ ,‬فمات ‪ ,‬فما ترى ? فقال ابن عمر ‪ ( :‬أو ل تنهوا عن‬
‫النذر ? ! إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬النذر ل يقدم شيئا ‪ ,‬و ل‬
‫يؤخره ‪ ,‬فإنا يستخرج به من البخيل " ‪ ,‬أوف بنذرك ) ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هو عند البخاري دون القصة من هذا الوجه ‪ ,‬و فليح يقول الافظ ف‬
‫" التقريب " عنه ‪ " :‬صدوق كثي الطأ " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فل ضي على أصل حديثه ما دام أنه ل يتفرد به ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و بالملة ففي الديث تذير للمسلم أن يقدم على نذر الجازاة ‪ ,‬فعلى الناس أن‬
‫يعرفوا ذلك حت ل يقعوا ف النهي و هم يسبون أنم يسنون صنعا !‬
‫" النذر نذران ‪ ,‬فما كان ل فكفارته الوفاء ‪ ,‬و ما كان للشيطان فل وفاء فيه‬ ‫‪479‬‬
‫و عليه كفارة يي " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن الارود ف " النتقى " ( ‪ ) 935‬و عنه البيهقي ( ‪: ) 72 / 10‬‬
‫حدثنا ممد بن يي قال ‪ :‬حدثنا ممد بن موسى بن أعي قال حدثنا خطاب ‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الكري عن عطاء بن أب رباح عن ‪ #‬ابن عباس ‪ #‬رضي ال عنهما عن النب‬
‫صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غي خطاب و هو ابن‬
‫القاسم‬
‫الران و هو ثقة كما قال ابن معي و أبو زرعة ف رواية عنه ‪.‬‬
‫و قال البذعي عنه ‪ " :‬منكر الديث ‪ ,‬يقال ‪ :‬إنه اختلط قبل موته " ‪.‬‬
‫و قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬ثقة اختلط قبل موته " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬جزمه باختلطه غي جيد ‪ ,‬و ل يذكره أحد به غي أب زرعة كما سبق ‪,‬‬
‫و لكنه ل يزم به بل أشار إل عدم ثبوت ذلك فيه بقوله ‪ " :‬يقال ‪ " ...‬فإنه من‬
‫صيغ التمريض كما هو معلوم ‪.‬‬
‫ث إن الديث له شواهد من حديث عائشة و غيها ‪ ,‬و قد خرجتها ف " الرواء "‬
‫فراجع الحاديث ( ‪. ) 2657 , 2656 , 2654 , 2653‬‬
‫و ف الديث دليل على أمرين اثني ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن النذر إذا كان طاعة ل ‪ ,‬وجب الوفاء به و أن ذلك كفارته ‪ ,‬و قد صح‬
‫عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬من نذر أن يطيع ال فليطعه ‪ ,‬و من نذر أن‬
‫يعصي ال فل يعصه " ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫و الخر ‪ :‬أن من نذر نذرا فيه عصيان للرحن ‪ ,‬و إطاعة للشيطان ‪ ,‬فل يوز‬
‫الوفاء به ‪ ,‬و عليه الكفارة كفارة اليمي ‪ ,‬و إذا كان النذر مكروها أو مباحا‬
‫فعليه الكفارة من باب أول ‪ ,‬و لعموم قوله عليه الصلة و السلم ‪ " :‬كفارة‬
‫النذر كفارة اليمي " ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم و غيه من حديث عقبة بن عامر رضي ال عنه ‪ ,‬و هو مرج ف‬
‫" الرواء " ( ‪. ) 2653‬‬
‫و ما ذكرنا من المر الول و الثان متفق عليه بي العلماء ‪ ,‬إل ف وجوب‬

‫الكفارة ف العصية و نوها ‪ ,‬فالقول به مذهب المام أحد و إسحاق كما قال‬
‫الترمذي ( ‪ , ) 288 / 1‬و هو مذهب النفية أيضا ‪ ,‬و هو الصواب لذا الديث‬
‫و ما ف معناه ما أشرنا إليه ‪.‬‬
‫" هو الطهور ماؤه ‪ ,‬الل ميتته " ‪.‬‬ ‫‪480‬‬
‫أخرجه مالك ( ‪ 44 / 1‬ـ ‪ ) 45‬عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل‬

‫بن الزرق‬
‫عن الغية بن أب بردة و هو من بن عبد الدار أنه سع ‪ #‬أبا هريرة ‪ #‬يقول ‪:‬‬
‫" جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقال ‪ :‬يا رسول ال إنا نركب‬
‫البحر ‪ ,‬و نمل معنا القليل من الاء ‪ ,‬فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ به ? فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و من طريق مالك أخرجه أصحاب السنن و غيهم و صححه الترمذي و جاعة من‬
‫التقدمي‬
‫و التأخرين ذكرت أساءهم ف " صحيح أب داود " ( ‪. ) 76‬‬
‫و هذا إسناد رجاله ثقات غي سعيد بن سلمة ‪ ,‬و قد ادعى بعضهم أنه مهول ل يرو‬
‫عنه غي صفوان ‪ ,‬و مع ذلك وثقه النسائي و ابن حبان ‪ ,‬لكن قيل ‪ :‬إنه روى عنه‬
‫أيضا اللح أبو كثي ‪ ,‬و فيه نظر عندي يأت بيانه ‪.‬‬
‫قال الافظ ف " التلخيص " ( ‪: ) 10 / 1‬‬

‫" و أما سعيد بن سلمة ‪ ,‬فقد تابع صفوان بن سليم على روايته له عند اللح‬
‫أبو كثي ‪ ,‬رواه عنه الليث بن سعيد ‪ ,‬و عمرو بن الارث و غيها ‪ ,‬و من طريق‬
‫الليث رواه أحد و الاكم و البيهقي عنه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يعن أن اللح هذا رواه أيضا عن سعيد بن سلمة ‪ ,‬فيكون له راويان صفوان‬
‫و اللح ‪.‬‬
‫و حينئذ فعزو هذه التابعة لحد فيه نظر ‪ ,‬لن السند عنده ( ‪ ) 378 / 2‬هكذا ‪:‬‬
‫" حدثنا قتيبة بن سعيد عن ليث عن اللح أب كثي عن الغية بن أب بردة عن‬
‫أب هريرة ‪. " ...‬‬
‫فاللح ف هذا السياق متابع لسعيد بن سلمة ‪ ,‬ل لصفوان كما أدعى الافظ‬
‫رحه ال ‪ ,‬نعم إنا تصح دعواه بالنظر إل سياق الاكم لسناده ( ‪) 141 / 1‬‬
‫و عنه تلقاه البيهقي ( ‪ , ) 3 / 1‬رواه من طريق عبيد بن عبد الواحد بن شريك‬
‫حدثنا يي بن بكي ‪ :‬حدثن الليث عن يزيد بن أب حبيب حدثن اللح ( أبو )‬
‫كثي أن ابن سلمة الخزومي حدثه أن الغية بن أب بردة أخبه به ‪.‬‬
‫فهذا السياق مالف لسياق أحد ف موضعي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أنه أدخل بي الليث و اللح يزيد بن أب حبيب ‪ ,‬و الول أسقطه من‬
‫بينهما ‪.‬‬
‫و الخر ‪ :‬أنه أدخل بي اللح و بي الغية بن سلمة الخزومي و هو سعيد ابن‬

‫سلمة ‪ ,‬و الخر أسقطه ‪.‬‬
‫و هذا الختلف كما يبدو لول وهلة إنا هو بي قتيبة بن سعيد و يي بن بكي ‪,‬‬
‫و لو ثبتت هذه الخالفة عن يي لكانت مرجوحة لنه دون قتيبة ف الفظ و الضبط‬
‫فقد أطلق النسائي فيه الضعف ‪ ,‬و تكلم فيه غيه ‪ ,‬لكن قال ابن عدي ‪:‬‬
‫هو أثبت الناس ف الليث ‪ .‬و هذا القول اعتمده الافظ ف " التقريب " فقال ‪:‬‬
‫" ثقة ف الليث " ‪ .‬و قال ف قتيبة ‪ " :‬ثقة ثبت " ‪.‬‬
‫و إذا تبي الفرق بي الرجلي ‪ ,‬فالنفس تطمئن لرواية قتيبة التفق على ثقته‬
‫و ضبطه ‪ ,‬أكثر من رواية يي بن بكي الختلف فيه ‪ ,‬و لو أن عبارة ابن عدي تعطي‬
‫بإطلقها ترجيح روايته عن الليث خاصة على رواية غيه عنه ‪.‬‬
‫و مع ذلك فإن ف ثبوت هذا السياق عن يي نظر ‪ ,‬لن الراوي عنه عبيد ابن‬
‫عبد الواحد بن شريك فيه كلم أيضا ‪ .‬و إليك ما جاء ف ترجته عند الطيب ف‬
‫" تاريخ بغداد " ( ‪: ) 99 / 11‬‬
‫" قال الدارقطن ‪ :‬صدوق ‪ .‬و قال أبو مزاحم موسى بن عبيد ال ‪ :‬كان أحد الثقات‬
‫و ل أكتب عنه ف تغيه شيئا ‪ .‬و قال ابن النادي ( يعن ف تاريه ) ‪:‬‬
‫أكثر الناس عنه ‪ ,‬ث أصابه أذى فغيه ف آخر أيامه ‪ ,‬و كان على ذلك صدوقا ‪.‬‬
‫و قال الطب ‪ :‬ل أكتب عنه شيئا " ‪.‬‬
‫و يتلخص ما سبق أن سياق أحد عن الليث عن اللح أب كثي عن الغية ابن أب‬
‫بردة عن أب هريرة ‪ ,‬هو الصحيح عن الليث و اللح ‪.‬‬
‫و إذا تبي هذا ‪ ,‬فالسند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غي الغية و هو ثقة‬
‫كما قال النسائي ‪ ,‬و ذكره ابن حبان ف " الثقات " ( ‪ ) 219 - 218 / 1‬و روى‬
‫عنه‬
‫جاعة ‪.‬‬
‫و لتمام الفائدة يسن أن أسوق الن لفظ هذا السناد فإنه أت ‪ ,‬قال أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه ‪:‬‬
‫" أن ناسا أتوا النب صلى ال عليه وسلم فقالوا ‪ :‬إنا نبعد ف البحر ‪ ,‬و ل‬
‫نمل من الاء إل الداوة و الداوتي ‪ ,‬لنا ل ند الصيد حت نبعد ‪ ,‬أفنتوضأ‬
‫باء البحر ? قال ‪ :‬نعم فإنه الل ميتته ‪ ,‬الطهور ماؤه " ‪.‬‬

‫‪----------------‬‬
‫و ف الديث فائدة هامة و هي حل كل ما مات ف البحر ما كان يي فيه ‪ ,‬و لو‬
‫كان طافيا على الاء ‪ ,‬و ما أحسن ما روي عن ابن عمر أنه سئل ‪ :‬آكل ما طفا على‬
‫الاء ? قال ‪ :‬إن طافيه ميتته ‪ ,‬و قد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫إن ماءه طهور ‪ ,‬و ميته حل ‪.‬‬
‫رواه الدارقطن ( ‪ . ) 538‬و حديث النهي عن أكل ما طفا منه على الاء ل يصح‬
‫كما‬
‫هو مبي ف موضع آخر ‪.‬‬
‫" ل تقوم الساعة حت يتسافدوا ف الطريق تسافد المي ‪ ,‬قلت ‪ :‬إن ذلك لكائن ?‬ ‫‪481‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ليكونن " ‪.‬‬
‫أخرجه البزار ف " مسنده " ( ص ‪ - 238‬مصورة الكتب ) ‪ :‬حدثنا ممد‬

‫ابن عبد الرحيم حدثنا عفان ‪ ,‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ - 1889‬موارد ) ‪:‬‬
‫أخبنا أحد بن علي بن الثن حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي قال حدثنا‬
‫عبد الواحد ابن زياد ‪ :‬حدثنا عثمان بن حكيم حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف‬
‫عن ‪ #‬عبد ال ابن عمرو ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و قال البزار ‪ " :‬ل نعلمه من وجه يصح إل من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم غي أحد بن علي و‬
‫هو‬
‫أبو يعلى الوصلي الافظ صاحب " السند " و هو ثقة حافظ ‪.‬‬
‫و للحديث طريق أخرى ‪ ,‬أخرجه الاكم ( ‪ ) 457 / 4‬من طريق قتادة عن أب ملز‬
‫عن‬
‫قيس بن عباد عن عبد ال بن عمرو قال ‪ :‬فذكره نوه مطول موقوفا ‪.‬‬
‫و هو ف حكم الرفوع و قال ‪:‬‬
‫" صحيح السناد على شرطهما ‪ ,‬موقوف " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و له عنده ( ‪ ) 456 - 455 / 4‬طريق أخرى عنه موقوفا أيضا ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث أب هريرة مرفوعا ‪:‬‬
‫" و الذي نفسي بيده ل تفن هذه المة حت يقوم الرجل إل الرأة فيفترشها ف‬
‫الطريق ‪ ,‬فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الائط " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو يعلى ف " مسنده " ( ق ‪ ) 2 / 291‬عن خلف بن خليفة حدثنا يزيد ابن‬
‫كيسان عن أب حازم عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و رجال إسناده ثقات رجال مسلم ‪ ,‬إل أن خلفا هذا كان اختلط ف الخر ‪,‬‬
‫و ادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحاب فأنكر عليه ذلك ابن عيينة و أحد كما ف‬
‫و قال اليثمي ف " ممع الزوائد " ( ‪: ) 331 / 8‬‬
‫" رواه أبو يعلى و رجاله رجال الصحيح " !‬
‫و له طريق أخرى عن أب هريرة ‪ ,‬بإسناده واه و زيادة ف آخره ‪:‬‬

‫" فذاك فيهم مثل أب بكر و عمر فيكم " ‪.‬‬
‫و من أجلها أوردته ف " الضعيفة " ( ‪. ) 1254‬‬
‫و له شاهد آخر من حديث النواس بن سعان ف حديثه الطويل ف الدجال و يأجوج‬

‫و مأجوج ‪ ,‬و ف آخره ‪:‬‬
‫" فبينما هم كذلك إذ بعث ال ريا طيبة فتأخذهم تت آباطهم فتقبض روح كل‬
‫مؤمن‬
‫و كل مسلم ‪ ,‬و يبقى شرار الناس ‪ ,‬يتهارجون فيها تارج المر ‪ ,‬فعليهم تقوم‬
‫الساعة " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 182 - 181 / 4‬و مسلم ( ‪ ) 198 - 197 / 8‬و الاكم ( ‪4‬‬
‫‪- 492 /‬‬
‫‪ ) 494‬و قال ‪ " :‬صحيح على شرط الشيخي ‪ ,‬و ل يرجاه " ‪ .‬و وافقه الذهب !‬
‫فوها ف استدراكه على مسلم ‪.‬‬
‫( يتهارجون ) أي يامع الرجال النساء بضرة الناس كما يفعل المي و ل يكترثون‬
‫كذلك ‪ .‬و ( الرج ) بإسكان الراء الماع ‪ ,‬يقال ‪ :‬هرج زوجته أي جامعها ‪ .‬نووي‬
‫‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و بعناه تاما ( يتسافدون ) ‪.‬‬
‫و له شاهد ثالث من حديث أب ذر نو حديث أب هريرة ‪.‬‬

‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 343 / 3‬من طريق سيف بن مسكي السواري حدثنا البارك‬
‫ابن فضالة عن النتصر بن عمارة بن أب ذر الغفاري عن أبيه عن جده عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم به ‪ .‬و قال ‪ " :‬تفرد به سيف بن مسكي " ‪.‬‬
‫قال الذهب ‪ " :‬هو واه ‪ ,‬و منتصر و أبوه مهولن " ‪.‬‬
‫" ارحوا ترحوا و اغفروا يغفر ال لكم و ويل لقماع القول و ويل للمصرين‬ ‫‪482‬‬
‫الذين يصرون على ما فعلوا و هم يعلمون " ‪.‬‬
‫رواه البخاري ف " الدب الفرد " ( رقم ‪ ) 380‬و أحد ( ‪) 219 , 165 / 2‬‬
‫و عبد بن حيد ف " النتخب من السند " ( ‪ ) 1 / 42‬عن حريز بن عثمان حدثنا‬
‫حبان بن زيد عن ‪ #‬عبد ال بن عمرو ‪ #‬مرفوعا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ‪ .‬و قال النذري ف " الترغيب "‬
‫( ‪ " : ) 155 / 3‬رواه أحد بإسناد جيد " ‪.‬‬
‫و كذلك قال العراقي كما ف " فيض القدير " للمناوي ‪ ,‬و فيه ‪:‬‬
‫" و قال اليثمي رجال أحد رجال الصحيح غي حبان بن زيد الشرعب وثقه ابن‬
‫حبان‬
‫و رواه الطبان كذلك ‪ .‬انتهى و الصنف رمز لصحته ‪ ,‬و فيه ما ترى " ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬ليس فيه ما يناف الصحة ‪ ,‬فإن الودة قد تامعها ‪ ,‬و قد تنافيها حينما‬
‫يراد با ما دونا و هو السن ‪ .‬و ليس هو التحتم هنا ‪.‬‬
‫و حبان بن زيد وثقه أبو داود أيضا بقوله ‪:‬‬
‫" شيوخ حريز كلهم ثقات " ‪.‬‬
‫و لذلك قال الافظ ف " التقريب " ‪ " :‬ثقة من الثالثة ‪ ,‬أخطأ من زعم أن له صحبة‬
‫"‪.‬‬
‫( القماع ) بفتح المزة جع ( قمع ) بكسر القاف و فتح اليم و تسكن ‪ :‬الناء‬
‫الذي يعل ف رأس الظرف ليمل بالائع ‪ .‬شبه استماع الذين يستمعون القول و ل‬
‫يعونه و ل يعملون به بالقماع الت ل تعي شيئا ما يفرغ فيها ‪ ,‬فكأنه ير‬
‫عليها متازا كما ير الشراب ف القمع ‪.‬‬
‫كذلك قال الزمشري ‪ :‬من الجاز " ويل لقماع القول " و هم الذين يستمعون و ل‬
‫يعون ‪.‬‬
‫" من ل يرحم ل يرحم ‪ ,‬و من ل يغفر ل يغفر له ‪ ,‬و من ل يتب ل يتب عليه " ‪.‬‬ ‫‪483‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 1 / 180 / 1‬و أبو السن الرب ف‬
‫" الفوائد النتقاة " ( ‪ ) 1 / 155 / 3‬عن هارون بن زيد بن أب الزرقاء حدثن‬
‫أب أنبأنا الفضل بن صدقة أبو حاد الكوف عن زياد ( بن علقة ) قال سعت‬
‫‪ #‬جريرا ‪ #‬يقول ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد رجاله ثقات غي الفضل بن صدقة فهو متلف فيه‬
‫فقال ابن معي ‪ :‬ليس بشيء ‪.‬‬
‫و قال أبو حات ‪ :‬ليس بقوى يكتب حديثه ‪.‬‬
‫و قال أبو زرعة ‪ :‬ضعيف الديث ‪.‬‬
‫و قال النسائي ‪ :‬متروك ‪.‬‬
‫و قال ابن عدي ‪ :‬ما أرى بديثه بأسا ‪ ,‬و كان أحد بن ممد بن شعيب يثن‬
‫عليه ثناء تاما ‪.‬‬
‫و قال الهوازي ‪ :‬كان عطاء بن مسلم يوثقه ‪.‬‬
‫و قال البغوي ‪ :‬صال الديث ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فمثله يستشهد به إن شاء ال تعال ‪ ,‬و قد تابعه ثلثة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قيس بن الربيع عن زياد بن علقة به ‪ .‬أخرجه الطبان ‪.‬‬

‫و قيس هذا ضعيف أيضا لسوء حفظه فيستشهد به ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬سليمان بن أرقم عن زياد بن علقة به دون الملة الثالثة ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ . ) 365 / 4‬و سليمان أيضا ضعيف كسابقيه ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الوليد بن أب ثور عن زياد به كالذي قبله ‪ .‬أخرجه الطبان ‪.‬‬

‫و الوليد ضعيف أيضا ‪ ,‬لكن اجتماع هؤلء الربعة على روايته عن زياد ما يدل‬
‫على صحة الديث ‪ ,‬لنم غي متهمي ف صدقهم ‪ ,‬و ليس فيهم من كان يسرق‬
‫الديث ‪,‬‬
‫فيبعد عادة أن يتفقوا على الطأ ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و الملة الول من الديث أخرجها الشيخان ف " صحيحيهما " و أحد و الطبان‬
‫و غيهم من طرق عن جرير ‪ .‬و قد خرجته ف " مشكلة الفقر " ( ‪. ) 108‬‬
‫و الملة الثانية يشهد لا الديث الذي قبله ‪.‬‬

‫" أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد ‪ ,‬فصمت و تصدقت عنه نفعه ذلك " ‪.‬‬ ‫‪484‬‬

‫أخرجه المام أحد ( ‪ ) 182 / 2‬حدثنا هشيم أخبنا حجاج حدثنا ‪ #‬عمرو بن‬
‫شعيب‬
‫عن أبيه عن جده ‪. #‬‬
‫" أن العاص بن وائل نذر ف الاهلية أن ينحر مائة بدنة ‪ ,‬و أن هشام ابن العاص‬
‫نر حصته خسي بدنة ‪ ,‬و أن عمرا سأل النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك ?‬
‫فقال " فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات على اللف العروف ف عمرو ابن‬
‫شعيب‬
‫عن أبيه عن جده ‪ .‬و هشيم و الجاج كلها مدلس ‪ ,‬و لكنهما قد صرحا‬
‫بالتحديث ‪,‬‬
‫فزالت شبهة تدليسهما ‪ .‬و من هنا تعلم أن قول اليثمي ف " ممع الزوائد "‬
‫( ‪: ) 192 / 4‬‬
‫" رواه أحد ‪ ,‬و فيه الجاج بن أرطأة و هو مدلس " ‪.‬‬
‫فليس دقيقا ‪ ,‬فإنه يوهم أنه قد عنعنه ‪ ,‬و ليس كذلك كما ترى ‪.‬‬
‫و الديث دليل واضح على أن الصدقة و الصوم تلحق الوالد و مثله الوالدة بعد‬
‫موتما إذا كانا مسلمي و يصل إليهما ثوابا ‪ ,‬بدون وصية منهما ‪ .‬و لا كان‬
‫الولد من سعي الوالدين ‪ ,‬فهو داخل ف عموم قوله تعال ( و أن ليس للنسان إل‬
‫ما سعى ) فل داعي إل تصيص هذا العموم بالديث و ما ورد ف معناه ف الباب ‪,‬‬
‫ما أورده الجد ابن تيمية ف " النتقى " كما فعل البعض ‪.‬‬
‫و اعلم أن كل الحاديث الت ساقها ف الباب هي خاصة بالب أو الم من الولد ‪,‬‬
‫فالستدلل با على وصول ثواب القرب إل جيع الوتى كما ترجم لا الجد ابن‬
‫تيمية بقوله " باب وصول ثواب القرب الهداة إل الوتى " غي صحيح لن الدعوى‬
‫أعم من الدليل ‪ ,‬و ل يأت دليل يدل دللة عامة على انتفاع عموم الوتى من عموم‬
‫أعمال الي الت تدى إليهم من الحياء ‪ ,‬اللهم إل ف أمور خاصة ذكرها‬
‫الشوكان ف " نيل الوطار " ( ‪ , ) 80 - 78 / 4‬ث الكاتب ف كتابه‬
‫" أحكام النائز و بدعها " يسر ال إتام طبعه ‪ ,‬من ذلك الدعاء للموتى فإنه‬
‫ينفعهم إذا استجابه ال تبارك و تعال ‪ .‬فاحفظ هذا تنج من الفراط و التفريط‬
‫ف هذه السألة ‪ ,‬و خلصة ذلك أن للولد أن يتصدق و يصوم و يج و يعتمر و يقرأ‬
‫القرآن عن والديه لنه من سعيهما ‪ ,‬و ليس له ذلك عن غيها إل ما خصه الدليل‬
‫ما سبقت الشارة إليه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" ما لبعيك يشكوك ? زعم أنك سانيه حت إذا كب تريد أن تنحره ( ل تنحروه‬ ‫‪485‬‬
‫و اجعلوه ف البل يكون معها ) " ‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ ) 173 / 4‬حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر بن عياش عن‬
‫حبيب بن أب عمرة عن النهال بن عمرو عن ‪ #‬يعلى ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" ما أظن أن أحدا من الناس رأى من رسول ال صلى ال عليه وسلم إل دون ما‬
‫رأيت ‪ -‬فذكر أمر الصب ‪ ,‬و النخلتي ‪ ,‬و أمر البعي ‪ ,‬إل أنه قال ‪ " -‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غي أسود بن عامر فمن‬
‫أفراد‬
‫ث استدركت فقلت ‪ :‬إنه منقطع كما يأت ‪.‬‬

‫و قد أخرجه الاكم ( ‪ ) 618 - 617 / 2‬من طريق يونس بن بكي عن العمش‬
‫عن‬
‫النهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال ‪:‬‬
‫" سافرت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا ‪ ,‬نزل منل‬
‫فقال ‪ :‬انطلق إل هاتي الشجرتي فقل ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫لكما أن تتمعا ‪ ,‬فانطلقت فقلت لما ذلك ‪ ,‬فانتزعت كل واحدة منهما من أصلها ‪,‬‬
‫فمرت كل واحدة إل صاحبتها ‪ ,‬فالتقيا جيعا ‪ ,‬فقضى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم حاجته من ورائهما ‪ ,‬ث قال ‪ :‬انطلق فقل لما لتعود كل واحدة إل مكانا ‪,‬‬
‫فأتيتهما ‪ ,‬فقلت ذلك لما ‪ ,‬فعادت كل واحدة إل مكانا ‪.‬‬
‫و أتته امرأة فقالت ‪ :‬إن ابن هذا به لم منذ سبع سني يأخذه كل يوم مرتي ‪,‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أدنيه ‪ ,‬فأدنته منه ‪ ,‬فتفل ف فيه و قال ‪:‬‬
‫اخرج عدو ال أنا رسول ال ‪ ,‬ث قال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫رجعنا فأعلمينا ما صنع ‪ .‬فلما رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم استقبلته‬
‫و معها كبشان و أقط و سن ‪ ,‬فقال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬خذ هذا‬
‫الكبش ‪ ,‬فاتذ منه ما أردت ‪ ,‬فقالت ‪ :‬و الذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ‬
‫فارقتنا ‪.‬‬
‫ث أتاه بعي فقام بي يديه ‪ ,‬فرأى عينيه تدمعان ‪ ,‬فبعث إل أصحابه ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫ما لبعيكم هذا يشكوكم ? فقالوا ‪ :‬كنا نعمل عليه ‪ ,‬فلما كب و ذهب عمله تواعدنا‬
‫عليه لننحره غدا ‪.‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تنحروه و اجعلوه ف البل يكون معها ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و قوله ف السند " عن أبيه " و هم كما صرح الافظ ف " التهذيب " لكنه‬
‫قال ف الرواة عن يعلى ‪:‬‬
‫" منهم من أرسل عنه كعطاء بن السائب و النهال بن عمرو " ‪.‬‬
‫و ذكر نوه ف ترجة النهال أنه أرسل عن يعلى بن مرة ‪.‬‬
‫و على هذا فالسناد منقطع ‪.‬‬
‫و أخرجه أحد ( ‪ ) 172 , 171 / 4‬من طريق وكيع حدثنا العمش به دون قصة‬
‫المل‬
‫إل أنه ل يقل مرة عن أبيه ‪.‬‬
‫و أخرجه ( ‪ ) 170 / 4‬من طريق عثمان بن حكيم قال ‪:‬‬
‫أخبن عبد الرحن ابن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال ‪:‬‬
‫" لقد رأيت من رسول ال صلى ال عليه وسلم ثلثا ما رآها أحد قبلي ‪. " ...‬‬
‫فذكرها ‪.‬‬
‫" و إسناده جيد " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و عبد الرحن هذا أورده ابن أب حات ف " الرح و التعديل " و ل‬
‫يك فيه جرحا و ل تعديل ‪ ,‬و قال السين ‪ " :‬ليس بالشهور " ‪.‬‬
‫و بقية رجاله ثقات رجال مسلم ‪.‬‬
‫و قد تابعه عبد ال بن حفص عن يعلى بن مرة الثقفي به نوه ‪.‬‬

‫أخرجه أحد ( ‪ ) 173 / 4‬من طريق عطاء بن السائب عنه ‪.‬‬
‫و عطاء كان اختلط ‪.‬‬
‫و عبد ال بن حفص مهول كما قال الافظ و غيه ‪.‬‬
‫و بالملة فالديث بذه التابعات جيد ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬

‫" كان ف بن إسرائيل امرأة قصية ‪ ,‬فصنعت رجلي من خشب ‪ ,‬فكانت تسي بي‬ ‫‪486‬‬
‫امرأتي قصيتي و اتذت خاتا من ذهب و حشت تت فصه أطيب الطيب ‪ :‬السك‬
‫فكانت‬
‫إذا مرت بالجلس حركته فنفنخ ريه ( و ف رواية ) ‪ :‬و جعلت له غلقا فإذا مرت‬
‫بالل أو بالجلس قالت به ففتحته ‪ ,‬ففاح ريه " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ف " السند " ( ‪ : ) 40 / 3‬حدثنا عثمان بن عمرو حدثنا الستمر‬
‫ابن الريان حدثنا أبو نضرة عن ‪ #‬أب سعيد ‪ #‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ث قال ( ‪ : ) 46 / 3‬حدثنا عبد الصمد حدثنا الستمر بن الريان به و زاد ف‬

‫أوله ‪:‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر الدنيا فقال ‪ :‬إن الدنيا خضرة حلوة ‪,‬‬
‫فاتقوها و اتقوا النساء ‪ .‬ث ذكر نسوة ثلثا من بن إسرائيل امرأيت طويلتي‬
‫تعرفان ‪ ,‬و امرأة قصية ل تعرف فاتذت رجلي من خشب ‪ " ...‬الديث نوه و‬
‫فيه‬
‫الرواية الخرى ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪ .‬و قد أخرجه ف " صحيحه " ( ‪/ 7‬‬
‫‪ ) 48‬من‬
‫طريق شعبة عن خليد بن جعفر و الستمر قال ‪ :‬سعنا أبا نضرة به متصرا ‪.‬‬
‫و من طريقه عن خليد وحده به نو رواية عبد الصمد دون الزيادة ف أوله ‪.‬‬
‫( فنفخ ) كذا الصل بالاء العجمة أي فاح كما ف الرواية الخرى ‪ .‬و كنت أظن‬
‫أن الصواب ( فنفح ) بالاء الهملة ‪ ,‬ففي القاموس ‪ " :‬نفح الطيب كمنع فاح ‪...‬‬
‫" حت رأيت ف " النهاية " ف مادة " نفخ " ‪ ... " :‬من نفخت الريح إذا جاءت‬
‫بغتة " فظننت أنا صحيحة ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" إنه ل ينبغي أن يعذب بالنار إل رب النار " ‪.‬‬ ‫‪487‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ : ) 2675‬حدثنا أبو صال مبوب بن موسى أخبنا أبو إسحاق‬
‫الفزاري عن أب إسحاق الشيبان عن ابن سعد ‪ -‬قال غي أب صال عن السن بن‬
‫سعد‬
‫عن ‪ #‬عبد الرحن بن عبد ال عن أبيه ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر ‪ ,‬فانطلق لاجته ‪ ,‬فرأينا حرة‬
‫معها فرخان ‪ ,‬فأخذنا فرخيها ‪ ,‬فجاءت المرة ‪ ,‬فجعلت تفرش ‪ ,‬فجاء النب صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم فقال ‪:‬‬
‫من فجع هذه بولدها ? ردوا ولدها إليها ‪ .‬و رأى قرية نل قد حرقناها ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫من حرق هذه ? قلنا ‪ :‬نن ‪ ,‬قال " ‪ .‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬رجاله كلهم ثقات رجال الشيخي غي مبوب بن‬
‫موسى ‪,‬‬
‫و هو ثقة ‪ .‬و عبد الرحن بن عبد ال و هو ابن مسعود قد سع من أبيه على الراجح‬
‫عندنا كما سبق بيانه عند الديث ( ‪. ) 197‬‬
‫و قد تابعه السعودي عن السن بن سعد به ‪ .‬دون قصة النمل ‪ .‬أخرجه أحد ( ‪/ 1‬‬
‫‪. ) 404‬‬
‫و ف رواية له عن السعودي عن القاسم و السن بن سعد به ‪.‬‬
‫و قد سبق ذكر الديث برقم ( ‪ ) 25‬من أجل فقرة أخرى ‪ ,‬و قدر إعادته هنا لشيء‬
‫من‬
‫الزيادة ف التخريج ‪ ,‬و لنسوق له شاهدا بلفظ ‪:‬‬
‫" ل تعذبوا بعذاب ال عز و جل " ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ ) 220 - 219 / 1‬حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري ‪ .‬و قد أخرجه ف " صحيحه " ( ‪4‬‬
‫‪) 329 /‬‬
‫و الترمذي ( ‪ ) 275 / 1‬و النسائي ( ‪ ) 170 / 2‬و أحد أيضا ( ‪, 217 / 1‬‬
‫‪) 282‬‬
‫و عنه أبو داود ( ‪ ) 4351‬و الدارقطن ( ‪ ) 334‬من طرق أخرى عن أيوب عن‬
‫عكرمة ‪:‬‬
‫" أن عليا حرق قوما ارتدوا عن السلم ‪ ,‬فبلغ ذلك ابن عباس ‪ ,‬فقال ‪ :‬لو كنت أنا‬
‫لقتلتهم ‪ ,‬لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من بدل دينه فاقتلوه ‪ .‬و ل أكن‬
‫لحرقهم لقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل تعذبوا بعذاب ال ‪ .‬فبلغ ذلك‬
‫عليا فقال ‪ :‬صدق ابن عباس ‪.‬‬
‫و السياق للترمذي و قال ‪ " :‬حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫و ليس عند البخاري قوله " ل تعذبوا بعذاب ال " و إنا لفظه ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬لو كنت أنا ل أحرقهم لنهي رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬و لقتلتهم ‪...‬‬
‫"‪.‬‬
‫و ف رواية لحد و هي رواية الدارقطن و قال ‪ " :‬ثابت صحيح " ‪:‬‬
‫" فقال ‪ :‬ويح ابن أم عباس " مكان " صدق ابن عباس " ‪.‬‬
‫و ل منافاة بي الروايتي ‪ ,‬فإن " ويح " كلمة ترحم و توجع ‪ ,‬و قد تقال بعن‬
‫الدح و التعجب ‪ .‬كما ف " النهاية " فهي هنا بالعن الخر كما هو ظاهر ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫عزا الديث بلفظ الترجة ف " الفتح الكبي " لسلم عن كعب ابن مالك ‪ ,‬و ل‬
‫أره فيه ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و سيأت للحديث شاهدان آخران من حديث حزة بن عمرو السلمي و أب هريرة‬
‫تت رقم‬
‫( ‪. ) 1565‬‬
‫" اعفوا عنه ( يعن الادم ) ف كل يوم سبعي مرة " ‪.‬‬ ‫‪488‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 5164‬من طريق ابن وهب قال ‪ :‬أخبن أبو هانئ الولن‬
‫عن العباس بن جليد الجري قال ‪ :‬سعت ‪ #‬عبد ال بن عمرو ‪ #‬يقول ‪:‬‬
‫" جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال كم نعفو عن‬
‫الادم ? فصمت ‪ ,‬ث أعاد عليه الكلم فصمت ‪ ,‬فلما كان ف الثالثة قال "‬
‫و أخرجه الترمذي ( ‪ ) 354 - 353 / 1‬من هذا الوجه و لكنه ل يسق لفظه ‪,‬‬
‫و إنا أحال على لفظ رشدين بن سعد عن أب هانء الولن به نوه ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" حديث حسن غريب " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح ‪ .‬و أبو هانء اسه حيد بن هانء و هو ثقة ‪ ,‬و مثله‬
‫العباس بن جليد الجري ‪ .‬فالسند صحيح ‪ .‬و قول أب حات ‪ " :‬ل أعلم سع عباس‬
‫ابن جليد من عبد ال بن عمرو " يرده تصريه بالسماع منه ف هذا السند ‪.‬‬
‫و تابعه ابن ليعة عن حيد بن هانء به ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪. ) 111 / 2‬‬
‫و تابعه سعيد بن أب أيوب حدثنا أبو هانء عن عباس الجري عن عبد ال بن عمر‬
‫ابن الطاب ‪:‬‬
‫" أن رجل أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال إن ل خادما‬
‫يسيء و يظلم أفأضربه ? قال ‪ :‬تعفو عنه ‪ " ...‬الديث ‪.‬‬
‫أخرجه أحد ( ‪ : ) 90 / 2‬حدثنا أبو عبد الرحن عبد ال بن يزيد حدثنا سعيد‬
‫يعن ابن أب أيوب ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح أيضا ‪ .‬و قال النذري ف " الترغيب " ( ‪: ) 163 / 3‬‬
‫" و رواه أبو يعلى بإسناد جيد عنه ‪ ,‬و هو رواية للترمذي " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ليس هو عند الترمذي بذا اللفظ ‪ ,‬فاعلمه ‪.‬‬

‫ث قال ‪ " :‬و ف بعض نسخ أب داود " عبد ال بن عمرو " ‪.‬‬
‫و قد أخرجه البخاري ف " تاريه " من حديث عباس بن جليد عن عبد ال بن عمرو‬
‫بن العاصى ‪ .‬و من حديثه أيضا عن عبد ال بن عمر ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ :‬روى بعضهم هذا الديث بذا السناد و قال ‪ :‬عن عبد ال‬
‫ابن عمرو ‪ .‬و ذكر المي أبو نصر أن عباس بن جليد يروي عنهما كما ذكره‬
‫و ل يذكر ابن يونس ف " تاريخ مصر " ‪ ,‬و ل ابن أب حات روايته عن عبد ال‬
‫بن عمرو بن العاصى ‪ .‬و ال أعلم " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد صرحت رواية سعيد بن أب أيوب التقدمة أنه عبد ال بن عمر ابن الطاب‬
‫و سعيد ثقة ثبت ‪ .‬فعلى روايته العتمد ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" من ول منكم عمل فأراد ال به خيا جعل له وزيرا صالا إن نسي ذكره و إن‬ ‫‪489‬‬
‫ذكر أعانه " ‪.‬‬

‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 187 / 2‬عن بقية قال ‪ :‬حدثنا ابن البارك عن ابن أب حسي‬
‫عن ‪ #‬القاسم بن ممد قال ‪ :‬سعت عمت ‪ #‬تقول ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح ‪ ,‬رجاله ثقات ‪ ,‬و قد صرح بقية بالتحديث فأمنا بذلك‬
‫شر‬
‫تدليسه ‪ .‬و ابن أب حسي اسه عمر بن سعيد بن أب حسي النوفلي الكي ‪.‬‬
‫و له طريق أخرى عن القاسم ‪ ,‬يرويه الوليد بن مسلم حدثنا زهي بن ممد عن‬
‫عبد الرحن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قال رسول ال‬
‫" إذا أراد ال بالمي خيا جعل له وزير صدق ‪ ,‬إن نسي ذكره ‪ ,‬و إن ذكر أعانه‬
‫و إذا أراد ال به غي ذلك جعل له وزير سوء ‪ ,‬إن نسي ل يذكره ‪ ,‬و إن ذكر ل‬
‫يعنه " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 2932‬و ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ - 1551‬موارد ) من‬
‫طريقي‬
‫عن الوليد به ‪ .‬و رجاله ثقات رجال الشيخي غي أن زهي بن ممد و هو أبو النذر‬
‫الراسان ضعيف من قبل حفظه ‪.‬‬
‫قال الافظ ‪ " :‬رواية أهل الشام عنه غي مستقيمة ‪ ,‬فضعف بسببها ‪.‬‬
‫قال البخاري عن أحد ‪ :‬كأن زهي الذي يروي عنه الشاميون آخر ‪.‬‬
‫و قال أبو حات ‪ :‬حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكنه ف هذا الديث قد حفظ أو كاد ‪ ,‬فإنه ل يرج فيه عن معن حديث‬
‫بقية ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" يا أيها الناس إنا أنا رحة مهداة " ‪.‬‬ ‫‪490‬‬

‫أخرجه ابن سعد ف " الطبقات " ( ‪ - 192 / 1‬طبع بيوت ) ‪ :‬أخبنا وكيع‬
‫ابن الراح ‪ :‬أخبنا العمش عن ‪ #‬أب صال ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح مرسل ‪.‬‬

‫و كذلك أخرجه أبو سعيد بن العراب ف " العجم " ( ق ‪ ) 2 / 106‬قال ‪ :‬أنبأنا‬
‫إبراهيم أنبأنا وكيع به ‪ .‬و إبراهيم هذا هو ابن عبد ال أبو إسحاق العبسي كما‬
‫ف إسناد حديث قبل هذا عنده ‪ .‬و هو إبراهيم بن عبد ال بن بكي بن الارث‬
‫العبسي ‪ ,‬و هو آخر أصحاب وكيع وفاة ‪ ,‬توف سنة تسع و سبعي و مائتي كما ف‬
‫" الشذرات " ( ‪ . ) 174 / 2‬و له جزء من حديث وكيع بن الراح ‪ ,‬يرويه أبو‬
‫عمرو‬
‫السن بن علي بن السن العطار عنه عن وكيع ‪.‬‬
‫و قد أخرج هذا الديث فيه ( ق ‪ ) 1 / 134‬عن وكيع به إل أنه وصله فقال ‪:‬‬
‫" عن أب صال عن أب هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال تعال عليه و آله‬
‫وسلم " ‪.‬‬
‫و قد وجدت له متابعي عن وكيع ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عبد ال بن أب عرابة الشاشي قال حدثنا وكيع به ‪.‬‬

‫أخرجه أبو السن علي بن عمر الرب السكري ف " الفوائد النتقاة "‬
‫( ‪ : ) 2 / 157‬حدثنا عبد ال بن ممد بن أسد قال ‪ :‬حدثنا حات بن منصور‬
‫الشاشي أبو سعيد قال ‪ :‬حدثنا عبد ال بن أب عرابة الشاشي ‪.‬‬
‫و عبد ال هذا أورده السمعان ف " الشاشي " فقال ‪:‬‬

‫" هذه النسبة إل مدينة وراء نر سيحون يقال ‪ :‬لا ( الشاش ) ‪ ,‬و هي من ثغور‬
‫الترك ‪ ,‬خرج منها جاعة كثية من أئمة السلمي منهم عبد ال بن أب عرابة‬
‫الشاشي ‪ ,‬رحل إل مرو و العراق ‪ ,‬و سع علي بن حجر و أحد بن حنبل ‪ ,‬روى‬
‫عنه‬
‫أهل بلده ‪ ,‬و مات سنة ( ‪. " ) 286‬‬
‫لكن الراوي عنه حات بن منصور ل أجد له الن ترجة ‪.‬‬
‫و الخر ‪ :‬عبد ال بن نصر ‪ :‬حدثنا وكيع به ‪.‬‬

‫أخرجه ابن عدي ف " الكامل " ( ق ‪ : ) 1 / 223‬حدثنا عمر بن سنان النبجي‬
‫حدثنا‬
‫عبد ال بن نصر به ‪ .‬و قال ‪:‬‬
‫" و هذا غي مفوظ عن وكيع عن العمش ‪ ,‬إنا يرويه مالك بن سعي عن العمش‬
‫"‪.‬‬
‫يعن أنه غي مفوظ عن وكيع عن العمش هكذا موصول ‪ ,‬و إنا يرويه مالك بن‬
‫سعي‬
‫عن العمش به موصول ‪.‬‬
‫لكن ميئه من الطريقي السابقي عن وكيع موصول ما يقوي رواية ابن نصر هذا ‪.‬‬
‫و عليه فيكون مالك بن سعي قد تابعه على وصله ‪ ,‬و تكون روايته مرجحة لرواية‬
‫الوصل عن وكيع على رواية الرسال عنه ‪ ,‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫و قد أخرجه ابن العراب ف " معجمه " ( ‪ ) 2 / 247‬و أبو عروبة الران ف‬
‫" حديثه " ( ق ‪ ) 1 / 98‬و ابن المامي ف " جزء منتخب من مسموعاته "‬
‫( ق ‪ ) 1 / 35‬و الرامهرمزي ف " المثال " ( ق ‪ ) 1 / 21‬و الاكم ف‬
‫" الستدرك " و القضاعي ف " مسند الشهاب " ( ق ‪ ) 1 / 96‬و ابن عساكر ف‬
‫" تاريخ دمشق " ( ‪ ) 1 / 97 / 2‬من طريق أب الطاب زياد بن يي السان حدثنا‬
‫مالك بن سعي حدثنا العمش عن أب صال عن أب هريرة به ‪.‬‬
‫و قال ابن المامي ‪ " :‬تفرد به مودا مرفوعا مالك بن سعي عن العمش ‪ ,‬و رواه‬
‫وكيع عن العمش عن أب صال موقوفا " ‪.‬‬
‫كذا قال ‪ ,‬و هو إنا يعن مرسل كما تقدم ف رواية ابن سعد ‪ ,‬و أيضا فالوقف ف‬
‫مثل هذا الديث ل يعقل ‪ ,‬كما هو ظاهر ‪.‬‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرطهما ‪ ,‬فقد احتجا جيعا بالك بن سعي ‪ ,‬و التفرد‬
‫من الثقات مقبول " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬مالك بن سعي صدوق كما قال أبو زرعة و أبو حات ‪ ,‬لكن البخاري ل‬
‫يتج‬
‫به ‪ ,‬و إنا أخرج له متابعة ‪ ,‬و مسلم إنا روى له ف " القدمة " ‪ ,‬فمثله يتج‬
‫به إذا تفرد و ل يالف ‪ ,‬فإن رجحنا رواية وكيع الرسلة ‪ ,‬فيكون مالك قد خالفه‬
‫فتكون روايته شاذة ‪ ,‬و رواية وكيع الرسلة هي الحفوظة ‪ ,‬و إن رجحنا رواية وكيع‬
‫الوصولة فتتفق الروايتان ‪ ,‬و يكون كل منهما شاهدا للخر ‪ ,‬و هذا هو الرجح‬
‫عندي ‪ ,‬لن اتفاق ثلثة من الرواة على روايته عن وكيع موصول ‪ ,‬يبعد ف العادة‬
‫أن يتفقوا على الطأ ‪ ,‬و لو كان ف بعضهم ضعف بدون تمة ‪ ,‬أو ف بعض الرواة‬
‫عنه‬
‫فإذا انضم إل ذلك رواية مالك بن سعي قوي الديث و ارتقى إل درجة السن‬
‫أو الصحة ‪ ,‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫( فائدة )‬
‫‪-----------‬‬
‫قال الرامهرمزي عقب الديث ‪ " :‬و اتفقت ألفاظهم ( يعن الرواة عن أب الطاب )‬
‫ف ضم اليم من قوله ‪:‬‬
‫" مهداة " إل أن البت قال ‪ " :‬مهداة " بكسر اليم من الداية ‪ ,‬و كان ضابطا‬
‫فهما متفوقا ف الفقه و اللغة ‪ ,‬و الذي قاله أجود ف العتبار لنه بعث صلى‬
‫ال عليه وسلم هاديا كما قال عز و جل ( و إنك لتهدي إل صراط مستقيم ) ‪,‬‬
‫و كما قال جل و عز ( إنا أنزلنا إليك الكتاب لتبي للناس ) و ( لتخرجهم من‬
‫الظلمات إل النور ) و أشباه ذلك ‪ .‬و من رواه بضم اليم إنا أراد أن ال‬
‫أهداه إل الناس ‪ .‬و هو قريب " ‪.‬‬
‫ث وجدت للحديث شاهدا من حديث جبي بن مطعم مرفوعا بلفظ ‪:‬‬

‫" و الذي نفسي بيده ‪ ,‬لقتلنهم ‪ ,‬و لصلبنهم ‪ ,‬و لهدينهم و هم كارهون ‪ ,‬إن‬
‫رحة بعثن ال عز و جل ‪ ,‬و ل يتوفان حت يظهر ال دينه ‪ ,‬ل خسة أساء‬
‫‪. " ...‬‬
‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 2 / 76 / 1‬عن أحد بن صال قال ‪:‬‬
‫وجدت ف كتاب بالدينة ‪ :‬عن عبد العزيز بن ممد الدراوردي و إبراهيم بن ممد‬
‫ابن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحن بن عوف عن ممد بن صال التمار عن‬
‫ابن شهاب عن ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه قال ‪:‬‬
‫" قال أبو جهل بن هشام حي قدم مكة منصرفه عن حزة ‪ :‬يا معشر قريش إن ممدا‬
‫قد‬
‫نزل يثرب ‪ ,‬و أرسل طلئعه ‪ ,‬و إنا يريد أن يصيب منكم شيئا فاحذروا ‪ ...‬فبلغ‬
‫ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال " ‪ ,‬فذكره و قال ‪:‬‬
‫" قال أحد بن صال ‪ :‬أرجو أن يكون الديث صحيحا " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ممد بن صال التمار صدوق يطىء كما ف " التقريب " ‪ .‬ث هو وجادة عن‬
‫كتاب مهول ‪ ,‬فمثله ل يتج به اتفاقا ‪ ,‬فالصحة من أين ? !‬
‫" أفضل الهاد كلمة عدل ( و ف رواية ‪ :‬حق ) عند سلطان جائر " ‪.‬‬ ‫‪491‬‬
‫ورد من حديث ‪ #‬أب سعيد الدري ‪ ,‬و أب أمامة ‪ ,‬و طارق بن شهاب ‪ ,‬و جابر‬
‫ابن عبد ال ‪ ,‬و الزهري ‪ #‬مرسل ‪.‬‬
‫‪ - 1‬حديث أب سعيد ‪ ,‬و له عنه طريقان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن عطية العوف عنه مرفوعا بالرواية الول ‪.‬‬

‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 4344‬و الترمذي ( ‪ ) 26 / 2‬و ابن ماجه ( ‪) 4011‬‬
‫و قال الترمذي ‪ " :‬حسن غريب من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬عطية ضعيف ‪ ,‬لكن يقوي حديثه هنا الطريق التية ‪ ,‬و هي ‪:‬‬
‫الثانية ‪ :‬عن علي بن زيد بن جدعان عن أب نضرة عنه مرفوعا ‪.‬‬

‫أخرجه الاكم ( ‪ ) 506 - 505 / 4‬و الميدي ف " مسنده " ( ‪ ) 752‬و أحد‬
‫( ‪ ) 61 , 19 / 3‬بالروايتي و للحاكم الخرى و قال ‪:‬‬
‫" تفرد به ابن جدعان ‪ ,‬و ل يتج به الشيخان " ‪.‬‬
‫قال الذهب ف " تلخيصه " ‪ " :‬قلت ‪ :‬هو صال الديث " ‪.‬‬
‫و قال ف " الضعفاء " " حسن الديث ‪ ,‬صاحب غرائب ‪ ,‬احتج به بعضهم " ‪.‬‬
‫و قال أبو زرعة ‪ :‬ليس بقوي ‪ .‬و قال أحد ‪ :‬ليس بشيء ‪.‬‬
‫و أقول ‪ :‬هو حسن الديث عند التابعة كما هنا ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حديث أب أمامة يرويه صاحبه أبو غالب عنه قال ‪:‬‬
‫" عرض لرسول ال صلى ال عليه وسلم رجل عند المرة الول فقال ‪:‬‬
‫يا رسول ال أي الهاد أفضل ? فسكت عنه ‪ ,‬فلما رمى المرة الثانية سأله ‪,‬‬
‫فسكت عنه ‪ ,‬فلما رمى جرة العقبة وضع رجله ف الغرز ليكب ‪ ,‬قال ‪ :‬أين‬
‫السائل ?‬
‫قال ‪ :‬أنا يا رسول ال ‪ ,‬قال ‪ :‬كلمة حق عند ذي سلطان جائر " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 4012‬و أحد ( ‪ ) 256 , 251 / 5‬و الخلص ف " بعض‬
‫الامس من‬
‫الفوائد " ( ق ‪ ) 1 / 260‬و الرويان ف " مسنده " ( ‪) 2 / 215 / 30‬‬
‫و أبو بكر بن سلمان الفقيه ف " النتقى من حديثه " ( ق ‪ ) 1 / 96‬و أبو القاسم‬
‫السمرقندي ف جزء من " الفوائد النتقاة " ( ق ‪ ) 1 / 112‬و ابن عدي ( ‪/ 112‬‬
‫‪)2‬‬
‫و البيهقي ف " الشعب " ( ‪ ) 1 / 438 / 2‬من طرق عن حاد بن سلمة عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ ,‬و ف أب غالب خلف ل ينل حديثه عن رتبة السن ‪,‬‬
‫و حديثه هذا صحيح بشاهده التقدم و الت ‪.‬‬
‫‪ - 3‬حديث طارق بن شهاب رضي ال عنه ‪:‬‬
‫و هو صحاب رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم و ل يسمع منه ‪ ,‬كما قال أبو‬
‫داود‬
‫أخرجه النسائي ( ‪ ) 187 / 2‬و أحد ( ‪ ) 315 / 4‬و البيهقي و الضياء القدسي ف‬
‫" الحاديث الختارة " ( ق ‪. ) 2 / 21‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده " صحيح " و مراسيل الصحابة حجة ‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫أورده السيوطي ف " الامع الصغي " من رواية ابن ماجه عن أب سعيد ‪ .‬و أحد‬
‫و ابن ماجه و الطبان ف " الكبي " و البيهقي ف " الشعب " عن أب أمامة ‪.‬‬
‫و أحد و النسائي و البيهقي أيضا عن طارق ‪.‬‬
‫فقال الناوي ف " شرحه " ‪ " :‬و قضية صنيع الؤلف أن هذا هو الديث بكماله ‪,‬‬
‫و ل كذلك ‪ ,‬بل تامه عند مرجه ابن ماجه كأب داود ‪ :‬أو أمي جائر " ‪.‬‬
‫فأقول ‪ :‬هذه الزيادة ليست عند ابن ماجه أصل ‪ .‬ث هي ليست من صلب الديث ‪,‬‬
‫بل‬
‫شك من بعض رواة أب داود بدليل عدم ورودها عند غيه من حديث أب سعيد و ل‬
‫عن‬
‫غيه من ذكرنا ‪ ,‬فل طائل إذن ف استدراكها على السيوطي ‪ ,‬نعم هي عند الطيب‬
‫ف " التاريخ " ( ‪ ) 239 / 7‬من طريق عطية عن أب سعيد ‪ .‬فهي ضعيفة منكرة‬
‫لتفرد‬
‫عطية با ‪.‬‬
‫‪ - 4‬حديث جابر ‪:‬‬
‫أخرجه العقيلي ف " الضعفاء " ( ‪ ) 321‬من طريق عمار بن إسحاق أخي ممد بن‬
‫إسحاق‬
‫عن ممد بن النكدر عنه مثل حديث أب أمامة و قال ‪:‬‬
‫" عمار بن إسحاق ل يتابع على حديثه ‪ ,‬و ليس بشهور بالنقل ‪ ,‬و آخر الديث قد‬
‫روي بإسناد أصلح من هذا ف أفضل العمل كلمة حق عند إمام جائر " ‪.‬‬
‫‪ - 5‬الزهري ‪.‬‬
‫قال الناوي قال البيهقي ‪:‬‬

‫" و له شاهد مرسل بإسناد جيد ‪ ,‬ث ساقه عن الزهري بلفظ ‪ :‬أفضل الهاد كلمة‬
‫عدل‬
‫عند إمام جائر " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل أره عند البيهقي ف " الشعب " من مرسل الزهري ‪ ,‬و إنا من مرسل‬
‫طارق‬
‫بن شهاب التقدمة ‪.‬‬
‫‪ - 6‬ث وجدته من حديثه بكر بن خنيس عن عبد ال بن عبيد بن عمي عن أبيه عن‬
‫جده‬
‫مرفوعا أخرجه الاكم ( ‪ ) 626 / 3‬و سكت عليه ‪ ,‬و ضعفه الذهب ‪ ,‬و علته بكر‬
‫هذا‬
‫فإنه ضعيف ‪.‬‬
‫" من علق تيمة فقد أشرك " ‪.‬‬ ‫‪492‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ ) 156 / 4‬و الارث بن أب أسامة ف " مسنده "‬
‫( ‪ 155‬من زوائده ) و من طريقه أبو السن ممد بن ممد البزاز البغدادي ف‬
‫" جزء من حديثه " ( ‪ ) 172 - 171‬عن عبد العزيز بن منصور حدثنا يزيد بن أب‬
‫منصور عن دخي الجري عن ‪ #‬عقبة بن عامر الهن ‪: #‬‬
‫" أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقبل إليه رهط ‪ ,‬فبايع تسعة ‪ ,‬و أمسك عن‬
‫واحد ‪ ,‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال بايعت تسعة و تركت هذا ? قال ‪ :‬إن عليه تيمة ‪,‬‬
‫فأدخل يده فقطعها ‪ ,‬فبايعه و قال " ‪ .‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غي دخي و هو ابن عامر‬
‫الجري‬
‫أبو ليلى الصري وثقه يعقوب بن سفيان و ابن حبان و صحح له الاكم ( ‪384 / 4‬‬
‫)‪,‬‬
‫و قد أخرجه ( ‪ ) 219 / 4‬من طريق أخرى عن يزيد بن أب منصور ‪.‬‬
‫و للحديث طريق أخرى ‪ ,‬يرويه مشرح بن هاعان عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى‬
‫ال‬
‫عليه وسلم يقول ‪:‬‬
‫" من علق تيمة فل أت ال له ‪ ,‬و من علق ودعة ‪ ,‬فل ودع ال له " ‪.‬‬
‫و لكن إسناده إل مشرح ضعيف فيه جهالة ‪ ,‬و لذلك أوردته ف الكتاب الخر‬
‫( ‪. ) 1266‬‬
‫( فائدة )‬
‫‪----------‬‬
‫التميمة ‪ :‬خرزات كانت العرب تعلقها على أولدهم يتقون با العي ف زعمهم‬
‫فأبطلها السلم كما ف " النهاية " لبن الثي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ل تزال هذه الضللة فاشية بي البدو و الفلحي و بعض الدنيي‬
‫و مثلها الرزات الت يضعها بعض السائقي أمامهم ف السيارة يعلقونا على‬
‫الرآة !‬
‫و بعضهم يعلق نعل ف مقدمة السيارة أو ف مؤخرتا ! و غيهم يعلقون نعل فرس‬
‫ف واجهة الدار أو الدكان ! كل ذلك لدفع العي زعموا ‪ ,‬و غي ذلك ما عم و طم‬
‫بسبب الهل بالتوحيد ‪ ,‬و ما ينافيه من الشركيات و الوثنيات الت ما بعثت الرسل‬
‫و أنزلت الكتب إل من أجل إبطالا و القضاء عليها ‪ ,‬فإل ال الشتكى من جهل‬
‫السلمي اليوم ‪ ,‬و بعدهم عن الدين ‪.‬‬
‫و ل يقف المر ببعضهم عند مرد الخالفة ‪ ,‬بل تعداه إل التقرب با إل ال‬
‫تعال ! فهذا الشيخ الزول صاحب " دلئل اليات " يقول ف الزب السابع ف‬
‫يوم الحد ( ص ‪ 111‬طبع بولق ) ‪:‬‬
‫" اللهم صل على ممد و على آل ممد ‪ ,‬ما سجعت المائم ‪ ,‬و حت الوائم و‬
‫سرحت‬
‫البهائم ‪ ,‬و نفعت التمائم " !‬
‫و تأويل الشارح لـ " الدلئل " بأن " التمائم جع تيمة و هي الورقة الت يكتب‬
‫فيها شيء من الساء أو اليات و تعلق على الرأس مثل للتبك " ‪.‬‬
‫فما ل يصح لن التمائم عند الطلق إنا هي الرزات كما سبق عن ابن الثي ‪,‬‬
‫على أنه لو سلم بذا التأويل فل دليل ف الشرع على أن التميمة بذا العن‬
‫تنفع ‪ ,‬و لذلك جاء عن بعض السلف كراهة ذلك كما بينته ف تعليقي على " الكلم‬
‫الطيب " ( ص ‪ 45 - 44‬طبع الكتب السلمي ) ‪.‬‬
‫" أما كان يد هذا ما يسكن به شعره ?! و رأى رجل آخر و عليه ثياب وسخة فقال‬ ‫‪493‬‬
‫‪:‬‬
‫أما كان هذا يد ماء يغسل به ثوبه ?! " ‪.‬‬
‫رواه أبو داود ( رقم ‪ ) 4062‬و النسائي ( ‪ ) 292 / 2‬الشطر الول منه و أحد‬
‫( ‪ ) 357 / 3‬و دحيم ف " المال " ( ‪ ) 2 / 25‬و أبو يعلى ف " مسنده "‬
‫( ق ‪ ) 1 / 114‬و ابن حبان ( ‪ ) 1438‬و الاكم ( ‪ ) 186 / 4‬و أبو نعيم ف‬
‫" اللية " ( ‪ ) 78 / 6‬عن الوزاعي عن حسان بن عطية عن ممد بن النكدر عن‬
‫‪ #‬جابر بن عبد ال ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" أتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم ( زائرا ف منلنا ) فرأى رجل شعثا قد‬
‫تفرق شعره فقال ‪ " ...‬فذكره ‪.‬‬
‫و السياق لب داود و الزيادة لحد ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا سند صحيح على شرط الشيخي كما قال الاكم ‪ ,‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و الديث أورده الغزال ف " الحياء " ( ‪ ) 122 / 1‬بلفظ ‪:‬‬
‫" دخل عليه صلى ال عليه وسلم رجل ثائر الرأس ‪ ,‬أشعث اللحية ‪ ,‬فقال ‪ :‬أما كان‬
‫لذا دهن يسكن به شعره ? ! ث قال ‪ :‬يدخل أحدكم كأنه شيطان ? ! " ‪.‬‬
‫فقال الافظ العراقي ف " تريه " ‪:‬‬

‫" رواه أبو داود و الترمذي و ابن حبان من حديث جابر بإسناد جيد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬عزوه للترمذي خطأ ‪ ,‬و لعله جاء من قبل الناسخ أو الطابع فهو قد عزاه إل‬
‫الخرجي بطريقة الرمز ‪ ,‬فرمز إل الترمذي منهم برف ( ت ) فتصحف على الناسخ‬
‫أو غيه من ( ن ) و هو النسائي ‪ ,‬و قد علمت أنه أخرجه متصرا ‪.‬‬
‫ث إنه ليس ف حديث جابر عند أحد من مرجيه ذكر للحية أصل ‪ ,‬و ل قوله ‪:‬‬
‫" يدخل أحدكم كأنه شيطان " ‪.‬‬
‫و إنا ورد ذلك ف حديث عطاء بن يسار قال ‪:‬‬
‫" كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد ‪ ,‬فدخل رجل ثائر الرأس و اللحية‬
‫فأشار إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم بيده ‪ :‬أن اخرج ‪ ,‬كأنه يعن إصلح شعر‬
‫رأسه و ليته ‪ ,‬ففعل الرجل ‪ ,‬ث رجع ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هذا‬
‫خي من أن يأت أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان " ‪.‬‬
‫أخرجه مالك ف " الوطأ " ( ‪ ) 7 / 949 / 2‬بسند صحيح ‪ ,‬و لكنه مرسل ‪.‬‬
‫" إن من ورائكم أيام الصب ‪ ,‬للمتمسك فيهن يومئذ با أنتم عليه أجر خسي منكم‬ ‫‪494‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا نب ال أو منهم ? قال ‪ :‬بل منكم " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن نصر ف " السنة " ( ص ‪ ) 9‬من طريق إبراهيم بن أب عبلة عن‬
‫‪ #‬عتبة ابن غزوان أخي بن مازن بن صعصعة ‪ #‬و كان من الصحابة ‪ -‬أن رسول‬
‫ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات لول أن إبراهيم بن أب عبلة عن عتبة‬
‫ابن غزوان مرسل كما ف " التهذيب " ‪.‬‬
‫لكن له شاهد من حديث عبد ال بن مسعود مرفوعا به ‪.‬‬

‫أخرجه الطبان ف " العجم الكبي " ( ‪ ) 1 / 76 / 3‬من طريقي عن أحد‬
‫ابن عثمان بن حكيم الودي أنبأنا سهل بن عثمان البجلي أنبأنا عبد ال بن ني‬
‫عن العمش عن زيد بن وهب عنه ‪.‬‬
‫و له شاهد آخر من حديث أب ثعلبة الشن مرفوعا به ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 4341‬و الترمذي ( ‪ ) 177 / 2‬و ابن ماجه ( ‪ ) 4014‬و‬
‫ابن حبان‬
‫( ‪ ) 1850‬و ابن أب الدنيا ف " الصب " ( ق ‪) 1 / 42‬‬
‫" الياء من اليان و اليان ف النة و البذاء من الفاء و الفاء ف‬ ‫‪495‬‬
‫النار " ‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 361 / 1‬و ابن حبان ( ‪ ) 1929‬و الاكم ( ‪53 - 52 / 1‬‬
‫)‬
‫و عبد ال بن وهب ف " الامع " ( ص ‪ ) 73‬و أحد ( ‪ ) 501 / 2‬و ممد بن ملد‬
‫العطار ف " النتقى من حديثه " ( ‪ ) 2 / 19 / 2‬و ابن عساكر ف " تاريخ دمشق "‬
‫( ‪ ) 1 / 335 / 4‬من طرق عن ممد بن عمرو عن أب سلمة بن عبد الرحن عن‬
‫‪ #‬أب هريرة ‪ #‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكره ‪.‬‬
‫و قال الترمذي ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪.‬‬

‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرط مسلم " ‪ .‬و وافقه الذهب !‬
‫و ممد بن عمرو إنا أخرج له مسلم متابعة ‪ .‬نعم تابعه سعيد بن أب هلل عند‬
‫ابن حبان ( ‪ ) 1930‬فبه صح و المد ل ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث أب بكرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري ف " الدب الفرد " ( ‪ ) 1314‬و ابن ماجه ( ‪ ) 4184‬و‬
‫الطحاوي ف‬
‫" الشكل " ( ‪ ) 238 / 4‬و الاكم من طريق هشيم عن منصور بن زاذان عن‬
‫السن عنه‬
‫و قال الاكم ‪ " :‬صحيح على شرطهما " ‪ .‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و عزاه البوصيي ف " الزوائد " لبن حبان أيضا ف " صحيحه " ‪ ,‬و ل يورده‬
‫اليثمي ف " زوائده " إل من حديث أب هريرة كما تقدم ‪.‬‬
‫ث قال البوصيى ‪:‬‬

‫" فإن اعترض معترض على ابن حبان و الاكم ف تصحيحه بقول الدارقطن ‪ :‬إن‬
‫السن‬
‫ل يسمع من أب بكرة ‪ .‬قلت ‪ :‬احتج البخاري ف " صحيحه " برواية السن عن أب‬
‫بكرة ف أربعة أحاديث ‪ ,‬و ف " مسند أحد " و " العجم الكبي " للطبان‬
‫التصريح بسماعه من أب بكرة ف عدة أحاديث ‪ ,‬منها " إن ابن هذا سيد " و الثبت‬
‫مقدم على الناف " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا جواب صحيح ‪ ,‬لكن السن ‪ -‬و هو البصري ‪ -‬مدلس معروف‬
‫بذلك ‪ ,‬فل يكفي‬
‫إثبات ساعه من أب بكرة ف الملة ‪ ,‬بل لبد من معرفة ساعه لذا الديث منه‬
‫و هذا ما ل نره ف شيء من الروايات ‪ ,‬فالعتراض بذا العتبار ل يزال قائما‬
‫لكن الديث شاهد ل بأس به لديث أب سلمة عن أب هريرة ‪ .‬و ال أعلم ‪.‬‬
‫" لو أقررت الشيخ ( يعن أبا قحافة ) لتيناه مكرمة لب بكر ‪ .‬قاله لب بكر "‬ ‫‪496‬‬
‫‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ : ) 160 / 3‬حدثنا ممد بن سلمة الران عن هشام عن ممد‬
‫بن سيين قال ‪ :‬سئل ‪ #‬أنس بن مالك ‪ #‬عن خضاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ?‬
‫فقال ‪ " :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يكن شاب إل يسيا ‪ ,‬و لكن أبا‬
‫بكر و عمر بعده خضبا بالناء و الكتم ‪ .‬قال ‪ :‬و جاء أبو بكر بأبيه أب قحافة‬
‫إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة يمله ‪ .‬حت وضعه بي يدي رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لب بكر‬
‫( فذكره ) ‪ ,‬فأسلم و ليته و رأسه كالثغامة بياضا فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬غيوها و جنبوه السواد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم ‪ ,‬و هشام هو ابن حسان القردوسي‬
‫ثقة من‬
‫أثبت الناس ف ابن سيين ‪ ,‬و صححه ابن حبان ( ‪ ) 1476‬عن ابن سلمة و كذا‬
‫الاكم‬
‫( ‪ ) 244 / 3‬و وافقه الذهب ‪.‬‬
‫و للحديث شاهد من حديث أساء بنت أب بكر بقصة أب قحافة دون قوله " و جنبوه‬
‫السواد " ‪.‬‬
‫أخرجه المام أحد ( ‪ ) 349 / 6‬من طريق ابن إسحاق قال ‪ :‬حدثن يي ابن عباد‬
‫ابن عبد ال بن الزبي عن أبيه عن جدته أساء بنت أب بكر ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد حسن ‪ ,‬و صححه ابن حبان ( ‪ ) 1700‬من هذا الوجه ‪.‬‬
‫و للقصة شاهد آخر من حديث جابر بن عبد ال و فيه الزيادة ‪.‬‬

‫أخرجه مسلم و غيه من أصحاب " السنن " و هو مرج ف " تريج اللل و الرام‬
‫"‬
‫برقم ( ‪. ) 106‬‬
‫و له شاهد مرسل متصر بلفظ ‪ " :‬غيوا رأس الشيخ بناء " ‪.‬‬
‫أخرجه ابن سعد ( ‪. ) 452 / 5‬‬
‫" إذا استؤذن على الرجل و هو يصلي فإذنه التسبيح و إذا استؤذن على الرأة و هي‬ ‫‪497‬‬
‫تصلي فإذنا التصفيق " ‪.‬‬
‫أخرجه البيهقي ف " السنن الكبى " ( ‪ ) 247 / 2‬من طرق عن حفص ابن عبد ال‬
‫حدثن إبراهيم بن طهمان عن سليمان العمش عن ذكوان عن ‪ #‬أب هريرة ‪#‬‬
‫رضي ال‬
‫عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري ‪ .‬و قد أخرجه مسلم و أبو عوانة‬
‫و الترمذي من طرق أخرى عن العمش به متصرا بلفظ ‪.‬‬
‫" التسبيح للرجال ‪ ,‬و التصفيق للنساء " ‪.‬‬
‫و قال الترمذي " حسن صحيح " ‪.‬‬
‫و كذلك أخرجه الشيخان و غيها من طرق أخرى عن أب هريرة مرفوعا ‪.‬‬

‫و هو ف " صحيح أب داود " برقم ( ‪. ) 867‬‬
‫و إنا خرجته باللفظ الول لنه مفصل ‪ ,‬و لبيان صحة إسناده ‪.‬‬
‫و قد أخرج أحد ف " مسنده " ( ‪ ) 290 / 2‬حدثنا مروان بن معاوية الفزاري أن‬
‫يزيد بن كيسان استأذن على سال بن أب العد و هو يصلي ‪ ,‬فسبح ل فلما سلم‬
‫قال ‪ :‬إن إذن الرجل إذا كان ف الصلة يسبح ‪ ,‬و إن إذن الرأة أن تصفق ‪ ,‬حدثنا‬
‫مروان أنبأنا عوف عن السن عن النب صلى ال عليه وسلم مثله ‪ .‬حدثنا مروان‬
‫أخبن عوف عن ابن سيين عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم مثله ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه أسانيد ثلثة ‪ ,‬و كلها صحيحة إل أن الول موقوف على سال ابن أب‬
‫العد و هو تابعي ثقة ‪ .‬و الثان عن السن و هو البصري مرسل ‪ .‬و الثالث مرفوع‬
‫‪,‬‬
‫و هو على شرط الشيخي ‪ ,‬فهو شاهد قوي لرواية إبراهيم بن طهمان السابقة ‪ .‬و‬
‫فيها‬
‫رد على قول الشيخ أحد شاكر ف تعليقه على " السند " ( ‪: ) 13 / 15‬‬
‫" و الديث مثل أثر سال بن أب العد ‪ ,‬و الظاهر أنه مثله معن ل لفظا ‪ ,‬فإن‬
‫لم أجده بذا اللفظ قط ‪ ,‬إل ف هذا الوضع بذا الجال " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فقد وجدناه بذا اللفظ الفصل من رواية إبراهيم بن طهمان كما رأيت ‪ ,‬و‬
‫هي‬
‫تدل على أن قوله ف رواية ابن سيين " مثله " إنا أراد به لفظا ‪ ,‬و ليس معن‬
‫فقط ‪ .‬لسيما و هو الراد اصطلحا من كلمة " مثله " ‪ ,‬و لو أراد العن فقط‬
‫لقال ‪ " :‬نوه " كما جروا عليه ف استعمالم ‪ ,‬و نصوا عليه ف " الصطلح " ‪.‬‬
‫و ال و ل التوفيق ‪.‬‬
‫و ف الديث إشارة إل ضعف الديث الذي يورده النفية بلفظ ‪:‬‬

‫" من أشار ف صلته إشارة تفهم عنه ‪ ,‬فليعد صلته " ‪.‬‬
‫فإن هذا الديث الصحيح صريح ف جواز الشارة بالذن بلفظ التسبيح ‪ ,‬فكيف ل‬
‫يوز ذلك بالشارة باليد أو الرأس ? ! لسيما و قد جاءت أحاديث كثية بواز‬
‫ذلك و قد خرجت بعضها ف " صحيح أب داود " رقم ( ‪, 860 , 859 , 858‬‬
‫‪. ) 870‬‬
‫و بينت علة الديث الذكور ف الشارة الفهمة ف " الحاديث الضعيفة "‬
‫( ‪ ) 1104‬ث ف " ضعيف أب داود " رقم ( ‪. ) 169‬‬
‫" ل جناح عليك ‪ .‬يعن ف الكذب على الزوجة تطييبا لنفسها " ‪.‬‬ ‫‪498‬‬
‫أخرجه الميدي ف " مسنده " ( رقم ‪ : ) 329‬حدثنا سفيان قال ‪ :‬حدثن صفوان‬
‫ابن سليم عن ‪ #‬عطاء بن يسار ‪ #‬قال ‪:‬‬
‫" جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال هل علي جناح أن‬
‫أكذب أهلي ? قال ‪ :‬ل ‪ ,‬فل يب ال الكذب ‪ ,‬قال ‪ :‬يا رسول ال استصلحها‬
‫و استطيب نفسها ‪ ,‬قال ‪ :‬ل جناح عليك " ‪.‬‬
‫هكذا وقع فيه عن عطاء بن يسار مرسل ‪ ,‬و هو قد أورده تت " أحاديث أم كلثوم‬
‫بنت‬
‫عقبة بن أب معيط رضي ال عنها " ‪ ,‬فل أدري أسقط اسها من السند ‪ ,‬أو الناسخ‬
‫أم الرواية عند الميدي هكذا مرسل ‪.‬‬
‫و السند صحيح إل عطاء بن يسار ‪ ,‬و قد جاء موصول من طريق أخرى عنها ‪.‬‬
‫أخرجه مسلم ( ‪ ) 28 / 8‬و أحد ( ‪ ) 404 , 403 / 6‬من طريق ابن شهاب عن‬
‫حيد‬
‫ابن عبد الرحن بن عوف عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قالت ‪ :‬ما سعت رسول ال‬
‫صلى‬
‫ال عليه وسلم رخص ف شيء من الكذب إل ف ثلث ‪ :‬الرجل يقول القول يريد به‬
‫الصلح ‪ ,‬و الرجل يقول القول ف الرب ‪ ,‬و الرجل يدث امرأته ‪ ,‬و الرأة تدث‬
‫زوجها ‪.‬‬
‫و له شاهد من حديث أساء بنت يزيد نوه ‪.‬‬

‫أخرجه الترمذي ( ‪ ) 352 / 1‬و أحد ( ‪ ) 460 , 459 , 454 / 6‬من طريق‬
‫شهر‬
‫ابن حوشب عنها ‪.‬‬
‫و قوله " و الرجل يدث امرأته ‪ " ...‬قال القاضي عياض ‪:‬‬
‫" يتمل أن يكون فيما يب به كل منهما كما له فيه من الحبة و الغتباط ‪ ,‬و إن‬
‫كان كذبا لا فيه من الصلح و دوام اللفة " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و ليس من الكذب الباح أن يعدها بشيء ل يريد أن يفي به لا ‪ ,‬أو يبها‬
‫بأنه اشترى لا الاجة الفلنية بسعر كذا ‪ ,‬يعن أكثر من الواقع ترضية لا ‪,‬‬
‫لن ذلك قد ينكشف لا فيكون سببا لكي تسيء ظنها بزوجها ‪ ,‬و ذلك من الفساد‬
‫ل‬
‫الصلح ‪.‬‬
‫" من سأل و له ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خوشا أو كدوحا ف‬ ‫‪499‬‬
‫وجهه ‪ .‬قيل ‪ :‬يا رسول ال و ما يغنيه ? قال ‪ :‬خسون درها ‪ ,‬أو قيمتها من‬
‫الذهب " ‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 1626‬و النسائي ( ‪ ) 363 / 1‬و الترمذي ( ‪) 126 / 1‬‬
‫و الدارمي ( ‪ ) 386 / 1‬و ابن ماجه ( ‪ ) 1840‬و الطحاوي ( ‪ ) 306 / 1‬و‬
‫الاكم‬
‫( ‪ ) 407‬و أحد ( ‪ ) 441 , 388 / 1‬و ابن عدي ( ‪ ) 2 / 73 , 1 / 69‬من‬
‫طريق حكيم‬
‫بن جبي عن ممد بن عبد الرحن بن يزيد عن أبيه عن ‪ #‬عبد ال بن مسعود ‪ #‬قال‬
‫‪:‬‬
‫و السياق لبن ماجه و زاد هو و غيه ‪:‬‬

‫" فقال رجل لسفيان ‪ :‬إن شعبة ل يدث عن حكيم بن جبي ‪ ,‬فقال سفيان ‪ :‬قد‬
‫حدثناه‬
‫زبيد عن ممد بن عبد الرحن بن يزيد " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬حكيم بن جبي ضعيف ‪ ,‬لكن متابعة زبيد و هو ابن الارث الكوف تقوي‬
‫الديث‬
‫فإنه ثقة ثبت ‪ ,‬و كذلك سائر الرواة ثقات ‪ ,‬فالسناد صحيح من طريق زبيد ‪.‬‬
‫قال الترمذي " حديث حسن " ‪.‬‬
‫" من كان له شعر فيلكرمه " ‪.‬‬ ‫‪500‬‬

‫أخرجه أبو داود ( ‪ ) 4163‬و الطحاوي ف " الشكل " ( ‪ ) 321 / 4‬و البيهقي ف‬
‫" الشعب " ( ‪ ) 2 / 265 / 2‬و أبو ممد العدل ف " الفوائد " ( ‪ ) 2 / 1 / 3‬من‬
‫طريق عبد الرحن بن أب الزناد عن سهيل بن أب صال عن أبيه عن ‪ #‬أب هريرة ‪#‬‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬فذكره ‪.‬‬
‫و هذا إسناد حسن كما قال الافظ ف " الفتح " ( ‪ , ) 310 / 10‬و هو عندي‬
‫صحيح ‪,‬‬
‫لن ابن أب الزناد ‪ -‬و هو صدوق ‪ ,‬تغي حفظه لا قدم بغداد ‪ -‬قد وجدت له متابعا‬
‫قويا ‪ ,‬فقال أبو نعيم ف " تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور‬
‫عاليا " ( ق ‪ : ) 1 / 209‬و روى عنه أيضا إساعيل بن عبد ال العبدي ‪ .‬حدثنا‬
‫عبد ال بن جعفر حدثنا إساعيل بن عبد ال أنبأنا سعيد بن منصور أنبأنا ابن‬
‫أب ذئب عن سهيل به ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غي العبدي هذا و هو ثقة‬
‫صدوق كما‬
‫قال ابن أب حات ( ‪ ) 182 / 1 / 1‬و عبد ال بن جعفر هو عبد ال ابن ممد بن‬
‫جعفر بن حبان العروف بأب الشيخ و هو ثقة حافظ له ترجة ف " تذكرة الفاظ "‬
‫( ‪. ) 149 - 147 / 3‬‬
‫و للحديث شاهدان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬عن عائشة ‪.‬‬

‫أخرجه الطحاوي و أبو بكر الشافعي ف " الفوائد " ( ‪ ) 2 / 80 / 7‬و عنه‬
‫عبد العزيز الكتان ف " حديثه " ( ‪ ) 1 / 236‬و البيهقي أيضا و ابن حيويه ف‬
‫" حديثه " ( ‪ ) 2 / 4 / 3‬عن ابن إسحاق عن عمارة بن غزية عن القاسم عن عائشة‬
‫به‬
‫مرفوعا ‪ .‬قال الافظ " و سنده حسن أيضا " ‪.‬‬
‫و هذا تساهل منه فإن ابن إسحاق مدلس ‪ ,‬و قد عنعنه من الطريقي عنه ‪ .‬إل إن‬
‫كان‬
‫يعن أنه حسن لغيه ‪ ,‬فهو صواب ‪..‬‬
‫و الشاهد الخر ‪ :‬عن ابن عباس ‪.‬‬

‫أخرجه الطيب ف " الوضح " ( ‪ ) 67 / 2‬عن سليمان بن أرقم عن عطاء بن أب‬
‫رباح‬
‫عنه و سليمان بن أرقم ضعيف ‪.‬‬
‫‪---------‬‬
‫عزى السيوطي ف " الامع الكبي " ( ‪ ) 2 / 286 / 2‬الديث لب داود و البيهقي‬
‫ف " الشعب " عن أب هريرة بذا اللفظ ‪ .‬ث ذكره بزيادة ‪:‬‬
‫" قيل ‪ :‬يا رسول ال و ما كرامته ? قال ‪ :‬بدهنه و بشطه كل يوم " ‪.‬‬
‫و قال ‪ " :‬رواه أبو نعيم ف " تاريخ أصبهان " و ابن عساكر عن ابن عمر ‪ ,‬و فيه‬
‫إسحاق ابن إساعيل الرملي ‪ ,‬قال أبو نعيم ‪ :‬حدث بأحاديث من حفظه فأخطأ فيها ‪.‬‬
‫و قال النسائي ‪ :‬صال " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬و هذه الزيادة مع ضعف سندها منكرة لنا تالف الديث الت ‪:‬‬
‫" نى صلى ال عليه وسلم عن الترجل إل غبا " ‪.‬‬

سلسلة الأحاديث الصحيحة (1 - كامل)

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

سلسلة الأحاديث الصحيحة (1 - كامل)

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫موقع اللبان على النترنت ‪www.alalbany.

‫سلسلة الحاديث الصحيحة‬

‫رحمه الله تعالى‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 6 / 1‬‬

‫الستقبل للسلم ‪:‬‬

‫سيبلغ ملكها ما زوي ل منها " ‪ .‬الديث ‪.‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 7 / 1‬‬

‫رواه مسلم ( ‪ ) 171 / 8‬و أبو داود ( ‪ ) 4252‬و الترمذي ( ‪ ) 27 / 2‬و‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 7 / 1‬‬

‫" مدينة هرقل تفتح أول ‪ .‬يعن قسطنطينية " ‪.‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 8 / 1‬‬

‫( عن ‪ #‬أب قبيل ‪. ) #‬‬

‫و ل شك أيضا أن تقيق الفتح الثان يستدعي أن تعود اللفة الراشدة إل المة‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 8 / 1‬‬

‫و قال اليثمي ف " الجمع " ( ‪: ) 189 / 5‬‬

‫هذا و إن من البشرات بعودة القوة إل السلمي و استثمارهم الرض استثمارا‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 10 / 1‬‬

‫هذا و ما يب أن يعلم بذه الناسبة أن قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫رواه البخاري ف " الفت " من حديث أنس مرفوعا ‪.‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 11 / 1‬‬

‫رواه البخاري ( ‪ 67 / 2‬طبع أوربا ) و مسلم ( ‪ ) 28 / 5‬و أحد ( ‪. ) 147 / 3‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 11 / 1‬‬

‫" إن قامت الساعة و ف يد أحدكم فسيلة ‪ ,‬فإن استطاع أن ل تقوم حت يغرسها‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 11 / 1‬‬

‫و ( الوهط ) ف اللغة هو البستان و هي أرض عظيمة كانت لعمرو بن العاص‬

‫قال ابن الني ‪:‬‬

‫ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪:‬‬

‫" ل يدخل هذا بيت قوم إل أدخله ال الذل " ‪.‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 14 / 1‬‬

‫التكالب على الدنيا يورث الذل ‪:‬‬

‫ذكره ف " الجمع " ( ‪. ) 120 / 4‬‬

‫و قد وفق العلماء بي هذا الديث و الحاديث التقدمة ف القال الشار إليه‬

‫ب ‪ -‬أنه ممول على من شغله الرث و الزرع عن القيام بالواجبات كالرب و‬

‫و يؤيد هذا الوجه قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫سلط ال عليكم ذل ل ينعه حت ترجعوا إل دينكم " ‪.‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 15 / 1‬‬

‫و تابعه فضالة بن حصي عن أيوب عن نافع به ‪.‬‬

‫" ل تتخذوا الضيعة فترغبوا ف الدنيا " ‪.‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 17 / 1‬‬

‫و تابعه أبو حزة قال ‪:‬‬

‫و اعلم أن هذا التكثر الفضي إل النصراف عن القيام بالواجبات الت منها‬

‫قال أبو عمران ‪:‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 19 / 1‬‬

‫عن ( ‪ #‬أسلم أبو عمران ‪: ) #‬‬

‫" أستودع ال دينك و أمانتك و خواتيم عملك " ‪.‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 19 / 1‬‬

‫من أدبه صلى ال عليه وسلم عند التوديع ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬عن قزعة قال ‪:‬‬

‫ج ‪ -‬عن ماهد قال ‪:‬‬

‫أخرجه ابن حبان ف " صحيحه " ( ‪ ) 2376‬بسند صحيح ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬عن نافع عنه قال ‪:‬‬

‫اليش ‪ ,‬قال ‪:‬‬

‫" أستودع ال دينك و أمانتك و خواتيم عملك " ‪.‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 21 / 1‬‬

‫" أستودع ال دينك و أمانتك و خواتيم عملك " ‪.‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 22 / 1‬‬

‫من فوائد الديث ‪:‬‬

‫و أما الصافحة عقب الصلوات فبدعة ل شك فيها إل أن تكون بي اثني ل يكونا‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 25 / 1‬‬

‫قال اللبان ف "السلسلة الصحيحة" ‪: 25 / 1‬‬

‫رواه الطبان ( ‪ )1 / 19 / 1‬حدثنا علي بن عبد العزيز أنبأنا ممد بن أب نعيم‬

‫من فقه الديث ‪:‬‬

‫و إن الهل بذه الفائدة ما أودى ببعض السلمي إل الوقوع ف خلف ما أراد‬