Professional Documents
Culture Documents
والمعاقبة *
التشريعات المقيدة
لحرية الجمعيات في
العالم العربي
إن في استطاعة كل إنسان القيام بأي فعل ،خيرا كان أو شرا" ،
فقط بالتشارك مع الخرين .فليس ثمة درع أصلب من ذلك
للوقاية من الضطهاد ،ول أداة أروع منه لتحقيق كبرى
"النجازات
بيار فالداك
صاحب فكرة قانون 1901
الفرنسي الخاص بالجمعيات
تقديم عام
م أي نظام سياسي بأنه نظام ديمقراطي؟ وهل يتوقف س َ
كيف يتأتى لنا أن ن َ ِ
ذلك ،من ناحية ما ،على اتساع رقعة منظمات المجتمع المدني فيه أم ل؟ وما
موقع كل من حرية تكوين الجمعيات والحق في التنظيم من منظومة
مؤسسات المجتمع المدني؟ وكيف هي وضعيتها في العالم العربي؟ وما أهم
التحديات والمعوقات التي تحول دون تفعيل هذا الحق في التنظيم في
منطقتنا العربية؟ وما طبيعة هذه المعوقات بالضبط :هل هي محض معوقات
تشريعية ،أم سياسية أمنية؟! وهل يصح أن نطلق على أنظمة سياسية تعيق
!.بدورها ولدة مثل هذه المنظمات صفة الديمقراطية؟
هذه بعض السئلة التي ستشغلنا طوال الدراسة .فعلى الرغم من أن حرية
تكوين الجمعيات غير الحكومية والحق في التنظيم أمر يتردد كثيرا في
العلنات والمواثيق الدولية ،مثلما يتردد أيضا ضمن تضاعيف الدساتير الخاص
بأغلب الدول العربية ،إل أن الممارسة الفعلية لهذا الحق أبعد ما تكون عن
.روح النصوص وتشريعاتها
فعلى المستوى الول (المواثيق الدولية) ،اعتبرت المادة رقم ( )20من العلن
العالمي لحقوق النسان ،والمادة رقم ( )22من العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية :أن حرية تكوين الجمعيات هي حرية ل يمكن فصلها عن
الحريات الخاصة بحرية الرأي والتعبير والعلم ،وأنها مكون أساسي وعنصر
حاسم في أي عملية إصلح ديمقراطي ،إذ ل إمكانية من دونها لوجود
الديمقراطية ،فضل عن أنها بمثابة المؤشر والمقياس الحقيقي لوضعية
.الحريات الساسية في أي نظام سياسي ()
وفيما تقرر المادة رقم ( )20من العلن العالمي لحقوق النسان أن لكل
شخص الحق في حرية الشتراك في الجتماعات والجمعيات السلمية ،تنص
المادة رقم ( )23على أن لكل شخص الحق في أن يؤسس مع آخرين نقابات،
وأن ينخرط فيها للدفاع عن مصالحه .أما المادة رقم ( )22من العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،فتقر هي الخرى بأن لكل فرد الحق في
حرية تكوين الجمعيات مع آخرين ،بما في ذلك حق إنشاء النقابات والنضمام
.إليها من أجل حماية مصالحه
وإلى جانب ذلك ،أعاد إعلن الجلسة العامة للمم المتحدة حول حق
ومسؤلية الشخاص والجماعات وهيئات المجتمع من أجل تعزيز وحماية
حقوق النسان والحريات الساسية المعترف بها عالميا ،أعاد التأكيد على حق
المواطنين في التشارك الحر ،وخاصة من أجل حماية وتحقيق الحقوق
والحريات الساسية .كما أعاد الشارة إلى أن المسئولية الرئيسية في تعزيز
.وحماية الحقوق والحريات الساسية إنما تعود للدولة
أيضا ،أعاد الفصل الخامس من العلن ذاته التأكيد على الحق في "اللتقاء"
والتجمع السلمي ،وتشكيل المنظمات غير الحكومية ،أو روابط الجماعات،
وبما يشمل النضمام إليها والشتراك فيها ،والتصال بالمنظمات غير
.الحكومية أو بالمنظمات الحكومية الدولية
كما تنص المادة رقم ( )7من التفاقية الخاصة بالقضاء على كافة أشكال
التمييز ضد المرأة ،على حقها في المشاركة ضمن المنظمات والجمعيات غير
الحكومية التي تهتم بالحياة العامة والسياسية للبلد )(.فضل عن أن اتفاقيات
منظمة العمل الدولية تحمي بدورها حرية تكوين الجمعيات ،خاصة التفاقية
المتعلقة بالحريات النقابية ،وحماية الحق النقابي ،وحق العمال والموظفين
في النتساب إلى منظمات أو تأسيسها ،والعمل دون تدخلت أو قيود مسبقة
.من قبل الدولة
وإلى جانب ذلك ،ثمة منظومة الليات القليمية لحقوق النسان الخاصة
بالمنطقة الورو-متوسطية ،والتي تنص على حماية الحق في تكوين
الجمعيات ومن بينها :التفاقية الوروبية لحماية حقوق النسان وبروتوكولتها
الضافية (الفصل رقم ،)11والمعايير المرجعية للتحاد الوربي المتعلقة
بالمدافعين عن حقوق النسان ،والشرعة الفريقية لحقوق النسان والشعوب
((.الفصل رقم 10
هذا بالضافة إلى إعلن المبادئ والمعايير المتعلقة بحرية تكوين الجمعيات
في البلد العربية ،والذي أكد على أهمية صيانة مكتسبات الحق في التنظيم
من أجل تحقيق التنمية البشرية المستدامة ،ورفع اهتمام المواطن بالشؤون
العامة .وكذلك إعلن الدار البيضاء لحركة حقوق النسان في العالم العربي (
)()1999حيث ينص في البند رقم 3من توصياته على ضرورة "الضغط من أجل
إصلح التشريعات العربية ،وبخاصة تلك التي تتعارض مع حريات الرأي
والتعبير( )...ومطالبة الحكومات العربية بتقنين حق التجمع والتنظيم السلمي
لكافة الجماعات الفكرية والسياسية ،وذلك في إطار قانون ودستور
ديمقراطي" )(.وكذلك فيما يتعلق بإعلن الدار البيضاء الثاني والذي صدر في
تشرين الول سنة )(.2000وأيضا إعلن بيروت للحماية القليمية لحقوق
.النسان في العالم العربي2003 ،
()
هذا ويتضمن الحق في تكوين الجمعيات كل من :حق الفراد في النتساب ،أو
تكوين ،أو الستقالة ،من أي مجموعة أو جمعية أو شركة ،أيا كان سمتها
القانوني .ويستوجب ذلك امتناع الدولة عن التدخل عند تكوين الجمعية وأثناء
قيامها بنشاطها ،فيما يتوجب عليها فقط توفير وضمان بيئة تساعد على
إعمال وتفعيل هذه الحرية )(.حيث تنص المادة رقم ( )8من العهد الدولي
الخاص بالحقوق القتصادية والجتماعية والثقافية على أن" :تتعهد الدول
:الطراف في هذا العهد بكفالة ما يلي
حق كل شخص في تكوين النقابات بالشتراك مع آخرين ،وفي 49
النضمام إلى النقابة التي يختارها دونما قيد سوى قواعد المنظمة
...المعنية ،على قصد تعزيز مصالحه القتصادية والجتماعية وحمايتها
حق النقابات في إنشاء اتحادات حلفية قومية ،وحق هذه التحادات 50
.في تكوين منظمات نقابية دولية أو النضمام إليها
()
من جهة أخرى ،ل تعتبر الشريعة ،أو القانون السلمي ،في الدول
العربية مصدرا للتشريع في مجال تكوين الجمعيات ،وذلك باستثناء ما يتعلق
بالوقاف السلمية .وفي هذا السياق ،نلحظ تأثيرا بارزا للقانون المصري
الخاص بالجمعيات ( )1952على سائر التشريعات العربية الخرى .حيث احتل
هذا القانون مرتبة المرجع في التشريع لعدد كبير من الدول العربية ،كسوريا
والردن والراضي الفلسطينية .وللسف الشديد ،اعتبر هذا التأثير نموذجا في
إرساء النتهاكات الصارخة لحرية الجتماع ،واعتمد طويل في التبرير القانوني
.لقمع منظمات المجتمع المدني
في سياق آخر ،ساهم كل من :ضعف دولة القانون والسلط الديمقراطية
والمؤسسية المضادة (البرلمانات المنتخبة ،والقضاء المستقل) ،على إطلق
العنان للسلطات التنفيذية ،وللعتبارات المنية ،في مختلف البلدان العربية
لتقييد حرية الجمعيات ومخالفة القانون .فضل عن التذرع الساسي بمكافحة
.الرهاب والصولية الدينية المنظمة لتبرير قمع المنظمات أمام الرأي العام
ت على كل من :المستوى ومع ذلك هناك بعض التحسينات التي أُد ْ ِ
خل ْ
التشريعي ،والمستوى القضائي ،وعلى صعيد عودة الهتمام بالمجتمع
المدني .فعلى المستوى الول ،تخطى التشريع اللبناني محاولتين استهدفتا
تحوير قانون الجمعيات في اتجاهات أكثر تقييدية ،خاصة من خلل اقتراح
استبدال الحرية في تأسيس الجمعيات بنظام الترخيص المسبق .وفي
المغرب وفلسطين تم إقرار قانونين بخصوص الجمعيات يمكن اعتبارهما أكثر
.تحررا من سابقيهما
أما على المستوى القضائي ،فقد لعب القضاء دورا رئيسا في ضبط
تعريف حق وحرية تكوين الجمعيات وحمايتها من التدخلت الدارية ،بل
والتشريعية أيضا ،الساعية للنتقاص منها .ويكفي للتدليل على ذلك الشارة
للدوار التي لعبها كل من مجلس الدولة ومحكمة النقض في لبنان،
والمحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة في مصر .أما على صعيد
المجتمع المدني ،فقد تم تصعيد وتعبئة الجهود في العديد من البلد العربية
من أجل حماية وتطوير قوانين الجمعيات ،وبصفة خاصة في كل من مصر
.والمغرب ولبنان
واقعيا ،ل تزال تخضع الجمعيات المصرية إلى نوعين من التشريع :
الجمعيات تحت رعاية وزارة الشؤون الجتماعية مباشرة ،ثم تم توثيق ذلك
فيما بعد بكل من :القانون رقم المتبنى سنة ،والقانون رقم لعام
2000 84 1999 153 .
تبنى البرلمان المصري القانون رقم والذي شدد من القيود
84 وفي عام 2002
والعقوبات التي تهدف إلى الحد من جمعيات الدفاع عن حقوق النسان ومن
ثم إخضاعها لرقابة الجهات المنية والجهزة الدارية .مع أن العديد من
الجراءات التي تم اتخاذها ضد عدد من منظمات حقوق النسان المصرية
تخالف أيضا ً توصيات جامعة الدول العربية فيما يتعلق بالتعديل التشريعي
المتعلق بحرية التجمع في الوطن العربي ()
.
منها في المجال الجتماعي ،خاصة في الصحة والتعليم ،فيما تهتم نسبة %
20
على لسنة
2002 من جهة أخرى ،تحظر المادة رقم ( ) من القانون
84 11
عملها ونشاطاتها .كما يعرف الجمعية على أنها كل تجمع غير مادي
لتسعة أعضاء أو أكثر من الشخاص الطبيعيين أو المعنويين .
وفي حالة رفض التسجيل والحتكام إلى القضاء ،فإن ذلك قد يدوم
لعدة سنوات .وقد استنفذت المنظمة المصرية لحقوق النسان ،على سبيل
حتى عام .ومن ثم ،لم
2000 المثال ،ثمانية سنوات أمام المحكمة العليا من
1992
()
تتمكن المنظمة من التسجيل حتى عام !! .أما المادة من القانون رقم
84 42 2003
ويحدد القانون الحالت التي يمكن فيها إصدار قرار الحل بما يلي :
أول :في حال ممارسة الجمعية نشاطات غير تلك المقررة في نظام
(التأسيس( .المادة رقم 42
ثانيا :في حال الحصول على تمويل أجنبي أو إرسال أموال إلى الخارج دون
(موافقة وزير الشؤون الجتماعي (التضامن الجتماعي حاليا)( .المادة رقم 17
ثالثا :في حال اندماج الجمعية مع نادي أو جمعية أخرى من دون إعلم
.الوزارة
رابعا :في حال ممارسة إحدى النشاطات المحظورة بموجب المادة رقم 11
.من القانون
ويبدو واضحا أن هذه الجراءات تمس على وجه الخصوص المنظمات غير
الحكومية العاملة في مجال حقوق النسان ،والتي خلفا للجمعيات الجتماعية
الخرى تتمتع بصلت وثيقة مع شبكات دولية .حيث تحد المادتين 16و 17حرية
التعاون مع المنظمات الجنبية .ورغم أن القانون ل ينص صراحة على ضرورة
العلن المسبق ع ن التنقل للخارج ،إل أنه يعاقب حسب المادة 76بتهمة
القيام بنشاطات غير مصرح بها أو بالنضمام إلى جمعية أخرى دون إذن
مسبق .وتتراوح العقوبة من ثلثة أشهر إلى سنة حبس وغرامة قدرها من
1000.إلى 10000جنيها مصريا
أما بالنسبة لعوائق الحصول على موارد مالية أجنبية ،فعلى الرغم من
إقرار القانون أنه يحق للجمعيات بموجب المادة السابعة عشر تلقي المنح
من الشخاص الطبيعيين أو المعنويين ،إل أنه يعود ليقيد ذلك باشتراطه
الحصول على موافقة وزارة التضامن الجتماعي ،حيث يقوم الوزير
باستشارة الجهات المنية والتي تقوم بإعلمه بموافقتها أو رفضها قبول
المنحة .أيضا ينص القانون على أن كل موازنة مالية تزيد على ألف جنيه
مصري (حوالي 120يورو!!) توجب حصول الجمعية على موافقة وزارة
التضامن الجتماعي .وقد دفع ذلك لن توجه لجنة الحقوق القتصادية
والجتماعية والثقافية التابعة للمم المتحدة انتقادات حادة لمصر في عام
،2002.تندد فيها بالجراءات/التعقيدات المتعلقة بالحصول على التمويل الجنبي
وفي كل الحوال ،يشهد الجانب العملي تطبيقا متزايدا لهذه القيود ،وبصرامة
بالغة .ويكفي أن نشير هنا إلى أنه تم الحكم على الدكتور /سعد الدين
إبراهيم ،مدير مركز ابن خلدون للدراسات النمائية ،و 27من موظفي
المركز بالحبس لفترات تتراوح من سنة إلى سبع سنوات كاملة مع الشغال
الشاقة بتهمة الحصول على أموال أجنبية لشراء أجهزة كهربائية للمشاركة
في العملية النتخابية!! .وقد استمر هذا الكابوس طيلة ثلث سنوات كاملة
منذ اعتقالهم بتاريخ 30حزيران 2003إلى أن أصدرت محكمة النقض حكمها
.بتبرأتهم بتاريخ 18أذار 2003وتم إعادة افتتاح المركز بتاريخ 30أذار 2004
وبموجب القانون ذاته ،يتوجب على الجمعية أيضا إرسال صورة من تقارير
الجمعيات العمومية ومجالس الدارة لدارة الشؤون الجتماعية خلل مدة
قدرها ثلثين يوما اعتبارا من تاريخ النعقاد (المادة .)38وبالطبع بإمكان إدارة
الشؤون الجتماعية أن تعترض بدورها على أي قرار تم اتخاذه ،كما أن لها
الحق بطلب سحب القرار خلل مدة قدرها عشرة أيام (المادة .)23وبالمثل
يتوجب على الجمعيات إرسال قائمة المرشحين للمجالس الدارية قبل ستين
يوما من تاريخ انعقاد الجمعية العمومية ،ويمكن للدارة أيضا العتراض على
(.بعض المرشحين ومن ثم استبعادهم( .المادة 34
أما فيما يتعلق بحري ة الجتماع ،فيحظر قانون الطوارئ عقد اجتماعات
تتعدى الخمسة أشخاص في مكان عام من دون الحصول على موافقة
الجهات المنية .وقد تم توجيه اتهامات لمركز التجارة وخدمات العاملين ،وهو
منظمة ذات نشاطات قانونية ونقابية واجتماعية ،بأنها حرضت على الضراب
والمظاهرات التي حدثت خلل شهر كانون الول 2006وكانون الثاني .2007وقد
تم بالفعل حل ثلث من إذاعاتها في كل من :المحلة (وسط الدلتا) ،ونجع
حمادي (بصعيد مصر) ،وحلوان (جنوب القاهرة) من قبل الحكومة في شهر
.نيسان 2007
هذا وقد تعددت في العام الماضي مظاهر التضييق والحصار التي باتت
تمارسها أجهزة الدولة على المنظمات غير الحكومية .خاصة ،العاملة منها في
مجالت حقوق النسان والتنمية .كما تصاعدت وتيرة تلك الممارسات منذ
ظهور التعديلت الدستورية الخيرة ،والتي أقرها كل من مجلسي الشعب
والشورى على الرغم من معارضة كافة القوى والحزاب السياسية
والمنظمات الحقوقية لها ،نظرا لتأثيراتها السلبية على حقوق المواطنين في
.المشاركة السياسية والهلية وحرمة حياتهم الخاصة
وقد دفعت هذه الهجمات المتتالية البعض إلى الشك بأن هذه التضييقات تبدو
كما لو أنها تتم وفق جدول زمني محدد ،للطاحة بآخر مظاهر حرية الجمعيات
والحق في التنظيم ،والذي باتت تمارسه الدولة من خلل عدد من الشكال
والقوانين المقيدة لحرية تشكيل الحزاب السياسية والنقابات المهنية
.والعمالية وكافة أشكال التنظيم المدني الخرى
ففضل عن إغلق الجهات الدارية مقار دار الخدمات النقابية في كل من :نجع
حمادي (بصعيد مصر) والمحلة الكبرى (وسط الدلتا) وحلوان (جنوب
القاهرة) ،بزعم أنها تعمل دون ترخيص!! .سبق لها وأن أغلقت أيضا مقر
مركز أهالينا لدعم وتنمية السرة المصرية بشبرا الخيمة (شمال
.القاهرة) متذرعة في ذلك بالمبرر ذاته
وفي نفس الوقت الذي يتم فيه خنق هذه المؤسسات تواصل الدولة حديثها
عن إتاحة الفرصة لمنظمات المجتمع المدني في ممارسة دورها ونشاطها،
وعن وجود علقة شراكة قوية ومتينة بينها وبين هذه المنظمات ،وهو ما
يتعارض مع أغلب الممارسات التي تقوم بها الجهزة الدارية ضد كافة
.المنظمات غير الحكومية
وقد دفعت هذه الهجمات المتتالية المنظمات غير الحكومية لن تتبنى حملة
للدفاع عن حرية المواطنين في تنظيم التجمعات السلمية
والجمعيات والمؤسسات والحزاب السياسية والنقابات العمالية
تقوم بالتصدي لكافة أشكال النتهاكات الواقعة بحق الحريات السابقة ،وذلك
عبر استخدام كافة القنوات المشروعة ومن بينها الليات الدولية للدفاع عن
)(:هذه المنظمات من أجل تحقيق بعض المطالب الحيوية ومن بينها
إن حرية التعبير تعد شرطا رئيسيا وجوهريا لضمان ممارسة
.حرية المواطنين في التنظيم والتجمع السلمي
إن منظمات المجتمع المدني هي رابطة العقد بين الفرد والدولة
إذ هي الكفيلة بالرتقاء بشخصية الفرد باعتباره القاعدة
.الساسية في بناء المجتمع
اعتبار حق المواطنين في تكوين الجمعيات الهلية فرع من
وأن هذا الحق يجب أن يكون تصرفا إراديا ،حرية الجتماع
.حرا ل تتداخل فيه الجهة الدارية ويستقل عنها
N الميل نحو نزعة أكثر تشددا تجاه أية أشكال للتنظيم القانوني
،Nللجمعيات أو المنظمات غير الحكومية التي ل تنضوي تحت
مظلة قانون الجمعيات .وهو ما يشير بوجه خاص إلى المنظمات
،Nالتي نشأت كشركات غير هادفة للربح أكانت سواء
شركات للمحاماة أو للبحوث أو للستشارات أو الصحة أو غيرها.
حيث تتجه النية في التعديلت المقترحة إلى تقرير أن أي جماعة
،Nيدخل في أغراضها نشاط الجمعيات يتعين عليها توفيق
حتى لو اتخذت شكل ،Nأوضاعها في إطار قانون الجمعيات
،Nقانونيا آخر وإل اعتبرت منحلة بقوة القانون .ويضيف
التعديل المقترح هنا" :ويمتن ع على أ ي جهة تسجيل هذا الكيان
(.وحل المسجل منها" (المادة 4من مسودة القانون الجديد
وفي كل الحوال ،يبدو واضحا للعيان أنها باتت ل تدير المعركة بنفس الثقل
والطموح الذي تم من قبل وعلى مدار عامين كاملين إبان عقد التسعينيات
من القرن الماضي .ربما لن الطموح في النتقال الديمقراطي كان مجاله
واسعا من قبل أما الن فثمة ما يشبه اليقين ،ليس فقط لدى مؤسسات
المجتمع المدني وإنما حتى بالنسبة للمواطن العادي ،أن هامش الحرية
البسيط أو ربيع الديمقراطية الذي شهدته البلد خلل عامي 2005-2004قد
.تم تجاوزه لصالح سياسات أكثر تشددا وتعسفا
وآية ذلك ،ما حدث إبان فعاليات الحملة التي أطلقتها ثلث عشرة منظمة غير
حكومية في 14إبريل ، 2007ثم ارتفعت إلى 39منظمة ،للتصدي للهجمة
الشرسة التي تتعرض له ا منظمات المجتم ع المدني ف ي مصر ،خاصة بعد
التعديلت الدستورية الخيرة التي فتحت الباب أمام مزيد من القمع للحريات؛
ومع تصاعد التهامات الموجهة ضدها والتشكيك في نزاهتها ،وازدياد مظاهر
تضييق الخناق على أنشطتها .حيث قررت هذه المنظمات مواجهة عمليات
التشوية المتعمد من قبل الحكومة ،والتعريف بأدوارها أمام الجمهور الواسع
والرأي العام ،إلي جانب فتح حوار مجتمعي حول حرية الجمعيات والحق في
التنظيم واعتبار يوم 25يونيو 2007يوما للتضامن مع منظمات المجتمع
المدني وذلك بمقر جمعية الصعيد للتربية والتنمية تحت شعار" :كونوا
")(.معنا ..من حقنا ننظم نفسنا
وقد قرر الممثلون لحركة حقوق النسان في مصر التصدي لهذه الممارسات
البوليسية السافرة بكل السبل المشروعة :بدءا من الضراب عن العمل
والتظاهر وحجب المواقع التابعة لها ،مرورا بفضح ممارسات الحكومة
المصرية أمام المؤسسات الدولية والتحادات القليمية مثل :التحاد الوربي،
والتحاد الفريقي ،ومؤسسات المم المتحدة ولجانها المختلفة ،وصول
لمقاضاة الحكومة المصرية وكشف القناع عن طبيعتها المستبدة التي تأبى
أن توقف أو تحد من ممارسات التعذيب المنتشرة في مصر ،وتحاول بدل من
...ذلك إسكات أحد أهم الصوات المنددة بتلكم الممارسات
إن نشاط جمعية المساعدة القانونية لن يتوقف تحت أي ظرف ،حيث قررت
العديد من المؤسسات الحقوقية أن تستضيف جمعية المساعدة القانونية
لممارسة عملها ،وسوف تبدأ الستضافة بمركز هشام مبارك للقانون
والشبكة العربية لمعلومات حقوق النسان ،في حال استخدمت الدولة القوة
".في إغلق جمعية المساعدة
وفي الواقع ،كان لتلويح الحكومة المصرية باستخدام وسيلة تلويث السمعة
عبر اختلق تجاوزات مالية لمسئولي جمعية المساعدة أثره البالغ في تصاعد
حالة الغضب لدى ممثلي مؤسسات حقوق النسان وزيادة إصرارهم على
التصدي لهذه المحاولت المفضوحة ،لسيما وأن هذه الجمعية الفقيرة ماليا
والقوية بمواقفها قد تعرضت للعديد من المضايقات التي تمارسها وزارة
التضامن الجتماعي والتي ل تعدو أن تكون واجهة لجهاز مباحث أمن الدولة
الذي يحكم سيطرته على مقاليد الحياة السياسية في مصر ودأب على
ارتكاب تجاوزات ضد كل المطالبين بحرية الصحافة أو احترام حقوق النسان
.في مصر
ومن ثم ،كان بديهيا أن يعلق ممثلو حركة حقوق النسان في مصر على قرار
الغلق بالقول" :إن محاولة غلق جمعية المساعدة لن تمر ،والصراع بيننا
وبين هذه الحكومة البوليسية أصبح مكشوفا وعلنيا ،وإن الحكومة واهمة إذ
تظن أن سيناريو إغلق دار الخدمات يمكن تكراره ،وتغليف قرار الغلق
السياسي بطابع قانوني بات وسيلة مفضوحة ،وليس أمام الدولة سوى
استخدام القوة والكشف عن وجهها البوليسي وإيداعنا السجون أو أن تعلن
()".عن حق المجتمع المدني في ممارسة عمله بحرية واستقللية
وفي الطار ذاته ،وجهت هذه المنظمات العديد من الخطابات لجهات حقوقية
توضح فيها حجم الجراءات البولسية التي يضطلع بها النظام المصري في
مواجهتها ،ومن بينها :خطاب منظمات المجتمع المدني المصرية إلى اللجنة
الفرعية الوربية المصرية لحقوق النسان والديمقراطية
:والشؤون الدولية والقليمية بتاريخ 19يناير 2008والذي جاء فيه
إن المجتمع المدني في مصر يتعرض منذ بداية العام الماضي(")2007
لهجمة حكومية بغرض تحجيم دوره بصفة عامة ،والمنظمات غير الحكومية
بصفة خاصة .وقد تجلت أبرز مؤشراتها في إغلق دار الخدمات القانونية
والعمالية في إبريل ، 2007وجمعية المساعدة القانونية لحقوق النسان في
سبتمبر 2007بشكل تعسفي ودون أي سند قانوني .وفي سياق متصل
ترددت في وسائل العلم المختلفة تصريحات رسمية حول نوايا قيام وزارة
التضامن الجتماعي بإجراء تعديلت على قانون الجمعيات رقم 84لسنة
2002.
وقد استشعر عدد من المنظمات غير الحكومية القلق من هذا التصعيد غير
المبرر في وقت كان من المفترض فيه أن يكون هناك حوار مجتمعي بين
المنظمات الغير حكومية والجهات المعنية في السلطة التنفيذية من أجل
()".تفعيل دور العمل الهلي في مصر
ففي أكثر التحليلت تفاؤل بدا أن الفرصة غير سانحة بالمرة لحداث قطيعة
حقيقية من جانب الدولة المصرية مع فلسفة الهيمنة واللحاق التي كرستها
.قوانين الجمعيات المتلحقة على مدار العقود السابقة
أن تعمل معا لقطع الطريق على محاولت فرض المزيد من 63
ضروب الوصاية والهيمنة على مقادير العمل الهلي ،دون تكريس
.فلسفتها والترويج لها
64 كما يتوجب عليها أيضا التخفف من حدة الوهام التي قد تبدد
طاقات الكثيرين في ممارسة نوع من الضغوط ،لتحفيز وزارة
التضامن الجتماعي على إدارة حوار أو الدخول في نوع من الشراكة
الزائفة ،حول تعديل القانون والتي لن تقود عمليا إل إلى إضفاء
المشروعية على المخطط الحكومي لتطويق العمل الهلي ،على
النحو الذي جرى خلل الحوار حول تعديل المادة 76من الدستور
عام ، 2005وصول إلى التعديلت الدستورية الخيرة ،والتي انتهى
الحوار حولها إلى اعتماد ما سبق العداد له من جهة النظام ،مع
".تجميله عبر تقديمه باعتباره نتاجا "لحوار وطني شامل
65 إن فرص درء المخاطر المحدقة بالعمل الهلي أو قطع الطريق على
بعضها ،يقتضي في المقام الول والخير التمسك الصارم من
جهة المؤسسات غير الحكومية ،أكثر من أي وقت مضى،
بالسس والمبادئ التي تكفل حرية العمل الهلي
.واستقلليته
66 التمسك أيضا بالمعايير الدولية المتعارف عليها في
المجتمعات الديمقراطية ،لضمان حرية تكوين الجمعيات الهلية.
مما يقتضي فضح مضمون الفلسفة وجوهر السس التي
يقوم عليه ا القانو ن المصري برمته ،بم ا في ذلك التعديلت
التي تعتزم الحكومة إدخالها على هذا القانون .ذلك أن التخلي عن
المعايير الدولية لحرية التعبير والحق في التجمع وفي تكوين
المنظمات غير الحكومية ،ل يفيد إل في المساهمة في تعبيد الطريق
أمام مشروع قانون لخنق المجتمع المدني .إذ ل تبدأ منظمات
المجتمع المدني من فراغ ،وإنما عبر سنوات طويلة من الكفاح
.والعمل المتواصل في مواجهة القيود القانونية الخانقة للعمل الهلي
67 وفضل عن وجوب تعديل استرتيجية التعاطي مع فلسفة
الدولة ،يتوجب على المنظمات غير الحكومية أن تسعى أيضا
لستثمار مختلف الليات الدولية والقليمية المتاحة ،في
البرهنة على استخفاف الحكومة باللتزامات والمعايير
الدولية ،والتي تزعم القبول بها من جهة ،وحفز المزيد من تضامن
المنظمات الدولية والمجتمع المدني العالمي في التصدي لتلك
.الهجمة من جهة ثانية
سوريا ()2
ل تختلف الوضاع في سوريا عنها في مصر باستثناء أنها أشد قتامة!! ،مما
دعا منظمة هيومان رايتس ووتش لن تطلق على أحد التقرير المتعلقة
بوضعية حقوق النسان في سوريا عنوان" :ل مجال للتنفس :القمع
الحكومي للنشطاء بمجال حقوق النسان في سوريا"() ،حيث
ترفض السلطات السورية العتراف مطلقا بأي من منظمات حقوق النسان
مما يجعلها دائما وأبدا تظل تحت طائلة الغلق ،فضل عن شيوع كل من :
السجن والتوقيف والمنع من السفر والمحاكمات غير العادلة بحق الناشطين
.والقائمين على هذه المنظمات
ففي فبراير الماضي ،تم إحالة عضو قيادي بالمنظم ة العربي ة لحقوق
النسان في سوريا للقضاء العسكري بسبب مقال حول واقع التعليم في
سوريا نشر على أحد مواقع النترنت!! ،مما اعتبرته السلطات "يمس هيبة
الدولة ويضعف الثقة بالسلطة العامة طبقا للمادة 378من قانون العقوبات"!!.
كما شنت السلطات السورية كذلك حملة اعتقالت ومداهمات واسعة بحق
عشرات الشخاص الذين شاركوا في اجتماعات "المجلس الوطني لعلن
دمشق" ،وهو العلن الذي يدعو السلطات السورية إلى تبني برنامج شامل
.للصلح السياسي والديمقراطي وتعزيز أوضاع حقوق النسان في سورية
وقد أحيل ما يقرب من عشرة أشخاص ،ومعظمهم قياديون في عدد من
المنظمات الحقوقية ولجان إحياء المجتمع المدني إلى التحقيق في أواخر
يناير 2008تمهيدا لمحاكمتهم بعدد من التهامات من مثل :العمل على
إضعا ف الشعو ر القومي ،وإيقا ظ النعرا ت العنصري ة والمذهبية،
والنضمام إل ى جمعي ة سرية ،أ و إنشاء جمعية تهد ف إلى تغيير
.كيان الدولة القتصادي والجتماعي...إلخ
ونتيجة لذلك ،يقبع عشرات النشطاء والمدافعين عن الديمقراطية
وحقوق النسان داخل السجون السورية بسبب هذه التهم تنفيذا لحكام
جائرة ل تتوفر فيها أدنى درجة من العدالة تتراوح ما بين ثلث إلى اثنتي
!!.عشرة عاما
يعتمد الطار العام الذي تمارس فيه الحريات العامة في سوريا على
الستقرار السياسي والوضع المني .إذ يمثل الخير مصدر قلق دائم
للسلطات السورية ومن ثم ،تبرر به لجوئها إلى حالة الطوارئ .وبهذا تُبقي
السلطة كافة الوضاع تحت السيطرة وتفرض متطلبات قانونية وعملية على
.إنشاء وتأسيس الحزاب السياسية والجمعيات الهلية
تاريخيا ،ظلت الحياة الخاصة بالجمعيات في سوريا راكدة منذ العمل بقانون
الجمعيات رقم 93لسنة 1958وهو ل يزال ساري المفعول حتى الن ،رغم
تعارضه مع التشريعات ،ول سيما مع الدستور والقانون المدني السوري!!.
وكما الحال في مصر ،يتطلب الحصول على إذن مسبق لنشاء
الجمعية ،كما يسمح هذا القانون عمليا بحل عدد معين من الجمعيات
والحزاب السياسية .ويشمل التدخل من قبل الدولة أيضا إلى جانب ذلك
.جميع النشطة الفعلية للجمعيات الهلية
وقد تم إنشاء أغلب الجمعيات الموجودة حاليا عقب إصدار القانون السابق،
ومن بينها :المنتدى الجتماعي ،نادي السينما ،اليمان والمعرفة ،جمعية تنظيم
السرة عام ، 1973ملتقى المرأة ،منتدى الشباب ،رابطة خريجي فرنسا...إلخ.
فيما استطاع جزء محدود جدا من الجمعيات الحديثة الحصول على تراخيص،
لكن سرعان ما تم إلحاقها بحزب الجبهة الوطنية التقدمية ،حزب السلطة،
فيما استمرت الجمعيات غير المرخص لها في القيام بأنشطتها دون إذن
.رسمي
وتقسم وزارة الشؤون الجتماعية والعمل أنشطة الجمعيات إلى أربع
فئات ل غير :يأتي على رأسها الجمعيات الجتماعية ،ثم الصحية ،فالجمعيات
الثقافية ،وأخيرا جمعيات حماية المعاقين .وقد بلغ عدد الجمعيات
المرخصة في عام 2001حوالي 540جمعية %40منها تقع في دمشق .أما
النسبة المتبقية %60فتتضمن 120جمعية مسجلة تتوزع على باقي القرى
.والمدن السورية ،خاصة مدينتي حمص وحلب
وبعد وفاة حافظ السد تم تسجيل عشرة جمعيات أخرى في عام 2001ثم زاد
العدد من 540إلى 1012في عام ، 2005ثم تضاعف مرة أخرى ،وفي أقل من
ثلث سنوات فيما عرف بربيع دمشق ،ليصبح 1400جمعية في عام )(.2007وقد
توزعت أنشطة الجمعيات الجديدة على مجالت البيئة والنواحي الجتماعية
والتنمية البشرية وحقوق المرأة بصفة خاصة ،فيما اشتغل القليل منها بالدفاع
.عن أوضاع حقوق النسان ()
هناك أيضا النص الخاص بتطبيق القانون رقم 93لسنة ،1958والذي تم إصداره
بالقرار رقم 1330في 13أكتوبر ، 1958والمرسوم التشريعي رقم 224بتاريخ 21
أيضا من الطبيعي أن يغلب الطابع المني على القرار ،حيث تتعاون وزارة
الشؤون الجتماعية مع كل من :وكالة أمن الدولة ،ووكالة المن
السياسي ،ووكالة المن العسكري ،في إطار السماح بالتسجيل من
عدمه .وإلى جانب جمعية حقوق النسان في سوريا ،أقامت ثلث منظمات
دعوى قضائية تعترض فيها على رفض التسجيل من قبل الوزارة وهما:
المنظمة السورية لحقوق النسان-سواسية ،والمنظمة العربية لحقوق
النسان ،والمنظمة الوطنية لحقوق النسان .ولكن لم يتم رفع هذه القضايا
!!.عمليا لعدم اجتماع المحكمة
وفي الحالت التي ل تحصل فيها الجمعية على ترخيص تخضع إلى نصوص
القانون الجنائي ،ومنها المادة رقم 327والتي تنص على" :تعتبر سرية أية
جمعية أو مجموعة تأخذ شكل الجمعية ،وتتعارض أهدافها مع القانون ،سواء
كانت هذه العمال كلها أو بعضها سرية" .وتُعرف الجمعيات التي تعتبر
سرية بأنها" :هذه الجمعيات والجماعات ذات الهداف المخالفة للقانون،
التي لم تقدم للسلطات ...القوانين الساسية وأسماء أعضائها ،ومهنهم،
والغرض من الجتماعات والعلن عن مصادر التمويل ،أو ما إذا كانت
".الجمعية التي قدمت هذه المعلومات ،قد أدلت بها كاذبة أو ناقصة
أما فيما يتعلق بحل الجمعيات وتعليقها في سوريا ،فوفقا للقانون رقم
93:توجد أربعة أسباب يمكن أن يبرر الحل القضائي للجمعية بموجبها هي
.إذا لم تعد الجمعية قادرة على الوفاء بالتزاماتها 68
في حال خصصت الجمعية أموالها لغراض غير تلك التي 69
.أنشئت من أجلها
.ارتكاب الجمعية انتهاكا خطيرا لقوانينها الساسية 70
إذا ما خالفت الجمعية القانون ،والنظام العام أو الداب 71
.العامة
كما يمكن لوزار ة الشؤو ن الجتماعي ة والعمل حل أية جمعية بقرار
:مسبب في إحدى الحالت التالية
.ابتعاد الجمعية عن أهدافها المذكورة في قوانينها الساسية 72
.في حال لم يجتمع مجلس الدارة خلل ستة أشهر 73
قيام الجمعية بأنشطة ذات طابع عنصري أو طائفي أو 74
.سياسي ينال من أمن الدولة
.قيام الجمعية بأنشطة تنتهك الداب العامة والخلق 75
في حال إصرار الجمعية على مواصلة أنشطة مخالفة 76
.للقانون ،على الرغم من تحذيرات الوزارة
في حال عدم قدرة الجمعية على تحقيق أهدافها والوفاء 77
.بالتزاماتها
في حال اعتبار الوزارة أن ل حاجة لها للخدمات التي تقدمها 78
!!!.الجمعية
ويكفي أن نذكر أنه على الصعيد العملي تم إغلق جميع المبادرات
الجتماعية التي تعمل في مجالت حقوق المرأة في سوريا ،وذلك بموجب
قرار تعسفي من وزارة الشؤون الجتماعية والعمل ،تحت مبررات وذرائع من
".قبيل "حماية المصالح العامة للدولة
()
ليس هذا فحسب ،بل يجيز القانون ذاته لوزارة الشؤون الجتماعية العمل
والتدخل لتعديل أهداف الجمعيات لتناسب الغرض من إنشائها ،حسب
ما تنص على ذلك المادة رقم 35من القانون .93بل ويمكنها أيضا منع تنفيذ
قرارات الجمعية العمومية ،ولمجلس الدارة أو لرئيسه ،إذا ما اعتبرت
!!!.مثل هذه القرارات منافية للقانون ،أو للمن العام ،أو للخلق
أيضا ،ل يسمح بتطبيق حرية الجتماع إل في أضيق الحدود .كما يتوجب
على الجمعية التيان على ذكر الجتماعات أثناء تخطيط النشطة الموجهة
والحصول على التصاريح المنية اللزمة قبل خمسة عشر يوما على القل من
(.التاريخ المقرر للجتماع( .المادة 23من القانون 93
ويكفي أن نذكر هنا ،أنه تم الحكم على عارف دليلة ،في يوليو ،2002بالسجن
والشغال الشاقة لمدة عشر سنوات بعد أن أدانته محكمة أمن الدولة
العليا (وهي محكمة استثنائية بالطبع) بتهم :نشر معلومات خاطئة ،ومنع
السلطات من مباشرة مهامها ،والتحريض على العصيان والنفصال الطائفي،
!!!.ومحاولة تغيير الدستور بالقوة
()3 تونس
على الرغم من أنه يوجد في تونس الن ما يقرب من 9132جمعية من جميع
الشكال والعاملة في كافة الحقول ومختلف المجالت المتعلقة بالمجتمع
المدني() ،إل أن عددا قليل جدا منها يتمتع فعليا بالستقلل الذاتي عن
السلطات السياسية خاصة ،فيما يتعلق بتحديد الهداف أو تعريف نشاطات
.الجمعية أو تسمية أعضائها...إلخ
فتاريخيا ،لم يتم السماح نهائيا لي جمعية تتمتع بالستقلل التام بالتشكل
اعتبارا من العام .1989حيث تنظر السلطات النونسية إلى هذه الجمعيات
على أنها بمثابة تجمعات معارضة .لذا تم تعديل قانون الجمعيات خلل عام
1992بحيث أفضى فعليا إلى تشديد الجراءات وإضافة المزيد من التعقيدات
.والقيود البيروقراطية
ورغم انضمامها إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية ،والذي يضمن لجميع الشخاص حرية التجمع ،حسب المادة
رقم 22منه ،كما ينص أيضا على وجوب أن تكون القيود المفروضة عن طريق
القانون معللة وضرورية ،وأن يكون وضعها حيز التطبيق العملي متعلق
حصريا بالمن الوطني ،والمن العام ،والنظام العام ،أو من أجل حماية
الصحة ،أو الداب العامة ،أو حقوق وحريات الفراد؛ إل أن الممارسات
الفعلية للسلطات التونسية تسير باتجاه معاكس تماما لما نص عليه العهد
.الدولي ،خاصة فيما يتعلق بحرية تكوين الجمعيات والحق في التنظيم
ومع ذلك ،تنص المادة رقم 8من الدستور التونسي على أن حرية التجمع
والصحافة مكفولة ،على أن تتم ممارستها ضمن الشروط المحددة
بالقانون .ورغم أن هذه المادة تكفل حرية التجمع نظريا إل أنها تترك ممارسة
.هذه الحرية لتقدير السلطة التشريعية ،الخاضعة بدورها للسلطة التنفيذية
أيضا تنص المادة رقم 32من الدستور التونسي على أن التفاقيات الدولية
المصدق عليها لها سلطة أعلى من سلطة القوانين الوطنية.
ورغم ذلك ،ترفض المحاكم التونسية العتراف لهذه التفاقيات بسلطة أعلى
من سلطة القوانين متذرعة في ذلك بالقول إن مهتها تنحصر في تطبيق
!!.القوانين المحلية ليس إل
-
59 154وعلى الجانب التشريعي ،تم تعديل القانون المتعلق بالجمعيات رقم
بتاريخ 7تشرين الثاني ،1959بكل من :القانون الصادر بتاريخ 2آب ،1988
والقانون الصادر بتاريخ 2نيسان .1992وفيما اشترط الول منهما الحصول على
تصريح ،عمل الثاني على تصنيف الجمعيات وتقسيمها بحسب أهدافها
.ونشاطاتها
وفي كل الحوال ،ل تتمتع الجمعيات غير المصرح لها بأية صفة قانونية وذلك
بموجب المواد 31-29من قانون الجمعيات .وتنص المادة رقم 1من القانون
رقم 59-154لسنة 1959على أن "الجمعية هي اتفاق بين شخصين أو
أكثر بشكل مستمر موحدين معارفهم أو نشاطاتهم من أجل
هدف آخر غير تشارك الرباح .وتكون الجمعية محكومة بالمبادئ
العامة للقانون المطبقة على العقود واللتزامات" .غير أن المحاكم
التونسية تفسر تعبير "بشكل مستمر" الوارد في النص أعله بطريقة حصرية
من أجل أن تمنع الجمعيات المؤقتة وتهدد أعضائها بالحبس ،حسب المادتين
29.و 30من القانون
وفي سياق مشابه ،يمكن لوزير الداخلية رفض تسجيل الجمعية ولكن
مع التعليل .وبشكل عام يكون الرفض مترافق عادة مع عبارة "غير
متوافق مع القانون"!! .وغالبا ما تكون أسباب الرفض سياسية مثلما هو
الحال مع كل من :المجلس الوطني للحريات في تونس ،ومرصد الصحافة
والنشر والبداع .وفي بعض الحيان تبدأ الجمعيات بممارسة أنشطتها خارج
نطاق القانون رغم عدم السماح لها بالتشكل ،كما هو الحال لكل من:
المجلس الوطني للحريات ،والرابطة الدولية لدعم المعتقلين السياسيين،
والرابطة التونسية ضد التعذيب ،وحتى نقابة الصحفيين ،والتي من المفترض
!!!.أل تكون مقيدة من وجهة نظر دستورية
كما يحق لوزير الداخلية ،وفي حالة الضرورة القصوى ،ومن أجل تفادي
اضطراب النظام العام وبقرار معلل ،إغلق مقار الجمعية بشكل مؤقت
وبحد أقصى خمسة عشر يوما ،وتعليق نشاطاتها واجتماعاتها( .المادة )23
مثلما يمكنه أن يطلب من المحكمة المختصة حل أي جمعية تخرق قانون
الجمعيات ،أو تقوم بنشاطات مخالفة للنظام العام أو الخلق ،أو تلك التي
تقوم بنشاطات سياسية (المادة .)24وفي مثل هذه الحالت أيضا يحق له
.إغلق مقار الجمعية وتعليق أنشطتها مباشرة
أما فيما يتعلق بحرية الجتماع ،فل يضع القانون الصادر بتاريخ 24كانون
الثاني سنة 1969والخاص بالجتماعات العامة والتكتلت والمظاهرات ،أية
عوائق تحول دون حرية الجتماع .غير أنه يشترط إعلم البلدية قبل 72ساعة
على القل قبل الجتماع .لكن التطبيق العملي يكشف تجاوزات شتى في هذا
السياق من قبل وزارة الداخلية .فعلى سبيل المثال يتم حتى الن منع
الرابطة التونسية لحقوق النسان من عقد مؤتمراتها منذ عام .2005وفي 26و
27أيار 2007قامت الشرطة بالحيلولة دون عقد محاضرة حول الوضع
.الجتماعي في تونس وذلك بمقر الرابطة أيضا
وعلى الرغم من أن حرية التنقل مكفولة بموجب القانون ،إل أنه غالبا ما
يتم انتهاكها هي الخرى من قبل السلطات التونسية .كما أن حرية التواصل
مع وسائل العلم مقيدة بدورها بالنسبة للجمعيات المستقلة .أما بالنسبة
لمسألة الحصول على المنح والتمويلت الجنبية ،فرغم عدم وجود أي
نص قانوني يحظر ذلك ،إل أن القانون الجديد الصادر بتاريخ 10كانون الول
2003والمتعلق بدعم الجهود الدولية لمكافحة الرهاب وغسل الموال ،فرض
سلسلة جديدة من المخالفات كما فرض إجراءات صارمة وعقوبات جزائية
.في هذا الطار
وهكذا لم تترك السلطات القائمة وسيلة من الوسائل ،قانونية كانت أم غير
قانونية ،لحكام الخناق حول "الرابطة التونسية لحقوق النسان"
بصفة خاصة ،ومؤسسات المجتمع المدني بصفة عامة ،إل وقامت بها وعولت
ت الهيئات
عليها .وفضل عن منع النشطاء التونسيين من السفر ،وُظف ْ
القضائية التي تهيمن عليها السلطة التنفيذية في استصدار حكم قضائي
يقضي ببطلن عقد المؤتمر السادس للرابطة التونسية في ديسبمر ،2005
لتبدأ من بعده فرض حصار أمني للمقر المركزي للرابطة وللمقار الفرعية
!!.دام ما يقرب من عامين كاملين
كما فرضت السلطات التونسية أيضا حصارا مماثل في مايو 2007على مقر
"المجلس الوطني للحريات" استمر زهاء شهر ونصف تقريبا .مثلما
عمدت السلطات أيضا في إجراءاتها لتطويق الرابطة التونسية بتجميد المنح
.الخارجية التي أبرمتها الرابطة مع مؤسسات وهيئات التحاد الوربي
أيضا ،طالت محاولت الترهيب أعضاء "الجمعية الدولية لمساندة
السجناء السياسيين" ،والتي تأسست هناك قبل خمس سنوات .حيث تم
توقيف أحد محاميها في ديسمبر 2007وتلقى تهديدا باعتباره يمارس أنشطة
غير قانونية بدعوى أن الجمعية غير معترف بها أصل ،مع العلم بأنها كانت قد
تقدمت مرارا وتكرارا ،ومنذ تأسيسها ،بطلب ترخيص دون أن تتحصل على رد
رسمي خلل المهلة التي يحددها القانون ،فيما تبرر السلطات التونسية
امتناعها عن تسجيلها بدعوى أن اسمها يوحي بأن في تونس سجناء
!!!.سياسيين
()4 البحرين
على الرغم من التحول الديمقراطي السريع الذي مرت به البحرين() ،ل يزال
قانون الجمعيات والندية الجتماعية والثقافية والهيئات الخاصة
العاملة في ميدان الشباب والرياضة والمؤسسات الخاصة الصادر بمرسوم
القانون رقم 21لسنة 1989والمعدل بمرسوم القانون رقم 44لسنة ،2002يشكل
تقييدا ً لحرية تشكيل الجمعيات ويمنح الحكوم ة البحرينية السلطة العليا
للتحكم والتدخل في أمور الجمعيات الداخلية .ومن أهم التجاوزات التي تم
:رصدها من قبل منظمات حقوق النسان البحرينية بصفة خاصة ما يلي
أول :قامت وزارة التنمية الجتماعية بحل مجلس إدارة "الجمعية
البحرينية للشفافية" وتعيين مدير مؤقت لها لحين انتخاب مجلس إدارة
جديد )(.ويأتي هذا الجراء على خلفية قرار الجمعية العمومية الستثنائية
للجمعية البحرينية للشفافية بتعديل المادة رقم 7من النظام الساسي لها
:بإضافة بندين إلى الهداف التي تعمل الجمعية على تحقيقها وهما
.نشر ثقافة حوكمة الشركات بمختلف أنواعها 79
تشجيع مؤسسات المجتمع المدني على تطبيق معايير الحوكمة 80
.المناسبة لطبيعة عملها
كما قررت أيضا ،وفي سياق توسيع قاعدة المشاركة بعضويتها ،خفض الحد
الدنى لسن العضو العامل من 25إلى 21سنة ،واستحداث فئة العضوية
المشاركة لمن بلغ 18عاما ً ،على أن يعفى من الشتراكات السنوية وتطبق
عليه باقي شروط العضوية ،وخفض عدد أعضاء مجلس الدارة من سبعة إلى
.خمسة أعضاء فقط وتنفيذ ذلك قبل نشر التعديل في الجريدة الرسمية
وبينما أصرت وزارة التنمية الجتماعية على أن مجلس إدارة الجمعية قد
ارتكب مخالفات إدارية (لم تحددها على وجه الدقة) ؛ اعتبرت الجمعية أن
القرار جاء على خلفية إصرارها على مراقبة النتخابات النيابية والبلدية
بالرغم من معارضة الوزارة لذلك() .ومع أن الوزارة وافقت مؤخرا ً على
تعديلت الجمعية على نظامها الساسي ،إل أنها تلكأت في نشر موافقتها هذه
في الجريدة الرسمية .وحسبما ينص القانون ،ل يمكن تفعيل التعديلت وتصبح
في حكم المعدومة ما لم تبادر الوزارة وتنشرها في الجريدة الرسمية .وقد
أفرز هذا الوضع إشكالية لدى جمعية الشفافية البحرينية وعطل عقد جمعيتها
.العمومية لنتخاب هيئة إدارية
ثانيا :ل تزال وزارة التنمية الجتماعية ترفض الترخيص ل "جمعية البحرين
لشباب حقوق النسان" ،حيث تقدمت الوزارة بشكوى لدى النيابة العامة
لقيام اللجنة التحضيرية للجمعية بعدة فعاليات داخل وخارج البحرين قبل
.الحصول على الشهار الرسمي؛ المر الذي اعتبرته الوزارة مخالفا ً للقانون
ثالثا :وفي شهر نوفمبر ،2007دعت وزارة التنمية الجتماعية الجمعيات الهلية
لمناقشة مسودة القانون الجديد للمنظمات الهلية ،وذلك قبل رفعه للحكومة
تمهيدا ً لرفعه بالتالي لمجلس النواب لقراره .وقد رفضت الجمعيات اللية
التي اتبعتها الوزارة في المناقشة وإدارة الحوار معها حيث لم تزود الوزارة
هذه الجمعيات بنسخ عن القانون لمناقشته مع إداراتها وأعضائها ،كما هو متبع
في أغلب المناقشات الخاصة بمشاريع الجمعيات الهلية .ثم دعت الوزارة
مندوبي الجمعيات للحضور شخصيا ً للطلع على نسخة إلكترونية غير قابلة
!!.للطباعة وإبداء رأيهم في استمارة خاصة معدة لهذا الغرض خصيصا
وما إن نشرت مسودة القانون على موقع المركز الدولي لقانون
وهو منظمة أميركية استدعتها )ICNL(،المنظمات الغير هادفة للربح
الوزارة للستشارة ولعقد بعض ورش العمل حول القانون؛ حتى قامت
الجمعية البحرينية لحقوق النسان بالتنسيق مع 26جمعية أهلية أخرى بإعلن
رفضهم لمسودة القانون ،بالضافة إلى اللجنة التحضيرية لتحاد
الصناديق الخيرية ،والذي يضم تحت مظلته 80صندوقا ً خيرياً .وقد رفعت
تحفظاتها على المشروع للوزارة مطالبة بإطلق حرية العمل في
المنظمات الهلية ،وإنهاء تدخل الوزارة في عملها .ونتيجة لذلك ،تم تعديل
بعض بنود القانون ،غير أن هذه التعديلت لم تعكس في مجملها رؤية وطموح
.الجمعيات البحرينية
رابعا :في ردة فعل حول قيام "جمعية البحرين النسائية" تنظيم فعالية
ضمن أهدافها بمشاركة خبراء من خارج البحرين؛ حاولت وزارة التنمية
الجتماعية فرض قيود جديدة على الجمعيات الهلية واشتراطها ضرورة
الحصول على تصريح من الوزارة قبل القيام بأي نشاط ،حسبما ذكرت
.صحيفة اليام البحرينية
()
خامسا :وفي السياق ذاته ،أصدرت وزيرة التنمية الجتماعية قرارا ً يقضي
بالرقابة على الجمعيات الهلية .وقد أنيطت مهمة الرقابة هذه إلى كل من:
رئيس قسم الشهار والتسجيل ،وأخصائي أول أنشطة إجتماعية .وقد اعتبرت
الجمعيات أن تلك الجراءات جزء من محاولة الوزارة تضييق الخناق عليها
ووضع العراقيل في طريقها ،كما اعتبرتها أيضا مؤشرا ً على عزم الوزارة
إصدار قانون للمنظمات الهلية أشد من القانون الحالي بحيث ل يمنح
الجمعيات مجال ً للتحرك .فضل عن أن القانون الحالي للجمعيات الهلية يمنح
الحق للوزارة المسئولة عن الجمعيات بتفتيشها والطلع على وثائقها
.ومستنداتها ومراجعة حساباتها في أي وقت تشاء
وفيما يتعلق بحرية تنظيم المؤسسات النقابية ،صدر قانون النقابات
العمالية رقم 33لسنة 2002بتاريخ 24سبتمبر ،ليسمح للعمال بتشكيل نقاباتهم
العمالية .وبينما لم يفرق القانون ما بين القطاع العام أو الخاص من جهة
الحق في تشكيل النقابات؛ أصدر ديوان الخدمة المدنية التعميم رقم 1
وقد أبلغت اللجنة كل ً من رئيس النقابة ونائبته بأنها ستتخذ إجراءات قانونية
ضد أي موظف يخالف أنظمة الخدمة المدنية .ويأتي هذا الجراء بعد أن وجه
ديوان الخدمة المدنية الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى اتخاذ الجراءات
.القانونية لوقف عمل النقابات فيها بوصفها تنظيمات غير شرعية
وعلى الرغم من تأكيد الحكومة البحرينية أنها قدمت ضمانات عدة لتوفير
الحماية العمالية ،وذلك في إطار اتفاق التجارة الحرة مع الوليات المتحدة
الميركية ،حيث أشارت إلى وجود نحو أربعين نقابة في القطاع الخاص وست
نقابات في القطاع العام تمثل ستة آلف موظف ،وبما يعد اعترافا ً ضمنيا ً من
جانبها بنقابات القطاع العام .وعلى الرغم أيضا من تأكيد وزير العمل
البحريني أن الحكومة تدعم توجه إنشاء نقابات عمالية بالوزارات والهيئات
الحكومية ،وذلك أثناء اجتماعه مع وفد من التحاد العام لنقابات عمال
الوليات المتحدة الميركية برئاسة السيد /جون سويتي ،إل أن الواقع ل يزال
.يناقض مثل هذه التصريحات الرسمية
فحتى على صعيد النقابات التي تم تكوينها في القطاع الخاص ،ل تزال
ضيقُ على أعضائها .وقد سجلت الجمعية إدارات الشركات تضيق بها وت ُ ّ
البحرينية لحقوق النسان مجموعة من هذه النتهاكات المتعلقة بشأن حرية
.العمل النقابي في القطاع الخاص ()
أما فيما يتعلق بحرية تنظيم الجمعيات المهنية ،لم تتمكن هذه
الجمعيات ،كجمعية الطباء والمهندسين والمحامين وغيرها ،من التحول إلى
نقابات على الرغم من سعيها الحثيث لحماية مصالح أعضائها .وقد كان نشاط
جمعية المعلمين هو البرز من بينها؛ إذ تبنت مطالب المعلمين الخاصة
بضرورة تحسين أوضاعهم وزيادة رواتبهم ،ودشنت في سبيل ذلك عريضة
وقع عليها قرابة 14ألف معلم ومعلمة .كما نجحت في تنظيم اعتصامين
شارك في الول ثلثة آلف معلم ومعلمة ،بينما شارك في الثاني قرابة
.خمسة آلف معلم ومعلمة
كما دعت الجمعية أعضائها ،أثناء احتفالها بيوم المعلم ،إلى وضع شارات
سوداء على أكتافهم احتجاجا ً على أوضاعهم القتصادية المتردية وتدني
.رواتبهم .وقد استجاب للدعوة نحو 14ألف معلم ومعلمة
وفي السياق ذاته ،شكلت وزارة الصحة لجنة مكونة من 12عضوا ً من
العاملين بالوزارة ،وممثلين من ديوان الخدمة المدنية ،ودائرة الشئون
القانونية للتحقيق مع الدكتور /عبد الله العجمي ،رئيس جمعية الطباء
البحرينية ،على خلفية إعلن جمعيته التعاون مع لجنة تحقيق برلمانية .وقد
استندت الوزارة في تشكيل اللجنة إلى المادة رقم ( )66من القانون رقم 35